الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال

البيهقي، أبو بكر

(المشرف العلمي): محمود بن عبد الفتاح أبو شذا النحال (فريق العمل): أشرف محمد نجيب سعيد عبد الجواد محمد (أبو العبدين) حسام أبو الدهب ياسر السيد مدين محمد السيد خليل حسام الدين عبد الله سليمان محمد حسن متبولي أحمد محمد سليمان أشرف محمد علي عمرو إبراهيم حافظ ياسر كمال أحمد أيمن عز الدين علي إبراهيم وفيق إبراهيم

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَأَصْحَابِهِ المُجلَّدُ الأوَّلُ

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

كلمة الناشر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كلمة الناشر الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: فلما كانت السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع، وهي الضياء الذي يستنير به السائر في تفسير كتاب الله - عز وجل -، والعَلَم الذي يهتدي به الفقهاء في طرقات العِلم. . واستنادًا إلى الموروث الفقهي الذي خلّفه لنا سلفنا، وكَفَونا به مُؤنة البحث في عظيم المسائل، ووسّعوا به آفاق أفهام مَن بعدهم. . وفي ظل الهجمات المتتالية لأعداء الإسلام على ثوابته وقواعده، والتطاول على سنة سيد الخلق، بل وعلى نبينا المعصوم - صلى الله عليه وسلم -. . والدعوات المتتابعة لجعل الإِسلام بعيدًا عن أهله، وإبعاد أهله عنه. لكل هذا. . يطيب لنا أن نقدم للقراء الأعزاء والمهتمين بالعلم باكورة إنتاج الروضة للنشر والتوزيع، وثمرتها الأولى لخدمة السنة النبوية المشرفة. . كتاب الخلافيات، لإمام جليل ملأ الدنيا علمًا؛ وهو الإمام البيهقي - رحمه الله -. ولقد بذلنا جهدا كبيرا في سبيل إظهار هذا الكتاب، ولم نأل جهدًا في البحث عن أصوله الخطية وتتبعها من مظانّها. فنسأل الله أن يتقبله منا، وأن يجعله في ميزان حسناتنا، إنه جوَاد كريم.

وقد أخذنا على أنفسنا عهدًا ألا نخرج للأمة الإِسلامية إلا كل مفيد ونافع؛ خاصة الأمات التي لم تر النور بعد، أو حتى الكتب التي طبعت ولكن لم تخدم خدمة لائقة بكتب السنة. راجين من المولى - عز وجل - أن يوفقنا لخدمة كتابه وسنة نبيه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. الناشر * * *

المقدمة العلمية للتحقيق

المقدمة العلمية للتحقيق الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبيِّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. وبعد؛ فإن المكانة العلمية للإمام البيهقي لا تخفى، ويكفينا في ذلك قولُ الذهبيّ: "لو شاء البيهقيّ أن يعملَ لنفسِهِ مذهبًا يجتهدُ فيه لكان قادرًا على ذلك؛ لسعة علومه، ومعرفته بالاختلاف، ولهذا تراه يلوّح بنصْرِ مسائل مما صحَّ فيها الحديث". وكيف لا وهو حافظ أصولي من كبار أصحاب الحاكم، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم، وله تصانيف تُقارِبُ ألفَ جزْءٍ ممّا لم يسبقْهُ إليه أحد عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، ومن أجلِّها كتاب الخلافيات؛ وهو كتاب ضخم جمعَ فيه بين علمي الحديث والفقه، وبيّن فيه علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث، حتى قال عنه تاج الدين السبكيّ في الطبقات: "وأمَّا كتاب الخلافيات فلم يُسبَقْ إلى نوعِه، ولم يُصنَّفْ مثلُه، وهو طريقةٌ مستقلَّة حديثية، لا يَقدر عليها إلا مُبرّزٌ في الفقه والحديث، قَيّمٌ بالنصوص". وقال ابن الملقّن في التوضيح: "خلافيات البيهقي في الحديث؛ لم أرَ مثلها، بل ولا صُنِّف". وقال المراغي في الفتح المبين: "كتاب الخلافيات سلك فيه طريقة حديثية أصولية مستقلة، وجمع فيه المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة". أهمية كتاب الخلافيات: لا تخفى أهمية كتاب الخلافيات على الناظر فيه مؤيّدًا كان أو معارِضًا، وإن لم يكن فيه إلا المنهج العلميّ الذي سلكه مصنّفه في مناقشة المسائل والترجيح

بين الأقوال بصنعة المحدّث ومهارة الفقيه ونظر الأصولي لكفى بذلك فضلا. وما يبرزه هذا الكتاب - وما ماثله في تراثنا العريق - من لوازم المنهج العلميّ السديد من جمْعِ شَتَات القضية العلمية، وإحاطةِ الباحث بأصولها وفروعها، ودِقّةِ النظر فيها ورَصَانةِ مناقشة أدلتها وما يترتب على هذا من صدقٍ ونَصَفَةٍ، هذا كلُّه أمرٌ ينبغي إظهارُه في أيامِنا هذه، لا ليكون منارًا هاديًا لطلبة العلم فحسب، وإنما ليكون أيضًا أنوارًا قاشعةً لظلماتِ أولئك المجترئة على التراث والعلم الشرعي. ومع هذا فإنّ للكتاب مزايا أخرى لا بد من ذكرها، منها: • ما يحتويه الكتاب من نقولاتٍ مسندة عن كُتُب نفيسة قد فُقِد أغلبُها، كالجامع الكبير لسفيان الثوري، والمسند لأحمد بن عبيد الصفار، والسنن ليوسف بن يعقوب القاضي، وصحيح الإسماعيلي. • وما يحتويه الكتاب من نُقُولات عن كتب وصلتنا ولكن نالها من التصحيف والتحريف والسقط ما يحوجنا إلى التوثيق من هذا الكتاب وما ماثله، كالمستدرك للحاكم، والقراءة خلف الإمام للمؤلف، بل قد وقفنا على نصوص كاملة سقطت من بعض الكتب المطبوعة بين أيدينا كالتاريخ لابن معين رواية الدوري. • وما تضمّنه الكتاب من أحكام خاصة للبيهقي على بعض الأحاديث من ناحية الصحة والضعف والقبول والرفض، وهذا أمر يُقدره المتخصصون. • وما تفرد بذكره من أقوال في الجرح والتعديل لها أهميةٌ بالغة. • وما حفظه لنا من أقوال في الجرح والتعديل هي من الأهمية بمكانٍ، خاصة أن مصدرَها الذي استقى منه لم يصلْنا.

ما الذي دفعنا إلى إعادة تحقيق الكتاب؟

ما الذي دفعنا إلى إعادة تحقيق الكتاب؟ إن الذي دفعنا إلى إعادة تحقيق الكتاب أن الذي تم إخراجه من هذا الكتاب هو كتاب الطهارة فقط، وهو يمثل كتابًا واحدًا من سبعةٍ وثلاثين كتابًا هي جُملة الكُتُب التي حواها كتاب الخلافيات، بعدد أحاديث أقلَّ من سُدُس أحاديث الكتاب، وقد طُبع في دار الصميعي بالرياض بتحقيق فضيلة الشيخ/ مشهور بن حسن آل سلمان. وصدر في ثلاثة أجزاء من عام 1414 هـ/ 1994 م إلى 1417 هـ/ 1997 م، ووصْفُ هذه الطبعة كالتالي: أولًا: لم يعتمد الشيخ مشهور فعليًّا في القطعة التي نشرها إلا على نسخةٍ خطيّةٍ واحدة من مكتبة سليم أغا، حقق منها الشيخ 100 لوحة فقط من أصل 360 لوحة، ويحتوي الجزء المحقَّق على كتاب الطهارة فقط، ورغم ما بَذَلَ في طبعته من مجهود إلا أنها - كأيِّ جهدٍ بشريٍّ - اعتراها شيءٌ من النقص، وكنتُ قد نشرتُ مقالًا على ملتقى أهل الحديث سنة 2011 م بيّنتُ فيه المآخذَ العلميّةَ على الطبعة، غير أن هذا لا يجعلنا نغفلُ ما بَذَل في خدمة الجزء المطبوع من الكتاب - حفظه الله - من جهْدٍ في التحقيق والتعليق. أما نحن فقد اجتمع لدينا خمس نسخٍ خطية لكتاب الخلافيات بمجموع 810 لوحات بدون المكرر، وبالمكرر 1637 لوحة. ثانيا: المخطوطة التي اعتمدها الشيخ يعيبها عدة أمور: • أنها مبتورة من أولها. • كثيرة السقط. • يشوبها كثير من التصحيفات. • مشوشة الترتيب.

وقد ترتَّب على هذا أن بدأت النسخة من أثناء المسألة الخامسة؛ لوجود خَرْم في أولها - يعادلُ قرابةَ 90 حديثًا - تَمَّمه المحقق من مختصر الخلافيات لابن فرْحٍ، وهو محذوف الأسانيد. وأثبت كذلك مسائل كاملةً من المختصر رغم وجودها في نسخة سليم أغا المعتمدة، وهو ما ظهر لنا عند إعادة ترتيبها. ثالثًا: أمَّا وصفُ الشيخ لما وقف عليه من النسخ الأخرى فبيانُه كالتالي: * نسخة دار الكتب المصرية، تحت رقم: (94 - فقه شافعي)، وتتضمن الجزءَ الثاني، وعددُ أوراقها (172)، وتبدأ من مسائل الحج كما ذكرَ. وحقيقة هذه النسخة - بعد الوقوف عليها ودراستها - أنها قطعة من مختصر الخلافيات لابن فَرْح، وليست نسخةً من كتاب الخلافيات للبيهقي. * النسخة الثالثة - كما ذكر فضيلته - تبدأ من الفرائض وتنتهي بانتهاء الكتاب، وتقع في (358) لوحة. ولم يتطرّقِ الشيخ في عمله إلى هذه النسخة؛ لأنه توقف عند كتاب الطهارة. وهذه النسخة من الأهمية بمكان عظيم؛ إذ تحوي سبعة وعشرين كتابًا؛ بداية من كتاب الفرائض إلى كتاب العتق والولاء والمدبر والكتابة، وفيها خاتمة المؤلف وتاريخ ابتدائِهِ تصنيفَ الكتاب؛ وهو في شهر ربيع الآخر بعد منصرفه من نيسابور إلى خسروجرد من سنة ست وأربعمائة. وبناء على ما سبق من أن هذا الجزء المطبوع لا يمثل إلا جُزْءًا ضئيلًا من كتاب الخلافيات؛ استحقَّ الكتاب أن يُعادَ إخراجُه مرةً أخرى كاملًا، ومحققا تحقيقًا علميًّا يليق أولا بالسنة النبوية المطهرة، ويليق ثانيا بمكانة الإمام البيهقي - رحمه الله - وبمصنَّفِه.

منهج البيهقي في الكتاب

منهج البيهقي في الكتاب: - يبدأ الإمام البيهقي بذكر رأي الشافعي في المسألة إما من خلال قول الشافعي، أو من خلال قول بعض أصحابه كأبي الطيب الصُّعْلُوكي، ثمَّ يُتْبع ذلك بذكر رأي الأحناف إما من خلال قول أبي حنيفة صاحب المذهب، وإما من خلال قول صاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن، أو من خلال قول بعض العراقيين. - بعد ذلك يبدأ بعرض أدلة الشافعية في المسألة بقوله: "لنا"، "دليلنا ما"، "دليلُنا في المسألة"، "وبناء المسألة لنا". - ثم يعرض أدلة الأحناف دليلًا دليلًا ويرد عليها، فيقوم بعرض كل دليل على حدة بقوله: "قالوا"، "احتجوا بما"، "فإن قالوا"، "وربما استدلوا بما"، "فإن استدلوا بما"، "وربما استدل أصحابهم"، ثم يرد على هذه الأدلة مع تتبع الطرق والرواة وذلك بقوله: "قلنا". - نهج البيهقي - رحمه الله - منهج المحدثين؛ فاستدل على أقواله بالأحاديث النبوية، وساقها بأسانيدها، وهو يشير إلى مخرجها من الصحيح، ويوضح إن كان في الحديث ضعفٌ أو علّةٌ. ولم يقتصر على الأحاديث المرفوعة، بل سرَدَ أقوال الصحابة والتابعين، كلّ ذلك بأسانيده إليهم، حيث اهتم بتعدد الأسانيد والطرق؛ فهو قد يورد عن الراوي الواحد أكثر من رواية مرة بالاتصال وأخرى بالانقطاع، أو مرة بالرفع وأخرى بالوقف. ولم يخلُ الكتاب من فوائدَ خاصةٍ ببيان حال الرواة الذين يرَى فيهم ما يُضعّف روايتَهم، سواء من رأيه هو فيهم أو بنقلِ أقوال أئمة هذا الشأن.

وصف النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق الكتاب

وصف النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق الكتاب: النسخة (ق): محفوظة في مكتبة القرويين بفاس تحت رقم (1885) فقه مقارن. عدد لوحاتها (320) لوحة، مقاس 26 × 18 سم، مكتوبة بخط نسخ جميل واضح ومقروء، كتبها: خليل بن حامد بن أبي الزهران الشافعي، وذلك يوم الخميس حادي عشر شهر الله المحرم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة. وأُثبت على صفحة العنوان اسم الكتاب والمؤلف، ونصه: "الجزء الأوّل من الخلافيات، للإمام البيهقي رضي الله عنه وأرضاه". والنسخة مقابلة ومُصححة على الأصل المنقول منه كما يظهر ذلك بالاستدراكات على هوامش النسخة، وبالدوائر المنقوطة في أثناء الأسطر، والمصطلحُ عليه عند المحدثين في فنّ النسخ أن الناسخ يضع دائرة مفرغة هكذا [o]، فإذا قوبل المنسوخ بأصله وضع في وسط الدائرة نقطة أو شرطة، فيُستدل بوجودها على أن النسخة قُوبلت بأصلها. وهي من تحبيس المولى الرشيد على خزانته التي أسسها بالجامع الأعظم بالمدينة البيضاء فاس. وعلى الحواشي عناوين تسهل الوقوف على ما يحتويه الكتاب من فوائد ومسائل، فيكتب الناسخ قبلها كلمة: (قف) ويمدها مدًّا يسيرًا. تبدأ من بداية الكتاب وتنتهي بكتاب صلاة الخسوف. وقد صورها لي الشيخان نور الدين بن محمد الحميدي الإدريسي، وأبو الإسعاد خالد السباعي.

النسخة (د)

النسخة (د): محفوظة في دار الكتب المصرية العامرة، تحت رقم (76) فقه طلعت. تقع في (220) لوحة. تبدأ من أول الكتاب وتنتهي في أثناء مسألة القراءة خلف الإمام. وهي مكتوبة بخط نسخ واضح ومقروء، كتبها: محمد بن شعبان في الثالث والعشرين من شهر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة. والنسخة مقابلة ومُصححة على الأصل المنقول منه كما يظهر ذلك بالاستدراكات على هوامش النسخة، وعلى النسخة بلاغات، مثل: "بلغ مقابلة. . ."، أو نحو هذه العبارة، وهي مقابلة على نسخة أخرى رمز لها الناسخ بالرمز "خ". وأُثبت على صفحة العنوان اسم الكتاب والمؤلف، ونصه: "كتاب خلافيات البيهقي صاحب السنن في الحديث، وهذا في مسائل الفقه. . .". وعلى صفحة العنوان عدة قيود تملكات ومطالعات منها: - أنهاه مطالعة المعترف بالذنب والسرف همام الدين. . . المعروف بابن خلف. - من عواري. . . محمد بن أحمد. . . - في نوبة الفقير إلى الله تعالى محمد. . . المالكي. - نظرت فيه واستفدت معانيه، العبد الفقير. . . محمد المأموني الشافعي غفر الله له آمين في ثامن ذي القعدة سنة 1094 هـ.

النسخة (س)

النسخة (س): محفوظة في مكتبة سليم أغا وقد ضمت إلى المكتبة السليمانية بتركيا. تقع في مجلدين المجلد الأول (177) لوحة ومحفوظ تحت رقم (277)، والثاني (183) لوحة ومحفوظ تحت رقم (278)، ولم يُعرف اسم ناسخها. بها نقص من بدايتها يتمثل في قرابة 3 مسائل وتنتهي في أثناء كتاب الحج، وهي كثيرة السقط، مشوشة الترتيب، يشوبها كثير من التصحيفات، غير مقابلة على الأصل المنقول منه. وما كان مكانه في الأصل غير واضح استظهره الناسخ ورقمَ مقابله في الحاشية حرف: (ط). النسخة (ع): محفوظة في مكتبة الشيخ بديع الدين شاه الراشدي. تقع في (179) لوحة، وهي بخطٍّ متأخرٍ جدًّا، وتعادل النصف الثاني من الكتاب، تبدأ من كتاب الفرائض، وتنتهي بانتهاء الكتاب. وفي هذه النسخة بياض وقع في لوحة (117)، وفي هامشها: "بياض في الأصل من هنا إلى سبع صفحات". وهي غُفْلٌ من اسم الناسخ وتاريخ النسخ. ومن الأخطاء الشائعة في هذه النسخة سقوط كلمة "ابن" بين بعض الأسماء. وجاء في مبتدأ كتاب السير مسألة (547) ما يدلّ أنها من رواية أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن المؤلف. وفيها خاتمة المؤلف وتاريخ ابتدائه تصنيف الكتاب ونصه: "قال الإمام

النسخة (م)

أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقيّ - رحمه الله - تعالى: ابتدأت في جمع هذا الكتاب وتصنيفه في شهر ربيع الآخر بعد منصرفي من نيسابور إلى خسروجرد من سنة ست وأربعمائة، والحمد لله رب العالمين". وعليها خط فتح الرسول النظامي ناسخ النسخة (م). وقد صورها لي الدكتور عبد الحكيم بلمهدي من جامعة الإمام، ثم أثناء عملنا في الكتاب صور لي الشيخ فراس الغنام صورة أخرى ورقيّة من مؤسسة الدرر السنية. النسخة (م): محفوظة في مكتبة أبي الروح محبّ الله الشاه السندي. تقع في (206) لوحة، وهي بخط فتح الرسول النظامي، كتبها سنة ست وثمانين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة للسيد أبي الروح محبّ الله الشاه السندي. وهي منسوخة من نسخة أرسلها إليه الشيخ المعظم المبجل أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي صاحب غاية المقصود، وعلى طررها ما يفيد أنها قوبلت على نسخة أخرى، فقد كتب الناسخ على طرتها (ق 147) ما نصه: "في النسخة التي هي محفوظة في مكتبة جماعة غرباء أهل الحديث كراتشي". وقد أبان الناسخ عن رداءة النسخة التي كتب منها؛ ففي نهاية النسخة كتب: "يقول الكاتب فتح الرسول بن فتح محمد النظاماني غفر لهما الله وستر عيوبهما بلطفه الخفي والجلي: فرغت من الكتابة ليلة السبت من شهر جميد [كذا] الأولى سنة ست وثمانين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة على صاحبها

دراسة حول ما وصلنا من نسخ كتاب الخلافيات

الصلوات والتسليمات. كتبت هذا الكتاب للسيد أبي الروح محب الله الشاه السندي من آل مولانا السيد أبي تراب رشد الله السندي قدس الله تعالى سره. الإشارة: النسخة الخطية كانت مملوءة بالخطأ في العبارة والكتابة ولعلّ بعض عباراتها متروكة ولذا لم يفهم معناه في مواضع كثيرة". ثم كتب على حاشيتها: "طالعناه فوجدنا فيه علمًا جمًّا". دراسة حول ما وصلنا من نسخ كتاب الخلافيات: لاحظنا وجود قواسم وأمور مشتركة بين كافة المخطوطات قديمها وحديثها، جيدها وسقيمها، وقد صنفنا هذه الأمور إلى ما يلي: • نسخة الشيخ المغربي: كتب ناسخ (ق) في الحاشية: "قال هذا حاشية من غير تخريج إليه"، وكتب ناسخ (س): "رأيت هذا التخريج على الحاشية، وذكر الشيخ الثقة الفاضل المغربي أنه رأى هذا الإلحاق وأنه وجده من غير تخريج إليه، وذكر أنه طبق بهذه المسألة وبالذي بعدها وهو هذا الحديث وحده". كتب في هامش (ق): "حاشية: قال: هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر الجزء، ولم يكن إليه تخريج فألحقتهما بهذه المسألة"، وكتب في (س) بعد هذا الحديث في متن المخطوط: "ذكر الشيخ المغربي أن هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر المروي، لم يكن إليه تخريج فألحقهما بهذه المسألة". ضبب ناسخ (د) فوق قوله: "الخفاف" وكتب: "في نسخة المغربي مشكل في الأصل".

البياضات

• البياضات: مسألة: لم يذكر في المسألة خبرًا ولا أثرًا. وأما حديث عمرو بن أبي قيس: فترك بياضًا. أي بيض له المؤلف ولم يذكر تحتها حديثًا. • ظهر الخبر والجزء والمروي والرقاع: في (س) بعد هذا الحديث في متن النسخة: "ذكر الشيخ المغربي أن هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر المروي، لم يكن إليه تخريج فألحقهما بهذه المسألة". (ع): قال الناسخ: "قال: هذه الأحاديث ليست من المسألة، وقد سمعناها وهي كانت على ظهر الجزء وأثبتها لأنها تليق بمسائل عدة وهي". اهـ. (س): "حديث ابن عبدان في رقعة ليس إليها [س/ 67] تخريج بين رقاع كبيرة، فكتبته هنا، هكذا وجدت في الأصل الذي نسخت منه". (ع): قال: "أحاديث ذكرها على ظهر الخبر، قال: من تفاريق المذهب، فخفت أني ربما أنساها عند انتهاء الكتاب فأثبتها ها هنا". • نقل وترتيب: طرة على حاشية (ق 387): "هذا الحديث كان مكتوبًا في آخر المجلد فسمعناه ونقلته إلى ها هنا لأني رأيته يليق بهذا الموضع، والله أعلم". • إضافات من راوي الكتاب: مسألة لم يذكرها الإمام - يعني البيهقي -. قال زاهر بن طاهر الشحامي - راوي الكتاب عن المؤلف -: نقلت هذه الأحاديث من السنن الكبير؛ لأنه لم يذكر هنا في المسألة الأولى شيئًا، واختصرت أسانيدها؛ لئلا تطول، والله الموفق للصواب.

منهج العمل في تحقيق هذا الكتاب

منهج العمل في تحقيق هذا الكتاب: إن كلمة التحقيق - كما يذكر العلّامة عبد السلام هارون - هي الاصطلاح المعاصر الذي يُقْصَد به بَذْلُ عناية خاصة بالمخطوطات، حتى يمكن التثبّت من استيفائها لشرائط معينة، فالكتاب المحقَّق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه. وعلى ذلك فإن الجهود التي تبذل في كل مخطوط ليست بالهينة بحيث يُقْدِم عليها كل من ظن في نفسه قدرة على إخراج كتاب، غيرَ مكترث على أي صورة كان هذا الإخراج. فالمخطوطات ليست ورقًا عَفَا عليه الزمن، بل إن لها من الشرف والمكانة ما يجعلها قرة عين العلماء والباحثين؛ يغارون عليها كما يغارون على أعراضهم، ويذبون عنها كل عبث أو إهمال، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل إخراجها للنور على الصورة التي أرادها عليها أصحابُها. وتزداد المخطوطات شرفًا وأهمية حينما تكون خاصة بكلام سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، ففي هذه الحال تكمن الخطورة في احتمال إثبات تصحيف أو تحريف، أو إثبات قول إلى سيد الخلق لم يقله - صلى الله عليه وسلم - وبالتالي ينبغي أن يلزم كلُّ إنسان الحذرَ حال الإقدام على التحقيق، خاصة هذا القسم من المخطوطات. لقد استودع المصنِّفون كتبَهم أمانةً في أعناق الأجيال، ومَضَوْا بعد أن أَفْنَوْا أعمارَهم في تقييد السنة النبوية راجين أن يأتي مَن بعدهم ليشرحوا أو يدرسوا أو يعلِّقوا على مصنفاتهم، فيعمّ النفع والفائدة، طالبين من الله - عز وجل - الرحمة والمثوبة جزاء ما أضنوا أنفسهم فيما سخّروها له من خدمة العلم الشريف.

ثم آل إلينا هذا الإرث العظيم، ورجونا - إن لم نكمل ما بدءوه - أن نقوم بأدنى من ذلك، وهو نقله للخلف في الصورة التي تركه عليها السلف قدر استطاعتنا، وقد تبعنا في هذا المنهج التالي: - قمنا بنسخ الكتاب من أدقّ نسخه الخطية - في مواطن تعددها - ثم قابلنا النسخ عدة مرّات حتى يخرج النص خاليًا من السقط. ومنهجنا فيما نثبته في أصل الكتاب هو ما يسميه البعض بالنصّ المختار، ففي حالة اختلاف النسخ الخطية التي لدينا فإننا نثبت ما يترجح لدينا أنه نص المصنّف، أو الأقرب صورة له. - حاولنا جهدَنا أن نُخرج الكتاب خاليًا من التصحيفات والتحريفات والأسقاط، فقابلنا الأحاديث متنًا وسندًا على مصنفات البيهقي الأخرى كالسنن الكبير، ومعرفة السنن والآثار، والسنن الصغير، وعلى المصادر الأصلية للمصنِّف مطبوعةً ومخطوطةً، وأشرنا إلى أيةِ خلافاتٍ جوهرية في النصّ. - قابلنا الكتاب من بداية الجنائز حتى نهايته على نسخة تشستربتي من مختصر الخلافيات لابن فَرْح باعتبارها النسخة الأم من نسخ المختصر، مع الاستعانة بالمطبوع ونسخة دار الكتب المصرية في بعض المواضع. - إن اتفقت النسخ الخطية جميعًا على الخطأ رجعنا إلى كتب المؤلف ومصادره الأصلية وأثبتنا الصواب منها، وإن أبقينا الخطأ أشرنا في الحاشية، ولم نحِدْ عمَّا في أصولنا الخطية إلا إذا ترجح لدينا بالدليل أنه خطأ من النساخ. - في حالة إكمال نقص وقع في النسخ الخطية فإننا نضعه بين معقوفين هكذا [] وننبه في الحاشية على المصدر الذي استدركناه منه.

- قمنا بوضع علامات الترقيم المناسبة التي تعين على فهم النصّ وتوضحه، فميزنا الآيات القرآنية بالخط العثماني، مع التفريق بين قراءة حفص وغيرها من القراءات، مع تنصيص لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - تمييزا لها عن غيره من الكلام، ولا يخفى ما يبذل في ذلك من جهد للوقوف على النصّ خاليًا من الإدراج. - حرصنا على ضبط السند والمتن بنيةً وإعرابًا، واستثنينا من ذلك صيغ التحديث المختصرة، نحو: (ثنا - أنا - أبنا - نا). - رجعنا في ضبط الأعلام من الأسماء والكنى والألقاب والأنساب إلى كتب المشتبه والأنساب والبلدان ونحوها، وإلى المعاجم التي اهتمَّتْ بهذا الجانب كالقاموس المحيط وتاج العروس، وإلى كتب التراجم التي قد تشير إلى ضبط الأسماء. - رجعنا في تشكيل المتن إلى كتب السنة المسندة، وخصوصًا أصل الرواية، مع الاسترشاد بما ذُكر في كتب الشروح من روايات وتقييدات. - واعتنينا بضبط عبارات الفقهاء واصطلاحاتهم، وقد أفادنا في ذلك كتاب الزاهر للأزهري والمصباح المنير للفيومي، وحواشي المتأخرين على كتب الفقه، وغير ذلك. - وفي ضبط أقوال الجرح والتعديل وأحكام أئمة الحديث رجعنا إلى تخريجات تلك الأقوال، وإلى كتب مصطلح الحديث. - وقد صادفَنا في بعض المواضع هفواتٌ بل أخطاء من النساخ، فتعاملْنا مع تلك المواضع بحسبها؛ فإن أمكن إثبات ما نحسب الناسخ وهِم فيه على أنَّ له وجهًا أثبتناه ونبَّهْنا على استشكالنا في الحاشية، وإن تعذَّر أن نُثبِتَ ما وهِم

فيه الناسخُ لظهوره ووضوحه أثبتنا الجادَّة ونبَّهْنا أيضًا في الحاشية. - فيما يخص منهج التخريج فقد عزونا النصوص إلى أصول رواياتها التي اعتمد عليها البيهقي حسب منهج علميّ دقيق يراعي الرجوعَ في بعض المصادر إلى أصولها الخطية، وذلك كأن يروي المصنِّف رواية من طريق السنن لأبي داود رواية ابن داسة، أو السنن للدارقطني روايتي الحارثي والسلمي، أو من طريق مالك في الموطأ رواية القعنبي وابن بكير والليثي، أو سعدان بن نصر في حديثه بروايتي ابن الأعرابي وإسماعيل الصفار، أو ابن معين في التاريخ بروايتي الدوري والدارمي، فنوثق سائر هذه الروايات، وما لم نقف على أصله وثَّقناه بواسطة كتب المصنف الأخرى أو من المصادر التي شاركت المصنف في النقل، أو من أقرب راوٍ في إسناد البيهقي من مصدر آخر، ولم نستفضْ في ذكر جميع المصادر. - عزونا الآيات القرآنية إلى أماكنها من المصحف الشريف، وأثبتنا العزو في حواشي التحقيق. - ميزنا بعض الرواة المبهمين والمهملين إذا دعت الحاجة، ولم نثقل الكتاب بغير المهم من التعليقات. - وثقنا المسائل الفقهية من الكتب المعتمدة في المذهبين الشافعي والحنفي، والتزمنا في المذهب الشافعي بعمدة كتب المذهب وهو كتاب الأم للشافعي، ثم كتاب صاحبه المزني وهو مختصره، ثمَّ الحاوي الكبير للماوردي وهو من أهم كتب الشافعية وأشهرها، وغير ذلك من الكتب، وحرصنا على عزو المسألة إلى كتاب المجموع للنووي لجلالة قدر صاحبه ولِما يحويه من الأقوال في المذهب الشافعي وغيره.

كما التزمنا في المذهب الحنفي بكتاب الأصل المعروف بالمبسوط لمحمد بن الحسن الشيباني، ثم المبسوط للسرخسي، ثم تحفة الفقهاء للسمرقندي، ثم بدائع الصنائع للكاساني، وهذه الكتب هي المعتمدة في المذهب في النقل عن أبي حنيفة وأصحابه، ثم نرجع إلى غير ذلك من كتب المذهب عند الحاجة. مراعاة الدقة في اختيار أفضل طبعات الكتب المعتمدة في التحقيق، مع الرجوع للأصول الخطية لها في مواطن الإشكال. وضعنا كشافات وفهارس فنية لتيسير الاستفادة من الكتاب، واتبعنا فيها ما يلي: أولًا: وضعنا أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتبة ترتيبًا ألفبائيًّا في موضعها من الفهرس، ووضعنا طرف النص سواء اشتمل على كلام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أو الصحابيّ أو التابعيّ أو غيرهم مرتبًا ألفبائيّا ويشمل ذلك الأحاديث القولية والفعلية والتقريرية، ويشمل أيضًا الموقوف والمرسل والمقطوع، وذلك حتى يتسنى للباحث الوصول إلى مراده. ثانيًا: وضعنا فهرس لأقوال الجرح والتعديل سواء التي من قول المؤلف، أو ما نقله عن أئمة الجرح والتعديل. وقد اقتضت الحاجة تغيير بعض الألفاظ والضمائر الواردة في الكتاب ليناسب المقام؛ فإذا أتى المؤلف بكلام النقاد عن راوييْنِ معًا فنفرد كلًّا منهما في موضعه، وقد رتبناه ترتيبًا هجائيًّا حسب أسماء الرواة. ثالثًا: وضعنا فهرس بثبت المراجع والمصادر. وختامًا نرجو أن نكون قد وُفقنا في تقديم هذا العمل العلمي المتفرد الذي جمع فيه مصنفه بين علم الحديث وعِلَله، وبيَّن فيه الصحيحَ والسقيم، وذكَر

وجوهَ الجمع بين الأحاديث، ثمَّ بيَّن الفِقْه والأُصول، وشرَح ما يتعلق بالعربية، كل ذلك على وجهٍ وقعَ مِن الأئمة كلِّهم موقعَ الرضا. المحققون * * *

ترجمة الإمام أبي بكر البيهقي

ترجمة الإمام أبي بكر البيهقي (¬1) اسمه ونسبه: الإِمام العلامة الحافظ الجليل شيخ الشافعية أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الخسروجردي. مولده ونشأته: تكاد تجمع كتب التراجم على أنه ولد في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة (384 هـ)، إلا أن ابن الأثير انفرد بقوله: ومولده سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. ولم تسعفنا كتب التراجم المتوفرة بين أيدينا بشيء ذي بال عن أسرة الإِمام البيهقي، لكن الذي نعلمه أنه بدأ طلب العلم وسماع الحديث منذ نعومة أظفاره وهو في سن صغيرة حيث كان عمره خمس عشرة سنة (¬2)، أي في حدود سنة (399 هـ)، وهذا ينبئنا أن البيهقي قد نشأ في بيئة علمية، أو على الأقل نشأ بين أبوين محبين للعلم مما مكنه من سماع الحديث في هذه السنن الصغيرة، كذلك لا يعقل أن والد الإمام البيهقي يذهب به لسماع الحديث قبل أن يكون ¬

_ (¬1) مصادر ترجمته: المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور (رقم: 231) والأنساب (2/ 381) وتبيين كذب المفتري (265) والتقييد (1/ 147) والمنتظم (8/ 242) ومعجم البلدان (1/ 538)، (2/ 370) وطبقات علماء الحديث (3/ 329) والكامل في التاريخ (10/ 52) ووفيات الأعيان (1/ 75، 76) واللباب (1/ 202) وسير أعلام النبلاء (18/ 163) والعبر (2/ 308) وتذكرة الحفاظ (3/ 1132) وتاريخ الإِسلام (10/ 95) والوافي بالوفيات (6/ 354) وطبقات الشافعية الكبرى (4/ 8 - 16) وغيرهم كثير. (¬2) ذكره الحافظ الذهبي في السير (18/ 164).

قد حفظ القرآن الكريم وتعلم أصول العربية وأخذ شيئًا من بعض العلوم، كما هو متبع في ذلك الزمان. ويحدثنا البيهقي نفسه عن نشأته فيقول في كتابه معرفة السنن والآثار (1/ 212): "إني منذ نشأت وابتدأت في طلب العلم أكتب أخبار سيدنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله أجمعين، وأجمع آثار الصحابة الذين كانوا أعلام الدين، وأسمعها ممّن حملها، وأتعرف أحوال رواتها من حفاظها، وأجتهد في تمييز صحيحها من سقيمها، ومرفوعها من موقوفها، وموصولها من مرسلها، ثم أنظر في كتب هؤلاء الأئمة الذين قاموا بعلم الشريعة وبنى كل واحد منهم مذهبه على مبلغ علمه من الكتاب والسنة، فأرى كل واحد منهم رضي الله عنهم جميعهم قصد قصد الحق فيما تكلف واجتهد في أداء ما كلف، وقد وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث صحيح عنه لمن اجتهد فأصاب أجرين، ولمن اجتهد فأخطأ أجرا واحدا، ولا يكون الأجر على الخطأ وإنما يكون على ما تكلف من الاجتهاد، ويرفع عنه إثم الخطأ بأنه إنما كلف الاجتهاد في الحكم على الظاهر دون الباطن، ولا يعلم الغيب إلا الله - عز وجل -، وقد نظر في القياس فأداه القياس إلى غير ما أدى إليه صاحبه كما يؤديه الاجتهاد في القبلة إلى غير ما يؤدي إليه صاحبه، فلا يكون المخطئ منهما عين المطلوب بالاجتهاد مأخوذا إن شاء الله بالخطأ، ويكون مأجورا إن شاء الله على ما تكلف من الاجتهاد. ونحن نرجو ألا يؤخذ على واحد منهم أنه خالف كتابا؛ نصا ولا سنة قائمة ولا جماعة ولا قياسا صحيحا عنده، ولكن قد يجهل الرجل السنة فيكون له قول يخالفها لا أنه عمد خلافها، وقد يغفل المرء ويخطئ في التأويل، وهذا كله مأخوذ من قول الشافعي - رحمه الله - ومعناه".

رحلته في طلب العلم

وقال عبد الغافر الفارسي في المنتخب من السياق (ص 103): "كتب الحديث وحفظه من صباه إلى أن نشأ، وتفقه وبرع فيه، وشرع في الأصول، ورحل إلى العراق والجبال والحجاز". رحلته في طلب العلم: قام البيهقي - رحمه الله - برحلة طويلة في طلب العلم فسمع أولًا بمدن خراسان: نوقان، طوس، همدان، نيسابور، روذبار. . . . وغيرها من بلاد خراسان، ولما حوى ما في هذه البلاد من علم توجه إلى أداء الحج، فدخل مكة وسمع من علمائها، وتوجه إلى بغداد والكوفة وما حولها من بلدان كعادة جميع العلماء في الرحلة في طلب العلم، ولم تحدثنا الكتب التي ترجمت للبيهقي كثيرا عن رحلته، وبعد هذه الرحلات رجع إلى بيهق، قال الذهبي: وانقطع بقريته مقبلا على الجمع والتأليف (¬1). مؤلفاته: لقد كُتب كثيرا في ترجمة البيهقي وإحصاء مؤلفاته، واجتنابا للتكرار أذكر هنا الكتب المطبوعة للبيهقي فقط: 1 - إثبات عذاب القبر. 2 - أحكام القرآن. 3 - الآداب. 4 - الأربعون الصغرى. 5 - الأسماء والصفات. ¬

_ (¬1) السير (18/ 165).

6 - البعث والنشور. 7 - بيان خطأ من أخطأ على الشافعي. 8 - الجامع في الخاتم. 9 - الجامع في شعب الإيمان. 10 - حياة الأنبياء في قبورهم. 11 - الخلافيات (وهو ما بين يديك أيها القارئ الكريم). 12 - الدعوات الكبير. 13 - دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة. 14 - رسالة البيهقي إلى أبي محمَّد الجويني. 15 - رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي. 16 - رسالة في حديث الجويباري. 17 - رسالة البيهقي إلى عميد الملك (طبعت ضمن طبقات الشافعية للسبكي). 18 - الزهد الكبير. 19 - السنن الصغير. 20 - السنن الكبير. 21 - فضائل الأوقات. 22 - القراءة خلف الإمام. 23 - القضاء والقدر. 24 - الاعتقاد. 25 - المدخل إلى السنن الكبير.

ثناء العلماء عليه

26 - معرفة السنن والآثار. 27 - مناقب الشافعي. ثناء العلماء عليه: قال الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص 266): "كتب إلي الشيخ أبو الحسن الفارسي قال: أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى أبو بكر البيهقي الإِمام الحافظ الفقيه الأصولي، الدَّيِّن الوَرع، واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ والمكثرين عنه، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه إلى أن نشأ وتفقه، وبرع فيه، وشرع في الأصول". قال السمعاني في الأنساب (2/ 381): "كان إمامًا فقيهًا حافظًا، جمع بين معرفة الحديث وفقهه، وكان تتبع نصوص الشافعي وجمع كتابا فيها سماه كتاب المبسوط، وكان أستاذه في الحديث الحاكم أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الحافظ، وتفقه على أبي الفتح ناصر بن محمَّد العمري المروزي، وسمع الحديث الكثير وصنف فيه التصانيف التي لم يسبق إليها، وهي مشهورة موجودة في أيدي الناس". قال الصفدي في الوافي (6/ 354): "أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الإِمام أبو بكر البيهقي الخسروجردي مصنف السنن الكبير، كان أوحد زمانه وفرد أقرانه، من كبار أصحاب أبي عبد الله الحاكم". قال الحافظ الذهبي في السير (18/ 163): "الحافظ العلامة، المثبت، الفقيه، شيخ الإِسلام".

مذهب البيهقي

وقال أيضًا (18/ 168): "تصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قل من جود تواليفه مثل الإِمام أبي بكر، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء سيما سننه الكبير". وقال في تاريخ الإِسلام (10/ 95): "كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، ومن كبار أصحاب أبي عبد الله الحاكم". وقال في تذكرة الحفاظ (3/ 1132): "لم يكن عنده سنن النسائي ولا جامع الترمذيّ ولا سنن ابن ماجه، بل كان عنده الحاكم فأكثر عنه، وعنده عَوالٍ ومسانيد، وبورك له في علمه لحسن قصده وقوة فهمه وحفظه". قال عبد الغافر في تاريخه (ص 103): "الإِمام الحافظ الفقيه الأصولي الديِّن الوَرع، واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ والمكثرين عنه ثم الزائد عليه في أنواع العلوم". وعن إمام الحرمين أبى المعالي قال: "ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي، فإن له المنة على الشافعي؛ لتصانيفه في نصرة مذهبه". السير (18/ 168). مذهب البيهقي: كان البيهقي شافعيَّ المذهب، واختار هذا المذهب بعد الدراسة والاقتناع، ويحدثنا البيهقي نفسه عن سبب اختياره للمذهب الشافعي على باقي المذاهب الأخرى: قال في معرفة السنن والآثار (1/ 213): "وقد قابلت بتوفيق الله تعالى

وفاته

أقوال كل واحد منهم بمبلغ علمي من كتاب الله - عَزَّ وَجَلَّ -، ثم بما جمعت من السنن والآثار في الفرائض والنوافل والحلال والحرام والحدود والأحكام، فوجدت الشافعي - رحمه الله - أكثرهم اتباعا وأقواهم احتجاجا وأصحهم قياسا وأوضحهم إرشادا، وذلك فيما صنف من الكتب القديمة والجديدة في الأصول والفروع وبأبين بيان وأفصح لسان، وكيف لا يكون كذلك وقد تبحر أولًا في لسان من ختم الله النبوة به وأنزل به القرآن مع كونه عربي اللسان قرشي الدار والنسب، من خير قبائل العرب، من نسل هاشم والمطلب، ثم اجتهد في حفظ كتاب الله - عَزَّ وَجَلَّ - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وآثار الصحابة وأقوالهم وأقوال من بعدهم في أحكام الله - عَزَّ وَجَلَّ -، حتى عرف الخاص من العام، والمفسر من المجمل، والفرض من الأدب، والحتم من الندب، واللازم من الإباحة، والناسخ من المنسوخ، والقوي من الأخبار من الضعيف، والشاذ منها من المعروف، والإجماع من الاختلاف، ثم شبه الفرع المختلف فيه بالأصل المتفق عليه من غير مناقضة منه للبناء الذي أسسه، ولا مخالفة منه للأصل الذي أصله، فخرجت - بحمد الله ونعمته - أقواله مستقيمة وفتاواه صحيحة، وكنت قد سمعت من كتبه الجديدة ما كان مسموعًا لبعض مشايخنا، وجمعت من كتبه القديمة ما وقع إلى ناحيتنا، فنظرت فيها، وخرجت بتوفيق الله تعالى مبسوط كلامه في كتبه بدلائله وحججه". وفاته: وبعد هذه الحياة العامرة بالعلم من تصنيف وتحديث وتدريس رحل الإِمام البيهقي عن هذه الدنيا في عاشر شهر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين

توثيق صحة نسبة الكتاب إلى البيهقي

وأربعمائة (¬1) عن أربع وسبعين سنة. قال الذهبي في السير (18/ 169): "غسل وكفن، وعمل له تابوت، فنقل ودفن ببيهق". توثيق صحة نسبة الكتاب إلى البيهقي: نسبة الكتاب إلى المصنف صحيحة بلا أدنى شك أو رَيْب، ومما يدلل على ذلك عدة أمور: - النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق جاء اسم الكتاب عليها هكذا: كتاب الخلافيات، لأبي بكر البيهقي. - الكثير مما أسنده البيهقي في هذا الكتاب، فجل مشايخه الذين روى عنهم هنا ممن عُرف بتتلمذه عليهم. - نَسَبَ هذا الكتاب إليه غير واحد من أهل العلم. - اقتبس منه غير واحد من أهل العلم، وبعضهم صرح باسم الكتاب، منهم: ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح، وابن دقيق العيد في الإمام، وابن التركماني في الجوهر النقي. رواة الخلافيات: بعد بحث مضن في كتب الفهارس والأثبات وجدنا السراج القزويني يروي هذا الكتاب إجازة: ¬

_ (¬1) أجمعت المصادر على أن وفاة البيهقي كانت سنة ثمان وخمسين وأربعمائة (458 هـ)، ولم يخالف في ذلك إلا ياقوت الحموي فذهب إلى أنه توفي في سنة (454 هـ).

قال سراج الدين القزويني: وجميع مؤلفات الإمام الحافظ شيخ السنة أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الشافعي ككتاب. . .، وكتاب الخلافيات بين الإمامين: الشافعي وأبي حنيفة، . . . أرويها بطرق كثيرة، منها: . . . ح، وأرويها عاليا عددا عن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، إجازة عامة إن لم تكن خاصة، بإجازته الخاصة من الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، وأبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار النيسابوري وغيرهما، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، كذلك إن لم يكن سماعا لبعضها، بروايته عن الحافظ أبي بكر البيهقي الخسروجردي، جميعًا إجازة، وبعضها سماعًا (¬1). ¬

_ (¬1) مشيخته (ص 510).

نماذج من الأصول الخطية المعتمدة في التحقيق

صورة الغلاف من نسخة القرويين، والتي رمزنا لها بـ (ق)

صورة اللوحة الأولى (أ) من النسخة (ق)

صورة اللوحة الأولى (ب) من النسخة (ق)

صورة اللوحة الأخيرة (أ) من النسخة (ق)

صورة اللوحة الأخيرة (ب) من النسخة (ق)

صورة الغلاف من نسخة دار الكتب المصرية، والتي رمزنا لها بـ (د)

صورة اللوحة الأولى (أ) من النسخة (د)

صورة اللوحة الأولى (ب) من النسخة (د)

صورة اللوحة الأخيرة (أ) من النسخة (د)

صورة اللوحة الأخيرة (ب) من النسخة (د)

صورة اللوحة الأولى من نسخة سليم آغا، الجزء الأول والتي رمزنا لها بـ (س)

صورة اللوحة الأولى (أ) من النسخة (س)

صورة اللوحة الأولى (ب) من النسخة (س)

صورة اللوحة الأخيرة من النسخة (س)

صورة الغلاف من نسخة سليم آغا، الجزء الثاني والتي رمزنا لها بـ (س)

صورة اللوحة الأولى (أ) من النسخة (س)

صورة اللوحة الأولى (ب) من النسخة (س)

صورة اللوحة الأخيرة (أ) من النسخة (س)

صورة اللوحة الأخيرة (ب) من النسخة (س)

صورة الغلاف من نسخة بديع الراشدي، والتي رمزنا لها بـ (ع)

صورة اللوحة الأولى (أ) من النسخة (ع)

صورة اللوحة الأولى (ب) من النسخة (ع)

صورة اللوحة الأخيرة (أ) من النسخة (ع)

صورة اللوحة الأخيرة (ب) من النسخة (ع)

صورة الغلاف من نسخة محب الله شاه، والتي رمزنا لها بـ (م)

صورة اللوحة الأولى (أ) من النسخة (م)

صورة اللوحة الأولى (ب) من النسخة (م)

صورة اللوحة الأخيرة (أ) من النسخة (م)

صورة اللوحة الأخيرة (ب) من النسخة (م)

بيان استيعاب النسخ الخطية للكتاب

بيان استيعاب النسخ الخطية للكتاب م ... نسخ كتاب الخلافيات [ق د س ع م] ... نسخ المختصر [ش] 1 ... الطهارة 2 ... الصلاة 3 ... الجمعة 4 ... صلاة الخوف 5 ... العيدين 6 ... صلاة الخسوف 7 ... الجنائز 8 ... الزكاة 9 ... الصيام 10 ... الحج 11 ... البيوع 12 ... الرهن والتفليس والحجر والصلح والحوالة والضمان والشركة والوكالة والإقرار

م ... نسخ كتاب الخلافيات [ق د س ع م] ... نسخ المختصر [ش] 13 ... الفرائض 14 ... الوصايا 15 ... قسم الفيء والغنيمة 16 ... قسم الصدقات 17 ... النكاح 18 ... الصداق 19 ... القسم 20 ... الخلع 21 ... الطلاق والرجعة والإيلاء 22 ... الظهار 23 ... اللعان 24 ... العدد 25 ... الرضاع 26 ... النفقات 27 ... الجراح

م ... نسخ كتاب الخلافيات [ق د س ع م] ... نسخ المختصر [ش] 28 ... الديات 29 ... الحدود 30 ... الأشربة 31 ... السير 32 ... الجزية 33 ... الصيد والذبائح 34 ... الضحايا 35 ... السبق والرمي 36 ... الأيمان والنذور 37 ... القاضي 38 ... الشهادات 39 ... الدعوى 40 ... العتق والولاء والمدبر والكتابة * * *

كتاب الطهارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رَبِّ يَسِّرْ وَأَعِنْ بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَوَّلًا وَآخِرًا، وَالصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا ذِكْرُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ - رضي الله عنهما - مِنْ كِتَابِ الطَّهَارَةِ مِمَّا وَرَدَ فِيهِ خَبَرٌ أَوْ أَثَرٌ

مسألة (1): لا تجوز إزالة النجاسات بما سوى الماء من المائعات كالخل واللبن وغيره

مَسْأَلَةٌ (1): لَا تَجُوزُ إِزَالَةُ النَّجَاسَاتِ بِمَا سِوَى الْمَاءِ مِنَ الْمَائِعَاتِ كَالْخَلِّ وَاللَّبَنِ وَغَيْرِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ وَيَطْهُرُ بِهِ (¬2). وَأَمَّا أَسْفَلُ الْخُفِّ إِذَا أَصَابَتْهُ نَجَاسَةٌ فَدَلَكَهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، فَلِلشَّافِعِيِّ فِيهِ قَوْلَانِ؛ يُجْزِئُهُ فِي أَحَدِهِمَا وَلَا يُجْزِئُهُ فِي الْآخَرِ (¬3). فَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا بِمَا: [1] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (ح). وَحَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم للشافعي (2/ 94 - 95)، والمهذب للشيرازي (1/ 41)، والحاوي الكبير للماوردي (1/ 44 - 45)، والمجموع للنووي (1/ 138 - 139). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 96)، وتحفة الفقهاء للسمرقندي (1/ 66)، وبدائع الصنائع للكاساني (1/ 83)، والهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني (1/ 36)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي (1/ 70). (¬3) انظر: الأم (2/ 123 - 124)، والمهذب (1/ 177)، وفتح العزيز شرح الوجيز للرافعي (2/ 23)، والمجموع (2/ 618 - 619).

عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهم -، أَنَّهَا قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الثَّوْبِ يُصِيبُهُ الدَّمُ مِنَ الْحَيْضَةِ، فَقَالَ: "لِتَحُتَّهُ (¬1) ثُمَّ لِتَقْرُصْهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ (¬2) بِالْمَاءِ، ثُمَّ لِتُصَلِّ فِيهِ (¬3) ". [2] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬4). اتَّفَقَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّيْسَابُورِيُّ عَلَى إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬5). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَلَاثَتِهِمْ (¬6). [3] ورواه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: "حُتِّيهِ، ثُمَّ اقْرُصِيهِ (¬7) بِالْمَاءِ، ثُمَّ رُشِّيهِ، وَصَلِّي فِيهِ". أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ (¬8). ¬

_ (¬1) الحَتُّ: الفرك والحك والقشر. (¬2) النَّضْح: الرشّ. (¬3) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (3/ 331) من طريق ابن وهب به. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 17، 41). (¬5) صحيح البخاري (1/ 69). (¬6) صحيح مسلم (1/ 166). (¬7) القَرْص: الدلْك بأطراف الأصابع والأظفار، مع صَبِّ الماء عليه حتى يَذْهَب أثَرُه. النهاية في غريب الحديث والأثر (قرص). (¬8) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 322).

وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (¬1)، وَقَدْ حَصَلَ ذَلِكَ بِالْمَائِعَاتِ. وَلَنَا عَنْهُ أَجْوِبَةٌ؛ فَمِنْهَا: امْتِنَاعُ تَنَاوُلِهِ مَا تَنَازَعْنَا فِيهِ، وَحَمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ تَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ: [4] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قَالَ: طَهِّرْهَا مِنَ الْإِثْمِ (¬2). وَأَنْشَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ فَاجِرٍ ... لَبِسْتُ وَلَا مِنْ غَدْرَةٍ أَتَقَنَّعُ (¬3) [5] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَإِذَا عِنْدَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ لِإِبْرَاهِيمَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَقُولُ فِي غَسْلِ الثِّيَابِ، فَرِيضَةٌ هُوَ أَمْ سُنَّةٌ؟ فَأَطْرَقَ إِبْرَاهِيمُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أَعَزَّ اللَّهُ الْأَمِيرَ، غَسْلُ الثِّيَابِ فَرِيضَةٌ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: مِنْ أَيْنَ تَقُولُ يَا إِبْرَاهِيمُ؟ قَالَ: مِنْ قَوْلِ اللَّهِ - عز وجل - لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) سورة المدثر، الآية: 4. (¬2) أخرجه الطبري في التفسير (23/ 407) من طريق سفيان الثوري به. (¬3) هذا الإنشاد ليس معطوفًا على الإسناد الذي قبله، والبيت من الطويل دخله الخرم؛ وهو: سقوط أول الوتد المجموع في أول البيت، وهو لغيلان بن سلمة الثقفي، وقد أخرجه عنه الطبري في التفسير (23/ 405).

{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (¬1)؛ فَأَمَرَهُ بِتَطْهِيرِ ثِيَابِهِ. قَالَ: فَكَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ اسْتَحْسَنَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ. قَالَ إِسْحَاقُ: فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَقُلْتُ: أَعَزَّ اللَّهُ الْأَمِيرَ، كَذَبَ هَذَا عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ؛ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قَالَ: قَلْبَكَ فَنَقِّهْ. وَأَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قَالَ: عَمَلَكَ فَأَصْلِحْهُ. ثُمَّ ذَكَرَ إِسْحَاقُ حَدِيثًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ". فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ: إِيَّاكَ أَنْ تَنْطِقَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (¬2). وَرُبَّمَا يَسْتَدِلُّونَ (¬3) بِمَا: [6] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا بَحْرٌ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: حَدَّثَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهَا سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ أُطِيلُ ذَيْلِي، وَأَمْشِي فِي الْمَكَانِ الْقَذِرِ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: قَالَ ¬

_ (¬1) سورة المدثر، الآية: 4. (¬2) علَّقه الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 367) عن الحاكم قال: سمعت يحيى بن محمد العنبري به. (¬3) في (د): "استدلوا".

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُطَهِّرُهُ مَا بَعْدَهُ" (¬1). أُمُّ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يُخَرَّجْ حَدِيثُهَا فِي الصَّحِيحِ، وَمَا رَوَيْنَاهُ أَصَحُّ. ثُمَّ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى النَّجَاسَةِ الْيَابِسَةِ الَّتِي تَسْقُطُ عَنِ الثَّوْبِ بِالسَّحْبِ عَلَى الْأَرْضِ. [7] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬2) بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ الْفَقِيهُ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ - يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيَّ - ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَا: ثنا زُهَيْرٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا طَرِيقًا إِلَى الْمَسْجِدِ مُنْتِنَةً فَكَيْفَ نَفْعَلُ إِذَا مُطِرْنَا؟ قَالَ: "أَلَيْسَ بَعْدَهَا طَرِيقٌ هِيَ أَطْيَبُ مِنْهَا؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: "فَهَذِهِ بِهَذِهِ" (¬3). لَيْسَ لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ ذِكْرٌ فِي الصَّحِيحِ، وَلَا لَهَا اسْمٌ مَعْلُومٌ أَوْ نَسَبٌ مَعْرُوفٌ، وَمِثْلُهُ لَا يُقَابِلُ مَا رَوَيْنَا. وَرُبَّمَا يَسْتَدِلُّونَ بِمَا: [8] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (1/ 59). (¬2) كتب في (ق) على قوله: "محمد بن محمد": "صح صح". إشارة إلى أن هذا ليس تكرارا. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 43).

عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا وَطِئَ أَحَدُكُمْ بِنَعْلَيْهِ فِي الْأَذَى، فَإِنَّ التُّرَابَ لَهُ طَهُورٌ" (¬1). كَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيِّ. وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ: [9] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ (¬2)، أنا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَطِئَ أَحَدُكُمْ بِخُفَّيْهِ - أَوْ قَالَ: بِنَعْلَيْهِ - الْأَذَى فَطَهُورُهُمَا التُّرَابُ" (¬3). وَخَالَفَهُ أَصْحَابُ الْأَوْزَاعِيِّ فِي إِقَامَةِ إِسْنَادِهِ: [10] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ - قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا وَطِئَ أَحَدُكُمْ بِنَعْلِهِ فِي الْأَذَى، فَإِنَّ التُّرَابَ لَهُ طَهُورٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 399). (¬2) في (ق)، (د): "سُليمان"، والمثبت من فوائد ابن بشران مخطوط بدار الكتب المصرية (ق 78/ أ)، ومعرفة السنن والآثار للمؤلف (3/ 397) بسنده. (¬3) أخرجه ابن بشران في الثاني من فوائده (ص 233). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 400).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ (¬1) وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ (¬2)، وَهُمْ أَعْرَفُ بِالْأَوْزَاعِيِّ مِنَ الصَّنْعَانِيِّ؛ فَصَارَ الْحَدِيثُ بِذَلِكَ مَعْلُولًا، وَخَرَجَ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُعَارِضًا لِمَا رَوَيْنَا. وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [11] أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا بَحْرٌ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ ابْنُ سَمْعَانَ أَنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَهُ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا وَطِئَ أَحَدُكُمْ بِنَعْلَيْهِ الْأَذَى، فَإِنَّ التُّرَابَ لَهُمَا طَهُورٌ" (¬3). هَكَذَا رُوِيَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ سَعِيدٍ. وَهَذَا أَيْضًا لَا يُعَارِضُ مَا رَوَيْنَا؛ فَإِنَّ الطَّرِيقَ فِيهِ لَيْسَ بِوَاضِحٍ إِلَى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَهُوَ مُرْسَلٌ؛ الْقَعْقَاعُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ، وَمَا رَوَيْنَا إِسْنَادُهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ غَيْرِ مُعْتَمَدٍ: [12] أخبرناه يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدٌ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). وَحَدَّثَنَا بَحْرٌ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 43). (¬2) المصدر السابق (ق 43). (¬3) أخرجه أبو يعلى في المسند (8/ 283) من طريق عبد الله بن سمعان به.

رَجُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَإِنْ كَانَ لَيْلًا فَلْيَدْلُكْ نَعْلَيْهِ، وَإنْ كَانَ نَهَارًا فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَسْفَلِهِمَا" (¬1). وَقَدْ تَبعَ الشَّافِعِيُّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيهِ فِي الْإِمْلَاءِ. [13] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ - يَذْكُرُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: مَا كَانَ لِإِحْدَانَا إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ فِيهِ تَحِيضُ، فَإِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ بَلَّتْهُ بِرِيقِهَا ثُمَّ قَصَعَتْهُ (¬2) بِرِيقِهَا (¬3). [14] أخبرناه الْحُسَيْنُ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَدْ كَانَ يَكُونُ لِإِحْدَانَا الدِّرْعُ تَحِيضُ فِيهِ وَفِيهِ تُصِيبُهَا الْجَنَابَةُ، ثُمَّ تَرَى فِيهِ قَطْرَةً مِنْ دَمٍ فَتَقْصَعُهُ بِرِيقِهَا (¬4). وَهَذَا وَرَدَ فِي النَّجَاسَةِ الْيَسِيرَةِ الَّتِي يُعْفَى عَنْهَا وَإِنْ لَمْ تُغْسَلْ؛ يُبَيِّنُهُ قَوْلُهَا: ثُمَّ تَرَى فِيهِ قَطْرَةً مِنْ دَمٍ، وَعَجْزُ الْمَرْءِ عَنْ إِزَالَةِ كَثِيرِ النَّجَاسَةِ بِالْبُزَاقِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [15] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُسْلِمٌ - يَعْنِي ابْنَ ¬

_ (¬1) ذكره سحنون في المدونة (1/ 127)، معلقًا عن ابن وهب. وعزاه ابن الملقن في البدر المنير (4/ 133) للمؤلف في الخلافيات. (¬2) القصع: الدَّلْك بالظُّفر. النهاية (قصع). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 41). (¬4) المصدر السابق (ق 42).

إِبْرَاهِيمَ - ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: إِذَا حَكَّ أَحَدُكُمْ جِلْدَهُ فَلَا يَمْسَحْهُ بِرِيقِهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِطَاهِرٍ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: امْسَحْهُ بِمَاءٍ (¬1). وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ سَلْمَانُ - رضي الله عنه - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ الرِّيقَ لَا يُطَهِّرُ الدَّمَ الْخَارِجَ مِنْهُ بِالْحَكِّ. وَأَمَّا حَدِيثُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: "يَا عَمَّارُ، مَا نُخَامَتُكَ وَلَا دُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رِكْوَتِكَ (¬2)، إِنَّمَا تَغْسِلُ ثَوْبَكَ مِنَ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ وَالْمَنِيِّ وَالدَّمِ وَالْقَيْءِ". فَهَذَا بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ، إِنَّمَا رَوَاهُ ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمَّارٍ (¬3). وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 395) من طريق غُنْدر، عن شعبة به. وليس فيه قول إبراهيم. وأخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 40) بسنده. (¬2) الرِّكوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماءُ. (¬3) أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 185).

مسألة (2): ولا يجوز الوضوء بنبيذ التمر مطبوخا كان أو نيا

مَسْأَلَةٌ (2): وَلَا يَجُوزُ الْوُضُوءُ بِنَبِيذِ التَّمْرِ مَطْبُوخًا كَانَ أَوْ نِيًّا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ بِالْمَطْبُوخِ مِنْهُ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْكِتَابِ وَالنَّظَرِ، وَلَهُمْ عَلَى الْخَبَرِ كَمَا زَعَمُوا. قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (¬3)، فَنَقَلَ مِنَ الْمَاءِ إِلَى التُّرَابِ وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَهُمَا وَاسِطَةً. وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: "الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ عَشْرَ حِجَجٍ، وَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّ بَشَرَهُ الْمَاءَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ (¬4) ". فَجَعَلَ الطَّهَارَةَ بِالْمَاءِ ثُمَّ بِالصَّعِيدِ عِنْدَ عَدَمِ الْمَاءِ دُونَ غَيْرِهِمَا. وَيُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ فِي مَنْعِ جَوَازِ اسْتِعْمَالِ النَّبِيذِ فِي الْوُضُوءِ بِمَا: [16] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير للماوردي (1/ 47)، والمهذب (1/ 41)، والمجموع (1/ 138 - 140). (¬2) قال أبو حنيفة: يجوز الوضوء بنبيذ التمر المطبوخ إذا كان في سفر وعدم الماء. وروي أنه رجع عن جواز الوضوء به، وقال: يتيمم، وهو الذي استقر عليه مذهبه. انظر: الأصل للشيباني (1/ 86 - 87)، والمبسوط للسرخسي (1/ 88 - 89)، وتحفة الفقهاء (1/ 68 - 69)، وبدائع الصنائع (1/ 15 - 17). (¬3) سورة النساء، الآية: 43. (¬4) أخرجه أحمد في المسند (9/ 4987).

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مَعْنٌ الْقَزَّازُ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬1) عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ (¬2). فَثَبَتَ بِهَذَا وُقُوعُ اسْمِ الْخَمْرِ عَلَى النَّبِيذِ لِكَوْنِهِ مُسْكِرًا؛ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ اسْمُهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (¬3)، فَأَمَرَ بِاجْتِنَابِهِ؛ وَذَلِكَ يَقْتَضِي مَنْعَ اسْتِعْمَالِهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. وَاحْتَجَّ أَصْحَابُهُمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي: [17] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ بِصَنْعَاءَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ الْعَبْسِيِّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ - مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجِنِّ تَخَلَّفَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ قَالَا: نَشْهَدُ مَعَكَ الْفَجْرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ (¬4) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: لَيْسَ مَعِي مَاءٌ، وَلَكِنْ مَعِي إِدَاوَةٌ فِيهَا نَبِيذٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ" فَتَوَضَّأَ (¬5). ¬

_ (¬1) في (ق): "في صحيحه الصحيح". (¬2) صحيح مسلم (6/ 100). (¬3) سورة المائدة، الآية: 90. (¬4) في (ق): "قال: وقال". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 179) من طريق الثوري.

هَكَذَا رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَالجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ (¬1). وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْرَقِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (¬2). وَرَوَاهُ أَبُو الْعُمَيْسِ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَاهُ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - قَدْ قِيلَ: النَّخَعِيَّ. وَقَدْ قِيلَ: ابْنَ أَبِي نَمِرٍ - عَنْ أَبِي زَائِدَةَ أَوْ زِيَادَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -. أَمَّا حَدِيثُ إِسْرَائِيلَ: [18] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬3) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ (¬4)، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ - مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " يَعْنِي: ¬

_ (¬1) انظر علل الدارقطني (2/ 530، 531). (¬2) قوله: "عن ابن مسعود" ليس في (ق). (¬3) في (د): "أنا". (¬4) الطهور لأبي عبيد (ص 312).

لَيْلَةَ الْجِنِّ، قُلْتُ: لَا. قَالَ: "فَمَا هَذِهِ الْإِدَاوَةُ! (¬1) " قُلْتُ: فِيهَا نَبِيذٌ. فَقَالَ: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ"، قَالَ: فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ: [19] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّيَّارِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ (¬3)، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوٍ مِنْهُ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ: [20] فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ الْمُحَارِبِيُّ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا أَبُو غَسَّانَ، أنا (¬5) قَيْسٌ، ثنا أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، لِيَقُمْ مَعِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، وَلَا يَقُمْ مَعِي رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ". قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُ وَمَعِي إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ، حَتَّى إِذَا بَرَزْنَا (¬6) خَطَّ حَوْلِي خُطَّةً، ¬

_ (¬1) الإداوة: إناءٌ صغير من جِلد يُتَّخَذ للماء. النهاية (أدا). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 742). (¬3) أشار في هامش (د) إلى أنها في نسخة: "العطار". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 743). (¬5) في (د): "نا". (¬6) في (ق): "بدرنا". ومعنى برزنا: خرجنا.

ثُمَّ قَالَ: "لَا تَخْرُجَّنَ مِنْهَا؛ فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ مِنْهَا لَمْ تَرَنِي وَلَمْ أَرَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، قَالَ: فَثَبَتُّ قَائِمًا حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ أَقْبَلَ فَقَالَ: "مَا لِي أَرَاكَ قَائِمًا؟ " قَالَ: قُلْتُ: مَا قَعَدْتُ؛ خَشِيتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنْهَا. قَالَ: "أَمَا إِنَّكَ لَوْ خَرَجْتَ (¬1) لَمْ تَرَنِي وَلَمْ أَرَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، هَلْ مَعَكَ مِنْ وَضُوءٍ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: "فَمَاذَا فِي الْإِدَاوَةِ؟ " قُلْتُ: نَبِيذٌ. قَالَ: "تَمْرَةٌ حُلْوَةٌ وَمَاءٌ طَيِّبٌ". ثُمَّ تَوَضَّأَ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الْجِنِّ فَسَأَلَاهُ الْمَتَاعَ، فَقَالَ: "أَوَلَمْ آمُرْ لَكُمَا وَلِقَوْمِكُمَا مَا يُصْلِحُكُمَا؟ " قَالَا: بَلَى، وَلَكِنَّا أَحْبَبْنَا أَنْ نَحْضُرَ مَعَكَ الصَّلَاةَ. قَالَ: "مِمَّنْ أَنْتُمَا؟ " قَالَا: مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ. قَالَ: "قَدْ أَفْلَحَ هَذَانِ وَأَفْلَحَ قَوْمُهُمَا". وَأَمَرَ لَهُمَا بِالْعِظَامِ وَالرَّجِيعِ (¬2) طَعَامًا وَعَلَفًا، وَنَهَانَا أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثٍ (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ: [21] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، نَحْوَهُ (¬4). وَقَبْلَهُ حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ. ¬

_ (¬1) في (د): "خرجت منها". (¬2) قال ابن الأثير: الرَّجِيعُ: العَذِرة والرَّوثُ، سُمي رَجيعًا لأنه رَجَع عن حالته الأولى بعد أن كان طعامًا أو عَلَفًا. النهاية (رجع). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 77) من طريق قيس به. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 321).

وَأَمَّا حَدِيثُ شَرِيكٍ: [22] فأخبرناه جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ الْقَاضِي بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ الْأَصْبَهَانِيِّ - أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ليْلَةَ الْجِنِّ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، نَاوِلْنِي طَهُورًا". قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ نَبِيذًا فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: "تَمْرَةٌ (¬1) طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ" (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ: فَتَرَكَ (¬3) بَيَاضًا (¬4). وَأَمَّا رِوَايَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنِ: [23] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْرَقِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، نَحْوَهُ. وَأَمَّا رِوَايَةُ أَبِي الْعُمَيْسِ: [24] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي، عَنِ ¬

_ (¬1) في (ق): "ثمرة". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 62) من طريق شريك. (¬3) في (د): "وترك". (¬4) قوله: "فترك بياضًا"، أي بيض له المؤلف ولم يذكر حديثًا تحته، وانظر الكامل لابن عدي (6/ 134) والعلل للدارقطني (2/ 531).

ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعُمَيْسِ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ زَيْدٍ - مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ. فَذَكَرَ قِصَّةَ الْجِنِّ وَالْوُضُوءِ، وَنَبِيذِ التَّمْرِ (¬1). كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَقَدْ قِيلَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ: عَنْ أَبِي زَيْدٍ مُسْتَقِيمًا (¬2). وَأَمَّا رِوَايَةُ شَرِيكٍ: [25] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [26] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى النَّحَّاسُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي زِيَادَةَ (¬3)، قَالَ: كَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (2/ 1006)، وقد ورد في كافة مخطوطات المسند كما هنا: "زيد مولى عمرو بن حريث"، إلا أن محققي المكنز غيروها إلى ما ورد في المعتلي وجامع المسانيد: "أبي زيد"، وكذلك فعل محققو طبعة الرسالة (7/ 390). وقال إبراهيم الحربي في كتاب العلل، كما نقله عنه مغلطاي في الإعلام (1/ 308): "وقال أبو العميس: عن زيد". اهـ. (¬2) أي على الجادة كما في الروايات السابقة. (¬3) كذا في (د)، وفي نسختين خطيتين من نسخ الكامل لابن عدي، وهو أصل رواية المؤلف، ووقع في (ق): "أبي زياد"، وكذا في نسخة من نسخ الكامل، والذي دعانا إلى ترجيح: "أبي زيادة"، ما قاله المؤلف في أول المسألة؛ حيث قال: "ورواه شريك بن عبد الله - قد قيل: النخعي. وقد قيل: ابن أبي نمر -، عن أبي زائدة أو زيادة، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -"، =

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبُ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: لَا إِلَّا نَبِيذٌ فِي إِدَاوَةٍ، قَالَ: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ". وَتَوَضَّأَ (¬1). [27] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الشَّعِيرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قِصَّةَ لَيْلَةِ الْجِنِّ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: كَذَا قَالَ: عَنْ شَرِيكٍ النَّخَعِيِّ، قَالَ: وَقَدْ قِيلَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ. [28] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَبُو زَيْدٍ الَّذِي يَرْوِي حَدِيثَ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ" رَجُلٌ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ بِصُحْبَةِ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَوَى عَلْقَمَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَكُنْ لَيْلَةَ الْجِنِّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). وَرَوَاهُ (¬3) شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَكَانَ ¬

_ = والعجيب أن محقق الكامل بعد أن ذكر اختلاف النسخ بين أبي زياد وأبي زيادة، أثبتها في متن الكتاب: "أبي زائدة"، وقال في الحاشية: "والصواب ما أثبتناه". (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 133)، (10/ 743). (¬2) المصدر السابق (10/ 741). (¬3) في (د): "رواه".

عَبْدُ اللَّهِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: لَا (¬1). قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ - مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ - وَأَبُو فَزَارَةَ مَشْهُورٌ وَاسْمُهُ رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو زَيْدٍ - مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ - مَجْهُولٌ، وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ خِلَافُ الْقُرْآنِ (¬2). [29] سمعت الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ - رحمه الله - يَقُولُ: قَدْ قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ نَبَّاذًا (¬3) بِالْكُوفَةِ، يَعْنِي: أَبَا زَيْدٍ. قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ لِأَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ حِبَّانَ الْبُسْتِيِّ - رحمه الله -: أَبُو زَيْدٍ شَيْخٌ يَرْوِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَا لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، لَيْسَ يُدْرَى مَنْ هُوَ، وَلَا يُعْرَفُ أَبُوهُ وَلَا بَلَدُهُ، وَالْإِنْسَانُ إِذَا كَانَ بِهَذَا النَّعْتِ ثُمَّ لَمْ يَرْوِ إِلَّا خَبَرًا وَاحِدًا خَالَفَ فِيهِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ وَالْقِيَاسَ وَالنَّظَرَ وَالرَّأْيَ؛ يَسْتَحِقُّ مُجَانَبَتَهُ فِيمَا رَوَى وَالإِحْتِجَاجَ بِغَيْرِهِ (¬4). فَإِنْ قِيلَ: قَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ، وَاحْتُجَّ بِمَا: [30] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَيْلَةَ الْجِنِّ: "أَمَعَكَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (10/ 742). (¬2) الكامل لابن عدي (10/ 744). (¬3) يعني: يصنع النبيذ. (¬4) المجروحين لابن حبان (2/ 514).

مَاءٌ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "أَمَعَكَ نَبِيذٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَتَوَضَّأَ بِهِ (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَهُوَ مِمَّنْ أَجْمَعَ الْحُفَّاظُ عَلَى تَرْكِهِ. [31] أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، وَالْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَا: أنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ - رحمه الله - عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ضَعِيفٌ، وَأَبُو رَافِعٍ لَمْ يَثْبُتْ سَمَاعُهُ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي مُصَنَّفَاتِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ، يَعْنِي: عَنْ حَمَّادٍ، وَلَيْسَ هُوَ بِقَوِيٍّ (¬2). [32] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْحَاكِمُ أَبُو سَعِيدٍ (¬3)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ (¬4)، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (2/ 1000) عن أبي سعيد به، وأخرجه الدارقطني في السنن (1/ 130) من طريق محمد بن عباد المكي به. (¬2) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 12/ ب). (¬3) كذا بالنسخ، ولا ندري من الحاكم أبو سعيد هذا، والظاهر أنّ ثمة تحريفًا في هذا الموضع، فالراوي عنه هو: أحمد بن هارون بن إبراهيم، أبو العباس الفقيه الحاكم التبان، شيخ الحنفية، له ترجمة في: تاريخ الإِسلام (7/ 724)، والأنساب لابن السمعاني (3/ 18)، وعلى هذا فيحتمل أن يكون الإسناد كان هكذا: "ثنا أبو العباس أحمد بن هارون الحاكم، ثنا سعيد" أو "أبو سعيد"، فإن كان سعيدا فلا ندري من هو، وإن كان أبا سعيد فلعله: أحمد بن يحيى بن أبي العباس أبو سعيد الخوارزمي، فإنه يروي عن أحمد بن منصور، وأحمد بن يحيى هذا متروك الحديث، والله أعلم. (¬4) هو: أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي، زاج، نص على ذلك الدارقطني في روايته للحديث.

رِزْمَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ لَيْلَةَ الْجِنِّ: "أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قَالَ: لَا، مَعِي نَبِيذٌ. فَدَعَا بِهِ فَتَوَضَّأَ (¬1). [33] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ لَيْسَ بِحُجَّةٍ (¬2). [34] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ يَتَّقِي الْحَدِيثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (¬3). [35] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: وَسَأَلْتُهُ (¬4) - يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ (¬5) (¬6). [36] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 131)، عن أبي بكر النيسابوري ومحمد بن مخلد، عن أحمد بن منصور به. (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 341). (¬3) أخرجه أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (3/ 278): سمعت أبا الحسين الغازي به. (¬4) في (ق): "وسألت". (¬5) في (ق): "ليس ذلك بالقوي". (¬6) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 141).

أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طَلَّابٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَاهِي الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ، وَفِيهِ مَيْلٌ عَنِ الْقَصْدِ، لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ (¬1). فَإِنْ قِيلَ: قَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ وَاحْتُجَّ بِمَا: [37] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "خُذْ مَعَكَ إِدَاوَةً فِيهَا مَاءٌ"، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِي لَيْلَةِ الْجِنِّ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَلَمَّا أَفْرَغْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ إِذَا هُوَ نَبِيذٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْطَأْتُ بِالنَّبِيذِ. فَقَالَ: "تَمْرَةٌ حُلْوَةٌ وَمَاءٌ عَذْبٌ" (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَكْتُبْهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَدَائِنِيِّ؛ فَإِنَّهُ تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى وَاهِي الْحَدِيثِ بِمَرَّةٍ، وَهَذَا لَوْ كَانَ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ لَمَا احْتَجَّ فُقَهَاءُ الْإِسْلَامِ مُنْذُ ثَلَاثِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً بِأَبِي فَزَارَةَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ، وَهَذَا بَاطِلٌ بِمَرَّةٍ. [38] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: تَفَرَّدَ بِهِ ¬

_ (¬1) أحوال الرجال (ص 194). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 132)، عن عثمان بن أحمد به.

الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَالْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ضَعِيفَانِ (¬1). [39] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيمَا سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬2). وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [40] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) الْعِجْلِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَأَتَاهُمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ اللَّيْلِ: "أَمَعَكَ مَاءٌ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ؟ " قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا إِدَاوَةً فِيهَا نَبِيذٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ". فَتَوَضَّأَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬4) هَذَا يَضَعُ الْحَدِيثَ ¬

_ (¬1) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 12/ ب). (¬2) سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 136). (¬3) هكذا في (ق)، (د)، وكتب في حاشية (د): "صوابه عُبيد الله"، وهذا هو الصواب فهو: الحسين بن عبيد الله أبو علي العجلي. (¬4) كذا في (ق)، (د)، وصوابه: "ابن عبيد الله" كما أسلفنا، وكما في أصل الرواية في سنن الدارقطني بخط تلميذه الحارثي.

عَلَى الثِّقَاتِ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: [41] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى (¬2) بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ صَلَاحٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: اسْتَتْبَعَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3). قَالَ الْحَاكِمُ: عُلَيُّ بْنُ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ هَذَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ وَلَمْ يَرَهُ، وَلَا تَبْلُغُ سِنُّهُ ذَاكَ عَلَى أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، وَلَمْ يَلْتَقِ بِابْنِ مَسْعُودٍ قَطُّ (¬4). هَكَذَا أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ، وَلَمْ يَسُقِ الْحَدِيثَ. [42] وقد أَخْبَرَنَا السُّلَمِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا الْبُوسَنْجِيُّ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِي لَيْلَةِ الْجِنِّ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ النَّبِيذِ. وَقَدْ رُوِيَ فِي هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: [43] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ؛ قَالَا: ثنا (¬5) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 12/ ب). (¬2) في (د): "نا أبو بكر، نا يحيى"، وفي هامشها: "صوابه أبو زكريا". (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (9/ 17) من طريق موسى بن عُلي به. (¬4) وكذا قال الدارقطني في السنن (1/ 87)، بعد أن رواه مختصرا أيضًا. (¬5) في (د): "أنا".

الْوَاعِظُ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَضَّأَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ بِنَبِيذٍ فَتَوَضَّأَ بِهِ، وَقَالَ: "شَرَابٌ وَطَهُورٌ". قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: ابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ (¬1). [44] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ (¬2). [45] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْرَانَ الْعَدْلُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدِ (¬3) بْنِ مَحْمُودٍ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّاوَسَانِيُّ النَّحْوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، يَعْنِي: فِي أَسَامِي الضُّعَفَاءِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ - وَيُقَالُ: ابْنُ عُقْبَةَ - أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيُّ - وَيُقَالُ: الْغَافِقِيُّ - قَاضِي مِصْرَ (¬4). ثنا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَاهُ شَيْئًا. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: احْتَرَقَ مَنْزِلُ ابْنِ لَهِيعَةَ وَكُتُبُهُ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 12/ أ). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 481). (¬3) قوله: "ابن حامد" ليس في (ق). (¬4) قوله: "قاضي مصر" ليس في (ق). (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 87).

[46] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ: ابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُوقَفُ عَلَى حَدِيثِهِ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ، وَلَا يُعْتَبَرَ بِرِوَايَتِهِ (¬1). [47] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عُرِضَ عَلَى ابْنِ لَهِيعَةَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا"، فَأَقَرَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي قُرِئَ عَلَيَّ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هَذَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: [48] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ فُلَانِ بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ بِوَضُوءٍ، فَجِئْتُهُ بِإِدَاوَةٍ، فَإِذَا فِيهَا (¬4) نَبِيذٌ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ عَلِيٌّ: الرَّجُلُ الثَّقَفِيُّ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَجْهُولٌ، قِيلَ: اسْمُهُ ¬

_ (¬1) أحوال الرجال (ص 266)، وفيه: "ولا يغتر بروايته". (¬2) في (ق)، (د): "عباد"، وصوبت على هامش: (د) إلى: "عباس". (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 482). (¬4) قوله: "فيها" ساقط من (ق)، وهو ثابت في (د)، وأصل الرواية.

عَمْرٌو، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ (¬1). هَذَا آخِرُ مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي رُوِيَتْ فِي خُرُوجِ عَبْدِ اللَّهِ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ، وَمَا قَالَ أَئِمَّتُنَا - رضي الله عنهم - فِيهَا. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ ذَلِكَ مَا صَحَّ وَثَبَتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ: [49] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمْ أَكُنْ لَيْلَةَ الْجِنِّ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [50] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ (ح). وَأَخْبَرَنَا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، أنا شُعْبَةُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: أَكَانَ أَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ؟ قَالَ: لَا (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 12/ ب). (¬2) صحيح مسلم (2/ 37). (¬3) أخرجه أحمد في العلل برواية عبد الله (2/ 115)، من طريق شعبة به.

زَادَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: وَسَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: لَيْتَ صَاحِبَنَا كَانَ ذَاكَ (¬1). فَهَذَانِ الْخَبَرَانِ - اللَّذَانِ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ بِصَحِيحِ الْأَخْبَارِ وَسَقِيمِهَا عَلَى صِحَّتِهِمَا وَعَدَالَةِ رُوَاتِهِمَا - يَدُلَّانِ عَلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ دَاعِي الْجِنِّ وَذَهَابِهِ لِيُقْرِئَهُمُ الْقُرْآنَ، فَمَنْ قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ صَحِبَهُ، فَإِنَّمَا يُرِيدُ حِينَ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُرِيَهُمْ آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ. وَبِصِحَّةِ هَذَا: [51] ثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رضي الله عنه - لَفْظًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ كُنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا فَقَدْنَاهُ بِمَكَّةَ، فَطَلَبْنَاهُ فِي الشِّعَابِ وَفِي الْأَوْدِيَةِ، فَقُلْنَا: اغْتِيلَ، اسْتُطِيرَ (¬2)، قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رَأَيْنَاهُ مُقْبِلًا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِتْنَا اللَّيْلَةَ بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ؛ فَقَدْنَاكَ. فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ". فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا بُيُوتَهُمْ وَنِيرَانَهُمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ، فَقَالَ: "كُلُّ عَظْمٍ لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ". فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُسْتَنْجَى بِهِمَا، وَقَالَ: هُوَ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ ¬

_ (¬1) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 552). (¬2) معنى اغتيل: قُتل سرًّا، والغِيلة بكسر الغين هي القتل في خُفية، ومعنى استطير: طارت به الجن، أو ذُهب به بسرعة كأن الطير حملته. انظر شرح النووي على صحيح مسلم (4/ 170)، والنهاية لابن الأثير (طير).

الْجِنِّ (¬1). رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنًّى، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ (¬2). [52] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: فَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ وَعَمْرٍو الْبِكَالِيِّ (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَلَيْسَ فِي حَدِيثِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ذِكْرُ نَبِيذِ التَّمْرِ، إِنَّمَا ذَكَرُوا خُرُوجَ عَبْدِ اللَّهِ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ اللَّيْلَةَ، عَلَى اضْطِرابٍ فِي الْإِسْنَادِ؛ فَإِنَّ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ: عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلَى هَذَا الِاضْطِرَابِ لَا تَقُومُ بِهِمُ الْحُجَّةُ. قَالَ الشَّيْخُ: قَدْ تَتَبَّعْتُ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فَوَجَدْتُهَا عَلَى مَا ذَكَرَ إِمَامُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ أُخَرِّجْهَا بِأَسَانِيدِهَا طَلَبًا لِلِاخْتِصَارِ. وَقَدْ رُوِيَ فِي جَوَازِ الْوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ حَدِيثٌ وَاهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [53] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "النَّبِيذُ وَضُوءٌ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 225). (¬2) صحيح مسلم (2/ 36). (¬3) كتب فوقها في (ق): "خف"، إشارة لتخفيف الكاف.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ: كَذَا قَالَ، وَوَهِمَ فِيهِ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي ذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِي ذِكْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْمُسَيَّبِ، فَحَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا الْمُسَيَّبُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مَوْقُوفًا غَيْرَ مَرْفُوعٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ عِكْرِمَةَ غَيْرُ مَرْفُوعٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: [54] حدثناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِقْلٌ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: النَّبِيذُ وَضُوءٌ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ غَيْرَهُ. هَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ مِنْ قَوْلِهِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَوْهَى مِنْ هَذَا: [55] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ سَهْلٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ مُجَّاعَةُ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ مَاءً وَوَجَدَ النَّبِيذَ فَلْيَتَوَضَّأْ بِهِ". قَالَ عَلِيٌّ: أَبَانٌ هُوَ ابْنُ أَبِي عَيَّاشٍ مَتْرُوكٌ، وَمُجَّاعَةُ ضَعِيفٌ، وَالمَحْفُوظُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 12/ أ).

أَنَّهُ رَأْيُ عِكْرِمَةَ غَيْرُ مَرْفُوعٍ (¬1). [56] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أنا الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: كُنتُ مَعَ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ فَذَكَرْنَا أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: لَا تُحَدِّثْ عَنْهُ بِشَيْءٍ، وَانْظُرْ حَدِيثَ حُمَيْدٍ فَازْدَهِرْ (¬2) بِحَدِيثِهِ (¬3). قَالَ أَبُو مُوسَى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ وَلَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ حَدَّثَا عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ شَيْئًا قَطُّ (¬4). [57] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعْينٍ يَقُولُ: قَالَ لِي عَفَّانُ: قَالَ لِي أَبُو عَوَانَةَ: جَمَعْتُ أَحَادِيثَ الْحَسَنِ عَنِ النَّاسِ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهَا أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَحَدَّثَنِي بِهَا، قَالَ يَحْيَى: وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، يَعْنِي أَبَانَ (¬5). [58] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّاوَسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 12/ أ). (¬2) في (ق): "فازهر"، وفي (د): "فازهد"، وأشار في حاشية (د) إلى أنها في نسخة: "فازدهر" وهو الصواب، قال ابن الأثير في النهاية (2/ 322): "ازدهر به: أي احتفظ به واجعله في بالك". (¬3) أخرجه أحمد في العلل رواية عبد الله (3/ 360)، عن أبي موسى به. (¬4) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 175) عن زكريا بن يحيى، عن أبي موسى به. (¬5) تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/ 146).

الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ - وَهُوَ ابْنُ فَيْرُوزَ - أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَنَسٍ، كَانَ شُعْبَةُ يُسِيءُ الرَّأْيَ فِيهِ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ اشْتَهَيْتُ كَلَامَهُ فَجَمَعْتُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَسَنِ، فَأَتَيْتُ أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَرَأَهُ عَلَيَّ عَنِ الْحَسَنِ، فَمَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ شَيْئًا (¬1). [59] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ هُوَ أَبَانُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَيُكْنَى بِأَبِي إِسْمَاعِيلَ - مَوْلَى شَنٍّ (¬2) مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ - وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬3). [60] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، أنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ: أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ سَاقِطٌ (¬4). [61] وأخبرنا مُحَمَّدٌ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: مُجَّاعَةُ يُقَالُ: كَانَ نَحْوَ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، سَأَلْتُ عَنْهُ عَبْدَ الصَّمَدِ فَقَالَ: كَانَ نَحْوَ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ (¬5). الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ الَّذِي جُعِلَ مُجَّاعَةُ نَحْوَهُ فِي الضَّعْفِ نَذْكُرُ ضَعْفَهُ إِنْ ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 47). (¬2) شَن: بطن من عبد القيس، وهو: شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، الأنساب لابن السمعاني (3/ 463). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 267) من طريق عمرو الفلاس به. (¬4) أحوال الرجال (ص 173). (¬5) المصدر السابق (ص 201).

شَاءَ اللَّهُ تَعَالى فِي مَسْأَلَةِ الْمُلَامَسَةِ (¬1) لِيَعْلَمَ الشَّحِيحُ بِدِينِهِ مَنْعَ جَوَازِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَبِأَمْثَالِهِ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا: [62] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا (¬2): أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو سَهْلٍ يَعْنِي الْقَطَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: النَّبِيذُ وَضُوءٌ مَا لَمْ يَجِدِ (¬3) الْمَاءَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ: ابْنُ مُحَرَّرٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬4). [63] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُهْزَاذَ (¬5) يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: كُنْتُ لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَبَيْنَ أَنْ أَلْقَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَرَّرٍ لَاخْتَرْتُ أَنْ أَلْقَاهُ ثُمَّ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَلَمَّا لَقِيتُهُ كَانَتْ بَعْرَةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ (¬6). وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ: ¬

_ (¬1) مسألة رقم (24). (¬2) قوله: "قالا" ليس في (ق)، (س). (¬3) كذا في الأصول، والسنن بخط الحارثي، وفي مطبوعة السنن للدارقطني (1/ 128): "من لم يجد". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 12/ أ). (¬5) هنا في مقدمة مسلم زيادة: "سمعت أبا إسحاق الطالقاني" ولا بد منها. (¬6) أخرجه الحاكم في المدخل إلى كتاب الإكليل (ص 63)، وقد أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 21)، عن محمد بن عبد الله بن قهزاذ به.

[64] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَلًّى، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ح). قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: كَانَ لَا يَرَى بَأسًا بِالْوُضُوءِ مِنَ النَّبِيذِ (¬1). [65] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا أبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَلًّى، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ مَزِيدَةَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ (ح). قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ مَزِيدَةَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالْوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَالْحَارِثُ الْأَعْوَرُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَأَبُو لَيْلَى ضُعَفَاءُ. وَيُقَالُ: أَبُو لَيْلَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَيُقَالُ لَهُ: أَبُو إِسْحَاقَ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 12/ ب). (¬2) المصدر السابق (ق 13/ أ).

مسألة (3): وجلد ما لا يؤكل لحمه لا يطهر بالذبح

مَسْأَلَةٌ (3): وَجِلْدُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ لَا يَطْهُرُ بِالذَّبْحِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَطْهُرُ جِلْدُ الْحَيَوَانِ بِذَبْحِهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ (¬3) الْخَبَرِ مَا: [66] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنَ بْنَ وَعْلَةَ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ (¬4) فَقَدْ طَهَرَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى بِهَذَا اللَّفْظِ (¬5). [67] أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: "إِذَا دُبِغَ" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 29)، والحاوي الكبير (1/ 57 - 59)، والمهذب (1/ 59 - 60)، والمجموع (1/ 296). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 72)، وبدائع الصنائع (1/ 86)، والهداية في شرح البداية (4/ 352)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 26). (¬3) في (د): "من طريق". (¬4) الإهاب: الجلد، وقيل: إنما يقال للجلد إهاب قبل الدبغ فأما بعده فلا. النهاية (أهب). (¬5) صحيح مسلم (1/ 191). (¬6) من قوله: "أخبرناه أحمد بن الحسن" إلى هنا ساقط من (ق)، والحديث أخرجه الشافعي في الأم (2/ 28).

خَرَجَ هَذَا مَخْرَجَ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ؛ فَقَوْلُهُ: "إِذَا دُبِغَ" شَرْطٌ، وَقَوْلُهُ: "فَقَدْ طَهَرَ" جَزَاءٌ، وَالْجَزَاءُ لَا يَسْبِقُ الشَّرْطَ، كَمَا يُقَالُ: إِذَا دَخَلْتَ الدَّارَ فَأَنْتَ حُرٌّ، فَمَا لَمْ يَدْخُلْ لَا يُعْتَقُ. [68] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلَيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ (¬1). [69] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ أَنْ تُفْرَشَ (¬2). [70] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ؛ فَإِنَّ أَبَا الْمَلِيحِ عَامِرَ بْنَ أُسَامَةَ، أَبُوهُ أُسَامَةُ بْنُ عُمَيْرٍ صَحَابِيٌّ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ، مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي الْمَسَانِيدِ (¬3). وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: [71] أخبرناه الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ بِطُوسَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا ¬

_ (¬1) من قوله: "وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ" إلى هنا ساقط من (ق)، وأخرج هذا الحديث ابن أبي شيبة في المصنف (20/ 180) عن يزيد بن هارون، وأحمد (9/ 4801) من طريق سعيد به. (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 435) عن إبراهيم السعدي به. (¬3) المستدرك (1/ 345).

أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: وَفَدَ الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَعَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ مِنْ أَهْلِ قِنَّسْرِينَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رحمه الله -، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ الْمِقْدَامُ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَبْرَحُ الْيَوْمَ حَتَّى أَغِيظَكَ وَأُسْمِعَكَ مَا تَكْرَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنْ أَنَا صَدَقْتُ فَصَدِّقْنِي، وَإِنْ كَذَبْتُ فَكَذِّبْنِي. قَالَ: أَفْعَلُ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ لُبْسِ الذَّهَبِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ باللَّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لُبْسِ جُلُودِ السِّبَاعِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬1). وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ فِي جِلْدِ النَّمِرِ خَاصَّةً: [72] أخبرناه الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَرْكَبُوا الْخَزَّ وَلَا النِّمَارَ (¬2) ". قَالَ: وَكَانَ مُعَاوِيَةُ لَا يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [73] أخبرنا الْحُسَيْنُ، أنا مُحَمَّدٌ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ - يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ - ثنا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جِلْدُ نَمِرٍ". هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الثَّلَاثَةُ وَحَدِيثُ أَبِي الْمَلِيحِ أَخْرَجَهَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 397). (¬2) النمار: جلود النمور. (¬3) المصدر السابق (ق 397).

فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬1). وَرُبَّمَا يَسْتَدِلُّ أَصْحَابُهُمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي: [74] أخبرناه الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ الْهُذَلِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "دِبَاغُ الْأَدِيمِ (¬2) ذَكَاتُهُ" (¬3). وَهَذَا وَرَدَ فِي جِلْدِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَ فَقَدْ طَهَرَ (¬4): [75] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَبْدِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبِي بِإِسْنَادِهِ هَذَا، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا فِي غَزْوةِ تَبُوكَ بِمَاءٍ مِنْ عِنْدِ امْرَأَةٍ، فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي إِلَّا فِي قِرْبَةٍ لِي مَيْتَةٍ (¬5). فَقَالَ: "أَلَيْسَ قَدْ دَبَغْتِهَا؟ " قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: "فَإِنَّ ذَكَاتَهَا دِبَاغُهَا" (¬6). [76] وأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ (¬7)، قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَتَى عَلَى بَيْتٍ، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 397). (¬2) الأديم: الجِلد. (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 571). (¬4) قوله: "طهر" ليس في (د). (¬5) في (ق) وهامش (د): "منتنة". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 6/ أ). (¬7) بعده في أصل الرواية زيادة: "وموسى بن إسماعيل".

فَإِذَا فِيهِ قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فَسَأَلَ الْمَاءَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: "دِبَاغُهَا طَهُورُهَا" (¬1). وَأَمَّا قَوْلُهُ: "دِبَاغُ الْأَدِيمِ ذَكَاتُهُ"، فَمَعْنَاهُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - طَهَارَتُهُ وَطِيبُهُ، يُقَالُ: رِيحٌ ذَكِيَّةٌ؛ أَيْ: طَيِّبَةٌ. الَّذِي يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ رِوَايَةُ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ، ثُمَّ وُرُودُهُ (¬2) بِمَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ مُفَسَّرًا. [77] أخبرناه الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَاتَتْ شَاةٌ لِمَيْمُونَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا"، قَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: "إِنَّ دِبَاغَ الْأَدِيمِ طَهُورُهُ" (¬3). وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا يُؤَيِّدُ قَوْلَنَا: [78] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَلُّويَهِ الدَّقَّاقُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ (¬4)، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "دِبَاغُ الْإِهَابِ طَهُورُهُ" (¬5). وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 397). (¬2) في (ق): "وردوه". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (2/ 820) عن روح بن عبادة به. (¬4) قوله: "عن أبيه" ليس في (د). (¬5) انظر علل الدارقطني (14/ 447).

الْمُحَبَّقِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: "ذَكَاةُ الْأَدِيمِ دِبَاغُهُ". [79] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بَحْرٍ - وَكَانَ يَنْزِلُ الْكُوفَةَ، وَكَانَ أَصْلُهُ بَصْرِيًّا - يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ فِي الْفِرَاءِ: ذَكَاتُهُ دِبَاغُهُ (¬1). ابْنُ أَبِي لَيْلَى هَذَا لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، وَسَنَذْكُرُ ضَعْفَهُ بَعْدَ هَذَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالى. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار، مسند ابن عباس (2/ 830) من طريق غندر به.

مسألة (4): وجلد الكلب لا يطهر بالدباغ

مَسْأَلَةٌ (4): وَجِلْدُ الْكَلْبِ لَا يَطْهُرُ بِالدِّبَاغِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَطْهُرُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [80] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ، ثنا يَحْيَى الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ - مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْمَدَنِيِّ - حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "شَرُّ الْكَسْبِ: مَهْرُ الْبَغِيِّ، وَثَمَنُ الْكَلْبِ، وَثَمَنُ الْحَجَّامِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ يَحيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬3). دَبْغُ جِلْدِ الْكَلْبِ وَبَيْعُهُ وَأَخْذُ الثَّمَنِ عَلَيْهِ اكْتِسَابٌ مِنْهُ لِتَحْصِيلِ ثَمَنِهِ، وَقَدْ سَمَّاهُ الْمُصْطَفَى - صلى الله عليه وسلم -: شَرَّ كَسْبٍ، وَسَمَّاهُ فِي أَخْبَارٍ أُخَرَ: خَبِيثًا، سَنَرْوِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ. [81] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 29)، ومختصر المزني (ص 7)، والحاوي الكبير (1/ 56)، والمجموع (1/ 267). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 48، 202)، وتحفة الفقهاء (1/ 71)، وبدائع الصنائع (1/ 85)، والهداية في شرح البداية (1/ 23). (¬3) صحيح مسلم (5/ 35).

الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ (¬1)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ، وَهُوَ أَخْبَثُ مِنْهُ". قَالَ مُحَمَّدٌ: هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، فَإِنْ سَلِمَ مِنْ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمْتِيِّ، فَإِنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ (¬2). [82] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِي الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ؛ أَنْ لَا تَسْتَمْتِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ: قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ. [83] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنْ جُلُودِ السِّبَاعِ (¬4). وَالْكَلْبُ مِنْ جِنْسِ السِّبَاعِ؛ فَقَدْ رَوَيْنَا فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا عَلَى ابْنِ أَبِي لَهَبٍ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابِكَ"، فَجَاءَ أَسَدٌ ¬

_ (¬1) قوله: "الضحاك بن عثمان" كذا في النسخ، والسنن الكبير (1/ 54) وأصل الرواية من المستدرك. ووقع في ضعفاء العقيلي (3/ 146)، والسنن للدارقطني (1/ 102): "الضحاك بن عباد". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 373). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 397). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 345).

فَافْتَرَسَهُ (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بِعُمُومِ قَوْلِهِ: "أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهَرَ": [84] أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَامُويَهِ الْأَصْبَهَانِيُّ الشَّيْخُ الصَّالِحُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَرْوِيهِ (¬2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهَرَ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬4). [85] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً (¬5). وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى غَيْرِ جِلْدِ الْكَلْبِ؛ بِدَلِيلِ حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَغَيْرِهِ، فَإِنَّهُ خَاصٌّ وَهَذا عَامٌّ، وَالْخَاصُّ يَحْكُمُ عَلَى الْعَامِّ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ جِلْدَ الْكَلْبِ لَا يَنْدَبِغُ. * * * ¬

_ (¬1) دلائل النبوة للمؤلف (2/ 338). (¬2) قوله: "يرويه" كذا ثبت في النسخ، وفي أصل الرواية: "ابن وعلة". (¬3) أخرجه سعدان بن نصر في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 27). (¬4) صحيح مسلم (1/ 192)، ولكن بلفظ: "إذا دبغ الإهاب فقد طهر". (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 47) بسنده.

مسألة (5): وشعر الميتة وصوفها وقرنها وعظمها نجسة

مَسْأَلَةٌ (5): وَشَعْرُ الْمَيْتَةِ وَصُوفُهَا وَقَرْنُهَا وَعَظْمُهَا نَجِسَةٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: شَعْرُ الْحَيوَانِ وَصُوفُهُ وَقَرْنُهُ وَعَظْمُهُ لَا يَنْجَسُ بِمَوْتِهِ، وَلَا يَمُوتُ بِمَوْتِهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا مَضَى فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ - رحمه الله - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ رُكُوبِ النِّمَارِ (¬3). [86] وحدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ لِمَوْلَاةِ مَيْمُونَةَ (¬4)، فَقَالَ: "أَلَّا أَخَذُوا إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا مَيِّتَةٌ. قَالَ: "إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا". [87] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، فَذَكَرَهُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 29 - 30)، (7/ 589) ومختصر المزني (ص 7)، والحاوي الكبير (1/ 66، 73)، والمجموع (1/ 285 - 286، 298). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 203)، وتحفة الفقهاء (1/ 52)، وبدائع الصنائع (1/ 63)، والهداية في شرح البداية (1/ 23)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 26). (¬3) مضى تخريجه في المسألة (رقم 3). (¬4) في (د): "لمولاة لميمونة".

بِنَحْوِهِ (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬2). وَجِهَةُ (¬3) الِاسْتِدْلَالِ مِنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا رَآهَا بِمَضِيعَةٍ ذَكَرَ مِنْهَا مَا يُنْتَفَعُ بِهِ؛ وَهُوَ الْإِهَابُ، فَلَوْ كَانَ الشَّعَرُ وَالصُّوفُ وَالْقَرْنُ بِمَثَابَتِهِ لَذَكَرَهُ، وَالْمُرَادُ بِالْإِهَابِ الْجِلْدُ وَحْدَهُ؛ يُبَيِّنُهُ مَا: [88] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وجَدَ شَاةً مَيِّتَةً أُعْطِيَتْهَا مَوْلَاةٌ لِمَيْمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلَّا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا؟ " فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ. فَقَالَ: "إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا". اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ (¬4). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ (¬5). وَقَوْلُهُ: "إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا"؛ أَيْ: مَا يَكُونُ مِنْهَا مَأْكُولًا، فَأَمَّا مَا تَنَازَعْنَا فِيهِ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 27). (¬2) صحيح مسلم (1/ 190). (¬3) في (د): "وجه". (¬4) صحيح البخاري (2/ 128)، عن سعيد بن عفير، عن ابن وهب، وقول المؤلف هنا: "فقال: وقال الليث حدثني يونس"، لم نجده. (¬5) صحيح مسلم (1/ 190).

فَغَيْرُ مَأْكُولٍ. [89] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْنَابُلْسِيُّ (¬1) بِالرَّمْلَةِ، قَالَ: حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ وَأَنَا حَاضِرٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ادْفِنُوا الْأَظْفَارَ وَالدَّمَ وَالشَّعَرَ؛ فَإِنَّهُ مَيْتَةٌ" (¬2). وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. وَرُوِيَ فِي دَفْنِ الشَّعَرِ وَالظُّفْرِ أَحَادِيثُ ضَعِيفَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ فَهُوَ مَيْتَةٌ". وَهَذَا الْحَدِيثُ وَرَدَ عَلَى سَبَبٍ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي كِتَابِ الصَّيْدِ بِتَمَامِهِ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بِمَا: [90] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو طَلْحَةَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِبَيْرُوتَ، ثنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ السَّفْرِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا بَأْسَ بِمَسْكِ (¬3) الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَ، وَلَا بَأْسَ بِصُوفِهَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "البابلتي". والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (1/ 62). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 620). (¬3) المسك: الجلد.

وَشَعَرِهَا وَقُرُونِهَا (¬1)، إِذَا غُسِلَ بِالْمَاءِ". قَالَ أَبُو الْحَسَنِ (¬2): يُوسُفُ بْنُ السَّفْرِ مَتْرُوكٌ، وَلَمْ يَأْتِ بِهِ غَيْرُهُ (¬3). [91] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبْو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: يُوسُفُ بْنُ السَّفْرِ أَبُو الْفَيْضِ كَاتِبُ الْأَوْزَاعِيِّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬4). [92] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي أَسَامِي (¬5) الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: يُوسُفُ بْنُ السَّفْرِ أَبُو الْفَيْضِ رَوَى عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ أَحَادِيثَ (¬6) مَوْضُوعَةً (¬7). لَوْ لَمْ يَرْوِ مِنَ الْمَنَاكِير إِلَّا رِوَايَتَهُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الرِّزْقُ مَقْسُومٌ، وَهُوَ آتٍ ابْنَ آدَمَ عَلَى أَيِّ سِيرَةٍ سَارَهَا، لَيْسَ تَقْوَى تَقِيٍّ بِزَائِدِهِ، وَلَا فُجُورُ فَاجِرٍ بِنَاقِصِهِ، وَبَيْنه وَبَيْنه سِتْرٌ وَهُوَ طَالِبُهُ" (¬8). لَكَانَ فِيهِ غُنْيَةٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ، كَيْفَ وَقَدْ كَثُرَتِ الْمَنَاكِيرُ فِي رِوَايَتِهِ! وَبِذَلِكَ سَقَطَ عَنِ الِاحْتِجَاجِ بِرِوَايَتِهِ. ¬

_ (¬1) في (س): "وقرنها". (¬2) كتب على هامش (د): "يعني الدارقطني". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 6/ أ). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 144). (¬5) في (س): "أسماء". (¬6) في (ق)، (س): "أحاديثا"، والمثبت من (د). (¬7) المدخل إلى الصحيح (ص 231). (¬8) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 486).

[93] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، أنا (¬1) أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: يُوسُفُ بْنُ السَّفْرِ كَانَ يَكْذِبُ (¬2). وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِإِسْنَادٍ وَاهٍ (¬3): [94] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأُبُلِّيُّ (¬4)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُسْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّمَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمَيْتَةِ لَحْمَهَا، فَأَمَّا الْجِلْدُ وَالشَّعَرُ وَالصُّوفُ فَلَا بَأْسَ بِهِ (¬5). [95] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُسْلِمٍ ضَعِيفٌ (¬6). وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ سُلْمَى الْهُذَلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، دُونَ ذِكْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَتْنِهِ: [96] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "نا". (¬2) أحوال الرجال (ص 277). (¬3) في النسخ: "واهي"، وأثبتنا الجادة. (¬4) هو: محمد بن علي بن إسماعيل بن الفضل، أبو عبد الله الأبلي الحافظ. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 6/ ب). (¬6) المصدر السابق (ق 6/ ب).

إِنَّمَا حَرُمَ مِنَ الْمَيْتَةِ مَا يُؤْكَلُ مِنْهَا وَهُوَ اللَّحْمُ، فَأَمَّا الْجِلْدُ وَالسِّنُّ وَالْعَظْمُ وَالشَّعَرُ وَالصُّوفُ فَهُوَ حَلَالٌ (¬1). [97] أخبرنا مُحَمَّدٌ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ضَعِيفٌ (¬2). [98] وقال فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ مَتْرُوكٌ (¬3). [99] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْأَزْرَقُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬4) بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، ثنا جَدِّي، ثنا عَمَّارُ بْنُ سَلَّامٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا زَافِرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} (¬5)، قَالَ: الطَّاعِمُ الْآكِلُ، فَأَمَّا السِّنُّ وَالْقَرْنُ وَالْعَظْمُ وَالصُّوفُ وَالشَّعَرُ وَالْوَبَرُ وَالْعَصَبُ فَلَا بَأْسَ بِهِ؛ لِأَنَّهُ يُغْسَلُ. قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ضَعِيفٌ (¬6). [100] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ، ثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 67). (¬2) المصدر السابق (1/ 67). (¬3) المصدر السابق (1/ 70). (¬4) قوله: "ابن يعقوب" ليس في (ق). (¬5) سورة الأنعام، الآية: 145. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 6/ أ).

طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} (¬1)، أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْمَيْتَةِ حَلَالٌ إِلَّا مَا أُكِلَ مِنْهَا، فَأمَّا الْجِلْدُ وَالْقَدُّ وَالشَّعَرُ وَالصُّوفُ وَالسِّنُّ وَالْعَظْمُ، فَكُلُّ هَذَا حَلَالٌ لِأَنَّهُ لَا يُذَكَّى". قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ مَتْرُوكٌ (¬2). [101] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬3)، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ مَعِينٍ -: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ يَرْوِيهِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَرِهَ مِنَ الْمَيْتَةِ لَحْمَهَا، فَأَمَّا السِّنُّ وَالشَّعَرُ وَالْقَدُّ فَلَا بَأْسَ بِهِ (¬4). [102] وقال يَحْيَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ التَّارِيخِ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬5). [103] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ زُريعٍ يَقُولُ: عَدَلْتُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ وَأَبِي هِلَالٍ عَمْدًا. قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: وَلَمْ أَسْمَعْ يَحْيَى - يَعْنِي (¬6) ابْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ - وَلَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ - يُحَدِّثَانِ عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) سورة الأنعام، الآية: 145. (¬2) المصدر السابق (ق 6/ ب). (¬3) قوله: "ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب" ليس في (ق). (¬4) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 311). (¬5) المصدر السابق (4/ 88). (¬6) قوله: "يعني" ليس في (ق).

بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ بِشَيْءٍ قَطُّ (¬1). [104] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬2)، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَسُلْمَى أَبُو بَكْرٍ تَعْرِفُهُ يَرْوِي عَنْهُ أَبُو أُوَيْسٍ؟ فَقَالَ: هُوَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬3). [105] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّاوَسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ [فِي] (¬4) أَسَامِي الضُّعَفَاءِ: سُلْمَى أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ الْبَصْرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ لَيْسَ بِالْحَافِظِ عِنْدَهُمْ (¬5). [106] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬6) الْحَجَّاجِيُّ، أنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ سُلْمَى يُضَعَّفُ حَدِيثُهُ، وَكَانَ مِنَ عُلَمَاءِ النَّاسِ بِأَيَّامِهِمْ (¬7). [107] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ لَمْ يَكُنْ بِثِقَةٍ، وَكَانَ يَكُونُ فِي مَسْجِدِ غُنْدَرٍ - وَكَانَ مَسْجِدُ غُنْدَرٍ مَسْجِدَ هُذَيْلٍ - قَالَ يَحْيَى: قَالَ غُنْدَرٌ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 415) من طريق عمرو الفلاس به. (¬2) في (ق)، (س): "الحسن"، وهو تحريف، وهو: محمد بن الحسين بن محمد بن موسى أبو عبد الرحمن السلمي. (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 121). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ الخطية، والمثبت ما يقتضيه السياق. (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 80). (¬6) في (ق)، (س): "أبو الحسن" خطأ. (¬7) أحوال الرجال (ص 208).

كَانَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ كَذَّابًا (¬1). قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: [108] وقد رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْبَصْرِيِّ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّمَا حَرُمَ مِنَ الْمَيْتَةِ لَحْمُهَا وَدَمُهَا. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: قَالَهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ - يَعْنِي - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، بِمِثْلِهِ (¬2). وَهَذَا إِنْ صَحَّ فَالْمُرَادُ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - اللَّحْمُ وَالدَّمُ وَمَا فِي مَعْنَاهُمَا مِمَّا لَا يُؤَثِّرُ فِيهِ الدِّبَاغُ، دُونَ الْجِلْدِ الَّذِي يُؤَثِّرُ فِيهِ الدِّبَاغُ فَيَطْهُرُ بِهِ. [109] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (¬3)، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْجُرْجُسِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ طَهُورَهُ وَسِوَاكَهُ وَمُشْطَهُ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْتَشِطُ بِمُشْطٍ مِنْ عَاجٍ (¬4). إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ ضَعِيفٌ. فَأَمَّا شُعُورُ الْآدَمِيِّينَ فَإِنَّهَا طَاهِرَةٌ فِي ظَاهِرِ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ - رضي الله عنه - ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 238). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 171). (¬3) في (س): "أبو زكريا بن أبي إسحاق". (¬4) أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي وآدابه (3/ 92) من طريق بقية به.

لِكَرَامَتِهِ (¬1)، وَلِوُقُوعِ الْبَلْوَى بِهِ. وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَمَرَ بتَفْرِيقِ شَعَرِ رَأْسِهِ بَيْنَ النَّاسِ، وَلَوْ كَانَ نَجَسًا لَمَا أَمَرَ بِتَفْرِيقِهِ؛ لِأَنَّ النَّجَسَ لَا يُقَسَّمُ. [110] أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا رَمَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ هَدْيَهُ نَاوَلَ الْحَلَّاقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ فَنَاوَلَهُ أَبَا طَلْحَةَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ شِقَّهَ الْأَيْسَرَ فَحَلَقَهُ وَأَمَرَهُ (¬2) أَنْ يَقْسِمَ (¬3) بَيْنَ النَّاسِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ (¬4). [111] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا حَلَقَ شَعَرَهُ يَوْمَ النَّحْرِ تَفَرَّقَ النَّاسُ فَأَخَذُوا شَعَرَهُ، فَأَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ مِنْهُ طَائِفَةً. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَأَنْ يَكُونَ (¬5) عِنْدِي مِنْهُ شَعَرَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (¬6). ¬

_ (¬1) في (س): "لكراهته". (¬2) في (د): "فَأَمَرَهُ". (¬3) كذا في (ق)، (د)، وضبب عليه في (ق)، وفي (س): "يقسمه". (¬4) صحيح مسلم (4/ 82). (¬5) في (د): "تكون". (¬6) أخرجه أبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق (4/ 78)، من طريق سعيد بن سليمان به.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ صَاعِقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ دُونَ ذِكْرِ قَوْلِ ابْنِ سِيرِينَ (¬1). [112] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الرَّزْجَاهِيُّ الْأَدِيبُ، أنا (¬2) أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ الشَّطَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ (¬3) أَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَقُولُ: ذُكِرَ عِنْدَ عُبَيْدَةَ شَعَرُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: لَأَنْ يَكُونَ عِنْدِي شَعَرَةٌ مِنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ (¬4). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (¬5) * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 45). (¬2) في (د): "نا". (¬3) في (س): "أبي عون"، وكلاهما محفوظ. (¬4) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المستخرج على الصحيح كما في التوضيح لشرح الجامع الصحيح (4/ 234). (¬5) صحيح البخاري (1/ 45).

مسألة (6): ولا يجوز أن تستعمل الآنية المضببة بالفضة تضبيب تزيين لها

مَسْأَلَةٌ (6): وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُسْتَعْمَلَ الْآنِيَةُ الْمُضَبَّبَةُ بِالْفِضَّةِ تَضْبِيبَ تَزْيِينٍ لَهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [113] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬3) - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ (¬4) فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ". ¬

_ (¬1) إن كان التضبيب بالفضة كثيرًا لغير حاجة فاستعماله حرام، أو كان كثيرًا لحاجة فإن كان في أعاليه وموضع الشرب منه كان استعماله حرام. انظر: الأم (2/ 30 - 31)، ومختصر المزني (ص 7)، والحاوي الكبير (1/ 79 - 80)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 92 - 94)، والمجموع (1/ 312 - 315). (¬2) انظر: بدائع الصنائع (5/ 132)، والهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني (4/ 363 - 364)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 11)، والبناية شرح الهداية للعيني (12/ 70). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 30). (¬4) في (س): "قال: من شرب".

اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). وَجِهَةُ (¬3) الاِسْتِدْلَالِ مِنْ هَذَا أَنَّهُ تَحْرِيمٌ وَرَدَ فِي الْفِضَّةِ، وَالتَّحْرِيمُ إِذَا جَرَى فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَةِ شَرْعًا عَمَّ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ كَمَا قُلْنَا فِي الرِّبَا. [114] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ بِنَيْسَابُورَ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ (¬4)، قَالَا: ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (¬5)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ إِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ" (¬6). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ذَاكَرَنِي الْفَقِيهُ أَبُو الْوَلِيدِ - رحمه الله - بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَأَجَبْتُهُ فِيهِ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ. يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ (¬7)، ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 113). (¬2) صحيح مسلم (6/ 134). (¬3) في (س): "وجه". (¬4) فوائد الفاكهي (ص 270). (¬5) أشار محقق معرفة علوم الحديث أنه في: " (هـ)، (م) عن ابن الصلاح: قال لنا الشيخ: قول الحاكم في إسناده عن أبيه، عن جده الظن به أنه وهم، فقد رواه العدد بهذا الإسناد فقالوا فيه: عن أبيه عن ابن عمر من غير ذكر جده، روينا نحو ذلك عن أبي بكر البيهقي الحافظ كما هو عن الحاكم، وظن بشيخه الوهم في ذلك، ، والله أعلم". اهـ. (¬6) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 400). (¬7) في (د)، (س): "الحسن بن الحسن"، وفي (ق): "الحسن بن أبي الحسن"، والمثبت الصواب كما في أول الرواية، وكما أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث، وهو: الطوسي راوية ابن أبي مسرة، والله أعلم.

عَنِ ابْنِ أَبِي مَسَرَّةَ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا لَوْ كُنَّا نَعْرِفُ لِزَكَرِيَّا بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا حَدِيثًا آخَرَ. فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَسْنَدَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ. فَقَالَ: قَدْ حَسُنَ هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا. قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَكَذَا أَخْبَرَنَاهُ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: وَذِكْرُ جَدِّهِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ زِيَادَةٌ؛ فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْأُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ وَالشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ (¬1) فِي كِتَابَيْهِمَا، وَلَيْسَ فِيهِ: عَنْ جَدِّهِ. [115] وأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أيُّوبَ الطُّوسِيُّ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. لَيْسَ فِيهِ: عَنْ جَدِّهِ، قَالَ (¬2): وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬3). [116] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثنا يَحيَى بْنُ مُحَمَّدٍ (¬4) الْجَارِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ إِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ" (¬5). كَتَبْتُهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ بِخَطِّ الدَّارَقُطْنِيِّ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ: عَنْ جَدِّهِ. [117] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا ¬

_ (¬1) السنن (1/ 55). (¬2) في (س): "عن جده ليس فيه عبد الله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال". (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الصغير (1/ 111) بسنده. (¬4) قوله: "محمد" ليس في (س). (¬5) سبق تخريجه عند الحديث رقم (114).

يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا (¬1) عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنَّا مَعَ عَائِشَةَ فَمَا زِلْنَا بِهَا حَتَّى رَخَّصَتْ لَنَا فِي الْحُلِيِّ، وَلَمْ تُرَخِّصْ لَنَا فِي الْإِنَاءِ الْمُفَضَّضِ. قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: قَالَ سَعِيدٌ: حَمَلْنَاهُ عَلَى الْحَلْقَةِ وَنَحْوِهَا (¬2). وَقَدْ رُوِيَ فِي الرُّخْصَةِ حَدِيثٌ فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ: [118] حدثناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الْأُبُلِّيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أُخْتِهِ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ لُبْسِ الذَّهَب، وَتَفْضِيضِ الْأَقْدَاحِ، فَكَلَّمَهُ (¬3) النِّسَاءُ فِي لُبْسِ الذَّهَبِ فَأَبَى عَلَيْنَا، وَرَخَّصَ لَنَا فِي تَفْضِيضِ الْأَقْدَاحِ (¬4). هَكَذَا قَالَ، وَحَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا مِنْ هَذَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [119] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ (¬5) لَا يَشْرَبُ فِي قَدَحٍ فِيهِ حَلْقَةُ فِضَّةٍ، وَلَا ضَبَّةُ فِضَّةٍ (¬6). ¬

_ (¬1) في (د): "أنا". (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 85) بسنده. (¬3) في (د)، (س): "فكلَّمتْه". (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 68) عن مسلم الأبلي به. (¬5) في (س): "أنه قال". (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 290) عن عبد الله بن نمير به.

[120] أخبرنا ابْنُ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكَيْسَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ خُصَيفٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أُتِيَ بِقَدَحٍ مُفَضَّضٍ لِيَشْرَبَ مِنهُ فَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مُنْذُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لَمْ يَشْرَبْ فِي الْقَدَحِ الْمُفَضَّضِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4/ 43) من طريق علي بن معبد به.

مسألة (7): ولا يجوز الوضوء بغير النية

مَسْأَلَةٌ (7): وَلَا يَجُوزُ الْوُضُوءُ بِغَيْرِ النِّيَّةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬2). ودَلِيلُنَا (¬3) مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [121] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (¬4)، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (ح) (¬5). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، قَالَ الْفَقِيهُ: أنا، وَقَالَ عَلِيٌّ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 62)، ومختصر المزني (ص 8)، والحاوي الكبير (1/ 87)، والمجموع (1/ 354 - 355). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 72)، وتحفة الفقهاء (1/ 11)، وبدائع الصنائع (1/ 19)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 16)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 40). (¬3) في (د): "دليلنا". (¬4) قوله: "ابن يحيى" ليس في (س). (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن (4/ 82) من طريق يزيد بن هارون به.

الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَلَى الْمِنْبَرِ يُخْبِرُ بِذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ (¬1)، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا وَإِلَى (¬2) امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" (¬3)، لَفْظُ حَدِيثِ الْحُمَيْدِيِّ. اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيِّ (¬4). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬5). [122] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْبَرِّيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ (¬6): وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا أَبَانٌ - يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ - ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ زَيْدًا حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الطُّهُورُ (¬7) شَطْرُ الْإِيمَانِ، ¬

_ (¬1) في (ق) في الموضعين: "إلى الله وإلى ورسوله". (¬2) ضبب فوق الواو في (د). (¬3) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 163). (¬4) صحيح البخاري (1/ 6). (¬5) صحيح مسلم (6/ 48). (¬6) قوله: "محمد قَالَ" ليس في (د). (¬7) في (س): "الطهر".

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ (¬1) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ - أَوْ: تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا (¬2) ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنصُورٍ (¬3). وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِوُقُوعِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ عِنْدَ اسْتِدْلَالِنَا بِقَوْلِهِ تَعَالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (¬4)، وَإِنْكَارِهِمْ ذَلِكَ وَقَوْلِهِمْ: إِنَّ الْوُضُوءَ لَيْسَ مِنَ الدِّينِ. [123] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا (¬5) أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ (¬6) عَلَيْهِ" (¬7). [124] وبإسناده ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، قَالَ: وَذَكَرَ رَبِيعَةُ أَنَّ تَفْسِيرَ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - "لَا ¬

_ (¬1) لفظ الجلالة ليس في (د). (¬2) أي: مُهْلِكها. (¬3) صحيح مسلم (1/ 140). (¬4) سورة البينة، الآية: 5. (¬5) في (د)، (س): "أنا". (¬6) كذا ثبت في النسخ الخطية، وسنن أبي داود رواية ابن داسة مخطوط بالأزهرية، وفي نسخة برنستون: "اسم الله" ورقم فوق كلمة: "اسم" حرف (خ)؛ إشارة إلى الخطابي. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 8)، ونسخة برنستون (ق 19).

وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ (¬1) عَلَيْهِ" أَنَّهُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ وَيَغْتَسِلُ، وَلَا يَنْوِي وُضُوءًا لِلصَّلَاةِ، وَلَا غُسْلًا لِلْجَنَابَةِ (¬2). [125] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ بَيْتِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ رَغَّبْتَنَا فِي السِّوَاكِ، فَهَلْ دُونَ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: "أُصْبُعَاكَ سِوَاكٌ عِنْدَ وُضُوئِكَ تُمِرُّهُمَا (¬3) عَلَى أَسْنَانِكَ، إِنَّهُ لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ، وَلَا أَجْرَ (¬4) لِمَنْ لَا حِسْبَةَ لَهُ" (¬5). * * * ¬

_ (¬1) كذا في النسخ الخطية، وسنن أبي داود رواية ابن داسة مخطوط بالأزهرية، وفي نسخة برنستون: "اسم الله". (¬2) المصدر السابق (ق 8)، ونسخة برنستون (ق 19). (¬3) في (س): "تمرها". (¬4) في (س): "وضوءَ". (¬5) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 315) عن ابن بشران.

مسألة (8): والسنة أن يمسح رأسه ثلاثا

مَسْأَلَةٌ (8): وَالسُّنَّةُ أَنْ يَمْسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا (¬1) وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: السُّنَّةُ (¬2) أَنْ يَمْسَحَهُ مَرَّةً (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [126] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ هَذَا (¬4) (¬5). هَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ، وَهُوَ إِسْنَادٌ حَسَنٌ، قَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ غَيْرَ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ. [127] وقد سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ فِي عَامِرٍ طَعْنًا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 59)، ومختصر المزني (ص 8)، والحاوي الكبير (1/ 117)، والمجموع (1/ 461 - 462). (¬2) قوله: "السنة" ليس في (س). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 7)، وتحفة الفقهاء (1/ 14)، وبدائع الصنائع (1/ 22)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 16)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 5). (¬4) في (س): "هكذا". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 20).

بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ (¬1). وَشَاهِدُهُ مَا: [128] أخبرناه جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا، وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا، وَخَلَّلَ أَصَابِعَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ (¬2). [129] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِق بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ - رحمه الله - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ وَاحِدَةٍ مَنْهُمَا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يتَوَضَّأُ هَكَذَا (¬3). ¬

_ (¬1) المستدرك (1/ 357). (¬2) أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ (3/ 186) عن أبي غسان به. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 157) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي.

وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ: [130] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَرْدَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي حُمْرَانُ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - تَوَضَّأَ. فَذَكَرَهُ. وَقَالَ فِيهِ: وَمَسَحَ (¬1) رَأْسَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - توَضَّأَ هَكَذَا وَقَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ دُونَ هَذَا كَفَاهُ" (¬2) (¬3). [131] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَرْدَانَ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ حُمْرَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - دَعَا بِوَضُوءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَوَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ هَكَذَا، وَقَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ أَجْزَأَهُ (¬4) (¬5). [132] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ بِنَيْسَابُورَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَوْذَبٍ بِوَاسِطٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (د): "مسح". (¬2) هذا الحديث ليس في (س). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 9). (¬4) هذا الحديث ليس في (س). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 15/ ب).

خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ (¬1)، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ ثَلَاثًا (¬2) وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ (¬3). هَكَذَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (¬4) عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ: وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا. [133] وأخبرنا (¬5) أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ وَأَبُو الْمُطِيعِ إِبْرَاهِيمُ (¬6) بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ (¬7). وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ ¬

_ (¬1) قوله: "عن خالد بن علقمة" ليس في (ق). (¬2) قوله: "ثلاثًا" ليس في (س). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 154) من طريق الحماني به. (¬4) غير واضحة في (س). (¬5) في (د): "أخبرنا". (¬6) كذا في النسخ كلها وهو تحريف غريب، وصوابه: "ثنا عباس بن الفضل، ثنا إبراهيم" كما في السنن الكبير للمصنف (1/ 63)، حيث رواه كما ها هنا بسنده ومتنه سواء، وإبراهيم بن المنذر لا يكنى بأبي إبراهيم، ولا هي كنية العباس بن الفضل، والعباس هذا لم يدرك ابن وهب، كما أن أحمد بن عبيد لم يدرك إبراهيم بن المنذر، والله أعلم. (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 195) بسنده.

الْهَمْدَانِيِّ (¬1)، وَلَمْ يَذْكُرِ الْعَدَدَ كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو حَنِيفَةَ، ثُمَّ خَالَفَهُ. [134] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ اللَّخْمِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬2)، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِينَا فَيُكْثِرُ، فَأَتَانَا فَوَضَعْنَا لَهُ الْمِيضَأَةَ (¬3)، فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ (¬4) مَرَّةً، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ بِمَا بَقِيَ مِنْ وَضُوئِهِ مَرَّتَيْنِ بَدَأَ بِمُؤَخَّرِهِ ثُمَّ رَدَّ يَدَيْهِ عَلَى نَاصِيَتِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - توَضَّأَ وَمَسَحَ مُقَدَّمَ أُذُنَيْهِ وَمُؤَخَّرَهَا (¬5). [135] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ السِّنْجَارِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِينِي فَأُصْغِي (¬6) لَهُ وَضُوءًا فِي مِخْضَبٍ حَزَرْنَاهُ (¬7) مُدًّا (¬8)، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 80، 81). (¬2) المصنف (1/ 258، 292). (¬3) الميضأة: الْمِطْهَرة، وهي التي يتوضأ منها أو فيها. (¬4) في (د): "وَاسْتَنْشَقَ". (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 269). (¬6) أصغى: أمال. (¬7) الحزر: التقدير والتخمين. (¬8) قال ابن الأثير: "المُدّ: رِطْلٌ وثُلُث بالعراقي، عند الشافعيِّ وأهلِ الحجاز، وهو رِطلان عند أبي حنيفة وأهلِ العِراق. وقيل: إن أصلَ الْمُدِّ مُقدَّرٌ بأن يَمُدّ الرجل يديْه فيَملأ كَفّيه طعامًا". النهاية (مدد).

وَقَالَتْ (¬1): فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مَرَّةً مَرَّةً، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ (¬2) بِيَدَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ الْمَاءِ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ فَعَلَا بِهِ إِلَى نَاصِيَتِهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ بُطُونَ أُذُنَيْهِ (¬3) وَظُهُورَهُمَا، وَجَعَلَ يُدْخِلُ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلَاثًا، ثُمَّ رِجْلَهُ (¬4) الْيُسْرَى ثَلَاثًا. [136] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يأْتِينَا، فَحَدَّثَتْنَا أَنَّهُ قَالَ: "اسْكُبِي (¬5) لِي وَضُوءًا"، فَذَكَرَتْ وُضُوءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ (¬6) فِيهِ: فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَوَضَّأَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مَرَّةً، وَوَضَّأَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّتَيْنِ يَبْدَأُ بِمُؤَخَّرِ رَأْسِهِ ثُمَّ بِمُقَدَّمِهِ، وَبِأُذُنِيْهِ كِلْتَاهُمَا (¬7) ظُهُورِهِمَا وَبُطُونِهِمَا، وَوَضَّأَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا. هَذَا مَعْنَى مُسَدَّدٍ (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "قالت". (¬2) قوله: "بماء"، كذا جوده ناسخ (ق)، وفي (د)، (س): "بما". (¬3) غير واضحة في (د). (¬4) ضرب عليها في (د). (¬5) في (س): "اسكبوا". (¬6) كذا في (ق)، وفي (د)، (س) تشبه: "قال". وفي سنن أبي داود مخطوط برنستون موافق لما في (د)، (س) وصحح عليه. (¬7) حكى الفراء فيها ثلاث لغات ومنها: أن تعرب إعراب المقصور مع الظاهر والمضمر وجعل من ذلك قول بعضهم: "كلاهما وتمرا". توضيح المقاصد والمسالك (1/ 326). (¬8) كذا في النسخ، وفي سنن أبي داود: "معنى حديث مسدد"، وضبب ناسخ (ق) على قوله: "مسدد". (¬9) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 11).

وَأَمَّا حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - وَغَيْرِهِ بِذِكْرِ (¬1) مَسْحِ الرَّأْسِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَسَنَرْوِيهِ بَعْدَ هَذَا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيُ الْعَدَدِ، وَفِيمَا رَوَيْنَا (¬2) إِثْبَاتُ الْعَدَدِ فِيهِ سُنَّةٌ كَسَائِرِ أَعْضَاءِ الطَّهَارَةِ. وَالْأَوْلَى بِنَا الْجَمْعُ بَيْنَ الْخَبَرَيْنِ إِذَا أَمْكَنَ، وَاللَّهُ الْمُعِينُ عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ. [137] وأخبرنا (¬3) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ - وَالْمَقَاعِدُ بِالْمَدِينَةِ حَيْثُ يُصَلَّى عَلَى الْجَنَائِزِ عِنْدَ الْمَسْجِدِ - فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬4). [138] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا (¬5) عَلِيٌّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ (¬6) الْحَضْرَمِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحَضْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَبِيحٍ ¬

_ (¬1) غير منقوطة في (ق)، (د)، وفي (س): "يذكر". (¬2) في (د): "رويناه". (¬3) في (د): "أخبرنا". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 16/ أ). (¬5) في (س): "ثنا". (¬6) قوله: "ابن شعيب" ليس في (س).

قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، وَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ (¬1) وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (¬2)، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أَنْ يَتكَلَّمَ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ" (¬3). [139] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو كُرَيْبِ، ثنا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَقَالَ: هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيَكُمُوهُ (¬4). [140] وأخبرنا (¬5) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا (¬6) صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ دَارَةَ - مَوْلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه - مَنْزِلَهُ فَسَمِعَنِي أُمَضْمِضُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالْمَقَاعِدِ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ¬

_ (¬1) هنا في (س) زيادة: "ثلاثًا". (¬2) قوله: "ثلاثًا" الثانية ليس في (س). (¬3) المصدر السابق (ق 16/ أ). (¬4) المصدر السابق (ق 16/ أ). (¬5) في (س): "أخبرنا". (¬6) في (د): "عن".

قَالَ: وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ ذَكَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلْيَنْظُرْ إِلَى وُضُوئِي هَذَا (¬1). وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا، يَأْخُذُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مَاءً جَدِيدًا. [141] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ الْعَدْلُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ (¬2): جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْني عَنِ الْوُضُوءِ؟ فَدَعَا بِمَاءٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ - لَا يَدْرِي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا (¬3) أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَسَاءَ (¬4). [142] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - أُتِيَ بِوَضُوءٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا حَتَّى قَفَاهُ، وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا، وَغَسَلَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 147) من طريق صفوان بن عيسى به. (¬2) مكررة في (د). (¬3) قوله: "على هذا" ليس في (د)، (س). (¬4) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد، كما عند ابن طاهر في أطرافه (1/ 612) من طريق أبي بدر به.

رِجْلَهُ (¬1) الْيُمْنَى ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ هَكَذَا (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "رِجْلَيْهِ". (¬2) أخرجه ابن وهب في المسند كما في الإعلام بسنته عليه السلام لمغلطاي (1/ 444): ثنا أسامة بن زيد الليثي، عن عطاء به. وعزاه ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 544) للمؤلف في الخلافيات.

مسألة (9): الأذنان ليستا من الرأس فيمسحان بماء جديد

مَسْأَلَةٌ (9): الْأُذُنَانِ لَيْسَتَا مِنَ الرَّأْسِ فَيُمْسَحَانِ بِمَاءٍ جَدِيدٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُمَا مِنَ الرَّأْسِ يُمْسَحَانِ (¬2) بِالْمَاءِ الَّذِي يُمْسَحُ بِهِ الرَّأْسُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [143] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ - عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ - وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) بِمِصْرَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ (¬5) بْنِ مِقْلَاصٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 59)، ومختصر المزني (ص 9)، والحاوي الكبير (1/ 120 - 121)، ونهاية المطلب (1/ 83)، والمجموع (1/ 441 - 443). (¬2) في (س): "فيمسحان". (¬3) انظر: الأصل (1/ 62)، والمبسوط للسرخسي (1/ 64 - 65)، وتحفة الفقهاء (1/ 14)، وبدائع الصنائع (1/ 23)، والهداية في شرح البداية (1/ 16)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 5 - 6). (¬4) في (س): "عبد الله" خطأ. (¬5) قوله: "ابن عمران" ليس في (ق).

فَأَخَذَ مَاءً لِأُذُنَيْهِ خِلَافَ الْمَاءِ الَّذِي مَسَحَ بِهِ رَأْسَهُ (¬1). [144] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ، فَأَخَذَ لِأُذُنَيْهِ مَاءً خِلَافَ الْمَاءِ (¬2) الَّذِي أَخَذَ لِرَأْسِهِ (¬3). [145] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ أُذُنَيْهِ بِمَاءٍ غَيْرِ الْمَاءِ الَّذِي مَسَحَ بِهِ رَأْسَهُ (¬4). ذَكَرَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله - هَذَا الْحَدِيثَ (¬5) فِي كِتَابِ (¬6) الْمُسْتَدْرَكِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِ ابْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ بِذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَشْهَدَ بِحَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ هَذَا، وَرَوَاهُ فِي السَّادِسَ عَشَرَ مِنَ الْأَمَالِي الْقَدِيمَةِ مِنْ حَدِيثِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ كَمَا ذَكَرْنَاهُ (¬7)، فَثَبَتَ بِذَلِكَ صِحَّةُ طَرِيقِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ الْمِصْرِيِّ. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 364). (¬2) قوله: "الماء" ليس في (س). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 200) بسنده. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 365). (¬5) قوله: "هذا الحديث" ليس في (د). (¬6) في (س): "كتابه". (¬7) في (س): "ذكرنا".

[146] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، ثنا (¬1) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ يَأْخُذُ الْمَاءَ بَأُصْبُعَيْهِ لِأُذُنَيْهِ (¬2). [147] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ - أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُعِيدُ أُصْبُعَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا أُذُنَيْهِ (¬3). هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَا يَشْتَبِهُ عَلَى أَحَدٍ. وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ مَعْنَى (¬4) مَا قُلْنَا: [148] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ تَوَضَّأَ (¬5) وَمَسَحَ أُذُنَيْهِ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا، فَنَظَرْنَا (¬6) إِلَيْهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ يَأْمُرُنَا بِذَلِكَ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا". (¬2) أخرجه مالك في الموطأ رواية ابن بكير (ق 7/ ب). (¬3) أخرجه عبد الرزاق (1/ 12) من طريق عبد الله بن عمر به. (¬4) في (س): "يعني". (¬5) في (س): "يتوضأ". (¬6) في (ق): "فنظر". (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 64) من طريق أبي العباس الأصم. وأخرجه الدارقطني في السنن (1/ 189) من طريق حميد.

ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. وَهَذَا أَيْضًا يَقْتَضِي مَا ذَكَرْنَا؛ إِذْ لَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ مَسَحَهُمَا مَعَ الرَّأْسِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مَسَحَهُمَا بِمَاءٍ جَدِيدٍ. وَقَدْ أَسْنَدَهُ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ كَمَا: [149] أخبرناه (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ فَمَسَحَ بَاطِنَ أُذُنَيْهِ وَظَاهِرَهُمَا (¬3)، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَأْمُرُ بِذَلِكَ (¬4). وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُ أَبِي حَنِيفَةَ بِمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ"، بِأَسَانِيدَ كَثِيرَةٍ، مَا مِنْهَا إِسْنَادٌ إِلَّا وَلَهُ عِلَّةٌ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهم -. أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: ¬

_ (¬1) قوله: "هو" ليس في (س). (¬2) في (ق)، (س): "أخبرنا". (¬3) في (س): "وظاهرها". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 360).

[150] فأخبرناه (¬1) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا (¬2) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ (¬3) - الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّقَّاءِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْهَرَوِيُّ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعُرْيَانِ الْهَرَوِيُّ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬4). [151] قال عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: كَذَا قَالَ، وَهُوَ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ الْفِهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا: حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ (ح). وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ (¬5)، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬6)، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬7). ¬

_ (¬1) في (د): "فأخبرنا". (¬2) في (س): "ثنا". (¬3) قوله "الهروي" ليس في (ق). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ أ). (¬5) في (ق): "الطواسي" خطأ. (¬6) مصنف ابن أبي شيبة (1/ 294). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ أ).

قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْهَرَوِيِّ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ (¬1)، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ مِثْلَهُ مُسْنَدًا. وَمَنْ رَوَاهُ مُسْنَدًا لَيْسَ مِمَّنْ يُقْبَلُ مِنْهُ مَا (¬2) يَتَفَرَّدُ (¬3) بِهِ إِذْ لَمْ تَثْبُتْ عَدَالَتُهُ، فَكَيْفَ إِذَا خَالَفَ الثِّقَاتِ مِثْلَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْحَافِظِ (¬4) الْمُتْقِنِ وَأَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ الْمُتَّفَقِ عَلَى عَدَالَتِهِمَا، وَقَدْ أَتَيَا بِهِ مَوْقُوفًا. وَكَذَلِكَ (¬5) رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬6). مَوْقُوفًا. وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - مُسْنَدًا: [152] أخبرناه الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، ثنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَاذَ (¬7) الْأَهْوَازِيُّ بِهَا، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬8). [153] وهكذا رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يُونُسَ الْبَزَّارُ (¬9)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "واهي". والمثبت الجادة. (¬2) لفظة: "ما" ليست في (د). (¬3) في (س): "تفرد". (¬4) قوله: "الحافظ" ليس في (د). (¬5) في (د): "وكذا". (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 11). (¬7) ضبب عليه في (ق). (¬8) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 98) من طريق عيسى بن يونس به. (¬9) في (س): "البزاز".

عَيَّاشٍ (¬1). وَالْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى ضَعِيفٌ. أَخْبَرَني بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا (¬2) عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ: الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى ضَعِيفٌ (¬3). وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ أَيْضًا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، فَإِنْ سَلِمَ مِنْهُمَا فَالْحَمْلُ فِيهِ (¬4) عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَرَفْعُهُ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ مَوْقُوفٌ. [154] سمعت الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ يَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَلَى جَلَالَةِ مَحِلِّهِ إِذَا انْفَرَدَ (¬5) بِحَدِيثٍ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ لِسُوءِ حِفْظِهِ (¬6). وَلِإِسْمَاعِيلَ أَخَوَاتٌ (¬7) فِي رِوَايَتِهِ الْمَنَاكِيرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ. فَمِنْهَا مَا: [155] أخبرناه (¬8) (¬9) أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، ¬

_ (¬1) بعده في (س): "عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الأذنان من الرأس". (¬2) في (س): "ثنا". (¬3) سنن الدارقطني (1/ 170). (¬4) قوله: "فيه" ليست في (س). (¬5) في (د)، (س): "تفرد". (¬6) سؤالات مسعود السجزي (ص 67). (¬7) في (س): "أخوان". (¬8) في (د): "فمنها أخبرناه". (¬9) القائل هو: الحاكم أبو عبد الله.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْعَفِيفَةُ الْغَلِمَةُ (¬1) (¬2) ". قَالَ الْحَاكِمُ: فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ غُنْيَةٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ مِنْ أَهْلِ الصَّنْعَةِ. [156] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ - لَا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَرَّةً: ثنا أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي عُتْبَةَ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هَذَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. فَقَالَ لَهُ (¬3) الرَّجُلُ: لَوْ كَانَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ لَمْ أَكْتُبْهُ. فَسَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا دَاوُدَ فَقَالَ (¬4): ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ أَبُو عُتْبَةَ (¬5). [157] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، قَالَ: سمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَذُكِرَ عِنْدَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَقَالَ (¬6): كَانَ ثِقَةً فِيمَا رَوَى عَنْ أَصْحَابِهِ أَهْلِ الشَّامِ، وَمَا رَوَى عَنْ غَيْرِهِمْ فَخَلَطَ فِيهَا (¬7). [158] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ الْمَشْغَرَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: أَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ ¬

_ (¬1) الغُلْمة: هَيَجان شَهْوة النِّكَاح. (¬2) أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (3/ 687) عن محمد بن عوف به. (¬3) قوله: "له" ليست في (د). (¬4) قوله: " فقال" مكررة في (د). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 81) من طريق عمرو الفلاس به. (¬6) في (س): "قال". (¬7) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 247) عن محمد بن عثمان به.

عَيَّاشٍ، فَقُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: مَا أَشْبَهَ حَدِيثَهُ بِثِيَابٍ سَابُورِيٍّ؛ يُرْقَمُ عَلَى الثَّوْبِ (¬1) الْمِائَةُ وَلَعَلَّ شِرَاهُ دُونَ (¬2) عَشَرَةٍ، كَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنِ الْكَذَّابِينَ، وَهُوَ فِي حَدِيثِ الثِّقَاتِ (¬3) مِنَ الشَّامِيِّينَ أَحْمَدُ مِنْهُ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِمْ (¬4). وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [159] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬5) مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬6) بْنِ السِّنْدِيِّ (¬7)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَزِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (ح). [160] وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيِّ الْفَقِيهُ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيِّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَيُّوبَ المُعَدِّلُ بِالرَّمْلةِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ وُهَيْبٍ الغَزِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". ¬

_ (¬1) في (س): كلمة غير واضحة. (¬2) قوله "دون" ساقطة من (د). (¬3) قوله "الثقات" ساقطة من (د). (¬4) أحوال الرجال (ص 297). (¬5) أداة التحديث ساقطة من: (س). (¬6) كذا في النسخ الخطية كلها وهو تحريف، والصواب: "محمد بن عبد الرحمن"، وهو: محمد بن عبد الرحمن بن السندي بن موسى أبو بكر الهمذاني الطرائفي، له ترجمة في تاريخ بغداد (3/ 550) وتاريخ دمشق (54/ 83). (¬7) في (د): "السندي" بدون: "ابن".

قَالَ عَلِيٌّ: كَذَا (¬1) قَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَرَفْعُهُ وَهَمٌ. وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَاضِي غَزَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِي السَّرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَفْعُهُ أَيْضًا وَهَمٌ، وَوَهِمَ فِي ذِكْرِ الثَّوْرِيِّ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَخِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا (¬2). [161] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا (¬3) عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، أنا عَبْدُ اللَّهِ (¬5) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. مَوْقُوفٌ (¬6). قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا (¬7). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: [162] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ (¬8)، ثنا بِهِ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ الْحَكَمِ الْعَنَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ - يَعْنِي الْعَمِّيَّ - ¬

_ (¬1) في (د): "هكذا". موافق لأصل الرواية. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ أ). (¬3) في (س): "ثنا". (¬4) المصنف (1/ 11). (¬5) ضبب عليه في أصل الحافظ الحارثي. (¬6) كتب فوقها في (د): "كذا". (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ أ). (¬8) قوله "الحافظ" ليس في (ق)، (س).

عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬1). [163] وأخبرنا (¬2) أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَلْبَسِ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو اللَّيْثِ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو عُمَرَ الرَّبَعِيُّ الْبُخَارِيُّ (¬3)، ثنا عِيسَى الْغُنْجَارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬4). قَالَ عَلِيٌّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬5). [164] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ كَانَ (¬6) كَذَّابًا، سَأَلْتُ ابْنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ، فَقَالَ: ذَاكَ (¬7) عَجَبٌ، يَجِيئُكَ بِالطَّامَّاتِ، هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ نَاقَةِ ثَمُودَ، وَبِلَالٍ الْمُؤَذِّنِ (¬8). [165] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْخُرَاسَانِيُّ ضَعِيفٌ، وَأَبُوهُ ثِقَةٌ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سُفْيَانُ بْنُ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 17/ أ). (¬2) في (س): "أخبرنا". (¬3) من قوله: "حدثني نصر بن صالح" إلى هنا ساقط من (د)، وكتب في حاشية (د): "سقط رجلان". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 106). (¬5) سنن الدارقطني (1/ 172). (¬6) قوله: "كان" ليس في (س). (¬7) في (د): "ذلك". (¬8) أحوال الرجال (ص 342).

عُيَيْنَةَ (¬1). [166] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ - قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ الْبُخَارِيُّ، رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً، كُتِبَ عَنْهُ بِالْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ (¬2). [167] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ فِي كِتَابِ أَسَامِي الضُّعَفَاءِ لِلْبُخَارِيِّ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّاوَسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، سَكَنَ بُخَارَى، سَكَتُوا عَنْهُ، رَمَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ (¬3). قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ لِأَبِي حَاتِمٍ: زَيْدٌ الْعَمِّيُّ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ، كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَوَارِيِّ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، رَوَى عَنْهُ: الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ، وَكَانَ قَاضِيًا بِهَرَاةَ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةً، لَا أُصُولَ (¬4) لَهَا، حَتَّى يَسْبِقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا، كَانَ يَحْيَى يُمَرِّضُ الْقَوْلَ فِيهِ، وَهُوَ عِنْدِي لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ، وَلَا كِتْبَةُ (¬5) حَدِيثِهِ إِلَّا لِلاعْتِبَارِ (¬6). ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 358). (¬2) المدخل إلى الصحيح (1/ 218). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 126). (¬4) في (د): "أصل". (¬5) في (د): "كِتَابَةُ". (¬6) المجروحين (1/ 386).

وَرُوِيَ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا (¬1): [168] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَلِيٌّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا وَكِيعٌ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ (¬2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬3). [169] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَلِيٌّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا غَيْلَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬4). قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّحَّاسُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬5). [170] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْسَحُ أُذُنَيْهِ وَيَقُولُ: هُمَا مِنَ الرَّأْسِ (¬6). [171] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ ¬

_ (¬1) من قوله: "وروي" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) في الأصول الخطية: "سالم، عَنْ أبي النضر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ أ). (¬4) المصدر السابق (ق 17/ أ). (¬5) المصدر السابق (ق 17/ أ). (¬6) المصدر السابق (ق 17/ أ).

يَزِيدَ، أنا وَكِيعٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬1). وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: [172] فأخبرناه الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادُ (¬2) الصُّوفِيُّ بِمَكَّةَ، أنا (¬3) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، ثنا غُنْدَرٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ يُعْرَفُ بِالْمَعْمَرِيِّ، وَهُوَ أَحَدُ (¬4) مَا ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ فِي الْإِنْكَارِ عَلَيْهِ، وَقَدْ سَرَقَهُ مِنْهُ الْبَاغَنْدِيُّ وَغَيْرُهُ (¬5). [173] حدثناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْشَاذَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي: الْبَاغَنْدِيَّ - (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ: قَالَ أَبُو كَامِلٍ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْ غُنْدَرٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ، أَفَادَنِيهِ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْأَفْطَسُ (¬6). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 17/ أ). (¬2) في (ق)، (س): "ابن الحداد". (¬3) في (س): "ثنا". (¬4) في (س): "آخر". (¬5) ينظر الإرشاد للخليلي (3/ 844). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 517).

قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْأَفْطَسُ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬1)، ثُمَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ (¬2). [174] وأخبرناه (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ بِمِصْرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِق الْبَزَّارُ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، مِثْلَهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو كَامِلٍ عَنْ غُنْدَرٍ، وَهُوَ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬4). [175] حدثنا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا وَكِيعٌ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬5). وَهَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، وَصِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ مُرْسَلًا (¬6). [176] وقد قِيلَ (¬7): عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 306). (¬2) الضعفاء والمتروكون (ص 218). (¬3) في (ق)، (س): "وأخبرنا". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ أ). (¬5) المصدر السابق (ق 17/ ب). (¬6) سائر هذه الطرق أخرجها الدارقطني في السنن (1/ 175). (¬7) في (د): "وقيل".

أَخْبَرَنَاهُ (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا (¬2) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَذَكَرَهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: وَهِمَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ فِي قَوْلِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالَّذِي قَبْلَهُ أَصَحُّ (¬3). وَقَدْ رَوَاهُ الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، مِثْلَ حَدِيثِ غُنْدَرٍ: [177] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو نَصْرٍ بِشْرُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ هِلَالٍ الزُّبَيْدِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مُعَاذٍ ابْنُ أُخْتِ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (ح). وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّفَّاءُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ الْقُهُسْتَانِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَضْمِضُوا وَاسْتَنْشِقُوا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬4). [178] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ؟ فَقَالَ: كَانَ ¬

_ (¬1) في (د): "أخبرنا". (¬2) في (د): "أنا". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ ب). (¬4) المصدر السابق (1/ 174) من طريق الربيع بن بدر به.

ضَعِيفًا (¬1). [179] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: رَبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، وَيُقَالُ لَهُ: عُلَيْلَةُ السَّعْدِيُّ التَّمِيمِيُ الْبَصْرِيُّ، ضَعَّفَهُ قُتَيْبَةُ (¬2). [180] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، يُقَالُ لَهُ: عُلَيْلَةُ، وَاهِي الْحَدِيثِ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ غَيْرِ مُعْتَمَدٍ: [181] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ أَبُو سَعِيدٍ بِبَالِسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ القَرْقَسَانِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ (¬4) وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬5). [182] قال عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: جَابِرٌ ضَعِيفٌ، وَقَدِ اخْتُلِفَ عَنْهُ؛ فَأَرْسَلَهُ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُطِيعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ. ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 34) عن محمد بن عثمان به. (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 70). (¬3) أحوال الرجال (ص 191). (¬4) في (ق): "فليتمضمض". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ ب).

حَدَّثَنَا بِهِ (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو مُطِيعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ مِنْ وَظِيفَةِ الْوُضُوءِ، لَا يَتِمُّ الْوُضُوءُ إِلَّا بِهِمَا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬2). وَرُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ: [183] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ سُنَّةٌ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ عَلِيٌّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ضَعِيفٌ (¬3)، وَالْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ مِثْلُهُ. قَالَ عَلِيٌّ: خَالَفَهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ؛ فَرَوَاهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا يَصِحُّ أَيْضًا (¬4). [184] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُكْتِبُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَزَائِمِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) القائل هو: الدارقطني. (¬2) المصدر السابق (ق 17/ ب). (¬3) في (س): "إسماعيل ضعيف". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 19/ أ).

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَيْشٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيُمَضْمِضْ وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدَانَ: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬1). إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ هَذَا لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ (¬2). [185] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قُرِئَ عَلَيْهِ مِنْ (¬3) كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الرُّخِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ - يَعْنِي: يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ - وَقِيلَ لَهُ فِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ بِشْرُ (¬4) بْنُ مَنْصُورٍ: تَسْقُطُ (¬5) شَهَادَتُهُ، فَقَالَ يَحْيَى: نَعَمْ (¬6) أَسْقَطَ شَهَادَتَهُ سَبْعُونَ إِنْسَانًا (¬7) (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 86) عن الحسن بن سفيان به. (¬2) من قوله: "وفي حديث عبدان" إلى هنا ساقط من (د). (¬3) في (س): "في". (¬4) في ضعفاء العقيلي: "قالوا مثل بشر". وفي ترجمة مهدي بن هلال من الضعفاء للعقيلي (4/ 45): "قالوا: قيل لبشر". (¬5) كذا الكلمة في (ق)، وحرف المضارعة غير منقوط في (د). (¬6) قوله: "تسقط شهادته، فقال يحيى: نعم" سقطت من (س). (¬7) في (د): "إنسان" مضببا عليها. (¬8) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 250) من طريق علي بن المديني به. وقد يلبس فهم هذه العبارة لما فيها من تقديم وتأخير، ومعناها أنه قيل ليحيى بن سعيد القطان: إن بشر بن منصور قال في إسماعيل بن مسلم: تسقط شهادته، فصدق يحيى على =

[186] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: مَا سمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ (¬1). [187] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). [188] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: وَسَأَلْتُهُ - يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِم الْمَكِّيِّ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: فَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ (¬3). [189] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَرُبَّمَا رَوَى عَنْهُ (¬4). [190] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ وَاهِي الْحَدِيثِ جِدًّا. ¬

_ = كلام بشر، وقال: لقد أسقط شهادته سبعون إنسانا. وقد وردت هذه العبارة في موضعين من الضعفاء للعقيلي بمعناه. (¬1) المصدر السابق (1/ 251) من طريق محمد بن المثنى به. (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 82). (¬3) المصدر السابق، رواية الدارمي (ص 67). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 44).

قَالَ عَلِيٌّ: أَجْمَعَ أَصْحَابُنَا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ (¬1). وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [191] أخبرناه (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬3) بْنِ مُوسَى، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَذَانِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬4). مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ هَذَا هُوَ الطَّحَّانُ، كَذَّابٌ خَبِيثٌ. [192] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: الْمَيْمُونِيُّ اسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيادٍ الطَّحَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونًا (¬5) قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى آدَمَ - عليه السلام - أَرْبَعًا. قَالَ يَحْيَى: قِيلَ لَهُ وَهُوَ فِي السُّوقِ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهَا. وَكَانَ كَذَّابًا خَبِيثًا (¬6). [193] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أحوال الرجال (ص 255). (¬2) في (د): "أخبرنا". (¬3) قوله: "ابن محمد" ليس في (س). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 178). (¬5) في الأصول: "ميمون"، وضبب عليها في (د)، وأثبتنا الجادة. (¬6) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 392).

زَيادٍ يُتَّهَمُ (¬1) بِوَضْعِ الْحَدِيثِ (¬2). [194] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الطَّحَّانُ كَانَ كَذَّابًا، يَحْمِلُ عَلَى (¬3) مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ (¬4). [195] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْجَزَرِيُّ الْيَشْكُرِيُّ الْحَنَفِيُّ يَرْوِي عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَغَيْرِهِ الْمَوْضُوعَاتِ (¬5). وَرَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْهُ، وَلَيْسَا بِالْقَوِيَّيْنِ (¬6). وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا (¬7). [196] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثيُّ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬8). [197] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْخَصِيبُ، ثنا ¬

_ (¬1) تقرأ في (د): "متهم". (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 121). (¬3) في أحوال الرجال: "عن". (¬4) أحوال الرجال (ص 336). (¬5) المدخل إلى الصحيح (1/ 213). (¬6) من قوله: "ورواه يوسف" إلى هنا سقط من (ق). (¬7) من قوله: "من رواية علي بن زيد" إلى هنا ساقط من (س). (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 19/ أ).

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو مَنْصُورٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ فِي الْوُضُوءِ، وَمِنَ الْوَجْهِ فِي الْإِحْرَامِ (¬1). [198] وعمر بْنُ قَيْسٍ ضَعِيفٌ. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ: السُّلَمِيُّ وَالْحَارِثِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ (¬2). وَرُبَّمَا يُحْتَاجُ إِلَى ضَعْفِهِ فِيمَا بَعْدُ، فَسَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [199] حدثناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مَأْمُونٍ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَامٍ، ثنا أَبِي عَمْرُو بْنُ سَامٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". هَذَا إِسْنَادٌ وَاهٍ (¬3) لَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ، وَأَكْثَرُ رُوَاتِهِ مَجْهُولُونَ، فَإِنْ سَلِمَ مِنْهُمْ فَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَهُوَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ. [200] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: مَا (¬4) سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 17/ ب). (¬2) المصدر السابق (ق 17/ ب). (¬3) في النسخ: "واهي"، وأثبتنا الجادة. (¬4) قوله: "ما" ليست في (س).

يَحْيَى - يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ - وَلَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ حَدَّثَا (¬1) عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ شَيْئًا قَطُّ (¬2). [201] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ ضَعِيفٌ (¬3). [202] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ - مَوْلَى السَّائِبِ الْقُرَشِيِّ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ وَكِيعٌ: كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا (¬4). [203] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً (¬5). وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما -: [204] فأخبرني أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُسْتَمْلِي بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَخْبَرَني أَبُو عَمْرٍو الْخَفَّافُ - عَوْدًا وَبَدْءًا - ثنا الْحُبَابُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُبَابِ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا سَلَّامٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ (¬6) بْنُ أُمَيَّةَ (¬7) وَإِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "حدثنا". (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 560) من طريق ابن المثنى به. (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 325). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 98). (¬5) المدخل إلى الصحيح (1/ 196). (¬6) قوله: "ثنا إسماعيل" سقط من (د). (¬7) ضبب هنا في (ق)، (د).

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". [205] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ التَّارِيخِ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ سَلَّامًا فِي إِسْنَادِهِ. وَهِمَ فِيهِ الرَّاوِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَوْ مَنْ دُونَهُ، وَذِكْرُ جَابِرٍ فِيهِ خَطَأٌ. وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ كَمَا سَبَقَ ذِكْرِي لَهُ. وَالْأَشْبَهُ بِالصَّوَابِ حَدِيثُ عَطَاءٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرْسَلًا (¬1)، كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرِي لَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه -: [206] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ عَلِيٌّ: رَفَعَهُ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ، وَالصَّوَابُ مَوْقُوفٌ، وَالْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي مُوسَى (¬2). [207] حدثنا بِهِ (¬3) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. مَوْقُوفٌ. ¬

_ (¬1) قوله: "مرسلًا" ليس في (س). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 19/ أ). (¬3) في (س): "حدثناه". والقائل هو: الدارقطني.

قَالَ عَلِيٌّ: تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ (¬1). [208] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: الْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ. قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ زَمَنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - (¬2). وَرَوَاهُ (¬3) يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬4). وَهُوَ الصَّوَابُ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: [209] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُلَاثَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَمَضْمَضُوا وَاسْتَنْشِقُوا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". [210] أخبرناه (¬5) أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ، أنا عَمْرُو بْنُ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 19/ أ). (¬2) العلل (ص 78). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) أخرجه ابن جرير في التفسير (8/ 172) من طريق يونس به. (¬5) في (د): "أخبرنا"، والمثبت من (س).

الْحُصَيْنِ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬1). [211] أخبرناه (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُلَاثَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، وَابْنُ عُلَاثَةَ (¬3) هُوَ أَبُو الْيَسِيرِ (¬4) الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ الشَّامِيُّ، ذَاهِبُ الْحَدِيثِ بِمَرَّةٍ، لَهُ مَنَاكِيرُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. فَمِنْهَا مَا: [212] حدثناه عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، ثنا (¬5) الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا حَسَدَ وَلَا مَلَقَ (¬6) إِلَّا (¬7) فِي طَلَبِ الْعِلْمِ" (¬8). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَمَنْ تَدَبَّرَ هَذَا الْحَدِيثَ اكْتَفَى بِهِ عَمَّا وَرَاءَهُ مِنَ الْمَنَاكِيرِ. [213] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ وَابْنُ عُلَاثَةَ ضَعِيفَانِ (¬9) (¬10). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 179) عن دعلج به. (¬2) في (د)، (س): "أخبرنا". (¬3) قوله: "وابن علاثة" ليس في (د). (¬4) في (د): "اليُسر"، وكتب في الحاشية: "صوابه أبو اليسير". (¬5) في (س): "أبنا". (¬6) المَلَق: شدة الوُدّ واللُّطف. (¬7) قوله: "إلا" سقطت من (س). (¬8) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 283) من طريق عمرو بن حصين به. (¬9) هذا الحديث سقط من (س). (¬10) السنن، رواية الحارثي (ق 19/ أ).

وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: [214] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ الْحَاكِمُ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَلَى جَلَالَةِ مَحَلِّهِ إِذَا انْفَرَدَ بِحَدِيثٍ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ لِسُوءِ حِفْظِهِ. قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرِي لِمَا قَالَ أَئِمَّتُنَا - رضي الله عنهم - فِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [215] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا جَعْفَرٌ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الْبَخْتَرِيُّ (ح). قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَاصِمٍ (¬1)، ثنا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، ثنا الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ عَلِيٌّ: الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ ضَعِيفٌ، وَأَبُوهُ مَجْهُولٌ (¬2). [216] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - فِي أَسَامِي الْمَجْرُوحِينَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "غصن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 19/ أ).

مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: بَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ (¬1) رَوَى (¬2) عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً، يَرْوِي عَنهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَغَيْرُهُ (¬3). وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ سَاقِطٌ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرِي لَهُ. [217] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ عَلِيٌّ: ابْنُ مُحَرَّرٍ مَتْرُوكٌ (¬5). وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: [218] فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ خَلَفِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: عَبْدُ الْحَكَمِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ (¬6). ¬

_ (¬1) كذا في النسخ الخطية كلها، وكذا في أصل الرواية في المدخل إلى الصحيح للحاكم، إلا أن المحقق صوبه إلى: الطابخي كما في كتب التراجم الأخرى. (¬2) في (س) بدون: "روى". (¬3) المدخل إلى الصحيح (1/ 153). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 12). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 19/ أ). (¬6) المصدر السابق (ق 19/ ب).

[219] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ وَأَبُو هُرْمُزٍ وَعَبْدُ الْحَكَمِ الَّذِينَ يَرْوُونَ عَنْ أَنَسٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُشْتَغَلَ بِحَدِيثِهِمْ (¬1). [220] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي أَسَامِي (¬2) الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْمَلِيُّ، رَوَى عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً (¬3). [221] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: عَبْدُ الْحَكَمِ الْقَسْمَلِيُّ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الصِّدِّيقِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬4). وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنْ أَنَسٍ: [222] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَلْبَسٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (¬5) بْنِ عَبْدَةَ الْبُخَارِيُّ (¬6)، ثنا حَفْصُ بْنُ دَاوُدَ الرَّبَعِيُّ، ثنا عِيسَى الْغُنْجَارُ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ ¬

_ (¬1) أحوال الرجال (ص 172). (¬2) في (س): "أسماء". (¬3) المدخل إلى الصحيح (1/ 195). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 100). (¬5) في (ق)، (س): "الحسين" خطأ. (¬6) هو: علي بن الحسن بن عبدة البخاري النجار، وتصحف في تاريخ الإسلام إلى النجاد، له ترجمة في الإكمال لابن ماكولا (7/ 372)، وتاريخ الإسلام (6/ 780).

الرَّأْسِ" (¬1). وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ صُدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ - رضي الله عنه -: [223] فأخبرناه الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا (¬2) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيدٍ، ثنا سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - توَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَقَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ، وَكَانَ صَلَّى (¬3) اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ الْمَأْقَيْنِ (¬4) (¬5). [224] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (¬6)، لَيْسَ هُوَ (¬7) بِالْقَوِيِّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ السَّهْمِيُّ (¬8). [225] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 356). (¬2) أداة التحديث ساقطة من (د). (¬3) في (س): "وكان رسول". (¬4) المأق: يهمز ولا يهمز هو الموق، وموق العين: طرفها مما يلي الأنف، وقيل: مقدمها أو مؤخرها. انظر تهذيب اللغة (9/ 272)، وغريب الحديث للخطابي (1/ 146)، والقاموس المحيط (ص 922). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 28) من طريق حماد بن زيد به. (¬6) قوله: "ابن زيد" ليس في (س). (¬7) قوله: "هو" ليس في (س). (¬8) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 165).

أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ (¬1)، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَقَالَ: إِنَّ شَهْرًا نَزَكُوهُ، إِنَّ شَهْرًا نَزَكُوهُ (¬2). قَوْلُهُ: نَزَكُوهُ؛ أَيْ: طَعَنُوا فِيهِ، وَأَخَذَتْهُ أَلْسِنَةُ النَّاسِ. [226] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ بِشَيْءٍ (¬3) قَطُّ (¬4). [227] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كَانَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ رَافَقَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَسَرَقَ عَيْبَتَهُ (¬5) (¬6). [228] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ فَسَرَقَ عَيْبَتِي فِي الطَّرِيقِ (¬7). [229] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) في (س): "إسماعيل". (¬2) أخرجه مسلم في المقدمة (1/ 13) من طريق النضر. (¬3) في (س): "شيء". (¬4) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 383) من طريق عمرو الفلاس به. (¬5) العَيْبَة: وِعاء من أَدَم يُوضَع فيه المتاع. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 202). (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 193).

الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: كَانَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَأَخَذَ خَرِيطَةً (¬1) فِيهَا دَرَاهِمُ، فَقَالَ الْقَائِلُ: لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ ... فَمَنْ يَأْمَنُ الْقُرَّاءَ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ (¬2) [230] أخبرنا (¬3) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أَحَادِيثُهُ لَا تُشْبِهُ حَدِيثَ (¬4) النَّاسِ: عَمْرُو بْنُ خَارِجَةَ: كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ: كُنْتُ آخِذَةً بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. كَأَنَّهُ مُولَعٌ بِزِمَامِ نَاقَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَحَدِيثُهُ دَالٌّ عَلَيْهِ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُغْتَرَّ (¬5) بِهِ وَبِرِوَايَتِهِ (¬6). [231] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَأَلْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ؛ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فِيهِ، وَشَهْرٌ ضَعِيفٌ، وَالْحَدِيثُ فِي رَفْعِهِ شَكٌّ (¬7). ¬

_ (¬1) الخريطة: وعاء من جلد أو نحوه يُشد على ما فيه. (¬2) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية ابنه عبد الله (3/ 26) من طريق يحيى بن أبي بكير به. (¬3) في (د): "وأخبرنا". (¬4) في (د): "أحاديث". (¬5) في (ق): "يعتبر". (¬6) أحوال الرجال (ص 156). (¬7) السنن للدارقطني (1/ 183).

وَبِصِحَّةِ مَا قَالَهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: [232] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، ذَكَرَ وُضُوءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ الْمَأْقَيْنِ، قَالَ: وَقَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: يَقُولُهَا أَبُو أُمَامَةَ. قَالَ قُتَيْبَةُ: قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي هُوَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ أَبِي أُمَامَةَ؛ يَعْنِي قِصَّةَ الْأُذُنَيْنِ. قَالَ قُتَيْبَةُ: عَنْ سِنَانٍ أَبِي رَبِيعَةَ (¬1). [233] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ خُشَيْشٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّهُ وَصَفَ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: كَانَ (¬2) إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ مَأْقَيْهِ بِالْمَاءِ، وَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدْ بَدَّلَ. أَوْ كَلِمَةً (¬3) قَالَهَا سُلَيْمَانُ؛ أَيْ: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 11)، ونسخة برنستون (ق 21). (¬2) في (س) زيادة: "رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -". (¬3) في (س): "وكلمة".

أَخْطَأَ (¬1). قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: وَقَفَهُ (¬2) سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ ثَبَتٌ (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: كَذَا فِي كِتَابِي: الْمَأْقَيْنِ، وَهُوَ فِي رِوَايَةِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ عَنِ ابْنِ دَاسَةَ: الْمَأْقِيَيْنِ (¬4)، وَفَسَّرَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ بِطَرَفِ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي (¬5) الْأَنْفَ (¬6). وَهُوَ (¬7) مَخْرَجُ الدَّمْعِ. وَرُوِيَ وَجْهٌ آخَرُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: [234] أخبرناه (¬8) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، ثنا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ مَتْرُوكٌ (¬9). [235] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 183). (¬2) في (س): "وافقه". (¬3) المصدر السابق (1/ 182). (¬4) في (س): "المأقين"، وغير منقوطة في (د). (¬5) في (ق)، (د): "بين". (¬6) معالم السنن (1/ 52). (¬7) في (د): "وبين". (¬8) في (د): "أخبرنا". (¬9) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 19/ ب).

مَعِينٍ يَقُولُ: جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ ضَعِيفٌ (¬1). [236] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ شَيْئًا قَطُّ (¬2)، وَلَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ (¬3). [237] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي (¬4) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الشَّامِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬5). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: [238] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: سَمِعْتُ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ضَعِيفٌ (¬6). [239] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 430). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 430) من طريق ابن المثنى به. (¬3) المصدر السابق (1/ 376). (¬4) في (د): "أخبرنا". (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 51). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 19/ ب).

مَعِينٍ يَقُولُ: الْإِفْرِيقِيُّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَفِيهِ ضَعْفٌ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ (¬1). [240] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه -: [241] فأخبرناه كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ (¬3) - صلى الله عليه وسلم - توَضَّأَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ وَجَعَلَ يَدْلُكُ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬4). سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِيُّ الْأَنْبَارِيُّ: اخْتَلَطَ بَعْدَ أَنْ كَتَبَ عَنْهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَلَعَلَّهُ لَوْ عَرَفَ تَغَيُّرَهُ لَمَا رَوَى عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ. قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: قُلْتُ لِلْبُخَارِيِّ: فَإِنَّهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: هُوَ حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ، وَدَعْ سُوَيْدًا. وَضَعَّفَهُ جِدًّا، وَقَالَ: كُلَّمَا لُقِّنَ شَيْئًا تَلَقَّنَهُ. وَضَعَّفَ أَمْرَهُ (¬5). ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 411). (¬2) أحوال الرجال (ص 294). (¬3) في (س): "رسول الله". (¬4) أخرجه ابن ماجه (1/ 340) عن سويد بن سعيد به. (¬5) العلل الكبير (ص 394).

[242] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ كَامِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَوْ أَنَّ لِي خَيْلًا وَرِجَالًا خَرَجْنَا إِلَى سُوَيْدٍ حَتَّى أُحَارِبَهُ (¬1). بَلَغَنِي أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ حِينَ ذُكِرَ لَهُ رِوَايَتُهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ (¬2) فَمَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا". فَقَالَ: لَوْ كَانَ لِي فَرَسٌ وَرُمْحٌ لَكُنْتُ أَغْزُو سُوَيْدَ بْنَ سَعِيدٍ (¬3). وَنَحْنُ نَذْكُرُ حَالَهُ أَبْيَنَ مِنْ هَذَا فِي مَسْأَلَةِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬4) إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَأَمَّا حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: [243] فحدثناه أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ الذَّارِعُ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ مِنْبَرِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬5). الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثهِ إِنْ كَانَ عَنْهُ مَحْفُوظًا وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِ سَلِيمًا، وَلَا يَخْفَى حَالُهُ عَلَى أَحَدٍ. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 318) من طريق أحمد بن كامل به. (¬2) في (س): "فكتم". (¬3) المجروحين لابن حبان (1/ 447). (¬4) مسألة (رقم 83). (¬5) أخرجه تمام الرازي في مسند المقلين (ص 19) من طريق ابن أبي سويد به.

وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [244] فأخبرناه أَبُو جَعْفَرٍ الْعَزَائِمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُورِيُّ (¬1)، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرٍ الْبَلْخِيُّ، ثنا عِصَامُ (¬2) بْنُ يُوسُفَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسى، عَنِ (¬3) الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لَا تَتِمُّ الصَّلَاةُ إِلَّا بِهِ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬4). [245] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ الْمُعَدِّلُ. فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ حَرْفًا بِحَرْفٍ (¬5). وَهِمَ فِيهِ عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ أَوْ مَنْ دُونَهُ، وَالصَّوَابُ مُرْسَلٌ. [246] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ بِبَلْخَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْأَزْهَرِ الْجُوزْجَانِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ مُسْنَدًا. ¬

_ (¬1) كذا في (د)، وغير منقوطة في (س)، وهو: أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد النيسابوري الجوري المزكي الفقيه، له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 541)، وسير أعلام النبلاء (16/ 430) وتوضيح المشتبه (2/ 517) وتبصير المنتبه (1/ 370). (¬2) "عصام"، مطموس في (س). (¬3) قوله: "المروزي"، إلى هنا ساقط من (ق). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 144) من طريق إسماعيل بن بشر، وابن عدي في الكامل (5/ 271) من طريق عصام بن يوسف. (¬5) ينظر تخريج الحديث السابق.

قَالَ عَلِيٌّ: كَذَا قَالَ، وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَلُوا هَذَا الْإِسْنَادَ (¬2) تَارَةً عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، وَتَارَةً عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ، لَيْسُوا مِنَ الصِّدْقِ وَالْعَدَالَةِ بِحَيْثُ إِذَا تَفَرَّدُوا بِشَيْءٍ يُقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَوْ جَازَ الِاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِمْ، فَكَيْفَ إِذَا خَالَفُوا الثِّقَاتِ، وَبَايَنُوا الْأَثْبَاتَ، وَعَمَدُوا إِلَى الْمُعْضَلَاتِ فَجَوَّدُوهَا، وَقَصَدُوا إِلَى الْمَرَاسِيلِ وَالْمَوْقُوفَاتِ فَأَسْنَدُوهَا، وَالزِّيَادَةُ إِنَّمَا هِيَ مَقْبُولَةٌ عَنِ الْمَعْرُوفِ بِالْعَدَالَةِ، وَالْمَشْهُورِ بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ، دُونَ مَنْ كَانَ مَشْهُورًا بِالْكَذِبِ وَالْخِيَانَةِ، أَوْ مَنْسُوبًا إِلَى نَوْعٍ مِنَ الْجَهَالَةِ، وَقَدْ: [247] أخبرني (¬3) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬4)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ (¬5)، وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ" (¬6). هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَبِذَلِكَ لَا تَثْبُتُ الْحُجَّةُ عِنْدَنَا. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 17/ ب). (¬2) في (ق): "يوصلوا الإسناد". (¬3) في (س): "فقد أخبرنا". (¬4) قوله: "عن ابن جريج" ليس في (ق). (¬5) في (ق)، (س): "فليمضمض". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 145) من طريق سفيان.

وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مِنْ قَوْلِهَا: [248] أخبرناه (¬1) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنِ الْأُذُنَيْنِ، قَالَتْ: مِنَ الرَّأْسِ، وَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ أُذُنَيْهِ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا إِذَا تَوَضَّأَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: الْيَمَانُ ضَعِيفٌ (¬2). [249] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ, ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ, قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬3). [250] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّاوَسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَبُو حُذَيْفَةَ الْعَنَزِيُّ، قَالَ وَكِيعٌ: التَّيْمِيُّ. مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬4). [251] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى: فَالْيَمَانُ (¬5) بْنُ الْمُغِيرَةِ، ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرنا". (¬2) المصدر السابق (ق 19/ ب). (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 79). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 145). (¬5) في (س): "واليمان".

كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬1). [252] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ لَا يَحْمَدُ النَّاسُ حَدِيثَهُ (¬2). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا (¬3) بِمَا: [253] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله -، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ كُلَّهُ: ثَلَاثًا ثَلَاثًا. قَالَ: وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ مَسْحَةً وَاحِدَةً (¬4). وَهَذَا لَوْ صَحَّ فَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ إِذْ يَجُوزُ أَنَّهُ عَزَلَ سَبَّابَتَيْهِ فَمَسَحَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ (¬5)، كَمَا رُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ، وَالْحِكَايَةُ حِكَايَةُ حَالٍ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: [254] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬6) الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، ثنا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَا: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، أنا لَيْثٌ، ثنا ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 233). (¬2) أحوال الرجال (ص 194). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 11). (¬5) في (س): "رأسه". (¬6) قوله: "محمد بن عبد الله" ليس في (د).

طَلْحَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ اسْتَقْبَلَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ (¬1) حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى أُذُنَيْهِ وَسَالِفَتِهِ (¬2) (¬3). [255] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَائِفِيُّ، قَرَأْتُ (¬4) عَلَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ لَيْثًا (¬5) رَوَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ (¬6)، فَأَنْكَرَ ذَاكَ سُفْيَانُ، وَعَجِبَ أَنْ يَكُونَ جَدُّ طَلْحَةَ لَقِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬7). [256] قال عَلِيٌّ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَنْ نَسَبِ جَدِّ طَلْحَةَ فَقَالَ: عَمْرُو بْنُ كَعْبٍ، أَوْ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ (¬8). [257] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: قَالَ مُسَدَّدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ - يَعْنِي: بِحَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ هَذَا - يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ - فَأَنْكَرَهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ - زَعَمُوا - أَنَّهُ كَانَ (¬9) يُنْكِرُهُ ¬

_ (¬1) في (س): "بيديه". (¬2) السالفة: جانب العنق، وهما سالفتان. (¬3) أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (1/ 164) من طريق حفص بن غياث بمعناه. (¬4) في (س): "قراءة". (¬5) في (س): "لسفيان: ليثا". (¬6) في (ق): "يتوضأ". (¬7) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 38) من طريق علي. (¬8) ذكره ابن عبد الهادي في تعليقه على العلل لابن أبي حاتم (ص 150). (¬9) في (د): "زعموا كان"، موافق لأصل الرواية.

وَيَقُولُ: أَيْشٍ هَذَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ؟ ! (¬1) [258] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ومُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ مَعِينٍ -: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، رَأَى جَدُّهُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ يَحْيَى: الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: رَآهُ، وَأَهْلُ بَيْتِ طَلْحَةَ يَقُولُونَ: لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّهُ قَالَ: الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ (¬3). وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِنَا قَبُولُ خَبَرِ رَجُلٍ لَا يُعْرَفُ بِاسْمِهِ، فَكَيْفَ بِعَدَالَتِهِ وَصِدْقِهِ؟ ! [259] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَمْرٍو ابْنُ (¬4) السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - ثنا وَكِيعٌ، ثنا حُسَيْنٌ، عَنْ أَبِي بَحْرٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَغْسِلُ مُقَدَّمَهُمَا مَعَ وَجْهِي، وَأَمْسَحُ مُؤَخَّرَهُمَا مَعَ رَأْسِي، فَإِنْ كَانَتَا مِنَ الْوَجْهِ كُنْتُ قَدْ غَسَلْتُهُمَا، وَإِنْ كَانَتَا مِنَ الرَّأْسِ كُنْتُ قَدْ مَسَحْتُهُمَا. وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سُرَيْجٍ (¬5) أَنَّهُ كَانَ يَغْسِلُهُمَا ثَلَاثًا مَعَ الْوَجْهِ، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 11). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 30). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 185). (¬4) قوله: "ابن" ليس في (د). (¬5) الطبقات الكبرى للسبكي (3/ 30).

وَيَمْسَحُهُمَا ثَلَاثًا مَعَ الرَّأْسِ، وَثَلَاثًا عَلَى الِانْفِرَادِ؛ خُرُوجًا مِنَ الْخِلَافِ. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * *

مسألة (10): وتفريق الوضوء غير جائز في قوله القديم

مَسْأَلَةٌ (10): وَتَفْرِيقُ الْوُضُوءِ غَيْرُ جَائِزٍ فِي قَوْلِهِ الْقَدِيمِ (¬1). وَقَالَ بِجَوَازِهِ (¬2) فِي الْجَدِيدِ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬3). وَوَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّهُ لَا يَجُوزُ مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [260] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، ثنا مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "ارْجِعْ فَأَحْسِنْ (¬4) وُضُوءَكَ". فَرَجَعَ (¬5) ثُمَّ صَلَّى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ (¬6). وَرُوِيَ هَذَا الْمَتْنُ بِعَيْنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ: ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 66)، ومختصر المزني (ص 9)، والحاوي الكبير (1/ 132)، ونهاية المطلب (1/ 91)، والمجموع (1/ 478 - 481). (¬2) في (س): "يجوز". (¬3) انظر: الأصل (1/ 51)، والمبسوط للسرخسي (1/ 56)، وتحفة الفقهاء (1/ 13)، وبدائع الصنائع (1/ 22)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 6)، والبناية في شرح الهداية (1/ 250). (¬4) في (س): "وأحسن". (¬5) ضبب عليها في (د). (¬6) صحيح مسلم (1/ 148).

[261] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، ثنا (¬1) أَبُو عَمْرٍو ابْنُ السَّمَّاكِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا حَرْمَلَةُ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، ثنا عَمِّي، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمَيْهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ" (¬2). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، مُجْمَعٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ. وَشَاهِدُهُ مَا: [262] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأَى رَجُلًا يُصَلِّي وَفِي ظَهْرِ قَدَمِهِ لُمْعَةٌ (¬3) قَدْرُ الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ (¬4). [263] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "أنا". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 20/ ب). (¬3) المراد باللُّمْعَة: البُقْعَة. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 25).

الْحَسَنِ بْنِ مُطَرِّفٍ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: تَوَضَّأَ ابْنُ عُمَرَ وَبَقِيَ عَلَى رِجْلِهِ قِطْعَةٌ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ (¬1). وَهَذَا مُنْقَطِعٌ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - مَوْقُوفًا: [264] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - رَجُلًا تَوَضَّأَ، فَبَقِيَ فِي رِجْلِهِ لُمْعَةٌ، فَقَالَ: أَعِدِ الْوُضُوءَ (¬2). وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ. وَأَمَّا وَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّهُ يَجُوزُ مَا (¬3): [265] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ بَالَ فِي السُّوقِ، فَتَوَضَّأَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ (¬4)، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ؛ فَدُعِيَ لِجَنَازَةٍ فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ صَلَّى (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) عزاه مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (3/ 222) للمؤلف في الخلافيات، وينظر العلل لابن أبي حاتم (1/ 601). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 377) من طريق الأعمش به. (¬3) قوله: "ما"، من (س). (¬4) في (ق)، (د): "ويده". (¬5) في (ق): "ثم قام فصلى"، وضبب على قوله: "قام". (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 709).

وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: [266] أخبرناه (¬1) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أنا (¬2) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - رَأَى رَجُلًا وَبِظَهْرِ قَدَمَيْهِ (¬3) لُمْعَةٌ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: أَبِهَذَا الْوُضُوءِ تَحْضُرُ الصَّلَاةَ؟ ! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، الْبَرْدُ شَدِيدٌ، وَمَا مَعِي مَا يُدْفِئُنِي. فَرَقَّ لَهُ بَعْدَمَا هَمَّ بِهِ. قَالَ (¬4): فَقَالَ لَهُ: اغْسِلْ مَا تَرَكْتَ مِنْ قَدَمِكَ، وَأَعِدِ الصَّلَاةَ. وَأَمَرَ لَهُ بِخَمِيصَةٍ (¬5) (¬6). هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ عُمَرُ - رضي الله عنه - مِنْ إِعَادَةِ الصَّلَاةِ (¬7) كَانَ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِحْبَابِ. وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ" يُرِيدُ بِهِ غَسْلَ مَا لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ مُنْقَطِعٌ، وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ ثَابِتٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَحَدِيثُ ¬

_ (¬1) في (د): "أخبرنا". (¬2) في (د)، (س): "نا". (¬3) كذا في النسخ الخطية كلها، وفي سنن الدارقطني برواية الحارثي (21/ أ): "وبظهر قدمه"، وكذلك رواه المؤلف عن الحارثي في السنن الكبير (1/ 255)، وهو كذلك في سنن الدارقطني المطبوع (1/ 195)، وما منعنا من تغييره إلا خشية أن يكون جاء هكذا في رواية السلمي للسنن، وهي لم تصل إلينا، والله أعلم. (¬4) قوله: "قال" ليس في (ق). (¬5) الخَميصة: كِساء مربع له أعلام. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 195). (¬7) في (س): "الوضوء".

عُمَرَ الْآخَرُ إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَجُوزُ كَمَا قَالَ فِي الْجَدِيدِ (¬1). [267] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرٍ الرَّازِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا هَرَاةَ (¬2)، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَهْلِي تَغَارُ عَلَيَّ إِذَا وَطِئْتُ جَوَارِيَّ. قَالَ: "وَلمَ تُعْلِمَنَّ (¬3) بِذَلِكَ؟ " فَقُلْتُ (¬4): مِنَ قِبَلِ الْغُسْلِ. قَالَ: "فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْكَ، فَاغْسِلْ (¬5) رَأْسَكَ عِنْدَ أَهْلِكَ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَاغْسِلْ (¬6) سَائِرَ بَدَنِكَ (¬7) ". وَفِي هَذَا - إِنْ صَحَّ - دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ تَفْرِيقِ الْغُسْلِ، إِلَّا أَنَّهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ. [268] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ (¬8)، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى سَعِيدَ بْنَ ¬

_ (¬1) في (د): "الحديث". (¬2) في (د): "قراءة علينا بهراة". (¬3) في (س): "تعلمني". (¬4) في (ق): "قال"، وفي (د): "قالت". (¬5) في (س): "فاغسلي". (¬6) في (س): "فاغسلي". (¬7) عزاه ابن رجب في الفتح (1/ 292) للدارقطني في الأفراد، وللإسماعيلي في جمع حديث مسعر، من طريق إسماعيل بن يحيى، به. (¬8) قوله: "موسى بن عامر" ليس في (س).

الْمُسَيَّبِ فَقَالَ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ وَنَسِيتُ أَنْ أَصُبَّ عَلَى رَأْسِي. قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا عِنْدَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ الْجُبَّ فَيَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ. قَالَ: وَلَا يَأْخُذُ بِهِ الْأَوْزَاعِيُّ. [269] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ - يَعْنِي: رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ فِي رِجْلِهِ (¬1) مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ -: "انْطَلِقْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ". فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَغَسَلَ ذَلِكَ الْمَكَانَ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "رجليه".

مسألة (11): ولا يجوز الوضوء إلا مرتبا

مَسْأَلَةٌ (11): وَلَا يَجُوزُ الْوُضُوءُ إِلَّا مُرَتَّبًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ مَنْكُوسًا (¬2). وَقَدْ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (¬3). فَوَجَبَ الِابْتِدَاءُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ؛ بِدَلِيلِ مَا: [270] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا الْفِرْيَابيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أنا سُلَيْمَانُ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا قَبِيصَةُ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ - عز وجل - بِهِ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 65)، ومختصر المزني (ص 9)، والحاوي الكبير (1/ 132)، ونهاية المطلب (1/ 85 - 86)، والمجموع (1/ 469، 471). (¬2) انظر: الأصل (1/ 51)، والمبسوط للسرخسي (1/ 55 - 56)، وتحفة الفقهاء (1/ 13)، وبدائع الصنائع (1/ 21 - 22)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 6)، والبناية في شرح الهداية (1/ 244 - 245). (¬3) سورة المائدة، الآية: 6. (¬4) سورة البقرة، الآية: 158. (¬5) أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 126) من طريق جعفر بن محمد به.

[271] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيَّانِ؛ قَالُوا: ثنا (¬1) حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ (¬2) حَدِيثَ الْحَجِّ بِطُولِهِ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: " {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬3)، نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ". فَبَدَأَ بِالصَّفَا (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ (¬5). وَالْوَاوُ (¬6) تَقْتَضِي التَّرْتِيبَ، بِدَلِيلِ هَذَا الْخَبَرِ، وَدَلِيلِ (¬7) مَا: [272] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَى". ¬

_ (¬1) في (س): "أنا". (¬2) في (س): "وذكر". (¬3) سورة البقرة، الآية: 158. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 157). (¬5) صحيح مسلم (4/ 38). (¬6) في (س): "فالواو". (¬7) في (س): "وبدليل".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنِ نُمَيْرٍ عَنْ وَكِيعٍ (¬1). فَإِنْ عَارَضُوهُ بِمَا: [273] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أنا شُعْبَةُ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ" (¬2). وَفِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ: "قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ": [274] حدثناه أبُو سَعْدٍ (¬3) الزَّاهِدُ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسْنُويَهِ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ. فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ (¬4) مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "وَلَكِنْ قُولُوا: شَاءَ (¬5) اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ" (¬6). وَقَالَ مِسْعَرٌ: عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ قُتَيْلَةَ - امْرَأَةٌ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 12). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 344). (¬3) في (د): "أخبرنا أبو سعد". (¬4) في (س): "بإسنادٍ". (¬5) في (س): "ما شاء". (¬6) ينظر تخريج الحديث السابق.

مِنْ جُهَيْنَةَ - أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ قِصَّةً، وَفِيهِ (¬2): "وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ" (¬3). وَهَذَا لَا يُعَارِضُ مَا رَوَيْنَا؛ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُخَرَّجٍ فِي وَاحِدٍ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ، وَلَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ هَذَا ذِكْرٌ فِي الصَّحِيحِ، وَبِذَلِكَ يَقَعُ التَّرْجِيحُ. فَإِنْ كَانَ ثَابِتًا فَإِنَّمَا نَهَاهُ عَنِ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ وَأَمَرَهُ بِحَرْفِ (ثُمَّ) الَّذِي هُوَ لِلتَّرَاخِي؛ لِأَنَّ مَشِيئَةَ اللَّهِ قَدِيمَةٌ لَمْ تَزَلْ وَلَا تَزَالُ، وَمَشِيئَةَ الْعَبْدِ تَكُونُ مُتَرَاخِيَةً، فَلَا يَشَاءُ إِلَّا مَا قَدْ شَاءَ اللَّهُ، فَنَهَاهُ عَنْ حَرْفِ الْوَاوِ الَّذِي يُوهِمُ الِاشْتِرَاكَ، وَأَمَرَهُ بِحَرْفِ (ثُمَّ) الَّذِي هُوَ لِلتَّرَاخِي. وَأَمَّا الطَّاعَةُ فَإِنَّ طَاعَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَاعَةُ اللَّهِ بِفَرْضِ اللَّهِ طَاعَتَهُ، فَلَوِ اقْتُصِرَ عَلَى ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ جَائِزًا، فَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهَ مَعَهُ بِلَفْظِ الْجَمْعِ كَرِهَهُ وَأَحَبَّ أَنْ يَبْدَأَ بِذِكْرِ اللَّهِ ثُمَّ بِذِكْرِهِ (¬4) لِيَكُونَ أَحْسَنَ فِي الْأَدَبِ، وَلَوْلَا احْتِمَالُ الْوَاوِ لِلتَّرْتِيبِ لَمَا أَمَرَهُ بِذَلِكَ مَعَ كَرَاهِيَةِ الْجَمْعِ. [275] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). وَحَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ¬

_ (¬1) في (د): "أَتَى إِلَى النَّبِي". (¬2) قوله: "وفيه" ليس في (س). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 87) من طريق مسعر به. (¬4) في (د): "يذكره"، وغير منقوطة في (س).

حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - دَعَا يَوْمًا (¬1) بِوَضُوءٍ فتوَضَّأَ؛ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ (¬2) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ (¬3) الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ (¬4) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ (¬5). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬6). وَهَكَذَا حَدِيثُ (¬7) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ. وَلَمْ يُرْوَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَنْكُوسًا قَطُّ، وَقَدْ: [276] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا (¬8) أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ وَأَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س) بدون: "يومًا". (¬2) في (ق): "واستنثر". (¬3) قوله: "يده" ليس في (س). (¬4) في (س): "ثم قال: قال" (¬5) صحيح البخاري (1/ 43). (¬6) صحيح مسلم (1/ 141). (¬7) في (س): "حَدَّثَ". (¬8) في (د): "أنا". وفي (س): "أبنا".

أَحْمَدَ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرُويَهْ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - قَالَ عِكْرِمَةُ: وَلَقِيَ شَدَّادٌ أَبَا أُمَامَةَ وَوَاثِلَةَ، وَصَحِبَ أَنَسًا إِلَى الشَّامِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَضلًا وَخَيْرًا - عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ: كُنْتُ أَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ، وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ. قَالَ: فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ (¬1) بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَخْفِيًا، جُرَآءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ (¬2): "أُدْعَى: نَبِيًّا"، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: "أَرْسَلَنِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى". فَقُلْتُ (¬3): بِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ فَقَالَ: "أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَّدَ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا". قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ". قَالَ: وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ - رضي الله عنهما - مِمَّنْ آمَنَ بِهِ. فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ. قَالَ: "إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ (¬4) يَوْمَكَ هَذَا، أَلا تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ؟ وَلكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي". قَالَ (¬5): فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ، فَقَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ؟ فَقَالُوا (¬6): النَّاسُ إِلَيْه (¬7) سِرَاعٌ، وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ. ¬

_ (¬1) في (س): "رجلا". (¬2) في (س): "فقال". (¬3) في (س): "قلتُ". (¬4) في (ق)، (د): "بذلك". (¬5) قوله: "قال" ليس في (ق). (¬6) في الأصول الخطية: "فقال"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬7) هنا في (د) زيادة: "يسعون".

فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسولَ اللَّهِ، أَتَعْرِفُنِي؟ (¬1) قَالَ: "نَعَمْ، أَلَسْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ؟ " قَالَ: فَقُلْتُ (¬2): بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُهُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الصَّلَاةِ. قَالَ: "صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَحَتَّى تَرْتَفِعَ؛ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ (¬3) لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ، حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ (¬4) جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسولَ اللَّهِ، فَالْوُضُوءُ، حَدِّثْنِي عَنْهُ، قَالَ: "مَا مِنْكُمْ (¬5) مِنْ رَجُلٍ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ، فَيُمَضْمِضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ؛ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ وَفَمِهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا خَرَجَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلَّا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعَرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلَّا خَرَجَتْ (¬6) خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ¬

_ (¬1) في (س): "تعرفني". (¬2) في (س): "قلت". (¬3) في (س): "يتهجد". (¬4) أي: تُوقَد. (¬5) قوله: "منكم" ليس في (ق). (¬6) في (س): "خرت".

وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ؛ إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ (¬1) كهَيْئَةِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". فَحَدَّثَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا أُمَامَةَ صَاحِبَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ، انْظُرْ مَا تَقُولُ، فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ؟ ! فَقَالَ عَمْرٌو (¬2): يَا أَبَا أُمَامَةَ، لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَمَا بِي حَاجَةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَلَا عَلَى رَسُولِهِ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ - مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا (¬3)، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. لَفْظُ حَدِيثِ الْعَنْبَرِيِّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬4). [277] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِسمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَا: ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ (¬5) - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الطُّهُورُ؟ فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ (¬6)، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "خطئته". (¬2) في (د)، (س): "يا عمرو". (¬3) في (د): "أبدا". (¬4) صحيح مسلم (2/ 208). (¬5) في (د): "أتى إلى النبي". (¬6) في (س): "بإناء فيه ماء"، وضرب عليه.

ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَأَدْخَلَ (¬1) أُصْبُعَيْهِ السَّبَّاحَتَيْنِ (¬2) فِي أُذُنَيْهِ، وَمَسَحَ بِإِبْهَامَيْهِ عَلَى ظَاهِرِ أُذُنَيْهِ، وَبِالسَّبَّاحَتَيْنِ بَاطِنَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: "هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا أَوْ نَقَصَ، فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ، أَوْ ظَلَمَ وَأَسَاءَ" (¬3). وَرَوَاهُ (¬4) الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو دُونَ ذِكْرِ شُعَيْبٍ فِي الْإِسْنَادِ، وَقَدْ وَصَلَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيُّ الثِّقَةُ الثَّبَتُ، وَتَابَعَهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَلَا يَضُرُّهُمَا مَنْ خَالَفَهُمَا. وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُنَا بِمَا: [278] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارثِيُّ، حَدَّثَنِي خَالِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَائِدَةَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا (¬5) وُضُوءُ الصَّلَاةِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِهِ". ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا وُضوئِي، وَوُضُوءُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، وَوُضُوءُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ¬

_ (¬1) في (س): "فأدخل". (¬2) في (س): "السبابتين". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 11). (¬4) في (د): "رواه". (¬5) في (د): "هذه".

وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرينَ، فُتِحَ لَهُ بِهَا (¬1) ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ" (¬2). وَهَذَا غَيْرُ ثَابِتٍ؛ فَإِنَّ زَيْدًا الْعَمِّيَّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. تَابَعَهُ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَكُلُّهُمْ ضُعَفَاءُ. وَرَوَاهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [279] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّائِغُ بِالرَّيِّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ علوسا بِأَسَدَابَاذَ هَمَذَانَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي الْجَرَّاحِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّةً مَرَّةً، وَقَالَ: "هَذَا (¬3) وُضُوءُ مَنْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِهِ". ثُمَّ تَوَضَّأ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ: "هَذَا وُضُوءُ مَنْ يُضَاعِفُ اللَّهُ لَهُ الْأَجْرَ مَرَّتَيْنِ (¬4) ". ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا فَقالَ (¬5): "هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ مِنْ قَبْلِي" (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "بها" ليس في (س). (¬2) أخرجه أبو يعلى في المسند (9/ 448) من طريق عبد الرحيم العمي به. (¬3) في (د): "وهذا". (¬4) في (س): "مرتين مرتين". (¬5) في (س): "ثم قال". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 136) من طريق المسيب بن واضح به.

وَهَذَا أَيْضًا ضَعِيفٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [280] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬1)، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا بَأْسَ أَنْ تَبْدَأَ بِرِجْلَيْكَ قَبْلَ يَدَيْكَ. قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مُرْسَلٌ وَلَا يَثْبُتُ (¬2). وَجِهَةُ إِرْسَالِهِ أَنَّ مُجَاهِدًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ. [281] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرِاهِيمَ الْفَارِسِيُّ، أنا (¬3) أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُوسَى، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، سَمِعَ الْفُرَاتَ بْنَ أَحْنَفَ، سَمِعَ أَبَاهُ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ الْهِلَالِيَّ، سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ: إِنْ شَاءَ بَدَأَ فِي الْوُضُوءِ بِيَسَارِهِ (¬4). [282] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيِّ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي العُبَيْدَيْنِ، عَنْ ¬

_ (¬1) المصنف (1/ 370). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 153). (¬3) في (د): "نا". (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 51).

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَوَضَّأَ فَبَدَأَ بِمَيَاسِرِهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ (¬1). وَاحْتَجُّوا بِمَا: [283] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ - ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: مَا أُبَالِي إِذَا أَتْمَمْتُ وُضُوئِي بِأَيِّ أَعْضَائِي بَدَأْتُ (¬2). [284] قال: وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُعْتَمِرٌ وَخَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفٍ بِهَذَا (¬3). وَهَذَا مُنْقَطِعٌ. رَوَى أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ في كِتَابِ الْعِلَلِ لِأَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ: مَا أُبَالِي بِأَيِّ أَعْضَائِي بَدَأْتُ إِذَا أَتْمَمْتُ الْوُضُوءَ. قَالَ عَوْفٌ: وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عَلِيٍّ (¬4). ثُمَّ هُوَ مُطْلَقٌ، وَأَظُنُّهُ أَرَادَ مَا: [285] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 15/ أ). (¬2) المصدر السابق (ق 15/ أ). (¬3) المصدر السابق (ق 15/ أ). (¬4) العلل ومعرفة الرجال (1/ 205).

إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: مَا أُبَالِي لَوْ بَدَأْتُ بِالشِّمَالِ قَبْلَ الْيَمِينِ إِذَا تَوَضَّأْتُ (¬1). [286] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه -: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَبْدَأُ بِمَيَامِنِهِ فِي الْوُضُوءِ. فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَبَدَأَ بِمَيَاسِرِهِ (¬2). [287] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيادٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ: سَأَل رَجُلٌ عَلِيًّا - رضي الله عنه -: أَبْدَأُ بِالشِّمَالِ قَبْلَ يَمِينِي فِي الْوُضُوءِ؟ فَأَضْرَطَ بِهِ (¬3) عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَبَدَأَ بِشِمَالِهِ قَبْلَ يَمِينِهِ (¬4). وَهَكَذَا رَوَاهُ وَكِيعٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَرُوِيَ عَنْ شُعْبَةَ، كَمَا: [288] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ فِرَاسٍ (¬5)، أَنَّ رَجُلًا سَأَل عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ: أَغْسِلُ الْيَمِينَ قَبْلَ الشِّمَالِ؟ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 153). (¬2) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 15/ أ). (¬3) أي: استخف به وأنكر قوله. (¬4) المصدر السابق (ق 15/ أ). (¬5) ضبب ناسخ (ق)، (د) على: "رجل"، و"فراس".

فَضَرَبَهُ (¬1)، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى قَبْلَ الْيُمْنَى (¬2) * * * ¬

_ (¬1) قوله: "فضربه"، هكذا ثبت في النسخ. (¬2) في (س): "اليمين".

مسألة (12): وليس للمحدث مس المصحف

مَسْأَلَةٌ (12): وَلَيْسَ لِلْمُحْدِثِ مَسُّ الْمُصْحَفِ (¬1). وَقَالَ - يَعْنِي الْعِرَاقِيِّينَ -: لَهُ ذَلِكَ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [289] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِمَامُ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي عَصْرِهِ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَنَا الَّذِي كَتَبَهُ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ يُفَقِّهُ أَهْلَهَا، وَيُعَلِّمُهُمُ السُّنَّةَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: "فَلَا (¬3) يَمَسُّ أَحَدٌ الْقُرْآنَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ" (¬4). [290] وأخبرنا (¬5) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 546)، ومختصر المزني (ص 9)، والحاوي الكبير (1/ 143 - 145)، ونهاية المطلب (1/ 97)، والمجموع (2/ 77، 79). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 31 - 32)، وبدائع الصنائع (1/ 37)، والهداية في شرح بداية المبتدي للمرغيناني (1/ 33)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 57). (¬3) في (س): "لا". (¬4) أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 218). (¬5) في (س): "أخبرنا".

أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (¬1)، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كتَبَ فِي عَهْدِهِ: "وَلَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ" (¬2). كَذَا فِي كِتَابِي: عَنْ جَدِّهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. [291] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِيمَا (¬3) وَجَدْتُ فِيهِ سَمَاعِي بِخَطِّ الشُّعَيْبِيِّ (¬4) فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ بِتَارِيخِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، سَنَة اثْنَتَيْنِ (¬5) وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ دَيْزِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ (¬6)، يُخْبِرَانِهِ عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ جَدِّهِمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ كَتَبَ هَذَا الْكِتَابَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: "هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي كَتَبَهُ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حِينَ أَمَّرَهُ عَلَى الْيَمَنِ"؛ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا: "أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ" (¬7). [292] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) ضبب ناسخ (ق) على: "عن جده". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، رواية الدبري (1/ 341) وليس فيه: "عن جده". (¬3) في (س): "مما". (¬4) في (س): "الشَّعْبِيِّ". (¬5) في (ق)، (د): "اثنين"، والمثبت الجادة، وفي (س): "ست". (¬6) هنا في (د) زيادة: "ما". (¬7) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (3/ 939) عن ابن أبي أويس.

بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ (¬1) فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: "وَلَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ (¬2) " (¬3). [293] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَابٍ (¬4)، أنا (¬5) أَبُو عَاصِمٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا (¬6) يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ (¬7) (¬8) ". [294] وأخبرنا (¬9) أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ نَاجِيَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَابٍ الْمِصْرِيُّ (¬10). فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. [295] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الطِّيبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "كتاب". (¬2) في (د)، (س): "طاهرا". (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9/ 91) من طريق الحكم بن موسى به. (¬4) كتب فوقها في (ق)، (د): "خف"، إشارة للتخفيف. (¬5) في (د)، (س) وسنن الدارقطني: "نا". (¬6) زاد الحافظ في إتحاف المهرة بين سليمان بن موسى وسالم: "الزهري". (¬7) في النسخ: "طاهرا"، وضبب ناسخ (ق) على الألف، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 219). (¬9) في (س): "أخبرنا". (¬10) كذا في النسخ الخطية كلها، وضبب ناسخ (د) عليها، وكتب في الحاشية: "البصري"، وهو الصواب كما في كتب الرجال.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ". [296] وأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا (¬1) أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ. فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي طَارِقٍ. [297] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ سُوَيْدٍ أَبِي حَاتِمٍ صَاحِبِ الطَّعَامِ، أنا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ وَالِيًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: "لَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا وَأَنْتَ طَاهِرٌ" (¬2). [298] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، ثنا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ، أنا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ (¬3): "لَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا وَأَنْتَ عَلَى طُهْرٍ" (¬4). [299] وأخبرنا (¬5) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا ¬

_ (¬1) في (د): "نا". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (7/ 419). (¬3) قوله: "له"، سقط من: (س). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 23/ ب). (¬5) في (د): "أخبرنا".

مِهْرَانُ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬1). [300] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ - رضي الله عنه - فِي سَفَرٍ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، فَقُلْنَا لَهُ: تَوَضَّأْ حَتَّى نَسْأَلَكَ عَنْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ. فَقَالَ: سَلُونِي، إِنِّي لَسْتُ أَمَسُّهُ. فَقَرَأَ عَلَيْنَا مَا أَرَدْنَا، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مَاءٌ (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. يَعْنِي: الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا. وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا جَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ: [301] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: ثنا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أَبِي وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ (ح) (¬4). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ - وَسِيَاقَةُ الْحَدِيثِ لَهُ - أنا (¬5) عَلِيُّ بْنُ ¬

_ (¬1) ينظر تخريج الحديث السابق. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 439). (¬3) في (س): "قال: حدثناه". (¬4) المصدر السابق (1/ 440). (¬5) في (د): "ونا". وفي (س): "أبنا".

عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْحَسَّانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ، فخَرَجَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ جَاءَ، فَقُلْتُ (¬1): يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَوْ تَوَضَّأْتَ لَعَلَّنَا أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْ آيَاتٍ. قَالَ: إِنِّي لَسْتُ أَمَسُّهُ، إِنَّمَا لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا مَا شِئْنَا (¬2). [302] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أُمْسِكُ الْمُصْحَفَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَاحْتَكَكْتُ (¬3)، فَقَالَ سَعْدٌ: لَعَلَّكَ مَسِسْتَ ذَكَرَكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: قُمْ (¬4) فَتَوَضَّأْ، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ (¬5). هَذَا ثَابِتٌ، رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ. [303] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِي إِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، وَدُخُولِهِ عَلَى أُخْتِهِ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - لِأُخْتِهِ: أَرَأَيْتِ مَا كُنْتِ تَدْرُسِينَ؟ أُعْطِيكِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَا أَمْحُوهَا حَتَّى أَرُدَّهَا إِلَيْكِ. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أُخْتُهُ، وَرَأَتْ حِرْصَهُ عَلَى الْكِتَابِ رَجَتْ أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ ¬

_ (¬1) في (س): "فَقُلْنَا". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 223). (¬3) في (س): "فاحتكك". (¬4) في (س): "فقم". (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 10/ أ).

رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّكَ نَجِسٌ، وَلَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن إسحاق في السيرة، رواية يونس بن بكير (ص 181).

مسألة (13): وليس للجنب قراءة القرآن وإن كان أقل من آية

مَسْأَلَةٌ (13): وَلَيْسَ لِلْجُنُبِ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْ آيَةٍ (¬1). وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ قَرَأَ أَقَلَّ مِنْ آيَةٍ طَوِيلَةٍ، أَوْ ثَلَاثِ آيَاتٍ قَصِيرَةٍ؛ جَازَ (¬2). وَدَلِيلُنَا عَلَيْهِ مَا: [304] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬3)، ثنا شُعْبَةُ (¬4) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَأَبُو دَاوُدَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا ¬

_ (¬1) انظر: ومختصر المزني (ص 9 - 10)، والحاوي الكبير (1/ 147، 149)، ونهاية المطلب (1/ 99)، والوسيط في المذهب للغزالي (1/ 331)، والمجموع (2/ 176، 178، 182). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 32)، وبدائع الصنائع (1/ 37 - 38)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 33)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 57)، والبناية شرح الهداية (1/ 646 - 648). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 99). (¬4) من قوله: "أخبرنا الأستاذ" إلى هنا ليس في (د).

سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: ثنا (¬1) شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ - رضي الله عنه - أَنَا وَرَجُلَانِ؛ رَجُلٌ مِنَّا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ: فَبَعَثَهُمَا لِحَاجَتِهِ (¬2)، وَقَالَ: إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا (¬3). قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ الْمَخْرَجَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَكَأَنَّا (¬4) أَنْكَرْنَا، فَقَالَ: كَأَنَّكُمَا (¬5) أَنْكَرْتُمَا؟ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْضِي الْحَاجَةَ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَأْكُلُ اللَّحْمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ - أَوْ قَالَ: يَحْجُزُهُ - عَنْ قِرَاءَتِهِ شَيْءٌ لَيْسَ الْجَنَابَةَ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَالشَّيْخَانِ لَمْ يَحْتَجَّا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ، وَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَيْهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سلِمَةَ غَيْرُ مَطْعُونٍ فِيهِ (¬6). [305] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ (¬7)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ وَشُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا". (¬2) في (س): "لحاجة". (¬3) قال ابن الأثير: "العِلْج: الرجُل القويّ الضَّخْم. وعَالِجا: أي مَارِسَا العمل الذي نَدَبْتكما إليه واعْمَلا به". النهاية (علج). (¬4) في (س): "وكأنا". (¬5) في (س): "كأنكم". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 366). (¬7) هو: محمد بن عمرو بن البختري.

- صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ جُنُبًا (¬1). [306] أخبرناه الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، بِمَعْنَاهُ (¬2). [307] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ ثَابِتٍ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْغَافِقِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (¬3) - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إِذَا تَوَضَّأْتُ وَأَنَا جُنُبٌ أَكَلْتُ وَشَرِبْتُ، وَلَا أُصَلِّي وَلَا أَقْرَأُ حَتَّى أَغْتَسِلَ". قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (¬4). تَابَعَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ (¬5). وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، إِنْ سَلِمَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَمَنْ تَابَعَهُ: [308] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ - وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ (¬6) بِبَغْدَادَ، قَالَا: أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الرزاز في المجلس الخامس من حديثه (ص 152). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 14). (¬3) في (س): "رسول الله". (¬4) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 74) للمؤلف في الخلافيات، وأشار المؤلف إلى رواية الواقدي في السنن الكبير (1/ 267). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 214) من طريق ابن لهيعة به. (¬6) هو: عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، أبو محمد السكري.

عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلَا الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ" (¬1). [309] وأخبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرِاهِيمَ الثَّقَفِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ وَمُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَن ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَلَا الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ" (¬2). وَهَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِهَذَا (¬3) الْإِسْنَادِ، وَإِسْمَاعِيلُ فِيمَا رَوَى عَنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: إِسْمَاعِيلُ كَانَ ثِقَةً فِيمَا رَوَى عَنْ أَصْحَابِهِ أَهْلِ الشَّامِ، وَمَا رَوَى عَنْ غَيْرِهِمْ فَخَلَطَ فِيهَا (¬4). وَبَلَغَنِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا رَوَى (¬5) هَذَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَلَا أَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ (¬6). قَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ: [310] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه، رواية الصفار (ص 76). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 210) من طريق الثقفي به. (¬3) في (س): "من هذا". (¬4) الضعفاء للعقيلي (1/ 247). (¬5) في (س): "فيما روى". (¬6) العلل الكبير للترمذي (ص 58).

مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ" (¬1). [311] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْحَائِضُ وَالْجُنُبُ لَا يَقْرَآنِ (¬2) مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا" (¬3). [312] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ (¬4)، ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: نَهَانَا (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقْرَأَ أَحَدٌ مِنَّا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ (¬6). [313] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ. (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دُبَيْسِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 22/ ب). (¬2) في (ق)، (د): "يقربان"، والمثبت من (س) وهو الموافق لما في أصل الرواية من سنن الدارقطني بخط الحافظ الحارثي. (¬3) المصدر السابق (ق 22/ ب). (¬4) الفضل بن دكين. (¬5) في (د): "نهى". (¬6) أخرجه البسوي المعرفة والتاريخ (1/ 259).

الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ. فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ مُضْطَجِعًا إِلَى جَنْبِ امْرَأَتِهِ، فَقَامَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، وَفَزِعَتِ امْرَأَتُهُ فَلَمْ تَجِدْهُ فِي مَوْضِعِهِ، فَقَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَرَأَتْهُ عَلَى جَارِيَتِهِ، فَرَجَعَتْ إِلَى الْبَيْتِ فَأَخَذَتِ (¬1) الشَّفْرَةَ ثُمَّ خَرَجَتْ، وَفَرَغَ (¬2) فَقَامَ، فَلَقِيَهَا تَحْمِلُ الشَّفْرَةَ، فَقَالَ: مَهْيَمْ؟ قَالَتْ: مَهْيَمْ. قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُكَ حَيْثُ رَأَيْتُكَ لَوَجَأْتُ (¬3) بَيْنَ كَتِفَيْكَ بِهَذِهِ الشَّفْرَةِ. قَالَ: وَأَيْنَ رَأَيْتِينِي؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ عَلَى الْجَارِيَةِ. فَقَالَ: مَا رَأَيْتِينِي (¬4). وَقَالَ: قَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَقْرَأَ أَحَدُنَا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ. قَالَتْ: فَاقْرَأْ. فَقَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... كَمَا لَاحَ مَشْهُورٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ أَتَى بِالْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ فَقَالَتْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَذَّبْتُ الْبَصَرَ. ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ، فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). [314] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ، ثنا ابْنُ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ (¬6)، ثنا عُمَرُ بْنُ رُزَيْقٍ (¬7)، عَنْ زَمْعَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (د): "وأخذت". (¬2) في (ق)، (د): "فزع". (¬3) في (س): "أوجأت". (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 23/ أ). (¬6) هو: محمد بن عبد الله بن عمار، أبو جعفر الموصلي. (¬7) هكذا ثبت في جميع النسخ: "رزيق"، بتقديم الراء على الزاي، وكذا وجدته مجودا في سنن =

سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ - فَذَكَرَ نَحْوَهُ - وَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ (¬1). وَرُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ زَمْعَةَ كَذَلِكَ مَوْصُولًا، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. [315] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ (¬2). وَهَذَا إِسْنادٌ صَحِيحٌ. [316] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ - رحمه الله -، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الْجُنُبُ. قَالَ شُعْبَةُ: وَجَدْتُ فِي صَحِيفَتِي: وَالْحَائِضُ (¬3). [317] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مَاتِي الْكُوفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أنا عَاصِمُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ ¬

_ = الدارقطني بخط وسماع الحافظ أبي بكر بن الحارث الفقيه، وكذا ضبطه ابن الفرضي في المتشابه (ق 56). وضبطه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (2/ 1021)، وابن ماكولا في الإكمال (4/ 57)، وابن ناصر الدين (4/ 179): "زريق" بتقديم الزاي على الراء. (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 23/ ب). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 35) من طريق الأعمش به. (¬3) أخرجه الدارمي في السنن (5/ 212) من طريق شعبة به.

أَبِي دَاوُدَ الطُّهَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - عَنِ الْجُنُبِ يَقْرَأُ؟ قَالَ: لَا، وَلَا حَرْفٌ، لَا، وَلَا حَرْفٌ (¬2). [318] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَامِرُ بْنُ السِّمْطِ، ثنا أَبُو الْغَرِيفِ الْهَمْدَانِيُّ (¬3) قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الرَّحَبَةِ، فَخَرَجَ إِلَى أَقْصَى الرَّحَبَةِ، فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَبَوْلًا أَحْدَثَ أَمْ غَائِطًا، ثُمَّ جَاءَ فَدَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ قَبَضَهُمَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ صَدْرًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا لَمْ تُصِبْ أَحَدَكُمْ جَنَابَةٌ، فَإِنْ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فَلَا، وَلَا حَرْفًا وَاحِدًا (¬4). [319] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ أَبُو خَالِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَا تَقْرَأُ الْحَائِضُ وَلَا الْجُنُبُ وَلَا النُّفَسَاءُ الْقُرْآنَ (¬5). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ رَخَّصَ فِي الْآيَةِ وَالْآيَتَيْنِ: [320] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) هو: السلمي. (¬2) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 76) للمؤلف في الخلافيات. (¬3) اسمه: عبيد الله بن خليفة. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 23/ أ). (¬5) المصدر السابق (ق 23/ ب).

الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنِ مُكْمِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - يَقُولُ: لَا بَأْسَ أَنْ يَقْرَأَ الْجُنُبُ الْآيَةَ وَنَحْوَهَا (¬2). [321] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيَقْرَأُ الرَّجُلُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: الْآيَةَ وَالْآيَتَيْنِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) كذا في النسخ الخطية كلها وأصل الرواية عن الأصم، وكذا رواه الحافظ ابن حجر بإسناده عن الأصم كما في تغليق التعليق (2/ 171)، وهو قلب لاسمه، وصوابه: "عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل"، كما في مصادر ترجمته، ومواضع ذكره في الأسانيد، وانظر التاريخ الكبير (5/ 301)، والجرح والتعديل (5/ 250)، والثقات (5/ 97)، والطبقات الكبير لابن سعد (6/ 521)، وسيأتي في الحديث التالي على الصواب، والله أعلم. (¬2) أخرجه الأصم في حديثه (ص 113). (¬3) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 370).

مسألة (14): ومن كان في صحراء فأراد أن يقضي حاجته، فلا يجوز له أن يستقبل القبلة ولا أن يستدبرها، وذلك في البناء جائز

مَسْأَلَةٌ (14): وَمَنْ كَانَ فِي صَحْرَاءَ فَأَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ وَلَا أَنْ يَسْتَدْبِرَهَا، وَذَلِكَ فِي الْبِنَاءِ جَائِزٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ: يَجُوزُ لَهُ الِاسْتِدْبَارُ، وَلَا يَجُوزُ لَهُ (¬2) الِاسْتِقْبَالُ. وَقَالَ بِمَنْعِهِمَا فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ (¬3). وَنَحْنُ نَذْكُرُ بِعَوْنِ اللَّهِ أَخْبَارًا وَرَدَتْ فِي النَّهْيِ عَنِ الِاسْتِقْبَالِ وَالِاسْتِدْبَارِ جَمِيعًا عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ، ثُمَّ نَذْكُرُ أَخْبَارًا وَرَدَتْ فِي تَخْصِيصِ الْبِنَاءِ بِالْجَوَازِ، وَفِي ذَلِكَ بَيَانُ عَوَارِ قَوْلِ مَنْ خَالَفَنَا. [322] حدثنا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا تَسْتَقْبِلُوا ¬

_ (¬1) انظر: الرسالة للشافعي (1/ 131 - 133)، ومختصر المزني (ص 10)، والحاوي الكبير (1/ 150)، ونهاية المطلب (1/ 103)، والوسيط في المذهب (1/ 295 - 296)، والمجموع (2/ 92 - 93). (¬2) قوله: "له" ساقط من (ق). (¬3) انظر: بدائع الصنائع (5/ 126)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 65)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 167)، والبناية شرح الهداية (2/ 466 - 468).

الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا" (¬1). [323] وحدثنا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. [324] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِ (¬2) مَعْنَاهُ، وَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَزَادَ: "وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ (¬3) غَرِّبُوا". قَالَ (¬4): فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ قِبَلَ الْقِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا (¬5) وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ (¬6). اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ (¬7). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬8) (¬9). [325] وأخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ مَوْلَى آلِ الشِّفَاءِ - وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ - أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن (ص 224) من طريق ابن عيينة، والمؤلف في السنن الكبير (1/ 275) بسنده. (¬2) في (د): "فذكره بنحوه"، وفي (س): "فذكر بنحو". (¬3) (د): "و". (¬4) هو: أبو أيوب. (¬5) قوله: "عنها" ليس في (د)، (س). (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب الرسالة، الملحق بالأم (1/ 131). (¬7) صحيح البخاري (1/ 88). (¬8) صحيح مسلم (1/ 154). (¬9) من قوله: "ورواه مسلم. . ." إلى هنا سقط من (د).

صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ وَهُوَ بِمِصْرَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصنَعُ بِهَذِهِ الْكَرَايِيسِ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ أَوِ الْبَوْلَ (¬1) فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا بِفَرْجِهِ" (¬2). قَالَ (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: الْكَرَايِيسُ: الْكُنُفُ، وَالْمَرَاحِيضُ: الْمُغْتَسَلُ. [326] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قِيلَ لَهُ: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ. قَالَ: فَقَالَ: أَجَلْ، لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ (¬4)، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ (¬5)، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ (¬6) نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬7). [327] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ ¬

_ (¬1) في (س): "والبول". (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير، مخطوط بالأزهرية (ق 57/ ب). (¬3) هنا في (س) كلمة غير واضحة تقرأ: "كذا" أو "كما". (¬4) قوله: "أو بول" ليس في (ق). (¬5) في (س): "بالنجس". (¬6) قوله: "أو أن" في (س): "وأن". (¬7) صحيح مسلم (1/ 154).

فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ، وَلْيَسْتَنْجِي (¬1) بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ". وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ (¬2) (¬3). أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ (¬4) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى حَاجَتِهِ فَلَا يَسْتَقْبِلِ (¬5) القِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا" (¬6). فَقَطْ. [328] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرِّيَاحِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، بِنَحْوِهِ (¬7). [329] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬8)، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، على الإشباع. (¬2) في (س): "بيده". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 48). (¬4) في (س): "أن". (¬5) في (س): "يستقبلن". (¬6) صحيح مسلم (1/ 154). (¬7) في (س): "نحوه". (¬8) قوله: "ثنا أبو داود" ساقط من (ق)، (د).

نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلتَيْنِ (¬1) بِبَوْلٍ أَوْ (¬2) بِغَائِطٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ أَبُو زيدٍ، مَوْلًى (¬3) لِبَنِي ثَعْلَبَةَ (¬4). [330] وأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَمْرِو (¬5) بْنِ أَبِي عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ زيدًا مَوْلَى ثَعْلَبَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيَّ - مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُسْتَقْبَلَ (¬6) الْقِبْلَتَانِ بِالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ (¬7). هَكَذَا وَجَدْتُهُ. [331] أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "القبلة". (¬2) في (د): "ولا". (¬3) في (س): "وهُو مولى". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 12). (¬5) قوله: "يحيى بن عمرو" ضبب عليه في (د)، وينظر العلل للدارقطني (14/ 55). (¬6) كذا نقط حرف المضارعة في (د)، وغير منقوط في (ق)، (س). (¬7) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 234) عن الدبري، عن عبد الرزاق، ووقع فيه: "أن أبا زيد". وينظر تلخيص المتشابه للخطيب (2/ 874).

- صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ (¬1) الْقِبْلَةُ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ (¬2). رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْ مَالِكٍ. [332] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو الْعَجْلَانِيَّ حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُسْتَقْبَلَ (¬3) شَيْءٌ مِنَ الْقِبْلَتَيْنِ فِي الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ (¬4). [333] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، فَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ فَأَخْبَرْتُهُمْ (¬5). [334] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ قَالَ: سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) في (د): "يستقبل"، وفي (س): "نستقبل"، ولم ينقط حرف المضارعة في (ق)، والمثبت من أصل الرواية من موطأ مالك، رواية ابن بكير. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 57/ ب). (¬3) كذا في (د)، والياء غير منقوطة في (ق)، (س). (¬4) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 329). (¬5) أخرجه أحمد في المسند (7/ 3970) عن الضحاك بن مخلد به.

طَاوُسًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْبَرَازَ (¬1) فَلْيُكْرِمْ قِبْلَةَ اللَّهِ، فَلَا يَسْتَقْبِلْهَا وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا" (¬2). وَهَذَا مُرْسَلٌ، وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ طَاوُسٍ مِنْ قَوْلِهِ (¬3). [335] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، أنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4)، ثنا عِيسَى الْحَنَّاطُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ (¬5) وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا". قَالَ (¬6): فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلشَّعْبِيِّ فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَصَدَقَ ابْنُ عُمَرَ؛ أَمَّا قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي صَحْرَاءَ: لَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرَهَا، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَنِيفٌ صُنِعَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَا قِبْلَةَ فِيهِ، تَسْتَقْبِلُ حَيْثُ شِئْتَ (¬7). عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطُ هُوَ: عِيسَى بْنُ مَيْسَرَةَ, ضَعِيفٌ (¬8). ¬

_ (¬1) قال الخطابي: "البَراز بالباء المفتوحة اسم للفضاء الواسع من الأرض كنوا به عن حاجة الإنسان كما كنوا بالخلاء عنه، يقال: تبرز الرجل إذا تغوط، وهو أن يخرج إلى البراز، كما يقال: تخلى إذا صار إلى الخلاء، وأكثر الرواة يقولون: البِراز بكسر الباء، وهو غلط، وإنما البِراز مصدر بارزت الرجل في الحرب مبارزة وبرازًا". معالم السنن (1/ 9). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 8/ ب). (¬3) هنا في (س) زيادة: "الحديث الآخر حديث أبي علي الروذباري موضعه. . ."، وهي من الناسخ. (¬4) هو: ابن موسى. (¬5) قوله: "القبلة" ساقط من (د). (¬6) أي: عيسى. (¬7) أخرجه أبو الحسن القطان في زوائده على ابن ماجه (1/ 304) عن أبي حاتم. (¬8) هذا الحديث أورده ناسخ (س) في آخر هذا الباب.

ذكر أخبار وردت في تخصيص البناء بالجواز

ذِكْرُ أَخْبَارٍ وَرَدَتْ فِي تَخْصِيصِ الْبِنَاءِ بِالْجَوَازِ [336] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَمَّهُ وَاسِعَ بْنَ حَبَّانَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَقَدْ رَقِيتُ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ لِحَاجَتِهِ، مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ، مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬2). [337] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ الْحَرَشِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتُكَ فَانْصَرَفْتُ إِلَيْكَ. قَالَ: فَإِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ، إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: انْصَرِفْ عَنْ يَمِينِكَ، وَإِذَا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرِفْ حَيْثُ أَحْبَبْتَ، إِنْ شِئْتَ عَلَى يَمِينِكَ، وَإِنْ شِئْتَ عَلَى يَسَارِكَ، وَيَقُولُ نَاسٌ: إِذَا قَعَدْتَ لِلْحَاجَةِ تَكُونُ لَكَ فَلَا تَقْعُدْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 477). (¬2) صحيح البخاري (1/ 42).

وَلَا بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَقَدْ (¬1) رَقِيتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ. وَقَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى أَوْرَاكِهِمْ، قُلْتُ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ. فَقَالَ: يَعْنِي بِهِ الَّذِي لَا يَسْتَقِلُّ (¬2) بِمَقْعَدَتِهِ إِذَا سَجَدَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬3). [338] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصرَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ثُمَّ جَلَسَ يَبُولُ إِلَيْهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَيْسَ قَدْ نُهِيَ عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: بَلَى (¬4)، إِنَّمَا نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ فِي الْفَضَاءِ (¬5)، فَإِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ يَسْتُرُكَ فَلَا بَأْسَ. قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ؛ فَقَدِ (¬6) احْتَجَّ بِالْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ (¬7). [339] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (¬8) بْنِ فَارِسَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَ ¬

_ (¬1) في (ق): "والله لقد". (¬2) في (د): "يستقبل". (¬3) صحيح مسلم (1/ 155). (¬4) قوله: "بلى" ليس في أصل الرواية. (¬5) في (د): "نهي ذلك عَنْ القضاء". (¬6) في (س): "وقد". (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 371). (¬8) في (ق): "ابن عيسى"، تحريف.

بِمِثْلِهِ (¬1). [340] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبلَةَ بِبَوْلٍ، فَرَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامٍ يَسْتَقْبِلُهَا (¬2). قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا - يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ - يَعْنِي حَدِيثَ جَابِرٍ - فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ (¬3) غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬4). [341] حدثنا (¬5) الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الصَّلْتِ (¬6)، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بَلَغَهُ (¬7) أَمَرَ بِمَقْعَدِهِ فَاسْتَقْبَلَ بِهِ (¬8) الْقِبْلَةَ (¬9). كَذَا قَالَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: خَالِدُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ. [342] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا ¬

_ (¬1) السنن لأبي داود (1/ 9). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 12). (¬3) في (س): "ورواه". (¬4) العلل الكبير للترمذي (ص 23). (¬5) في (س): "أخبرنا". (¬6) ضبب ناسخ (ق) على قوله: "ابن"، والذي في أصل الرواية: "خالد بن أبي الصلت". (¬7) قوله: "بلغه" ضبب عليه في (ق). (¬8) في أصل الرواية: "لما بلغه أمر بمقعدة فاستقبل بها". (¬9) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 128).

يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ وَعِنْدَهُ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا اسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَلَا اسْتَدْبَرْتُهَا بِبَوْلٍ وَلَا غَائِطٍ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ عِرَاكٌ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ أَمَرَ بِمَقْعَدَتِهِ فَاسْتَقْبَلَ بِهَا الْقِبْلَةَ (¬1). [343] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ وَعِنْدَهُ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ عُمَرُ (¬2): مَا اسْتَقْبَلْتُ (¬3) الْقِبْلَةَ وَلَا اسْتَدْبَرْتُهَا بِبَوْلٍ وَلَا غَائِطٍ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ عِرَاكٌ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَوْلُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ أَمَرَ بِمَقْعَدَتِهِ فَاسْتَقْبَلَ بِهَا الْقِبْلَةَ (¬4). هَكَذَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ عَائِشَةَ. [344] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ (¬5) بْنِ مَاهَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن راهويه في المسند (2/ 508) عن علي بن عاصم. (¬2) قوله: "عمر" ليس في (ق). (¬3) في (ق): "ما استطعت". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 9/ أ). (¬5) في (س): "حذيفة" تحريف.

الْحَرَشِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَحْيَى السَّدُوسِيُّ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: خَالِدٌ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتِقْبَالُ الْقِبْلَةِ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، فَقَالَ عِرَاكٌ: قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: بَلَغَ هَذَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأَمَرَ بِخَلَائِهِ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ (¬1). [345] وبإسناده قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ يَحْيَى السَّدُوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ. تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مَا مَضَى مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (11/ 6140)، والدارقطني في السنن (1/ 94) عن خالد الحذاء. وحكاه الدارقطني في العلل (8/ 384) عن خالد السدوسي.

مسألة (15): والاستنجاء واجب لا يجوز تركه، ولا يقع العفو عنه، وإن كانت النجاسة يسيرة

مَسْأَلَةٌ (15): وَالِاسْتِنْجَاءُ وَاجِبٌ لَا (¬1) يَجُوزُ تَرْكُهُ، وَلَا يَقَعُ الْعَفْوُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَتِ النَّجَاسَةُ يَسِيرَةً. وَقُلْنَا: إِنَّهُ يُعْفَى عَنْ يَسِيرِ النَّجَاسَةِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الِاسْتِنْجَاءُ سُنَّةٌ يَجُوزُ تَرْكُهَا إِذَا لَمْ يَزِدْ (¬3) عَلَى قَدْرِ الدِّرْهَمِ (¬4). وَدَلِيلُنَا عَلَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ الْحَدِيثُ الَّذِي: [346] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيةَ وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالُوا لِسَلْمَانَ - رضي الله عنه -: قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ. فَقَالَ: أَجَلْ، قَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، ¬

_ (¬1) في (س): "ولا يجوز". (¬2) انظر: الأم (2/ 48)، ومختصر المزني (ص 10)، والحاوي الكبير (1/ 159 - 160)، والوسيط في المذهب للغزالي (1/ 302 - 304)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 136، 140 - 141)، والمجموع (2/ 110 - 112). (¬3) في (س): "تزد". (¬4) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 12)، وبدائع الصنائع (1/ 18)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 38)، وتبيين الحقائق (1/ 76 - 77)، والبناية شرح الهداية (1/ 747 - 748)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم (1/ 252 - 254).

وَنَهَانَا أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا (¬1) بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَانَا أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬3). [347] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلَا يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرُهَا، وَلَا يَسْتَطِيبُ (¬4) بِيَمِينِهِ". وَكَانَ يَأْمُرُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، وَيَنْهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ (¬5). [348] أخبرنا الْحُسَيْنُ (¬6) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (د): "أحد منا". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 155)، (2/ 161، 173)، (20/ 150). (¬3) صحيح مسلم (1/ 154). (¬4) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولا يستطيب" قال النووي في الإيجاز (ص 111): هكذا هو في عامة النسخ (ولا يستطيب) بالياء، وهو صحيح. وهو نهي بلفظ الخبر، كقوله تعالى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا}، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبيع أحدكم على بيع أخيه"، ونظائره، وهذا أبلغ في النهي؛ لأن خبر الشارع لا يتصور خلافه، وأمره قد يخالف، فكأنه قيل: عاملوا هذا النهي معاملة الخبر الذي لا يقع خلافه. انتهى. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 12). (¬6) في (د)، (ق): "الحسن".

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (¬1)، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى (¬2) الْغَائِطِ فَلْيَذْهَبْ مَعَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ يَسْتَطِيبُ بِهِنَّ؛ فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْهُ" (¬3). [349] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو وَجْزَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ: "بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ" (¬4). كَذَا يَقُولُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: أَبُو وَجْزَةَ، وَقَدْ: [350] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا - يَعْنِي ابْنَ الْمَدِينِيِّ - يَقُولُ فِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فِي الِاسْتِنْجَاءِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ: الصَّوَابُ (¬5) عِنْدِي عَمْرُو بْنُ خُزَيْمَةَ (¬6). [351] أخبرناه (¬7) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) هو الأعرج. (¬2) قوله: "إلى" سقط من (د) (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 14). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 49). (¬5) في (د): "في الصواب". (¬6) أخرجه المؤلف في المعرفة (1/ 346)، وذكره ابن عبد الهادي في تعليقه على العلل لابن أبي حاتم (ص 184). (¬7) في (د): "أخبرنا".

عَمْرِو بْنِ خُزَيْمَةَ (¬1)، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الِاسْتِطَابَةِ (¬2)، فَقَالَ: "بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَذَا رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ (¬3). [352] وأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيُّ، أنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خُزَيْمَةَ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الِاسْتِطَابَةَ، فَقَالَ: "ثَلَاثَةُ (¬4) أَحْجَارٍ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا رَجِيعٌ". قَالَ عَلِيٌّ: وَلَا أُرَى سُفْيَانَ حَفِظَ هَذَا؛ لِأَنَّهُ قَدْ خَالَفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا أَرَادَ عِنْدِي: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ (¬5) آكُلُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. لِأَنَّ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ آكُلُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، إِنَّمَا (¬6) رَوَاهُ أَصْحَابُ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامٍ (¬7)، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ. قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ مَالِكٌ كَمَا: ¬

_ (¬1) قوله: "عن عمرو بن خزيمة" ساقط من (ق). (¬2) أي الاستنجاء. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 15). (¬4) في (د): "بثلاثة". (¬5) قوله: "كنت" ساقط من (د). (¬6) في (ق): "وإنما". (¬7) قوله: "عن هشام" ليس في (س).

[353] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قَالَا: أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ (¬1)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الِاسْتِطَابَةِ، فَقَالَ: "أَوَلَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ" (¬2). وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ هَكَذَا أَيْضًا: [354] أخبرناه أَبُو سعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ: "أَوَلَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ" (¬3). [355] قال هِشَامٌ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو وَجْزَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمِثْلِهِ، وَقَالَ: "لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ" (¬4). [356] وبإسناده قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي خُزَيْمَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ (¬5)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمِثْلِهِ (¬6). وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي: [357] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، أنا عِيسَى، عَنْ ثَوْرٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) ضبب عليها الناسخ في (د). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 11/ أ). (¬3) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 400). (¬4) المصدر السابق (1/ 400). (¬5) قوله: "عن أبيه" ليس في (د). (¬6) المصدر السابق (1/ 401).

أَبِي سَعْدٍ (¬1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ (¬2) فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ (¬3)، وَمَا لَاكَ (¬4) بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ (¬5)، وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ فَلْيَسْتَدْبِرْهُ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي (¬6) آدَمَ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ثورٍ، قَالَ: حُصَيْنٌ الْحِمْيَرِيُّ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ ثَوْرٍ فَقَالَ: أَبُو سَعِيدٍ (¬7) الْخَيْرُ (¬8). ¬

_ (¬1) ضبب عليه ناسخ (ق). (¬2) الاستجمار: الاستنجاء بالأحجار. (¬3) قال ابن الأثير: "أي فلْيُلْقِ ما يُخْرِجه الخِلال من بين أسنانِه". النهاية (لفظ). (¬4) أي مَضَغَ. (¬5) قوله: "ومن استجمر" إلى هنا ساقط من (ق). (¬6) في (س): "ابن". (¬7) في (ق): "أبو سعد". (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 14) وزاد بعدها: "وأبو سعيد - وفي نسخة أخرى: أبو سعد - الخير هو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -". انتهى. وفي المسند للإمام أحمد (14/ 432): "عن أبي سعد الخير، وكان من أصحاب عمر"، قال مغلطاي في شرحه على سنن ابن ماجه (1/ 210): "وأما أبو سعد فاختلف فيه؛ فقال جماعة: أبو سعد كما تقدم، وقال بعضهم: أبو سعيد، قال الدارقطني: والصواب الأول"، كذا قال مغلطاي والذي في علل الدارقطني (4/ 224): "والصحيح: عن أبي سعيد"، ووهم من جمع بينه وبين أبي سعيد الحبراني، قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (12/ 109): "الصواب التفريق بينهما، فقد نص على كون أبي سعد الخير صحابيا: البخاري وأبو حاتم وابن حبان والبغوي وابن قانع وجماعة، وأما أبو سعيد الحبراني فتابعي قطعا، وإنما وهم بعض الرواة فقال في حديثه: عن أبي سعد الخير، ولعله تصحيف وحذف، =

لَيْسَ هَذَا بِمَشْهُورٍ، وَلَا يُعَارِضُ حَدِيثَ سَلْمَانَ الْمُخَرَّجَ فِي الصَّحِيحِ، وَلَمْ يَحْتَجَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَحَدٌ مِنْهُمَا. ثُمَّ قَوْلُهُ: "فَلَا حَرَجَ" يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ: "فَلْيُوتِرْ" دُونَ الِاسْتِجْمَارِ، وَالصَّحِيحُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ" دُونَ قَوْلِهِ: "وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ". [358] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بِبَغْدَادَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ (¬1) (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ (¬2) بِمَرْوَ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ حَسَّانَ، عَنْ يُونُسَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. وَكُلُّهُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ (¬4). ¬

_ = والله تعالى أعلم". قلت: لعله يقصد: أن "سعد" تصحفت إلى "سعيد" و"الحبراني" حذف منها "اني" فبقيت "الخير" مصحفة أيضًا بعد الحذف، والله أعلم. (¬1) أخرجه أبو عوانة في المستخرج (3/ 490) عن الحسن بن مكرم به. (¬2) في (ق)، (د): "الحسن بن حكيم". (¬3) صحيح البخاري (1/ 43). (¬4) صحيح مسلم (1/ 146).

وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [359] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَا: ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا أَحْمَدُ - هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ - ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ, وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْغَائِطَ، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ (¬1) أَحْجَارٍ. قَالَ: فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ وَالْتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَأَخَذْتُ رَوْثَةً فَأَتَيْتُ بِهَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: "هَذَا رِكْسٌ". لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬2). قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِهَذَا (¬3). وَخَالَفَهُ مُسْلِمٌ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ فِي الصَّحِيحِ. فَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا دَلَّسَ عَنْهُ: ¬

_ (¬1) في (د): "بثلاث". (¬2) صحيح البخاري (1/ 43). (¬3) هذا الطريق موجود في بعض النسخ المعتبرة من الصحيح كما قال مغلطاي في شرحه على سنن ابن ماجه (1/ 163)، وكذا ذكره الدارقطني في الإلزامات والتتبع (ص 227)، وقد أُثبت في مطبوعة اليونينية في الهامش (1/ 43).

[360] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي قَاضِي الْقُضَاةِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُسْتَعِينِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ، ثنا أَبِي قَالَ: كَانَ (¬1) زُهَيْرٌ وَإِسْرَائِيلُ يَقُولَانِ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ حَدَّثَنَا، لَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الِاسْتِنْجَاءِ بِالْأَحْجَارِ الثَّلَاثَةِ. قَالَ ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ (¬2): مَا سَمِعْتُ بِتَدْلِيسٍ قَطُّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا وَلَا أَخْفَى، قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يُحَدِّثْنِي، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ فُلَانٍ، عَنْ فُلَانٍ وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنِي، فَجَازَ الْحَدِيثُ وَسَارَ (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: وذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ سَمَاعَهُ لَا يَجْعَلُهُ مُتَّصِلًا، فَقَدْ: [361] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، سَمِعْتُ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ (¬5) أَبِيهِ: [362] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، أنا إِسْرِائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ (¬6) قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَتَبَرَّزَ، فَقَالَ: ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "وكان". (¬2) هو: سليمان بن داود. (¬3) معرفة علوم الحديث (ص 341). (¬4) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 313). (¬5) قوله: "عن" ليس في (د). (¬6) من قوله: "أخبرنا" إلى هنا ساقط من (ق).

"الْتَمِسْ لِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ". فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ وَرَوْثَةً، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: "هَذَا رِجْسٌ (¬1) (¬2) ". فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ اقْتَصرَ عَلَيْهِمَا (¬3)، وَأَمْرُهُ بِالثَّلَاثِ يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِهَا؛ إِذْ لَوْ جَازَ النُّقْصَانُ عَنْهَا لَمَا حَدَّهَا بِالثَّلَاثِ فِي أَمْرِهِ بِإِتْيَانِهَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّه أَمَرَهُ (¬4) أَنْ يَأْتِيَهُ بِحَجَرٍ آخَرَ (¬5): [363] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ (¬6)، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ (¬7)، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، فَأَمَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَأْتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَجَاءَهُ بِحَجَرَيْنِ وَبِرَوْثَةٍ (¬8)، فَأَلْقَى الرَّوْثَةَ وَقَالَ: "إِنَّهَا رِكْسٌ، ائْتِنِي بِحَجَرٍ (¬9) (¬10) ". ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وفي مصادر التخريج الآتي ذكرها: "ركس"، وانظر كلام الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 258). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 22)، والطبراني في الكبير (10/ 74) من طرق عن إسرائيل به. (¬3) في (س): "عليها". (¬4) في (د): "أمر". (¬5) من قوله: "بإتيانها" إلى هنا ساقط من (س). (¬6) هو: أحمد بن الأزهر. (¬7) هو: ابن قيس. (¬8) في (د)، (س): "وروثة". (¬9) أخرجه أحمد في المسند (2/ 988) عن عبد الرزاق به. (¬10) من قوله: "عن ابن مسعود" إلى هنا ساقط من (س).

مسألة (16): ولا عفو عن قدر الدرهم من النجاسة

مَسْأَلَةٌ (16): وَلَا عَفْوَ عَنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ النَّجَاسَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: قَدْرُ الدِّرْهَمِ مَعْفُوٌّ عَنْهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [364] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً (ح). وَحَدَّثَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ لَفْظًا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، أنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ (¬3) مِنْ ¬

_ (¬1) قال الشافعي: ولو صلى رجل وفي ثوبه نجاسة من دم أو قيح وكان قليلًا مثل دم البراغيث وما يتعافاه الناس لم يعد، وإن كان كثيرًا أو قليلًا بولًا أو عذرة أو خمرًا وما كان في معنى ذلك أعاد في الوقت وغير الوقت. انظر: الأم (2/ 199)، ومختصر المزني (ص 31)، والحاوي الكبير (2/ 240)، ونهاية المطلب للجويني (2/ 291 - 295)، والمجموع (3/ 141 - 142). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 55 - 57)، والمبسوط للسرخسي (1/ 85)، وتحفة الفقهاء (1/ 64)، وبدائع الصنائع (1/ 19)، والهداية في شرح البداية (1/ 37 - 38)، وتبيين الحقائق (1/ 73)، والبناية في شرح الهداية (1/ 723 - 724). (¬3) في (ق)، (د): "لا يستنزه".

بَوْلِهِ". قَالَ وَكِيعٌ: لَا يَتَوَقَّاهُ. قَالَ: فَدَعَا بِعَسِيبٍ (¬1) رَطْبٍ، فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ: "لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا" (¬2). اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِ عَنْ وَكِيعٍ (¬3). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيِّ (¬4) وَغَيْرِهِ عَنْ وَكِيعٍ. [365] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ (¬5) - صلى الله عليه وسلم - عنْ دَمِ الْحَيْضَةِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ: "حُتِّيهِ ثُمَّ اقْرُصِيهِ بِالْمَاءِ، ثُمَّ رُشِّيهِ، وَصَلِّي فِيهِ" (¬6). اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ كَمَا أَخْرَجْتُهُ (¬7) فِي أَوَّلِ هَذَا الْكِتَابِ، وَقَالُوا: عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬8). [366] أخبرنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) العسيب: جريد النخل. (¬2) أخرجه ابن منده في الإيمان (2/ 969) عن إبراهيم به. (¬3) صحيح البخاري (1/ 53). (¬4) كذا في النسخ، وقد رواه مسلم في صحيحه (1/ 166) عن أبي سعيد الأشج، واسمه: عبد الله بن سعيد بن حصين وأبي كريب محمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم، عن وكيع. (¬5) في (س): "رسول الله". (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 44). (¬7) في (س): "أخرجه". (¬8) صحيح البخاري (1/ 55)، وصحيح مسلم (1/ 166).

يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، ثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ (¬1)، ثنا الْقَاسمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ غُطَيْفٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تُعَادُ الصَّلَاةُ فِيمَا قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ" (¬2). لَيْسَ هَذَا بِثَابِتٍ. [367] أخبرناه (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظَيفٍ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّازِيُّ إِمْلَاءً، ثنا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ، قَالَ: "تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ". [368] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: رَوْحُ بْنُ غُطَيْفٍ الثَّقَفِيُّ عَنِ ابْنِ مُصْعَبٍ (¬4)، رَوَى (¬5) عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. رَوَى الْقَاسمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ غُطَيْفٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ (¬6): "تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنْ قَدْرِ الدِّرْهَمِ" (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية: "ابن عبادة"، والمثبت الصواب كما في مصادر ترجمته، وهو من رجال التهذيب. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 257) من طريق القاسم به. (¬3) في (س): "أخبرنا". (¬4) في النسخ الخطية كلها: "عن أبي مصعب"، وهو خطأ، وفي المطبوع من أصل الرواية من الضعفاء الصغير للبخاري: "ابن مصعب"، وكذا في أحد نسخه الخطية، وفي سائر نسخه الخطية: "عمر بن مصعب"، وهو الصواب الموافق لما في التاريخ الكبير للبخاري (3/ 308)، ومصادر ترجمته الأخرى. (¬5) في (ق): "رواهُ". (¬6) في (د): "رفعه". (¬7) الضعفاء للبخاري (ص 70).

ثُمَّ إِنْ صَحَّ فَنُطْقُ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الْإِعَادَةِ إِذَا كَانَ الدَّمُ قَدْرَ الدِّرْهَمِ، خِلَافَ مَذْهَبِهِمْ، وَتَرَكْنَا دَلِيلَ الْخَبَرِ بِمَا هَوَ أَقْوَى مِنْهُ، وَهُمْ لَا يَقُولُونَ بِدَلِيلِ الْخِطَابِ. * * *

مسألة (17): وخروج الريح من القبل ينقض الوضوء

مَسْأَلَةٌ (17): وَخُرُوجُ الرِّيحِ مِنَ الْقُبُلِ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَنْقُضُ (¬2). وَدَلِيلُنَا عَلَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [369] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ (¬3) (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ - يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي الْوَلِيدِ. وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ الشَّيْءُ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "لَا يَنْفَتِلُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 40)، ومختصر المزني (ص 10)، والحاوي الكبير (1/ 176)، والوسيط في المذهب (1/ 311 - 312)، وفتح العزيز بشرح الوجيز للرافعي (1/ 154)، والمجموع 2/ 3 - 4, 8). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 83)، وتحفة الفقهاء (1/ 18)، وبدائع الصنائع (1/ 25)، والهداية في شرح البداية (1/ 18)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 8)، والبناية شرح الهداية (1/ 256 - 257)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 32). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 38).

اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ (¬1). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ وَآخَرِينَ عَنْ سُفْيَانَ (¬2). [370] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ" (¬3). أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: "حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا" (¬4). * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 46)، وفي (3/ 54) عن أبي نعيم. (¬2) صحيح مسلم (1/ 189). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 171). (¬4) صحيح مسلم (1/ 190).

مسألة (18): ومن استجمع نوم القلب والعين فعليه الوضوء، سواء كان قائما، أو راكعا، أو ساجدا

مَسْأَلَةٌ (18): وَمَنِ اسْتَجْمَعَ نَوْمَ الْقَلْبِ وَالْعَيْنِ فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ، سَوَاءٌ كَانَ قَائِمًا، أَوْ رَاكِعًا، أَوْ سَاجِدًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ نَامَ قَائِمًا أَوْ رَاكعًا أَوْ سَاجِدًا؛ فَلَا وُضُوءَ عَلَيْهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا عَلَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [371] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (¬3)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ" (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، مُحْتَجًّا بِهِ فِي إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 36)، ومختصر المزني (ص 10)، والحاوي الكبير (1/ 178)، ونهاية المطلب (1/ 123 - 124)، والمجموع (2/ 14، 16، 20). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 73)، والمبسوط للسرخسي (1/ 78)، وتحفة الفقهاء (1/ 22 - 23)، وبدائع الصنائع (1/ 31)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 10). (¬3) قوله: "عن عائشة"، ساقط من (د). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 204) من طريق هشام به. (¬5) صحيح البخاري (1/ 53).

مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ عَقِيبَهُ حَدِيثَ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا نَعَسَ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقُوُل" (¬2). فَأَمَرَ الْمُصْطَفَى - صلى الله عليه وسلم - النَّاعِسَ فِي الصَّلَاةِ بِالِانْصِرَافِ، وَلَوْ بَقِيَ فِيهَا بِبَقَاءِ الطَّهَارَةِ - كَمَا زَعَمُوا - لَمَا أُمِرَ بِالِانْصِرَافِ. [372] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ المُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ (¬3) (ح). وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: ابْتِغَاءُ الْعِلْمِ. قَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ؛ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ. قُلْتُ: إِنَّهُ حَاكَ فِي نَفْسِي - وَقَالَ سَعْدَانُ: فِي صَدْرِي - الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ بَعْدَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَءًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ؛ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفْرًا - أَوْ مُسَافِرِينَ (¬4) - لَا (¬5) نَنْزِعُ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 190). (¬2) صحيح البخاري (1/ 53). (¬3) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 30). (¬4) قال ابن الأثير: "السَّفْر: جمعُ سافِر، كصاحب وصَحْب. والمسافرون جمعُ مُسافر. والسَّفْر والمسافرون بمعنًى". النهاية (سفر). (¬5) في (س): "ألا".

أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ (¬1). عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ قَارِئُ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجِ الشَّيْخَانِ - الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ - حَدِيثَهُ فِي الصَّحِيحِ (¬2) لِسُوءِ حِفْظِهِ، فَلَيْسَ بِسَاقِطٍ إِذَا وَافَقَ فِيمَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتِ وَلَمْ يُخَالِفِ الْأَثْبَاتَ، وَقَدْ رَوَى أَوَّلَ هَذَا (¬3) الْحَدِيثِ - وَهُوَ قَوْلُهُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ - عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ - وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الْمَصْرِيِّينَ (¬4) - عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ (¬5). وَرَوَاهُ عَارِمٌ، عَنِ الصَّعِقِ بْنِ حَزْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ نَحْوَ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ (¬6). وَشَاهِدُهُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - مَا: [373] أخبرناه (¬7) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله - فِي كِتَابِ السُّنَنِ: أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا بَقِيَّةُ، عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 75). (¬2) قوله: "في الصحيح" ليس في (س). (¬3) قوله: "هذا" ليس في (س). (¬4) كذا في (ق) و (د)، وفي (س) "البصريين"، وقد نقل البيهقي هذا الكلام عن شيخه الحاكم، إذ قد قاله بنصه في المستدرك (1/ 236)، ووقع في المطبوع منه البصريين والتصويب من النسخ الخطية، وعبد الوهاب بن بخت القرشي الأموي مولاهم، مكي، سكن الشام، ثم تزوج بالمدينة وأقام بها، وقد نقل مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (8/ 372) قول الحاكم فيه، غير أنه قال: "عبد الوهاب من ثقات المدنيين وأثباتهم ممن يجمع حديثه"، وقد ذكره الحاكم نفسه في معرفة علوم الحديث في ثقات المكيين (ص 643)، وكثيرا ما كان ينسب الشاميين مصريين والعكس، وذلك لقرب ما بينهما، والله أعلم. (¬5) المستدرك للحاكم (1/ 235) (¬6) المصدر السابق (1/ 236). (¬7) في (س): "أخبرنا".

الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وِكَاءُ السَّهِ (¬1) الْعَيْنَانِ؛ فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬2). وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: [374] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ بْنِ شَيْخِ بْنِ عَمِيرَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، ثنا بَقِيَّةُ (¬3) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا ابْنُ مُصَفًّى، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ، فَإِذَا نَامَتِ الْعَيْنُ اسْتَطْلَقَ الْوِكَاءُ". [375] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬4)، أنا أَبُو أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَسَدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ. مَوْقُوفٌ. قَالَ الْوَلِيدُ: وَمَرْوَانُ أَثْبَتُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ (¬5). ¬

_ (¬1) السه: اسم من أسماء الدبر، والوكاء: الرباط. قال الزمخشري: "جعل اليَقَظَة للاست كالوكاء للقربة، وهو الخَيط الذي يُشَدُّ به فُوها". الفائق (4/ 77). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 27). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 460). (¬4) في (ق)، (د): "أبو أسعد"، وفي (س): "أبو سعيد"، والمثبت كما في الحديث الذي قبله فهذا الحديث محال عليه، وكما في سائر أسانيد المصنف، وأبو سعد هذا هو: الماليني. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 460).

وَقَالَ أَحْمَدُ فِيمَا بَلَغَنِي عَنْهُ: حَدِيثُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - الَّذِي يَرْوِيهِ الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ أَثْبَتُ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ فِي هَذَا الْبَابِ (¬1). وَرُوِيَ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ: أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: [376] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَجَبَ الْوُضُوءُ عَلَى كُلِّ مَنْ نَامَ إِلَّا مَنْ خَفَقَ (¬2) بِرَأْسِهِ خَفْقَةً أَوْ خَفْقَتَيْنِ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا: [377] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ (¬4)، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَجَبَ الْوُضُوءُ عَلَى كُلِّ نَائِمٍ إِلَّا مَنْ خَفَقَ بِرَأْسِهِ خَفْقَةً أَوْ خَفْقَتَيْنِ" (¬5). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَكَذَا رَوَاهُ الْعَلَاءُ بْنُ سَعِيدٍ، وَوَهِمَ فِي سَنَدِهِ (¬6). ¬

_ (¬1) ذكره عنه ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (1/ 253)، وابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 208). (¬2) خفق برأسه من النعاس: أماله، وقيل: إذا نعس نعسة ثم تنبه. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 114) من طريق يزيد به. (¬4) كذا في النسخ. (¬5) حكاه الدارقطني في العلل (4/ 166) عن يزيد. (¬6) في (س): "مسنده".

قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: [378] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ شِهَابٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ (¬1)، ثنا الْحَجَّاجُ (¬2)، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا خَالَطَ النَّوْمُ قَلْبَ أَحَدِكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ". وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: [379] فأخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ بَيَانٍ - أنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلَّاقٍ (¬3)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "مَنِ اسْتَحَقَّ النَّوْمَ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ" (¬4). [380] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ. فَذَكَرَهُ (¬5) مِثْلَهُ مَوْقُوفًا (¬6). وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا: [381] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ ¬

_ (¬1) هو: أبو محمد الأصبهاني المعدل، واسم أبي يعقوب: إسحاق بن مهران. له ترجمة في: تلخيص المتشابه للخطيب (2/ 821)، وذكر أخبار أصبهان (2/ 333). (¬2) هو: ابن منهال. (¬3) وقيل فيه "غلاق" بالغين المعجمة وهو الأكثر. المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 1804)، والإكمال لابن ماكولا (7/ 31). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 115) عن هشيم به. (¬5) في (س): "فذكر". (¬6) أخرجه البغوي في الجعديات (1/ 636).

عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلَّاقٍ، وَلَا أَحْسَبُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنِ اسْتَحَقَّ النَّوْمَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ" (¬1). وَهَذَا (¬2) لَا يَصِحُّ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [382] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، ثنا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا اسْتُحِد (¬3) أَحَدُكُمْ فَاسْتَحَقَّ نَوْمًا وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا لَا يَرْوِيهِ عَنْ عَوْفٍ غَيْرُ الرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ (¬4). وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ (¬5) أَصْحَابُهُمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي: [383] أخبرناه (¬6) الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَزِينٍ السُّلَمِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ الْمُلَائِيُّ، ¬

_ (¬1) أخرجه محمد بن المظفر في جزء حديث شعبة (ص 49). (¬2) في (د): "وهو". (¬3) كذا في النسخ، وكذا في البدر المنير لابن الملقن (2/ 433) نقلا عن المصنف. وفي الكامل لابن عدي (4/ 513): "استحق"، ولعله الأصح. وقد ضبطها ناسخ (د) بضمة فوق التاء. (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 513). (¬5) في (د): "استدلوا". (¬6) في (د): "أخبرنا".

عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَامَ وَهُوَ سَاجِدٌ حَتَّى غَطَّ (¬1) أَوْ نَفَخَ، فَقُلْتُ (¬2): يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ نِمْتَ، قَالَ: "إِنَّ الْوُضُوءَ لَا يُوجَبُ (¬3) حَتَّى يَنَامَ مُضْطَجِعًا، فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ (¬4) ". تَفَرَّدَ بِآخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّالَانِيُّ عَنْ قَتَادَةَ، وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ جَمِيعُ (¬5) أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ. [384] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: قَوْلُهُ: "الْوُضُوءُ عَلَى مَنْ نَامَ مُضْطَجِعًا" حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا يَزِيدُ الدَّالَانِيُّ عَنْ قَتَادَةَ، وَقَدْ (¬6) رَوَى أَوَّلَهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَمْ يَذْكُرُوا شَيْئًا مِنْ هَذَا. وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - محْفُوظًا. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي". قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّمَا سَمِعَ قَتَادَةُ مِنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ: حَدِيثَ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، وَحَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ فِي الصَّلَاةِ، وَحَدِيثَ: الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ، وَحَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ، مِنْهُمْ عُمَرُ، وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ. ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير: "الغَطِيط: الصَّوت الذي يَخْرج مع نَفَس النائم، وهو تَرْديدُه حيث لا يَجِد مَساغًا". النهاية (غطط). (¬2) في (س): "قلت". (¬3) قوله: "يوجب"، ضبب عليه ناسخ (ق). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 145) من طريق عبد السلام به. (¬5) في (س): "جماعة". (¬6) قوله "وقد" ليس في (س).

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَذَكَرْتُ حَدِيثَ يَزِيدَ الدَّالَانِيِّ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: مَا لِيَزِيدَ الدَّالَانِيِّ يُدْخِلُ عَلَى أَصْحَابِ قَتَادَةَ؟ ! (¬1) [385] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ بِنْتِ الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْزَةَ، قُرِئَ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الرُّخِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى - هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ -: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ أَبِي الْعَالِيَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ. قُلْتُ لِيَحْيَى: عُدَّهَا. قَالَ: قَوْلُ عَلِيٍّ فِي "الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ"، وَحَدِيثُ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ"، وَحَدِيثُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى (¬2). [386] وأخبرنا (¬3) أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو عَمْرٍو ابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ. فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ. [387] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: انْفَرَدَ بِهِ أَبُو خَالِدٍ عَنْ قَتَادَةَ، وَلَا يَصِحُّ (¬4). وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: هَذَا لَا شَيْءٌ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَبَا الْعَالِيَةِ، وَلَا أَعْرِفُ لِأَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ سَمَاعًا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 27). (¬2) سنن الترمذي (1/ 231)، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص 171)، ومقدمة الجرح والتعديل (1/ 70). (¬3) في (س): "أخبرنا". (¬4) سنن الدارقطني (1/ 293).

مِنْ قَتَادَةَ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ: يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو خَالِدٍ الدَّالَانِيُّ مِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ، كَانَ كَثِيرَ (¬3) الْخَطَأِ، فَاحِشَ الْوَهَمِ، يُخَالِفُ الثِّقَاتِ فِي الرِّوَايَاتِ، حَتَّى إِذَا سَمِعَهَا الْمُبْتَدِئُ فِي هَذِهِ الصِّنَاعَةِ عَلِمَ أَنَّهَا مَعْمُولَةٌ أَوْ مَقْلُوبَةٌ، لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ إِذَا وَافَقَ الثِّقَاتِ، فَكَيْفَ إِذَا انْفَرَدَ عَنْهُمْ بِالْمُعْضَلَاتِ؟ ! (¬4) [388] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ (¬5)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ حَتَّى يَضَعَ جَنْبَهُ (¬6) وَيَنَامَ (¬7). وَقَوْلُ ابْنِ عُمَرَ هَذَا وَرَدَ فِي النَّوْمِ قَاعِدًا. [389] حدثنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ (¬8)، ثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) قوله: "عن ابن عباس"، إلى هنا سقط من (س). (¬2) العلل الكبير للترمذي (ص 45). (¬3) في (د)، (س): "كبير". (¬4) المجروحين لابن حبان (2/ 456). (¬5) هو: ابن أبي عروبة. وعبد الوهاب هو: ابن عطاء الخفاف. (¬6) في (د): "جنبيه". (¬7) أخرجه الأثرم في السنن (ص 271) من طريق حماد به. (¬8) كذا في جميع النسخ: "عبد الواهب"، وضبب عليه ناسخ (ق)، وصوابه: "إسحاق بن عبد الواحد" كما رواه تمام الرازي في فوائده (2/ 255) وعنه ابن عساكر في التاريخ =

أَنَسٍ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا نَامَ الْعَبْدُ فِي سُجُودِهِ بَاهَى اللَّهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ، يَقُوُل: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رُوحُهُ عِنْدِي وَجَسَدُهُ فِي طَاعَتِي" (¬2). لَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيِّ، ثُمَّ لَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ بِهِ مِنْ صَلَاتِهِ، وَالْقَصْدُ مِنْهُ (¬3) - إِنْ صَحَّ - الثَّنَاءُ عَلَى الْعَبْدِ الْمُوَاظِبِ عَلَى الصَّلَاةِ حَتَّى يَغْلِبَهُ النَّوْمُ، وَقَدْ أُمِرَ فِي الرِّوَايَةِ الصَّحِيحَةِ عَنْ أَنَسٍ بِالِانْصِرَافِ إِذَا نَعَسَ. وَكَذَلِكَ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ (¬4) فِي أَوَّلِ الْمَسْأَلَةِ. فَأَمَّا إِذَا نَامَ قَاعِدًا مُسْتَوِيَ الْجُلُوسِ مُتَمَكِّنًا بِمَقْعَدَتِهِ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَأُحِبُّ لِلنَّائِمِ قَاعِدًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، وَلَا يَبِينُ (¬5) أَنْ أُوجِبَهُ عَلَيْهِ؛ لِمَا رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانُوا يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ فَيَنَامُونَ - أَحْسَبُهُ قَالَ - قُعُودًا. وَعَنِ (¬6) ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ قَاعِدًا ويُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬7). أَمَّا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [390] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ = (41/ 292)، وكما في مصادر الترجمة، وهو الذي يروي عن داود بن الزبرقان، ويروي عنه يزيد بن عبد الله بن موهب. (¬1) قوله: "عن أنس" ساقط من (د). (¬2) أخرجه تمام في الفوائد (2/ 255) من طريق محمد بن الحسن به. (¬3) في (س): "فيه". (¬4) في (س): "ذكرنا". (¬5) قوله: "يبين"، مكانها بياض في (س). (¬6) ضبب ناسخ (د) على حرف "الواو". (¬7) انظر الأم (2/ 35)، ومختصر المزني (ص 10)، والوسيط في المذهب (1/ 315)، والمجموع (2/ 14 - 20).

ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا شُعْبَةُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنَامُونَ ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ. قُلْتُ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ. ذِكْرُ السَّمَاعِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ (¬1). [391] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرُويَهْ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي: وَهُمْ قُعُودٌ. [392] وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فَيَنَامُونَ - أَحْسَبُهُ قَالَ - قُعُودًا، حَتَّى تَخْفِقَ رُءُوسُهُمْ، ثُمَّ يُصَلُّونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ (¬2). [393] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: إِذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ: "أنا الثِّقَةُ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ" فَإِنَّهُ يَكْنِي بِالثِّقَةِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 196). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 35). (¬3) مناقب الشافعي للحاكم (ق 7/ أ).

[394] فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ قَاعِدًا ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬1). [395] وبإسناده, قَالَ: أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ نَامَ مُضْطَجِعًا وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ، وَمَنْ نَامَ جَالِسًا فَلَا وُضُوءَ عَلَيْهِ (¬2). [396] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ حَرْمَلَةَ - مَوْلَى زَيْدٍ - قَالَ: اسْتَفْتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي النَّوْمِ قَاعِدًا، فَلَمْ يَرَ لِي (¬3) بَأْسًا. قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ وَضَعْتُ جَنْبِي؟ قَالَ: تَوَضَّأْ (¬4). [397] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَنَامُ قَاعِدًا حَتَّى أَسْمَعَ (¬5) غَطِيطَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬6). [398] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 35). (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 708). (¬3) قوله: "لي" ليس في (س). (¬4) أخرجه ابن البختري في الرابع من حديثه (ص 340). (¬5) في (س): "يسمع". (¬6) المصدر السابق (ص 340).

ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عَامِرٍ (¬1)، ثنا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَنَامُ وَهُوَ قَاعِدٌ فَلَا يَتَوَضَّأُ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ حَدِيثَانِ مُسْنَدَانِ: أَحَدُهُمَا: حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: [399] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ (¬4) الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، ثنا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ بَحْرِ بْنِ كَنِيزٍ، عَنْ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: رَقَدْتُ فَاحْتَضَنَنِي (¬5) رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: هَلْ وَجَبَ عَلَيَّ الْوُضُوءُ؟ قَالَ (¬6): "لَا، حَتَّى تَضَعَ جَنْبَكَ" (¬7). وَهَذَا الْإِسْنَادُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَشَيْخُنَا لَمْ يُقِمْ إِسْنَادَهُ؛ فَقَالَ: يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ: بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّاءُ، وَبَحْرٌ ضَعِيفٌ، وَهُوَ فِي نَوْمِ الْجَالِسِ. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مُبَيَّنًا. وَالْآخَرُ: حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: ¬

_ (¬1) هو: موسى بن عامر. (¬2) هو: ابن عياش. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 112) عن إسماعيل بن عياش به. (¬4) من قوله: "قال: ثنا إبراهيم" في الحديث السابق إلى هنا سقط من (س). (¬5) في (س): "فاحتضني". (¬6) في (س): "قلت". (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 494) من طريق محمد بن عبيد به.

[400] أخبرنا (¬1) أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْمَكِّيُّ - قَالُوا: هُوَ عَاصِمُ بْنُ عُمَارَةَ - عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ عَلَى مَنْ نَامَ جَالِسًا وُضُوءٌ حَتَّى يَضَعَ جَنْبَهُ" (¬2). وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رُوِيَ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، وَإِسنَادُهُ ضَعِيفٌ. [401] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ حَيُّويَهْ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (¬3) الْقَطَّانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَحْيَى يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ جَنْبَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا يَرْوِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى (¬4). وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرناه". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 294) من طريق يعقوب بن عطاء به. (¬3) قوله: "ابن موسى" ليس في (س). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 666). (¬5) قاله علي بن المديني والنسائي. المصدر السابق (9/ 663).

مسألة (19): وملامسة الرجل مع المرأة يوجب الوضوء

مَسْأَلَةٌ (19): وَمُلَامَسَةُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ يُوجِبُ الْوُضُوءَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُوجِبُ (¬2). وَدَلِيلُنَا: قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ اسْمُهُ: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} (¬3). وَاللَّمْسُ بِالْيَدِ وَغَيْرِهَا دَاخِلٌ فِيهِ؛ لِوُقُوعِ اسْمِهِ عَلَيْهِ، بِدَلِيلِ مَا: [402] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مَاعِزًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَرَّ، فَقَالَ: "لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ لَمَسْتَ؟ " قَالَ: لَا، فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. لَا يَكْنِي، فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ (¬4). [403] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 37)، ومختصر المزني (ص 10)، والحاوي الكبير (1/ 183)، والمجموع (2/ 26 - 34). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 47)، والمبسوط للسرخسي (1/ 67 - 68)، وتحفة الفقهاء (1/ 22)، وبدائع الصنائع (1/ 29 - 30)، وتبيين الحقائق (1/ 12)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 47). (¬3) سورة النساء، الآية: 43. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح (8/ 167) من طريق يعلى بن حكيم به.

لِمَاعِزٍ: "لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ لَمَسْتَ؟ " (¬1) [404] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ؛ يَأْثُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ بَنِي آدَمَ أَصَابَ مِنَ (¬2) الزِّنَا لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ، وَالنَّفْسُ تَهْوَى وَتُحَدِّثُ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ" (¬3). [405] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ (¬4)، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَلَّ يَوْمٌ - أَوْ مَا كَانَ يَوْمٌ - إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيُقَبِّلُ وَيَلْمِسُ مَا دُونَ الْوِقَاعِ، فَإِذَا جَاءَ الَّذِي هُوَ يَوْمُهَا ثَبَتَ عِنْدَهَا (¬5). وَقَدْ صَحَّ الْخَبَرُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهم -؛ أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْقُبْلَةَ وَجَسَّهَا بِيَدِهِ مِنَ الْمُلَامَسَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْكِتَابِ فِي إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنْهَا (¬6): أَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: [406] فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 476). (¬2) قوله: "من" ليس في (س). (¬3) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 148) من طريق الليث به. (¬4) قوله: "عن أبيه" ليس في (ق)، (د). (¬5) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (9/ 29) من طريق ابن أبي مريم به. (¬6) قوله: "منها" مكانه بياض في (س).

مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا جَدِّي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنَّ الْقُبْلَةَ مِنَ اللَّمْسِ، فَتَوَضَّئُوا (¬1) مِنْهَا (¬2). هَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا هُوَ: ابْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ. وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -: [407] فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) قَالَ: قُبْلَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ (¬4) وَجَسُّهَا بِيَدِهِ مِنَ الْمُلَامَسَةِ؛ فَمَنْ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ أَوْ جَسَّهَا بِيَدِهِ فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ (¬5). هَكَذَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ، وَلَا يَشُكُّ فِي صِحَّتِهِ أَحَدٌ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: [408] فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْقُبْلَةُ مِنَ اللَّمْسِ، وَفِيهَا ¬

_ (¬1) في (س): "فتوضأ". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 322). (¬3) قوله: "عن أبيه" ساقط من (س). (¬4) في (س): "لامرأته". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 37).

الْوُضُوءُ، وَاللَّمْسُ دُونَ الْجِمَاعِ (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ: الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ (¬2). وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَفِيهِ إِرْسَالٌ؛ أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ. وَقَدْ رُوِّينَاهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ صَحِيحٍ مَوْصُولٍ: [409] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ فِي قَوْلِهِ: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} (¬3) قَالَ قَوْلًا مَعْنَاهُ: مَا دُونَ الْجِمَاعِ (¬4). وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - بِخِلَافِ ذَلِكَ. أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [410] فأخبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءٌ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: [411] فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 390) عن هشيم به. (¬2) أخرج هذه الطرق الدارقطني في السنن (1/ 264). (¬3) سورة النساء، الآية: 43. (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 229) من طريق شعبة به.

مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا دَاوُدُ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَعَدَ قَوْمٌ عِنْدَ بَابِ (¬2) ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَتِ الْمَوَالِي: الْمُلَامَسَةُ هِيَ اللَّمْسُ (¬3) بِالْيَدِ، وَقَالَتِ الْعَرَبُ: هِيَ الْجِمَاعُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمُ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: غُلِبَ فَرِيقُ الْمَوَالِي (¬4). [412] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَذَاكَرْنَا اللَّمْسَ، فَقَالَ أُنَاسٌ مِنَ الْمَوَالِي: لَيْسَ مِنَ الْجِمَاعِ. وَقَالَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ: هِيَ الْجِمَاعُ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: مَعَ أَيِّهِمْ كُنْتَ؟ قُلْتُ: مَعَ الْمَوَالِي. قَالَ: غُلِبَتِ الْمَوَالِي، إِنَّ اللَّمْسَ وَالْمُبَاشَرَةَ مِنَ الْجِمَاعِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَكْنِي مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ (¬5). قَالَ الشَّيْخٌ: وَقَوْلُ مَنْ يُوَافِقُ قَوْلُهُ ظَاهِرَ الْكِتَابِ أَوْلَى. وَمِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ سِوَى مَا ذَكَرْنَاهُمَا (¬6): [413] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬7) الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ¬

_ (¬1) هو: ابن أبي هند. (¬2) قوله "باب" ليس في (ق). (¬3) في (د): "المس". (¬4) أخرجه ابن جرير في التفسير (7/ 66) من طريق يزيد بن هارون به. (¬5) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (4/ 1262) من طريق أبي بشر به. (¬6) في (د): "ذكرنا". (¬7) هنا في (س) زيادة: "محمد بن عبد الله".

وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَا: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ إِلَّا وَقَدْ أَصَابَهُ مِنْهَا، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُجَامِعْهَا؟ فَقَالَ: "تَوَضَّأْ وُضُوءًا حَسَنًا ثُمَّ قُمْ فَصَلِّ". قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - هَذِهِ الْآيَةَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} (¬1) الْآيَةَ. قَالَ: فَقَالَ: أَهِيَ لَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: "بَلْ هِيَ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً" (¬2). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِالْحَدِيثِ الَّذِي: [414] حدثناه الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (¬3). هَذَا حَدِيثٌ يَشْتَبِهُ فَسَادُهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ لَيْسَ الْحَدِيثُ مِنْ شَأْنِهِ وَيَرَاهُ إِسْنَادًا صَحِيحًا، وَهُوَ فَاسِدٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَهُوَ مُرْسَلٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. [415] أخبرنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) سورة هود، الآية: 114. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 322). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 129)، والترمذي في السنن (1/ 103) كلاهما من طريق عن وكيع.

أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ابْنَ الشَّرْقِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ شَيْئًا (¬1). [416] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيَّ يَقُولُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ شَيْئًا، قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: حَدِيثُ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ لَا شَيْءٌ (¬2). [417] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لِرَجُلٍ: احْكِ عَنِّي أَنَّ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ؛ حَدِيثَ (¬3) الْأَعْمَشِ هَذَا عَنْ حَبِيبٍ، وَحَدِيثَهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صلَاةٍ؛ قَالَ يَحْيَى: احْكِ عَنِّي أَنَّهُمَا شِبْهُ لَا شَيْءٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: مَا حَدَّثَنَا حَبِيبٌ إِلَّا عَنْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ (¬4). يَعْنِي: لَمْ يُحَدِّثْهُمْ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بِشَيْءٍ (¬5). [418] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 395)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 485) من طريق عبد الرحمن بن بشر به. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 486) بسنده. (¬3) في (س): "حدث". (¬4) السنن لأبي داود، رواية ابن داسة (ق 25). (¬5) هذه الرواية والتي بعدها ساقطة من (س).

مَعِينٍ: حَبِيبٌ ثَبَتٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا رَوَى حَدِيثَيْنِ. أَظُنُّ يَحْيَى يُرِيدُ: مُنْكَرَيْنِ؛ حَدِيثَ "تُصَلِّي الْحَائِضُ وَإِنْ قَطَرَ عَلَى الْحَصِيرِ" وَحَدِيثَ الْقُبْلَةِ (¬1). وَالْآخَرُ: يُقَالُ: عُرْوَةُ هَذَا لَيْسَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْخٌ مَجْهُولٌ يُعْرَفُ بِعُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ: [419] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ الطَّالْقَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، ثنا الْأَعْمَشُ، أنا أَصْحَابٌ لَنَا عَنْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬2). وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [420] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا (¬3) أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُنِي وَيَخْرُجُ (¬4) فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬5). [421] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ، أنا أَحْمَدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ بِإِسْنَادِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: يُقَبِّلُنِي وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ ثُمَّ يُصَلِّي (¬6). وَهَذَا أَيْضًا فَاسِدٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مُرْسَلٌ؛ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ لَمْ يَلْقَ عَائِشَةَ. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 18). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 25). (¬3) في (س): "حدثنا". (¬4) في (د)، (س): "وهو يخرج". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 128) من طريق سفيان به. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 257) من طريق قبيصة به.

[422] أخبرنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ: أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ، وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَكَذَا (¬1) رَوَاهُ الْفِرْيَابِيُّ وَغَيْرُهُ، يَعْنِي: عَنْ سُفْيَانَ (¬2). [423] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ عَقِيبَ حَدِيثِ أَبِي رَوْقٍ: هَذَا إِسْنَادٌ لَا تَقُومُ بِمِثْلِهِ الْحُجَّةُ؛ فَإِنَّهُ مُرْسَلٌ، لَمْ يَسْمَعْ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مِنْ عَائِشَةَ وَلَمْ يَرَهَا، وَأَبُو رَوْقٍ فِيهِ نَظَرٌ. وَالْآخَرُ: أَنَّ أَبَا رَوْقٍ عَطِيَّةَ بْنَ الْحَارِثِ هَذَا لَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ. [424] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو رَوْقٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ (¬3). [425] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، ¬

_ (¬1) في (د): "وكذلك". (¬2) السنن لأبي داود، رواية ابن داسة (ق 25). (¬3) كذا، ولم نقف على هذا النص في تاريخ ابن معين برواية الدوري، والذي وجدناه في التاريخ (3/ 309): "سمعت يحيى يقول: ابن أبي روق قد رأيته، وليس بثقة"، وكذا نقله عن ابن معين بهذه الرواية ابنُ عدي في الكامل (7/ 289) في ترجمة عباد بن أبي روق. ونقله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 180)، والعقيلي في الضعفاء (6/ 392) في ترجمة يحيى بن أبي روق وهو الصحيح. ولا ندري، هل كان هذا النص موجودا وسقط من النسخ الخطية للكتاب ونظن أن هذا بعيد؛ لأننا لم نجد من نقل هذا القول فيه عن ابن معين، بل الذي ورد فيه كما نقل ابن أبي حاتم عن أبيه عن إسحاق بن منصور عن ابن معين أنه قال فيه: "أبو روق عطية بن الحارث صالح". والاحتمال الثاني: أن يكون قد تصحف في نسخة المصنف أو نسخة شيخه الحاكم من تاريخ ابن معين، والله أعلم.

قَالَا: أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ (¬1) عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ غَيْرُ أَبِي رَوْقٍ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَلَا نَعْلَمُ حَدَّثَ (¬2) بِهِ عَنْهُ غَيْرَ الثَّوْرِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَاخْتُلِفَ فِيهِ؛ فَأَسْنَدَهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَائِشَةَ، وَأَسْنَدَهُ أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ حَفْصَةَ، وَكِلَاهُمَا أَرْسَلَهُ. وَإِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ وَلَا مِنْ حَفْصَةَ، وَلَا أَدْرَكَ زَمَانَهُمَا، وَقَدْ رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، فَوَصَلَ إِسْنَادَهُ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي لَفْظِهِ؛ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ عَنْهُ غَيْرُ عُثْمَانَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُ وَلَا يَتَوَضَّأُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬3). [426] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَارُودِ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ يُقَبِّلُ وَلَا يُحْدِثُ وُضُوءًا (¬4). [427] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) هنا في (د)، (س) زيادة: "يقول". (¬2) "حدث"، ساقطة من (س). (¬3) سنن الدارقطني (1/ 256) ورواية الحارثي (ق 26/ ب). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 27/ أ).

كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ (¬1). كَذَا قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [428] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ زَيْنَبَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُقَبِّلُ (¬3) ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬4). قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا إِسْنَادٌ لَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ؛ فَإِنَّ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَاةَ - عَلَى جَلَالَةِ قَدْرِهِ - غَيْرُ مَذْكُورٍ فِي الصَّحِيحِ، وَزَيْنَبُ السَّهْمِيَّةُ لَيْسَ لَهَا ذِكْرٌ فِي حَدِيثٍ آخَرَ. قَالَ الشَّيْخُ: قَدْ رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَمْرٍو (¬5). [429] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: زَيْنَبُ هَذِهِ مَجْهُولَةٌ، وَلَا تَقُومُ بِهَا حُجَّةٌ (¬6). وَقَدْ قِيلَ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: [430] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 27/ أ). (¬2) أداة التحديث ساقطة من (د). (¬3) في (س): "يقبلها". (¬4) أخرجه ابن ماجه (1/ 315)، وأحمد في المسند (11/ 5884) كلاهما من طريق عن حجاج. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 257). (¬6) سنن الدارقطني (1/ 258).

حَمْدَانَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ، عَنِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يُحْدِثُ وُضُوءًا (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ الْعَرْزَمِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ: [431] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَيَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَا تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنَ الْقُبْلَةِ؛ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬2). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ أَكْثَرُهُمْ مَجْهُولُونَ، وَلَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِأَخْبَارٍ يَرْوِيهَا الْمَجْهُولُونَ. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ فَخَالَفَهُ فِيهِ: [432] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أنا ابْنُ شُعَيْبٍ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، أَنَّ مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ ثُمَّ يُقَبِّلُ وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬3). ¬

_ (¬1) هذا الطريق حكاه الدارقطني في العلل (9/ 162). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 245). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 343) من طريق العباس بن الوليد به.

تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. [433] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَ عَنْهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ بِأَخَرَةٍ، فِيمَا بَلَغَنِي (¬1). [434] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). [435] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِي نَصْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ. رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ، نُرَاهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، دِمَشْقِيٌّ، وَهُوَ يُحْتَمَلُ (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: رَوَى سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جِلْدُ نَمِرٍ" (¬4). وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ¬

_ (¬1) الضعفاء للعقيلي (2/ 102). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 94)، (4/ 433). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 73). (¬4) أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 401) من طريق ابن بشير به.

- رضي الله عنه - قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ حَلْقِ الْقَفَا إِلَّا لِلْحِجَامَةِ (¬1). وَهَذَا غُنْيَةٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ عَلَى ضَعْفِ حَالِهِ. [436] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ بقَوِيٍّ (¬2) فِي الْحَدِيثِ، وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ. كَذَلِكَ رَوَاهُ الْحُفَّاظُ الثِّقَاتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، مِنْهُمْ: مَعْمَرٌ (¬3)، وَعُقَيْلٌ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَقَالَ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ: فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ، وَلَوْ كَانَ مَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ صَحِيحًا لَمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يُفْتِي بِخِلَافِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬4). [437] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مِنْ قُبْلَةِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ الْوُضُوءُ (¬5). وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ (¬6)، عَنْ عَائِشَةَ: [438] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 539) من طريق قتادة به. (¬2) في (س): "بالقوي". (¬3) قوله: "معمر" مكانه بياض في (د). (¬4) سنن الدارقطني (1/ 246). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 10/ أ). (¬6) ضبب عليها في (د).

شُعَيْبِ (¬1) بْنِ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى (¬2)، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا خَطَأٌ مِنْ وُجُوهٍ (¬3). لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ أَخْطَأَ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ جَمِيعًا، حَيْثُ رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَزَادَ فِي مَتْنِهِ: ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ. وَالْمَحْفُوظُ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى مَنْ دُونَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: [439] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: تَفَرَّدَ بِهِ حَاجِبٌ عَنْ وَكِيعٍ، وَوَهِمَ فِيهِ، وَالصَّوَابُ عَنْ وَكِيعٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ. وَحَاجِبٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية كلها: "أحمد بن سعيد"، والمثبت من أصل الرواية (1/ 259)، وكذا تُرجم له في: تاريخ بغداد (5/ 315)، وتاريخ الإسلام (8/ 79)، والثقات لابن قطلوبغا (1/ 355). (¬2) من قوله: "وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي" إلى هنا ساقط من (س). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 259).

كِتَابٌ، إِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هِشَامٍ: [440] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أنا ابْنُ شُعَيْبٍ (¬2)، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ امْرَأَتَهُ، أَيُعِيدُ الْوُضُوءَ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ لَا (¬3) يُعِيدُ الْوُضُوءَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: إِنْ كَانَ ذَلِكَ مَا كَانَ إِلَّا مِنْكِ. قَالَ: فَسَكَتَتْ (¬4). الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ كَانَ (¬5) دِينَارٌ زَوْجَ أُمِّهِ، وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ (¬6)، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [441] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬7). [442] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 26/ أ). (¬2) هو: محمد بن شعيب بن شابور. (¬3) في (س): "ولا". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 468) من طريق العباس به. (¬5) في (س): "فإن". (¬6) قاله ابن معين في التاريخ، رواية الدوري (4/ 111). (¬7) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 241).

الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُحَدِّثَانِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ السَّلِيطِيُّ (¬1). [443] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، وَهُوَ ابْنُ وَاصِلٍ، أَبُو سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، تَرَكَهُ وَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ (¬2). [444] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، وَهُوَ ابْنُ وَاصِلٍ، أَبُو سَعِيدٍ السَّلِيطِيُّ، تَرَكَهُ يَحْيَى، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ (¬3). ثُمَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْبَيَانُ (¬4) أَنَّ عُرْوَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عَائِشَةَ؛ فَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ. [445] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ - دِينَارٌ (¬5) زَوْجُ أُمِّهِ - مِنَ الذَّاهِبِينَ (¬6). سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: ¬

_ (¬1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 12). (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 56). (¬3) التاريخ الكبير (2/ 292). (¬4) في (س): "بيان". (¬5) قوله: "دينار" ساقط من المطبوع من أصل الرواية، وبدونه يختل المعنى، وذلك أنه كثيرا ما يقال له: الحسن بن دينار، فهو في هذه العبارة يبين أنه قد ينسب إلى زوج أمه. (¬6) في جميع النسخ: "من الزاهدين"، والمثبت من أصل الرواية من كتاب أحوال الرجال للجوزجاني (ص 170) وهو المطابق لما قيل فيه.

رَوَى عَنْ مُرَّةَ مُنْكَرَاتٍ، وَصَدَقَ أَحْمَدُ، مُرَّةُ كُوفِيٌّ، وَكَانَ صَارَ عِنْدَهُ عَنْ مُرَّةَ أَحَادِيثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - لَمْ يَشْرَكْهُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ (¬1) (¬2). وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: [446] أخبرناه أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرُويَهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ - قَدِمَ عَلَيْنَا - ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاذُويَهِ الْكِنْدِيُّ (¬3) إِمْلَاءً، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْخَفَّافُ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (¬4) - صلى الله عليه وسلم - قَبَّلَهَا وَهُوَ صَائِمٌ، فَقَالَ: "إِنَّ الْقُبْلَةَ لَا تَنْقُضُ الْوُضُوءَ وَلَا (¬5) تُفْطِرُ الصَّائِمَ"، ثُمَّ قَالَ: "يَا حُمَيْرَاءُ، إِنَّ فِي دِينِنَا سَعَةً" (¬6). ¬

_ (¬1) كذا وقع هذا النص في النسخ الخطية كلها، وبه سقط وتصحيف، وصوابه: "سمعت أحمد يقول فرقد روى عن مرة منكرات، وصدق أحمد، كوفي كيف صار عنده عن مرة أحاديث عن أبي بكر الصديق مرفوعة لم يشركه في شيء منها أحد من أهل الكوفة" كما في أصل الرواية من كتاب أحوال الرجال للجوزجاني (ص 170، 171)، ومن هنا يتضح أن هذه ترجمة جديدة، وهي ترجمة فرقد بن يعقوب السبخي، وليست تكملة لترجمة الحسن بن واصل، ولعل نسخة المصنف من كتاب أحوال الرجال للجوزجاني قد سقط منها قوله: "فرقد" فظن أن الكلام متصل، كما أن سائر العبارة بها خلل واضح، يتضح عند مقارنتها بأصل الرواية. (¬2) أحوال الرجال (ص 170). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) في (س): "أن النبي". (¬5) في (س): "أو لا". (¬6) أخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (2/ 172).

رَوَاهُ ابْنُ الْمُصَفَّى عَنْ بَقِيَّةَ بِإِسْنَادِهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءٌ" (¬1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ هَذَا ضَعِيفٌ، ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، مِنْ صَنْعَاءِ الشَّامِ، يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، رَوَى عَنْهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَأَهْلُ الشَّامِ، كَانَ مِمَّنْ يُجِيبُ فِي كُلِّ مَا يُسْأَلُ (¬2) حَتَّى تَفَرَّدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَوْضُوعَاتِ، لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِرِوَايَتِهِ (¬3). وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ يَأْخُذُ عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ، فَلَا يُقْبَلُ مِنْهُ مَا يَأْخُذُ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَجْهُولِينَ. [447] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةَ، فَقَالَ: كُلٌّ كَانَ (¬4) يَأْخُذُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، فَإِذَا أَخَذْتَ حَدِيثَهُمْ (¬5) عَنِ الثِّقَاتِ فَهُوَ ثِقَةٌ (¬6). قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَمَّا أَبُو يُحْمِدَ (¬7) - يَعْنِي بَقِيَّةَ - فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ مَا كَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 248) من طريق ابن المصفى به. (¬2) في (س): "يجيب فيما يسأل". (¬3) المجروحين لابن حبان (2/ 118). (¬4) في (س) بدون: "كان". (¬5) قوله: "أخذت حديثهم" ضبب عليه في (ق). (¬6) أحوال الرجال (ص 196). (¬7) في (س): "محمد" خطأ.

يَأْتِي، لَا يُبَالِي إِذَا وَجَدَ خُرَافَةً (¬1) عَمَّنْ يَأْخُذُهَا (¬2)، فَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنِ الثِّقَاتِ فَلَا بَأْسَ بِهِ (¬3). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: [448] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: وَذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ (¬4)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا، وَفِيهِ (¬5): "لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءٌ" (¬6). مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. [449] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ أَعْمَى، قُلْتُ لِيَحْيَى: فَإِنَّمَا حَدِيثُهُ كَذَا لِأَنَّهُ كَانَ أَعْمَى؟ قَالَ: لَا (¬7)، وَلَكِنْ عَمِيَ وَاخْتُلِطَ عَلَيْهِ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ كُوفِيًّا، انْتَقَلَ إِلَى الْيَمَامَةِ. قُلْتُ: أَيُّوبُ أَخُوهُ كَيْفَ كَانَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: لَيْسَ هُوَ بِشَيْءٍ، وَلَا مُحَمَّدٌ. ¬

_ (¬1) ضبطت في (د)، (ق): بضم أوله وتشديد ثانيه، والمثبت هو الجادة: "خُرَافة" بالتخفيف. (¬2) في أصل الرواية: "وأما أبو يحمد فرحمه الله وغفر له ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذ". (¬3) أحوال الرجال (ص 298). (¬4) هو: أبو بكر عبد الله بن سليمان، شيخ الدارقطني. (¬5) في (س)، (د): "وقبله". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 248). (¬7) في (ق): "لا لا".

قُلْتُ: أَيُّهُمَا كَانَ أَمْثَلَ؟ (¬1) قَالَ: لَا، وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمَا (¬2). [450] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ (¬3). [451] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ مَا حَالُهُ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ مَحْفُوظٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: [452] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الصَّيْرَفِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَرَّاقُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهَا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ: فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ لَا يَتَوَضَّأُ. قَالَ عَلِيٌّ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ بِهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ هَكَذَا غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ ¬

_ (¬1) قوله: "أمثل" ساقط من (س). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 451). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 120). (¬4) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 202).

عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬1). هَذَا وَهَمٌ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذَا أَوْ عَاصِمٍ أَوْ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقَطْ. كَذَلِكَ (¬2) رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْإِمَامُ (¬3)، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (¬4)، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ (¬5)، وَغَيْرُهُمْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. [453] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو أُوَيْسٍ مِثْلُ فُلَيْحٍ، وَفِي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ (¬6). [454] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو أُوَيْسٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬7). [455] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَذُكِرَ لَهُ أَبُو أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، فَقَالَ: كَانَ ضَعِيفًا (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 248). (¬2) في (س): "هكذا". (¬3) موطأ الإمام مالك رواية يحيى (1/ 393). (¬4) المسند للحميدي (1/ 256). (¬5) صحيح البخاري (3/ 30). (¬6) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 232). (¬7) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 190). (¬8) رواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 174) من طريق ابن أبي شيبة به.

أَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسٍ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي الشَّوَاهِدِ (¬1)، وَجَرَحَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ، وَهُوَ كَثِيرُ الْوَهَمِ. وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ وَإِنْ قَبِلَهُ الْبُخَارِيُّ وَحَدَّثَ عَنْهُ؛ فَقَدْ غَمَزَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬2)، وَرَضِيَهُ أَحْمَدُ (¬3)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [456] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا أَبُو بَدْرٍ (¬4)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ لَا يُحْدِثُ وُضُوءًا (¬5). [457] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: قَوْلُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ وَهَمٌ، وَإِنَّمَا أَرَادَ غَالِبَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ هُوَ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، ضَعِيفٌ، وَلَيْسَ بِالَّذِي يَرْوِي عَنْهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: صحيح مسلم (1/ 92). (¬2) سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص 383). (¬3) سؤالات أبي داود لأحمد (ص 322). (¬4) هو: شجاع بن الوليد السكوني. (¬5) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية الصفار (ق 19/ أ). (¬6) سنن الدارقطني (1/ 259).

[458] أخبرناه (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: رُبَّمَا قَبَّلَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: غَالِبٌ هَذَا هُوَ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيُّ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، قَدْ خَلَطَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَجْهَيْنِ: [459] أخبرنا الْحَاكِمُ، قَالَ: ثنا بِالْوَجْهِ الثَّانِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ فَضَالَةَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مَسْعُودُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا غالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقَبِّلُ وَلَا يُعِيدُ الْوُضُوءَ (¬3). قَالَ الْحَاكِمُ: غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ سَاقِطُ الْحَدِيثِ بِإِجْمَاعٍ بَيْنَ (¬4) أَهْلِ النَّقْلِ فِيهِ (¬5). [460] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: رَأَيْتُ غَالِبَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَسُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، فَتَرَكْتُهُ (¬6). ¬

_ (¬1) في (د): "أخبرنا". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 249) من طريق جندل به. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 617) من طريق ابن جويرية به. (¬4) في (س): "من". (¬5) ذكره ابن حجر في اللسان (6/ 299). (¬6) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على العلل ومعرفة الرجال (3/ 354).

وَهَذَا لِأَنَّهُمَا لَا يَلْتَقِيَانِ فِي إِسْنَادٍ. [461] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيُّ ضَعِيفٌ (¬1). [462] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬2). وَفِي حَدِيثِهِ مِنَ الْمَنَاكِيرِ مَا لَا يُحْصَى؛ مِنْ ذَلِكَ: رِوَايَتُهُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا فَقَالَ لَهُ: "هَاكَ هَذَا يَا مُعَاوِيَةُ حَتَّى تُوَافِيَنِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ (¬3) ". وَفِي هَذَا غُنْيَةٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَطَاءٍ: [463] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ (¬4)، ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 428). (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 115). (¬3) أخرجه الدوري في زوائده على تاريخ ابن معين (4/ 415). (¬4) كذا في النسخ الخطية كلها: "محمد بن عبد الرحمن ابن أخي عبد الملك"، وكذا نقله مغلطاي عن المصنف في شرحه على سنن ابن ماجه (2/ 87) غير أنه اختصره هكذا: "محمد بن عبد الرحمن الكوفي"، وهو تصحيف بين وصوابه: "محمد بن عبيد الله، أبو =

عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي - (¬1) ثُمَّ مَسَّ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى لَا يُحْدِثُ وُضُوءًا. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا تَفَرَّدَ بِهِ سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ بِإِسْنَادِهِ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. [464] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَلَمَةُ الْأَحْمَرُ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). [465] أخبرنا أَبُو سعْدٍ الْمَالِينِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ هَبَّارٍ، ثنا آدَمُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ نَاهِيَةَ - أَبُو إِيَاسٍ اسْمُهُ (¬3): نَاهِيَةُ - ثنا رُكْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ (¬4) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ يُقَبِّلُ أَهْلَهُ وَيُلَاعِبُهَا، أَيَنْقُضُ ذَلِكَ وُضُوءَهُ؟ (¬5) قَالَ: "لَا" (¬6). وَهَذَا إِسْنَادٌ مَجْهُولٌ، رُكْنٌ الشَّامِيُّ تَكَلَّمُوا فِيهِ. ¬

_ = عبد الرحمن العرزمي الكوفي" فهو ابن أخي عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهو الذي يروي عن عطاء. (¬1) قوله: "يعني" ليس في (ق). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 402). (¬3) في النسخ الخطية كلها: "ابن"، والمثبت من أصل الرواية من الكامل لابن عدي وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 194)، مع ملاحظة أنها وقعت في طبعة الدكتور مازن للكامل مصحفة، والمثبت من طبعة دار الكتب العلمية (4/ 91). (¬4) قوله: "الباهلي" ليس في (س). (¬5) في (ق)، (د): "وضوء". (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 588).

وَقَدْ رُوِيَ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ مَجْهُولَةٍ عَنْ عَطَاءٍ: [466] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو (¬1)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ صَبِيحٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (¬2)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُ وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬3). هَذَا وَهَمٌ، وَالصَّحِيحُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (¬4) عَنْ عَطَاءٍ مِنْ قَوْلِهِ. [467] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا تَمْتَامٌ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ غَالِبٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (¬5)، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُ ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَبْدَانَ: وَقَالَتْ (¬6): لَا يَمَسُّ مَاءً. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: يُقَالُ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ صَالِحٍ وَهِمَ فِي قَوْلِهِ: عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَإِنَّمَا هُوَ حَدِيثُ غَالِبٍ، وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ ¬

_ (¬1) هو: أبو بكر البزار، صاحب المسند. (¬2) في (ق)، (د): "عن أبيه عبد الكريم". (¬3) أخرجه البزار في المسند كما قال عبد الحق في الأحكام الكبرى (1/ 430) والوسطى (1/ 142)، وابن التركماني في الجوهر النقي (1/ 125)، والزيلعي في نصب الراية (1/ 74). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) في (ق): "ابن عمر" خطأ. (¬6) في (س): "أو قالت".

عَطَاءٍ مِنْ قَوْلِهِ، وَهُوَ الصَّوَابُ (¬1). مُتَّصِلٌ بِالْحَدِيثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2): [468] حدثنا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءٌ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ (¬3). [469] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي: لِمَ لَا (¬4) تَكْتُبُ عَنْ وَلِيدِ بْنِ صَالِحٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ يُسِيءُ الصَّلَاةَ (¬5). [470] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءًا (¬6). [471] وأخبرنا (¬7) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 26/ أ)، والمطبوع (1/ 250). (¬2) قوله: "متصل بالحديث، والله أعلم" ليس في (س). (¬3) المصدر السابق (ق 26/ أ)، والمطبوع (1/ 250). (¬4) "لا" ساقطة من (د). (¬5) العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رواية عبد الله (1/ 322). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 27/ أ)، والمطبوع (1/ 259). (¬7) في (س): "أخبرنا".

يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءٌ (¬1). وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عُمَرَ بِخِلَافِهِ (¬2)، وَقَوْلُهُمْ يُوَافِقُ ظَاهِرَ الْكِتَابِ؛ وهُوَ أَوْلَى. [472] حدثنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَمِيلٍ الْأَزْدِيُّ بِطُوسَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثنا أَبُو شَيْخٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ هِشَامٍ (¬3)، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَيْقَظْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْسَ عِنْدِي، فَضَرَبْتُ يَدِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَقَعَتْ عَلَى أَخْمُصِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ: "أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أَبْلُغُ مَدْحَكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ". [473] أخبرنا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أنا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ لَيْلَةٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يوسف في الآثار (ص 5) عن أبي حنيفة به. (¬2) في (س): "خلافه". (¬3) هو: ابن حسان. (¬4) في (د)، (س): "عبد الله".

فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَقَدَمَاهُ مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ (¬1) (ح). [474] وأخبرنا أَبُو عُثْمَانَ بْنُ عَبْدَانَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: فَقَدْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَالْتَمَسْتُ بِيَدِي، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ (¬3)، وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ". وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ عَبْدَةَ (¬4): "وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5)، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ دُونَ قَوْلِهِ: "وَهُوَ سَاجِدٌ" (¬6). [475] وأخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: فَقَدْتُ (¬7) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَضْجَعِهِ، فَقُمْتُ ألْتَمِسُهُ فِي الْبَيْتِ، فَوَجَدْتُهُ سَاجِدًا، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ - تَعْنِي أَصَابِعَ قَدَمَيْهِ - فَوَجَدْتُهُ (¬8) مُوَجَّهًا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن راهويه في المسند (2/ 75). (¬2) في (س): "عبد الله". (¬3) قوله: "وهو ساجد" ليس في (س). (¬4) في (س): "عبد الله"، وفي (د): "عبيدة" خطأ. (¬5) المصنف (15/ 76). (¬6) صحيح مسلم (2/ 51). (¬7) في (د): "فقد". (¬8) هنا في (د) زيادة: "هو".

إِلَى الْقِبْلَةِ وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: "أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَوُهَيْبٌ (¬2) وَغَيْرُهُمَا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ مُرْسَلًا (¬3). مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ (¬4). وَخَالَفَهُمُ (¬5) الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، فَرَوَاهُ كَمَا: [476] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ، ثنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ فِرَاشِي، فَقُلْتُ: قَامَ إِلَى جَارِيَتِهِ مَارِيَةَ، فَقُمْتُ أَتَجَسَّسُ الْجُدُرَ، وَلَيْسَ لَنَا كَمَصَابِيحِكُمْ هَذِهِ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدْرِ قَدَمِهِ (¬6) وَهُوَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 492) من طريق يحيى به. (¬2) في (ق)، (س): "ووهب"، تحريف. (¬3) قاله الدارقطني في السنن (1/ 261). (¬4) قاله أبو حاتم الرازي كما في المراسيل (ص 188). (¬5) في (د): "وخالفهما". (¬6) في (س): "قدميه".

أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ، وَرِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ أَوْلَى بِالصَّحَّةِ. [477] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ وَوَكِيعٌ، عَنْ حُرَيْثٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْتَدْفِئُ بِهَا بَعْدَ الْغُسْلِ (¬2). تَفَرَّدَ بِهِ حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ؛ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬3) وَالْبُخَارِيُّ (¬4) وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْهُ (¬5). وَهَذَا الْحَدِيثُ أَحَدُ (¬6) مَا أُنْكِرَ عَلَيْهِ (¬7). وَالَّذِي صَحَّ مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا حَائِلٌ مِنْ ثَوْبٍ، ثُمَّ إِنَّهُ وَرَدَ فِي الْمَلْمُوسِ، وَكَلَامُنَا وَقَعَ فِي اللَّامِسِ (¬8)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 27/ ب). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 147) من طريق وكيع. وأخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 378) من طريق شريك بنحوه. (¬3) سؤالات ابن طهمان لابن معين (ص 52). (¬4) التاريخ الكبير (3/ 71)، والضعفاء (ص 63). (¬5) الجرح والتعديل (3/ 264)، والكامل لابن عدي (3/ 220). (¬6) في (س): "آخر". (¬7) قاله ابن عدي في الكامل (3/ 221). (¬8) في (ق)، (د): "الملامس"، والمثبت من (س) وهو المناسب لقوله: "الملموس" قبله، وفي التلاوة قراءتان: "أو لامستم" و"أو لمستم". قال الطاهر ابن عاشور: "وهما بمعنى واحدٍ على التحقيق، ومَن حاول التفصيل لم يأتِ بما فيه تحصيل".

مسألة (20): ومس الفرج ببطن الكف ينقض الوضوء

مَسْأَلَةٌ (20): وَمَسُّ الْفَرْجِ بِبَطْنِ الْكَفِّ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَنْقُضُهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [478] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ قِرَاءَةً، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَتَذَاكَرْنَا مَا يَكُونُ مِنْهُ الْوُضُوءُ، فَقَالَ مَرْوَانُ: وَمِنْ مَسِّ الذَّكَرِ الْوُضُوءُ، قَالَ عُرْوَةُ: مَا عَلِمْتُ ذَلِكَ. فَقَالَ مَرْوَانُ: أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬3). [479] ورواه يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، وَزَادَ (¬4): "فَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 44)، ومختصر المزني (ص 10)، والحاوي الكبير (1/ 189)، ونهاية المطلب (1/ 127)، والمجموع (2/ 38 - 47). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 64)، والمبسوط للسرخسي (1/ 66)، وتحفة الفقهاء (1/ 22)، وبدائع الصنائع (1/ 30)، وتبيين الحقائق (1/ 12)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 45). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 42). (¬4) هنا في (س) زيادة: "فيه".

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، فَذَكَرَهُ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: [480] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، أنا أَبُو سَهْلٍ الْقَطَّانُ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، [ثنا أَبُو الْيَمَانِ] (¬2)، أنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (ح). وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: ذَكَرَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنَّهُ يُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ إِذَا أَفْضَى إِلَيْهِ الرَّجُلُ بِيَدِهِ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ، وَقُلْتُ: لَا وُضُوءَ عَلَى مَنْ مَسَّهُ، فَقَالَ مَرْوَانُ: بَلْ أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ مَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَيُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ". فَقَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ أَزَلْ أُمَارِي مَرْوَانَ حَتَّى دَعَا رَجُلًا مِنْ حَرَسِهِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى بُسْرَةَ يَسْأَلُهَا عَمَّا حَدَّثَتْهُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَتْ (¬3) إِلَيْهِ بُسْرَةُ بِمِثْلِ مَا حَدَّثَنِي عَنْهَا مَرْوَانُ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 9/ ب). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من الأصول الخطية، وأثبتناه من السنن الكبير للمؤلف (1/ 381). (¬3) في (د): "فأرسلته". (¬4) أخرجه أحمد في المسند (12/ 6633) عن أبي اليمان وهو من وجادات عبد الله. وأخرجه النسائي في السنن (3/ 153)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 38) عن عمرو بن سعيد عن شعيب بن أبي حمزة.

وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بُسْرَةَ: [481] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬1) وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ". قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، فَأَرْسَلَ (¬2) إِلَيْهَا حَرَسِيًّا لَهُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِذَلِكَ (¬3). هَكَذَا قَالَ، وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ إِسْنَادًا وَمَتْنًا. وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: [482] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثنا الْقَرْقَسَانِيُّ (¬4)، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (¬5)، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأُنْثَيَيْهِ" (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "محمد بن عبد الله الحافظ". (¬2) هنا في (د) زيادة: "أرسل". (¬3) أخرجه الدارقطني في العلل (9/ 348، 349) عن يحيى بن أبي طالب به. (¬4) هو: محمد بن مصعب. (¬5) كذا في النسخ الخطية كلها، وقد رواه الدارقطني في العلل (9/ 347) من طريق القرقساني أيضا فقال: "حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر"، ولعل ذلك هو الأصوب في هذا الطريق، والله أعلم. (¬6) قوله: "وأنثييه" غير منقوطة في النسخ، وضبب ناسخ (ق) على الواو وكتب فوقها: "كذا"، وعند الدارقطني في العلل من طريق القرقساني: "من مس ذكره وأنثييه فليتوضأ". (¬7) أخرجه الدارقطني في العلل (9/ 347) من طريق القرقساني به.

خَالَفَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: [483] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّوسِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرُ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1). وَرَوَاهُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: [484] أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ السِّقِلِّيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ بِالْمَدِينَةِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ (¬2)، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِيهِ (¬3) مُحَمَّدٍ - وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ - فَذَكَرُوا مَا يَجِبُ مِنْهُ الْوُضُوءُ، فَقَالَ عَرْوَةُ: أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬4). وَرَوَاهُ أَيْضًا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في العلل (9/ 347) عن العباس بن الوليد به. (¬2) كذا في النسخ كلها وقد أخرجه الدارقطني في العلل (9/ 340) عن الصفار بمثل إسناد المصنف إلا أنه قال: "عبد العزيز بن محمد الدراوردي"، بدلا من: "عبد العزيز بن أبي حازم"، وكلاهما يروي عن الضحاك، وكلاهما يروي عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري أيضا. (¬3) كذا في (د)، وفي (س): "ابنه محمد"، وفي (ق): "محمد" فقط. (¬4) أخرجه الدارقطني في العلل (9/ 340) عن الصفار.

[485] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَأَنا أَسْمَعُ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ (¬1)، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ" (¬2). فَصَحَّ بِذَلِكَ الطَّرِيقُ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَعُرْوَةُ مِمَّنْ لَا يَشُكُّ أَحَدٌ (¬3) فِي ثِقَتِهِ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ قَدِ احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ؛ رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ. وَعَنْ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ حِينَ أَصَابَهُ الرُّعَافُ (¬4) وَحَبَسَهُ عَنِ الْحَجِّ. أَخْرَجَهُ فِي فَضْلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ (¬5). وَرَوَى لِمَرْوَانَ أَيْضًا غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ. [486] قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: ثُمَّ نَظَرْنَا فَوَجَدْنَا جَمَاعَةً مِنَ الثِّقَاتِ الْحُفَّاظِ رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ، ثُمَّ ذَكَرُوا فِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ عُرْوَةَ قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ بَعْدَ ذَلِكَ بُسْرَةَ فَحَدَّثَتْنِي بِالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا حَدَّثَنِي مَرْوَانُ عَنْهَا (¬6). ¬

_ (¬1) هو: موسى بن مسعود النهدي. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 265) من طريق سفيان به. (¬3) في (د): "أحدًا". (¬4) الرعاف: خروج الدم من الأنف. (¬5) صحيح البخاري (5/ 21). (¬6) وقع في (ق): "كما حدثني من روى عنها"، وضبب على: "من"، وكتب فوق كلمة =

فَدَلَّنَا ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ وَثُبُوتِهِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَزَالَ عَنْهُ الْخِلَافُ وَالشُّبْهَةُ، وَثَبَتَ سَمَاعُ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ (¬1). هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ، قَالَ الْحَاكِمُ: فَمِمَّنْ بَيَّنَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ سَمَاعِ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ: شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ (¬2). [487] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مَرْوَانَ حَدَّثَهُ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ قَدْ صَحِبَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلَا يُصَلِّيَنَّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ". قَالَ: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عُرْوَةُ، فَسَأَلَ بُسْرَةَ، فَصَدَّقَتْهُ بِمَا قَالَ (¬3). وَمِنْهُمْ: رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ: [488] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثنا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ¬

_ = "روى": (كذا)، وكتب في حاشية الأصل: "لعله: مروان". وفي (د): "كما لعله مروان حدثني من روى عنها"، وضبب على: "من"، وقوله: "لعله: مروان"، هي من باب التنبيه على ما وقع في الأصل الذي نقلت منه النسخة، فظن النّاسخ أنها استدراك يجب إدخاله في المتن. وفي (س): "كما حدثني [. . .] عنها"، والمثبت هو الموافق لأصل الرواية من المستدرك. (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 325). (¬2) المصدر السابق (1/ 325). (¬3) المصدر السابق (1/ 325).

مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". قَالَ عُرْوَةُ: فَسَأَلْتُ بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ (¬1). وَمِنْهُمُ: الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ الْمَدِينِيُّ: [489] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَصْبَغَ بْنِ الْفَرَجِ، ثنا أَبِي، ثنا الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". فَأَنْكَرَ عُرْوَةُ، فَسَأَلَ بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ (¬2). وَمِنْهُمْ: عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ: [490] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلَا يُصلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ". قَالَ: فَأَتَيْتُ بُسْرَةَ فَحَدَّثَتْنِي كَمَا حَدَّثَنِي مَرْوَانُ عَنْهَا، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ذَلِكَ (¬3). وَمِنْهُمْ: أَبُو الْأَسْوَدِ حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْبَصْرِيُّ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ: [491] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 326). (¬2) المصدر السابق (1/ 326). (¬3) المصدر السابق (1/ 327).

الْبَغْدَادِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ شُعْيَبِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ الَّذِي يَذْكُرُ فِيهِ سَمَاعَ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مِمَّا يَدُلُّكَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ قَدْ حَفِظَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ. قَالَ عَلِيٌّ: فَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، وَقَدْ كَانَتْ صَحِبَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلَا يُصَلِّيَنَّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ". فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عُرْوَةُ، وَسَأَلَ بُسْرَةَ فَصَدَّقَتْهُ (¬1). [492] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورٍ الْعَتَكِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ حَدِيثَ أَبِيهِ فِي مَسِّ الذَّكَرِ. قَالَ يَحْيَى: فَسَأَلْتُ هِشَامًا فَقَالَ (¬2) (ح). [493] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سعِيدٍ، ثنا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلَا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ" (¬3). [494] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: جِئْنَا الْآنَ إِلَى مَنْ يُعَلِّلُ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 327). (¬2) العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (2/ 579). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 100)، والنسائي في المجتبى (1/ 545) من طريق يحيى به.

هَذَا الْحَدِيثَ الثَّابِتَ الصَّحِيحَ بِرِوَايَاتٍ وَاهِيَةٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، فَلْتَعْلَمْ أَنَّ هَذَا وَهَمٌ ظَاهِرٌ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ وَمَنْ تَابَعَهُمَا. وَكَذَلِكَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَرْوَى، رِوَايَةُ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ - أَبُو الْمِقْدَامِ - وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، رِوَايَةُ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، وَهُوَ وَاهِمٌ فِيهِ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُرْوَةَ فِيمَا رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ غَيْرِ مُعْتَمَدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. فَجَمِيعُ (¬1) هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَاهِيَةٌ، وَالْحَدِيثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرَةَ ثَابِتٌ صَحِيحٌ. قَالَ الْحَاكِمُ: أُرِيتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ فِي الْمَنَامِ فِي مَسْجِدِ أَبِي بَكْرٍ الْمُطَرِّزِ وَأَنَا أَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا الْخِلَافِ عَلَى هِشَامٍ، فَقَالَ لِي: إِنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ذَهَبَ إِلَى بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ حَتَّى شَافَهَتْهُ بِالْحَدِيثِ. وَقَدْ تَابَعَ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عُرْوَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. فَأَمَّا بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ فَإِنَّهَا مِنْ سَيِّدَاتِ قُرَيْشٍ: [495] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "جميع".

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ لَنَا (¬1) مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَتَدْرُونَ (¬2) مَنْ بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ؟ هِيَ جَدَّةُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أُمُّ أُمِّهِ، فَاعْرِفُوهَا (¬3). [496] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬4)، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْمُؤَذِّنُ (¬5)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ (¬6)، قَالَ: وَبُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، وَوَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ عَمُّهَا، وَلَيْسَ لِصَفْوَانَ بْنِ نَوْفَلٍ عَقِبٌ إِلَّا مِنْ قِبَلِ بُسْرَةَ، وَهِيَ زَوْجَةُ مُعَاوِيَةَ (¬7) بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ (¬8). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ ¬

_ (¬1) قوله: "لنا" ليس في (د). (¬2) في (د): "أترون". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 328). (¬4) زاد في (ق)، (د): "ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ"، والصواب بغيره كما في أصل الرواية من المستدرك. ومن قوله: "ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي" إلى هنا سقط من (س). (¬5) كذا في النسخ الخطية، والظاهر أن قوله: "ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ" مقحم في هذا السند، فقد رواه المصنف في شعب الإيمان (12/ 488) بدونه، وكذلك في أصل الرواية في مستدرك الحاكم (1/ 328)، وهو الصواب، وذلك لأن الحسين بن علي الحافظ، ومحمد بن يوسف المؤذن كلاهما من شيوخ الحاكم الذين يروي عنهما مباشرة بلا واسطة. (¬6) نسب قريش لمصعب (ص 209). (¬7) كذا أورده المصنف هنا وفي معرفة السنن والآثار (1/ 396) نقلا عن الحاكم، وكذا ورد في المستدرك، وهو خطأ، والصواب: "وهي أم معاوية بن المغيرة"، كما في أصل الرواية في نسب قريش لمصعب بن عبد الله الزبيري (ص 209)، وكما رواه عنه ابن أبي خيثمة في تاريخه الكبير السفر الثاني (2/ 781). (¬8) المستدرك للحاكم (1/ 328).

الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَنْ بُسْرَةَ، مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَمْسَةَ أَحَادِيثَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَدْ ثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ اشْتِهَارُ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ (¬1)، وَارْتَفَعَ عَنْهَا اسْمُ الْجَهَالَةِ بِهَذِهِ الرِّوَايَاتِ. وَقَدْ رُوِّينَا إِيجَابَ الْوُضُوءِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالصَّحَابِيَّاتِ عَنْ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَزيدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُمْ - رضي الله عنهم - وَمِنَ النِّسَاءِ: عَنْ عَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيبَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَأَرْوَى - رضي الله عنهن - (¬2). [497] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَصْبَغَ بْنِ الْفَرَجِ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬3)، ثنا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". قَالَ الْحَاكِمُ: وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَشَاهِدُهُ الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬4). [498] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) هنا في (د) زيادة: "عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". (¬2) المصدر السابق (1/ 329). (¬3) زاد بعده في الإتحاف في سند الحاكم: "عن عبد الرحمن بن القاسم". (¬4) المصدر السابق (1/ 329).

عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ (¬1) مَسَّ ذَكرَهُ فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ" (¬2). [499] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ وَلَيْسَ دُونَهُ حِجَابٌ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ" (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: حَدِيثُ أَصْبَغَ مَعْلُولٌ. [500] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُشْنَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ لَيْسَ دُونَهَا (¬4) حِجَابٌ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ وُضُوءُ الصَّلَاةِ" (¬5). وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ عَنْ يَزِيدَ وَنَافِعٍ جَمِيعًا: [501] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ ¬

_ (¬1) قوله: "من" ليس في (د). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 1765)، والدارقطني في السنن (1/ 267) من طريق يزيد به. (¬3) أخرجه ابن حبان في الصحيح (3/ 386)، والطبراني في الأوسط (2/ 237) من طريق أحمد بن سعيد به. (¬4) في (س): "دونهما". (¬5) أخرجه ابن شاهين في ناسخ الحديث (ص 108) من طريق عبد الرحمن به.

خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ بِرَامَهُرْمُزَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ فَضَالَةَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي (¬1) الْفِهْرِيَّ (¬2) - ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيِّ وَنَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ" (¬3). وَقَدْ قِيلَ عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْخَيَّاطِ، عَنْ سَعِيدٍ: [502] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فِهْرٍ (¬4) الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ كَامِلٍ (¬5)، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مِقْلَاصٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْخَيَّاطِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ". كَذَا رَوَاهُ ابْنُ مِقْلَاصٍ عَنِ الشَّافِعِيِّ (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "يعني" ليس في (د). (¬2) كذا في النسخ، والذي في مصادر التخريج - كما تقدم -: الهمداني وكذا في مصادر ترجمته. (¬3) أخرجه ابن حبان في صحيحه (3/ 386)، وابن عبد البر في التمهيد (17/ 196) عن أحمد بن سعيد عن أصبغ عن ابن القاسم عن نافع بن أبي نعيم ويزيد. (¬4) قوله: "ابن فهر" ليس في (د). (¬5) هو: محمد بن موسى بن عاصم بن كامل، أبو عبد الله المصري البلقيني الطحان. له ترجمة في تاريخ الإسلام (6/ 1045)، والمقفى الكبير للمقريزي (7/ 312). (¬6) أخرجه المؤلف أيضًا في معرفة السنن (1/ 388) وذكر أن الشافعي رواه في سنن حرملة. وأخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 348) عن خالد بن نزار فزادَهُ أيضًا، ثم قال: "لم يدخل أحد ممن روى هذا الحديث في إسناده بين يزيد بن عبد الملك، وسعيد المقبري: أبا موسى الحناط - وهو: عيسى بن أبي عيسى - إلا خالد بن نزار" كذا قال، فالله أعلم.

[503] ورواية الرَّبِيعِ وَغَيْرِهِ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَجُلٍ آخَرَ: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا وَأَبُو بَكْرٍ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الرَّبِيعُ، ثنا الشَّافِعِيُّ، فَذَكَرَهُ (¬1). [504] ورواه يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ حَتَّى يُفْضِيَ إِلَيْهِ لَيْسَ دُونَهُ سِتْرٌ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ". [505] أخبرناه (¬2) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا الْجَمَّالُ - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ نَصْرٍ - ثنا قَطَنُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَذَكَرَهُ (¬3). وَرِوَايَةُ مَعْنِ بْنِ عِيسَى وَغَيْرِهِ: عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ (¬5): [506] فأخبرنيه أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو صَفْوَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 43). (¬2) في (د): "أخبرنا". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (4/ 1766) من طريق يحيى بن يزيد به. (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 74) من طريق معن به. (¬5) من قوله: "ابن عبد الملك فذكره" إلى هنا ليس في (س).

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ (¬1)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى صَلَاةً، ثُمَّ بَالَ فَتَوَضَّأَ، وَأَعَادَهَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ كَانَ مِنْ حَدَثٍ يُوجِبُ الْوُضُوءَ؟ قَالَ: "لَا، إِلَّا أَنِّي مَسِسْتُ ذَكَرِي" (¬2). عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ هَذَا ضَعِيفٌ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ نَافِعٍ: [507] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ نُوحٍ، ثنا إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مُنْكَرٌ (¬3). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ نَافِعٍ: [508] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَرَابِيسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الفَرْخُ (¬4)، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ ¬

_ (¬1) كذا في النسخ الخطية كلها، وهو تصحيف، والصواب: أبو صفوان عبد الرحمن بن روح، فهو الذي يروي عنه: بكر بن محمد بن حمدان المروزي، وذلك كما في شعب الإيمان للمصنف (12/ 488)، وهو: عبد الرحمن بن روح بن حرب أبو صفوان السمسار، له ترجمة في: تاريخ بغداد (11/ 570)، وتاريخ الإسلام (6/ 771). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 585) من طريق الحسن بن عُمر به. (¬3) المصدر السابق (6/ 400). (¬4) في (د): "الفرج"، وغير منقوطة في (ق)، (س)، وضبب عليها ناسخ (ق)، والمثبت هو الموافق لمصادر ترجمته.

يَتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ، وَيَذْكُرُ أَنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَفَرَّدَ بِهِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، الْمُلَقَّبُ بِفَرْخٍ (¬2) عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. [509] وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ إِمْلَاءً، أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الْأَيْلِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، وَقَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "الْوُضُوءُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ" (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ رَوَى الزَّعْفَرَانِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي الْقَدِيمِ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ بُسْرَةَ تُحَدِّثُ بِحَدِيثِهَا، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي (¬4) مَسِّ الذَّكَرِ، فَلَمْ يَدَعِ الْوُضُوءَ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ (¬5). قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 497)، وابن عدي في الكامل (4/ 71) من طريق ابن المصفى. (¬2) في (ق)، (د): "بفرج" خطأ. (¬3) انظر الحديث الذي قبله. (¬4) في (د): "من". (¬5) حكاه الدارقطني في العلل (9/ 355) عن الشافعي. (¬6) حكاه الدارقطني في علله (6/ 356) عن ابن جريج، فقال: "عبد الواحد بن بشير" =

وَهَذَانِ مُرْسَلَانِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. [510] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ضَعِيفٍ: [511] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ (¬2) أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ (¬3) بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزيِز بْنُ أَبَانٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانٍ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬5): [512] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ¬

_ = وانظر التعليق عليه في الحديث التالي، ثم قال الدارقطني: "ولم يسمعه ابن جريج من عبد الواحد؛ بلغه عنه". (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 356). (¬2) في النسخ الخطية كلها: "أبو الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المصنف، وكذا من مصادر ترجمته، انظر: تاريخ بغداد (5/ 490)، وتاريخ الإِسلام (7/ 871)، وسير أعلام النبلاء (15/ 568)، والأنساب لابن السمعاني (4/ 209). (¬3) في (ق)، (د): "البزار"، وغير منقوطة في (د)، والمثبت هو الموافق لمصادر ترجمته. (¬4) أخرجه الخليلي في الإرشاد (2/ 485) من طريق ابن أبي العوام به. (¬5) هذه العبارة ليست في (س).

الْبَغْدَادِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، ثنا الزُّهْرِيُّ, عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ" (¬1). وَهَذَا أَيْضًا ضَعِيفٌ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى الْعَلَاءِ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيِّ كَمَا أَظُنُّ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ: [513] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬2). وَابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَأَمَّا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رضي الله عنه -: [514] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاذٍ السُّلَمِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ (¬3) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬4). [515] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 281) من طريق عمرو بن خالد به. (¬2) حكاه الدارقطني في العلل (6/ 288) عن عثمان. (¬3) من قوله: "فأخبرناه أبو عبد الله الحافظ" إلى هنا ساقط من (س). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (9/ 5076) من طريق محمد بن إسحاق به.

إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". قَالَ زُهَيْرٌ: هَكَذَا عِنْدِي (¬1)، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عُرْوَةُ (¬2) عَنْ بُسْرَةَ (¬3). [516] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - يَعْنِي ابْنَ الْمَدِينِيِّ -: لَمْ أَعْلَمْ لِابْنِ إِسْحَاقَ إِلَّا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ: نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ". وَالزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ" (¬4). قَالَ الشَّيْخُ: قَدْ رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بُسْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. رَوَاهُ إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ (¬5)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، فَذَكَرَهُ. وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. [517] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ¬

_ (¬1) عند ابن عدي في الكامل: "هذا عندي وهم". (¬2) قوله: "عروة" ساقط من (د). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 47). (¬4) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 28). (¬5) أخرجه ابن راهويه في المسند كما في المطالب العالية (2/ 387).

الْجُهَنِيِّ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1). أَخْطَأَ فِيهِ هَذَا الْمِصِّيصِيُّ حَيْثُ قَالَ: "عَنْ عَائِشَةَ"، وَإِنَّمَا هُوَ "عَنْ بُسْرَةَ". [518] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً, أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِقْسَمِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ - وَلَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْهُ، يَعْنِي الزُّهْرِيَّ - أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ أَوْ زَيْدِ (¬2) بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬3). [519] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ - وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْهُ - أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرَةَ, أَوْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬4). [520] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً (¬5)، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ - قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 443). (¬2) في (د): "وزيد". (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 113) من طريق ابن جريج به. (¬4) أخرجه ابن راهويه في المسند - كما في إتحاف المهرة (5/ 12) - عن محمد بن بكر. (¬5) قوله: "إجازة" ليس في (ق).

وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْهُ - أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرَةَ، أَوْ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1). هَكَذَا رَوَوْهُ (¬2) بِالشَّكِّ، وَرَأَيْتُهُ فِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ الْحَنْظَلِيِّ بِلَا شَكٍّ (¬3)، وَرِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ تَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ رِوَايَةِ إِسْحَاقَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -: [521] فأخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ (¬4)، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ حَجْوَةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْهَيْثَمُ (¬5)، ثنا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ (¬6)، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬7). وَالضَّحَّاكُ بْنُ حَجْوَةَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬8). وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما -: [522] فأخبرناه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقِرْمِيسِينِيُّ بِهَا، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ الدِّينَوَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 194) من طريق عبد الرزاق. (¬2) في (س): "رواه". (¬3) انظر: المطالب العالية (2/ 387)، وإتحاف المهرة (5/ 12). (¬4) هو: عمر بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان، أبو بكر الطائي المنبجي. له ترجمة في: تاريخ دمشق (45/ 59)، وتاريخ الإسلام (7/ 188). (¬5) هو: ابن جميل. (¬6) في (ق): "عن بريدة" خطأ. (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 305). (¬8) من قوله: "والضحاك" إلى هنا ليس في (س).

سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، ثنا دُحَيْمٌ (ح). [523] وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ الْمُفَسِّرُ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ حَبِيبٍ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬2). [524] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ". وَزَادَ ابْنُ نَافِعٍ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ يَرْوِيهِ لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ جَابِرًا (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ - رضي الله عنه -: ¬

_ (¬1) قوله: "عن محمد بن عبد الرحمن" ساقط من (د). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1/ 350)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 428) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم به. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 43).

[525] فأخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ (¬1)، أنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَارِيِّ (¬2)، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ مَسَّ فرْجَهُ فلْيَتَوَضَّأْ" (¬3). وَهَذَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [526] فأخبرناه (¬4) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، ثنا الْحُلْوَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ (ح). وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَرْدَسْتَانِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو حَفْصِ بْنُ ¬

_ (¬1) هو: أحمد بن الفرات. (¬2) كذا، وعند ابن ماجه والشاشي (3/ 98) والعقيلي (3/ 25): "عبد الله بن عبد القاري". وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 140) وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (1/ 109) من نفس الطريق، وعندهما: "عبد الرحمن بن عبد القاري". وكذا في تحفة الأشراف (3/ 93)، ونصب الراية للزيلعي (1/ 57)، وشرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (1/ 551)، وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (1/ 262)، وشرح سنن أبي داود للعيني (1/ 420): "عبد الرحمن بن عبد القاري". وفي التحقيق لابن الجوزي (1/ 212) والإمام في معرفة أحاديث الأحكام لابن دقيق العيد (2/ 321) عن ابن ماجه: "عبد الله بن عبد القاري"، وقد نص المزي في التهذيب (17/ 264) على رواية الزهري عن عبد الرحمن ورواية عبد الرحمن عن أبي أيوب. فالله أعلم. (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 350) من طريق عبد السلام بن حرب. (¬4) في (ق)، (د): "فأخبرنا".

شَاهِينَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ وَاصِلٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَرِيرٍ النَّسَائِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَعَادَ الْوُضُوءَ فِي مَجْلِسٍ، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "إِنِّي حَكَكْتُ ذَكَرِي" (¬1). وَقَدْ قِيلَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُرْوَةَ: [527] حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ فَهْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا أَبِي، عَنْ يُونُسَ (¬2)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬3). وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [528] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَمَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬4). وَرَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) الأفراد لابن شاهين (ص 237) وناسخ الحديث (ص 111)، والدارقطني في العلل (8/ 96)، (9/ 325). (¬2) هو: يونس بن يزيد الأيلي. (¬3) أخرجه الدارقطني في العلل (8/ 100) من طريق إبراهيم بن فهد به. (¬4) المصدر السابق (8/ 97) من طريق هشام الدستوائي به.

قَالَ: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ". [529] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَمَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1). [530] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، ثنا خَالِدٌ - يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ - ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَمَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬2). [وَأَمَّا حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبَةَ] (¬3): [531] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ (¬4)، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا سَمِعَتْ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن راهويه في المسند (2/ 339). (¬2) أخرجه الدارقطني في العلل (8/ 97) من طريق هشام الدستوائي به. (¬3) قوله: "وأما حديث أم حبيبة" ليس في الأصول، وكتب في حاشية (د): "أم حبيبة حدثته"، والمثبت من المختصر (ق 12/ ب). (¬4) في (ق): "الصنعاني" خطأ.

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1). [532] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَدَّثَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَئِمَّةُ الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُثْبِتُ سَمَاعَ مَكْحُولٍ مِنْ عَنْبَسَةَ، فَإِذَا ثَبَتَ سَمَاعُهُ عَنْهُ فَهُوَ أَصَحُّ حَدِيثٍ فِي الْبَابِ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَقَدْ قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ فَاسْتَحْسَنَهُ، وَرَأَيْتُهُ كَانَ يَعُدُّهُ مَحْفُوظًا (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: قَدْ رُوِيَ فِي سَمَاعِ مَكْحُولٍ مِنْ عَنْبَسَةَ: عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ فِي حَدِيثِ التَّطَوُّعِ فِي الصَّلَاةِ إِلَّا أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى زَادَ فِيهِ: عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَوْلَى عَنْبَسَةَ، وَعَلَّلَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ مَسِّ الذَّكَرِ فِي آخَرَ: وَهُوَ أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ قَالَ عَنْ مَكْحُولٍ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ - مُرْسَلٌ - كَانَ يَتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ أَرْوَى - رضي الله عنها -: [533] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ (¬5)، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ، ثنا هِشَامٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَرْوَى بِنْتِ أُنَيْسٍ قَالَتْ: قَالَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 350) من طريق الهيثم بن حميد به. (¬2) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (2/ 305) للمؤلف في الخلافيات. (¬3) العلل الكبير للترمذي (ص 49). (¬4) التاريخ الكبير للبخاري (7/ 37). (¬5) في (ق)، (س): "الصنعاني"، خطأ.

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬1). هَذَا خَطَأٌ، وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ. وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، - رضي الله عنهم -، أَنَّهُمْ كَانُوا يُوجِبُونَ الْوُضُوءَ مِنْ (¬2) مَسِّ الذَّكَرِ. أَمَّا حَدِيثُ سَعْدٍ - رضي الله عنه -: [534] فأخبرناه أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ مِنْ كِتَابِهِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أُمْسِكُ الْمُصْحَفَ عَلَى سَعْدٍ، فَاحْتَكَكْتُ، فَقَالَ سَعْدٌ: لَعَلَّكَ مَسِسْتَ ذَكَرَكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قُمْ فَتَوَضَّأْ. قَالَ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: [535] فأخبرناه أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ الْمِهْرِجَانِيُّ (¬4) قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في العلل (8/ 99) من طريق هشام أبي المقدام به. (¬2) قوله: "من" سقط من (د). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 10/ أ). (¬4) قوله: "المهرجاني" ليس في (ق).

كَانَ يَقُولُ: إِذَا مَسَّ الرَّجُلُ ذَكَرَهُ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ (¬1). [536] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَاهُ أَعَادَ الصَّلَاةَ مِنْ مَسِّ فَرْجِهِ (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: [537] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ جَمِيلٍ الْعِجْلِيِّ (¬3)، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَمَنْ مَسَّ - يَعْنِي - مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ فَلَيْسَ عَلَيْهِ وُضُوءٌ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهما -: [538] فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 10/ أ). (¬2) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 49). (¬3) سماه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 216)، وتبعه ابن حبان في الثقات (4/ 108): "جميل بن بشير"، ووقع في الجرح والتعديل (2/ 519): "جميل بن بشر"، ولم ينسبوه، ووقعت نسبته هكذا في السنن الكبير للمؤلف (1/ 394)، وقال أبو حاتم الرازي: "مجهول". (¬4) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/ 44) عن محمد بن يعقوب.

الْفَرْوِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عُمَرَ (ح) (¬2). [539] وأخبرنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬3)، أنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬4)، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: إِذَا مَسَّتِ الْمَرْأَةُ فَرْجَهَا بِيَدِهَا فَعَلَيْهَا الْوُضُوءُ (¬5). وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم -. [540] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ ¬

_ (¬1) كذا في أصولنا الخطية: "عبد الله" مكبرا، وكذا في عدة نسخ من أصل الرواية من المستدرك للحاكم، وكذا في الإتحاف، وهو الصواب، وقد غيرها محقق إتحاف المهرة (17/ 440) إلى: "عبيد الله بن عمر" خطأ منه. ووقع في طبعة الميمان من المستدرك: "عبيد الله بن عمر" دون إشارة إلى فروق في النسخ، والصواب ما قدمناه. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 330). (¬3) الأم للشافعي (2/ 45). (¬4) كذا وقع ها هنا، وكذا في كافة نسخ المستدرك الخطية، ومطبوعته (1/ 330)، وكذا هو في تلخيص الذهبي والإتحاف (17/ 440)، والبدر المنير (2/ 475): "القاسم بن عبد الله عن أبيه عن عبيد الله". وفي الأم (2/ 45): "القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، قال: الربيع أظنه عن عبيد الله بن عمر"، وفي معرفة السنن (1/ 394)، ومسند الشافعي (1/ 179): "أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر أظنه عن عبيد الله بن عمر". ونظن أن هذا الأخير هو الصواب؛ فإن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قديم لم يدركه الشافعي، مات في حدود الثلاثين ومائة، أما القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ابن أخي عبيد الله بن عمر فمع كونه متروك الرواية لكن قد روى عنه الشافعي، كما هو ثابت في كتب الشافعي - رحمه الله -، انظر الأم (6/ 317)، وكذا ذكر الرافعي في شرح مسند الشافعي (1/ 136)، والله أعلم. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 330).

مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "سَبْعَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ - عز وجل - إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَجْمَعُهُمْ مَعَ الْعَالَمِينَ، يُدْخِلُهُمُ النَّارَ أَوَّلَ الدَّاخِلِينَ إِلَّا أَنْ يَتُوُبوا، فَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ: النَّاكِحُ يَدَهُ، وَالْفَاعِلُ، وَالْمَفْعُولُ بِهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالضَّارِبُ أَبَوَيْهِ حَتَّى يَسْتَغِيثَا، وَالْمُؤْذِي جِيرَانَهُ حَتَّى يَلْعَنُوهُ، وَالنَّاكِحُ حَلِيلَةَ جَارِهِ" (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي (¬2): [541] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ (ح). وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ بِطُوسَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬3) الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا (¬4) الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ؛ أَنَّ طَلْقًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ يَمَسُّ ذَكَرَهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "لَا بَأْسَ، إِنَّمَا هُوَ كَبَعْضِ جَسَدِكَ" (¬5). وَهَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ وَغَيْرُهُمَا، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه، رواية الصفار (ص 64). (¬2) كتب في حاشية (ق): "دليل الحنفية". أي أن هذه الأدلة الآتية هي أدلة الأحناف. (¬3) في (ق)، (س): "ابن الحسين" خطأ. (¬4) من قوله: "الحسين بن محمد" إلى هنا ساقط من (س). (¬5) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 309) من طريق الحسين بن الوليد به. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 131)، والترمذي في سننه (1/ 102) عن عبد الله بن =

وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ: [542] أخبرنا بِذَلِكَ: الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: "إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ". وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ: عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ. [543] وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ (¬1)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، أَوْ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا فِي الصَّلَاةِ ذَهَبْتُ أَحُكُّ فَخِذِي، فَأَصَابَتْ يَدَايَ ذَكَرِي، فَقَالَ: "هَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ (¬2) مِنْكَ؟ " (¬3). وَقَيْسُ بْنُ طَلْقٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ، غَمَزَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بَيْنَ يَدَيْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَقَالَ: لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ (¬4). [544] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ ¬

_ = بدر. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 117)، وأحمد في المسند (7/ 3547، 3548) عن محمد بن جابر. (¬1) هو: إبراهيم بن عبد الله الكجي. (¬2) المضغة والبضعة: القطعة من اللحم. (¬3) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 402). (¬4) السنن للدارقطني (1/ 273).

أَبِي حَاتِمٍ (¬1): سَأَلْتُ (¬2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ هَذَا، فَقَالَا: قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ لَيْسَ مِمَّنْ تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ. وَوَهَّنَاهُ وَلَمْ يُثْبِتَاهُ (¬3). ثُمَّ رَاوِي هَذَا الْخَبَرِ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ: عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، مِنْ رِوَايَةِ مُلَازِمِ بْنِ عَمْرٍو الْحَنَفِيِّ عَنْهُ. وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ مِمَّنِ اخْتَلَفُوا فِي عَدَالَتِهِ، فَاسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ، وَلَمْ يَحْتَجَّ بِهِ، وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَقَدْ رَدَّهُ أَصْلًا وَطَعَنَ فِيهِ وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ كِتَابٌ، فَاضْطَرَبَ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَأَلْتُ (¬4) يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ أَحَادِيثِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي (¬5) كَثِيرٍ فَضَعَّفَهَا، وَقَالَ: لَيْسَتْ بِصِحَاحٍ (¬6). وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: هَذَا مِنْ يَحْيَى أَوْ مِنْ عِكْرِمَةَ؟ فَقَالَ: لَا، بَلْ مِنْ عِكْرِمَةَ (¬7). [545] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ¬

_ (¬1) العلل لابن أبي حاتم (1/ 568). (¬2) قوله: "سألت" ليس في (د). (¬3) سنن الدارقطني (1/ 271). (¬4) في (س): "فسألت". (¬5) قوله: "أبي" سقط من (د). (¬6) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 10)، والكامل لابن عدي (8/ 290). (¬7) العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (2/ 494).

مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: ثُمَّ حَدِيثُ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ مُنْقَطِعٌ؛ لِأَنَّهُ قَالَ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ: إِنَّ طَلْقًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَيْسٌ لَمْ يَشْهَدْ سُؤَالَ طَلْقٍ. وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ فَقَدْ ذَكَرْنَا شَأْنَهُ فِي مَسْأَلَةِ اللَّمْسِ (¬2). [546] وأخبرنا بِحَدِيثِهِ: أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْبَرٌ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا هَمَّامٌ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَل النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، أَوْ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: بَيْنَا أنَّا فِي الصَّلَاةِ إِذْ ذَهَبْتُ أَحُكُّ فَخِذِي، فَأَصَابَتْ يَدِي ذَكَرِي، فَقَالَ: "إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ" (¬4). وَهَذَا إِنْ صَحَّ فَالظَّاهِرُ أَنَّ إِصَابَةَ يَدِهِ ذَكَرَهُ إِنَّمَا كَانَتْ بِظَهْرِ الْكَفِّ، فَإِنَّ حَكَّ الْفَخِذِ إِنَّمَا يَكُونُ بِبَطْنِ (¬5) الْأَنَامِلِ وَالْأَظَافِيرِ، وَإِنَّمَا يَلِي ذَكَرَهُ حِينَئِذٍ ظَهْرُ كَفِّهِ، وَقَالَ: فِي الصَّلَاةِ، وَالْغَالِبُ أَنَّ فِي الصَّلَاةِ لَا يَحُكُّ الْإِنْسَانُ فَخِذَهُ إِلَّا وَرَاءَ ثَوْبِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمُحَمَّدٌ هَذَا هُوَ ابْنُ جَابِرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. ¬

_ (¬1) كذا روى المصنف بسنده إلى البخاري في الضعفاء الصغير قوله في عكرمة بن عمار، وهو خطأ، وقد التبس على المصنف، إنما قال البخاري: "عقيل الجعدي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة، وسمع الحسن قال: دخلت على سلمان الفارسي، روى عنه الصعق بن حزن، وعكرمة بن عمار، منكر الحديث"، فقوله منكر الحديث عائد على عقيل الجعدي لا على عكرمة. (¬2) مسألة رقم (19). (¬3) على هامش (س) ما صورته: "غندر"، ورقم فوقه: "ط". (¬4) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 351) من طريق محمد بن جابر. (¬5) في (د)، (س): "بِبُطُونِ".

وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ: [547] فأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَ رَجُلٌ كَأَنَّهُ بَدَوِيٌّ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا تَرَى فِي مَسِّ الرَّجُلِ ذَكَرَهُ بَعْدَ مَا يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: "وَهَلْ هُوَ إِلَّا مُضْغَةٌ مِنْهُ" أَوْ: "بَضْعَةٌ مِنْهُ" (¬1). عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ ثِقَةٌ، وَأَمَّا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو فَإِنَّهُ شَيْخٌ يَمَامِيٌّ لَمْ أَسْمَعْ ذَكَرَهُ أَحَدٌ بِجَرْحٍ، إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصِّبْغِيَّ الْإِمَامَ - رحمه الله - قَالَ: مُلَازِمٌ فِيهِ نَظَرٌ، وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ فِي الصَّحِيحِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ إِنَّ طَلْقًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَوَّلِ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ حِينَ كَانَ يَبْنِي مَسْجِدَهُ. كَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، فَذَكَرَ قُدُومَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ، وَسُؤَالَهُ عَنْ ذَلِكَ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - وَهُوَ مِنْ آخِرِهِمْ إِسْلَامًا - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ. [548] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ سِنِينَ (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 25). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح (4/ 196) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به.

فَصَارَ حَدِيثُ طَلْقٍ مَنْسُوخًا. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [549] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو نَصْرِ بْنُ (¬1) عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالُوا: أنا (¬2) يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّمَيْدَعِ الْأَنْطَاكِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو يَحْيَى خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، ثنا فَضْلُ بْنُ مُخْتَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْخَطْمِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتُ قَائِمًا أُصَلِّي فَاحْتَكَّ بَعْضُ جَسَدِي، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَاحْتكَكْتُ، فَأَصَابَتْ يَدِي ذَكَرِي، قَالَ: "وَأَنَا أَيْضًا يُصِيبُنِي ذَلِكَ" (¬3). [550] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رِشْدِينَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ - وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ - عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (ح). [551] وعن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْخَطْمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي احْتَكَكْتُ فِي الصَّلَاةِ، فَأَصَابَتْ يَدِي فَرْجِي، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ" (¬4). الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو شُعَيْبٍ الْمَجْنُونُ ضَعِيفٌ، وَكَانَ مِمَّنْ يَشْتِمُ أَصْحَابَ ¬

_ (¬1) قوله: "ابن" ساقطة من (ق). (¬2) في (د)، (س): "نا". (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 573) من طريق الفضل بن المختار به. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 271).

رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ كَثْرَةِ الْمَنَاكِيرِ فِي حَدِيثِهِ، تَرَكَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. [552] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ يُكْنَى أَبَا شُعَيْبٍ، ولَيْسَ بِشَيْءٍ (¬1). [553] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُحَدِّثَانِ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ (¬2). [554] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِذَا حَدَّثَكُمُ الثَّوْرِيُّ عَنْ رَجُلٍ لَا تَعْرِفُونَهُ فَلَا تَقْبَلُوا مِنْهُ، فَإِنَّمَا يُحَدِّثُكُمْ عَنْ مِثْلِ أَبِي شُعَيْبٍ الْمَجْنُونِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ (¬3). وَالْفَضْلُ بْنُ مُخْتَارٍ لَيْسَ بِمُحْتَجٍّ بِهِ، وَكَذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ مَوْهَبٍ عَنْ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ. [555] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ابْنُ الْحَمَّامِيِّ الْمُقْرِئُ ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 128). (¬2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 438). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 269) من طريق محمود بن غيلان به. (¬4) في (س): "عبد الله".

بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا (¬1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيةَ (¬2)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَل النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: "هُوَ مِنْكَ" (¬3). إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. [556] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ ثَوَابٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ (¬4) - قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ أَوْدَعَ (¬5)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْنَاهَا (¬6) عَنْ مَسِّ الْفَرْجِ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا أُبَالِي إِيَّاهُ مَسِسْتُ أَوْ ¬

_ (¬1) في (د): "أنا". (¬2) هو: القاسم بن عبد الرحمن الشامي. (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 351) من طريق جعفر. (¬4) كذا، وكذا في المطالب العالية (2/ 401)، وإتحاف الخيرة للبوصيري (1/ 351). وفي مسند أبي يعلى، والمقصد العلي (1/ 89)، ومجمع الزوائد (1/ 244): "رجل من أهل اليمامة"، وعمر بن يونس يمامي، فالله أعلم. (¬5) وكذا في مسند أبي يعلى، وإتحاف المهرة للبوصيري، وغيّرها محقق المسند من حاشية على نسخته إلى: "فادع"، وكذا في (س): "فادع". ووقع في المطالب العالية: "وداع"، وفي التلخيص الحبير (1/ 221): "حسين بن ذراع"، وفي نصب الراية (1/ 60): "حسين بن أوزع"، وفي الإكمال لابن ماكولا (1/ 562) ترجمة مفضل: "حسين بن أوذع"، وفي المقصد العلي: "حسين بن قادع"، وفي شرح أبي داود للعيني (1/ 423): "حسين بن أورع"، وفي مجمع الزوائد: "حسين بن دفاع"، وكتب في حاشية المجمع: "في زوائد أبي يعلى بخط المؤلف - رحمه الله -: حسين بن فادع، فاعلم ذلك". ولا ندري من هو ولا من أبوه. (¬6) في (ق)، (د): "فسألنا".

أَنْفِي" (¬1) وَهَذَا مُنْكَرٌ، قَدْ رُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بِخِلَافِ ذَلِكَ. [557] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ سَلِيطٍ (¬2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي رُبَّمَا وَقَعَتْ يَدِي عَلَى فَرْجِي وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَنَا رُبَّمَا كانَ ذَلِكَ مِنِّي" (¬3). هَذَا مُنْقَطِعٌ. وَيُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَمَّارٍ - رضي الله عنهم -، أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرَوْنَ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ الْوُضُوءَ. أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَحُذَيْفَةَ - رضي الله عنهم -: [558] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في المسند (8/ 286). (¬2) كذا, ولم نقف له على ترجمة ولا ذكر في سند، ونظنه: حكيم بن سلمة وتصحف، كما في مصادر تخريج الحديث. (¬3) أخرج أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 629)، وابن الأثير في أسد الغابة (1/ 531)، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (2/ 303)، وابن حجر في الإصابة (2/ 193) "عن القاسم بن الحكم، عن سلام الطويل، عن إسماعيل بن رافع، عن حكيم بن سلمة، عن رجل من بني حنيفة، يقال له: جُري؛ أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -" بمثله. قال ابن منده: "غريب"، وسلام ضعيف، وإسماعيل كذلك. قاله ابن حجر.

إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ (¬1) قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: مَا أُبَالِي مَسِسْتُهُ أَوْ أُذُنِي. يَعْنِي ذَكَرَهُ (¬2). [559] وبإسناده قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو قَيْسٍ (¬3)، قَالَ: سَمِعْتُ هُزَيْلًا يَقُولُ: كَانَ بِأَخِي الْأَرْقَمِ حَكَّةٌ، فَذَهَبَ يَحْتَكُّ، فَمَسَّ ذَكَرَهُ، فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: اقْطَعْهُ! أَيْ يُمَازِحُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ بَضْعَةٌ مِنْكَ، مَا أُبَالِي مَسِسْتُهُ أَوْ أُذُنِي (¬4). [560] وعن سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سَأَلَ أَخِي أَرْقَمُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي أَحُكُّ جَسَدِي، فَتَقَعُ يَدِي عَلَى ذَكَرِي، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: اقْطَعْهُ! وَهَلْ هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْ جَسَدِكَ! (¬5). [561] وعن سُفْيَانَ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا أُبَالِي إِيَّاهُ مَسِسْتُ أَوْ أُذُنِي (¬6). [562] وعن سُفْيَانَ، ثنا إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا الْبَرَاءُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ في الصَّلَاةِ، قَالَ: مَا أُبَالِي مَسِسْتُهُ أَمْ أَنْفِي (¬7). ¬

_ (¬1) هو: الأعور، كذاب، وسيأتي كلام المؤلف عليه. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 117) من طريق أبي إسحاق به. (¬3) هو: عبد الرحمن بن ثروان. (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 78) من طريق شعبة. (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 201) من طريق سفيان به. (¬6) أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 158) عن سفيان. (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 117) عن إياد به.

[563] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ (¬1)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَدُوسٍ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا أُبَالِي إِيَّاهُ مَسِسْتُ أَوْ قُلْتُ هَكَذَا. وَمَسَّ طَرَفَ أُذُنِهِ، يَعْنِي ذَكَرَهُ (¬2). وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [564] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ مَسْعُودٍ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ الرَّجُلِ يَمَسُّ ذَكَرَهُ: أَيَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنْكَ شَيْءٌ نَجِسٌ فَاقْطَعْهُ! وَهَذَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدِيثُ سَعْدٍ - رضي الله عنه -: [565] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سُئِلَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنْكَ نَجِسًا فَاقْطَعْهُ! لَا بَأْسَ بِهِ (¬3). هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ. حَدِيثُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - يَرْوِيهِ عَنْهُ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ، وَكَانَ ضَعِيفًا لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. ¬

_ (¬1) هو: ابن البختري. (¬2) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (3/ 336) من طريق شعبة به. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 119) من طريق ابن أبي خالد به.

[566] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا مَحْمُودُ (¬1) بْنُ غَيْلَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ مِنْ أَحَدِ الْكَذَّابِينَ (¬2). وَجَرْحُهُ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُشْتَغَلَ بِهِ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِهِ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَحَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - يَرْوِيهِ أَبُو قَيْسٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ الْأَوْدِيُّ، وَهُوَ وَإِنْ قَبِلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ (¬3)، فَقَدْ رَدَّهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَقَالَ: لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَاعَةٌ، وَالْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ إِذَا اجْتَمَعَا فَالْجَرْحُ مُقَدَّمٌ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ (¬4)، وَقَابُوسُ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. [567] وأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ مُحَارِبٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِهَرَاةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أُبَالِي ذَكَرِي (¬5) مَسِسْتُ أَوْ أَنْفِي (¬6). ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "محمد" تحريف. (¬2) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (1/ 244) من طريق مفضل به. (¬3) احتج به في الصحيح (8/ 151). (¬4) قوله: "عن أبي ظبيان" سقط من (ق). (¬5) في (د)، (س): "أذكري". (¬6) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 77) من طريق ابن أبي ذئب به.

شُعْبَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَأَمَّا حَدِيثُ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه -، فَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُخْتَلَفٍ فِيهِ: [568] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: مَا أُبَالِي مَسِسْتُ ذَكَرِي أَوْ مَسِسْتُ أَنْفِي أَوْ أُذُنِي وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ (¬1). [569] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثنا أَبُو حَصِينٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ (¬2) بْنِ يُونُسَ، ثنا عَبْثَرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ - رضي الله عنه -: مَا أُبَالِي مَسِسْتُ ذَكَرِي فِي الصَّلَاةِ أَوْ مَسِسْتُ أُذُنِي (¬3). وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [570] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أبِي بُكَيْرٍ، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: هَلْ هُوَ إِلَّا كَطَرَفِ أَنْفِهِ! (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 29/ أ). (¬2) في (ق)، (د): "عبد بن أحمد". (¬3) المصدر السابق (ق 29/ أ). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 283) من طريق زائدة به.

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ لَيْسَ بِذَاكَ، وَهُوَ وَإِنْ قَبِلَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَقَدْ رَدَّهُ غَيْرُهُ. [571] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنُ بِنْتِ الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْزَةَ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الرُّخِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: إِسْمَاعِيلُ (¬1) رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ. فَقَالَ يَحْيَى: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ لَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ. قِيلَ لِيَحْيَى: رَوَى عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ ثَلَاثَمِائَةٍ. قَالَ: لَمْ يُؤْتَ مِنْهُ، أُتِيَ مِنْهُمَا جَمِيعًا. [572] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، [ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ] (¬2) قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ ضَعِيفٌ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ ضَعِيفٌ (¬3). [573] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: فَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ؟ فَقَالَ: ضَعَّفُوهُ، تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ. قُلْتُ: بِحُجَّةٍ؟ قَالَ: بَلَى، حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا، وَقَدْ غَمَزَهُ شُعْبَةُ أَيْضًا (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -: ¬

_ (¬1) كذا في النسخ الخطية كلها: "إسماعيل"، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 432)، والضعفاء للعقيلي (3/ 395)، والكامل لابن عدي (1/ 485)، وتهذيب التهذيب (12/ 278): "إسرائيل"، وهو الصواب. (¬2) ما بين المعقوفتين ساقط من النسخ الخطية، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 345). (¬4) سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 180).

[574] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: مَا أُبَالِي أَذَكَرِي مَسِسْتُ أَمْ أَنْفِي (¬1). وَهَذَا خَطَأٌ، فَقَدْ رُوِّينَا بِإِسْنَادَيْنِ صَحِيحَيْنِ، لَا يَشْتَبِهَانِ عَلَى أَحَدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَرَى مِنْهُ الْوُضُوءَ. وَأَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَدْ: [575] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ فِي الْمُوَطَّأِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ صَلَاةٌ مَا كُنْتَ تُصَلِّيهَا. فَقَالَ: إِنِّي (¬2) بَعْدَ أَنْ تَوَضَّأْتُ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ مَسِسْتُ ذَكَرِي، ثُمَّ نَسِيتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ عُدْتُ لِصَلَاتِي (¬3). [576] وبإسناده ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَغْتَسِلُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ، مَا يُجْزِئُكَ الْغُسْلُ مِنَ الْوُضُوءِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي (¬4) أَحْيَانًا أَمَسُّ ذَكَرِي فَأَتَوَضَّأُ (¬5). ¬

_ (¬1) ذكره ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (ص 116) عن ابن عمر - رضي الله عنه -. (¬2) هنا في (س) زيادة كلمة تشبه: "كنت". (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 10/ أ). (¬4) في (س): "لكن". (¬5) المصدر السابق (ق 10/ أ).

وَأَمَّا حَدِيثُ عَمَّارٍ - رضي الله عنه - فَفِيمَا (¬1): [577] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي يَحْيَى النَّخَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عَمَّارٌ - رضي الله عنه -، فَذَكَرُوا مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا بَضْعَةٌ مِنْكَ (¬2). [578] وأخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرَّاحِيُّ الْعَدْلُ الْحَافِظُ بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي السَّرَخْسِيُّ، ثنا رَجَاءُ بْنُ مُرَجًّى الْحَافِظُ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ أَنَا وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَتَنَاظَرُوا فِي مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: يُتَوَضَّأُ مِنْهُ. وَتَقَلَّدَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَوْلَ الْكُوفِيِّينَ، وَقَالَ بِهِ، فَاحْتَجَّ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِحَدِيثِ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، وَاحْتَجَّ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بِحَدِيثِ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَقَالَ لِيَحْيَى: كَيْفَ تَتَقَلَّدُ إِسْنَادَ بُسْرَةَ وَمَرْوَانُ أَرْسَلَ شُرَطِيًّا حَتَّى رَدَّ جَوَابَهَا إِلَيْهِ؟ ! فَقَالَ يَحْيَى: ثُمَّ لَمْ يُقْنِعْ ذَلِكَ عُرْوَةَ حَتَّى أَتَى بُسْرَةَ فَسَأَلَهَا وَشَافَهَتْهُ بِالْحَدِيثِ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَلَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ وَأَنَّهُ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - رحمه الله -: كِلَا الْأَمْرَيْنِ عَلَى مَا قُلْتُمَا. فَقَالَ يَحْيَى: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: يُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا هُوَ بَضْعَةٌ مِنْ جَسَدِكَ. فَقَالَ يَحْيَى: هَذَا عَمَّنْ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: (¬3) سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "فلما". (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 658). (¬3) في (س): "عن"، وكذا في السنن للمؤلف (1/ 399).

عَبْدِ اللَّهِ، وَإِذَا اجْتَمَعَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - وَاخْتَلَفَا، فَابْنُ مَسْعُودٍ أَوْلَى أَنْ يُتَّبَعَ. فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَعَمْ، وَلَكِنْ أَبُو قَيْسٍ الْأَوْدِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سعِيدٍ، عَنْ عَمَّارٍ فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَسِسْتُهُ أَوْ أَنْفِي. فَقَالَ يَحْيَى: بَيْنَ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ مَفَازَةٌ (¬1). [579] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي السَّرَخْسِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَبَعْضِ مَعْنَاهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ فِي حَدِيثِ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمَّارٍ: فَقَالَ أَحْمَدُ: عَمَّارٌ وَابْنُ عُمَرَ استَوَيَا، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِهَذَا، وَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِهَذَا (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: لَمْ يَسْتَوِيَا فِي جَوَازِ الْأَخْذِ بِقَوْلِ أَحَدِهِمَا، بَلِ الْأَخْذُ بِقَوْلِ مَنْ أَوْجَبَ مِنْهُ الْوُضُوءَ أَوْلَى؛ لِأَنَّ الَّذِينَ قَالُوا مِنَ الصَّحَابَةِ: "لَا وُضُوءَ فِيهِ" إِنَّمَا قَالُوهُ (¬3) بِالرَّأْيِ، وَالَّذِينَ أَوْجَبُوا مِنْهُ الْوُضُوءَ لَمْ يَقُولُوهُ بِالرَّأْيِ، إِنَّمَا قَالُوهُ بِالِاتِّبَاعِ؛ لِأَنَّ الرَّأْيَ لَا يُوجِبُهُ. وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله - بِالتَّرْجِيحِ (¬4). [580] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَقَالَ (¬5) أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ الْمِصْرِيُّ (¬6)، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 331). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 28/ ب). (¬3) في (ق)، (د): "قاله". (¬4) في (س): "في الترجيح". (¬5) في (س): "وقد قال". (¬6) هو: الفارسي الجوهري، خادم المزني، له ترجمة عزيزة في المقفى الكبير للمقريزي (7/ 424).

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ يَثْبُتُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ تَرَكَ الْوُضُوءَ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ. كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَأَمَّا فِي كِتَابِ الْقَدِيمِ فِي رِوَايَةِ الزَّعْفَرَانِيِّ فَإِنَّهُ أَجَابَ عَنْهُ فَقَالَ: مَنْ قَالَ مِنْهُمْ: "لَا وُضُوءَ فِيهِ" فَإِنَّمَا قَالَهُ بِالرَّأْيِ؛ إِذْ لَمْ يَسْمَعْ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خِلَافَهُ (¬1)، وَأَمَّا مَنْ أَوْجَبَ الْوُضُوءَ فِيهِ فَلَا يَكُونُ (¬2) يُوجِبُهُ بِالرَّأْيِ، وَإِنَّمَا يُوجِبُهُ بِالِاتِّبَاعِ؛ لِأَنَّ الَّذِي يُعْرَفُ فِي الرَّأْيِ أَنْ لَا وُضُوءَ فِيهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا اتَّبَعْنَا فِيهِ السُّنَّةَ (¬3). [581] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ (¬4): قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: اجْتَمَعَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ، فَتَذَاكَرَا مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَقَالَ سُفْيَانُ: لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ. فَقَالَ سُفْيَانُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمْسَكَ بِيَدِهِ مَنِيًّا (¬5)، مَا كَانَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يَغْسِلُ يَدَهُ. قَالَ لَهُ: فَأَيُّهُمَا أَكْبَرُ (¬6): الْمَنِيُّ (¬7) أَوْ مَسُّ الذَّكَرِ؟ فَقَالَ: مَا أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانِكَ إِلَّا الشَّيْطَانُ (¬8). وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) في (د): "بخلافه". (¬2) في (د): "الوضوء فيه يكون"، وفي (س): "الوضوء فلا يكون". (¬3) ذكره المؤلف في السنن الكبير باختصار (1/ 136)، ومعرفة السنن (1/ 415). (¬4) هو: صاعقة. (¬5) في (س): "منتنا". (¬6) في النسخ: "أكثر"، والمثبت من أصل الرواية من المعرفة والتاريخ, وكذا من السنن الكبير (1/ 136) للمؤلف. (¬7) في (س): "المنتن". (¬8) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 157).

مسألة (21): والقيء والرعاف والدم الخارج من غير مخرج الحدث لا ينقض الوضوء

مَسْأَلَةٌ (21): وَالْقَيْءُ وَالرُّعَافُ وَالدَّمُ الْخَارِجُ مِنْ غَيْرِ مَخْرَجِ الْحَدَثِ لَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَنْقُضُهُ (¬2). احْتَجَّ بَعْضُ أَصْحَابِنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ بِمَا: [582] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ (ح). وَأَخْبَرَنِي الْفَقِيهُ أَبُو الْفَتْحِ نَاصِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬3) الْعُمَرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ بِهَرَاةَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَا: أنا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬4)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 41)، ومختصر المزني (ص 11)، والحاوي الكبير (1/ 199)، ونهاية المطلب (1/ 119)، والمجموع (2/ 62 - 65). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 72)، والمبسوط للسرخسي (1/ 75)، وتحفة الفقهاء (1/ 19 - 20)، وبدائع الصنائع (1/ 25 - 27)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 8 - 9). (¬3) في (ق): "الحسن" خطأ. (¬4) قوله: "عن أبيه" ليس في (س). (¬5) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 682).

هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ، قَدِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِ مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلٍ (¬2) كَمَا سَبَقَ ذِكْرِي لَهُ فِي مَسْأَلَةِ خُرُوجِ الرِّيحِ مِنَ الْقُبُلِ وَإِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنْهُ (¬3). [583] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ - وَهُوَ عَقِيلُ بْنُ جَابِرٍ، سَمَّاهُ سَلَمَةُ الْأَبْرَشُ - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ (¬4)، فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَافِلًا أَتَى زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَلَمَّا أُخْبِرَ الْخَبَرَ حَلَفَ لَا يَنْتَهِي حَتَّى يُهَرِيقَ فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - دَمًا، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْزِلًا، فَقَالَ: "مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا (¬5) لَيْلَتَنَا هَذِهِ؟ " فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَكُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ (¬6) ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَصْحَابُهُ قَدْ نَزَلُوا إِلَى الشِّعْبِ مِنَ الْوَادِي، فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ الرَّجُلَانِ إِلَى فَمِ الشِّعْبِ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أَكْفِيَكَهُ؛ أَوَّلَهُ أَوْ آخِرَهُ؟ قَالَ: بَلِ اكْفِنِي أَوَّلَهُ. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 54)، وصحيح مسلم (1/ 189). (¬2) صحيح مسلم (1/ 190). (¬3) مسألة رقم (17). (¬4) نخل: موضع بنجد من أرض غطفان. (¬5) أي: من يحرسنا ويحفظنا. (¬6) الشعب: الطريق بين الجبلين.

قَالَ: فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ فَنَامَ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي، وَأَتَى زَوْجُ الْمَرْأَةِ، فَلَمَّا رَأَى شَخْصَ الرَّجُلِ عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةُ (¬1) الْقَوْمِ. قَالَ: فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا يُصَلِّي، ثُمَّ رَمَاهُ بِسَهْمٍ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِيهِ. قَالَ: فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا يُصَلِّي، ثُمَّ عَادَ لَهُ الثَّالِثَةَ فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ فَقَالَ (¬2): اجْلِسْ فَقَدْ أُثْبِتُّ (¬3). فَوَثَبَ، فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ نُذِرَ بِهِ (¬4)، فَهَرَبَ، فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَفَلَا أَهْبَبْتَنِي (¬5) أَوَّلَ مَا رَمَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِدَهَا. فَلَمَّا تَابَعَ عَلَيَّ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَآذَنْتُكَ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِهِ لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِدَهَا. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ؛ فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَأَمَّا عَقِيلُ بْنُ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيُّ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ حَالًا مِنْ أَخَوَيْهِ مُحَمَّدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬6). [584] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ، أنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ ¬

_ (¬1) الربيئة: العين والطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو، ولا يكون إلا على جبل أو شرف ينظر منه. النهاية (ربأ) (¬2) هنا في (س) زيادة: "له". (¬3) غير منقوطة في (س). ومعنى أُثبتُّ: حُبستُ وجُعلت ثابتًا في مكاني لا أُفارِقه. ووردت في عدد من المصادر: "أُتِيتُ". (¬4) أي: عُلم به. (¬5) في (س): "أفلا أنبهتني". وفي (د): "أولا أهيبتني". ومعنى "أهببتني": أيقظتني من نومي. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 375).

إِسْحَاقَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ (¬1). وَرُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صَرِيحًا، إِنْ صَحَّ الطَّرِيقُ فِيهِ إِلَى حُمَيْدٍ: [585] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُقَاتِلٍ، ثنا أَبِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى غَسْلِ مَحَاجِمِهِ (¬2) (¬3). [586] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُقَاتِلِ بْنِ صَالِحٍ، فَقَالَ: يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، لَيْسَ بِالْقَوِيِّ (¬4). وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِأَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَصَرَ بَثْرَةً بِوَجْهِهِ، فَخَرَجَ مِنْهَا دَمٌ، فَدَلَكُهُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -: اغْسِلْ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ عَنْكَ وَحَسْبُكَ. وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: رَعَفَ فَمَسَحَ أَنْفَهُ بِصُوفَةٍ ثُمَّ صَلَّى. وَعَنِ الْقَاسِمِ: لَيْسَ عَلَى الْمُحْتَجِمِ وُضُوءٌ. أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -: [587] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الجهاد (ص 168) عن محمد بن إسحاق به. (¬2) المراد مكان الحجامة. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 286). (¬4) سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 119).

عُمَرَ عَصَرَ بَثْرَةً فِي وَجْهِهِ، فَخَرَجَ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ، فَحَكَّهُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (¬1). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -: فَرَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ بَلَاغًا، بَلَغَهُ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اغْسِلْ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ عَنْكَ وَحَسْبُكَ (¬2). [588] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - أنا ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). قال: وَحَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: حَدَّثَكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، قَالَ: قَدِمَ شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَغْتَسِلُ إِذَا احْتَجَمْتُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِ اغْسِلْ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ (¬3). [589] وبهذا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ وَقَدِ احْتَجَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 124). (¬2) وكذا علقه المؤلف في السنن الكبير (1/ 410)، ومعرفة السنن (1/ 419). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 180) عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن أبي عمر، عن ابن عباس. كذا أرسله الحسن بن عمارة، عن ابن عباس هنا، وقد أسنده في رواية أخرى عند عبد الرزاق في المصنف (1/ 180) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (1/ 285) عن الحكم بن عتيبة عن أبي عمر عن ابن عباس، بنحوه مختصرا، ووقع فيه: أبو عمر بدلا من أبي عمرو، ولم ندر من هو أبو عمرو ولا أبو عمر النخعي هذا، والحسن بن عمارة متروك الحديث متهم.

مَاذَا صَنَعْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ حِينَ احْتَجَمْتَ؟ فَقَالَ: غَسَلْتُ مَوْضِعَ الْمَحَاجِمِ (¬1). وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ. وَرَوَى أَيْضًا فِي الْقَدِيمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِمْ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا احْتَجَمَ غَسَلَ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ (¬2). [590] أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: غَسَلَ مَحَاجِمَهُ (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ تَوَضَّأَ، وَلَوْ تَوَضَّأَ رَجُلٌ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْنَا. [591] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سلْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا يَحْيَى الْبَكَّاءُ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّ عِنْدَنَا رَجُلًا بِالْبَصْرَةِ يَقُولُ: إِذَا احْتَجَمَ الرَّجُلُ غَسَلَ مَحَاجِمَهُ وَتَوَضَّأَ. قَالَ: مَا أَبْعَدَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فِي تَرْكِ الْوُضُوءِ مِنَ الدَّمِ: [592] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهيمَ، أنا ابْنُ إِدْرِيسَ (¬4)، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 380) من أوجه أخر عن الحسن. (¬2) عزاه الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 121)، وابن الملقن في البدر المنير (2/ 401) لمسند الشافعي ولم أجده في المطبوع من المسند. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 380) عن ابن نمير به. (¬4) هو: عبد الله.

جَوَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِي أَنْفِهِ، فَخَضَبَهُنَّ بِالدِّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ بِهِنَّ فِي التُّرَابِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ (¬1). وَأَمَّا الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: [593] فأخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا حَاتِمٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ - عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ (¬2) قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ يَرْعُفُ، فَيَأْخُذُ الْخِرْقَةَ فَيُدْخِلُهَا فِي أَنْفِهِ، فَتَخْرُجُ مُخْتَضِبَةً دَمًا، فَرُبَّمَا أَصَابَ الدَّمُ ظُفُرَهُ، فَيَبْزُقُ عَلَى ظُفُرِهِ، ثُمَّ يَمْسَحُهُ بِالْحَصْبَاءِ، وَلَا يَخْرُجُ حَتَّى يُصَلِّيَ (¬3). [594] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قَالَا: أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَرْعُفُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ الدَّمُ حَتَّى تَخْتَضِبَ أَصَابِعُهُ مِنَ الدَّمِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَنْفِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬4). [595] وبإسناده قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبَّرِ، أَنَّهُ رَأَى سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْرُجُ مِنْ أَنْفِهِ الدَّمُ، فَيَمْسَحُهُ بِأَصَابِعِهِ، ثُمَّ يَفْتِلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 279) من طريق إسحاق به. (¬2) في (س): "أبي حرملة". (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 80) عن ابن حرملة به. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 8/ أ). (¬5) المصدر السابق (ق 9/ أ).

[596] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ محُمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي حَنْظَلَةُ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: مَنْ رَعَفَ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَغْسِلْ عَنْهُ الدَّمَ. قَالَ حَنْظَلَةُ: وَرَأَيْتُ سَالِمًا دَمِيَ (¬1) أَنْفُهُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ - أَوْ قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ - فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَغَسَلَ عَنْ أَنْفِهِ الدَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ (¬2). وَاسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بأَحَادِيثَ سَقِيمَةٍ، رُوِيَتْ بأَسَانِيدَ وَاهِيَةٍ، فَمِنْهَا مَا: [597] حدثنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا الْإِمَامُ أبُو الْوَلِيدِ حَسَّان بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سفْيَانَ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ رَعَفَ أَوْ قَاءَ فَإِنَّهُ يَتَوَضَّأُ وَيَبْنِي، مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ" (¬3). هَكَذَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ - وَهُوَ مِمَّنْ لَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَرَوَاهُ أَيْضًا مَرَّةً عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ، وَمَرَّةً عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ وَهَمٌ. وَرَوَاهُ أَيْضًا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ وَعَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ وَعَبَّادٌ وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ ضُعَفَاءُ. وَتَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ (¬4). وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. ¬

_ (¬1) قوله: "دمي" ضبطه في (ق)، (د) بفتح الدال وكسر الميم وفتح الياء. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 125) من طريق حنظلة به. (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 57) من طريق إسماعيل بن عياش به. (¬4) من قوله: "وإسماعيل وعباد وعطاء" إلى هنا ساقط من (د).

أَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ عَبَّادٍ وَعَطَاءٍ: [598] فأخبرناه أبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَرَائِضِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ. قَالَ عَلِيٌّ: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ ضَعِيفَانِ (¬1). وَأَمَّا مُتَابَعَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ (¬2): [599] فأخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّعْمَانِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا رَعَفَ أَحَدُكمْ فِي صَلَاتِهِ، أَوْ قَلَسَ (¬4)، فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلْيَرْجِعْ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ عَلَى مَا مَضَى مِنْهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ". [600] قال: وَحَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ (¬5). [601] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ زَكَرِيَّا بْنَ عَدِيٍّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: خُذُوا عَنْ بَقِيَّةَ مَا حَدَّثَكُمْ عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 29/ ب). (¬2) من قوله: "فأخبرناه" إلى هنا ساقط من (ق)! . (¬3) ضبب عليه في (ق)، (س). (¬4) قال ابن الأثير: القَلَس - بالتحريك، وقيل: بالسكون -: ما خرج من الجوف مِلء الفم أو دونه، وليس بقيء، فإن عاد فهو القيء. النهاية (قلس). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 29/ ب).

الثِّقَاتِ، وَلَا تَأْخُذُوا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ مَا حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ وَغَيْرِ الثِّقَاتِ (¬1). [602] أخبرنا مُحَمَّدٌ، أنا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو عِيسَى، ثنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ - ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ رَبَاحٍ الْكُوفِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ بَقِيَّةُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَبَقِيَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ (¬2). قَدْ ذَكَرْتُ في إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ مَا قَالَ أَئِمَّتُنَا في مَسْأَلَةِ مَسْحِ الْأُذُنَيْنِ بِمَاءٍ جَدِيدٍ (¬3). وَأَمَّا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ فَهُوَ شَرٌّ مِنْهُ بِكَثِيرٍ. [603] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ: كُنَّا وَنَحْنُ شَبَابٌ نُنْهَى عَنْ مُجَالَسَتِهِ. وَذَكَرَ مِنْهُ أَمْرًا عَظِيمًا (¬4). [604] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ¬

_ (¬1) سنن الترمذي (4/ 199). (¬2) التاريخ الكبير (2/ 150). (¬3) مسألة رقم (9). (¬4) الكامل لابن عدي (5/ 196).

سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ (¬1) أَبُو مُعَاذٍ، وَلَيْسَ يَسْوَى فَلْسًا (¬2). [605] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ (¬3) الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَسُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). [606] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَوْلَى قُرَيْظَةَ أَوِ النَّضِيرِ، عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ، أَبُو مُعَاذٍ، تَرَكُوهُ (¬5). [607] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ سَاقِطٌ (¬6). وَأَمَّا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ فَإِنَّهُمَا أَيْضًا ضَعِيفَانِ. [608] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ ضَعِيفٌ (¬7). [609] قال: وَسُئِلَ يَحْيَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ ¬

_ (¬1) من قوله: "قال محمد بن عبد الله الأنصاري" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 528). (¬3) في (ق): "أبو الحسين" خطأ. (¬4) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 128). (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 76). (¬6) أحوال الرجال (ص 174). (¬7) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 430).

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِشَيْءٍ، وَكَانَ يُوضَعُ لَهُ الْحَدِيثُ؛ حَدِيثُ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ وَغَيْرِهِ فَيُحَدِّثُ بِهَا (¬1). [610] قال: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ضَعِيفٌ (¬2). [611] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الرَّمْلِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ مَكَّةَ لَيْسَ بِشَيْءٍ في الْحَدِيثِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا (¬3). [612] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، سَكَنَ مَكَّةَ، تَرَكُوهُ (¬4). [613] قال: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ، نَسَبَهُ عَبْدُ الْوَارِثِ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬5). [614] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ (¬6) لَا يَنْبَغِي لِحَكِيمٍ (¬7) أَنْ يَذْكُرَهُ في الْعِلْمِ، حَسْبُكَ عَنْهُ بِحَدِيثِ النَّهْيِ (¬8). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 456). (¬2) المصدر السابق (4/ 124). (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 145). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 96). (¬5) المصدر السابق (ص 112). (¬6) في أصل الرواية: "كان سليمان التيمي يقول: حدثنا عباد بن كثير فلا ينبغي". (¬7) في (ق)، (د): "لحليم". (¬8) أحوال الرجال (ص 177). وقوله: "النهي" ضبب عليه في (د).

[615] قال: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ كَذَّابٌ (¬1). فَهَذَا جُمْلَةُ مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ حَالِ رُوَاةِ هَذَا الْخَبَرِ، وَبِمِثْلِهِ لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ. وَالصَّوَابُ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا. كَذَلِكَ يَرْوِيهِ أَصْحَابُ ابْنِ جُرَيْجٍ الْحُفَّاظُ عَنْهُ. [616] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا قَاءَ أَحَدُكُمْ أَوْ قَلَسَ (¬3) أَوْ وَجَدَ مَذْيًا وَهُوَ في الصَّلَاةِ، فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلْيَرْجِعْ فَلْيَبْنِ عَلَى صَلَاتِهِ، مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ". قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَهُوَ مُرْسَلٌ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - الَّذِي يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فلَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). وَمِنْهَا مَا: [617] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ (ح). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 165). (¬2) قوله: "عن أبيه" ضبب عليه في (ق)، (د)، ومن قوله: "والصواب عن ابن جريجٍ، عن أبيه" إلى هنا ساقط من (س). (¬3) في (ق)، (د): "قلص" بالصاد، وضبب فوقها في (ق). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 283).

قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُرَيْمٌ، عَنْ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ سالَ مِنْ أَنْفِي دَمٌ، فَقَالَ: "أَحْدِثْ وُضُوءًا". وَقَالَ الْمَحَامِلِيُّ: "أَحْدِثْ لِمَا حَدَثَ وُضُوءًا". قَالَ عَلِيٌّ: عَمْرٌو الْقُرَشِيُّ هَذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ كَذَّابٌ (¬1). [618] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ كُوفِيٌّ كَذَّابٌ، حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ وَغَيْرُهُ (¬2). [619] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ شَيْخٌ كُوفِيٌّ كَذَّابٌ، يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (¬3). [620] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ ¬

_ (¬1) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 30/ أ). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 315). (¬3) المصدر السابق، رواية الدارمي (ص 160).

رَوَى عَنْهُ إِسْرَائِيلُ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬1). [621] وأخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ جُوَانٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّهُ رَعَفَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَحْدِثْ لَهُ وُضُوءًا" (¬2). كَذَا قَالَ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ - وهَوُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ - عَنْ أَبِي هَاشِمٍ وَقَدْ: [622] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدةَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيادٍ الْأَحْمَرِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: رَعَفْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَنِي أَنْ أُحْدِثَ وُضُوءًا (¬3). لَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ أَبَا خَالِدٍ. وَجَعْفَرٌ وَأَبُو خَالِدٍ كِلَاهُمَا ضَعِيفٌ، لَا يَصِحُّ الِاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِمَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [623] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ مَائِلٌ عَنِ الطَّرِيقِ، وَكَذَلِكَ سَلَمَةُ الْأَحْمَرُ (¬4). [624] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 105). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 30/ أ). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 90). (¬4) أحوال الرجال (ص 79، 80).

الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: وَسُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ فَقَالَ بِيَدِهِ: لَمْ يُثْبِتْهُ وَلَمْ يُضَعِّفْهُ (¬1). وَمِنْهَا مَا: [625] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سلْمَانَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُلَاعِبٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَعَفَ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَرْجِعْ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيَبْنِ عَلَى صَلَاتِهِ". قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ مَتْرُوكٌ (¬2). [626] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الدَّاهِرِيِّ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ, فَقَالَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ (¬3). [627] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ كَذَّابٌ مُصَرِّحٌ (¬4). ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 87). وقع في أصل الرواية: "لم يلينه ولم يضعفه"، وقد رواه الخطيب في التاريخ (8/ 28) عن الدارمي على الصواب، وكذا نقله المزي في التهذيب (5/ 40): "لم يثبته". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 288). (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 409). (¬4) أحوال الرجال (ص 223). وقوله: "مصرح" ليس في المطبوع من أصل الرواية, وهو ثابت في رواية البرقاني كما قال الخطيب البغدادي في التاريخ (11/ 112).

[628] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ في أَسَامِي الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ الدَّاهِرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ، رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَالْأَعْمَشِ وَالثَّوْرِيِّ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً، رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ (¬1). وَمِنْهَا مَا: [629] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا يَزيدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْوُضُوءُ مِنْ كُلِّ دَمٍ سَائِلٍ" (¬2). [630] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَلَا رَآهُ، وَيزِيدُ بْنُ خَالِدٍ وَيَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَجْهُولَانِ (¬3). وَمِنْهَا مَا: [631] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَبُو بَدْرٍ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسَرَّحٍ (¬4)، ثنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أُمَيَّةَ الْحَرَّانِيُّ، ¬

_ (¬1) المدخل إلى الصحيح (1/ 176). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 287) من طريق بقية به. (¬3) المصدر السابق (1/ 287) (¬4) في (ق): ضبب فوق "مسرح".

ثنا مُحَمَّدُ (¬1) بْنُ الْحَارِثِ الْبَزَّازُ (¬2)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (¬3) (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، ثنا أَبُو عُلَاثَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَرْقَمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا رَعَفَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَغْسِلِ الدَّمَ، ثُمَّ لِيُعِدْ وُضُوءَهَ وَيَسْتَقْبِلْ صَلَاتَهُ" (¬4). لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ (¬5) بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ لَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [632] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْخَضِرِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَعَفَ فِي صَلَاتِهِ تَوَضَّأَ، ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "محمود". (¬2) في (س) و (د): "البزار". (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 206). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 278). (¬5) في جميع النسخ الخطية: "محمود"، والمثبت من السند السابق، ومن كتب التراجم.

ثُمَّ بَنَى عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ صَلَاتِهِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ مَتْرُوكٌ (¬1). [633] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْقَبَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ أَبُو حَفْصٍ الضَّرِيرُ الْبَصْرِيُّ دَجَّالٌ (¬2). وَمِنْهَا مَا: [634] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي الْقَطْرَةِ وَلَا الْقَطْرَتَيْنِ مِنَ الدَّمِ وُضُوءٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ دَمًا سَائِلًا". قَالَ عَلِيٌّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ضَعِيفٌ (¬3). [635] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى: إِنَّ عَوْنَ بْنَ سَلَّامٍ يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْخُرَاسَانِيِّ، فَقَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ كَذَّابًا (¬4). وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا قَالَ أَئِمَّتُنَا فِيهِ في مَسْأَلَةِ مَسْحِ الْأُذُنَيْنِ بِمَاءٍ جَدِيدٍ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 286). (¬2) التاريخ الكبير للبخاري (6/ 156)، والأوسط (4/ 762). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 287). (¬4) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 533) من طريق ابن أبي شيبة به. (¬5) مسألة رقم (9).

[636] ورواه سُفْيَانُ بْنُ زَيادٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَيْمُونٍ (¬1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ الْخَفَّافُ (¬2)، ثنا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو سَهْلٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعًا (¬3). قَالَ عَلِيٌّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ضَعِيفٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ وَحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ضَعِيفَانِ (¬4). وَرُوِيَ في هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَا يَصِحُّ: [637] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُذَكِّرُ (¬5)، ثنا سَهْلُ بْنُ عَفَّانَ السِّجْزِيُّ (¬6)، ثنا الْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُعَادُ الْوُضُوءُ مِنْ سَبْعٍ: مِنْ إِقْطَارِ الْبَوْلِ، وَالدَّمِ السَّائِلِ، وَالْقَيْءِ، وَمِنْ دَسْعَةٍ (¬7) يُمْلَأُ بِهَا الْفَمُ، وَالنَّوْمِ الْمُضْطَجِعِ، وَقَهْقَهَةِ الرَّجُلِ فِي ¬

_ (¬1) قوله: "ميمون" ضبب عليه في (ق)، (د). (¬2) كذا في النسخ الخطية كلها، وضبب فوق: "الخفاف" في (ق) و (د) وكتب في (د): "في نسخة المغربي مشكل في الأصل". وفي أصل الرواية من سنن الدارقطني رواية الحارثي (ق 303): "الخواص"، وكذا في المطبوعة (1/ 287)، وهو الصواب الموافق لأسانيد الدارقطني، ومصادر الترجمة. (¬3) في (س): "موقوفا". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 30/ أ). (¬5) هو: محمد بن سليمان بن محمد بن موسى بن منصور الأبزاري. (¬6) كذا في النسخ الخطية كلها، وتلخيص تاريخ نيسابور (ص 85)، وهو الصواب، وقد وقع في ترجمته في تكملة الإكمال لابن نقطة (4/ 180): "سهل بن عفان النيسابوري، المعروف بالشجري" وهو تصحيف. (¬7) أي: الدفعة الواحدة من القيء. النهاية (دسع).

الصَّلَاةِ، وَمِنْ خُرُوجِ الدَّمِ" (¬1). سَهْلُ بْنُ عَفَّانَ مَجْهُولٌ، وَالْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفٌ في الْحَدِيثِ، وَلَا يَصِحُّ هَذَا. وَمِنْهَا مَا: [638] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ (¬2)، عَنِ ابْنِ (¬3) مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَاءَ فَأَفْطَرَ. قَالَ: فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ في مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: نَعَمْ، أَنَا صَبَبْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَضُوءَهُ. [639] وأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَهْرُويَهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سِنَانٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 44) للمصنف هنا، وقال ابن حجر في الدراية (1/ 33): "أخرجه البيهقي، وإسناده واه جدًا". وأخرجه القاسم بن سلام في الطهور (ص 402) من وجه آخر، وهو أيضًا ضعيف. (¬2) كذا في النسخ الخطية ومختصر الخلافيات (1/ 309): هشام عن يعيش، بدون واسطة، وهو خطأ، فقد رواه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 375) من طريق عبد الوهاب بن عطاء أيضًا، فقال: "حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن يعيش بن الوليد" وهو الصواب، فإن هذا الوجه هو أحد الثلاث الوجوه المحكية في هذا الحديث، والوجه الثاني: هشام عن يحيى عن الأوزاعي عن يعيش، والوجه الثالث: هشام عن يحيى عن يعيش، وانظر العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية عبد الله (3/ 348)، والعلل الكبير للترمذي (ص 50)، وتحفة الأشراف (8/ 233). (¬3) ضبب على "ابن" في (ق)، وقد وقع فيه اختلاف، ففي بعض الروايات: "ابن معدان"، وهو خالد، وفي بعضها: "معدان" وهو ابن أبي طلحة، ووقع في رواية الطحاوي المشار إليها في الحاشية السابقة: "معدان"، وهي من نفس طريق المصنف هنا.

عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا أَبِي، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قاءَ فَأَفْطَرَ، فَلَقِيتُ ثَوْبَانَ في مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: صَدَقَ، إِنِّي صَبَبْتُ لَهُ وَضُوءَهُ (¬1). هَذَا إِسْنَادٌ مُضْطَرِبٌ. رَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ كَمَا ذَكَرْنَا. وَرَوَاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَعِيشَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه -. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ عَنْ أَبِيهِ، كَمَا ذَكَرْنَا. وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ مَعْدَانَ بْنِ طَلْحَةَ. وَكَذَا قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ (¬2). وَقَالَ حَرْبٌ: عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَعِيشَ، عَنْ مَعْدَانَ (¬3). وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ يَعِيشَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْدَانَ (¬4). وَقَالَ شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ مَعْدَانَ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 57) من طريق عبد الوارث به. (¬2) السنن لأبي داود (4/ 57). (¬3) المستدرك للحاكم (2/ 322). (¬4) السنن للدارقطني (1/ 291).

أَبِي الدَّرْدَاءِ (¬1). وَكَذَلِكَ قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ يَعِيشَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (¬2). وَيَعِيشُ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ، وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ في الصَّحِيحِ، وَبِمِثْلِ هَذَا لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ. وَرُبَّمَا يُقَابِلُهُمْ بَعْضُ أَصْحَابِنَا بِمَا: [640] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْحِمْصِيُّ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، ثنا عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ وَهُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، ثنا ثَوْبَانُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَائِمًا في غَيْرِ رَمَضَانَ، فَأَصَابَهُ غَمٌّ آذَاهُ، فَتَقَيَّأَ، فَقَاءَ، فَدَعَانِي (¬3) بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ أَفْطَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرِيضَةٌ الْوُضُوءُ مِنَ الْقَيْءِ؟ قَالَ: "لَوْ كَانَ فَرِيضَةً لَوَجَدْتَهُ في الْقُرْآنِ". قَالَ: ثُمَّ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْغَدَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "هَذَا مَكَانَ إِفْطَارِي أَمْسِ" (¬4). هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنْ يُعَارِضَهُمْ بِذَلِكَ؛ لِكَيْلَا يَكُونَ وَهُمْ فِي الِاحْتِجَاجِ بِالْمَنَاكِيرِ سَوَاءً، أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ بِمَنِّهِ. [641] أخبرنا السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: لَمْ ¬

_ (¬1) المصنف لعبد الرزاق (1/ 138). (¬2) ذكره عنه ابن دقيق العيد في الإمام (2/ 339). (¬3) في (س): "فدعا". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 30/ ب).

يَرْوِهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ غَيْرُ عُتْبَةَ بْنِ السَّكَنِ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحدِيثِ (¬1). [642] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَاذَ الْأَهْوَازِيُّ بِهَا، قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيِّ وَأَنَا حَاضِرٌ: حَدَّثَكُمْ حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الْفَرَّاءُ، ثنا سَوَّارٌ الْمَكْفُوفُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سِرَاجٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَا: ثنا حَفْصٌ الْفَرَّاءُ، ثنا سَوَّارُ (¬2) بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْقَلْسُ حَدَثٌ". قَالَ عَلِيٌّ: سَوَّارٌ مَتْرُوكٌ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ زَيْدٍ غَيْرُهُ (¬3). [643] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَعَفَ انْصَرَفَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ (¬4). هَذَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ ثَابِتٌ، وَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ بِخِلَافِ هَذَا، فَيُحْمَلُ فِعْلُهُ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ، وَتَرْكُهُ عَلَى الْجَوَازِ. وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ فَرَعَفَ، فَقَدَّمَ رَجُلًا فَصَلَّى بِالْقَوْمِ، ثُمَّ ذَهَبَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 292). (¬2) من قوله: "المكفوف" إلى هنا ساقط من (س). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 30/ أ). (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 696).

فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ فَصلَّى مَا بَقِيَ مِنْ صَلَاتِهِ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ (¬1). وَهَذَا مُرْسَلٌ؛ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ لَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ضَعِيفٌ (¬2)، سَيَجِيءُ ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى فِيمَا بَعْدُ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [644] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ الْبَزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ في بَطْنِهِ رِزًّا (¬3)، أَوْ قَيْئًا، أَوْ رُعَافًا، فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ (¬4). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (¬5). وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَالْحَارِثُ الْأَعْوَرُ ضَعِيفٌ، سَيَجِيءُ ذِكْرُهُمَا فِيمَا بَعْدُ. [645] وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ بِبَغْدَادَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬6)، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: أَيُّمَا رَجُلٍ دَخَلَ فِي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 274) من طريق حجاج به. (¬2) قوله: "ضعيف" ليس في (س). (¬3) الرز في الأصل: الصوت الخفي، ويريد به القرقرة. وقيل: هو غمز الحدث وحركته للخروج. النهاية (رزز). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 284). (¬5) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 291) من طريق الثوري به. (¬6) هو: ابن موسى.

الصَّلَاةِ، فَأَصَابَهُ رِزٌّ في بَطْنِهِ، أَوْ قَيْءٌ، أَوْ رُعَافٌ، فَخَشِيَ أَنْ يُحْدِثَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ الْإِمَامُ، فَلْيَجْعَلْ يَدَهُ عَلَى أَنْفِهِ، إِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْتَدَّ بِمَا قَدْ مَضَى، وَلَا يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، ثُمَّ يُتِمُّ مَا بَقِيَ، فَإِنْ تَكَلَّمَ فَلْيَسْتَقْبِلْ، وَإِنْ كَانَ قَدْ تَشَهَّدَ وَخَافَ أَنْ يُحْدِثَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ الْإِمَامُ، فَلْيُسَلِّمْ، فَقَدْ تَمَّتْ (¬1) صَلَاتُهُ (¬2). [646] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، ثنا ثُوَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَنْ وَجَدَ فِي بَطْنِهِ رِزًّا، أَوْ كَانَ بِهِ بَوْلٌ، فَلْيَجْعَلْ ثَوْبَهُ عَلَى أَنْفِهِ ثُمَّ لِيَنْفَتِلْ وَلْيَتَوَضَّأْ، وَلَا يُكَلِّمْ أَحَدًا، فَإِنْ تَكَلَّمَ اسْتَأْنَفَ. ثُوَيْرٌ غَيْرُ قَوِيٍّ فِي الْحَدِيثِ. وَرَوَى أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا رَعَفَ ذَهَبَ فَتَوَضَّأَ، وَأَتَمَّ بَقِيَّةَ صَلَاتِهِ. وَهَذَا مُرْسَلٌ؛ إِبْرَاهِيمُ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَمُرْسَلَاتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ. وَرَوَى عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: يُعَادُ الْوُضُوءُ مِنَ الْقَيْءِ، وَالرُّعَافِ، وَالنَّائِمِ تَبَسُّطًا (¬3). وَعِسْلُ بْنُ سفْيَانَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ في كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ (¬4). ¬

_ (¬1) في (د): "تم". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 285) من طريق أبي إسحاق بمعناه. (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (1/ 291) من طريق عسل به. (¬4) المجروحين لابن حبان (2/ 188).

وَرَوَى عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي تِحْيَى حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ - وَلَيْسَا بِالْقَوِيَّيْنِ - عَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه -: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ في صَلَاتِهِ رِزًّا، أَوْ قَيْئًا، أَوْ رُعَافًا؛ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيَبْنِ على صَلَاتِهِ. [647] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ حُكَيْمٍ قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ - رضي الله عنه -: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ رِزًّا مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، فَلْيَنْصَرِفْ غَيْرَ مُتَكَلِّمٍ وَلَا وَاعِيَ لِصَنِيعِهِ (¬1) فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَعُدْ إِلَى (¬2) الْآيَةِ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهَا (¬3). كَذَا ذَكَرَهُ الثَّوْرِيُّ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الْقَيْءِ. [648] أخبرنا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، أنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْوُضُوءُ مِنَ الطَّعَامِ - قَالَ الْأَعْمَشُ مَرَّةً: وَالْحِجَامَةُ لِلصَّائِمِ - فَقَالَ: إِنَّمَا الْوُضُوءُ مِمَّا خَرَجَ وَلَيْسَ مِمَّا دَخَلَ، وَإِنَّمَا الْفِطْرُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ (¬4). [649] أخبرناه أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا ¬

_ (¬1) تحرفت في (س) إلى "أصبعه". وفي مصنف ابن أبي شيبة (4/ 262): "غير واعٍ لصنعه"، وفي الأوسط لابن المنذر (1/ 275): "فلينصرف غير راع لصنيعته". وفي علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 21): "غير متكلم ولا داعي"، وفي مصنف عبد الرزاق (2/ 339): "غير متكلم ولا باغ". (¬2) في (د): "في". (¬3) أخرجه عبد الرزاق (2/ 339) وابن أبي شيبة (4/ 262) عن سفيان به. (¬4) نسخة وكيع عن الأعمش (ص 55).

إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ثَابِتٌ، وَلَا يَثْبُتُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا اللَّفْظِ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: اغْسِلْ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ عَنْكَ وَحَسْبُكَ (¬1). فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ: "الْوُضُوءُ مِمَّا خَرَجَ (¬2) "، أَيْ: مِنْ مَخْرَجِ الْحَدَثِ؛ فَيَكُونُ حُجَّةً عَلَيْهِمْ. وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [650] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى (¬3)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ طَعِمَ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: إِنَّ الْوُضُوءَ مِمَّا خَرَجَ، وَلَيْسَ مِمَّا دَخَلَ (¬4). [651] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْفَرْغَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ فَغَسَلَ مَوْضِعَ مَحَاجِمِهِ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ (¬5). ¬

_ (¬1) تقدم، وقد علَّقه المصنف في السنن الكبير (1/ 410)، ومعرفة السنن (1/ 419). (¬2) من قوله: "وليس مما دخل" إلى هنا ساقط من (س). (¬3) هو: ابن عامر الثعلبي، ضعفه أبو زرعة وغيره. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 451) بسنده. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 78).

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (10/ 77).

مسألة (22): والقهقهة لا تنقض الوضوء، سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة

مَسْأَلَةٌ (22): وَالْقَهْقَهَةُ لَا تَنْقُضُ الْوُضُوءَ، سَوَاءٌ كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَوْ خَارِجَ الصَّلَاةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا كَانَتْ فِي الصَّلَاةِ نَقَضَتِ الْوُضُوءَ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى أَقْيِسَةٍ قَوِيَّةٍ، وَلَهُمْ عَلَى أَخْبَارٍ ضَعِيفَةٍ رُوِيَتْ بِأَسَانِيدَ وَاهِيَةٍ، وَقَدْ: [652] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي - شَكَى إِلَيْهِ الرَّجُلُ يَجِدُ فِي صَلَاتِهِ شَيْئًا، قَالَ: "لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا" (¬3). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (¬4). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ سُفْيَانَ (¬5). [653] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 47)، ومختصر المزني (ص 12)، والحاوي الكبير (1/ 202)، والمجموع (2/ 70). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 74)، والمبسوط للسرخسي (1/ 77)، وتحفة الفقهاء (1/ 24)، وبدائع الصنائع (1/ 32)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 11). (¬3) تقدم هذا الحديث في مسألة (17): خروج الريح من القبل ينقض الوضوء. عن أحمد بن إسحاق الفقيه عن محمد بن أيوب به. (¬4) صحيح البخاري (1/ 46). (¬5) صحيح مسلم (1/ 189).

ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ" (¬1). وَقَدْ كَتَبْنَاهُ قَبْلَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ (¬2)، وَهُوَ صَحِيحٌ ثَابِتٌ. [654] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ مُعَاذٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ (¬3) مُعَاذٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الضَّاحِكُ فِي الصَّلَاةِ، وَالْمُلْتَفِتُ، وَالْمُتَفَقِّعُ أَصَابِعَهُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ (¬4). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ مِصْرِيٌّ حَسَنُ الْمَخْرَجِ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. كَذَا قَالَ الْحَاكِمُ، وَزَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ قَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. [655] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سُئِلَ جَابِرٌ عَنِ الرَّجُلِ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 92)، وابن ماجه في السنن (1/ 360) من طريق شعبة به. (¬2) تقدم في مسألة رقم (17). (¬3) قوله: "أبيه" ضبب عليه في (ق)، (د). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (6/ 3328) من طريق زبان به.

يَضْحَكُ في الصَّلَاةِ، قَالَ: يُعِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَا يُعِيدُ الْوُضُوءَ (¬1). هَذَا ثَابِتٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ؛ فَإِنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ قَدِ احْتَجَّ بِأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ هَذَا. وَسَائِرُ رُوَاتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ رُوِيَ مُسْنَدًا إِنْ صَحَّ الطَّرِيقُ فِيهِ إِلَى الْأَعْمَشِ: [656] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ مِنْ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ ضَحِكَ فِي صَلَاِتهِ يُعِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَا يُعِيدُ الْوُضُوءَ" (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ: تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْكَبِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَغَيْرُهُ أَوْثَقُ عِنْدَنَا مِنْهُ، وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ إِلَّا هَذَا الْوَاحِدَ مِنْ بَيْنِهِمْ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: كَذَا رَوَاهُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ هَذَا عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، وَقَدْ خُولِفَ فِي مَتْنِهِ، وَذَلِكَ يَرِدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مُسْنَدًا، إِنْ سَلِمَ الطَّرِيقُ إِلَيْهِ: [657] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَاضِي وَاسِطٍ، أنا يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْكَلَامُ يَنْقُضُ الصَّلَاةَ، وَلَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 374). (¬2) المصدر السابق (ص 375). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 319) من طريق يزيد أبي خالد به.

[658] ورواه أَبُو الْخَطَّابِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، وَقَالَ: "الضَّحِكُ يَنْقُضُ الصَّلَاةَ، وَلَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ". أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، ثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، ثنا الْمُنْذِرُ بْنُ عَمَّارٍ أَبُو الْخَطَّابِ، فَذَكَرَهُ مُسْنَدًا (¬1). إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ هُوَ أَبُو شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ جَدُّ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، غَمَزَهُ شُعْبَةُ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَرَوَاهُ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ (¬2) مِنْ قَوْلِ جَابِرٍ مَوْقُوفًا: [659] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَيْسَ في الضَّحِكِ وُضُوءٌ. [660] وعن شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ (¬3) وَعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، سَمِعَا الشَّعْبِيَّ، مِثْلَهُ سَوَاءً (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ (¬5). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرٍ: [661] أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُوسَى وَابْنُ عَائِشَةَ، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 318) عن عبد الباقي به. (¬2) في (ق): "يزيد بن أبي خالد". (¬3) في (ق)، (د): "يزيد بن أبي خالد". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 34/ ب). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 318).

قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ لَا يَرَى عَلَى الَّذِي يَضْحَكُ في الصَّلَاةِ وُضُوءًا (¬1). [662] وبإسناده: ثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا ضَحِكَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَعَلَيْهِ إِعَادَةُ الصَّلَاةِ (¬2). [663] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَرَأَوْا شَيْئًا، فَضَحِكَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى - رضي الله عنه - حَيْثُ انْصَرَفَ: مَنْ كَانَ ضَحِكَ مِنْكُمْ فَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ (¬3). وَرُوِّينَا هَذَا الْمَذْهَبَ عَنِ (¬4) الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ مِنَ التَّابِعِينَ، ثُمَّ عَنْ عَطَاءٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالزُّهْرِيِّ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [664] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 34/ ب). (¬2) المصدر السابق (ق 34/ ب). (¬3) المصدر السابق (ق 34/ ب). (¬4) في (د): "على".

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِنَا، فَدَخَلَ رَجُل ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَوَقَعَ في حُفْرَةٍ، فَضَحِكْنَا، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنَا بِإِعَادَةِ الْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ. وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ: [665] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحْرِزٍ الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَوَقَعَ في حُفْرَةٍ، فَضَحِكْنَا مِنْهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بإِعَادَةِ الْوُضُوءِ كَامِلًا، وَإِعَادَةِ الصَّلَاةِ مِنْ أَوَّلِهَا. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ عَلِيٌّ: الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ضَعِيفَانِ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا خَطَأٌ عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعَلَى قَتَادَةَ وَعَلَى خَالِدٍ الْحَذَّاءِ. وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - فَكِلَاهُمَا ضَعِيفَانِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 298) من طريق محمد بن الحارث الحراني به. (¬2) المصدر السابق (1/ 297).

أَمَّا حَالُ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ فَقَدْ ذَكَرْنَاهُ في مَسْأَلَةِ اللَّمْسِ (¬1). وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ فَقَدْ طَعَنَ فِيهِ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ الْحَسَنُ يُدَلِّسُ فَيَسْمَعُ مِنْ مُوسَى بْنِ مُطَيْرٍ، وَأَبِي الْعَطُوفِ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَأَضْرَابِهِمْ، ثُمَّ يُسْقِطُ أَسْمَاءَهُمْ، وَيَرْوِيهَا عَنْ أَقْوَامٍ ثِقَاتٍ. [666] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا - وَذُكِرَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ في قِصَّةٍ -: إِنَّا لَا نُحَدِّثُ (¬2) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَلَى وَجْهِ الْحَدِيثِ (¬3). [667] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ سَاقِطٌ (¬4). [668] حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدَانُ، أَخْبَرَني أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ سَبْعَةَ أَحَادِيثَ، فَلَقِيتُ الْحَكَمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُ بِحَدِيثٍ مِنْهَا. [669] قال: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ حَدِيثًا، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَهَذَا أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَكَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَمْ يَدْخُلْ مَسَامِعِي. ¬

_ (¬1) مسألة رقم (19). (¬2) في (د): "أنا لا أتحدث". (¬3) انظر: الكامل لابن عدي (3/ 423)، وتاريخ بغداد (8/ 322). (¬4) أحوال الرجال (ص 62).

[670] ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ جَعَلْتُ أُصْبُعِي فِي أُذُنِي (¬1). [671] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَوْلَى بَجِيلَةَ الْكُوفِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، يَرْوِي عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ. [672] ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَجِيلَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسْنِدِيِّ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ: أَكَانَ الْحَسَنُ يَحْفَظُ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ فَضْلٌ، وَغَيْرُهُ أَحْفَظُ مِنْهُ (¬2). [673] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: كِلَاهُمَا قَدْ أَخْطَأَ في هَذَيْنِ الْإِسْنَادَيْنِ، وإنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا، وَكَانَ الْحَسَنُ كَثِيرًا مَا يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، وَأَمَّا قَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ: عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ فَوَهَمٌ قَبِيحٌ، وإنَّمَا رَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، [عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ] (¬4) عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، رَوَاهُ عَنْهُ كَذَلِكَ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَهُشَيْمٌ (¬5)، وَوُهَيْبٌ، وَحَمَّادُ بْنُ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 63). (¬2) التاريخ الكبير للبخاري (2/ 303). (¬3) أي: مرسلا. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سنن الدارقطني. (¬5) في (ق): "هشام".

سَلَمَةَ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَدِ اضْطَرَبَ ابْنُ إِسْحَاقَ في رِوَايَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ، فَمَرَّةً رَوَاهُ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمَرَّةً رَوَاهُ عَنْهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَتَادَةُ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَمَعْمَرٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ (¬1). وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. [674] أخبرنا بِصِحَّةِ مَا قَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي إِذْ جَاءَ رَجُلٌ في بَصَرِهِ ضُرٌّ - أَوْ قَالَ: أَعْمَى - فَوَقَعَ في بِئْرٍ، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَأَمَرَ مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ. فَذَكَرْتُهُ لِحَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ عَنْ حَفْصَةَ. فَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ (¬2) مُرْسَلًا (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ: [675] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ - يَعْنِي حَفْصَةَ - عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي، فَجَاءَ رَجُلٌ في بَصَرِهِ سُوءٌ، فَوَقَعَ في بِئْرٍ عِنْدَ ¬

_ (¬1) سنن الدارقطني (1/ 297). (¬2) قوله: "عن الحسن البصري" ليس في (س). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 303).

الْمَسْجِدِ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ضَحِكَ فَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ وَالْوُضُوءَ" (¬1). وَأَمَّا حَدِيثُ قَتَادَةَ: [676] فأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَأَصْحَابُهُ، فَتَرَدَّى فِي بِئْرٍ، فَضَحِكَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ (¬2). [677] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، ثنا الْحَجَبِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ ضَرِيرٌ فَوَقَعَ في بِئْرٍ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ وَالْوُضُوءَ (¬3). [678] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، أَنَّ أَعْمَى تَرَدَّى في بِئْرٍ، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، فَضَحِكَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ ضحِكَ مِنْهُمْ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَيُعِيدَ الصَّلَاةَ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 376) عن سفيان به. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 24). (¬3) المصدر السابق (5/ 24). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 300).

[679] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فَذَكَرَهُ (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ: [680] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬2) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، ثنا عُمَرُ (¬3) بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في صَلَاةٍ في يَوْمٍ مَاطِرٍ إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ يَسْعَى يُرِيدُ الصَّلَاةَ، فَزَلَقَ فَسَقَطَ في حُفْرَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَضَحِكَ مَنْ كَانَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الصَّلَاةِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "مَنْ قَهْقَهَ مِنْكُمْ آنِفًا فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ" (¬4). [681] عمر بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ الْمَعْرُوفُ بِسَنْدَلٍ ضَعِيفٌ، ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. كَذَلِكَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظُ (¬5). [682] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 376). (¬2) في (ق)، (د): "الحسن" وهو خطأ. (¬3) في (ق): "عَمرو" خطأ. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 302) من طريق عمر بن قيس به. (¬5) سنن الدارقطني (1/ 302).

يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ، لَقَبُهُ سَنْدَلٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ (¬1). [683] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الرُّخِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كُنْتُ قَاعِدًا في الْمَسْجِدِ وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ يُحَدِّثُ، قَالَ يَحْيَى: فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ (¬2) في دِيَةِ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ وَعَجَائِبَ (¬3). [684] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬4) الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬5). [685] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: "سَنْدَلٌ" سَاقِطٌ، هُوَ أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَعْرَجِ (¬6). ثُمَّ إِنْ سَلِمَ مِنْهُ، فَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى الطَّرِيقِ، وَهُوَ ضَالٌّ، غَيرُ ثِقَةٍ في الْحَدِيثِ. ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 82). (¬2) قوله "ابن عمير" ساقط من (س). وفي (د): "عبيد بن عميرة" خطأ. (¬3) ذكره عنه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 187)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 129)، وابن عدي في الكامل (7/ 347). (¬4) في (ق): "الحسن" خطأ. (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 103). (¬6) أحوال الرجال للجوزجاني (ص 254).

[686] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ (¬1)، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬2) الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ: كَيْفَ حَدِيثُ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - أَنهُ وَرَّثَ امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ؟ فَقَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ لَمْ يَكُنْ سُنَّةً (¬3). [687] قال عَمْرٌو: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ: كَيْفَ حَدِيثُ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ فِي السَّكْتَتَيْنِ؟ فَقَالَ: مَا نَصْنَعُ بِسَمُرَةَ (¬4)؟ ! قَبَّحَ اللَّهُ سَمُرَةَ! (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَبَّحَ اللَّهُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، وَرَضِيَ عَنْ سَمُرَةَ وَعَنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ. [688] وبهذا الْإِسْنَادِ قَالَ عَمْرٌو: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ يَحْيَى حَدَّثَ عَنْهُ ثُمَّ تَرَكَهُ (¬6). [689] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أبا حَفْصٍ (¬7) قَالَ: سَمِعْتُ الْأَفْطَسَ (¬8) يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ ¬

_ (¬1) قوله "السلمي" ليس في (د). (¬2) في (د)، (س): "أبو الحسن" خطأ. (¬3) ضبطت كذا في (ق) بتنوين آخرها. (¬4) في (د): "ما يصنع سمرة"، وفي (س) غير منقوطة. (¬5) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 147)، وابن عدي في الكامل (7/ 593) من طريق عمرو به. (¬6) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 247) من طريق عمرو به. (¬7) يعني: عمرو بن علي الفلاس. (¬8) هو: عبد الله بن سلمة الحضرمي.

عُبَيْدٍ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ شَهِدُوا عِنْدِي عَلَى شِرَاكِ (¬1) نَعْلٍ؛ مَا أَجَزْتُهُ (¬2). [690] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ طَلْحَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنِ النَّاسِ وَتَرَكْتَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُمْ يُصَلُّونَ لِلْقِبْلَةِ، وَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَحْدَهُ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ عَلَى بِدْعَةٍ، فتَرَكْتُ حَدِيثَهُ (¬3). [691] وأخبرنا مُحَمَّدٌ، أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عُرْوَةُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ أنَا (¬4) وَبَهْزٌ الْعَمِّيُّ، وَحَبَّانُ خَالُ هِلَالٍ الرَّأْيِ، فَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، فَإِذَا أَصْحَابُهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ. قَالَ: فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَالَ: لَوْ نَزَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكٌ (¬5) مِنَ السَّمَاءِ مَا قَالَ لَكُمْ أَحْسَنَ مِنْ ذَا، أَوْ مَا زَادَكُمْ عَلَى ذَا (¬6). قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ سَلْمٍ (¬7)، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: مِنْ هَذَا أُتِيَ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَتَبَهُ عَنِّي الْأَصْمَعِيُّ مُنْذُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. ¬

_ (¬1) الشراك: سير النعل على ظهر القدم. (¬2) أخرجه الخطيب في التاريخ (14/ 77) عن أبي سعيد الصيرفي به. (¬3) المصدر السابق (14/ 83) من طريق محمد بن إبراهيم به. (¬4) من قوله: "فتركت حديثه" إلى هنا ساقط من (س). (¬5) قوله: "ملك" ساقط من (د). (¬6) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 37) من طريق أبي عوانة به. (¬7) قوله: "سلم" ساقط من (س).

[692] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ, غَيْرُ ثِقَةٍ، ضَالٌّ (¬1). وَجَرْحُهُ أَشْهَرُ مِنْ ذَلِكَ. [693] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). [694] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا مَطَرٌ قَالَ: لَقِيَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي وَإِيَّاكَ عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَكَذَبَ وَاللَّهِ، مَا أُصَدِّقُهُ فِي شَيْءٍ (¬3). [695] وبإسناده: ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ حُمَيْدٌ مِنْ أَكَفِّهِمْ عَنْهُ. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى حُمَيْدٍ. قَالَ: فَحَدَّثَنَا حُمَيْدٌ بِحَدِيثٍ. قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُهُ. قَالَ: فَقَالَ لِي حُمَيْدٌ: لَا تَأْخُذْ عَنْ هَذَا شَيْئًا (¬4)؛ فَإِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى الْحَسَنِ، كَانَ يَأْتِي الْحَسَنَ بَعْدَ مَا أَسَنَّ فَيَقُولُ: يَا أَبا سَعِيدٍ، أَلَيْسَ ¬

_ (¬1) أحوال الرجال (ص 182). (¬2) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 88). (¬3) العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية المروذي (ص 179)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 247)، والضعفاء للعقيلي (3/ 145)، والمعرفة والتاريخ ليعقوب (2/ 263)، والتاريخ للخطيب (14/ 79). (¬4) في (ق)، (س): "شيء". وفي (د): "بشيء" وأثبتنا الجادة.

تَقُولُ (¬1) كَذَا وَكَذَا؟ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَيْسَ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ، قَالَ (¬2): فَيَقُولُ الشَّيْخُ بِرَأْسِهِ هَكَذَا (¬3). وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا: [696] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ سَلْمٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَوْجَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْوُضُوءَ مِنَ الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ (¬4). هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ: [697] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ (¬5) الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا إِسمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، [عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ] (¬6)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيِّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ قَرْقَرَةً فَلْيُعِدِ ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "أتقول". (¬2) في (ق)، (د): "فقال". (¬3) العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية المروذي (ص 180)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 246)، والمجروحين لابن حبان (2/ 36)، والضعفاء للعقيلي (3/ 147)، والكامل لابن عدي (7/ 607)، والمعرفة والتاريخ ليعقوب (2/ 263)، والتاريخ للخطيب (14/ 80). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 629). (¬5) في جميع النسخ: "أبو سعيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬6) ما بين المعقوفتين ساقط من النسخ الخطية كلها، والمثبت من أصل الرواية من الكامل لابن عدي (5/ 18)، وهو الصواب كما في روايات هذا الحديث كافة، وانظر سنن الدارقطني (1/ 301)، ومعجم ابن الأعرابي (1/ 251).

الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ" (¬1). كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. [698] ورواه غَيْرُهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَعْرُوفٍ، ثنا حَيْوَةُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، فَذَكَرَهُ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬3). [699] ورواه بَقِيَّةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ضَحِكَ في الصَّلَاةِ قَهْقَهَةً فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ". أَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ (¬4)، ثنا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، فَذَكَرَهُ (¬5). لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ بَقِيَّةَ، وَبَقِيَّةُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 628). (¬2) انظر التعليق السابق. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 302) وفيه كما تقدم: "إسماعيل بن عياش، عن عمر بن قيس، عن عمرو بن عبيد". (¬4) كذا في جميع النسخ، والذي في أصل الرواية من الكامل لابن عدي: "ابن جوصاء"، وكلاهما من شيوخه. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 21).

[700] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْفَارِضُ (¬1)، ثنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِرَجُلٍ ضَحِكَ: "أَعِدْ وُضُوءَكَ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَمُحَمَّدٌ الْخُزَاعِيُّ هَذَا هُوَ مِنْ مَجْهُولِي مَشَايِخِ بَقِيَّةَ، وَيُقَالُ عَنْ بَقِيَّةَ في هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْحَسَنِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَيْضًا مَجْهُولٌ (¬2). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [701] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (¬3)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قَهْقَهَ أَعَادَ الْوُضُوءَ وَأَعَادَ الصَّلَاةَ" (¬4). [702] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ, يَقُولُ: ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: لَا تَأْخُذْ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِثِقَةٍ (¬5). [703] قال: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ بَصْرِيٌّ ¬

_ (¬1) في (ق): "القاضي"، وفي (د): "الفارضي". (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 20). (¬3) هو: ابن أبي المخارق. (¬4) المصدر السابق (5/ 21). (¬5) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 99).

ضَعِيفٌ (¬1). [704] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ البُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُحَدِّثَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمِ (¬2)، فَذَكَرُوا أَمْرَهُ عِنْدَ يَحْيَى فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: التَّرْوِيحَ في الصَّلَاةِ، فَقَالَ: يَذْكُرُونَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، فَقَالَ لَهُ عَفَّانُ: مِنْ حَدِيثِ مَنْ؟ فَقَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (¬3)، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ. وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحَمَنِ فَإِنِّي سَأَلْتُهُ في الْمَجْلِسِ عَنْ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمِ، فَقَالَ: دَعْهُ، فَلَمَّا قَامَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُحَدِّثُنِي، فَسَأَلْتُهُ (¬4)، فَقَالَ: فَأَيْنَ التَّقْوَى؟ (¬5). [705] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ أَبُو أُمَيَّةَ غَيْرُ ثِقَةٍ، فَرَحِمَ اللَّهُ مَالِكًا، غَاصَ هُنَاكَ فِي الْمَاءِ فَوَقَعَ عَلَى خَزَفَةٍ مُنْكَسِرَةٍ، أَظُنُّهُ اغْتَرَّ بِكِسَائِهِ (¬6). وَهَذَا لِأَنَّ مَالِكًا - رحمه الله - كَانَ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ، ثُمَّ غَلِطَ في أَمْرِ عَبْدِ الْكَرِيمِ فَحَدَّثَ عَنْهُ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 125). (¬2) زاد في (س) في هذا الموضع: "ابن أبي عبد الله". (¬3) في (س): "من حديث مني فقال: ما نهيتكم عن المجازف عبد الكريم". (¬4) في (د): "ظننت فسألته" خطأ. (¬5) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 59) من طريق عمرو به. (¬6) أحوال الرجال (ص 161).

وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [706] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬1) الصُّوفِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُصَلِّي، فَدَخَلَ أَعْمَى الْمَسْجِدَ، فَتَرَدَّى فِي بِئْرٍ أَوْ حُفْرَةٍ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ (¬2) وَالصَّلَاةَ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: أَبُو مُعَاذٍ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ، فَقَالَ فِي هَذِهِ (¬3) الرِّوَايَةِ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْبَلَاءُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيِّ؛ فَإِنَّهُ ضَعِيفٌ (¬4). [707] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: وَحَدَّثَ بِهَذَا - يَعْنِي حَدِيثَ الْقَهْقَهَةِ - شَيْخٌ لِأَهْلِ الْمِصِّيصَةِ يُقَالُ لَهُ: سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، وَكَانَ ضَعِيفًا سَيِّئَ الْحَالِ فِي الْحَدِيثِ، حَدَّثَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من أصل الرواية, وسيأتي على الصواب. (¬2) قوله: "الوضوء" ساقط من (د). (¬3) في (د): "هذا". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 19).

[708] حدثنا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬1)، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَأَحْسَنُ حَالَاتِ سُفْيَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنْ يَكُونَ وَهِمَ في هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ إِنْ لَمْ يَكُنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ في قَوْلِهِ: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، فَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مِنْهُمْ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَمَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُمْ، لَمْ يَذْكُرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ في حَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ فِي الْإِسْنَادِ: أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَلَا ذَكَرَ فِيهِ بَيْنَ الزُّهْرِيِّ وَأَنَسٍ سُلَيْمَانَ بْنَ أَرْقَمَ، وَإِنْ كَانَ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَابْنُ أَبِي عَتِيقٍ قَدْ رَوَيَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ: [709] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ حَمَّادٍ وَابْنُ صَاعِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَهْوَازِيُّ، قَالُوا: ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا أبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْبَدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بَيْنَمَا هُوَ فِي الصَّلَاةِ إِذْ أَقْبَلَ أَعْمَى يُرِيدُ الصَّلَاةَ، فَوَقَعَ فِي زُبْيَةٍ (¬3)، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ قَهْقَهَةً، فَلَمَّا انْصرَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4) قَالَ: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ قَهْقَهَ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَرَوَاهُ أَبُو يُوسُفَ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) في (د): "ابن الحسن". (¬2) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 32/ أ). (¬3) الزبية: الحُفرة. (¬4) من قوله: "بينما هو في الصلاة" إلى هنا ساقط من (د).

حَنِيفَةَ، وَقَالُوا: مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَرْسَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَزُفَرُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَلَمْ يَذْكُرَا مَعْبَدًا في هَذَا الْإِسْنَادِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قَالَ لَنَا ابْنُ حَمَّادٍ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ هَوْذَةَ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ في كِتَابِهِ تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ حَمَّادٍ غَلَطٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قِيلَ: مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ؛ فَكَيْفَ يَكُونُ جُهَنِيًّا أَنْصَارِيًّا؟ ! وَمَعْبَدُ بْنُ هَوْذَةَ أَنْصَارِيٌّ، وَلَهُ حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكُحْلِ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ حَمَّادٍ اعْتَذَرَ لِأَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ هَوْذَةَ، لِمَيْلِهِ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ، وَلَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ عَنْ مَعْبَدٍ في هَذَا الْإِسْنَادِ إِلَّا أَبُو حَنِيفَةَ. وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا، وَأَصْحَابُ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ صَاحِبُهُ الْمُخْتَصُّ بِهِ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَبَعْدَهُ أَبُو عَوَانَةَ، وَغَيْرُهُمَا مِمَّنْ رَوَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَلَيْسَ عِنْدَ هُشَيْمٍ وَأَبِي عَوَانَةَ هَذَا الْحَدِيثُ لَا مَوْصُولًا وَلَا مُرْسَلًا. يَعْنِي مِنْ جِهَةِ الْحَسَنِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: فَأَخْطَأَ أَبُو فُلَانٍ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَتْنِهِ؛ لِزِيَادَتِهِ فِي الْإِسْنَادِ مَعْبَدًا، وَالْأَصْلُ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا، وَزِيَادَتِهِ فِي مَتْنِهِ الْقَهْقَهَةَ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي الْعَالِيَةِ - مَعَ ضَعْفِهِ وَإِرْسَالِهِ - الْقَهْقَهَةُ (¬1). [710] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَوَهِمَ فِيهِ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي (5/ 22).

مَنْصُورٍ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَعْبَدٍ، وَمَعْبَدٌ هَذَا لَا صُحْبَةَ لَهُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ في الْقَدَرِ مِنَ التَّابِعِينَ، حَدَّثَ بِهِ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: غَيْلَانُ بْنُ جَامِعٍ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَهُمَا أَحْفَظُ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ لِلْإِسْنَادِ (¬1). أَمَّا حَدِيثُ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ: [711] فأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهَيْرِيُّ أَبُو بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، ثنا أَبِي، ثنا غَيْلَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ الْوَاسِطِيِّ - هُوَ ابْنُ زَاذَانَ - عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الْغَدَاةَ، فَجَاءَ رَجُلٌ أَعْمَى، وَقَرِيبٌ مِنْ مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِئْرٌ عَلَى رَأْسِهَا جُلَّةٌ (¬2)، فَجَاءَ الْأَعْمَى يَمْشِي حَتَّى وَقَعَ فِيهَا، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ مَا قَضَى الصَّلَاةَ: "مَنْ ضَحِكَ مِنْكُمْ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ" (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ هُشَيْمٍ: [712] فأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُرْسَلًا بِبَعْضِ مَعْنَاهُ (¬4). ¬

_ (¬1) سنن الدارقطني (1/ 306). (¬2) في (س): "جلد". والجلة: وعاء من خوص يوضع فيه التمر. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 32/ ب). (¬4) المصدر السابق (ق 32/ ب).

وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [713] أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَبُو مَنْصُورٍ الدَّامَغَانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ شِهَابِ بْنِ (¬2) طَارِقٍ الْأَصْبَهَانِيُّ بِجُرْجَانَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ فُورَكَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيُّ، ثنا عَمَّارُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ (¬4)، ثنا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَهْقَهَ فِي الصَّلَاةِ قَهْقَهَةً شَدِيدَةً فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ وَالصَّلَاةُ" (¬5). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ أَكْثَرُهُمْ مَجْهُولُونُ، وَلَيْسَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِمْ، فَكَيْفَ عَلَى عَدَالَتِهِمْ؟ ! وَمُوسَى بْنُ هِلَالٍ إِنْ كَانَ هُوَ الطَّوِيلَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ فَهُوَ ضَعِيفٌ، لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وفي مصادر ترجمته من معجم شيوخ الإسماعيلي وتاريخ جرجان (ص 364): "أبو عمرو"، وكذا في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 211)، ووقع في ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم (1/ 281): "أبو عمر". (¬2) لفظة: "بن" ساقطة من (د). (¬3) كذا في النسخ، وفي أصل الرواية: "عبيد الله"، وكذا في تاريخ جرجان عن الإسماعيلي، ولم نقف له على ترجمة. (¬4) قال الدارقطني: يحدث عن موسى بن هلال الطويل، مجهول. سؤالات البرقاني (ص 114). (¬5) أخرجه الإسماعيلي في المعجم (3/ 530).

[714] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسٌ الْأَسْفَاطِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الدَّبَّاجُ (¬1)، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ (¬2)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَبِئْرٌ وَسَطُ الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ أَعْمَى فَوَقَعَ فِيهَا، فَضَحِكَ نَاسٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ. لَفْظُ حَدِيثِ السُّلَمِيِّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدَانَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَنَسٍ؛ أَنَّ رَجُلًا أَعْمَى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَقَعَ فِي بِئْرٍ، فَضَحِكَ النَّاسُ، وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سَلَّامٍ غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، يَضَعُ الْحَدِيثَ (¬3). ¬

_ (¬1) في (ق): "الذباح"، وغير منقوطة في (س)، وهو أحمد بن عبد الله بن زياد أبو جعفر المعروف بالتستري، له ترجمة في: تاريخ بغداد (5/ 354)، وفتح الباب لابن منده (ص 194)، والكنى لأبي أحمد الحاكم (3/ 95)، ونسب فيهما: "الديباجي"، ووقع في (2/ 216) من كنى أبي أحمد: "الدباج". نقول: الدباج: لقب لمن يصنع الديباج، ولم يشتهر الوصف بها قديما، فلم نجدها في كتب الأنساب؛ نعم قد ذكر ابن ناصر في توضيح المشتبه (4/ 74) الدباج: أبو الحسن علي بن جابر بن علي الدباج المقرئ الفقيه المالكي، لكنه ذكر أنه توفي سنة أربعين وستمائة، والمشهور الديباجي: نسبة إلى ملاحة الوجه، وإلى صناعة الديباج وعمله، وانظر الأنساب لابن السمعاني (5/ 390)، وقد نُسب أحمد "ديباجيا" في العلل للدارقطني (1/ 238) و (12/ 209). (¬2) قوله: "وأبي العالية" ساقط من (ق). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 298).

وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [715] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِنَا، فَجَاءَ رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ فَوَطِئَ فِي خَبَالٍ (¬1) مِنَ الْأَرْضِ، فَصُرِعَ، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ. قَالَ عَلِيٌّ: دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَأَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ ضَعِيفٌ (¬2). [716] أخبرنا أَبُو سهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ الْبَصْرِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (¬3). [717] وبإسناده قَالَ: دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، شِبْهُ لَا شَيْءٍ، لَا يَدْرِي مَا الْحَدِيثُ (¬4). [718] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ، قَالَ: أَبُو أُمَيَّةَ أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ يُكْنَى بِأَبِي أُمَيَّةَ، كَانَ خَزَّازًا (¬5) في دَارِ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، وَكَانَ أُمِّيًّا لَا يَكْتُبُ، فَوَضَعَ ¬

_ (¬1) في (س): "حبال"، والخبال: الفساد. (¬2) المصدر السابق (1/ 299). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 46). (¬4) المصدر السابق (ص 68). وقوله: "شبه لا شيء" جعله البخاري في التاريخ الكبير (3/ 244) من كلام الإمام أحمد. (¬5) في (ق): "خرازا"، وفي (د): "حزازا"، وفي (س): "حرازا"، والمثبت كما في الكامل لابن عدي، وقد وقع في أصوله الخطية اختلاف أيضًا، ونقل الشيخ المعلمي في حاشية الإكمال =

كِتَابًا عَلَى مَا يُرِيدُ، وَكَانَ يُعَامِلُ بِهِ النَّاسَ (¬1). [719] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: - أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ - سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: دَاوُدُ بْنُ مُحَبَّرٍ أَبُو سُلَيْمَانَ، قَالَ أَحْمَدُ: شِبْهُ لَا شَيْءٍ، لَا يَدْرِي مَا الْحَدِيثُ (¬3). [720] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ مَتْرُوكٌ (¬4). [721] وداود بْنُ مُحَبَّرٍ كَانَ يَرْوِي عَنْ كُلٍّ، وَكَانَ مُضْطَرِبَ الْأَمْرِ (¬5). [722] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ في أَسَامِي الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ، حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الثِّقَاتِ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ، حَدَّثُونَا عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْهُ بِكِتَابِ الْعَقْلِ، وَأَكْثَرُ مَا أُودِعَ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنَ الْحَدِيثِ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، جَزَاهُ اللَّهُ عَنْ ¬

_ = لابن ماكولا (2/ 184) في نسبة "الخزاز" قال: "قال ابن الفرضي: . . . وأبو أمية أيوب بن خوط الخزاز"، وكذا في كنى مسلم مجودا بخط الحافظ ابن الفرات، وكذا في فتح الباب (ص 74)، والمقتنى (1/ 95). (¬1) روى ابن عدي في الكامل (2/ 197) مثله عن عمرو بن علي الفلاس. (¬2) في (ق)، (د): "الحسن" خطأ. (¬3) التاريخ الكبير للبخاري (3/ 244) وليس فيه كنيته، وهي ثابتة في رواية ابن فارس عنه كما عند أبي أحمد الحاكم في الكنى (5/ 28). (¬4) أحوال الرجال (ص 163). (¬5) المصدر السابق (ص 336).

نَبِيِّهِ خَيْرًا (¬1) وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى: [723] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زُهَيْرٍ - هُوَ التُّسْتَرِيُّ -: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ الْحَدِيثِ قَبْلَهُ فِي الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ. وَهَذَا خَطَأٌ، إِنْ لَمْ يَكُنْ تَعَمَّدَهُ بَعْضُ هَؤُلَاءِ. فَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا: [724] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، [عَنْ هِشَامٍ] (¬2)، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَائِدَةُ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ هِشَامٍ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بِإِسْنَادٍ وَاهٍ (¬4): ¬

_ (¬1) المدخل إلى الصحيح (ص 163). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، وأثبتناه من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 33/ ب) (¬4) في النسخ: "واهي"، والجادة ما أثبتناه.

[725] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرُويَهِ الْمَرْوَزِيُّ - قَدِمَ عَلَيْنَا - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاذُويَهِ الْكِنْدِيُّ الْكَرَابِيسِيُّ إِمْلَاءً، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ حَمْزَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ضَحِكَ فِي صَلَاتِهِ قَهْقَهَةً فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ". يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ هَذَا لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. [726] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو فَرْوَةَ الْجَزَرِيُّ اسْمُهُ: يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَقَدْ رَوَى الْكُوفِيُّونَ عَنْهُ، وَلَيْسَ بِثِقَةٍ (¬1). [727] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - فِي أَسَامِي الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ، رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ الْمَنَاكِيرَ الْكَثِيرَةَ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ. وَابْنُ ابْنِهِ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو بَكْرٍ ثِقَاتٌ (¬2). ¬

_ (¬1) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 411). (¬2) المدخل إلى الصحيح للحاكم (1/ 239). كذا وقع في نسخنا: "ثقات"، والذي في أصل الرواية من كتاب المدخل: "صدوقان"؛ لذلك غير محققه في النص لما رأى كلمة: "صدوقان"، ومما يؤكد صحة ما في نسخنا الخطية أن الحاكم وثقهم كما في سؤالات السجزي له (ص 211، 212) حيث قال: "وسمعته يقول: محمد بن يزيد بن سنان، ثقة مأمون، حدث عن زيد بن أبي أنيسة، ومعقل بن =

وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [728] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ وَالْحُسَيْنُ (¬1) بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَا: ثنا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ضَحِكَ مِنْكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ لَيْسَ يَرْوِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ غَيْرُ أَبِي فَرْوَةَ (¬2). [729] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رحمه الله - يَقُولُ: أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ضَعِيفٌ (¬3). [730] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالُوا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ضَحِكَ مِنْكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيُعِدِ ¬

_ = عبيد الله الجزري. وابنه أبو فروة، ثقة. وابنه أبو بكر محمد بن يزيد بن محمد، حافظ، ثقة. سمع أبا جعفر النفيلي، وسعيد بن حفص الحراني"، والله أعلم. (¬1) في (ق): "والحسن" خطأ. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 695). (¬3) المصدر السابق (10/ 691).

الصَّلَاةَ" (¬1). قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَالصَّحِيحُ عَنْ جَابِرٍ خِلَافُهُ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ: يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ضَعِيفٌ، وَيُكْنَى بِأَبِي فَرْوَةَ الرُّهَاوِيِّ، وَابْنُهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا. وَقَدْ وَهِمَ في الْحَدِيثِ فِي مَوْضِعَيْنِ: أَحَدُهُمَا: في رَفْعِهِ إِيَّاهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَالْآخَرُ: فِي لَفْظِهِ. وَالصَّحِيحُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ مِنْ قَوْلِهِ: مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُعِدِ الْوُضُوءَ. قَالَ عَلِيٌّ: كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّفَعَاءِ الثِّقَاتِ، مِنْهُمْ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، وَعُمَرُ (¬3) بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ وَغَيْرُهُمْ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ (¬4). قَدْ ذَكَرْنَا حَدِيثَ جَابِرٍ فِي أَوَّلِ الْمَسْأَلَةِ. وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا: [731] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 315). (¬2) لم أجد هذه العبارة في السنن, وقد ذكرها الحافظ ابن حجر في الإتحاف (3/ 161). (¬3) في (ق): "عمرو" خطأ. (¬4) سنن الدارقطني (1/ 315).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا الثِّقَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ رَجُلًا ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَلَمْ نَقْبَلْ هَذَا لِأَنَّهُ مُرْسَلٌ. الزُّهْرِيُّ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكٌ، قَدْ مَضَى (¬2) ذِكْرُهُ. [732] أخبرنا بِذَلِكَ: أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬3). [733] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ (¬4). [734] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: يَقُولُونَ: تُحَابِي، وَلَوْ حَابَيْنَا لَحَابَيْنَا الزُّهْرِيَّ، إِرْسَالُ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَذَاكَ (¬5) أَنَّا نَجِدُهُ يَرْوِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب الرسالة، الملحق بالأم (1/ 218). (¬2) في (ق)، (د): "قضى"، والمثبت من (س). (¬3) المصدر السابق (1/ 218). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 32/ أ). (¬5) في (س): "وذلك". (¬6) آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص 61).

فَرَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَالْحَسَنُ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحًا عِنْدَ الزُّهْرِيِّ لَمَا اسْتَجَازَ أَنْ يَقُولَ بِخِلَافِهِ، وَقَدْ (¬1): [735] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ (¬2): سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَيْسَ فِي الضَّحِكِ وُضُوءٌ (¬3) (¬4). [736] قال: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ (¬5)، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْقُرَشِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَمِرٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: مَنْ ضَحِكَ (¬6) يُعِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَا يُعِيدُ الْوُضُوءَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ (¬7): فَلَوْ كَانَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرٌ (¬8) لَمَا كَانَ يُخَالِفُهُ وَيَقُولُ: لَيْسَ فِيهِ وُضُوءٌ. وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا: ¬

_ (¬1) قوله: "وقد" ساقط من (س). (¬2) هنا في (س) زيادة: "وقد". (¬3) في النسخ: "وضوءا"، وما أثبتناه الجادة. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 377). (¬5) هو: عبد الله بن محمد بن شيرويه. وأبو عبد الله هو: محمد بن نصر المروزي. وأبو الوليد القرشي هو: أحمد بن عبد الرحمن. (¬6) في (د)، (س): "من الضحك". (¬7) قوله: "قال أبو بكر" ليس في (س). (¬8) في (د)، (س): "خبرًا".

[737] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ قَوْمًا ضَحِكُوا خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُعِيدُوا الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا أَرْسَلَهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ نَفْسِهِ، فَأَمَّا الْحَدِيثُ فَهُوَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَذُكِرَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ (¬1) الْوَاسِطِيِّ قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ (¬2) إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (¬3). [738] قال أَبُو أَحْمَدَ: ثنا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبَّاسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ (¬4) يَقُولُ: مُرْسَلَاتُ إِبْرَاهِيمَ صَحِيحَةٌ إِلَّا حَدِيثَ تَاجِرِ الْبَحْرَيْنِ، وَحَدِيثَ الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَبَلَغَنِي عَنِ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ الْأَعْمَشُ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ حَدِيثَ الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ. [739] أخبرناه (¬6) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَسْمَعِ الْأَعْمَشُ - يَعْنِي - حَدِيثَ إِبْرَاهِيمَ فِي الضَّحِكِ (¬7). ¬

_ (¬1) وقع في المطبوع من أصل الرواية: "أبي هشام". (¬2) في (د): "حديث". (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 25). (¬4) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 207). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 26). (¬6) في (ق)، (س): "أخبرنا". (¬7) العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 67).

وَقَدْ: [740] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الصُّوفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَلَاءِ كَامِلُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَ شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِحَدِيثٍ، قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِحَمَّادٍ: سَمِعْتَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي مُغِيرَةُ. قَالَ: فَذَهَبْتُ (¬1) إِلَى مُغِيرَةَ فَقُلْتُ: إِنَّ حَمَّادًا أَخْبَرَنِي عَنْكَ كَذَا. فَقَالَ: صَدَقَ. فَقُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ. قَالَ: فَلَقِيتُ مَنْصُورًا فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي عَنْكَ مُغِيرَةُ بِكَذَا. فَقَالَ: صَدَقَ. فَقُلْتُ: سَمِعْتَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ. قَالَ: فَجَهَدْتُ أَنْ أَعْرِفَ طُرُقَهُ (¬2) فَلَمْ أَعْرِفْهُ وَلَمْ يُمْكِنِّي (¬3) (¬4). [741] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِيهِ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ (¬5) بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنِ الشَّافِعِيِّ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬6). قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَبِي - يَعْنِي أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ - فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ أَعْرَابِيًا ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ، ¬

_ (¬1) في (س): "فذهبنا". (¬2) في (س): "صدقه". (¬3) في (ق)، (د): "يمكنني". (¬4) الكامل لابن عدي (3/ 305). (¬5) في (س) زيادة: "ابن عبد الله". (¬6) آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص 167).

فَأَمَرَهُ (¬1) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ (¬2). هَذَا، وَإِبْرَاهِيمُ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا، وَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ: [742] أخبرنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هَذَا الْحَدِيثُ يَدُورُ عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ، فَقُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ مُرْسَلًا، فَقَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ، قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فَقُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ مُرْسَلًا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فَقُلْتُ: قَدْ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ مُرْسَلًا، فَقَالَ: قَرَأْتُهُ فِي كِتَابِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ (¬3). فَبَطَلَتْ هَذِهِ الْأَسَانِيدُ الَّتِي سَبَقَ ذِكْرُهَا، وَرَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى أَبِي الْعَالِيَةِ، كَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ عَنْ خَالِدٍ وَأَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (¬4). وَرَوَاهُ هُشَيْمٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَرَوَاهُ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. ¬

_ (¬1) في (د): "فأمر". (¬2) المصدر السابق (ص 168). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 304). (¬4) من قوله: "ورواه وهيب" إلى هنا ساقط من (س).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ مُرْسَلًا، حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَيحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَغَيْرُهُمْ، فَاتَّفَقُوا عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [743] ورواه خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يُسَمِّ الرَّجُلَ، وَلَا ذكَرَ أَلَهُ (¬1) صُحْبَةٌ أَمْ لَا؟ وَلَمْ يَصْنَعْ خَالِدٌ شَيْئًا، وَقَدْ خَالَفَهُ خَمْسَةُ أَثْبَاتٍ حُفَّاظٍ، وَقَوْلُهُمْ أَوْلَى بِالصَّوَابِ. أَخْبَرَنِي بِجَمِيعِ هَذَا الْكَلَامِ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ (¬2). وَمَرَاسِيلُ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ. [744] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: ثَلَاثَة يُصَدِّقُونَ مَنْ حَدَّثَهُمْ: أَنَسٌ، وَأَبُو ¬

_ (¬1) في (س): "له" بدون الهمزة. (¬2) سنن الدارقطني (1/ 307).

الْعَالِيَةِ، وَالْحَسَنُ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ. [745] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، أنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا وَذَكَرَ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا حَدَّثْتَنِي فَلَا تُحَدِّثْنِي (¬2) عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَالْحَسَنِ؛ فَإِنَّهُمَا كَانَا لَا يُبَالِيَانِ عَمَّنْ أَخَذَا حَدِيثَهُمَا (¬3). [746] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَنْ حَدَّثَنِي مِنَ النَّاسِ - يَعْنِي بِالْمُرْسَلِ مِنَ الْحَدِيثِ - فَلَا يُحَدِّثْنِي عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ؛ فَإِنَّهُمَا لَا يُبَالِيَانِ عَمَّنْ حَمَلَا حَدِيثَهُمَا (¬4). [747] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ فَتْحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ بْنَ ¬

_ (¬1) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 35)، وعنه الخطيب في الكفاية (2/ 167)، وابن عساكر في التاريخ (18/ 186). قال الخطيب: "أراد ابن سيرين أنهم كانوا يأخذون الحديث عن كل أحد، ولا يبحثون عن حاله، لحسن ظنهم به، وهذا الكلام قاله ابن سيرين على سبيل التعجب منهم في فعلهم وكراهته لهم ذلك، والله أعلم". (¬2) قوله: "فلا تحدثني" ساقط من (د). (¬3) سنن الدارقطني (1/ 314). (¬4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (18/ 187) من طريق ابن راهويه به.

يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ - رحمه الله - يَقُولُ: حَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ رِيَاحٌ، وَحَدِيثُ مُجَالِدٍ يُجْلَدُ، وَحَدِيثُ حَرَامٍ حَرَامٌ (¬1). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: إِنَّمَا أَرَادَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِقَوْلِهِ: "حَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ الرّيَاحِيِّ رِيَاحٌ" حَدِيثَهُ في الْقَهْقَهَةِ وَحْدَهُ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ فِي التَّابِعِينَ. [748] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمُطَرِّزُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: لَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ خَبَرٌ (¬2). حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ مَعْلُولٌ مَعَ الْإِرْسَالِ، قِيلَ لِشَرِيكٍ: إِنَّ الْأَعْمَشَ يَرْوِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -, قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُهُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: كَذَا وَجَدْتُهُ، وَصَوَابُهُ: قَالَ شَرِيكٌ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. قَالَ: وَحَدِيثُ الزُّهْرِيِّ مَعْلُولٌ، إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكٌ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ: وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَالْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَاقِطٌ. ¬

_ (¬1) آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص 170)، وسؤالات البرذعي لأبي زرعة (ص 203)، والكامل لابن عدي (4/ 234)، والمجروحين لابن حبان (2/ 343)، وتاريخ دمشق (18/ 188). (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 423).

وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى (¬1) مِنَ الضَّحِكِ فِي الصَّلَاةِ وُضُوءًا. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "أنه قال لا نرى".

مسألة (23): وخروج المني يوجب الاغتسال، سواء خرج دفقا أو خرج سيلا لضعف في البدن

مَسْأَلَةٌ (23): وَخُرُوجُ الْمَنِيِّ يُوجِبُ الِاغْتِسَالَ، سَوَاءٌ خَرَجَ دَفْقًا (¬1) أَوْ خَرَجَ سَيْلًا (¬2) لِضَعْفٍ فِي الْبَدَنِ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا خَرَجَ سَيْلًا لِضَعْفٍ في الْبَدَنِ؛ لَمْ يُوجِبِ الِاغْتِسَالَ (¬4). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [749] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (¬5)، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الِاثْنَيْنِ إِلَى قُبَاءٍ، حَتَّى إِذَا كُنَّا في بَنِي سَالِمٍ وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -, علَى بَابِ عِتْبَانَ، فَصَرَخَ بِهِ، فَخَرَجَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْجَلْنَا الرَّجُلَ". فَقَالَ عِتْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يُعْجَلُ عَنِ امْرَأَتِهِ وَلَمْ يُمْنِ، مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ ¬

_ (¬1) الدفق: الصب فيه دفع وشدة. المغرب في ترتيب المعرب (دفق). (¬2) أي بدون دفق. (¬3) انظر: الأم (2/ 81)، ومختصر المزني (ص 12)، والحاوي الكبير (1/ 212)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 178، 181 - 182)، والمجموع (2/ 156 - 158). (¬4) انظر: الأصل للشيباني (1/ 48 - 49)، والمبسوط (1/ 67)، تحفة الفقهاء (1/ 26)، وبدائع الصنائع (1/ 37)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 56 - 58). (¬5) في (ق)، (س): "الحسن" خطأ.

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ (¬1). فَإِنِ ادَّعَوْا فِيهِ النَّسْخَ بِمَا: [750] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: إِنَّمَا كَانَتِ الْفُتْيَا في الْمَاءِ مِنَ الْمَاءِ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ نُهِيَ عَنْهَا (¬3). وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي مَنْ أَرْضَى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ حَدَّثَهُ (¬4). وَلَعَلَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حَازِمٍ (¬5) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أُبَيٍّ - رضي الله عنهم - (¬6). قُلْنَا: إِنَّمَا نُسِخَ مِنْهُ تَرْكُ الْغُسْلِ بِالْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ (¬7) دُونَ خُرُوجِ الْمَاءِ، فَأَمَّا نُطْقُهُ فَغَيْرُ مَنْسُوخٍ؛ وَذَلِكَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ خُرُوجِهِ سَيْلًا وَخُرُوجِهِ دَفْقًا. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 185). (¬2) في (ق)، (د): "الحسن"، والمثبت من (س). (¬3) أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه، رواية الصفار (ص 49). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 154) من طريق عمرو. (¬5) أي: سلمة بن دينار. (¬6) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 331). (¬7) الختانان: هما موضع القطع من ذكَر الغلام وفرج الجارية. النهاية (ختن).

مسألة (24): وإذا توضأ الجنب قبل اغتساله فمن سنته أن يكمل وضوءه قبل اغتساله

مَسْأَلَةٌ (24): وَإِذَا تَوَضَّأَ الْجُنُبُ قَبْلَ اغْتِسَالِهِ فَمِنْ سُنَّتِهِ أَنْ يُكْمِلَ وُضُوءَهَ قَبْلَ اغْتِسَالِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مِنْ سُنَّتِهِ أَنْ يَغْسِلَ أَعْضَاءَ طَهَارَتِهِ إِلَّا الرِّجْلَيْنِ، فَإِذَا تَنَحَّى عَنْ مَوْضِعِ غُسْلِهِ غَسَلَهُمَا (¬2) (¬3). وَقَدْ قَالَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أَيْضًا فِي الْقَدِيمِ (¬4). فَوَجْهُ قَوْلِهِ فِي الْمُخْتَصَرِ مَا: [751] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ (¬5) فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ (¬6) كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 86 - 87)، ومختصر المزني (ص 12 - 13)، والحاوي الكبير (1/ 219 - 222)، والمجموع (2/ 209 - 215). (¬2) في (ق): "غسلها". (¬3) انظر: الأصل للشيباني (1/ 45)، والمبسوط للسرخسي (1/ 44)، وتحفة الفقهاء (1/ 29)، وبدائع الصنائع (1/ 34 - 35). (¬4) انظر: المجموع (2/ 211)، ومعرفة السنن والآثار (1/ 482). (¬5) "بدأ" ساقطة من (ق). (¬6) في (س): "يتوضأ".

يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ (¬2). [752] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ (¬3): كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدِ اسْتَبْرَأَ يَحْفِنُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ (¬4)، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ (¬5). وَأَمَّا وَجْهُ قَوْلِهِ فِي الْقَدِيمِ، فَمَا: [753] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 86). (¬2) صحيح البخاري (1/ 59). (¬3) في (د): "قال" خطأ. (¬4) زاد هنا في (د): "الماء". (¬5) صحيح مسلم (1/ 174).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: سَتَرْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدَيْهِ عَلَى الْحَائِطِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، غَيْرَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ الْمَاءَ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الْأَعْمَشِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 64). (¬2) صحيح مسلم (1/ 174).

مسألة (25): والمضمضة والاستنشاق سنتان في الاغتسال

مَسْأَلَةٌ (25): وَالْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ سُنَّتَانِ فِي الِاغْتِسَالِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُمَا وَاجِبَتَانِ فِي الْجَنَابَةِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [754] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ (¬3) رَأْسِي، أَفَأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ: "لَا، إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِي عَلَيْهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ (¬4)، ثُمَّ تُفِيضِي عَلَيْكِ الْمَاءَ، فَتَطْهُرِينَ". أَوْ قَالَ: "فَإِذَا أَنْتِ قَدْ طَهُرْتِ" (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَآخَرِينَ عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 88)، ومختصر المزني (ص 13)، وفتح العزيز شرح الوجيز (1/ 188)، والمجموع (2/ 228). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 59 - 60)، والمبسوط (1/ 62)، وتحفة الفقهاء (1/ 29)، وبدائع الصنائع (1/ 34)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 13). (¬3) في (ق)، (د): "ظفر". (¬4) قال ابن الأثير: "أي ثلاث غُرَف بيديه، واحدتها حَثْية". النهاية (حثا). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 86).

سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬1). [755] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُمْ ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْغُسْلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّا أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا". وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا (¬2) (¬3). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ زُهَيْرٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬5). [756] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬6)، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا هُشَيْمٌ، أنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَالُوا: يَا ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 178). (¬2) في النسخ: "كلتاهما", والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 15). (¬4) صحيح البخاري (1/ 60). (¬5) صحيح مسلم (1/ 177). (¬6) هو: ابن حسين، من كبار أصحاب يحيى بن يحيى.

رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ، فَكَيْفَ بِالْغُسْلِ؟ (¬1) قَالَ: "أَمَّا أَنَا فَأُفْرِغُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ (¬2). [757] وأخبرنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ (¬3)، ثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أنا عَوْفٌ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكَ يَا فُلَانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، وَلَا مَاءَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ"، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: كَانَ آخِرَ ذَاكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، قَالَ: "اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬4). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَوْفٍ (¬5). [758] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَدِمْتُ ¬

_ (¬1) في (س): "فكيف الغسل". (¬2) صحيح مسلم (1/ 178). (¬3) هو: الفضل بن الحباب الجمحي. (¬4) صحيح البخاري (1/ 76). (¬5) صحيح مسلم (2/ 141).

عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: "فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ جِلْدَكَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بِمَا: [759] حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنا عِيسَى بْنُ حَامِدٍ الرُّخَّجِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورَ، ثنا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ لِلْجُنُبِ ثَلَاثًا فَرِيضَةٌ". [760] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ السِّمْنَانِيُّ، ثنا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: جَعَلَ الِاسْتِنْشَاقَ وَالْمَضْمَضَةَ ثَلَاثًا فَرِيضَةً (¬2). قَالَ: بَرَكَةُ، وَأَنَا أَتَّقِيهِ. [761] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا بَاطِلٌ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ غَيْرُ بَرَكَةَ هَذَا، وَهُوَ يَضَعُ الْحَدِيثَ (¬3). [762] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - فِي أَسَامِي الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ، يَرْوِي عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 246) من طريق خالد الحذاء به. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 478)، والدارقطني في السنن (1/ 207) عن بركة. (¬3) سنن الدارقطني (1/ 207). (¬4) المدخل إلى الصحيح (1/ 154).

[763] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ: أَغْرِبْ عَلَيَّ لِخَالِدٍ الْحَذَّاءِ حَدِيثًا. فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنَاهُ عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُوسَى (¬1) وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: ثنا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ لِلْجُنُبِ ثَلَاثًا فَرِيضَةً. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: فَقَالَ لِي عَبْدَانُ: هَاتِ حَدِيثَ الْمُسْلِمِينَ، أنَّا قَدْ رَأَيْتُ بَرَكَةَ هَذَا بِحَلَبَ وَتَرَكْتُهُ عَلَى عَمْدٍ، فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ لِأَنَّه كَانَ يَكْذِبُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ مُتَّصِلًا بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرُ بَرَكَةَ هَذَا، وَقَدْ رُوِيَ مُرْسَلًا (¬2). قَالَ الْإِمامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: الصَّوَابُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مُرْسَلٌ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ: [764] أخبرنا بِذَلِكَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ (¬3)، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية: "عبد الرحمن بن يونس"، والمثبت من أصل الرواية من الكامل لابن عدي وكذا رواه عن ابن عدي ابن عساكر في التاريخ (31/ 8)، وهو: عبد الرحمن بن سليمان بن موسى بن عدي أبو سعيد الجرجاني شيخ ابن عدي نزيل مكة، له ترجمة في تاريخ جرجان (ص 214). (¬2) الكامل لابن عدي (2/ 478). (¬3) في (ق): "الحسباني" خطأ.

سِيرِينَ (¬1) قَالَ: سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الِاسْتِنْشَاقَ فِي الْجَنَابَةَ ثَلَاثًا (¬2). هَكَذَا رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ مُوسَى وَغَيْرُهُ عَنْ سُفْيَانَ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [765] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ (¬4) - رحمه الله -، ثنا أَبُو بِشْرٍ آدَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ شَبُّويَهْ بِعَسْكَرَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ وَجِيهٍ (ح). [766] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً؛ فَاغْسِلُوا الشَّعَرَ، وَأَنْقُوا الْبَشَرَ (¬5) ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْحَارِثُ حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ (¬6). [767] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ فِي أَسَامِي الضُّعَفَاءِ أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، سَمِعَ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، رَوَى عَنْهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، فِيهِ بَعْضُ الْمَنَاكِيرِ (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "سيرين" ضبب بعده في (د) للانقطاع. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 22/ أ). (¬3) في (د)، (س): "عبد الله" خطأ. (¬4) هو: محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم. (¬5) البشر: ظاهر جلد الإنسان. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 16). (¬7) الضعفاء للبخاري (ص 56).

وَهَذَا الْمَتْنُ إِنَّمَا يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا. وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ: كَانَ يُقَالُ. وَعَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ مِنْ قَوْلِهِ، وَالْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [768] أخبرنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةٌ، فَبُلُّوا الشَّعَرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ" (¬1). [769] وعن سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: أَنْقُوا الْبَشَرَ وَبُلُّوا الشَّعَرَ. يَعْنِي مِنَ الْجَنَابَةِ (¬2). [770] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّاب بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةٌ، فَبُلُّوا الشَّعَرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ (¬3). وَقَد كَتَبْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَأَنَسٍ مَرْفُوعًا بِإِسْنَادَيْنِ ضَعِيفَيْنِ، لَا يَسْوَيَانِ ذِكْرَهُمَا. [771] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ¬

_ (¬1) أخرجه الفضل بن دكين في الصلاة (ص 109)، وعبد الرزاق في المصنف (1/ 262) عن الثوري به. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 30) من طريق منصور. (¬3) أخرجه ابن أبي زمنين في التفسير (2/ 12) من طريق سعيد به.

ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ عَجْرَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنْ كَانَ مِنْ (¬1) جَنَابَةٍ، أَعَادَ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ وَاسْتَأْنَفَ الصَّلَاةَ (¬2). قَالَ عَلِيٌّ: لَيْسَ لِعَائِشَةَ بِنْتِ عَجْرَدٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ (¬3). هَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ عَجْرَدٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَعُثْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ وَعَائِشَةُ بِنْتُ عَجْرَدٍ غَيْرُ مَعْرُوفَيْنِ بِبَلَدِهِمَا. قَالَ: وَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةٌ، فَبُلُّوا الشَّعَرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَةَ" فَإِنَّهُ لَيْسَ بِثَابِتٍ، ثُمَّ إِنَّهُ حَمَلَهُ عَلَى مَا ظَهَرَ. [772] حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ (¬4)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا (¬5) عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ تَركَ مَوْضِعَ شَعَرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يَغْسِلْهَا؛ فُعِلَ بِهَا (¬6) كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ". ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 22/ أ). (¬3) ينظر من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن لابن زريق (ص 207). (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 145). (¬5) في (د)، (س): "أنا". (¬6) عند أبي داود السجستاني: "به".

قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رَأْسِي، فَمِنْ ثَمَّ (¬1) عَادَيْتُ رَأْسِي. ثَلَاثًا، وَكَانَ يَجُزُّ شَعَرَهُ (¬2). لَفْظُ حَدِيثِ الرُّوذْبَارِيِّ، وَحَدِيثُ ابْنِ فُورَكَ بِمَعْنَاهُ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "ثم" ساقط من (د). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 16).

مسألة (26): ورؤية الماء في الصلاة لا تبطل التيمم، ولا تمنع من إتمام الصلاة به

مَسْأَلَةٌ (26): وَرُؤْيَةُ الْمَاءِ فِي الصَّلَاةِ لَا تُبْطِلُ التَّيَمُّمَ، وَلَا تَمْنَعُ (¬1) مِنْ إِتْمَامِ الصَّلَاةِ بِهِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تُبْطِلُهُ (¬3) (¬4). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [773] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ الشَّيْءُ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَنْفَتِلْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا" (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينيِّ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "يمنع". (¬2) انظر: الأم (2/ 101)، ومختصر المزني (ص 14)، والحاوي الكبير (1/ 252)، والمجموع (2/ 357 - 358، 364). (¬3) في (ق)، (د): "يبطله". (¬4) انظر: الأصل للشيباني (1/ 125)، والمبسوط للسرخسي (1/ 110)، وتحفة الفقهاء (1/ 44)، وبدائع الصنائع (1/ 57 - 58). (¬5) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 390). (¬6) صحيح البخاري (1/ 39).

عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ وَغَيْرِهِ (¬1)، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. فَمَنَعَ مِنَ الِانْصِرَافِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا، وَلَمْ يُوجَدْ إِحْدَاهُمَا (¬2)، وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ أَصْحَابِنَا: الصَّلَاةُ مَانِعَةٌ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ. [774] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، أنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ، وَادْرَءُوا (¬3) مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ" (¬4). مُجَالِدٌ يَحْتَاجُ إِلَى دِعَامَةٍ. وَشَاهِدُهُ مَا: [775] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ثنا إِمْلَاءً، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُنْقِذٍ الْمِصْرِيُّ, حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِالنَّاسِ، فَمَرَّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حِمَارٌ، فَقَالَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ. فَلَمَّا سَلَّمَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنِ الْمُسَبِّحُ آنِفًا: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ؟ " فَقَالَ: أَنا يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنِّي سَمِعْتُ أَنَّ الْحِمَارَ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ. فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 189). (¬2) ضبب عليها في (ق). (¬3) الدرء: الدفع. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 36).

"لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ" (¬1). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا: [776] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ يَقُولُ: يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا يَقْطَعُ صَلَاةَ الْمُسْلِمِ شَيْءٌ (¬2). هَذَا ثَابِتٌ لَا شَكَّ فِيهِ. [777] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ حُصَيْنٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ إِلَّا الْحَدَثُ"، وَلَنْ (¬3) أَسْتَحْيِيَكُمْ مِمَّا لَمْ يَسْتَحْيِ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالْحَدَثُ أَنْ يَفْسُوَ أَحَدُكُمْ أَوْ يَضْرِطَ (¬4). [778] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (ح). وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: اجْتَمَعَتْ غُنَيْمَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "يَا أبا ذَرٍّ، ابْدُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 193) من طريق إبراهيم بن منقذ. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 530) عن سفيان بن عيينة به. (¬3) في (س): "ولم". (¬4) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 305) من طريق محمد بن بكار به.

فِيهَا (¬1) ". فَبَدَوْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ (¬2)، فَكَانَتْ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَأَمْكُثُ الْخَمْسَ وَالسِّتَّ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "أبُو ذَرٍّ؟ " (¬3) فَسَكَتُّ، فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَبَا ذَرٍّ، لِأُمِّكَ الْوَيْلُ". فَدَعَا (¬4) لِي بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ، فَجَاءَتْ بِعُسٍّ (¬5) فِيهِ مَاءٌ، فَسَتَرَنِي (¬6) بِثَوْبٍ وَاستَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ، وَاغْتَسَلْتُ، فَكَأَنِّي أَلْقَيْتُ عَنِّي جَبَلًا، فَقَالَ: "الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ (¬7) جِلْدَكَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ". وَقَالَ مُسَدَّدٌ: غُنَيْمَةٌ مِنَ الصَّدَقَةِ (¬8). وَحَدِيثُ عَمْرٍو أَتَمُّ. [779] وقال حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ (¬9). وَهُوَ عَمْرُو بْنُ بُجْدَانَ، وَلَيْسَ لَهُ رَاوٍ غَيْرُ أَبِي قِلَابَةَ، وَهُوَ مَقْبُولٌ عِنْدَ أَكْثَرِهِمْ؛ لِأَنَّ أَبَا قِلَابَةَ ثِقَةٌ، وَإِنْ كَانَ بِخِلَافِ شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فِي خُرُوجِهِ عَنْ حَدِّ الْجَهَالَةِ بِأَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ اثْنَانِ. * * * ¬

_ (¬1) أي: اخرج بها إلى البادية. (¬2) الربذة: قرية قرب المدينة، وبها قبر أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -. النهاية (ربذ). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) العُس: القدح الكبير. (¬6) في رواية اللؤلئي: "فسترتني". (¬7) في (س): "فأمسسه". (¬8) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 25). (¬9) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (1/ 389).

مسألة (27): ولا يجوز صلاتا فرض بتيمم واحد

مَسْأَلَةٌ (27): وَلَا يَجُوزُ صَلَاتَا فَرْضٍ بِتَيَمُّمٍ وَاحِدٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ صَلَوَاتُ فَرِيضَةٍ بِتيَمُّمٍ وَاحِدٍ (¬2). [780] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِق بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِق الْمُؤَذِّنُ بِنَيْسَابُورَ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّاوِيُّ بِهَا، قَالَا: أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمَانٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بنِ يَحْيَى، أنا مُسَدَّدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الحَجَّاجِ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: التَّيَمُّمُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ (¬3). [781] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، أَظُنُّهُ عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ: يُتَيَمَّمُ (¬4) لِكُلِّ صَلَاةٍ (¬5). [782] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُمَرَ الْقَاضِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 99 - 100)، ومختصر المزني (ص 15)، والحاوي الكبير (1/ 257)، والمجموع (2/ 338 - 339). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 125)، والمبسوط (1/ 113)، وتحفة الفقهاء (1/ 39)، وبدائع الصنائع (1/ 52)، والهداية في شرح البداية (1/ 29)، وتبيين الحقائق (1/ 42). (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 176) من طريق مسدد به. (¬4) في (س): "تيمم". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 190).

ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ - رضي الله عنه - كَانَ يَتيَمَّمُ لِكُلِّ صَلَاةٍ. وَبِهِ كَانَ يُفْتِي قَتَادَةُ (¬1). هَذَا مُرْسَلٌ. [783] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا ابْنُ شِيرُويَهْ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (ح). قَالَ: وَفِيمَا ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ حِبَّانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: يَتيَمَّمُ لِكُلِّ صَلَاةٍ (¬2). [784] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو عُمَرَ الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتيَمَّمُ لِكُلِّ صَلَاةٍ (¬3). هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. [785] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى (¬4) بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 38/ أ). (¬2) أخرجه الطبري في التفسير (7/ 94) من طريق ابن المبارك. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن, رواية الحارثي (ق 38/ أ). (¬4) في (ق): "أبو بكر ثنا يحيى"، وفي (د): "أبو زكريا، ثنا يحيى" والمثبت من (س).

مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَا يُصَلَّى بِالتَّيَمُّمِ إِلَّا صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ (¬1). [786] أخبرنا (¬2) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬3)، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يُصَلِّيَ الرَّجُلُ بِالتَّيَمُّمِ إِلَّا صَلَاةً وَاحِدَةً، ثُمَّ يَتَيَمَّمُ لِلصَّلَاةِ الْأُخْرَى. الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ضَعِيفٌ (¬4). وَأَصَحُّ حَدِيثٍ فِي الْبَابِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ، وَبِهِ تَقَعُ الْكِفَايَةُ؛ إِذْ لَا يُعْرَفُ لَهُ عَنِ الصَّحَابَةِ فِيهِ (¬5) مُخَالِفٌ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 214) عن الحسن بن عمارة به. (¬2) في (ق): "أخبرناه". (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 214). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 341). (¬5) قوله: "فيه" ليس في (س).

مسألة (28): والتيمم عندنا لا يجوز بما لا يعلق باليد منه غبار

مَسْأَلَةٌ (28): وَالتَّيَمُّمُ عِنْدَنَا لَا يَجُوزُ بِمَا لَا يَعْلَقُ (¬1) بِالْيَدِ مِنْهُ غُبَارٌ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَوْ ضَرَبَ يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهُمَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِمَا غُبَارٌ، وَمَسَحَ بِهِ، جَازَ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [787] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ لَفْظًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَجُعِلَتِ الْأَرْضُ لنَا مَسْجِدًا وَتُرَابُهَا طَهُورًا (¬4)، وَأُعْطِيتُ آخِرَ سُورَةِ الْبقَرَةِ، وَهِيَ مِنْ كَنْزٍ مِنْ بَيْتٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ" (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَالِكٍ، غَيْرَ قَوْلِهِ: "وَأُعْطِيتُ ¬

_ (¬1) في (س): "يتعلق". (¬2) انظر: الأم (2/ 105)، ومختصر المزني (ص 14)، والحاوي الكبير (1/ 237)، والمجموع (2/ 245 - 246). (¬3) انظر: الأصل للشيباني (1/ 110)، والمبسوط للسرخسي (1/ 106 - 109)، وتحفة الفقهاء (1/ 41)، وبدائع الصنائع (1/ 53). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 344).

آخِرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ" (¬1). [788] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (¬2)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ: "يَا فُلَانُ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ فِي الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، وَلَا مَاءَ. قَالَ: "عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ؛ فَإِنَّهُ كَافِيكَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، عَنْ عَوْفٍ (¬4). فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ التُّرَابَ لَهُ طَهُورٌ، وَأَنَّهُ هُوَ الْكَافِي، فَمَنْ نَفَضَ يَدَيْهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِمَا (¬5) غُبَارٌ فَقَدِ اكْتَفَى بِغَيْرِ التُّرَابِ وَخَالَفَ. [789] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا (¬6) الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬7)، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَيَمَّمَ ضَربَ بيَدَيْهِ ضَرْبَةً، فَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ ضَرْبَةً أُخْرَى، ثُمَّ مَسَحَ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 63). (¬2) في (ق)، (د): "أبي حازم" تحريف. (¬3) صحيح البخاري (1/ 78). (¬4) صحيح مسلم (2/ 141). (¬5) في (د)، (س): "عليها". (¬6) في (س): "أنا". (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، رواية الدبري (1/ 211).

بِهِمَا يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَلَا يَنْفُضُ يَدَيْهِ مِنَ التُّرَابِ (¬1). هَذَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ صحِيحٌ ثَابِتٌ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [790] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيُّ بِحَلَبَ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ. فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَفَرٍ، فَأَجْنَبْتُ أَنَا وَأَنْتَ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَّا فَتَمَعَّكْتُ (¬2) فِي التُّرَابِ فَصَلَّيْتُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ (¬3) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا"، وَضرَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ وَنَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ (¬4). [791] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، وَقَالَ: عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 336). (¬2) التمعك: التقلب والتَّمَرُّغ. (¬3) في (د): "فقال له". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 338) عن شعبة. (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 30). (¬6) صحيح البخاري (1/ 75).

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬1). وَهَذَا لَا يُخَالِفُ مَا رَوَيْنَا؛ إِذْ يَجُوزُ أَنَّهُ بَقِيَ فِيهِمَا غُبَارُ التُّرَابِ الَّذِي جَعَلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا رَوَيْنَا - طَهُورًا، وَجَعَلَهُ كَافِيًا. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَمَّارٍ: ثُمَّ نَفَضَهُمَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا (¬2). وَمَعْنَاهُ مَا ذَكَرْنَا، وَهُوَ أَنَّهُ نَفَضَهَا لِكَثْرَةِ مَا عَلَيْهَا، وَبَقِيَ غُبَارُهَا (¬3). * * * ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 193). (¬2) في (د)، (س): "ثم نفضها ثم مسح بها"، والأثر أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 372). (¬3) في (س): "غباره".

مسألة (29): ولا يجوز التيمم بالزرنيخ والنورة

مَسْأَلَةٌ (29): وَلَا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ بِالزِّرْنِيخِ وَالنُّورَةِ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [792] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ؛ جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَجُعِلَتْ لَنَا الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا". وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬4) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5). ¬

_ (¬1) الزِّرنيخ: بالكسر، حجر له أنواع كثيرة؛ منه الأبيض والأحمر والأصفر. انظر القاموس المحيط (زرنخ) وشرحه في تاج العروس. والنورة: حجر الكِلس، ويستعمل لإزالة الشعر. انظر المصباح المنير (نور). (¬2) انظر: الأم (2/ 106)، ومختصر المزني (ص 15)، والحاوي الكبير (1/ 238 - 239)، والمجموع (2/ 246). (¬3) انظر: الأصل للشيباني (1/ 111)، والمبسوط للسرخسي (1/ 108)، وتحفة الفقهاء (1/ 41)، وبدائع الصنائع (1/ 53، 54). (¬4) قوله: "في الصحيح" ليس في (ق)، (د). (¬5) صحيح مسلم (2/ 63).

مسألة (30): ولا يجوز التيمم إلا بعد دخول وقت الصلاة

مَسْأَلَةٌ (30): وَلَا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ إِلَّا بَعْدَ دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬2). وَدَلِيلُنَا ظَاهِرُ الْكِتَابِ. [793] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّامَاتِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا هَانِئُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَوْنِ (¬3) بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ رَبَاحٍ (¬4) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَسَمِعَ مُنَادِيًا يُنَادِي، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: "شَهَادَةُ الْحَقِّ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ثُمَّ قَالَ: "انْظُرُوا (¬5) فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَهُ رَاعِيَ مِعْزًى حَضَرَتْهُ الصَّلَاةُ، فَرَأَى لِلَّهِ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِالْمَاءِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَيَمَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ" ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 97)، ومختصر المزني (ص 15)، والحاوي الكبير (1/ 262)، والمجموع (2/ 275). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 109)، وتحفة الفقهاء (1/ 39)، وبدائع الصنائع (1/ 54)، والهداية شرح البداية (1/ 29)، وتبيين الحقائق (1/ 42). (¬3) في (د): "عوف" خطأ. (¬4) رباح: غير منقوط في (ق)، والنقط من (س)، (د). وقد ذكره الذهبي في المشتبه (1/ 303) بمثناة تحتية، وذكر في التجريد (2/ 75) أنه قيل فيه بالباء الموحدة، وانظر توضيح المشتبه لابن ناصر (4/ 114). (¬5) في (س): "فانظروا".

وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬1). [794] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَنِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ - أَوْ قَالَ: أُمَّتِي عَلَى الْأُمَمِ - بِأَرْبَعٍ: أَرْسَلَنِي إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَجَعَلَ لِيَ الْأَرْضَ كُلَّهَا لِي وَلِأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا (¬2)، فَأَيْنَمَا أَدْرَكَ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةَ، فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ، وَعِنْدَهُ طَهُورُهُ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يَسِيرُ (¬3) بَيْنَ يَدَيَّ يُقْذَفُ (¬4) فِي قُلُوبِ أَعْدَائِي، وَأَحَلَّ لِيَ الْغَنَائِمَ" (¬5). وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2490) من طريق هانئ به. (¬2) من قوله: "على الأمم بأربع" إلى هنا ليس في (ق). (¬3) في النسخ: "تسير"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬4) في (س): "تقذف"، وحرف المضارعة غير منقوط في (ق)، والمثبت من (د). (¬5) أخرجه السراج في المسند (ص 177) والآجري في الشريعة (3/ 1557) من طريق يزيد بن زريع به. (¬6) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1490).

مسألة (31): ولا يتيمم لشدة البرد وخوف المرض من استعمال الماء في المصر

مَسْأَلَةٌ (31): وَلَا يَتَيَمَّمُ لِشِدَّةِ الْبَرْدِ وَخَوْفِ الْمَرَضِ مِنِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ فِي الْمِصْرِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدٌ: يَتَيَمَّمُ فِي الْمِصْرِ لِشِدَّةِ الْبَرْدِ وَخَوْفِ الْمَرَضِ مِنْهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [795] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو (¬3) بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬4)، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ؛ جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَجُعِلَتْ لَنَا الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا". وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى. ¬

_ (¬1) قال الشافعي: المرض الذي للمرء أن يتيمم فيه الجراح. . . ولا يجزي التيمم مريضًا أي مرض كان إذا لم يكن قريحًا، في شتاء ولا غيره. انظر: الأم (2/ 90)، ومختصر المزني (ص 15)، والحاوي الكبير (1/ 271 - 272)، والمجموع (2/ 327 - 331). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 112، 113)، والمبسوط للسرخسي (1/ 112)، وتحفة الفقهاء (1/ 38)، وبدائع الصنائع (1/ 48)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 36). (¬3) في (ق)، (د): "أبو عمر". (¬4) هو: ابن عبد الرحمن بن شيرويه.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ (¬1). فَأَبَاحَ (¬2) التَّيَمُّمَ بِشَرْطِ عَدَمِ الْمَاءِ، وَهَذَا وَاجِدٌ لَهُ. وَحَدِيثُ جَابِرٍ - أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ (¬3) بَارِدَةٌ - الَّذِي كَتَبْنَاهُ قَبْلَ هَذَا، دَلِيلٌ (¬4) فِي هَذِهِ الْمَسْأَلةِ؛ إِذْ لَوْ جَازَ (¬5) التَّيَمُّمُ لِشِدَّةِ الْبَرْدِ لَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [796] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ الْمُثَنَّى، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ، فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي الصُّبْحَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "يَا عَمْرُو، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟ ". فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الِاغْتِسَالِ، وَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (¬6)، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا (¬7). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 64). (¬2) في (د): "وأباح". (¬3) قوله: "أرض" ليس في (س). (¬4) في (س): "دليلنا". (¬5) تحرفت في (د) إلى: "إذا وجاز". (¬6) سورة النساء، الآية: 29. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 26).

[797] أخبرناه عَالِيًا: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْملِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً، لَا يُخَالِفُ فِي شَيْءٍ (¬1). هَذَا مُرْسَلٌ، لَمْ يَسْمَعْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ عَمْرٍو (¬2) فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مُتَّصِلًا لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ التَّيَمُّمِ: [798] أخبرنا بِصِحَّةِ مَا قُلْتُ: الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَرَجُلٌ آخَرُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ (¬3) مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ، وَأَنَّهُ أَصَابَهُمْ بَرْدٌ شَدِيدٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ، فَخَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ احْتَلَمْتُ الْبَارِحَةَ، وَلَكِنِّي (¬4) وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ بَرْدًا مِثْلَ هَذَا، هَلْ مَرَّ (¬5) عَلَى وُجُوهِكُمْ مِثْلُهُ؟ قَالُوا: لَا. فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كَيْفَ وَجَدْتُمْ عَمْرًا وَصَحَابَتَهُ؟ " فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى بِنَا وَهُوَ جُنُبٌ. فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى عَمْرٍو فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ وَبِالَّذِي لَقِيَ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 425). (¬2) هنا في (س) زيادة: "بن العاص". (¬3) في (ق): "عن قيس" خطأ. (¬4) في (س): "ولكن". (¬5) في (ق)، (د) تشبه: "من".

مِنَ الْبَرْدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ تعالى قَالَ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (¬1)، وَلَوِ اغْتَسَلْتُ مِتُّ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَمْرٍو (¬2). وَرَوَى أَبُو الْوَلِيدِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ. وَعَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - حَدِيثًا (¬3) في الْمَسْحِ عَلَى الْجَبَائِرِ وَالتَّيَمُّمِ لِشِدَّةِ الْبَرْدِ (¬4). وَهَذَا لَا يَثْبُتُ، وَخَالِدُ بْنُ يِزِيدَ الْمَكِّيُّ ضَعِيفٌ، لَا يُحْتَجُّ بِهِ. * * * ¬

_ (¬1) سورة النساء، الآية: 29. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 424). (¬3) تصحفت في (د) إلى: "حدثنا"، وغير منقوطة في (س). (¬4) أخرجهما الدارقطني في السنن (1/ 421)، وسيوردهما المؤلف بسنده في المسألة (34).

مسألة (32): والمريض الذي لا يخاف التلف باستعمال الماء لا يتيمم

مَسْأَلَةٌ (32): وَالْمَرِيضُ الَّذِي لَا يَخَافُ التَّلَفَ بِاسْتِعْمَالِ الْمَاءِ لَا يَتَيَمَّمُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَتَيَمَّمُ إِذَا كَانَ يَتَأَذَّى بِالْمَاءِ، وَإِنْ لَمْ يَخَفِ التَّلَفَ (¬2). وَدَلِيلُنَا: إِجْمَاعُنَا عَلَى وُجُوبِ الطَّهَارَةِ بِالْمَاءِ، وَقَدْ وَرَدَتِ الْإِبَاحَةُ فِي التَّيَمُّمِ لِلْمَرِيضِ بِقَوْلِهِ: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} (¬3)، وَلَا يُمْكِنُ إِجْرَاؤُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ؛ إِذْ لَا يَجُوزُ لِلَّذِي بِهِ صُدَاعٌ أَوْ غَيْرُهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالِاتِّفَاقِ، فَوَجَبَ قَصْرُهُ عَلَى مَا وَرَدَ فِيهِ، وَهُوَ الْمَرِيضُ الَّذِي يَخَافُ التَّلَفَ بِاسْتِعْمَالِ الْمَاءِ. [799] أخبرنا بِذَلِكَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ، فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ}، قَالَ: "إِذَا كَانَ بِالرَّجُلِ الْجِرَاحَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الْقُرُوحُ، أَوِ الْجُدَرِيُّ، فَيُجْنِبُ، فَيَخَافُ إِنِ اغْتَسَلَ أَنْ يَمُوتَ؛ فَلْيَتَيَمَّمْ" (¬4). [800] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 90)، ومختصر المزني (ص 15)، والحاوي الكبير (1/ 270)، والوسيط في المذهب (1/ 369)، والمجموع (2/ 327 - 329). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 112)، وتحفة الفقهاء (1/ 38)، وبدائع الصنائع (1/ 48)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 36). (¬3) سورة النساء، الآية: 43. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 397).

أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ (¬1)، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} (¬2)، قَالَ: "إِذَا كَانَتْ بِالرَّجُلِ جِرَاحَةٌ فَخَافَ (¬3) إِذَا اغْتَسَلَ أَنْ يَمُوتَ فَلْيَتَيَمَّمْ" (¬4). [801] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، كُلُّهُمْ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رُخْصَةٌ لِلْمَرِيضِ فِي الْوُضُوءِ التَّيَمُّمُ بِالصَّعِيدِ (¬5). قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ مَجْدُورًا (¬6) كَأَنَّهُ صَمْغَةٌ (¬7)، كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ (¬8). ¬

_ (¬1) في أصل الرواية ومصادر ترجمته: "ابن الطباع". (¬2) سورة النساء، الآية: 43. (¬3) في (س): "يخاف". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 569). (¬5) في (ق): "رخصة للمريض في التيمم بالصعيد". واضطربت العبارة في (د) إلى: "رخصة للمريض في التيمم الوضوء التيمم بالصعيد"، وضبب الناسخ على: "الوضوء". والمثبت من (س) وهو الموافق لما في مصنف عبد الرزاق. (¬6) تصحفت في (ق)، (د) إلى: "محذورا"، وغير منقوطة في (س)، ووقع في المصنف: "مجلدا". (¬7) قال ابن الأثير: "يريد حين يبيض الجدري على بدنه فيصير كالصمغ". النهاية (صمغ). (¬8) مصنف عبد الرزاق (1/ 224) وسقط من إسناده قوله: "عن الثوري عن عاصم الأحول"، وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 138) عن الدبري عن عبد الرزاق بمثل =

[802] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ الْحُمَّى مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ هَنَّادٍ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (¬2). فَأَمَرَ الْمَحْمُومَ بِاسْتِعْمَالِ (¬3) الْمَاءِ، وَقَدْ يَتَأَذَّى بِهِ إِذَا كَانَ مَعَهُ عِلَّةٌ أُخْرَى. * * * ¬

_ = الذي عندنا، وعن سفيان أخرجه الفضل بن دكين في كتاب الصلاة (ص 142)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 380) به. (¬1) صحيح البخاري (7/ 129). (¬2) صحيح مسلم (7/ 24). (¬3) في (د): "باستحمال".

مسألة (33): إذا كان بعض أعضائه جريحا غسل ما قدر عليه وتيمم للباقي

مَسْأَلَةٌ (33): إِذَا كَانَ بَعْضُ أَعْضَائِهِ جَرِيحًا غَسَلَ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ وَتَيَمَّمَ لِلْبَاقِي (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا كَانَ الْأَكْثَرُ جَرِيحًا سَقَطَ عَنْهُ فَرْضُ الْغُسْلِ؛ فَيَتَيَمَّمُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [803] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خُرَيْقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ، فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ قَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ. فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا، فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ (¬3) السُّؤَالُ، إِنَّمَا كانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ - أَوْ يَعْصِبَ، شَكَّ مُوسَى - عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ" (¬4). [804] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 90)، ومختصر المزني (ص 15)، والحاوي الكبير (1/ 272)، والوسيط في المذهب (1/ 372)، والمجموع (2/ 331). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 128)، والمبسوط (1/ 122)، وتبيين الحقائق (1/ 45)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 171). (¬3) العِيّ: الجهل. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن, رواية ابن داسة (ق 26).

عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا (¬1) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ لَفْظًا، ثنا مُوسى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَلَبِيُّ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذِهِ سُنَّةٌ تَفَرَّدَ بِهَا أَهْلُ مَكَّةَ، وَحَمَلَهَا أَهْلُ الْجَزِيرَةِ. لَمْ (¬2) يَرْوِهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ غَيْرُ الزُّبَيْرِ بْنِ خُرَيْقٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَخَالَفَهُ الْأَوْزَاعِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَاخْتُلِفَ عَلَى (¬3) الْأَوْزَاعِيِّ؛ فَقِيلَ عَنْهُ عَنْ عَطَاءٍ، وَقِيلَ عَنْهُ بَلَغَنِي عَنْ عَطَاءٍ، وَأَرْسَلَ الْأَوْزَاعِيُّ آخِرَهُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ الصَّوَابُ. قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ (¬4): سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ فَقَالَا: رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَفْسَدَ الْحَدِيثَ (¬5). أَمَّا رِوَايَةُ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ: [805] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ جُرْحٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلَامٌ، فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالَ؟ " (¬6). ¬

_ (¬1) في (د): "أنا". (¬2) في (د): "ولم". (¬3) في (س): "عن". (¬4) العلل لابن أبي حاتم (1/ 513). (¬5) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 38/ ب). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 426).

كَذَا قَالَ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، وَهُوَ غَلَطٌ (¬1)، إِنَّمَا رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَطَاءٍ بَلَاغًا مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ لَهُ مِنْ عَطَاءٍ. [806] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلَامٌ، فَأمِرَ بِالِاغْتِسَالِ، فَاغْتَسَلَ فَكَزَّ (¬2) فَمَاتَ، فبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالَ؟ ". قَالَ عَطَاءٌ: فَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "لَوْ غَسَلَ جَسَدَهُ، وَتَرَكَ رَأْسَهُ حَيْثُ أَصَابَهُ الْجُرْحُ" (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْمُغِيرَةِ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬4). وَرَوَاهُ الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ. فَذَكَرَهُ (¬5). وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ؛ كَمَا: [807] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْفَارِسِيُّ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ - ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬6)، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ¬

_ (¬1) في (س): "وهذا غلط". (¬2) قوله: "فكز" سقط من (ق). (¬3) المصدر السابق (1/ 426). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 733). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 351). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 223).

- صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي الْكِتَابِ دَلَالَةٌ عَلَى وُجُوبِ التَّيَمُّمِ عَلَى الْمَرِيضِ، وَوُجُوبِ الْغُسْلِ عَلَى الصَّحِيحِ، فَوَجَبَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ لِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ التَّيَمُّمُ لِمَا عَجَزَ عَنْهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 39/ أ).

مسألة (34): وفي المسح على الجبائر قولان

مَسْأَلَةٌ (34): وَفِي الْمَسْحِ عَلَى الْجَبَائِرِ قَوْلَانِ (¬1): أَحَدُهُمَا: يَجُوزُ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬2). [808] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬3)، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: انْكَسَرَ إِحْدَى زَنْدَيَّ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَنِي أَنْ أَمْسَحَ عَلَى الْجَبَائِرِ. قَالَ عَلِيٌّ: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ مَتْرُوكٌ (¬4). [809] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، ثنا أَبُو عَمَّارٍ (¬5)، ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. ¬

_ (¬1) قال الشافعي: لا يضع الجبائر إلا على وضوء، فإن لم يضعها على وضوء لم يمسح عليها. انظر: الأم (2/ 92)، ومختصر المزني (ص 15)، والحاوي الكبير (1/ 277 - 279)، ونهاية المطلب (1/ 200 - 201)، والمجموع (2/ 368 - 370). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 71)، والمبسوط للسرخسي (1/ 135)، وتحفة الفقهاء (1/ 89 - 90)، وبدائع الصنائع (1/ 13)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 52). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 161). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 46/ ب). (¬5) هو: الحسين بن حريث.

إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - انْكَسَرَ إِحْدَى زَنْدَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَمْسَحَ عَلَى الْجَبَائِرِ (¬1). هَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ بِعَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ. [810] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَرُوبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬2) بْنِ رُزْبَةَ (¬3)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ فِي جِوَارِنَا يَضَعُ الْحَدِيثَ، فَلَمَّا فُطِنَ لَهُ تَحَوَّلَ إِلَى وَاسِطٍ (¬4). وَكَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (¬5) وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬6) وَغَيْرُهُمَا. وَقَدْ سَرَقَهُ عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: [811] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ - يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيَّ - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ بْنِ بَرِيدٍ الْبَجَلِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَحْيَى بْنُ كَهْمَسٍ، عَنْ عُمَرَ (¬7) بْنِ مُوسَى، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 675) من طريق سعيد بن سالم به. (¬2) وكذا في بعض نسخ أصل الرواية من الكامل، وفي (س): "الحُسين". (¬3) الضبط من (ق)، (س) مجتمعتين بضم الراء وفتح الباء. وفي الكامل: "دربة"، وأشار المحقق أنه في نسخة (أ): "رزمة". (¬4) المصدر السابق (7/ 670). (¬5) المصدر السابق (7/ 672)، وانظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية عبد الله (3/ 16). (¬6) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 160). (¬7) في (ق)، (د): "عمرو".

زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: أَصَابَنِي جُرْحٌ فِي يَدِي، فَعَصَّبْتُ عَلَيْهِ الْجَبَائِرَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: أَمْسَحُ عَلَيْهَا أَوْ أَنْزِعُهَا؟ فَقَالَ: "بَلِ امْسَحْ عَلَيْهَا" (¬1). عُمَرُ بْنُ مُوسَى مَتْرُوكٌ. وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ ضَعِيفٍ: [812] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَهْدِيٍّ الْمُذَكِّرُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّيَّانِ بِالْبَصْرَةِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ - وبَلِيٌّ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ نَزَلَ الْفُسْطَاطَ - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ - أَوِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ - ابْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ (¬2) - رضي الله عنه - قَالَ: أُصِيبَ (¬3) إِحْدَى زَنْدَيَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجُبِّرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْوُضُوءِ؟ قَالَ: "امْسَحْ عَلَى الْجَبَائِرِ"، قُلْتُ: فَالْجَنَابَةُ؟ قَالَ: "كَذَلِكَ فَافْعَلْ". عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ مَجْهُولٌ، رَأَيْنَا فِي أَحَادِيثِهِ الْمَنَاكِيرَ. [813] وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ بمَكَّةَ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ - وَهُوَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ - ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (¬4)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 228) من طريق علي بن زيد. (¬2) في (س): "عن جده علي". (¬3) في (س): "أصيبت". (¬4) في (د) ضبب على: "طالب".

أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْجَبَائِرِ تَكُونُ عَلَى الْكَسِيرِ، كَيْفَ يَتَوَضَّأُ صَاحِبُهَا وَكَيْفَ يَغْتَسِلُ إِذَا أَجْنَبَ (¬1)، قَالَ: "يَمْسَحَانِ (¬2) عَلَيْهَا فِي الْجَنَابَةِ وَالْوُضُوءِ". قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ فِي بَرْدٍ يَخَافُ (¬3) عَلَى نَفْسِهِ إِذَا اغْتَسلَ؟ قَالَ: "يُمِرُّ عَلَى جَسَدِهِ (¬4) ". وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (¬5) "يَتَيَمَّمُ إِذَا خَافَ". [814] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ - رحمه الله -: أَبُو الْوَلِيدِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ ضَعِيفٌ (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَأَصَحُّ مَا رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ مَا تَقَدَّمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَإِسْنَادُهُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَصَحِيحٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الْعِصَابَةِ. وَرَوَاهُ الْعَرْزَمِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَ الرِّوَايَةِ الْأُولَى: [815] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أنا السَّاجِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (د): "جنب". (¬2) في (س): "يمسحا بالماء". (¬3) في (س): "فخاف"، وفي (د): "خاف". (¬4) ضبب في (د) على: "جسده". (¬5) سورة النساء، آية: 29. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 46/ ب).

مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَصْبَحَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَمْسَحَ جُرْحَهُ وَيَتَيَمَّمَ" (¬1). مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَالْعَرْزَمِيُّ ضَعِيفٌ. وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا: [816] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي (¬2) الْوَلِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ عَطَاءً حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ فِي شِتَاءٍ، فَسَأَلَ فَأُمِرَ بِالْغُسْلِ، فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "مَا لَهُمْ قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ! - ثَلَاثًا - قَدْ جَعَلَ اللَّهُ التَّيَمُّمَ أَوِ الصَّعِيدَ طَهُورًا". شَكَّ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ أَثْبَتَهُ بَعْدُ (¬3). وَبِهَذَا اللَّفْظِ رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مِنْ وَجْهٍ ضَعِيفٍ عَنْهُ: [817] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ: نا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 70). (¬2) زاد بعده في (د)، (س): "إياي"، وضبب عليه في (د). (¬3) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 375).

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [أَبِي] (¬1) حَمَّادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَجْنَبَ رَجُلٌ مَرِيضٌ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، [فَغَسَّلَهُ أَصْحَابُهُ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -] (¬2) فَقَالَ: "مَا لَهُمْ قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ، إِنَّمَا كَانَ يُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ التَّيَمُّمُ" (¬3). فَإِنْ صَحَّتْ رِوَايَاتُ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَدْ أَمَرَ فِي بَعْضِهَا بِالتَّيَمُّمِ، وَفِي بَعْضِهَا بِغَسْلِ الصَّحِيحِ مِنْهُ، وَفِي بَعْضِهَا بِالْمَسْحِ عَلَى الْجُرْحِ أَوِ الْعِصَابَةِ وَالتَّيَمُّمِ مَعًا، فَكَأَنَّهُ أَمَرَ بِهِمَا جَمِيعًا، فَحَفِظَ بَعْضُ الرُّوَاةِ كِلَاهُمَا، وَحَفِظَ بَعْضُهُمْ أَحَدَهُمَا (¬4)، وَالْكِتَابُ يَدُلُّ (¬5) عَلَى التَّيَمُّمِ لِلْمَرَضِ، وَهُوَ الْجُرْحُ، وَعُمُومُ قَوْلِهِ: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} (¬6) يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ غَسْلِ مَا قَدَرَ عَلَى غَسْلِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين من أصل الرواية في كتاب الكامل لابن عدي (7/ 574). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وبيض له ناسخ (ق)، وقال: "كذا"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 689). (¬4) في (س): "أحدها". (¬5) في (د): "يولي". (¬6) سورة المائدة، الآية: 6.

مسألة (35): ولا يتيمم صحيح في المصر في حال وجود الماء لصلاة جنازة ولا غيرها، وإن خاف فوتها

مَسْأَلَةٌ (35): وَلَا يَتَيَمَّمُ صَحِيحٌ فِي الْمِصْرِ فِي حَالِ وُجُودِ الْمَاءِ لِصَلَاةِ جَنَازَةٍ وَلَا غَيْرِهَا، وَإِنْ خَافَ فَوْتَهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: يَتَيَمَّمُ لَهَا إِذَا خَافَ فَوْتَهَا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي مَسْأَلَةِ التَّيَمُّمِ بِالزِّرْنِيخِ (¬3). [818] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وُجِدَ الْمَاءُ فَأَمِسَّهُ (¬4) جِلْدَكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ" (¬5). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 488)، ومختصر المزني (ص 16)، والحاوي الكبير (1/ 281)، والمجموع (2/ 280 - 281). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 122)، والمبسوط للسرخسي (2/ 66)، وتحفة الفقهاء (1/ 38 - 39)، وبدائع الصنائع (1/ 51)، والهداية في شرح البداية (1/ 29)، وتبيين الحقائق (1/ 42)، والبناية شرح الهداية (1/ 557 - 558). (¬3) مسألة رقم (29). (¬4) في (س): "وجدت الماء فأمسسه". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 423).

[819] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - يَقُولُ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ - مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَدَخَلْنَا (¬1) عَلَى أَبِي جَهْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ أَبُو جَهْمٍ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - منْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فَقَالَ (¬4): وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (¬5). وَهَذَا إِنَّمَا وَرَدَ فِيمَا لَيْسَ مِنْ شَرْطِهِ الطَّهَارَةُ، وَكَلَامُنَا وَقَعَ فِيمَا الطَّهَارَةُ مِنْ شَرْطِهِ. [820] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬6)، أَنَّهُ أُتِيَ ¬

_ (¬1) في (د)، (ق): "دخلنا"، وضبب عليها في (د). (¬2) في (د): "السَّلَمْ". (¬3) صحيح البخاري (1/ 75). (¬4) في (ق): "وقال". (¬5) صحيح مسلم (1/ 194). (¬6) ضبب عليها في (د).

بِجَنَازَةٍ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، فَتَيَمَّمَ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا (¬1). وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا عِنْدَ عَدَمِ الْمَاءِ فِي السَّفَرِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ وَجَدْتُ لِحَدِيثِ ابْنِ أَبِي مَذْعُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عِلَّةً، وَاسْتَدْلَلْتُ بِهَا عَلَى خَطَأِ رِوَايَتِهِ. [821] أخبرنا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَرُزِّيُّ الْهَرَوِيُّ بِهَا، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَامِرٍ: إِذَا فَجِئَتْكَ الْجَنَازَةُ، وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ؛ فَصَلِّ عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2): يَقُولُونَ: إِنَّ هَذَا يَرْوِيهِ مُطِيعٌ الْغَزَّالُ عَنِ الشَّعْبِيِّ (¬3). قَالَ أَحْمَدُ - رحمه الله -: فَعَادَ الْحَدِيثُ إِلَى قَوْلِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَلَيْسَ لَهُ أَصْلٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَيُقَالُ: إِسْمَاعِيلُ هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ. وَقَدْ: [822] أخبرنا (¬4) أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 374). (¬2) ضبب عليها في (د). (¬3) العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رواية عبد الله (3/ 344). (¬4) ضبب عليها في (د).

يَقُولُ: لَا يُصَلِّي الرَّجُلُ عَلَى الْجَنَازَةِ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ (¬1). كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ. وَرَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ، فَقَالَ: أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ إِلَّا وَهُوَ مُتَوَضِّئٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [823] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ بَهْرَامَ، أنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَجِئَتْهُ الْجَنَازَةُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ تَيَمَّمَ (¬2). وَهَذَا الْحَدِيثُ أَحَدُ مَا يُنْكَرُ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيادٍ (¬3)، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ عَطَاءٍ نَفْسِهِ غَيْرَ مَرْفُوعٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. [824] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنِي ابْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، فَقَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، حَدَّثَ (¬4) بِأَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ، قَالَ أَبِي: حَدَّثَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْجَنَازَةِ تَمُرُّ وَهُوَ غَيْرُ مُتَوَضِّئٍ، قَالَ: يَتَيَمَّمُ. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 64/ أ). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 273) من طريق المغيرة به، وانظر الكامل لابن عدي (10/ 492). (¬3) قوله: "بن زياد" ليس في (س). (¬4) في (د): "يحدث"، والمثبت من (ق)، (س) وأصل الرواية.

قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وابْنُ جُرَيْجٍ (¬1) عَنْ عَطَاءٍ مَوْقُوفًا (¬2). [825] وأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَّابِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، أَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ حَدِيثَ التَّيَمُّمِ عَلَى الْجَنَازَةِ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَطَاءٍ فَبَلَغَ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. [826] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فُضَيْلٍ، ثنا يَمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثنا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا (¬5) فَجِئَتْكَ الْجَنَازَةُ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ فَتَيَمَّمْ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا مَرْفُوعًا غَيْرُ مَحْفُوظٍ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الملك بن جريج"، والمثبت من أصل الرواية من الكامل، وضعفاء العقيلي (3/ 603) والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية عبد الله (3/ 35) وانظر فيه: (3/ 28)، وعبد الملك هو العرزمي. (¬2) الكامل لابن عدي (9/ 562). (¬3) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (3/ 28) عن يحيى بن معين به. (¬4) في (ق)، (د): "أنا أحمد بن عدي". (¬5) قوله: "إذا" ليس في (د). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 491).

مسألة (36): وتعجيل الصلاة في أول الوقت بالتيمم أفضل - في أحد القولين - من تأخيرها إلى آخر الوقت رجاء وجود الماء

مَسْأَلَةٌ (36): وَتَعْجِيلُ الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ بِالتَّيَمُّمِ أَفْضَلُ - فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ - مِنْ تَأْخِيرِهَا إِلَى آخِرِ الْوَقْتِ رَجَاءَ وُجُودِ الْمَاءِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ (¬2) فِيهِ التَّعْجِيلُ مِنَ الصَّلَوَاتِ كَالظُّهْرِ: إِنَّ تَأْخِيرَهَا عِنْدَ رَجَاءِ وُجُودِ الْمَاءِ أَفْضَلُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ فِي فَضْلِ التَّعْجِيلِ بِالصَّلَاةِ. [827] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَيَمَّمُ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: مِرْبَدُ النَّعَمِ، وَهُوَ يَرَى بُيُوتَ الْمَدِينَةِ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 97 - 98)، ومختصر المزني (ص 16)، والحاوي الكبير (1/ 285)، ونهاية المطلب (1/ 217)، والوسيط في المذهب (1/ 359 - 360)، والمجموع (2/ 300 - 301). (¬2) في (د): "استحب". (¬3) انظر: الأصل للشيباني (1/ 110)، وتحفة الفقهاء (1/ 43)، وبدائع الصنائع (1/ 55)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 29)، وتبيين الحقائق (1/ 41 - 42)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 162 - 163).

وَهُوَ صَدُوقٌ، وَقَدْ أَوْقَفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬1). [828] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الْجُرْفِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمِرْبَدِ تَيَمَّمَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَدِينَةَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ فَلَمْ يُعِدِ الصَّلَاةَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَالْجُرْفُ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ (¬2). هَذَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ ثَابِتٌ. [829] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ فَيَمْسَحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ (¬3) الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ، فَيَقُولُ: "مَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ" (¬4). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 432). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 97). وقال ياقوت الحموي: الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام، به كانت أموال لعمر بن الخطاب ولأهل المدينة. معجم البلدان (2/ 128). (¬3) قوله: "إن" ليس في (س). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 671)، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 238) عن ابن لهيعة.

[830] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَلًّى، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا أَجْنَبَ الرَّجُلُ فِي السَّفَرِ تَلَوَّمَ (¬1) مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخِرِ الْوَقْتِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ تَيَمَّمَ وَصَلَّى (¬2). الْحَارِثُ الْأَعْورُ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أي: انتظَر. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 344). (¬3) في (س): "لا يحتج به".

مسألة (37): وفي الماء المستعمل قولان

مَسْأَلَةٌ (37): وَفِي الْمَاءِ الْمُسْتَعْمَلِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: لَا يَجُوزُ بِهِ الطَّهَارَةُ (¬1). وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬2). وَالثَّانِي: يَجُوزُ؛ لِكَوْنِهِ طَاهِرًا. وَهَذَا (¬3) الْقَوْلُ لَا يَثْبُتُ عَنِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله - (¬4)، وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ (¬5) وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى طَهَارَتِهِ مَا: [831] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا (¬6) بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 64)، ومختصر المزني (ص 16)، والحاوي الكبير (1/ 296)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 231)، والوسيط في المذهب (1/ 114)، والمجموع (1/ 202 - 203). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 93)، والمبسوط للسرخسي (2/ 46)، وتحفة الفقهاء (1/ 77)، وبدائع الصنائع (1/ 66). (¬3) في (د): "وهو". (¬4) انظر: الحاوي الكبير (1/ 296)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 231)، والوسيط في المذهب (1/ 114 - 116)، والمجموع (1/ 202 - 203). (¬5) الأوسط (1/ 395، 396). (¬6) في (س): "وأبو بكر".

- صلى الله عليه وسلم - بالْأَبْطَحِ (¬1). قَالَ: فَجَاءَهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ. قَالَ: فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ. قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فيَتَمَسَّحُونَ (¬2) بِهِ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ (¬3). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ (¬4). [832] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُوُل: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَرِيضٌ لَا أَعْقِلُ، فَتَوَضَّأَ فَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَأَفَقْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي إِنَّمَا يَرِثُنِي الْكَلَالَةُ، فَكَيْفَ بِالْمِيرَاثِ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرْضِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (¬5)، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ (¬6). [833] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، ¬

_ (¬1) قال الحموي: "الأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى؛ لأن المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصّب، وهو خيف بني كنانة". معجم البلدان (1/ 74). (¬2) في (س): "فيمسحون". (¬3) صحيح البخاري (1/ 129). (¬4) صحيح مسلم (2/ 56). (¬5) صحيح البخاري (1/ 50). (¬6) صحيح مسلم (5/ 60).

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ وَجْهَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ (¬1). وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ وَمُعَاذٍ دَلَالَةٌ عَلَى طَهَارَةِ الْمَاءِ الْمُسْتَعْمَلِ، خِلَافًا لِقَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ نَجِسٌ، وَيُحْكَى ذَلِكَ عَنْ أَبِي يُوسُفَ (¬2). [834] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ قَالَ: أنا مُطَيَّنٌ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَكْتُومٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ رَأْسَهُ بِبَلَلِ لِحْيَتِهِ (¬3). هَكَذَا رَوَاهُ، وَقَدْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ: [835] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو حَامِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِينَا فَيَتَوَضَّأُ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَا فَضَلَ فِي يَدَيْهِ مِنَ الْمَاءِ وَمَسَحَ هَكَذَا. وَوَصَفَ ابْنُ دَاوُدَ وَقَالَ بِيَدَيْهِ مِنْ مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ إِلَى مُقَدَّمِهِ، ثُمَّ رَدَّ يَدَيْهِ مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ (¬4). [836] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 70) عن قتيبة به. (¬2) المبسوط للسرخسي (1/ 46). (¬3) لم نقف على من أخرجه من طريق إبراهيم بن مكتوم. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 14/ ب).

أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - توَضَّأَ وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِبَلَلِ يَدَيْهِ (¬1). [837] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، أنا مُعَاذٌ وَأَبُو مُسْلِمٍ، قَالَا: ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ (¬2)، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ رَأْسَهُ بِفَضْلِ مَاءٍ كَانَ فِي يَدِهِ (¬3)، فَبَدَأَ بِمُؤَخَّرِ رَأْسِهِ، ثُمَّ جَرَّهُ (¬4) إِلَى مُقَدَّمِهِ، ثُمَّ جَرَّهُ إِلَى مُؤَخَّرِهِ (¬5). وَرَوَاهُ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: فَأَخَذَ مَاءً جَدِيدًا فَمَسَحَ رَأْسَهُ مُقَدَّمَهُ وَمُؤَخَّرَهُ (¬6) (¬7). وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [838] أخبرناه أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا خُسْرَوْجِرْدَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنِي أَبُو حُفَيْصٍ (¬8) الْحَلَبِيُّ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ قَاضِي (¬9) حَلَبَ؛ بِبَغْدَادَ، ثنا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَبُو مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬10)، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 14/ ب). (¬2) قوله: "الخريبي" ليس في (س). (¬3) في (د): "يديه". (¬4) في (د): "جر". (¬5) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 268). (¬6) من قوله: "ورواه شريك" إلى هنا سقط من (ق). (¬7) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 326) من طريق شريك به. (¬8) الضبط من (ق)، (س). (¬9) في (ق): "قاص"، وفي (د): "قاض"، والمثبت من (س). (¬10) هنا في (س) زيادة: "ابن عبد الله".

عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، وَمَسَحَ (¬1) رَأْسَهُ بِبَلَلِ يَدَيْهِ (¬2). سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكٌ. وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَ بِهِ رَأْسَهُ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه -: [839] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ الْقَاضِي، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ وَمَسَحَ رَأْسَهُ مِنْ فَضْلِ يَدِهِ (¬3). وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ تَمَّامٍ فَقَالَ: مِنْ فَضْلِ ذِرَاعَيْهِ: [840] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا خَالِدٌ - يَعْنِي ابْنَ مِرْدَاسٍ - ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ مِنْ فَضْلِ وَجْهِهِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ مِنْ فَضْلِ ذِرَاعَيْهِ، وَلَمْ يَسْتَأْنِفْ لَهُمَا مَاءً (¬4). اللَّفْظُ الْأَوَّلُ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ مَحْفُوظًا، مَعَ أَنَّ تَمَّامَ بْنَ نَجِيحٍ الْأَسَدِيَّ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. ¬

_ (¬1) في (س): "ثم مسح". (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 232) عن أبي حُفَيْص به. (¬3) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 100) للمؤلف، والهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 540) للطبراني في المعجم الكبير. (¬4) أخرجه خالد بن مرداس في حديثه (ق 56/ ب).

[841] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ الْأَسَدِيُّ فِيهِ نَظَرٌ (¬1). قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ لَا يُتَابِعُهُ الثِّقَاتُ عَلَيْهِ (¬2). [842] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬3) بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، ثنا (¬4) أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (¬5) - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنْ جَنَابَةٍ فَصَلَّيْتُ (¬6) الْفَجْرَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَأَيْتُ فِي ذِرَاعِي قَدْرَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ مَسَحْتَ عَلَيْهِ بِيَدِكَ أَجْزَأَكَ" (¬7). مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ الْعَرْزَمِيُّ، مَتْرُوكٌ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَنسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنهم - مُسْنَدًا. أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 552). (¬2) المصدر السابق (2/ 554). (¬3) في (ق)، (د): "أبو الحسن"، والمثبت من (س). (¬4) في (د): "أنا". (¬5) في (د)، (س): "رسول الله". (¬6) في (س): "وصليت". (¬7) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 397) من طريق أبي الأحوص به.

[843] فأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الرَّحَبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اغْتَسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَنَابَةٍ، فَلَمَّا خَرَجَ رَأَى لُمْعَةً مِنْ مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَخَذَ شَعَرَهُ فَبَلَّهَا وَمَضَى (¬1). [844] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اغْتَسَلَ وَلُمْعَةٌ مِنْ مَنْكِبِهِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَقَالَ بِشَعَرِهِ فَعَصَرَهُ، فَمَسَحَ بِهِ تِلْكَ اللُّمْعَةَ (¬2). أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ هُوَ حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ، وَيُقَالُ: حَنَشٌ، ترَكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدِيثَهُ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: [845] فأخبرناه (¬3) أَبُو حَازِمٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَائِضِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعُصْفُرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَبَقِيَتْ لُمْعَةٌ فِي جَسَدِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ لُمْعَةٌ فِي جَسَدِكَ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ. قَالَ: فَأَوْمَأَ إِلَى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 540) عن علي بن عاصم به. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 377). (¬3) في (د): "فأخبرنا".

بَلَلِ (¬1) شَعَرِهِ فَبَلَّهُ بِهِ، فَأَجْزَأَهُ ذَلِكَ (¬2). يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ هَذَا كَانَ يُتَّهَمُ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ. وَإِنَّمَا يُرْوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قَوْلِهِ فِي الْوُضُوءِ: إِنْ كَانَ فِي اللِّحْيَةِ بَلَلٌ مَسَحَ بِرَأْسِهِ (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ: [846] فأخبرناه (¬4) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: اغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَنَابَةٍ، فَرَأَى لُمْعَةً بِجِلْدِهِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَعَصَرَ خُصْلَةً مِنْ شَعَرِ رَأْسِهِ فَأَمَسَّهَا ذَلِكَ الْمَاءَ. قَالَ عَلِيٌّ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬5). وَأَمَّا حَدِيثُ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ: [847] فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَنَّاطُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا الْمُتَوَكِّلُ بْنُ فُضَيْلٍ أَبُو أَيُّوبَ الْحَدَّادُ، بَصْرِيٌّ، عَنْ أَبِي ظِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الصُّبْحِ وَقَدِ اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ، ¬

_ (¬1) في (س): "مثل". (¬2) أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص 82) من طريق يحيى بن عنبسة به. (¬3) أخرجه عبد الرزاق (1/ 17)، وابن أبي شيبة (1/ 308). (¬4) في (د)، (س): "فأخبرنا". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 21/ ب).

فكَانَ نُكْتَةٌ مِثْلُ الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ (¬1)، فَسَلَتَ شَعَرَهُ مِنَ الْمَاءِ وَمَسَحَهُ بِهِ، وَلَمْ يُعِدِ الصَّلَاةَ. قَالَ عَلِيٌّ: الْمُتَوَكِّلُ بْنُ فُضَيْلٍ ضَعِيفٌ (¬2). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُرْسَلًا: [848] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرْضِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدِ اغْتَسَلَ، وَقَدْ بَقِيَتْ لُمْعَةٌ مِنْ جَسَدِهِ لَمْ (¬3) يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ لُمْعَةٌ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فكَانَ لَهُ شَعَرٌ وَارِدٌ (¬4)، فَقَالَ بِشَعَرِهِ هَكَذَا عَلَى الْمَكَانِ فَبَلَّهُ. قَالَ عَلِيٌّ: عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ هَذَا بَصْرِيٌّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَغَيْرُهُ مِنَ الثِّقَاتِ يَرْوِيهِ عَنْ إِسْحَاقَ عَنِ الْعَلَاءِ مُرْسَلًا (¬5). [849] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيِّ، [قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ، ] أَنَّ (¬6) ¬

_ (¬1) هنا في أصل الرواية زيادة: "فقيل: يا رسول الله، إن هذا الموضع لم يصبه الماء". اهـ. (¬2) المصدر السابق (ق 21/ ب). (¬3) في (س): "ولم". (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) المصدر السابق (ق 21/ أ). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وفي (ق)، (د) على قوله: "العدوي أن" ضبتان، إشارة إلى أنَّ ثمة سقطًا بينهما، والمثبت من أصل الرواية من سنن الدارقطني بخط وسماع أبي بكر بن الحارث، والمختصر (ق 21/ أ).

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَرَأَى عَلَى عَاتِقِهِ (¬1) لُمْعَةً بِهَذَا. وَقَالَ: فَقَالَ بِشَعَرِهِ وَهُوَ رَطْبٌ. قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مُرْسَلٌ، وَهُوَ الصَّوَابُ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) العاتق: ما بين المنكِب والعُنُق. (¬2) المصدر السابق (ق 21/ أ).

مسألة (38): ويغسل الإناء من ولوغ الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب، ولا يطهر بدون ذلك

مَسْأَلَةٌ (38): وَيُغْسَلُ الْإِنَاءُ مِنْ وُلُوغِ (¬1) الْكَلْبِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ، وَلَا يَطْهُرُ بِدُونِ ذَلِكَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُغْسَلُ ثَلَاثًا فَيَطْهُرُ بِهِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [850] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬4)، أنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ". ¬

_ (¬1) ولغ الكلب في الإناء: أي شرب ما فيه بأطراف لسانه. (¬2) انظر: الأم (2/ 13)، ومختصر المزني (ص 16)، والحاوي الكبير (1/ 306)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 241)، والمجموع (2/ 597 - 598). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 48)، وتحفة الفقهاء (1/ 75)، وبدائع الصنائع (1/ 87)، والهداية في شرح البداية (1/ 25)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 32)، والبناية شرح الهداية (1/ 469)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 135). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 14).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى, كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ (¬2). [851] حدثنا الشَّرِيفُ أبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ (¬3) - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالُويَهِ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ (¬5) قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ أَنْ يُغْسَلَ سَبْعَ مَرَّاتٍ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬6). [852] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو النَّضْرِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، أنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيُرِقْهُ، ثُمَّ لِيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرَارٍ (¬7) ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 45). (¬2) صحيح مسلم (1/ 161). (¬3) قوله: "الحسني" ليس في (س). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، رواية الدبري (1/ 96). (¬5) صحيفة همام بن منبه (ص 37). (¬6) صحيح مسلم (1/ 162). (¬7) في (د)، (س): "مرَّات". (¬8) صحيح مسلم (1/ 161).

[853] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ (¬1) سَبْعَ مَرَّاتٍ، أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ" (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مُحَمَّدٍ. قَالَ أَيُّوبُ: "أُولَاهُنَّ - أَوْ أُخْرَاهُنَّ - بِالتُّرَابِ" (¬4). [854] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، ثنا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا لَهُمْ وَلَهَا؟ " فَرَخَّصَ فِي كَلْبِ الصَّيْدِ، وَفِي كَلْبِ الْغَنَمِ، وَقَالَ: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مِرَارٍ (¬5)، وَالثَّامِنَةَ عَفِّرُوهُ بِالتُّرَابِ" (¬6). ¬

_ (¬1) في (س): "يغسل". (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 1991). (¬3) صحيح مسلم (1/ 162). (¬4) هذا كلام أبي داود في السنن (1/ 54). (¬5) في (س): "مرات". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 6).

وَفِي حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالِي وَللْكِلَابِ؟ " وَرَخَّصَ فِي كَلْبِ الرِّعَاءِ وَكَلْبِ الصَّيْدِ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬1). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم - مُسْنَدًا. أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [855] فأخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْدٍ الْحِنَّائِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ أَصْرَمَ، ثنا الْجَارُودُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬2)، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، إِحْدَاهُنَّ بِالْبَطْحَاءِ" (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: [856] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 162). (¬2) في (ق)، (د): "ابن إسحاق"، والمثبت من (س) وأصل الرواية من سنن الدارقطني. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 10/ أ). (¬4) أخرجه ابن ماجه (1/ 319) من طريق ابن أبي مريم به.

وَرُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ: [857] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَيْرَانَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّاهِدُ بِهَمَذَانَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرَارٍ (¬2)، أُولَاهُنَّ - أَوْ أُخْرَاهُنَّ - بِالتُّرَابِ" (¬3). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ سَاكِنٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: [858] فأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الصُّوفِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، ثنا [أَبُو] (¬4) الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَرَنَا (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَغْسِلَ الْإِنَاءَ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ (¬6) (¬7). إِسْنَادُ حَدِيثِ عَلِيٍّ أَضْعَفُ هَذِهِ الْأَسَانِيدِ. ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "عبد الله"، والمثبت من (س). (¬2) في (س): "مرات". (¬3) أخرجه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (3/ 1420) من طريق ابن ساكن. (¬4) ما بين المعقوفين سقط من الأصول، واستدركناه من أصل الرواية من الكامل لابن عدي. (¬5) في (س): "أمر". (¬6) وضع علامتي تضبيب في (د) على قوله: "ولغ الكلب". (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 530).

وَإِسْنَادُ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ أَمْثَلُ. وَفِيمَا مَضَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ كِفَايَةٌ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [859] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكَلْبِ يَلَغُ فِي الْإِنَاءِ، أَنَّهُ يَغْسِلُهُ ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا. قَالَ عَلِيٌّ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: "فَاغْسِلُوهُ سَبْعًا"، وَهُوَ الصَّوَابُ (¬1). [860] قال عَلِيٌّ (¬2): ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، ثنا أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ. [861] قال عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ". وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ (¬3). وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ الضَّحَّاكِ أَبَا ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 10/ أ). (¬2) المصدر السابق، رواية السَّلَماسي (1/ 108). (¬3) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 10/ أ).

الْحَارِثِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَسْرِقُ الْحَدِيثَ وَيَرْوِيهِ، وَيُجِيبُ فِيمَا يُسْأَلُ، وَيُحَدِّثُ بِمَا يُقْرَأُ عَلَيْهِ، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ وَلَا الذِّكْرُ عَنْهُ، إِلَّا عَلَى جِهَةِ الِاعْتِبَارِ. رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، فَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُجَاهَيْنِ (¬1)، وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ" (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا غُنْيَةٌ لِمَنْ شَمَّ رَائِحَةَ الْحَدِيثِ فِي مَعْرِفَةِ سُوءِ حَالِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ الْمَعْمَرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَلَى الصِّحَّةِ: [862] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ" (¬3). [863] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَلَغَ ¬

_ (¬1) أي متقابلين. (¬2) المجروحين لابن حبان (2/ 131). (¬3) أخرجه ابن المقرئ في المعجم (ص 161) من طريق إسماعيل بن عياش به.

الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ أَهْرَاقَهُ (¬1) وَغَسَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬2). [864] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ (ح). [865] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ - عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَأَهْرِقْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مَوْقُوفٌ، وَلَمْ يَرْوِهِ هَكَذَا غَيْرُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَالصَّحِيحُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [866] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْمَحَامِلِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، ثنا عَارِمٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬4) قَالَ: الْكَلْبُ يَلَغُ فِي الْإِنَاءِ. قَالَ: يُهَرَاقُ وَيُغْسَلُ سَبْعَ مِرَارٍ (¬5) (¬6). [867] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا (¬7). ¬

_ (¬1) أي أراقه وصبه. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 10/ أ). (¬3) المصدر السابق (ق 10/ أ). (¬4) ضبب عليه في (د). (¬5) في (د)، (س): "مرات". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 9/ ب). وقال: "موقوف". (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 6).

مسألة (39): وأسآر السباع كلها طاهرة سوى الكلب والخنزير وما تفرع منهما

مَسْأَلَةٌ (39): وَأَسْآرُ (¬1) السِّبَاعِ كُلِّهَا طَاهِرَةٌ سِوَى الْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ وَمَا تَفَرَّعَ مِنْهُمَا (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كُلُّهَا نَجِسَةٌ، إِلَّا مَا وَقَعَ بِهِ الْبَلْوَى كَالْهِرَّةِ، وَالْفَأْرَةِ، وَسِبَاعِ الطَّيْرِ. وَكرِهَ أَبُو حَنِيفَةَ سُؤْرَ الْهِرَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ إِنْ تَوَضَّأَ بِهِ جَازَ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [868] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلِ، حَدَّثَنِي أَبِي (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ (ح). قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الْبَجَلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ ¬

_ (¬1) الأسآر: جمع سُؤْر، وهو بقية الماء التي يبقيها الشارب في الإناء، ثم استُعير لبقية الطعام غيره. (¬2) انظر: الأم (2/ 13)، ومختصر المزني (ص 17)، والحاوي الكبير (1/ 317)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 247 - 248)، والمجموع (1/ 223 - 225). (¬3) انظر: الأصل (1/ 237)، والمبسوط للسرخسي (1/ 48 - 51)، وتحفة الفقهاء (1/ 53 - 54)، وبدائع الصنائع (1/ 63 - 65)، والهداية شرح البداية (1/ 25 - 26)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 31 - 34)، والبناية شرح الهداية (1/ 476 - 481)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 134 - 140).

الْمِقْدَامِ، قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ تَوَضَّأْتُ مِنْ هَذَا. فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقَالَ: "الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ". قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَحَادِيثِ عِكْرِمَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي الطَّهَارَةِ، وَلَا يُحْفَظُ لَهُ عِلَّةٌ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَكَذَا (¬2) رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سِمَاكٍ، وَرُوِيَ مُرْسَلًا، وَمَنْ أَسْنَدَهُ أَحْفَظُ. [869] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو زَكَرِيَّا (¬3) بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ إِسحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ - أَوْ أَبِي قَتَادَةَ، الشَّكُّ مِنَ الرَّبِيعِ (¬4) - أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ، فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ لِتَشْرَبَ مِنْهُ (¬5)، فَقَالَتْ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 382). (¬2) في (د): "هكذا". (¬3) في (س): "وأبو بكر". (¬4) يراجع شرح مسند الشافعي للرافعي (1/ 89). (¬5) ضبب عليها في (د)، والعبارة في الأم ومسند الشافعي ترتيب سنجر (1/ 149): "فشربت منه".

الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ أَوِ الطَّوَّافَاتِ (¬1) " (¬2). وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ مَالِكٍ: وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ. وَلَمْ يَشُكَّ. وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأِ. [870] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو زَكَرِيَّا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ (¬3)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مِثْلَهُ أَوْ مِثْلَ مَعْنَاهُ (¬4). وَرُوِيَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ كَذَلِكَ. فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعِلَّةَ فِي كَوْنِ سُؤْرِ الْهِرَّةِ طَاهِرًا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، دُونَ مَا زَعَمُوا مِنْ وُقُوعِ الْبَلْوَى، فكَذَلِكَ كُلُّ طَاهِرٍ فِي حَيَاتِهِ فَسُؤْرُهُ طَاهِرٌ. وَرُوِيَ فِي مَعْنَاهُ عَنْ عَائِشَةَ: [871] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ التَّمَّارِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّ مَوْلَاتَهَا أَرْسَلَتْهَا (¬5) بِهَرِيسَةٍ إِلَى عَائِشَةَ، فَوَجَدَتْهَا تُصَلِّي، فَأَشَارَتْ إِلَيَّ: ضَعِيهَا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَأَكَلَتْ مِنْهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ أَكَلَتْ مِنْ حَيْثُ أَكَلَتِ ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير: "الطائف: الخادم الذي يخدمك برفقٍ وعناية، والطوَّاف فَعَّال منه، شَبَّهها بالخادم الذي يطوف على مولاه ويدور حوله، أخذًا من قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} ولمَّا كان فيهنّ ذكور وإناث قال: الطوَّافون والطوَّافات". النهاية (طوف). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 20). (¬3) قال الحاكم في مناقب الشافعي (ق 8/ أ): "وإذا قال - يعني الشافعي -: أنبأ الثقة عن يحيى بن أبي كثير. وأنبأ الثقة عن سفيان بن حسين. فلا يعلم من أراد بهذين". اهـ. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 20). (¬5) في (س): "مولاتهما أرسلتهما".

الْهِرَّةُ، فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ". وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا (¬1). وَلَهُ شَوَاهِدُ عَنْ عَائِشَةَ: فَمِنْهَا حَدِيثُ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ. وَقَدْ مَضَى فِي السُّنَنِ (¬2). وَمِنْهَا مَا: [872] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنِّي تَوَضَّأْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ قَدْ أَصَابَتْ مِنْهُ الْهِرَّةُ قَبْلَ ذَلِكَ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ. وَمِنْهَا مَا: [873] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا (¬4) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا أبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَمُرُّ بِهِ الْهِرَّةُ فَيُصْغِي (¬5) لَهَا الْإِنَاءَ فَتَشْرَبُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية الحارثي (ق 6). (¬2) السنن الكبير (2/ 240). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1/ 320) من طريق حارثة به. (¬4) في (د): "أنا". (¬5) قال ابن الأثير: "أي يميله ليسهل عليها الشرب منه". النهاية (صغصغ). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 413)، والدارقطني في السنن (1/ 110)، كلاهما من طريق أبي صالح به، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (ص 140) من طريق الليث، ووقع في إسناد الدارقطني: "عبد ربه بن سعيد".

[874] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: يَعْقُوبُ هَذَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، وَعَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ (¬1) الْمَقْبُرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ (¬2). [875] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. (ح) [876] قال - أَظُنُّهُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ -: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ كَانَ يُصْغِي إِلَى الْهِرَّةِ الْإِنَاءَ حَتَّى تَشْرَبَ مِنْهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا (¬3). [877] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَمَّةٍ لَهُ - يُقَالُ لَهَا: صَفِيَّةُ بِنْتُ عُمَيْلَةَ - أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ سُئِلَ عَنْ سُؤْرِ الْهِرَّةِ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا (¬4). [878] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - سُئِلَ عَنْ سُؤْرِ السِّنَّوْرِ، فَقَالَ: هِيَ مِنَ ¬

_ (¬1) الذي في أصل الرواية من سنن الدارقطني، رواية الحارثي: "وعبد رب هو: عبد الله بن سعيد"، وفي المطبوع: "وعبد ربه"، وانظر موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 192). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 10/ ب). (¬3) المصدر السابق (ق 11/ أ). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 344) من طريق الركين بمعناه، وفيه: عن صفية بنت داب.

السِّبَاعِ، وَلَا بَأْسَ بِهِ (¬1). وَرُوِيَ فِي تَسْمِيَةِ الْهِرَّةِ سَبُعًا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرْفُوعًا بِإِسْنَادٍ أَصَحَّ (¬2) مِنْ هَذَا: [879] أخبرناه (¬3) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عِيسَى - يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ - حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يأْتِي دَارَ قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَدُونَهُمْ دَارٌ - يَعْنِي: لَا يَأْتِيهَا - فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْتِي دَارَ فُلَانٍ وَلَا تَأْتِي دَارَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ فِي دَارِكُمْ كَلْبًا". قَالَ: فَإِنَّ (¬4) فِي دَارِهِمْ سِنَّوْرًا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "السِّنَّوْرُ سَبُعٌ" (¬5). وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْكَلْبِ يَلَغُ فِي الْإِنَاءِ: "يُغْسَلُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أُولَاهُنَّ - أَوْ أُخْرَاهُنَّ - بِالتُّرَابِ". وَالسِّنَّوْرِ مَرَّةً، فَهُوَ فِي السِّنَّوْرِ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَغَلِطَ فِيهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ فَأَدْرَجَهُ فِي الْحَدِيثِ. وَقَدْ بَيَّنَهُ قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬6) عَنِ ابْنِ سِيرِينَ بَيَانًا شَافِيًا فِيمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 11/ ب). (¬2) في (س): "صحيح". (¬3) في (د): "أخبرنا". (¬4) قوله: "قال: فإن" ضبب فوقهما في (ق)، وضبب على الأولى في (د)، وفي مصادر التخريج: "قالوا". (¬5) أخرجه أحمد في المسند (4/ 1750) عن أبي النضر به. (¬6) كذا ثبت في النسخ، وضبب عليه في (د).

[880] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ الْحَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّارِمِيُّ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبِي، ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يُغْسَلَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ". ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْهِرَّةَ (¬2)، لَا أَدْرِي قَالَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ. قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ أَبِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْكَلْبِ مُسْنَدًا، وَفِي الْهِرِّ مَوْقُوفًا (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قُرَّةَ مَوْقُوفًا فِي الْهِرَّةِ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَالْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: إِذَا وَلَغَ الْهِرُّ غُسِلَ مَرَّةً (¬5). فَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ رِوَايَةُ الْحُفَّاظِ، فَلَا اعْتِبَارَ بِرِوَايَةِ مَنْ رَوَاهُ فِي الْهِرَّةِ مَرْفُوعًا. وَأَبُو هُرَيْرَةَ إِنْ أَرَادَ بِهَذَا الْغَسْلِ النَّظَافَةَ فَهَكَذَا (¬6) نَقُولُ (¬7)، وَإِنْ أَرَادَ بِهِ تَنْجِيسَ الْهِرَّةِ فَهُوَ مَحْجُوجٌ بِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ. ¬

_ (¬1) ضبب عليه في (ق) للاختلاف. (¬2) في المستدرك: "الهر". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 387). (¬4) المصدر السابق (1/ 387). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 6). (¬6) في (س): "فكذا". (¬7) غير منقوطة في (ق)، (س)، ومنقوطة بالياء في (د)، والسياق يقتضي أن تنقط بالنون (نقول).

[881] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ - أَوْ أَبِي حَبِيبَةَ - عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُتَوَضَّأُ (¬1) بِمَا أَفْضَلَتِ الْحُمُرُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَبِمَا أَفْضَلَتِ السِّبَاعُ كُلُّهَا" (¬2). وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ (¬3)، عَنِ الرَّبِيعِ بِإِسْنَادِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ - وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ - عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ. [882] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ (¬4)، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬5)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ بِمَا أَفْضَلَتِ (¬6) السِّبَاعُ (¬7). وَقَدْ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ (¬8) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي ذَلِكَ: ¬

_ (¬1) حرف المضارعة غير منقوط في (ق)، (س)، وأصل المختصر (21/ ب). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 19). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 9/ ب). (¬4) قوله: "الفقيه" ليس في (س). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 77). (¬6) في النسخ: "أفضلته"، والمثبت من أصلي الرواية والمختصر. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 9/ ب). (¬8) الأم (2/ 19).

[883] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي كِتَابِ الْمُوَطَّأِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ (¬1)، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ فِي رَكْبٍ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، حَتَّى وَرَدُوا حَوْضًا، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِصَاحِبِ الْحَوْضِ: يَا صاحِبَ الْحَوْضِ (¬2): هَلْ تَرِدُ (¬3) حَوْضَكَ السِّبَاعُ؟ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ، لَا تُخْبِرْنَا؛ فَإِنَّا نَرِدُ عَلَى السِّبَاعِ وَتَرِدُ عَلَيْنَا (¬4). وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي هَذَا الْبَاب إِنْ سَلِمَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: [884] أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصِّبْغِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ السُّرِّيُّ (¬5)، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْحِيَاضِ (¬6) الَّتِي بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، وَقَالُوا: تَرِدُهَا (¬7) ¬

_ (¬1) في (س): "البوشنجي". (¬2) قوله: "يا صاحب الحوض" ليس في (د)، (س). (¬3) في (د): "يرد"، وغير منقوطة في (س). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير مخطوط بالأزهرية (ق 7/ أ). (¬5) في (ق)، (د): "البسري"، وأثبتنا الصواب؛ كما في الإكمال لابن ماكولا (4/ 569)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (5/ 80). (¬6) جمع حوض. (¬7) في (د): "يردها".

السِّبَاعُ وَالْكِلَابُ وَالْحَمِيرُ (¬1)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا فِي بُطُونِهَا لَهَا، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَنَا طَهُورٌ" (¬2). عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ضَعِيفٌ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [885] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ فراخي، ثنا عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ (¬3)، ثنا عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نُهِيَ عَنْ سُؤْرِ الْكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ وَالْحِمَارِ (¬4). الصَّوَابُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ: [886] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَرِهَ سُؤْرَ الْكَلْبِ وَالْحِمَارِ وَالسِّنَّوْرِ أَنْ يُتَوَضَّأَ بِهِ (¬5). هَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ. ¬

_ (¬1) في (س): "والحمر". (¬2) أخرجه ابن ماجه (1/ 362) من طريق عبد الرحمن بن زيد به. (¬3) في (ق): "عمرو بن مردك"، وفي (د): "عمر بن مردك"، وفي (س): "عمرو بن مدرك". وأثبتنا الصواب من مصادر ترجمته: الجرح والتعديل (6/ 136)، وتاريخ بغداد (13/ 50)، ولسان الميزان (6/ 143). (¬4) أخرجه أبو عبيد في الطهور (ص 288) من طريق عبيد الله به. (¬5) أخرجه عبد الرزاق (1/ 98) عن سفيان به.

وَهَكَذَا رَوَاهُ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ: [887] أخبرناه عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنِي جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لَا يُتَوَضَّأُ بِفَضْلِ الْكَلْبِ وَالْهِرِّ وَالْحِمَارِ، وَأَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ فَلَيْسَ فِيهِ بَأْسٌ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا فِي السَّبُعِ دَلِيلُنَا، وَفِي الْهِرِّ (¬2) وَالْحِمَارِ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا كَانَ بِفِيهِمَا نَجَاسَةٌ أَوِ التَّنْزِيهِ. [888] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّه بْنُ رَجَاءٍ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أُكِلَ لَحْمُهُ فَلَا بَأْسَ بِسُؤْرِهِ" (¬3). وَهَذَا إِنْ سَلِمَ مِنْ مُصْعَبٍ فَنَحْنُ نَقُولُ بِظَاهِرِهِ، وَتَرَكْنَا الْمَفْهُومَ؛ لِقِيَامِ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ. هَذَا، وَمُصْعَبُ بْنُ سَوَّارٍ إِنَّمَا هُوَ سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، فَقَلَبَ ابْنُ رَجَاءٍ اسْمَهُ (¬4)، وَسَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ مَتْرُوكٌ. وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ سَوَّارٍ فِي الْبَوْلِ، وَلَا يَصِحُّ ذَلِكَ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 20) من طريق نافع به. (¬2) في (س): "الهرة". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 232) من طريق عبد الله بن رجاء به. (¬4) المصدر السابق (1/ 232).

مسألة (40): وما ليس له نفس سائلة إذا مات في الماء القليل نجسه في أحد القولين؛ كالذباب والعقرب

مَسْأَلَةٌ (40): وَمَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ (¬1) إِذَا مَاتَ فِي الْمَاءِ الْقَلِيلِ نَجَّسَهُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ؛ كَالذُّبَابِ (¬2) وَالْعَقْرَبِ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُنَجِّسُهُ (¬4). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْكِتَابِ وَنَوْعٍ مِنَ النَّظَرِ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [889] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ حُنَيْنٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا سَقَطَ الذُّبَابُ (¬5) فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ؛ فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءً". ¬

_ (¬1) أي ليس له دم سائل. (¬2) تحرفت في (ق)، (د) إلى: "كالذاب" والمثبت من (س). (¬3) انظر: الأم (2/ 12 - 13)، ومختصر المزني (ص 17)، والحاوي الكبير (1/ 321 - 322)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 249)، والمجموع (1/ 178 - 181). (¬4) انظر: الأصل (1/ 83)، المبسوط للسرخسي (1/ 51)، وتحفة الفقهاء (1/ 51)، وبدائع الصنائع (1/ 62 - 63)، والهداية في شرح البداية (1/ 22)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 23)، والبناية شرح الهداية (1/ 387 - 388)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 92 - 93). (¬5) في (د): "الذبان" آخرها نون، والذِّبَّان: جمع الذُّباب.

[890] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ بِمِثْلِهِ. رَوَاهُ (¬1) الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ (¬2). وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ: "إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ (¬3) فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَامْقُلُوهُ (¬4) (¬5) ". أَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنْ هَذَا وَقَالَ: وَغَمْسُ الذُّبَابِ (¬6) فِي الْإِنَاءِ لَيْسَ يَقْتُلُهُ (¬7)، وَالذُّبَابُ (¬8) لَا يُؤْكَلُ (¬9). [891] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ (¬10)، ثنا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الزُّبَيْدِيِّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْأَخْيَلِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ¬

_ (¬1) في (د): "ورواه". (¬2) صحيح البخاري (4/ 130). (¬3) في (د): "الذبان". (¬4) المَقْل: الغَمْس. (¬5) أخرجه علي بن حجر السعدي في الرابع من حديثه عن إسماعيل بن جعفر (ص 490). (¬6) في (د): "الذبان". (¬7) في (د): "بقتله" ولم ينقط الحرف الأول في (ق)، (س)، والمثبت من مختصر المزني. (¬8) في (د): "والذبان". (¬9) مختصر المزني (ص 17)، وانظر الأم (2/ 12). (¬10) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 623).

جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا سَلْمَانُ، كُلُّ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَقَعَتْ فِيهِ دَابَّةٌ لَيْسَ لَهَا دَمٌ، فَمَاتَتْ فِيهِ، فَهُوَ حَلَالٌ أَكْلُهُ وَشُربُهُ وَوُضُوءُهُ". لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ بَقِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الزُّبَيْدِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ (¬2). وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ مَا يَرْوِيهِ بَقِيَّةُ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَجْهُولِينَ فَلَيْسَ بِمَقْبُولٍ مِنْهُ، كَيْفَ وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ بَقِيَّةَ لَيْسَ بِحُجَّةٍ! وَرُوِيَ فِي الرُّخْصَةِ فِيمَا لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. * * * ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د)، وفي (س): "قال: قال" وضبب على الأولى. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 49).

مسألة (41): وحد الماء الذي لا ينجس جميعه بما يقع فيه ولا يغيره؛ قلتان

مَسْأَلَةٌ (41): وَحَدُّ الْمَاءِ الَّذِي لَا يَنْجُسُ جَمِيعُهُ بِمَا يَقَعُ فِيهِ وَلَا يُغَيِّرُهُ؛ قُلَّتَانِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَا لَا يَلْتَقِي طَرَفَاهُ. وَحَدَّهُ أَصْحَابُهُ بِأَنَّهُ إِذَا حُرِّكَ لَا يَتَحَرَّكُ جَانِبَاهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [892] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْمَاءِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ" (¬3). [893] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 11)، ومختصر المزني (ص 17)، والحاوي الكبير (1/ 333)، والمجموع (1/ 162). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 70)، وتحفة الفقهاء (1/ 57)، وبدائع الصنائع (1/ 71 - 72)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 21)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 22)، والبناية شرح الهداية (1/ 369)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 79). (¬3) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (2/ 85) بسنده. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 314).

وَهَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ وَغَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ. [894] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَأَظُنُّهُمَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لَمْ يُخَرِّجَاهُ لِخِلَافٍ فِيهِ عَلَى أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ (¬1). [895] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَاهُ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الْمَاءِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ؟ فَقَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ" (¬2). [896] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَهَكَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْمَبْسُوطِ عَنِ الثِّقَةِ - وَهُوَ أَبُو أُسَامَةَ - بِلَا شَكٍّ فِيهِ (¬3). [897] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬4)، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 315). (¬2) المصدر السابق (1/ 315). (¬3) المصدر السابق (1/ 315). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 9).

أنا الثِّقَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ نَجَسًا" أَوْ "خَبَثًا" (¬1). [898] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -، قَالَ: هَذَا خِلَافٌ لَا يُوهِنُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ - يَعْنِي الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا - بِالْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَبِمُحَمَّدِ (¬2) بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ فَغَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَإِنَّمَا قَرَنَهُ أَبُو أُسَامَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ حَدَّثَ بِهِ مَرَّةً عَنْ هَذَا، وَمَرَّةً (¬3) عَنْ ذَاكَ (¬4) (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَوْلُ شَيْخِنَا - رحمه الله - فِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنَّهُ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ سَهْوٌ مِنْهُ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ - رحمهما الله - حَدِيثَهُ (¬6) فِي غَيْرِ الْقُلَّتَيْنِ فِي الصَّحِيحِ وَاحْتَجَّا بِهِ، وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْهُمَا جَمِيعًا. [899] قال شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله - فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ: وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ مَا حَدَّثَنِيهِ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْإِسْفَرَايِينِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَأَنَا سَأَلْتُهُ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا أبُو أُسَامَة، ثنا الوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 316). (¬2) في (د)، (س): "ومحمد". (¬3) في (د): "أو مرة". (¬4) في (د)، (س): "ذلك". (¬5) المصدر السابق (1/ 316). (¬6) قوله: "حديثه" ليس في (د).

وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الْمَاءِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ" (¬1). قَالَ الْحَاكِمُ: قَدْ صَحَّ وَثَبَتَ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ صِحَّةُ الْحَدِيثِ، وَظَهَرَ أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ سَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْوَلِيدِ عَنْهُمَا جَمِيعًا؛ فَإِنَّ شُعَيْبَ بْنَ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَكَذَلِكَ الطَّرِيقُ إِلَيْهِ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رَوَاهُ هَكَذَا عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَيُّوبَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ. [900] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أنا ابْنُ سَعْدَانَ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ بِهَذَا عَنِ الرَّجُلَيْنِ جَمِيعًا (¬3). قَالَ الْإِمَامُ: وَقَدْ رُوِيَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، كَمَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى كَمَا رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ؛ فَصَحَّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ رَوَاهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَلَى (¬4) الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا (¬5) كَمَا رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَدْ تَابَعَ الْوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ الْقُرَشِيُّ. [901] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 316). (¬2) المصدر السابق (1/ 317). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 14). (¬4) في (د): "عن". (¬5) من بداية الفقرة إلى ها هنا سقط من (س).

يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَسُئِلَ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ (¬1) وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ" (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ: وَهَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ - أَخُو حَمَّادٍ - وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَقَالُوا كُلُّهُمْ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ مِمَّا لَا يُوهِنُهُ؛ فَإِنَّ الْحَدِيثَ قَدْ حَدَّثَ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ (¬3) جَمِيعًا (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَرُوِيَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ كَذَلِكَ: [902] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ الْإِمَامُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا بَحْرُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، ثثا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) الفلاة: الصحراء. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 317). (¬3) في (س): "عبد الله وعبيد الله". وهو الموافق لأصل الرواية. (¬4) المستدرك (1/ 318).

جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْمَاءِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ" (¬2). وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3). وَفِيهِ تَقْوِيَةٌ لِرِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَكَانَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ - رحمه الله - يَمِيلُ إِلَى تَصْحِيحِ رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَيَسْتَدِلُّ بِرِوَايَتِهِ (¬4) الْحَدِيثَ (¬5) عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬6). [903] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ الْأَدِيبُ مِنْ أَصْلِهِ، أنا (¬7) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الصَّقْرِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بالْفَلَاةِ وَتَرِدُهُ السِّبَاعُ وَالْكِلَابُ، قَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ (¬8) يَحْمِلِ الْخَبَثَ" (¬9). ¬

_ (¬1) ضبب عليه في أصل الحارثي من سنن الدارقطني، وفي (س): "عبد الله". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 1/ ب). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 318). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) قوله: "الحديث" ليس في (س). (¬6) معرفة السنن والآثار (2/ 86). (¬7) في (د)، (س): "نا". (¬8) في (د)، (س): "لا". (¬9) أخرجه سمويه في فوائده (ص 73) من طريق حماد به. وعزاه ابن دقيق العيد في الإمام =

كَذَا قَالَ: السِّبَاعُ وَالْكِلَابُ. وَهُوَ غَرِيبٌ. وَكَذَلِكَ (¬1) قَالَهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلَمَةَ. [904] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنٍ لِابْنِ عُمَرَ فِي الْبُسْتَانِ، وَثَمَّ جِلْدُ بَعِيرٍ فِي مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَتَفْعَلُ هَذَا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ (¬2) لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ" (¬3). [905] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، أنا عَاصِمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬4)، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ فَإِنَّهُ لَا يَنْجُسُ" (¬5). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ حَمَّادٍ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ. وَفِي رِوَايَةِ بَعْضِهِمْ: "قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا". وَالَّذِينَ لَمْ يَشُكُّوا أَحْفَظُ وَأَكْثَرُ، فَهُوَ أَوْلَى. [906] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ = (1/ 207) للخلافيات. (¬1) في (س): "وكذا". (¬2) في (د): "القلتين". (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 460). (¬4) هنا في (س) زيادة: "ابن عمر". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 5). وقال: "قال أبو داود: حماد بن زيد أوقفه عن عاصم". اهـ.

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ؛ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: هَذَا (¬1) جَيِّدُ الْإِسْنَادِ. قِيلَ لَهُ: فَإِنَّ ابْنَ عُلَيَّةَ لَمْ يَرْفَعْهُ. قَالَ يَحْيَى: وَإِنْ لَمْ يَحْفَظْهُ ابْنُ عُلَيَّةَ، فَالْحَدِيثُ حَدِيثٌ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ، وَهُوَ أَحْسَنُ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ. يَعْنِي يَحْيَى: فِي قِصَّةِ الْمَاءِ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ (¬2). [907] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَابِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ فَلَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ". قَالَ عَلِيٌّ: رَفَعَهُ هَذَا الشَّيْخُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَائِدَةَ، وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ مَوْقُوفًا، وَهُوَ الصَّوَابُ (¬3). [908] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِإِسْنَادٍ لَا يَحْضُرُنِي ذِكْرُهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ نَجَسًا". وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ: "بِقِلَالِ هَجَرٍ (¬4) ". ¬

_ (¬1) في (س): "هو". (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (4/ 240). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 2/ ب). (¬4) هجر: قرية من قرى المدينة كانت القِلال تصنع بها. والقلال: جمع "قُلة"، وهي من آنية العرب.

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَقَدْ رَأَيْتُ قِلَالَ هَجَرٍ، فَالْقُلَّةُ تَسَعُ قِرْبَتَيْنِ، أَوْ قِرْبَتَيْنِ وَشَيْئًا (¬1). [909] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى - أَنَّ يَحْيَى بْنَ عُقَيْلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ نَجَسًا وَلَا بَأْسًا". فَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ: قِلَالُ هَجَرٍ؟ قَالَ: قِلَالُ هَجَرٍ، وَأَظُنُّ أَنَّ كُلَّ قُلَّةٍ تَأْخُذُ فَرَقَيْنِ (¬2). [910] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي لُوطٌ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ فَصَاعِدًا لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ (¬3). [911] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬4) الْفَقِيهُ بِالطَّابَرَانِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ بِجُرْجَانَ، ثنا أَبُو بَدْرٍ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِحَرَّانَ، ثنا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا مُغِيرَةُ بْنُ صِقْلَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ بِقِلَالِ هَجَرٍ لَا يَحْمِلُ نَجَسًا" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 10). (¬2) في (س): "قربتين". والفرق، بالسكون وقد يحرك: مكيال معروف بالمدينة، وهو ستة عشر رطلًا. مختار الصحاح (فرق). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 2/ ب). (¬4) هنا في (س) زيادة: "ابن أحمد بن يعقوب". (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 574).

[912] أخبرناه (¬1) أَبُو سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشُّعَيْبِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَرَّحٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ مِنْ قِلَالِ هَجَرٍ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ". الْمُغِيرَةُ بْنُ صِقْلَابٍ ضَعِيفٌ. وَالْمَحْفُوظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مَا مَضَى. [913] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُنَادِي - نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ. فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ، وَفِيهِ قَالَ: "وَرُفِعْتُ (¬2) إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفُيُولِ (¬3)، وَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرٍ". مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ (¬4) مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ. [914] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرُويَهِ النَّوْقَانِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً، فَإِنَّهُ (¬5) لَا يَحْمِلُ ¬

_ (¬1) في (د): "أخبرنا". (¬2) في (ق)، (د): "ودفعت". (¬3) الفيول: جمع فيل، ويجمع كذلك على أفيال وفِيَلة. (¬4) صحيح البخاري (4/ 109)، صحيح مسلم (1/ 103). (¬5) قوله: "فإنه" ليس في (س).

الْخَبَثَ" (¬1). [915] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: كَذَا رَوَاهُ الْقَاسِمُ الْعُمَرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، وَوَهِمَ فِي إِسْنَادِهِ، وَكَانَ ضَعِيفًا كَثِيرَ الْخَطَأِ، وَخَالَفَهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، رَوَوْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ مِنْ قَوْلِهِ، لَمْ يُجَاوِزْ بِهِ (¬2). [916] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ مَوْقُوفًا (¬4). وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ مِنْ قَوْلِهِ نَحْوَ قَوْلِنَا: [917] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ، لَمْ يَعْلَقْهُ شَيْءٌ (¬5). [918] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 608) من طريق القاسم بن عبد الله به. (¬2) سنن الدارقطني (1/ 28). (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 191). (¬4) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (2/ 724). (¬5) الكامل لابن عدي (1/ 505). وقال: "مَوْقُوفٌ".

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سِنَانٍ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا. قَالَ عَلِيٌّ: كَذَا قَالَ، وَخَالَفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، رَوَوْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالُوا: أَرْبَعِينَ غَرْبًا (¬2). وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَرْبَعِينَ دَلْوًا (¬3). فَأَمَّا رِوَايَةُ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: [919] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ (¬4). وَأَمَّا رِوَايَةُ مَعْمَرٍ: [920] فأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَّةً لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ (¬5). ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية كلها: "يَسَارٍ". والمثبت من أصل الرواية من سنن الدارقطني بخط تلميذه الحافظ الحارثي، وهو الصواب الموافق لما في مصادر ترجمته. (¬2) الغَرْب: الدلو العظيمة. والدلو هي التي يُستقى بها. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 3/ أ). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 139) من طريق سفيان به. (¬5) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (2/ 723) من طريق الثوري به.

وَرَوَى أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّارَكِيُّ - رحمه الله -، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذَا بَلَغَ (¬1) الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ (¬2) يَقْبَلِ الْخَبَثَ. [921] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَتَوَضَّأُ (¬3) مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ؟ (¬4) - وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا ¬

_ (¬1) في (د): "أقبل". (¬2) في (د): "ثم". (¬3) في (ق): "أنتوضأ"، وموضع النون غير منقوط في (د)، (س)، وقد نص النووي في الإيجاز (ص 214) على ذلك فقال: "قوله: "قيل: يا رسول الله، أتتوضأ من بئر بضاعة" هو بتاءين مثناتين من فوق، وهو خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - معناه: تتوضأ أنت يا رسول الله من هذه البئر وصفتها كذا؟ وإنما ضبطت اللفظة لأني رأيت مرات من يصحفها فيقول: نتوضأ - بالنون - وهذا غلط؛ فقد ذكر أبو داود في الرواية الأخرى أنه قال: "يا رسول الله، إنه يستقى لك من بئر بضاعة"، وفي رواية الشافعي: "قيل: يا رسول الله إنك تتوضأ من بئر بضاعة. . ." وذكر تمامه، وفي رواية النسائي عن أبي سعيد قال: "مررت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ من بئر بضاعة فقلت: يا رسول الله، أتتوضأ منها وهي يطرح فيها. . ." وذكر الحديث". انتهى. (¬4) قال ابن الأثير: "بئر معروف بالمدينة، والمحفوظ ضم الباء، وأجاز بعضهم كسرها، =

الْحِيَضُ (¬1) وَلَحْمُ الْكِلَابِ وَالنَّتْنُ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَاءُ طَهُورٌ، لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ" (¬2). لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّ الْحَارِثِيَّ شَكَّ فِي عَبْدِ اللَّهِ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: [922] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِئْرُ بُضَاعَةَ تُلْقَى فِيهَا الْمَحَايِضُ (¬3) وَالْجِيَفُ (¬4). فَقَالَ: "الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ" (¬5). قَصَّرَ بِهِ حَمَّادٌ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ. [923] ثم اخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي اسْمِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: ¬

_ = وحكى بعضهم بالصاد المهملة". النهاية (بضع). (¬1) الحِيَض: جمع حِيضة، وهي الخرقة التي تستعملها المرأة في دم الحيض لتمسحه به أو لتشد فرجها بها لتمنع سيل الدم. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 5). (¬3) في (س): "الحيض". والمحايض: خِرَق المحيض. (¬4) الجِيَف: جمع جِيفَة، وهي جثة الميت. (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 652).

أَخْبَرَنَاهُ (¬1) أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ ذَكَرَ ذَلِكَ (¬2) - أَعْنِي رِوَايَةَ يَحْيَى بْنِ وَاضِحٍ - هَكَذَا. قَالَ (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعٍ: [924] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيةَ بْنِ مَالَجَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ يُقَالُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يُسْتَقَى (¬4) الْمَاءُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ يُلْقَى فِيهَا لُحُومُ الْكِلَابِ، وَالْمَحَايِضُ، وَعَذِرُ (¬5) النَّاسِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَاءُ طَهُورٌ، لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ" (¬6). وَقِيلَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ: [925] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "أخبرنا" والمثبت من (س). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 389). (¬3) في (س): "وقال". (¬4) ضبب بين كلمة "يستقى" وكلمة "الماء" في أصل سنن الدارقطني رواية الحارثي. (¬5) العَذِر: جمع عَذْرة، وهي الغائط. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 3/ ب).

ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَاهُ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: [926] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَوْكَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (ح). [927] قال عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ بِئْرِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا مَحَايِضُ النِّسَاءِ وَلُحُومُ (¬2) الْكِلَابِ وَعَذِرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ، لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ" (¬3). وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ مَرَّةً عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ: [928] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَوْكَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 4/ أ). (¬2) في (د): "ولحم". (¬3) المصدر السابق (ق 3/ ب).

حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمَعْنَاهُ (¬1). [929] وأخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْخَطِيبُ، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ وَالْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ, عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي نَوْفٍ، عَنْ سَلِيطٍ الْعَامِرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ (¬2) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - توَضَّأَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَتَوضَّأُ مِنْهَا وَهِيَ يُلْقَى فِيهَا مِنَ النَّتْنِ مَا يُلْقَى؟ قَالَ: "الْمَاءُ لَا يَنْجُسُ" (¬3). [930] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ قَيِّمَ بِئْرِ بُضَاعَةَ عَنْ عُمْقِهَا فَقُلْتُ: أَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ؟ قَالَ: إِلَى الْعَانَةِ. قُلْتُ: فَإِذَا نَقَصَ، قَالَ: دُونَ الْعَوْرَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدَّرْتُ بِئْرَ بُضَاعَةَ بِرِدَائِي (¬4)، مَدَدْتُهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ ذَرَعْتُهُ (¬5)، فَإِذَا عَرْضُهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ، وَسَأَلْتُ الَّذِي فَتَحَ لِي بَابَ الْبُسْتَانِ فَأَدْخَلَنِي إِلَيْهِ: هَلْ غُيِّرَ بِنَاؤُهَا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: لَا. وَرَأَيْتُ فِيهَا مَاءً مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ (¬6). [931] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمذِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 4/ أ). (¬2) في (س): "عن". (¬3) أخرجه النسائي في المجتبى (1/ 467) من طريق عبد العزيز بن مسلم به. (¬4) في (س): "برداء". (¬5) أي قاس الرداء بالذِّراع. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 6).

- صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَلِيبِ (¬1) يُلْقَى فِيهِ الْجِيَفُ، وَتَشْرَبُ مِنْهُ الْكِلَابُ وَالدَّوَابُّ؟ قَالَ: "إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ فَمَا بَيْنَ ذَلِكَ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ" (¬2). هَكَذَا رُوِيَ عَنِ (¬3) ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ مَا مَضَى، وَمَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُخْتَلَفٌ (¬4) عَلَيْهِ (¬5): [932] أخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ طَرِيفٍ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَإِذَا نَحْنُ بِنَهَرٍ مِنْ مَاءٍ - أَوْ غَدِيرٍ (¬6) - فِيهِ شَاةٌ مَيِّتَةٌ، فَأَمْسَكْنَا أَيْدِيَنَا، فَقَالَ: "اشْرَبُوا وَتَوَضَّئُوا؛ فَإِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ" (¬7). [933] وأخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ طَرِيفٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ - أَوْ أَبِي سَعِيدٍ - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى غَدِيرٍ وَفِيهِ جِيفَةُ حِمَارٍ، قَالَ: فَكَفَفْنَا وَكَفَّ النَّاسُ حَتَّى أَتَانَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَا لَكُمْ لَا تَسْتَقُونَ؟ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ الْجِيفَةُ. قَالَ: "فَاسْتَقُوا؛ فَإِنَّ ¬

_ (¬1) القليب: البئر. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 18) من طريق الترمذي به. (¬3) في (س): "هكذا رواه". (¬4) في النسخ: "مختلفا"، والجادة ما أثبتنا. (¬5) زاد الناسخ في (س) في هذا الموضع: "حديث ابن عبدان في رقعة ليس إليها التخريج، تخريج بين رقاع كبيرة، فكتبته هنا. هكذا وجدت في الأصل الذي نسخت منه" اهـ. (¬6) في (س): "عذيب". والغدير: الماء الذي يغادره السيل في مستنقع من الأرض. (¬7) أخرجه أبو داود الطيالسي (3/ 613) من طريق طريف به.

الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ". قَالَ: فَاسْتَقَيْنَا وَارْتَوَيْنَا (¬1). طَرِيفٌ هُوَ ابْنُ شِهَابٍ أَبُو سُفْيَانَ السَّعْدِيُّ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. [934] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عُمَرَ وَرَدَ مَاءَ مَجَنَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْكِلَابَ قَدْ وَلَغَتْ فِيهِ. فَقَالَ: إِنَّمَا وَلَغَتْ بِأَلْسِنَتِهَا (¬2). [935] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا الشَّامَاتِيُّ، ثنا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، ثنا أَبِي، عَنْ ثَوْرِ (¬3) بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْمَاءَ طَاهِرٌ، إِلَّا إِنْ تَغَيَّرَ رِيحُهُ، أَوْ طَعْمُهُ، أَوْ لَوْنُهُ بِنَجَاسَةٍ تَحْدُثُ فِيهِ (¬4) " (¬5). وَرَوَاهُ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، دُونَ ذِكْرِ اللَّوْنِ: [936] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيُّ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَاءُ لَا ¬

_ (¬1) سبق تخريجه. (¬2) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (2/ 719) من طريق عكرمة. (¬3) في النسخ: "ثوير"، وأثبتنا الصواب من السنن الكبير (2/ 276). (¬4) قوله: "فيه" ليس في (ق). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 79) من طريق ثور.

يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ، إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَيْهِ طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ" (¬1). وَحَدَّثَنَاهُ (¬2) مَرَّةً أُخْرَى إِمْلَاءً: [937] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْغَضِيضِيُّ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إِلَّا مَا غَيَّرَ طَعْمَهُ أَوْ رِيحَهُ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا أَسْنَدَهُ رِشْدِينُ، وَيُرْوَى عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَوْصُولًا أَيْضًا، رَوَاهُ عَنْ ثَوْرٍ: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأُبُلِّيُّ، وَرَوَاهُ الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ مَعَ ضَعْفٍ فِيهِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬3). وَقَدْ رُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ مُخْتَصَرًا، وَفِيهِ إِرْسَالٌ (¬4). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [938] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصارِيُّ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ زَنْجِيًّا وَقَعَ فِي زَمْزَمَ - يَعْنِي - فَمَاتَ، فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأُخْرِجَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنْزَحَ (¬5). قَالَ: فَغَلَبَتْهُمْ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1/ 363) من طريق مروان بن محمد به. (¬2) في (د): "وحدثنا". (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 576). (¬4) زاد في (س) في هذا الموضع: "في الأصل مذكور موضع هذه الزيادة مشكل". (¬5) أي يُخرَج ما بها من ماء.

عَيْنٌ جَاءَتْهُمْ مِنَ الرُّكْنِ، فَأَمَرَ بِهَا فَدُسَّتْ (¬1) بِالْقَبَاطِيِّ وَالْمَطَارِفِ (¬2) حَتَّى نَزَحُوهَا، فَلَمَّا نَزَحُوهَا انْفَجَرَتْ عَلَيْهِمْ (¬3). [939] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ غُلَامًا وَقَعَ فِي زَمْزَمَ فَنُزِحَتْ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: إِنَّا لَا نَعْرِفُهُ، وَزَمْزَمُ عِنْدَنَا (¬5). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعٌ لَا يَجْنُبْنَ. فَذَكَرَ الْمَاءَ مِنْهَا (¬6). وَهُوَ لَا يُخَالِفُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَدْ يَكُونُ الدَّمُ ظَهَرَ (¬7) فِيهَا فَنَزَحَهَا إِنْ كَانَ فَعَلَ، أَوْ تَنْظِيفًا (¬8) لَا وَاجِبًا. هَذَا الْحَدِيثُ لَا يَثْبُتُ كَمَا ذَكَرَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ ¬

_ (¬1) في (س): "فَسُدَّتْ". والدَّسُّ: الدفن والإخفاء، وفي أصل الرواية من سنن الدارقطني: "فَدُسِمَتْ". والدَّسْم: الإخفاء كذلك. وقال في النهاية (رسم): "فَرُسِّمَتْ. . . أي حشوها حشوًا بالغًا، كأنه مأخوذ من الثياب المرَسَّمَة، وهي المخطَّطة خطوطًا، ورسم في الأرض: غاب". اهـ. (¬2) القباطي: جمع قُبطية، وهي الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء. والمطارف: جمع مِطْرَف، بكسر الميم وضمها، وهو رداء أو ثوب من خَزّ مربَّع ذو أعلام. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 4/ أ). (¬4) المصدر السابق (ق 4/ أ). (¬5) معرفة السنن والآثار للمؤلف (2/ 93). (¬6) ذكر الخطابي في معنى أن الماء لا يجنب: أنه إن أدخل يده فيه جُنُب أو اغتسل فيه لم ينجس. معالم السنن (1/ 38). (¬7) في (س): "يظهر". (¬8) كذا في النسخ الخطية كلها، وكذا جاءت العبارة في مختصر المزني وشرحه الحاوي الكبير للماوردي، وتقديره: أو نزحها تنظيفا لا واجبا.

مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَهُوَ مُرْسَلٌ. [940] أخبرنا بِصِحَّةِ مَا قُلْتُ: الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا، كُلُّهَا يَقولُ: نُبِّئْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ (¬1). وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ فَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ عَلَى الطَّرِيقِ، وَهُوَ سَاقِطٌ بِمَرَّةٍ، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ. [941] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَا كَرَامَةَ (¬2). [942] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ الصَّغَانِيَّ قَامَ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، مَا تَقُولُ فِي الْأَخْذِ عَنِ الثَّوْرِيِّ؟ فَقَالَ: اكْتُبْ (¬3) عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ ثِقَةٌ، مَا خَلَا أَحَادِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ، وَحَدِيثَ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ. [943] وبإسناده ثنا الْحِمَّانِيُّ أَبُو يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا ¬

_ (¬1) العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (1/ 534). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 364). (¬3) في (س): "فاكتب".

أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ، وَلَا أَفْضَلَ (¬1) مِنْ عَطَاءٍ (¬2). وَسَيَجِيءُ فِي بَابِهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى - أَكْثَرَ مِنْ هَذَا. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مِنْ طَرِيقٍ فِيهِ ضَعْفٌ: [944] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ زَنْجِيًّا وَقَعَ فِي زَمْزَمَ فَمَاتَ، فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأُخْرِجَ وَسُدَّ عُيُونُهَا، فَنَزَفَتْ (¬3)، فَشَرِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الْعَيْنِ الَّتِي تَلِي الرُّكْنَ، وَقَالَ: إِنَّهَا مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ (¬5) ابْنِ عَبَّاسٍ: [945] فأخبرناه (¬6) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسمَاعِيلَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرْبَعٌ لَا يَجْنُبْنَ: الْإِنْسَانُ، وَالْمَاءُ، وَالْأَرْضُ، وَالثَّوْبُ (¬7). [946] وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (د): "وأفضل". (¬2) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 777). (¬3) أي أُخرج ما فيها من ماء ونُزحت. (¬4) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (2/ 93) بسنده. دون: "فشرب ابن عباس. . .". (¬5) هنا في (د)، (س) زيادة: "عبد الله". (¬6) في (ق)، (د): "فأخبرنا"، والمثبت من (س). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 203).

يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ مَاءِ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: الْمَاءُ لَا يَجْنُبُ (¬1) (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "يخبث". (¬2) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (2/ 698) من طريق الأعمش به.

مسألة (42): وإذا غسل إحدى رجليه وأدخلها الخف، ثم غسل الأخرى وأدخلها الخف؛ لم يجز أن يمسح عليهما

مَسْأَلَةٌ (42): وَإِذَا غَسَلَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ وَأْدَخَلَهَا الْخُفَّ، ثُمَّ غَسَلَ الْأُخْرَى وَأَدْخَلَهَا الْخُفَّ؛ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَمْسَحَ عَلَيْهِمَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: جَازَ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [947] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: "مَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَفْرَغَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ فِيهَا (¬3)، حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: "دَعْهُمَا؛ فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ (¬4) ". فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 71 - 72)، ومختصر المزني (ص 19)، والحاوي الكبير (1/ 361)، والمجموع (1/ 540). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 99)، وتحفة الفقهاء (1/ 85)، وبدائع الصنائع (1/ 9)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 47 - 48)، والبناية شرح الهداية (1/ 578). (¬3) ضبب عليها في (ق)، وفي السنن الكبير (2/ 332): "منها". (¬4) في (س): "طاهرتان".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَكَرِيَّا (¬2). [948] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَزَكَرِيَّا، وَيُونُسَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا أَدْخَلْتَهُمَا (¬3) وَهُمَا طَاهِرَتَانِ" (¬4). [949] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ (¬5) الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا بُنْدَارٌ وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالُوا: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا الْمُهَاجِرُ - وَهُوَ ابْنُ مَخْلَدٍ أَبُو مَخْلَدٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ رَخَّصَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَلِلْمُقِيمِ (¬6) يَوْمًا وَلَيْلَةً، إِذَا تَطَهَّرَ وَلَبِسَ خُفَّيْهِ أَنْ يَمْسَحَ عَلَيْهِمَا (¬7). وَرُوِّينَاهُ فِي حَدِيثِ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ وَعُمَرَ (¬8) بِمَعْنَاهُ (¬9). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 52)، (7/ 144). (¬2) صحيح مسلم (1/ 158). (¬3) في (س): "أدخلهما". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 71). (¬5) في (ق)، (د): "أنا الوليد"، والمثبت من (س). (¬6) في (س): "والمقيم". (¬7) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 349 - ط: الرسالة). (¬8) في (س): "وغيره". (¬9) أخرجه عبد الرزاق (1/ 204) من حديث صفوان بن عسال، و (1/ 205) من حديث عمر.

مسألة (43): والسنة أن يمسح أعلى الخف وأسفله

مَسْأَلَةٌ (43): وَالسُّنَّةُ أَنْ يَمْسَحَ أَعْلَى الْخُفِّ وَأَسْفَلَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَمْسَحُ أَسْفَلَ الْخُفِّ أَصْلًا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [950] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ الْمَعْنَى، قَالَا: ثنا الْوَلِيدُ؛ يَعْنِي: ابْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ مَحْمُودٌ: أَخْبَرَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: وَضَّأْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَمَسَحَ أَعْلَى الْخُفَّيْنِ (¬3) وَأَسْفَلَهُ (¬4). وَرَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَقَالَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ: عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 19)، والحاوي الكبير (1/ 369)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 305)، والمجموع (1/ 545 - 547). (¬2) انظر: الأصل (1/ 100)، والمبسوط للسرخسي (1/ 101)، وتحفة الفقهاء (1/ 88)، وبدائع الصنائع (1/ 12). (¬3) في (س): "الخف". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 24)، وقال: "يُروى أن ثورًا لم يسمع هذا الحديث من رجاء بن حيوة". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 359) من طريق داود بن رشيد.

وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ ثَوْرٍ، وَقَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرْسَلًا (¬1). وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ الْمُغِيرَةِ (¬2) بْنِ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ (¬3) مَسْحِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ظَاهِرَ خُفَّيْهِ، وَرَدَ فِيمَا يَجُوزُ الِاقْتِصَارُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْحِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [951] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْسَحُ ظُهُورَهُمَا وَبُطُونَهُمَا. قَالَ الْعَدَنِيُّ: يَعْنِي الْخُفَّيْنِ (¬4). [952] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا (¬5) أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: يَضَعُ الَّذِي يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ يَدًا مِنْ فَوْقِ الْخُفِّ، وَيَدًا مِنْ تَحْتِ الْخُفِّ، ثُمَّ يَمْسَحُ. قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ أَحَبُّ مَا سَمِعْتُ إِلَيَّ فِي مَسْحِ الْخُفَّيْنِ (¬6) (¬7). فَهَذَا تَابِعِيٌّ لَا يُعْرَفُ لَهُ مُخَالِفٌ. [953] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ¬

_ (¬1) حكاه الدارقطني (1/ 359) عن ابن المبارك عن ثور. (¬2) ضبب عليها في (س). (¬3) قوله: "من" ليس في (س). (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 104، 108) من طريق ابن جريج. (¬5) في (د): "نا". (¬6) في (د): "الخف". (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير مخطوط بالأزهرية (ق 8/ ب).

مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، أنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ عَلَى (¬1) ظَاهِرِ خُفَّيْهِ (¬2). كَذَا رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْأَعْمَشِ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مُقَيَّدًا بِالْخُفَّيْنِ (¬5). وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِرِوَايَةِ مَنْ رَوَاهُ فِي الْقَدَمَيْنِ: قَدَمَا الْخُفَّيْنِ. وَهَكَذَا الْمُرَادُ بِكُلِّ حَدِيثٍ رُوِيَ فِيهِ عَنْ عَلِيٍّ (¬6) مُطْلَقًا فِي الْقَدَمَيْنِ، يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِمَا قَدَمَا الْخُفِّ، وَيَكُونَ وَارِدًا فِيمَا يَجُوزُ الِاقْتِصَارُ عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [954] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَوْذَبٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْخَيْوَانِيِّ ¬

_ (¬1) في (د): "أعلى". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 41/ ب). (¬3) هنا في (س) زيادة: "عن أبي إسحاق، عن عبد خير قال: قال علي - رضي الله عنه -". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 118). (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 292). (¬6) في (د): "روي فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ وَمَسَحَ (¬1)، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ، لَرَأَيْتُ أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالْغَسْلِ (¬2). [955] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ الشِّيرَازِيُّ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّوْدَاءِ عَمْرٌو النَّهْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَسَحَ (¬3) عَلَى ظُهُورِ قَدَمَيْهِ، وَيَقُولُ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ ظُهُورَهُمَا لَظَنَنْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 299) من طريق أبي إسحاق. (¬3) في (س): "يمسح". (¬4) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 175).

مسألة (44): والغسل من غسل الميت سنة مؤكدة

مَسْأَلَةٌ (44): وَالْغُسْلُ مِنْ غَسْلِ الْمَيِّتِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ بِسُنَّةٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [956] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يُغْتَسَلُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمِنْ غَسْلِ الْمَيِّتِ، وَالْحِجَامَةِ" (¬3). [957] وأخبرنا أَبُو سعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ مِنْ حِفْظِهِ، ثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ (¬4)، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ (¬5). [958] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ أَبِي قُمَاشٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 83)، ومختصر المزني (ص 20)، والحاوي الكبير (1/ 376)، ونهاية المحتاج (1/ 310)، والمجموع (2/ 234). (¬2) انظر: الأصل (1/ 372)، والمبسوط للسرخسي (1/ 90)، وتحفة الفقهاء (1/ 27 - 28)، وبدائع الصنائع (1/ 35)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 15 - 19). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 392). (¬4) قوله: "عن مسعر"، ضبب عليه في (د). (¬5) هذه الرواية أشار إليها المؤلف في السنن الكبير (2/ 380).

رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ؛ فَإِنَّ طَلْقَ بْنَ حَبِيبٍ وَمُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ قَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ - رحمه الله - حَدِيثَهُمَا فِي الصَّحِيحِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِعَيْنِهِ حَدِيثُ: "عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ" (¬1). وَسَائِرُ رُوَاتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ. وَشَاهِدُهُ مَا: [959] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَمْرِو (¬2) بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ غَسَّلَ الْمَيِّتَ فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬3). [960] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاقَ - مَوْلَى زَائِدَةَ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَاهُ (¬4). [961] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: أنا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ الثِّقَةُ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح (1/ 153). (¬2) في (ق)، (د): "عُمر"، والمثبت من (س)، وأصل الرواية. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 110). (¬4) المصدر السابق (ق 110).

شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنَّ أَبِي قَدْ مَاتَ، قَالَ: "اذْهَبْ فَوَارِهِ". قُلْتُ: إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا، قَالَ: "اذْهَبْ فَوَارِهِ". فَوَارَيْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: "اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ" (¬1). هَذَا فِيمَا لَمْ يَسْمَعْهُ الرَّبِيعُ مِنَ الشَّافِعِيِّ. [962] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ نَاجِيَةَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ (¬2) عَلِيًّا يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبِي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ قَدْ تُوُفِّيَ، فَقَالَ: "اذْهَبْ فَوَارِهِ"، فَقُلْتُ: إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا، فَقَالَ: "اذْهَبْ فَوَارِهِ، وَلَا تُحْدِثَنَّ (¬3) حَتَّى تَأْتِيَني"، فَفَعَلْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَغْتَسِلَ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَمَنْ قَالَ بِوُجُوبِ الْغُسْلِ مِنْ غَسْلِ الْمَيِّتِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَغَيْرِهَا، وَقَدْ بَيَّنَّا عِلَّةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا (¬5) فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬6)، وَإِذَا لَمْ يَثْبُتْ وُجُوبُهُ فَلَا يَخْرُجُ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَسْنُونًا. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 393). (¬2) في (س): "سمعت". (¬3) في (د)، (س): "ولا تحدثني". وفي أصل الرواية: "ولا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا". (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 113). (¬5) في (د): "منهما". (¬6) السنن الكبير (1/ 304): "باب الغُسْل من غَسْل الميت".

مسألة (45): والتمييز مقدم على العادة في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (45): وَالتَّمْيِيزُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْعَادَةِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْعَادَةُ أَوْلَى (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [963] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله -، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَا: ثنا زُهَيْرٌ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: "إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي" (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 135 - 136)، ومختصر المزني (ص 20)، والحاوي الكبير (1/ 390)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 355)، والمجموع (2/ 455 - 457). (¬2) انظر: الأصل (1/ 420)، والمبسوط للسرخسي (3/ 178)، وتحفة الفقهاء (1/ 34)، وبدائع الصنائع (1/ 41)، والبناية شرح الهداية (1/ 664 - 665)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 223). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 19). (¬4) صحيح البخاري (1/ 73). (¬5) صحيح مسلم (1/ 180).

[964] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو - حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ دَمُ الْحَيْضَةِ، فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ (¬1)، فَإِذَا كَانَ ذَلِكِ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ، وَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ" (¬2). [965] قال ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ مِنْ كِتَابِهِ هَذَا (¬3)، ثُمَّ حَدَّثَنَا بَعْدُ حِفْظًا قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ تُسْتَحَاضُ. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (¬4). [966] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا (¬5) أَبُو مُوسَى قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ بِالْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: وَقَالَ: "فَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي" (¬6). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [967] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ، ثنا ¬

_ (¬1) بفتح الراء بمعنى تعرفه النساء، أو بكسرها بمعنى أن له عَرْفًا ورائحةً. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 20). (¬3) في أصل الرواية من السنن: "هكذا". (¬4) المصدر السابق (ق 20). (¬5) ضبب عليها في (ق). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 42/ أ).

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الدَّمَ، فَقَالَ لَهَا: "امْكُثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ (¬1) حَيْضَتُكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي". فكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ قُرَيْشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرٍ (¬2). [968] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ - مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدَّمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَفْتَتْ (¬3) لَهَا أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "لِتَنْظُرْ عَدَدَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُهُنَّ مِنَ الشَّهْرِ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَهَا الَّذِي أَصَابَهَا، فَلْتَتْرُكِ الصَّلَاةَ قَدْرَ ذَلِكِ مِنَ الشَّهْرِ، فَإِذَا خَلَّفَتْ (¬4) ذَلِكِ فَلْتَغْتَسِلْ وَلْتَسْتَثْفِرْ (¬5) بِثَوْبٍ ثُمَّ لِتُصَلِّ" (¬6). هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ، وَقَدْ رَوَاهُ (¬7) مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ (¬8)، وَلَمْ يَسْمَعْهُ ¬

_ (¬1) في (س): "حبستك". (¬2) صحيح مسلم (1/ 182). (¬3) في (س): "فاستفتيت". (¬4) في الأم: "فعلت". (¬5) قال ابن الأثير: "هو أن تَشُدّ فرجها بخرقة عريضة بعد أن تَحْتَشي قُطْنًا، وتُوثِق طرَفيها في شيء تَشُدُّه على وسَطها، فتمنع بذلك سَيْل الدم". النهاية (ثفر). (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 569). (¬7) في (س): "وقد أورده". (¬8) موطأ مالك، رواية يحيى الليثي (1/ 107).

سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ، إِنَّمَا سَمِعَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. كَذَلِكَ رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (¬1)، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬2)، وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ (¬3)، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ (¬4)، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَرْجَانَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (¬5). وَهَذَانِ الْخَبَرَانِ وَرَدَا فِي الْمُعْتَادَةِ الَّتِي لَا تَمْيِيزَ لَهَا. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 351). (¬2) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (7/ 149). (¬3) أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 122). (¬4) هنا في (د) زيادة: "بن يسار". (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 293).

مسألة (46): وإذا استحيضت المبتدأة ولم تكن مميزة، كان حيضها قدر أقل الحيض في أحد القولين، وقدر غالب حيض نسائها في القول الثاني

مَسْأَلَةٌ (46): وَإِذَا اسْتُحِيضَتِ الْمُبْتَدَأَةُ وَلَمْ تَكُنْ مُمَيِّزَةً، كَانَ حَيْضُهَا قَدْرَ أَقَلِّ الْحَيْضِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ، وَقَدْرَ غَالِبِ حَيْضِ نِسَائِهَا فِي الْقَوْلِ الثَّانِي (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَحِيضُ أَكْثَرَ الْحَيْضِ عَشَرَةَ أَيَّامٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [969] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ (¬3): كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً، فَمَا تَرَى ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 136)، ومختصر المزني (ص 20 - 21)، والحاوي الكبير (1/ 393)، ونهاية المطلب (1/ 340 - 342)، والمجموع (2/ 422 - 424). (¬2) انظر: الأصل (1/ 409)، والمبسوط للسرخسي (3/ 162)، وتحفة الفقهاء (1/ 34)، وبدائع الصنائع (1/ 41)، والهداية شرح البداية (1/ 32). (¬3) في (ق)، (د): "فقَالَتْ". والمثبت من (س)، وأصل الرواية.

فِيهَا؟ قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ. قَالَ: "أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ (¬1)؛ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ". قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: "فَاتَّخِذِي ثَوْبًا". قَالَتْ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ (¬2)، إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ، أَيَّهُمَا فَعَلْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ (¬3) الشَّيْطَانِ، فَتَحَيَّضِي (¬4) سِتَّةَ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ - عز وجل -، ثُمَّ اغْتَسِلِي، حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ وَاسْتَنْقَأْتِ (¬5)، فَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا؛ فَإِنَّ ذَلِكِ يُجْزِئُكِ، وَكَذَلِكِ فَافْعَلِي فِي كُلِّ شَهْرٍ كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ وَكَمَا يَطْهُرْنَ، مِيقَاتَ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ، فَتَغْتَسِلِينَ فَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَتُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَافْعَلِي، وَصُومِي إِنْ قَدَرْتِ عَلَى ذَلِكِ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَهَذَا أَعْجَبُ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ" (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا يَحْمِلُهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَلَى الْمُبْتَدَأَةِ، وَيَكُونُ فِيهِ حُجَّةٌ لِمَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى عَادَةِ نِسَائِهَا سِتًّا (¬7)، أَيْ ¬

_ (¬1) الكرسف: القُطْن. (¬2) هنا في (س) زيادة: "قالت". (¬3) قال ابن الأثير: "أصْل الرَّكْض: الضرب بالرجل والإصابة بها، كما تُرْكَض الدَّابة وتُصَاب بالرّجْل، أراد الإضْرارَ بها والأذَى. والمعنى أن الشيطان قد وَجَد بذلك طريقا إلى التَّلْبيس عليها في أمر دِينها وطُهْرها وصلاتها حتى أنْساها ذلك عادتَها". النهاية (ركض). (¬4) قال ابن الأثير: "تَحَيَّضَت المرأة إذا قعدت أيام حَيْضها تَنتظر انقطاعَه، أراد عُدِّي نفسك حائضًا وافعلي ما تفعل الحائض". النهاية (حيض). (¬5) الاستنقاء: المبالغة في تنقية البدن وتنظيفه. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 415). (¬7) قوله: "سِتًّا" من (س) ومختصر الخلافيات لابن فرْح (ق 24/ ب).

إِنْ كَانَتْ عَادَتُهُنَّ سِتًّا، أَوْ سَبْعًا إِنْ كَانَتْ عَادَتُهُنَّ سَبْعًا. وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَرَدَ فِي الْمُعْتَادَةِ. وَحَمْنَةُ هِيَ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ فِي قَوْلِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، وَهِيَ غَيْرُهَا فِي قَوْلِ غَيْرِهِ (¬1). وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) السنن الكبير (1/ 339).

مسألة (47): وأقل مدة الحيض يوم وليلة

مَسْأَلَةٌ (47): وَأَقَلُّ مُدَّةِ الْحَيْضِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْوُجُودِ. [970] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَعْقِلٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَدْنَى وَقْتِ الْحَيْضِ يَوْمٌ (¬3). [971] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، فَذَكَرَهُ. قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ: إِلَيْهِ كَانَ يَذْهَبُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - رحمه الله - (¬4). [972] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 147)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (1/ 389)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 318)، والمجموع (2/ 402 - 403). (¬2) انظر: الأصل (1/ 408)، والمبسوط للسرخسي (3/ 147)، وتحفة الفقهاء (1/ 33)، وبدائع الصنائع (1/ 40)، والهداية في شرح البداية (1/ 32). (¬3) أخرجه أحمد في المسائل، رواية ابنه صالح (2/ 110) عن النفيلي به. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 42/ ب).

قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: عِنْدَنَا هَا هُنَا امْرَأَةٌ تَحِيضُ غُدْوَةً وَتَطْهُرُ عَشِيَّةً (¬1). وَسَنَذْكُرُ مَا يَحْتَجُّونَ بِهِ فِي الْمَسْأَلَةِ بَعْدَهَا. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 42/ ب) من طريق العباس بن محمد الدوري.

مسألة (48): وأكثر الحيض خمسة عشر يوما

مَسْأَلَةٌ (48): وَأَكْثَرُ الْحَيْضِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَشَرَةُ أَيَّامٍ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْوُجُودِ. [973] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ (¬3)، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: الْحَيْضُ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَقَالَ: فَإِنْ زَادَتْ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ: [974] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الرَّبِيعُ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: وَقْتُ الْحَيْضِ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬5)، فَإِنْ زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 147)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (1/ 402)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 318)، والمجموع (2/ 403 - 404). (¬2) انظر: الأصل (1/ 408)، والمبسوط للسرخسي (3/ 147 - 148)، وتحفة الفقهاء (1/ 33)، وبدائع الصنائع (1/ 40)، والهداية في شرح البداية (1/ 32 - 33). (¬3) في (ق)، (د): "المخزومي"، والمثبت من (س) وسنن الدارقطني. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 386). (¬5) في (س): "خمسة عشر". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 386) من طريق الربيع.

وَرُوِّينَا عَنِ الرَّبِيعِ عَنِ الْحَسَنِ كَذَلِكَ: [975] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَكْثَرُ الْحَيْضِ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬1). [976] وأخبرنا (¬2) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَكْثَرُ الْحَيْضِ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬3). [977] أخبرنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا (¬4) أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ (ح). قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، قَالَ: عِنْدَنَا امْرَأَةٌ تَحِيضُ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الشَّهْرِ حَيْضًا مُسْتَقِيمًا (¬5) صَحِيحًا (¬6). [978] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيٌّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ، ثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَريكٍ وَحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَا: أَكْثَرُ الْحَيْضِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 524). (¬2) في (س): "أخبرنا". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 42/ ب). (¬4) قوله: "ثنا" ليس في (ق). (¬5) في (س): "مستقرًا". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 387).

خَمْسَ عَشْرَةَ (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُهُمْ بِمَا: [979] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوَيةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: الْمُسْتَحَاضَةُ تَنْتَظِرُ ثَلَاثًا، خَمْسًا، سَبْعًا، عَشْرًا (¬2). [980] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، فَذَكَرَهُ، وَزَادَ: تِسْعًا وَعَشْرًا وَلَا تُجَاوِزُ (¬3). [981] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنِي جَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَائِضِ: تَنْتَظِرُ خَمْسًا، سِتًّا، سَبْعًا، فَإِذَا جَاوَزَتِ الْعَشْرَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ (¬4). [982] قال عَبْدُ الْأَعْلَى: قَالَ هِشَامٌ: عَنْ جَلْدٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: إِذَا جَاوَزَتِ الْعَشْرَ اغْتَسَلَتْ كُلَّ يَوْمٍ اغْتِسَالَةً عِنْدَ الظُّهْرِ إِلَى مِثْلِهَا وَصَلَّتْ (¬5). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 388). (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 46). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 169). (¬4) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 47) من طريق الجلد بن أيوب. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 390) من طريق هشام به.

هَذَا مُعْتَمَدُهُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ. وَالْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. [983] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - فَذَكَرَ مُنَاظَرَةً لَهُ مَعَ الْكُوفِيِّ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ - قَالَ: فَقَالَ لِي - يَعْنِي الْكُوفِيَّ -: إِنَّمَا قُلْتُهُ لِشَيْءٍ رُوِّيتُهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَيْسَ حَدِيثَ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ؟ قَالَ: بَلَى، فَقُلْتُ: قَدْ أَخْبَرَنِيهِ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: قَرْءُ (¬1) الْمَرْأَةِ - أَوْ قَالَ: قَرْءُ حَيْضِ الْمَرْأَةِ - ثَلَاثٌ، أَرْبَعٌ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى عَشَرَةٍ. وَقَالَ لِي ابْنُ عُلَيَّةَ: الْجَلْدُ أَعْرَابِيٌّ لَا يَعْرِفُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ لِي: قَدِ اسْتُحِيضَتِ امْرَأَةٌ مِنْ آلِ أَنَسٍ، فَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْهَا، فَأَفْتَى فِيهَا وَأَنَسٌ حَيٌّ، فَكَيْفَ يَكُونُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا قُلْتَ مِنْ عِلْمِ الْحَيْضِ وَيَحْتَاجُونَ إِلَى مَسْأَلَةِ غَيْرِهِ (¬2)، وَنَحْنُ وَأَنْتَ لَا نُثْبِتُ (¬3) مِثْلَ حَدِيثِ الْجَلْدِ، وَنَسْتَدِلُّ عَلَى غَلَطِ مَنْ هُوَ أَحْفَظُ مِنْهُ بِأَقَلَّ مِنْ هَذَا (¬4). [984] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ ¬

_ (¬1) القَرْء، ويُضم: الحيض والطهر؛ من الأضداد. (¬2) هنا في الأم زيادة: "فيما عنده فيه علم". (¬3) في (س): "لا نكتب". (¬4) الأم للشافعي (2/ 141).

الدِّمَشْقِيُّ (¬1)، قَالَ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رحمه الله - يُنْكِرُ حَدِيثَ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ هَذَا، وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَوْ كَانَ هَذَا صَحِيحًا لَمْ يَقُلِ ابْنُ سِيرِينَ: اسْتُحِيضَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَأَرْسَلُونِي أَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ (¬2). [985] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: جَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَصْرِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَهْلُ الْبَصْرَةِ يُضَعِّفُونَ حَدِيثَ الْجَلْدِ. قَالَ صَدَقَةُ: وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ جَلْدٌ، وَمَا جَلْدٌ، وَمَنْ جَلْدٌ، وَمَنْ كَانَ جَلْدٌ؟ ! وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ لِي كَعْبُ بْنُ سُورٍ: ارْكَبْ مَعِي حَتَّى نَطُوفَ فِي الْأَسْدِ (¬3) (¬4). [986] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ حِسَابٍ (¬5)، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ إِلَى الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، فَحَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ ¬

_ (¬1) التاريخ لأبي زرعة (1/ 684). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 43/ أ). (¬3) أي قبيلة الأزد، وكعب بن سُور هو الأزدي صحابي، ذكر ابن سعد أنه اعتزل الفتنة، وأنه خرج يوم الجمل ناشرًا مصحفه، يذكر هؤلاء، ويذكر هؤلاء، حتى أتاه سهم فقتله، وليس له حديث. انظر الطبقات الكبرى (7/ 91 - 93). وزاد في الكامل لابن عدي (3/ 168) في آخر الخبر: "أيام الجمل" ونحوه في التاريخ الكبير للبخاري (2/ 257). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 54). (¬5) في النسخ: "ابن حسان". والمثبت من سنن الدارقطني بخط تلميذه الحارثي (ق 43/ أ). وهو: محمد بن عبيد بن حساب.

تَنْتَظِرُ ثَلَاثًا، خَمْسًا، سَبْعًا، عَشْرًا، فَذَهَبْنَا نُوَقِّفُهُ، فَإِذَا هُوَ لَا يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِيَاسٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: [987] أخبرناه (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ (¬3)، أنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ نَصْرٍ - صَاحِبٌ لَنَا - عَنْ بَشَّارِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ، أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي إِيَاسٍ (¬4)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَيْضَةُ الْمَرْأَةِ ثَلَاثٌ، سَبْعٌ، عَشْرٌ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهِيَ اسْتِحَاضَةٌ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ: نَصْرٌ صَاحِبُ سَعِيدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ وَمَنْ فَوْقَهُمَا فِيهِمْ نَظَرٌ، وَغَيْرُهُمْ أَوْثَقُ مِنْهُمْ (¬5). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [988] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا (¬6): أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ (¬7)، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: لَا يَكُونُ الْحَيْضُ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةٍ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 390). (¬2) في (د)، (س): "أخبرنا". (¬3) في (ق)، (د): "أبو بكر إسحاق" والمثبت من (س). (¬4) في (ق)، (د): "عن إياس"، والمثبت من (س)، وهُو: "معاوية بن قرة". (¬5) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 197) للمؤلف في الخلافيات. (¬6) قوله: "قالا" من (س). (¬7) حديث أبي سعيد الأشج (ص 272). (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 43/ أ).

الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ، وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ عَنِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [989] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - لَا يُحَدِّثُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُولُ: أَحَادِيثُ الرَّبِيعِ مَقْلُوبَةٌ كُلُّهَا (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [990] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُجَاهِدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬2)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: هِيَ حَائِضٌ فِيمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَشَرَةٍ (¬3)، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ (¬4). إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مِخْرَاقٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مِخْرَاقٍ، يَرْوِي عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، يَسْرِقُ الْحَدِيثَ وَيُسَوِّيهِ (¬5). قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 464) من طريق عمرو الفلاس به. (¬2) في (ق): "عبيد بن عمير". وفي (د): "عبيد بن عمر". (¬3) في أصل الرواية: "عشر". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 43/ أ). (¬5) في (د): "ويسوه". (¬6) المجروحين لابن حبان (1/ 137).

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبِ بْنِ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ أَبُو سَعِيدٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، يَقْلِبُ الْأَخْبَارَ وَيَسْرِقُهَا، فَلَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ؛ لِكَثْرَةِ مَا خَالَفَ أَقْرَانَهُ فِي الرِّوَايَاتِ عَنِ الْأَثْبَاتِ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنْ أَنَسٍ: [991] أخبرنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِالْكُوفَةِ، أنا عَلِيُّ بْنُ شُقَيْرِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ هَارُونَ الْعِجْلِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَيُّوبَ، عنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قال: لا تَضُرُّ الحَيْضَةُ بَعْدَ عَشْرٍ، لِتَغْتَسِلْ وَلْتُصَلِّ (¬2). هَذَا إِسْنَادٌ مَجْهُولٌ لَا يُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ. [992] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ زيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ (¬3) الظَّفَرِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الدَّغُولِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ خَاقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ النَّضْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَاعِدًا، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدِيثُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَيْضِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَأَكْثَرُهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ". فَقَالَ: مَنْ يَرْوِي لَكُمْ هَذَا عَنْ حُمَيْدٍ؟ فَقُلْتُ: أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 11). (¬2) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 200) إلى المؤلف في الخلافيات. (¬3) قوله: "بن" ليس في (ق).

مَرْيَمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ بِيَدِهِ هَكَذَا: يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ، هَلُمُّوا. قَالَ: فَجَاءُوا فَأَحَاطُوا بِنَا. قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا أَرَى إِلَّا قَدْ جَلَبْتُ عَلَى نَفْسِي شرًّا كَثِيرًا (¬1). قَالَ لِي: يَا عَلِيُّ (¬2)، حَدِّثْهُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعْفِيَنِي مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا. فَقُلْتُ (¬3): أَخْبَرَنَا أَبُو عِصْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلَاَثَةُ أَيَّامٍ، وَأَكْثَرُهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ". فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَذَا الْخُرَاسَانِيِّ؟ يَرْوِي عَنْ حُمَيْدٍ شيئًا لَمْ يَخْلُقْهُ اللَّهُ، حُمَيْدٌ يُعَدُّ (¬4) حُرُوفُ حَدِيثِهِ فِي الْمَثَلِ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كَانَ مِنْ أَطْلَبِ النَّاسِ لِهَذِهِ الْأُصُولِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حُمَيْدٌ خَالُهُ، وَنَحْنُ أَيْضًا قَدْ لَقِينَا حُمَيْدًا. يَا عَلِيُّ، مِنْ هَا هُنَا أُتِيتُمْ (¬5). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ مَرْفُوعًا: [993] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَرْخِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُكْتِبُ، ثنا أَبُو يُوسُفَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْحَيْضُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، [وَأَرْبَعَةٌ] وَخَمْسَةٌ، وَسِتَّةٌ، وَسَبْعَةٌ، وَثَمَانِيَةٌ، [وَتِسْعَةٌ] (¬6) وَعَشَرَةٌ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْعَشَرَةِ فَمُسْتَحَاضَةٌ" (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "كبيرا". (¬2) في (ق): "يا أبا علي"، والمثبت من (د)، (س). (¬3) في (د): "قلتُ". (¬4) الفعل "يعد" غير منقوط حرف المضارعة في (د)، (س). (¬5) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 210) للمؤلف في الخلافيات. (¬6) ما بين المعقوفات من أصل الرواية. (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 464).

هَذَا إِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ، وَقَدْ بَيَّنَّا ضَعْفَهُ. فَأَمَّا هَذِهِ الرِّوَايَةُ فَإِنَّهَا بَاطِلَةٌ، الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ ضَعِيفٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ يُحَدِّثُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْبَوَاطِيلِ؛ قَالَهُ ابْنُ عَدِيٍّ (¬1) وَغَيْرُهُ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [994] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا (¬2) أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، أنا الْبَاغَنْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنِ الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَكُونُ الْحَيْضُ لِلْجَارِيَةِ وَالثَّيِّبِ الَّتِي قَدْ أَيِسَتْ (¬3) مِنَ الْحَيْضِ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَلَا أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَإِذَا رَأَتِ الدَّمَ فَوْقَ عَشَرَةِ أَيَّامٍ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ، فَمَا زَادَ عَلَى أَيَّامِ أَقْرَائِهَا (¬4) قَضَتْ، وَدَمُ الْحَيْضِ أَسْوَدُ خَاثِرٌ (¬5) تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، وَدَمُ الْمُسْتَحَاضَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَإِنْ غَلَبَهَا فَلْتَحْتَشِ كُرْسُفًا، فَإِنْ غَلَبَهَا فَلْتُعْلِهَا بِأُخْرَى، ¬

_ (¬1) الكامل (3/ 531). (¬2) في (د): "نا". (¬3) ضبب عليها في (ق)، (د)، وكتب في حاشية (ق): "وكذا استبرئت". (¬4) الأقراء: جمع قَرْء، وهو هنا بمعنى الحيض. والقرء أيضا بمعنى الطُّهر، فهو من الأضداد. (¬5) أي غليظ.

فَإِنْ غَلَبَهَا فَلَا تَقْطَعِ الصَّلَاةَ وَإِنْ قَطَرَ" (¬1). زَادَ الصَّفَّارُ: "وَيَأْتِيهَا زَوْجُهَا، وَتَصُومُ وَتُصَلِّي". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ: عَبْدُ الْمَلِكِ هَذَا رَجُلٌ مَجْهُولٌ، وَالْعَلَاءُ هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَمَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ شَيْئًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). [995] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: الْعَلَاءُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ مَكْحُولٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬3). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مَكْحُولٍ: [996] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ (¬4) بْنِ يُوسُفَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْوَاسطِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْحَيْضُ عَشْرًا، فَمَا زَادَ فهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ أَرْبَعِينَ، فمَا زَادَ فهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ" (¬5). إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا فِيهِ ضَعْفٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعِيُّ رُمِيَ بِالْكَذِبِ. [997] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬6) بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 44/ ب). (¬2) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 45/ أ). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 113). (¬4) في (س): "محمد بن إبراهيم". (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 191). (¬6) في (ق)، (د): "وأخبرنا الحسين"، والمثبت من (س).

جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو قَدَرِيٌّ، رَجُلُ سَوْءٍ، كَذَّابٌ، كَانَ يَكْذِبُ مُجَاوِبَهُ. قَالَ إِسْحَاقُ: أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: أَيَّ شَيْءٍ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ؟ فَقَالَ: ثنا (¬1) هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ قَالَ: الْحَائِضُ إِذَا جَاوَزَتْ عَشَرَةَ أَيَّامٍ فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَحَاضَةِ، تَغْتَسِلُ (¬2) وَتُصَلِّي، وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ. فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ قَالَ لَكُمْ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَحَدَّثَنَا أَبُو طُوَالَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلَاثَةٌ، وَأَكْثَرُهُ عَشَرَةٌ، وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا". قَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ يَضَعَانِ الْحَدِيثَ (¬3). وَقَدْ قِيلَ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَلَا يَصِحُّ: [998] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَصْرٍ الْجَمَّالُ، ثنا نَصْرُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقَيْسِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَكُونُ الْحَيْضُ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ، وَلَا أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةٍ" (¬4). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) في (د)، (س) ضبب على قوله "فقال: ثنا". (¬2) في (د): "تغسل". (¬3) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 57). (¬4) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 208) للمؤلف في الخلافيات.

[999] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا (¬1) أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ السَّامِيُّ (¬2)، ثنا حَمَّادُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَأَكْثَرُهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ". قَالَ عَلِيٌّ: حَمَّادُ بْنُ مِنْهَالٍ مَجْهُولٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ ضَعِيفٌ (¬3). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1000] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، ثنا يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ (¬4)، ثنا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ زِيادٍ الْقُشَيْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْحَيْضُ ثَلَاثٌ، وَأَرْبَعٌ، وَخَمْسٌ، وَسِتٌّ، وَسَبْعٌ، وَثَمَانٌ، وَتِسْعٌ، وَعَشْرٌ، فَإِنْ زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرُ (¬5) هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَلَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ أَصْلٌ عَنِ ¬

_ (¬1) في (د): "أنا". (¬2) حرف السين ألفيناه مضبوطًا بخط الحافظ الحارثي في سنن الدارقطني (ق 45/ أ): بوضع قُلامَة ظفر مضجعة على قفاها. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 406). (¬4) حديث أبي سعيد الأشج (ص 273)، وقوله: "عن إبراهيم" سقط من مطبوعة أصل الرواية. (¬5) في أصل الحارثي: "إلا".

الْأَعْمَشِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَارُونُ بْنُ زِيَادٍ الْقُشَيْرِيُّ شَيْخٌ يَرْوِي عَنِ الْأَعْمَشِ، كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ، لَا يَحِلُّ كِتْبَةُ (¬2) حَدِيثِهِ وَلَا الرِّوَايَةُ عَنْهُ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الِاعْتِبَارِ (¬3). [1001] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، ثنا أَبِي، ثنا الْأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ: تَمْكُثُ بَعْدَ أَقْرَائِهَا الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ (¬4). [1002] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: لَا تَكُونُ الْمَرْأَةُ مُسْتَحَاضَةً فِي يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ وَلَا ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، حَتَّى تَبْلُغَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَإِذَا بَلَغَتْ عَشَرَةً (¬5) كَانَتْ مُسْتَحَاضَةً (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 42/ ب). (¬2) في (س): "كَتْبُ". (¬3) المجروحين لابن حبان (2/ 443). (¬4) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 201) للمؤلف في الخلافيات. (¬5) هنا في (س) زيادة: "أيام". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 390).

وَهَذَا الْأَثَرُ لَا بَأْسَ بِإِسْنَادِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَدِ اخْتُلِفَ فِي مَتْنِهِ كَمَا تَرَى. وَالرِّوَايَةُ الْأَخِيرَةُ (¬1) حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ، إِنْ كَانَتْ مَحْفُوظَةً. * * * ¬

_ (¬1) في (د): "الآخرة".

مسألة (49): وأكثر النفاس ستون يوما

مَسْأَلَةٌ (49): وَأَكْثَرُ النِّفَاسِ سِتُّونَ يَوْمًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَكْثَرُهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْوُجُودِ، وَقَدْ وُجِدَ مَنْ يَبْلُغُ نِفَاسُهَا سِتُّونَ (¬3) يَوْمًا. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [1003] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرِ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً - وَكُنَّا نَطْلِي عَلَى وُجُوهِنَا الْوَرْسَ (¬4). يَعْنِي مِنَ الْكَلَفِ (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (1/ 436)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 443)، والمجموع (2/ 539). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (3/ 210)، وتحفة الفقهاء (1/ 33)، وبدائع الصنائع (1/ 41)، والهداية في شرح البداية (1/ 35)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 68). (¬3) كذا في النّسخ، والجادة: "ستين". (¬4) الورس: نبت أصفر يُصبَغ به. (¬5) الكَلَف: شيء يعلو الوجه كالسمسم، والكَلَفُ أيضا لون بين السواد والحمرة، وهي حُمرة كَدِرة تعلو الوجه. مختار الصحاح (كلف). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 420).

هَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ زُهَيْرٍ. [1004] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتِ النُّفَسَاءُ تَقْعُدُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (¬1). هَكَذَا يَقُولُ أَبُو الْوَلِيدِ، وَالصَّوَابُ: عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى. أَبُو سَهْلٍ هُوَ كَثِيرُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْسَانِيُّ، لَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ فِي الْكِتَابَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ، وَأَوْرَدَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ (¬2)، وَاسْتَحَبَّ مُجَانَبَةَ مَا انْفَرَدَ بِهِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عِيسَى (¬3) عَنْهُ، وَذَكَرَ أَنْ لَيْسَ لِمُسَّةَ (¬4) إِلَّا هَذَا الْحَدِيثُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُسَّةَ. وَعَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُسَّةَ. وَعَنْ أَبِي الْحَسَنِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ - وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى - عَنْ مُسَّةَ (¬5). وَالْعَرْزَمِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، وَسَيَجِيءُ فِي بَابِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَا يَكْشِفُ عَنْ حَالِهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن (5/ 187) وفيه علي بن عبد الأعلى. (¬2) المجروحين (2/ 229)، وذكره في الثقات (7/ 353) وقال: كان ممن يخطئ. (¬3) العلل الكبير (ص 59). (¬4) هكذا ضُبط في (ق)، (د). (¬5) قوله: "وعن زيد" إلى هنا سقط من (ق).

[1005] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَرِيرِيُّ، ثنا الْحُسينُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَرِيرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُسَّةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لَهَا: سَأَلْتُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: كَمْ تَجْلِسُ الْمَرْأَةُ إِذَا وَلَدَتْ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَجْلِسُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلَّا (¬1) أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكِ" (¬2). [1006] وأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو الْمُهَنَّدِ (¬3) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَبِيحٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُسَّةَ الْأَزْدِيَّةِ قَالَتْ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: سَأَلْتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: كَمْ تَجْلِسُ النُّفَسَاءُ؟ قَالَتْ: قَدْ سَأَلْتُهُ فَقَالَ: "تَجْلِسُ فِي نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكِ" (¬4). [1007] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ الْكُوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ مُسَّةَ قَالَتْ: أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ أُمَّ سَلَمَةَ، فَسَأَلْتُهَا عَنِ النُّفَسَاءِ، فَقُلْنَا: أَمَا سَأَلْتُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: بَلَى، تَنْتَظِرُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ¬

_ (¬1) في (د): "إلى". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 414) من طريق يحيى الجريري به. (¬3) وكذا في الإمام لابن دقيق (3/ 344) عن المؤلف، والذي في أنساب ابن القيسراني ص 94، وتوضيح ابن ناصر (3/ 255): "أبو هند". انظر الصغير للطبراني (2/ 284). (¬4) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد كما في أطرافه لابن طاهر (2/ 412).

إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكِ (¬1). ثُمَّ هَذَا إِخْبَارٌ عَنْ عَادَتِهِنَّ، وَنَحْنُ لَا نُنْكِرُ قُصُورَ النِّفَاسِ عَنْ سِتِّينَ يَوْمًا. يُبَيِّنُهُ الْحَدِيثُ الَّذِي: [1008] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مُسَّةُ الْأَزْدِيَّةُ، قَالَتْ: حَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَأْمُرُ النِّسَاءَ يَقْضِينَ صَلَاةَ الْحَيْضِ (¬2)، فَقَالَتْ: لَا تَقْضِينَ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تقْعُدُ فِي النِّفَاسِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَا يَأْمُرُهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقَضَاءِ صَلَاةِ النِّفَاسِ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [1009] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى التَّمِيمِيُّ، ثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَّتَ لِلنِّسَاءِ (¬4) فِي نِفَاسِهِنَّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا (¬5). أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. ¬

_ (¬1) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 345) للمؤلف في الخلافيات. (¬2) في المستدرك: "المحيض". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 420). (¬4) في (س): "للنفساء". (¬5) المصدر السابق (1/ 421).

[1010] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ ضَعِيفٌ (¬1). [1011] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ امْرَأَةَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ لَمَّا تَعَلَّتْ (¬2) مِنْ نِفَاسِهَا تَزَيَّنَتْ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَلَمْ أُخْبِرْكِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنَا أَنْ نَعْتَزِلَ النُّفَسَاءَ (¬3) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً؟ قَالَ عَلِيٌّ: رَفَعَهُ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ عَنْهُ، وَخَالَفَهُ وَكِيعٌ (¬4). [1012] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرٍ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْحَسَّانِيُّ (¬5)، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ (¬6) ابْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِنِسَائِهِ: إِذَا نَفِسَتْ إِحْدَاكُنَّ فَلَا تَقْرَبْنِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ مَوْقُوفًا (¬7). ¬

_ (¬1) سنن الدارقطني (1/ 409). (¬2) أي خرجت من أيام ولادتها. (¬3) في (ق)، (د): "النّساء". والمثبت من (س)، وأصل الرواية. (¬4) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 45/ أ). (¬5) في (ق): "الحسباني". وفي (د): "الحسان" والمثبت من (س)، وأصل الرواية من سنن الدارقطني بخط الحافظ الحارثي. (¬6) هنا في (س) زيادة: "عثمان"، وكذا في سنن الدارقطني، رواية الحارثي. (¬7) المصدر السابق (ق 45/ أ).

وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [1013] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ عَبْدَةَ (¬1) بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَنْتَظِرُ النُّفَسَاءُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ رَأَتِ الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ فَهِيَ طَاهِرٌ، وَإِنْ جَاوَزَتِ الْأَرْبَعِينَ فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَحَاضَةِ، تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي، فَإِنْ غَلَبَهَا الدَّمُ تَوَضَّأَتْ لِكُلِّ صَلَاةٍ" (¬2). عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ضَعِيفٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُلَاثَةَ مَتْرُوكٌ. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي بَابِهِمَا مَا يَقَعُ بِهِ الْكِفَايَةُ فِي مَسْأَلةِ مَسْحِ الْأُذُنَيْنِ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا: [1014] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "النُّفَسَاءُ تَنْتَظِرُ أَرْبَعِينَ، إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ" (¬4). تَفَرَّدَ بِهِ الْعَلَاءُ بْنُ كَثِيرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، جَرَحَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَلِيُّ بْنُ ¬

_ (¬1) في (ق): "عبد الله"، والمثبت من (د)، (س)، والمستدرك للحاكم. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 422). (¬3) مسألة رقم (9). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 166) من طريق العلاء بن كثير.

الْمَدِينِيِّ، وَالْبُخَارِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ (¬1) (¬2). وَرُوِيَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَرْفُوعًا: [1015] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَنْجُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو أُمَيَّةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْمُونٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الشَّامِيُّ - أَظُنُّهُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا حَيْضَ دُونَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَلَا حَيْضَ فَوْقَ عَشَرَةٍ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ، فَمَا زَادَ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ إِلَى أَيَّامِ أَقْرَائِهَا، وَلَا نِفَاسَ دُونَ سُبُوعَيْنِ (¬3)، وَلَا نِفَاسَ فَوْقَ أَرْبَعِينَ، فَإِنْ رَأَتِ النُّفَسَاءُ الطُّهْرَ دُونَ الْأَرْبَعِينَ صَامَتْ وَصَلَّتْ، وَلَا يَأْتِيهَا زَوْجُهَا إِلَّا بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ" (¬4). مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ هَذَا هُوَ الَّذِي قُتِلَ وَصُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: [1016] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (ق): "السلمي"، والمثبت من (د)، (س). (¬2) سائر أقوال هؤلاء الأئمة نقلها ابن عدي في ترجمته من الكامل في ضعفاء الرجال (8/ 165). (¬3) السُّبُوع: لُغةٌ في "الأسبوع". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 107).

عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النُّفَسَاءِ إِذَا تَطَاوَلَ بِهَا الدَّمُ، قَالَ: "تُمْسِكُ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتَطَهَّرُ وَتَتَوَضَّأُ (¬1) لِكُلِّ صَلَاةٍ" (¬2). إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ضَعِيفٌ، جَرَحَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬3) وَغَيْرُهُ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ: [1017] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ (¬4)، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا ابْنُ أَخِي أَبِي زُرْعَةَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانِ (¬5)، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وقَّتَ لِلنُّفَسَاءِ (¬6) أَرْبَعِينَ يَوْمًا (¬7). يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الرَّازِيُّ ضَعِيفٌ، جَرَحَهُ يَحْيى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: [1018] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ إِمْلَاءً، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ، ثنا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ الْمَكِّيِّ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنِ النُّفَسَاءِ، فَقَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تُمْسِكَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ تَغْتَسِلُ، ثُمَّ تَطْهُرُ فَتُصَلِّي. ¬

_ (¬1) في (د): "وتوضأ". (¬2) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 350) للمؤلف في الخلافيات. (¬3) سؤالات ابن الجنيد لابن معين (ص 293). (¬4) هنا في (س) زيادة: "الفقيه". (¬5) في (ق): "سليمان النعمي". (¬6) في (س): "النفساء". (¬7) الإمام لابن دقيق العيد (3/ 350) معزوًّا للمؤلف في الخلافيات.

قَالَ عَلِيٌّ: عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬1). [1019] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرُويَهِ الْمُذَكِّرُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ السِّنْجِيُّ، ثنا رُقَادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ (¬2): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَقْتُ النُّفَسَاءِ (¬3) أَرْبَعِينَ (¬4) يَوْمًا" (¬5). وَرُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [1020] أخبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 414). (¬2) في (د): "قال". (¬3) في (س): "للنفساء". (¬4) قال السندي في حاشيته على ابن ماجه: "وَقَّتَ للنفساء أربعين يومًا: هكذا في النسخ، وعلى هذا "وَقَّتَ" ماضٍ من التوقيت، أي عيَّن لها وحدد، وفي بعض الأصول المعتمَدة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَقْتُ النفساءِ أربعين يومًا" وضبط فيه "وَقْتُ النفساءِ" بإضافة "الوقت" بمعنى الزمان إلى "النفساء"، والظاهرُ حينئذٍ: "أربعون" إلا أن يُقدَّر: يكون أربعين". كفاية الحاجة في شرح سنن ابن ماجه (1/ 224) وكلامه منصب على حديث عائشة - رضي الله عنها - رقم (649). قلنا: ويمكن توجيه النصب على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على جره، فيكون التقدير: "قَدْر أربعين"، أو على أن "وَقْت النفساء" مصدر ويكون "أربعين" ظرف زمان. وانظر توجيه النووي على رواية "إن قعر جهنم لسبعين خريفا" في صحيح مسلم، حديث رقم (195). (¬5) عزاه ابن دقيق العيد في الإمام (3/ 351) للمؤلف في الخلافيات.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ الشَّطَوِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ (¬2) - وَمَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْهُ - ثنا الْمُحَارِبِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا (¬3) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬4) بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَلْمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَقْتُ النُّفَسَاءِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا". زَادَ الْأَشَجُّ: "إِلَّا أَنْ ترَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ". قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حُمَيْدٍ غَيْرُ سَلَّامٍ هَذَا، وَهُوَ سَلَّامٌ الطَّوِيلُ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬5). [1021] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ السَّعْدِيُّ الطَّوِيلُ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ تَرَكُوهُ (¬6). [1022] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: سَلَّامُ بْنُ سَلْمٍ الْمَدَائِنِيُّ غَيْرُ ثِقَةٍ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 314). (¬2) حديث أبي سعيد الأشج (ص 263). (¬3) في (ق)، (د): "أخبرنا"، والمثبت من (س). (¬4) في (ق): "أبو عبد الرحمن". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 408). (¬6) الضعفاء للبخاري (ص 78). (¬7) أحوال الرجال (ص 333).

وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [1023] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَقْتُ النُّفَسَاءِ أَرْبَعِينَ (¬1) لَيْلَةً (¬2)، إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ" (¬3). زَيْدٌ الْعَمِّيُّ ضَعِيفٌ. وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ مِنْ قَوْلِهِ: [1024] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَقْتُ النُّفَسَاءِ أَرْبَعِينَ (¬4) يَوْمًا. [1025] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ (¬5) بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ - رحمه الله -: إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ (¬6) مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حُجَّةٌ. إِلَّا أَنَّ زَيْدًا الْعَمِّيَّ، وَعَبْدَ الْأَعْلَى، وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى، وَأَبَا سَهْلٍ، وَمُسَّةَ فِيهِمْ نَظَرٌ. وَخَبَرُ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ مُرْسَلٌ، وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ فِيهِ نَظَرٌ. ¬

_ (¬1) انظر التعليق على الحديث رقم (984). (¬2) قوله: "ليلة" ليس في (س). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 482) بسنده. (¬4) انظر التعليق على الحديث رقم (984). (¬5) قوله: "بن إسحاق" من (س). (¬6) في (س): "أحد".

وَإِنْ لَمْ يَصِحَّ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ، فَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ لِعَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ: "أَنَفِسْتِ؟ " قَالَتَا: نَعَمْ. فَسَمَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ الْحَيْضَ نِفَاسًا، وَهَذَا مَا لَمْ أَعْلَمْ فِيهِ خِلَافًا، وَإِذَا صَحَّ أَنَّ الْحَيْضَ نِفَاسٌ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ - عز وجل - بِاعْتِزَالِ الْحُيَّضِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الْحَيْضَ أَذًى؛ وَجَبَ بِدَلِيلِ السُّنَّةِ وَعُمُومِ الْآيَةِ اعْتِزَالُهُنَّ، إِلَّا أَنْ تَقُومَ حُجَّةٌ عَلَى خُرُوجِهَا مِنَ النِّفَاسِ. [1026] أخبرنا ابْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ (¬1)، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: تَجْلِسُ النُّفَسَاءُ أَرْبَعِينَ (¬2) يَوْمًا (¬3). وَعَنْ سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِثْلُهُ. وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. وَقَدْ قِيلَ: عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ (¬4). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ: [1027] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (ق)، (د). (¬2) في (ق)، (د): "أربعون"، وضبب عليها في (د) والمثبت من (س)، وجزء سعدان. (¬3) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية الصفار (ق 21/ أ). (¬4) أخرجه الدارقطني السنن (1/ 412).

مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: النُّفَسَاءُ تَنْتَظِرُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا. أَوْ نَحْوَهُ (¬1). [1028] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو، - قَالَ: وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ الشَّجَرَةِ - قَالَ: نَفِسَتِ امْرَأَةٌ لَهُ، فَرَأَتِ الطُّهْرَ بَعْدَ عِشْرِينَ يَوْمًا، فَاغْتَسَلَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ تَدْخُلُ مَعَهُ فِي لِحَافِهِ، فَوَجَدَ مَسَّهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: فُلَانَةُ. قَالَ: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا أَنِّي (¬2) رَأَيْتُ الطُّهْرَ فَاغْتَسَلْتُ. فَضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ فَأَقَامَهَا عَنْ فِرَاشِهِ وَقَالَ: لَا تُغْرِينِي عَنْ دِينِي حَتَّى تَمْضِيَ الْأَرْبَعُونَ (¬3) يَوْمًا (¬4). الْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ مَتْرُوكٌ، وَلَيْسَ عَلَى هَذَا الْعَمَلُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الإمام أحمد في المسائل، رواية ابنه عبد الله (ص 49) من طريق عبد الرحمن. (¬2) في (د): "أنا". (¬3) في (س): "أربعون". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 411) من طريق يحيى بن أبي طالب به.

مسألة (50): والمستحاضة تتوضأ لكل صلاة فريضة

مَسْأَلَةٌ (50): وَالْمُسْتَحَاضَةُ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةِ فَرِيضَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا تَتَوَضَّأُ لِوَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ، وَتُصَلِّي بِوُضُوئِهَا مَا شَاءَتْ مِنَ الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ، مَا لَمْ يَخْرُجْ وَقْتُ الصَّلَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ وَقْتُهَا انْتَقَضَ طُهْرُهَا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1029] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي قِرَاءَةً، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ. فَأَمَرَهَا أَنْ تَجْتَنِبَ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلَ وَتَتَوَضَّأَ (¬3) وَتُصَلِّيَ وَإِنْ قَطَرَ عَلَى الْحَصِيرِ (¬4). [1030] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 136، 140)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (1/ 441 - 442)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 363)، والمجموع (2/ 552 - 553). (¬2) انظر: الأصل (1/ 305)، والمبسوط للسرخسي (1/ 83 - 84)، وتحفة الفقهاء (1/ 21)، وبدائع الصنائع (1/ 28)، والهداية في شرح البداية (1/ 34)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 64). (¬3) في (د)، (س): "ثم تغتسلي وتوضئي". وبعدها في (س) زيادة: "لكل صلاة". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 96) من طريق الأعمش به.

مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا الْأَعْمَشُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، قَالَتْ (¬1): فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ؟ فَقَالَ: "أَحْصِي أَيَّامَ حَيْضَتِكِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَتَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَإِنْ قَطَرَ الدَّمُ عَلَى الْحَصِيرِ قَطْرًا" (¬2). يُقَالُ: إِنَّ عُرْوَةَ هَذَا لَيْسَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، إِنَّمَا هُوَ عُرْوَةُ الْمُزَنِيُّ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرِي لَهُ فِي مَسْأَلَةِ اللَّمْسِ (¬3). وَقَدْ وَقَفَهُ حَفْصٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ: [1031] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: جَاءَتْ خَالَتِي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ، أَدَعُ الصَّلَاةَ السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ لَا أُصَلِّي. فَقَالَتِ: انْتَظِرِي حَتَّى يَجِيءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قُولِي لَهَا فَلْتَدَعِ (¬4) الصَّلَاةَ فِي كُلِّ شَهْرٍ أَيَّامَ قُرْئِهَا، ثُمَّ لِتَغْتَسِلْ فِي كُلِّ يَوْمٍ غُسْلًا وَاحِدًا، ثُمَّ الطُّهُورُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلْتَتَنَظَّفْ (¬5) وَلْتَحْتَشِي (¬6)، فَإِنَّمَا هُوَ ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "قال". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 394) من طريق عبد الله بن داود به. (¬3) مسألة رقم (19). (¬4) في (د): "تدع". (¬5) في (د)، (س): "ولتنظف". موافق لما في المستدرك للحاكم. (¬6) كذا ثبت في النسخ على الإشباع، والجادة: "ولتحتشِ" بحذف الياء. ومعنى "احتشت": استدخلت شيئا يمنع الدم من القطر.

دَاءٌ عَرَضَ، أَوْ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، أَوْ عِرْقٌ انْقَطَعَ". قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، عَزِيزُ الْحَدِيثِ، يُجْمَعُ حَدِيثُهُ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُهُ، وَفِيهِ لِينٌ. وَقَدْ تَابَعَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: [1032] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ - مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ - حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَتْ: إِنِّي مُسْتَحَاضَةٌ. قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ بِالْحَيْضِ، وَلَكِنَّهُ عِرْقٌ مِنْكِ (¬2)، إِذَا أَقْبَلَتْ أَيَّامُ أَقْرَائِكِ فَأَمْسِكِي عَلَيْكِ، فَإِذَا مَضَتْ فَاغْتَسِلِي، ثُمَّ اطَّهَّرِي لِكُلِّ صَلَاةٍ". يَعْنِي الْوُضُوءَ (¬3). [1033] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ وَمُجَالِدٍ وَبَيَانٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّهُمْ سَمِعُوا الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ قَمِيرَ امْرَأَةِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: الْمُسْتَحَاضَةُ تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ حَيْضِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ، ثُمَّ تَتَوَضَّأُ (¬4) عِنْدَ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 421). (¬2) ضبب عليها في (د). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 403) من طريق ابن أبي مليكة. (¬4) في (د)، (س): "توضأ".

كُلِّ صَلَاةٍ وُضُوءًا (¬1). [1034] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمُسْتَحَاضَةِ: "تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي، وَالْوُضُوءُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ". زَادَ عُثْمَانُ: "وَتَصُومُ وَتُصَلِّي" (¬2). [1035] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ يَحْيَى: وَجَدُّهُ اسْمُهُ دِينَارٌ. قَالَ أَبَوُ الْفَضْلِ: فَرَدَدْتُهُ أَنَا عَلَى يَحْيَى، فَقَالَ: هُوَ هَكَذَا، اسْمُهُ دِينَارٌ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ قِيلَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [1036] أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مَاتِي الْكُوفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُسْتَحَاضَةُ تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ وَتُصَلِّي". ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 391) من طريق الشعبي. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 22). (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 7).

[1037] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ، أنا [أَبُو] (¬1) الْحُسَيْنِ بْنُ مَاتِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَهُ. [1038] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَامِلٍ الْبُخَارِيُّ - أَخُو غُنْجَارَ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا - ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزْدَادَ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ إِمْلَاءً بِبُخَارَى، ثنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ وَأَنَا حَاضِرٌ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ - يَعْنِي الْإِفْرِيقِيَّ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ الْمُسْتَحَاضَةَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ (¬2). [1039] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ (¬3)، عَنْ سُمَيٍّ - مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ - أَنَّ الْقَعْقَاعَ وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ أَرْسَلَاهُ إِلَى سعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَسْأَلُهُ: كَيْفَ تَغْتَسِلُ الْمُسْتَحَاضَةُ؟ قَالَ: تَغْتَسِلُ مِنْ ظُهْرٍ إِلَى ظُهْرٍ (¬4)، وَتتَوَضَّأُ (¬5) لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَإِنْ غَلَبَهَا الدَّمُ اسْتَذْفَرَتْ بِثَوْبٍ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين من (س). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 166) من طريق بشر بن الوليد. (¬3) موطأ مالك، رواية القعنبي (ق 12/ أ). (¬4) في (س): "من طهر إلى طهر". وعلى حاشية سنن أبي داود - نسخة الأزهر -: "قال مالك: أظن إنما هو: "من طهر إلى طهر"، قال ابن عبد الرحمن بن يربوع: إنما هو "طهر إلى طهر" فقلبها الناس". اهـ. (¬5) في (د)، (س): "وتوضأ". موافق لسنن أبي داود. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 22).

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَة وَأَصْحَابِهِ المُجلَّدُ الثانِي

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

كتاب الصلاة

ذِكْرُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ - رحمهما الله - مِنْ كِتَاب الصَّلَاةِ مِمَّا وَرَدَ فِيهِ خَبَرٌ أَوْ أَثَرٌ

مسألة (51): وقت العصر يدخل بمصير ظل كل شيء مثله

مَسْأَلَةٌ (51): وَقْتُ الْعَصْرِ يَدْخُلُ بِمَصِيرِ ظِلِّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَدْخُلُ وَقْتُهَا إِذَا صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1040] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ (¬3) بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً مِنْ حِفْظِهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَزْمٍ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالصَّلَاةِ، فَأَمَرَهُ فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتْ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ بِقَدْرِهِ مَرَّةً، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعَتَمَةَ - وَهِيَ الْعِشَاءُ - ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 160)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (2/ 15)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 10)، والمجموع (3/ 29). (¬2) انظر: الأصل (1/ 145)، والمبسوط للسرخسي (1/ 142)، وتحفة الفقهاء (1/ 100)، وبدائع الصنائع (1/ 122)، والهداية في شرح البداية (1/ 40)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 79). (¬3) ضبب عليه في (د).

حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ فَأَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى قَدْرِ ظِلِّهِ، وَأَخَّرَ الْعَصْرَ إِلَى قَدْرِ ظِلِّهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَعْتَمَ بِالْعِشَاءِ، ثُمَّ أَصْبَحَ بِالصُّبْحِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَيْنَ هَذَيْنِ صَلَاةٌ (¬1). [1041] قال صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي وَقْتِ الصَّلَاةِ نَحْوَ مَا كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ (¬2). [1042] قال صَالِحٌ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ يُحَدِّثَانِ مِثْلَ ذَلِكَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيِّ (¬3). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ؛ فَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَسَائِرُ رُوَاتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ، وَحَدِيثُ جَابِرٍ مُتَّصِلٌ. وَشَاهِدُهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَا: [1043] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، أنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَالْفِرْيَابِيُّ، قَالَا: ثنا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُوميُّ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 263) من طريق أبي بكر بن حزم بنحوه. (¬2) السنن الكبير للمؤلف (3/ 28). (¬3) المصدر السابق (3/ 28).

أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَل رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "صَلِّ مَعَنَا". فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَاغَتِ (¬2) الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ فَيْءُ الْإِنْسَانِ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ قَبْلَ (¬3) غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ فَأَسْفَرَ (¬4) بِهَا جِدًّا، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ كَانَ فَيْءُ الْإِنْسَانِ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ فَيْءُ الْإِنْسَانِ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ؛ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ثُلُثَ اللَّيْلِ أَوْ شَطْرَهُ (¬5). وَفِي حَدِيثِ الْفِرْيَابِيِّ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ثُلُثَ اللَّيْلِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَطْرَ اللَّيْلِ. وَتَابَعَهُ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنْ عَطَاءٍ بِمِثْلِ رِوَايَةِ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ، وَذَلِكَ مُخَرَّجٌ (¬6) بَعْدَ هَذَا. [1044] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ. (ح) [1045] وأخبرنا عَلِيٌّ، أنا سُلَيْمَانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ¬

_ (¬1) قوله: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (ق). (¬2) زاغت الشمس: مالت. (¬3) ضبب عليه في (د)، وفي أصل الرواية: "حين". (¬4) أسفر بصلاة الصبح: أي أخرها حتى أضاء الفجر. (¬5) أخرجه أحمد في المسند (6/ 3121). (¬6) في (س): "يخرج".

عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬1). (ح) [1046] وأخبرنا عَلِيٌّ، أنا سُلَيْمَانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ. (ح) [1047] وأخبرنا عَلِيٌّ، أنا سُلَيْمَانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا (¬2) الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. (ح) [1048] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ - وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ عَبْدَانَ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ (¬3) بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّى بِيَ الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ عَلَى مِثَالِ قَدْرِ الشِّرَاكِ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ قَدْرَ ظِلِّهِ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الظُّهْرَ مِنَ الْغَدِ حِينَ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ قَدْرَ ظِلِّهِ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْعَصْرَ حِينَ كَانَ كُلُّ شَيْءٍ مِثْلَ ظِلَّيْهِ (¬4)، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ لِوَقْتٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى بِيَ الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُكَ وَوَقْتُ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 531). (¬2) في (س): "أنا". (¬3) قوله: "ابن حكيم" ليس في (ق). (¬4) ضبب عليه في (د).

الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ، وَالْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ" (¬1). وَهَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ: [1049] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا جَدِّي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2). (ح) وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيِّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬3). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَبِهَذَا نَأْخُذُ، وَهَذِهِ الْمَوَاقِيتُ فِي الْحَضَرِ (¬4). وَرُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمَعْنَى حَدِيثِ هَؤُلَاءِ (¬5). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1050] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 376). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 469). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 156). (¬4) المصدر السابق (2/ 157). (¬5) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2348).

ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ قَبْلَكُمْ مَثَلُ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ مَا بَيْنَ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى (¬1)، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مَا بَيْنَ (¬2) نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ (¬3)، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَعَمِلْتُمْ أَنْتُمْ، فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَقَالُوا: مَا لنَا أَكثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً (¬4)! قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا. فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬5). وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬6). وَهَذَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِجَوَازِ حُصُولِ الْعَمَلِ الْكَثِيرِ (¬7) فِي الزَّمَانِ الْيَسِيرِ، فَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ وَقْتَ الظُّهْرِ أَطْوَلُ. ثُمَّ قَدْ رَوَاهُ سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ كَمَا: [1051] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّارَبَرْدِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (ق) و (د). (¬2) ضبب عليها في (ق). (¬3) ضبب عليها في (ق)، (د). (¬4) في (س): "إعطاء". (¬5) صحيح البخاري (3/ 90). (¬6) المصدر السابق (3/ 90). (¬7) في (د): "الكبير".

عَبْدُ اللَّهِ، أنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (¬1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ (¬2) أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجيلِ الْإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا حَتَّى صُلِّيَتِ الْعَصْرُ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيتُمُ الْقُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ (¬3) وَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: هَؤُلَاءِ أَقَلُّ عَمَلًا وَأَكْثَرُ أَجْرًا! قَالَ اللَّهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ (¬4). وَلَمْ يُخْرِجْهُ مُسْلِمٌ. وَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَمَلُ النَّصَارَى مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ، فَلِذَلِكَ قَالُوا: مَا بَالُنَا أَكْثَرَ عَمَلًا. وَقَوْلُهُ: "ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ" يَرْجِعُ إِلَى تَارِيخِ بِعْثَةِ عِيسَى وَنُزُولِ الْإِنْجِيلِ عَلَيْهِ لَا إِلَى وَقْتِ الظُّهْرِ، وَمنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ يَكُونُ زَمَانَ الْيَهُودِ؛ فَلِذَلِكَ قَالُوا فِي الْمَثَلِ: مَا بَالُنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ أَجْرًا. ثُمَّ خَالَفَهُ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ فَرَوَاهُ كَمَا: [1052] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو ¬

_ (¬1) قوله: "ابن يزيد" ليس في (د). (¬2) في (د)، (س): "أوتي". (¬3) قوله: "الشمس" ليس في (د)، (س). (¬4) صحيح البخاري (9/ 156).

يَعْلَى (¬1)، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ. (ح) [1053] قال أَبُو بَكْرٍ: وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، أنا (¬2) يُوسُفُ وَإِبْرَاهِيمُ الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَسْرُوقِيُّ، قَالُوا: ثنا (¬3) أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ عَمَلًا يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ قَالُوا (¬4): لَا حَاجَةَ لَنَا فِي أُجْرَتِكَ الَّتِي شَرَطْتَ لَنَا وَمَا عَمِلْنَا (¬5) بَاطِلٌ، فَقَالَ لَهُمْ: لَا تَفْعَلُوا، اعْمَلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلًا، فَأَبَوْا، فَتَرَكُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا آخَرِينَ بَعْدَهُمْ فَقَالَ: اعْمَلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَلَكُمُ الَّذِي شَرَطْتُ لِهَؤُلَاءِ مِنَ الْأَجْرِ، فَعَمِلُوا، حَتَّى إِذَا كَانَ حِينُ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَالُوا: لَكَ مَا عَمِلْنَا؛ بَاطِلٌ، وَلَكَ الْأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لنَا، لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ. فَقَالَ لَهُمْ: كَمِّلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، فَإِنَّمَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ, وَخُذُوا أَجْرَكُمْ. فَأَبَوْا عَلَيْهِ، وَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا آخَرِينَ فَعَمِلُوا (¬6) بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيقَيْنِ وَالْأَجْرَ (¬7) كُلَّهُ، ذَلِكَ (¬8) مَثَلُ الْيَهُودِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في المسند (13/ 297). (¬2) في (د)، (س): "ثنا". (¬3) في (د)، (س): "أنا". (¬4) في (س): "فقالوا". (¬5) مكانها بياض في (س). (¬6) في (س): "فعملوا له". (¬7) ضبب عليها في (ق). (¬8) قوله: "ذلك" ليس في (س). وضبب عليه في (ق)، (د).

وَالنَّصَارَى تَرَكُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ وَمَثَلُ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ قَبِلُوا هُدَى اللَّهِ وَمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -". لَفْظُ حَدِيثِ الْقَاسِمِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ (¬1). فَهَذَا الْحَدِيثُ فِي مَعْنَى مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَالْقَصْدُ مِنْهُ بَيَانُ إِكْمَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا اسْتُعْمِلُوا لَهُ دُونَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَلِذَلِكَ اسْتَحَقُّوا بِوَعْدِ اللَّهِ تَعَالى مَا اسْتُؤْجِرُوا عَلَيْهِ، وَلَا دَلَالَةَ لَهُمْ فِي هَذَا، وَالرُّجُوعُ فِي بَيَانِ الْأَوْقَاتِ إِلَى الْأَخْبَارِ الَّتِي سِيقَتْ لَهَا لَا لِمَا سِيقَ (¬2) لِمَعْنًى آخَرَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 116). (¬2) في (ق): "سبقت لها لا لما سبق".

مسألة (52): ولصلاة المغرب وقت واحد

مَسْأَلَةٌ (52): وَلِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَقْتٌ وَاحِدٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهَا وَقْتَانِ (¬2). وَقَدْ قَالَهُ الشَّافِعِيُّ مُعَلِّقًا عَلَى صِحَّةِ الْخَبَرِ (¬3). فَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لَهَا وَقْتًا وَاحِدًا مَا: [1054] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬4) أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثنا (¬5) أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَذَا جِبْرِيلُ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ". ثُمَّ ذَكَرَ مَوَاقِيتَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ لَمَّا جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 162)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (2/ 19)، والمجموع (3/ 32). (¬2) انظر: الأصل (1/ 146)، والمبسوط للسرخسي (1/ 144)، وتحفة الفقهاء (1/ 101)، وبدائع الصنائع (1/ 123)، والهداية في شرح البداية (1/ 40)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 80). (¬3) انظر: المجموع (3/ 33). (¬4) في (س): "ثنا". (¬5) في (د): "أنا".

فِي (¬1) وَقْتٍ وَاحِدٍ (¬2). [1055] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيَّانِ بِمَرْوَ، قَالَا: أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، أنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الظُّهْرَ. فَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى كَانَ فَيْءُ الرَّجُلِ مِثْلَهُ فَجَاءَهُ لِلْعَصْرِ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الْعَصْرَ. فَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْمَغْرِبَ. فَقَامَ فَصَلَّاهَا حِينَ غَابَتْ سَوَاءً، ثُمَّ مَكَثَ حَتَّى ذَهَبَ (¬3) الشَّفَقُ فَجَاءَهُ فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْعِشَاءَ. فَقَامَ فَصَلَّاهَا، ثُمَّ جَاءَهُ حِينَ سَطَعَ الْفَجْرُ لِلصُّبْحِ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ. فَقَامَ فَصَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ حِينَ كَانَ فَيْءُ الرَّجُلِ مِثْلَهُ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ الظُّهْرَ. فَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ جَاءَهُ حِينَ كَانَ فَيْءُ الرَّجُلِ مِثْلَيْهِ فَقَالَ: قُمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ. فَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ جَاءَهُ لِلْمَغْرِبِ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ وَقْتًا وَاحِدًا لَمْ يَزُلْ عَنْهُ فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْمَغْرِبَ. ثُمَّ جَاءَهُ لِلْعِشَاءِ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ (¬4) الْأَوَّلُ ¬

_ (¬1) في (د): "وفي". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 470). (¬3) في (س): "غاب". (¬4) قوله: "الليل" ليس في (د)، وضبب عليه في (ق)، وبيض له ناسخ (س) ورقم عليه حرف (ط).

فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الْعِشَاءَ. ثُمَّ جَاءَهُ لِلصُّبْحِ حِينَ أَسْفَرَ جِدًّا فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّ الصُّبْحَ. ثُمَّ قَالَ: مَا بَيْنَ هَذَيْنِ كُلُّهُ وَقْتٌ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَقَدْ رَوَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ الْقُرَشِيُّ وَغَيْرُهُ (¬1). [1056] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَقِيقِيُّ، ثنا جَدِّي، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِنَا قَالُوا (¬2): كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَشْبَهَ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِهِ فِي التَّأَلُّهِ وَالتَّعَبُّدِ (¬3). وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمَوَاقِيتِ وَقَالَ فِيهِ: وَصَلَّى بِهِ (¬4) الْمَغْرِبَ. يَعْنِي فِي الْيَوْمِ الثَّانِي بَعْدَمَا غَابَ الشَّفَقُ، وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى خِلَافِ هَذَا، وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. [1057] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬5)، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 465). (¬2) في (ق) و (د): "قال". (¬3) المصدر السابق (1/ 466). (¬4) قوله: "به" ليس في (د). (¬5) في (د) و (س) زيادة: "بن بلال".

حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى بِهِ الصَّلَوَاتِ وَقْتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ (¬1). وَقَدْ سَبَقَ حَدِيثُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ فِي ذَلِكَ. [1058] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ - يَعْنِي ابْنَ الْعَلَاءِ - ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ صَلَاةٍ فِي وَقْتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ فَإِنَّهُ صَلَّاهَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ". [1059] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ (¬2)، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ الْحَسَنِ - قَالَ: سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ (¬3)، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ (¬4)، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ؛ إِذَا كَثُرَ النَّاسُ عَجَّلَ، وَإِذَا قَلُّوا أَخَّرَ، وَيُصَلِّي الصُّبْحَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 467). (¬2) في النسخ الخطية: "أبو جعفر ثنا محمد بن صالح"، وزاد في (س): "ابن هانئ"، والمثبت من السنن الكبير (3/ 217) بسنده ومتنه. (¬3) الهاجرة: نصف النهار، وقت اشتداد الحر. (¬4) قوله: "والشمس حية" قال الخطابي: "يفسر على وجهين: أحدهما: أن حياتها شدة وهجها وبقاء حرها لم ينكسر منه شيء، والوجه الآخر أن حياتها صفاء لونها لم يدخلها التغير". معالم السنن (1/ 127).

بِغَلَسٍ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (¬3). فَهَذَا فِعْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبَدًا لِهَذِهِ الصَّلَاةِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ قَالَ: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي": [1060] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، ثنا أَبُو سُلَيْمَانَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ" (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ (¬6)، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ بِهَذَا. وَعَلَى هَذَا إِجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ عَمَلًا؛ حَتَّى لَا يَكَادُ يُوجَدُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ جَمَاعَةٌ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، فَصَارَ (¬7) ذَلِكَ كَإِجْمَاعِهِمْ عَلَى أَعْدَادِ رَكَعَاتِ الصَّلَوَاتِ (¬8). ¬

_ (¬1) الغلس: ظلمة آخر الليل، وقيل: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. (¬2) صحيح البخاري (1/ 117). (¬3) صحيح مسلم (2/ 119). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 300). (¬5) صحيح البخاري (1/ 128). (¬6) صحيح مسلم (2/ 134). (¬7) في (س): "فكان". (¬8) في (د) و (س): "الصلاة".

[1061] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. (ح) [1062] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ غَازِيًا، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ عَلَى مِصرَ، فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ فَقَالَ لَهُ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا عُقْبَةُ؟ فَقَالَ: شُغِلْنَا. قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ - أَوْ قَالَ: عَلَى الْفِطْرَةِ - مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ" (¬1). رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَاهُ. [1063] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا مَكِّيٌّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬2). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 46). (¬2) صحيح البخاري (1/ 117). (¬3) صحيح مسلم (2/ 115).

وَرَوَى رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا نُصلِّي الْمَغْرِبَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ (¬1) (¬2). وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ صَلُّوا الْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ (¬3). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1064] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بِطُوسٍ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "وَقْتُ الظُّهْرِ مَا لَمْ تَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ (¬4)، وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ" (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ (¬6). وَلَمْ يُخْرِجْهُ الْبُخَارِيُّ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ شُعْبَةَ وَقَالَ فِيهِ: قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي بِهِ ثَلَاثَ ¬

_ (¬1) قال النووي: "معناه أنه يبكر بها في أول وقتها بمجرد غروب الشمس حتى ننصرف ويرمي أحدنا النبل عن قوسه ويبصر موقعه لبقاء الضوء". المنهاج (5/ 136). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 147). (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 154). (¬4) أي انتشاره وثوران حمرته. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 45). (¬6) صحيح مسلم (2/ 104).

مَرَّاتٍ؛ فَرَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومَرَّتَيْنِ لَمْ يَرْفَعْهُ. وَكَذَلِكَ قَالَهُ (¬1) يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شُعْبَةَ (¬2). وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ شُعْبَةَ: حَدَّثَنِي بِهِ مَرَّتَيْنِ؛ مَرَّةً رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَرَّةً لَمْ يَرْفَعْهُ (¬3). وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شُعْبَةَ: حَدَّثَنِي بِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّتَيْنِ، وَمَرَّةً لَمْ يَرْفَعْهُ. وَالْحَدِيثُ فِي رَفْعِهِ شَكٌّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ بِذَلِكَ جَوَازَ مَدِّهَا بَعْدَ دُخُولِهِ فِيهَا عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ، وَذَلِكَ جَائِزٌ فِي قَوْلِ بَعْضِ أَصْحَابِنَا. [1065] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ. (ح) وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، ثنا شُعْبَةُ - وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ عَرْعَرَةَ - عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ: "اشْهَدْ مَعَنَا الصَّلَاةَ". فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ بِغَلَسٍ، فَصَلَّى الصُّبْحَ حِينَ طَلَعَ ¬

_ (¬1) في (د): "قال". (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح (2/ 105). (¬3) المصدر السابق (2/ 104).

الْفَجْرُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالظُّهْرِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ بَطْنِ السَّمَاءِ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْعَصْرِ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْمَغْرِبِ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْعِشَاءِ حِينَ وَقَعَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ الْغَدَ فَنَوَّرَ بِالصُّبْحِ (¬1)، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالظُّهْرِ فَأَبْرَدَ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْعَصْرِ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ لَمْ تُخَالِطْهَا صُفْرَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالْعِشَاءِ عِنْدَ ذَهَابِ ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ بَعْضِهِ - شَكَّ حَرَمِيٌّ - فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ؟ مَا بَيْنَ مَا رَأَيْتَ وَقْتٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَيُقَالُ: عَنْهُ أَخَذَهُ شُعْبَةُ: [1066] أخبرناه (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ وَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ شُعْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ فِي الْمَوَاقِيتِ فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْهُ فَقَالَ (¬4) شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "أَمَّنِي جِبْرِيلُ". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬5). وَيُقَالُ: إِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ. [1067] أخبرنا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) أي أسفر، من النور، وهو الإضاءة. (¬2) صحيح مسلم (2/ 106). (¬3) في (د): "أخبرنا". (¬4) في (س): "فقال قال". (¬5) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 97) من طريق محمد بن يونس به.

حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في الْمَوَاقِيتِ. [1068] قال ابْنُ بَشَّارٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَبِي دَاوُدَ فَقَالَ: يَنْبَغِي أَنْ تُكَبِّرَ عَلَى صَاحِبِ هَذَا الْحَدِيثِ. فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: هُوَ مِنْ حَدِيثِ قَيْسٍ. فَمَحَوْتُهُ (¬1). [1069] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا بُنْدَارٌ. فَذَكَرَ إِسْنَادَ الْحَدِيثِ ثُمَّ قَالَ: قَالَ بُنْدَارٌ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي دَاوُدَ فَقَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْحَدِيثِ يَنْبَغِي أَنْ يُكَبَّرَ عَلَيْهِ. قَالَ بُنْدَارٌ: فَمَحَوْتُهُ مِنْ كِتَابِي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: غَلِطَ أَبُو دَاوُدَ وَغُرَّ بُنْدَارٌ، وَهَذَا خَبَرٌ صَحِيحٌ عَلَى مَا قَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ (¬2). [1070] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سعِيدٍ الْإِخْمِيمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَتَاهُ سَائِلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ، وَالنَّاسُ لَا يَكَادُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم (2/ 210) من طريق محمد بن بشار به. (¬2) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 422).

يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ وَالْقَائِلُ يَقُولُ: انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ مِنْهُمْ، وَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ حِينَ وَقَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْفَجْرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ، ثُمَّ الظُّهْرَ حَتَّى (¬1) كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْعَصْرِ، ثُمَّ أَخَّرَ الْعَصْرَ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ: احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى كَانَ عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ، ثُمَّ أَخَّرَ الْعِشَاءَ حَتَّى كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَدَعَا السَّائِلَ، ثُمَّ قَالَ: "الْوَقْتُ فِيمَا (¬2) بَيْنَ هَذَيْنِ". لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ يُوسُفَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ (¬3) بِهَذَا اللَّفْظِ. وَأَخْرَجَهُ بَعْدَهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ فَذَكَرَهُ وَقَالَ فِيهِ: وَصَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي (¬4): [1071] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ فِيهِ: وَصَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ (¬5). ¬

_ (¬1) في (د): "حين". (¬2) في (س): "ما". (¬3) صحيح مسلم (2/ 106). (¬4) المصدر السابق (1/ 107). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 115).

[1072] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيلٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُ الْعَصْرِ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعَصْرِ حِينَ يَدْخُلُ (¬2) وَقْتُهَا، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَصْفَرُّ الشَّمْسُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْمَغْرِبِ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ (¬3)، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعِشَاءِ حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ - رحمه الله -: هَذَا لَا يَصِحُّ مُسْنَدًا، وَهِمَ فِي إِسْنَادِهِ ابْنُ فُضَيْلٍ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ مُرْسَلًا (¬4). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: يُقَالُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ وَاهِمٌ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ، فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 116). (¬2) ضبب عليها في (ق). (¬3) الأفق: واحد آفاق السماء والأرض. والمعنى: حين يغيب ما في الأفق من الشفق. وسيأتي في المسألة القادمة الخلاف حول المقصود بالشفق؛ قال ابن الأثير: "الشَّفَقُ من الأضداد، يقَع على الحُمْرة التي تُرى في المغرب بعد مَغِيب الشمس، وبه أخذ الشافعي، وعلى البياض في الأفقُ الغربي بعد الحُمْرة المذكورةِ، وبه أخذ أبو حنيفة". النهاية (شفق). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 492).

[1073] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يُضَعِّفُ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَحْسَبُ يَحْيَى يُرِيدُ "إِنَّ لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا"، وَقَالَ: إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ (¬1). [1074] وفي مَوْضِعٍ آخَرَ بِإِسْنَادِهِ سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: حَدِيثُ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِن لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا". رَوَاهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ مُرْسَلًا (¬2): [1075] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ (¬3): آخِرًا وَأَوَّلًا؛ فَأَوَّلُ مِيقَاتِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِيقَاتُ الْعَصْرِ (¬4). تَابَعَهُ أَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ؛ فَرَوَاهُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬5). * * * ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 393). (¬2) المصدر السابق (4/ 66). (¬3) قوله: "يقال" ضبب عليه في (ق) و (د). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 493) من طريق محمد بن أحمد بن النضر بنحوه. (¬5) المصدر السابق (1/ 493).

مسألة (53): والشفق الذي يدخل بغروبه وقت العشاء هو الحمرة

مَسْأَلَةٌ (53): وَالشَّفَقُ الَّذِي يَدْخُلُ بِغُرُوبِهِ وَقْتُ الْعِشَاءِ هُوَ الْحُمْرَةُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ الْبَيَاضُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1076] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ لَفْظًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ - يَعْنِي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ - كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ (¬3) (¬4). تَابَعَهُ رَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ: [1077] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 164)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (2/ 23)، ونهاية المطلب (2/ 21) والمجموع (3/ 39). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 144)، وتحفة الفقهاء (1/ 101)، وبدائع الصنائع (1/ 124)، والهداية في شرح البداية (1/ 40)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 80). (¬3) قوله: "سقوط القمر" أي: وقت غروبه أو سقوطه إلى الغروب، و"لثالثة" أي: في الليلة الثالثة من الشهر. (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 145).

حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِمِيقَاتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ؛ الْعِشَاءِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ (¬1). وَخَالَفَهُمَا شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ؛ فَرَوَيَاهُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. أَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ: [1078] فأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ؛ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ: [1079] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ؛ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَالشَّفَقُ الَّذِي هُوَ الْبَيَاضُ لَا يَغِيبُ إِلَّا بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ، وَقَدْ صَلَّاهَا قَبْلَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 498) من طريق جرير به. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة نسخة برنستون (ق 46). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 472).

[1080] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَقْتُ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ إِلَى اصْفِرَارِ الشَّمْسِ، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ إِلَى أَنْ تَذْهَبَ حُمْرَةُ الشَّفَقِ، وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَصَلَاةُ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ" (¬1). وَحَدِيثُ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الصَّلَاةِ (¬2). [1081] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، أنا أَبُو مُصْعَبٍ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ (¬3). قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُولُ: ثنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ (¬4) الشَّفَقَ الْحُمْرَةُ (¬5). [1082] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ، فَإِذَا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 446) عن عمار به. (¬2) رقم (1041). (¬3) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (2/ 205). (¬4) ضبب عليه في (ق). (¬5) أخرجه أبو الفضل الزهري في حديثه (ص 603) من طريق أبي مصعب به.

ذَهَبَتِ الْحُمْرَةُ فَقَدْ غَابَ الشَّفَقُ. قُلْتُ لِيَحْيَى: سَمِعَ عُقْبَةُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَمَا (¬1) يُنْكَرُ (¬2). وَرَوَاهُ أَبُو حُذَافَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ مُسْنَدًا، وَرُوِيَ كَذَلِكَ عَنْ عَتِيقِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مَالِكٍ مُسْنَدًا، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ. [1083] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: قَرَأْتُ فِي أَصْلِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ بِخَطِّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ، فَإِذَا غَابَ الشَّفَقُ وَجَبَتِ (¬3) الصَّلَاةُ" (¬4). [1084] وفيما أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ: أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا ابْنُ الْقُهْزَاذِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ. وَكَانَ يَقُولُ: قَالَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. [1085] قال: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ قَالَ: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ. ¬

_ (¬1) في (د): "قال نعم ينكر". (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (4/ 73). (¬3) في (د): "وجب". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 57/ أ).

[1086] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ. [1087] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الشَّفَقُ: الْحُمَرةُ الَّتِي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. [1088] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا ثَوْرٌ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عُبَادَةَ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يُصَلِّيَانِ الْعِشَاءَ إِذَا ذَهَبَتِ الْحُمْرَةُ (¬1). [1089] قال: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ عُبَادَةَ وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ قَالَا: إِنَّ الشَّفَقَ شَفَقَانِ: الْحُمْرَةُ وَالْبَيَاضُ، فَإِذَا تَوَارَتِ الْحُمْرَةُ حَلَّتِ الصَّلَاةُ. [1090] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَلًّى، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَا: ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 556) عن ثور بن يزيد به.

الشَّفَقُ شَفَقَانِ: الْحُمْرَةُ وَالْبَيَاضُ، فَإِذَا غَابَتِ الْحُمْرَةُ حَلَّتِ الصَّلَاةُ، وَالْفَجْرُ فَجْرَانِ: الْمُسْتَطِيلُ وَالْمُعْتَرِضُ، فَإِذَا انْصَدَعَ الْمُعْتَرِضُ حَلَّتِ الصَّلَاةُ (¬1). [1091] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مَوْلَى طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ (¬2). [1092] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا الْفَرَّاءُ قَالَ: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ الَّتِي فِي الْمَغْرِبِ مِنَ الشَّمْسِ (¬3). [1093] حدثني ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَفَعَهُ قَالَ: "الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ" (¬4). [1094] قال الْفَرَّاءُ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: عَلَيْهِ ثَوْبٌ مَصْبُوغٌ كَأَنَّهُ الشَّفَقُ. وَكَانَ أَحْمَرَ، فَهَذَا شَاهِدٌ لِلْحُمْرَةِ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 506). (¬2) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 57/ أ). (¬3) معاني القرآن للفراء (3/ 251). (¬4) المصدر السابق (3/ 251). (¬5) المصدر السابق (3/ 251).

مسألة (54): وآخر وقت الاختيار في صلاة العشاء لا يتجاوز ثلث الليل في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (54): وَآخِرُ وَقْتِ الِاخْتِيَارِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ لَا يَتَجَاوَزُ (¬1) ثُلُثَ اللَّيْلِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَبْقَى إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ (¬3)، وَهُوَ الْقَوْلُ الْآخَرُ (¬4). فَوَجْهُ قَوْلِنَا أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُ ثُلُثَ اللَّيْلِ مَا: [1095] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ لَفْظًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ أَبِي الْمِنْهَالِ أَنَّهُ سَمِعَ أبَا بَرْزَةَ وَسَأَلَهُ أَبِي فَقَالَ: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاتُكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي بِنَا الْهَجِيرَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا أَنْتُمُ الظُّهْرَ حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ (¬5)، وَيُصَلِّي بِنَا الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِنَا الْعِشَاءَ لَا يُبَالِي أَنْ يُؤَخِّرَهَا إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَكَانَ لَا ¬

_ (¬1) في (س): "يجاوز". (¬2) انظر: الأم (2/ 164)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (2/ 25)، ونهاية المطلب (1/ 11)، والمجموع (3/ 39)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للرملي (1/ 371). (¬3) انظر: الأصل (1/ 146)، والمبسوط للسرخسي (1/ 145)، وبدائع الصنائع (1/ 124)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 84). (¬4) انظر: الحاوي الكبير (2/ 25)، والمجموع (3/ 39)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للرملي (1/ 371). (¬5) تدحض الشمس: أي تزول عن وسط السماء إلى جهة المغرب. النهاية (دحض).

يُحِبُّ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَلَا الْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يُصَلِّي بِنَا الْفَجْرَ فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَهُوَ يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَكَانَ يَقْرَأُ بِنَا فِيهَا مِنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ (¬1). [1096] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوٍ مِنْ مَعْنَاهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ (¬2). وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ مُعَاذٌ: قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً فَقَالَ: أَوْ ثُلُثِ اللَّيْلِ (¬3) [1097] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو وَاللَّفْظُ لَهُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ: وَأَمَرَهُ - يَعْنِي مِنَ الْغَدِ - فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: "وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا أَرَيْتُكُمْ (¬4) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 235). (¬2) صحيح مسلم (2/ 120). (¬3) صحيح البخاري (1/ 114). (¬4) في (س): "ما رأيتم".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ (¬1). [1098] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ - يَعْنِي مِنَ الْغَدِ - قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ الْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ" (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ (¬3). [1099] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، أنا (¬4) أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فُلَانِ (¬5) بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّنِي جِبْرِيلُ - عليه السلام - عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "وَصَلَّى بِيَ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، وَصَلَّى بِيَ الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ، الْوَقْتُ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ" (¬6). [1100] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 105). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 44). (¬3) صحيح مسلم (2/ 107). (¬4) كتب فوقها ناسخ (ق) كلمة: "صح". (¬5) قوله: "بن فلان" ضبب عليه في (ق). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 44).

أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّنِي جِبْرِيلُ فِي الصَّلَاةِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَتِ الشَّمْسُ قَامَةً، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ (¬1) حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ جَاءَنِي يَوْمَ (¬2) الثَّانِي فَصَلَّى الظُّهْرَ وَفَيْءُ كُلِّ إِنْسَانٍ مِثْلُهُ، وَصَلَّى الْعَصْرَ وَالْفَيْءُ قَامَتَانِ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، وَصَلَّى الصُّبْحَ حِينَ كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الصَّلَاةَ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ" (¬3). وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ (¬4) حَدِيثِ عَائِشَةَ: وَكَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ (¬5). [1101] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ: إِنَّ أَهَمَّ أَمْرِكُمْ عِنْدِي الصَّلَاةُ، مَنْ حَفِظَهَا أَوْ حَافَظَ عَلَيْهَا حَفِظَ دِينَهُ، وَمَنْ ضَيَّعَهَا فهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ. ¬

_ (¬1) في (س): "الصبح". (¬2) ضبب عليه في (ق). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2348) من طريق ابن لهيعة. (¬4) في (س): "و". (¬5) صحيح البخاري (1/ 118).

ثُمَّ كَتَبَ: أَنْ صَلُّوا (¬1) الظُّهْرَ إِذَا كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا إِلَى أَنْ يَكُونَ ظِلُّ أَحَدِكُمْ مِثْلَهُ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ فَرْسَخَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَابَتِ (¬2) الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَمَنْ نَامَ فَلَا نَامَتْ عَيْنُهُ، فَمَنْ نَامَ فَلَا نَامَتْ عَيْنُهُ (¬3)، وَالصُّبْحَ وَالنُّجُومُ بَادِيَةٌ مُشْتَبِكَةٌ (¬4). هَذَا مُرْسَلٌ. [1102] وبإسناده: ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَالْعِشَاءَ (¬5) مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَإِنْ نِمْتَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ فَلَا نَامَتْ عَيْنُكَ (¬6). وَأَمَّا وَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّهُ يَبْقَى إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ: [1103] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ الْحَمَّامِيِّ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (¬7) الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، أنا ¬

_ (¬1) في (س): "إن صلاة". (¬2) في (س): "غربت". (¬3) ضبب عليها في (ق). وزاد في (س) زيادة: "فمن نام فلا نامت عينه". (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 2/ ب). (¬5) ضبب ناسخ (ق) على الواو. (¬6) المصدر السابق (ق 3/ أ). (¬7) كذا في النسخ، وفي السنن الكبير (3/ 54): "أبو طاهر محمد بن الحسن"، وهو الموافق =

إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سُئِلَ: هَلِ اصْطَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَاتَمًا؟ قَالَ: نَعَمْ؛ أَخَّرَ الصَّلَاةَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "النَّاسُ قَدْ صَلَّوْا وَرَقَدُوا، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ". فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ (¬1) خَاتَمِهِ. لَفْظُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنِيرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ وَثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ (¬3). [1104] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ وَهَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ (¬4) وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ مَا لَمْ تَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ - وَقَالَ شُعْبَةُ: مَا لَمْ يَقَعْ ثَوْرُ (¬5) الشَّفَقِ - وَوَقْتُ الْعِشَاءِ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ الصُّبْحِ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ". ¬

_ = لمصادر ترجمته. انظر تلخيص تاريخ نيسابور (ص 103)، وتاريخ الإسلام (7/ 702). (¬1) الوبيص: البريق. (¬2) صحيح البخاري (1/ 169). (¬3) صحيح مسلم (2/ 116). (¬4) قوله: "الشمس" ليس في (ق)، (د)، وضبب ناسخ (ق) على قوله: "زالت". (¬5) في (د): "نور". وثور الشفق: انتشاره وثَوَران حمرته، من ثار الشيء يثور إذا انتشر وارتفع. انظر النهاية (ثور).

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ شُعْبَةُ: أَحْيَانًا يَرْفَعُهُ، وَأَحْيَانًا لَا يَرْفَعُهُ (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (¬2) كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ، وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ هَمَّامٍ (¬3). [1105] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الصُّبْحَ وَأَحَدُنَا يَعْرِفُ جَلِيسَهُ، وَيقْرَأُ فِيهَا مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ، وَيُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَأَحَدُنَا يَذْهَبُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجَعَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ، وَلَا يُبَالِي بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي عُمَرَ (¬4). [1106] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى (¬5) بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ أَبَا بَرْزَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: كَانَ لَا يُبَالِي بَعْدُ تَأْخِيرَهَا - يَعْنِي ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 8). (¬2) صحيح مسلم (2/ 104). (¬3) المصدر السابق (2/ 105). (¬4) صحيح البخاري (1/ 114). (¬5) قوله: "يحيى" من (س).

الْعِشَاءَ - إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ (¬1). [1107] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ وَقَالَ: "إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلَا كِبَرُ الْكَبِيرِ وَضَعْفُ الضَّعِيفِ - قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَذُو الْحَاجَةِ - لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ" (¬2). هَكَذَا رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَبِي نَضْرَةَ الْمُنْذِرِ بْنِ مَالِكٍ وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ. وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ وَقَالَ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: [1108] أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الزَّاهِدُ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ فَقَالَ: "صَلَّوْا وَرَقَدُوا (¬3) وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَهَا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ وَكِبَرُ الْكَبِيرِ لَأَخَّرْتُ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 119). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2279) من طريق داود به. (¬3) في (د): "وارقدوا".

هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ" (¬1). [1109] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ (¬2) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنْ صَلِّ (¬3) الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ ثَلَاثَةَ (¬4) فَرَاسِخَ، وَأَنْ صَلِّ (¬5) الْعَتَمَةَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ثُلُثِ اللَّيْلِ، فَإِنْ أَخَّرْتَ فَإِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (¬6). هَذَا مُرْسَلٌ. قَالَ الشَّيْخُ: وَالصَّحِيحُ فِي الْمَذْهَبِ أَنَّ وَقْتَ الِاخْتِيَارِ لِصَلَاةِ الْعِشاءِ يَبْقَى إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَأَنَّ الزِّيَادَةَ عَلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ مُسْتَفَادَةٌ مِنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ، وَهِيَ بَعْدَ إِمَامَةِ جِبْرِيلَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا، الْمَصِيرُ (¬7) إِلَيْهَا أَوْلَى، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 349) عن أبي معاوية به. (¬2) ضبب عليها في (ق). (¬3) في (د): "يصلي"، وفي (ق)، (س): "صلي" وما أثبتناه من أصل الرواية وهو الجادة. (¬4) في النسخ: "ثلاث"، والمثبت من أصل الرواية، وهو الجادة. (¬5) في النسخ: "صلي"، والمثبت من أصل الرواية، وهو الجادة. (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 3/ أ). (¬7) قوله: "بالنبي صلى الله عليهما، المصير" في (س): "النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالمصير".

مسألة (55): والأذان لصلاة الصبح صحيح قبل الفجر

مَسْأَلَةُ (55): وَالْأَذَانُ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ صَحِيحٌ قَبْلَ الْفَجْرِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَصِحُّ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [1110] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬4). [1111] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 182)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (2/ 26)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 23)، والمجموع (3/ 95). (¬2) انظر: الأصل (1/ 136)، والمبسوط للسرخسي (1/ 134)، وتحفة الفقهاء (1/ 116)، وبدائع الصنائع (1/ 154)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 93). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 13/ أ). (¬4) صحيح البخاري (1/ 127).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّيْدَلَانِيُّ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُسْتَمْلِي، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَعَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ (¬1). [1112] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ" (¬2). [1113] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْفَضْلِ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 128). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1148) من طريق عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وفي (11/ 5842) من طريق عبيد الله عن القاسم عن عائشة. (¬3) صحيح البخاري (1/ 127).

بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ، عَنْ حَمَّادِ بْن مَسْعَدَةَ (¬1). [1114] حدثنا الْأُسْتَاذ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سَوَادَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْقُشَيْرِيُّ، سَمِعَ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَخْطُبُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَغُرَّنَّكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ" (¬2). هَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي دَاوُدَ. وَقَالَ مُعَاذٌ عَنْ شُعْبَةَ: "لَا يَغُرَّنَّكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ" (¬3). [1115] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُنَيْسَةُ قَالَتْ: كَانَ بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يُؤَذِّنَانِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ". فَكُنَّا نَحْبِسُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَنِ الْأَذَانِ فَنَقُولُ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ، كَمَا أَنْتَ حَتَّى نَتَسَحَّرَ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَذَانِهِمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَصْعَدَ هَذَا (¬4). أُنَيْسَةُ مِنَ الصَّحَابِيَّاتِ. [1116] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 129). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 218). (¬3) صحيح مسلم (3/ 130). (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 237).

عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ قَالَ: لَمَّا كَانَ أَوَّلُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ (¬1) أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ فَيَقُولُ: "لَا". حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ فَبَرَزَ (¬2)، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ - يَعْنِي فَتَوَضَّأَ - فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ" قَالَ: فَأَقَمْتُ (¬3). [1117] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سَحُورِهِ؛ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ: يُنَادِي - لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ وَيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ الْفَجْرُ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا" وَجَمَعَ يَحْيَى كَفَّهُ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا. وَمَدَّ يَحْيَى بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬5)، [وَ] عَنْ (¬6) أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ. ¬

_ (¬1) في (د): "فعجلت". (¬2) ضبب عليها في (ق). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 55). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 173). (¬5) صحيح البخاري (9/ 87). (¬6) في النسخ الخطية "عن"، وهو خطأ، وإنما رواه البخاري عن مسدد (9/ 87)، وعن أحمد بن يونس (1/ 127).

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ التَّيْمِيِّ (¬1). وَعَلَى هَذَا كَانَ عَمَلُ أَهْلِ الْحِجَازِ: [1118] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لَمْ يَزَلِ الصُّبْحُ يُنَادَى لَهُ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَأَمَّا غَيْرُهَا مِنَ الصَّلَوَاتِ فَإِنَّا لَمْ نَرَهَا يُنَادَى لَهَا إِلَّا بَعْدَ أَنْ يَحِلَّ وَقْتُهَا (¬2). وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ أَئِمَّتِنَا بِمَا: [1119] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ" (¬3). [1120] قال: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ (¬4). [1121] قال: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمِثْلِهِ (¬5). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 129). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 17/ ب). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 488) من طريق عبد الواحد بن غياث به. (¬4) أخرجه أحمد (4/ 1983) من طريق حماد به. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 493).

وَالِاسْتِدْلَالُ بِهَذَا وَاضِحٌ، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِي حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ فِي رِوَايَتِنَا: وَكَانَ الْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ إِذَا بَزَغَ (¬1) الْفَجْرُ. وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ الْأَذَانَ الثَّانِيَ، وَأَرَادَ بِالنِّدَاءِ الْأَذَانَ الْأَوَّلَ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1122] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ الْمَعْنَى، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَرْجِعَ فَيُنَادِيَ: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ، أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ. زَادَ مُوسَى: فَرَجَعَ فَنَادَى: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَيُّوبَ إِلَّا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (¬2). [1123] وفيما أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ حَدَّثَهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ بِلَيْلٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ارْجِعْ فَنَادِ: إِنَّ الْعَبْدَ قَدْ نَامَ"، فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي خَطَأٌ، لَمْ يُتَابَعْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَلَى هَذَا، إِنَّمَا رُوِيَ أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُنَادِي بِلَيْلٍ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ: [1124] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا شُجَاعُ بْنُ أَشْرَسَ، ثنا ¬

_ (¬1) بزغ الفجر أي: طلع. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 56).

سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَصْعَدَ فَيُنَادِيَ: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ (¬1)، أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ (¬2). فَأَمَّا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ - رحمه الله - فَإِنَّهُ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - رحمه الله -: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَغْمِزُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فَاتَّهِمْهُ؛ فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمَّا طَعَنَ فِي السِّنِّ سَاءَ حِفْظُهُ، فَلِذَلِكَ تَرَكَ الْبُخَارِيُّ الِاحْتِجَاجَ بِحَدِيثِهِ، وَأَمَّا مُسْلِمٌ - رحمه الله - فَإِنَّهُ اجْتَهَدَ فِي أَمْرِهِ وَأَخْرَجَ مِنْ أَحَادِيثِهِ عَنْ ثَابِتٍ مَا سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ تَغَيُّرِهِ، وَمَا سِوَى حَدِيثهِ عَنْ ثَابِتٍ لَا يَبْلُغُ أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ حَدِيثًا أَخْرَجَهَا فِي الشَّوَاهِدِ دُونَ الِاحْتِجَاجِ بِهِ، وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَى هَذَا فَالِاحْتِيَاطُ لِمَنْ رَاقَبَ اللَّهَ تَعَالى أَنْ لَا يَحْتَجَّ بِمَا يَجِدُ فِي أَحَادِيثِهِ مِمَّا يُخَالِفُ الثِّقَاتِ، وَهَذَا (¬3) الْحَدِيثُ مِنْ جُمْلَتِهَا؛ فَقَدْ: [1125] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوب قَالَ: أَذَّنَ بِلَالٌ مَرَّةً بِلَيْلٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا مُرْسَلٌ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ نَافِعٍ مَوْصُولًا: ¬

_ (¬1) في (س): "قد نام". (¬2) ذكره الدارقطني في السنن (1/ 457) عن سعيد بن زربي. (¬3) في (د): "في هذا". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 491). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 51/ ب).

[1126] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خَالِدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ بِلَالًا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ " قَالَ: اسْتَيْقَظْتُ وَأَنَا وَسْنَانُ، فَظَنَنْتُ أَنَّ الْفَجْرَ قَدْ طَلَعَ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُنَادِيَ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا: إِنَّ الْعَبْدَ قَدْ نَامَ، ثُمَّ أَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ (¬1). [1127] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَصِيرُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ بِلَيْلٍ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬2). هَكَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَخَالَفَهُ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ مُؤَذِّنٍ لِعُمَرَ - رضي الله عنه -. وَرِوَايَةُ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ أَوْلَى بِالصِّحَّةِ: [1128] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، ثنا نَافِعٌ، عَنْ مُؤَذِّنٍ لِعُمَرَ يُقَالُ لَهُ: مَسْرُوحٌ أَذَّنَ قَبْلَ الصُّبْحِ، فَأَمَرَهُ عُمَرُ. فَذَكَرَ (¬3) نَحْوَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 81) من طريق أحمد بن علي به. (¬2) المصدر السابق (3/ 81) بسنده. (¬3) في (ق)، (د): "ذكر".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ مُؤَذِّنًا لِعُمَرَ يُقَالُ لَهُ: مَسْرُوحٌ أَوْ غَيْرُهُ. وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمْرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ مُؤَذِّنٌ يُقَالُ لَهُ: مَسْعُودٌ (¬1). فَذَكَرَ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ ذَلِكَ (¬2). يَعْنِي: حَدِيثُ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَصَحُّ (¬3): قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَوْصُولًا، وَلَا يَصِحُّ. [1129] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ: إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ. فَوَجَدَ بِلَالٌ وَجْدًا شَدِيدًا. قَالَ عَلِيٌّ: وَهِمَ فِيهِ عَامِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، وَالصَّوَابُ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ مُؤَذِّنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ (¬4). وَرُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَلَا يَصِحُّ: [1130] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ السَّمِيعِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) هكذا في النسخ، وضبب عليه ناسخ (د). (¬2) في (ق): "ذاك". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 56). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 51/ ب).

مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَصْعَدَ فَيُنَادِيَ: إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ. فَفَعَلَ، وَقَالَ: لَيْتَ بِلَالًا لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ قَالَ عَلِيٌّ: تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو يُوسُفَ (¬1) عَنْ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُ يُرْسِلُهُ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬2): [1131] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرٍ، قَالَا: أنا عَلِيٌّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ. وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَسًا، وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ (¬3). [1132] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ (¬4)، ثنا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ¬

_ (¬1) بعده في (س) زيادة: "القاضي". (¬2) المصدر السابق (ق 51/ ب). (¬3) المصدر السابق (ق 51/ ب). (¬4) أخرجه البزار في المسند (13/ 202).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَذَّنَ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُعِيدَ، فَرَقِيَ بِلَالٌ وَهُوَ يَقُولُ: لَيْتَ بِلَالًا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ يُرَدِّدُهَا حَتَّى صَعِدَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ، مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَذَّنَ حِينَ أَضَاءَ الْفَجْرُ. وَقَالَ هَارُونُ فِي حَدِيثِهِ: قَبْلَ الْفَجْرِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَرْجِعَ فَيَقُولَ: أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ. فَقَامَ بِلَالٌ وَهُوَ يَقُولُ: لَيْتَ بِلَالًا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ ضَعِيفٌ جِدًّا (¬1). [1133] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - رحمه الله - (¬2). وَرُوِيَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ لَيْلَةً بِسَوَادٍ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَرْجِعَ. الْحَدِيثَ، وَهُوَ مُرْسَلٌ: [1134] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا (¬3) عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 51/ ب). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (4/ 924). (¬3) في (د): "أنا".

يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ لَيْلَةً بِسَوَادٍ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَقَامِهِ فَيُنَادِيَ: إِنَّ الْعَبْدَ نَامَ. فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ: لَيْتَ بِلَالًا لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ وَبُلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ (¬1) وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَحُمَيْدٌ لَمْ يَلْقَ أَبَا قَتَادَةَ، فَهُوَ مُرْسَلٌ بِكُلِّ حَالٍ. [1135] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ شَدَّادٍ مَوْلَى عِيَاضٍ قَالَ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ يَتَسَحَّرُ، قَالَ: "لَا تُؤَذِّنْ حَتَّى تَرَى الْفَجْرَ". ثُمَّ جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: "لَا تُؤَذِّنْ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ". ثُمَّ جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: "لَا تُؤَذِّنْ حَتَّى تَرَى الْفَجْرَ" وَجَمَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ (¬2) ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا (¬3). هَذَا مُرْسَلٌ. [1136] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: شَدَّادٌ مَوْلَى عِيَاضٍ لَمْ يُدْرِكْ بِلَالًا (¬4). [1137] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 51/ ب). (¬2) ضبب على الياء الثانية في (س). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 401) من طريق جعفر بن برقان مختصرًا. (¬4) المصدر السابق، رواية ابن داسة (ق 57).

يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ لَا أُؤَذِّنَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ (¬1). [1138] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ (¬2)، ثنا الْحَسَنُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لَا أُؤَذِّنَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ (¬3). لَمْ يَرْوِهِ هَكَذَا غَيْرُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، قَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ. [1139] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ، أنا مُعَمَّرٌ (¬4)، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَزُبَيْدٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ أَنَّ بِلَالًا لَمْ يَكُنْ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ، وَلَا يُثَوِّبُ إِلَّا فِي الْفَجْرِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، وَكَانَ آخِرُ أَذَانِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 22) من طريق الحسن بن عمارة به. (¬2) قوله: "ثنا أحمد بن خالد" من (س). (¬3) أخرجه الدارقطني كما في أطراف الغرائب لابن طاهر المقدسي (1/ 266). (¬4) هكذا ضبط في (ق)، وهو معمر بن سليمان الرقي. (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 341) من طريق حجاج مختصرًا.

هَكَذَا رَوَاهُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، لَمْ يَقُلْ فِيهِ: أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إيَّاهُ (¬1)، وَكِلَاهُمَا ضَعِيفَانِ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُرْسَلًا: [1140] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلَالٍ: "لَا تُؤَذِّنْ (¬2) وَالْفَجْرُ هَكَذَا" وَجَمَعَ سُفْيَانُ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ الَّتِي يَأْكُلُ بِهَا "لَا تُؤَذِّنْ (¬3) حَتَّى يَقُولَ الْفَجْرُ هَكَذَا"، وَصَفَّ سُفْيَانُ بَيْنَ السَّبَّابَتَيْنِ ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا. وَرُوِّينَا عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - مَا دَلَّ عَلَى أَذَانِ بِلَالٍ بِلَيْلٍ، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ مَعَانِيَ تَأْذِينِهِ بِاللَّيْلِ (¬4)، وَذَلِكَ أَوْلَى بِالْقَبُولِ لِكَوْنِهِ مَوْصُولًا، وَكَوْنِ هَذَا مُرْسَلًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1141] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَمْرٍو بْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - ثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ - رحمه الله -: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بلَالًا أَنْ يُعِيدَ الْأَذَانَ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا"، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَهُ (¬5) أَنْ ¬

_ (¬1) قوله: "إياه" ليس في (س). (¬2) في (د): "يؤذن"، وحرف المضارعة غير منقوط في (س). (¬3) في (د): "يؤذن"، وحرف المضارعة غير منقوط في (ق) و (س). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح (1/ 127). (¬5) في (د): "أمر".

يُعِيدَ الْأَذَانَ؟ قَالَ: لَا، لَمْ يَزَلِ الْأَذَانُ عِنْدَنَا بِلَيْلٍ (¬1). [1142] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬2) أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو عُمَرَ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِي أُنَيْسَةَ تَقُولُ (¬3): إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ، فكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ" (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْهُمَا، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ كَمَا رُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الصحِيحِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ - رضي الله عنهما -، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ (¬5) وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَجَمَاعَةٌ عَنْ شُعْبَةَ بِالشَّكِّ، فَقَالَ: "إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ"، أَوْ قَالَ: "إِنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ بِلَالٌ" (¬6). [1143] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، قَالَ: فَإِنْ صَحَّ رِوَايَةُ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ ابْنِ (¬7) أُمِّ مَكْتُومٍ وَبَيْنَ بِلَالٍ نُوَبٌ، فَكَانَ بِلَالٌ إِذَا كَانَتْ نَوْبَتُهُ أَذَّنَ بِلَيْلٍ، وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ إِذَا ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 84) بسنده. (¬2) في (د): "نا". (¬3) قوله: "تقول" من (س). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 122) من طريق شعبة به. (¬5) المسند (3/ 237). (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 77) من طريق سليمان به. (¬7) "ابن" ساقطة من (ق).

كَانَتْ نَوْبَتُهُ يُؤَذِّنُ (¬1) بِلَيْلٍ، وَهَذَا جَائِزٌ صَحِيحٌ، وَإِنْ لَمْ يَصِحَّ فَقَدْ صَحَّ خَبَرُ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَسَمُرَةَ وَعَائِشَةَ - رضي الله عنهم - أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ (¬2). [1144] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، ثنا مُطَيَّنٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يتَغَدَّى، فَقَالَ: "هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ"، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَصُومَ. قَالَ: "وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَصُومَ، إِنَّ مُؤَذِّنَنَا فِي عَيْنِهِ سُوءٌ، وَإِنَّهُ أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ" (¬3). وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ، لَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ فِي إِسْنَادِهِ، وَهُوَ إِنْ صَحَّ فَيَدُلُّ (¬4) عَلَى أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ هُوَ الَّذِي أَذَّنَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، فَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي بَصَرِهِ السُّوءُ. [1145] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْل بْنِ جَابِرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ. [1146] قال أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الشَّعْثَاءِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ، عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَنَادَيْتُ - أَظُنُّهُ قَالَ: فَتَنَحْنَحْتُ - فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبَا يَحْيَى". قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "ادْنُهْ، هَلُمَّ الْغَدَاءَ". قُلْتُ: ¬

_ (¬1) في (س): "أَذَّنَ". (¬2) المصدر السابق (1/ 382) بسنده. (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 252) عن ابن شريك بنحوه. (¬4) في (د): "وهو أصح فيدل".

إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ، قَالَ: "وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ، وَلَكِنَّ مُؤَذِّنَنَا فِي بَصَرِهِ سُوءٌ أَوْ شَيْءٌ (¬1)، أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ" (¬2). [1147] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا أَوْتَرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ قَامَ، وَكَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كَانَ جُنُبًا اغْتَسَلَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ (¬3) تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. هَكَذَا رُوِيَ فِي هَذَا الْإسْنَادِ، وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: مَا كَانَ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، وَقَدْ: [1148] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - باللَّيْلِ، فَقَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ أَوْتَرَ، ثُمَّ يَأْتِي (¬4) فِرَاشَهُ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى أَهْلِهِ أَلَمَّ بِهِمْ ثُمَّ يَنَامُ، فَإِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ - وَمَا قَالَتِ: الْأَذَانَ - وَثَبَ - وَمَا قَالَتْ: قَامَ - فَإِنْ كَانَ جُنُبًا أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ - وَمَا قَالَتِ: اغْتَسَلَ - وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جُنُبًا تَوَضَّأَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (¬5). ¬

_ (¬1) في (د): "وشيء". (¬2) المصدر السابق (4/ 252) عن سعيد بن سليمان به. (¬3) زاد في (س): "جنبا". (¬4) في (س): "أتى". (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 16).

وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَإِذَا كَانَ عِنْدَ النِّدَاءِ الْأَوَّلِ قَالَتْ: وَثَبَ. وَفِي رِوَايَتِهِ وَرِوَايَةِ شُعْبَةَ كَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ هَذَا النِّدَاءَ كَانَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ، وَهِيَ مُوَافِقَةٌ لِرِوَايَةِ (¬1) الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ رِوَايَةِ مَنْ خَالَفَهَا (¬2). [1149] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شاكِرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَحَرَّمَ الطَّعَامَ، وَكَانَ لَا يُؤَذَّنُ إِلَّا بَعْدَ الْفَجْرِ (¬3). هَكَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَهُوَ مَحْمُولٌ إِنْ صَحَّ عَلَى الْأَذَانِ الثَّانِي. هَذَا، وَالصَّحِيحُ عَنْ نَافِعٍ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ: [1150] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (¬4) - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الْأَذَانِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ وَبَدَا الصُّبْحُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلَاةُ (¬5). ¬

_ (¬1) في (د): "لروايته". (¬2) في (س): "خالفهما". (¬3) أخرجه أبو يعلى في المسند (12/ 466) من طريق عبيد الله بن عمرو به. (¬4) في (د): "النبي". (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (1/ 127).

[1151] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ. فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ سوَاءً. مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ (¬1). وَرَوَاهُ أَيْضًا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ فَقَالَ: كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَتَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 127)، وصحيح مسلم (2/ 159). (¬2) أخرجه النسائي في السنن الصغرى (3/ 493).

مسألة (56): ودرك قدر التحريمة من الوقت لا يلزم صلاة الوقت على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (56): وَدَرْكُ (¬1) قَدْرِ التَّحْرِيمَةِ مِنَ الْوَقْتِ لَا يُلْزِمُ صَلَاةَ الْوَقْتِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُلْزِمُهَا (¬3). (¬4) وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1152] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ (¬5): أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ (¬6) (ح). وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ (¬7) (ح). ¬

_ (¬1) الدَّرْك: اللِّحاق. (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 21)، المهذب (1/ 190)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 27)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 385)، والمجموع (3/ 68)، ونهاية المحتاج (1/ 396). (¬3) في (س): "يلزمهما". (¬4) انظر: مختصر اختلاف العلماء للطحاوي (1/ 262)، وتحفة الفقهاء (1/ 233)، وبدائع الصنائع (1/ 96)، والدر المختار مع حاشية ابن عابدين (2/ 63). (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 263). (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 2/ ب). (¬7) المصدر السابق، رواية ابن بكير (ق 2/ ب).

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ عُمَرَ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنِ الْأَعْرَجِ، يُحَدِّثُونَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬1). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 120). (¬2) صحيح مسلم (2/ 102).

مسألة (57): ودرك وقت العصر إذا أوجب العصر أوجب معه الظهر

مَسْأَلَةٌ (57): وَدَرْكُ وَقْتِ الْعَصْرِ إِذَا أَوْجَبَ الْعَصْرَ أَوْجَبَ مَعَهُ الظُّهْرَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَجِبُ الظُّهْرُ مَعَ الْعَصْرِ (¬2). وَدَلِيلُنَا: كَوْنُ وَقْتِ الْعَصْرِ وَقْتًا لِلظُّهْرِ فِي حَالِ الْعُذْرِ، فَهُوَ وَقْتٌ لَهَا فِي حَالِ الضَّرُورَةِ، وَتِلْكَ الْأَخْبَارُ مُخَرَّجَةٌ فِي مَسْأَلَةِ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ لِعُذْرِ السَّفَرِ وَالْمَطَرِ. [1153] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ (¬3) الْإِمَامُ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ الْقَاسِمِ، أنا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَقِيلٍ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ". ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (2/ 37)، والمهذب (1/ 192)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 28)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 385)، والمجموع (3/ 68)، ونهاية المحتاج (1/ 396). (¬2) انظر: مختصر اختلاف العلماء للطحاوي (1/ 263). (¬3) قوله: "ثنا محمد بن نصر" من (س).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ (¬2). [1154] أخبرناه (¬3) الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬4). فَذَكَرَهُ بِنَحْوِ حَدِيثِ دَاوُدَ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ وَغَيْرِهِ، عَنْ سُفْيَانَ (¬5). [1155] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثنا مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زَيادٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا طَهُرَتِ الْمَرْأَةُ فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَلْتَبْدَأْ بِالظُّهْرِ فَلْتُصَلِّهَا (¬6)، ثُمَّ لِتُصَلِّ الْعَصْرَ، وَإِذَا طَهُرَتْ فِي وَقْتِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَلْتَبْدَأْ فَلْتُصَلِّ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ (¬7). [1156] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَربُوعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 120). (¬2) صحيح مسلم (2/ 102). (¬3) في (ق): "أخبرنا". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 425). (¬5) صحيح مسلم (2/ 102). (¬6) في (س): "فلتصليها". (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 90) بسنده.

[1157] وحدثت عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ - مَوْلًى لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَالَ: إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ الطُّهْرَ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ صَلَّتِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَإِذَا رَأَتِ الطُّهْرَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ صَلَّتِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَا أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ خَالَفَهُمَا (¬1). [1158] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا طَهُرَتِ الْحَائِضُ قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ صَلَّتِ الْأُولَى وَالْعَصْرَ، وَإِذَا طَهُرَتْ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ صَلَّتِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ طَاوُسٍ مِثْلُهُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) ينظر: الصلاة لأبي نعيم الفضل بن دكين (75). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 85) من طريق عطاء به. (¬3) المصدر السابق (5/ 85).

مسألة (58): والمغمى عليه إذا أفاق بعد مضي وقت الضلاة فلا يلزمه قضاء تلك الصلاة

مَسْأَلَةٌ (58): وَالْمُغْمَى عَلَيْهِ إِذَا أفاقَ بَعْدَ مُضِيِّ وَقْتِ الضَلَاةِ فَلَا يَلْزَمُهُ قَضَاءُ تِلْكَ الصَّلَاةِ (¬1). (¬2) وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ قَضَاءُ مَا فَاتَهُ فِي حَالِ إِغْمَائِهِ مَا لَمْ يَزِدْ عَلَى يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [1159] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زيدٍ اللَّيْثيُّ، وَابْنُ سَمْعَانَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ وَذَهَبَ عَقْلُهُ فَلَمْ يَقْضِ صَلَاتَهُ (¬4). وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً فَلَمْ يَقْضِ (¬5). ¬

_ (¬1) قوله: "الصلاة" من (س). (¬2) انظر: الأم (2/ 153)، والحاوي الكبير (2/ 211)، والمهذب (1/ 191)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 33)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 394)، والمجموع (3/ 7). (¬3) انظر: الأصل (2/ 175)، والمبسوط للسرخسي (1/ 217)، وتحفة الفقهاء (1/ 192)، وبدائع الصنائع (1/ 246). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 263). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 453).

وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ يَوْمَيْنِ فَلَمْ يَقْضِهِ (¬1). [1160] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا يُعِيدُ الْمُغْمَى عَلَيْهِ الصَّلَاةَ إِلَّا الَّتِي أَفَاقَ فِي وَقْتِهَا (¬2). وَرُوِّينَاهُ عَنِ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ: [1161] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا خَارِجَةُ، [عَنْ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ (¬3)، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (ح). [1162] قال عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا أبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الْأَيْلِيِّ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَتْ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 454). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 436) من طريق أشعث مطولا. (¬3) في النسخ الخطية كلها: "خارجة بن عبد الله بن حُسين"، والمثبت من أصل الرواية في سنن الدارقطني، وخارجة هو ابن مصعب بن خارجة الضبعي، وعبد الله بن حسين هو ابن عطاء بن يسار الهلالي.

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ يُغْمَى عَلَيْهِ فَيَتْرُكُ الصَّلَاةَ، فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ قَضَاءٌ إِلَّا أَنْ يُغْمَى عَلَيْهِ فِي وَقْتِ صَلَاةٍ فَيُفِيقَ وَهُوَ فِي وَقْتِهَا، فَيُصَلِّيهَا" (¬1). الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ضَعِيفٌ جِدًّا. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [1163] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى عَمَّارٍ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَأَفَاقَ نِصْفَ اللَّيْلِ فَقَضَى (¬2) الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ (¬3). وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ إِنْ صَحَّ. وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِيمَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَمَّارٍ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَرَى فِيمَا نَرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ الصَّلَاةَ مَرْفُوعَةٌ عَنِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً فَلَمْ يَقْضِ شَيْئًا، وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ أَقَلَّ قَضَى. وَقَدْ يَكُونُ أَفَاقَ فِي وَقْتِ الْخَامِسَةِ فَلَمْ يَقْضِ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَكَانَ مَذْهَبُ عَمَّارٍ فِيمَا نَرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 99/ أ). (¬2) في (س): "فصلى". (¬3) المصدر السابق (2/ 452). (¬4) معرفة السنن والآثار (2/ 220).

الصَّلَاةَ لَيْسَتْ بِمَوْضُوعَةٍ عَنِ الْمُغْمَى عَلَيْهِ كَمَا لَا يَكُونُ الصَّوْمُ مَوْضُوعًا عَنْهُ، وَلَمْ يُرْوَ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أُغْمِيَ عَلَيَّ خَمْسَ صَلَوَاتٍ لَا أُفِيقُ حَتَّى يَمْضِيَ وَقْتُ الْخَامِسَةِ لَمْ أَقْضِ، وَلَيْسَ هَذَا أَيْضًا بِثَابِتٍ عَنْ عَمَّارٍ - رضي الله عنه - (¬1). ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ إِلَى أَنْ حَمَلَ فِعْلَ عَمَّارٍ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ أَنْ (¬2) لَوْ ثَبَتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي حَدِيثِ عَمَّارٍ: إِنَّهُ لَيْسَ بِثَابِتٍ؛ لِأَنَّ رَاوِيَهُ يَزِيدُ - مَوْلَى عَمَّارٍ - وَهُوَ مَجْهُولٌ، وَالرَّاوِي عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَسْتَضْعِفُهُ، وَلَمْ يَحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يَرَيَانِ بِهِ بَأْسًا (¬3). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 221). (¬2) كذا في النسخ. (¬3) المصدر السابق (2/ 221).

مسألة (59): والترجيع سنة في الأذان

مَسْأَلَةٌ (59): وَالتَّرْجِيعُ (¬1) سُنَّةٌ فِي الْأَذَانِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَرْجِيعَ فِي الْأَذَانِ (¬3) وَدَلِيلُنَا مَا: [1164] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيادٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَاسَرْجِسِيُّ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ، يَعْنِي عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ الْيَشْكُرِيَّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْأَذَانَ: ¬

_ (¬1) الترجيع: أن يأتي المؤذن بالشهادتين سرا، ثم يرفع صوته بهما. (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 22)، الحاوي الكبير (2/ 42)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 41)، والمجموع (3/ 100)، ونهاية المحتاج (1/ 408). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 128)، وتحفة الفقهاء (1/ 110)، وبدائع الصنائع (1/ 147)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 43)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 90)، والبناية شرح الهداية (2/ 79).

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يَعُودُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَرَّتَيْنِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي غَسَّانَ الْمِسْمَعِيِّ وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَكَذَا (¬1). [1165] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ أَخْبَرَهُ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حَجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ بْنِ مِعْيَرٍ حِينَ جَهَّزَهُ إِلَى الشَّامِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: يَا عَمِّ، إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الشَّامِ، وَأَخْشَى أَنْ أُسأَلَ عَنْ تَأْذِينِكَ. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 3).

فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ قَالَ لَهُ: نَعَمْ، خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ، فكُنَّا بِبَعْضِ طَرِيقِ حُنَيْنٍ، قَفَلَ (¬1) (¬2) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - منْ حُنَيْنٍ، فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَعْضِ الطَّرِيقِ (¬3)، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالصَّلَاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ مُتَنَكِّبُونَ (¬4)، فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ وَنَسْتَهْزِئُ بِهِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّوْتَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا إِلَى أَنْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتُهُ قَدِ ارْتَفَعَ". فَأَشَارَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ إِلَيَّ، وَصَدَقُوا، فَأَرْسَلَ كُلَّهُمْ وَحَبَسَنِي، فَقَالَ: "قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلَاةِ". فَقُمْتُ وَلَا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ولَا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: "قُلِ: اللَّهُ أَكبَرُ، اللَّهُ أَكبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ". ثُمَّ قَالَ لِيَ: "ارْجِعْ فَامْدُدْ مِنْ صَوْتِكَ، ثُمَّ قُلْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ. ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ مِنْ بَيْنِ ¬

_ (¬1) أي رجع. (¬2) في السنن الكبير (3/ 107): "فقفل". (¬3) في (س): "الطرق". (¬4) أي معرضون مائلون.

ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ عَلَى لِحْيَتِهِ، حَتَّى بَلَغَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُرَّةَ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: "قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ". وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ كَرَاهِيَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ عَامِلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلَاةِ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَأَخْبَرَنِي ذَلِكَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَهْلِي مِمَّنْ أَدْرَكَ أَبَا مَحْذُورَةَ عَلَى نَحْوِ مَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ (¬1). [1166] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوٍ مِنْ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ الْأَذَانِ: "قُلِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ" (¬2). وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: [1167] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي سُنَّةَ الْأَذَانِ. قَالَ: فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ، قَالَ: تَقُولُ: "اللَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 584) من طريق ابن جريج به. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 185).

أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، تَخْفِضُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَرْفَعُ صَوْتَكَ بِالشَّهَادَةِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، فَإِنْ كَانَ الصُّبْحُ (¬1) قُلْتَ: الصَّلَاةُ خَير مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "صلاة الصبح". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 53).

مسألة (60): ويلتوي في: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، ولا يدور في حجرة المنارة

مَسْأَلَةٌ (60): وَيَلْتَوِي فِي: "حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ"، وَلَا يَدُورُ فِي حُجْرَةِ الْمَنَارَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَدُورُ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [1168] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى، ثنا قَيْسٌ، يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، جَمِيعًا عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، فَخَرَجَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ، فَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ فَمَهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ بُرُودٌ يَمَانِيَةٌ قِطْرِيٌّ (¬3). وَقَالَ مُوسَى: رَأَيْتُ ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 22)، والحاوي الكبير (2/ 44)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 40)، والمجموع (3/ 112، 115)، ومغني المحتاج للخطيب الشربيني (1/ 212)، ونهاية المحتاج (1/ 410). (¬2) انظر: الأصل (1/ 132)، والمبسوط للسرخسي (1/ 130)، وتحفة الفقهاء (1/ 111)، وبدائع الصنائع (1/ 149)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 92)، والبناية شرح الهداية (2/ 91)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 272). (¬3) القِطري: قال ابن الأثير: "هو ضرب من البُرود فيه حُمْرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة. وقيل: هي حُلَلٌ جِياد تُحْمَل من قِبَل البَحْرين. وقال الأزهري: في أعراض البَحْرين قرية يقال لها: قَطَر، وأحْسَب الثِياب القِطْرية نُسبت إليها، فكسروا القاف للنسبة وخففوا". النهاية (قطر).

بِلَالًا خَرَجَ إِلَى الْأَبْطَحِ فَأَذَّنَ، فَلَمَا بَلَغَ: "حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ" لَوَى عُنُقَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَلَمْ يَسْتَدِرْ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ الْعَنَزَةَ (¬1). وَسَاقَ حَدِيثَهُ (¬2). [1169] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬3)، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ بِلَالًا يُؤَذِّنُ وَيَدُورُ وَنَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وَأُصْبُعَاهُ (¬5) فِي أُذُنَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، فَخَرَجَ بِلَالٌ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْعَنَزَةِ فَرَكَزَهَا بِالْبَطْحَاءِ، فَصَلَّى إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ (¬6). الِاسْتِدَارَةُ فِي الْأَذَانِ لَيْسَتْ فِي حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ مِنَ الطُّرُقِ الْمُخَرَّجَةِ فِي (¬7) الصَّحِيحِ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ - رحمه الله - إِنَّمَا رَوَى الِاسْتِدَارَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَوْنٍ، وَنَحْنُ نَتَوَهَّمُهُ سَمِعَهُ مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَوْنٍ، وَالْحَجَّاجُ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَهِمَ فِي إِدْرَاجِهِ فِي الْحَدِيثِ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي: ¬

_ (¬1) العَنَزة: أطول من العصا وأقصر من الرمح، وفيها زج كزج الرمح، والزج: الحديدة في أسفل الرمح. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 55). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4272). (¬4) المصنف، رواية الدبري (1/ 467). (¬5) في (س): "أصبعه". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 485). (¬7) في (س): "على".

[1170] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتيْتُ النَّبِيَّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ بِالْأَبْطَحِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلَالٌ بِفَضْلِ وَضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ (¬2) - صلى الله عليه وسلم -، فَبَيْنَ نَائِلٍ مِنْهُ (¬3). قَالَ: فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا (¬4). [1171] وبإسناده قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَهُ مِنْ عَوْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَدُورُ وَيَضَعُ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، قَالَ الْعَدَنِيُّ: يَعْنِي بِلَالًا (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذِهِ رِوَايَةُ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَوْنٍ: [1172] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْأَبَطَحِ، فَقَالَ: "مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ " قُلْنَا: مِنْ بَنِي عَامِرٍ. قَالَ: "مَرْحَبًا، أَنْتُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْكُمْ". ثُمَّ إِنَّهُ حَضَرَ صَلَاةُ الظُّهْرِ، فَقَامَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ بِالظُّهْرِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَاسْتَدَارَ فِي أَذَانِهِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِليْهِ يَسْتَدِيرُ فِي أَذَانِهِ، ثُمَّ خرَجَ بِمَاءٍ، ¬

_ (¬1) في (س): "رسول الله". (¬2) في (س): "النبي". (¬3) في مصادر التخريج: "فبين نائل وناضح". (¬4) أخرجه مسلم في صحيحه (2/ 56) من طريق سفيان مطولا. (¬5) عزاه المؤلف في السنن الكبير (3/ 113) لجامع سفيان رواية العدني.

فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بأَفْضَلِ وُضُوءٍ، ثُمَّ خَرَجَ بِالْعَنَزَةِ فَرَكَزَهَا، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، ثُمَّ حَضَرَتِ الْعَصْرُ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬1). وَقَدْ رُوِّينَا مِنْ حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عَوْنٍ وَلَمْ يَسْتَدِرْ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 269) من طريق حجاج به.

مسألة (61): وما فات وقتها من الصلاة أقام لها ولم يؤذن في الصحيح من مذهبه، وله فيه قولان آخران

مَسْأَلَةٌ (61): وَمَا فَاتَ وَقْتُهَا مِنَ الصَّلَاةِ أقامَ لَهَا وَلَمْ يُؤَذِّنْ فِي الصَّحِيحِ مِنْ مَذْهَبِهِ، وَلَهُ فِيهِ قَوْلَانِ آخَرَانِ: أَحَدُهُمَا: يُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ الْأُولَى مِنْ جُمْلَةِ مَا فَاتَتْهُ (¬1). وَالْآخَرُ: يُؤَذِّنُ لَهَا إِنْ رَجَا اجْتِمَاعَ النَّاسِ، وَلَا يُؤَذِّنُ إِنْ لَمْ يَرْجُ اجْتِمَاعَهُمْ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُؤَذِّنُ لِلْفَائِتَةِ وَيُقِيمُ (¬3). فَوَجْهُ قَوْلِنَا: لَا يُؤَذِّنُ لِلْفَائِتَةِ مَا: [1173] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا (¬4) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْمُزْدَلِفَةِ ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) انظر: الأم (2/ 190)، ومختصر المزني (ص 22)، والحاوي الكبير (2/ 47)، والمهذب (1/ 197)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 52)، والمجموع (3/ 90). (¬3) انظر: الأصل (1/ 137)، والمبسوط للسرخسي (1/ 136)، وتحفة الفقهاء (1/ 115)، وبدائع الصنائع (1/ 154)، والهداية في شرح البداية (1/ 44)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 92)، والبناية شرح الهداية (2/ 105)، وفتح القدير لابن الهمام (1/ 252). (¬4) قوله: "محمد بن يعقوب ثنا" من (س).

جَمِيعًا. قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: لَمْ يُنَادِ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَّا بِإِقَامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا، وَلَا عَلَى إِثْرِ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ صَلَّاهُمَا بِإِقَامَةٍ، وَقَالَ: هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ أَيْضًا مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ: [1174] أخبرناه أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ (¬4) - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِجَمْعٍ بِإِقَامَةٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ (¬5). [1175] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُؤَمَّلِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 67). (¬2) صحيح البخاري (2/ 164). (¬3) صحيح مسلم (4/ 75). (¬4) في (س): "رسول الله". (¬5) صحيح مسلم (4/ 75).

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ صَلَّاهُمَا بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، وَقَالَ: هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَكَانِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ (¬1). [1176] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ (¬2): مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: صَلَّيْتُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَكَانِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ (¬3). كَذَا قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ سُفْيَانَ: (¬4) مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ (¬5). وَرَوَاهُ شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَا: صَلَّيْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِالْمُزْدَلِفَةِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ. فَذَكَرَ مَعْنَى (¬6) ابْنِ كَثِيرٍ (¬7). [1177] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 75). (¬2) في (س) و (د): "الحارث" وضبب عليها في (د). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 204). (¬4) بعده في (س) زيادة "ابن". (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 401) (¬6) قوله: "معنى" ضبب عليها في (ق). (¬7) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 605).

عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَزِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَا: ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِجَمْعٍ بأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، فَقَالَ لَهُ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ: مَا هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَكَانِ فَفَعَلَ هَكَذَا (¬1). وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، فَوَافَقَ أَبَا الْأَحْوَصِ فِي الْمَتْنِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ فِي (¬2) إِسْنَادِهِ، وَقَالَ: خَالِدُ بْنُ مَالِكٍ (¬3). وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ بِمِثْلِ ذَلِكَ (¬4)، وَرِوَايَةُ سَالِمٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَصَحُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1178] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا صَالِحُ بْنُ مُقَاتِلِ بْنِ صَالِحٍ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّاهُمَا بِجَمْعٍ جَمِيعًا مَعًا، لَيْسَ بَيْنَهُمَا رَكْعَةٌ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِقَامَةٌ. [1179] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه مسدد في المسند كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (2/ 320). (¬2) قوله: "في" ليس في (ق). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 401). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 204).

سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ الْخَنْدَقِ، فَشُغِلْنَا عَنْ صَلَوَاتٍ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بلَالًا فَأَقَامَ لِكُلِّ صَلَاةٍ إِقَامَةً، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (¬1) (¬2). [1180] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِهَوِيٍّ (¬3) مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى (¬4) كُفِينَا، وَذَلِك قَوْلُ اللَّهِ: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} (¬5)، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلَالًا فَأَمَرَهُ فَأَقَامَ الظُّهْرَ فَصَلَّاهَا وَأَحْسَنَ صَلَاتَهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ الْعَصْرَ فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْمَغْرِبَ فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا كَذَلِكَ أَيْضًا. قَالَ: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (¬6). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، وَسَائِرُهُمْ مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ. ¬

_ (¬1) سورة البقرة (آية: 239). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 676). (¬3) الهوي: الحين الطويل من الزمان، وقيل: مختص بالليل. النهاية (هوا). (¬4) في (س): "حين". (¬5) سورة الأحزاب (آية: 25). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 191).

[1181] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِينَا الْعَدُوَّ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَشَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فكَبُرَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَلَمَّا انْصَرَفَ عَنَّا الْعَدُوُّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُنَادِيَ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَظُنُّهُ أَرَادَ عَلَى أَصْحَابِهِ - فَقَالَ: "مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ عِصَابَةٌ (¬1) يَذْكُرُونَ اللَّهَ غَيْرُكُمْ" (¬2). [1182] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ ابْنُ الْحَمَّامِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ. [1183] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ (¬3) قَالَ: "مَنْ نَامَ عَنْ ¬

_ (¬1) العصابة: الجماعة من الناس. (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 574) من طريق هشام الدستوائي به. (¬3) قوله: "ثم" من (س).

صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ، وَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا (¬1) (¬2) ". [1184] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ (¬3)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ لِصَلَاتِهِمُ الْمَكْتُوبَةِ (¬4). وَأَمَّا وَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّهُ يُؤَذَّنُ لِلْفَائِتَةِ (¬5) الْأُولَى مَا: [1185] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: "ارْتَحِلُوا (¬6) "، فَارْتَحَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَنَزَلَ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، وَنَادَى بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "ذكر". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 516) من طريق عبد الجبار به. (¬3) ضبب عليه في (د). وهو: بريد بن أبي مريم السلولي. (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 465) من طريق سعيد بن سليمان به. (¬5) في (س): "لفائتة". (¬6) ارتحلَ البعيرَ: شدَّ على ظهره الرَّحْلَ. (¬7) صحيح البخاري (1/ 76)، ومسلم (2/ 141).

[1186] وأخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ، فَنَامَ عَنِ الصُّبْحِ، حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى اسْتَعْلَتِ (¬1) الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلَّى بِهِمْ (¬2). [1187] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: زَعَمَ الْحَسَنُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَمَرَ (¬3) بِلَالًا فَأَذَّنَ فَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). [1188] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَرَيْنَا (¬5) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -, فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ (¬6) بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: "إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ". فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا أُوقِظُكُمْ. فَنَزَلَ الْقَوْمُ ¬

_ (¬1) في (س): "استقلت". (¬2) أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (3/ 1121) من طريق يحيى به. (¬3) في (س): "وأمر". (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 168) عن محمد بن أحمد بن النضر به. (¬5) في (س): "سِرْنَا". (¬6) التعريس: نزول القوم في السفر من آخر الليل نزلةً للاستراحة ثم يرتحلون.

فَاضْطَجَعُوا، وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بِلَالُ، أَيْنَ مَا قُلْتَ؟ " قَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أُلْقِيَ (¬1) عَلَيَّ نَوْمٌ مِثْلُهُ قَطُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا إِلَيْكُمْ". ثُمَّ قَالَ: "يَا بِلَالُ، قُمْ فَأَذِّنْ لِلنَّاسِ بِالصَّلَاةِ". فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَضَّتْ قَامَ فَصَلَّى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عِمْرَانَ (¬2) بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ (¬3). [1189] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي نَوْمِهِمْ عَنِ الصَّلَاةِ، وَقَالَ: ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ (¬5). [1190] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبَانُ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، ¬

_ (¬1) في (ق): "لقيت". وفي (د)، (س): "ألقيت"، وضبب عليها في (د)، والمثبت من السنن الصغير (1/ 142) بسنده ومتنه. (¬2) في النسخ الخطية كلها: "عُمر"، والصواب ما أثبتناه كما في صحيح البخاري (1/ 122) وكتب التراجم. (¬3) صحيح البخاري (1/ 122). (¬4) أخرجه ابن البختري الرزاز في السادس عشر من أماليه (ص 433). (¬5) صحيح مسلم (2/ 138).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا الْخَبَرَ، يَعْنِي حَدِيثَ التَّعْرِيسِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَحَوَّلُوا عَنْ مَكَانِكُمُ الَّذِي أَصَابَتْكُمْ فِيهِ الْغَفْلَةُ". قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَالْأَوْزَاعِيُّ (¬1)، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ - يَعْنِي - (¬2) وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ لَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ الْأَذَانَ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ هَذَا. وَلَمْ يُسْنِدْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا الْأَوْزَاعِيُّ وَأَبَانُ الْعَطَّارُ عَنْ مَعْمَرٍ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَإِلَّا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ - فَإِنَّهُمْ أَسْنَدُوهُ، إِلَّا أَنَّ أَبَانَ الْعَطَّارَ يَنْفَرِدُ بِذِكْرِ الْأَذَانِ فِيهِ، وَهُوَ صحِيحٌ فِي رِوَايَةِ سَائِرِ الرُّوَاةِ لِهَذِهِ الْقِصَّةِ. [1191] أخبرنا أبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: "مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ؛ لَا نَرْقُدُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا. فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، فَضُرِبَ [عَلَى] (¬4) آذَانِهِمْ، فَمَا أَيْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَقَامُوا فَتَوَضَّئُوا، فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَصَلَّوُا الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّوُا الْفَجْرَ (¬5). ¬

_ (¬1) أي: عن الزهري. (¬2) في (س): "ويحيى". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 48). (¬4) ما بين المعقوفين أثبتناه من مصادر التخريج، ومعنى ضرب على آذانهم: ناموا. (¬5) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 576) من طريق حماد به.

[1192] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (¬1)، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: أَلْفَيْنَاهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَقُولُ: ثنا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ أَنْ يُعَرِّسَ. الْحَدِيثَ (¬2). قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَحْفَظْ إِلَّا عَنْ نَافِعٍ عَنْ رَجُلٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: صَارَ الْحَدِيثُ وَاهِيًا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. [1193] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ - وَهَذَا لَفْظُ عَبَّاسٍ - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَهُمْ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ كُلَيْبَ بْنَ صُبْحٍ (¬3) حَدَّثَهُ أَنَّ الزِّبْرِقَانَ حَدَّثَهُ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَامَ عَنِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "تَنَحَّوْا عَنْ هَذَا الْمَكَانِ". قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ تَوَضَّئُوا وَصَلَّوْا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الصُّبْحِ (¬4) (¬5). ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "أنا عبد الله بن محمد بن يحيى"، والمثبت الصواب كما في (س)، وعبد الله بن محمد هو ابن عبد الرحمن بن شيرويه، ومحمد بن يحيى هو ابن عبد الله بن خالد الذهلي. (¬2) عزاه ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (2/ 390) للدارقطني. (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) في (س): "فصلى بهم الصبح". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 48).

[1194] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا حَجَّاجٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - نا حَرِيزٌ (ح). قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْوَزَرِ، ثنا مُبَشِّرٌ، حَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ذِي مِخْبَرٍ الْحَبَشِيِّ، وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وُضُوءًا لَمْ يَلُتَّ (¬1) التُّرَابَ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ غَيْرَ عَجِلٍ، ثُمَّ قَالَ لِبِلَالٍ: "أَقِمِ الصَّلَاةَ". ثُمَّ صَلَّى وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٍ، وَقَالَ عَنْ حَجَّاجٍ: عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُلَيْحٍ، حَدَّثَنِي ذُو مِخَبَرٍ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ. وَقَالَ عُبَيْدٌ: يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ (¬2). [1195] وأخبرنا (¬3) أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صَبِيحٍ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ذِي مِخْبَرٍ ابْنِ أَخِي النَّجَاشِيِّ، أَنَّهُ حَضَرَ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَنَامَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى ضرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَا بِلَالُ، أَفِي الْمِيضَأَةِ مَاءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَأَتَاهُ (¬4) فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا فَلَمْ يَلُتَّ مِنْهُ التُّرَابَ، قَالَ لِبِلَالٍ: "أَذِّنْ". فَأَذَّنَ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ غَيْرُ عَجِلٍ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ غَيْرُ عَجِلٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ ¬

_ (¬1) في تاج العروس: اللت: بل السويق (5/ 54) ومعناه: لم يبل الماء التراب، والمراد تخفيف الوضوء. (¬2) المصدر السابق (ق 48). (¬3) في (س): "أخبرنا". (¬4) في (س): "فأتاه بماء".

الصَّلَاةَ، فَصَلَّى وَهُوَ فِي ذَلِكَ غَيْرُ عَجِلٍ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَّطْنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَنَا، فَلَمَّا رَدَّهَا صَلَّيْنَا" (¬1). [1196] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ أَبُو عَلِيٍّ الْقَسْمَلِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ عُبَادَةَ الْأَسْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ، فَغَفَلْنَا عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ. قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - منَادِيَهُ فَنَادَى كَمَا كَانَ يُنَادِي، وَصَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ كَمَا كَانَ يُصَلِّي، وَصَلَى الْغَدَاةَ كَمَا كَانَ يُصَلِّي (¬2). [1197] وأخبرنا (¬3) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُويَهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. [1198] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا (¬4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حُيَيٌّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غزْوَةَ تَبُوكَ. الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: "يَا بِلَالُ، أَذِّنْ وَأَقِمْ". قَالَ بِلَالٌ: الْآنَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". فَصَلَّوْا بَعْدَ مَا أَصْبَحُوا (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 58) من طريق حريز بن عثمان به. (¬2) أخرجه البزار في المسند (11/ 450) من طريق حرمي به. (¬3) في (س): "أخبرنا". (¬4) من قوله: "ابن خرزاذ" إلى هنا ليس في (ق). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 43) من طريق عبد الله بن وهب به.

[1199] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالُوا: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. قَالَ: حَتَّى أَتَى - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - الْمُزْدَلِفَةَ (¬1)، فَجَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬3) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬4) وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬5). وَرَوَاهُ غَيْرُهُ مُرْسَلًا: [1200] أخبرناه (¬6) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ - الْمَعْنَى وَاحِدٌ - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬7)، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ بِعَرَفَةَ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا، وَإِقَامَتَيْنِ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِجَمْعٍ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا. ¬

_ (¬1) في (س): "بالمزدلفة". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 157). (¬3) صحيح مسلم (4/ 38). (¬4) المصنف (8/ 525). (¬5) المسند (5/ 3). (¬6) في (س): "أخبرنا". (¬7) قوله: "أبيه" ضبب عليه في (د).

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا الْحَدِيثُ أَسْنَدَهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ، وَوَافَقَ حَاتِمًا عَلَى إِسْنَادِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعَتَمَةَ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ - يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ -: أَخْطَأَ حَاتِمٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ جَعْفَرٍ نَحْوَ رِوَايَةِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. [1201] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا مِنْجَابٌ، أنا حَاتِمٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ، أَنَّهُ قال: أَنَا رَدِيفُ (¬2) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ عَرَفَةَ، فلمَّا جَاءَ إِلى الشِّعْبِ - أَوْ إِلَى الْجَبَلِ - نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَهَرَاقَ الْمَاءَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا لَيْسَ بِالْبَالِغِ، فَقُلْتُ: أَلَا تُصَلِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ أَمَامَكَ (¬3) ". فَرَكِبْنَا حَتَّى جِئْنَا جَمْعًا، فَأَتَمَّ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أُذِّنَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ (¬4). [1202] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُويَهِ (¬5) الْعَسْكَرِيُّ بِالْأَهْوَازِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 159). (¬2) الرديف: الراكب خلف الراكب. (¬3) في (س): "أمانتك". (¬4) أخرجه النسائي في الكبرى (6/ 236) من طريق إبراهيم بن عقبة به. (¬5) في (س): "أحمد بن حمويه".

آدَمُ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِجَمْعٍ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ (¬1). [1203] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬2) بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَمْرٍو ابْنُ السَّمَّاكِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ (¬3) أَبُو الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو يُوسُفَ، ثنا ابْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: شَغَلَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، وَأَذَّنَ وَأَقَامَ (¬4) فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى - يَعْنِي - الْمَغْرِبَ. وَذَكَرَ الْعِشَاءَ أَيْضًا، وَهَذَا مُخَالِفٌ لِسَائِرِ الرِّوَايَاتِ إِسْنَادًا وَمَتْنًا (¬5). [1204] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -, فَلَقِينَا الْعَدُوَّ، فَشَغَلُونَا عَنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُؤَذِّنًا فَأَقَامَ لِلظُّهْرِ (¬6) وَصَلَّى (¬7)، ثُمَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 83) من طريق قيس بن الربيع به. (¬2) قوله: "الحسين" في (ق)، (د): "الحسن" وهو خطأ. (¬3) قوله: "ابن السماك أنا أحمد بن القاسم" في (ق): "ابن السماك بن أحمد بن القاسم"، وفي (د): "ابن السماك بن القاسم" وضبب ناسخ (د) على قوله: "بن"، والمثبت من (س). (¬4) في (د): "فقام". (¬5) أخرجه أبو يعلى في المسند (5/ 39) من طريق بشر به. (¬6) في (س) و (د): "الظهر". (¬7) في (س): "فصلى".

لِلْعَصْرِ، ثُمَّ لِلْمَغْرِبِ، ثُمَّ لِلْعِشَاءِ (¬1). [1205] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬2)، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمُشرِكِينَ شَغَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى (¬3) الْعِشَاءَ (¬4). [1206] وحدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّيْنَا الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّيْنَا الْعِشَاءَ، ثُمَّ قَالَ: "مَا فِي الْأَرْضِ عِصَابَةٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ غَيْرُكُمْ" (¬5). هَذَا مُرْسَلٌ؛ فَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعودٍ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْأَذَانِ (¬6) لِلْمَغْرِبِ (¬7) حِينَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في أحاديث أبي الزبير عن غير جابر (ص 148) من طريق حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير. (¬2) في (س): "أخبرنا أبو عبد الله الحافظ". (¬3) في (د): "وصلى". (¬4) أخرجه أحمد (2/ 827) من طريق هشيم به. (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 261). (¬6) في (س): "بلالا أذن". (¬7) في (د): "المغرب".

وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ مَوْقُوفًا. وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ أَعَادَ الصَّلَاةَ بَعْدَ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، وَرُوِيَ فِيهِ (¬1) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ. وَأَمَّا وَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّهُ يُؤَذِّنُ إِنْ رَجَا اجْتِمَاعَ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ يَرْجُ (¬2) فَلَا يُؤَذِّنُ: هُوَ أَنَّ الْأَذَانَ شُرِعَ لِلدُّعَاءِ إِلَى الصَّلَاةِ، بِدَلِيلِ مَا: [1207] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ لِلصَّلَوَاتِ (¬3)، وَلَيْسَ يُنَادِي بِهَا أَحَدٌ، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ الْيَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: أَوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلاً يُنَادِي (¬4) بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بِلَالُ، قُمْ فَنَادِ (¬5) بِالصَّلَاةِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬6). وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬7)، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "فيه" ليس في (د). (¬2) في النسخ: "يرجوا"، وضبب عليها في (د)، وما أثبتناه الجادة. (¬3) في (س): "للصلاة". (¬4) في (د)، (س) ونسخة مشار إليها في حاشية (ق): "رجالا ينادون". (¬5) في (د): "فنادي". (¬6) صحيح مسلم (2/ 2). (¬7) المصنف، رواية الدبري (1/ 456). (¬8) صحيح البخاري (1/ 124).

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ: فَقُلْتُ: أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ (¬1): نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّمَا الْأَذَانُ دَاعٍ يَدْعُو (¬2) النَّاسَ إِلَى الصَّلَاةِ. وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ (¬3) لِحَقِّ الْوَقْتِ؛ إِذْ لَوْ كَانَ لِلدُّعَاءَ (¬4) إِلَى الصَّلَاةِ فَقَطْ لَمَا سُنَّ لِلْمُنْفَرِدِ. وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في اسْتِحْبَابِ الْأَذَانِ لِلْمُنْفَرِدِ: [1208] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِكَ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلًّا شَهِدَ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَغَيْرِهِ، عَنْ مَالِكٍ (¬6). [1209] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ ¬

_ (¬1) في (س): "قال". (¬2) في (ق) و (د): "يدع"، والمثبت من (س). (¬3) أي: الأذان. (¬4) في (ق)، (د): "الدعاء"، والمثبت من (س). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 195). (¬6) صحيح البخاري (1/ 125).

الْمَعَافِرِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ (¬1) لِلْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي" (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: اخْتِلَافُ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ لِلصَّلَاةِ الْفَائِتَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ فِيهِمَا وَاسِعٌ فِي كُلِّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا (¬3) عَنْ وَقْتٍ آخَرَ، وَمَا رَجَعَ مِنْهَا إِلَى قِصَّةِ وَاحِدٍ فَالِاعْتِبَارُ بِالزِّيَادَةِ بِحِفْظِ مَنْ أَتَى بِهَا دُونَ مَنْ نَقَصَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) الشَّظِيَّة: قطعة مرتفعة في رأس الجبل. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 74). (¬3) في (د): "خيرا" خطأ.

مسألة (62): قال الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان - رحمه الله - في الجماعة إذا دخلوا مسجدا قد صلى فيه أهله بالجماعة مرة بالأذان والإقامة: لهم أن يصلوا فيه جماعة تلك الصلاة بالأذان والإقامة

مَسْأَلَةٌ (62): قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ - رحمه الله - (¬1) فِي الْجَمَاعَةِ إِذَا دَخَلُوا مَسْجِدًا قَدْ صَلَّى فِيهِ أَهْلُهُ بِالْجَمَاعَةِ مَرَّةً بِالْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ: لَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا فِيهِ جَمَاعَةً تِلْكَ الصَّلَاةَ بِالْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُكْرَهُ ذَلِكَ لَهُمْ (¬3). (¬4) قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدِ اسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أَنْ يُؤَذِّنَ وَيُقِيمَ فِي نَفْسِهِ كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِ الْكَلِمَةِ، فَإِنْ لَمْ يَخَفْهُ (¬5) فَلَا بَأْسَ (¬6). [1210] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُونُسَ، ¬

_ (¬1) هو الصعلوكي، مفتي نيسابور وابن مفتيها، روى عنه المؤلف والحاكم. انظر: طبقات الشافعية الكبرى (4/ 393)، وطبقات الشافعية لابن كثير (1/ 335). (¬2) انظر: الأم (2/ 193)، ومختصر المزني (ص 22)، والحاوي الكبير (2/ 50)، ونهاية المطلب (2/ 44)، والمجموع (3/ 93)، الفتاوى الفقهية الكبرى لابن حجر الهيتمي (1/ 133) جمعها عبد القادر بن أحمد الفاكهي المكي. (¬3) في (د): "فكره ذلك لهم"، وفي (س): "فكره لهم ذلك". (¬4) انظر: الأصل (1/ 136)، والمبسوط للسرخسي (1/ 135)، وتحفة الفقهاء (1/ 115)، وبدائع الصنائع (1/ 153)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 94)، والبناية شرح الهداية (2/ 109). (¬5) في (س): "يخف". (¬6) انظر: الأم (2/ 193)، والحاوي الكبير (2/ 50)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 44)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 406).

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَنَا (¬1) أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَدْ كُنَّا صَلَّيْنَا الْفَجْرَ، فَأَذَّنَ وَأَقَامَ وَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَقَدْ صَلَّيْنَا فِيهِ (¬2). [1211] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ (¬3) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (¬4)، أنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا سُفْيَانُ. فَذَكَرَهُ. وَقَالَ عَنْ أَنَسٍ: إِنَّهُ دَخَلَ مَسْجِدًا قَدْ جُمِّعَ فِيهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ، فَأَذَّنَ وَأَقَامَ وَأَمَّهُمْ فِيهِ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) في (د) و (س): "جاء". (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 407) من طريق سفيان به. (¬3) قوله: "علي بن" ليس في (ق)، (د). (¬4) في (ق) و (د): "بن الصفار". (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (9/ 28).

مسألة (63): ويكره أن يؤذن واحد ويقيم آخر

مَسْأَلَةٌ (63): وَيُكْرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ وَاحِدٌ وَيُقِيمَ آخَرُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ (¬2). وَدَلِيلُنَا: حَدِيثُ بِلَالِ (¬3) بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ حِينَ أَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ (¬4) أَخَا صُدَاءٍ هُوَ (¬5) أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ". وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي مَسْأَلَةِ الْأَذَانِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ (¬6). [1212] وأخبرنا (¬7) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيادِ بْنِ أَنْعُمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ (¬8) بْنَ الْحَارِثِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ. الْحَدِيثَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 189)، والحاوي الكبير (2/ 59)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 62)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 425)، والمجموع (3/ 128). (¬2) انظر: الأصل (1/ 134)، والمبسوط للسرخسي (1/ 132)، وبدائع الصنائع (1/ 151). (¬3) كذا في النسخ والمختصر، والصواب: "زياد" كما سيأتي في كلام المصنف في نهاية المسألة، وكما سبق في مسألة (55) والأذان لصلاة الصبح صحيح قبل الفجر. (¬4) قوله: "إن" سقط من (د). (¬5) قوله: "هو" ليس في (ق)، وضبب عليه ناسخ (د). (¬6) المسألة (55). (¬7) في (س): "أخبرنا". (¬8) كذا في النسخ، والصواب: "زياد"، وسبق التعليق على مثله قريبًا.

وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ هُوَ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ" (¬1). [1213] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ (¬2)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْأَذَانِ (¬3) أَشْيَاءَ (¬4) لَمْ يَصْنَعْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: فَأُرِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "أَلْقِهِ عَلَى بِلَالٍ". قَالَ: فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَنَا رَأَيْتُهُ، وَآَنا كُنْتُ أُرِيدُهُ. قَالَ: "فَأَقِمْ أَنْتَ" (¬5). [1214] قال أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيدٍ. بِهَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: فَأَقَامَ جَدِّي (¬6). وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ مَعَ حَدِيثِ زَيادِ بْنِ الْحَارِثِ، فَكَانَ قَبْلَ حَدِيثِ زِيَادٍ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِ (¬7) الْأَذَانِ، وَحَدِيثُ زِيَادٍ كَانَ (¬8) بَعْدَهُ، وَبِذَلِكَ يَقَعُ التَّرْجِيحُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في المسند كما في بغية الباحث (2/ 626) عن أبي عبد الرحمن المقرئ، وفيه: زياد بن الحارث. (¬2) في (ق): "مخلد" خطأ. (¬3) قوله: "في الأذان" ليس في (س). (¬4) في (ق): "شيئا". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 55). (¬6) المصدر السابق (ق 55). (¬7) قوله: "أمر" ليس في (س). (¬8) قوله: "كان" ليس في (ق)، (د).

مسألة (64): ومن أذن قاعدا لم يحتسب بأذانه؛ كذا قال الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان - رحمه الله -

مَسْأَلَةٌ (64): وَمَنْ أَذَّنَ قَاعِدًا لَمْ يُحْتَسَبْ بِأَذَانِهِ؛ كَذَا قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ - رحمه الله -. وَقَدْ نَصَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْإِمْلَاءِ عَلَى كَرَاهِيَتِهِ فِي حِكَايَةِ صَاحِبِ التَّقْرِيبِ وَغَيْرِهِ وَأَنَّهُ لَا إِعَادَةَ عَلَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: كَرِهْتُهُ وَأَجْزَأَهُ (¬2). وَقَدْ: [1215] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ بِأَصْبَهَانَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬3) وَابْنُ بَكْرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (2/ 42)، والمهذب (1/ 200)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 62)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 414)، والمجموع (3/ 112، 114)، ومغني المحتاج (1/ 212)، ونهاية المحتاج (1/ 410). (¬2) انظر: الأصل (1/ 134)، والمبسوط للسرخسي (1/ 132)، وتحفة الفقهاء (1/ 112)، وبدائع الصنائع (1/ 151)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 93)، والبناية شرح الهداية (2/ 96). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 456).

أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ [حِينَ] (¬1) قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَاةَ، وَلَيْسَ يُنَادِي بِهَا أَحَدٌ، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ الْيَهُودِ. فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: أَوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بِلَالُ، قُمْ (¬2) فَنَادِ بِالصَّلَاةِ" (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَحْمُودِ (¬4) بْنِ غَيْلَانَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬6). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ (¬7). فَأَمَرَ (¬8) بِالْقِيَامِ لِأَجْلِ الْأَذَانِ. وَرُوِّينَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي (¬9) مُحَمَّدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ فَأَذَّنَ وَأَقَامَ وَهُوَ جَالِسٌ، قَالَ: وَتَقَدَّمَ رَجُلٌ فَصَلَّى بِنَا، وَكَانَ أَعْرَجَ؛ أُصِيبَتْ رِجْلُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (¬10). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وأثبتناه من أصل الرواية. (¬2) في (س): "قم يا بلال". (¬3) أخرجه أحمد (3/ 1340). (¬4) قوله: "محمود" ليس في (س). (¬5) صحيح البخاري (1/ 124). (¬6) صحيح مسلم (2/ 2). (¬7) المصدر السابق (2/ 2). (¬8) في (س): "وأمره". (¬9) كذا في النسخ، وصوابه: "الحسن بن محمد"، وهو: الحسن بن محمد ابن الحنفية، كما في السنن الكبير للمؤلف. (¬10) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (1/ 392).

[1216] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلَالًا فِي سَفَرٍ فَأَذَّنَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ نَزَلُوا فَصَلَّوْا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ (¬1). هَذَا مُرْسَلٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ عَلَى رَاحِلَتِهِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 392) بسنده، وعزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 292) للمؤلف في الخلافيات. (¬2) المصدر السابق (1/ 392).

مسألة (65): والإقامة فرادى

مَسْأَلَةٌ (65): وَالْإِقَامَةُ فُرَادَى (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا مَثْنَى كَالْأَذَانِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [1217] حدثنا أبُو الْحَسَنِ العَلَوِيُّ إِمْلَاءً، أنا (¬3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَلَّافُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬4). [1218] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ (¬5) بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ (¬6). [1219] وأخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 22)، والحاوي الكبير (2/ 40)، والمهذب (1/ 199)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 57)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 410)، والمجموع (3/ 99)، ونهاية المحتاج (1/ 408). (¬2) انظر: الأصل (1/ 132)، والمبسوط للسرخسي (1/ 129)، وتحفة الفقهاء (1/ 110)، وبدائع الصنائع (1/ 148)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 91). (¬3) في (س): "ثنا". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 464). (¬5) قوله: "يونس" من (س). (¬6) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 567).

ثنا رَوْحٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ. [1220] أخبرنا (¬1) أَبُو طَاهِرٍ، أنا أَبُو حَامِدٍ، أنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ. [1221] وأخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ. فَحَدَّثْتُ بِهِ أَيُّوبَ فَقَالَ: إِلَّا الْإِقَامَةَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). [1222] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ (¬4) إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ذَكَرُوا أَنْ يَعْلَمُوا وَقْتَ الصَّلَاةِ بِشَيْءٍ فَيَعْرِفُونَهُ، فَذَكَرُوا أَنْ يَضْرِبُوا نَاقُوسًا أَوْ يُنَوِّرُوا (¬5) نَارًا، فَأُمِرَ بِلَالٌ أَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "وأخبرنا". (¬2) صحيح البخاري (1/ 125). (¬3) صحيح مسلم (2/ 2). (¬4) في (س): "أبو بكر محمد بن". (¬5) في (د): "وينوروا".

يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَأَنْ يُوتِرَ الْإِقَامَةَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدٍ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬3). [1223] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ (¬4) أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ، إِلَّا الْإِقَامَةَ (¬5): قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬6). [1224] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ (¬7) أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ (¬8) وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ، إِلَّا قَوْلَهُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ (¬9). هَذَا حَدِيثٌ مُسْنَدٌ؛ إِذْ لَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ النَّقْلِ أَنَّ الصَّحَابِيَّ إِذَا قَالَ: ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (ق) و (د). (¬2) صحيح البخاري (1/ 125). (¬3) صحيح مسلم (2/ 2). (¬4) في (د): "بلالا". (¬5) في (س): "قوله". (¬6) صحيح البخاري (1/ 125). (¬7) في (د): "بلالا". (¬8) قوله: "الأذان" ليس في (س). (¬9) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 464).

"أُمِرَ" أَوْ "نُهِيَ" أَوْ "مِنَ السُّنَّةِ" أَنَّهُ يَكُونُ مُسْنَدًا، وَلِذَلِكَ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى (¬1) إِخْرَاجِهِ فِي الْمَسَانِيدِ الصِّحَاحِ. وَقِصَّةُ (¬2) الْحَدِيثِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْآمِرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. ثُمَّ قَدْ رَوَاهُ إِمَامُ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ فَأَسْنَدَهُ: [1225] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مَحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬3)، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬4). وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى سَنَدِ هَذَا الْحَدِيثِ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَغْلَانِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاح الرُّؤَاسِيُّ وَغَيْرُهُمَا. أَمَّا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ - رحمه الله -: [1226] فأخبرناه أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬5). ¬

_ (¬1) قوله: "على" ضرب عليه في (س) وأثبت مكانه: "عن". (¬2) في (س): "وقصيت" تحريف. (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (4/ 269). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 480). (¬5) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 578) عن قتيبة به.

وَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ: [1227] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ الْخَفَّافُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬1). وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْ غَيْرِ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْ غَيْرِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَفِيمَا ذَكَرْنَا كِفَايَةٌ. [1228] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فِهْرٍ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ أَبُو الْفَضْلِ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا خَالِدٌ وَأَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ. وَقَالَ أَيُّوبُ: يُفْرِدَ الْإِقَامَةَ (¬2) (¬3). [1229] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ الْجُوَيْنِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاقَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: أمَرَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلَالًا أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬4). ¬

_ (¬1) عزاه ابن الملقن في البدر المنير (3/ 347) للمؤلف في الخلافيات. (¬2) في (س): "بالإقامة". (¬3) أخرجه الخلعي في الخلعيات (ق) من طريق ابن رشيق به. (¬4) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2529) من طريق أيوب به.

فَإِنْ عَارَضُوا مَا رَوَيْنَا بِمَا: [1230] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثنا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُثَنِّي الْأَذَانَ وَالْإِقَامَةَ (¬1). [1231] وأخبرنا الْحَاكِمُ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُزَكِّي، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُثَنِّي الْأَذَانَ وَالْإِقَامَةَ (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا وَاهٍ (¬3) عِنْدَنَا مِنْ أَوْجُهٍ: فَمِنْهَا: أَنَّ الْأَسْودَ بْنَ يَزِيدَ وَسُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ لَمْ يُدْرِكَا بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ وَإِقَامَتَهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي (¬4) بَكْرٍ، فَإِرْسَالُ الْخَبَرَيْنِ بِذَلِكَ ظَاهِرٌ. وَمِنْهَا: أَنَّ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَشَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيَّ، وَعِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ كَمَا: [1232] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬6)، أنا الثَّوْرِيُّ، ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 462). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 134) من طريق شريك به. (¬3) في النسخ: "واهي"، وأثبتنا الجادة. (¬4) في (س): "وأبا". (¬5) ينظر شرح ابن ماجه لمغلطاي (4/ 151)، والتلخيص الحبير (2/ 557). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 463).

عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: كَانَ أَذَانُهُ وَإِقَامَتُهُ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ (¬1). وَهَذَا بِخِلَافِ رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي إِسْنَادِهِ. وَقَدْ: [1233] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، أنا (¬2) يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بِلَالٍ مِثْلَهُ (¬3). قَالَ الرَّمَادِيُّ (¬4): لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ سُفْيَانُ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَإِبْرَاهِيمُ عَنْ بِلَالٍ مُرْسَلٌ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ لَمْ يُدْرِكْ أَذَانَ بِلَالٍ وَإِقَامَتَهُ. وَحَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صَحِيحٌ مَوْصُولٌ. وَقَدْ: [1234] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ (¬5)، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬6)، أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَ بَأْسًا إِذَا انْتَهَى الْمُؤَذِّنُ إِلَى قَوْلِهِ: "حَيَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 51/ أ). (¬2) في (د)، (س): "ثنا". (¬3) المصدر السابق (ق 51/ أ). (¬4) زاد هنا في (د) لفظة: "مثله". (¬5) في (د): "حريز" خطأ. وهو جرير بن عبد الحميد الضبي. (¬6) إلى هنا انتهى السقط من (س).

عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ" أَنْ يَقُولَ مَرَّةً ثُمَّ يَقُولَ: "قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ" مَرَّتَيْنِ. فَإِنْ قَالُوا: رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُقِيمُ مَثْنَى، وَذَكَرُوا مَا: [1235] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬1) أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمُويَهْ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، ثنا إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذَّنَ بِلَالٌ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِنًى صَوْتَيْنِ صَوْتَيْنِ، وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ وَهِمَ فِيهِ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ عَلَى إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ؛ فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ (¬3) بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَيْسَ (¬4) فِيهِ ذِكْرُ الصَّوْتَيْنِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: زِيادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ كَثِيرُ الْوَهَمِ. [1236] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنِ الْبَكَّائِيِّ - أَعْنِي زِيَادًا - قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ فِي الْمَغَازِي، وَأَمَّا عَنْ (¬5) غَيْرِهِ فَلَا (¬6). [1237] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) في (د): "أنا". (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 81) من طريق زحمويه به. (¬3) صحيح البخاري (1/ 129)، وصحيح مسلم (2/ 56). (¬4) في (س): "ليس". (¬5) ضبب عليها في: (د)، وفي التاريخ رواية الدارمي: "في". (¬6) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 114).

ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: ذَكَرْتُ لِيَحْيَى رِوَايَةَ مِنْجَابٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ زِيَادٍ الْبَكَّائِيِّ، فَقَالَ: كَانَ زِيَادٌ ضعِيفًا (¬1). ثُمَّ قَدْ رَوَى عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ فُرَادَى (¬2): [1238] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الْأَذَانَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةَ فُرَادَى (¬3). وَيُرْوَى عَنْ بِلَالٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [1239] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَقَدْ بَلَّغَنِي حَدِيثًا (¬4) يَحْتَجُّونَ بِهِ، فَسَأَلْتُ الْمُحَدِّثَ الَّذِي حَدَّثَهُمْ بِهِ فَحَدَّثَنِي بِهِ، وَكَتَبَهُ لِي بِخَطِّهِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ الْبلَاذجِرْدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عُثْمَانَ السِّجْزِيُّ بِجُرْجَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيِّ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ، وَكَانَ (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 501) من طريق ابن أبي شيبة به. (¬2) في (د): "فردى". (¬3) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (2/ 256). (¬4) كذا في النسخ، وفي مختصر الخلافيات لابن فرح: "بلغني حديث" (1/ 499) (¬5) ضبب عليها في (ق) و (د). وفي (س): "وقال".

حَانَتِ الصَّلَاةُ - صَلَاةُ الظُّهْرِ - وَالْعَدُوُّ وَرَاءَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بِلَالُ، عَجِّلِ الْإِقَامَةَ". فَأَقَامَ بِلَالٌ وَاحِدًا وَاحِدًا، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ فِي عِبَادَةِ الرَّحْمَنِ وَتَنْقُصْ ذِكْرَ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَقِمْ مَثْنَى مَثْنَى؛ فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ لَكَ: لَا تَخَافُ مِنَ الْعَدُوِّ حَتَّى تَنْقُصَ مِنْ ذِكْرِي، وَأَنَا مَعَكَ وَنَاصِرُكَ (¬1). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: كُلُّ مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ وَسَمِعَهُ وَعَرَفَ أَلْفَاظَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَحَابَتِهِ وَالتَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ عَلِمَ أَنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ مِنْ أَوَّلِ الْحَدِيثِ إِلَى آخِرِهِ (¬2) لَا تُشْبِهُهَا (¬3)، وَكَعْبُ بْنُ عِيَاضٍ لَمْ يُسْنِدْ (¬4) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا يَعْنِي: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي هَذَا (¬5) الْمَالُ". وَالْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ لَمْ يُدْرِكْ مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرَ أَنَسٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ؛ فَإِنَّهُ (¬6) كَانَ يُنْكِرُ عَلَى حَفْصِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَثْنِيَةَ الْإِقَامَةِ. وَأَمَّا رِوَايَةُ مَنْ ذَكَرَ السُّلَمِيَّ إِلَى جَرِيرٍ (¬7) فَلَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَشْهَدَ عَلَى إِسْلَامِهِمْ، فَضْلًا عَنِ الشَّهَادَةِ عَلَى عَدَالَتِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ مَجْهُولُونَ، وَالْجَهَالَةُ عِنْدَنَا أَوَّلُ صِفَاتِ الْجَرْحِ وَأَنْوَاعِهِ. ¬

_ (¬1) في (س): "ناصرك" بدون الواو، وفي (د): "وناضرك". (¬2) في (س): "آخر". (¬3) في (د): "شبهها"، وفي (ق)، (س): "يشبهها" بالياء، ولعل ما أثبتناه الجادة بالتاء إشارة إلى "الألفاظ". (¬4) في (ق)، (د): "يسنده". (¬5) في (د): "هذه". (¬6) في (س): "وإنه". (¬7) في (د): "حريز" تصحيف.

[1240] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - إِذَا سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي لَا يَعْرِفُهُ فَيُقَالُ لَهُ: أَثِقَةٌ هُوَ؟ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ (¬1) مَا أَشْهَدُ أَنَّهُ مُسْلِمٌ. وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْجَهَالَةَ عِنْدَ إِمَامِنَا - رحمه الله - جَرْحٌ، كَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَقْرَانُهُ مِنْ أَصْحَابِ (¬2) الْحَدِيثِ - رحمهم الله -. وَمِنْ أَدَلِّ الدَّلِيلِ عَلَى بُطْلَانِ رِوَايَةِ مَنْ رَوَى أَنَّ إِقَامَةَ بِلَالٍ كَانَتْ مَثْنَى سِوَى مَا ذَكَرْنَا مَا: [1241] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ بِطُوسٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ (¬3) بْنِ شَوْذَبٍ الْمُقْرِئُ بِوَاسِطٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَذَانَ بِلَالٍ كَانَ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِقَامَتَهُ (¬4) وَاحِدَةٌ (¬5). [1242] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ ابْنِ الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يَشْفَعُ الْأَذَانَ وَيُوتِرُ الْإِقَامَةَ. ¬

_ (¬1) في (د): "ولله". (¬2) في (س): "أهل" وكتب في الحاشية: "أصحاب" وكتب فوقها "ص". (¬3) قوله: "ابن علي" ليس في (س). (¬4) في (س): "وأن إقامته". (¬5) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (4/ 217) من طريق محمد بن بشر بنحوه.

[1243] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارِمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ، ثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ (¬1)، ثنا مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَرَأَيْتُ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى وَيُقِيمُ فُرَادَى (¬3). حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الَّذِي أُرِيَ النِّدَاءَ فِي الْمَنَامِ - رضي الله عنه - [1244] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬4) بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا ابُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ (¬5)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ (¬6) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَا: ثنا يَعْقُوبُ - وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ - ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ (¬7) إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬8) ¬

_ (¬1) في (ق): "عمر بن شبابة"، وفي (د): "عمر بن شبا" وفي (س): "معمر بن شبا"، والمثبت من مصادر الترجمة. (¬2) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من مصادر الترجمة. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 452) من طريق عمر بن شبة به. (¬4) في (س): "الحسن" خطأ. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 52). (¬6) في (ق): "الواسطي". (¬7) في (س): "أبي" خطأ. (¬8) في (س): "أن".

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّاقُوسِ، يُعْمَلُ (¬1) لِيَضْرِبَ بِهِ النَّاسُ فِي الْجَمْعِ لِلصَّلَاةِ، أَطَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ فَقَالَ: وَمَا (¬2) تَصْنَعُ (¬3) بِهِ؟ قُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ (¬4). أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬5). أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ اسْتَأْخَرَ غَيْرَ بَعِيدٍ، قَالَ: ثُمَّ تَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. ¬

_ (¬1) في (د): "فعمل". (¬2) في (س): "وما الذي". (¬3) في (د): "يصنع". (¬4) قوله: "الله أكبر الله أكبر" الثالثة والرابعة صحح عليهما في (ق)، وليستا في (د) و (س). (¬5) قوله: "أشهد أن لا إله إلا الله" غير مكرر في (س).

حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: "إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٍّ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤِذِّنْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى (¬1) صَوْتًا مِنْكَ". فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ, فَسَمِعَ بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَمَا أُرِيَ (¬2). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فَلِلَّهِ الْحَمْدُ" (¬3). [1245] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ (¬4) بْنَ إِسْحَاق بْنِ أَيُّوبَ يَقُولُ (¬5): سَمِعْتُ أَبَا بَكرٍ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْمُطَرِّزَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ (¬6) يَقُولُ: لَيْسَ فِي أَخْبَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ فِي قِصَّةِ الْأَذَانِ خَبَرٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا، يَعْنِي حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ؛ لِأَنَّ ¬

_ (¬1) أي: أرفع وأعلى، وقيل: أحسن وأعذب، وقيل: أبعد. النهاية (ندا). (¬2) في (س): "رأى". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (7/ 3594). (¬4) في (ق): "محمد". (¬5) قوله: "سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب يقول" ليس في (د). (¬6) في (س): "الدهان".

مُحَمَّدًا سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ، وَابْنَ أَبِي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ (¬1). فَإِنْ عَارَضُوهُ بِمَا: [1246] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ رَجُلًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فَقَامَ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، مَرَّتَيْنِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَرَّتَيْنِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، مَرَّتَيْنِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً، ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ مِثْلَ الَّذِي قَالَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، عَلِّمْهَا بِلَالًا". فَعَلَّمَهَا إِيَّاهُ (¬2). وَهَكَذَا (¬3) رَوَاهُ مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ وَجَمَاعَةٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَذَلِكَ مُرْسَلٌ. وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: ثنا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). [1247] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 462). (¬2) أخرجه الشاشي في المسند (3/ 37) من طريق عمرو بن مرة مطولا. (¬3) في (س): "هكذا" بدون الواو. (¬4) أخرجه ابن شيبة في المصنف (2/ 311) من طريق الأعمش.

الْمُثَنَّى (¬1)، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ (¬2)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: ثنا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الصَّلَاةَ أُحِيلَتْ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْوَالٍ، كَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ فَيَقُولُ: الصَّلَاةَ، فَلَا يُصَلِّي إِلَّا مَنْ يَسْمَعُهُ (¬3)، حَتَّى أَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ، وَذَكَرَ (¬4) الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ نَحْوُ هَذَا مُخْتَصَرًا، وَكَذَلِكَ قَالَهُ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عَمْرِو (¬5) بْنِ مُرَّةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَقِيلَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: [1248] أخبرناه (¬6) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ هَمَّهُ الْأَذَانُ حَتَّى نَقَسُوا (¬7) أَوْ كَادَ (¬8) أَنْ يَنْقُسُوا، حَتَّى ¬

_ (¬1) في (س): "أبو الحسن" خطأ. (¬2) في (س): "عمر مرة". (¬3) في (س): "سمعه". (¬4) في (س): "قال فذكر". (¬5) في (س): "عمر". (¬6) في (س): "أخبرنا". (¬7) النَّقْس: الضرب بالناقوس، وهي خشبة طويلة تُضرب بخشبة أصغر منها. والنَّصارى يُعْلِمون بها أوقاتَ صَلاتِهم. النهاية (نقس). (¬8) كذا في النسخ، وفي مصادر التخريج: "كادوا".

رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد الْأَنْصَارِيُّ فِي الْمَنَامِ رَجُلًا عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ (¬1)، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَثْنَى مَثْنَى، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (¬2)، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ مَثْنَى مَثْنَى، ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً، ثُمَّ عَادَ فِي الثَّانِيَةِ فَقَالَ مِثْلَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلِّمْهَا بِلَالًا" (¬3). وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬4) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَأْنَ الصَّلَاةِ. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا، وَفِيهَا (¬5): ثُمَّ قَامَ فَأَقَامَ مَثْنَى مَثْنَى. [1249] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (¬6)، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، فَذَكَرَهُ (¬7). ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (ق) و (د). (¬2) ضبب عليها في (د)، وزاد ناسخ (ق) هنا كلمة "مثنى" وضرب عليها. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 461) من طريق الثوري به. (¬4) قوله: "رواه شريك عن حصين بن عبد الرحمن" ساقط من (د). (¬5) في (ق): "وفيه". (¬6) في (س): "الحارث وأبي أسامة" خطأ. (¬7) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 476) من طريق يزيد بن هارون.

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ (¬1) حُصَيْنٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ. وَرَوَاهُ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه -: [1250] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا نَصْرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ (¬2) أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي رُؤْيَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ وَأَذَانِهِ (¬3) مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ: ثُمَّ أَمْهَلَ هُنَيَّةً (¬4)، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ بَعْدَ مَا قَالَ: "حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ": "قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ" (¬5). [1251] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬6) أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَحْمَدُ (¬7) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ، أَنَّهُ (¬8) ¬

_ (¬1) قوله: "عن" سقط من (د). (¬2) قوله: "ابن" سقط من (س). (¬3) في (س): "فأذانه". (¬4) الهنية: القليل من الزمان، تصغير "هَنَة"، ويقال: هُنيهة أيضًا. النهاية (هنا). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 54). (¬6) في (د)، (س): "ثنا". (¬7) في (س): "محمد" تحريف. (¬8) قوله: "أنه" في (د)، (س): "أن بلالا". والهاء في (أنه) عائدة على عبد الله بن زيد صاحب القصة في الرواية قبلها والله أعلم.

كَانَ يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ مَثْنَى مَثْنَى، وَيَقْعُدُ بَيْنَهُمَا (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَنْهُ، وَقِيلَ عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي قِصَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَرَوَيَاهُ بِنَحْوٍ مِمَّا مَضَى. [1252] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، فَذَكَرَهُ مِنْ فِعْلِ الْمَلَكِ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ وَكِيعٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زيدٍ رَأَى الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ (¬3)، فَقَالَ: "عَلِّمْهُ بِلَالًا". فَقَامَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ مَثْنَى مَثْنَى، وَأَقَامَ مَثْنَى مَثْنَى، وَقَعَدَ قَعْدَةً. [1253] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا وَكِيعٌ، فَذَكَرَهُ هَكَذَا (¬4). [1254] فأخبرنا (¬5) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ: خَبَرُ أَبِي مَحْذُورَةَ ثَابِتٌ (¬6) مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ، وَخَبَرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِيهِ؛ ثَابِتٌ صَحِيحٌ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5167) من طريق أبي بكر بن عياش. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 51/ أ). (¬3) قوله: "فأخبره" سقط من (س). (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 131) من طريق يحيى بن يحيى به. (¬5) في (س): "فأخبرناه". (¬6) بعده في صحيح ابن خزيمة: "صحيح".

مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدَ (¬1) بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا دَلَّسَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَخَبَرُ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ صَحِيحٌ لَا شَكَّ وَلَا ارْتِيَابَ فِي صِحَّتِهِ، وَقَدْ دَلَّلْنَا عَلَى أَنَّ الْآمِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، لَا غَيْرُهُ. فَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْعِرَاقِيُّونَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، فَغَيْرُ ثَابِتٍ مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ، وَقَدْ خَلَطُوا فِي أَسَانِيدِهِمُ الَّتِي رَوَوْهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ فِي تَثْنِيَةِ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ جَمِيعًا (¬2). وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَلَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ صَاحِبِ الْأَذَانِ، فَغَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يُحْتَجَّ بِخَبَرٍ غَيْرِ ثَابِتٍ عَلَى أَخْبَارٍ ثَابِتَةٍ (¬3). [1255] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ وُلِدَ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ - رضي الله عنه - (¬4). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: فَأَمَّا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه - فَلَا خِلَافَ بَيْنَ أَصحَابِ التَّوَاريِخِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالشَّامِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. ¬

_ (¬1) في صحيح ابن خزيمة: "لأن ابن محمد"، وهو خطأ. (¬2) الصحيح لابن خزيمة (1/ 468). (¬3) المصدر السابق (1/ 472). (¬4) ذكره العلائي في جامع التحصيل (1/ 226) عن شعبة.

[1256] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمٍ، وَكَانَ فِي بَنِي سَلِمَةَ، شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَمَاتَ بِعَمَوَاسَ (¬1) عَامَ الطَّاعُونِ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (¬2). [1257] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ (¬3)، ثنا جَدِّي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرٍو، أَحَدُ بَنِي سَلِمَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانَ عَشْرَةَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ (¬4). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬5) بْنِ زَيْدٍ: [1258] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مِهْرَانُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الرَّازِيَّانِ بِالرَّيِّ، قَالَا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو الْعُمَيْسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ¬

_ (¬1) عَمَواس: قرية بالشام بين الرملة وبيت المقدس، ونسب الطاعون إليها لأنه بدأ منها، وقيل: لأنه عم الناس وتواسوا فيه. تهذيب الأسماء واللغات (2/ 259). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (6/ 455). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) المصدر السابق (6/ 456). (¬5) في (ق) و (د): "عبد الرحمن".

زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ رَأَى الْأَذَانَ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةَ مَثْنَى مَثْنَى، قَالَ: فَأَتيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: "عَلِّمْهُنَّ بِلَالًا". فَعَلَّمْتُهُنَّ بِلَالًا، قَالَ: فَتَقَدَّمْتُ فَأَمَرَنِي أَنْ أُقِيمَ فَأَقَمْتُ (¬1). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ وَهْنُهُ مُبَيَّنٌ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، فَأَمَّا إِسْنَادُهُ فَإِنَّ الْحُفَّاظَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْعُمَيْسِ رَوَوْهُ عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ (¬2)، وَأَمَّا الْوَهْمُ الظَّاهِرُ فِي مَتْنِهِ فَإِنَّهُ أتَى بِمُعْضِلَةٍ لَمْ يَرْوِهَا أَحَدٌ، وَذَلِكَ (¬3) أَنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ بلَالًا أَذَّنَ وَأَقَامَ (¬4) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ" فِي أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ أَعْلَمُ الْكُوفِيِّينَ بِحَدِيثِ أَبِي الْعُمَيْسِ، وَأَكْثَرُهُمْ عَنْهُ رِوَايَةً. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْهُ فَلَمْ (¬5) يَذْكُرْ فِيهِ تَثْنِيَةَ (¬6) الْإِقَامَةِ (¬7): [1259] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، أنا (¬8) أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيَّانِ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 142) من طريق أبي العميس بنحوه. (¬2) في (ق): "زبيد"، وفي (د) كتب بجوار "زيد": "بيد". (¬3) في (د): "وذاك". (¬4) في (د): "فأقام". (¬5) في (س): "ولم". (¬6) في النسخ: "سنة"، والمثبت من المختصر (ق 35/ ب). (¬7) عزاه ابن الملقن في البدر المنير (3/ 416) للمؤلف في الخلافيات. (¬8) في (د) و (س): "ثنا".

جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ كَيْفَ رَأَيْتُ الْأَذَانَ، فَقَالَ: "أَلْقِهِنَّ عَلَى بِلَالٍ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى مِنْكَ صَوْتًا". فَلَمَّا أَذَّنَ بِلَالٌ تَقَدَّمَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَامَ (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ، وَالْعِلَّةُ الْجَامِعَةُ لِوَهْنِ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ هَذَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ كَمَا بَلَغَنَا، وَلَا تَنْفَكُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ مِنَ الْإِرْسَالِ. [1260] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬2) بْنِ الْمُسَيَّبِ، ثنا جَدِّي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ (¬3) عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلَتِ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله - فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَبِي شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله - (¬4): تِلْكَ الْمَكَارِمُ لَا قَعْبَانِ (¬5) مِنْ لَبَنٍ ... شِيبَا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالَا سلِي مَا شِئْتِ. قَالَ: فَسَأَلَتْ فَأَعْطَى مَا سَأَلَتْ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ (¬6) تُصَرِّحُ بِأَنَّ أَحَدًا مِنْ ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 399) من طريق ابن الأصبهاني به. (¬2) قوله: "بن محمد" ليس في (د). (¬3) في (س): "ابن" خطأ. (¬4) من بداية قوله: "فقالت يا أمير المؤمنين" إلى هنا سقط من (د). (¬5) ضبطت في النسخ بضم القاف، وأثبتنا الصواب بفتح القاف تثنية "قَعْب"، وهو القَدَح الضخم. (¬6) قوله: "الصحيحة" سقط من (س).

هَؤُلَاءِ لَمْ يَلْقَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ صَاحِبَ الرُّؤْيَا (¬1)، وَلَمْ يُدْرِكْ أَيَّامَهُ، وَأَنَّ الرِّوَايَاتِ كُلَّهَا وَاهِيَةٌ، وَلِوَهْنِهِ تَرَكَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ - رحمهما الله - فَلَمْ يُخْرِجَاهُ فِي الصَّحِيحِ. قَالَ الْحَاكِمُ - رحمه الله -: وَرُبَّمَا تَوَهَّمَ مُتَوَهِّمٌ مِنَ الْمُتَفَقِّهَةِ الَّذِينَ لَا يَشْتَغِلُونَ بِسَمَاعِ الْحَدِيثِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ أَنَّ الَّذِي أُرِيَ الْأَذَانَ فِي مَنَامِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ الَّذِي كَثُرَتْ رِوَايَاتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَيْسِ كَذَلِكَ؛ فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الَّذِي أُرِيَ الْأَذَانَ لَيْسَتْ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2) رِوَايَةٌ غَيْرُ حَدِيثِ الْأَذَانِ، وَلَيْسَ لَهُ رَاوِي (¬3) غَيْرُ الْمَرَاسِيلِ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا، وَالْآخَرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ عَمُّ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ الْمَازِنِيِّ، قَدْ رَوَى عَنْهُ عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ وَوَاسِعُ بْنُ حَبَّانَ وَيَحْيَى بَنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ، وَلَهُ أَحَادِيثُ مُخَرَّجَةٌ فِي الصَّحِيحِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: فَإِذَا ثَبَتَ إِرْسَالُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ مِنَ الْوُجُوهِ الَّتِي رَوَيْنَا لَهُمْ فَيُعَارِضُهُ حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَبْقَى لَنَا الْحَدِيثُ الَّذِي حَكَمَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ بِصِحَّتِهِ، وَهُوَ حَدِيثُ (¬4) مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ. [1261] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) عزاه ابن التركماني في الجوهر النقي (1/ 422) للحاكم. (¬2) من قوله: "وليس كذلك" إلى هنا ساقط من (ق). (¬3) كذا في النسخ على الإشباع. (¬4) قوله: "وهو حديث" مكانه طمس في (س).

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلِيمِيُّ الْمَرْوَزِيَّانِ بِمَرْوَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُوَجِّهِ الْفَزَارِيُّ، أنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ - وَهُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ - أنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنِ النِّدَاءِ، أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أُرِيَهُ فِي النَّوْمِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ (¬1) يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَرَى رَجُلًا يَمْشِي وَفِي يَدِهِ نَاقُوسٌ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَتَبِيعُ هَذَا النَّاقُوسَ؟ فَقَالَ (¬2): مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أتَّخِذَهُ لِلنِّدَاءِ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قُلِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ (¬3). أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قَلِ (¬4): اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. ¬

_ (¬1) في (د): "الخرج". (¬2) في (س): "فقلت". (¬3) ضبب فوقها في (د). (¬4) في (د) و (س): "ثم قال".

أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ (¬1). اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَاسْتَيْقَظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ فَجَمَعَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى (¬2) أتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالَّذِي (¬3) أُرِيَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأُرِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ حَتَّى أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالَّذِي (¬4) أُرِيَ مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ أَوَّلَهُمَا سَبَقَ بِالرُّؤْيَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأنصَارِيُّ، فَوَجَدَ - يَعْنِى (¬5) عُمَرَ - رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قدْ أَمَرَ بِالتَّأْذِينِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِلَالًا فَأَذَّنَ بِالْأَذَانِ الْأَوَّلِ ثُمَّ بِالْإِقَامَةِ (¬6). هَكَذَا رَوَاهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) قوله: "الصلاة" ضبب بعده في (ق)، وزاد بعده في (د): "قد قامت الصلاة". (¬2) قوله: "ثم أقبل حتى" مكانه طمس في (س). (¬3) كتب قبلها ناسخ (ق): "كذا"، وضبب قبلها ناسخ (د) وذلك لأن جملة (بالذي أري من ذلك) كررت فلا يتوهم متوهم أنها خطأ؛ لذا ضبب ناسخ (د) على بداية جملة (بالذي أري من ذلك) الثانية. (¬4) ضبب قبلها ناسخ (د) إشارة إلى الجملة المكررة المشار إليها في الحاشية السابقة. (¬5) قوله: "يعني" ليس في (د). (¬6) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 475) من طريق يونس به.

الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَاتَّفَقُوا عَلَى الْإِقَامَةِ فُرَادَى، إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ وَالزُّبَيْدِيَّ ذَكَرَا التَّكبِيرَ فِي أَوَّلِ الْأَذَانِ أَرْبَاعًا، وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ قَوْلَهُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّتَيْنِ، هَذَا وَمُرْسَلُ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَوْلَى بِالْأَخْذِ بِهِ مِنْ مَرَاسِيلِ غَيْرِهِ؛ إِذْ لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَئِمَّةِ أَهْلِ النَّقْلِ أَنَّ أَصَحَّ الْمَرَاسِيلِ مَرَاسِيلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. [1262] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَصَحُّ الْمَرَاسِيلِ مَرَاسِيلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ (¬1). [1263] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ: وَأَصَحُّ الْمَرَاسِيلِ مَرَاسِيلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ: أَنَّ سَعِيدًا مِنْ أَوْلَادِ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنَّ أبَاهُ الْمُسَيَّبَ بْنَ حَزْنٍ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَقَدْ أَدْرَكَ سَعِيدٌ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ إِلَى آخِرِ الْعَشَرَةِ - رضي الله عنهم -، وَلَيْسَ فِي جَمَاعَةِ التَّابِعِينَ مَنْ أَدْرَكَهُمْ وَسَمِعَ مِنْهُمْ غَيْرُ سَعِيدٍ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. ثُمَّ مَعَ هَذَا فَإِنَّهُ فَقِيهُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَمُفْتِيهِمْ، وَأَوَّلُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ يَعُدُّ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِجْمَاعَهُمْ إِجْمَاعَ كَافَّةِ النَّاسِ. وَأَيْضًا قَدْ تَأَمَّلَ الْأَئِمَّةُ الْمُتَقَدِّمُونَ مَرَاسِيلَهُ فَوَجَدُوهَا بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ، وَهَذِهِ الشَّرَائِطُ لَمْ تُوجَدْ فِي مَرَاسِيلِ غَيْرِهِ (¬2). وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبِي ¬

_ (¬1) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 170). (¬2) المصدر السابق (ص 168).

بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه -. فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ مُسْنَدًا؛ لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ (¬1) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -. وَذَهَبَ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ إِلَى أنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، فَلَا يَبْعُدُ سَمَاعُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ إِذَا صَحَّ مَوْتُهُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ - رضي الله عنه -. حَدِيثُ أَبِي مَحْذُورَةَ سَمُرَةَ بْنِ مِعْيَرٍ مُؤَذِّنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - [1264] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يُثَنِّيَ الْأَذَانَ وَيُفْرِدَ الْإِقَامَةَ. [1265] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أيُّوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَيْسَرَةَ (¬2)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، حَدَّثَنِي جَدِّي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ، أنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَحْذُورَةَ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ يَشْفَعُ الْأَذَانَ وَيُوتِرُ الْإِقَامَةَ (¬3). وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِرْيَانَانِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: عَلَّمَنِي ¬

_ (¬1) في (س): "ولد في خلافة". (¬2) كذا في (ق)، (س)، وفي (د): "مسيرة"، وفي مطبوع ثقات ابن حبان "ميسرة"، وفي تاريخ الإسلام، وثقات ابن قطلوبغا "مسرة" وهو الراجح والله أعلم. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 445) من طريق إبراهيم بن عبد العزيز به.

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْأَذَانَ مَثْنَى مَثْنَى وَالْإِقَامَةَ وَاحِدَةً. [1266] وأخبرنا (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُمِرَ أَبُو مَحْذُورَةَ (¬2) أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَأَنْ يُوتِرَ الْإِقَامَةَ وَأَنْ يَسْتَدِيرَ فِي أَذَانِهِ (¬3). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ إِذَا ثَنَّى عَرَفْنَا أنَّهُ الْأَذَانُ، وإذَا أَفْرَدَ عَرَفْنَا أنَّهُ الْإِقَامَةُ؛ فَعَجَّلْنَا. فَإِنْ عَارَضُوا بِمَا رَوَيْنَا بِمَا: [1267] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬4) بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَفَّانُ، وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَالْحَجَّاجُ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَ عَفَّانُ: ثنا هَمَّامٌ، ثنا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَّمَهُ الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ (¬5) كَلِمَةً، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، الْأَذَانُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرنا". (¬2) في (د): "محذور" تحريف. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (8/ 8) دون قوله: "وأن يستدير في أذانه". (¬4) قوله "بن محمد" ليس في (س). (¬5) في النسخ: "تسعة عشر" والمثبت من أصل الرواية.

أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (¬1). أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (¬2). حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَالْإِقَامَةُ: اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬3). هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ دُونَ ذِكْرِ الْإِقَامَةِ كَمَا ¬

_ (¬1) من هنا إلى قوله: "أشهد أن محمدا رسول الله" ساقط من (د)، (س). (¬2) إلى هنا ينتهي السقط من (د)، (س). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 53).

قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ (¬1)، فَأَمَّا حَدِيثُ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى بِهَذَا اللَّفْظِ فَلَمْ يُخَرِّجْهُ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهِمْ فِي التَّرْجِيعِ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَى (¬2) أنَّهُ إِذَا رَجَّعَ الْأَذَانَ فَيُقِيمُ مَثْنَى نَحْوَ هَذَا الْخَبَرِ، وَلَيْسَ هَذَا الْخَبَرُ عِنْدِي بِمَحْفُوظٍ مِنْ وُجُوهٍ: أَحَدُهَا: أنَّهُ لَوْ كَانَ مَحْفُوظًا لَمَا تَرَكَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ كَمَا لَمْ يَتْرُكْ حَدِيثَ هِشَامٍ عَنْ عَامِرٍ. وَالثَّانِي: أَنَّا قَدْ رُوِّينَا خِلَافَهُ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ. وَالثَّالِثُ، وَهُوَ أَوْضَحُهَا: أنَّهُ لَمْ يَدُمْ عَلَيْهِ أَبُو مَحْذُورَةَ وَلَا أَوْلَادُهُ، وَلَوْ كَانَ هَذَا حُكْمًا ثَابِتًا لَمَا فَعَلُوا خِلَافَهُ (¬3). [1268] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ جَزَرَةُ (¬4) الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَجَدِّي (¬5) يُحَدِّثَانِ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيُفْرِدُ الْإِقَامَةَ، إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ (¬6). [1269] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 3). (¬2) في (د): "إلا". (¬3) في (ق)، (د): "بخلافه". (¬4) في (ق)، (د): "جذرة" بالذال. (¬5) في (د): "وجدتي" خطأ. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 167).

هَانِئٍ وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبِي وَجَدِّي يُؤَذِّنُونَ هَذَا الْأَذَانَ الَّذِي أُؤَذِّنُ، وَيُقِيمُونَ هَذِهِ الْإِقَامَةَ وَيَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَّمَهُ أَبَا مَحْذُورَةَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَرَّتَيْنِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ. ثُمَّ يُرَجِّعُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ مَرَّتَيْنِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَالْإِقَامَةُ فُرَادَى: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬1). رِوَايَةُ إِسْحَاقَ الْحَنْظَلِيِّ فِي الْمُسْنَدِ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبِي وَجَدِّي وَهُمْ يُؤَذِّنُونَ هَذَا الْأَذَانَ الَّذِي أُؤَذِّنُ، فَقُلْتُ: صِفْ لِي. فَذَكَرَهُ بِالتَّرْجِيعِ، قَالَ: ثُمَّ يُقِيمُ ¬

_ (¬1) أخرجه الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 5) من طريق إسحاق بن إبراهيم به.

فُرَادَى (¬1) فَذَكَرَهَا فُرَادَى (¬2). [1270] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬3) الْمُرَادِيُّ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، قَالَ: أَدْرَكْتُ (¬4) إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ يُؤَذِّنُ كَمَا حَكَى ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مَعْنَى مَا حَكَى ابْنُ جُرَيْجٍ (¬5). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَسَمِعْتُهُ يُقِيمُ (¬6) يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ. حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ¬

_ (¬1) في (د): "فردى". (¬2) من بداية الفقرة إلى هنا سقط من (س). (¬3) قوله: "أنا الربيع بن سليمان" من (د) و (س). (¬4) في (س): "وأدرك". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 186). (¬6) ضبب فوقها في (د).

قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَحَسِبْتُنِي (¬1): يَحْكِي الْإِقَامَةَ خَبَرًا كَمَا يَحْكِي الْأَذَانَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَالْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ كَمَا حَكَيْتُ عَنْ آلِ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَمَنْ نَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا أَوْ قَدَّمَ مُؤَخَّرًا أَعَادَ حَتَّى يَأْتِيَ بِمَا نَقَصَ وَكُلِّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ (¬2). إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - حَدِيثَ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي التَّرْجِيعِ، وَقَدْ أَخْرَجْنَاهُ فِي مَسْأَلَةِ التَّرْجِيعِ. [1271] وأخبرنا (¬3) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، عَنِ ابْنِ (¬5) جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ، أَخْبَرَنِي أَبِي وَأُمُّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِحَدِيثِ الْأَذَانِ وَالتَّرْجِيعِ، وَفِيهِ: "الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ" فِي الْأُولَى مِنَ الصُّبْحِ (¬6). وَقَالَ: عَلَّمَنِي الْإِقَامَةَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ (¬7). فَذَكَرَهَا مَثْنَى مَثْنَى فِي رِوَايَةِ أَبِي عَاصِمٍ، وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: "وَإِذَا أقَمْتَ فَقُلْهَا مَرَّتَيْنِ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، أَسَمِعْتَ؟ " (¬8) قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ بِالتَّكْرَارِ عَائِدًا إِلَى كَلِمَةِ ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "وحَسِبْتُنِي سَمِعْتُهُ". (¬2) المصدر السابق (2/ 187). (¬3) في (س): "أخبرنا". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 457). (¬5) في (د): "أبي". (¬6) تحرفت في (د) إلى: "الصحيح". (¬7) قوله: "مرتين مرتين" ضبب على الأولى منهما في (ق)، وفي (د)، (س): "مرتين". (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 53).

الْإِقَامَةِ: "قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ" دُونَ غَيْرِهَا، وَمَنْ فَسَّرَ جَمِيعَ كَلِمَاتِهَا بِالتَّكرَارِ ذَهَبَ إِلَى الْمَعْنَى الَّذِي وَقَعَ لَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1272] وأخبرنا (¬1) الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - إنْ صَحَّ عَنْهُ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ: "فَقُلْهَا (¬2) مَرَّتَيْنِ" يَجُوزُ (¬3) أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مِنَ الْإِقَامَةِ فَقَطْ، كَمَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ: إِلَّا الْإِقَامَةَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ؛ فَإِنَّهُ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ هَذِهِ الرِّوَايَاتُ الصَّحِيحَةُ الْمَأْثُورَةُ فِي تَعْلِيمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أبا مَحْذُورَةَ الْإِقَامَةَ فُرَادَى، ثُمَّ إِجْمَاعُ وَلَدِ أَبِي مَحْذُورَةَ عَلَى الْإِفْرَادِ مِنْ لَدُنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وإِلَى عَصْرِنَا؛ فَإِنِّي حَجَجْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَسَمِعْتُ إِقَامَةَ الشُّيُوخِ مِنْ وَلَدِ أَبِي مَحْذُورَةَ فُرَادَى، ثُمَّ حَجَجْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَسَمِعْتُ إِقَامَتَهُمْ بِالْحَرَمَيْنِ فُرَادَى، ثُمَّ حَجَجْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَقَدْ غَيَّرُوا الْإِقَامَةَ، فَسَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الشَّيْبِيَّ - وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ بَنِي (¬4) شَيْبَةَ سِنًّا - فَذَكَرَ أَنَّهُمْ أُكْرِهُوا عَلَى ذَلِكَ، وَفَسَّرَ لِي مَا جَرَى عَلَيْهِمْ فِيهِ وَأَنَّ أَكْثَرَ الْمُؤَذِّنِينَ قَدْ فَارَقَ الْحَرَمَ وَانْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ وَقَالَ: لَا أُغَيِّرُ إِقَامَةً عَلَّمَهَا (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَدَّنَا أبا مَحْذُورَةَ. ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرنا". (¬2) في النسخ: "فعلها"، ولعلها تحرفت عما أثبتنا. (¬3) في (س): "جوز". (¬4) في (س): "أبي". (¬5) في (د): "علمنيها"، تحريف.

[1273] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ القُهُنْدُزِيُّ (¬1) (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، أَخْبَرَني قَائِدُ أَبِي مَحْذُورَةَ أَنَّ أَذَانَهُ كَانَ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِقَامَتَهُ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، وَخَاتِمَةَ أَذَانِهِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬2). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: وَلَعَلَّ قَائِلًا يَقُولُ: إِنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ خِلَافُ هَذَا، فَيَذْكُرُ الْحَدِيثَ الَّذِي رُوِيَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَذَانَ أَبِي مَحْذُورَةَ يُؤَذِّنُ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُقِيمُ مَثْنَى مَثْنَى (¬3)، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ لِأَهْلِ مَكَّةَ. يُقَالُ لَهُ: إِنَّ هَذَا مِنْ (¬4) مُعْضَلَاتِ شَرِيكٍ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ رُفَيْعٍ لَمْ يُدْرِكْ أَذَانَ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَإِنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ (¬5)، وَالصَّحِيحُ فِيهِ رِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَهَذَا مِمَّا لَا يَخْفَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَلَى عَالِمٍ. [1274] أخبرنا الْحَاكِمُ، قَالَ: وَبِصِحَّةِ ذَلِكَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ¬

_ (¬1) في (ق): "القهندري" بالراء وضبطها ناسخ (د) بضم القاف وبالزاي بدل الراء وهو الموافق للأنساب للسمعاني. (¬2) أخرجه أبو نعيم في كتاب الصلاة (ص 179) عن أبي الأحوص مختصرًا. (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 136). (¬4) في (د): "إن امن". (¬5) مكانها في (س) بياض، وفي (د): "سنتين".

هَانِئٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ مُؤَذِّنِ مَكَّةَ، أَنَّ أَذَانَهُ كَانَ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِقَامَتَهُ وَاحِدَةً وَاحِدَةً (¬2). [1275] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا لُوَيْنٌ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ (¬4) قَالَ: سَأَلْتُ أبا مَحْذُورَةَ: كَيْفَ كُنْتَ تُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ وَأَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَجْعَلُ آخِرَ أَذَانِكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أُثَنِّي الْإِقَامَةَ كَمِثْلِ الْأَذَانِ، وَأَجْعَلُ آخِرَ الْأَذَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬5). لَيْسَ هَذَا بِمَحْفُوظٍ (¬6)، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ السُّحَيْمِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. حَدِيثُ سَعْدٍ الْقَرَظِ الْمُؤَذِّنِ (¬7) خَلِيفَةِ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ الْمُؤَذِّنِ بِالْحَرَمَيْنِ فِي إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ [1276] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهِ الْفَارِسِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ (¬8) بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَائِذٍ الْقَرَظِ، حَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) تصحف في (د) إلى: "حريز". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 317) عن جرير به. (¬3) قوله: "لوين" مكانه بياض في (س) وكتب الناسخ بجواره حرف (ط) بمعنى أنه طمس. (¬4) في (س): "بن زيد". (¬5) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3/ 603) من طريق الأسود بن يزيد مختصرًا. (¬6) في (س): "محفوظ". (¬7) في (س): "المعروف". (¬8) في (د): "سعيد" خطأ.

عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ وَعَمَّارٌ وَعُمَرُ ابْنَا حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ الْقَرَظِ، أنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إِنَّ أَفْضَلَ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قَالَ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلَالُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَرْبِطَ نَفْسِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَحَقِّي (¬2) وَحُرْمَتِي، فَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَاقْتَرَبَ (¬3) أَجَلِي فَأَقَامَ بِلَالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى هَلَكَ، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ أَتَى بِلَالٌ إِلَى عُمَرَ (¬4) - رضي الله عنهما - فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ أَفْضَلَ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قَالَ: فَمَا تُرِيدُ يَا بِلَالُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَرْبِطَ نَفْسِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ (¬5). فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَحَقِّي وَحُرْمَتِي وَحُبِّي أبا بَكْرٍ وَحُبَّهُ إِيَّايَ. فَقَالَ بِلَالٌ: مَا أَنا بِفَاعِلٍ. فَقَالَ: إِلَى مَنْ أَدْفَعُ الْأَذَانَ يَا بِلَالُ؟ فَقَالَ: إِلَى سَعْدٍ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقُبَاءٍ (¬6). [1277] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَحْرٍ (¬7) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَائِذٍ الْقَرَظِ، ¬

_ (¬1) في (ق): "عبيد الله". (¬2) في (د): "أشدك الله وحتى" تحريف. (¬3) في (س): "وأقرب" تحريف. (¬4) في (س): "أتى بلال عمر". (¬5) قوله: "حتى أموت" سقط من (س). (¬6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 353) من طريق عبد الرحمن بن سعد مختصرًا. (¬7) في (ق)، (د): "أبو بكر".

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، وَعَمَّارٌ وَعُمَرُ ابْنَا حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ (¬1) عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ الْقَرَظِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْأَذَانَ أَذَانُ بِلَالٍ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَإِقَامَتُهُ، وَهُوَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ. وَذَكَرَ الْأَذَانَ بِالتَّرْجِيعِ. قَالَ: وَالْإِقَامَةُ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ، وَيَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّةً وَاحِدَةً. قَالَ: وَكَانَ إِذَا جَاءَ قُبَاءً يُؤَذِّنُ لَهُ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ وَيُنَادِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ جَاءَ فَاجْتَمِعُوا إِلَيْهِ. فَجَاءَ يَوْمًا فِي قِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ وَلَيْسَ مَعَهُ بِلَالٌ، فَجَعَلَ زَنْجُ (¬2) النَّضْحِ يَنْظُرُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَيَرْطُنُ (¬3) بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عَائِذٍ: فَرَقِيتُ فِي عَذْقٍ (¬4) فَأَذَّنْتُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ. وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا أَذَّنَ سَعْدٌ، فَلَمَّا بَلَغَ سَعْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (¬5) - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: "يَا سَعْدُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُؤَذِّنَ؟ " قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ فِي قِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ أَرَ بِلَالًا مَعَكَ، وَرَأَيْتُ هَؤُلَاءِ الزَّنْجَ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَيَرْطُنُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَأَذَّنْتُ لِأَجْمَعَ النَّاسَ إِلَيْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَبْتَ يَا سَعْدُ، إِذَا لَمْ تَرَ بِلَالًا مَعِي فَأَذِّنْ". فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأْسَهُ وَقَالَ: "بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا سَعْدُ، إِذَا لَمْ تَرَ بِلَالًا مَعِي فَأَذِّنْ". قَالَ: فَأَذَّنَ سَعْدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقُبَاءٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَلَمَّا قُبِضَ ¬

_ (¬1) بداية من قوله: "عمار بن سعد" سقط من (س). (¬2) قوله: "زنج" مكانها بياض في (س) وكتب الناسخ فوقه حرف (ط)، وهو بمعنى طمس. (¬3) الرطانة، بفتح الراء وكسرها: الكلام بالأعجمية. (¬4) العَذق: النخلة. (¬5) قوله: "رسول الله" في (س): "النبي".

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - (¬1)، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ يَعْقُوبَ، وَزَادَ (¬2) قَالَ: فَدَعَا عُمَرُ - رضي الله عنه - سَعْدًا فَقَالَ لَهُ: الْأَذَانُ إِلَيْكَ وَإِلَى عَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ. وَأَعْطَاهُ عُمَرُ الْعَنَزَةَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُ بِلَالٌ لِرَسُولِ اللَّهِ (¬3) - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: امْشِ بِهَا بَيْنَ يَدَيَّ كَمَا كَانَ بِلَالٌ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى تَرْكُزَهَا بِالْمُصَلَّى حَيْثُ أُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَفَعَلَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَمْ يَزَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَوَّلُونَا (¬4) إِلَى الْيَوْمِ (¬5). [1278] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي جَدِّي الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ (¬6) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْ أَجْدَادِهِمْ، أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُثَنِّي النِّدَاءَ ثُمَّ يُفْرِدُ الْإِقَامَةَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ: وَتَفْسِيرُ (¬7) إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ الَّذِي ذَكَرُوا عَنْ بِلَالٍ أنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللَّهُ ¬

_ (¬1) طمس من بداية اللوحة (131) من (س) إلى ها هنا نتيجة حدوث تلوث. (¬2) تحرفت في (د) إلى: "وناد". (¬3) قوله: "لرسول الله" في (س): "إلى رسول الله". (¬4) في (د): "أولنا". (¬5) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (3/ 146) من طريق الحميدي به. (¬6) ضبب فوقها في (د)، وفي (س): "عمرو". (¬7) في (د): "ويفسر".

أَكْبَرُ (¬1)، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. [1279] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَأَخْبَرَني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ: هَذَا (¬2) أَذَانُ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَإِقَامَتُهُمْ، لَا يَزِيدُونَ فِي الْأَذَانِ عَلَى "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ" فِي ابْتِدَاءِ الْأَذَانِ مَرَّتَيْنِ، وَفِي آخِرِ الْإِقَامَةِ "قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ" مَرَّةً وَاحِدَةً، وَ"اللَّهُ أَكْبَرُ" مَرَّةً وَاحِدَةً. وَقَدْ حَدَّثَنَا سَعِيدُ (¬3) بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فِي الْأَذَانِ عَلَى مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةِ مَرَّةً مًرَّةً، وَقَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. [1280] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الْأَصْفَهَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ (¬4) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْ أَجْدَادِهِمْ، أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَيُثَنِّي النِّدَاءَ ثُمَّ يُفْرِدُ الْإِقَامَةَ، ثُمَّ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوا: ثُمَّ كَانَ سَعْدٌ يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنهما - كَأَذَانِ بِلَالٍ وَإِقَامَتِهِ هَذِهِ. ¬

_ (¬1) كلمتا "الله أكبر" ضبب فوق كل منهما في (د). (¬2) في (س): "كذا". (¬3) في (س): "سعد". (¬4) في (س): "عمرو".

حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في ذلك

حَدِيثُ (¬1) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (¬2) - رضي الله عنه - فِي ذَلِكَ [1281] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، غَيْرَ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ إِذَا قَالَ: "قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ" قَالَ مَرَّتَيْنِ (¬3). [1282] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬4) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى (¬5)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يَشْفَعُ الْأَذَانَ وَيُوتِرُ الْإِقَامَةَ (¬6). [1283] قال: وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: الْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، وَكَذَلِكَ كَانَ أَذَانُ بِلَالٍ (¬7). [1284] وأخبرنا (¬8) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) قوله: "حديث" في (س): "حدثنا". (¬2) قوله: "حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب" في (ق)، (د): "حديث عن عمر بن الخطاب". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1211) عن عبد الرحمن بن مهدي به. (¬4) في (س): "ثنا". (¬5) قوله: "عن أبي المثنى" في (ق)، (د): "عن المثنى". (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 318) من طريق الحجاج بن أرطاة به. (¬7) المصدر السابق (2/ 19) من طريق سليمان التيمي به. (¬8) في (س): "أخبرنا".

مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا (¬1): أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ؛ لِيَعْلَمَ الْمَارُّ الْأَذَانَ مِنَ الْإِقَامَةِ إِذَا مَرَّ (¬2). وَأَبُو الْمُثَنَّى هُوَ (¬3) مُسْلِمُ بْنُ مِهْرَانَ الْقُرَشِيُّ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ. قَالَ: وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ ابْنِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ. [1285] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الدَّيْرَعَاقُولِيُّ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬4) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ وَوَاقِدُ بْنُ مُوسَى بْنِ وَاقِدٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالُوا: ثنا سعِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الصَّيَّادُ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬6) قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً (¬7). ¬

_ (¬1) في (د): "قال". (¬2) المصدر السابق (2/ 320) عن عبدة به. (¬3) في (د): "وهو". (¬4) في (س): "أخبرنا". (¬5) في (س): "عبد الله". (¬6) قوله: "عمر" مطموس في (س) نتيجة حدوث تلوث. (¬7) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (4/ 217) من طريق سعيد بن المغيرة به.

حديث أبي جحيفة وهب [بن عبد] الله السوائي - رضي الله عنه -

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ السَّمَّاكِ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ. حَدِيثُ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبِ [بْنِ عَبْدِ] (¬1) اللَّهِ السُّوَائِيِّ (¬2) - رضي الله عنه - [1286] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَنَاسِكِيُّ (¬3)، ثنا عَمْرُو (¬4) بْنُ زُرَارَةَ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ (¬5)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً (¬6). وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ وَغَيْرُهُ عَنْ عَمْرِو (¬7) بْنِ زُرَارَةَ. [1287] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْأَنْبَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ (¬8)، عَنْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين من مصادر الترجمة. (¬2) في (س): "السواري". (¬3) في (د): "المناشكي". (¬4) في (س): "عمر". (¬5) في (س): "السواري". (¬6) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 272) للمؤلف. (¬7) في (س): "عمر". (¬8) في (س): "عبيدة".

سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّ الْأَذَانَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةَ وَاحِدَةً وَاحِدَةً (¬1). [1288] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ حَيَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ فَرْدٌ (¬3) (¬4). وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - أنَّهُ قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - بِالْإِقَامَةِ (¬5) مُفْرِدًا، وَسَنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْأَذَانَ مَثْنَى مَثْنَى: [1289] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْفَقِيهُ الْمَالِكِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ صَالِحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا يَحْيَى بَنُ خَالِدِ بْنِ (¬6) يَحْيَى بْنِ أيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا (¬7) عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ ابْنُ أُخْتِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: نَزَلَ ¬

_ (¬1) عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 331) للطبراني في الكبير. (¬2) في (ق): "عبيد الله"، خطأ. (¬3) في أصل الرواية: "فردًا". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 50/ ب). (¬5) قوله: "بالإقامة" سقط من (س). (¬6) في (س): "عن". (¬7) في (س): "بن".

جِبْرِيلُ - عليه السلام - بِالْإِقَامَةِ مُفْرِدًا، وَسَنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْأَذَانَ مَثْنَى مَثْنَى (¬1). وَرُوِيَ إِفْرَادُ الْإقَامَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما -: [1290] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ (¬2) مَرَّ عَلَى مُؤَذِّنٍ فَقَالَ: أَوْتِرِ الْإِقَامَةَ. قَالَ الْحَاكِمُ: أَبُو الْمُعْتَمِرِ هَذَا يَزِيدُ بْنُ طَهْمَانَ، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ (¬4) هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ ثُوَيْرِ (¬5) بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [1291] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ (¬6) الدَّارَبَرْدِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ (¬7) بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، ثنا ثُوَيْرٌ (¬8)، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ مُؤَذِّنَنَا وَإِمَامَنَا، وَكَانَ إِذَا أَذَّنَ ثَنَّى وَإِذَا أَقَامَ أَفْرَدَ (¬9). ¬

_ (¬1) عزاه ابن حجر في إتحاف المهرة (11/ 576) للدارقطني. (¬2) قوله: "أنه" سقط من (د). (¬3) في (س): "ثقة بصري". (¬4) في (س): "وروي". (¬5) في (س): "ثور". (¬6) قوله: "نصر" مكانه بياض في (س). (¬7) قوله: "بن محمد" سقط من (س). (¬8) في (س): "عن ثور". (¬9) أخرجه أبو نعيم في كتاب الصلاة (ص 176) دون قوله: "وإذا أقام أفرد".

وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنهما -: [1292] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْمُزَكِّي، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ (¬1)، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ أَذَانُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِقَامَتُهُ مَرَّةً مَرَّةً. وَمنْهُمْ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه -: [1293] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَذَانَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَانَ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِقَامَتَهُ وَاحِدَةً وَاحِدَةً (¬2). وَمِنْهُمْ: سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ - رضي الله عنه -: [1294] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فِي بَادِيَةٍ لَهُ، فَكَانَ إِذَا أَذَّنَ ثَنَّى النِّدَاءَ وَأَفْرَدَ الْإِقَامَةَ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - (¬4) مِثْلُ ذَلِكَ: ¬

_ (¬1) في (س): "عن أبيه". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 319) من طريق سعيد، وجعله من قول أنس. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 450) من طريق يزيد بن أبي عبيد، وجعله من قول سلمة. (¬4) في (س): "عن علي - رضي الله عنه -".

[1295] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ (¬1) عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، وَكَتبَهُ لِي بِخَطِّهِ، قَالَ: ثنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ دَيْزَكَ (¬2) الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ (¬3)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُؤَذِّنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، أنَّهُ كَانَ إِذَا أَذَّنَ ثَنَّى، وإِذَا أَقَامَ أَفْرَدَ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى "قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ" ثَنَّى وَجَعَلَ آخِرَ أَذَانِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ (¬4). وَقَدْ رُوِّينَا أَنَّ بِلَالًا أَقَامَ لِأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - فُرَادَى، وَأَنَّ سَعْدَ الْقَرَظِ أَقَامَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - فُرَادَى، فَصَارَ هَذَا إِجْمَاعًا، وَلَا أَعْرِفُ لَهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ مُخَالِفًا إِلَّا شَيْئًا يُرْوَى عَنْ ثَوْبَانَ، وَلَا يَصِحُّ: [1296] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ (¬5) ثَوْبَانَ (¬6) كَانَ يُؤَذِّنُ مَثْنَى مَثْنَى وَيُقِيمُ مَثْنَى مَثْنَى (¬7). وَهَذَا لَا يَثْبُتُ مِنْ أَوْجُهٍ: ¬

_ (¬1) في (س): "أبو الحسين". (¬2) في النسخ: "زيرك"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) في (س): "ثور". (¬4) أخرجه أبو نعيم في كتاب الصلاة (ص 181). (¬5) في (س): "بن". (¬6) تحرف في (د) إلى: "ثوان". (¬7) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 136) من طريق حماد به.

أَحَدُهَا: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَلْقَ ثَوْبَانَ، فَهُوَ مُرْسَلٌ. وَالْآخَرُ: أَنَّ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. وَالثَّالِثُ: أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَاةَ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. وَعَلَى هَذَا فُقَهَاءُ التَّابِعِينَ؛ فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي قِلَابَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَتَادَةَ، وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ إِفْرَادَ الْإِقَامَةِ. [1297] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِطْرٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِمُجَاهِدٍ الْأُمَرَاءَ يُقِيمُونَ مَرَّةً مَرَّةً، قَالَ: إِنَّمَا ذَا شَيْءٌ اسْتَخَفَّتْهُ (¬1) الْأُمَرَاءُ، الْإِقَامَةُ مَرَّتَيْنِ (¬2). وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ فَيُرِيدُ (¬3) بِهِ كَلِمَةَ الْإِقَامَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1298] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ (¬4) أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ أَذَانُ بِلَالٍ وَإِقَامَتُهُ مَثْنَى مَثْنَى، حَتَّى كَانَ (¬5) هَؤُلَاءِ الْمُلُوكُ فَجَعَلُوهَا وَاحِدَةً لِلسُّرْعَةِ إِذَا خَرَجُوا (¬6). ¬

_ (¬1) في (ق): "استحفضه" وفي المختصر: "استحقه". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 463) عن سفيان الثوري بمعناه. (¬3) تحرفت في (د) إلى: "فيرد". (¬4) في (س): "بن" خطأ. (¬5) في (س): "حتى إذا كان". (¬6) عزاه مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه (4/ 153) للمؤلف في الخلافيات.

[1299] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ بِبُخَارَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَنْظَلِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ نَقَصَ (¬1) التَّكْبِيرَ فِي الصَّلَاةِ وَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فِي الْعِيدَيْنِ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَنَقَضَ (¬2) الْإِقَامَةَ: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ (¬3). قَالَ الْحَاكِمُ: فَهَذَا هُوَ الدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا وَأَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحُجَجَ مِنْ إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ أيَّامَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رضي الله عنهم - إِلَى أَنْ غَيَّرَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما -، وَكَذَلِكَ نُقِلَ إِلَيْنَا كَمَا ذَكَرَهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَكُلُّ مَنْ رَوَى هَذِهِ الْحِكَايَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فَصَيَّرَ الضَّادَ فِي النَّقْضِ صَادًا فَقَدْ أَثِمَ فِيهِ، أَوْ وَهِمَ فِي نَقْلِهِ، فَإِنَّهُ مَنْقُولٌ إِلَيْنَا بِالضَّادِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أنَّا قَدْ (¬4) رَوَيْنَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ مَا يُوَافِقُهُ. قَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ (¬5) سَبَقَ ذِكْرُهُ. قَالَ الْحَاكِمُ: فَلَوْ كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ سُنَّةٌ صَحِيحَةٌ فِي تَثْنِيَةِ الْإِقَامَةِ لَمْ يُرَخِّصْ فِي إِفْرَادِهَا، كَمَا أنَّهُ لَمْ يُرَخِّصْ فِي الْأَذَانِ، فَإِذَا جَمَعْنَا بَيْنَ ¬

_ (¬1) في (ق) حدث اضطراب في نقط الصاد وعدمه، وهي غير منقوطة في (د)، (س). (¬2) الضاد غير منقوطة في (س). (¬3) المصدر السابق (4/ 153) وعزاه للمؤلف في الخلافيات. (¬4) قوله: "قد" سقط من (س). (¬5) في (س): "قد".

الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ظَهَرَ لِمَنْ يَفْهَمُ (¬1) أَنَّ نَقْضَ الْإِقَامَةِ تَثْنِيَتُهَا (¬2) لَا إِفْرَادُهَا. [1300] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: فَالْعَجَبُ مِمَّنْ يَدَّعِي أَنَّ بِلَالَ بْنَ رَبَاحٍ - رضي الله عنه - كَانَ يُؤَذِّنُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَتِهِ فَيُقِيمُ مَثْنَى مَثْنَى، وَيَرُدُّ الْأَخْبَارَ الصَّحِيحَةَ، وَمِنْ زَعْمِهِ أَنَّ هَذَا آخِرُ أَذَانٍ كَانَ لِبِلَالٍ، وَلَا يَعْلَمُ بِجَهْلِهِ أَنَّ بِلَالًا تُوُفِّيَ قَبْلَ ذَلِكَ بِبِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً (¬3). [1301] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ يُكْنَى أبا عَبْدِ اللَّهِ، تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانَ عَشْرَةَ (¬4). [1302] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَبِلَالُ بنُ رَبَاحٍ - رضي الله عنه - مَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ (¬5). وَهَكَذَا ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ (¬6). [1303] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "لمن لم يفهم". (¬2) تحرفت في (د) إلى: "تثبتها". (¬3) زاد هنا في (س): "وبه قال". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (6/ 489) مطولا. (¬5) المصدر السابق (6/ 495). (¬6) أخرجه عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا (ص 31).

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا هَارُونُ بَنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، أَنَّ الْحَسَنَ وَمُحَمَّدًا قَالَا: الْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: الْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً سُنَّةٌ. [1304] وأخبرنا (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِسْحَاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الْإِقَامَةُ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ، غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ (¬2). [1305] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَشْفَعُ الْأَذَانَ وَيُوتِرُ الْإِقَامَةَ (¬3). [1306] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ (¬4) الْبَيْرُوتِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَمَكْحُولٍ، قَالَا: مَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّ الْأَذَانَ مَثْنَى مَثْنَى (¬5)، وَالْإِقَامَةَ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ، إِلَّا قَوْلَهُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، فَإِنَّهُ مَرَّتَيْنِ. [1307] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرنا". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 319) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية به. (¬3) المصدر السابق (2/ 319) عن عبدة بن سليمان به. (¬4) في (ق)، (د): "يزيد". (¬5) في (س): "السنة مثنى مثنى" ورقم فوق كلمة "مثنى" حرف ط.

الدِّمَشْقِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: الْأَذَانُ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ (¬1). قَالَ: وَكَانَ مَعَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو قِلَابَةَ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبيبٍ؛ فَلَا يُنْكِرُونَ عَلَيْهِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (7/ 352) من طريق إسماعيل بن عياش به. (¬2) كتب في هامش (د): "آخر الثامن".

مسألة (66): وكلمة التثويب قول المؤذن: "الصلاة خير من النوم" مرتين

مَسْأَلَةٌ (66): وَكَلِمَةُ التَّثْوِيبِ (¬1) قَولُ الْمُؤَذِّنِ: "الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ" مَرَّتَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ: إِنَّهَا إِعَادَةُ قَوْلِهِ: "حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ" مَرَّتَيْنِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [1308] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ - رضي الله عنه -، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ (¬4)، ثنا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ (¬5) قَالَ: أَتَى بِلَالٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو إِلَى صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَائِمٌ. فَصَرَخَ بِأعْلَى صَوْتِهِ: الصَّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النَّوْمِ. فَأُدْخِلَتْ بَعْدُ فِي ¬

_ (¬1) سُمي تثويبًا من قولهم: ثاب إلى الشيء، أي عاد، والمؤذن يعود به إلى الدعاء إلى الصلاة بعد ما دعا إليها بالحيعلتين. فتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 413). (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 22)، والحاوي الكبير (2/ 55)، والمهذب (1/ 199)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 59)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 413)، والمجموع (3/ 99، 101)، ونهاية المحتاج (1/ 409). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 130)، وبدائع الصنائع (1/ 148)، والهداية في شرح البداية (1/ 43)، وتبيين الحقائق (1/ 92)، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني (1/ 343)، والبناية شرح الهداية (2/ 99)، والبحر الرائق (1/ 274). (¬4) في (س): "العطار" خطأ. (¬5) ضبب عليها في (د).

الْأَذَانِ (¬1). كَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، وَالْمَحْفُوظُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مَا: [1309] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا (¬2) يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنِ، أَنَّ سَعْدًا كَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ حَفْصٌ: فَحَدَّثَنِي أَهْلِي أَنَّ بِلَالًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُؤْذِنَهُ بِصَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَالُوا (¬3): إِنَّهُ نَائِمٌ. فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ. فَأُقِرَّتْ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ (¬4). وَحَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي سُنَّةَ الْأَذَانِ. فَذَكَرَهُ، وَقَالَ (¬5): "فَإِنْ كَانَ فِي (¬6) صَلَاةِ (¬7) الصُّبْحِ قُلْتَ: الصَّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". قَدْ أَخْرَجْتُهُ فِي مَسْأَلَةِ التَّرْجِيعِ (¬8). [1310] وأخبرنا (¬9) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 328) من طريق محمد بن إسحاق به. (¬2) في (س): "ثنا". (¬3) في (س): "فقالوا له". (¬4) أخرجه الدارمي في المسند (6/ 37) عن عثمان بن عمر به. (¬5) في (س): "فقال". (¬6) قوله: "في" سقط من (س). (¬7) ضبب عليها في (د). (¬8) سبق برقم (1116). (¬9) في (س): "أخبرنا".

دَاوُدَ، ثنا (¬1) النُّفَيْلِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي مَحْذُورَةَ يَذْكُرُ (¬2) أَنَّهُ سَمِعَ أَبا مَحْذُورَةَ يَقُولُ: أَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْأَذَانَ حَرْفًا حَرْفًا. فَذَكَرَهُ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ فِي الْفَجْرِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ (¬3). وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِنَحْوِ (¬4) مَا رَوَى الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ: [1311] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ فَيَخْفِضُ صَوْتَهُ بِالْأَذَانِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" يَعُودُ مِنْ عِنْدِ قَوْلِهِ: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" فَيَرْفَعُ صَوْتَهُ مَرَّةً مَرَّةً، حَتَّى إِذَا بَلَغَ "حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ" قَالَ: "الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ" فِي الْأَذَانِ الْأَوَّلِ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ (¬5). [1312] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) قوله: "ثنا" سقط من (س). (¬2) قوله: "يذكر" سقط من (س). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 53). (¬4) في (د)، (س): "معنى". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 315) عن يزيد بن هارون، إلا أنه ذكر فيه: "يخفض صوته بالأذان مرة مرة"، و"فرفع بها صوته مرتين مرتين، حتى إذا انتهى إلى حي على الصلاة".

الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ الْعِجْلِيُّ، ثنا أبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِ الْفَجْرِ (¬1): حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "في أذان الفجر" سقط من (د). (¬2) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 474).

مسألة (67): وموضع التثويب قبل الفراغ من الأذان

مَسْأَلَةٌ (67): وَمَوْضِعُ التَّثْوِيبِ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنَ الْأَذَانِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ (¬2) عَنْهُ: بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا قَدْ تَقَدَّمَ في الْمَسْأَلَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ. [1313] وأخبرنا (¬4) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ (¬5) بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، ثنا (¬6) الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سَلْمَانَ (¬7)، عَنْ أَبِي (¬8) مَحْذُورَةَ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ أُؤَذِّنُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَكُنْتُ أَقُولُ فِي الْأَذَانِ الْأَوَّلِ مِنَ الْفَجْرِ بَعْدَ "حَيَّ عَلَى ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 22)، والحاوي الكبير (2/ 55)، والمهذب (1/ 199)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 59)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 413)، والمجموع (3/ 99، 101)، ونهاية المحتاج (1/ 409). (¬2) في (د): "القولين الروايتين". (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 130)، وبدائع الصنائع (1/ 148)، والهداية في شرح البداية (1/ 43)، وتبيين الحقائق (1/ 92)، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني (1/ 343)، والبناية شرح الهداية (2/ 99)، والبحر الرائق (1/ 275). (¬4) في (س): "أخبرنا". (¬5) في (س): "محمد"، وهو تحريف. (¬6) في (س): "أنا". (¬7) ضبب عليها في (د). (¬8) في (س): "ابن".

الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ (¬1) ": الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬2). [1314] وأخبرنا (¬3) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنِي الْحِمَّانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا مَحْذُورَةَ يَقُولُ: كُنْتُ غُلَامًا صَيِّتًا (¬4)، فَأَذَّنْتُ بَيْنَ يَدَيْ (¬5) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْفَجْرَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا بَلَغْتُ "حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلْحِقْ فِيهَا: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ" (¬6). [1315] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ (¬7) عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ (¬8)، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ فِي الْأَذَانِ الْأَوَّلِ بَعْدَ الْفَلَاحِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ (¬9). ¬

_ (¬1) قوله: "حي على الفلاح" غير مكرر في (س). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 472)، والنسائي في الكبرى (3/ 596) عن سفيان الثوري بمعناه. (¬3) في (س): "أخبرنا". (¬4) في (س): "صبيا". (¬5) قوله: "يدي" سقطت من (د). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 50/ أ). (¬7) في (س): "أبو الحسين" خطأ. (¬8) تحرف في النسخ إلى: "الطهراني"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬9) أخرجه أبو نعيم في الصلاة (ص 182).

وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي كَرَاهِيَةِ التَّثْوِيبِ إِنَّمَا هُوَ فِي الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ (¬1) (¬2). [1316] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ بِلَالٍ أَنَّهُ كَانَ لَا (¬3) يُثَوِّبُ إِلَّا مِنَ (¬4) الْفَجْرِ، وَكَانَ تَثْوِيبُهُ أَنْ يَقُولَ إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬5). إِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ شَاهِدًا. [1317] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا (¬6) عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا (¬7) ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ مَرَّتَيْنِ يَقُولُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ (¬8): الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا (¬9) هِيَ مَرَّةٌ. قَالَ مُحَمَّدٌ: ¬

_ (¬1) في (س): "والعصر". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 403)، والطبراني في الكبير (12/ 403). (¬3) قوله: "لا" مكانه في (ق): "يقول" وضرب عليه ناسخ (ق). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 326) عن حفص بن غياث. (¬6) في (د): "بن". (¬7) قوله: "أنا" سقطت من (س). (¬8) زاد هنا في (س): "قال". (¬9) في (ق)، (د): "أما" ووضع ناسخ (د) شدة على الميم.

فَلَقِيتُ أَنَسًا، فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ: سَلْهُ. فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مَرَّتَيْنِ (¬1). وَمَسْأَلَةُ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى الْأَذَانِ وَتَعْلِيمِ الْقُرْآنِ مُخَرَّجَةٌ فِي كِتَابِ الصَّدَاقِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 137).

مسألة (68): والتعجيل بالصلوات كلها أفضل إذا لم يكن هناك عذر تتأخر بها الصلاة

مَسْأَلَةٌ (68): وَالتَّعْجِيلُ بِالصَّلَوَاتِ (¬1) كُلِّهَا أَفْضَلُ إِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ عُذُرٌ (¬2) تَتَأَخَّرُ بِهَا (¬3) الصَّلَاةُ (¬4). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: التَّأْخِيرُ بِالصَّلَوَاتِ أَفْضَلُ مِنَ التَّعْجِيلِ بِهَا إِلَّا الْمَغْرِبَ، وَالظُّهْرَ فِي غَيْرِ شِدَّةِ الْحَرِّ (¬5). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1318] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، ثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ (¬6) السَّمَّاكِ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ بِبَغْدَادَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) في (س): "الصلاة". (¬2) عذر بضم العين جمع عذير، وهو الحال التي يحاولها المرء يعذر عليها (الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (2/ 741)، والمعنى: إذا لم تكن هناك حالات يعذر بها الإنسان في تأخير الصلاة. (¬3) في (د): "بتأخيرها". (¬4) انظر: الأم (2/ 97)، مختصر المزني (ص 23)، والحاوي الكبير (2/ 62)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 66)، والمجموع (3/ 54)، ومغني المحتاج (1/ 125). (¬5) انظر: الأصل (1/ 146)، والمبسوط للسرخسي (1/ 145)، وتحفة الفقهاء (1/ 102)، وبدائع الصنائع (1/ 124)، والهداية في شرح البداية (1/ 41). (¬6) في (د) "السماك" بدون: "ابن".

الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ (¬1)، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ (¬2) وَقْتِهَا". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ" (¬3). تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ (¬4). وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ؛ لِأَنَّ رُوَاتَهُ مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ، وَالزِّيَادَةُ مَقْبُولَةٌ عَنِ الثِّقَةِ عِنْدَهُمَا وَعِنْدَ الْفُقَهَاءِ إِذَا انْضَمَّ إِلَى رِوَايَتِهِ مَا يُؤَكِّدُهَا، وَإِنْ كَانَ الَّذِي لَمْ يَأْتِ بِهَا أَكْثَرَ عَدَدًا، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ فِي الزِّيَادَةِ. وَلِهَذَا (¬5) شَوَاهِدُ نَذْكُرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: "الصَّلَاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا" وَ"الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا" بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَشَاهِدُ (¬6) مَا رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ مَا: [1319] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ (¬7)، ثنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬8) بْنِ مُكْرَمٍ (ح). ¬

_ (¬1) قوله: "العيزار" في (د): "العيزان" وضبب ناسخ (د) على النون، وفي (س): "العيذار" بالذال. (¬2) في (س): "الصلاة لأول". (¬3) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 426). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 453)، ومعرفة علوم الحديث (ص 399). (¬5) في (س): "ولها". (¬6) في (س): "وشاهده". (¬7) المصدر السابق (1/ 454). (¬8) في (ق): "الحسن" خطأ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثنا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ قَالَ: ثنا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِ - قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا". قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ (¬1) قَالَ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ". وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ: "الصَّلَاةُ أَوَّلَ وَقْتِهَا". وَلَمْ يَقُلِ: الْمَدَائِنِيُّ (¬2). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ؛ فَإِنَّ حَجَّاجِ بْنَ الشَّاعِرِ حَافِظٌ ثِقَةٌ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيِّ. وَالْبَاقُونَ مُتَّفقٌ (¬3) عَلَى ثِقَتِهِمْ. وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (¬4) - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - بِلَا شَكٍّ فِيهِ: [1320] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬5) أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (¬6) - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: سُئِلَ ¬

_ (¬1) تحرفت في (د) إلى: "ذا". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 52/ أ). (¬3) في (س): "متفقون". (¬4) في (د): "رسول الله". (¬5) في (د): "أنا". (¬6) في (د): "رسول الله".

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا" (¬1). [1321] وأخبرناه (¬2) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا أَبُو مُوسَى قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ (¬3) قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: "أَفْضَلُ الْعَمَلِ الصَّلَاةُ عَلَى (¬4) وَقْتِهَا" (¬5). فَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرَّجُ فِي الصَّحِيحِ فَهُوَ مَا: [1322] حدثنا السَّيِّدُ أبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِلُّويَهِ الدَّقَّاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أبا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَني صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ". قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 455). (¬2) في (س): "أخبرناه". (¬3) ضبب عليها ناسخ (د). (¬4) ضبب عليها ناسخ (د). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 52/ أ). (¬6) أخرجه البخاري في بر الوالدين (ص 104).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ هَكَذَا (¬1) فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (¬3). وَرِوَايَةُ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ أَيْضًا مَقْبُولَةٌ؛ فَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ لَا يَشُكُّ حَدِيثِيٌّ فِي ثِقَتِهِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَنْ تَابَعَهُ فِي تِلْكَ اللَّفْظَةِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ. وَشَاهِدُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما - مَا: [1323] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّحْوِيُّ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الرَّقِّيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ الْعَامِرِيُّ فِي كِنْدَةَ فِي مَجْلِسِ الْأَشَجِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ (¬4) الْحِمْصِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ في أَوَّلِ وَقْتِهَا" (¬5). تَابَعَهُ يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬6). وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [1324] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا (¬7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) زاد هنا في (د): "رواه"، ولعلها مقحمة. (¬2) صحيح البخاري (1/ 112). (¬3) صحيح مسلم (1/ 63). (¬4) في النسخ: "جبير"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 455). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 463) بلفظ: "خير الأعمال الصلاة في أول وقتها". (¬7) في (د)، (س): "ثنا".

عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ (¬1) بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِهِ، عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ، وَكَانَت مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَفْضَلِ الْعَمَلِ؟ فَقَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا" (¬2). وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - معْنَى مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. [1325] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا الْآخِرِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ - عز وجل -. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. يَعْنِي: الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا (¬3). وَرَوَاهُ اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مِثْلَهُ (¬4). [1326] أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ الصُّوفِيُّ الْإِسْفَرَايِينِيُّ بِهَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَوْسَقَانِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، ثنا قُتَيْبَةُ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - رضي الله عنه -، أَنَّ ¬

_ (¬1) قوله: "ابن عاصم" ليس في (س). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 318). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 457). (¬4) المصدر السابق (1/ 457).

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: "يَا عَلِيُّ، ثَلَاثَةٌ لَا تُؤَخِّرْهَا: الصَّلَاةُ إِذا أَتَتْ (¬1)، وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالْأَيِّمُ (¬2) إِذَا وَجَدَتْ كُفُؤًا" (¬3). [1327] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬4) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا السَّاجِيُّ - يَعْنِي زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو شَيْبَةَ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يُحَدِّثُ بِهَا بَقِيَّةُ عَنِ الْمَجْهُولِينَ؛ لِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَوْلَى عُثْمَانَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ هَذَا لَا يُعْرَفَانِ (¬5). [1328] وحدثنا (¬6) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا نَافِعٌ - مَوْلَى يُوسُفَ السُّلَمِيِّ - الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬7) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَآخِرُهُ عَفْوُ اللَّهِ" (¬8). نَافِعٌ هَذَا أَبُو هُرْمُزَ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُمَا (¬9). ¬

_ (¬1) غير منقوطة الحرف الثاني في (د)، فتحتمل كذلك: "آنت". (¬2) الأيم: التي لا زوج لها. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 216) عن قتيبة به. (¬4) في النسخ: "أبو سعيد" خطأ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 542). (¬6) في (س): "حدثنا". (¬7) قوله: "ابن عباس" في (س): "أبي عياش". وفي (د): "ابن عياش". (¬8) أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 136) من طريق هشام به. (¬9) الضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 105).

[1329] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ وَقْتِ الصَّلَاةِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَآخِرُ وَقْتِ الصَّلَاةِ عَفْوُ اللَّهِ" (¬1). [1330] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلَّا عَنْهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ التَّاجِرُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬2)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ (¬3). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: كِلَا الْإِسْنَادَيْنِ وَهَمٌ، وَالْحَمْلُ فِيهِمَا عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ الْوَلِيدِ، فَإِنَّهُ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِمَ عَلَيْهِمْ بَغْدَادَ فَنَزَلَ الرُّصَافَةَ، حَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بِأَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ. فَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ وَآخِرِهِ فَإِنِّي لَا أَحْفَظُهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ وَجْهٍ يَصِحُّ، وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، إِنَّمَا الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ، وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ بِإِسْنَادٍ شَاذٍّ لَا يَقُومُ بِمِثْلِهِ الْحُجَّةُ. [1331] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا مِنْ أَهْلِ عَبْدَسِيٍّ، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 214) عن أحمد بن منيع به. (¬2) في (د): "عن نافع بن عمر". (¬3) أخرجه المؤلف في المعرفة (2/ 288) بسنده.

ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ مُؤَذِّنُ مَكَّةَ (¬1)، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي - يَعْنِي أَبَا مَحْذُورَةَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَأَوْسَطُ الْوَقْتِ رَحْمَةُ اللَّهِ، وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ" (¬2). [1332] قال الشَّيْخُ - رحمه الله -: إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا هَذَا هُوَ الْعِجْلِيُّ الضَّرِيرُ، يُكْنَى أَبَا إِسْحَاقَ، حَدَّثَ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْبَوَاطِيلِ، قَالَهُ لَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظِ (¬3). وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، مَشْهُورٌ. وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى اللَّفْظِ الْأَوَّلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬4)، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬5)، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (¬6) - رضي الله عنهم - مَرْفُوعًا، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَلَهُ أَصْلٌ مِنْ قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ - رحمه الله -: [1333] أخبرناه (¬7) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "مؤذن مكة" ليس في (س). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 468) عن عثمان به. (¬3) الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 8). (¬4) أخرجه الخطيب في الموضح (2/ 136). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 468). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 542). (¬7) في (د): "أخبرنا". (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 221).

هَكَذَا قَالَهُ أَبُو أُوَيْسٍ عَنْ (¬1) جَعْفَرٍ. وَرُوِيَ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [1334] أخبرناه (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ الدَّبَّاسُ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَاتِبُ الْمَدَنِيُّ (¬3)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَآخِرُهُ عَفْوُ اللَّهِ" (¬4). وَهَذَا الْإِسْنَادُ فِيمَا أَظُنُّ أَصَحُّ مَا رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1335] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَاسِينَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ، وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ". قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَكَذَا أَخْبَرَنَا بِهِ (¬5) فِي التَّارِيخِ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ (¬6) لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا، وَهُوَ أَيْضًا مَعْلُولٌ بِمَا ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ هَذَا ¬

_ (¬1) في (س): "بن". (¬2) في (س): "أخبرنا". (¬3) في (ق): "المزني"، وهو: عبد الرحمن بن إسحاق، أبو محمد الكاتب المديني، ولم نجد من خصه بترجمة، وانظر: معرفة علوم الحديث (ص 491)، ومعرفة السنن والآثار (2/ 289)، والدعوات الكبير (2/ 286)، والأنساب لابن السمعاني (1/ 23). (¬4) أخرجه المؤلف في المعرفة (2/ 289). (¬5) في (س): "أخبرناه". (¬6) قوله: "أن" سقط من (د).

الْمَوْضِعِ، وَالِاعْتِمَادُ عَلَى الْأَحَادِيثِ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا. وَسَنَذْكُرُ مَا رُوِيَ فِي الِاسْتِحْبَابِ بِتَعْجيلِ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الثَّلَاثِ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ. أَمَّا صَلَاةُ الصُّبْحِ: [1336] فأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفْنَ النِّسَاءُ (¬1) مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ (¬2) مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مَعْنٍ، كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ (¬5). [1337] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كُنَّ نِسَاءٌ مِنَ (¬6) الْمُؤْمِنَاتِ يُصَلِّينَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - صلَاةَ ¬

_ (¬1) قوله: "النساء" ليس في (س). (¬2) أي: متلففات بأكسيتهن. النهاية (لفع). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 165). (¬4) صحيح البخاري (1/ 173). (¬5) صحيح مسلم (2/ 119). (¬6) قوله: "من" ليس في (د).

الصُّبْحِ مُتَلَفِّعَاتٍ (¬1) بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى أَهْلِهِنَّ (¬2) وَمَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ. هَذَا حَدِيثُ سَعْدَانَ، وَزَادَ ابْنُ شَيْبَانَ (¬3): مِنَ الْغَلَسِ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5) وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬6). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ (¬7). وَكذَلِكَ رُوِيَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -: [1338] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ (¬8): كُنَّ النِّسَاءُ يَشْهَدْنَ الصُّبْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَنْصَرِفْنَ مُتَلَفِّعَاتٍ (¬9) فِي مُرُوطِهِنَّ (¬10) مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ (¬11). وَهَذَا الْمَتْنُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَرِيبٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. [1339] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ ¬

_ (¬1) في (د): "متعلقات". (¬2) في (د)، (س): "أهليهن" بزيادة ياء بعد اللام. (¬3) في (س): "وزاد شيبان". (¬4) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 17). (¬5) المصنف (3/ 124). (¬6) صحيح مسلم (2/ 118). (¬7) صحيح البخاري (1/ 120). (¬8) في (د): "قال". (¬9) في (د): "متعلقات". (¬10) في (د): "بمروطهن". (¬11) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 573) رواية الدبري.

حَمْشَاذَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا رَوْحٌ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - وزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سُحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى، قُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سُحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ رَوْحٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ وَهَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ (¬3). [1340] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كُنْتُ أتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ أُبَكِّرُ سُرْعَةَ أَنْ أُدْرِكَ صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (¬4) - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ (¬5). [1341] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ كَانَ يُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ، فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ ¬

_ (¬1) في (س): "رسول الله". (¬2) صحيح البخاري (1/ 119). (¬3) صحيح مسلم (3/ 131). (¬4) في (س): "مع النبي". (¬5) صحيح البخاري (1/ 120).

عَبْدِ اللَّهِ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَجِيرِ (¬1)، أَوْ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ يُؤَخِّرُ أَحْيَانًا وَيُعَجِّلُ أَحْيَانًا، إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَجَّلَ، وَإِذَا تَأَخَّرُوا أَخَّرَ، وَكَانَ يُصلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ. أَوْ قَالَ: كَانُوا يُصَلُّونَهَا بِغَلَسٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَكَذَا قَالَ شُعْبَةُ (¬2). اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ (¬3) وَمُسْلِمٌ (¬4) عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ. [1342] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ قَاعِدًا عَلَى الْمِنْبَرِ فَأَخَّرَ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ - عليه السلام - أَخْبَرَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - بِوَقْتِ الصَّلَاةِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ. فَقَالَ عُرْوَةُ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ (¬5): "نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَني بِوَقْتِ الصَّلَاةِ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ". يَحْسُبُ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حِينَ (¬6) ¬

_ (¬1) في (ق): "بالهجيرة". (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 289). (¬3) صحيح البخاري (1/ 116). (¬4) صحيح مسلم (2/ 119). (¬5) قوله: "يقول" سقط من (س). (¬6) في (س): "حتى".

يَشْتَدُّ الْحَرُّ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا الصُّفْرَةُ، فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ مِنَ الصَّلَاةِ فَيَأْتِي ذَا الْحُلَيْفَةِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَيُصَلِّي الْمَغْرِبَ حِينَ تَسْقُطُ (¬1) الشَّمْسُ (¬2)، وَيُصَلِّي الْعِشَاءَ حِينَ يَسْوَدُّ الْأُفُقُ، وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، وَصَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ صَلَّى مَرَّةً أُخْرَى فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ كَانَتْ صَلَاتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِغَلَسٍ حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ إِلَى أَنْ يُسْفِرَ (¬3). قَدِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ (¬4) وَمُسْلِمٌ (¬5) عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ هَذَا مُخْتَصَرًا. وَقَدْ رَوَاهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُفَسَّرًا، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ثِقَةٌ قَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ. [1343] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي نَهِيكُ بْنُ يَرِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَصَلَّى بِغَلَسٍ، وَكَانَ يُسْفِرُ بِهَا، فَلَمَّا سَلَّمَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ وَهُوَ إِلَى جَانِبِي، قَالَ: هَذِهِ صَلَاتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ, فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ أَسْفَرَ بِهَا عُثْمَانُ (¬6). ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "سقط". (¬2) قوله: "الشمس" ليس في (س). (¬3) قوله: "يسفر" في (ق)، (د): "سفِر". (¬4) صحيح البخاري (4/ 113). (¬5) صحيح مسلم (2/ 103). (¬6) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 401) من طريق الوليد بن مسلم به.

قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمذِيُّ - رحمه الله -: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -: حَدِيثُ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ نَهِيكِ بْنِ يَرِيمَ فِي التَّغْلِيسِ بِالْفَجْرِ حَدِيثٌ حَسَنٌ (¬1). [1344] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا ضِرْغَامَةُ بْنُ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَكْبِ الْحَيِّ، فَصَلَّى بِنَا (¬2) صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الَّذِي إِلَى جَنْبِي، فَمَا أَكَادُ أَنْ أَعْرِفَهُ. أَيْ: مِنَ الْغَلَسِ (¬3). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1345] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا سُفْيَانُ - هُوَ الثَّوْرِيُّ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَسْفِرُوا بِصَلَاةِ الصُّبْحِ؛ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ (¬4) "، أَوْ "أَعْظَمُ لِأَجْرِكُمْ" (¬5). [1346] أخبرناه (¬6) الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: "أَسْفِرُوا ¬

_ (¬1) حكاه المزي في التهذيب (30/ 36) عن الترمذي. (¬2) قوله: "بنا" ليس في (س). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 531). (¬4) في (د): "الأجر". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 568) رواية الدبري. (¬6) في (س): "أخبرنا".

بِالصُّبْحِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ لِأُجُورِكُمْ"، أَوْ قَالَ: "لِلْأَجْرِ" (¬1). تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَلَيْسَ بِمُخَرَّجٍ فِي الصَّحِيحِ (¬2). [1347] ورواه أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ: "أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ": أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، فَذَكَرَهُ (¬3). وَفِي إِدَارَةِ رُوَاتِهِ لِأَلْفَاظِهِ كَالدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَنْ يُسْفِرَ بِالْفَجْرِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ طُلُوعُ الْفَجْرِ الْآخِرِ مُعْتَرِضًا. [1348] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُبَانَةَ الشَّاهِدُ بِهَمَذَانَ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عُبَيْدٍ (¬4) الْأَسَدِيُّ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَيْزِيلَ (¬5)، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "نَوِّرُوا بِالْفَجْرِ (¬6)؛ فَإِنَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 162). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 194)، وأحمد في المسند (6/ 3390) من طريق محمد بن إسحاق. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 47). (¬4) في (س): "عبد". (¬5) في (س): "إبراهيم بن الحسن عن ديزيل" خطأ، وفي (د) تحرف "ديزيل" إلى "يزيل". (¬6) أي: صلوا صلاة الصبح إذا استنار الأفق كثيرًا.

أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ" (¬1). وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ كَمَا بَلَغَنِي عَنْ هِشَامِ بنِ سعْدٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أصْبِحُوا بِالصُّبْحِ" (¬2). وَكَذَلِكَ (¬3) رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬4). وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، أَنَّ رِجَالًا مِنْ قَوْمِهِ أَخْبَرُوهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ. وَرَوَاهُ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). [1349] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِبِلَالٍ: "أَسْفِرْ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يَرَى الْقَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِمْ" (¬6). وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ (¬7): عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ هُرَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ جَدِّهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (3/ 1034)، والطبراني في الكبير (4/ 251) من طريق آدم به. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الصلاة (ص 214) بلفظ: "أصبحوا بالفجر". (¬3) في (د): "فكذلك". (¬4) كذا في النسخ، وقد رواه النسائي في الكبرى (3/ 519)، والطبراني في الكبير (4/ 254)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 1048) من طريق ابن أبي مريم فقالوا: "زيد بن أسلم"، وهو الصواب. (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 12) من طريق فليح به. (¬6) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 266). (¬7) في (س): "وقال نعيم".

[1350] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ، ثنا (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا رِفَاعَةُ بْنُ الْهُرَيْرِ (¬2) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ لَمْ يُصَلِّ الصُّبْحَ حَتَّى يُبْصِرَ الْقَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِمْ (¬3). فَهَذَا حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِي إِسْنَادِهِ وَلَفْظِهِ، وَمِثْلُ ذَلِكَ لَا يُعَارِضُ الْأَحَادِيثَ الثَّابِتَةَ الَّتِي وَرَدَتْ فِي التَّغْلِيسِ (¬4) بِصَلَاةِ (¬5) الصُّبْحِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [1351] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ إِمْلَاءً، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتَمَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا أيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ (¬6)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ (¬7): "أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ آجَرُ (¬8) لَكُمْ" (¬9). أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. ¬

_ (¬1) في (س): "أنا". (¬2) في (ق)، (د): "الهدير"، والمثبت من (س)، وفوائد الفاكهي. (¬3) أخرجه الفاكهي في الفوائد (ص 233). (¬4) في (د): "بالتغليس". (¬5) في (د): "في صلاة". (¬6) قوله: "المنكدر" مكانه آثار ترميم في (س). (¬7) قوله: "قال" ليس في (د). (¬8) ضبب عليها في (ق)، (د). (¬9) أخرجه الشاشي في المسند (2/ 347)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 278) من طريق أيوب به.

[1352] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ ليْسَ بِشَيْءٍ (¬1). [1353] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬2). [1354] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ (¬3) بْنِ بَرِّيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ". مُرْسَلٌ (¬4). [1355] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَريرٌ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬5) أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ (¬6)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 171). (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 46). (¬3) في (س): "بحير". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 128)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 76)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 183)، كلهم من طريق أبي الزاهرية، إلا أنهم ذكروا فيه جبير بن نفير بينه وبين أبي الدرداء. (¬5) في (س): "أخبرنا". (¬6) في (د) تقرأ: "حريز".

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الصَّلَاةَ (¬1) إِلَّا لِمِيقَاتِهَا إِلَّا هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ: صَلَّى (¬2) الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْمُزْدَلِفَةِ جَمِيعًا، وَصَلَّى الْفَجْرَ قَبْلَ وَقْتِهَا بِغَلَسٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، وَقَالَ: "وَصَلَّى الْفَجْرَ قَبْلَ مِيقَاتِهَا (¬4) " فَقَطْ. وَالْمُرَادُ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - غَلَّسَ بِهَا غَايَةَ التَّغْلِيسِ يَوْمَئِذٍ، وَقَدْ كَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهَا فِي غَيْرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ بِغَلَسٍ دُونَ ذَلِكَ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّيهَا بِسَوَادٍ، وَيقْرَأُ السُّورَتَينِ مِنَ الْمِئِينَ (¬5) إِحْدَاهُمَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (¬6). وَأَمَّا صَلَاةُ الْعَصْرِ: [1356] فأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ بَنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا (¬7) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬8) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُويَهْ وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى، قَالَا: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ ¬

_ (¬1) قوله: "صلى الصلاة" سقط من (د). (¬2) في (س): "صلاة". (¬3) صحيح مسلم (4/ 76). (¬4) صحيح البخاري (2/ 166). (¬5) المقصود بها السور ذوات المائة آية. (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 68) بمعناه. (¬7) في (د): "عن". (¬8) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 3/ ب).

عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَذْهَبُ (¬1) الذَّاهِبُ (¬2) إِلَى قُبَاءٍ فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). [1357] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي صَلَاةَ الْعَصْرِ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي فَيَأْتِيهَا (¬5) وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، وَبُعْدُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬6). [1358] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: حَيَاتُهَا أَنْ تَجِدَ حَرَّهَا (¬7). [1359] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ (¬8) مِنْ أَصْلِهِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "نذهب". (¬2) قوله: "الذاهب" ليس في (س). (¬3) صحيح البخاري (1/ 115). (¬4) صحيح مسلم (2/ 109). (¬5) في الصحيح: "فيأتيهم". (¬6) صحيح البخاري (1/ 115). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 45). (¬8) قوله: "بن يعقوب" ليس في (س).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَني أَبُو النَّجَاشيِّ، حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ (¬1) الْعَصْرِ، ثُمَّ نَنْحَرُ الْجَزُورَ فَيُقَسَّمُ عَشْرَ قِسَمٍ، ثُمَّ يُطْبَخُ، فَنَأْكُلُ لَحْمَهَا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ. قَالَ: وَكُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ (¬2). [1360] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَإِسْحَاقُ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬5). [1361] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬6) (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنِي (¬7) أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّفَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ ¬

_ (¬1) قوله: "صلاة" ليس في (س). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 462). (¬3) في (س): "بإسناد بمثله". (¬4) صحيح البخاري (3/ 138). (¬5) صحيح مسلم (2/ 110). (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 2/ أ). (¬7) في (س): "حدثني".

الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ ! أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى وَصَلَّى (¬1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَّلَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ: "بِهَذَا (¬2) أُمِرْتُ". فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ يَا عُرْوَةُ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقْتَ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ عُرْوَةُ: وَلَقَدْ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). [1362] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ (ح). [1363] قال: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أيُّوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ (¬5) إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، قَالُوا: ثنا (¬6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ¬

_ (¬1) قوله: "وصلى" ساقط من (ق)، (د). (¬2) في (س) "بهذه". (¬3) صحيح البخاري (1/ 110). (¬4) صحيح مسلم (2/ 103). (¬5) في (س) "ثنا". (¬6) في (س) "أنا".

عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ مُوسَى بْنَ سَعْدٍ (¬1) الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ (¬2): صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَنْحَرَ جَزُورًا لَنَا وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تَحْضُرَهَا. قَالَ: "نَعَمْ". فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، فَوَجَدْنَا الْجَزُورَ لَمْ تُنْحَرْ، فَنُحِرَتْ ثُمَّ قُطِّعَتْ ثُمَّ طُبِخَ مِنْهَا، ثُمَّ أَكَلْنَا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ. لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى (¬3). [1364] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا فُلَيْحٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ بِقَدْرِ مَا يُنْحَرُ الْجَزُورُ ثُمَّ نُعَضِّيهَا (¬4) لِغُرُوبِ (¬5) الشَّمْسِ، وَقَدْرِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى بَنِي ¬

_ (¬1) في (س) "سعيد". (¬2) في (د)، (س): "أنه قال". (¬3) صحيح مسلم (2/ 110). (¬4) غير منقوطة في (ق)، والمعنى: نُقطِّعها ونفصل أعضاءَها، وانظر النهاية (عضا). ونقطت في (د): "نعضبها"، ومعنى العضب: "القطع" كذلك، وفي (س): "نعضها" غير منقوطة. وقد ضبطها السندي في شرحه على مسند أحمد (ح 13384 طبعة الرسالة): "بقدر ما ينحر الرجل الجزور ويُبَعِّضُهَا لغروب الشمس" من التبعيض، وانظر الخلاف في ضبط النسخ في حاشية طبعة المكنز على الحديث (13588)، وفي السنن الكبير للبيهقي: "بقدر ما ننحر الجزور ثم نعضها لغروب الشمس". (¬5) في (د) "الغروب" تحريف.

الْحَارِثِ (¬1) بْنِ (¬2) الْخَزْرَجِ (¬3)، فَيَرْجِعَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَكَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ صَلَّى الظُّهْرَ سَجْدَتَيْنِ. أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ الْجُمُعَةِ عَنْ سُرَيْجِ بْنِ النُّعْمَانِ (¬4). وَحَدِيثُ حَفْصٍ عَنْ أَنَسٍ أَتَمُّ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ رَافِعٍ. [1365] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: شَغَلَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ اصْفَرَّتْ، فَقَالَ: "شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ نَارًا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَوْنِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ هَكَذَا (¬5). [1366] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬6)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى (ح). [1367] وأخبرنا (¬7) أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَني ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) قوله: "بن" كأنه في (س) "من". (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) صحيح البخاري (2/ 7). (¬5) صحيح مسلم (2/ 112). (¬6) في (س): "أبو عبد الله الحافظ". (¬7) في (س) "أخبرنا".

ابْنُ نَاجِيَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: صَلَّيْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الظُّهْرَ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أنسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ (¬1): فَوَجَدْنَاهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّيْتَ؟ قَالَ: الْعَصْرُ، وَهِيَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي كُنَّا نُصَلِّي مَعَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ (¬3). [1368] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنَّهُ دَخَلَ عَلَى أنسِ بْنِ مَالِكٍ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ. قَالَ: وَدَارُهُ بِجَنْبِ الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ: صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ؟ قُلْنَا: إِنَّمَا انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ. قَالَ: فَصَلُّوا الْعَصْرَ. فَقُمْنَا فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا (¬4) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ، تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ، يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ يَرْقُبُ الشَّمْسَ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا". أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬5). [1369] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) قوله: "قال" ليس في (س). (¬2) صحيح البخاري (1/ 115). (¬3) صحيح مسلم (2/ 110). (¬4) في (س): "فلما انصرفنا". (¬5) صحيح مسلم (2/ 110).

عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ يَسِيرُ الرَّجُلُ حَتَّى يَنْصَرِفَ مِنْهَا إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ - وَهِيَ سِتَّةُ أَمْيَالٍ - قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ (¬1). تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ. [1370] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا تَمْتَامٌ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَبُو وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ أَرْوَى قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْعَصْرَ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ آتِي الشَّجَرَةَ - يَعْنِي ذَا الْحُلَيْفَةِ - قَبْلَ مَغْرِبِ (¬2) الشَّمْسِ، وَهِيَ عَلَى رَأْسِ فَرْسَخَيْنِ (¬3). أَبُو وَاقِدٍ هُوَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ. وَقَدْ بَقِيَ عَلَيَّ أَخْبَارٌ أُخَرُ تَرَكْتُهَا (¬4) اخْتِصَارًا. [1371] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَنْ صَلِّ الظُّهْرَ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 463). (¬2) في (س): "غروب". (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 191) من طريق موسى بن إسماعيل به. (¬4) في (س) "تركها".

صُفْرَةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ مَا لَمْ تَنَمْ، وَصَلِّ (¬1) الصُّبْحَ وَالنُّجُومُ بَادِيَةٌ، وَاقْرَأْ فِيهَا سُورَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ (¬2) مِنَ الْمُفَصَّلِ (¬3). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1372] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهِ الْجَلَّابُ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ، وَالْكُوفَةُ يَوْمَئِذٍ أَخْصَاصٌ، فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ فَقَالَ: الصَّلَاةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: اجْلِسْ. فَجَلَسَ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا الْكَلْبُ (¬5) يُعْلِمُنَا بِالسُّنَّةِ (¬6). فَقَامَ عَلِيٌّ فَصَلَّى بِنَا الْعَصْرَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كُنَّا فِيهِ جُلُوسًا، فَجَثَوْنَا لِلرُّكَبِ (¬7) لِنُزُولِ (¬8) الشَّمْسِ لِلْمَغِيبِ نَتَرَاءَاهَا (¬9). كَذَا فِي كِتَابِي: زِيادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ¬

_ (¬1) قوله: "وصل" ليس في (ق). (¬2) في (د): "طولتين". (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 3/ أ). (¬4) في (س): "الجلالي". (¬5) المقصود "عامر بن النباح" مؤذن علي - رضي الله عنه -؛ كما صرحت به الرواية في الطبقات الكبير (6/ 238). (¬6) في (س): "السنة". (¬7) في (ق) و (د): "بالركب". (¬8) في (ق)، (د): "لتزول". (¬9) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 461).

وَقَدْ: [1373] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ (¬1): زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَجْهُولٌ، لَمْ يَرْوِ (¬2) عَنْهُ غَيْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَالْعَبَّاسُ بْنُ ذَرِيحٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ فِي الصَّحِيحِ. [1374] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ نَافِعِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، لَقِيتُهُ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً، وَأَذَّنَ مُؤَذِّنُهُ الْعَصْرَ، فكَأنَّهُ عَجَّلَ فكَرِهَهُ وَغَضِبَ، وَقَالَ: وَيْلَكَ، إِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْمُرُ (¬4) بِتَأْخِيرِ الْعَصْرِ (¬5). [1375] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو عَاصِمٍ (ح). ¬

_ (¬1) في (س): "فقال". (¬2) في (د): "يروه". (¬3) السنن للدارقطني (1/ 471). (¬4) قوله: "يأمر" سقط من (د). (¬5) أخرجه أحمد في المسند (6/ 545) عن الضحاك بن مخلد عن عبد الواحد.

قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بِالْعَصْرِ، قَالَ: وَشَيْخٌ جَالِسٌ، فَلَامَهُ وَقَالَ: إِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْمُرُ بِتَأْخِيرِ هَذِهِ الصَّلَاةِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. قَالَ عَلِيٌّ: ابْنُ رَافِعٍ هَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ فَكَنَّاهُ أَبَا الرَّمَّاحِ، وَخَالَفَ فِي اسْمِ ابْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ (¬1). [1376] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا تَمْتَامٌ، ثنا مُوسَى، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْكِلَابِيُّ أَبُو الرَّمَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأَذَّنَ مُؤَذِّنُهُ بِصلَاةِ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّهُ عَجَّلَهَا، فَلَامَهُ، وَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْمُرُهُمْ بتَأْخِيرِ الْعَصْرِ (¬2). [1377] قال عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ - رحمه الله - فِيمَا أَخْبَرَني عَنْهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَرَوَاهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ هَذَا (¬3) وَقَالَ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ نُفَيْعٍ (¬4)، خَالَفَ فِي نَسَبِهِ، وَهَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ مِنْ جِهَةِ عَبْدِ الْوَاحِدِ هَذَا؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ غَيْرُهُ، وَقَدِ اخْتُلِفَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 472). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 89). (¬3) قوله: "هذا" ليس في (س). (¬4) غير منقوط في (س)، وتصحف في (ق) إلى "نقيع".

فِي اسْمِ ابْنِ رَافِعٍ هَذَا، وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَافِعٍ، وَالصَّحِيحُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم - ضِدُّ هَذَا، وَهُوَ التَّعْجِيلُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ، وَالتَّبْكِيرُ بِهَا (¬1). [1378] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِي هَذَا الْحَدِيثِ: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ (¬2). وَاحْتَجَّ عَلَى خَطَئِهِ بِحَدِيثِ أَبِي النَّجَاشِيِّ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ. [1379] وأخبرنا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ (¬4)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِصَلَاةِ الْمُنَافِقِ؛ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعَصْرَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ كَفَرْثِ (¬5) الْبَقَرَةِ صَلَّاهَا" (¬6). [1380] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬7) أَبُو بَكْرٍ ¬

_ (¬1) السنن للدارقطني (1/ 472). (¬2) التاريخ الكبير (5/ 89). (¬3) في (س) "أخبرنا". (¬4) في (س) "عثمان". (¬5) كذا هنا وفي جميع نسخ المستدرك للحاكم، وفي مصادر التخريج: "كثَرْبِ"، والثرب: الشحم الرقيق يغشّي الكرش والأمعاء. انظر النهاية (ثرب). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 463). (¬7) في (د) "نا".

أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أيُّوبَ، أنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ: بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَمُعَاذِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ هِشَامٍ (¬2). وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ فَقَالَ: "بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي الْيَوْمِ الْغَائِمِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ (¬3) حَبِطَ عَمَلُهُ" (¬4) (¬5). [1381] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُهَاجِرٍ، عَنْ بُرَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ. وَأَمَّا صَلَاةُ الْعِشَاءِ فَفِيهَا قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ التَّعْجِيلَ بِهَا أَفْضَلُ. وَالثَّانِي: أَنَّ التَّأْخِيرَ بِهَا أَفْضَلُ. فَوَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّ التَّعْجِيلَ (¬6) أَفْضَلُ مَا: ¬

_ (¬1) في (س) "رسول الله". (¬2) صحيح البخاري (1/ 115)، (1/ 122). (¬3) بعده في (د) زيادة: "فقد". (¬4) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5468)، وابن ماجه في السنن (1/ 407). (¬5) من بداية الفقرة إلى ها هنا سقط من (س). (¬6) بعده في (د) زيادة: "بها".

[1382] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬1) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعْدُ (¬2) بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا شُعْبَةُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬3)، ثنا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَدِمَ الْحَجَّاجُ، فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتِ الشَّمْسُ (¬4)، وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا، كَانَ إِذَا رَآهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ قَدْ أَبْطَئُوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحُ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ. لَفْظُ حَدِيثِ غُنْدَرٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شُعْبَةَ (¬5). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬6). فَفِي (¬7) هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُعَجِّلُ بِهَا، وَأَنَّ التَّأْخِيرَ كَانَ لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ، لَا أَنَّهُ أَفْضَلُ. [1383] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) في (د) "نا". (¬2) في (د)، (س): "سعيد" وكلاهما محفوظ. (¬3) المصنف (3/ 118). (¬4) وجبت الشمس: غابت. (¬5) صحيح البخاري (1/ 117). (¬6) صحيح مسلم (2/ 119). (¬7) في (س) "فكل".

بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا" (¬1). [1384] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا (¬2) شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ أَوْ رَابِعَةٍ. شَكَّ شُعْبَةُ (¬3). كَذَا قَالَ: بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ، وَإِنَّمَا هُوَ بَشِيرُ بْنُ ثَابِتٍ، وَرَوَاهُ (¬4) أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي الْمَتْنِ وَقَالَ: لِثَالِثَةٍ (¬5). وَأَمَّا وَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّ التَّأْخِيرَ بِهَا أَفْضَلُ مَا: [1385] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيُّ حِينٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُصَلِّيَ الْعِشَاءَ الَّتِي يَقُولُهَا (¬6) النَّاسُ: الْعَتَمَةَ، إِمَامًا وَخِلْوًا؟ (¬7) قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ (¬8) نبِيُّ اللَّهِ (¬9) ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 454). (¬2) في (س) "نا". (¬3) المصدر السابق (1/ 472). (¬4) في (س) "ورواية". (¬5) المصدر السابق (1/ 472). (¬6) ضبب عليها في (د). (¬7) الخِلو: المنفرِد. (¬8) أعتمَ: أخَّرَ. (¬9) قوله: "نبي الله" في (د): "النبي"، وفي (س): "رسول الله".

- صلى الله عليه وسلم - ذاتَ لَيْلَةٍ الْعِشَاءَ حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ وَاسْتَيْقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَقَالَ: الصَّلَاةُ. قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَرَجَ (¬1) نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى (¬2) أَنْظُرُ إِلَيْهِ الْآنَ (¬3) يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى شِقِّ رَأْسِهِ، فَقَالَ: "لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ (¬4) عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا كذَلِكَ" (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ (¬7). [1386] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ حَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى وَقَالَ: "إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَجَّاجٍ (¬8). [1387] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ¬

_ (¬1) في (س) "خرج". (¬2) ضبب عليها في (ق)، (د)، وفي أصل الرواية: "كأني". (¬3) في (ق)، (س) "إلا أن". (¬4) في (س) "أشق". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 557). (¬6) صحيح البخاري (1/ 118). (¬7) صحيح مسلم (2/ 117). (¬8) المصدر السابق (2/ 115).

الْحَسَنُ (¬1) بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَكَثْنَا لَيْلَةً حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ بَعْضُهُ، قَالَ حِينَ خَرَجَ - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلَا أَنْ يَثْقُلَ عَلَى أُمَّتِي لَصَلَّيْتُ بِهِمْ هَذِهِ السَّاعَةَ". ثُمَّ أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ، فَصَلَّى. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَرِيرٍ (¬2). [1388] وأخبرنا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ عُمَرَ، عن سَعِيدِ بْنِ أبِي سَعِيدٍ - يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلَأَخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ". أَوْ: "ثُلُثِ اللَّيْلِ" (¬5). وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَقَالَ: "إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ". لَمْ يَشُكَّ (¬6). [1389] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ ¬

_ (¬1) في (س) "الحسين". (¬2) صحيح مسلم (2/ 116). (¬3) في (س) "أخبرنا". (¬4) في (د) "عبد الله". (¬5) أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 314)، وأحمد في المسند (3/ 1561)، وابن حبان في التقاسيم (5/ 188)، كلهم من طريق يحيى القطان به. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 350).

عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِتَأْخِير الْعِشَاءِ، وَالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَآخَرِينَ عَنْ سُفْيَانَ (¬2). [1390] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ، فَقَالَ: "صَلَّوْا وَرَقَدُوا وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ (¬3) وَكِبَرُ الْكَبِيرِ لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ" (¬4). كَذَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ دَاوُدَ، وَرَوَاهُ الْجَمَاعَةُ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. [1391] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْعَتَمَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى مَضَى نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: "خُذُوا مَقَاعِدَكُمْ". فَأَخَذْنَا مَقَاعِدَنَا، فَقَالَ: "إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا، وَأَخَذُوا (¬5) مَضَاجِعَهُمْ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ، وَلَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَسُقْمُ السَّقِيمِ، لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 51). (¬2) صحيح مسلم (1/ 150). (¬3) في (ق): "الضعف". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 349) عن أبي معاوية. (¬5) تحرفت في (د) إلى: "أخروا". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 46).

[1392] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا عَوْفٌ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أنا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَخْبِرْنَا كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ؟ فَقَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْهَجِيرَةَ (¬1) الَّتِي تَدْعُونَهَا (¬2) الْأُولَى حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ. قَالَ: وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي الْمَغْرِبِ. قَالَ: وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ. قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حِينَ (¬3) يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، وَكَانَ يَقْرأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬4). [1393] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو مَنْصُورٍ الظَّفَرُ (¬5) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحُسَيْنِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ¬

_ (¬1) في (س): "الهجير". والمقصود صلاة الظهر. (¬2) في (د): "التي تدعوا بها" خطأ. (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) صحيح البخاري (1/ 114). (¬5) في (ق): "المظفر" خطأ.

إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُؤَخِّرُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيرِهِ (¬1). [1394] وأخبرنا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، أنا جَدِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ نَحْوًا مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ صَلَاةَ الْعَتَمَةِ بَعْدَ صَلَاتِكُمْ شَيْئًا. وَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬2). [1395] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، أنا (¬3) أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: أَخَّرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ (¬4) الْعِشَاءِ ثَمَانَ لَيَالٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: لَوْ عَجَّلْتَ هَذِهِ الصَّلَاةَ كَانَ أَمْثَلَ لِقَائِمِنَا مِنَ اللَّيْلِ. فَفَعَلَ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 118). (¬2) المصدر السابق (2/ 118). (¬3) في (س) "نا". (¬4) قوله: "صلاة" ليس في (س). (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 203).

مسألة (69): والوتر سنة

مَسْأَلَةٌ (69): وَالْوِتْرُ سُنَّةٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ وَاجِبٌ. (¬2) وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1396] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ (¬3) نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ، حَتَّى دَنَا وَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ". قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ فَقَالَ: "لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ". وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 221)، ومختصر المزني (ص 34)، والحاوي الكبير (2/ 278)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 349)، والوسيط في المذهب (2/ 208 - 209)، والمجموع (3/ 505 - 506). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 155)، وتحفة الفقهاء (1/ 154)، وبدائع الصنائع (1/ 270)، والهداية في شرح البداية (1/ 66)، وتبيين الحقائق (1/ 168 - 169)، والبناية شرح الهداية (2/ 473 - 474). (¬3) ثائر الرأس: أي انتشر شعر رأسه وتفرق.

قَالَ: "لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ". فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ (¬3). [1397] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ (¬4)، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُدْعَى الْمُخْدَجِيَّ سَمِعَ رَجُلًا بِالشَّامِ يُدْعَى أبا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِنَّ الْوِتْرَ وَاجِبٌ. قَالَ الْمُخْدَجِيُّ: فَرُحْتُ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ عُبَادَةُ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ (¬5) أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ - جل وعز - عَهْدٌ (¬6)، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ" (¬7). هَذَا الْحَدِيثُ فِي الْمُوَطَّأِ هَكَذَا. [1398] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 150). (¬2) صحيح البخاري (1/ 18). (¬3) صحيح مسلم (1/ 31). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 17/ أ). (¬5) في (ق)، (د): "عهدا". (¬6) في (د): "عهدًا". (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 132).

الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، أَنَّ (¬1) الْمُخْدَجِيَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَسْكُنُ (¬2) الشَّامَ، قَالَ: إِنَّ الْوِتْرَ وَاجِبٌ، وَإِنَّ الْمُخْدَجِيَّ رَاحَ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ عُبَادَةُ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ (¬3): "خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، مَنْ جَاءَ بِهِنَّ وَلَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهُنَّ (¬4) كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا (¬5)، وَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ (¬6) وَقَدِ انْتَقَصَ (¬7) مِنْ حَقِّهِنَّ شَيْئًا جَاءَ وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ" (¬8). [1399] سمعت مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ يَقُولُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، اسْمُهُ مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ زيدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ (¬9). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَقَدْ سَمَّاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَيْطَارِيُّ الْمِصرِىُّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنْ ¬

_ (¬1) قوله: "أن" ليس في (س). (¬2) في (د) "سكن". (¬3) كلمة: "يقول" ساقط من (د)، (ق) وضبب مكانها فيهما. (¬4) ضبب هنا في (د)، (س)، (ق). (¬5) كذا في النسخ كلها وضبب على الألف في (د)، (ق)، وله وجه جائز في العربية، والله أعلم. (¬6) ضبب عليها في (د). (¬7) في (س) "أنقص". (¬8) أخرجه الشاشي في المسند (3/ 196) من طريق يزيد بن هارون بنحوه. (¬9) انظر ترجمته والخلاف حوله في الإصابة (12/ 595).

أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يُقَالُ لَهُ: رُفَيعٌ، وَاللَّهُ (¬1) أَعْلَمُ. [1400] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ (¬2). تَابَعَهُ الْحَارِثُ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ لَيْسَ بِسَاقِطٍ فِيمَا لَا يُخَالِفُ الثِّقَاتِ. [1401] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْحَفِيدُ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الرُّخِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: كُنَّا نَعْرِفُ فَضْلَ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَلَى حَدِيثِ الْحَارِثِ. [1402] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا (¬3) أَبُو (¬4) جَنَابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ (¬5)، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ؛ النَّحْرُ وَالْوِتْرُ وَرَكعَتَيِ الضُّحَى". ¬

_ (¬1) في (د) "فالله". (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 87). (¬3) أداة التحديث ساقطة من (د). (¬4) قوله: "أبو" ساقط من (س). (¬5) ضبب عليها في (ق).

أَبُو جَنَابٍ (¬1) الْكَلْبِيُّ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَالِاعْتِمَادُ عَلَى حَدِيثِ الْأَعْرَابِيِّ. وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [1403] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلَاثَةٌ (¬2) هُنَّ (¬3) عَلَيَّ فَرِيضَةٌ وَهِيَ (¬4) سُنَّةٌ لَكُمْ؛ الْوِتْرُ وَالسِّوَاكُ وَقِيَامُ اللَّيْلِ" (¬5). [1404] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ أنَّهُ سَأَل عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - عَنِ الْوِتْرِ، فَقَالَ: أَمْرٌ حَسَنٌ جَمِيلٌ عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ مِنْ بَعْدِهِ, وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ (¬6). رُوَاتُهُ (¬7) ثِقَاتٌ؛ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ لِعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَبِيهِ. ¬

_ (¬1) في (د): "أبو جاب". (¬2) في (س): "ثلاث". (¬3) في (د): "هي". (¬4) في (س): "هن". (¬5) أخرجه الأصم في الجزء الثالث من حديثه (ص 151). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 57). (¬7) في (د): "رواية".

[1405] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ ذَرِيحٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَمَضَانَ لَيْلَةً ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَالْوِتْرَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْقَابِلَةِ اجْتَمَعْنَا (¬1) فِي الْمَسْجِدِ، وَرَجَوْنَا أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فَلَمْ نَزَلْ فِيهِ حَتَّى أَصبَحْنَا، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْتَمَعْنَا فِي الْمَسْجِدِ وَرَجَوْنَا أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: "إِنِّي كَرِهْتُ (¬2) أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمُ الْوِتْرُ" (¬3). [1406] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ (¬4)، ثنا يَعْقُوبُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ: وَقَالَ: "إِنِّي خِفْتُ إِنْ خَرَجْتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمُ الْوِتْرُ". أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي كِتَابِهِ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ (¬5). وَقَدْ صَحَّ عَنِ (¬6) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، وَلَوْ كَانَ وَاجِبًا لَمَا فَعَلَهُ عَلَيْهَا: [1407] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الرِّضَا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ ¬

_ (¬1) في (د): "اجتمعا". (¬2) ضبب عليها في (د). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 236). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) الصحيح لابن خزيمة (2/ 255). (¬6) في (د): "عند".

عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَبِّحُ (¬2) عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وِجْهَةٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ (¬3). اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ (¬4). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬5). [1408] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ يُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ (¬6). زَادَ فِيهِ غَيْرُهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ: يُومِئُ إِيمَاءً (¬7): [1409] أخبرناه (¬8) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، فَذَكَرَ بِزِيَادَتِهِ (¬9). ¬

_ (¬1) سقط لفظ الجلالة من (د). (¬2) أي: يتنفل. (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 208). (¬4) صحيح البخاري (2/ 45). (¬5) صحيح مسلم (2/ 150). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 579)، وابن أبي شيبة (4/ 525). (¬7) الإيماء: الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب، والمراد هنا الرأس. النهاية (أوما). (¬8) قوله: "أخبرناه" في (س): "واستدلوا بما أخبرناه". (¬9) أخرجه المؤلف في المعرفة (2/ 323).

وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1410] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ الْوِتْرَ حَقٌّ (¬1)، فَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ" (¬2). هَذَا حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِي رَفْعِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ مَرْفُوعًا، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (¬3) مِنْ رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ (¬4) عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ (¬5)، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ مِنْ رِوَايَةِ وُهَيْبٍ (¬6)، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، وَبَكْرُ بْنُ وَائِلٍ وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ (¬7) وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَدُوَيْدُ بْنُ نَافِعٍ وَغَيْرُهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهُ مَوْقُوفًا عَلَى (¬8) أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، ¬

_ (¬1) في (ق): "خمس". (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 406) من طريق العباس بن الوليد به. (¬3) في (س): "زيد". (¬4) قوله: "حرملة" سقط من (س). (¬5) أخرجه ابن حبان في الصحيح (2/ 168). (¬6) في (س): "وهب"، والحديث أخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة (1/ 393). (¬7) في (ق): "حصين"، وفي (د): "حسن". (¬8) في (س): "عن".

وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ مِنْ رِوَايَةِ رِشْدِينَ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬1)، وَالزُّبَيْدِيُّ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبُو مُعَيْدٍ (¬2) حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُونُسُ جَمِيعًا مِنْ رِوَايَةِ رِشْدِينَ عَنْهُمَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ، كُلُّهُمْ قَالُوا: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أنَّهُ قَالَ: الْوِتْرُ حَقٌّ. مَوْقُوفٌ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ. إِلَّا أَشْعَثَ بْنَ سَوَّارٍ فَإِنَّهُ قَالَ: أُرَاهُ رَفَعَهُ. وَهَكَذَا رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مَوْقُوفًا. وَلِهَذَا الِاخْتِلَافِ تَرَكَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ (¬3). [1411] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُولُ: هَذَا الْحَدِيثُ بِرِوَايَةِ (¬4) يُونُسَ وَالزُّبَيْدِيِّ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَشُعَيْبٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ أَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ مَرْفُوعٍ، وَإِنَّهُ لَيَتَخَالَجُ (¬5) فِي النَّفْسِ مِنْ رِوَايَةِ الْبَاقِينَ مَعَ رِوَايَةِ وُهَيْبٍ عَنْ مَعْمَرٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 19). (¬2) في (ق): "معبد"، وفي (س): "سعيد". (¬3) ينظر العلل للدارقطني (3/ 67). (¬4) في (د): "رواية". (¬5) قال أبو بكر الرازي: "تخالج في صدري منه شيء، أي شككت". مختار الصحاح (خلج). (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 24).

[1412] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا (¬1) عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثيِّ (¬2)، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْوِتْرُ حَقٌّ وَاجِبٌ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يُوتِرَ (¬3) بِثَلَاثٍ فَلْيُوتِرْ، وَمَنْ شَاءَ (¬4) أَنْ يُوْتِرَ بِوَاحِدَةٍ (¬5) فَلْيُوتِرْ بِوَاحِدَةٍ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: قَوْلُهُ: "وَاجِبٌ" لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، لَا (¬6) أَعْلَمُ تَابَعَ ابْنَ حَسَّانَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (¬7). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهِمَ فِي رَفْعِهِ، وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ الْحُمَيْدِيِّ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي أيُّوبَ - رضي الله عنه -، وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ فِي رِوَايَتِهِ: حَقٌّ أَوْ وَاجِبٌ، بِالشَّكِّ مِنْ قَوْلِ أَبِي أَيُّوبَ. [1413] أخبرنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُذَكِّرِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا أبُو الْمُنِيبِ الْعَتكِيُّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا" (¬8). ¬

_ (¬1) أداة التحديث ساقطة من (د). (¬2) قوله: "الليثي" ليس في (د)، (س). (¬3) في (د): "فمن شاء فليوتر". (¬4) في (د): "أشاء". (¬5) في الموضعين من (د): "واحدة". (¬6) في (س): "ولا". (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 340). (¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 69) من طريق زيد بن الحباب به.

أَبُو الْمُنِيبِ الْعَتَكِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثهِ. [1414] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْمُنِيبِ الْعَتَكِيُّ الْمَرْوَزِيُّ سَمِعَ ابْنَ بُرَيْدَةَ وعِكْرِمَةَ، وَرَوَى عَنْهُ زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ. قَالَ أَبُو قُدَامَةَ: أَرَادَ ابْنُ الْمُبَارَكِ - رحمه الله - أَنْ يَأْتِيَهُ فَأُخْبِرَ أَنَّه رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ: "لَا يَجْتَمِعُ الْخَرَاجُ وَالْعُشْرُ" فَلَمْ يَأْتِهِ (¬1). [1415] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَمَّامٌ، عَنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلَاةً فَحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَهِيَ الْوِتْرُ" (¬2). الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ. وَتَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) الْعَرْزَمِيُّ (¬4) وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ (¬5)، وَهُمَا مَتْرُوكَانِ. [1416] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬6) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: وَذُكِرَ عِنْدَ ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 93). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 21). (¬3) في (ق): "عبد الله" خطأ. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 354). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 504)، وأحمد في المسند (3/ 1462). (¬6) في (د): "نا".

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: مُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، فَقَالَ: لَمْ نَتْرُكْهُ مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَلَكِنْ كَانَ اخْتِلَاطٌ مِنْهُ فِي عَطَاءٍ (¬1). [1417] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَلَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثَانِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ شَيْئًا (¬2). [1418] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ؟ قَالَ: ضَعِيفٌ (¬3). [1419] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬4) قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬5). [1420] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ (¬6)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ (¬7)، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 324). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 68) من طريق ابن المثنى به. (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 212). (¬4) في (د): "يقول: قال". (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 285). (¬6) جزء يزيد بن أبي حبيب (ص 40). (¬7) في (س): "عن عبد الله بن راشد بن أبي مرة".

عَنْ خَارِجَةَ الْعَدَوِيِّ - رضي الله عنه -، أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَدَّكُمْ (¬2) بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ (¬3)، وَهِيَ لَكُمْ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ (¬4) الْفَجْرِ: الْوِتْرُ الْوِتْرُ". مَرَّتَيْنِ (¬5). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الزَّوْفِيِّ (¬6)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ (¬7)، عَنْ خَارِجَةَ (¬8). وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ أَوْ أَبِي مُرَّةَ هَذَا لَيْسَ بِمَشْهُورٍ، ثُمَّ لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ لِأَنَّهُ قَالَ: "وَهِيَ لَكُمْ"، وَلَمْ يَقُلْ: "عَلَيْكُمْ". [1421] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْمُعَدِّلُ بِمَرْوَ، ثنا (¬9) أَبُو الْفَضلِ أَحْمَدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ الشَّاهِ مِنْ أَهْلِ خُسْرَوْشَاهَ (¬10)، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي يَعْفُورَ (¬11)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "رسول الله". (¬2) في (د)، (س): "أمركم". (¬3) حمر النعم: هي الإبل الحُمْر، وهي أنفس أموال العرب. (¬4) قوله: "طلوع" مكانه بياض في (س). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 70). (¬6) في (ق): "الزومي" وضبب عليها. (¬7) ضبب عليها في (د). (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 501). (¬9) في (د): "أنا". (¬10) خسروشاه: قرية من قرى مرو. انظر معجم البلدان (2/ 371)، والأنساب للسمعاني (5/ 129). (¬11) في النسخ: "يعقوب"، والمثبت من المختصر (ق 41/ أ)، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (30/ 417).

أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ" (¬1). قَالَ الْحَاكِمُ: لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا عَنْهُ. أَحْمَدُ هَذَا هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ بِشْرِ بْنِ فَضَالَةَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، كَانَ مِمَّنْ يَضَعُ الْمُتُونَ لِلْآثَارِ، وَيَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ لِلْأَخْبَارِ، وَلَعَلَّهُ قَدْ قَلَبَ عَلَى الثِّقَاتِ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ حَدِيثٍ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِهِ الْمَجْرُوحِينَ، وَضَعَّفَ أَمْرَهُ (¬2). [1422] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَبْدُ الْحَمِيدِ، ثنا النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ عَلَيْهِمْ يُرَى الْبِشْرُ أَوِ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكُمْ (¬3) بِصَلَاةٍ، وَهِيَ الْوِتْرُ". قَالَ عَلِيٌّ: النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ ضَعِيفٌ (¬4). [1423] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ الْكُوفِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خسرو في مسند أبي حنيفة (2/ 845). (¬2) المجروحين (1/ 171). (¬3) في أصل الرواية: "أمدكم". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 353). (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 135).

وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ (¬1): النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬2). [1424] حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنا جَدِّي أَبُو عَمْرٍو، نا (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ (¬4) عُمَرَ الْمِهْرَقَانِيُّ (¬5)، ثنا حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلَاةً إِلَى صَلَاتِكُمْ، وَهِيَ الْوِتْرُ" (¬6). لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ بِمِثْلِ هَذَا؛ فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ قِيرَاطٍ ضَعِيفٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ يَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ عَنِ الثِّقَاتِ، وَيَجِيءُ عَنِ الْأَثْبَاتِ بِالطَّامَّاتِ، لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ، وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ يُمَرِّضُ الْقَوْلَ فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُتَّبَعَ (¬7) جَنَازَةٌ فِيهَا صَارِخَةٌ. وَهَذَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬8)، وَلَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ. وَخَارِجَةُ بْنُ مُصعَبٍ أَيْضًا لَيْسَ بِشَيْءٍ، جَرَحَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬9) وَغَيْرُهُ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبو نمير"، والمثبت من المجروحين. (¬2) المجروحين لابن حبان (2/ 391). (¬3) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬4) في (س): "أبو". (¬5) في (ق): "المهرجاني". (¬6) أخرجه ابن الحمامي في حديثه، جزء الاعتكاف (ص 47) من طريق حماد بن قيراط. إلا أنه قال: "عن مجاهد" بدلا من "نافع"، وستأتي رواية مجاهد في رقم (1425). (¬7) حرف المضارعة غير منقوط في (ق)، وفي (د): "يتبع". (¬8) المجروحين (1/ 309). (¬9) ينظر تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 252، 256).

[1425] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، ثنا مَحْمُودُ (¬2) بْنُ مُحَارِبٍ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، هِيَ خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَهِيَ الْوِتْرُ" (¬3). وَهَذَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ بَاطِلٌ، لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرُ مَحْمُودِ بْنِ مُحَارِبٍ هَذَا، وَهُوَ بِنَيْسَابُورَ (¬4)، وَلَعَلَّهُ غَلِطَ فِي إِسْنَادِهِ إِنْ لَمْ يَتَعَمَّدْهُ، أَوْ غَلِطَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1426] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬5) الصَّفَّارُ، أنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمذِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬6) الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ" (¬7). قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ: ذَاكَرْتُ بِهِ بُنْدَارًا (¬8) فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَكَتَبَهُ عَنِّي. هَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يَرْوِيهِ النَّاسُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما -، فَأَمَّا ¬

_ (¬1) في (س): "التواريخ". (¬2) في (س): "محمد". (¬3) أخرجه ابن الحمامي في حديثه، جزء الاعتكاف (1/ 47) من طريق ابن جريج بنحوه. (¬4) في (س): "نيسابوري". (¬5) في (ق): "عندار". (¬6) من قوله: "الصفار" إلى هنا سقط من (س). (¬7) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 159) من طريق الأنصاري به، وأبو جعفر بن البختري في حديثه الجزء الحادي عشر (ص 369) من طريق أبي إسماعيل. (¬8) في (ق)، (د): "لبندار".

بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَإِنَّهُ يَتَفَرَّدُ (¬1) بِهِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ. [1427] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَأَلْتُ أبا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيَّ الْحَافِظَ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ (¬2)، فَقَالَ: ثِقَةٌ صَدُوقٌ. قَالَ الْحَاكِمُ: تَكَلَّمَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ، يَعْنِي الرَّازِيَّ (¬3). أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ، وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه -: [1428] فأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِمَعْنَاهُ. زَادَ: فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "لَيْسَ لَكَ وَلَا لِأَصْحَابِكَ" (¬4). [1429] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا سَعِيدٌ، ثنا مِهْرَانُ الْأَزْدِيُّ (¬5)، ثنا أَبُو سِنَانٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرآنِ". فَقَالَ ¬

_ (¬1) في (ق): "ينفرد"، وفي (س): "تفرد". (¬2) من قوله: "أخبرنا الحاكم" إلى هنا سقط من (س). (¬3) سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 289). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 132). (¬5) في (ق)، (د): "الأدي" وضبب عليها ناسخ (ق)، وهو مهران بن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي. ولم نقف على من نسبه أزديًّا.

أَعْرَابِيٌّ: مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اسْكُتْ، فَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ" (¬1). وَفِي هَذَا دَلِيلٌ أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ؛ إِذْ لَوْ كَانَ وَاجِبًا لَكَانَ أَهْلُ الْقُرْآنِ وَغَيْرُهُمْ فِيهِ شَرَعًا (¬2) كَمَا زَعَمُوا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 507) فأرسله عن أبي عبيدة قال: قال رسول الله، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 178) من طريق سعيد بن سليمان به. (¬2) شرع - بفتح الراء وسكونها -: سواء، لسان العرب (ش ر ع)، وفي المختصر "شركاء".

مسألة (70): والفرض على كل مصل إصابة عين القبلة

مَسْأَلَةٌ (70): وَالْفَرْضُ عَلَى كُلِّ مُصَلٍّ إِصَابَةُ عَيْنِ الْقِبْلَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْفَرْضُ عَلَيْهِ إِصَابَةُ جِهَةِ الْكَعْبَةِ (¬2). وَهُوَ ظَاهِرُ مَا نَقَلَهُ الْمُزَنِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله - (¬3). وَجْهُ الْأَوَّلِ مَا: [1430] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَسَمِعْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ (¬5) يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ دَعَا فِي نَوَاحِيهِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي قُبُلِ الْكَعْبَةِ وَقَالَ: "هَذِهِ الْقِبْلَةُ" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 211)، ومختصر المزني (ص 23)، والحاوي الكبير (2/ 67)، ونهاية المطلب (2/ 87)، والمجموع (3/ 193 - 195)، ونهاية المحتاج (1/ 424). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 10، 10/ 190)، وتحفة الفقهاء (1/ 119)، وبدائع الصنائع (1/ 118)، والهداية في شرح البداية (1/ 47)، وتبيين الحقائق (1/ 100)، والبناية شرح الهداية (2/ 144). (¬3) انظر: مختصر المزني (ص 24). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 78). (¬5) ضبب على: "قال" في (د) و (ق)، وضبب على: "سمعته" في (ق). (¬6) أخرجه أحمد في المسند (9/ 5093).

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬1). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬2). [1431] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ" (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ ضَعْفٌ. [1432] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا (¬4) أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ سُرَيْجٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ (¬5)، عَنْ مُحَمَّدِ (¬6) بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ" (¬7). [1433] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، أنا ابْنُ نَاهِيرٍ (¬8)، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 88). (¬2) صحيح مسلم (4/ 96). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (9/ 67) من طريق إبراهيم بن المنذر به. (¬4) أداة التحديث ساقطة من (د). (¬5) كذا في هذا الإسناد، وانظر كلام المؤلف عليه. (¬6) في (س): "أبي محمد". (¬7) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 129) من طريق محمد بن إسماعيل، فقال: "عن أبي معشر". (¬8) ضبب على الهاء في (د).

بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، مِثْلَهُ. قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا أَشْبَهُ، وَأَبُو مَعْشَرٍ هَذَا ضَعِيفٌ. [1434] وأخبرنا (¬1) أَبُو بَكْرٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا الْخَلَّالُ يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بِالْبَصْرَةِ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ" (¬2). [1435] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، ثنا جَابِرُ بْنُ الْكُرْدِيِّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبَّرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ" (¬3). تَفَرَّدَ بِالْأَوَّلِ يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ، وَبِالثَّانِي ابْنُ الْمُجَبَّرِ، وَالْمَشْهُورُ رِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ: حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَزَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ وَغَيْرِهِمْ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ (¬4) نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - مِنْ قَوْلِهِ. [1436] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَاضِرِيُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ (¬5) بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ (¬6) - رضي الله عنه - قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ (¬7). ¬

_ (¬1) من قوله: "أبو بكر بن إسحاق" إلى هنا سقط من (س). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 5) عن الخلال به. (¬3) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 57/ أ). (¬4) في (س): "ابن". (¬5) قوله: "محمد" تكرر في (س). (¬6) قوله: "عن عمر" سقط في (س). (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 9).

وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرْسَلًا، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - مِنْ قَوْلِهِمَا. وَالْمُرَادُ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَمَنْ كَانَتْ قِبْلَتُهُ عَلَى سَمْتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ تُطْلَبُ قِبْلَتُهُمْ، ثُمَّ تُطْلَبُ عَيْنُهَا (¬1) فَقَدْ: [1437] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا (¬2) الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ إِذَا تَوَجَّهْتَ قِبَلَ الْبَيْتِ (¬3). [1438] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْفَامِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَنْبَسَةَ فِي بَجِيلَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَكِّيُّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الدَّارِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْبَيْتُ قِبْلَةٌ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ، وَالْمَسْجِدُ قِبْلَةٌ لِأَهْلِ الْحَرَمِ، وَالْحَرَمُ قِبْلَةٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ فِي مَشَارِقِهَا وَمَغَارِبِهَا مِنْ أُمَّتِي" (¬4). هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. [1439] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ ¬

_ (¬1) في (ق): "عنها". (¬2) قوله: "محمد بن يعقوب، ثنا العباس" سقط من (س). (¬3) حكاه الدارقطني في العلل (1/ 102). (¬4) أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (2/ 636) عن جعفر به.

عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: الْحَرَمُ كُلُّهُ هُوَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ (¬1). طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ضَعِيفٌ. [1440] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: الْحَرَمُ كُلُّهُ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (1/ 207) من طريق طلحة به. (¬2) المصدر السابق (1/ 207) من طريق حماد به.

مسألة (71): ومن اجتهد فصلى إلى الشرق ثم تيقن أن القبلة إلى الغرب كان عليه إعادة ما صلاه في أصح القولين

مَسْأَلَةٌ (71): وَمَنِ اجْتَهَدَ فَصَلَّى إِلَى الشَّرْقِ (¬1) ثُمَّ تَيَقَّنَ أَنَّ الْقِبْلَةَ إِلَى الْغَرْبِ كَانَ عَلَيْهِ إِعَادَةُ مَا صَلَّاهُ فِي أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالْمُزَنِيُّ: لَا إِعَادَةَ عَلَيْهِ (¬3). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْكِتَابِ؛ قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (¬4)، وَقَدْ بَانَ أَنَّه لَمْ يَسْتَقْبِلْهُ بِوَجْهِهِ فَيَلْزَمُهُ الْإِعَادَةُ. [1441] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الرَّفَّاءُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: مَنْ صَلَّى عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ أَوْ عَلَى غَيْرِ قِبْلَةٍ أَعَادَ الصَّلَاةَ كَانَ فِي الْوَقْتِ أَوْ غَيْرِ الْوَقْتِ (¬5)، إِلَّا أَنْ يَكُونَ خَطَؤُهُ الْقِبْلَةَ ¬

_ (¬1) في (س): "المشرق". (¬2) انظر: الأم (2/ 214)، ومختصر المزني (ص 24)، والحاوي الكبير (2/ 80)، ونهاية المطلب (2/ 97)، والمجموع (3/ 206 - 207). (¬3) انظر: الأصل (3/ 9)، والمبسوط للسرخسي (1/ 216)، (10/ 192 - 193)، وتحفة الفقهاء (1/ 121)، وبدائع الصنائع (1/ 118)، والهداية في شرح البداية (1/ 47)، والبناية شرح الهداية (2/ 150)، ومختصر المزني (ص 24)، والمجموع (3/ 206 - 207). (¬4) سورة البقرة (آية: 144). (¬5) في (د)، (س): "وقت".

تَحَرُّفًا أَوْ شَيْئًا يَسِيرًا (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1442] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ - أَوْ: سَيْرٍ (¬2) - فَأَصَابَنَا غَيْمٌ، فَتَحَرَّيْنَا فَاخْتَلَفْنَا فِي الْقِبْلَةِ، وَصَلَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَى حِدَةٍ، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِد مِنَّا يَخُطُّ بَيْنَ يَدَيْهِ لِنَعْلَمَ أَمْكِنَتَنَا، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلَمْ يَأْمُرْنَا بِالْإِعَادَةِ، وَقَالَ: "قَدْ أَجْزَأَتْ صَلَاتُكُمْ" (¬3). كَذَا قَالَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ: [1443] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى الرَّقِّيُّ بِأَنْطَاكِيَةَ، ثنا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ مَرْوَانَ الرَّقِّيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ، وَأَصَابَنَا (¬4) غَيْمٌ، فَاخْتَلَفْنَا فِي الْقِبْلَةِ، فَصَلَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَى حِدَةٍ، وَخَطَطْنَا بَيْنَ أَيْدِينَا لِنَعْلَمَ أَمْكِنَتَنَا الَّتِي صَلَّيْنَا فِيهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا نَظَرْنَا فَإِذَا نَحْنُ قَدْ (¬5) صَلَّيْنَا عَلَى غَيْرِ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 13). (¬2) ضبب عليها في (د). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 495). (¬4) في (ق): "فأصابنا". (¬5) قوله: "قد" ليس في (س).

الْقِبْلَةِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "أَجْزَتْ (¬1) صَلَاتُكُمْ". وَلَمْ يَأْمُرْنَا بِإِعَادَةٍ (¬2). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ: [1444] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّيْنَا لَيْلَةً فِي غَيْمٍ وَخَفِيَتْ عَلَيْنَا الْقِبْلَةُ، وَعَلَّمْنَا عَلَمًا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا نَظَرْنَا فَإِذَا نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنَا إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "قَدْ أَحْسَنْتُمْ". وَلَمْ يَأْمُرْنَا أَنْ نُعِيدَ (¬3). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ الْعَرْزَمِيُّ عَنْ عَطَاءٍ: [1445] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَسَنُ (¬4) بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ (¬5)، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ، وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ. لَا يَثْبُتُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَسَانِيدِ الثَّلَاثِ (¬6)؛ وَذَاكَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَالِمٍ أَبُو ¬

_ (¬1) في (س): "أجزأتكم". (¬2) في (س): "بالإعادة". (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 262). (¬4) في (د): "الحسين". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 6). (¬6) كذا في النسخ، والجادة: "الثلاثة".

سَهْلٍ الْكُوفِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيَّ وَالْحَارِثَ بْنَ نَبْهَانَ ضَعِيفَانِ. وَعَبْدُ الْمَلِكِ الْعَرْزَمِيُّ (¬1) هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، إِلَّا أَنَّ الطَّرِيقَ إِلَيْهِ لَيْسَ بِوَاضِحٍ. [1446] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ (¬2)، وَكَانَا لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ (¬3). [1447] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، فَقَالَ: كَانَا ضَعِيفَيْنِ (¬4). [1448] قال: وَسَمِعْتُ يَحْيَى وَأَصْحَابُنَا عِنْدَهُ؛ أَبِي وَعَمِّي أَبُو بَكْرٍ وَعَمِّيَ الْقَاسِمُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَذَكَرُوا مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيَّ وَبُكَيْرَ بْنَ عَامِرٍ وَمُوسَى بْنَ مُطَيْرٍ وَمُوسَى بْنَ طَرِيفٍ؛ سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: كُلُّ هَؤُلَاءِ ضُعَفَاءُ. فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ (¬5). [1449] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، ¬

_ (¬1) زاد هنا في (س): "هذا". (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 481). (¬3) المصدر السابق (3/ 518) من طريق الفلاس به. (¬4) المصدر السابق (3/ 508) عن ابن أبي شيبة به. (¬5) المصدر السابق (3/ 518).

أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ، كُوفِيٌّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، كَانَ الثَّوْرِيُّ يَرْوِي عَنْهُ وَيَقُولُ: أَبُو سَهْلٍ. وَرُبَّمَا قَالَ: عَنْ رَجُلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، يَتكَلَّمُونَ فِيهِ، كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَنْهَى عَنْهُ (¬1). [1450] قال: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ الْفَزَارِيُّ، كَنَّاهُ قَبِيصَةُ، عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى (¬2). [1451] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬3) الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ سَاقِطٌ (¬4)، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ، غَيْرُ ثِقَةٍ (¬5)، وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ يُضَعَّفُ حَدِيثُهُ (¬6). [1452] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬7) الرُّصَافِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 123). (¬2) المصدر السابق (ص 125). (¬3) قوله: "يعقوب" تكرر في (س). (¬4) أحوال الرجال (ص 77). (¬5) المصدر السابق (ص 81). (¬6) المصدر السابق (ص 201). (¬7) في (س): "الحسن".

بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً كُنْتُ فِيهَا، فَأَصَابَتْنَا ظُلْمَةٌ فَلَمْ نَعْرِفِ الْقِبْلَةَ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَّا: الْقِبْلَةُ هَا هُنَا قِبَلَ الشَّمَالِ. وَصَلَّوْا وَخَطُّوا خَطًّا، وَقَالَ بَعْضُنَا: الْقِبْلَةُ هَا هُنَا قِبَلَ الْجَنُوبِ. وَخَطُّوا خَطًّا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ أَصْبَحَتْ تِلْكَ الْخُطُوطُ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَقَدِمْنَا مِنْ سَفَرِنَا فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَسَكَتَ، وَأَنْزَلَ (¬1) اللَّهُ - عز وجل -: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬2) أَيْ: حَيْثُ كُنْتُمْ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ (¬4) الْبَاغَنْدِيُّ (¬5)، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ لِمَا فِيهِ مِنَ الْوِجَادَةِ. وَالَصَّحِيحُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ (¬6) عُمَرَ، أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي التَّطَوُّعِ خَاصَّةً، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي آخِرِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. وَرُوِيَ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ: [1453] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أَشْعَثُ السَّمَّانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "فأنزل". (¬2) ذكر تتمة الآية في (د): {اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة (آية: 115). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 6) من طريق أحمد بن عبيد الله به. (¬4) في (س): "سلمان". (¬5) في (د): "الباغدي". (¬6) في (س): "أبي".

قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي السَّفَرِ فِي لَيْلَةٍ (¬1) مُظْلِمَةٍ، فَلَمْ نَدْرِ كَيْفَ الْقِبْلَةُ، فَصَلَّى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى حِيَالِهِ (¬2)، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، نَزَلَتْ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (¬3). أَشْعَثُ السَّمَّانُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَعَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ. [1454] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ شَيْئًا قَطُّ (¬4) (¬5). [1455] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ ضَعِيفٌ (¬6). [1456] قال: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، لَيْسَ حَدِيثُهُ بشَيْءٍ (¬7). [1457] قال: وَسَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ (¬8). ¬

_ (¬1) في (س): "الليلة". (¬2) أي: تلقاء وجهه. النهاية (حيل). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 7). (¬4) في (د) و (ق): "ساقط"، وهو تحريف. (¬5) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 161) من طريق محمد بن المثنى به. (¬6) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 183). (¬7) المصدر السابق (4/ 81). (¬8) المصدر السابق (4/ 281).

[1458] وقال فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ التَّارِيخِ: الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ضَعِيفٌ (¬1). [1459] وقال فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). [1460] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيِّ، عَنْ يَحْيَى (¬3). [1461] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّهَا نَزَلَتْ يَعْنِي: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} فِي التَّطَوُّعِ خَاصَّةً، حَيْثُ تَوَجَّهَ بِكَ (¬4) بَعِيرُكَ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 123). (¬2) المصدر السابق (4/ 88). (¬3) صحيح مسلم (2/ 149). (¬4) قوله: "بك" في النسخ: "به"، وضبب عليه ناسخ (د)، وفي أصل الرواية عند الدارقطني "بك". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 6).

مسألة (72): والمراهق إذا افتتح صلاة الوقت بشروط صحتها من طهارة النعل والبدن واللباس، والعقد بالنية، ثم بلغ في خلالها فإنه يتم ما عقده ولا إعادة عليه، وكذلك إن تحلل من هذه الصلاة التي عقدها على استكمال شرائطها ثم بلغ والوقت باق فلا إعادة عليه

مَسْأَلَةٌ (72): وَالْمُرَاهِقُ (¬1) إِذَا افْتَتَحَ صَلَاةَ الْوَقْتِ بِشُرُوطِ صِحَّتِهَا مِنْ طَهَارَةِ النَّعْلِ (¬2) وَالْبَدَنِ وَاللِّبَاسِ، وَالْعَقْدِ بِالنِّيَّةِ، ثُمَّ بَلَغَ فِي خِلَالِهَا فَإِنَّهُ يُتِمُّ مَا عَقَدَهُ وَلَا إِعَادَةَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ إِنْ تَحَلَّلَ مِنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ الَّتِي عَقَدَهَا عَلَى اسْتِكْمَالِ شَرَائِطِهَا (¬3) ثُمَّ بَلَغَ وَالْوَقْتُ بَاقٍ فَلَا إِعَادَةَ عَلَيْهِ (¬4). وَقَالَ أبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ الْإِعَادَةُ سَوَاءٌ بَلَغَ فِي خِلَالِ مَا عَقَدَ أَوْ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهَا إِذَا كَانَ الْوَقْتُ بَاقِيًا (¬5). وَدَلِيلُنَا أَشْيَاءُ مِنْهَا: أَنَّهُ مَأْمُورٌ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْبُلُوغِ بِدَلِيلِ مَا: [1462] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ (¬6) بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (¬7)، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) المراهق: الذي قارب البلوغ ولم يبلغ بعدُ. (¬2) في (ق)، (د) والمختصر: "الفعل". (¬3) في (ق)، (د): "شرائطهما". (¬4) انظر: الأم (2/ 180)، والحاوي الكبير (1/ 97)، والمجموع (2/ 13). (¬5) انظر: بدائع الصنائع (1/ 95). (¬6) قوله: "يعقوب" مكانه بياض في (س). (¬7) في (د): "سعيد".

قَالَ: "إِذَا بَلَغَ أَوْلَادُكُمْ سَبْعَ سِنِينَ فَفَرِّقُوا بَيْنَ فُرُشِهِمْ، وَإِذَا (¬1) بَلَغُوا عَشْرَ سِنِينَ فَاضْرِبُوهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ" (¬2). وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَالَ: "مُرُوا الصَّبِيَّ بِالصَّلَاةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ" (¬3). وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ؛ فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ وَأَبِيهِ (¬4) وَجَدِّهِ، وَرَوَى لَهُمْ فِي الصَّحِيحِ. وَشَاهِدُهُ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ مَا: [1463] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّقَّاقُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو حَمْزَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مُرُوا الصِّبْيَانَ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا فِي عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ" (¬5). تَابَعَهُ وَكِيعٌ وَإِسْمَاعِيلُ (¬6) عَنْ سَوَّارِ بْنِ دَاوُدَ أَبِي حَمْزَةَ الْمُزَنِيِّ الصَّيْرَفِيِّ، وَقَالَا فِيهِ: "وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ". * * * ¬

_ (¬1) في (س): "فإذا". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 477). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 366). (¬4) في (د): "وابنه". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 477). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 367).

مسألة (73): ولا تنعقد الصلاة إلا بقوله: الله أكبر أو الله الأكبر

مَسْأَلَةٌ (73): وَلَا تَنْعَقِدُ الصَّلَاةُ إِلَّا بِقَوْلِهِ: اللَّهُ أَكْبَرُ أَوِ (¬1) اللَّهُ الْأَكْبَرُ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَنْعَقِدُ بِجَمِيعِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ الْمُنَاسِبَةِ (¬3) لِلتَّكْبِيرِ، وَبِالِاسْمِ دُونَ الصِّفَةِ (¬4). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1464] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. (ح) [1465] قال: وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ - وَهَذَا لَفْظُ ابْنِ الْمُثَنَّى - قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجَلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْهِ (¬5)، فَقَالَ: "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ ¬

_ (¬1) في (س): "و". (¬2) انظر: الأم (2/ 227)، ومختصر المزني (ص 25)، والحاوي الكبير (2/ 93)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 129)، والمجموع (3/ 260). (¬3) في (د): "المناسبات". (¬4) انظر: الأصل (1/ 38)، والمبسوط للسرخسي (1/ 35)، وتحفة الفقهاء (1/ 123)، وبدائع الصنائع (1/ 130)، والهداية في شرح البداية (1/ 48)، والبناية شرح الهداية (2/ 173). (¬5) زاد في أصل الرواية: "السلام"، وكذا في صحيح مسلم.

تُصَلِّ". فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، [فَسَلَّمَ عَلَيْهِ] (¬1) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ". ثُمَّ قَالَ: "ارْجِعْ (¬2) فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، عَلِّمْنِي. قَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّر، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ اجْلِسْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا". قَالَ الْقَعْنَبِيُّ: عَنْ سَعِيدِ (¬3) بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ (¬4)، عَنْ (¬5) أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ، وَإِنِ انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا فَإِنَّمَا انْتَقَصْتَهُ مِنْ صَلَاتِكَ". وَقَالَ فِيهِ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ" (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ بُنْدَارٍ (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬8)، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى. [1466] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين من أصل الرواية، وليس في النسخ. (¬2) في (س): "قم". (¬3) في (س): "سعد" وضبب عليه. (¬4) في (د): "ابن المقبري". (¬5) ضبب عليها في (د). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 46). (¬7) صحيح البخاري (1/ 152). (¬8) صحيح مسلم (2/ 10).

يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ (¬1). وَقَدْ (¬2) قَالَ: "صَلُّوا كمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي". وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ. [1467] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذْ جَاءَ رَجُلٌ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وعَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَعَلَيْكَ, ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". قَالَ: فَرَجَعَ فَصَلَّى، فَجَعَلْنَا نَرْمُقُ (¬3) صَلَاتَهُ لَا نَدْرِي مَا يَعِيبُ مِنْهَا، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَعَلَيْكَ (¬4)، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تصَلِّ". وَذَكَرَ ذَلِكَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثَةً، فَقَالَ لَهُ (¬5) الرَّجُلُ: مَا أَدْرِي مَا عِيبَ عَلَيَّ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 54). (¬2) قوله: "قد" ليس في (س). (¬3) أي: ننظر. (¬4) قوله: "وعليك" من (س). (¬5) قوله: "له" انفردت به (س).

مِنْ صَلَاتِي. فَقَالَ لَهُ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّهَا لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ يَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ، وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ، وَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُمَجِّدُهُ، وَيَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا أَذِنَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْكَعُ وَيَضَعُ كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ وَتَسْتَوِيَ، ثُمَّ يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. وَيَسْتَوِي قَائِمًا حَتَّى يَأْخُذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ يُقِيمُ صُلْبَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَسْجُدُ فَيُمَكِّنُ جَبْهَتَهُ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ وَتَسْتَوِيَ (¬2)، ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَسْتَوِي قَاعِدًا عَلَى مَقْعَدَتِهِ وَيُقِيمُ صُلْبَهُ". فَوَصَفَ الصَّلَاةَ هَكَذَا حَتَّى فَرَغَ ثُمَّ قَالَ: "لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يَفْعَلَ ذَلِكَ". قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ بَعْدَ أَنْ أَقَامَ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى إِسْنَادَهُ؛ فَإِنَّهُ حَافِظٌ ثِقَةٌ، وَكُلُّ مَنْ أَفْسَدَ مَا بَعْدَهُ فَالْقَوْلُ قَوْلُ هَمَّامٍ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ وَأَبُوهُ مِنْ شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَحْدَهُ. [1468] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ (¬4)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ (¬5)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ¬

_ (¬1) قوله: "له" انفردت به (س). (¬2) في (د): "ويستوي"، وغير منقوطة في (س). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 524). (¬4) في (س): "المكرماني". (¬5) في (س): "ميمون".

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ" (¬1). كَذَا قَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَقَدْ: [1469] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ أَبِي الدُّمَيْكِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ، وَالتَّكْبِيرُ تَحْرِيمُهَا، وَالتَّسْلِيمُ تَحْلِيلُهَا". هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ (¬2). وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ السَّعْدِيِّ: [1470] أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا (¬3) أَبُو سَعِيدٍ الْأَعْرَابِيُّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أُرَاهُ رَفَعَهُ، شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ، وَفِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ تَسْلِيمَةٌ" (¬4). تَابَعَهُ أَبُو حَنِيفَةَ (¬5) وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ (¬6) وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ (¬7) وَأَبُو مَالِكٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 36) عن أبي مسلم به، وانظر علل الدارقطني (5/ 475). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 50) عن ابن أبي الدميك به. (¬3) في (د): "نا". (¬4) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 287) من طريق أبي معاوية به. (¬5) الآثار لمحمد بن الحسن (1/ 45). (¬6) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 292) من طريق ابن فضيل به. (¬7) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 300) من طريق حمزة به.

النَّخَعِيُّ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالُوا: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَشُكُّوا فِي رَفْعِهِ. وَأَشْهَرُ إِسْنَادٍ فِيهِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ: [1471] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا (¬1) عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ (¬2). (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. (ح) (¬3) قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَيْسَانَ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، كُلُّهُمْ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَإِحْرَامُهَا التَّكْبِيرُ، وَإِحْلَالُهَا التَّسْلِيمُ" (¬4). [1472] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنْظَلِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقُولُوا: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" (¬5). ¬

_ (¬1) أداة التحديث ساقطة من (د). (¬2) أخرجه أبو نعيم في كتاب الصلاة (ص 63). (¬3) حاء التحويل هذه انفردت بها النسخة (س). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 72). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 567).

مسألة (74): وإذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي كفاه منكبيه

مَسْأَلَةٌ (74): وَإِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ كَفَّاهُ مَنْكِبَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَرْفَعُهُمَا حَتَّى يُحَاذِيَ كَفَّاهُ أُذُنَيْهِ (¬2). [1473] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلَا يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ (¬3). مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ (¬4). [1474] أخبرنا علِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 234 - 235)، ومختصر المزني (ص 25)، والحاوي الكبير (2/ 98)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 475 - 476)، والمجموع (3/ 262 - 263). (¬2) انظر: الأصل (1/ 28 - 29)، والمبسوط للسرخسي (1/ 10 - 12)، وتحفة الفقهاء (1/ 126)، وبدائع الصنائع (1/ 199)، والهداية في شرح البداية (1/ 48)، والبناية شرح الهداية (2/ 169). (¬3) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 35). (¬4) صحيح البخاري (1/ 148) من طريق الزهري به، وصحيح مسلم (2/ 6) من طريق ابن عيينة به.

شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ (¬1) عَبْدِ (¬2) اللَّهِ بْنِ شِهَابِ الْقُرَشِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ التَّكْبِيرَ فِي الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ (¬3) يُكَبِّرُ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ إِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ فَعَلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ". وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَسْجُدُ، وَلَا حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬4). [1475] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ". وَإِذَا رَكَعَ كَبَّرَ حِينَ يَرْكَعُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ عَدَلَ صُلْبَهُ فَلَمْ يُصَوِّبْهُ وَلَمْ يُقْنِعْهُ (¬5)، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ اعْتَدَلَ حَتَّى جَاءَ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ كَمَا صَنَعَ فِي ابْتِدَاءِ الصَّلَاةِ، ¬

_ (¬1) في (س): "عن"، وضبب عليها في (د). (¬2) ضبب فوقها في (د). (¬3) في (د): "حتى". (¬4) صحيح البخاري (1/ 148). (¬5) لم يصوب رأسه: أي لم يخفضه، ولم يقنعه: أي لا يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره.

حَتَّى إِذَا كَانَتِ السَّجْدَةُ الَّتِي تَكُونُ حِلَّةَ الصَّلَاةِ رَفَعَ رَأْسَهُ فِيهَا وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَأَمَّا حَدِيثُ وَائلِ بْنِ حُجْرٍ - رضي الله عنه -، فَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلٍ: حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ (¬2). وَرَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (¬3) وَشَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ (¬4)، أَحَدُهُمَا: حَتَّى حَاذَتَا أُذُنَيْهِ. وَشَرِيكٌ: حِيَالَ أُذُنَيْهِ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا بِحِيَالِ مَنْكِبَيْهِ، وَحَاذَى إِبْهَامَيْهِ (¬5) أُذُنَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ (¬6). [1476] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ (¬7) عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في صحيحه (7/ 680) من طريق أبي أسامة به، وابن عساكر في معجمه (2/ 942) من طريق الصفار به. (¬2) أخرجه الشافعي في المسند (1/ 254). (¬3) المصدر السابق (2/ 47) من طريق بشر بن المفضل به. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 49) من طريق شريك به. (¬5) في (س): "إبهامه"، وفي المختصر وسنن أبي داود: "بإبهاميه". (¬6) المصدر السابق (2/ 46). (¬7) في (س): "عن". (¬8) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 71) عن سفيان به.

فَاتَّفَقَتِ الرِّوَايَاتُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنهم -، كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ، مَعَ الْأَثرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهم -، فَالْمَصِيرُ إِلَيْهِ أَوْلَى مِنْ رِوَايَةِ مَنِ اخْتَلَفَتِ (¬1) الْأَلْفَاظُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [1477] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، قَالَا: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كَامِلٍ (¬2). وَإِنَّمَا أَرَادَ: حَتَّى حَاذَتْ أطرَافُ أَصَابِعِهِ فُرُوعَ أُذُنَيْهِ، فَقَدْ: [1478] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ حَتَّى حَاذَتَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (د): "اختلف". (¬2) صحيح مسلم (2/ 7). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (9/ 4749).

مسألة (75): والسنة أن يضع اليمنى على اليسرى تحت صدره وفوق سرته

مَسْأَلَةٌ (75): وَالسُّنَّةُ أَنْ يَضَعَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى تَحْتَ صَدْرِهِ وَفَوْقَ سُرَّتِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَضَعُهُمَا تَحْتَ السُّرَّةِ (¬2). [1479] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى صَدْرِهِ (¬3). [1480] قال: وَحَدَّثَنَا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - افْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ، ثُمَّ وَضَعَهُمَا (¬4) عَلَى صَدْرِهِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ عَنِ الثَّوْرِيِّ، لَمْ يَذْكُرْ (¬5) وَاحِدٌ مِنْهُمْ: عَلَى صَدْرِهِ، غَيْرَ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 25)، والحاوي الكبير (2/ 99 - 100)، ونهاية المطلب (2/ 136)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 477 - 478)، والمجموع (3/ 267 - 270). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 24)، وتحفة الفقهاء (1/ 126)، وبدائع الصنائع (1/ 201)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 107)، والبناية شرح الهداية (2/ 181). (¬3) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 537) عن أبي موسى محمد بن المثنى به. (¬4) في (ق)، (د): "وضعها". (¬5) في (د): "لم يذكروا".

[1481] أخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ بِالْكُوفَةِ، ثنا عَمِّي أَحْمَدُ بْنُ جَنَاحٍ، ثنا أَبُو الْحَرِيشِ (¬1)، ثنا شَيْبَانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (¬2)، قَالَ: وَضْعُ يَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى وَسطِ يَدِهِ الْيُسْرَى، ئُمَّ وَضْعُهُمَا (¬3) عَلَى سُرَّتِهِ (¬4). وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي الْحَرِيشِ: عَلَى صَدْرِهِ. [1482] وبإسناده، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَنَسٍ بِمِثْلِهِ، أَوْ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ (¬5). [1483] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا يَزِيدُ، أنا أَبُو رَجَاءٍ رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ النُّكرِيَّ، ثنا أَبُو الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، قَالَ: وَضْعُ الْيُمْنَى عَلَى الشِّمَالِ عِنْدَ النَّحْرِ فِي الصَّلَاةِ (¬6). [1484] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَمْرٍو ابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "أحمد بن الحريش". (¬2) سورة الكوثر (آية: 2). (¬3) في (د): "وضعها". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (5/ 173) من طريق حماد بن سلمة، وفيه: "عاصم عن عقبة" لم يذكر: "عن أبيه"، وانظر علل الدارقطني (2/ 60). (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 30). (¬6) أخرجه الحربي في غريب الحديث (2/ 443) من طريق أبي رجاء الكليبي به.

ثَابِتٍ، عَنْ أَنسٍ (¬1) قَالَ: مِنْ أَخْلَاقِ النُّبُوَّةِ تَعْجِيلُ الْإِفْطَارِ وَتَأْخِيرُ السُّحُورِ، وَوَضْعُكَ (¬2) يَمِينَكَ عَلَى شِمَالِكَ فِي الصَّلَاةِ تَحْتَ السُّرَّةِ (¬3). تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ (¬4) زَرْبِيٍّ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. [1485] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ خَالُويَهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الْبَابَسِيرِيُّ (¬5)، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ زَيْدٍ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْضَةَ (¬6)، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ وَضْعُ الْأَيْدِي عَلَى الْأَيْدِي تَحْتَ السُّرَّةِ (¬7). هَكَذَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ (¬8)؛ فَرُوِيَ هَكَذَا، وَرُوِيَ كَمَا: [1486] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا ابْنُ الْجَارُودِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشجُّ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ الْيُمْنَى ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) في (س): "ووضع". (¬3) أخرجه الجوهري في أماليه (حديث 24) من طريق أنس به. (¬4) زاد هنا في (ق): "أبي". (¬5) في (ق): "الباسيري". (¬6) كذا في النسخ، وصوابه: "أبي جحيفة" كما في مصادر التخريج، وهو السوائي، انظر تهذيب الكمال (31/ 132). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 69) والدارقطني في السنن (2/ 34) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق به. (¬8) قوله: "فيه" ليس في (ق).

عَلَى يَدِهِ (¬1) الْيُسْرَى تَحْتَ السُّرَّةِ فِي الصَّلَاةِ (¬2). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ: [1487] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيادٍ الْقَطَّانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى تَحْتَ السُّرَّةِ فِي الصَّلَاةِ (¬3). وَأَصَحُّ (¬4) أَثَرٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ عَنِ التَّابِعِينَ، وَهُوَ مَا: [1488] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَمَرَنِي عَطَاءٌ أَنْ أَسْأَلَ سَعِيدًا - يَعْنِي - ابْنَ جُبَيْرٍ: أَيْنَ يَكُونُ الْيَدَانِ فِي الصَّلَاةِ فَوْقَ السُّرَّةِ أَوْ أَسْفَلَ مِنَ السُّرَّةِ؟ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: فَوْقَ السُّرَّةِ (¬5) (¬6). وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ كَذَلِكَ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "يده" ليس في (س). (¬2) أخرجه الأشج في حديثه (ص 138). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 71) من طريق عبد الواحد بن زياد به، وهذا الحديث سقط كله من (س). (¬4) في (س): "وأوضح". (¬5) في (د): "فوق من السرة". (¬6) أخرجه عبد الرزاق في إكمال الأمالي من آثار الصحابة (ص 52) من طريق ابن جريج به.

مسألة (76): والمختار أن يستفتح بقوله: وجهت وجهي

مَسْأَلَةٌ (76): وَالْمُخْتَارُ أَنْ يَسْتَفْتِحَ بِقَوْلِهِ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الِاخْتِيَارُ فِيهِ قَوْلُهُ (¬2): سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ (¬3). [1489] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ الْأُصُولِيُّ - رضي الله عنه - لَفْظًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْمَاجِشُونُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: كَانَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: "وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي (¬4) وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ (¬5)، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي (¬6) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 240 - 241)، ومختصر المزني (ص 25)، والحاوي الكبير (2/ 100 - 101)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 489)، والمجموع (3/ 271 - 272). (¬2) قوله: "قوله" ليس في (ق). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 12)، وتحفة الفقهاء (1/ 127)، وبدائع الصنائع (1/ 202)، والبناية شرح الهداية (2/ 184 - 185). (¬4) النسك: العبادة والطاعة وكل ما تقرب به إلى الله تعالى. والنسك كذلك: الذبح. (¬5) في (د): "لا إله لي إلا أنت". (¬6) في (ق): "لا يهدني".

لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ (¬1)، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إِلَيْكَ". وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَعِظَامِي وَمُخِّي وَعَصَبِي". وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَملْءَ الْأَرْضِ، وَملْءَ مَا بَيْنَهُمَا (¬2)، وَملْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ". وإِذَا سَجَدَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ فَصَوَّرَهُ (¬3) فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ (¬4)، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ". فَإِذَا (¬5) سَلَّمَ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ (¬6) الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ" (¬7). أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، ¬

_ (¬1) لبيك: هو من التلبية، وهي إجابة المنادي: أي إجابتي لك يا رب، وهو مأخوذٌ من لب بالمكان وألب إذا أقام به، وألب على كذا، إذا لم يفارقه، ولم يستعمل إلا على لفظ التثنية في معنى التكرير: أي إجابة بعد إجابة. وقيل: معناه اتجاهي وقصدي يا رب إليك. وسعديك: أي ساعدت طاعتك مساعدةً بعد مساعدة، وإسعادًا بعد إسعاد، ولهذا ثُنِّي. والإسعاد: الإعانة. انظر النهاية (لبب، سعد). (¬2) قوله: "وملء ما بينهما" ليس في (س). (¬3) في (س): "وصوره". (¬4) في أصل الرواية وصحيح مسلم: "صوره". (¬5) في (س): "وإذا". (¬6) قوله: "وأنت" ليس في (د)، (س) وضبب مكانه في (د). (¬7) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 129).

وَعَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ (¬1). [1490] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا شُرَيْحُ (¬2) بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ: قَالَ لِي ابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَابْنُ أَبِي فَرْوَةَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ: فَإِذَا قُلْتَ أَنْتَ ذَاكَ (¬3) فَقُلْ: وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. يَعْنِي قَوْلَهُ: "وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" (¬4). وَهَكَذَا ذَكَرَهُ إِمَامُنَا الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -. [1491] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ (¬5)، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" (¬6). [1492] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، ثنا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 186). (¬2) في النسخ: "سريج"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "ذلك". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 40). (¬5) قال النووي: "وتعالى جَدُّك: مفتوح الجيم، أي ارتفعت عظمتك، وقيل: المراد بالجد الغِنى، وكلاهما حسن". تهذيب الأسماء واللغات (3/ 48). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 509).

طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَقَدْ رَوَى قِصَّةَ الصَّلَاةِ جَمَاعَةٌ عَنْ بُدَيْلٍ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ شَيْئًا مِنْ هَذَا (¬1). [1493] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" (¬2). حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ضَعِيفٌ. [1494] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ لَا يَرْضَى حَارِثَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ (¬3). [1495] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ ضَعِيفٌ" (¬4). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [1496] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ (¬5) عَلَى عَائِشَةَ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 41). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 64) من طريق سعدان به. (¬3) المستدرك للحاكم (1/ 510). (¬4) تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/ 165). (¬5) في (د)، (س): "عمر".

- رضي الله عنها - فَسَأَلْتُهَا عَنِ افْتِتَاحِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: كَانَ إِذَا كَبَّرَ قَالَ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غيْرُكَ" (¬1). تَفَرَّدَ بِهِ سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ هَذَا (¬2) عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَلَيْسَ بِالْمَشْهُورِ (¬3) عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَلَا عَنْ عَطَاءٍ. [1497] أخبرنا (¬4) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ كَبَّرَ ثُمَّ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ". ثُمَّ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ كبِيرًا". ثَلَاثًا "أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ (¬5) ". ثُمَّ يَقْرَأُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ يَقُولُونَ: هُوَ (¬6) عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ. الْوَهَمُ مِنْ جَعْفَرٍ (¬7). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ لَيْسَ بِمَذْكُورٍ فِي الصَّحِيحِ، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 61/ ب). (¬2) قوله: "هذا" تكررت في (د). (¬3) في (س): "المشهور". (¬4) في (د): "أخبرني". (¬5) الهمز: النخس والغمز، وقد ورد في بعض الحديث تفسير الهمز بالمُوتة، وهي الجنون، والنفث بالشِّعر. (¬6) كلمة: "هو" ليست في (د). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 41).

وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَإِنِ اسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْلِمٌ فَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ، وَلَيْسَ فِي الِاسْتِفْتَاحِ بِسُبْحَانَكَ (¬1) اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ حَدِيثٌ أَسْلَمُ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الثَّلَاثَةِ (¬2)، وَفِيهَا مَا فِيهَا، وَمَا رَوَيْنَا مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ، وَالْأَوْلَى أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ أَرَادَ الِاقْتِصَارَ عَلَى أَحَدِهِمَا فَيَقْتَصِرُ عَلَى مَا لَا شُبْهَةَ (¬3) فِي صِحَّتِهِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَرُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ: [1498] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ (¬4) الْعِجْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، أنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ إِبْهَامَاهُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ مِنَ الثِّقَاتِ غَيْرَ أَنَّهُ سَاءَ حِفْظُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَغَلِطَ فِي أَحَادِيثَ، وَلَا أَدْرِي هَلْ رَوَاهُ غَيْرُ هَذَا الْعِجْلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ أَمْ لَا؟ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْوَهَمُ مِنْهُ (¬6)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1499] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: ¬

_ (¬1) في (ق)، (د)، (س): "سبحانك"، والمثبت من المختصر. (¬2) في (ق)، (د): "الثلاث". (¬3) في (س): "يشبهه" ورقم فوقها حرف (ط). (¬4) قوله: "ابن الأسود" من (س). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 61/ ب). (¬6) في (س): "ضده".

"سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" (¬1). وَهَذَا عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - ثَابِتٌ، وَقَدْ رَفَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو (¬2) بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَالصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 510). (¬2) كذا في النسخ، وصوابه: "عبد الرحمن بن عمر" كما في المختصر (2/ 40) وسنن الدارقطني، وانظر ترجمته في ذيل ميزان الاعتدال. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 60).

مسألة (77): بسم الله الرحمن الرحيم آية من كل سورة خاصة من الفاتحة سوى سورة (براءة)، ويجهر بها عند الجهر بالفاتحة

مَسْأَلَةٌ (77): بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ آيَةٌ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ خَاصَّةً مِنَ الْفَاتِحَةِ سِوَى سُورَةِ (بَرَاءَةٌ)، وَيُجْهَرُ بِهَا عِنْدَ الْجَهْرِ بِالْفَاتِحَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَتْ بِآيَةٍ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ، وَيُسَرُّ بِهَا (¬2). وَالْأَصْلُ فِيهِ عِنْدَنَا إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنَّهُمْ أَجْمَعُوا بِأَنَّ (¬3) مُصْحَفَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - وَسَائِرَ الْمَصَاحِفِ كِتَابُ اللَّهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيلُهُ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ (¬4) فِيهِ وَلَا اسْتِثْنَاءٍ، وَكَذَلِكَ النَّاقِلُونَ عَنْهُمْ بَعْدَهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيمَا اتَّفَقُوا عَلَيْهِ، وَوَجَدْنَاهُ مَكْتُوبًا فِي تِلْكَ الْمَصَاحِفِ كَسَائِرِ آيَاتِ الْقُرْآنِ (¬5). [1500] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُويَهْ. (ح) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 244 - 247)، (8/ 330)، ومختصر المزني (ص 25 - 26)، والحاوي الكبير (2/ 104 - 109)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 493 - 495)، والمجموع (3/ 288 - 292). (¬2) انظر: الأصل (1/ 29، 35)، والمبسوط للسرخسي (1/ 15 - 16)، وتحفة الفقهاء (1/ 128)، وبدائع الصنائع (1/ 203 - 204)، والهداية في شرح البداية (1/ 49 - 50). (¬3) قوله: "بأن" في المختصر: "على أن". (¬4) في (ق): "تفنيد". (¬5) انظر: الحاوي الكبير (2/ 106 - 107)، والمجموع (3/ 291 - 292)، وكفاية الأخيار في حل غاية الاختصار (1/ 105)، وتحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي (2/ 35)، ومغني المحتاج للخطيب الشربيني (1/ 157).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، قَالَا: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُهْرِيِّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرُويَهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زيدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا عُمَرُ - رضي الله عنه - جَالِسٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: إِنَّ عُمَرَ جَاءَنِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ (¬1) يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا فَيَذْهَبَ قُرْآنٌ كَثِيرٌ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ. فَقُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَآهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ (¬2). قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -. قَالَ: فَتَتَبَّعْتُ ¬

_ (¬1) أي اشتد وكثر. النهاية (حرر). (¬2) في (س): "واجمعه".

الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالْعُسُبِ وَاللِّخَافِ (¬1) وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ خُزَيْمَةَ أَوْ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (¬2)، فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا، فَكَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - حَيَاتَهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - (¬3). [1501] وأخبرنا (¬4) أَبُو سَهْلٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ، قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَؤُهَا، فَالْتَمَسُوهَا فَوَجَدُوهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (¬5)، فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا. [1502] قال إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: فَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنهم -، وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي فَتْحِ أَرْمينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، قَالَ: فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ كَمَا اخْتَلَفَتِ (¬6) ¬

_ (¬1) الرِّقاع: جمع رُقْعة التي تُكتَب. والعُسُب: جمع عَسيب؛ وهو جريد النخل. واللِّخاف: جمع لَخْفة؛ وهي حِجارة بِيض رِقاق. (¬2) سورة التوبة (آية: 128). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح (6/ 183). (¬4) في (س): "أخبرنا". (¬5) سورة الأحزاب (آية: 23). (¬6) في (د): "اختلف".

الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَبَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ - رضي الله عنهما -: أَرْسِلِي إِلَيْنَا الصُّحُفَ (¬1) نَنْسَخْهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدَّهَا عَلَيْكِ. فَبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ، فَدَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَأَمَرَهُ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَالْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: أَنِ انْسَخُوا الصُّحُفَ (¬2) فِي الْمَصَاحِفِ. وَقَالَ: مَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ؛ فَإِنَّمَا نَزَلَ بلِسَانِهِمْ. فَكَتَبُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ، وَأَمَرَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ: صُحُفٍ أَنْ يُمْحَى (¬3) أَوْ يُحْرَقَ (¬4). وَقَالَ غَيْرُهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ بِطُولِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (¬5). وَمِمَّا يَسْتَدِلُّ (¬6) بِهِ أَصْحَابُنَا مِنْ طَرِيقِ الْأَخْبَارِ مَا: [1503] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ. (ح) [1504] قال: وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ وَدَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُقَيْلٍ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ. (ح) ¬

_ (¬1) في (س): "المصحف". (¬2) في (س): "أن ينسخوا المصحف". (¬3) في (د): "تمحى"، وحرف المضارعة غير منقوط في (س). (¬4) حرف المضارعة غير منقوط في (س). (¬5) صحيح البخاري (6/ 183). (¬6) في (د): "استدل".

[1505] وأخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، جَمِيعًا عَنِ الْمُخْتَارِ بْن فُلْفُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ"، فَقَرَأَ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} " (¬1) (¬2). حَتَّى خَتَمَهَا، قَالَ: "هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ " قَالُوا (¬3): اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي (¬4) - عز وجل - فِي الْجَنَّةِ" (¬5). هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ (¬6). [1506] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ، ثنا هَمَّامٌ وَجَرِيرٌ، قَالَا: ثنا قَتَادَةُ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: كَانَتْ مَدًّا. ثُمَّ قَرَأَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، يَمُدُّ الرَّحْمَنَ، وَيَمُدُّ الرَّحِيمَ (¬7). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ هَمَّامٍ (¬8). ¬

_ (¬1) زاد في (د): {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}. (¬2) سورة الكوثر (آية: 1). (¬3) في (د)، وأصل الرواية: "قال". (¬4) في (س): "الله". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 42). (¬6) صحيح مسلم (2/ 12, 13). (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 505). (¬8) صحيح البخاري (6/ 195).

[1507] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ (¬1) بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بمَكَّةَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ. (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا جَدِّي أَبُو عَمْرٍو، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لا يَعْلَمُ انْقِضَاءَ السُّورَةِ حَتَّى يَنْزِلَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ الْحَاكِمُ: خَتْمَ السُّورَةِ (¬2). هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ تَابَعَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ: [1508] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا دُحَيْمُ بْنُ الْيَتِيمِ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬3) بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ، ثنا (¬4) الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَعْلَمُونَ انْقِضَاءَ السُّورَةِ حَتَّى تَنْزِلَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فَإِذَا نَزَلَتْ (¬5) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} عَلِمُوا أَنَّ السُّورَةَ قَدِ انْقَضَتْ. ¬

_ (¬1) في (س): "سالم". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 501). (¬3) في النسخ الخطية كلها: "الحُسين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) قوله: "ثنا" كذا في النسخ، وفي أصل الرواية: "قالا: ثنا". (¬5) في (د)، وأصل الرواية: "نزل".

وَلَمْ يَذْكُرْ دُحَيْمٌ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ (¬1). [1509] أنبأني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ زِيَادٍ السِّمِّذِيَّ أَخْبَرَهُمْ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجَارُودِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬2): ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ تَعَجَّلَ يُرِيدُ حِفْظَهُ، فَقَالَ اللَّهُ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (¬3)، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَكَذَا - وَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ - وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَعْرِفُ خَتْمَ (¬4) السُّورَةِ حَتَّى يَنْزِلَ عَلَيْهِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬5). [1510] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، ثنا سَعِيدُ (¬6) بْنُ زُنْبُورٍ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ - عليه السلام - كَانَ إِذَا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقُرْآنِ كَانَ أَوَّلَ مَا يُلْقِي عَلَيْهِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فَإِذَا قَالَ جِبْرِيلُ - عليه السلام -: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الثَانِيَةَ عَلِمَ رَسُوُل اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ خَتَمَ السُّورَةَ وَافْتَتَحَ أُخْرَى (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 501). (¬2) ضبب هنا في (د)، ولعل ذلك لعدم وجود صيغة تحديث. (¬3) سورة القيامة: (آية 16 - 17). (¬4) كلمة: "ختم" ليس في (س). (¬5) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 458) عن سفيان به. (¬6) كذا في النسخ، وفي الثقات لابن قطلوبغا: سعيد بن زنبور، ويقال: سعد (1/ 39). (¬7) أخرجه الطبري في الأوسط (3/ 184) من طريق سعد بن زنبور.

وَرَوَاهُ مُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: [1511] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا جَاءَهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَقَرَأَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} عَلِمَ أَنَّهَا سُورَةٌ (¬1). وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [1512] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا وَلِيدٌ أَبُو الْعَبَّاسِ شَيْخٌ كَانَ عِنْدَ ابْنِ نُمَيْرٍ جَالِسًا، فَسَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْهُ، ثنا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ إِذَا نَزَلَتْ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} عَرَفْتُ أَنَّ السُّورَةَ قَدِ (¬2) انْقَضَتْ. [1513] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْخَفَّافُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ التِّرْمذِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كَانَ جِبْرِيلُ إذَا جَاءَنِي بِالْوَحْيِ أَوَّلُ مَا يُلْقِي {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " (¬3). كَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 500). (¬2) قوله: "قد" ليس في (د). (¬3) انظر علل الدارقطني (6/ 308). (¬4) في (س): "كذا قاله ابن مريم عن عقبة".

وَقِيلَ كَمَا: [1514] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ مُجَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجَالِدٍ الْبَجَلِيُّ (¬1) بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ غَزْوَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ انْقِطَاعَ السُّورَةِ حَتَّى يَنْزِلَ (¬2) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. [1515] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ. (ح) قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْحَضْرَمِيَّ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كَانَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - إِذَا جَاءَنِي بالْوَحْيِ أَوَّلُ مَا يُلْقِي عَلَيَّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " (¬3). [1516] أنبأني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ زِيَادٍ أَخْبَرَهُمْ، أنا ابْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ (¬4) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ نِيَارِ بْنِ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيِّ ¬

_ (¬1) في (س): "البلخي". (¬2) حرف المضارعة غير منقوط في (ق)، (س). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 62/ أ). (¬4) قوله: "عن أبي الزناد" ليس في (د).

صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} (¬1) (¬2) خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقْرَأُ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} " (¬3). فَقَالَ رُؤَسَاءُ مُشْرِكِي مَكَّةَ: يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، هَذَا مِمَّا أَتَى بِهِ صَاحِبُكَ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ وَقَوْلُهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬4). [1517] حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فَضَّلَ اللَّهُ قُرَيْشًا بِسَبْعِ خِلَالٍ: أَنِّي فِيهِمْ، وَأَنَّ النُّبُوَّةَ فِيهِمْ (¬5)، وَالْحِجَابَةَ وَالسِّقَايَةَ (¬6) فِيهِمْ، وَأَنَّ اللَّهَ نَصَرَهُمْ عَلَى الْفِيلِ، وَأَنَّهُمْ عَبَدُوا اللَّهَ عَشْرَ سِنِينَ لَا يَعْبُدُهُ غَيْرُهُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِيهِمْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ"، ثُمَّ (¬7) تَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بِسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} " (¬8). ¬

_ (¬1) زاد هنا في (د): {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}. (¬2) سورة الروم (آية: 1 - 2). (¬3) سورة الروم (آية: 1 - 3). (¬4) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 404). (¬5) ضبب عليها في (د). (¬6) أي سِدانة الكعبة وتولي حفظها وسِقاية الحاجّ. (¬7) قوله: "ثم" ليس في (س). (¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك (5/ 169).

[1518] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ وَأَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَا: أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا عُمَرُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، ذَكَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا لَا نَعْلَمُ فَصْلَ مَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ حَتَّى يَنْزِلَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬1). عُمَرُ بْنُ الْحَجَّاجِ هَذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَدْ رَوَى يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ (¬2) الْمَكِّيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: كُنَّا لَا نَعْرِفُ فَصْلَ مَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ حَتَّى نَزَلَتْ (¬3) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. [1519] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو خَيْثَمَةَ. (ح) وَأَخْبَرَنِي الْفَقِيهُ أَبُو الْفَتْحِ نَاصِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعُمَرِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الواحدي في التفسير (1/ 62) من طريق محمد بن جعفر بن مطر. (¬2) في (د): "الحسن". (¬3) في (س): "تنزل".

الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ (¬1) يَوْمِ الدِّينِ} (¬2). وَفِي حَدِيثِ أَبِي خَيْثَمَةَ: إِذَا قَرَأَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬3). وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ هَكَذَا، وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: [1520] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَتْ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. تَعْنِي كَلِمَةً كَلِمَةً (¬5). وَرَوَاهُ عُمَرُ (¬6) بْنُ هَارُونَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ: [1521] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ فِي الصَّلَاةِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فَعَدَّهَا (¬7) آيَةً، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "ملك". (¬2) سورة الفاتحة (آية: 1 - 4). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 86). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 52). (¬5) أخرجه الإمام أحمد في المسند (12/ 6458) من طريق همام فقال: "حرفا حرفا". (¬6) في (ق): "عمرو". (¬7) في (د): "فعهدها".

الْعَالَمِينَ} آيَتَيْنِ (¬1)، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثَلَاثَ آيَاتٍ، {مَالِكِ (¬2) يَوْمِ الدِّينِ} أَرْبَعَ آيَاتٍ. وَقَالَ هَكَذَا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (¬3) وَجَمَعَ خَمْسَ أَصَابِعِهِ (¬4). [1522] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عُمَرُ (¬5) بْنُ هَارُونَ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، ثنا عُمَرُ (¬6) بْنُ هَارُونَ (¬7) الْبَلْخِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ النَّبِيَّ (¬8) - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ (¬9) يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} (¬10) (¬11). قَطَّعَهَا آيَةً آيَةً، وَعَدَّهَا عَدَّ الْأَعْرَابِ، وَعَدَّ ¬

_ (¬1) تقرأ في (ق): "اثنتين" مع اضطراب في النقط، وفي (د): "اثنين"، والمثبت المستظهر من (س) والمختصر. (¬2) في (د)، (س): "ملك". (¬3) سورة الفاتحة (آية: 5). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 503). (¬5) في النسخ: "عمرو"، والمثبت من سنن الدارقطني بخط وسماع الحارثي. (¬6) في (ق)، (د): "عمرو"، والمثبت من سنن الدارقطني بخط وسماع الحارثي. (¬7) من أول هذا الطريق إلى هنا ساقط من (س). (¬8) في (د)، (س): "رسول الله". (¬9) في (د)، (س): "ملك"، وكذا في أصل الرواية وضبب عليها. (¬10) زاد هنا في (د): "آمين". (¬11) سورة الفاتحة (آية: 1 - 7).

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} آيَةً، وَلَمْ يَعُدَّ {عَلَيْهِمْ} (¬1). وَالِاعْتِمَادُ عَلَى الإِسْنَادِ الْأَوَّلِ. [1523] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، قَالَا: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، قَالَ: كُنْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَرَأَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثُمَّ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى بَلَغَ {وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: آمِينَ. وَقَالَ النَّاسُ: آمِينَ. وَيَقُولُ كُلَّمَا سَجَدَ: اللَّهُ أَكْبَرُ. وَإِذَا قَامَ مِنَ الْجُلُوسِ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ. وَيَقُولُ إِذَا سَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ مُجْمَعٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ، مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ. وَقَدْ تَابَعَهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ: [1524] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ عَقِيبَ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (¬3) أَبِي هِلَالٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 62/ ب). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 503). (¬3) في (س): "عن".

[1525] حدثنا بِهِ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَمِّي، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، ثنا حَيْوَةُ (¬1) بْنُ شُرَيْحٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ خَالِدِ (¬2) بْنِ يَزِيدَ (¬3) بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ (¬4). [1526] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِي (¬5)، ثنا أَبُو بَرْزَةَ الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الحَاسِبُ، ثنا مُحَمَّدُ بن الصَّبَّاحِ، أنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ (¬6) ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ أُمُّ الْكِتَابِ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي" (¬7). [1527] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا سَعْدُ (¬8) بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ (¬9) جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (د): "حمزة". (¬2) في (د): "حدثني عن خالد"، وفي (س): "حدثني خالد". (¬3) زاد في (ق) في هذا الموضع: "حدثني يزيد" وهو خطأ. (¬4) السنن للدارقطني، رواية الحارثي (ق 62/ أ). (¬5) في (س): "ماسم". (¬6) ضبب عليها في (د). (¬7) أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (ص 95) من حديث ابن أبي ذئب. (¬8) في (س): "سعيد". (¬9) زاد هنا في (ق): "أبي".

أَبِي (¬1) بِلَالٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سَبْعُ آيَاتٍ إِحْدَاهُنَّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَهِيَ السَّبْعُ مِنَ (¬2) الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ، وَهِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ (¬3) " (¬4). [1528] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬5) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ (¬6) الْخُرَاسَانِيِّ (¬7)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ (¬8) الضَّبِّيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثُمَّ تَرَكَهُ النَّاسُ (¬9). تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ. وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ. وَرِوَايَةُ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ يَرْتَضِيهَا الْحُفَّاظُ (¬10). ¬

_ (¬1) قوله: "أبي" سقط من (ق). (¬2) ضبب عليها في (د)، (س). (¬3) في (د): "وفاتحة الكتاب". (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 208) من طريق سعد بن عبد الحميد به. (¬5) في (س): "أبنا". (¬6) قوله: "ابن" سقط من (ق). (¬7) في (س): "الخاتماني". (¬8) قوله: "مكرم" في (د): "مكر". (¬9) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 504) بدون: "ثم تركه الناس". (¬10) في (د): "الحافظ".

[1529] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا (¬1) [سُلَيْمَانُ] (¬2) بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ (¬3)، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ (¬4). [1530] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ (¬5)، ثنا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ مَا لَا أُحْصِي صَلَاةَ الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ، فَكَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَبْلَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَبَعْدَهَا، وَسَمِعْتُ الْمُعْتَمِرَ يَقُولُ: مَا آلُو أَنْ أَقْتَدِيَ بِصَلَاةِ أَبِي، وَقَالَ أَبِي: مَا آلُو أَنْ أَقْتَدِيَ بِصَلَاةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: مَا آلُو أَنْ أَقْتَدِيَ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ (¬6). [1531] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمُفَسِّرُ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) صيغة التحديث سقطت من (ق)، (د). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية كلها، وما أثبتناه من المستدرك للحاكم (ج 1/ 114/ ب) من نسخة بخط المحدث محمد بن أبي القاسم الفارقي. (¬3) في (ق)، (د): "المهدي". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 506). (¬5) في (س): "الهمداني". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 506).

زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْوَرَّاقُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ (¬1) إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَهْزَءُونَ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً (¬2)، وَيَقُولُونَ: يَذْكُرُ إِلَهَ الْيَمَامَةِ يَعْنُونَ مُسَيْلِمَةَ (¬3)، وَيُسَمُّونَهُ الرَّحْمَنَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} فَيَسْمَعُ الْمُشْرِكُونَ فَيَهْزَءُونَ، {وَلَا تُخَافِتْ} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (¬4). كَذَا قَالَ (¬5). وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ فِي الْمُسْنَدِ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ مُرْسَلًا دُونَ ذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: وَزَادَ فِيهِ غَيْرُ يَحْيَى، قَالَ: فَخَفَضَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. وَقَالَ: ذَكَرَهُ سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَدْ رُوِّينَاهُ (¬6) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَسَّانَ، عَنْ شَرِيكٍ مَوْصُولًا: [1532] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ الْوَزَّانُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَسَّانَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) تكررت في (د). (¬2) المُكاء: الصَّفير، والتَّصْدِيَة: التَّصفيق. (¬3) في (د): "مسلمة". (¬4) سورة الإسراء (آية: 110). (¬5) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (2/ 369). (¬6) في (د): "روينا".

ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِسَالِمٍ هَذَا، وَهُوَ ابْنُ عَجْلَانَ الْأَفْطَسُ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِشَرِيكٍ، وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَأَمَّا رِوَايَةُ إِسْحَاقَ فِي الْمُسْنَدِ وَغَيْرهِ فَهِيَ فِيمَا: [1533] أنبأنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ (¬2) إِجَازَةً، أنا أَبُو (¬3) عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَكَانَ (¬4) الْمُشْرِكُونَ يَهْزَءُونَ بِمُكَاءٍ وَتَصْدِيَةٍ، وَيَقُولُونَ: يَذْكُرُ إِلَهَ الْيَمَامَةِ، وَكَانَ مُسَيْلِمَةُ يُسَمَّى الرَّحْمَنَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} (¬5) فَيَسْمَعُ الْمُشْرِكُونَ (¬6) فَيَهْزَءُونَ بِهِ، {وَلَا تُخَافِتْ} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}. قَالَ إِسحاقُ: وَزَادَ فِيهِ غَيْرُ يَحْيَى: قَالَ: فَخَفَضَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَقَالَ: ذَكَرَهُ سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 499). (¬2) قوله: "السلمي" تفردت به النسخة (س). (¬3) قوله: "أبو" ساقطة من (ق)، (د). (¬4) في (د): "فكان". (¬5) سورة الإسراء آية: 110. (¬6) في (ق): "فتسمع المشركين"، وفي (د): "فتسمع المشركون". (¬7) أخرجه المؤلف في المعرفة (2/ 370).

قَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَوْلُهُ: فَخَفَضَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يَعْنِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - فَخَفَضَ بِهَا دُونَ الْجَهْرِ الشَّدِيدِ الَّذِي يَبْلُغُ أَسْمَاعَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ كَانَ يَجْهَرُ بِهَا جَهْرًا يُسْمِعُهَا أَصْحَابَهُ، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يُعَيِّنِ الْقِرَاءَةَ بِالتَّسْمِيَةِ، وَذَلِكَ فِيمَا: [1534] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبرني ابْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (¬2)، قَالَ: نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا سَمِعُوهُ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أَيْ: بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمشرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعَهُمْ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (¬3). [1535] وأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّصْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: {وَلَا تَجْهَرْ} ذَلِكَ الْجَهْرَ {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}، يَقُولُ: بَيْنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ (¬4) (¬5). ¬

_ (¬1) من قوله: "غير أنه لم يعين القراءة" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) قوله: {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} تفردت به النسخة (د). (¬3) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 95). (¬4) تحرف في (ق): "المخافية"، وقوله: "يقول بين الجهر والمخافتة" ليس في (س). (¬5) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (6/ 161).

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ (¬1). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ وَعَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ هُشَيْمٍ (¬2). [1536] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَكِّيُّ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لمْ يَزَلْ يَجْهَرُ (¬3) بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حَتَّى قُبِضَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ (¬4). [1537] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬5). [1538] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَكْتَتَانِ؛ سَكْتَةٌ إِذَا قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَسَكْتَةٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، فَكَتَبُوا إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَكَتَبَ أَنْ صَدَقَ سَمُرَةُ (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (6/ 87). (¬2) صحيح مسلم (2/ 34). (¬3) في (س): "ترك الجهر" وهو خطأ ومخالف لأصل الرواية من معجم ابن الأعرابي. (¬4) أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (2/ 634). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 82) من طريق يحيى بن صالح. (¬6) المصدر السابق (2/ 80).

رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ - رحمه الله - يُثْبِتُ سَمَاعَ الْحَسَنِ مِنْ سَمُرَةَ (¬1). وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَابِ عَنْ أَمِيرَيِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الثُّمَالِيِّ، وَبُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَمِنَ النِّسَاءِ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ (¬2) الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهم - أَجْمَعِينَ، إِلَّا أَنِّي تَرَكْتُهُ اخْتِصَارًا، وَانْتَخَبْتُ مِنْهُ مَا كَانَ أَصحَّ إِسْنَادًا. [1539] وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلُوسَا بِأَسَدَابَاذَ هَمَذَانَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِي، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الْمَدِينِيُّ، ثنا الْجَهْمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي (¬3) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كَيْفَ تَقْرَأُ إِذَا افْتَتَحْتَ الصَّلَاةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. فَقَالَ: "قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" (¬4). [1540] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، أنا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ مِثْلَهُ. (ح) أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ (¬5) بْنِ يُوسُفَ السَّقَطِيُّ الْمُعَدِّلُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ¬

_ (¬1) التاريخ الأوسط للبخاري (3/ 89). (¬2) قوله: "أبي بكر" تفردت به النسخة (س). (¬3) قوله: "لي" يبدو في (د): "يا". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 76) من طريق إسماعيل بن عيسى به. (¬5) في النسخ الخطية كلها: "المحسن" وهو تحريف.

مَرْزُوقٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ - لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِيسَى. [1541] وأخبرنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا أَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِآيَةٍ أَوْ سُورَةٍ لَمْ تَنْزِلْ عَلَى نَبِيٍّ بَعْدَ سُلَيْمَانَ غَيْرِي". قَالَ: فَمَشَى وَتَبِعْتُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَخْرَجَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ مِنْ أُسْكُفَّةِ (¬1) الْمَسْجِدِ وَبَقِيَتِ الْأُخْرَى فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: نَسِيَ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ بِوَجْهِهِ، قَالَ (¬2): "بأَيِّ شَيْءٍ تَفْتَتِحُ (¬3) الْقُرْآنَ (¬4) إِذَا افْتَتَحْتَ الصَّلَاةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ: "هِيَ هِيَ". ثُمَّ خَرَجَ (¬5). [1542] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَزَّازُ، ثنا عَمْرُو بْنُ شَمِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَجْهَرُ بِهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ (¬6). ¬

_ (¬1) أي عَتَبَة المسجد التي يُوطَأ عليها. (¬2) في (س): "فقال". (¬3) في (د): "تفتح". (¬4) في أصل الرواية: "القراءة". (¬5) أخرجه ابن عياش في أحاديثه عن شيوخه، رواية الحفار (ص 192). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 63/ أ).

[1543] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ، ثنا مَحْفُوظُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي السُّورَتَيْنِ جَمِيعًا (¬1). [1544] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا (¬2) ابْنُ رَجَاءٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬3). وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ أَوْجُهٍ مِنْ حَدِيثِ أَهْلِ الْبَيْتِ (¬4) عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. [1545] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْحُسَيْنُ (¬5) بْنُ عَلِيِّ (¬6) بْنِ سَلَمَةَ بِهَمَذَانَ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْدَلٍ (¬7) بِأَصْبَهَانَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّني جِبْرِيلُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَجَهَرَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " (¬8). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 61/ ب). (¬2) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬3) أخرجه عبد الرزاق (2/ 88)، وابن أبي شيبة (3/ 375) من طريق إسرائيل. (¬4) في (س): "المدينة". (¬5) في (س): "الحسن". (¬6) قوله: "ابن علي" ليس في (د). (¬7) في (ق): "ابن شهدلة". (¬8) من قوله: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" إلى هنا ساقط من (س).

[1546] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - فَكَانُوا يَجْهَرُونَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬1). [1547] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬2) بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا غَانِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ السَّعْدِيُّ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَرَكَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فَقَدْ تركَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل -، وَقَدْ عُدَّ فِيمَا عُدَّ (¬3) عَلَيَّ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " (¬4). [1548] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْكُوفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْحَمَّارُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَهَرَ فِي الصَّلَاةِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَصَلَاةِ الْغَدَاةِ وَصَلَاةِ الْجُمُعَةِ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 62/ أ). (¬2) في (ق): "الحسن". (¬3) تكرر قوله: "فيما عد" في (س). (¬4) أخرجه ابن بشران في المجلس السابع والأربعون من أماليه (ص 81). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 63/ أ).

[1549] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أنا الْعَلَاءُ بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا عَائِذُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَجَهَرَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ (¬1) أَصْحَابُنَا مِنْ طَرِيقِ الْآثَارِ بِمَا: [1550] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬2)، أنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّى مُعَاوِيَةُ بِالْمَدِينَةِ صَلَاةً فَجَهَرَ فيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ فِيهَا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَلَمْ يَقْرَأْ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لِلسُّورَةِ التِي بَعْدَهَا حَتَّى قَضَى تِلْكَ الصَّلَاةَ (¬3)، فَلَمَّا سَلَّمَ (¬4) نَادَاهُ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ: يَا مُعَاوِيَةُ، أَسَرَقْتَ الصَّلَاةَ أَمْ أُنْسِيتَ؟ (¬5) فَلَمَّا صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ قَرَأَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لِلسُّورَةِ الَّتِي بَعْدَ أُمِّ الْقُرْآنِ. لَفْظُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَيْرُهُ: الْأَنْصَارَ. ¬

_ (¬1) في (د): "استدلوا". (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 245). (¬3) في أصل الرواية: "القراءة". (¬4) قوله: "فلما سلم" سقط من (س). (¬5) في (س): "نسيت".

قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِعَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَائِرُ رُوَاتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَرَوَاهُ ابْنُ خُثَيْمٍ بِإِسْنَادٍ آخَرَ. [1551] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ (¬2)، أَنَّ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَصَلَّى بِهِمْ، وَلَمْ يَقْرَأْ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَلَمْ يُكَبِّرْ إِذَا خَفَضَ وَإِذَا رَفَعَ، فَنَادَاهُ الْمُهَاجِرُونَ (¬3) حِينَ سَلَّمَ وَالْأَنْصَارُ: أَيْ مُعَاوَيةُ، سَرَقْتَ (¬4) صَلَاتَكَ! أَيْنَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟ وَأَيْنَ التَّكْبِيرُ إِذَا خَفَضْتَ وَإِذَا رَفَعْتَ؟ فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةً أُخْرَى فَقَالَ ذَلِكَ فِيهَا؛ الَّذِي عَابُوا عَلَيْهِ (¬5). [1552] وبإسناده قَالَ: أَنا الشَّافِعِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، مِثْلَهُ أَوْ مِثْلَ مَعْنَاهُ لَا يُخَالِفُهُ. وَأَحْسِبُ هَذَا الْإِسْنَادَ أَحْفَظَ مِنَ الْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 504). (¬2) ضبب عليها في (د). (¬3) في (س): "المهاجرين". (¬4) في (س): "تسرق"، وحرف المضارعة غير منقوط. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 246). (¬6) قوله: "الأول" ليس في (ق). (¬7) المصدر السابق (2/ 246).

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (¬1). [1553] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ (¬2): قُرِئَ عَلَى (¬3) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ (¬4) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَجَهَرَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬5). [1554] وروى أَبُو حَامِدٍ الشَّارَكِيُّ (¬6)، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبيهِ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬7). [1555] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (¬8)، قَالَ: هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ. قَالَ أَبِي: وَقَرَأَ عَلَيَّ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: {بِسْمِ ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) في (د): "قالي". (¬3) في (د): "قرأ علي". (¬4) في (س): "سعد". (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 200) من طريق عُمر بن ذَرّ. (¬6) ضبب عليها في (د). (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 377). (¬8) سورة الحجر (آية: 87).

اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الْآيَةُ السَّابِعَةُ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِأَبِي: فَقَرَأَهَا عَلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ كَمَا قَرَأْتُهَا عَلَيْكَ، ثُمَّ قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الْآيَةُ السَّابِعَةُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَذَخَرَهَا (¬1) اللَّهُ لَكُمْ، فَمَا أَخْرَجَهَا لِأَحَدٍ قَبْلَكُمْ (¬2). [1556] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ (¬3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬4)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قَالَ (¬5): فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: فَأَيْنَ السَّابِعَةُ؟ قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬6). هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ, وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ غَيْرُ (¬7) ابْنِهِ (¬8) عَبْدِ الْمَلِكِ. ¬

_ (¬1) أي: ادخرها. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 81) عن أبي العباس الأصم، وأخرجه المؤلف في السنن الصغير (1/ 165) بسنده. (¬3) في (ق)، (د): "حمد"، وفي (س): "بكر"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬4) قوله: "ثنا أحمد بن يعقوب" ليس في (س). (¬5) قوله: "قال" تفردت به النسخة (س). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 67). (¬7) في (س): "عن". (¬8) في (ق) و (د): "أبيه".

[1557] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِيهِ، رَوَىَ عَنْ أَبِيهِ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ: قَدْ رَوَى خُصَيْفٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُونَ: هُوَ أَبُو ابْنِ جُرَيْجٍ (¬1) (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهُوَ حَدِيثُ خُصَيْفٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي الْوِتْرِ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مِثْلُ مَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: [1558] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ (¬3) يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬4). [1559] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (¬5) الْعَبْدِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، قَالَ: مَنْ تَرَكَ أَنْ يَقْرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فَقَدْ ترَكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل - (¬6). ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "هو ابن جريج"، والمثبت من أصل الرواية من تاريخ ابن معين، رواية الدوري. (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 117). (¬3) قوله: "كان" في (د): "مما". (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 49). (¬5) في (د): "بشير". (¬6) أخرجه الداني في البيان في عد آي القرآن (ص 50) من طريق ابن أبي عروبة.

[1560] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ (¬1)، ثنا سَعِيدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (¬2)، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ (¬3)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. رَوَى أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّارَكِيُّ، أنا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أنا سُرَيْجُ (¬4) بْنُ يُونُسَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. [1561] أنبأني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً، أنا (¬5) أَبُو (¬6) مُحَمَّدِ بْنُ زِيادٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا أَحْمَدُ (¬7) بْنُ عَبْدَةَ (¬8) الضَّبِّيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ (¬9)، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ (¬10) ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ اسْتَرَقَهُ الشَّيْطَانُ مِنَ النَّاسِ (¬11). [1562] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) في (ق): "الفا" وبعدها بياض يسير، وفي (د): "الفارب". (¬2) في (س): "سعيد". (¬3) في (د): "الفقيه". (¬4) في (د)، (س): "شريح". (¬5) صيغة التحديث في (س): "وأخبرنا". (¬6) سقطت من (س). (¬7) في (د): "حمد". (¬8) في (د): "عبد"، وفي (س): "عبيدة". (¬9) قوله: "عن أيوب" سقط من (س). (¬10) في (س): "عن". (¬11) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (3/ 287) من طريق حماد بن زيد.

الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مُسْلِمٌ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لِأُمِّ الْقُرْآنِ وَالسُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا (¬1). تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ وَأَخُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2) وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ عَنْهُ مَشْهُورٌ (¬3). [1563] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ خَمِيرُويَهْ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَجْهَرُ إِذَا قَرَأَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَإِذَا قَرَأَ السُّورَةَ جَهَرَ بِهَا أَيْضًا (¬4). [1564] وأنبأني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ زِيَادٍ أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ (¬5)، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ (¬6)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاتِهِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وَ {الْحَمْدُ}، وَقَالَ: يَجْهَرُ بِهَا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثُمَّ سُورَةً. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَلِمَ كُتِبَتْ فِي الْمَصَاحِفِ إِذَا لَمْ تُقْرَأْ؟ ! (¬7) ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 247). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 377). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 244). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 71) من طريق عبيد الله. (¬5) في (س): "الموصلي". (¬6) في (د): "داود". (¬7) أخرجه المستغفري في فضائل القرآن (1/ 443) من طريق عبد العزيز.

[1565] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو غَانِمٍ أَزْهَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُونَ الْخِرَقِيُّ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا مِسْعَرُ (¬1) بْنُ كِدَامٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ (¬2)، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عُمَرَ فَجَهَرَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬3). [1566] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ (ح) وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا مُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَسْتَفْتِحُ الْقِرَاءَةَ فِي صَلَاتِهِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَيَقُولُ: مَا يَمْنَعُهُمْ مِنْهَا إِلَّا الْكِبْرُ (¬4). [1567] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا (¬5) يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَؤُمُّنَا إِذَا غَابَ مَرْوَانُ فَيَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَإِذَا (¬6) فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬7). ¬

_ (¬1) في (د)، (س): "مسعود". (¬2) في (د): "الفقيه". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 23) من طريق مسعر. (¬4) أخرجه الصفار في حديثه (ص 309). (¬5) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬6) في (س): "فإذا". (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 376) من طريق أبي معشر.

وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَ هَذَا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. [1568] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيدِ بْنِ جُدْعَانَ، أَنَّ الْعَبَادِلَةَ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يَجْهَرُونَ بِهَا؛ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ. [1569] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ مُجَالِدُ بْنُ (¬1) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجَالِدٍ الْبَجَلِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ التَّمِيمِيُّ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ غَزْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ (¬2) يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أنَهُ كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. [1570] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ: آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَرَكَهَا النَّاسُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. [1571] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَلَطِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ¬

_ (¬1) تكررت لفظة: "ابن" في (د). (¬2) من قوله: "مسلم التميمي" إلى هنا ساقط من (س).

مُوسَى الرِّضَا (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنَّهُ قَالَ: اجْتَمَعَ آلُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْجَهْرِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَعَلَى أَنْ يَقْضُوا مَا فَاتَهُمْ مِنْ صَلَاةِ (¬2) اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَعَلَى أَنْ يَقُولُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - أَحْسَنَ الْقَوْلِ. [1572] وبهذا الْإِسْنَادِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (¬3): سُئِلَ الصَادِقُ عَنِ الْجَهْرِ بِالتَّسْمِيَةِ، فَقَالَ: أَحَقُّ مَا جُهِرَ بِهِ، وَهِيَ الْآيَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} (¬4). [1573] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ (¬5) الثَّوْرِيِّ قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي فَوَاتِحِ السُّوَرِ مِنَ السُّورَةِ (¬6). [1574] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدِينِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ قِرَاءَةِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؛ فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا إِنَّهَا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَرَكَهَا النَّاسُ (¬7). ¬

_ (¬1) في (د): "الرخا" وهو تحريف. (¬2) في (س): "صلوات". (¬3) في (د): "الرخا" وهو تحريف. (¬4) سورة الإسراء (آية: 46). (¬5) قوله: "أنا ابن المبارك، عن سفيان" ساقط من (س). (¬6) أخرجه المؤلف في الجامع لشعب الإيمان (4/ 24) بسنده. (¬7) أخرجه عبد الرزاق (2/ 91) عن معمر.

[1575] وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ أَنَّ عَطَاءً وَطَاوُسًا وَمُجَاهِدًا كَانُوا يَجْهَرُونَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬1). [1576] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ وَحَفْصٌ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: عَمْرٌو - يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ - أَنْبَأَنِي، قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَاسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَكُلَّمَا فَرَغَ مِنْ قَوْلِهِ: {وَلَا الضَّالِّينَ}، قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَسَلَّمَ وَاحِدَةً عَنْ يَمِينِهِ (¬2). [1577] قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ - رحمه الله -: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ يَعْنِي عَطَاءَ بْنَ أبِي رَبَاحٍ (¬3): لَا أَدَعُ أَبَدًا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي الْمَكْتُوبَةِ وَالتَّطَوُّعِ إِلَّا نَاسِيًا، لِأُمِّ الْقُرآنِ وَلِلسُّورَةِ (¬4) الَّتِي أَقْرَأُ بَعْدَهَا. قُلْتُ: وَأَحَبُّ إِلَيْكَ الْقِرَاءَةُ بِهَا؟ قَالَ: هِيَ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ. قُلْتُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ مَعَ الْقُرْآنِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكْتُبْهَا حَتَّى نَزَلَ: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬5)، فَكَتَبَهَا (¬6) حِينَئِذٍ. قَالَ: مَا بَلَغَنِي ذَلِكَ، مَا هِيَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 376) عن معتمر. (¬2) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 91) من طريق شعبة. (¬3) في مصنف عبد الرزاق: "قلت لعطاء". (¬4) في (س): "والسورة". (¬5) سورة النمل (آية: 30). (¬6) في (ق)، (د): "وكتبها".

إِلَّا آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ: قَدِ اخْتَلَسَ الشَّيْطَانُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَيَّمَا آيَةٍ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَهَذَا فِيمَا أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ زِيَادٍ أَخْبَرَهُمْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. . . فَذَكَرَهُ (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1578] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنسٍ - قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، نَحْنُ سَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ - قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَخَلْفَ عُمَرَ وَخَلْفَ عُثْمَانَ - رضي الله عنهم -، فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي عُمَرَ الْحَوْضِيِّ عَنْ شُعْبَةَ (¬3) بِمَعْنَى هَذَا اللَّفْظِ، وَلَمْ يَذْكُرْ عُثْمَانَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي دَاوُدَ (¬4)، عَلَى لَفْظِ غُنْدَرٍ. [1579] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (2/ 91). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 477). (¬3) صحيح البخاري (1/ 149). (¬4) صحيح مسلم (2/ 12).

قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: يَعْنِي أَنَّهُمْ يَبْدَءُونَ بِقِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ قَبْلَ مَا يُقْرَأُ بَعْدَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لَا يَعْنِي أَنَّهُمْ يَتْرُكُونَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَإِنْ تَرَكَ مِنْ أُمِّ الْقُرْآنِ حَرْفًا وَاحِدًا نَاسِيًا أَوْ سَاهِيًا لَمْ يُعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَةِ؛ لِأَنَّ مَنْ تَرَكَ مِنْهَا حَرْفًا لَا يُقَالُ: إِنَّهُ قَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ عَلَى الْكَمَالِ، وَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الْآيَةُ السَّابِعَةُ، فَإِنْ تَرَكَهَا أَوْ بَعْضَهَا لَمْ تُجْزِئْهُ الرَّكْعَةُ الَّتِي تَرَكَهَا فِيهَا (¬1). وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ قَتَادَةَ، وَبَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ شُعْبَةَ عَلَى لَفْظٍ آخَرَ، أَمَّا حَدِيثُ الْأَوْزَاعِيِّ: [1580] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ (¬2)، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ. قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} لَا يَذْكُرُونَ (¬3) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ: فِي أَوَائِلِ الْقِرَاءَةِ وَلَا فِي آخِرِهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ شُعْبَةَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 244). (¬2) في (س): "بن يزيد". (¬3) في (د): "يدركون". (¬4) صحيح مسلم (2/ 12).

[1581] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (¬2)، وَلَمْ يُخْرِجْهُ الْبُخَارِيُّ. [1582] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ عَقِيبَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ هَذَا: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ، وَقُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ مُوسَى، وَأَبُو النَّضْرِ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَزْرَفِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَ قَوْلِ غُنْدَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ سَوَاءً، وَرَوَاهُ وَكِيعٌ وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ بِلَفْظٍ آخَرَ يَعْنِي: فَلَمْ يَجْهَرُوا بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2709). (¬2) صحيح مسلم (2/ 12). (¬3) في (د): "عبيد" بدون لفظ الجلالة. (¬4) السنن للدارقطني (2/ 91).

وَرَوَى (¬1) زيدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: فَلَمْ يَكُونُوا يَجْهَرُونَ. وَتَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شُعْبَةَ، وَهَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ وَيحْيَى بْنُ السَّكَنِ وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ شُعْبَةَ (¬2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ فَقَالُوا: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - كَانُوا يَفتَتِحُون الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَامَّةُ أَصْحَابِ قَتَادَةَ، مِنْهُمْ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَأَبانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ وَغَيْرُهُمْ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَعْمَرٌ وَهَمَّامٌ وَاخْتُلِفَ عَنْهُمَا فِي لَفْظِهِ وَهُوَ الْمَحْفُوظُ عَنْ قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَالْأَشْبَهُ (¬3) - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ مَنْ رَوَاهُ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى صِحَّتِهِ أَدَّاهُ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي سَمِعَهُ، وَمَنْ رَوَاهُ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي تَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ أَدَّاهُ (¬4) عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي وَقَعَ لَهُ؛ فَقَدْ رُوِّينَا (¬5) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - بِأَسَانِيدَ عِدَّةٍ فِي الْقِرَاءَةِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في (س): "ورواه". (¬2) في (د): "سعيد". (¬3) في (د)، (س): "فالأشبه". (¬4) قوله: "أداه" سقط من (س). (¬5) قوله: "روينا" سقط من (د).

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يَشْهَدُ (¬1) الْقَلْبُ أَنَّ الْقَوْلَ قَوْلُ مَنْ رَوَاهُ عَلَى اللَّفْظَةِ الْأُولَى، وَفِي ذَلِكَ جَمْعٌ بَيْنَ الْأَخْبَارِ وَقَبُولُهَا دُونَ إِسْقَاطِ بَعْضِهَا. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - مَا يُؤَيِّدُ قَوْلَنَا، وَيُوقِعُ (¬2) شُبْهَةً فِي حَدِيثِ قَتَادَةَ. [1583] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، ثنا أَبُو مَسْلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَفْتِحُ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، أَوْ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا (¬3) أَحْفَظُهُ، وَمَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ. قُلْتُ: أَكَانَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ (¬4). هُوَ كَمَا قَالَ أَبُو الْحَسَنِ - رحمه الله -؛ فَإِنَّ أَبَا مَسْلَمَةَ هُوَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِهِ، وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ قَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: [1584] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ بِمَعْنَى ¬

_ (¬1) في (د): "شهد". (¬2) في (د): "ويقع". (¬3) في (د): "لا". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 65/ أ). (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 190).

رِوَايَةِ غَسَّانَ (¬1) بْنِ مُضَرَ عَنْهُ. ذَكَرَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي كِتَابِهِ. [1585] أنبأنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ السِّمِّذِيَّ أَخْبَرَهُمْ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ثنا قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَرَأَ قَرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أَوِ (¬2) {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}؟ قَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ (¬3). [1586] قال ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، ثنا أَبُو مَسْلَمَةَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَفْتِحُ الصَّلَاةَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ لَا يَسْأَلُنِي عَنْهُ أَحَدٌ. [1587] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَيْسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَكَانَ صَدِيقًا لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟ قَالَ: إِنَّكَ سَأَلْتَنِي (¬4) عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ. [1588] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا دُحَيْمٌ. (ح) ¬

_ (¬1) في (د): "رواه غشان". (¬2) في (د): "و". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2742) من طريق إسماعيل. (¬4) في (س): "لتسألني".

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ وَسَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، قَالَا: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - كَانُوا يُسِرُّونَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬1). وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَءُونَهَا، وَهِيَ تُوَافِقُ رِوَايَةَ مَنْ رَوَاهَا عَنْ قَتَادَةَ فِي تَرْكِ (¬2) الْجَهْرِ، وَإِذَا كَانَ الِاخْتِلَافُ فِي تَرْكِ الْجَهْرِ فَالَّذِي سَمِعَ (¬3) جَهْرَهُ بِهَا شَاهِدٌ، وَالَّذِي لَمْ يَسْمَعْ غَيْرُ شَاهِدٍ (¬4)، فَرِوَايَةُ مَنْ سَمِعَهُ أَوْلَى، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ اللَّهُ: "قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، يَقُولُ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي". إِلَى قَوْلِهِ: "فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، يَقُولُ اللَّهُ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلَهُ مَا سَأَلَ" (¬5). قَالَ الْحَلِيمِيُّ (¬6) - رحمه الله -: وَلَيْسَ فِي ابْتِدَاءِ الْقِسْمَةِ مِنْ قَوْلِهِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬7)، دَلِيلٌ يَقْطَعُ أَنَّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لَيْسَتِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 302) من طريق إبراهيم بن سليمان. (¬2) في (د): "تلك". (¬3) في (س): "يسمع". (¬4) قوله: "والذي لم يسمع غير شاهدٍ" ساقط من (س). (¬5) أخرجه مسلم (2/ 9). (¬6) في (س): "الحاكم". (¬7) قوله: "رب العالمين" تفردت به نسخة (س).

الْآيَةَ الْأُولَى؛ لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: فَإِذَا انْتَهَى الْعَبْدُ إِلَى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬1)، قَالَ اللَّهُ تعالى: "حَمِدَنِي عَبْدِي". لَا أَنَّ ذَلِكَ جَمِيعُ (¬2) الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، كَمَا (¬3) قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَإِذَا قَالَ الْإِمَامُ: وَ {وَلَا الضَّالِّينَ}، فَقُولُوا: آمِينَ". وَإِنَّمَا أَرَادَ فَإِذَا (¬4) انْتَهَى فِي الْقِرَاءَةِ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ، لَا أَنَّ ذَلِكَ جَمِيعُ قِرَاءَتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا التَّقْسِيمُ فَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ التَّنْصِيفَ بِالْآيِ، فَإِذَا كَانَتْ تَتَنَصَّفُ مَعَ ابْتِدَائِهَا بِالتَّسْمِيَةِ بِالْكَلِمِ وَالْحُرُوفِ نِصْفَيْنِ، فَقَدْ وَقَعَ بِذَلِكَ الْخُرُوجُ مِنْ عُهْدَةِ الْخَبَرِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬5) (¬6). وَعَلَى أَنَّهُ لَوْ ثَبَتَ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَنْ تَنْتَصِفَ (¬7) السُّورَةُ نِصْفَيْنِ بِالْآيِ، فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نِصْفُهَا الْأَوَّلُ أَطْوَلَ مِنَ الثَّانِي، كَمَا أَنَّ الشَّهْرَ إِذَا لَمْ يُجَاوِزْ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَمْ يَخْلُ مِنَ التَّنْصِيفِ، وَيَكُونُ نِصْفُهُ الْأَوَّلُ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَنِصْفُهُ الْآخَرُ (¬8) أَرْبَعَةَ عَشَرَ، حَتَّى لَوْ قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَتِهِ فِي أَوَّلِ شَهْرٍ: إِذَا انْتَصَفَ هَذَا الشَّهْرُ فَأَنْتِ طَالِقٌ، طَلُقَتْ إِذَا انْقَضَتْ مِنْ أيَّامِهِ خَمْسَةَ (¬9) عَشَرَ يَوْمًا، وَلَوْ نَقَصَ مِنْهُ يَوْمٌ لَمْ يَبِنْ أَنَّ الطَّلَاقَ كَانَ وَاقِعًا قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي ذَكَرْنَا. ¬

_ (¬1) قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} في (س): {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. (¬2) قوله: "جميع" ساقط من (د). (¬3) قوله: "كما" ليس في (د). (¬4) قوله: "فإذا" ليس في (س). (¬5) من قوله: "وأما التقسيم" إلى هنا ساقط من (س). (¬6) المنهاج في شعب الإيمان (2/ 239). (¬7) في (د): "ينتصف". (¬8) في (س): "الثاني". (¬9) في (د): "خمس".

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ ذِكْرُ التَّسْمِيَةِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ، ثُمَّ فِي حَدِيثِ الْعَلَاءِ: [1589] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعٍ الزَّاهِدُ قِرَاءَةً (¬1) عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِيزْدَابَاذِيُّ (¬2)، ثنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الطُّرَيْثِيثِيُّ، ثنا أَبُو نَصْرٍ (¬3)، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَدْ أنزَلَ عَلَيَّ سُورَةً لَمْ يُنْزِلْهَا عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ قَبْلِي". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قَسَمْتُ هَذِهِ السُّورَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي - فَاتِحَةَ الْكِتَابِ - جَعَلْتُ نِصْفَهَا لِي وَنِصْفَهَا لَهُمْ، وَآيَةً بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ؛ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: عَبْدِي دَعَانِي بِاسْمَيْنِ رَقِيقَيْنِ (¬4)، أَحَدُهُمَا أَرَقُّ (¬5) مِنَ الْآخَرِ، فَالرَّحِيمُ أَرَقُّ (¬6) مِنَ الرَّحْمَنِ، وَكِلَاهُمَا رَقِيقَانِ. فَإِذَا قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}. قَالَ اللَّهُ: شَكَرَنِي عَبْدِي (¬7) وَحَمِدَنِي. فَإِذَا قَالَ: {رَبِّ ¬

_ (¬1) في (د): "قَرَأْتُهُ". (¬2) في (د): "الكُنُرْدَاباذي". (¬3) في النسخ الخطية كلها: "نصير"، والتصويب من شعب الإيمان (4/ 37) حيث رواه المؤلف بسنده ومتنه. (¬4) قال المؤلف في شعب الإيمان (4/ 39): "وقوله: رقيقان، قيل: هذا تصحيف وقع في الأصل، وإنما هما رفيقان، والرفيق من أسماء الله تَعَالى". (¬5) في (ق)، (د): "أرأف" وضبب عليها. (¬6) في (ق)، (د): "أرأف" وضبب عليها. (¬7) في (د): "عبدني".

الْعَالَمِينَ}. قَالَ اللَّهُ: شَهِدَ عَبْدِي أَنِّي رَبُّ الْعَالَمِينَ. يَعْنِي بِرَبِّ (¬1) الْعَالَمِينَ: رَبَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالشَّيَاطِينِ وَسَائِرِ الْخَلْقِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَخَالِقَ كلِّ شَيْءٍ. فَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. يَقُولُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي" (¬2). وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ، وَهُوَ مَنْقُولٌ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ فِي كتَابِ الْجَامِعِ (¬3)، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ. وَأَمَّا حَدِيثُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: [1590] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّافِعِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْمُقْرِئُ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ (¬4) بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ اللَّهُ: مَجَّدَنِي (¬5) عَبْدِي" - وَقَالَ ابْنُ الْخَضِرِ فِي حَدِيثِهِ: "ذَكَرَنِي عَبْدِي" - "وَإِذَا قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: ¬

_ (¬1) في (د): "رب". (¬2) أخرجه المؤلف في شعب الإيمان (4/ 37) بسنده، وعزاه السيوطي له في الدر المنثور (1/ 42). (¬3) هو الجامع لشعب الإيمان، طبع بمكتبة الرشد، الرياض. (¬4) قوله: "قسمت الصلاة" ساقط من (د)، (س). وفي المعرفة: "قسمت هذه الصلاة". (¬5) في المعرفة: "ذكرني".

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (¬1). قَالَ اللَّهُ: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي (¬2). وَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. قَالَ اللَّهُ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي. وإذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}. قَالَ اللَّهُ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" (¬3). وَسَائِرُ مَا يُجِيبُونَ بِهِ أَصْحَابُنَا عَنْ هَذَا أَوْلَى؛ لِأَنَّ ابْنَ سَمْعَانَ (¬4) لَا يَصْلُحُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْعَلَاءِ، فَجَعَلَ النِّصْفَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (¬5)، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} آيَةً مِنْهُ، وَنَحْنُ سَنَذْكُرُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تِلْكَ الرِّوَايَاتِ فِي مَسْأَلَةِ تَعْيِينِ الْقِرَاءَةِ بِالْفَاتِحَةِ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [1591] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي مَرَّةً وَأَنَا أَجْهَرُ فِي الصَّلَاةِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ. قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَيْهِ الْحَدَثُ فِي الْإِسْلَامِ مِنْهُ، وَلَا أَنْ يُقَالَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَمْ يَقُلْ مِنْهُ، قَالَ: صَلَّيْتُ ¬

_ (¬1) في (د): "ملك يوم الدين". (¬2) يقال: فوض إليه الأمر تفويضًا إذا رده إليه وجعله الحاكم فيه. النهاية (فوض). (¬3) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 403). (¬4) في (س): "ابن إسماعيل". (¬5) في (د): "ملك يوم الدين".

خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَخَلْفَ عُمَرَ وَخَلْفَ عُثْمَانَ - رضي الله عنهم -، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ جَهَرَ بِهَا، فَإِذَا قَرَأْتَ فَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (¬1). [1592] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ وَأَبُو صَادِقِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا رَوْحٌ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا أَبُو نَعَامَةَ الْحَنَفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬2). ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ لَا نَعْرِفُهُ بِمَا يَثْبُتُ بِهِ حَدِيثُهُ، وَالرَّاوِي عَنْهُ أَبُو نَعَامَةَ قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ (¬3) الْحَنَفِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ (¬4)؛ فَرَوَاهُ الْجُرَيْرِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ هَكَذَا (¬5)، وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ عَنْ أَنَسٍ: [1593] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 371) من طريق الجريري. (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 145) من طريق عثمان بن غياث. (¬3) في (س): "عبادة". (¬4) في (س): "واختلف عنه". (¬5) في (د): "هذا".

مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ لَا يَجْهَرُونَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬1). فَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ لَا أَثِقُ بِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَا يُخَالِفُ رِوَايَتَهُ (¬2) وَرِوَايَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ: [1594] حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬3) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ الْبُوسَنْجِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَيَّانِيُّ (¬4)، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ وَمَالِكٌ وَسُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي الْفَرِيضَةِ (¬5). وَرَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ فِي مَتْنِهِ: "كَانَ لَا يَجْهَرُ". وَكَأَنَّهُ أَصَحُّ، فَقَدْ مَضَتِ الرِّوَايَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا يُوَافِقُهُ وَبِمَا يُخَالِفُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬6). [1595] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2802) عن سفيان. (¬2) في (س): "روايتهم". (¬3) في النسخ: "الحسن" والمثبت من مصادر ترجمته. (¬4) في (ق): "الحماني" وضبب عليه ناسخ (ق)، وفي (د)، (س): "الحمامي"، والمثبت من توضيح المشتبه وهو الحياني أبو العباس عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحياني البوشنجي شيخ للبرقاني روى عن أبي بكر بن خزيمة، وأبي محمد بن أبي حاتم (توضيح المشتبه (2/ 150). (¬5) أخرجه الجوهري في مجلس الجهر بالبسملة (ص 54) عن ابن أخي ابن وهب. (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 424) عن ابن أبي حاتم.

ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو سَعْدٍ (¬1) الْأَعْوَرُ سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ (¬2) الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْبَقَّالُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ لَا يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬3). [1596] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ، ثنا يَزِيدُ، أنا أَبُو سَعْدٍ، ثنا أَبُو وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬4) قَالَ: يُخْفِي الْإِمَامُ أَرْبَعًا: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَآمِينَ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَالتَّعَوُّذَ أَوِ التَّشَهُّدَ، شَكَّ أَبُو سَعْدٍ (¬5) (¬6). [1597] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَيَقُولُ: وَهِيَ (¬7) قِرَاءَةُ الْأَعْرَابِ (¬8). الصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - بِخِلَافِهِ، وَأَبُو سَعْدٍ (¬9) سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْبَقَّالُ تَكَلَّمُوا فِيهِ. [1598] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا ¬

_ (¬1) في (ق)، (س): "أبو سعيد". (¬2) في (س): "الأعوز بن سعيد المرزبان". (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 262) عن أبي سعد البقال. (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) في (ق): "سعيد". (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 374) (¬7) في (س): "يقول: وهي" وفي (د): زاد هنا (يقول: وهي). (¬8) أخرجه البزار في المسند - كما في كشف الأستار - (1/ 254) من طريق أبي سعد البقال. (¬9) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من الأحاديث السالفة.

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬1) بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِرَاءَةُ الْجَهْرِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قِرَاءَةُ الْأَعْرَابِ (¬2). وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قِرَاءَةِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} هِيَ (¬3) قِرَاءَةُ الْأَعْرَابِ: مَعْنَى هَذا الْخَبَرِ أَنَّ الْأَعْرَابَ لَا يَجْهَلُونَ أَنَّ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} مِنَ الْقُرْآنِ، وَهُمْ يَقْرَءُونَهُ فِي الْقُرْآنِ (¬4). وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ (¬5) مَا يُؤَكِّدُهُ: [1599] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي (¬6) عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَارَةَ، أَنَّ (¬7) عِكْرِمَةَ كَانَ لَا يُصَلِّي خَلْفَ مَنْ لَا يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬8). [1600] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنا ¬

_ (¬1) في (س): "الحسن". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 374) عن سفيان. (¬3) قوله: "هي" ليس في (د). (¬4) في معرفة السنن والآثار (2/ 377): "وقد قيل: إن ابن عباس أراد به أن الأعراب لا يخفى عليهم أن "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" من القرآن، وأنه يجهر بها، فكيف العلماء وأهل الحضر؟ قاله ابن خزيمة وغيره". (¬5) في (د): "روى عكرمة". (¬6) في (س): "بن". (¬7) في (س): "عن". (¬8) أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (2/ 198) عن ابن معين.

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ اسْتَرَقَ (¬2) مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ أَعْظَمَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ؛ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (¬3). [1601] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ (¬4) الْمِصْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ التِّنِّيسِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الصُّوفِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬5) بْنِ حُمَيْدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا سَلَّامُ بْنُ وَهْبٍ الْجَنَدِيُّ (¬6)، ثنا أَبِي، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فَقَالَ: "هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - عز وجل -، وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اسْمِ اللَّهِ (¬7) الْأَعْظَمِ إِلَّا كَمَا بَيْنَ سَوَادِ الْعَيْنَيْنِ وَبَيَاضِهِمَا (¬8) مِنَ الْقُرْبِ" (¬9). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) في (س): "يسرق". (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 50) بسنده. (¬4) كذا في النسخ، وفي أصل الرواية: "علي بن أحمد بن سليمان"، وهو الصواب انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 327). (¬5) في (س): "الحسن". (¬6) كذا ضبطه ناسخ (د) بفتح النون وهو الصحيح. (¬7) سقط لفظ الجلالة في (د). (¬8) في (س): "العين وبياضها". (¬9) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 584).

مسألة (78): ويجهر الإمام بالتأمين فيما يجهر بالقراءة فيه

مَسْأَلَةٌ (78): وَيَجْهَرُ الْإِمَامُ بِالتَّأْمِينِ فِيمَا يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فِيهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُسِرُّ بِهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1602] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬3)، أنا مَالِكٌ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ (¬4): أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ (¬5) وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، فِيمَا قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 249)، (8/ 546)، ومختصر المزني (ص 25)، والحاوي الكبير (2/ 110 - 111)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 505)، والمجموع (3/ 327، 331). (¬2) انظر: الأصل (1/ 35)، والمبسوط للسرخسي (1/ 32)، وتحفة الفقهاء (1/ 132)، وبدائع الصنائع (1/ 207)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 107)، والبناية شرح الهداية (2/ 215). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 248). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 243). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 15/ أ).

شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "آمِينَ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ: عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ". وَالْبَاقِي سَوَاءٌ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: قَالَ يُونُسُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُولُ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ، وَعَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ (¬2). [1603] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ يَعْنِي عُمَرَ (¬3) بْنَ سَعْدٍ الْحَفَرِيَّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 156). (¬2) صحيح مسلم (2/ 17). (¬3) في (س): "عمرو".

حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَالَ: "آمِينَ". رَفَعَ (¬1) بِهَا صَوْتَهُ. لَفْظُ حَدِيثِ الْحَفَرِيِّ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بِشْرَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} رَفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ، وَطَوَّلَ بِهَا. [1604] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ. (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأُرْمَوِيُّ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (¬2)، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي (¬3) الْعَنْبَسِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَرَأَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: "آمِينَ". يَرْفَعُ (¬4) بِهَا صَوْتَهُ (¬5). كَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ: عَنْ حُجْرٍ أَبِي (¬6) الْعَنْبَسِ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ. خَالَفَهُ شُعْبَةُ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ: ¬

_ (¬1) في (س): "جهر". (¬2) قوله: "بن أحمد" ساقط من (س). (¬3) في (س): "بن". (¬4) في (س): "رفع". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 52). (¬6) في (س): "بن".

[1605] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجْرًا أَبَا الْعَنْبَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ وَائِلٍ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ وَائلٍ (¬1)، أَنَّهُ صلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، قَالَ: "آمِينَ". خَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (¬2). كَذَا قَالَ شُعْبَةُ، وَخَالَفَ الثَّوْرِيَّ، وَلَا أَعْلَمُ (¬3) خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ أَنَّ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ إِذَا اخْتَلَفَا فَالْقَوْلُ قَوْلُ سُفْيَانَ. [1606] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ يُخَالِفُ (¬4) سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ إِلَّا كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَ سفْيَانَ. قُلْتُ: وَشُعْبَةُ أَيْضًا إِنْ خَالَفَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬5). [1607] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ (¬6)، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ شُعْبَةَ، وَلَا يَعْدِلُهُ أَحَدٌ عِنْدِي، وَإِذَا خَالَفَهُ سُفْيَانُ أَخَذْتُ بِقَوْلِ سُفْيَانَ. ¬

_ (¬1) قوله: "وقد سمعته من وائل" ليس في (س). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 360). (¬3) في (س): "يعلم". (¬4) في (س): "خالف". (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 364). (¬6) قوله: "ثنا علي بن المديني" ليس في (ق).

[1608] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ (¬1) الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي، وَمَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ شَيْخٍ فَلَقِيتُ الشَّيْخَ إِلَّا وَجَدْتُهُ كَمَا قَالَ سُفْيَانُ. قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمذِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: حَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ فِي هَذَا الْبَابِ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَشُعْبَةُ (¬2) أَخْطَأَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَوَاضِعَ، قَالَ: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ. وَإِنَّمَا حُجْرٌ كُنْيَتُهُ (¬3) أَبُو السَّكَنِ، وَزَادَ فِيهِ: عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ حُجْرُ بْنُ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، لَيْسَ فِيهِ عَلْقَمَةُ، وَقَالَ: خَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ جَهَرَ بِهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ فِي هَذَا، فَقَالَ: حَدِيثُ سُفْيَانَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ. وَقَدْ رَوَى الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ نَحْوَ رِوَايَةِ سُفْيَانَ (¬4). [1609] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ - رحمه الله -: كَذَا قَالَ شُعْبَةُ: وَأَخْفَى بِهَا صَوْتَهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ وَهِمَ فِيهِ؛ لِأَنَّ (¬5) سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ وَمُحَمَّدَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَغَيْرَهُمَا (¬6) رَوَوْهُ عَنْ سَلَمَةَ، ¬

_ (¬1) في (س): "محمد". (¬2) قوله: "وشعبة" سقط من (ق)، (د). (¬3) في (د): "ووكنيته"، وفي (ق): "وكنيته". (¬4) السنن للترمذي (1/ 309). (¬5) في (د): "لا". (¬6) قوله: "وغيرهما" غير موجود في (ق).

فَقَالُوا: وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ. وَهُوَ الصَّوَابُ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رَوَى أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ - وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ - عَنْ شُعْبَةَ بِوِفَاقِ الثَّوْرِيِّ فِي مَتْنِهِ: [1610] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي الْفَوَائِدِ الْكَبِيرِ لِأَبِي الْعَبَّاسِ وَفِي حَدِيثِ شُعْبَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَنْبَسٍ يُحَدِّثُ (¬2) عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ}، قَالَ: "آمِينَ" رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ. فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ شُعْبَةُ - رحمه الله - تَنَبَّهَ لِذَلِكَ، فَعَادَ إِلَى الصَّوَابِ فِي مَتْنِهِ، وَتَرَكَ ذِكْرَ عَلْقَمَةَ فِي إِسْنَادِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَأَمَّا (¬3) حَدِيثُ الْعَلَاءِ بْنِ صَالِحٍ: [1611] فأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ الشَّعِيرِيُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ (¬4)، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَهَرَ بِآمِينَ وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ خَدِّهِ (¬5). ¬

_ (¬1) السنن للدارقطني (2/ 128). (¬2) في (س): "حدث". (¬3) في (د)، (س): "وأما". (¬4) كذا أتى به المؤلف على الجادة، وهو في أصل الرواية: "علي بن صالح"، وقد نص المزي في تهذيب الكمال (22/ 513) في ترجمة العلاء بن صالح على أن أبا داود وهم في اسمه فقال: "علي" بدل: "العلاء". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 52).

[1612] أخبرنا أَبُو صَادِقٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الصَّيْدَلَانِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يجْهَرُ بِآمِينَ. [1613] وأخبرنا أَبُو صَادِقٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ. كَذَا قَالَ شَرِيكٌ. وَرِوَايَةُ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَصَحُّ، فَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬2) نَحْوَ رِوَايَةِ زُهَيْرٍ. [1614] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْكَاجَغُونِيُّ، ثنا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ دِينَارٍ الصَّائِغُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِنًى، فَلَمَّا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ (¬3)، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "آمِينَ". وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ. [1615] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ (¬4)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، ¬

_ (¬1) سقطت أداة التحديث من (س). (¬2) من قوله: "أصح" إلى هنا ساقط من (د). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) في (س): "زريق".

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ بِفَاتِحَةِ (¬1) الْكِتَابِ، فَلَمَّا خَتَمَهَا قَالَ: "آمِينَ". وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. [1616] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا (¬3) نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬4)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَلَا: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: "آمِينَ"، حَتَّى يُسْمِعَ مَنْ يَلِيهِ مِنَ الصَّفِّ الْأَوَّلِ (¬5). [1617] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثمِ الْقَاضِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا فَرَغَ مِنْ أُمِّ الْقُرآنِ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: "آمِينَ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬6). [1618] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَطِيبُ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "فاتحة". (¬2) أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 315) من طريق أبي إسحاق. (¬3) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬4) في (د): "عبد الله بن عمر أبي هريرة" وضبب عليها. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 52). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 586).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. قَالَ: "آمِينَ". يَرْفَعُ (¬1) بِهَا صَوْتَهُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ. [1619] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَنْصُورٍ، يَعْنِي الْحَارِثَ بْنَ مَنْصورٍ، ثنا بَحْرٌ السَّقَّاءُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ}. قَالَ: "آمِينَ" يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ. بَحْرُ بْنُ كَثِيرٍ السَّقَّاءُ ضَعِيفٌ، وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [1620] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي الْحَنْظَلِيَّ، أنا يَعْنِي النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ (¬2)، عَنْ هَارُونَ الْأَعْوَرِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أُمِّ الْحُصَيْنِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا صَلَّتْ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعَتْهُ (¬3) وَهُوَ يَقْرأُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، فَلَمَّا قَرَأَ: {وَلَا الضَّالِّينَ}، قَالَ: "آمِينَ"، حَتَّى سَمِعَتْهُ وَهِيَ فِي صَفِّ النِّسَاءِ (¬4). [1621] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "رفع". (¬2) في (د) "النظر بن شميد"، وفي (س): "النضر يعني ابن سهيل" وكل ذلك تحريف. (¬3) في (د): "وسمعته". (¬4) أخرجه ابن راهويه في المسند (4/ 244).

هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا هَارُونُ بْنُ مُوسَى (¬1) الْأَعْوَرُ النَّحْوِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬2)، عَنِ ابْنِ ابْنِ (¬3) أُمِّ حُصَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّهَا صَلَّتْ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعَتْهُ يَقْرَأُ (¬4) {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {وَلَا الضَّالِّينَ}، قَالَ: "آمِينَ". [1622] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ (¬5) بْنُ عُثْمَانَ الْمُقْرِئُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "آمِينَ". إِذَا قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (¬6) (¬7). [1623] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن الْحَارِثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن رُسْتَةَ، قَالَا: ثنا أَبُو أَيُّوبَ سُليْمَانُ يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ، ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أبِي ليْلى، عَنْ عَدِيِّ (¬8) بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ (¬9) بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا قَرَأَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} رَفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ. ¬

_ (¬1) زاد في (س): "بن هارون". (¬2) قوله: "عن أبي إسحاق" سقط من (س). (¬3) قوله: "ابن ابن" ضبب عليها في (ق)، (د). (¬4) في (س): "يقول". (¬5) قوله: "أحمد" ليس في (س). (¬6) زاد في (د): "آمين". (¬7) أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 465) من طريق عثمان بن أبي شيبة. (¬8) قوله: "عن عدي" سقط من (د). (¬9) قوله: "زر" في (د): "ذر".

[1624] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَبُو صالِحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا رَوْحٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا كَانَ وَرَاءَ الْإِمَامِ فَقَرَأَ الْإِمَامُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، قَالَ النَّاسُ: آمِينَ، أَمَّنَ مَعَهُمْ، وَرَأَى ذَلِكَ مِنَ السُّنَّةِ. [1625] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا (¬1) مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ عَوْفٍ الْغَافِقِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرآنِ قَالَ: آمِينَ. وَرَفَعَ بهَا صَوْتَهُ. [1626] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهُويَهْ، أنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ بِلَالٍ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ (¬3). [1627] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْحِنَّائِيُّ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ بِلَالٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ. [1628] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬5)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "ابن". (¬2) في (ق): "عبد الله". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 52). (¬4) في (د): "الخِتاني". (¬5) من هنا يبدأ خرم كبير في النسخة (س) إلى المسألة رقم (99).

يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنِ الْإِمَامِ إِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} هَلْ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِآمِينَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَيرْفَعُ بِهَا مَنْ خَلْفَهُ أَصْوَاتَهُمْ. فَقُلْتُ: وَمَا الْحُجَّةُ فِيمَا تُثْبِتُ (¬1) مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "آمِينَ". قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَفِي قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا" دَلَالَةٌ أَنَّهُ أَمَرَ الْإِمَامَ أَنْ يَجْهَرَ بِآمِينَ؛ لِأَنَّ مَنْ خَلْفَهُ لَا يَعْرِفُ وَقْتَ تَأْمِينِهِ إِلَّا بِأَنْ يَسْمَعَ تَأْمِينَهُ، ثُمَّ بَيَّنَهُ ابْنُ شِهَابٍ فَقَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "آمِينَ". قَالَ الرَّبِيعُ: فَقُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: فَإِنَّا نَكْرَهُ لِلْإِمَامِ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ. فَقَالَ: هَذَا خِلَافُ مَا رَوَى صَاحِبُكُمْ وَصَاحِبُنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ وَعِنْدَنَا عِلْمٌ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ مَالِكٍ - رحمه الله - انْبَغَى أَنْ يُسْتَدَلَّ (¬2) بِأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجْهَرُ بِآمِينَ، وَأَنَّهُ أَمَرَ الْإِمَامَ أَنْ يَجْهَرَ بِهَا، فَكَيْفَ وَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَيْهِ! وَرَوَى وَائِلُ بْن حُجْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: "آمِينَ" يُجْهِرُ (¬3) بِهَا صَوْتَهُ وَيَحْكِي مَدَّهُ إِيَّاهَا، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ (¬4) يَقُولُ لِلْإِمَامِ: لَا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ، وَكَانَ يُؤَذِّنُ لَهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: ¬

_ (¬1) في (د): "ثبت". (¬2) في الأم: "نستدل". (¬3) ضبب عليها في (ق). (¬4) ضبب عليها في (د).

كُنْتُ أَسْمَعُ الْأَئِمَّةَ؛ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَنْ بَعْدَهُ يَقُولُونَ: آمِينَ، وَمَنْ خَلْفَهُمْ: آمِينَ، حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجِدِ لَلَجَّةً (¬1) (¬2). [1629] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُؤَذِّنُ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَاشْتَرَطَ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ بِـ {الضَّالِّينَ} حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ الصَّفَّ، فَكَانَ إِذَا قَالَ مَرْوَانُ: {وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: آمِينَ. يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ. وَقَالَ: إِذَا وَافَقَ تَأْمِينُ أَهْلِ الْأَرْضِ تَأْمِينَ أَهْلِ السَّمَاءِ غُفِرَ لَهُمْ. [1630] أخبرنا أَبُو يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّيْدَلَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْمَسْجِدِ إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، سَمِعْتُ لَهُمْ رَجَّةً بِآمِينَ (¬3). وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، وَقَالَ: رَفَعَوا أَصْوَاتَهُمْ بِآمِينَ. * * * ¬

_ (¬1) اللَّجَّة: الجَلَبَة والصوت المرتفع. (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 545). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 464) من طريق أبي حمزة السكري.

مسألة (79): ورفع اليدين سنة عند الركوع والارتفاع منه

مَسْأَلَةٌ (79): وَرَفْعُ الْيَدَيْنِ سُنَّةٌ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَالِارْتِفَاعِ مِنْهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَرْفَعُ الْأَيْدِيَ فِي هَذَيْنِ الْمَوْضِعَيْنِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1631] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ. (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ، وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬4)، عَنْ مَالِكٍ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 234، 238 - 239)، (8/ 541 - 545)، ومختصر المزني (ص 25)، والحاوي الكبير (2/ 116)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 511)، والمجموع (3/ 367 - 369). (¬2) انظر: الأصل (1/ 37)، المبسوط للسرخسي (1/ 14)، وتحفة الفقهاء (1/ 132)، وبدائع الصنائع (1/ 207)، والبناية شرح الهداية (2/ 252 - 253). (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 541). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 13/ أ). (¬5) صحيح البخاري (1/ 148).

[1632] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَرَادَ أنْ يَرْكَعَ، وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ: [1633] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ التَّكْبِيرَ (¬1) لِلصَّلَاةِ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ أَيْضًا، وَقَالَ (¬2): "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ". وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مَالِكٍ: [1634] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ (¬4) أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ (¬5) فَعَلَ مِثْلَ ¬

_ (¬1) قوله: "التكبير" ليس في (د). (¬2) في (د): "قال" بدون واو. (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 231). (¬4) قوله: "ابن" تكررت في (د). (¬5) في (د): "يَرْفَعَ".

ذَلِكَ، وَذَكَرَ بَاقِيَ (¬1) الْحَدِيثِ (¬2). [1635] حدثناه (¬3) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ نُذَيْرٍ (¬4) أَبُو الْفَضْلِ الْكُوفِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَسَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ (¬5)، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَاحِيُّ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ يَرْفَعُ (¬6) يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلَا يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيىَ وَجَمَاعَةٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬7). [1636] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ غَيْرَ مَرَّةٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ ¬

_ (¬1) قوله: "وذكر باقي" تحرف في (د) إلى: "وذكرنا في". (¬2) أخرجه الدارمي في السنن (6/ 296) من طريق خالد بن مخلد. (¬3) قوله: "حدثناه" ضبب على الهاء في (د). (¬4) ضبط في (ق) بضم النون وفتح الذال. (¬5) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 35). (¬6) في (د): "رفع". (¬7) صحيح مسلم (2/ 6).

سُفْيَانُ: حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ كَمَا أَنَّكَ هَا هُنَا. ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا مِثْلُ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ (¬1): هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدِي حُجَّةٌ عَلَى الْخَلْقِ، كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ شَيْءٌ. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَزَلْ (¬2) أَعْمَلُ بِهِ مُنْذُ أَنَا صَبِيٌّ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ (¬3): وَبِهِ نَأْخُذُ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَبِهِ نَأْخُذُ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَبِهِ نَأْخُذُ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَبِهِ آخُذُ (¬4). [1637] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو عِيسَى مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَيُونُسُ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، كُلُّهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إِذَا كَبَّرَ، وإذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ، وَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ". وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ. ¬

_ (¬1) قوله: "بن المديني" ليس في (د). (¬2) في (د): "أزال". (¬3) هو: عثمان بن سعيد الدارمي. (¬4) في (د): "نأخذ".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمَبَارَكِ عَنْ يُونُسَ (¬1). [1638] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬3). [1639] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُويَهِ الْعَدْلُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، أَخْبَرَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّه بْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ (¬4). [1640] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ كَبَّرَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 7). (¬2) أخرجه أبو اليمان في حديثه (ص 20). (¬3) صحيح البخاري (1/ 148). (¬4) صحيح مسلم (2/ 6).

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ (¬1). [1641] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْخَفَّافُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَعَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْوَزِيُّ بِمَرْوَ، قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَفْعَلُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُهُ. [1642] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ (¬2) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَفْعَ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: تَرَى سَالِمًا لَمْ يَحْفَظْهُ عَنْ أَبِيهِ؟ ! تَرَى عَبْدَ اللَّهِ لَمْ يَحْفَظْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ ! [1643] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا الْفَارَيَابِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 6). (¬2) زاد هنا في (ق): "ثنا".

نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. [1644] وأخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَنَّ أَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيَّ أَخْبَرَهُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ السُّلَمِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا اسْتَوَى قَائِمًا مِنْ رُكُوعِهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُ ذَلِكَ (¬1). [1645] أخبرناه السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ عَالِيًا، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. اسْتَشْهَدَ الْبُخَارِيُّ بِحَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، وَاحْتَجَّ بِرِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ مَا: [1646] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الدَّامَغَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالُوا: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ (¬2) إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ، وَيَرْوِي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. ¬

_ (¬1) عزاه ابن حجر في التغليق للمؤلف (2/ 306). (¬2) في (د): "يده".

[1647] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعتُ أَبَا الْحَسَنِ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ اعْتِمَادًا لِهَذَا (¬1) الْحَدِيثِ وَهُوَ حَدِيثُ عُبْيَدِ اللَّهِ. [1648] حدثنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِيرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى هَكَذَا (¬2). وَتَابَعَهُ مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَدْ قِيلَ عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [1649] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي الْأَمَالِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَبَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ، كُلَّ ذَلِكَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ. ¬

_ (¬1) في (ق): "بهذا". (¬2) صحيح البخاري (1/ 148).

هَكَذَا أَخْبَرَنَا بِهِ فِي الْأَمَالِي، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَاحْتَجَّ بِهِ (¬1). وَرَوَاهُ أَيْضًا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: وَكَانَ يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ. وَإِنَّمَا أَرَادَ بَيْنَ الرَّكْعَتَيْنِ إِنْ كَانَ قَدْ حَفِظَهُ الْمُسَيَّبُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَفْعُ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ سُنَّةٌ وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّافِعِيُّ، فَإِنَّ إِسْنَادَهُ صَحِيحٌ وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ وَقَدْ: [1650] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ - رحمه الله - يَقُولُ: إِذَا وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِي خِلَافَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُولُوا بِسُنَّةِ (¬2) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَدَعُوا مَا قُلْتُ (¬3). وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم -، وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - حَدِيثَ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ وَفِيهِ هَذِهِ الزِّيَادَةُ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: وَبِهِ نَقُولُ (¬4). [1651] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّهُ ¬

_ (¬1) صحيح ابن خزيمة (1/ 692). (¬2) في (د): "سنة". (¬3) أخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 389) من طريق أبي العباس الأصم. (¬4) الأم (2/ 266).

رَأَى مَالِكَ بْنَ الْحُوَيْرِثِ إِذَا صَلَّى كَبَّرَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ (¬1)، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَفْعَلُ هَذَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيِّ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيِّ (¬3). [1652] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ (¬4). [1653] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عَفَّانُ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا عَفَّانُ - قَالَ ابْنُ يَحْيَى: ابْنُ مُسْلِمٍ - ثنا هَمَّامٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ وَمَوْلًى لَهُمْ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ (¬5) فكَبَّرَ، وَوَصَفَ (¬6) هَمَّامٌ حِيَالَ أُذُنَيْهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: قُلْتُ لِعَفَّانَ: ثُمَّ الْتَحَفَ بِثَوْبِهِ؟ قَالَ: ¬

_ (¬1) قوله: "وإذا أراد أن يركع رفع يديه" تكرر في (د). (¬2) صحيح البخاري (1/ 148). (¬3) صحيح مسلم (2/ 7). (¬4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3/ 126) من طريق سعيد بن أبي عروبة به. (¬5) ضبب عليها في (د). (¬6) ضبب عليها في (د).

نَعَمْ، قَالَ: ثُمَّ (¬1) وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيْهِ (¬2) مِنَ الثَّوْبِ، ثُمَّ رَفَعَهُمَا فَكَبَّرَ فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا (¬3) سَجَدَ سَجَدَ بَيْنَ كَفَّيْهِ. لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَفَّانَ (¬4). [1654] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ (¬5) إِمْلَاءً، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. قَالَ وَاِئلٌ: ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ فِي الشِّتَاءِ فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي الْبَرَانِسِ (¬6). [1655] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ - رحمه الله -: مَا مَعْنَى رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الرُّكُوعِ؟ فَقَالَ: مِثْلُ مَعْنَى رَفْعِهِمَا عِنْدَ الِافْتِتَاحِ؛ تَعْظِيمًا لِلَّهِ وَسُنَّةً مُتَّبَعَةً، نَرْجُو فِيهِ ثَوَابَ اللَّهِ، وَمِثْلُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَغَيْرِهِمَا (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "قال: ثم" ساقط من (د). (¬2) في (د): "يده". (¬3) في (د): "فلم". (¬4) صحيح مسلم (2/ 13). (¬5) زاد في (د) في هذا الموضع: "نا". (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 544). (¬7) المصدر السابق (8/ 545).

[1656] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ - هُوَ الثَّوْرِيُّ - عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رفَعَ يَدَيْهِ حِينَ كَبَّرَ؛ رَفَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ حِينَ رَكَعَ، ثُمَّ حِينَ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ مُمْسِكًا بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ (¬1). [1657] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، أنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالُوا: لِمَ؟ ! مَا كُنْتَ أَكْثَرَنَا لَهُ صُحْبَةً. (ح) [1658] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ الْبَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيٍّ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوا: لِمَ؟ ! مَا كُنْتَ أَكْثَرَنَا لَهُ تُبْعَةً، وَلَا أَقْدَمَنَا لَهُ صُحْبَةً. قَالَ: بَلَى. قَالُوا: فَاعْرِضْ عَلَيْنَا. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (2/ 68) من طريق الثوري.

قَالَ: فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حَتَّى يَقِرَّ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يَعْتَدِلُ وَلَا يَنْصِبُ (¬1) رَأْسَهُ وَلَا يُقْنِعُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ حَتَّى يَعُودَ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ إِلَى مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ". ثُمَّ يَهْوِي إِلَى الْأَرْضِ فَيُجَافِي يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى فَيَقْعُدُ عَلَيْهَا، وَيَفْتَحُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إِذَا سَجَدَ، ثُمَّ يَعُودُ يَرْفَعُ فَيَقُولُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ". ثُمَّ يَثْنِي بِرِجْلِهِ فَيَقْعُدُ عَلَيْهَا مُعْتَدِلًا حَتَّى يَرْجِعَ أَوْ يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ مَوْضِعَهُ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَصْنَعُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، كَمَا فَعَلَ أَوْ كَبَّرَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ فِي بَقِيَّةِ صَلَاتِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي السَّجْدَةِ الَّتِي فِيهَا التَّسْلِيمُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى (¬2) وَقَعَدَ مُتَوَرِّكًا عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ. فَقَالُوا جَمِيعًا: صَدَقَ، هَكَذَا كَانَ يُصَلِّي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [1659] أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ بِبَغْدَادَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ، ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، حَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) قوله: "اليسرى" ساقط من (د). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 50) من طريق أبي عاصم.

عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ (¬1) عَنْ (¬2) عَيَّاشٍ، أَوْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُوهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَفِي الْمَجْلِسِ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو أُسَيْدٍ، وَأَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ (¬3)، أَنَّهُمْ تَذَاكَرُوا الصَّلَاةَ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالُوا: كَيْفَ؟ قَالَ: اتَّبَعْتُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالُوا: فَأَرِنَا. قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي (¬4) وَهُمْ (¬5) يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَبَدَأَ فَكَبَّرَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ نَحْوَ الْمَنْكِبَيْنِ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا حَتَّى أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ غَيْرَ مُقنِعٍ رَأْسَهُ وَلَا مُصَوِّبِهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ. فَرَفَعَ يَدَيْهِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬6). هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي بَدْرٍ. [1660] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ الْفَرْغَانِيُّ، ثنا أَبُو بَدْرٍ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ (¬7)، ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ¬

_ (¬1) كذا في النسخ الخطية كلها، وكذا رواه المؤلف بنفس السند في السنن الكبير (2/ 101)، وكذا في أصل الرواية، وهو خطأ وتصحيف قديم في هذا الطريق، وصوابه: "أحد بني مالك"، كما في مصادر تخريج الحديث وكما في الحديث الآتي. (¬2) في النسخ الخطية: "ابن"، والمثبت من رواية المصنف له بنفس السند في السنن الكبير ومن أصل الرواية. (¬3) في (د): "الأنصاري". (¬4) في (د): "قال فصلى". (¬5) قوله: "وهم" تكررت في (د). (¬6) أخرجه ابن عياش في أحاديثه عن شيوخه (ص 257). (¬7) في النسخ الخطية: "الحسن بن الحارث"، والمثبت كما رواه المصنف في السنن الكبير (2/ 118) بسنده ومتنه سواء، وكما في الحديث السابق.

عَطَاءٍ أَحَدِ بَنِي مَالِكٍ (¬1)، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُوهُ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ إِلَّا أنَّهُ قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَعَ التَّكْبِيرِ، وَقَالَ: ثُمَّ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ أَبِي بَدْرٍ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبَّاسٍ أَوْ عَيَّاشِ بْنِ سَهْلٍ. [1661] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو بَدْرٍ. فَذَكَرَهُ (¬2). وَرَوَاهُ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عِيسَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ. [1662] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، أنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى (¬4). وَلَعَلَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ أَصَحُّ، فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ نَفْسِهِ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ فِي الرِّوَايَةِ سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَغَيْرِهِ، وَأَثْبَتَ الْبُخَارِيُّ بِالتَّارِيخِ (¬5) سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَصْحَابِهِ، وَبَيَّنَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمَاعَ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى - مِنْ ¬

_ (¬1) في (د): "حدثني مالك". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 38). (¬3) ضبب عليها في (ق). (¬4) المصدر السابق، رواية ابن داسة (ق 38). (¬5) التاريخ الكبير (1/ 189).

عَبَّاسٍ، فَذِكْرُ (¬1) مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بَيْنَهُمَا وَهْمٌ (¬2)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1663] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا فُلَيْحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلٍ يُحَدِّثُ فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَحَدَّثَنِيهِ أُرَاهُ عِيسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا بَيَانُ سَمَاعِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، وَأَنَّ ذِكْرَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ بَيْنَهُمَا وَهْمٌ (¬4)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [1664] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ (¬5)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬6) بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَا: ثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَبُو حُمَيْدٍ وَأَبُو أُسَيْدٍ وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ فَذَكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ إِنَّ ¬

_ (¬1) في (د): "فذكره". (¬2) قوله: "وهم" سقط من (د)، وضبطه ناسخ (ق) بسكون الهاء. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 38). (¬4) كذا ضبطه ناسخ (ق). (¬5) أخرجه السراج في المسند (ص 26، رقم 102). (¬6) في النسخ الخطية: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية من مسند السراج، والسنن الكبير المؤلف (2/ 73).

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَأَنَّهُ قَابِضٌ عَلَيْهِمَا، وَوَتَّرَ يَدَيْهِ فَنَحَّاهُمَا عَنْ جَنْبَيْهِ، وَلَمْ يَصُبَّ (¬1) رَأْسَهُ وَلَمْ يُقْنِعْهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَاسْتَوَى قَائِمًا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬2). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ. [1665] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عَارِمِ بْنِ الْفَضْلِ فكَانَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَكَانَ يُحسِنُ صَلَاتَهُ، فَلَمَّا صَلَّى قُلْتُ لَهُ: صَلَاةُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فَكَانَ يُصَلِّي هَكَذَا، فَقُلْتُ لَهُ: صَلَاةُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ فَكَانَ يُصَلِّي هَكَذَا، فَقُلْتُ: صَلَاةُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فَكَانَ يُصَلِّي هَكَذَا، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فكَانَ يُصَلِّي هَكَذَا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: صَلَاةُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ (¬3): صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - فَكَانَ يُصَلِّي هَكَذَا؛ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَقَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَانَ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ (¬4). ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د)، وفي هذا الفعل بهذه الصورة ضبطان؛ أحدهما "يَصُبَّ" من صبّ رأسه؛ أي أماله إلى أسفل، والثاني "يُصَبِّ" من صَبَّى رأسه؛ أي خفضه جدًّا. انظر النهاية في غريب الحديث (3/ 3) وغريب الحديث للخطابي (1/ 128). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 38). (¬3) في (ق): "فقلت". (¬4) أخرجه الضياء في المنتقى من حديث العبدوي (ص 316) من طريق أبي إسماعيل الترمذي.

[1666] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الزَّاهِدُ إِمْلَاءً مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي النُّعْمَانِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬1). [1667] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: أَخَذَ ابْنُ جُرَيْجٍ الصَّلَاةَ مِنْ عَطَاءٍ، وَأَخَذَ عَطَاءٌ مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَلَاةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. [1668] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ - صَاحِبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِنَيْسَابُورَ - (¬2) فِي مَيْدَانِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُعَاذٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْرَقُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضرَمِيُّ، عَنْ أَبِي عِيسَى سُلَيْمَانَ بْنِ كَيْسَانَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ الْقَاسِمِ: بَيْنَمَا النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَقَالَ: أَقْبِلُوا عَلَيَّ بِوُجُوهِكُمْ، أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي كَانَ يُصَلِّي وَيَأْمُرُ بِهَا. فَقَامَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، وَكَبَّرَ، ثُمَّ غَضَّ بَصَرَهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ وَكَبَّرَ (¬4)، ثُمَّ رَكَعَ، وَكَذَلِكَ حِينَ رَفَعَ، وَقَالَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 316). (¬2) في (د): "النيسابور". (¬3) قوله: "عبد" في النسخ "عبيد" وضبب عليه ناسخ (ق)، (د)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬4) من قوله: "ثم غض بصره" إلى هنا ساقط من (د).

لِلْقَوْمِ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِنَا (¬1). [1669] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ عُبْدُوسٍ وَدَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ وَأَبُو حُمَيْدٍ الْحَنْظَلِيُّ، قَالُوا: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْهَرَوِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا، فَسَأَلْتُ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ يُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ (¬2)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [1670] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُضَارِبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّحْوِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ إِذَا افْتَتَحَهَا، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وَعِنْدَ رَفْعِ رَأْسِهِ مِنَ الرُّكُوعِ، فَسَأَلْتُ (¬4) عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَفْعَلُهُ، وَذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ (¬5) يَفْعَلُهُ، وَذَكَرَ عُمَرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَهُ (¬6). ¬

_ (¬1) ذكره ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 165) من طريق عبد الله بن وهب. (¬2) قوله: "عن عمر" ساقط من (ق)، وأثبتناه من (د) وقد رواه الخطيب البغدادي في الجامع (1/ 118) بسنده عن دعلج كما ها هنا، وجعله عن عُمر أيضًا. (¬3) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 118) عن دعلج. (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) قوله: "كان" ليس في (ق). (¬6) المصدر السابق (1/ 118) من طريق شعبة.

تَابَعَهُمَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَعَمَّارُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَالْحَكَمُ بْنُ أَسْلَمَ الْحَجَبِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ فَلَمْ يَذْكُرْ فِي إِسْنَادِهِ عُمَرَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [1671] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ وَمُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ النَّسَوِيُّ، قَالَا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ إِذَا قَضَى قِرَاءَتَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَيَصْنَعُهُ إِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاتِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ كَذَلِكَ وَكَبَّرَ (¬1). هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ. [1672] حدثنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّب سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ - رضي الله عنه -، ثنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ وَالِدِي - رحمه الله -، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ (¬2) (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 162) من طريق سليمان بن داود. (¬2) ضبب عليها في (د). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 411) من طريق الثقفي.

[1673] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. [1674] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبِ بْنِ فُضَيْلٍ التَّاجِرُ بِمَرْوَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ لَفْظًا غَيْرَ مَرَّةٍ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ إِلَّا عَنْ شَيْخِنَا أَبِي الْعَبَّاسِ، وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَكَانَ الْحَدِيثُ بِخَطِّ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَيَّارٍ، وَسَمَاعُ أَبِي الْعَبَّاسِ بِخَطِّ عَمِّهِ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ (¬1). [1675] أخبرنا (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مَحْمِشُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّامَاتِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬3)، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ التَّكْبِيرِ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا اسْتَوَى قَائِمًا مِنْ ¬

_ (¬1) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 376). (¬2) في (د): "أخبرناه". (¬3) قوله: "حدثني أبي" ساقط من (د).

رُكُوعِهِ، وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُ ذَلِكَ. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ النَّهْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ. وَتَابَعَهُ زِيادُ بْنُ سُوقَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رُوَاتُهُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ. [1676] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: ألا أُعَلِّمُكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -! فَقَامَ فَاسْتَفْتَحَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ، ثُمَّ رَكَعَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا فَاصْنَعُوا (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، عَنْ حَمَّادٍ مُسْنَدًا (¬2). [1677] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْأَخْرَمُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ: هَلُمُّوا أُرِيكُمْ. فَكَبَّرَ (¬3) فَرَفَعَ يَدَيْهِ، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 47) من طريق محمد بن حميد. (¬2) المصدر السابق (2/ 47) من طريق ابن راهويه. (¬3) في (د): "وكبر".

ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا فَاصْنَعُوا، وَلَمْ يَرْفَعْ فِي السُّجُودِ (¬1). [1678] أخبرنا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ حِينَ يَفْتَتِحُ (¬2) الصَّلَاةَ وَحِينَ يَرْكَعُ وَحِينَ يَسْجُدُ (¬3) (¬4). وَقَدْ رُوِّينَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: حِينَ يَفْتَتِحُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، كَمَا رَوَاهُ سَائِرُ النَّاسِ. [1679] أخبرنا أبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَطِيبُ، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ يَقُولُ: رَأَيْتُ (¬5) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ كَأَنَّهُمَا مِرْوَحَتَانِ (¬6). [1680] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ وَأَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ سَيَّارٍ ¬

_ (¬1) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 45) للمؤلف. (¬2) في (د): "يفتح". (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) أخرجه ابن عياش في أحاديثه عن شيوخه، رواية أبي الفوارس (ق 82/ أ). (¬5) في (ق): "سمعت". (¬6) أخرجه الإمام أحمد (9/ 4628) من طريق سليمان بن المغيرة.

يَقُولُ (¬1): إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي صَلَاتِهِ إِذَا كَبَّرَ، وإِذَا رَكَعَ، وإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ (¬2). قَدْ رُوِّينَا رَفْعَ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَرَفْعِ الرَّأْسِ مِنْهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وَأَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُمْ: أَبُو قَتَادَةَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَأَبُو أُسَيْدٍ وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنهم -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ مُحْتَجٍّ بِهَا. [1681] وقد سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ سُنَّةً اتَّفَقَ عَلَى رِوَايَتِهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ ثُمَّ الْعَشَرَةُ الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ عَلَى تَفَرُّقِهِمْ فِي الْبِلَادِ الشَّاسِعَةِ غَيْرَ هَذِهِ السُّنَّةِ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهُوَ كَمَا قَالَ أُسْتَاذُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه -؛ فَقَدْ رُوِيَ هَذِهِ السُّنَّةُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الصِّدِّيقِ، وَأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبِي عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) أخرجه أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (23/ 159) من طريق شعبة. (¬3) عزاه مغلطاي في شرح ابن ماجه (5/ 284) للمؤلف.

وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - ذَكَرَهُمَا الْحَاكِمُ وَلَمْ أَجِدْ إِسْنَادَهُ - وَزِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَأَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، وَبُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ الدَّوْسِيِّ، وَأَبِي الْيَقْظَانِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ الْعَنْسِيِّ، وَأَبِي أُمَامَةَ صُدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ الْبَاهِلِيِّ، وَعُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، - رضي الله عنهم -. وَمِنَ النِّسَاءِ: عَائِشَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنها -، وَرُوِيَ عَنْ أَعْرَابِيٍّ صَحَابِيٍّ، كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَضِيَ عَنْهُمْ وَعَنْ مَنِ اقْتَدَى بِنَبِيِّهِ، وَتَبِعَ سُنَّتَهُ. وَرُوِيَ هَذِهِ السُّنَّةُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ: [1682] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّجَّارُ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ صَلَاةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخَذَ صَلَاتَهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَخَذَ عَطَاءٌ صَلَاتَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ صَلَاتَهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - (¬1). [1683] قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَرَأَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ، وإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (1/ 29).

[1684] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: لَيْسَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ حَدِيثٌ أَصَحُّ مِنْ ذِا؛ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ؛ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَطَاءٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. [1685] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعَ (¬1) وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ (¬2). [1686] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْأَخْرَمُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُسًا عَنْ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ اللَّهِ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِذَا افْتَتَحُوا الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعُوا، وَإِذَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ مِنَ الرُّكُوعِ. لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرٍو - رضي الله عنهم - (¬3). [1687] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. (ح) ¬

_ (¬1) قوله: "وإذا ركع" ساقط من (د). (¬2) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 417) للمؤلف. (¬3) أخرجه عبد الرزاق (2/ 69) من طريق ابن جريج.

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيىَ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ (¬1)، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا دُونَ ذَلِكَ (¬2). [1688] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْأَخْرَمُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ثنا جُرَيْرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا سَعِيدٍ وَابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهم - يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِذَا افْتَتَحُوا الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَكَعُوا، وَإِذَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ مِنَ الرُّكُوعِ (¬3). [1689] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ وَيدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ، وَقَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ، وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ (¬4). [1690] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْرُوفٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أُمَيَّةَ السَّاوِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) قوله: "وإذا ركع" ضبب فوقه في (د)، وغير موجود بأصل الرواية. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 18/ ب). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 410) من طريق الليث. (¬4) المصدر السابق (2/ 411) من طريق حميد.

عِيسَى بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَمَّنْ (¬1) حَدَّثَهُ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (¬2)، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ النَّحِيرَةُ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي؟ " قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَفَعُ الْأَيْدِي فِي ثَلَاثِ (¬3) مَوَاطِنَ: إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلَاةِ، وَإِذَا رَكَعْتَ، وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، وَأَبْدِ (¬4) نَحْرَكَ؛ فَإِنَّهَا صَلَاتُنَا وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ زِينَةً، وَإِنَّ زَيِنَةَ الصَّلَاةِ رَفْعُ الْأَيْدِي فِي ثَلَاثِ (¬5) مَوَاطِنَ (¬6). [1691] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ وَأَنَا سَأَلْتُهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله -: إِنَّهُمْ يَنْهَوْنَنَا عَنْ رَفْعِ الْأَيْدِي، فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ قُطِعَتْ يَدِي لَرَفَعْتُ ذِرَاعِي، وَلَوْ قُطِعَتْ ذِرَاعِي لَرَفَعْتُ ضَبْعِي. هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله -، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - كَمَا: ¬

_ (¬1) في (د): "عن". (¬2) سورة الكوثر (آية: 2). (¬3) كذا بالأصل على لغة أهل بغداد باعتبار لفظ الجمع، قال الكسائي: تقول: "مررت بثلاث حمامات" بغير هاء وإن كان الواحد مذكرا. توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (3/ 1319). (¬4) قوله: "وأبد" ضبب عليها في (د). (¬5) كذا بالأصل على لغة أهل بغداد باعتبار لفظ الجمع. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (5/ 173) من طريق مقاتل.

[1692] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ مَرْوَانَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ (¬1)، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ قُطِعَ كَفِّي لَرَفَعْتُ ذِرَاعِي، وَلَوْ قُطِعَ ذِرَاعِي لَرَفَعْتُ عَضُدِي. [1693] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْبُخَارِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: قَدْ رُوِّينَا عَنْ سَبْعَةَ عَشَرَ نَفْسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عِنْدَ الرُّكُوعِ، فِيهِمْ: أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ الْبَدْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْبَدْرِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ خَادِمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَأَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ الْأَنْصَارِيُّ (¬2). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ جَمَاعَةٍ لَمْ يَذْكُرْهُمُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -، مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ أَيْضًا، وَطَلْحَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما -، وَسَنَذْكُرُهُ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَقَدْ ¬

_ (¬1) كرر في (د): "رفع" مرتين. (¬2) رفع اليدين في الصلاة للبخاري (ص 22).

ذَكَرْنَاهُمَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ الْبَيَاضِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، - رضي الله عنهم -. [1694] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَأَنَّمَا أَيْدِيهِمْ مَرَاوِحُ فِي صَلَاتِهِمْ إِذَا رَكَعُوا، وَإِذَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ (¬1). [1695] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عِنْدَ الرُّكُوعِ، وَرَفْعِ الرَّأْسِ مِنْهُ. [1696] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْبُخَارِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ، قَالَ: ثنا (¬3) ابْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: وَيُرْوَى عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَأَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ وَالْيَمَنِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عِنْدَ الرُّكُوعِ، وَرَفْعِ الرَّأْسِ مِنْهُ، مِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 75) من طريق يزيد بن زريع. (¬2) المصدر السابق (ص 75). (¬3) قوله: "ابن إسحاق بن محمود قال: ثنا" ساقط من (د)، وفي (ق) بدل إسحاق "أحمد".

وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، وَالْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَطَاوُسٌ، وَمَكْحُولٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَنَافِعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمْ عِدَّةٌ كَثِيرَةٌ (¬1). [1697] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: سَأَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَبَا حَنِيفَةَ عَنِ الرَّجُلِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، فَقَالَ: يَفْعَلُ ذَلِكَ يُرِيدُ أَنْ يَطِيرَ؟ ! فَأَجَابَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ جَوَابًا أَعْجَبَنِي، فَقَالَ: إِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَطِيرَ فِي الثَّالِثَةِ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَطِيرَ فِي الْأُولَى (¬2). وَاسْتَدَلَّ مَنْ غَفَلَ عَنِ اسْتِعْمَالِ هَذِهِ السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ بِمَا: [1698] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قُلْنَا: نَعَمْ. فَقَامَ فَلَمْ يَرْفَعْ ¬

_ (¬1) رفع اليدين في الصلاة للبخاري (ص 7). (¬2) أخرجه ابن حبان في الثقات (8/ 45) من طريق أبي هشام الرفاعي.

يَدَيْهِ إِلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ (¬1) ثُمَّ لَمْ (¬2) يَعُدْ (¬3). [1699] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَأُصَلِّيَنَّ بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: فَصَلَّى فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً (¬4). [1700] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخَوَارِزْمِيُّ، ثنا وَهْبُ بْنُ زَمَعَةَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَدْ ثَبَتَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَفْعِ الْأَيْدِي (¬5)، وَذَكَرَ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَلَمْ يَثْبُتْ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّهُ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ (¬6). [1701] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُشْكَانَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ (¬7) وَهْبِ بْنِ زَمَعَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (ق)، (د). (¬2) ضبب عليها في (ق)، (د). (¬3) أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (3/ 105) من طريق يحيى بن عبد الحميد. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 415) من طريق وكيع. (¬5) في (د): "اليدين". (¬6) أخرجه الترمذي (1/ 316) من طريق وهب بن زمعة. (¬7) في النسخ (بن)، والمثبت من أصل الرواية من سنن الدارقطني.

قَالَ: لَمْ يَثْبُتْ عِنْدِي حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَفَعَ يَدَيْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ لَمْ يَرْفَعْ. وَقَدْ ثَبَتَ عِنْدِي حَدِيثُ مَنْ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عَنْهُ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ. ذَكَرَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، وَمَالِكُّ، وَمَعْمَرٌ، وَسُفْيَانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [1702] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: إِنَّ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ مُخْتَصَرٌ مِنْ أَصْلِهِ، وَعَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ لَمْ يُخَرَّجْ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَصِرُ الْأَخْبَارَ يُؤَدِّيهَا عَلَى الْمَعْنَى، وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ: "لَمْ يَعُدْ" غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ فِي الْخَبَرِ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَوْلُهُ: عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ لَمْ يُخَرَّجْ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحِ. يُرِيدُ كِتَابَ الْبُخَارِيِّ، أَوْ يُرِيدُ بِهِ أَكْثَرَ حَدِيثِهِ؛ فَقَدْ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسْأَلَةِ الْحُلِيِّ وَالسَّدَادِ (¬3). [1703] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ (¬4) عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 60/ ب). (¬2) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 395) للمؤلف. (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) ضبب عليها في (د).

ثُمَّ كَبَّرَ (¬1) فَطَبَّقَ يَدَيْهِ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعْدٍ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ فَأُمِرْنَا بِالرُّكَبِ (¬2). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: فَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ وَكِيعٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ كَمَا ذَكَرْنَاهُمَا، فَإِنْ يَكُنِ الْمَحْفُوظُ مَا رَوَى ابْنُ إِدْرِيسَ فَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عَادَ لِرَفْعِهِمَا فَلَمْ يَحْكِهِ كَمَا لَمْ يَحْكِ عَنْهُ (¬3) سَائِرَ سُنَنِ تِلْكَ الصَّلَاةِ، وَإِنْ يَكُنِ الْمَحْفُوظُ عِنْدَكَ مَا رَوَى وَكِيعٌ، وَصَحَّ عِنْدَكَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَّا مَرَّةً. لَمْ يَكُنْ يَرُدُّ قَوْلُهُ قَوْلَ مَنْ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يرْفَعُهُمَا، وَكَيْفَ وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ عَلْقَمَةَ! أَفَلَا يُقْبَلُ مِنَ الْأَحَادِيثِ إِلَّا مَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -! إِذَنْ نَتْرُكُ أَكْثَرَ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَدْ طَبَّقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فِيمَا يَصِفُ مِنْ (¬4) صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْحَدِيثِ، حَتَّى لَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ فَخِذَيْهِ. وَأَنْتَ لَا تَأْخُذُ بِهِ، وَلَا نَحْنُ، فَإِنْ قِيلَ: أَتْرُكُ التَّطْبِيقَ (¬5) مِنْ فِعْلِهِ لِمَا رُوِيَ أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ وَأَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ وَأَبَا مَسْعُودٍ وَغَيْرَهُمْ رَوَوْا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَضْعَ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ، وَلِمَا أَنَّ سَعْدًا قَالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِالرُّكَبِ. قُلْنَا: فَكَيْفَ وَسِعَكَ أَنْ تَتْرُكَ خَبْرَ عَبْدِ اللَّهِ الصَّحِيحَ الَّذِي زَعَمَ أَنَّهُ حَفِظَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِرِوَايَةِ ¬

_ (¬1) في مصادر التخريج: "ثم ركع". (¬2) أخرجه البخاري في رفع اليدين في الصلاة (ص 83) من طريق ابن إدريس. (¬3) في (د): "عن". (¬4) في (ق): "في". (¬5) التَّطْبِيق في الصلاة جعل اليدين بين الفخذين في الركوع. وهو المشار إليه في الحديث السابق.

وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَأَبِي حُمَيْدٍ وَغَيْرِهِمَا، وَلَا يَسَعُ هَؤُلَاءِ أَنْ يَتَّبِعُوا رِوَايَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - روَوْا ذَلِكَ وَأَثْبَتُوهُ، مِنْهُمْ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو حُمَيْدٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمْ، وَلَيْسَ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - أنَّهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، إِنَّمَا قَالَ عَلْقَمَةُ: صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَّا مَرَّةً. قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: وَقَدْ سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رحمه الله - عَنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ هَذَا، فَقَالَ: قَدْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عَادَ لِرَفْعِهِمَا فَلَمْ يُحْفَظِ الْعَوْدُ. قَالَ عُثْمَانُ - رحمه الله -: وَالْحُجَّةُ أبَدًا وَالْحُكْمُ أَنْ يُحْكَمَ بِقَوْلِ مَنْ سَمِعَ لَا بِقَوْلِ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ وَلَمْ يَرَ. ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا: [1704] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ الْأَدَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (¬1) الْوَاسِطِيُّ خَادِمُ أَبِي مَنْصُورٍ الشُّنَابذِيُّ (¬2)، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو مَنْصُورٍ: قُمْ حَتَّى أُرِيَكَ صَلَاةَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَإِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ قَالَ لِي: قُمْ حَتَّى أُرِيَكَ صَلَاةَ مَنْصُورٍ، فَإِنَّ مَنْصُورًا قَالَ لِي: قُمْ حتَّى أُرِيَكَ صَلَاةَ إِبْرَاهِيمَ، فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لِي: قُمْ حَتَّى أُرِيَكَ صَلَاةَ عَلْقَمَةَ، فَإِنَّ عَلْقَمَةَ قَالَ لِي: قُمْ حَتَّى أُرِيَكَ صَلَاةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ¬

_ (¬1) زاد في (د) في هذا الموضع: "الأدمي". (¬2) كذا في النسخ الخطية، وأشار محقق معرفة علوم الحديث أنه في: "هـ ع: في نسخة المؤتمن الشُّنابزي بالزاي وهي محلة بالجانب من واسط، كذا رأيته مضبوطًا في نسخة قديمة عن الحاكم بالضم، وقالوا: هي شَنابز بالفتح". اهـ. وأشار - محققه - أنه في (ع) تحتمل الزاي والذال، وفي (ر): بالذال.

مَسْعُودٍ، فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ لِي: قُمْ حَتَّى أُرِيَكَ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِي: "قُمْ حَتَّى أُرِيَكَ صَلَاةَ جِبْرِيلَ - عليه السلام -"، فَصَلَّى فَافْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ (¬1). ذكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ (¬2) أَوْهَى مِمَّا ذَكَرْنَا: [1705] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الضَّرِيرُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُذَكِّرُ (¬3)، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -، فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَّا عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ (¬4). [1706] قال مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: هَذَا إِسْنَادٌ مَقْلُوبٌ، لَا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ بِهِ مِنْ أَصْحَابِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْهُ مِنَ الْمَشْهُورِينَ بِالْأَخْذِ عَنْهُ، وَلَوْ كَانَ مَحْفُوظًا لَبَادَرَ بِرِوَايَتِهِ أَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ حَمَّادٍ؛ إِذْ كَانَ يُوَافِقُ مَذْهَبَهُمَا. فَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَيَّارٍ السُّحَيْمِيُّ فَإِنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ أَئِمَّةُ أَهْلِ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 179). (¬2) في (ق)، (د): "ثاني" والمثبت الجادة. (¬3) تقرأ في (ق): "المزكي". (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 72) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل.

الْحَدِيثِ، قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَابِرٍ عَمِيَ، فَكَانَ يُلْحَقُ فِي كِتَابِهِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ. وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ مَا يُقَالُ فِيهِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَسْرِقُ الْحَدِيثَ مِنْ كُلِّ مَنْ يُذَاكِرُهُ بِهِ فَيَرْوِيهِ، حَتَّى كَثُرَ الْمَنَاكِيرُ وَالْمَوْضُوعَاتُ فِي حَدِيثِهِ. [1707] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ نُوحٍ الْأَذَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ يَقُولُ: ذَاكَرْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَابِرٍ ذَاتَ يَوْمٍ بِحَدِيثٍ لِشَرِيكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَرَأَيْتُ فِي كِتَابِهِ قَدْ أَلْحَقَهُ بَيْنَ السَّطْرَيْنِ طَرِيًّا (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَدْ ذَكَرْتُ فِي بَابِهِ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ (¬2) مَا يَكْشِفُ عَنْ حَالِهِ. [1708] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَأمَّا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ فَغَيْرُ مُحْتَجٍّ بِرِوَايَاتِهِ (¬3). [1709] سمعت الْحُسَيْنَ الْقَاضِيَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْخَضِرِ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَابِرِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ: لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ. [1710] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: فَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ (¬4) أَبِي سُلَيْمَانَ فِي هَذَا الْبَابِ فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 470) من طريق الأذني. (¬2) حديث رقم (449). (¬3) في (د): "بروايته". (¬4) قوله: "ابن" مكررة في (د).

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ لَا يَرْفَعُ بَعْدَ ذَلِكَ. [1711] قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ لَمْ يَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ، وَالْعَجَبُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ لَمْ يَرْضَ بأَنْ وَصَلَ هَذَا الْمُنْقَطِعَ، حَتَّى زَادَ أَيْضًا فِي مَتْنِهِ السَّنَدَ؛ فَأَسْنَدَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ لَمْ يُقْنِعْهُ ذَلِكَ إِلَى أَنْ وَصَلَهُ بِذِكْرِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -. ذِكْرُ خَبَرٍ ثَالِثٍ: [1712] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ، وَلَمْ يَعُدْ (¬1). [1713] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَلَقِيتُ يَزِيدَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِهَذَا (¬2)، وَزَادَ فِيهِ: ثُمَّ لَا يَعُودُ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ. قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا سَمِعْتُ يَزِيدَ (¬3) يُحَدِّثُهُ، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (8/ 4255) من طريق يزيد بن أبي زياد. (¬2) قوله: "فسمعته يحدث بهذا" مكرر في (د). (¬3) في (د)، (ق): "يزيدًا"، والجادة ما أثبتناه.

ثُمَّ سمِعْتُهُ بَعْدُ يُحَدِّثُهُ هَكَذَا وَيزِيدُ فِيهِ: ثُمَّ لَا يَعُودُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَذَهَبَ سُفْيَانُ - رحمه الله - إِلَى أَنْ يُغَلِّطَ يَزِيدَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَيَقُولُ: كَأَنَّهُ لُقِّنَ هَذَا الْحَرْفَ فَتَلَقَّنَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سُفْيَانُ يَرَى يَزِيدَ بِالْحَافِظِ لِذَلِكَ (¬1) (¬2). [1714] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رحمه الله - عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَا يَصِحُّ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يُضَعِّفُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَمِمَّا يُحَقِّقُ قَوْلَ سُفْيَانَ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ وَزُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَهُشَيْمًا (¬3) وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ لَمْ يَجِيئُوا (¬4) بِهَا، إِنَّمَا جَاءَ بِهَا مَنْ سَمِعَ مِنْهُ بِأَخَرَةٍ (¬5). [1715] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثٌ وَاهٍ (¬6)، قَدْ كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ يُحَدِّثُ بِهِ بُرْهَةً مِنَ الدَّهْرِ (¬7) لَا يَذْكُرُ فِيهِ: ثُمَّ لَا يَعُودُ، فَلَمَّا لُقِّنَ أَخَذَهُ فَكَانَ يَذْكُرُهُ فِيهِ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "بالحفظ كذلك"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 168). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) قوله: "يجيئوا" ضبب عليه ناسخ (د). (¬5) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 279). (¬6) في (ق)، (د): "واهي"، والمثبت الجادة. (¬7) في (د): "من دهره".

[1716] سمعت الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ كَانَ يُذْكَرُ بِالْحِفْظِ فِي شَبَابِهِ، فَلَمَّا كَبِرَ سَاءَ حِفْظُهُ، فَكَانَ يُخْطِئُ فِي كَثِيرٍ مِنْ رِوَايَاتِهِ وَحَدِيثِهِ، وَتُقْلَبُ الْأَسَانِيدُ وَيُزَادُ فِي الْمُتُونِ فَلَا يُمَيِّزُ. [1717] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ بِمَرْوَ، ثنا مُحَمَّدُ (¬1) بْنُ سَعِيدٍ الطَّبَرِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: اجْتَمَعَ الْأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ بِمِنًى، فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ لِلثَّوْرِيِّ: لِمَ لَا تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي خَفْضِ الرُّكُوعِ وَرَفْعِهِ؟ فَقَالَ الثَّوْرِيُّ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ. فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: أَرْوِي لَكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَتُعَارِضُنِي بِيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَيَزِيدُ (¬2) رَجُلٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَحَدِيثُهُ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ؟ ! قَالَ: فَاحْمَارَّ وَجْهُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: كَأَنَّكَ كَرِهْتَ مَا قُلْتُ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: نَعَمْ. قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: قُمْ بِنَا إِلَى الْمَقَامِ نَلْتَعِنُ أَيُّنَا عَلَى الْحَقِّ. قَالَ: فَتَبَسَّمَ الثَّوْرِيُّ لَمَّا رَأَى الْأَوْزَاعِيَّ قَدِ احْتَدَّ (¬3). ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا: [1718] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَا: ثنا ¬

_ (¬1) في (ق): "أحمد". (¬2) في (د): "وزياد". (¬3) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (35/ 169) من طريق المؤلف.

إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ بِمَكَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ ثُمَّ لَا يَعُودُ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ (¬1). [1719] قال الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: لَا أَعْلَمُ سَاقَ هَذَا الْمَتْنَ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ الرَّمَادِيِّ؛ وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ مِنَ الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنْ أَصحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، جَالَسَ ابْنَ عُيَيْنَةَ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً (¬2). [1720] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا خَلِيفَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ يَقُولُ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِمَكَّةَ وَعَبَّادَانَ، وَبَيْنَ السَّمَاعَيْنِ أَرْبَعُونَ (¬3) سَنَةً، تَابَعَهُمَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُ الْكَرِيمِ الدَّيْرَعَاقُولِيُّ (¬4). ذِكْرُ طَرِيقٍ آخَرَ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه -: [1721] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى (¬5)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تُحَاذِيَانِ (¬6) مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ لَا يَعُودُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 708) من طريق أبي خليفة. (¬2) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 403) للمؤلف. (¬3) في النسخ: "أربعين"، وما أثبتناه الجادة. (¬4) أخرجه ابن حبان في الثقات (8/ 73) من طريق أبي خليفة. (¬5) في (ق): "عن أبي عيسى". (¬6) في (ق): "يحاذيان".

لِرَفْعِهِمَا حَتَّى يَنْصَرِفَ (¬1). قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ يَتَوَهَّمُهُ مَنْ لَا يَرْجِعُ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُتَابَعَةٌ (¬2) لِحَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الَّذِي اسْتَدْلَلْنَا عَلَى وَهْنِهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى - رحمه الله - عَلَى تَقَدُّمِهِ فِي الْفَقْهِ وَالْقَضَاءِ أَسْوَأُ حَالًا عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ. [1722] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ (¬3) بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَفَادَنِي (¬4) ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ فَلَقِيتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى (¬5)، فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَفَادَنِي عَنْكَ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. قَالَ: مَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ يَكْذِبُ عَلَيَّ! (¬6) [1723] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَاهِي الْحَدِيثِ سَيِّئُ الْحِفْظِ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 414) من طريق ابن أبي ليلى. (¬2) ضبب عليها في (د). (¬3) في (ق): "أبو الحسن"، وهو خطأ. (¬4) في (د): "فادني". (¬5) في (ق): "بن أبي ليلى"، وهو خطأ. (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 200) من طريق الدارمي.

سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ زَائِدَةُ ترَكَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، لَا يَرْوِي عَنْهُ، وَحَدِيثُهُ (¬1) عِنْدِي يَدُلُّ عَلَى سُوءِ حِفْظِهِ، وَكَثْرَةِ غَلَطِهِ (¬2). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ: [1724] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ لَا يَرْفَعُ حَتَّى يَنْصَرِفَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: [1725] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْأَدَمِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن إسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن أَيُّوبَ المُخَرِّمِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا مُحَمَّد بْنُ أبِي ليْلَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ (¬4) قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى سَاوَى بِهِمَا أُذُنَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ. قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ قِيلَ لِي: إِنَّ يَزِيدَ حَيٌّ، فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى سَاوَى بِهِمَا أُذُنَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ أَخْبَرَني ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَنَّكَ قُلْتَ: "ثُمَّ لَمْ يَعُدْ". قَالَ: لَا أَحْفَظُ هَذَا. فَعَاوَدْتُهُ، فَقَالَ: مَا أَحْفَظُهُ (¬5). ¬

_ (¬1) القائل: "وحديثه"، هو: الجوزجاني. (¬2) أحوال الرجال (ص 108). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) قوله: "حين" ليس في (ق). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 51).

ذِكْرُ خَبَرٍ رَابِعٍ: [1726] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زيدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ رَافِعٍ يُحَدِّثُ عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رأَى قَوْمًا قَدْ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ (¬1) - وَفِي حَدِيثِ وَكِيعٍ: رَآنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ونَحْنُ رَافِعُو (¬2) أَيْدِينَا فِي الصَّلَاةِ - فَقَالَ: "اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ" (¬3). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ، عَنْ وَكِيعٍ (¬4). [1727] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله - قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ لَهُ طُرُقٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ مَجْرُوحٌ غَيْرَ أَنَّ تَمِيمَ بْنَ طَرَفَةَ رَوَاهُ مُجْمَلًا، وَقَدْ فَسَّرَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْقِبْطِيَّةِ مِنْ رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ عَنْهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قَعَدُوا (¬5) فِي التَّشَهُّدِ سَلَّمَ أَحَدُهُمْ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ مُشِيرًا ¬

_ (¬1) أذناب: جمع ذَنَب؛ وهو ذَيْل الحيوان، وشُمس؛ بضم الميم وسكونها: جمع شموس؛ وهو النفور من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته. (¬2) في النسخ: "رافعي"، وما أثبتناه الجادة. (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 136). (¬4) صحيح مسلم (2/ 29). (¬5) في (د): "قعوا".

بِيَدَيْهِ رَافِعًا صَوْتَهُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ (¬1)، فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ لَا عَنْ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الرُّكُوعِ، وَعِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنْهُ (¬2). [1728] أخبرنا بِصِحَّةِ مَا قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قُلْنَا بِأَيْدِينَا السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَرْمُونَ بِأَيْدِيهِمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلِ الشُّمْسِ! أَمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ يُسَلِّمَ عَلَى أَخِيهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ". لَفْظُ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ مُوسَى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ هَكَذَا (¬4). ذِكْرُ خَبَرٍ خَامِسٍ: [1729] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ¬

_ (¬1) قوله: "السلام عليكم ورحمة الله" الثانية ليست في (د). (¬2) أخرجه مسلم (2/ 29) من طريق عبيد الله بن القبطية. (¬3) في النسخ الخطية: "عبد الله"، والمثبت الصواب كما في سند الحديث. (¬4) صحيح مسلم (2/ 29).

الْعَنْبَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [1730] وعن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تُرْفَعُ الْأَيْدِي فِي سَبْعِ (¬1) مَوَاطِنَ: عِنْدَ اسْتِفْتَاحِ (¬2) الصَّلَاةِ، وَاسْتِقْبَالِ الْبَيْتِ، وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (¬3)، وَالْمَوْقِفَيْنِ (¬4) وَالْجَمْرَتَيْنِ (¬5) " (¬6). [1731] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. [1732] وعن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَا: تُرْفَعُ الْأَيْدِي فِي سَبْعِ (¬7) مَوَاطِنَ: فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ، وَفِي اسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوةِ، وَبِعَرَفَاتٍ، وَبِجَمْعٍ، وَفِي الْمَقَامَيْنِ، وَعِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ. ¬

_ (¬1) كذا بالأصل على لغة أهل بغداد باعتبار لفظ الجمع، قال الكسائي: تقول: "مررت بثلاث حمامات" بغير هاء وإن كان الواحد مذكرا. توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (3/ 1319). (¬2) في (د): "افتتاح". (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) في (د): "الجرمتين". (¬6) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 176) من طريق ابن أبي ليلى. (¬7) كذا بالأصل على لغة أهل بغداد باعتبار لفظ الجمع، قال الكسائي: تقول: "مررت بثلاث حمامات" بغير هاء وإن كان الواحد مذكرا. توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (3/ 1319).

قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ وَاهٍ (¬1) مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرة (¬2): أَوَّلُهَا: تَفَرُّدُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى بِرِوَايَتِهِ، وَقَدِ اتَّفَقَ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ عَلَى تَرْكِ الِاحْتِجَاجِ بِرِوَايَتِهِ. وَالثَّانِي: رِوَايَةُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -، وَوَكِيعٌ أَثْبَتُ مِنْ كُلِّ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. وَالثَّالِثُ: رِوَايَةُ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ الْمَأْثُورَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَرْفَعَانِ أَيْدِيَهُمَا عِنْدَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنْهُ (¬3)، كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ وَقَدْ أَسْنَدَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ: لِوَهْنِ هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ - رحمه الله - قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَكَمُ مِنْ مِقْسَمٍ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْهَا. وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ فِي جَمِيعِ هَذ الرِّوَايَاتِ: "تُرْفَعُ الْأَيْدِي فِي سَبْعِ (¬4) مَوَاطِنَ"، وَلَيْسَ فِي رِوَايَةٍ مِنْهَا: لَا تُرْفَعُ (¬5) الْأَيْدِي إِلَّا فِي سَبْعِ (¬6) مَوَاطِنَ، وَيَسْتَحِيلُ (¬7) أَنْ يَكُونَ: لَا تُرْفَعُ (¬8) الْأَيْدِي إِلَّا فِي سَبْعِ (¬9) مَوَاطِنَ، وَقَدْ تَوَاترَتِ ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "واهي"، والمثبت الجادة. (¬2) في (د): "كثير". (¬3) في (د): "عنه". (¬4) كذا بالأصل على لغة أهل بغداد باعتبار لفظ الجمع. (¬5) في (د): "يرفع". (¬6) كذا بالأصل على لغة أهل بغداد باعتبار لفظ الجمع. (¬7) في (د): "وأستحيل". (¬8) في (د): "يرفع". (¬9) كذا بالأصل على لغة أهل بغداد باعتبار لفظ الجمع.

الْأَخْبَارُ الْمَأْثُورَةُ بِأَنَّ الْأَيْدِيَ تُرْفَعُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ غَيْرِ الْمَوَاطِنِ السَّبْعَةِ، فَمِنْهَا الِاسْتِسْقَاءُ، وَدُعَاءُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِدَوْسٍ، وَرَفْعُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ فِي الصَّلَوَاتِ وَأَمْرُهُ بِهِ، وَرَفْعُ الْيَدَيْنِ فِي الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْوِتْرِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ فَقَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مِقْسَمٍ. وَبِذَلِكَ لَا تَثْبُتُ الْحُجَّةُ. ذِكْرُ خَبَرٍ سَادِسٍ: [1733] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَمُسَدَّدٌ وَالْحِمَّانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلَاةِ هَكَذَا، إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ؛ مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى هَذَا. وَرَفَعَ حَمَّادٌ يَدَيْهِ حَذْوَ الْمَنْكِبَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (¬1). قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: هَذَا عِنْدَهُمْ فِي الدُّعَاءِ وَالْوِتْرِ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ كَيْفَ يَرْفَعُ الْأَيْدِي، وَلَوْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَكَانَ بِخِلَافِهِ؛ لِأَنَّهُ فِي صِفَةِ الرَّفْعِ؛ فَكَيْفَ يَرْفَعُ؟ وَإِلَى أَيْنَ يَبْلُغُ بِهِ؟ وَإِنَّمَا قَالَ: رَفْعُكُمْ أَيْدِيَكُمْ هَكَذَا فِي السَّمَاءِ بِدْعَةٌ إِلَّا نَحْوَ الْمَنْكِبَيْنِ. وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مُفَسَّرًا، وَوَضَعَهُ فِي بَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ، لَا فِي بَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الرُّكُوعِ. [1734] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 1156) من طريق حماد.

حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ فِي السَّمَاءِ لَبِدْعَةٌ - يَحْلِفُ عَلَيْهَا ثَلَاثًا - مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى هَذَا. وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ ثَدْيَيْهِ وَجَعَلَ بُطُونَهُمَا (¬1) مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ (¬2). قَالَ عُثْمَانُ: فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَا أنَّهُ فِي الدُّعَاءِ، لَا فِي التَّكْبِيرِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَمَا بَعْدَ يَرْفَعُ مِنْهُ؛ فَإِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَحْتَجَّ بِهِ كَانَ عَلَيْكَ وَلَنَا؛ لِأَنَّهُ قَدْ أَبَاحَ رَفْعَهُمَا إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلَوْ صَحَّ هَذَا عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ كَمَا رَوَيْتَ عِنْدَ الرُّكُوعِ لَمْ يَكُنْ لَكَ فِيهِ كَبِيرُ رَاحَةٍ؛ لِأَنَّ بِشْرَ بْنَ حَرْبٍ لَيْسَ لَهُ مِنَ التَّقَدُّمِ فِي الرِّوَايَةِ مَا يَدْفَعُ (¬3) بِرِوَايَتِهِ رِوَايَةَ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ رِوَايَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَفِعْلَ أُمَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَالتَّابِعِينَ. [1735] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَنَزِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يُضَعِّفُ بِشْرًا فِي الْحَدِيثِ. [1736] أخبرنا أبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو عَمْرٍو النَّدَبِيُّ رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينيِّ يُضَعِّفُهُ، يَرْوِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ، قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ يَحْيَى لَا يَرْوِي عَنْهُ. هُوَ بَصْرِيٌّ (¬4). ¬

_ (¬1) في (د): "يطويهما". (¬2) أخرجه الجوزقاني في الأباطيل (2/ 28) من طريق بشر بن حرب. (¬3) في (ق): "يرفع". (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 49).

وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَرَدَ فِي الدُّعَاءِ مَا: [1737] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ الْبُوزَنْجِرْدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو النَّدَبِيِّ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ فَوْقَ صَدْرِهِ فِي الدُّعَاءِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: فَهَذَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَلَى صِدْقِهِ وَإِتْقَانِهِ قَدْ أَتَى بِالْمَعْنَى الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ، نَصًّا، وَفِيهِ غُنْيَةٌ عَنْ كُلِّ مَا يُذْكَرُ مِنْ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ. ذِكْرُ خَبَرٍ سَابِعٍ: [1738] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَافِعًا يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا فِي الِافْتِتَاحِ. [1739] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْبُخَارِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَافِعًا يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا فِي الِافْتِتَاحِ (¬1). ¬

_ (¬1) كذا في النسختين (ق)، (د): ولم نجد هذا الخبر في رفع اليدين للبخاري، ونشك أن هذا الأثر مقحم، وأنه نتيجة انتقال نظر، فإنه قد أخذ سند الخبر الذي بعده تماما، ومتن الخبر الذي قبله تماما، والله أعلم.

[1740] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْبُخَارِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: وَالَّذِي قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا فِي التَّكبِيرَةِ الْأُولَى. فَقَدْ خُولِفَ فِي ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ. قَالَ وَكِيعٌ: عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ: رَأَيْتُ مُجَاهِدًا يَرْفَعُ يَدَيْهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، قَالَ: رَأَيْتُ مُجَاهِدًا يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. وَقَالَ جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ إِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ. وَهَذَا أَحْفَظُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَالَ صَدَقَةُ: إِنَّ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ لَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَّا فِي أَوَّلِ التَّكْبِيرَةِ كَانَ صَاحِبُهُ قَدْ تَغَيَّرَ بِأَخَرَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -: وَالَّذِي رَوَاهُ الرَّبيعُ وَلَيْثٌ أَوْلَى مَعَ رِوَايَةِ طَاوُسٍ، وَسَالِمٍ، وَنَافِعٍ، وَأَبِي الزُّبَيْر، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَغَيْرِهِمْ، قَالُوا: رَأَيْنَا ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ (¬1). [1741] أخبرنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ كَلَحَ وَجْهُهُ وَأَعْرَضَ (¬2). ¬

_ (¬1) رفع اليدين في الصلاة (ص 150). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 238) من طريق الفلاس به.

[1742] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي الْأُستَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّويَهْ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: مَا لِي أَرَاكَ مَحْمُومًا؟ (¬1) قَالَ: هُوَ ذِي أَتَّفَكَّرُ فِي سَقْفِ كِسْرَى إِلَى مَنْ وَقَعَ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ لَمْ يَزَلْ فِي شبَابِهِ مِنَ الْحُفَّاظِ (¬2) الْمُتْقِنِينَ، فَلَمَّا طَعَنَ فِي السِّنِّ، وَاعْتَمَدَ حِفْظَهُ الْقَدِيمَ خَلَطَ فِي الْأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ مِنْهُ لِذَلِكَ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ مِنْهَا، فَإِنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْهُ فِي رِوَايَتِهِ (¬3) الْقَدِيمَةِ غَيْرُهَا، إِنَّمَا تِلْكَ الرِّوَايَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ لَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَدَوِيِّ. [1743] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ السُّلَمِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ ثُمَّ لَا يَرْفَعُهُمَا. فَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَالْأَوَّلُ خَطَأٌ فَاحِشٌ لِمُخَالَفَةِ الثِّقَاتِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عُمَرَ (¬4). [1744] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ ¬

_ (¬1) أي أصابتْك الحُمَّى. (¬2) قوله: "من الحفاظ" سقط من (د). (¬3) في (د): "رواية"، وفي (ق): "رواته"، والمثبت لاستقامة المعنى. (¬4) أخرجه المؤلف في المعرفة (2/ 428).

كَانَ إِذَا ابْتَدَأَ الصَّلَاةَ رَفَعَ (¬1) يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا (¬2) كَذَلِكَ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: دُونَ ذَلِكَ (¬3). [1745] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا رَأَى رَجُلًا لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَرَفْعِ رَأْسِهِ (¬4) حَصَبَهُ (¬5) (¬6). ذِكْرُ خَبَرٍ ثَامِنٍ: [1746] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى مِنَ الصَّلَاةِ ثُمَّ لَا يَرْفَعُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا (¬7). قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: فَهَذَا قَدْ رُوِيَ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ الْوَاهِي عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، ¬

_ (¬1) في النسخ: "فرفع"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) ضبب عليها في: (د). (¬3) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 544). (¬4) كذا، أي: وعند رفع رأسه من الركوع، وقد ضبب ناسخا (ق)، (د) على قوله: "ورفع رأسه". (¬5) حصبه: رماه بالحصباء؛ وهي الحَصَى. (¬6) أخرجه المؤلف في المعرفة (2/ 435). (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية الشيباني (ص 58) من طريق النهشلي.

عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَرْفَعُهُمَا عِنْدَ الرُّكُوعِ، وَبَعْدَ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ. فَلَيْسَ الظَّنُّ بِعَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ يَخْتَارُ فِعْلَهُ عَلَى فِعْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَكِنْ لَيْسَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ أَوْ تَثْبُتُ بِهِ سُنَّةٌ لَمْ يَأْتِ بِهَا غَيْرُهُ، وَالصَّوَابُ: عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِخِلَافِ هَذَا، كَمَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَاصِمٍ (¬1). فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرَهُ الدَّارِمِيُّ: [1747] فأخبرناه الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ، أنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيَصْنَعُهُ إِذَا قَضَى قِرَاءَتَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاتِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ (¬2) كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ كَذَلِكَ (¬3). ذِكْرُ خَبَرٍ تَاسِعٍ: [1748] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في المعرفة (2/ 421). (¬2) في (د): "من سجدتين". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 62، 74) من طريق سليمان بن داود.

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ التَّكْبِيرِ ثُمَّ لَمْ يَعُدْ (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: هَذِهِ رِوَايَةٌ شَاذَّةٌ لَا تَقُومُ بِهَا الْحُجَّةُ، وَلَا يُعَارَضُ بِهَا الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ الْمَأْثُورَةُ عَنْ طَاوُسِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ. وَعِنْدَ رَفْعِ الرَّأْسِ مِنْهُ. وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ: ثُمَّ لَمْ يَعُدْ: [1749] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , فِي فَوَائِدِ الْعَبَّاسِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ (¬2). ذِكْرُ خَبَرٍ عَاشِرٍ: [1750] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ الْوَبَرِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا يَسْرَةُ (¬3) بْنُ صَفْوَانَ، ثنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَابْنَ عُمَرَ كَانَا يَرْفَعَانِ أَيْدِيَهُمَا أَوَّلَ مَا يُكَبِّرَانِ ثُمَّ لَا يَعُودَانِ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 417) من طريق يحيى بن آدم. (¬2) أخرجه عبد الرزاق (2/ 71) عن سفيان الثوري. (¬3) في (ق): بسرة، وفي (د): بشرة، والمثبت من مصادر ترجمته.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا خَبَرٌ لَا يَسْتَحِلُّ الِاحْتِجَاجَ بِهِ مَنْ يَرْجِعُ إِلَى أَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِالرِّجَالِ، فَإِنَّ عَطِيَّةَ بْنَ سَعْدٍ (¬1) الْعَوْفِيَّ ذَاهِبٌ بِمَرَّةٍ. [1751] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَ (¬2) عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ فَقَالَ: هُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَطِيَّةَ كَانَ يَأْتِي الْكَلْبِيَّ فَيَأْخُذُ عَنْهُ التَّفْسِيرَ، قَالَ: وَكَانَ يُكَنِّيهِ بِأَبِي سَعِيدٍ، فَيَقُولُ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ، وَكَانَ هُشَيْمٌ يُضَعِّفُ حَدِيثَ عَطِيَّةَ (¬3). [1752] ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ، قَالَ: كَنَّانِي عَطِيَّةُ: أَبُو سَعِيدٍ (¬4). [1753] قال الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: وَأَمَّا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ فَإِنَّهُ أَسْوَأُ حَالًا مِنْهُ. [1754] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَوَّارٌ الْمُؤَذِّنُ، وَهُوَ سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ زَائِغٌ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِحَدِيثِهِ (¬5). [1755] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي ¬

_ (¬1) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) قوله: "ذكر"، ساقط من (د). (¬3) العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رواية عبد الله (1/ 548). (¬4) المصدر السابق (1/ 548). (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 361).

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيُّ سَمِعَ كُلَيْبَ بْنَ وَائِلٍ، يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬1). ذِكْرُ الْخَبَرِ الْحَادِيَ عَشَرَ: [1756] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ فِي مُنَاظَرَتِهِ مَعَ مُخَالِفِهِ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ، قَالَ: فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ أَنْكَرَ حَدِيثَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: أَتَرَى وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ أَعْلَمَ مِنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ؟ ! قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قُلْتُ: وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُمَا رَوَيَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خِلَافَ مَا رَوَى وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ لَوْ كَانَ رَوَيَاهُ أَوْ فَعَلَاهُ. قُلْتُ: وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ هَذَا عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ نصًّا؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَخَفِيَ عَنْ (¬2) إِبْرَاهِيمَ شَيْءٌ رَوَاهُ عَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ أَوْ فَعَلَاهُ؟ قَالَ: مَا أَشُكُّ فِي ذَلِكَ. قُلْتُ: فَتَدْرِي لَعَلَّهُمَا قَدْ فَعَلَاهُ فَخَفِيَ عَنْهُ، وَرَوَيَاهُ فَلَمْ يَسْمَعْهُ؟ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيُمْكِنُ. قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ جَمِيعَ مَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ فَحَلَّ بِهِ وَحَرَّمَ أَرَوَاهُ عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَلِمَ احْتَجَجْتَ بِأَنَّهُ ذَكَرَ عَلِيًّا وَعَبْدَ اللَّهِ وَقَدْ يَأْخُذُ هُوَ وَغَيْرُهُ عَنْ غَيْرِهِمَا مَا لَمْ يَأْتِ عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمَا؟ ! وَمِنْ قَوْلِنَا وَقَوْلِكَ أَنَّ وَائِلَ بْنَ حُجْرٍ - إِذْ كَانَ ثِقَةً - لَوْ (¬3) رَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا، فَقَالَ عَدَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: لَمْ يَكُنْ مَا رَوَى. كَانَ الَّذِي قَالَ: كَانَ، أَوْلَى أَنْ يُؤْخَذَ (¬4) بِقَوْلِهِ مِنَ الَّذِي قَالَ: ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 79). (¬2) فوقها في (ق) بخط مغاير: "على". (¬3) قوله: "لو" ليس في (د). (¬4) في (د): "يأخذ".

لَمْ يَكُنْ. وَأَصْلُ قَوْلِنَا: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَوْ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَلْقَ وَاحِدًا مِنْهُمَا، إِلَّا انْ يُسَمِّيَ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، وَيَكُونَ ثِقَةً لِلُقِيِّهِمَا (¬1)، ثُمَّ أَرَدْتَ إِبْطَالَ مَا رَوَى وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَنْ لَمْ يَعْلَمْ إِبْرَاهِيمُ قَوْلَ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ. قَالَ (¬2): فَقَالَ: وَائِلٌ أَعْرَابِيٌّ. قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ قَرْثَعًا الضَّبِّيَّ وَقَزَعَةَ وَسَهْمَ بْنَ مِنْجَابٍ حِينَ رَوَى إِبْرَاهِيمُ عَنْهُمْ، وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ أَهُمْ أَوْلَى أَنْ يُرْوَى عَنْهُمْ أَوْ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَكُمْ بِالصَّحَابَةِ، وَلَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِيمَا زَعَمْتَ مَعْرُوفًا عِنْدَكُمْ بِحَدِيثٍ وَلَا شَيْءٍ؟ قَالَ: لَا، بَلْ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ. ثُمَّ قُلْتُ: وَكَيْفَ يُرَدُّ حَدِيثُ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَيُرْوَى عَنْ مَنْ دُونَهُ؟ وَنَحْنُ إِنَّمَا قُلْنَا بِرَفْعِ الْيَدَيْنِ عَنْ عَدَدٍ لَعَلَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا قَطُّ أَكْثَرَ مِنْهُمْ غَيْرُ وَائِلٍ، وَوَائِلٌ أَهْلٌ أَنْ يُقْبَلَ عَنْهُ، وَتَرْوُونَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أنَّهُ كَانَ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ حَدِيثُ وَائِل يَقُولُ: لَعَلَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً ثُمَّ تَرَكَهُ. وَفِيمَا رَوَيْنَا عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلٍ إِبْطَالُ هَذَا الْقَوْلِ (¬3). وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا: [1757] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرِ بْنِ الْقَاسِمِ الْخَوَّاصُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ خُزَيْمَةَ الْهَرَوِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) قوله: "قال" تكررت في (د). (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 167).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ (¬1) الدُّحَيْمِيُّ (¬2)، ثنا الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمْرَانَ (¬4) الرَّقِّيُّ، ثنا عِصْمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَكَانَ لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ - عز وجل - وَرُبَّمَا تَعَلَّقُوا بِمَا: [1758] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬5) سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشُّعَيْبِيُّ الْعَدْلُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ مِنْ حِفْظِهِ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرَاثِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ (¬6)، ثنا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ لَا يَعُودُ. هَذَا بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ أَوِ الْقَدْحِ فِيهِ، فَقَدْ رُوِّينَا بالْأَسَانِيدِ الزَّاهِرَةِ عَنْ مَالِكٍ بِخِلَافِ هَذَا، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ - رحمه الله - يَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ تَعَالى مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ (¬7). ¬

_ (¬1) زاد هنا في (ق): "ابن"، وهو: عبد الله بن أحمد بن زياد بن زهير أبو جعفر الهمذاني المعروف بالدحيمي لكثرة ما عنده عن دحيم. (¬2) تصحفت في (د): "الرخيمي". (¬3) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬4) في (د): "عمران". (¬5) في (ق): "أبو سعيد" خطأ. (¬6) في (ق): "الجزار". (¬7) عزاه الزيلعي في نصب الراية (1/ 404) للمؤلف في الخلافيات.

وَرُبَّمَا تَعَلَّقُوا (¬1) بِمَا: [1759] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَرْفَعُ يَدَيَّ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، قَالَ: وَصَلَّيْنَا الصَّلَاةَ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، رَأَيْتُكَ تَرْفَعُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ الصَّلَاةِ، ثمَّ لَمْ يَرْفَعْهُمَا فِي شَيْءٍ حَتَّى فَرَغَ (¬2). وَهَذَا مُرْسَلٌ، فَإِنَّ عَبَّادًا مِنَ التَّابِعِينَ، وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِيهِ ضِدَّ هَذَا. وَرُبَّمَا يَقُولُونَ: قَدْ رُوِيَ رَفْعُ الْيَدَيْنِ فِي كُلِّ خَفْضٍ (¬3) وَرَفْعٍ. فَإِذَا جَازَ لَكُمْ تَرْكُ بَعْضِهِ جَازَ لَنَا تَرْكُ جُمْلَتِهِ. وَهَذَا قَوْلٌ مَرْدُودٌ عَلَى صَاحِبِهِ؛ فَإِنَّ رَفْعَ الْيَدَيْنِ إِنَّمَا يَصِحُّ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَذْكُورَةِ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، فَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَلَا يَثْبُتُ، وَإِذَا لَمْ يَثْبُتْ لَمْ يُوجِبْ تَرْكُ الْقَوْلِ بِهِ طَعْنًا فِيمَا قَدْ ثَبَتَ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) في (د): "يعلقوا". (¬2) عزاه مغلطاي في شرح ابن ماجه (5/ 296) للمؤلف. (¬3) تحرفت في (د) إلى: "خفظ".

مسألة (80): ومن رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد

مَسْأَلَةٌ (80): وَمَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ. إِمَامًا كَانَ أَوْ مَأْمُومًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْإِمَامُ يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ (¬2)، وَالْمَأْمُومُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [1760] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". قَالَ: "اللَّهُمَّ (¬4) رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 252)، ومختصر المزني (ص 25)، والحاوي الكبير (2/ 123 - 124)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 512 - 513)، والمجموع (3/ 388 - 392). (¬2) من قوله: "ربنا لك الحمد" إلى هنا ساقط من (د). (¬3) انظر: الأصل (1/ 30)، والمبسوط للسرخسي (1/ 20)، وتحفة الفقهاء (1/ 134)، وبدائع الصنائع (1/ 209)، والبناية شرح الهداية (2/ 227). (¬4) زاد في (ق) في هذا الموضع: "لك". (¬5) صحيح البخاري (1/ 158).

[1761] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ حُجَيْنٍ، عَنِ اللَّيْثِ (¬2). وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ (¬3). [1762] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬4) عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 157). (¬2) صحيح مسلم (2/ 8). (¬3) صحيح البخاري (1/ 148). (¬4) المصنف (2/ 442).

وَوَكِيعٍ (¬1) عَنِ الْأَعْمَشِ. [1763] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأُمَوِيُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" قَالَ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَملْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَأَهْلَ الْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، كُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا نَازِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَّا أنَّهُ قَالَ: كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: "رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ"، وَزَادَ: "وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ" (¬2). [1764] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ كَعْبٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَزَّازُ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَزَّازُ، ثنا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بُرَيْدَةُ، إِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَقُلْ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (د) "وكيع" بغير واو. (¬2) صحيح مسلم (2/ 47). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 69/ أ).

[1765] وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي شَيْخٍ الْأَصْبَهَانِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، ثنا عَبَّادٌ الْعَرْزَمِيُّ، ثنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بُرَيْدَةُ، إِذَا كَانَ حِينَ تَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ فَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، فَاغْفِرْ لِي؛ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. وَتَقْرَأُ مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ، وَتَرْكَعُ فَتَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ مِنَ الرُّكُوعٍ، فَقُلْ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاءِ، وَملْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ. فَإِذَا سَجَدْتَ فَقُلْ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى. ثَلَاثًا، سَجَدَ وَجْهِي لِمَنْ خَلَقَهُ، فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. فَإذَا رَفَعْتَ مِنَ السَّجْدَةِ فَقُلْ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ. فَإِذَا جَلَسْتَ فِي صَلَاتِكَ فَلَا تَتْرُكَنَّ فِي التَّشَهُّدِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَالصَّلَاةَ عَلَيَّ وَعَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ، وَسَلِّمْ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ" (¬1). جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَمَنْ دُونَهُ أَكْثَرُهُمْ ضُعَفَاءُ. [1766] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رَاشِدٍ أَبُو الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في المسند (10/ 332) من طريق العرزمي.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" قَالَ مَنْ وَرَاءَهُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ (¬1). [1767] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَلْيَقُلْ مَنْ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ". قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). [1768] أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ التَّاجِرُ بِالرَّيِّ، أنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، أنا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، اللَّهُمَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ أَقُومُ وَأَقْعُدُ (¬3). [1769] وبإسناده عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَهُوَ إِمَامٌ لِلنَّاسِ فِي الصَّلَاةِ يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، اللَّهُ أَكْبَرُ يَرْفَعُ بِذَلِكَ صَوْتَهُ، وَنُتَابِعُهُ مَعًا (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 69/ أ). (¬2) المصدر السابق (ق 69/ أ). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 166). (¬4) المصدر السابق (2/ 167).

وَدَلِيلُهُمْ مَا: [1770] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬1)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬2). (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ. فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". وَلَيْسَ فِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ الْوَاوُ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ يُوسُفَ وَإِسْمَاعِيلَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬5)، كُلُّهُمْ عَنْ مَالِكٍ. وَهَذَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ أَمَرَ بِأَنْ يَقُولَ: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ". وَنَحْنُ نَقُولُهُ، فَأَمَّا إِذَا قَالَ مَعَهُ غَيْرَهُ فَلَيْسَ بمَذْكُورٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِيمَا رَوَيْنَا، فَالْمَصِيرُ إِلَيْهِ أَوْلَى، عَلَى أَنَّ هَذَا إِنْ كَانَ دَلِيلًا فِي الْمَأْمُومِ فَالْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ كُلُّهَا دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 45). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 15/ أ). (¬3) وكذا في روايتي القعنبي والليثي عن مالك. (¬4) صحيح البخاري (1/ 158)، (4/ 114). (¬5) صحيح مسلم (2/ 17).

مسألة (81): وجلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية من الركعة الأولى والثالثة سنة، وإذا قام اعتمد بيديه على الأرض

مَسْأَلَةٌ (81): وَجَلْسَةُ الِاسْتِرَاحَةِ بَعْدَ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى وَالثَّالِثَةِ سُنَّةٌ، وَإِذَا قَامَ اعْتَمَدَ بِيَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجْلِسُ بَلْ يَصِيرُ مِنَ السُّجُودِ إِلَى الْقِيَامِ مِنْ غَيْرِ اعْتِمَادٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [1771] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ فِي وِتْرٍ مِن صَلَاتِهِ لَمْ يَنْهَضْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ هُشَيْمٍ (¬4). وَقَدْ رُوِّينَاهُ فِي حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ. [1772] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي. (ح) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 267، 269)، ومختصر المزني (ص 26)، والحاوي الكبير (2/ 131)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 170 - 171)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 526 - 527)، والمجموع (3/ 418 - 424). (¬2) انظر: الأصل (1/ 32)، والمبسوط للسرخسي (1/ 23)، وتحفة الفقهاء (1/ 136)، وبدائع الصنائع (1/ 211)، والبناية شرح الهداية (2/ 250 - 251). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 45). (¬4) صحيح البخاري (1/ 164).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ يَأْتِينَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا لِيُصَلِّيَ بِنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي؟ قَالَ أَيُّوبُ: فَقُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: كَيْفَ كَانَتْ؟ (¬1) يَعْنِي صَلَاتَهُ، قَالَ: مِثْلَ صَلَاةِ شَيْخِنَا هَذَا - يَعْنِي عَمْرَو بْنَ سلَمَةَ - قَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ يُتِمُّ التَّكْبِيرَ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ جَلَسَ، ثُمَّ اعْتَمَدَ عَلَى الْأَرْضِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَغَيْرِهِ عَنْ وُهَيْبٍ (¬2). وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ خَالِدِ (¬3) بْنِ إِلْيَاسَ، وَيُقَالُ: إِيَاسٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ينْهَضُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ. فَإِنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ؛ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ مَتْرُوكٌ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَحَدِيثُ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ الْأَخْذُ بِهِ أَوْلَى. [1773] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّوْطِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ يُصَلِّي مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ كِنْدَةَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ، فَلَمَّا ¬

_ (¬1) في (د): "كيف كان". (¬2) صحيح البخاري (1/ 136، 164). (¬3) في (د): "روى خالد".

قَامَ مِنَ السَّجْدَةِ الْآخِرَةِ قَامَ كَمَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - يَقُومُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ الْأَعْمَشُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَحَدَّثْتُ بِهِ خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُومُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ، فَحَدَّثْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ فَقَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُومُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ، فَحَدَّثْتُ بِهِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ فَقَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُومُونَ عَلَى صُدُورِ أَقْدَامِهِمْ فِي الصَّلَاةِ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا الْأَثَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ صَحِيحٌ، وَأَمَّا ابْنُ عُمَرَ فَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَشْتَكِي، وَأَنَّ السُّنَّةَ غَيْرُ ذَلِكَ (¬2). [1774] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَرْجِعُ مِنْ سَجْدَتَيْنِ (¬3) مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بسُنَّةِ الصَّلَاةِ، وَإِنَّمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي أَشْتَكِي (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (3/ 363) من طريق عفان بن مسلم. (¬2) قوله "لأنه كان يشتكي، وأن السنة غير ذلك" تكرر في (د). (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 52/ أ).

وَأَمَّا رِوَايَةُ عَطِيَّةَ فَإِنَّهَا ضَعِيفَةٌ؛ لِأَنَّ عَطِيَّةَ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَمُتَابَعَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ أَوْلَى مِنْ مُتَابَعَةِ غَيْرِهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * *

مسألة (82): ويشير بالمسبحة في التشهد

مَسْأَلَةٌ (82): وَيُشِيرُ بِالْمُسَبِّحَةِ فِي التَّشَهُّدِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُكْرهُ ذَلِكَ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [1775] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ، قَالَ: رَآنِي ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَعْبَثُ بِالْحَصَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَهَانِي، وَقَالَ: اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ. فَقُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ؟ قَالَ: كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذهِ الْيُسْرَى (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 267)، ومختصر المزني (ص 26)، والحاوي الكبير (2/ 132)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 175)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 530 - 531)، والمجموع (3/ 432 - 434). (¬2) انظر: بدائع الصنائع (1/ 214)، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني (1/ 369)، وتبيين الحقائق (1/ 121)، والبناية شرح الهداية (2/ 271)، وفتح القدير لابن الهمام (1/ 318، 320 - 321). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 267). (¬4) صحيح مسلم (2/ 90).

[1776] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله -, أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الْأَزْهَرِ، قَالُوا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ فَدَعَا بِهَا، وَيَدُهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ (¬1) بَاسِطَهَا عَلَيْهَا (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ وَعَبْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬3). وَرَوَاهُ أيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: وَعَقَدَ (¬4) ثَلَاثًا وَخَمْسِينَ، ثُمَّ يَدْعُو. وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ (¬5). [1777] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ طَيْفُورٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَعَدَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ (¬6). ¬

_ (¬1) في (ق): "ركبتيه". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 248). (¬3) صحيح مسلم (2/ 90). (¬4) في (د): "وعقده". (¬5) المصدر السابق (2/ 90). (¬6) صحيح مسلم (2/ 90).

[1778] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ زَيادُ بْنُ سَعْدٍ: حَفِظْنَا عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَرْبَعَةَ (¬1) أَحَادِيثَ مِمَّا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَحْفَظُهَا. وَذَكَرَ عَلِيٌّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ حَدِيثَ الْإِشَارَةِ، قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا مِمَّا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [1779] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ مُكَسِّرٍ (¬3)، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ قَالَ مُحَمَّدٌ: حَفِظْتُ مِنْهَا حَدِيثًا وَاحِدًا، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - واضِعًا كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ اليُّسْرَى، وَوَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَهُوَ رَافِعٌ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَدْعُو بِهَا لَا يُحَرِّكُهَا. [1780] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (¬4)، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجَلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: صَلَّيْتُ فِي مَسْجدِ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا جَلَسْتُ فِي صَلَاتِي افْتَرَشْتُ فَخِذِي ¬

_ (¬1) في (د): "أربع". (¬2) أخرجه الحميدي في المسند (2/ 128) عن سفيان. (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) في (ق): "ابن سعيد".

الْيُسْرَى، وَجَلَسْتُ عَلَى وَرِكِي الْيُسْرَى، وَوَضَعْتُ يَدِي الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِي الْيُسْرَى، وَنَصَبْتُ صَدْرَ قَدَمِي الْيُمْنَى، وَوَضَعْتُ يَدِي الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِي الْيُمْنَى، وَنَصَبْتُ إِصْبَعِي السَّبَّابَةَ، قَالَ: فَرَآنِي خُفَافُ بْنُ إِيمَاءِ (¬1) بْنِ رَحَضَةَ (¬2) الْغِفَارِيُّ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَصْنَعُ ذَلِكَ، فَلَمَّا انْصَرفْتُ مِنْ صَلَاتِي، قَالَ لِي: لِمَ نَصَبْتَ إِصْبَعَكَ هَكَذَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُ النَّاسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ. قَالَ: فَإِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا صَلَّى يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: إِنَّمَا يَصْنَعُ هَذَا مُحَمَّدٌ (¬3) بِإِصْبَعِهِ يَسْحَرُ (¬4)، وَكَذَبُوا إِنَّمَا كَانَ رسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ ذَلِكَ لِمَا يُوَحِّدُ بِهَا رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (¬5). [1781] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ (¬6)، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ (¬7) كَبَّرَ؛ رَفَعَ يَدَيْهِ حِذَاءَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ حِينَ رَكَعَ، ثُمَّ حِينَ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". وَرَفَعَ (¬8) يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ مُمْسِكًا (¬9) بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا ¬

_ (¬1) في (ق): "بن أنمار". (¬2) في النسختين الخطيتين: "رخصة". (¬3) قوله: "محمد" ساقط من (د). (¬4) في (ق): "يسخر". (¬5) أخرجه أحمد (7/ 3626) من طريق يعقوب بن إسحاق. (¬6) قوله: "عن سفيان" ساقط من (د). (¬7) في (د): "حتى". (¬8) ضبب في (د) على الواو. (¬9) في (د): "متمسكا".

جَلَسَ حَلَّقَ الْوُسْطَى وَأَشَارَ بِالْمُشِيرَةِ (¬1)، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى (¬2). [1782] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا ابْنُ مَطَرٍ، أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (¬3)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، كَانَ يُجَالِسُنَا عِنْدَ الْبَرَاءِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ، وَمَدَّ السَّبَّابَةَ، فَقَالَ: ذَاكَ الْإِخْلَاصُ (¬4). [1783] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنَيْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَضَعُ مِرْفَقَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ فِي الصَّلَاةِ إِذَا قَعَدَ وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ، وَيَقُولُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَشَارَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ كَانَ ذَلِكَ حِرْزًا (¬5) مِنَ الشَّيْطَانِ". [1784] أخبرنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو حَصِينٍ (¬6)، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، رَأَيْتُ ¬

_ (¬1) المشيرة: الإصبع السبابة. (¬2) المصدر السابق (8/ 4298) من طريق سفيان. (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) المصدر السابق (2/ 753) من طريق شعبة. (¬5) أي وِقايةً وحِصنًا. (¬6) قوله "أبو حصين" كذا ضبطها في (د) وضبب عليها.

النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى فِي الصَّلَاةِ وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ (¬1). [1785] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الرَّجُلِ يَدْعُو يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -: هُوَ الْإِخْلَاصُ (¬2). [1786] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ الْمُرِّيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ"، وَمَنْ أَشَارَ فِي صَلَاتِهِ إِشَارَةً تُفْهَمُ عَنْهُ فَلْيُعِدْهَا (¬3). قَالَ لَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: أَبُو (¬4) غَطَفَانَ هَذَا مَجْهُولٌ، وَآخِرُ الْحَدِيثِ زِيَادَةٌ فِي الْحَدِيثِ، وَلَعَلَّهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَالصَّحِيحُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ يُشِيرُ فِي الصَّلَاةِ؛ رَوَاهُ أَنَسٌ وَجَابِرٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: وَرَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَعَائِشَةُ - رضي الله عنهم - (¬5). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (6/ 3407) من طريق وكيع. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 133). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 455). (¬4) في النسخ الخطية: "ابن"، والمثبت من السنن للدارقطني. (¬5) المصدر السابق (2/ 455).

مسألة (83): والقعود في التشهد الأخير يكون بالتورك

مَسْأَلَةٌ (83): وَالْقُعُودُ فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيِر يَكُونُ بِالتَّوَرُّكِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَقْعُدُ فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ قُعُودَهُ فِي التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [1787] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَذَكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ - رضي الله عنه -: أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ (¬3)، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَهُ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلَا قَابِضِهَا، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 267)، ومختصر المزني (ص 26)، والحاوي الكبير (2/ 132)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 174)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 528 - 530)، والمجموع (3/ 429 - 430). (¬2) انظر: الأصل (1/ 32)، والمبسوط للسرخسي (1/ 24)، وتحفة الفقهاء (1/ 136)، وبدائع الصنائع (1/ 211)، والهداية في شرح البداية (1/ 52 - 53)، والبناية شرح الهداية (2/ 262). (¬3) هصر ظهر: أي ثناه وعطفه.

الْيُسْرَى، وَإِذَا جَلَسَ (¬1) فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ قَدَّمَ (¬2) رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَجَلَسَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ (¬3). وَالَّذِي رُوِيَ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَعَدَ فِي الصَّلَاةِ فَجَعَلَ قَدَمَهُ الْيُسْرَى بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ، وَفَرَشَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى، مَحْمُولٌ عَلَى قُعُودِهِ فِي التَّشَهُّدِ (¬4) الْأَخِيرِ، وَفِي خَبَرِنَا زَيَادَةُ بَيَانٍ وَحِكَايَةُ سُنَّةٍ لَمْ يَحْكِهَا. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا كَتَبْنَاهُ قَبْلَ هَذَا. وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي صَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ يُفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى رِجْلَهُ (¬5) الْيُمْنَى، فَإِنَّهُ وَرَدَ فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ. وَأَمَّا حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ فِي صَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ثُمَّ جَلَسَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، فَإِنَّهُ وَرَدَ فِي التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ، بَيَانُ ذَلِكَ فِي خَبَرِ أَبِي حُمَيْدٍ. [1788] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِيَانِ ابْنَ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيَّ - ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬6) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ¬

_ (¬1) قوله: "في الركعتين جلس على رجله اليسرى وإذا جلس" ساقط من (د). (¬2) في (د): "الآخرة فقدم". (¬3) صحيح البخاري (1/ 165). (¬4) في (د): "التشهود". (¬5) ضبب عليها في (ق)، (د)، ولعل ذلك لأن أغلب روايات هذا الحديث جاء فيها: "وينصب رجله اليمنى". (¬6) في أصل الرواية، والسنن الكبير (2/ 129): "عبيد الله".

يَتَرَبَّعُ فِي الصَّلَاةِ إِذَا جَلَسَ، فَفَعَلْتُهُ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ فَنَهَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: إِنَّمَا سُنَّةُ الصَّلَاةِ أَنْ تَنْصِبَ رِجْلَكَ الْيُمْنَى وَتَثْنِيَ الْيُسْرَى. فَقُلْتُ: إِنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رِجْلَيَّ لَا تَحْمِلَانِي (¬1). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬2)، عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَهَذَا إِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِقَوْلِ: تَثْنِي رِجْلَكَ الْيُسْرَى، أَنْ يَثْنِيَهَا وَيَقْعُدَ عَلَيْهَا، فَيَكُونُ وَارِدًا فِي التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ، وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ أَنْ يَثْنِيَهَا وَيَجْعَلَهَا فَرْشًا لِلْيُمْنَى وَيَضَعَ وَرِكَهُ عَلَى الْأَرْضِ، فَيَكُونُ وَارِدًا فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى هَذَا الِاحْتِمَالِ الثَّانِي مَا: [1789] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي التَّشَهُّدِ نَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى، وَثَنَى رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَجَلَسَ عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى، وَلَمْ يَجْلِسْ عَلَى قَدَمَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَرَانِي (¬4) عَبْدُ اللَّهِ (¬5) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 52/). (¬2) الموطأ، رواية القعنبي (ق 25/ أ). (¬3) صحيح البخاري (1/ 165). (¬4) في (ق): "أراني أن". (¬5) في الموطأ: "عبيد الله". (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 52/ أ).

مسألة (84): وقراءة السورة سنة في الأخريين في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (84): وَقِرَاءَةُ السُّورَةِ سُنَّةٌ فِي الْأُخْرَيَيْنِ (¬1) فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ (¬3). فَوَجْهُ قَوْلِنَا: إِنَّهَا سُنَّةٌ مَا: [1790] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَحْزُرُ قِيَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ قَدْرَ قِرَاءَةِ {الم (1) تَنْزِيلَ} (¬4) السَّجْدَةِ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الْآخِرَتَيْنِ قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ عَلَى قَدْرِ قِيَامِهِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْآخِرَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬5). ¬

_ (¬1) في (د): "في الآخرتين". (¬2) انظر: الأم (2/ 250)، والحاوي الكبير (2/ 135)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 153)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 507)، والمجموع (3/ 350 - 351). (¬3) انظر: الأصل (1/ 29)، والمبسوط للسرخسي (1/ 221)، وتحفة الفقهاء (1/ 129)، وبدائع الصنائع (1/ 110)، والهداية في شرح البداية (1/ 53)، والبناية شرح الهداية (2/ 272). (¬4) سورة السجدة (آية: 1 - 2). (¬5) صحيح مسلم (2/ 37).

[1791] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا هُشَيْمٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ: قَدْرَ ثَلَاثِينَ! آيَةً قَدْرَ {الم (1) تَنْزِيلُ} السَّجْدَةِ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬1). وَوَجْهُ الدَّلِيلِ مِنْ هَذَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ قِيَامُهُ فِي أَوَّلَتَيِ الظُّهْرِ قَدْرَ قِرَاءَةِ ثَلَاثِينَ آيَةً، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ سَبْعُ آيَاتٍ فَلَا بُدَّ (¬2) وَأَنْ يَكُونَ قَدْ قَرَأَ السُّورَةَ حَتَّى يَكُونَ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬3) آيَةً. [1792] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأُمَوِيُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ نُسَيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، فَصَلَّى وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ سُورَةٍ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصَّلِ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنَّ ثِيَابِي لَتَكَادُ (¬4) أَنْ تَمَسَّ ثِيَابَهُ، فَسَمِعْتُهُ قَرَأَ بأُمِّ الْقُرْآنِ وَهَذِهِ الْآيَةِ {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 44). (¬2) في (د): "فلا" بدون: "بد". (¬3) في (ق): "خمسة عشر". (¬4) في (د): "كاد". (¬5) سورة آل عمران (آية: 8). (¬6) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 564).

[1793] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَرَشِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأُمَوِيُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى وَحْدَهُ يَقْرأُ فِي الْأَرْبَعِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَكَانَ يَقْرَأُ أَحْيَانًا بِالسُّورَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ فِي الرَّكْعَةِ الْوَاحِدَةِ فِي صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ (¬1). وَوَجْهُ الْقَوْلِ الْآخَرِ مَا: [1794] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هَمَّامٌ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ وَيُسْمِعُنَا (¬2) الْآيَةَ أَحْيَانًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هَمَّامٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (8/ 565). (¬2) في (د): "سمعنا". (¬3) صحيح البخاري (1/ 155). (¬4) صحيح مسلم (2/ 37).

مسألة (85): والقراءة خلف الإمام فرض

مَسْأَلَةٌ (85): وَالْقِرَاءَةُ خَلْفَ الْإِمَامِ فَرْضٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [1795] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ". لَمْ يَذْكُرِ الزَّعْفَرَانِيُّ "فِيهَا"، وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬3). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 26)، والحاوي الكبير (2/ 140 - 143)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 153 - 155)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 491 - 492)، والمجموع (3/ 320 - 322). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 199 - 200)، وتحفة الفقهاء (1/ 128 - 129)، وبدائع الصنائع (1/ 110 - 111)، والهداية في شرح البداية (1/ 56)، والبناية شرح الهداية (2/ 313 - 314). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 243).

اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (¬1). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬2). [1796] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ - مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ - يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ (¬3)، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ (¬4)، غَيْرُ تَمَامٍ". فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ. قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي، فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ؛ فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اقْرَءُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. يَقُولُ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي. يَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. يَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (¬5). يَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي. يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}. فَهَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 151). (¬2) صحيح مسلم (2/ 8). (¬3) خداج: أي نقصان. (¬4) قوله: "فهي خداج" الثالثة ليست في (د). (¬5) في (د): "ملك يوم الدين"، وهي قراءة من عدا عاصما والكسائي من السبعة.

يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. فَهَؤُلَاءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬2). هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي جَمَاعَةٍ عَنِ الْعَلَاءِ، وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي جَمَاعَةٍ عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ أَبُو أُوَيْسٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي السَّائِبِ جَمِيعًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [1797] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ تَمِيمٍ الْأَصَمُّ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ اللَّهَبِيُّ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ الْعَجْلَانِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَقْرَأُ فِيهَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَامٍ" (¬3). [1798] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ الرَّازِيُّ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا ابْنُ ثَوْبَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 20/ أ). (¬2) صحيح مسلم (2/ 9). (¬3) أخرجه السراج في حديثه (3/ 208) من طريق ابن عجلان به. (¬4) أخرجه ابن حبان (1/ 333) من طريق يحيى بن عثمان به.

[1799] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ الْأَيْلِيُّ، ثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ". قَالَ: فَقُلْتُ: أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ. قَالَ: وَيْحَكَ يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْ فِي نَفْسِكَ؛ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَالَ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي (¬1) مَا سَأَلَ يَقُولُ: اقْرَأْ، فَإِذَا قَالَ (¬2): {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. قَالَ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (¬3). قَالَ: مَدَحَنِي (¬4) عَبْدِي، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَهُ، يَقُولُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. فَهَؤُلَاءِ (¬5) لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" (¬6). [1800] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ (ح). ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) ضبب عليها في (ق)، (د). (¬3) في (د): "ملك يوم الدين"، وهي قراءة من عدا عاصما والكسائي من السبعة. (¬4) في (د): "مجدني"، وضبب عليها. (¬5) في (د): "هؤلاء". (¬6) أخرجه قوام السنة في الترغيب والترهيب (1/ 461) من طريق ابن عزيز به.

قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَلَاءِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا أَعْلَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَنَّاهُ لَكُمْ، وَمَا أَخْفَى أَخْفَيْنَاهُ عَلَيْكُمْ (¬1). لَفْظُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ (¬2). [1801] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ جَعْفَرٍ بَيَّاعِ الْأَنْمَاطِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أُنَادِيَ: "لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقُرآنٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَمَا زَادَ". قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَمُدُّ يَدَيْهِ فِي الْقُنُوتِ (¬3). [1802] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ يُنَادِي فِي النَّاسِ أَنْ "لَا صلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَمَا زَادَ". [1803] قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّ ¬

_ (¬1) في (د): "لكم". (¬2) صحيح مسلم (2/ 10). (¬3) أخرجه ابن البختري في أماليه (ص 442) من طريق قبيصة به.

جَعْفَرَ بْنَ مَيْمُونٍ الْعَبْدِيَّ مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ (¬1). [1804] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ مِنْ أَصْلِهِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَقْرَأَ فَاتِحَةَ (¬2) الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ (¬3). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ، فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَبِي نَضْرَةَ، وَالْبَاقُونَ مُجْمَعٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ. [1805] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: كُنَّا خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاةُ، فَلَمَّا فَرَغَ (¬4) قَالَ: "لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ! " قُلْنَا: نَعَمْ هَذًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا" (¬5). [1806] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 519). (¬2) في (د): "بفاتحة". (¬3) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 318). (¬4) في (ق): "رفع". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 79).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ بِحِمْصَ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬1). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ، فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَالْبَاقُونَ مُجْمَعٌ عَلَى عَدَالَتِهِمْ. [1807] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي وَعَمِّي، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصُّبْحَ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا سَلَّمَ (¬2) أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: "إِنِّي لَأَرَاكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ إِذَا جَهَرَ". قَالَ: قُلْنَا: أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا" (¬3). [1808] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في المسند (7/ 146) من طريق الوهبي. (¬2) (د) بدون: "فلما سلم". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 99) من طريق عبيد الله بن سعد به.

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِمَامٍ وَغَيْرِ إِمَامٍ" (¬1). [1809] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ بِهَرَاةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ وَهُوَ ابْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ وَمَكْحُولٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ مَحْمُودٍ وَهُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ عَلَى إِيلْيَاءَ، فَأَبْطَأَ عُبَادَةُ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَأَقَامَ أَبُو نُعَيْمٍ الصَّلَاةَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ بِبَيتِ الْمَقْدِسِ، فَجِئْتُ مَعَ عُبَادَةَ حَتَّى صَفَّ مَعَ النَّاسِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ عُبَادَةُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى فَهِمْتُهَا مِنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قُلْتُ: سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ، صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ الصَّلَوَاتِ الَّتِي يُجْهَرُ (¬2) فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: "لَا يَقْرَأَنَّ أَحَدُكُمْ إِذَا جَهَرْتُ بِالْقِرَاءَةِ إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ" (¬3). [1810] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ نَافِعِ ابْنِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ نَافِعٌ: أَبْطَأَ عُبَادَةُ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَأَقَامَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُؤَذِّنُ الصَّلَاةَ، وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَقْبَلَ عُبَادَةُ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى صَفَفْنَا خَلْفَ أَبِي نُعَيْمٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 226) بسنده. (¬2) في (د): "تجهر". (¬3) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 154) من طريق هشام بن عمار به.

وَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ، فَجَعَلَ عُبَادَةُ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لِعُبَادَةَ: قَدْ صَنَعْتَ شَيْئًا فَلَا أَدْرِي أَسُنَّةٌ هِيَ أَمْ سَهْوٌ كَانَ مِنْكَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقْرأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْهَرُ. قَالَ: أَجَلْ، صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ الصَّلَوَاتِ الَّتِي يُجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَالْتبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "هَلْ تَقْرَءُونَ إِذَا جَهَرْتُ بِالْقِرَاءَةِ؟ " فَقَالَ بَعْضُنَا: إِنَّا لَنَصْنَعُ ذَلِكَ. قَالَ: "فَلَا، وَأَنَا (¬1) أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ! (¬2) فَلَا تَقْرَءُوا بِشَيْءٍ مِنَ الْقُرآنِ إِذَا جَهَرْتُ إِلَّا بِأُمِّ الْقُرآنِ". قَالَ عَلِيٌّ: كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَكَأَنَّ (¬4) الْأَبَ وَالِابْنَ كِلَاهُمَا رَوَاهُ عَنْ عُبَادَةَ، وَأَخَذَهُ مَكْحُولٌ مِنْهُمَا جَمِيعًا. [1811] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَهْلٍ الرَّمْلِيَّ، وَهُوَ أَخُو عَلِيَّ بْنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيِّ يَقُولُ: سَمِعَ مَكْحُولٌ مِنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ وَمِنْ نَافِعِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ (¬5). [1812] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ، ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) التنازع: التجاذب، والمعنى: أجاذَبه وأزاحَم في قراءته. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 65/ ب). (¬4) في (د): "وكان". (¬5) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 233) بسنده ومتنه.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ مَحْمُودًا صَلَّى إِلَى جَنْبِهِ يَوْمًا فَسَمِعَهُ يَقْرَأُ وَرَاءَ الْإِمَامِ فَسَأَلَهُ حِينَ انْصَرَفَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَّنَا يَوْمًا فَانْصَرَفَ إِلَيْنَا وَقَدْ غَلِطَ فِي بَعْضِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: "هَلْ قَرَأَ مَعِي مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ " قَالَ: فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "قَدْ عَجِبْتُ؛ قُلْتُ: مَنْ هَذَا يُنَازِعُنِي الْقُرْآنَ! إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَلَا يَقْرَأَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَهُ إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ" (¬1). [1813] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "أَتَقْرَءُونَ فِي صَلَاتِكُمْ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ " فَقَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ قَائِلٌ أَوْ قَائِلُونَ: إِنَّا لَنَفْعَلُ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا وَلْيَقْرَأْ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي نَفْسِهِ" (¬2). كَذَا رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ ابْنِ عُلَيَّةَ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِمَا، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا. وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ شَاهِدٌ جَيِّدٌ، رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ كَرِوَايَةِ مَكْحُولٍ (¬3). وَقِيلَ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 452) من طريق محمد بن خالد به. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 140) من طريق يحيى بن يوسف به. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 127).

[1814] اخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ (ح). وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ إِمْلَاءً، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِيكَالَ، ثنا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، ثنا عُلَيْلَةُ بْنُ بَدْرٍ، ثنا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا فَقَالَ: "تَقْرَءُونَ خَلْفَ الْإِمَامِ بشَيْءٍ؟ (¬1) ". فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَقْرأُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نَقْرأُ، فَقَالَ: "اقْرَءُوا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (¬2). كَذَا قَالَ: وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ مُرْسَلًا. وَرَوَاهُ سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ أيُّوب, عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ. وَالصَّحِيحُ أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ إِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ. [1815] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُطِيعٍ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "هَلْ تَقْرَءُونَ خَلْفِيَ الْقُرْآنَ فِي الصَّلَاةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، نَهُذُّهُ هَذًّا (¬3). قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ" (¬4). ¬

_ (¬1) في (د): "شيء". (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 511) عن عبدان به. (¬3) الهَذّ: سرعة القراءة. (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 254).

[1816] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ (¬1)، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَقْرَءُونَ خَلْفِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَهُذُّهُ هَذًّا. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ" (¬2). كَذَا قَالَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ الْفَدَكِيُّ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: [1817] أخبرنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ (¬3) عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابَهُ: "تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ إِذَا كُنْتُمْ مَعِي فِي الصَّلَاةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ نَهُذُّهُ هَذًّا. قَالَ: "لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ" (¬4). وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ (¬5) الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُبَادَةَ، وَفِيهِ إِرْسَالٌ (¬6) إِلَّا أَنَّهُ هُوَ الْمَحْفُوظُ. ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (د). (¬2) أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (ص 49) من طريق النضر به. (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) أخرجه المؤلف في القراءة (ص 236) بسنده. (¬5) قوله: "عن" ساقطة من (د). (¬6) في (د): "اسال".

[1818] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا يَزِيدُ (¬1) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُزَيْقٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُبَادَةَ. وَرُوِيَ مَوْصُولًا كَمَا: [1819] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابَهُ فَقَالَ: "أَتَقْرَءُونَ الْقُرآنَ إِذَا كُنْتُمْ مَعِي فِي الصَّلَاةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ نَهُذُّهُ هَذًّا. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَابِ" (¬2). وَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الضُّعَفَاءِ نَحْوَ رِوَايَةِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، وَقَالُوا فِي إِسْنَادِهِ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. [1820] وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالرَّيِّ، أنا أَبُو حَاتِمٍ الْوَسْقَنْدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كُنْتَ مَعَ الْإِمَامِ فَاقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرآنِ قَبْلَهُ وَإِذَا سَكَتَ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (د): "بريدة". (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة (ص 237) بسنده. (¬3) المصدر السابق (ص 262).

الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، كَمَا: [1821] أخبرنا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، أنا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَنْصَتَ، فَإِذَا قَرَأَ لَمْ يَقْرَأْ، فَإِذَا أَنْصَتَ قَرَأَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ" (¬1). [1822] قال (¬2): وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، ثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) قَالَ: كَانَ (¬4) يُقْرأُ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَنْصَتَ، فَإِذَا قَرَأَ لَمْ يَقْرَءُوا خَلْفَهُ، وَإِذَا أَنْصَتَ قَرَءُوا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ صَلَّى صَلَّاةً فَلْيَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَقُرْآنٍ مَعَهَا، وَمَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَقْرأُ فِيهَا فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ". [1823] قال الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ - رحمه الله - (¬5): وَقَدْ رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ - وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِنَا - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 378). (¬2) في (د): "قال قال". (¬3) ضبب عليها في (د). (¬4) ضبب عليها في (د). (¬5) كتب في حاشية (ق): "يعني ابن خزيمة والله أعلم".

"مَنْ صَلَّى صَلَاةً مَكْتُوبَةً أَوْ نَافِلَةً مَعَ الْإِمَامِ أَوْ وَحْدَهُ فَلْيَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَقُرْآنٍ مَعَهَا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ، وَمَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، لَيْسَتْ بِتَمَامٍ". حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ - يَعْنِي - الْبَيْرُوتِيَّ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرِوَايَةُ ابْنِ لَهِيعَةَ هَذِهِ تُوَافِقُ رِوَايَةَ الْمُثَنَّى ابْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرٍو، وَيَشْهَدُ (¬1) لِرِوَايَتِهِمَا بِالصِّحَّةِ رِوَايَةُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَهِيَ مِنْ جِهَةِ ابْنِ أَبِي صَفْوَانَ مَوْصُولَةٌ، وَحِكَايَةُ جَدِّهِ فِي الْقِرَاءَةِ بَيَانٌ لِمَا رُوِيَ جُمْلَةً، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِاللَّفْظِ الْأَوَّلِ دُونَ فِعْلِهِمْ (¬2). [1824] وأخبرنا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ، أنا أَبُو طَاهِرٍ، أنا جَدِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ. فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: فَكَيْفَ إِذَا كَانَ الْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ . قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: لِلْإِمَامِ سَكْتَتَانِ فَاغْتَنِمُوهُمَا؛ سَكْتَةٌ حِينَ يُكَبِّرُ، وَسَكْتَةٌ حِينَ يَقُولُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (¬3). ¬

_ (¬1) (د): "وشهد". (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 197). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 1656) من طريق محمد بن عمرو به.

[1825] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: مَنْ لَمْ يَقْرَأْ خَلْفَ الْإِمَامِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَصَلَاتُهُ خِدَاجٌ. قَالَ عَمْرٌو: نَعَمْ (¬2) صَدَقَ؛ حَدَّثَنِي أَبِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ مِهْرَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْكِتَابِ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬3) فَصَلَاتُهُ خِدَاجٌ" (¬4). [1826] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِنْقَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبُوهُ أَسِيرًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "تَقْرَءُونَ خَلْفِيَ الْقُرْآنَ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَهُذُّهُ هَذًّا. قَالَ: "لَا تَقْرَءُوا (¬5) إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية: "أبو سهل"، والمثبت من القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 258) بسنده. (¬2) قوله: "نعم"، ليس في (د). (¬3) في (د): "من لم يقرأ خلف الإمام بأم الكتاب". (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (9/ 108) من طريق سليمان به. (¬5) في (د): "تقرءون". (¬6) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 259) بسنده.

[1827] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ أَبُوهُ أَسِيرًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعْتُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا فَاتِحَةُ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ لَمْ تُقْبَلْ" (¬1). وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ أَمِيرَيِ (¬2) الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُمَا كَانَا يَأْمُرَانِ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ. أَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: [1828] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ عُمَرَ - رضي الله عنه - عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ فَقَالَ: اقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. قُلْتُ: وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: وَإِنْ كُنْتُ أَنَا. قُلْتُ: وَإِنْ جَهَرْتَ؟ قَالَ: وَإِنْ جَهَرْتُ (¬3). [1829] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ يَقُولُ: رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ (¬4). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 259). (¬2) في (د): "أمير". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 519). (¬4) السنن للدارقطني (2/ 95).

قَالَهُ عَقِيبَ حَدِيثِ حَفْصٍ هَذَا، وَصَدَقَ إِمَامُ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي عَصْرِهِ؛ فَإِنَّ الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا قَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَمَعَ جَوَّابٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَالَتِهِ، وَكَأَنَّ (¬1) جَوَّابًا سَمِعَهُ مِنْ يَزِيدَ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ. [1830] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، أنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ جَوَّابٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ، قُلْتُ: وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ؟ قَالَ: وَإِنْ كُنْتُ أَنَا. قُلْتُ: وَإِنْ جَهَرْتَ؟ قَالَ: وَإِنْ جَهَرْتُ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ حَفْصٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ. [1831] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبَايَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: لَا صَلَاةَ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَمَعَهَا (¬3). قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا كُنْتُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: اقْرَأْ فِي نَفْسِكَ (¬4). ¬

_ (¬1) في (د): "كان". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 65/ ب). (¬3) ضبب عليها في (ق)، (د). (¬4) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 268) من طريق شعبة به.

وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ الرَّدَّادِ، وَرَوَاهُ خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَعَبَايَةُ بْنُ الرَّدَّادِ وَاحِدٌ (¬1). قَالَهُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [1832] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ نَقْرَأَ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬3). هَكَذَا رَوَاهُ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ وَغَيْرُهُ عَنْ شُعْبَةَ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَقَدْ سَمِعَ ابْنُ أَبِي رَافِعٍ مِنْ عَلِيٍّ (¬4) كَمَا سَمِعَ أَبُوهُ، فَالْحَدِيثُ بِذَلِكَ ثَابِتٌ، وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - مُدْرَجًا فِي الْحَدِيثِ الْمُسْنَدِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ، - رضي الله عنهم -. ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وفي القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 295): "وعباية بن الرداد وعباية بن ربعي واحد، إلا أن محمد بن المنتشر يقول له: عباية بن الرداد، وخيثمة بن عبد الرحمن وسلمة بن كهيل يقولان: عباية بن ربعي". اهـ. (¬2) التاريخ الكبير (7/ 72). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 520). (¬4) قوله: "وقد سمع ابن أبي رافع من علي" ساقط من (د).

وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ: أَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ. [1833] وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالرَّيِّ، أنا أَبُو حَاتِمٍ الْوَسْقَنْدِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ - رضي الله عنه - كَانَ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (¬1). تَابَعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ أَبِي سِنَانٍ. وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَخْبَارٌ وَاهِيَةٌ رُوِيَتْ بِأَسَانِيدَ غَيْرِ مُسْتَقِيمَةٍ. أَوَّلُهَا: حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه -: [1834] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَرَاءَ الْإِمَامِ". قَالَ عَلِيٌّ: يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ ضَعِيفٌ (¬2). [1835] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَجَّاجِ وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 130). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 114).

سَلَّامٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَلَمْ يُصَلِّ، إِلَّا وَرَاءَ الْإِمَامِ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: لَمْ يَرْفَعْهُ عَنْ مَالِكٍ غَيْرُ يَحْيَى بْنِ سَلَّامٍ، وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأِ مَوْقُوفٌ (¬1). [1836] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَهِمَ يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي رَفْعِ هَذَا الْخَبَرِ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَيَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ كَثِيرُ الْوَهَمِ، وَقَدْ رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ هَذَا الْخَبَرَ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ مِنْ قَوْلِهِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى السُّدِّيِّ، عَنْ مَالِكٍ مَرْفُوعًا (¬2): [1837] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَصِيبُ الْهَرَوِيُّ مِنْ كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ السَّعْدِيُّ، ثنا [إِسْمَاعِيلُ بْنُ] (¬3) مُوسَى فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَهِمَ الرَّاوِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ فِي رَفْعِهِ بِلَا شَكٍّ فِيهِ، فَقَدْ خَالَفَهُ الثَّبْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَأَوْقَفَهُ (¬4). [1838] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 654) (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 472) بسنده. (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية، والمثبت من القراءة خلف الإمام للمصنف بسنده ومتنه. (¬4) المصدر السابق (ص 472).

وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ - قَالَ السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ: وَلَيْسَ بِمَرْفُوعٍ - قَالَ: كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ إِلَّا وَرَاءَ الْإِمَامِ (¬1). [1839] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ بْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ: لَا أَجْعَلُ فِي حِلٍّ مَنْ رَوَى عَنِّي هَذَا الْخَبَرَ مَرْفُوعًا، فَإِنَّهُ فِي كِتَابِي مَوْقُوفٌ (¬2) (¬3). [1840] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: ذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، فَقَالَ (¬4): هَذَا كَذِبٌ سَمِعْتُ السَّرِيَّ بْنَ خُزَيْمَةَ يُحَدِّثُ بِهِ مَوْقُوفًا، ثُمَّ قَالَ: مَا حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا هَكَذَا، فَمَنْ ذَكَرَهُ عَنِّي مُسْنَدًا فَقَدْ كَذَبَ (¬5). [1841] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَ بِنْتِ السُّدِّيِّ يَقُولُ: قُلْتُ لِمَالِكٍ - رحمه الله - فِي هَذَا الْحَدِيثِ: مَرْفُوعٌ؟ فَقَالَ: خُذُوا بِرِجْلِهِ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 218) من طريق إسماعيل به. (¬2) في النسخ: "موقوفا"، وما أثبتناه الجادة. (¬3) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 473) بسنده. (¬4) في (د): "فأخبرنا". (¬5) المصدر السابق (ص 473). (¬6) المصدر السابق (ص 473).

وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ عَنْ مَالِكٍ مَرْفُوعًا، وَهُوَ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ. [1842] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: الصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ كَمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ، وَيَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ غَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ مِنْهُ مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ، فَقَدْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَحَادِيثَ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا (¬1). وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ مِنْ وَجْهٍ ثَانٍ: [1843] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذُّهْلِيُّ بِمَرْوَ، أنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، يَعْنِي ابْنَ حَيٍّ (¬2)، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَجَابِرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬3). [1844] قال الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَجَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ مِمَّنْ لَا يَقُومُ الْحُجَّةُ بِرِوَايَةِ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، خُصُوصًا إِذَا خَالَفَا الثِّقَاتِ، وَتَفَرَّدَا بِمِثْلِ هَذَا الْخَبَرِ الْمُنْكَرِ، عَنْ مِثْلِ أَبِي الزُّبَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ فِي اشْتِهَارِهِ وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ (¬4). [1845] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ (¬5). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 474). (¬2) في (ق): "حيي". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 122) من طريق إسحاق بن منصور. (¬4) القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 460). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 6) من طريق ابن المثنى به.

[1846] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: مَا حَالُ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ؟ فَقَالَ (¬1): ضَعِيفٌ (¬2). [1847] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْن سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَخُو الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقَ: إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَحَرِّجْ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ (¬3). [1848] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْجُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا سَبَلَانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ كَافِرًا بِاللَّهِ؛ كَانَ يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - دَابَّةُ الْأَرْضِ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ قَبْلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬4). [1849] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: قَالَ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ: عِنْدِي خَمْسِينَ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ، مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَدًا. قَالَ: فَأَتَيْتُ أَيُّوبَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: أَمَّا الْآنَ فَهُوَ كَذَّابٌ (¬5). ¬

_ (¬1) في (د): "يقول". (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 158). (¬3) العلل ومعرفة الرجال عن أحمد، رواية ابنه عبد الله (3/ 154). (¬4) ذكره الذهبي في الميزان (1/ 384) من طريق ابن عيينة. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 23) من طريق أبي أمية به.

[1850] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْحِمَّانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فِيمَنْ رَأَيْتُ أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ (¬1). [1851] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عِيسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْحَدَّادِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: يَا جَابِرُ، لَا تَمُوتُ حَتَّى تَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: مَا مَضَتِ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى اتُّهِمَ بِالْكَذِبِ (¬2). [1852] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ (¬3)، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ كَذَّابٌ، سَأَلْتُ عَنْهُ ابْنَ حَنْبَلٍ فَقَالَ: تَرَكَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ فَاسْتَرَاحَ (¬4). [1853] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّاوَسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 296). (¬2) التاريخ الكبير (2/ 210). (¬3) هنا في (د) زيادة: "الحافظ". (¬4) أحوال الرجال (ص 55).

يَقُولُ: جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ تَرَكَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنُ مَهْدِيٍّ. قَالَ بَيَانٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: تَرَكْنَا جَابِرًا قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْنَا الثَّوْرِيُّ (¬2). وَقَدْ كَتَبْنَا قَبْلَ هَذَا فِي جَرْحِهِ، وَبِهِ وَبِمَا كَتَبْنَا هَا هُنَا تَقَعُ الْكِفَايَةُ لِمَنْ يَرْجِعُ إِلَى أَدْنَى مَعْرِفَةٍ، وَهُوَ فِيمَا قَالَ أَئِمَّتُنَا - رضي الله عنهم - فِيهِ قَلِيلٌ، إِلَّا أَنِّي اقْتَصَرْتُ عَلَى هَذَا خَشْيَةَ الْإِكْثَارِ وَالتَّطْوِيلِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْخَبَرُ مِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه -: [1854] أخبرنا الْفَقِيهُ (¬3) أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ (¬4) يَعْقُوبَ بِالطَّابَرَانِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّوَّافِ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ التِّرْمِذِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى خَلْفَ الْإِمَامِ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬5). [1855] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: وَهَذَا الْخَبَرُ بَاطِلٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَوْ صَحَّ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ لَكَانَ كَالْأَخْذِ بِالْيَدِ، وَلَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ ¬

_ (¬1) في (ق)، (د): "عبد الله"، وكتب ناسخ (ق) على الحاشية: "كذا". والمثبت من الضعفاء للبخاري. (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 52). (¬3) قوله: "الفقيه" ليس في (ق). (¬4) قوله: "أحمد بن" ساقط من (د). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 259) من طريق ابن الصواف.

أَحَدٌ، وَإِنَّمَا الْحَمْلُ فِيهِ عَلَى سَهْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ هَذَا؛ فَإِنَّهُ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِنَا أَنْ نُبَيِّنَ جَرْحَ الْمَجْهُولِينَ؛ فَإِنَّ الْجَهَالَةَ عَيْنُ الْجَرْحِ (¬1). [1856] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا مُنْكَرٌ، وَسَهْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَتْرُوكٌ (¬2). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ رَابعٍ عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه -: [1857] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّخْتِيَانِيُّ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَالِينِيُّ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قُلْتُ لَهُ: مَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَثْنَى عَلَيْهِ. قُلْتُ: فَمَنِ الْمَالِينِيُّ (¬5) الطَّيْرُ الَّذِي رَوَاهُ عَنْهُ؟ قَالَ: لَا يُعْرَفُ. قُلْتُ: فَمُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ أَعْرِفُهُ أَنَا حَقَّ الْمَعْرِفَةِ، هُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 467) بسنده. (¬2) السنن للدارقطني (2/ 259). (¬3) في (ق): "الماييني"، وفي سائر النسخ والقراءة خلف الإمام: "الماليني"، وسماه الدارقطني في غرائب مالك: "محمد بن أحمد بن إسحاق الماشي" أو: "الماسي"، وذكره ابن حجر في لسان الميزان (6/ 519) نقلا عن الدارقطني، وغيره محقق القراءة خلف الإمام - طبعة البشائر - إلى: " الماسي"، فما أحسن. (¬4) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 467) بسنده. (¬5) في (ق): "المايني"، وفي القراءة خلف الإمام: "المناديلي"، وغيره المحقق أيضا. (¬6) المصدر السابق (ص 468).

[1858] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ لِابْنِ أَشْرَسَ، فَقَالَ: لَا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ (¬1). [1859] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَقُلْتُ لِأَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظِ: إِنَّ ابْنَ أَشْرَسَ حَدَّثَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِحَدِيثِ الزَّنْجَبِيلِ، فَقَالَ: كَذَبَ ابْنُ أَشْرَسَ؛ فَإِنَّ هَذَا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ حَكَّامٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ ثِقَةٌ، لَا يَحْتَمِلُ مِثْلَ هَذَا. [1860] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَشْرَسَ: أَيْنَ كُنْتَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ؟ فَقَالَ: فِي (¬2) مَيْدَانِ الْحُسَيْنِ. وَكَفَاهُ حَدِيثُ الْعَمُودِ مِنَ الْكَذِبِ، وَفِيهِ غُنْيَةٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ خَامِسٍ عَنْ جَابِرٍ: [1861] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ الْمَكِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: فِي إِسْنَادِ (¬3) هَذَا الْخَبَرِ وَهَمٌ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ؛ فَإِنَّ هَذَا خَبَرٌ مُرْسَلٌ عِنْدَ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دُونَ ذِكْرِ جَابِرٍ فِي الْإِسْنَادِ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 468). (¬2) في (د): "من". (¬3) في (د): "إسناده".

وَهُمَا قِصَّتَانِ عِنْدَ (¬1) أَبِي حَنِيفَةَ: إِحْدَاهُمَا: مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمَامٍ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ". وَالْقِصَّةُ الْأُخْرَى: عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَابِرٍ: انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ فَقَالَ: "مَنْ قَرَأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؟ " (¬2) يَعْنِي فَسَكَتَ الْقَوْمُ حَتَّى سَأَلَ مِرَارًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُكَ تُنَازِعُنِي (¬3) الْقُرْآنَ" (¬4). وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ أَحْفَظُ الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْخَبَرَ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ فَأَرْسَلَهُ: [1862] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الصَّائِغُ الثِّقَةُ الرِّضَا مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ كِتَابِ الصَّلَاةِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬6). ¬

_ (¬1) في (د): "عن". (¬2) سورة الأعلى (آية: 1). (¬3) زاد في (د) في هذا الموضع: "على". (¬4) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 442). (¬5) ضبب عليها في (ق). (¬6) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 440) بسنده.

وَهَكَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ (¬1). وَحُكِيَ أَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ. قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ ! (¬2) وَقَدْ تَابَعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ - رحمه الله - زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْخَبَرِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ مُرْسَلًا، مَعَ اسْتِغْنَائِهِ عَنْ مُتَابَعَةِ أَمْثَالِهِ. فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ قَدْ تَابَعَ أَبَا حَنِيفَةَ فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ مِنِ اتِّصَالِ هَذَا الْخَبَرِ. قُلْنَا: مُتَابَعَةُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ لَا تُغْنِي، بَلْ تَزِيدُ لِلْحَدِيثِ وَهْنًا؛ فَقَدْ قَالَ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ: مَا أُبَالِي حَدَّثْتُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ بِحَدِيثٍ أَوْ زَنَيْتُ زَنْيَةً فِي الْإِسْلَامِ. [1863] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْغَازِيَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَجِيلَةَ، كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُضَعِّفُهُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَفَادَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ أَحْمَدُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: سَبْعِينَ حَدِيثًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَصَلٌ (¬3). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 441). (¬2) تاريخ بغداد (11/ 400). (¬3) التاريخ الكبير (2/ 303).

[1864] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: فُلَانٌ وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ضَعِيفَانِ (¬1). وَرُوِيَ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ جَابِرٍ، مُتَّصِلًا. [1865] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ لَا تَسْوَى سَمَاعَهَا وَلَا الْكَلَامَ عَلَيْهَا؛ فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ مِنَ الرُّوَاةِ مَنِ اسْمُهُ طَلْحَةُ يَرْوِي عَنْهُ اللَّيْثُ، وَيَرْوِي عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ كُنْيَتُهُ أَبُو الْوَلِيدِ، وَقَدْ أَفْحَشَ فِي الْخَطَأِ مَنْ قَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ: هُوَ خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ أَبِي يُوسُفَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، كَمَا رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ. ورَوَاهُ شَيْخٌ مَجْهُولٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ مُتَّصِلًا، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ الْمَكِّيُّ. [1866] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ لَوْ كَانَ مَشْهُورًا بِالرِّوَايَةِ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ مُبَيَّنًا ذِكْرُهُ فِي التَّوَارِيخِ لَكَانَ يُلْزَمُ الْخَطَأَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَمُخَالَفَةَ الْأَئِمَّةِ الْأَثْبَاتِ فِيهِ، فَكَيْفَ وَهُوَ رَجُلٌ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَا لَهُ ذِكْرٌ فِي التَّوَارِيخِ! وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ كَافَّةُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ مِنَ الثِّقَاتِ وَالْأَثْبَاتِ وَالْأَئِمَّةِ الْمُقْتَدَى بِهِمْ عَنِ الثَّوْرِيِّ فَأَرْسَلُوهُ عَنْ آخِرِهِمْ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 107).

وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَزَائِدَةُ (¬1) بْنُ قُدَامَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَقَ الْفَزَارِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ فَأَرْسَلُوهُ كَمَا أَرْسَلَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. وَقَدْ قَالَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي بِهِ مُرْسَلًا. وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ وَهْنِ هَذَا الْخَبَرِ مَا: [1867] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا (¬3) سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ (¬4) بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬5). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: حَدِيثُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ هَذَا عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَسْتُ أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً بِوَجْهٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ، فَإِنَّ الصَّحَابِيَّ إِذَا قَالَ: كُنَّا نَفْعَلُ كَذَا، وَأُمِرْنَا بِكَذَا، وَنُهِينَا عَنْ كَذَا، وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ؛ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ بَيْنَ أَهْلِ النَّقْلِ خِلَافًا فِيهِ أَنَّهُ مُسْنَدٌ (¬6). ¬

_ (¬1) في (ق): "وزيادة". (¬2) في (د): "أنا عبد". (¬3) في (ق): "بن". (¬4) لم تنقط التاء في (ق)، والنقط من (د). (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 461) من طريق محمد بن يحيى. (¬6) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 156).

فَقَدْ بَطَلَ بِهَذَا جَمِيعُ هَذِهِ (¬1) الرِّوَايَاتِ عَنْ جَابِرٍ، وَرَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْمُرْسَلِ الَّذِي ذَكَرْنَا، وَذَلِكَ الْمُرْسَلُ (¬2) يُعَارِضُهُ مِثْلُهُ. [1868] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَمَّنْ شَهِدَ ذَاكَ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: "تَقْرَءُونَ وَالْإمَامُ يَقْرَأُ؟ " قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي نَفْسِهِ أُمَّ الْكِتَابِ" (¬3). قَالَ الْحَاكِمُ - رحمه الله -: هَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي عَنِ الشَّيْخِ أَبِي بَكْرٍ - رحمه الله -، وَلَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ إِلَّا ثِقَةٌ وَثَبَتٌ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَوْلُهُ: عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَهَمٌ قَبِيحٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ: [1869] وأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ! " قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (¬4). ¬

_ (¬1) قوله: "هذه" ليس في (ق). (¬2) قوله: "الذي ذكرنا وذلك المرسل" ساقط من (د). (¬3) أخرجه أحمد (9/ 4764) من طريق خالد الحذاء. (¬4) المصدر السابق (9/ 4764) من طريق سفيان.

هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَالْأَوَّلُ خَطَأٌ، كَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْأَشْعَثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَلَى الصِّحَّةِ. [1870] أخبرناه الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ، أنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ خُزَيْمَةَ، أنا جَدِّي، ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَمَّنْ شَهِدَ ذَاكَ فَذَكَرَهُ. وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: [1871] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَّارُ (¬1)، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُذَكِّرُ (¬2)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ فِيمَا عَرَضْنَاهُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ سَهْلٍ الْمُذَكِّرَ حَدَّثَهُمْ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى وَرَاءَ إِمَامٍ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ". قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي زَعَمَ أَنَّهُ قُرَشِيٌّ هَذَا كَذَّابٌ وَقِحٌ ظَاهِرُ الْكَذِبِ، لَا يَسَعُ مَنْ عَرَفَ وَضْعَهُ لِلْحَدِيثِ أَنْ لَا يُظْهِرَ أَمْرَهُ؛ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ ذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ مَوَالِي قُرَيْشٍ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، قَدِمَ خُرَاسَانَ بَعْدَ الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَتَيْنِ فَحَدَّثَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ بِأَحَادِيثَ أَكْثَرُهَا ¬

_ (¬1) قوله: "العصار" كذا ثبت في النسخ. (¬2) في (د): "المزكي" وكذا في الموضع الذي يليه.

مَوْضُوعَةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مِنْهَا أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَقُولُوا رَمَضَانَ؛ فَإِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ (¬1) اللَّهِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَوَّالٌ لِأَنَّهُ يَشُولُ الذُّنُوبَ، وَشَعْبَانُ شَهْرٌ فَاضِلٌ، وَهُوَ شَهْرِي، وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي". حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ (¬2). وَذَكَرَ أَحَادِيثَ أُخَرَ مِنْ مَوْضُوعَاتِهِ، فَاقْتَصَرْتُ عَلَى هَذَا الْوَاحِدِ فَإِنَّ فِيهِ غُنْيَةً، وَحَدِيثُهُ عَنْ مَالِكٍ - رحمه الله - فِي الْقِرَاءَةِ مِنْ جُمْلَةِ مَوْضُوعَاتِهِ. وَرُوِيَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ: [1872] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الذُّهْلِيُّ بِمَرْوَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ، أنا عَبْدَانُ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ (¬3) الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬4). [1873] قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَحَدَّثَنَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايِخِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ (¬5). [1874] قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ لِرَفْعِهِ أَصْلٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ (¬6)، وَلَا مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، وَلَا مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ¬

_ (¬1) في (د): "أسامي". (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 518). (¬3) في (د): "فإن قراءة". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 360) من طريق عبدان به. (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 190) من طريق محمد بن عبدة. (¬6) في (د): "أبي عمر".

بِوَجْهٍ، فَأَمَّا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرْخَسِيُّ فَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْكَذَّابِينَ مِثْلَ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ، فَكَثُرَ الْمَنَاكِيرُ فِي حَدِيِثهِ. [1875] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو الْحَجَّاجِ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ تَرَكَهُ وَكِيعٌ، كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَا يُعْرَفُ صَحِيحُ حَدِيثهِ مِنْ غَيْرِهِ (¬1). [1876] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ لَيْسَ هُوَ بِشَيْءٍ (¬2). [1877] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ (¬3) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْمُسْتَمْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا الْخَالِدِيُّ قَاضِي طُوسَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬4). وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِ سَنَدِ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ قَدْ رَوَى فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِيمَا يَجْهَرُ فِيهِ الْإِمَامُ هَذَا الْخَبَرَ مَوْقُوفًا. وَرُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 67). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 419). (¬3) في (د): "أبو الحسين". (¬4) سبق تخريجه حديث رقم (1872).

[1878] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ حِفْظًا، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬1). [1879] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُنْكَدِرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيَّ يَقُولُ: هُوَ ذَا (¬2) أَسْتَخِيرُ اللَّهَ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى حَدِيثِ سُوَيْدٍ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ فِي الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬3). هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفٌ، فَأَتَى بِهِ سُوَيْدٌ مَرْفُوعًا، وَهُوَ كَثِيرُ الْخَطَأِ، وَكَانَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - يُضَعِّفُ أَمْرَهُ جِدًّا، وَهُوَ أَهْلٌ أَنْ يُضَعَّفَ بَعْدَ أَنْ تَغَيَّرَ، وَقَدْ مَضَى فِي بَابِهِ مَا يَقَعُ بِهِ الْكِفَايَةُ. [1880] أخبرناه مَوْقُوفًا: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى وَرَاءَ الْإمَامِ كَفَاهُ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ. (¬4) وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مَرْفُوعًا، وَهُوَ أَضْعَفُ مِمَّا مَضَى: ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (516) بسنده. (¬2) في (د): "هو ذي". (¬3) المصدر السابق (ص 517). (¬4) المصدر السابق (ص 517).

[1881] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْبَزَّازُ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬1). [1882] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ فِي عَقِبِ هَذَا الْخَبَرِ: هَذَا كَذِبٌ بَاطِلٌ؛ أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ كَذَّابٌ. (¬2) [1883] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ الْمُقْرِئَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمَّارٍ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِأَبِي عِصْمَةَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ سُورَةً سُورَةً، وَلَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِ عِكْرِمَةَ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ أَعْرَضُوا عَنِ الْقُرْآنِ وَاشْتَغَلُوا بِفِقْهِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَغَازِي مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَوَضَعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ حِسْبَةً. [1884] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي أَسَامِي الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْجَامِعُ، أَبُو عِصْمَةَ الْقَاضِي الْمَرْوَزِيُّ، وَلَقَدْ كَانَ جَامِعًا، رُزِقَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَظًّا إِلَّا الصِّدْقَ فَإِنَّهُ حُرِمَهُ، نَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الْخُذْلَانِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 113) من طريق الفضل بن عطية. (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 525) بسنده. (¬3) المدخل إلى الصحيح (1/ 232).

وَأَبُو عِصْمَةَ أَمْرُهُ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يَتَلَبَّسَ عَلَى رِجَالِ الصَّنْعَةِ، فَقَدْ حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُقْطَعَ الْخُبْزُ بالسِّكِّينِ وَقَالَ: "أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ". حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، وَلَهُ أَخَوَاتٌ (¬1) كَثِيرَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ: [1885] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: وَقَدْ ذَكَرُوا حَدِيثًا وَضَعُوهُ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي هَذَا الْبَابِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، وَقَدْ كَانَ أَجَازَ لِي رِوَايَةَ مَا صَحَّ عِنْدِي مِنْ حَدِيثِهِ؛ ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا بَكْرُ بْنُ حَمْزَةَ قَاضِي قَيْسَارِيَّةَ، ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: وَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ مُسْلِمٍ يَسْتَحِلُّ أَنْ يَضَعَ عَلَى إِمَامِهِ مِثْلَ هَذَا الْكَذِبِ الصُّرَاحِ الَّذِي رَاوِيهِ دَاخِلٌ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ". وَلَسْنَا نَعْرِفُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيَّ، وَلَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَلَا بَكْرَ بْنَ حَمْزَةَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ بَرِيءٌ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الْمَوْضُوعَةِ، فَإِنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ نَافِعٍ قَلِيلَةٌ، وَأَحَادِيثُ مَعْدُودَةٌ لَا تَخْفَى عَلَى أَهْلِ النَّقْلِ، وَقَدْ عِيبَ بِقِلَّةِ الرِّوَايَةِ عَنْ نَافِعٍ، حَتَّى قَالَ الْإِمَامُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ - رحمه الله -: مَا ظَنُّكُمْ بِرَجُلٍ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَنَافِعٌ حَيٌّ فَيَتْرُكُ نَافِعًا وَيُقْبِلُ عَلَى أَبِي ¬

_ (¬1) في (د): "أحواب"، وغير منقوطة في (ق)، والمثبت من المختصر.

الْعَطُوفِ. وَلَوْ كَانَ لِمِثْلِ هَذَا الْخَبَرِ أَصْلٌ عِنْدَ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ مَتَى كَانُوا يَتَعَلَّقُونَ بِالْمُرْسَلِ الَّذِي رَوَوْهُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ؟ ! وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَوْهَى مِنْ هَذَا: [1886] أخبرنا أَبُو سَهْلِ بْنُ نَصْرُويَهْ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّغَامِجِيُّ (¬1)، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَاسْتِينِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ فَقَالَ: "الْإِمَامُ يَقْرَأُ" (¬2). هَذَا بَاطِلٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى هَذَا الْمَاسْتِينِيِّ. مَعَ أَنَّهُ لَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: وَالْمَأْمُومُ لَا يَقْرَأُ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا يُعَارِضُ جَمِيعَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَيُدَافِعُهَا: [1887] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) كذا في النسخ الخطية، وكذا ورد أيضًا في السنن الكبير (4/ 122)، والقراءة خلف الإمام (ص 526)، وجاء في شعب الإيمان (3/ 161): "الطغامي"، على الصواب، وهُو: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عقار الطغامي صاحب الأوقاف مترجم في الإكمال لابن ماكولا (5/ 273)، والأنساب لابن السمعاني (9/ 76). (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 526) بسنده.

عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ" (¬2). [1888] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مَسْلَمَةُ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "هَلْ تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ مَعِي إِذَا كُنْتُمْ مَعِي فِي الصَّلَاةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ". قَالَ الْمِصْرِيُّ: هَكَذَا وَقَعَ فِي كِتَابِي: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ؛ هَذَا الْحَدِيثُ فِي مَوْضِعَيْنِ (¬3) (¬4). [1889] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَنَا: "هَلْ تَقْرَءُونَ مَعِي إِذَا كُنْتُمْ فِي الصَّلَاةِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا ¬

_ (¬1) كذا في (ق) وكتب الناسخ فوقها: "صح"، وكذا في علل ابن أبي حاتم (2/ 364) بنفس سنده. وفي (د): "عبيد الله"، وكذلك رواه المصنف في القراءة خلف الإمام بسنده ومتنه، وإسماعيل بن عياش ذُكر أنه يروي عن: عُبيد الله بن عمر، ولم نجد من ذكر أنه يروي عن عَبد الله، والله أعلم. (¬2) المصدر السابق (ص 198). (¬3) كذا وردت العبارة في النسختين، وفي القراءة خلف الإمام للمؤلف: "هكذا وقع في كتابي هذا الحديث: عن عبد الله بن عمر في موضعين". (¬4) المصدر السابق (ص 527).

إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ" (¬1). وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ الثِّقَاتِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ: [1890] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَرَأَ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ (¬2). [1891] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْرأُ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬3). [1892] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَابْنَ عُتْبَةَ يَقْرَآنِ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬4). وَالرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ لِهَذَا الْحَدِيثِ الْوَاهِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - مُسْنَدًا وَمَوْقُوفًا. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 528). (¬2) المصدر السابق (ص 529). (¬3) المصدر السابق (ص 529). (¬4) المصدر السابق (ص 528).

أَمَّا الْمُسْنَدُ: [1893] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، ثنا غَسَّانُ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ أَوْ أُنْصِتُ؟ (¬1) قَالَ: "بَلْ أَنْصِتْ" (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا خَبَرٌ فِي إِسْنَادِهِ وَسَنَدِهِ وَهَمٌ مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ؛ مِنْهَا أَنَّ الْمُحْتَجَّ بِهِ قَدْ أَقَرَّ أَنَّ صَوَابَهُ مِنْ قَوْلِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مَوْقُوفٌ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَئِمَّةُ الْكُوفَةِ وَلَمْ يَطْمَعُوا أَنْ يُسْنِدُوهُ، ثُمَّ نَظَرْنَا فَلَمْ نَجِدْ لَهُ رَاوِيًا غَيْرَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ. [1894] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ - رحمه الله -: كَانَ الْحَارِثُ مِنَ الْكَذَّابِينَ (¬3). [1895] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ ابْنُ يُونُسَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ اتَّهَمَ الْحَارِثَ (¬4). ¬

_ (¬1) في (د): "وأنصت". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 120) من طريق التغلبي. (¬3) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (25/ 419) من طريق يحيى بن آدم. (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 55).

[1896] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ قَالَ: سَمِعَ مُرَّةُ مِنَ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ شَيْئًا فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: اقْعُدْ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ، فَدَخَلَ مُرَّةُ الْهَمْدَانِيُّ فَاشْتَمَلَ عَلَى سَيْفِهِ (¬1) وَحَسَّ الْحَارِثُ بِالشَّرِّ فَذَهَبَ (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنِ الْحَارِثِ صَاحِبِ عَلِيٍّ فَقَالَ: ضَعِيفٌ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِمَنْ يَسْتَحِلُّ مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ قَتْلَهُ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ جَرْحَهُ (¬3)! قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ثُمَّ نَظَرْنَا فَإِذَا رَاوِي هَذَا الْخَبَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، وَشَأْنُهُ عِنْدَ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ قَرِيبٌ مِنْ شَأْنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ (¬4). [1897] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْوَرَّاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْغَازِيَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ، كُوفِيٌّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، كَانَ الثَّوْرِيُّ يَرْوِي عَنْهُ وَيَقُولُ: أَبُو سَهْلٍ، وَرُبَّمَا قَالَ: رَجُلٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، يَتكَلَّمُونَ فِيهِ. كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَنْهَى عَنْهُ (¬5). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ قَدْ جَرَحَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَنَهَى عَنْهُ فَمَا ظَنُّكُمْ؟ ! ¬

_ (¬1) اشتمل على سيفه: أي أخفاه في ثوبه. (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 495). (¬3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 79). (¬4) القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 532). (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 123).

ثُمَّ نَظَرْنَا فَإِذَا رَاوِي هَذَا الْخَبَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ: قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَشَأْنُهُ يَقْرُبُ مِنْ شَأْنِ صَاحِبِهِ (¬1). [1898] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عَنْهُ قَبْلَ ذَلِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ (¬2). [1899] أخبرنا ابُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬3). [1900] وفي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ التَّارِيخِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: وَسُئِلَ يَحْيَى عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ: قَالَ عَفَّانُ: أَتَيْنَاهُ فَكَانَ يُحَدِّثُ فَرُبَّمَا أَدْخَلَ حَدِيثَ الْمُغِيرَةِ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ (¬4). وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ضِدَّ هَذَا. [1901] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، أنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمِصْرِيُّ أَبُو مَرْوَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَمْ (¬5) يُقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ ¬

_ (¬1) كذا في النسخ والمختصر، وفي القراءة خلف الإمام (ص 533): "صاحبيه" وهو أقرب. (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 373) عن عمرو الفلاس به. (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 277). (¬4) المصدر السابق (3/ 445). (¬5) في (د): "لا".

فَهِيَ خِدَاجٌ"، ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). وَأَمَّا الْمَوْقُوفُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ فَإِنَّمَا رُوِيَ بِأَسَانِيدَ وَاهِيَةٍ لَا يَحِلُّ ذِكْرُهَا، تَارَةً عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. [1902] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا بَدْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الْإِمَامِ فَقَدْ أَخْطَأَ الْفِطْرَةَ (¬2). [1903] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ وَكِيعٌ، فَذَكَرَ (¬3) هَذَا الْإِسْنَادَ، ثُمَّ قَالَ: لَا يَصِحُّ (¬4). وَقِيلَ: عَنْهُ عَنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [1904] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيٍّ فِي الَّذِي يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ، قَالَ: لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 195). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 68/ أ). (¬3) في (د): "فذكره". (¬4) القراءة خلف الإمام للبخاري (ص). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 124) من طريق أحمد بن يونس به.

وَقِيلَ: عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ (¬1). وَقِيلَ: عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ (¬2). وَقِيلَ: عَنِ ابْنِ (¬3) أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ: تَكْفِيكَ (¬4) قِرَاءَةُ الْإِمَامِ (¬5). وَقِيلَ كَمَا: [1905] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا [أَبُو] (¬6) أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا بُهْلُولٌ الْأَنْبَارِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬7). [1906] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّاجِرُ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالرَّيِّ، أنا أَبُو حَاتِمٍ الْوَسْقَنْدِيُّ، أنا إِسْحَاقُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَقُولُ: مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الْإمَامِ فَقَدْ أَخْطَأَ الْفِطْرَةَ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 362). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 124). (¬3) قوله: "ابن" سقط من (د). (¬4) في (د): "يكفيك". (¬5) المصدر السابق (2/ 124). (¬6) ما بين المعقوفين أثبتناه من القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 537) بسنده. (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 207). (¬8) أخرجه عبد الرزاق (2/ 136).

[1907] وَعَنْ (¬1) عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ لَا نَقْرَأَ مَعَ الْإِمَامِ. [1908] قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَأَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ مِنَ الْفِطْرَةِ الْقِرَاءَةُ مَعَ الْإِمَامِ (¬2). وَرَوَاهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، وَلَا يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ. [1909] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬3)، ثنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ فِي الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ، فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَشَكَّ فِيهِ، أَوْ فَلَمْ يُصَحِّحْهُ (¬4). [1910] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: قَالَ الْبُخَارِيُّ (¬5): عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَلَا يَصِحُّ عَنْ عَلِيٍّ (¬6). وَقَدْ صَحَّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ. ¬

_ (¬1) في (د): "عن" بغير واو وضبب قبلها، وضبب ناسخ (ق) فوق الواو. (¬2) أخرجه عبد الرزاق (2/ 138). (¬3) تصحف في القراءة خلف الإمام إلى: "محمد بن عمرو"، وهو: محمد بن عمر بن عبد الله بن الحسن بن حفص الذكواني أبو عبد الله المعدل، يروي عن صالح بن أحمد بن حنبل، له ترجمة في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 195)، وذكر أخبار أصبهان (2/ 233). (¬4) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 543) بسنده. (¬5) التاريخ الكبير (5/ 234). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 37).

[1911] أخبرنا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، أنا جَدِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا خَافَتَ الْإِمَامُ فَاقْرَأْ فِي الْأَوَّلَتَيْنِ بفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الْآخِرَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬1). [1912] قال: وَأَخْبَرَنَا جَدِّي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا مَنْصُورٌ وَهُوَ ابْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِيمَنْ أَدْرَكَ مَعَ الْإِمَامِ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: يَقْرأُ فِيمَا أَدْرَكَ (¬2). [1913] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدُونَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْحَافِظُ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: قَالَ: اقْرَأْ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ خَلْفَ الْإِمَامِ بفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ (¬3). رُوَاةُ (¬4) هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ (¬5). وَالرِّوَايَةُ الرَّابِعَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - مُسْنَدًا وَمَوْقُوفًا: أَمَّا الْمُسْنَدُ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 262) من طريق الزهري. (¬2) المصدر السابق (5/ 55) من طريق هشيم. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 107) من طريق يزيد بن زريع. (¬4) كتب ناسخ (ق) في الحاشية: "آخر الجزء الأول". (¬5) هذا آخر نسخة (د) وكتب ناسخها: "والله أعلم، وكان الفراغ منه في ثالث عشرين صفر سنة ثلاثون وسبعمائة، وكتبه محمد بن شعبان، غفر الله له".

[1914] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬1) بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّرَّمَرَّائِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ (¬2) بْنِ يَزِيدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَجْلَانِيُّ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: "أَيُّكُمْ قَرَأَ خَلْفِي؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: "أَيُّكُمْ قَرَأَ خَلْفِي؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ، إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ خَلْفَ إِمَامٍ فَلْيَصْمُتْ؛ فَإِنَّ قِرَاءَتَهُ لَهُ قِرَاءَةٌ، وَصَلَاتَهُ لهُ صَلَاةٌ" (¬3). هَذَا لَفْظُ جُبَيْرٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا سَمِعْنَا أَحَدًا مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْكُوفْةِ ذَكَرَهُ فِي هَذَا الْبَابِ، وَلَوْ ثَبَتَ مِثْلُ هَذَا عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُغِيرَةَ لَكَانَ لَا يَخْفَى عَلَى أَئِمَّةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ (¬4). ¬

_ (¬1) قوله: "ابن الحسين" كذا ثبت في الأصل، وغير ما نسخة جيدة من القراءة خلف الإمام للمؤلف. (¬2) قوله: "ابن الهيثم" كذا ثبت في الأصل، وغير ما نسخة من القراءة خلف الإمام للمؤلف، تاريخ بغداد للخطيب (13/ 376)، ميزان الاعتدال (1/ 135)، لسان الميزان (1/ 500). وترجم الخطيب في تاريخه (3/ 309) والذهبي (7/ 273): "لمحمد بن سلم بن يزيد بن خالد، أبو جعفر الواسطي" فلينظر. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط - كما في لسان الميزان (1/ 500) - ومن طريقه الخطيب في تاريخه (13/ 377) قال: حدثنا علي بن روحان البغدادي، عن محمد بن الهيثم به. وأخرجه المؤلف في القراءة (ص 487) بسنده. (¬4) قال الذهبي في الميزان - ط الرسالة - (1/ 135): "هذا حديث منكر بهذا السياق". اهـ.

وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَجْلَانِيُّ هَذَا لَا نَعْرِفُهُ (¬1)، وَلَمْ نَسْمَعْ بِذِكْرِهِ إِلَّا فِي هَذَا الْخَبَرِ. وَإِنَّمَا الْخَبَرُ الْمَرْوِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "خَلَطْتُمْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ" (¬2)، فِي الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَهُ. وَأَمَّا الْمَوْقُوفُ: [1915] فأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأنَمَاطِيُّ، بَغْدَادِيٌّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْمَاطِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ مَنْصُورٍ، ثُمَّ لَقِيتُ مَنْصُورًا فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ، قَالَ: أَنْصِتْ لِلْقُرْآنِ كَمَا أُمِرْتَ؛ فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ (¬3) شُغْلًا، وَسَيَكْفِيكَ ذَلِكَ الْإِمَامُ (¬4). [1916] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ ¬

_ (¬1) وقع في رواية الطبراني: "أحمد بن عبد الله بن ربيعة بن العجلان". (¬2) القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 486) (¬3) كذا ثبت في الأصل، والمختصر لابن فرح (2/ 118) وفي القراءة خلف الإمام للمؤلف: "القراءة". (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 87) عن موسى بن هارون، ثنا يحيى بن أيوب المقابري به. ورواية الطبراني دون قوله: "فإن في الصلاة - أو القراءة - شغلا".

حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ: أَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: أَنْصِتْ لِلْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا، وَسَيَكْفِيكَ ذَلِكَ الْإِمَامُ (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: يُقَالُ: هَذَا الْفَتْوَى مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، عَلَى مَا رَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْجَهْرِ خَلْفَ الْإِمَامِ، لَا فِي تَرْكِ الْقِرَاءَةِ أَصْلًا، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - كَانَ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ، وَيَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ: [1917] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الطَّيِّبِ الْكَرَابِيسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ إِمْلَاءً، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ، قَالَا: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُ يَقْرَأُ حَتَّى جَهَرَ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (¬2) (¬3). [1918] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُسْتَمْلِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ خَلْفَ الْإِمَامِ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (¬4). [1919] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (3/ 255) من طريق سفيان، والمؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 492) بسنده. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 247) عن وكيع به. (¬3) سورة طه (آية: 114). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 267) عن شريك به.

عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْعَصْرِ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ (¬2). [1920] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْأَعْورِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَا يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ لَا يَقْرَأُ (¬3). وَالرِّوَايَةُ الْخَامِسَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: رَوَاهُ الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمَامٍ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬4). [1921] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا خَبَرٌ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ نَظَرٌ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ بَدْرٍ لَيْسَ مِمَّنْ يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ؛ فَقَدْ قِيلَ: إِنَّ عُلَيْلَةَ بْنَ بَدْرٍ مِمَّنْ يَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ، وَيَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَقْلُوبَاتِ، وَعَنِ الضُّعَفَاءِ الْمَوْضُوعَاتِ (¬5). ¬

_ (¬1) في الأصل: "أبو عبد الله"، والمثبت من القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 305)، وهو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3772) عن إسماعيل بن عليّة به. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 303) من طريق حماد، والمؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 491) بسنده. (¬4) القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 556). (¬5) سؤالات السجزي للحاكم (ص 40)، والمجروحين لابن حبان (1/ 366).

[1922] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ بَالُويَهْ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ، فَقَالَ: كَانَ ضَعِيفًا (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَإِنْ سَلِمَ هَذَا الْخَبَرُ مِنْ عُلَيْلَةَ بْنِ بَدْرٍ، فَإِنِّي مَا أُرَاهُ يَسْلَمُ مِنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬2). [1923] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ (¬3). [1924] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ. سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: مِسْكِينٌ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ (¬4). وَالدَّلِيلُ عَلَى وَهْنِ هَذَا الْخَبَرِ أَنَّا قَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَقْرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ أَفْتَى بِذَلِكَ: ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 34) من طريق ابن أبي شيبة به. (¬2) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 168). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 110). (¬4) أحوال الرجال (ص 159).

[1925] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ، فَقَالَ: بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ: وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَإِسْحَاقَ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الْعَوَّامِ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: اقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. وَالرِّوَايَةُ السَّادِسَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: [1926] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الرَّازِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬2). [1927] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَهَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (ص 76) من طريق العوام بن حمزة به. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 260) من طريق محمد بن إسماعيل به.

سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِمَّنْ لَا أَشُكُّ فِي ضَعْفِهِ، وَلَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَئِمَّةِ أَهْلِ النَّقْلِ فِي تَرْكِ حَدِيثِهِ. [1928] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كُوفِيٌّ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ مُخَارِقٍ، قَالَ مُطَرِّفٌ: قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: هُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا (¬1). [1929] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَهَبْ أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ سَلِمَ مِنْ أَبِي يَحْيَى التَّيْمِيِّ، فَمَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُزَنِيُّ (¬2) مِنْ بَيْنِ خَلْقِ اللَّهِ فَيَتَفَرَّدَ بِمِثْلِ هَذَا الْخَبَرِ الْمُنْكَرِ عَنْ أَبِي يَحْيَى التَّيْمِيِّ؟ ! وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ الْوَاضِحَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِخِلَافِ هَذَا أَكْثَرُ وَأَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُمْكِنَ ذِكْرُهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. [1930] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الرَّازِيُّ ضَعِيفَانِ (¬3). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [1931] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَعْدٍ الْمَرْثَدِيُّ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب، ثنا خَالِدٌ، يَعْنِي الطَّحَّانَ (ح). ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 24). (¬2) قوله: "المزني" كذا ثبت في الأصل، ومختصر خلافيات البيهقي لابن فرح (2/ 120). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 125).

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ، إِلَّا صَلَاةً خَلْفَ إِمَامٍ" (¬1). قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا خَبَرٌ فِيهِ نَظَرٌ، لَا يُثْبِتُهُ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ، قَالُوا: أَخْطَأَ فِيهِ خَالِدٌ، وَقَلَبَ مَتْنَ الْحَدِيثِ، وَجَعَلَ قَوْلَهُ: إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا خَلْفَ الْإِمَامِ. فَقَالَ: "إِلَّا خَلْفَ إِمَامٍ" سَهْوًا مِنْهُ. وَالدَّلِيلُ عَلَى خَطَئِهِ وَقَلْبِ مَتْنِ الْحَدِيثِ مَا: [1932] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا دَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - يَعْنِي الْقَزْوِينِيَّ - ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ. فَقُلْتُ: فَإِنْ كَانَ خَلْفَ إِمَامٍ؟ فَقَالَ: اقْرَأْ فِي نَفْسِكَ (¬2). [1933] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ شَيْخَنَا أَبَا بَكْرٍ؛ فَلَقَدْ وُفِّقَ لِانْتِزَاعِ عِلَّةِ هَذَا الْخَبَرِ وَذِكْرِ مَوْضِعِ الْوَهَمِ فِيهِ، إِلَّا أَنَّ هَذَا الْوَهَمَ عِنْدِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ؛ فَإِنَّهُ بِهِ أَلْيَقُ (¬3)، وَخَالِدٌ ثَبَتٌ مَأْمُونٌ، وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ يُعَاوِدَ الرَّاوِي أَبَا هُرَيْرَةَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولَ: إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ، فَيَقُولَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ يَا فَارِسِيُّ، ثُمَّ يَكُونُ عِنْدَهُ خِلَافُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 547) بسنده. (¬2) المصدر السابق (ص 547). (¬3) المصدر السابق (ص 548).

[1934] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: كَانَ ضَعِيفًا، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ (¬1). [1935] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَارِثِ أَبُو شَيْبَةَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬2). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [1936] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُورٍ، ثنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَمُصْعَبِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ؛ فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 439) عن ابن أبي شيبة به. قلتُ: خلط المؤلف - رحمه الله - بين عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني ساكن البصرة ويقال له: عباد. فالمدني معروف بالرواية عن سعيد المقبري كما نص على ذلك الدارقطني في تعليقاته على المجروحين لابن حبان (ص 157). وقد أجمع أهل الحديث على أن المدني أقوى من الواسطي أبي شيبة، قاله ابن خلفون في الثقات فيما حكاه مغلطاي عنه في الاكتفاء (2/ 316، 317). (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 83). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 119) من طريق إسماعيل بن أبان به.

هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ (¬1) عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَولُهُ: "وَإِذَا قَرَأَ فَأنْصِتُوا" وَهَمٌ مِنِ ابْنِ عَجْلَانَ (¬2). [1937] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ هَذَا الْخَبَرَ وَهِمَ الرَّاوِي فِيهِ، بِلَا خِلَافٍ أَعْرِفُهُ بَيْنَ أَهْلِ النَّقْلِ فِيهِ. فَالدَّلِيلُ الْأَوَّلُ عَلَى وَهْنِهِ: أَنَّ أَصْحَابَ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3) الْأَنْجُمَ الزُّهْرَ قَدْ رَوَوْا هَذَا الْخَبَرَ عَنْهُ، فَلَمْ يَذْكُرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ هَذِهِ اللَّفْظَةَ. وَالدَّلِيلُ الثَّانِي: أَنَّ أَصْحَابَ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ (¬4) قد رَوَوْا هَذَا الْخَبَرَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فَلَمْ يَذْكُرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَنْهُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ. فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ عِنْدَكُمْ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ بِلَا خِلَافٍ، وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ. يُقَالُ: إِنَّ الزِّيَادَةَ مَقْبُولَةٌ مِنَ الثِّقَةِ إِذَا تَفَرَّدَ بِهَا عَنْهُ ثِقَةٌ مِثْلُهُ، وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ إِنَّمَا تَفَرَّدَ بِهَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، وَإِنَّمَا أُسْقِطَ حَدِيثُهُ مِنَ الصَّحِيحِ لِسُوءِ حِفْظِهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (3820) عن أبي خالد الأحمر به. (¬2) وقال ابن أبي حاتم في العلل (465): "قال أبي: ليست هذه الكلمة بالمحفوظة وهو من تخاليط ابن عجلان". اهـ. (¬3) منهم: الحافظ الحجة عبد الرحمن بن هُرْمز المدني الأعرج وروايته أخرجها البخاري في الصحيح (1/ 147). (¬4) منهم: الإمام، شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين سُليمان بن مهران الأعمش وروايته أخرجها مسلم في الصحيح (2/ 20).

فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ وَإِنْ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحِ - يَعْنِي مُحْتَجًّا بِهِ - فَإِنَّهُ لَيْسَ مِمَّنْ يُرْمَى بِجَرْحٍ، أَوْ مِمَّنْ يُتْرَكُ حَدِيثُهُ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأَجْمَعَتْ أَئِمَّتُكُمْ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَرْوِ إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ. يُقَالُ: إِنَّ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْخَبَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ أَيْضًا نَظَرًا (¬1)؛ فَقَدْ رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (¬2) عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ هَذِهِ اللَّفْظَةَ. [1938] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَجْلَانَ (¬3): "إِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا"؛ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَإِنْ قِيلَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ الْعَلَاءِ الرَّازِيَّ قَدْ تَابَعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ عَلَى ذِكْرِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. يُقَالُ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ الْعَلَاءِ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِأَحَادِيثَ مَقْلُوبَةٍ، وَقَدْ جَرَحَهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (¬5)، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اكْتَحَلَ جَعَلَ فِي كُلِّ عَيْنٍ ثِنْتَيْنِ وَوَاحِدَةً (¬6) بَيْنَهُمَا (¬7). ¬

_ (¬1) في الأصل والمختصر: "نظرٌ" بتنوين الضم على الراء، وأثبتنا الجادة. (¬2) ذكرها الدارقطني في العلل (8/ 186). وقال: "وهذا الكلام ليس بمحفوظ في هذا الحديث". اهـ. (¬3) في التاريخ لابن معين، رواية الدوري: "في حديث أبي خالد الأحمر حديث ابن عجلان". (¬4) أخرجه ابن معين في التاريخ، رواية الدوري (3/ 455). وزاد الدوري: "ولم يُثبته ووهنه". (¬5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 179). (¬6) في الأصل: "واحد"، والمثبت من مختصر الخلافيات لابن فرح (2/ 123)، والمعجم الكبير للطبراني (10/ 382). (¬7) أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند الكبير كما عند البوصيري في إتحاف الخيرة (6/ 16)، والطبراني في الكبير (10/ 382) كلاهما من طريق يحيى بن العلاء به.

فَمُتَابَعَةُ مَنْ تَكُونُ هَذِهِ حَالَهُ لَا تُؤَيِّدُ الْحَدِيثَ، بَلْ تَزِيدُهُ وَهْنًا؛ فَإِنَّ مَنِ اسْتَحَلَّ رِوَايَةَ الْمُنْكَرِ وَالتَّفَرُّدَ بِهِ أَحْرَى أَنْ يَسْتَحِلَّ السَّرِقَةَ مِنْ غَيْرِهِ؟ ! وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ (¬1) وَهُوَ ضَعِيفٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، وَهُوَ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَلَا يَصِحُّ. ثُمَّ يُحْمَلُ هَذَا عَلَى الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ وَالْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ. [1939] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ بِهَرَاةَ، ثنا مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬2)، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} (¬3)، فَهَذَا لِكُلِّ قَارِئٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ هَذَا فِي الصَّلَاةِ (¬4). [1940] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَفْعِ الْأَصْوَاتِ وَهُمْ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ (¬5). ¬

_ (¬1) القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 397). (¬2) هو السعدي كذا ميّزه الحافظ الذهبي في ترجمة اليشكري من تاريخ الإسلام (6/ 791). (¬3) سورة الأعراف (آية: 204). (¬4) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 336). (¬5) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (5/ 1645) عن العباس بن الوليد به.

[1941] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَكلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (¬1). [1942] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانُوا يَتَكلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (¬2). [1943] وأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا الْعَبَّاسُ (¬3) بْنُ الْفَضْلِ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ} فِي الصَّلَاةِ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي الصَّلَاةِ، فَأَنْزَلَهَا القُصَّاصُ فِي الْقَصَصِ (¬4). [1944] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن جرير في التفسير (10/ 662) من طريق الهجري به. (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 346) بسنده. (¬3) في الأصل: "أبو العباس"، والمثبت من القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 350)، وهو: أبو منصور العباس بن الفضل النضروي. (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (5/ 182).

مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ فَيَسْأَلُهُمْ: كَمْ صَلَّيْتُمْ؟ كَمْ بَقِيَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} (¬1). [1945] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ، ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: اقْرَءُوا إِذَا سَكَتُوا، وَاسْكُتُوا إِذَا قَرَءُوا؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ الْمُخْدَجَةَ الَّتِي لَا قِرَاءَةَ فِيهَا (¬2). وَرُوِيَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه -: [1946] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو بِشْرٍ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا" (¬3). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنِ التَّيْمِيِّ سُلَيْمَانَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى الْعِشَاءَ. فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: "وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا". وَهَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في التفسير (2/ 107). (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 311) بسنده. (¬3) أخرجه أحمد (8/ 4542) من طريق سليمان التيمي.

[1947] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: خَالَفَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَصْحَابَ قَتَادَةَ كُلَّهُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَوْضِعَيْنِ؛ قَولِهِ: "وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا"، وَ: صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى صَلَاةَ الْعَتَمَةِ. وَهُوَ عِنْدِي وَهَمٌ مِنْهُ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ قَتَادَةَ حَدِيثُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَهَمَّامٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، وَأَبِي عَوَانَةَ، وَالْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا الْمُعْتَمِرِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ - رحمه الله - أَحَدُ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِتْقَانًا وَوَرَعًا، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ قَتَادَةَ فِي الْإِسْنَادِ وَالسِّنِّ، وَرِوَايَةُ الْأَقْرَانِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ قَدْ يَقَعُ فِيهَا الْوَهَمُ؛ فَإِنَّ مِنَ الْعَادَةِ أَنَّ الْمُسْتَفِيدَ الْمُبْتَدِئَ يَضْبِطُ الْخَبَرَ عَنِ الْعَالِمِ خِلَافَ مَا يَضْبِطُهُ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ مِنْ أَقْرَانِهِ فِي الْمُذَاكَرَةِ، وَقَدْ وَجَدْنَا كَافَّةَ الثِّقَاتِ الْمَشْهُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ قَتَادَةَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ وَمُلَازَمَتِهِ وَحِفْظِ حَدِيثِهِ وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَ مَا دَلَّسَ فِيهِ وَمَا سَمِعَ مِنْ شُيُوخِهِ؛ قَدْ خَالَفُوا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي ذِكْرِ هَذِهِ اللَّفْظَةِ، مِثْلَ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي هِلَالٍ الرَّاسِبِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبَانَ بْنِ يَزِيدَ، وَغَيْرِهِمْ، كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو عَلِيٍّ. فَإِنْ قِيلَ: قَدْ تَابَعَهُ عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ وَابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ: [1948] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، ثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 120) من طريق محمد بن يحيى القطعي به.

قُلْنَا: إِنَّمَا رَوَاهُ سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، وَهُوَ وَهَمٌ مِنْهُ؛ فَقَدْ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْحُفَّاظِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ دُونَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ. [1949] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: وَأَمَّا رِوَايَةُ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ فَإِنَّهُ أَخْطَأَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ، كَمَا أَخْطَأَ عَلَى ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ؛ لِأَنَّ حَدِيثَ سَعِيدٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَغَيْرُهُمْ، فَإِذَا جَاءُوا هَؤُلَاءِ فَسَالِمُ بْنُ نُوحٍ دُونَهُمْ. [1950] أخبرنا السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَالِمُ بْنُ نُوحٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ (¬1). ثُمَّ قَدْ رُوِيَ عَنْ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ بِطُولِهِ دُونَ ذِكْرِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ. ثُمَّ إِنَّهُ يَسْتَمِعُ لَهُ وَيُنْصِتُ وَيَقْرَأُ لِنَفْسِهِ؛ بِدَلِيلِ مَا: [1951] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهِ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّفَّارُ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلَانِيِّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ خَلْفَ الْإِمَامِ" (¬2). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 120). (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (242).

هَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ: [1952] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَأَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ، قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّفَّارُ، وَكَانَ جَارَنَا، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ. قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ: "خَلْفَ الْإِمَامِ"؟ قَالَ: "خَلْفَ الْإِمَامِ" (¬1). وَالرِّوَايَةُ السَّابِعَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي: [1953] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ سَهْلٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ (ح). قَالَ: وَذَكَرَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ هَارُونَ - وَقَدْ أَخَذْنَا عَنْهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ - ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬2). مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ضَعِيفَانِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ: صَحَّ عِنْدَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ يَكْذِبُ (¬3). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 242). (¬2) علقه المؤلف في معرفة السنن والآثار (3/ 77) عن الحجاج بن أرطاة به. (¬3) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 321).

[1954] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْعَسَّالَ يَقُولُ: سَمِعْتُ فَضْلَكَ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَهُوَ يَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ وَيُرَكِّبُهَا عَلَى الْمُتُونِ (¬1). [1955] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ كَذَّابٌ (¬2). وَكَانَ ابْنُ خُزَيْمَةَ الْإِمَامُ لَا يَرْوِي عَنْهُ (¬3). [1956] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ فِي أَسَامِي الضُّعَفَاءِ يَقُولُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ أَبُو أَرْطَاةَ النَّخَعِيُّ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وَكَانَ الْحَجَّاجُ يُدَلِّسُ، يُحَدِّثُنَا بِالْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ مِمَّا يُحَدِّثُهُ مُحَمَّدٌ الْعَرْزَمِيُّ، وَالْعَرْزَمِيُّ مَتْرُوكٌ، لَا نَقْرَبُهُ (¬4) (¬5). [1957] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء للذهبي (11/ 504). وقال عقبه: "قلت: آفته هذا الفعل، وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متنا. وهذا معنى قولهم: فلان سرق الحديث". اهـ. (¬2) تهذيب التهذيب لابن حجر (9/ 131). (¬3) المصدر السابق نقلا عن المؤلف. (¬4) الضعفاء، رواية مسبح بن سعيد وراق البخاري (ق 68/ ب). (¬5) قلتُ: في الأصل مجودًا: "نَقْربه". وفي الضعفاء للبخاري، رواية مسبح ومن نسخة بخط وسماع عبد الملك بن أبي مسلم بن أبي نصر الهمداني النّهاوندي، وقرأها على شيخه الحافظ محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي الأندلسي نقلتُ: "لا يَقربه أحَدٌ". انتهى.

يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مُجَالِدٌ وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِمَا (¬1). [1958] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ (¬2) الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ صَاعِدٍ يَقُولُ: النَّهْيُ عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ حَجَّاجٌ عَنْ قَتَادَةَ، وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَسَعِيدٌ، وَمَعْمَرٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ مِسْكِينٍ (¬3)، وَهَمَّامٌ، وَأَبَانُ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، كُلُّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا مَا تَفَرَّدَ بِهِ الْحَجَّاجُ، بَلْ قَدْ قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ فَقُلْتُ: كَأَنَّهُ كَرِهَهُ. قَالَ: لَوْ كَرِهَهُ لَنَهَى عَنْهُ (¬4). [1959] أخبرنا بِصِحَّةِ مَا قَالَ الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ لَفْظًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ زُرَارَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، فَقَالَ: "أَيُّكُمْ قَرَأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ". فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رَجُلًا خَالَجَنِيهَا". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن معين في التاريخ، رواية الدوري (4/ 59). (¬2) كذا في الأصل والقراءة خلف الإمام للمؤلف، ولعل الصواب: "أبا الحَسن" وهو الدارقطني. والنص مذكور في سننه (2/ 113) عقب تخريجه لحديث عمران بن حصين دون عزوه لشيخه ابن صاعد. والله أعلم. (¬3) قوله: "وأيوب بن مسكين" كذا ثبت في الأصل، وفي الكامل والقراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 481، 482): "وأيوب بن أبي مسكين". وعلق البيهقي قائلا: ". . . ابن صاعد هو يحيى بن محمد بن صاعد أحد حفاظ أهل العراق، غير أنه قال: أيوب بن مسكين". اهـ. (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 286) عن ابن صاعد به.

قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: كَأَنَّهُ كَرِهَهُ. فَقَالَ: لَوْ كَرِهَهُ لَنَهَى عَنْهُ (¬1). وَالدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى وَهَنِ هَذَا الْخَبَرِ: أَنَّا قَدْ رُوِّينَا عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يُجِيزُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ. [1960] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَا تَجُوزُ صَلَاةٌ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَآيَتَيْنِ فَصَاعِدًا (¬2). [1961] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَوْذَبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْجَصَّاصُ، ثنا الْحَسَنُ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: لَا تَزْكُو صَلَاةُ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطُهُورٍ، وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ، وَفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَرَاءَ الْإِمَامِ وَغَيْرِ الْإِمَامِ (¬3). وَالرِّوَايَةُ الثَّامِنَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي: مَا رُوِيَ بإِسْنَادٍ وَاهٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لَا أَقْرَأَ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 185). (¬2) أخرجه ابن المقرئ في المعجم (ص 92) من طريق بشر بن المفضل به. (¬3) أخرجه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام (ص 47) من طريق يزيد بن هارون، عن زياد - وهو الجصاص - قال: حدثنا الحسن، قال: حدثني عمران بن حصين به (¬4) أخرجه الحاكم في التاريخ - كما عند السيوطي في جمع الجوامع - والمؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 559) بسنده.

[1962] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَهَذَا الْخَبَرُ مِنَ النَّوْعِ الَّذِي نَقُولُ: إِنَّهُ لَا يَسْوَى سَمَاعَهُ، فَلَوْ صَحَّ مِثْلُهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ لَمَا خَفِيَ (¬1)، وَلَمَا وَقَعَ الْخِلَافُ فِي صِحَّتِهِ. فَنَقُولُ (¬2) وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ: إِنَّ عِيسَى بْنَ جَعْفَرٍ قَاضِيَ الرَّيِّ ثِقَةٌ ثَبَتٌ، لَا يَحْتَمِلُ مِثْلَ هَذَا الدَّنَسِ، فَالرَّاوِي عَنْهُ لَا يَخْلُو مِنْ وَجْهَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ صَدُوقًا دَخَلَ لَهُ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ، أَوْ كَذَّابًا وَضَعَ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى عِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَقَدْ سَقَطَ مِنْ هَذَا الْإِسْنَادِ رَجُلٌ بَيْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ وَعِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ؛ فَإِنَّ عِيسَى بْنَ جَعْفَرٍ الْقَاضِيَ شيْخٌ قَدِيمٌ، لَمْ يُدْرِكْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، وَإِسْمَاعِيلُ هُوَ أَخُو عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَلْخِيِّ، وَهَذَا الْوَهَمُ مِنَ الرَّجُلِ الَّذِي أُسْقِطَ ذِكْرُهُ، أَوْ مِنَ الرَّاوِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ، إِنْ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ احْتَسَبَ فِي وَضْعِهِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْجَهْلِ، فَإِنْ كَانَ الرَّاوِي صَدُوقًا فَإِنَّهُ أَرَادَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ بِلَالٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ، لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ، وَلَا يَسْوَى الْكَلَامَ عَلَيْهِ (¬3). وَالرِّوَايَةُ التَّاسِعَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ حَدِيثُ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: [1963] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ¬

_ (¬1) في الأصل: "أخفي"، والمثبت من القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 560)، والمختصر لابن فرح (2/ 128). (¬2) القائل: أبو عبد الله الحاكم أحفظ عصره، وأتقنهم في الرواية. (¬3) القراءة خلف الإمام للبيهقي (ص 560).

يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَصحَابِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى أَصحَابِهِ، فَقَالَ: "أَتَقْرَءُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ " فَسَكَتُوا، فَسَأَلَهُمْ ثَلَاثًا، فَقَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا" (¬1). وَرَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ رُزَيْقٍ (¬2)، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي تَوْبَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَذَكَرَهُ وَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬3). [1964] ورواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ قَطَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 218) من طريق يوسف بن عدي به. (¬2) قوله: "الحسين بن رُزَيق" هكذا ثبت في الأصل وفي الموضعين التاليين، وصوابه: "الحَسن بن رُزيق أو زُريق". وقد ضبطه مؤرخ الأندلس أبو الوليد بن الفرضي في المتشابه في أسماء نقلة الحديث من الرجال والنساء (ق 56): "رُزيق" بتقديم الراء على الزاي نقلًا عن الضعفاء للعقيلي وهو موافق للأصل الخطي المحفوظ بالزاوية العثمانية، بمدينة طولقة، التابعة لولاية بسكرة من صحراء الجزائر، وهو بخط وسماع إبراهيم بن جعفر بن هارون الشاشي، كتبها بين سنتي إحدى وثمانين، واثنتين وثمانين وثلاثمائة وقرئت على راويها الحافظ ابن الدخيل الصيدلاني سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ووقع اختلاف بالمصادر في ضبط: "رُزيق أو زُريق" فقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 15) في جملة من اسمه الحسن واسم أبيه بالزاي، وكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال (4/ 57)، وابن ناصر الدين في التوضيح (4/ 180). وجمع الزبيدي في تاج العروس مادة (زرق) بين الضبطين فقال: ". . . زُريق، ويقال: هُو بتقديم الراءِ". اهـ. والله أعلم. (¬3) القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 509, 510).

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬1). أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَخُونَا أَبُو نَصْرٍ الْبُخَارِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، فَذَكَرَهُ. أَمَّا حَدِيثُ يُوسُفَ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ قَصَّرَ بِهِ، وَأَسْقَطَ لَفْظَةً مِنَ الْخَبَرِ، وَقَدْ ذَكَرَهَا غَيْرُهُ: [1965] أخبرنا بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَيْشٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَنْبَأَنِي أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ حَدَّثَهُمْ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّقِّيِّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "أَتَقْرَءُونَ فِي صَلَاِتكُمْ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ " قَالَ: فَسَكَتُوا، قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ قَائِلٌ - أَوْ قَائِلُونَ -: إِنَّا لَنَفْعَلُ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا، وَلْيَقْرَأْ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي نَفْسِهِ" (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ الْحُسَيْنِ بْنِ رُزَيْقٍ: [1966] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: الْحُسَيْنُ بْنُ رُزَيْقٍ وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ لَا نَعْرِفُهُمَا بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ، وَقَدْ خَالَفَا كُلَّ مَنْ رَوَى هَذَا الْخَبَرَ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 341) من طريق عبد الله بن محمد بن يعقوب به. (¬2) أخرجه أبو يعلى في المسند (5/ 187)، ومن طريقه ابن حبان في الصحيح (5/ 152) من طريق عُبيد الله بن عَمرو به.

وَرَوَيَاهُ عَلَى ضِدِّ مَا رَوَى الثِّقَاتُ عَنْ أَيُّوبَ، فَوَجَبَ بِذَلِكَ إِسْقَاطُ خَبَرِهِمَا؛ لِأَنَّهُ مُنْكَرٌ شَاذٌّ مُخَالِفٌ لِرِوَايَةِ الْأَثْبَاتِ، وَهَذَا الْخَبَرُ مُرْسَلٌ فِي الْأَصْلِ عِنْدَ أَبِي قِلَابَةَ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَيْهِ؛ فَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، كَمَا تَقَدَّمَ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ (¬1)، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (¬2)، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ مُرْسَلًا. [1967] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ السِّنْدِيِّ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الْكَرَابِيسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَعَلَّ أَحَدَكُمْ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ". فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا، وَلَكِنْ لِيَقْرَأْ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ فَإِنَّهُ كَذَّاب، لَا يُحْتَجُّ بِهِ. [1968] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْحَافِظَ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ الْأُسْتَاذُ يَنْسِجُ الْحَدِيثَ. وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ وَقَطَنُ بْنُ صَالِحٍ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْحَاكِمَ يَقِفُ فِي أَمْرِهِمَا. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ: ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 253). (¬2) الفوائد المعللة لأبي زرعة (ص 150). (¬3) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 252) بسنده.

[1969] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ خُزَيْمَةَ، أنا جَدِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا النَّضْرُ - يَعْنِي ابْنَ شُمَيْلٍ - أنا الْعَوَّامُ - وَهُوَ ابْنُ حَمْزَةَ - عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ يَأْمُرُنَا بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ. قَالَ: وَكُنْتُ أَقُومُ إِلَى جَنْبِ أَنَسٍ، فَيَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسَمَّعَنَا (¬1) قِرَاءَتَهُ لِنَأْخُذَ عَنْهُ (¬2). وَالرِّوَايَةُ الْعَاشِرَةُ لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: [1970] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ التَّاجِرُ (¬3)، أنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو مُوسَى (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا [أَبُو] (¬4) مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَكْفِيكَ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ؛ خَافَتَ أَوْ جَهَرَ" (¬5). ¬

_ (¬1) كذا في الأصل وغير ما نسخة جيدة من القراءة للمؤلف، وفي السنن الكبير (2/ 170): "وَيُسْمِعُنَا". (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 318) بسنده. (¬3) هو: محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور، أبو الحسن النيسابوري التاجر المعدّل. له ترجمة في: تلخيص تاريخ نيسابور (ص 103)، سير أعلام النبلاء (16/ 66)، تاريخ الإسلام (8/ 83). (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والمثبت من القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 550). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 265) من طريق أبي موسى الأنصاري به.

[1971] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ الْوَزَّانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثنا عَاصِمُ (¬1) بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَكْفِيكَ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ؛ خَافَتَ أَوْ قَرَأَ". قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ - رحمه الله - فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا فِي الْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: هَذَا مُنْكَرٌ (¬2). قَالَ عَلِيٌّ: عَاصِمٌ (¬3) لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَرَفْعُهُ وَهَمٌ (¬4). [1972] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَاصِمٍ أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَشْجَعِيُّ الْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْوَهَمُ وَالْخَطَأُ (¬5). وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ كَيْسَانَ (¬6) - شَيْخٌ مَجْهُولٌ - عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِ الْمَجْهُولِينَ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ: [1973] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ - وَهُوَ الضَّبِّيُّ - ثنا عُقْبَةُ - هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في النسخة الخطية: "موسى"، والمثبت من أصل الرواية من سنن الدارقطني بخط الحافظ الحارثي. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 68/ أ). (¬3) في النسخ الخطية: "علي بن عاصم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 67/ ب). (¬5) سؤالات السجزي للحاكم (ص 91). (¬6) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 552).

الْأَصَمُّ - عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اقْرَأْ خَلْفَ الْإِمَامِ، جَهَرَ أَوْ لَمْ يَجْهَرْ (¬1). وَرَوَاهُ لَيْثٌ عَنْ عَطَاءٍ: [1974] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الْكَرَابِيسِيُّ، ثنا الثَّقَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا تَدَعْ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ؛ جَهَرَ الْإِمَامُ أَوْ لَمْ يَجْهَرْ (¬2). وَقَالَ الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: اقْرَأْ خَلْفَ الْإِمَامِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬3). وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ: عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬4). وَالرِّوَايَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ لِهَذَا الْخَبَرِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه -: [1975] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا زيدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سُئِلَ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 306) بسنده. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 268) عن حفص بن غياث، وعبد الرزاق (2/ 130) عن سليمان التيمي. كلاهما عن ليث به. (¬3) المصدر السابق (3/ 272) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن العيزار به. (¬4) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 306) من طريق يحيى بن إسحاق - هو السيلحيني - عن ابن لهيعة به.

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَفِي الصَّلَاةِ قِرَاءَةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَجَبَتْ هَذِهِ، وَكُنْتُ أَدْنَى الْقَوْمِ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَرَى الرَّجُلَ إِذَا أَمَّ الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَفَاهُمْ" (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: فِي مَتْنِ هَذَا الْخَبَرِ وَهَمٌ مِنَ الرَّاوِي فِي قَوْلِهِ: "مَا أَرَى الْإِمَامَ إِذَا أَمَّ الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَفَاهُمْ" فَإِنَّهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَرَّتَيْنِ؛ حَفِظَ مَرَّةً هَذِهِ اللَّفْظَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَوَهِمَ فِي رَفْعِهِ مَرَّةً. وَهَكَذَا رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ (¬2) وَمُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، وَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ الْإِمَامُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ: [1976] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ". فَقَالَ رَجُلٌ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا أَرَى الْإِمَامَ إِذَا أَمَّ الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَفَاهُمْ (¬3). قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ. ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3/ 156) عن هارون بن عبد الله، وأخرجه أبو الوليد بن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس (1/ 186) من طريق عباس الدوري. كلاهما عن زيد بن الحباب به. (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 497). (¬3) أخرجه أحمد (9/ 5083) عن ابن مهدي به.

وَقَدْ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، وَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَرَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ بِمِثْلِ رِوَايَةِ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْهُ. وَأَبُو صَالِحٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. [1977] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: وَرَوَاهُ زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ - يَعْنِي مُسْنَدًا - وَوَهِمَ فِيهِ، وَالصَّوَابُ أَنَّهُ مِنْ [قَوْلِ] (¬1) أَبِي الدَّرْدَاءِ، كَمَا قَالَ ابْنُ وَهْبٍ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَن أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - مَرْفُوعًا، وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ: [1978] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَقْرأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَأَل رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ؟ قَالَ: فَقَالَ: "نَعَمْ" فَقَالَ رَجُلٌ: وَجَبَ هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَرَى إِذَا كانَ الْإِمَامُ إِلَّا كَانَ كَافِيًا" (¬3). مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَا يُخَالِفُهُ: ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخة الخطية، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) سنن الدارقطني (2/ 137). (¬3) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 264) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني به.

[1979] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ الْإِمَامَ وَهُوَ رَاكِعٌ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬1). وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ (¬2) لِهَذَا الْخَبَرِ الْوَاهِي مَا: [1980] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحَسَنِ بِجُنْدَيْسَابُورَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ بِهَانَ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْدَلُسِيِّ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الظُّهْرِ، وَكَانَ عَنْ يَمِينِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَرَأَ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَلَى يَسَارِهِ رَجُل مِنْ مُزَيْنَةَ يَلْعَبُ بِالْحَصَا، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاتَهُ قَالَ: "مَنْ قَرَأَ خَلْفِي؟ " فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلْ؛ مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ". وَقَالَ لِلَّذِي يَلْعَبُ بِحَصًا: "هَذَا حَظُّكَ مِنْ صَلَاتِكَ" (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: كُلُّ مَنْ رُزِقَ الْفَهْمَ وَيَرْجِعُ إِلَى أَدْنَى مَعْرِفَةٍ وَنَظَرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلِمَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْإِمَامِ - رحمه الله -، وَهُوَ يَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ تَعَالى مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ؛ إِذْ لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مَرْوِيًّا لَمَا خَفِيَ عَلَى النَّاسِ، وَلَاحْتَجَّ بِهِ مُحَتَجٌّ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ. ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 317) بسنده. (¬2) في الأصل: "عشر"، والمثبت الجادة. (¬3) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 561) بسنده.

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذَا هُوَ الْعُكَّاشِيُّ، كَذَّابٌ، يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الْأَوْزَاعِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ، لَا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فِيهِ. [1981] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ جَابِرِ (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْإِمَامُ ضَامِنٌ، فَمَا يَصْنَعُ فَاصْنَعُوا". قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَذَا تَصْحِيحٌ لِمَنْ قَالَ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ (¬2). [1982] أخبرنا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ، أنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا جَدِّي، ثنا أَبُو الْخَطَّابِ زِيادُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: ثنا بِشْرٌ - وَهُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ - ثنا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْأَنْصَارِ، فَذَكَرُوا الصَّلَاةَ، فَقَالُوا: لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ، وَلَوْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ. قَالَ: قُلْتُ: وَسَمَّى مِنْهُمْ أَحَدًا؟ قَالَ: خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ (¬3). [1983] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أنا ابْنُ رُسْتَةَ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ - رضي الله عنهما -، أَنَّهُمَا كَانَا ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية: "كليب، عن ابن جابر"، والمثبت من أصل الرواية من سنن الدارقطني بخط الحارثي (66/ ب). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 66/ ب). (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (3/ 252) من طريق بشر.

يَأْمُرَانِ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَشَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - تَقُولُ: يَقْرَأُ فِي الْآخِرَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬1). وَرَوَاهُ أَيْضًا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ عَاصِمٍ (¬2). [1984] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْحَاكِمُ، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ قَرَأَ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: إِنَّا لَنَفْعَلُ (¬3). وَرُوِّينَاهُ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: "هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ، أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ " قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الصَّلَوَاتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ فِي الْجَدِيدِ، فَأَوْجَبَ الْقِرَاءَةَ خَلْفَ الْإِمَامِ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ الْإِمَامُ أَوْ أَسَرَّ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 312) بسنده. (¬2) المصدر السابق. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 171) من طريق سليمان بن المغيرة به. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 14/ ب). والمؤلف في القراءة (ص 415). (¬5) الأم (2/ 243، 244).

فَابْنُ أُكَيْمَةَ مَجْهُولٌ. وَقَوْلُهُ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَ فَيمَا جَهَرَ فِيهِ. مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ (¬1) فَمَيَّزَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ أَنَّا قَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ بِالْقِرَاءَةِ، وَفِيمَا أَسَرَّ بِهَا. وَرُوِّينَا عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فِي مِثْلِ الْقِصَّةِ الَّتِي رَوَاهَا ابْنُ أُكَيْمَةَ بَيَانَ مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - منَ الْقِرَاءَةِ وَمَا أَمَرَ بِهِ مِنْهَا، فَقَالَ: "لَا تَفْعَلُوا"، يَعْنِي الْجَهْرَ وَمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ، وَلْيَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ؛ لِأَنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِهَا. وَقَدْ مَضَى إِسْنَادُ حَدِيثِهِ وَشَوَاهِدُهُ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَذَكَرْنَا سَائِرَ شَوَاهِدِهِ فِي كِتَابِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الإِمَامِ (¬2). وَهَذَا الْمَوْضِعُ لَا يَحْتَمِلُ أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرْنَا فِي هَذَا الْجُزْءِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [1985] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "تَقْرَءُونَ خَلْفِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (¬3). [1986] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ، ثنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ عُمَرَ ¬

_ (¬1) ينظر القراءة خلف الإمام للمؤلف (ص 421). (¬2) القراءة (ص 230 - 234). (¬3) أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (ص 160) من طريق يزيد بن هارون به.

أَبُو قَعْنَبٍ الْقَيْنِيُّ (¬1)، ثنا يُوسُفُ أَبُو عَنْبَسَةَ خَادِمُ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يَقْرَأْ خَلْفَ الْإِمَامِ فَصَلَاتُهُ خِدَاجٌ" (¬2). [1987] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعِيرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي الْجُرْجَانِيُّ فِي مَحَلَّةِ جَنْجَرُوذَ، ثنا أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَءُونَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَنْصَتَ، وَإِذَا قَرَأَ لَمْ يَقْرَءُوا، وَإِذَا أَنْصَتَ قَرَءُوا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ" (¬3). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِمَعْنَاهُ. * * * ¬

_ (¬1) كذا وردت نسبته هنا، وفي القراءة خلف الإمام (ص 323) للمؤلف، وكذا أيضًا في الإكمال لابن ماكولا (2/ 82)، وفي موضع آخر منه (2/ 454): "القعنبي"، وفي أصل الرواية في المعرفة والتاريخ للبسوي: "الْعَتَبِيُّ"، ولم يتسنَّ لنا الاطلاع على مخطوطتها، ولعل ما أثبتنا هو الصواب والله أعلم. (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 432). (¬3) أخرجه المؤلف في القراءة خلف الإمام (ص 323) بسنده.

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَة وَأَصْحَابِهِ المُجَلَّدُ الثَّالثِ

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

مسألة (86): ويقنت في صلاة الصبح بعد الركوع من الركعة الثانية

مَسْأَلَةٌ (86): وَيَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُكْرَهُ الْقُنُوتُ فِيهَا (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [1988] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنَا أَقْرَبُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ مَا يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ (¬3). [1989] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -, أنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 324 - 325)، ومختصر المزني (ص 27)، والحاوي الكبير (2/ 150)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 185)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 515 - 516)، والمجموع (3/ 473 - 475). (¬2) انظر: الأصل (1/ 161)، والمبسوط للسرخسي (1/ 165)، وبدائع الصنائع (1/ 273)، والبناية شرح الهداية (2/ 494). (¬3) أخرجه البخاري (1/ 158)، ومسلم (2/ 135) من طريق هشام به.

- صلى الله عليه وسلم - لَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الصُّبْحِ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ (¬1) عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ" (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَالنَّاقِدِ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ (¬4). [1990] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُسَدَّدٌ، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سُئِلَ: هَلْ قَنَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ لَهُ: قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَ الرُّكُوعِ؟ [قَالَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ] (¬5). قَالَ مُسَدَّدٌ: بِيَسِيرٍ (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ النَّاقِدِ وَزُهَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَيُّوبَ (¬8). [1991] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا ¬

_ (¬1) الوطأة: الأخذة الشديدة، والمعنى: خذهم أخذًا شديدًا. (¬2) أخرجه الشافعي في اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 492). (¬3) صحيح البخاري (8/ 44). (¬4) صحيح مسلم (2/ 135). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخة الخطية، وما أثبتناه من أصل الرواية. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، نسخة برنستون (ق 134). (¬7) صحيح البخاري (2/ 26). (¬8) صحيح مسلم (2/ 136).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقْنُتُ فِي الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي مُوسَى وَبُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬2). [1992] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالْفَجْرِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ (¬3). [1993] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خُفَافٍ - يَعْنِي ابْنَ إِيمَاءِ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِيَّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 102). (¬2) صحيح مسلم (2/ 137). (¬3) المصدر السابق (2/ 137). (¬4) المصدر السابق (2/ 137).

[1994] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ غَيْرَ مَرَّةٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ؛ فَإِنَّ رُوَاتَهُ كُلَّهُمْ ثِقَاتٌ. وَقَالَ [أَبُو] (¬2) مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، فَقَالَا: صَدُوقٌ ثِقَةٌ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَمَّارٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهم -؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ. وَرُوِّينَا ذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنهم -. [1995] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ مَا لَا أُحْصِي، فَكَانَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَلَا يَقْنُتُ فِي سَائِرِ صَلَوَاتِهِ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البغوي في شرح السنة (3/ 123) من طريق أبي عبد الله الحافظ به. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخة الخطية، والمثبت من السنن الكبير. (¬3) السنن الكبير للمؤلف (2/ 201). وانظر الجرح والتعديل (3/ 454)، وفيه أن أبا حاتم قال: صدوق. (¬4) علقه الذهبي في تنقيح التحقيق (1/ 244) عن آدم به.

تَابَعَهُ غُنْدَرٌ (¬1) وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ (¬2) عَنْ شُعْبَةَ. [1996] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَقِيلٍ وَوَهْبٌ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ التَّيْمِيِّ وَعُثْمَانَ (¬3)، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَنَتَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ (¬4). [1997] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ (¬5) بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ (¬6). [1998] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ (¬7) عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَذَكَرَ (¬8) دُعَاءَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَدُعَاءَهُ عَلَى الْكَفَرَةِ، وَقُنُوتَهُ بِالسُّورَتَيْنِ (¬9). ¬

_ (¬1) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 370). (¬2) روايته أخرجها أبو القاسم البغوي في الجعديات (1/ 357). (¬3) قوله: "وعثمان" كذا ثبت في النسخة الخطية، ووقع في رواية ابن جرير من طريق وهب بن جرير: "عن عاصم الأحول" فلينظر. (¬4) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 351) عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن عاصم الأحول. وعن إسماعيل، عن سليمان التيمي. كلاهما عن أبي عثمان به. (¬5) في النسخة الخطية: "الحُسين"، والمثبت من معرفة السنن والآثار. (¬6) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (3/ 125) بسنده. (¬7) في النسخة الخطية: "عن"، والمثبت من السنن الكبير، ومعرفة السنن والآثار. (¬8) في النسخة الخطية: "ذكر"، وضبب عليها، والمثبت من معرفة السنن والآثار. (¬9) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 210)، ومعرفة السنن والآثار (3/ 125).

[1999] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬1) الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقْنُتُ هَا هُنَا فِي الْفَجْرِ بِمَكَّةَ (¬2). [2000] وبإسناده ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ (¬3). [2001] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْبَزَّازُ، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَنَتَ، وَخَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَنَتَ، وَخَلْفَ عُثْمَانَ فَقَنَتَ (¬4). [2002] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا. فَقَالَ: مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْنُتُ حَتَّى مَاتَ، وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ، وَعُمَرُ حَتَّى مَاتَ (¬5). ¬

_ (¬1) في النسخة الخطية: "الحُسين". والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 203) بسنده. (¬3) سبق تخريجه في الأثر السابق. (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 340) من طريق أبي جعفر النُّفَيْلِيّ به. (¬5) أخرجه الخطيب البغدادي ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (3/ 18) عن الحسن بن الفضل الزعفراني به.

[2003] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الذُّهْلِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ (¬1). وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ عَنِ الْحَسَنِ (¬2)، وَلَهُ شَوَاهِدُ عَنِ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -. [2004] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنِ الْقُنُوتِ فِي الصُّبْحِ، قَالَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ. قُلْتُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - (¬3). هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا عَمَّنْ يَكُونُ ثِقَةً عِنْدَهُ. [2005] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَاهِلِيِّ قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 532) من طريق عبد الوارث بن سعيد. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 373) من طريق إسماعيل المكي. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 612).

كَأَنِّي أَسْمَعُ عَلِيًّا فِي الْفَجْرِ حِينَ قَنَتَ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ (¬1). [2006] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا يُحَدِّثُونَ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ (¬2). [2007] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ أنَّهُ قَنَتَ فِي الْفَجْرِ (¬3). [2008] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: صَلَّى ابْنُ عَبَّاسٍ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، فَقَنَتَ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (¬4) (¬5). وَدَلِيلُهُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ مَا: [2009] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 343) من طريق حبيب بن أبي ثابت، والمؤلف في السنن الكبير (2/ 204) بسنده. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 148) بسنده. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 32) من طريق سفيان. (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 170) من طريق عوف. (¬5) سورة البقرة (آية: 238).

سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ، قَالَ: إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، يَدْعُو عَلَى نَاسٍ قَتَلُوا أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ (¬1) عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وَرَوَاهُ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَرَكَهُ (¬2). قُلْنَا: هَذَا حَدِيثٌ لَا شَكَّ فِي صِحَّتِهِ، إِلَّا أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - ترَكَ الدُّعَاءَ عَلَيْهِمْ وَاللَّعْنَ، وَلَمْ يَتْرُكِ الْقُنُوتَ أَصْلًا، أَوْ تَرَكَهُ فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ دُونَ الصُّبْحِ؛ بِدَلِيلِ مَا رُوِّينَا عَنْ أَنَسٍ فِي أَخْبَارِهِ عَنْ دَوَامِ فِعْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَلِكَ إِلَى أَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا، وَرُوِّينَا عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، ثُمَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّهُمْ قَنَتُوا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَلَوْ كَانَ مَتْرُوكًا لَمَا بَقُوا. [2010] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ قَالَ: "اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ (¬3) ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 136). (¬2) المصدر السابق (2/ 137). (¬3) ضبب عليها في الأصل.

سِنِينًا كسِنِي يُوسُفَ". قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} (¬1) الْآيَةَ، قَالَ: فَمَا عَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو عَلَى أَحَدٍ (¬2). قَدْ بَيَّنَّا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ بِأُحُدٍ، حِينَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَحِينَ دَعَا عَلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي قُنُوتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ كَانَ قَتْلُ أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَدَعَا عَلَى مَنْ قَتَلَهُمْ، وَلَوْ كَانَتِ الْآيَةُ نَسَخَتِ الْقُنُوتَ لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ بَعْدَ النَّسْخِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2011] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا تَمْتَامٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ - ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ (¬3) يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ (¬4) الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: "كيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ؟ ! " قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬5). وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الصُّبْحِ يَوْمَ أُحُدٍ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ ¬

_ (¬1) سورة آل عمران (آية: 128). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 40) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي. (¬3) الرَّبَاعِيَة: السن التي بين الناب والثَّنِيَّة (والثنية: واحدة الثَّنَايَا؛ وهي الأربع التي في مقدم الفم؛ ثَنِيَّتان من فوق وثنيتان من أسفل)، وللإنسان أربع رباعيات. (¬4) أي يمسح ويميط الدم. (¬5) صحيح مسلم (5/ 179).

الثَّانِيَةِ، قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" قَالَ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ"، فَذَكَرَ جَمَاعَةً مِنَ الْكُفَّارِ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} (¬1). [2012] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلَّابُ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَارِمٌ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أَرَأَيْتُمْ قِيَامَكُمْ بَعْدَ فَرَاغِ الْقَارِئِ مِنَ السُّورَةِ؛ هَذَا الْقُنُوتَ، وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ، مَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا شَهْرًا وَاحِدًا، ثُمَّ تَرَكَهُ (¬2). بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ النَّدَبِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬3) مَا رَوَاهُ أَبُو الشَّعْثَاءِ، وَالْأَسْوَدُ، وَأَبُو مِجْلَزٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى الْقُنُوتَ، وَقَالَ: مَا أَحْفَظُهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا. وَهَذِهِ سُنَّةٌ خَفِيَتْ عَلَى ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -، كَمَا خَفِيَ بَعْضُ السُّنَنِ عَلَى بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَحَفِظَهَا غَيْرُهُمْ. وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ يُثْبِتُ وَيَحْفَظُ، لَا قَوْلُ مَنْ لَا يَحْفَظُ. وَإِنْ صَحَّ مَا رَوَى بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ فَلَا حُجَّةَ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ أَنْكَرَ الْقُنُوتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ، وَمَذْهَبُنَا بِخِلَافِهِ. [2013] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ الْقُنُوتِ فَقَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم -، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْهُمْ فَعَلَهُ قَطُّ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1224). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 290) من طريق عارم به. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 213). (¬4) أخرجه الترمذي في السنن (1/ 454) من طريق يزيد.

[2014] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَهْ، أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَخَلْفَ عُمَرَ؟ قَالَ: بَلَى. فَقُلْتُ: أَفَكَانُوا يَقْنُتُونَ فِي الْفَجْرِ؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ، مُحْدَثَةٌ (¬1). وَهَذَا مِنَ النَّوْعِ الَّذِي ذَكَرْنَا أَنَّ الْحُكْمَ لِقَوْلِ مَنْ يَرْوِي وَيَسْمَعُ، دُونَ مَنْ لَا يُشَاهِدُ وَلَا يَعْلَمُ، وَأَصْلُ قَوْلِنَا وَقَوْلِكُمْ أَنَّ طَارِقَ بْنَ أَشْيَمَ الْأَشْجَعِيَّ أَوْ غَيْرَهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لَمْ يَعْلَمْ سُنَّةً عَلِمَهَا غَيْرُهُ، وَلَمْ يَسْمَعْ قَوْلَا سَمِعَهُ غَيْرُهُ، وَلَمْ يُشَاهِدْ فِعْلًا مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَاهَدَهُ غَيْرُهُ، فَعَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ قَبُولُهُ، وَهَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَخَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مِيرَاثِ الْجَدَّةِ شَيْئًا، حَتَّى أَخْبَرَهُ الْمُغِيرَةُ بِذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَبِلَهُ، وَقَضَى بِهِ، فَكَيْفَ طَارِقُ بْنُ أَشْيَمَ! فَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2015] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ مِنْ أَوْجُهٍ؛ مِنْهَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (2/ 666). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 291) من طريق محمد بن محمد بن حيان التمار به.

يَعْلَى وَعَنْبَسَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِحَدِيثِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَمِنْهَا أَنَّ نَافِعًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ. [2016] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، وَعَنْبَسَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ضُعَفَاءُ، وَلَا يَصِحُّ لِنَافِعٍ سَمَاعٌ مِنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ هَيَّاجٌ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنِ ابْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا. حَدَّثَنَاهُ النَّقَّاشُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِيهِ بِذَلِكَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَصَفِيَّةُ لَمْ تُدْرِكِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [2017] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ضَعِيفٌ (¬2). وَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2018] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي شَيْءٍ مِنْ صلَاتِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) السنن للدارقطني، رواية الحارثي (ق 91/ أ). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 206). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 443) من طريق محمد بن جابر.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ يَنْفَرِدُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ السُّحَيْمِيُّ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ بِمَرَّةٍ. وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - خِلَافُ هَذَا، وَهُوَ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى الْكُفُرِ (¬1). وَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2019] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو لَيْلَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الْقُنُوتَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِدْعَةٌ (¬2). هَذَا لَا يَثْبُتُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ هَذَا يُقَالُ لَهُ: أَبُو لَيْلَى، وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ. [2020] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هُشَيْم هُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ، وَرُبَّمَا قَالَ هُشَيْمٌ: ثنا أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، كَانَ يُدَلِّسُهُ بِكُنْيَةٍ أُخْرَى لَا أَحْفَظُهَا (¬3). ¬

_ (¬1) قوله: "كُفُر" بضمتين جمع كفَّار صيغة مبالغة من كافر (تاج العروس) بتصرف. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 92/ أ). (¬3) أخرجه ابن معين في التاريخ، رواية الدوري (3/ 264).

الْكُنْيَةُ الثَّالِثَةُ الَّتِي لَمْ يَحْفَظْهَا يَحْيَى هُوَ أَبُو لَيْلَى. وَالدَّلِيلُ عَلَى بُطْلَانِ هَذَا أَنَّا قَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِخِلَافِ هَذَا: [2021] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُزَيْرٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْنُتُ إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَيَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ عِكْرِمَةُ: هَذَا مِفْتَاحُ الْقُنُوتِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 667)، وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 316) من طريق ثابت.

مسألة (87): والمختار من التشهد قوله: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله

مَسْأَلَةٌ (87): وَالْمُخْتَارُ مِنَ التَّشَهُّدِ قَوْلُهُ: التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ (¬1). كَذَا رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْمُخْتَارُ قَوْلُهُ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ (¬2). كَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهم -. [2022] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (ح). وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عِمْرَانَ الْبَزَّازُ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، يَقُولُ: "التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 269)، ومختصر المزني (ص 27)، والحاوي الكبير (2/ 155)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 177)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 534)، والمجموع (3/ 435 - 439). (¬2) انظر: الأصل (1/ 34)، والمبسوط للسرخسي (1/ 27)، وتحفة الفقهاء (1/ 137)، وبدائع الصنائع (1/ 211)، والهداية في شرح البداية (1/ 53)، والبناية شرح الهداية (2/ 264 - 266).

هَذَا حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ (¬1)، وَفِي حَدِيثِ مُوسَى: "سَلَامٌ"، وَلَمْ يَقُلِ: "السَّلَامُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ (¬2). [2023] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ (¬3). فَذَكَرَهُ بِنَحْوِ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ. [2024] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ. قَالَ: فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ. فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ بَعْدُ مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 56). (¬2) صحيح مسلم (2/ 14). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 269). (¬4) أخرجه سعدان في الجزء الرابع من حديثه، رواية الصفار (ق 78/ أ).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (¬2). فَأَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ: إِنَّ أَصْحَابَنَا - رضي الله عنهم - أَخْرَجُوا مَعَانِيَ حِسَانًا لِاخْتِيَارِ إِمَامِنَا الشَّافِعِيِّ - رضي الله عنه - تَشَهُّدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالَّذِي عِنْدِي أنَّهُ إِنَّمَا اخْتَارَهُ لِأَنَّ إِسْنَادَهُ إِسنَادٌ حِجَازِيٌّ، وَإِسنَادَ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ إِسنَادٌ كُوفِيٌّ، وَمَهْمَا وَجَدَ أَئِمَّتُنَا الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لِلْحَدِيثِ طَرِيقًا بِالْحِجَازِ فَلَا يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثٍ يَكُونُ مَخْرَجُهُ مِنَ الْكُوفَةِ. [2025] أخبرنا بصِحَّةِ ذَلِكَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَزْهَرِيُّ، ثنا خَالِي - يَعْنِي أَبَا عَوَانَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى يَقُولُ: قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ: مَا أَتَاكَ مِنْ هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِلَى الْعِرَاقِ - لَا يَكُونُ هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِلَى الْحِجَازِ أَوْ إِلَى الْمَدِينَةِ، الشَّكُّ مِنِّي - فَلَا تَعْتَدَّ بِهِ (¬3). [2026] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي شَيْءٍ نَاظَرْتُهُ فِيهِ: وَاللَّهِ مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا نُصْحًا؛ إِذَا وَجَدْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى شَيْءٍ فَلَا يَدْخُلَنَّ قَلْبَكَ شَكٌّ أَنَّهُ الْحَقُّ، وَكُلُّ مَا جَاءَكَ - وَإِنْ صَحَّ، وَقَوِيَ كُلَّ الْقُوَّةِ - لَمْ تَجِدْ لَهُ بِالْمَدِينَةِ أَصْلًا، وَإِنْ ضَعُفَ، فَلَا تَعْبَأْ بِهِ، وَلَا تَلْتَفِتْ إِلَيْهِ (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 166). (¬2) صحيح مسلم (2/ 14). (¬3) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (1/ 150) بسنده. (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 128) من طريق يونس بن عبد الأعلى.

وَهَذَا إِنَّمَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - لِمَا عُلِمَ مِنْ مَذْهَبِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي أَخْذِهِمُ الْحَدِيثَ عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ، وَالتَّدْلِيسِ لِمَا لَمْ يَسْمَعُوا، أَوْ سَمِعُوهُ مِنْ مَجْهُولٍ أَوْ مَطْعُونٍ فِيهِ، وَهَذَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ يَقُولُ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ حَدَّثَنَا، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ (¬1)، وَهَذَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فِي أَحَادِيثَ سَمِعَهَا مِنْ أَقْوَامٍ مَجْهُولِينَ، وَكَذَلِكَ الْأَعْمَشُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ. [2027] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمُّويَهِ الدَّقِيقِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ مَشَايِخِ أَصْحَابِنَا تَذَاكَرُوا (¬2) التَّدْلِيسَ وَالْمُدَلِّسِينَ، فَأَخَذْنَا فِي تَمْيِيزِ أَخْبَارِهِمْ، فَاشْتَبَهَ عَلَيْنَا تَدْلِيسُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ؛ لِأَنَّ الْحَسَنَ كَثِيرًا مَا يُدْخِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِهِ أَقْوَامًا مَجْهُولِينَ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ عَنْ مِثْلِ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، وَحَنِيفٍ (¬3)، وَدَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَأَمْثَالِهِمْ، وَإِبْرَاهِيمُ أَيْضًا يُدْخِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ: هُنَيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، وَسَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ وخُزَامَةَ (¬4) ¬

_ (¬1) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 350). (¬2) هنا في معرفة علوم الحديث زيادة: "كثرة". (¬3) كذا ثبت في الأصل، وفي معرفة علوم الحديث: "وحَنيف بن المُنْتجِب". وأشار المحقق أنه في حاشية: (هـ، ع): "قال شيخنا قال المؤتمن - يعني الساجي -: إنما هو حنتف بن السجف". اهـ. وفي (هـ، م) عن ابن الصلاح: "الصواب حَنْتَف بن السجف". اهـ. قلتُ: ضبطه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 501): "بفتح الحاء وبعدها نون ساكنة وتاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها". اهـ. (¬4) قوله: "وخزامة" كذا ثبت في النسخة الخطية بالخاء، وفي معرفة علوم الحديث للحاكم: "وحزامة" بالحاء المهملة، وأشار المحقق أنه في نسخة (ر): "جذامة". وترجمه العراقي في ذيل الميزان (ص 182) نقلًا عن المدخل للبيهقي - ضمن الجزء =

الطَّائِيِّ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ عَنْهُمْ، وَذُكِرَ أَيْضًا تَدْلِيسُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ فَأُكْثِرَ مِنْ عَجَائِبِهِ، وَكَذَلِكَ الْحَكَمُ وَالْمُغِيرَةُ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَهُشَيْمٌ (¬1). وَلَوْ ذَكَرْتُ مَا قَالُوا فِي تَدْلِيسَاتِهِمْ لَطَالَ بِهِ الْكِتَابُ، فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ نُسِبُوا إِلَى التَّدْلِيسِ، وَإِنْ كَانَ مَحَلُّ أَكْثَرِهِمُ الصِّدْقَ، وَمَا رَوَوْا عَنْ أَقْوَامٍ مَعْرُوفِينَ وَبَيَّنُوا فِيهِ سَمَاعَهُمْ كَانَ مَقْبُولًا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ. فَاسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - الرُّجُوعَ إِلَى حَدِيثٍ يَكُونُ مَخْرَجُهُ الْحِجَازَ، وَمُجَانَبَةَ أَحَادِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ؛ لِمَا خَلَّفَ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِي التَّدْلِيسِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَقَدْ رَجَعَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬2) إِلَى قَبُولِ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَمِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ مَعَ تَرْجِيحِ رِوَايَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، وَجَوَّزَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - الْإِتْيَانَ بِكُلِّ تَشَهُّدٍ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَشَارَ إِلَى رِوَايَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ تَشَهُّدَ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ - رضي الله عنهم - أَجْمَعِينَ، وَإِنَّمَا اخْتَارَ رِوَايَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ لِأَنَّهُ أَكْمَلُهَا، وَفِيهِ زِيَادَةٌ: "الْمُبَارَكَاتُ". * * * ¬

_ = المفقود من الأصل الخطي المعتمد - باب ما يستدل به على ضَعف المراسيل: "حِزَامة" بالحاء المهملة. وقال ابن حجر في لسان الميزان (3/ 15): "قلتُ: وأظنه بالخاء المعجمة". اهـ. (¬1) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 349). (¬2) الأم (2/ 269).

مسألة لم يذكرها الإمام (88): وما جاز للمرء أن يدعو به في غير الصلاة جاز له أن يدعو به في الصلاة

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (88): وَمَا جَازَ لِلْمَرْءِ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ جَازَ لَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ فِي الصَّلَاةِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ، إِلَّا مَا وَرَدَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنَ الدُّعَاءِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2028] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَعْلَى، ثنا الْأَعْمَشُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ سلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 275)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 180)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 536 - 537)، والمجموع (3/ 450 - 452)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (1/ 532). (¬2) انظر: الأصل (1/ 193)، والمبسوط للسرخسي (1/ 30)، وبدائع الصنائع (1/ 129)، والهداية في شرح البداية (1/ 53)، والبناية شرح الهداية (2/ 277 - 279).

- أَوْ: بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو بِهِ" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ كَمَا سَبَقَ (¬3). [2029] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ مَوْلَى آلِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - السِّتَارَةَ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: "إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا الرَّبَّ فِيهِ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا مِنَ الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ (¬4) أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ" (¬5). [2030] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِنْ قَوْلِهِ: "إِنِّي نُهِيتُ" (¬6)، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا قَبْلَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 55). (¬2) صحيح البخاري (1/ 167). (¬3) صحيح مسلم (2/ 13). (¬4) قَمِن: أي جَدِير وخَلِيق. (¬5) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 437). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 264).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ (¬1) وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ (¬2). [2031] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَوِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ السَّرْحِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعَاءَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ (¬3). [2032] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أنا أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ؛ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، ثُمَّ لِيَدْعُ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ" (¬4). أَخْرَجَ أَوَّلَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬5). وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ أَيْضًا صَحِيحَةٌ؛ فَإِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مَزْيَدٍ ثِقَةٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ، كَيْفَ وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَاعَةٌ. ¬

_ (¬1) السنن لسعيد بن منصور (5/ 324). (¬2) صحيح مسلم (2/ 48). (¬3) المصدر السابق (2/ 49). (¬4) أخرجه أبو العباس الأصم في حديثه (ص 78) عن عقبة بن علقمة، حدثني الأوزاعي به. دون زيادة: "ثم ليدع لنفسه ما بدا له". (¬5) صحيح مسلم (2/ 93).

[2033] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: حَدَّثَكَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "سَلُوا اللَّهَ حَوَائِجَكُمُ الْبَتَّةَ (¬1) فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ" (¬2). وَقَدْ بَقِيَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَحَادِيثُ أُخَرُ، تَرَكْتُهَا اخْتِصَارًا. * * * ¬

_ (¬1) البتة: من البَتّ وهو القطع، وتستعمل في كل أمر يمضي لا رجعة فيه. وقال المناوي في شرح الحديث: "أي قطعًا ولا تترددوا في سؤاله فإنه إن لم يسهلها - الحوائج - لم تسهل". فيض القدير (4/ 110). (¬2) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 250).

مسألة (89): ومن ذكر صلاة وهو في فريضة الوقت أتمها، ثم قضى ما تذكر، سواء كان الوقت متسعا أو مضيقا

مَسْأَلَةٌ (89): وَمَنْ ذَكَرَ صَلَاةً وَهُوَ فِي فَرِيضَةِ الْوَقْتِ أَتَمَّهَا، ثُمَّ قَضَى مَا تَذَكَرَ، سَوَاءٌ كَانَ الْوَقْتُ مُتَّسِعًا أَوْ مُضَيَّقًا (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِالْفَائِتَةِ مَا لَمْ يَزِدْ عَلَى صَلَاةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، إِذَا كَانَ الْوَقْتُ مُوَسَّعًا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا رُوِّينَا فِي حَدِيثِ أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ: "مَا بَيْنَ هَذَيْنِ وَقْتٌ لِلصَّلَاةِ"، وَقَدْ صَلَّاهَا فِي وَقْتِهَا، فَلَا تَلْزَمُهُ الْإِعَادَةُ بِأَنْ ذَكَرَ فَائِتَةً. وَيُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِمَا: [2034] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، ثُمَّ اقْضُوا مَا فَاتَكُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 33)، والحاوي الكبير (2/ 276 - 277)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 188 - 189). (¬2) انظر: الأصل (1/ 261)، والمبسوط للسرخسي (1/ 244)، وتحفة الفقهاء (1/ 232)، وبدائع الصنائع (1/ 133)، والهداية في شرح البداية (1/ 73)، وتبيين الحقائق (187)، والبناية شرح الهداية (2/ 582). (¬3) أخرجه الحميدي في المسند (2/ 176).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ (¬1). وَهَذَا وَإِنْ وَرَدَ فِي صَلَاةِ الْمَسْبُوقِ فَهَذَا اللَّفْظُ إِنْ كَانَ قَدْ حَفِظَهُ سُفْيَانُ فَهُوَ عَامٌّ، فَيَتَنَاوَلُ صَلَاةَ الْمَسْبُوقِ وَالَّذِي أَدْرَكَتْهُ صَلَاةُ الْفَرِيضَةِ وَعَلَيْهِ فَائِتَةٌ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2035] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا [أَبُو] (¬2) إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ، ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلَّا وَهُوَ مَعَ الْإِمَامِ فَلْيُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي نَسِيَ، ثُمَّ لِيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي صَلَّاهَا مَعَ الْإِمَامِ". لَفْظُ حَدِيثِ الصَّغَانِيِّ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَابِرٍ: "ثُمَّ يُعِيدُ الصَّلَاةَ الَّتِي صَلَّاهَا مَعَ الْإِمَامِ" (¬3). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَهِمَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ - رحمه الله - فِي رَفْعِ هَذَا الْخَبَرِ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 99). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (2/ 221)، وتاريخ بغداد للخطيب. (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 96) من طريق أبي العباس الأصم به. وأخرجه أبو يعلى في المعجم (ص 153) عن الترجماني به.

عَنْ سَعِيدٍ؛ فَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ مِنَ الثِّقَاتِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ: [2036] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ (¬1). [2037] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا بِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا. [2038] قال مُوسَى: وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثنا سَعِيدٌ، وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَوَهِمَ فِي رَفْعِهِ، فَإِنْ كَانَ قَدْ رَجَعَ عَنْ رَفْعِهِ فَقَدْ وُفِّقَ لِلصَّوَابِ (¬2). ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا: [2039] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلَاةً، فَذَكَرَهَا وَهُوَ فِي صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، فَلْيَبْدَأْ بِالَّتِي هُوَ فِيهَا، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا صَلَّى الَّتِي نَسِيَ (¬3) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 96) من طريق محمد بن يعقوب به. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 85/ ب). (¬3) المصدر السابق (ق 85/ ب).

[2040] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الصُّوفِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ (¬1). [2041] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي جُمُعَةَ حَبِيبِ بْنِ سِبَاعٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عامَ الْأَحْزَابِ صَلَّى الْمَغْرِبَ، وَنَسِيَ الْعَصْرَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: "هَلْ رَأَيْتُمُونِي صَلَّيْتُ الْعَصْرَ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "الْمُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَنَقَضَ (¬2) الْأُولَى ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ (¬3). هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ كَمَا: [2042] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْعَصْرِ حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَغِيبَ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَنَا وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا بَعْدُ". قَالَ: فَنَزَلَ إِلَى بُطْحَانَ (¬4)، وَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 336). (¬2) ضبب عليها في النسخة الخطية. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 24) من طريق ابن أبي مريم به. (¬4) وادي بُطْحان: قال الحموي: "بالضم ثم السكون، كذا يقوله المحدثون أجمعون، وحكى أهل اللغة: بَطِحان، بفتح أوله وكسر ثانيه، وكذلك قيده أبو عليّ القالي في كتاب البارع =

الْعَصْرَ (¬1) بَعْدَ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بَعْدَهَا. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ (¬2) مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ، وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَقَضَهَا بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْعَصْرِ. [2043] وقد أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ الْأَحْزَابِ: "شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى - صَلَاةِ الْعَصْرِ - مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا". ثُمَّ صَلَّى (¬3) بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ؛ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (¬4). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5). فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ فَعَلَهُ فِي يَوْمٍ، وَالَّذِي رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فَعَلَهُ فِي يَوْمٍ آخَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَفِي الْمَسْأَلةِ طَرِيقَةٌ أُخْرَى، وَهِيَ أَنْ يُدَلَّ عَلَى سَعَةِ وَقْتِ الْقَضَاءِ بِمَا (¬6): ¬

_ = وأبو حاتم والبكري وقال: لا يجوز غيره، وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي وخطه حجة: بَطْحان، بفتح أوله وسكون ثانيه. وهو وادٍ بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهي العقيق وبطحان وقناة". معجم البلدان (1/ 446). (¬1) في النسخة الخطية: "وصلى المغرب"، والمثبت من المختصر لابن فرح (2/ 148). (¬2) صحيح البخاري (2/ 15)، صحيح مسلم (2/ 113). (¬3) كذا في النسخ، وفي السنن الكبير للمؤلف (4/ 180)، والمختصر (2/ 149): "صلاها". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 514). (¬5) صحيح مسلم (2/ 112). (¬6) كتب ناسخ النسخة الخطية على الطرة: "قال: هذا الحديث كان مكتوبًا في آخر المجلد فسمعناه ونقلته إلى ها هنا لأني رأيته يليق بهذا الموضع، واللَّه أعلم".

[2044] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يُونُسُ (¬1) بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي سَفَرٍ، فَنَامَ عَنِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى اسْتَقَلَّتِ (¬2) الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلَّى بِهِمْ (¬3). [2045] أخبرني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬4) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: عَرَّسْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ؛ فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ". فَفَعَلْنَا، ثُمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْغَدَاةَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ وَغَيْرِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬5). وَرُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ، وَزَادَ فَقَالَ: فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: "مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - ¬

_ (¬1) في النسخة الخطية: "أنس"، تحريف، والمثبت من مصادر التخريج، وهو من رجال التهذيب. (¬2) أي ارتفعت. (¬3) أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (3/ 1121) من طريق يحيى بن أبي طالب به. (¬4) في السنن الكبير (4/ 173): "الحسن"، وهو الصواب. (¬5) صحيح مسلم (2/ 138).

قَالَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (¬1) ". وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي: [2046] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، ثنا أَبُو ثَابِتٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي الْعَطَّافِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَوَقْتُهَا إِذَا ذَكَرَهَا" (¬2). كَذَا رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ، وَقَدْ قِيلَ: عَنْهُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، أَوْ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3). وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ (¬4)، وَالصَّحِيحُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ مَا ذَكَرْنَا، لَيْسَ فِيهِ: "فَوَقْتُهَا إِذَا ذَكَرَهَا". وَإِذَا كَانَ وَقْتُ الْقَضَاءِ مُوَسَّعًا؛ لِمَا رُوِّينَا فِي حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ؛ فَلِمَ لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا لِتَقْدِيمِ صَلَاةٍ أُخْرَى عَلَيْهَا؟ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. قُلْنَا: وَتَأْخِيرُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لِقَضَاءِ صَلَاةِ الصُّبْحِ لَمْ يَكُنْ لِتَحِلَّ الصَّلَاةُ بِذَهَابِ وَقْتِ الْكَرَاهِيَةِ، وَإِنَّمَا اسْتَيْقَظُوا بَعْدَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَ وَقْتُ ¬

_ (¬1) سورة طه (آية: 14). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 68) من طريق حفص به. (¬3) المصدر السابق (4/ 68) من طريق إبراهيم بن المنذر، عن حفص به. (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 59)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 177).

الْكَرَاهِيَةِ، وَحُضُورُ الشَّيْطَانِ لَا يَمْنَعُ الصَّلَاةَ؛ فَقَدْ خَنَقَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةٍ شَيْطَانًا، وَلَوْلَا سعَةُ وَقْتِ الْقَضَاءِ لَمَا أَخَّرَهُ لِحُضُورِ الشَّيْطَانِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * *

مسألة (90): وللمصلي أن يسبح في دفع المار بين يديه

مَسْأَلَةٌ (90): وَللْمُصَلِّي أَنْ يُسَبِّحَ فِي دَفْعِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2047] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلَاءً، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ (¬3)، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "التَّسْبِيحُ فِي الصَّلَاةِ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٍو النَّاقِدِ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 27)، والحاوي الكبير (2/ 164)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 190)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 48)، والمجموع (4/ 13)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (2/ 47). (¬2) انظر: الأصل (1/ 195 - 196)، والمبسوط للسرخسي (1/ 200 - 201)، وتحفة الفقهاء (1/ 142)، وبدائع الصنائع (1/ 241)، والبناية شرح الهداية (2/ 418). (¬3) أخرجه سعدان بن نصر في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 18). (¬4) صحيح البخاري (2/ 63). (¬5) صحيح مسلم (2/ 27).

[2048] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬1) - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - والنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ، فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - لَا يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَشَارَ إِلَيْهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ؟ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا لِي أَرَاكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ؟ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 350). (¬2) صحيح البخاري (1/ 137).

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1). [2049] حدثناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ: "مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلَاتِكُمْ صَفَّقْتُمْ؟ إِنَّمَا هَذَا لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ" (¬2). [2050] حدثنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ الْفَرَّاءِ (¬3) وَقَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا اسْتُؤْذِنَ عَلَى الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي فَإِذْنُهُ التَّسْبِيحُ، وَإِذَا اسْتُؤْذِنَ عَلَى الْمَرْأَةِ وَهِيَ تُصَلِّي فَإِذْنُهَا التَّصْفِيقُ" (¬4). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ. * * * ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 25). (¬2) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه, رواية ابن الأعرابي (ص 18). (¬3) في السنن الكبير (4/ 262): "عبد الله بن محمد الفراء". (¬4) أخرجه أبو الشيخ في ذكر الأقران (ص 25) من طريق حفص به.

مسألة (91): والسرة عندنا ليست بعورة

مَسْأَلَةٌ (91): وَالسُّرَّةُ عِنْدَنَا لَيْسَتْ بِعَوْرَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا عَوْرَةٌ (¬2) لَنَا مَا: [2051] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو حَمْزَةَ الصَّيْرَفِيُّ - وَهُوَ سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ - ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ، وَإِذَا زَوَّجَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَمَتَهُ أَوْ أَجِيرَهُ فَلَا تَنْظُرُ الْأَمَةُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ، فَإِنَّ مَا تَحْتَ السُّرَّةِ إِلَى رُكْبَتِهِ مِنَ الْعَوْرَةِ" (¬3). [2052] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 199)، والحاوي الكبير (2/ 172 - 173)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 191)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 34)، والمجموع (3/ 173). (¬2) السرة ليست من العورة عند أبي حنيفة. انظر: الأصل (3/ 49، 52، 55)، والمبسوط للسرخسي (10/ 146 - 148)، وتحفة الفقهاء (3/ 334)، وبدائع الصنائع (5/ 123)، والهداية في شرح البداية (4/ 369)، والبناية شرح الهداية (2/ 121 - 122). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 48/ أ).

إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِلْحُسَيْنِ (¬1): ارْفَعْ قَمِيصَكَ عَنْ بَطْنِكَ؛ حَتَّى أُقَبِّلَ حَيْثُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ. فَرَفَعَ قَمِيصَهُ فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ (¬2). لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّ فِي حَدِيثِ الرُّوذْبَارِيِّ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. [2053] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِلْحُسَيْنِ (¬3) - رضي الله عنه -: ارْفَعْ قَمِيصكَ عَنْ بَطْنِكَ أُقَبِّلْ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ. فَرَفَعَ قَمِيصَهُ، فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: قَوْلُهُ: عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ يُرِيدُ بِهِ عُمَيْرَ بْنَ إِسْحَاقَ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ أَزْهَرَ السَّمَّانَ رَوَى الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ. [2054] أخبرناه أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ - رضي الله عنه -، فَلَقِيَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَرِنِي أُقَبِّلْ مِنْكَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُ. فَقَالَ بِقَمِيصِهِ، فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى سُرَّتِهِ (¬5). ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وفي السنن الكبير (4/ 213): "الحسن". (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 232) بسنده. ورواه روح بن أسلم، عن حماد به. علل الدارقطني (5/ 32). (¬3) كذا في النسخ، وفي السنن الكبير (4/ 213): "الحسن". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 510). (¬5) أخرجه أحمد في المسند (4/ 2150) من طريق ابن عون.

وَاحْتَجُّوا بِمَا: [2055] أخبرنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ بِالْكُوفَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "السُّرَّةُ مِنَ الْعَوْرَةِ" (¬1). وَهَذَا لَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ؛ لِانْقِطَاعِهِ عَمَّا دُونَ التَّابِعِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) نصب الراية للزيلعي (1/ 297)، والبناية شرح الهداية للعيني (2/ 124) وعزياه للمؤلف في الخلافيات.

مسألة (92): وإذا سلم على المصلي فإنه يرد بالإشارة، ولا يتكلم

مَسْأَلَةٌ (92): وَإِذَا سُلِّمَ عَلَى الْمُصَلِّي فَإِنَّهُ يَرُدُّ بِالْإِشَارَةِ، وَلَا يَتَكَلَّمُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا يَرُدُّ (¬2). [2056] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا هِشَامٌ - وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قُبَاءٍ، فَجَاءَتِ الْأَنْصَارُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي، فَجَعَلُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا بِلَالُ، كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرُدُّ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُصَلِّي، قَالَ: هَكَذَا. بِيَدِهِ كُلِّهَا، يَعْنِي يُشِيرُ (¬3). [2057] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: دَخَلَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 279) وحلية العلماء لأبي بكر الشاشي (2/ 131)، والبيان في مذهب الإمام الشافعي لأبي الحسين يحيى بن أبي الخير (2/ 315)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 51)، والمجموع (4/ 37)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (2/ 47). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (10/ 170)، وبدائع الصنائع (1/ 237)، والهداية في شرح البداية (1/ 64)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 157)، وفتح القدير (1/ 422). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 211)، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة (1/ 43) كلاهما عن أبي نعيم الفضل بن دكين به.

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، وَكَانَ مَعَهُ صُهَيْبٌ، فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ إِذَا كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: يُشِيرُ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِرَجُلٍ: سَلْهُ: أَسَمِعْتَ ابْنَ عُمَرَ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَسَمِعْتَهُ مِنِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: أَمَا (¬1) فَقَدْ رَأَيْتُهُ وَكَلَّمْتُهُ (¬2). [2058] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَابِلٍ صَاحِبِ الْعَبَاءِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ إِشَارَةً. قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ إِشَارَةً بِإِصْبَعِهِ. وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ (¬3). [2059] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَرَدَّ عَلَيْهِ الرَّجُلُ كَلَامًا، فَقَالَ: إِذَا سُلِّمَ عَلَى أَحَدِكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلَا يَتَكَلَّمْ، وَلَكِنْ يُشِيرُ بِيَدِهِ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، وفي مسند الحميدي، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (1/ 190): "أمَّا أنا". (¬2) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 235) عن سفيان بن عيينة به. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 88). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 536) من طريق عبيد الله بن عمر به.

مسألة (93): وإذا انكشف من عورة الرجل - وهي ما بين السرة والركبتين - والمرأة الحرة - وهي جميع بدنها غير الوجه والكفين - شيء وإن قل، لم تجزئهما صلاتهما

مَسْأَلَةٌ (93): وَإِذَا انْكَشَفَ مِنْ عَوْرَةِ الرَّجُلِ - وَهِيَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَتَيْنِ - وَالْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ - وَهِيَ جَمِيعُ بَدَنِهَا غَيْرَ الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ - شَيْءٌ وَإِنْ قَلَّ، لَمْ تُجْزِئْهُمَا صَلَاتُهُمَا (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنِ انْكَشَفَ مِنَ الْعَوْرَةِ الْمُخَفَّفَةِ - وَهِيَ مَا عَدَا الْقُبُلَ وَالدُّبُرَ - أَقَلُّ مِنْ رُبْعِ الْعُضْوِ، وَمِنَ (¬2) الْعَوْرَةِ الْمُغَلَّظَةِ قَدْرُ دِرْهَمٍ فَمَا دُونَهُ صَحَّتْ صَلَاتُهُمَا (¬3). [2060] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الزَّاهِدُ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ جَرْهَدًا - كَانَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ - قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 201)، ومختصر المزني (ص 27)، والحاوي الكبير (2/ 169)، ونهاية المطلب (2/ 190)، والوسيط في المذهب (2/ 174)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 33)، والمجموع (3/ 173). (¬2) في الأصل: "من"، والمثبت من مختصر الخلافيات لابن فرح (1/ 153). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 197 - 198)، وبدائع الصنائع (1/ 117)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 96 - 97)، والبناية شرح الهداية (2/ 126 - 131)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 285 - 287).

- صلى الله عليه وسلم - وفَخِذِي مُنْكَشِفَةٌ فَقَالَ: "خَمِّرْ (¬1) عَلَيْكَ؛ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ". اللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ، وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ (¬2)، وَفِي رِوَايَةِ الْأُوَيْسِيِّ: عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ - أَنَّهُ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَنَا، فَرَأَى فَخِذِي مُنْكَشِفَةً. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ ابْنُ بُكَيْرٍ وَجَمَاعَةٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. [2061] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، ثنا عَمِّي، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَرْهَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَيْهِ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ، فَقَالَ: "غَطِّهَا؛ فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ" (¬3). [2062] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ مَوْلَاهُ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا (¬4) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ دَارِهِ بِالسُّوقِ، وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا مَعْمَرُ، غَطِّ فَخِذَيْكَ؛ فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) التخمير: التغطية. (¬2) موطأ مالك, رواية القعنبي (ق 145/ أ). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 14) من طريق محمد بن ثعلبة. (¬4) في المعرفة والتاريخ، والسنن الكبير للمؤلف (4/ 202): "كنتُ". (¬5) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 306).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ (¬1). [2063] حدثنا أَبُو نَصْرٍ حَمَدُ (¬2) بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الزَّجَّاجِيُّ بِهَمَذَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَرَجِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ أَزْهَرَ الْمُسْتَمْلِي بِطَرَسُوسَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ وَاصِلٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قُلْنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا سَمِعْتَ وَرَأَيْتَ، وَلَا تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِهِ (¬3)، وَإِنْ كَانَ ثِقَةً. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ عَوْرَةٌ" (¬4). [2064] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ الْكُوفِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْفَخِذُ عَوْرَةٌ" (¬5). وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَرْهَدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ بِلَا إِسْنَادٍ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 49) من طريق إسماعيل. (¬2) في (ق): "أحمد"، والمثبت من مصادر ترجمته من سير أعلام النبلاء (17/ 342)، وتاريخ الإسلام (9/ 217). (¬3) في (ق): "غيرك"، والمثبت من المستدرك للحاكم. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (8/ 130) من طريق أحمد بن المقدام به. (¬5) أخرجه أحمد في المسند (2/ 611) عن محمد بن سَابقٍ به. (¬6) صحيح البخاري (1/ 83).

قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَهَذِهِ أَسَانِيدُ صَحِيحَةٌ يُحْتَجُّ بِهَا. [2065] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو بْكَرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا رَوْحٌ - يَعْنِي ابْنَ عُبَادَةَ - ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَنَا كَاشِفٌ فَخِذِي، فَقَالَ: "يَا عَلِيُّ، غَطِّ فَخِذَكَ؛ فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ" (¬1). وَلَا يَصِحُّ احْتِجَاجُهُمْ بِقِصَّةِ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - (¬2) وَكَشْفِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ حَتَّى دَخَلَ؛ فَإِنَّهُ مَشْكُوكٌ فِيهِ، وَرُوِيَ فِي تِلْكَ الْقِصَّةِ أَنَّهُ كَانَ وَضَعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - أَخَذَ ثَوْبَهُ فَتَجَلَّلَهُ، وَكَأَنَّهُ كَانَ أَخَذَ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، وَإِنَّمَا يَنْكَشِفُ بِذَلِكَ رُكْبَتَاهُ فِي الْغَالِبِ دُونَ فَخِذَيْهِ. [2066] وقد رَوَى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي مَكَانٍ فِيهِ مَاءٌ قَدْ كَشَفَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - غَطَّاهُمَا. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الشاشي في المسند ومن طريقه الحافظ ابن حجر في موافقة الخُبْر الخَبَر (2/ 118)، وإسماعيل الصفار في حديثه (ص 299): عن محمد بن سعد العوفي به. (¬2) أخرجها أحمد (12/ 6387). (¬3) صحيح البخاري (5/ 13).

وَالَّذِي رُوِيَ حَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ (¬1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قِصَّةِ خَيْبَرَ، وَدُخُولِهِ فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ، وَأَنَّ رُكْبَتَهُ لَتَمَسُّ فَخِذَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ أَنَسٌ: ثُمَّ حُسِرَ الْإِزَارُ عَنْ فَخِذِهِ، حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ فَإِنَّ انْحِسَارَ الْإِزَارِ عَنْ فَخِذَيْهِ لَمْ يَكُنْ بِقَصْدِهِ، وَإِنَّمَا حَسَرَهُ عَنْهُ ضِيقُ الزُّقَاقِ. وَقَدْ رَوَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ (¬2) عَنْ أَنَسٍ، فَقَالَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ: وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ رُكْبَةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَذْكُرِ انْكِشَافَ الْفَخِذِ، وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَذْكُرِ انْكِشَافَ الْفَخِذِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1/ 83) ومسلم (4/ 145)، (5/ 185). (¬2) أخرجه ابن مَلّاس في حديثه (ص 159) عن مروان بن معاوية، عن حميد به.

مسألة (94): وعورة الحرة جميع بدنها غير الوجه والكفين

مَسْأَلَةٌ (94): وَعَوْرَةُ الْحُرَّةِ جَمِيعُ بَدَنِهَا غَيْرَ الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: غَيْرَ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَالرِّجْلَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَعَنْهُ فِي الْعَضُدِ رِوَايَتَانِ. قَالَ: فَإِنِ انْكَشَفَ مِنْ عَوْرَتِهَا أَقَلُّ مِنْ رُبُعِ الْعُضْوِ صَحَّتْ صَلَاتُهَا (¬2). [2067] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّهِ، [عَنْ] (¬3) أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهَا سَأَلْتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَتُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي دِرْعٍ وَخِمَارٍ (¬4) لَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ؟ فَقَالَ: "إِذَا كَانَ الدِّرْعُ سَابِغًا يُغَطِّي ظُهُورَ قَدَمَيْهَا" (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 201)، ومختصر المزني (ص 27)، والحاوي الكبير (2/ 167)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 33 - 35)، والمجموع (3/ 173 - 174). (¬2) انظر: الأصل (1/ 192)، والمبسوط للسرخسي (1/ 197)، (10/ 152 - 153)، وتحفة الفقهاء (3/ 334)، وبدائع الصنائع (1/ 117)، والهداية في شرح البداية (1/ 45)، (4/ 370)، وتحفة الملوك لزين الدين الرازي (1/ 63 - 64)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 96)، والبناية شرح الهداية (2/ 124 - 127). (¬3) ما بين المعقوفين من السنن الكبير (4/ 215)، وتهذيب الكمال للمزي. (¬4) المراد بالدرع: قميص المرأة. والخمار: ما يغطي الرأس. (¬5) أخرجه المزي في تهذيب الكمال (35/ 344) من طريق المؤلف. وأخرجه أبو داود في السنن (1/ 477) من طريق عثمان بن عمر به.

[2068] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْطَاكِيُّ وَمُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَا: ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خَالِدٍ - قَالَ يَعْقُوبُ: ابْنِ دُرَيْكٍ - عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، وَقَالَ: "يَا أَسْمَاءُ: إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا"، وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا مُرْسَلٌ؛ خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ (¬2). [2069] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (¬3). قَالَ: مَا فِي الْكَفِّ وَالْوَجْهِ (¬4). [2070] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الصَّغَانِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ الْأَحْوَلُ، ثنا ¬

_ (¬1) هنا في أصل الرواية من سنن أبي داود زيادة: "وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬2) أخرجه أبو داود في السنن رواية ابن داسة، مخطوط برنستون (ق 395)، والأزهرية (ق 400). (¬3) سورة النور (آية: 31). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 282) عن حفص به.

سَلَمَةُ بْنُ سَابُورَ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَنَسٍ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}. قَالَ: الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي (11/ 23).

مسألة (95): وكلام المخطئ والناسي والجاهل بتحريمه في الصلاة لا يقطع الصلاة

مَسْأَلَةٌ (95): وَكَلَامُ الْمُخْطِئِ وَالنَّاسِي وَالْجَاهِلِ بِتَحْرِيمِهِ فِي الصَّلَاةِ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَقْطَعُهَا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2071] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬3)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬4) (ح). وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬5)، أنا مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - انْصَرَفَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 283)، مختصر المزني (ص 27 - 28)، والحاوي الكبير (2/ 183)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 45 - 48)، والمجموع (4/ 8، 11)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (2/ 37 - 39). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (2/ 113)، وبدائع الصنائع (1/ 235)، وتبيين الحقائق (1/ 154)، والهداية في شرح البداية (1/ 62)، والبناية شرح الهداية (2/ 404)، وفتح القدير (1/ 405 - 406). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 58). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 23/ ب). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 280).

فَصَلَّى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ (¬1)، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَحَمَّادٍ عَنْ أَيُّوبَ (¬3). وَقَوْلُ النَّاسِ: "نَعَمْ" لَمْ يَقْدَحْ فِي صَلَاتِهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ قَالُوهُ جَوَابًا لِسُؤَالِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِجَابَتُهُمْ كَانَتْ وَاجِبَةً عَلَيْهِمْ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا، بِدَلِيلِ مَا: [2072] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دعَاهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَصَلَّى ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوتُكَ؟ " قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي. فَقَالَ: "أَلمْ يَقُلِ اللَّهُ - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟ " (¬4) وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬5). [2073] ثم قَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبِ فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى الْقَوْمِ فَقَالَ: "أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَأَوْمَئُوا أَيْ نَعَمْ. ¬

_ (¬1) في الأصل: "أخرتين" والمثبت من الأم للشافعي، وموطأ مالك رواية القعنبي. (¬2) صحيح البخاري (1/ 144). (¬3) صحيح مسلم (2/ 86). (¬4) سورة الأنفال (آية: 24). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (6/ 17) من حديث شعبة.

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَذَكَرَهُ أَتَمَّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، وَقَالَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ (¬1) (¬2). وَكَذَلِكَ قَالَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: فَأَوْمَئُوا (¬3). [2074] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، قَالُوا: ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى فَسَهَا، فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ - يُقَالُ لَهُ: ذُو الْيَدَيْنِ -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: "مَا قَصُرَتْ، وَمَا نَسِيتُ". قَالَ: فَإِنَّكَ صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ: "أَكَمَا قَالَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ (¬4). [2075] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬5)، ثنا إِسْمَاعِيلُ (ح). ¬

_ (¬1) في سنن أبي داود: "العشي". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 58). (¬3) راجع علل الدارقطني (5/ 3، 4). (¬4) أخرجه أبو داود (2/ 257)، وابن ماجه (2/ 54)، وابن خزيمة (1/ 511) والبزار (2/ 224) من طريق أبي أسامة به. (¬5) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4570).

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ، ثنا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ دَخَلَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ - يُقَالُ لَهُ: الْخِرْبَاقُ - قَالَ: وَكَانَ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: فَخَرَجَ مُغْضَبًا يَجُرُّ رِدَاءَهُ - أَوْ قَالَ: ثَوْبَهُ - حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ: "أَكمَا يَقُولُ هَذَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَصَلَّى الرَّكْعَةَ الَّتِي تَرَكَ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬1). [2076] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ - أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى يَوْمًا، فَسَلَّمَ وَقَدْ بَقِيَتْ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةٌ، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: نَسِيتَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً. فَرَجَعَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَةً. فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ النَّاسَ، فَقَالُوا لِي: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ فَقُلْتُ: إِلَّا أَنْ أَرَاهُ، فَمَرَّ بِي فَقُلْتُ: هَذَا هُوَ. فَقَالُوا: هَذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2). [2077] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 87). (¬2) أخرجه أبو داود (2/ 261)، والنسائي (3/ 610) عن قتيبة به.

السَّهْمِيُّ، ثنا هِشَامٌ - وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ - عَنْ عِسْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْحَجَرِ يَسْتَلِمُهُ، فَسَبَّحْنَا، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: مَا أَتْمَمْنَا الصَّلَاةَ؟ فَقُلْنَا بِرُؤُوسِنَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَيْ لَا. فَرَجَعَ فَصَلَّى الرَّكْعَةَ الْبَاقِيَةَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ. قَالَ عَطَاءٌ: فَلَمْ أَدْرِ مَا ذَاكَ، فَخَرَجْتُ مِنْ فَوْرِي حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِصَنِيعِهِ، فَقَالَ: مَا أَمَاطَ (¬1) عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [2078] أخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. قَالَ: فَحَدَّقَنِي (¬3) الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ! مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ فَضَرَبَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُسَكِّتُونَنِي (¬4) لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دعَانِي، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي؛ مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللَّهِ مَا ضَرَبَنِي، وَلَا كَهَرَنِي (¬5) وَلَا سَبَّنِي، فَقَالَ: "إِنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لَا يَصْلُحُ ¬

_ (¬1) أي ما بعُد ولا تنحَّى عن السنَّة. (¬2) أخرجه البزار (11/ 371) من طريق هشام بن حسان به. (¬3) أي رَمَوْني بحَدَقهم، جمع حَدَقة وهي العين. والتحديق: شدة النظر. النهاية (حدق). (¬4) قوله: "يسكتونني" في النسخ: "يسكتوني"، وما أثبتناه الجادة. (¬5) في حاشية الأصل: "الكهر: الانتهار، وفي غير هذا: ارتفاع النهار". اهـ.

فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، وَإِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬1). وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ كَلَامَ الْجَاهِلِ بِتَحْرِيمِ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ لَا يُبْطِلُهَا؛ إِذْ لَمْ يَأْمُرْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ. [2079] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا دَعْلَجُ (¬2) بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحْرٍ الْخَشَّابُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ إِسْلَامُ مُعَاوِيةَ بْنِ الْحَكَمِ فِي آخِرِ الْأَمْرِ، فَلَمْ يَأْمُرْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بإِعَادَةِ الصَّلَاةِ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فِي صَلَاتِهِ جَاهِلًا أَوْ سَاهِيًا مَضَتْ صَلَاتُهُ، وَمَنْ تَكَلَّمَ عَامِدًا اسْتَأْنَفَ الصَّلَاةَ (¬3). [2080] أخبرنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرُ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" (¬4). إِسْنَادُهُ مُسْتَقِيمٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 71). (¬2) في الأصل: "صالح". والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 590) بسنده. (¬4) أخرجه ابن حبان (5/ 469)، والدارقطني في السنن (5/ 300) من طريق الربيع بن سليمان به. والحاكم في المستدرك (3/ 391) من طريق بحر بن نصر الخولاني، عن بشر به.

[2081] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله - بِطُوسٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَوْذَبٍ الْمُقْرِئُ بِوَاسطٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدِ بْنِ خُثَيْمٍ الْكُوفِيُّ بِوَاسطٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فِي الصَّلَاةِ فَتَرُدُّ عَلَيْنَا. قَالَ: "إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ وَغَيْرِهِ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ (¬2). [2082] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَخْبَرَنَا ابُو بَكْرٍ الْقَاضِي، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ أَنْ نَأْتِيَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنَ الْحَبَشَةِ أَتَيْتُهُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ (¬3)، فَجَلَسْتُ حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَتَيْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 62). (¬2) صحيح مسلم (2/ 71). (¬3) قال ابن الأثير: "يقال للرجُل إذا أقْلقَه الشيء وأزعَجه: أخَذه ما قَرُب وما بَعُد، وما قَدُم وما حَدُث، كأنه يُفكِّر ويَهْتَم في بعيد أموره وقريبها. يعني أيّها كان سببًا في الامتناع من رَدّ السلام". النهاية (قرب).

يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ" (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا وَرَدَ فِي الْعَمْدِ، ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ قَبْلَ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ، وَقِصَّةُ ذِي الْيَدَيْنِ بِرِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ كَانَتْ (¬2) بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ آخِرِهِمْ إِسْلَامًا. [2083] أخبرنا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ سِنِينَ (¬3). فَصارَ كَلَامُ النَّاسِي وَالْمُخْطِئِ مُسْتَثْنًى عَنِ الْخَبَرِ الْأَوَّلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2084] أخبرنا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أنا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، يُكَلِّمُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِالْحَاجَةِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (¬4)، فَأُمِرْنَا حِينَئِذٍ بِالسُّكُوتِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬5). وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 71). (¬2) في الأصل؛ ومختصر خلافيات البيهقي لابن فرح (2/ 160): "كان"، والجادة ما أثبتناه. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح (4/ 196) من طريق إسماعيل. (¬4) سورة البقرة (آية: 238). (¬5) صحيح مسلم (2/ 71). (¬6) صحيح البخاري (2/ 62).

وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ (¬1) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: كَانَ الرَّجُلُ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ. لَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى نَفْسِهِ. ثُمَّ إِنَّ زَيْدًا كَانَ مِنْ مُتَقَدِّمِي الْأَنْصَارِ إِسْلَامًا، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا فِي ابْتِدَاءِ الْهِجْرَةِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ التَّحْرِيمُ ثَابِتًا مِنَ الْوَقْتِ الَّذِي ذَكَرَ ابْنُ مَسْعُودٍ، ثُمَّ وَرَدَتِ الْآيَةُ عَلَى وِفَاقِ ذَلِكَ تَأْكِيدًا لَهُ. وَقَدْ: [2085] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى بَعِيرِهِ، فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ لِي بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَوْمَأَ زُهَيْرٌ بِيَدِهِ، ثُمَّ كَلَّمْتُهُ، فَقَالَ لِي هَكَذَا، وَأَوْمَأَ أَيْضًا زُهَيْرٌ بِيَدِهِ نَحْوَ الْأَرْضِ، وَأَنَا أَسْمَعُهُ يَقْرَأُ يُومِئُ بِرَأْسِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "مَا فَعَلْتَ فِي الَّذِي أَرْسَلْتُكَ لَهُ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُكلِّمَكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أُصَلِّي". قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَبُو الزُّبَيْرِ جَالِسٌ مَعَهُ مُسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ بِيَدِهِ أَبُو الزُّبَيْرِ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَقَالَ بِيَدِهِ إِلَى غَيْرِ الْكَعْبَةِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬2). وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ تَحْرِيمَ الْكَلَامِ كَانَ ثَابِتًا زَمَنَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَإِسْلَامُ أَبِي هُرَيْرَةَ كَانَ زَمَنَ خَيْبَرَ بَعْدَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَقَدْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي قِصَّةِ ذِي الْيَدَيْنِ: صَلَّى ¬

_ (¬1) هذا لفظ البخاري ومسلم. (¬2) صحيح مسلم (2/ 71).

بِنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - (¬1). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 87).

مسألة (96): إذا نفخ في الصلاة ولم يبن من كلامه حرفان لم تبطل صلاته

مَسْأَلَةٌ (96): إِذَا نَفَخَ فِي الصَّلَاةِ وَلَمْ يَبِنْ مِنْ كَلَامِهِ حَرْفَانِ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تَبْطُلُ (¬2). [2086] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا (¬3) مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ نَفَخَ فِي آخِرِ سُجُودِهِ (¬4). [2087] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا سَلَمَةُ الْأَبْرَشُ، حَدَّثَنِي أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِقُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّا نَتَأَذَّى بِرِيشِ الْحَمَامِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذَا سَجَدْنَا. فَقَالَ: انْفُخُوا (¬5). احْتَجُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) انظر: الإقناع للماوردي (ص 46)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 44)، والمجموع (4/ 8 - 10)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (2/ 37). (¬2) انظر: الأصل (1/ 36)، والمبسوط للسرخسي (1/ 33)، وبدائع الصنائع (1/ 234)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 156)، والبناية شرح الهداية (2/ 412). (¬3) في الأصل: "ابن"، والمثبت من أصل الرواية من سنن أبي داود. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 74). (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 48).

[2088] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ عَنِ النَّفْخِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ لِغُلَامٍ لَنَا: "إِذَا سَجَدْتَ يَا رَبَاحُ فَتَرِّبْ وَجْهَكَ" (¬1). قَالُوا: مَعْنَاهُ: لَا تَنْفُخْ مَوْضِعَ السُّجُودِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، وَهُوَ مَيْمُونٌ الْكُوفِيُّ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ. [2089] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ وَيَعْقُوبُ الدَّشْتَكِيُّ، قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ الْأَزْهَرِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى غُلَامٍ لَنَا - يُقَالُ لَهُ: رَبَاحٌ - وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا سَجَدَ نَفَخَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا رَبَاحُ، لَا تَنْفُخْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ نَفَخَ فَقَدْ تَكَلَّمَ" (¬2). هَذَا أَضْعَفُ مِنَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى نَفْخٍ يَبْلُغُ ثَلَاثَةَ أَحْرُفٍ، فَأَمَّا دُونَهُ كَقَوْلِكَ: أُفْ، فَلَا يَكُونُ كَلَامًا حَتَّى تُشَدَّدَ الْفَاءُ، فَيَكُونَ ثَلَاثَةَ أَحْرُفٍ، مِنَ التَّأفِيفِ. قَالَ: وَالنَّافِخُ لَا يُخْرِجُ الْفَاءَ فِي نَفْخِهِ مُشَدَّدَةً، وَلَا يَكَادُ يُخْرِجُهَا فَاءً صَادِقَةً مِنْ مَخْرَجِهَا. قَالَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ - رحمه الله - (¬3). [2090] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، وَأَبُو صَادِقِ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1/ 433)، وابن أبي شيبة (4/ 426) عن أبي حمزة به. (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 453) عن عنبسة به. (¬3) معالم السنن (1/ 259).

أَبِي الْفَوَارِسِ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا أَبُو أُمَيَّةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ الْخُزَاعِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ - وَقَالَ أَبُو صَادِقٍ: إِيَاسٍ - عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَارِجَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ، وَأَنْ يُنْفَخَ مَوْضِعُ السُّجُودِ (¬1). خَالِدُ بْنُ إِيَاسٍ مَتْرُوكٌ. [2091] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَلْهَاهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَذَاكَ حَظُّهُ، وَالنَّفْخُ كَلَامٌ" (¬2). نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ مَتْرُوكٌ، وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 137) عن خالد بن إلياس به. وأخرجه في الأوسط (2/ 132) عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن عبد الله بن خارجة به. ووقع في الكبير: "عن خارجة بن زيد بن ثابت". (¬2) نصب الراية للزيلعي (2/ 101).

مسألة (97): ومن سبقه الحدث في صلاته استأنف صلاته في الصحيح من المذهب

مَسْأَلَةٌ (97): وَمَنْ سَبَقَهُ الْحَدَثُ فِي صَلَاتِهِ اسْتَأْنَفَ صَلَاتَهُ فِي الصَّحِيحِ مِنَ الْمَذْهَبِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَتَوَضَّأُ وَيَبْنِي عَلَى صَلَاتِهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2092] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا، فَشَكَلَ عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لَا؟ فَلَا يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَرِيرٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زيدٍ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ (¬4). [2093] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 66)، ومختصر المزني (ص 28)، والحاوي الكبير (2/ 184)، والمجموع (2/ 363). (¬2) انظر: الأصل (1/ 164)، والمبسوط للسرخسي (1/ 169)، وتحفة الفقهاء (1/ 219)، وبدائع الصنائع (1/ 220 - 221). (¬3) صحيح مسلم (1/ 190). (¬4) صحيح البخاري (3/ 54).

عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا فَسَا أَحَدُكمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُعِدْ صَلَاتَهُ". أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ (¬1). وَاحْتَجَّ الْبُوَيْطِيُّ وَالرَّبِيعُ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ بِغَيرِ طُهُورٍ". [2094] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: يَسْتَأْنِفُ. يَعْنِي فِي الرُّعَافِ (¬2). احْتَجَّ فِي الْبُوَيْطِيِّ فَقَالَ: لَمَّا اخْتَلَفَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ قَوْلُ الْمِسْوَرِ أَشْبَهَهَا؛ لِأَنِّي لَا أَعْلَمُ خِلَافًا أَنَّ كُلَّ مَنْ وَلَّى ظَهْرَهُ الْقِبْلَةَ عَامِدًا أَعَادَ الصَّلَاةَ، وَالرَّاعِفُ مُوَلِّي ظَهْرِهِ الْقِبْلَةَ عَامِدًا، وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذَا صَرَفْتَ وَجْهَكَ عَنِ الْقِبْلَةِ فَأَعِدْ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا يَرْوُونَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَاءَ أَوْ رَعَفَ أَوْ أَمْذَى فِي صَلَاتِهِ" الْحَدِيثَ. وَقَدْ أَبْطَلْنَا أَسَانِيدَهُ فِي مَسْأَلَةِ الْوُضُوءِ مِنَ الْقَيْءِ وَالرُّعَافِ (¬3)، وَيَرْوِيهِ الْحَارِثُ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَالْحَارِثُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَيَرْوِيهِ ثُوَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 58). (¬2) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (3/ 174) بسنده. (¬3) حديث رقم (1059).

أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، وَهُوَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ صَحِيحٌ، وَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى أَنْ يُتَّبَعَ، وَرَوَاهُ عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ عَنْ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ - وَلَيْسَا بِالْقَوِيَّيْنِ - عَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه -. * * *

مسألة (98): وما أدركه المسبوق فهو أول صلاته

مَسْأَلَةٌ (98): وَمَا أدْرَكَهُ الْمَسْبُوقُ فَهُوَ أَوَّلُ صَلَاتِهِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَا أدْرَكَهُ فَهُوَ آخِرُ صَلَاتِهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2095] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأتِمُّوا". [2096] قال: وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذئْبٍ، ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلُهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 206)، ومختصر المزني (ص 28)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 209)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 204)، والمجموع (4/ 117 - 118). (¬2) انظر: الأصل (1/ 231 - 232)، والمبسوط للسرخسي (1/ 189 - 190)، وتحفة الفقهاء (1/ 170)، وبدائع الصنائع (1/ 247). (¬3) صحيح البخاري (1/ 129). (¬4) صحيح مسلم (2/ 99).

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ" فِيمَا رُوِيَ عَنْهُ. [2097] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬1)، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: مَا أَدْرَكْتَ مَعَ الْإِمَامِ فَهُوَ أَوَّلُ صَلَاتِكَ، وَاقْضِ مَا سَبَقَكَ بِهِ مِنَ الْقُرْآنِ. [2098] قال: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، مِثْلَ قَوْلِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (¬2). [2099] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: مَا أَدْرَكْتَ فَهُوَ أَوَّلُ صَلَاتِكَ (¬3). [2100] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، أنا الْحَسَنُ، ثنا يَحْيَى، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ. [2101] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، أنا الْحَسَنُ، ثنا يَحْيَى، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ. [2102] وبه أَخْبَرَنَا سعِيدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ مِثْلَ ذَلِكَ. [2103] وبه ثنا سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مِثْلَ ذَلِكَ. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 226). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 83/ أ). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 419) بسنده.

وَرُوِّينَا فِي السُّنَنِ عَنْ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَبَا الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنهما - قَالَا: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ آخِرِ صَلَاةِ الْإِمَامِ فَاجْعَلْهُ أَوَّلَ صَلَاتِكَ (¬1). قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: وَبِهِ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. [2104] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: مَا أَدْرَكْتَ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ فَهُوَ أَوَّلُ صَلَاتِكَ (ح). [2105] قال: وَثنا مُعَاذٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ. احْتَجُّوا بِمَا: [2106] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ (¬2)، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، ثُمَّ اقْضُوا مَا فَاتَكُمْ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ عَنْ سُفْيَانَ (¬3). [2107] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ رَوَاهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرَ ابْنِ عُيَيْنَةَ: "وَاقْضُوا مَا فَاتَكُمْ". قَالَ مُسْلِمٌ: أَخْطَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ (¬4). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 420). (¬2) السَّعْي: العَدْو. (¬3) صحيح مسلم (2/ 99). (¬4) أخرجه مسلم في التمييز كما في شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي (5/ 16).

هَذَا الْحَدِيثُ (¬1) رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَمَعْمَرٌ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: "وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا". وَكَذَا قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (ح). وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ح). وَهَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ح). وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "فَأَتِمُّوا". وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: "فَاقْضُوا" (ح). وَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "وَاقْضُوا مَا سَبَقَكُمْ"، وَكَذَا قَالَ ابْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "وَلْيَقْضِ"، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو قَتَادَةَ وَأَنَسٌ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "فَأَتِمُّوا"، وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: "فَاقْضُوا"، وَعَنْ أَنَسٍ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: "وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ"، وَالَّذِينَ (¬2) قَالُوا: "فَأَتِمُّوا" أَكَثْرُ وَأَحْفَظُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ لَفْظُ الْقَضَاءِ مِمَّنْ ذَكَرَهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْفِعْلِ، قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} (¬3). * * * ¬

_ (¬1) هذا نص كلام أبي داود في السنن (ق 59) وسائرها مخرجة عنده. (¬2) في الأصل: "الذي"، والمثبت من المختصر لابن فرح (2/ 169). (¬3) سورة فصلت (آية: 12).

مسألة (99): ومن صلى فريضة من الفرائض الخمس منفردا، ثم أدرك فيها جماعة، فإنه يصليها في الجماعة

مَسْأَلَةٌ (99): وَمَنْ صَلَّى فَرِيضَةً مِنَ الْفَرَائِضِ الْخَمْسِ مُنْفَرِدًا، ثُمَّ أَدْرَكَ فِيهَا جَمَاعَةً، فَإِنَّهُ يُصَلِّيهَا فِي الْجَمَاعَةِ (¬1). وَبِهِ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي الظُّهْرِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَمْ يُجَوِّزْ ذَلِك فِي الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2108] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أُصَلِّيَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا "فَإِنْ أَدْرَكْتَ الْقَوْمَ قَدْ صَلَّوْا كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِلَّا كَانَت نَافِلَةً" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 561 - 562)، ومختصر المزني (ص 28)، والحاوي الكبير (2/ 195)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 148)، والمجموع (4/ 120). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 175)، وتحفة الفقهاء (1/ 198 - 200)، وبدائع الصنائع (1/ 286)، والهداية في شرح البداية (1/ 71)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 181)، والبناية شرح الهداية (2/ 562 - 566). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 195). (¬4) صحيح مسلم (2/ 120).

[2109] وحدثنا الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ - قدس الله روحه -، أنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ وَالِدِي - رحمه الله -، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَبَا ذَرٍّ، صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَتَيْتَ النَّاسَ وَقَدْ صَلَّوْا كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا صَلَّوْا صَلَّيْتَ مَعَهُمْ، وَكَانَتْ لَكَ نَافِلَةً" (¬1). [2110] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رَجُل مِنْ بَنِي الدِّيلِ - يُقَالُ لَهُ: بُسْرُ بْنُ مِحْجَنٍ - عَنْ أَبِيهِ مِحْجَنٍ، أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِسٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأُذِّنَ بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فصَلَّى، وَمِحْجَنٌ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ؟ أَلَسْتَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنْ كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا جِئْتَ فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ" (¬2). [2111] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْمُحَكَّمُ فِي حَدِيثِ الْمَدَنِيِّينَ (¬3)، وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ فِي الْمُوَطَّأِ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (9/ 4974) من طريق مرحوم العطار. (¬2) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 561). (¬3) في (ق) وهي المتفردة بهذا الجزء من الكتاب: "المزنيين"، والمثبت من أصل الرواية في مستدرك الحاكم. (¬4) مستدرك الحاكم (1/ 531).

[2112] حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّتَهُ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَلَمَّا قَضى الصَّلَاةَ انْحَرَفَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي (¬1) آخِرِ الْمَسْجِدِ مَا شَهِدَا مَعَهُ الصَّلَاةَ، فَقَالَ: "عَلَيَّ بِهِمَا"، فَأُتِيَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا (¬2)، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ " قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا (¬3). قَالَ: "فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ، فَصَلِّيَا مَعَهُمْ؛ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ" (¬4). [2113] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ (¬5). [2114] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، ثنا أَبِي، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْعَصْرِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، ¬

_ (¬1) هنا ينتهي السقط الذي في النسخة (س). (¬2) أي خائفين. (¬3) جمع رَحْل؛ وهو المُنزِل. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 448) من طريق هشيم. (¬5) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 134) من طريق هشام وشعبة.

فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلَيْنِ فِي أَقْصَى النَّاسِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَنَا، فَقَالَ: "عَلَيَّ بِهِمَا". فَأُتِيَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: "مَا لَكُمَا لَمْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ " قَالَا: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا فِي مَنَازِلِنَا فَظَنَنَّا أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ فَصَلَّيْنَا، فَلَمَّا جِئْنَا وَجَدْنَاكَ لَمْ تُصَلِّ، وَقُلْتَ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ"، فَقَعَدْنَا لِذَلِكَ. فَقَالَ: "لَا تَفْعَلَا، إِذَا جِئْتُمَا مَسْجِدًا وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ فَصَلُّوا مَعَهُمْ". وَهَذَا غَلَطٌ، وَالصَّوَابُ: عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ. كَذَلِكَ رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ، وَهُوَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى (¬1)، مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ السُّنَنِ. [2115] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْفَجْرَ بِمِنًى، فَجَاءَ رَجُلَانِ حَتَّى وَقَفَا عَلَى رَوَاحِلِهِمَا، فَأَمَرَ بِهِمَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجِيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: "مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَ النَّاسِ؟ أَلَسْتُمَا مُسْلِمَيْنِ؟ " قَالَا: بِأَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا. فَقَالَ لَهُمَا: "إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا، ثُمَّ أَتَيْتُمَا الْإِمَامَ فَصَلِّيَا مَعَهُ؛ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ". مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬3). ¬

_ (¬1) انظر علل الدارقطني (8/ 113). (¬2) من قوله: "عن يعلى" إلى هنا ليس في (س). (¬3) السنن الكبير للمؤلف (4/ 423).

رَوَاهُ (¬1) نُوحُ بْنُ صَعْصَعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: جِئْتُ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ فَجَلَسْتُ وَلَمْ أَدْخُلْ (¬2) مَعَهُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ النَّبِيُّ (¬3) - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا جِئْتَ الصَّلَاةَ فَوَجَدْتَ النَّاسَ فَصَلِّ مَعَهُمْ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ فَلْتَكُنْ لَكَ نَافِلَةً، وَهَذِهِ مَكْتُوبَةً": [2116] أخبرناه أبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ السَّائِبِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ نُوحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: صَلَّيْتُ ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَدْخُلْ مَعَهُمْ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: "إِذَا صَلَّيْتَ ثُمَّ جِئْتَ وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ فَصَلِّ؛ تَكُونُ (¬5) لَكَ (¬6) نَافِلَةً وَهَذِهِ مَكْتُوبَةً" (¬7). [2117] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، ثنا أبُو الْفَضْلِ عُبْدُوسُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬8) بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْأَنْصَارِيُّ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى - حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: قَدِمْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَصَلَّى بِنَا ¬

_ (¬1) في (س): "ورواه". (¬2) في (س): "ولم أصل". (¬3) في (س): "فقال لهم". (¬4) قوله: "ثنا عبد الله بن محمد بن حيان" ليس في (س). (¬5) في (ق): "يكون"، ولم ينقط حرف المضارعة في (س)، ولعل ما أثبتنا الجادة. (¬6) في (ق): "ذلك"، وضبب على الذال. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 432) من طريق معن. (¬8) في (س): "الحسن".

الْغَدَاةَ بِالْمِرْبَدِ (¬1)، ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّيْنَا مَعَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. [2118] أخبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: إِنِّي أُصَلِّي فِي بَيْتِي ثُمَّ آتِي الْمَسْجِدَ فَأَجِدُ الْإِمَامَ يُصَلِّي، أَفَأُصَلِّي مَعَهُ؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: نَعَمْ، مَنْ صَنَعَ (¬2) ذَلِكَ فَإِنَّ (¬3) لَهُ سَهْمَ جَمْعٍ (¬4)، أَوْ مِثْلَ سَهْمِ جَمْعٍ (¬5) (¬6). وَقَدْ أَسْنَدَهُ بُكَيْرُ بْنُ (¬7) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ عَفِيفٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ (¬8): عَفِيفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْمُسَيَّبِ: [2119] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا ابْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَفِيفَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَجَلٌ مِنْ بَنِي أَسَدِ (¬9) بْنِ ¬

_ (¬1) المِربد: موضع بالبصرة. (¬2) في (ق): "منع". (¬3) في (ق): "وإن". (¬4) أي له سهم من الخير جُمع فيه حظان. والجيم مفتوحة. وقيل: أراد بالجمع الجيشَ؛ أي كسَهْمِ الجيش من الغنيمة. النهاية (جمع). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 30/ ب). (¬6) في الموطأ: "جامع". (¬7) في (ق): "عن". (¬8) قوله: "عفيف إلا أنه قال"، ساقط من: (ق). (¬9) من قوله: "أحمد بن صالح" إلى هنا ساقط من (س).

خُزَيْمَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، قال: يُصَلِّي أحَدُنَا فِي مَنْزِلِهِ الصَّلَاةَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَأُصَلِّي مَعَهُمْ فَأَجِدُ فِي نَفْسِي (¬1) مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فَذَلِكَ لَهُ سَهْمُ جَمْعٍ" (¬2). [2120] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ عُبْدُوسُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْأَنْصَارِيُّ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى - حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: كَانَ أَبُو مُوسَى عَلَى جُنْدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ (¬3)، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ عَلَى جُنْدِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا (¬4)، فَتَوَاعَدَا أَنْ يَلْتَقِيَا عِنْدِي غَدْوَةً، فَصَلَّى أَحَدُهُمَا بأَصْحَابِهِ ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى مَعَنَا. وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي الرَّجُلِ الَّذِي دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّيَ مَعَهُ". فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ (¬5). وَعَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْخَبَرِ: فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَصَلَّى مَعَهُ، وَقَدْ كَانَ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬6). وَدَلِيلُهُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ نَهْيُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ (¬7)، وَذَلِكَ مَخْصُوصٌ بِمَا رَوَيْنَا، فَإِنَّ حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. ¬

_ (¬1) في (س): "نفسه". وهو تصحيف. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 60). (¬3) في (س): "أهل مصر". (¬4) قوله: "وكنت بينهما" ليس في (ق). (¬5) السنن لأبي داود (1/ 431). (¬6) المصنف لابن أبي شيبة (4/ 452). (¬7) قوله: "الشمس" ليس في (س).

[2121] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ - مَوْلَى مَيْمُونَةَ (¬1) - قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عَلَى الْبَلَاطِ (¬2) وَهُمْ يُصَلُّونَ، قُلْتُ: أَلَا تُصَلِّي مَعَهُمْ؟ قَالَ (¬3): قَدْ صَلَّيْتُ قَدْ صَلَّيْتُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ" (¬4). تَفَرَّدَ بِهِ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَمْرٍو، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2122] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ - زَادَ ابْنُ مُكْرَمٍ: وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، وَهَذَا حَدِيثُ يَزِيدَ - ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ مَوْلَى مَيْمُونَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ (¬5): "لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ" (¬6). تَفَرَّدَ بِهِ حُسَيْنٌ. أَيْ كِلْتَاهُمَا عَلَى وَجْهِ الْفَرْضِ، بَلْ يَكُونُ الْأَمْرُ بِإِعَادَتِهَا (¬7) اخْتِيَارًا وَلَيْسَ بِحَتْمٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) في (س): "معاوية". وهو تحريف. (¬2) موضع بالمدينة ما بين المسجد والسوق. معجم ما استعجم (1/ 271). (¬3) في (س): "قلت". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 60). (¬5) قوله: "يقول" ليس في (س). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 284) من طريق يزيد بن هارون. (¬7) في (س): "بإعادتهما".

[2123] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬1) بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ (¬2) ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ أَوِ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَدْرَكَهُمَا مَعَ الْإِمَامِ فَلَا يَعُدْ (¬3) لَهُمَا (¬4). وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِخِلَافِهِ: [2124] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، أنا (¬5) مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي أُصَلِّي فِي بَيْتِي، ثُمَّ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ مَعَ الْإِمَامِ، أَفَأُصَلِّي مَعَهُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: نَعَمْ، فَصَلِّ مَعَهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: فَأَيَّتَهُمَا أَجْعَلُ صَلَاتِي؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: وَذَلِكَ إِلَيْكَ؟ ! إِنَّمَا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ يَجْعَلُ أَيُّتَهُمَا شَاءَ (¬6). فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: فَلَا يَعُدْ لَهُمَا، أَيْ: لَا يَعُدَّهُمَا مَفْعُولَيْنِ (¬7)، وَيُعِيدُهُمَا مَعَ الْإِمَامِ، أَوْ لَا يَعُدْ لَهُمَا عَلَى طَرِيقِ الْوُجُوبِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى طَرِيقِ الِاخْتِيَارِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "أحمد" ليس في (س). (¬2) في (ق): "عن". (¬3) في (س): "يعتد". (¬4) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 561). (¬5) في (ق): "ثنا". (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 30/ ب). (¬7) في مختصر الخلافيات (2/ 172): "مقبولين".

مسألة (100): ومن لم يقدر أن يصلي قاعدا، وقدر أن يصلي مستقبلا مستلقيا على قفاه وعلى الجنب صلى على جنبه

مَسْأَلَةٌ (100): وَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُصَلِّيَ قَاعِدًا، وَقَدَرَ أَنْ يُصَلِّيَ مُسْتَقْبِلًا مُسْتَلْقِيًا عَلَى قَفَاهُ وَعَلَى الْجَنْبِ صَلَّى عَلَى جَنْبِهِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُصَلِّي مُسْتَلْقِيًا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2125] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬3) بْنِ الْفَضلِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَجَالِسًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 176 - 177)، والحاوي الكبير (2/ 196 - 197)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 215 - 216)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 484 - 486)، والمجموع (4/ 206). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 213)، وتحفة الفقهاء (1/ 189 - 191)، وبدائع الصنائع (1/ 106 - 107)، والهداية في شرح البداية (1/ 77)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 201)، والبناية شرح الهداية (2/ 639 - 640). (¬3) قوله: "ابن محمد" ليس في (س)

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (¬1). [2126] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ (¬3)، ثنا حَسَنُ (¬4) بْنُ حُسَيْنٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنهم -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمَرِيضُ يُصَلِّي قَائِمًا إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ صَلَّى قَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَسْجُدَ أَوْمَأَ وَجَعَلَ سُجُودَهُ أَخْفَضَ مِنْ (¬5) رُكُوعِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ قَاعِدًا صَلَّى عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ صَلَّى مُسْتَلْقِيًا، رِجْلُهُ (¬6) مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ" (¬7). [2127] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ (¬8)، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلَاةُ الْمَرِيض؛ يُصَلِّي قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا (¬9)، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 48). (¬2) في (س): "الحسن". (¬3) في (ق): "الحيري"، وغير منقوطة في (س)، والمثبت الصواب كما في المشتبه. (¬4) في (ق): "حسين"، وصوبت بخط حديث إلى: "حسن". (¬5) قوله "من" ساقط من (س). (¬6) في (س): "رجليه". (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 377) من طريق الحسين الحبري. (¬8) في (ق): "الحُسين". (¬9) في (س): "تستطع صلي قاعدًا".

فَمُضْطَجِعًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ (¬1) فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْعُذْرِ" (¬2). وَهَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي هَذَا الْمَعْنَى مَوْقُوفٌ، وَفِيمَا مَضَى مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ كِفَايَةٌ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) في (ق): "يستطع". (¬2) أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 538).

مسألة (101): وأحب إذا قرأ آية رحمة أن يسأل والناس، أو آية عذاب أن يستعيذ والناس

مَسْأَلَةٌ (101): وَأُحِبُّ إِذَا قَرَأَ آيَةَ رَحْمَةٍ أَنْ يَسْأَلَ وَالنَّاسُ، أَوْ آيَةَ عَذَابٍ أَنْ يَسْتَعِيذَ وَالنَّاسُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يُكْرَهُ ذَلِكَ (¬2). [2128] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا (¬3)، إِذَا مَرَّ بِأَيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَقَالَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ"، فَكَانَ ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 28)، والحاوي الكبير (2/ 198)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 226)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 497)، والمجموع (2/ 191). (¬2) إن كان في صلاة التطوع فهو حسن إذا كان وحده، وأما الإمام فيكره له ذلك. انظر: الأصل (1/ 194)، والمبسوط للسرخسي (1/ 198 - 199)، وبدائع الصنائع (1/ 235)، والهداية في شرح البداية (1/ 77)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 155 - 156)، والبناية شرح الهداية (2/ 321 - 322). (¬3) التَّرَسُّل في القراءة: التمهُّل فيها.

رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" ثُمَّ قَامَ قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى" وَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ (¬1). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬2). [2129] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ - رضي الله عنها -: إِنَّ رِجَالًا يَقْرَأُ أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فِي اللَّيْلَةِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا؟ فَقَالَتْ: أُولَئِكَ قَرَءُوا وَلَمْ يَقْرَءُوا، كُنْتُ أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي اللَّيْلِ التَّامِّ، فَيَقْرَأُ بِالْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ، وَإِذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ دَعَا وَرَغِبَ، وَإِذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ دَعَا وَاسْتَعَاذَ (¬3). وَرُوِّينَا فِي السُّنَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ وَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬4). وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَرَأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قَالَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 305) مختصرًا. (¬2) صحيح مسلم (2/ 186). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 450). (¬4) المصدر السابق (4/ 451). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 160).

وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ، فَكَانَ إِذَا قَرَأَ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (¬1) قَالَ: سُبْحَانَكَ فَبَلَى، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَرَأَ مِنْكُمْ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} (¬3) فَلْيَقُلْ: بَلَى (¬4)، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، وَمَنْ قَرَأَ {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (¬5) فَانْتَهَى إِلَى {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَمَنْ قَرَأَ: وَالْمُرْسَلَاتِ فَبَلَغَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (¬6) فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللَّهِ" (¬7). [2130] حدثنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُصَلِّي تَطَوُّعًا، فَمَرَّ بِآيَةٍ فَقَالَ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، وَيْلٌ لِأَهْلِ النَّارِ مِنَ النَّارِ" (¬8). ¬

_ (¬1) سورة القيامة (آية: 40). (¬2) المصدر السابق (2/ 161). (¬3) سورة التين (آية: 8). (¬4) قوله: "بلى" ليس في (س)، وضبب عليه في (ق). (¬5) سورة القيامة (آية: 1). (¬6) سورة المرسلات (آية: 50). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 163). (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 303) من طريق علي بن هاشم.

[2131] وحدثناه أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ أَبُو بَكْرٍ الدَّقَّاقُ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي تَطَوُّعًا فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَيْلٌ لِأَهْلِ النَّارِ" (¬2). وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَرَأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى (¬3). وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنهُ قَرَأَ فِي الْجُمُعَةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى (¬4). وَعَلِيُّ (¬5) بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} (¬6) قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ. ثَلَاثًا، ثُمَّ قَرَأَ {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} وَ {الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} (¬7) فَذَكَرَ نَحْوَهُ ثَلَاثًا (¬8). * * * ¬

_ (¬1) في (ق): "عبيد". (¬2) أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة (2/ 543) من طريق عبيد الله بن موسى. (¬3) أخرجه عبد الرزاق (2/ 451). (¬4) المصدر السابق (2/ 451). (¬5) كذا في النسخ، وفي مختصر الخلافيات: "وعن علي". (¬6) سورة الواقعة (آية: 63). (¬7) سورة الواقعة (آية: 68). (¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك (5/ 51).

مسألة (102): وسجدة التلاوة غير واجبة

مَسْأَلَةٌ (102): وَسَجْدَةُ التِّلَاوةِ غَيْرُ وَاجِبَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا وَاجِبَةٌ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [2132] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ (¬3) يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَالَ: لَا قِرَاءَةَ مَعَ الْإِمَامِ فِي شَيْءٍ. وَزَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - {وَالنَّجْمِ} فَلَمْ يَسْجُدْ. [2133] وأخبرنا أَبُو عَمْرٍو، أنا أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا إِسمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ سَوَاءً. ¬

_ (¬1) انظر: اختلاف الحديث للشافعي (ص 47)، ومختصر المزني (ص 28)، والحاوي الكبير (2/ 200 - 201)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 228)، والوسيط في المذهب (2/ 202)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 102 - 103)، والمجموع (3/ 551 - 552). (¬2) انظر: الأصل (1/ 285)، والمبسوط للسرخسي (2/ 4)، وتحفة الفقهاء (1/ 235)، وبدائع الصنائع (1/ 179 - 180)، والهداية في شرح البداية (1/ 78)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 205)، والبناية شرح الهداية (2/ 660 - 661). (¬3) قوله: "يزيد بن خصيفة عن" ليس في (س).

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ وَغَيْرِهِ (¬1)، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬2) دُونَ الْقِرَاءَةِ مَعَ الْإِمَامِ. [2134] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ خَتَنُ الْمُقْرِئِ، ثنا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ (¬3) أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ فِي النَّجْمِ وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ تَرَكَهَا (¬4). [2135] وأخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أنا الْحَارِثُ أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْجُدْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ (¬5) مُنْذُ تَحَوَّلَ إِلَى الْمَدِينَةِ (¬6). وَبِهَذَا اللَّفْظِ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ: [2136] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬7). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 88). (¬2) صحيح البخاري (2/ 41). (¬3) في (س): "ابن عبيد الله". (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (9/ 235) من طريق بكر بن خلف. (¬5) المفصَّل: السور القِصار سُميت مفصلًا لكثرة الفصول بينها. (¬6) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 407). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 131).

وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سَجَدَ فِي الْمُفَصَّلِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ (¬1)، فَإِنْ صَحَّ حَدِيثُ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَدَعُهَا مَرَّةً وَيَسْجُدُهَا أُخْرَى، وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهَا غَيْرُ وَاجِبَةٍ. [2137] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، [عَنْ] (¬3) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬4) بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ فِي النَّجْمِ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، إِلَّا رَجُلَيْنِ أَرَادَا أَنْ يُشْهَرَا (¬5) قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَالرَّجُلَانِ لَا يَدَعَانِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْفَرْضَ، وَلَوْ تَرَكَاهُ أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِعَادَتِهِ (¬6). وَرَوَى عَطَاءُ (¬7) بْنُ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (¬8) فَلَمْ (¬9) يَسْجُدْ. أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ قُسَيْطٍ عَنْهُ (¬10). ¬

_ (¬1) في (س): "وهو في المدينة". (¬2) كذا في النسخ، وصوابه: "الحسن"، كما في السنن الكبير، ومصادر ترجمته، وسائر أسانيد المؤلف. (¬3) في (س): "ابن" والمثبت من السنن الكبير (4/ 483) ومختصر الخلافيات (2/ 177). (¬4) قوله: "عن محمد بن عبد الرحمن" سقط من (ق). (¬5) في النسخ الخطية: "يشهدا"، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 48). (¬7) في (س): "ورُوي عن عطاء". (¬8) سورة النجم (آية: 1). (¬9) في (س): "ولم". (¬10) صحيحا البخاري ومسلم (2/ 41)، (2/ 88).

قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: إِنَّ زَيْدًا لَمْ يَسْجُدْ، وَهُوَ الْقَارِئُ، فَلَمْ (¬1) يَسْجُدِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَكُنْ فَرْضًا فَيَأْمُرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِهِ (¬2) (¬3). وَقِيلَ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه -: الرَّجُلُ يَسْمَعُ السَّجْدَةَ وَلَمْ يَجْلِسْ لَهَا؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ قَعَدَ لَهَا؟ كَأَنَّهُ لَا يُوجِبُهُ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ فِي الْجَامِعِ عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنْ سُجُودِ الْقُرْآنِ، فَقَالَتْ: حَقٌّ لِلَّهِ (¬4) تُؤَدِّيهِ أَوْ تَطَوُّعٌ تَطَوَّعُهُ. الْحَدِيثَ (¬5). وَالِاعْتِمَادُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَلَى مَا: [2138] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَكِيعٍ النَّخَعِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ شَاكِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيِّ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ رَبِيعَةُ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ - عَمَّا حَضَرَ وَسَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ سُورَةَ النَّحْلِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ (¬6) فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ: يَا ¬

_ (¬1) في (س): "ولم". (¬2) في (س) بدون: "به". (¬3) اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 48). (¬4) في (س): "حق الله". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 346) من طريق عاصم. (¬6) في (س): "فنزل".

أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ. وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ. وَزَادَ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ (¬1). هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ (¬2). وَشَاهِدُهُ الْمُرْسَلُ الَّذِي: [2139] أخبرناه أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَرَأَ السَّجْدَةَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَنَزَلَ فَسَجَدَ فَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، فَتَهَيَّئُوا لِلسُّجُودِ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: عَلَى رِسْلِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكْتُبْهَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نَشَاءَ. فَقَرَأَهَا فَلَمْ يَسْجُدْ، وَمَنَعَهُمْ أَنْ يَسْجُدُوا (¬3) (¬4) (¬5). وَرَوَى (¬6) أَبُو حَامِدٍ الشَّارَكِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أنا الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ¬

_ (¬1) في (ق): "يشاء"، وغير منقوطة حرف المضارعة في (س)، والمثبت من صحيح البخاري. (¬2) صحيح البخاري (2/ 42). (¬3) في (س): "من السجود". (¬4) كتب ناسخ (ق) في الحاشية: "قال هذا حاشية من غير تخريج إليه"، وكتب ناسخ (س): "رأيت هذا التخريج على الحاشية، وذكر الشيخ الثقة الفاضل المغربي أنه رأى هذا الإلحاق وأنه وجده من غير تخريج إليه، وذكر أنه طبق بهذه المسألة وبالذي بعدها وهو هذا الحديث وحده". (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 24/ ب). (¬6) في (ق): "روى".

- رضي الله عنه - مَرَّ بِقَاصٍّ، فَقَرَأَ سَجْدَةً لِيَسْجُدَ مَعَهُ عُثْمَانُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: إِنَّمَا السُّجُودُ عَلَى مَنِ اسْتَمَعَ. ثُمَّ مَضَى وَلَمْ يَسْجُدْ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 344).

مسألة (103): وإذا لم يسجد التالي لآية السجدة فلا يسجد لها السامع في أصح الوجهين

مَسْأَلَةٌ (103): وَإِذَا لَمْ يَسْجُدِ (¬1) التَّالِي لِآيَةِ السَّجْدَةِ فَلَا يَسْجُدُ لَهَا السَّامِعُ فِي أَصَحِّ الْوَجْهَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَسْجُدُ السَّامِعُ وَإِنْ لَمْ يَسْجُدِ التَّالِي (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [2140] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّجْمَ، فَلَمْ يَسْجُدْ (¬4). [2141] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬5)، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَذَكَرَهُ وَقَالَ: إِنَّهُ ¬

_ (¬1) في (س): "وإذا سجد". (¬2) انظر: اختلاف الحديث للشافعي (ص 48 - 49)، والحاوي الكبير (2/ 200)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 229 - 230)، والوسيط في المذهب (2/ 204)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 105 - 106)، والمجموع (3/ 551 - 552). (¬3) انظر: الأصل (1/ 285)، والمبسوط للسرخسي (2/ 4)، وتحفة الفقهاء (1/ 236)، وبدائع الصنائع (1/ 180 - 181)، والهداية في شرح البداية (1/ 79)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 206)، والبناية شرح الهداية (2/ 666). (¬4) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 989). (¬5) قوله: "ابن سليمان" ليس في (ق).

قَرَأَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: النَّجْمَ، فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ آدَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (¬2)، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ (¬3). وَهُوَ أَيْضًا دَلِيلٌ فِي الْمَسْأَلَةِ قَبْلَهَا. وَرُوِيَ مُرْسَلًا: [2142] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فِيهَا سَجْدَةٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَجَدَ الرَّجُلُ وَسَجَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُ (¬4)، ثُمَّ قَرَأَ آيَةً فِيهَا سَجْدَةٌ وَهُوَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَانْتَظَرَ الرَّجُلُ أَنْ يَسْجُدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يَسْجُدْ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَرَأْتُ السَّجْدَةَ فَلَمْ تَسْجُدْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُنْتَ إِمَامَنَا (¬5)، فَلَوْ سَجَدْتَ سَجَدْتُ مَعَكَ" (¬6). وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ ضَعِيفَيْنِ: ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 47). (¬2) صحيح البخاري (2/ 41). (¬3) صحيح مسلم (2/ 88). (¬4) قوله: "معه" ليس في (س). (¬5) في (س): "إمامًا"، وكذا في أصل الرواية، والسنن الكبير (4/ 492). (¬6) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 225).

[2143] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا ابْنُ رُسْتَةَ، ثنا (¬1) الشَّاذَكُونِيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَجْدَةً، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "كُنْتَ إِمَامَنَا وَلَوْ سَجَدْتَ سَجَدْنَا". لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ، وَفِي حَدِيثِ الْفَقِيهِ قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ (¬2) - صلى الله عليه وسلم - السَّجْدَةَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: "مَا تَنْظُرُ، أَنْتَ إِمَامُنَا، فَإِذَا سَجَدْتَ سَجَدْنَا". [2144] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَرْغِيَانِيُّ بِهَا، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنِي سَلَامَةُ (¬3) بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ وَيحْيَى بْنُ مَالِكٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَا: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ (¬4)، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سُورَةً فِيهَا سَجْدَةٌ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ: ¬

_ (¬1) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬2) س: "عند رسول الله". (¬3) قوله: "سلامة"، ضبب عليه ناسخ (ق). (¬4) في (س): "ابن قرة".

يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فِيهَا سَجْدَةً (¬1) وَلَمْ تَسْجُدْ (¬2). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُنْتَ إِمَامَنَا، فَلَوْ سَجَدْتَ لَسَجَدْنَا (¬3) ". [2145] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ سُورَةً فِيهَا سَجْدَةٌ، فَلَمَّا أَتَيْتُ عَلَى السَّجْدَةِ سَكَتُّ، فَقَالَ: أَنْتَ إِمَامُنَا فَاسْجُدْ - يَعْنِي - نَسْجُدْ مَعَكَ (¬5). [2146] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قَرَأْتُ السَّجْدَةَ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: أَنْتَ إِمَامُنَا فَاسْجُدْ نَسْجُدْ مَعَكَ (¬6). قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقِيلَ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: الرَّجُلُ يَسْمَعُ السَّجْدَةَ وَلَمْ يَجْلِسْ لَهَا؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ قَعَدَ لَهَا؟ كَأَنَّهُ لَمْ يُوجِبْهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ سَلْمَانُ: مَا لِهَذَا غَدَوْنَا (¬7). ¬

_ (¬1) من قوله: "فلما فرغ" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) في (س): "يسجد". (¬3) في (س): "سجدنا". (¬4) في (س): "عبد الله". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 344) من طريق أبي إسحاق. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 496) من طريق سفيان. (¬7) صحيح البخاري (2/ 41).

وَهَذَا (¬1) كُلُّهُ دَلِيلٌ فِي الْمَسْأَلَةِ قَبْلَهَا، وَانْضَمَّ مَذَاهِبُ هَؤُلَاءِ الصحَابَةِ إِلَى هَذَا الْمُرْسَلِ (¬2) فَتَقَوَّى (¬3) بِهَا. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "هذا". (¬2) في (س): "المراسيل". (¬3) في (س): "فيتقوى".

مسألة (104): وفي (الحج) سجدتان

مَسْأَلَةٌ (104): وَفِي (الْحَجِّ) سَجْدَتَانِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فِيهَا سَجْدَةٌ وَاحِدَةٌ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [2147] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سعِيدٍ الْعُتَقِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنَيْنٍ - مِنْ بَنِي عَبْدِ كُلَالٍ - عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً فِي الْقُرْآنِ؛ مِنْهَا ثَلَاثَةٌ فِي الْمُفَصَّلِ، وَفِي سُورَةِ الْحَجِّ سَجْدَتَانِ (¬4). وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ، وَلَمْ يَقُلِ: الْعُتَقِيُّ، وَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنَيْنٍ، وَلَمْ يَقُلْ: مِنْ بَنِي عَبْدِ كُلَالٍ، وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 415، 549، 694)، ومختصر المزني (ص 28)، والحاوي الكبير (2/ 201 - 202)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 228)، والوسيط في المذهب (2/ 202)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 103 - 105)، والمجموع (3/ 553 - 554). (¬2) انظر: الأصل (1/ 286 - 287)، والمبسوط للسرخسي (2/ 6)، وتحفة الفقهاء (1/ 235 - 236)، وبدائع الصنائع (1/ 193)، والهداية في شرح البداية (1/ 78)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 205)، والبناية شرح الهداية (2/ 660). (¬3) في (ق): "الحسن". (¬4) في (ق): "سجدتين".

أَخْرَجَهُ فِي السُّنَنِ (¬1). [2148] أخبرنا أبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ أَبِي الْمُصْعَبِ، حَدَّثَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَهُ (¬2) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي سُورَةِ الْحَجِّ سَجْدَتَانِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا" (¬3). هُوَ أَيْضًا فِي السُّنَنِ، وَأَنَا إِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ شَاهِدًا. [2149] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا السَّيْلَحِينِيُّ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ بِسَجْدَتَيْنِ، فَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فِيهِمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا" (¬4). [2150] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - صَلَّى بِهِمْ بِالْجَابِيَةِ (¬5)، فَقَرَأَ سُورَةَ الْحَجِّ، فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 131). (¬2) قوله: "حدثه"، من (س). (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 220). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 582) من طريق بشر بن موسى. (¬5) في (س): "بالجاثية" تصحيف. (¬6) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 694).

وَرَوَاهُ فِي الْقَدِيمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ أَصَحُّ. [2151] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَجَدَ فِي سُورَةِ الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ (¬1). كَذَا قَالَ، وَهُوَ (¬2) فِي الْمُوَطَّأِ كَمَا: [2152] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ سَجَدَ فِي سُورَةِ الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ (¬3). وَرَوَى أَبُو الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: فُضِّلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ بِسَجْدَتَيْنِ، يَعْنِي سُورَةَ الْحَجِّ. وَرُوِّينَا فِي السُّنَنِ بِالْأَسَانِيدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنهم -؛ أَنَّهُمْ سَجَدُوا فِي سُورَةِ الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ. [2153] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ (¬4)، ثنا ¬

_ (¬1) المصدر السابق (8/ 549). (¬2) في (س): "وهذه". (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 24/ ب). (¬4) ضبب عليه ناسخ: (ق).

شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ (¬1) قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنهم - كانَ يَسْجُدُ فِي الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ (¬2). [2154] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ عَلَى الْقُرْآنِ بِسَجْدَتَيْنِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (ق): "ابن حميد". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 403) من طريق شعبة. (¬3) المصدر السابق (3/ 43) من طريق عاصم.

مسألة (105): وسجدة (ص) سجدة شكر، وليست من سجود التلاوة

مَسْأَلَةٌ (105): وَسَجْدَةُ (ص) سَجْدَةُ شُكْرٍ، وَلَيْسَتْ (¬1) مِنْ سُجُودِ التِّلَاوَةِ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا مِنْ سُجُودِ التِّلَاوَةِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ (¬4) مَا: [2155] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬5)، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَيْسَ (¬6) (ص) مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْجُدُ (¬7) فِيهَا (¬8). ¬

_ (¬1) في (س): "ليست" بدون الواو. (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 28)، والحاوي الكبير (2/ 201)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 228)، والوسيط في المذهب (2/ 202)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 103 - 104)، والمجموع (3/ 555 - 558). (¬3) انظر: الأصل (1/ 286)، والمبسوط للسرخسي (2/ 6)، وتحفة الفقهاء (1/ 235)، وبدائع الصنائع (1/ 193)، والهداية في شرح البداية (1/ 78)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 205)، والبناية شرح الهداية (2/ 655). (¬4) قوله: "من طريق الخبر" مكانه أثر ترميم في (س). (¬5) قوله: "ثنا أبو داود" مكانه أثر ترميم في (س). (¬6) ضبب عليها ناسخ: ق. (¬7) في (ق): "سجد". (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 131).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ (¬1). [2156] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ (ص)، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا آخَرَ قَرَأَهَا (¬2)، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ (¬3) النَّاسُ لِلسُّجُودِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ، وَلَكِنْ رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ لِلسُّجُودِ" فَنَزَلَ وَسَجَدَ (¬4) (¬5). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. [2157] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَبِي وَشُعَيْبٌ، قَالَا: ثنا اللَّيْثُ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا فَقَرَأَ (ص)، فَلَمَّا مَرَّ بِالسَّجْدَةِ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدْنَا مَعَهُ (¬6)، وَقَرَأَ بِهَا مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا مَرَّ بِالسَّجْدَةِ تَشَزَّنَّا لِلسُّجُودِ، ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (4/ 161). (¬2) قوله: "قرأها" ليست في (س). (¬3) التشزُّن: التأهب والتهيؤ للشيء والاستعداد له. النهاية (شزن). (¬4) قوله: "فنزل وسجد" في (س): "فنزل وسجدوا"، وفي سنن أبي داود رواية ابن داسة: "فسجد وسجدوا". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 131). (¬6) قوله: "معه" ليس في (ق).

فَلَمَّا رَآنَا قَالَ: "إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ، وَلَكِنْ أَرَاكُمْ قَدِ اسْتَعْدَدْتُمْ لِلسُّجُودِ". فَنَزَلَ فَسَجَدَ (¬1) (¬2). [2158] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أنَّهُ كَانَ لَا يَسْجُدُ فِي (ص)، وَيَقُولُ: إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ (¬3). [2159] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا تَسْجُدُوا فِي (ص)، إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ. وَفِيمَا رَوَى الشَّافِعِيُّ (¬4) - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ (¬5)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سَجَدَهَا دَاوُدُ - عليه السلام - لِتَوْبَةٍ، وَنَسْجُدُهَا نَحْنُ شُكْرًا" يَعْنِي (ص). [2160] أخبرناه الشَّرِيفُ أَبُو الْفَتْحِ الْعُمَرِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ فِرَاسٍ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْمُقْرِئِ، ثنا جَدِّي، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) في (س): "وسجد". (¬2) أخرجه ابن خزيمة (2/ 563) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. (¬3) أخرجه الشافعي في اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 497). (¬4) في (س): "يروى للشافعي". (¬5) في (س): "ود".

هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ (¬1) عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْصُولًا، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ (¬2) (¬3). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ طُرُقٍ (¬4) بِمَعْنَاهُ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "أوجه". (¬2) قوله: "وليس بقوي" مكانه أثر ترميم في (س). (¬3) أخرجه النسائي في الكبرى (3/ 179). (¬4) في (س): "طريق".

مسألة (106): السجدة إذا كانت في آخر السورة، وكان في الصلاة، فالأولى أن يسجد ثم يقوم فيقرأ سورة أخرى

مَسْأَلَةٌ (106): السَّجْدَةُ إِذَا كَانَتْ فِي آخِرِ السُّورَةِ، وَكَانَ فِي الصَّلَاةِ، فَالْأَوْلَى أَنْ يَسْجُدَ ثُمَّ يَقُومَ فَيَقْرَأَ سُورَةً أُخْرَى (¬1). وَقَالَ بَعْضُ الْعِرَاقِيِّينَ: يَرْكَعُ وَلَا يَسْجُدُ لِلتِّلَاوَةِ (¬2). (¬3) لَنَا مَا: [2161] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَجَدَ فِي النَّجْمِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى (¬4). وَرُوِّينَاهُ (¬5) أَيْضًا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - بِمَعْنَاهُ. [2162] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا [الْحُسَيْنُ] (¬6) بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: المجموع (3/ 558 - 559). (¬2) س: "لتلاوة". (¬3) انظر: الأصل (1/ 287)، والمبسوط للسرخسي (2/ 8)، وبدائع الصنائع (1/ 191)، والبناية شرح الهداية (2/ 679). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 226). (¬5) س: "وروينا". (¬6) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من السنن الكبرى للمصنف (4/ 488) حيث رواه بسنده ومتنه.

أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَتِ السَّجْدَةُ فِي آخِرِ السُّورَةِ فَإِنْ شَاءَ رَكَعَ، وَإِنْ شَاءَ سَجَدَ (¬1). [2163] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ، أنا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا قَرَأَ بِالنَّجْمِ أَوِ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) رَكَعَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَإِذَا قَرَأَ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ سَجَدَ (¬2). وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَصَلَ إِلَيْهَا قُرْآنًا سَجَدَ، وَإِذَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا قُرْآنًا رَكَعَ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 488). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (3/ 342) من طريق نافع.

مسألة (107): ويسجد للتلاوة في صلاة يسر فيها بالقراءة، كما يسجد فيما يجهر فيها بالقراءة

مَسْأَلَةٌ (107): وَيَسْجُدُ لِلتِّلَاوَةِ فِي صَلَاةٍ يُسِرُّ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، كَمَا يَسْجُدُ فِيمَا يَجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ (¬1). وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ لَا يَسْجُدُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2164] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ - يُقَالُ لَهُ: أُمَيَّةُ - عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ، ثُمَّ قَامَ، فَيَرَوْنَ أنَّهُ قَرَأَ سُورَةً فِيهَا سَجْدَةٌ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) انظر: فتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 106)، والمجموع (3/ 552)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (2/ 100). (¬2) انظر: الأصل (1/ 292)، والمبسوط للسرخسي (2/ 10)، والبناية شرح الهداية (2/ 680)، والبحر الرائق (2/ 130)، وحاشية رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين (2/ 587). (¬3) أخرجه أبو داود (2/ 104) من طريق معتمر.

مسألة (108): ولا تجوز الصلاة على ظهر الكعبة، إذا لم يكن بين يدي المصلي شيء من بناء الكعبة

مَسْأَلَةٌ (108): وَلَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي شَيْءٌ مِنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تَجُوزُ (¬2). [2165] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - قِرَاءَة عَلَيْهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي دَاوُدَ ابْنَ الْمُنَادِي - ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ - ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِصْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ (¬3) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُصَلَّى فِي سَبْعَةِ (¬4) مَوَاطِنَ: الْمَزْبَلَةِ، وَالْمَجْزَرَةِ، وَالْمَقْبَرَةِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالْحَمَّامِ، وَمَعَاطِنِ (¬5) الْإِبِلِ، وَفَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِ اللَّهِ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (2/ 207)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 88)، والوسيط في المذهب (2/ 72)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 442 - 443)، والمجموع (3/ 198). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (2/ 79)، وبدائع الصنائع (1/ 121)، والهداية في شرح البداية (1/ 93)، وتبيين الحقائق (1/ 250)، والبناية شرح الهداية (3/ 285)، وفتح القدير (2/ 162). (¬3) في (س): "عن". (¬4) في (س): "سبع"، وكذا في أصل الرواية. (¬5) المعاطن جمع مَعْطِن، وهو العَطَن، وهو مبرك الإبل حول الماء، وقيل: كل مَبْرَك يكون مألفًا للإبل فهو عَطَن لها، وقيل: معنى مَعَاطِن الإبل في الحديث: مَوَاضعها. انظر تهذيب اللغة (2/ 103، 104). (¬6) أخرجه الأصم في جزئه (ص 184).

مسألة (109): وعلى المرتد قضاء ما ترك من الصلوات أيام ردته إذا عاد إلى الإسلام

مَسْأَلَةٌ (109): وَعَلَى الْمُرْتَدِّ قَضَاءُ مَا تَرَكَ مِنَ الصَّلَوَاتِ أَيَّامَ رِدَّتِهِ إِذَا عَادَ إِلَى الْإِسْلَامِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2166] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ". وَحَدَّثَنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَزَادَ فِيهِ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (¬3). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَأَبِي سَلَمَةَ (¬4)، وَأَخْرَجَهُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 154)، والحاوي الكبير (2/ 209)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 234)، والوسيط في المذهب (2/ 30 - 31)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 392 - 393)، والمجموع (3/ 5). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (2/ 133)، وتحفة الفقهاء (1/ 233)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (2/ 86)، وحاشية رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين (2/ 536). (¬3) سورة طه (آية: 14). (¬4) صحيح البخاري (1/ 122).

مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ هَمَّامٍ (¬1). وَالنِّسْيَانُ يُعَبَّرُ بِهِ عَنِ التَّرْكِ، قَالَ اللَّهُ: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (¬2). [2167] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ (¬3)، عَنْ قَتَادَةَ (¬4)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُثَنَّى (¬5). وَهَذَا الَّذِي ارْتَدَّ غَفَلَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} (¬6) فَإِذَا عَادَ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ بِهُدَاهُ أَعَادَ مَا اتَّبَعَ مِنْ تَرْكِهِ هَوَاهُ (¬7). * * * ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 142). (¬2) سورة التوبة (آية: 67). (¬3) في (س): "الحسن بن سعد"، وهو تحريف. (¬4) في (س): "فزادة"، وهو تحريف. (¬5) صحيح مسلم (2/ 142). (¬6) سورة الكهف (آية: 28). (¬7) في (س): "هداه".

مسألة (110): إذا أخذ المصحف في صلاته فقرأ منه، فإن كان يتصفح الأوراق متواليا، وزاد على ثلاثة أوراق؛ بطلت صلاته، وإن كان يتصفح ورقة ولم يوال ذلك، أو والى ولكن كان ثلاثة فما دونها؛ لم تبطل صلاته، وكذلك إذا كان مكتوبا على حائط فقرأه في الصلاة؛ لم تبطل صلاته، وإن كان غير قرآن فقرأه في نفسه ولم يتلفظ به؛ لم تبطل صلاته

مَسْأَلَةٌ (110): إِذَا أَخَذَ الْمُصْحَفَ فِي صَلَاتِهِ فَقَرَأَ مِنْهُ، فَإِنْ كَانَ يَتَصَفَّحُ الْأَوْرَاقَ مُتَوَالِيًا، وَزَادَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْرَاقٍ؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ، وَإِنْ كَانَ يَتَصَفَّحُ وَرَقَةً وَلَمْ يُوَالِ ذَلِكَ، أَوْ وَالَى وَلَكِنْ كَانَ ثَلَاثَةً فَمَا دُونَهَا؛ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ، وَكَذَلِكَ إِذَا (¬1) كَانَ مَكْتُوبًا عَلَى حَائِطٍ فَقَرَأَهُ فِي الصَّلَاةِ؛ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ، وَإِنْ كانَ غَيْرَ قُرْآنٍ فَقَرَأَهُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يَتَلَفَّظْ بِهِ؛ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: كُلُّ ذَلِكَ يُبْطِلُ صَلَاتَهُ (¬3). [2168] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا كَانَ يَؤُمُّهَا غُلَامُهَا ذَكْوَانُ فِي الْمُصْحَفِ فِي رَمَضَانَ. إِلَّا أَنَّ الْحَارِثَ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ (¬4). ¬

_ (¬1) في (س): "إن". (¬2) انظر: الحاوي الكبير (2/ 184)، والوسيط في المذهب (2/ 184)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 51 - 55)، والمجموع (4/ 27). (¬3) انظر: الأصل (1/ 196)، والمبسوط للسرخسي (1/ 201)، وبدائع الصنائع (1/ 236)، والهداية في شرح البداية (1/ 63)، وتبيين الحقائق (1/ 158)، والبناية شرح الهداية (2/ 420 - 421). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 184).

مسألة (111): من شك في صلاته فلم يدر أثلاثا صلى أم أربعا؟ لم تفسد به صلاته، وإن كان ذلك أول مرة

مَسْأَلَةٌ (111): مَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ (¬1) فَلَمْ يَدْرِ أَثَلَاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا؟ لَمْ تَفْسُدْ بِهِ صَلَاتُهُ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَرَّةٍ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَإِنَّ صَلَاتَهُ تَفْسُدُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [2169] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ عُمَرَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَلَبَّسَ (¬4) عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ ¬

_ (¬1) في (س): "صلاة". (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 29)، والحاوي الكبير (2/ 212)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 236)، والوسيط في المذهب (2/ 195)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 87)، والمجموع (4/ 39 - 42). (¬3) انظر: الأصل (1/ 212)، والمبسوط للسرخسي (1/ 219)، وتحفة الفقهاء (1/ 210) وبدائع الصنائع (1/ 165)، والهداية في شرح البداية (1/ 76)، والبناية شرح الهداية (2/ 630). (¬4) في (س): "يلبس".

أَحَدُكُمْ (¬1) فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "أحدكم" ليس في (ق). (¬2) صحيح البخاري (2/ 69). (¬3) صحيح مسلم (2/ 82).

مسألة (112): ويبني على ما استيقن إذا وقع له هذا الشك، سواء كان في المرة الأولى والثانية فصاعدا

مَسْأَلَةٌ (112): وَيَبْنِي عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ إِذَا وَقَعَ لَهُ هَذَا الشَّكُّ، سَوَاءً كَانَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ فَصَاعِدًا (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذَا اسْتَنْكَحَهُ (¬2) هَذَا الشَّكُّ تَحَرَّى وَبَنَى عَلَى أَغْلَبِ ظَنِّهِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ الْحَدِيثُ الَّذِي: [2170] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ (¬4) صَلَّى أَثَلَاثًا (¬5) أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 29)، الحاوي الكبير (2/ 212)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 236)، والوسيط في المذهب (2/ 195 - 196)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 87)، والمجموع (4/ 39 - 42). (¬2) أي داومه ولزمه الشك، فقد جاء في الحاوي: استنكحه المرض إذا داومه (11/ 619)، وجاء في موضع آخر من الحاوي: استنكحه المدني أي لزمه (9/ 408). (¬3) انظر: الأصل (1/ 212)، والمبسوط للسرخسي (1/ 219)، وبدائع الصنائع (1/ 165)، والهداية في شرح البداية (1/ 76)، وتبيين الحقائق (1/ 199)، والبناية شرح الهداية (2/ 631). (¬4) قوله: "كم" سقط من (ق). (¬5) في (س): "ثلاثا".

ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، فَإِنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا (¬1) لِلشَّيْطَانِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْصُولًا (¬2). وَرُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، وَفُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ كَذَلِكَ مَوْصُولًا. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ (¬3) زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فَلَا يَدْرِي صَلَّى ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ (¬4) رَكْعَةً، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِنْ كَانَتِ الرَّكْعَةُ الَّتِي صَلَّى خَامِسَةً شَفَعَهَا بِهَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ رَابِعَةً فَالسَّجْدَتَانِ (¬5) تَرْغِيمٌ (¬6) لِلشَّيْطَانِ" (¬7): [2171] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) أي إغاظة له وإذلالًا، من الرَّغام وهو التراب، ومنه أرغم الله أنفه. (¬2) صحيح مسلم (2/ 84). (¬3) في (س): "ابن". (¬4) في (س): "وليصلي". (¬5) في (س): "فالسجدتين". (¬6) في (س): "ترغيمًا". (¬7) أخرجه البزار (11/ 428) من طريق عبد العزيز بن محمد.

وَلِابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَصْلٌ فِي هَذَا الْبَابِ فِيمَا رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ وَمِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ جَمِيعًا. [2172] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَزَّازُ وَمُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ، قَالَا: ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا، فَلْيَرْكَعْ رَكعَتَيْنِ يُحْسِنُ سُجُودَهُمَا وَرُكُوعَهُمَا، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ" (¬1). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. [2173] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هَلْ سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الرَّجُلِ إِذَا نَسِيَ صَلَاتَهُ، فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَمْ نَقَصَ، مَا أَمَرَ بِهِ فِيهِ؟ قُلْتُ: وَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، مَا سَمِعْتُ مِنْهُ فِيهِ شَيْئًا، وَلَا سَأَلْتُ عَنْهُ. إِذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 623).

فَقَالَ (¬1): فِيمَ (¬2) أَنْتُمَا؟ فَأَخْبَرَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَقَالَ: سَأَلْتُ هَذَا (¬3) الْفَتَى عَنْ كَذَا وَكَذَا، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ عِلْمًا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَكِنْ عِنْدِي، لَقَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ عِنْدَنَا الْعَدْلُ الرِّضَا، فَمَاذَا سَمِعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ (¬4)، فَشَكَّ فِي الْوَاحِدَةِ وَالثِنْتَيْنِ، فَلْيَجْعَلْهَا وَاحِدَةً، وَإِذَا شَكَّ فِي الِاثْنَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ، فَلْيَجْعَلْهَا اثْنَتَيْنِ، وَإِذَا شَكَّ فِي الثَّلَاثِ وَالْأَرْبَعِ، فَلْيَجْعَلْهَا ثَلَاثًا، حَتَّى يَكُونَ الْوَهْمُ فِي الزِّيَادَةِ، وَيَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُسَلِّمُ" (¬5). [2174] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬6). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّ لَهُ عِلَّةً: [2175] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ، ثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ" فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) في (س): "قال". (¬2) في النسخ: "فيما"، وما أثبتناه الجادة. (¬3) في (س): "سألت عمر" تحريف. (¬4) من قوله: "فأنت عندنا العدل" إلى هنا سقط من (س). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 433) من طريق أحمد بن خالد. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 111).

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ لِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَسْنَدَ لَكَ مَكْحُولٌ هَذَا الْحَدِيثَ؟ قُلْتُ: مَا سَأَلْتُهُ (¬1). قَالَ: فَإِنَّهُ ذَكَرَ عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ (¬2). حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَالِاعْتِمَادُ عَلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، إِلَّا أَنَّ لَهُ شَاهِدَيْنِ مِنْ حَدِيثِ مَكْحُولٍ: [2167] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو ذَرٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأُبُلِّيُّ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [2177] قال عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ أَبُو بَكْرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، ثنا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ الْعَنْبَرِيُّ، يَنْزِلُ الرُّهَا، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ (¬4)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَهَا فِي ثَلَاثَةٍ وَأَرْبَعَةٍ (¬5) فَلْيُتِمَّ؛ فَإِنَّ الزِّيَادَةَ خَيْرٌ مِنَ النُّقْصَانِ (¬6) ". [2178] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) في (س): "قلت: ما شاء الله". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 198). (¬3) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 75/ أ). (¬4) هنا في أصل الرواية من سنن الدارقطني زيادة: "عن ابن عباس". (¬5) في سنن الدارقطني بخط الحارثي: "أو أربعة". (¬6) المصدر السابق (ق 75/ أ).

الْفُضَيْلِ الرَّاسِيُّ (¬1)، ثنا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ الرُّهَاوِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلَّا أنَّهُ قَالَ: "مَنْ سَهَا فِي صَلَاتِهِ فِي ثَلَاثَةٍ وَأَرْبَعَةٍ" (¬2). وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَطَرٍ مُفَسَّرًا نَحْوَ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: [2179] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ - ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ مِثْلَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَوْ مَعْنَاهُ، وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ (¬3) (¬4). وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ (¬5): [2180] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ - رحمه الله -، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ (¬6)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - أُذَاكِرُهُ الصَّلَاةَ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ (¬7): أَلَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "الراسبي" تصحيف. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 110). (¬3) في (س): "وهذا حسن". (¬4) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (3/ 268). (¬5) قوله: "آخر" مطموس في (س). (¬6) في (س): "عن عبيد الله عن ابن عتبة". (¬7) في (س): "قال".

أُحَدِّثُكُمْ بحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ بِشَهَادَةِ اللَّهِ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ عَلَى شَكٍّ مِنْ صَلَاتِهِ فِي النُّقْصَانِ، فَلْيُصَلِّ حَتَّى يَكُونَ عَلَى الشِّكِّ مِنَ (¬1) الزِّيَادَةِ" (¬2). [2181] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ (¬3) بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو (¬4) عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا بَحْرٌ السَّقَّاءُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُذَاكِرُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الصَّلَاةِ، فَمَرَّ بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: يَا (¬5) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تُذَاكِرُ (¬6) ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: وَهْمَ الصَّلَاةِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ بِشَهَادَةِ اللَّهِ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ شَكَّ فِي نُقْصَانِ صَلَاةٍ فَلْيُصَلِّ حَتَّى يَشُكَّ فِي الزِّيَادَةِ" (¬7). [2182] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمَّارُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ذَاكَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّهْوَ ¬

_ (¬1) في (س): "عن". (¬2) أخرجه عبد الرزاق (2/ 307). (¬3) في (س): "أبو بكر" دون واو العطف وهو تحريف. (¬4) قوله: "أبو" سقط من (س). (¬5) قوله: "يا" ليست في (س). (¬6) قوله: "ما تذاكر" في (ق): "أتذاكر". (¬7) أخرجه الشاشي في المسند (1/ 264) من طريق الزهري.

فِي الصَّلَاةِ، فَأَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - فَوَقَفَ عَلَيْنَا فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُصَلِّ حَتَّى يَكُونَ شَكُّهُ فِي الزِّيَادَةِ (¬1) ". [2183] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَكَعْبَ الْأَحْبَارِ عَنِ الَّذِي يَشُكُّ (¬2) فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَدْرِي أثَلَاثًا صَلَّى أَمْ أَرْبَعًا؟ فَكِلَاهُمَا قَالَ: فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً أُخْرَى، وَلْيَسْجُدْ (¬3) سَجْدَتَيْنِ إِذَا صَلَّى (¬4) (¬5). [2184] وإسناده ثنا مَالِكٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَوَخَّ (¬6) الَّذِي يَظُنُّ أَنَّهُ نَسِيَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْيُصَلِّهِ ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ (¬7). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2185] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (¬8) ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 76/ ب). (¬2) في (س): "شك". (¬3) في (س): "ويسجد". (¬4) قوله: "إذا صلى" ليس في (س). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 50/ ب). (¬6) قوله: "فليتوخ" في (ق)، (س): "فليتوخا"، وما أثبتناه الجادة. (¬7) المصدر السابق (ق 50/ ب). (¬8) قوله: "ابن علي" ليس في (س).

الرُّوذْبَارِيُّ بِنَيْسَابُورَ مِنْ أَصْلِهِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو (¬1) مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَأَيُّكُمْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحْرَى ذَلِكَ إِلَى الصَّوَابِ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ وَلْيَسْجُدْ (¬2) سَجْدَتَيْنِ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ مَنْصُورٍ (¬5). وَالْأَحْرَى (¬6) بِالصَّوَابِ هُوَ الْأَخْذُ بِالْيَقِينِ، وَبَيَانُهُ فِيمَا رَوَيْنَا. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ: التَّحَرِّي قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْيَقِينِ، قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} (¬7) (¬8). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "وأبوه". وهو تحريف. (¬2) في (ق): "ويسجد". (¬3) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية الصفار (ق 17/ أ). (¬4) صحيح مسلم (2/ 84). (¬5) صحيح البخاري (1/ 89). (¬6) تحرفت في (ق) إلى: "والأخذ". (¬7) سورة الجن (آية: 14). (¬8) معالم السنن (1/ 240).

مسألة (113): وسجود السهو قبل السلام

مَسْأَلَةٌ (113): وَسُجُودُ السَّهْوِ (¬1) قَبْلَ السَّلَامِ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: بَعْدَهُ (¬3). [2186] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬4)، أنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ مِنْ بَعْضِ الصَّلَوَاتِ (¬5)، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَقَامَ (¬6) ¬

_ (¬1) في (س): "ويسجد للسهو". (¬2) انظر: الأم (8/ 522)، ومختصر المزني (ص 29)، والحاوي الكبير (2/ 214)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 238)، والوسيط في المذهب (2/ 199)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 97 - 98)، والمجموع (4/ 41). (¬3) انظر: الأصل (1/ 213)، والمبسوط للسرخسي (1/ 219)، وتحفة الفقهاء (1/ 214)، وبدائع الصنائع (1/ 172 - 173)، والهداية في شرح البداية (1/ 74)، وتبيين الحقائق (1/ 191)، والبناية شرح الهداية (2/ 601). (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 522). (¬5) في (س): "الصلاة". (¬6) في (س): "وقام".

النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَنَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ، ثُمَّ سَلَّمَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [2187] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا أَبُو صَالِحٍ الْجُهَنِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنِ الْعَجْلَانِ - مَوْلَى فَاطِمَةَ - حَدَّثَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ - مَوْلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه - حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ صَلَّى بِهِمْ، فَنَسِيَ فَقَامَ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ فَلَمْ يَجْلِسْ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ السَّلَامِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَنَعَ (¬3). قَالَ أَبِي: وَهُوَ رَأْيِي. [2188] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلَا (¬4) يَدْرِي كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ (¬5) رَكْعَةً ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 67). (¬2) صحيح مسلم (2/ 83). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 263) من طريق محمد بن يوسف. (¬4) في (س): "ولا". (¬5) في (س): "وليصل".

ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ السَّلَامِ، فَإِنْ كَانَتِ الرَّكْعَةُ الَّتِي صَلَّاهَا خَامِسَةً شَفَعَهَا بِهَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ رَابِعَةً (¬1) فَالسَّجْدَتَانِ تَرْغِيمٌ لِلشَّيْطَانِ". إِلَّا أَنَّ هِشَامًا بَلَغَ بِهِ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ (¬2). [2189] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ (¬3). [2190] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (¬4)، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ (¬5): أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ¬

_ (¬1) في (س): "أربعة". (¬2) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 264). (¬3) صحيح مسلم (2/ 84). (¬4) قوله: "ابن يحيى" ليس في (ق). (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 265).

صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْعَصْرِ فَسَلَّمَ فِي (¬1) رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالُوا (¬2): نَعَمْ. فَأَتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا بَقِيَ عَلَيْهِ (¬3) مِنَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَ التَّسْلِيمِ (¬4). هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ، وَزَادَ ابْنُ وَهْبٍ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (¬5). وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ كَمَا سَبَقَ ذِكْرِي لَهُ (¬7). قَدْ رَوَيْنَا حَدِيثَ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ". وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَعْمَرٌ (¬8)، وَاللَّيْثُ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: "فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ثُمَّ يُسَلِّمْ". وَهُوَ فِي السُّنَنِ. ¬

_ (¬1) في (س): "من". (¬2) في (س): "قالوا". (¬3) قوله: "عليه" ليست في (ق). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 280). (¬5) في (س): "وقال سلم ثم سجد سجدتين". (¬6) صحيح مسلم (2/ 87). (¬7) في (س): "كما ذكره" ثم وضع لحقا بينهما وأصاب اللحق طمس. (¬8) في (س): "ومعتمر".

[2191] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْر الْحِيرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬1)، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَلَّمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ مِنَ الْعَصْرِ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَقَامَ الْخِرْبَاقُ - رَجُلٌ بَسِيطُ الْيَدَيْنِ - فَنَادَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬2)، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ (¬3) فَخَرَجَ مُغْضَبًا يَجُرُّ رِدَاءَهُ، فَسَأَلَ (¬4) فَأُخْبِرَ، فَصَلَّى تِلْكَ الرَّكْعَةَ الَّتِي كَانَ ترَكَ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الثَّقَفِيِّ (¬6). وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - الْأَمْرُ (¬7) بِذَلِكَ: [2192] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ (¬8) مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَة قَالَ (¬9): قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَلَا أَدْرِي أَزَادَ (¬10) ¬

_ (¬1) قوله: "ابن سليمان" ليس في (س). (¬2) في (س): "فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". (¬3) قوله: "أقصرت الصلاة" ساقط من (س). (¬4) قوله: "فسأل" ساقط من (س). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 281). (¬6) صحيح مسلم (2/ 87). (¬7) قوله: "الأمر" ساقط من (س). (¬8) في (ق): "ابن". (¬9) في (ق): "فقال". (¬10) في (س): "زاد".

أَمْ نَقَصَ - فَلَمَّا سَلَّمَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: "وَمَا (¬1) ذَاكَ؟ " قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَثَنَى رِجْلَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ فَقَالَ: "إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَلا بَشَرٌ أنَسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ لِيَسْجُدْ (¬2) سَجْدَتَيْنِ" (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬4). وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِلَفْظٍ آخَرَ: [2193] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ (¬5) بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬6)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كُنْتَ فِي صَلَاةٍ، فَشَكَكْتَ فِي ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ، وَأَكْثَرُ ظَنِّكَ عَلَى أَرْبَعٍ، تَشَهَّدْتَ ثُمَّ سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ وَأَنْتَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ تُسَلِّمَ، ثُمَّ تَشَهَّدْتَ أَيْضًا ثُمَّ تُسَلِّمُ" (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "وأما". (¬2) في (ق): "يسجد". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 59). (¬4) صحيح البخاري (1/ 89)، وصحيح مسلم (2/ 84). (¬5) في (ق): "الحسين". (¬6) قوله: "ابن عبد الله" ليست في (س). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 60).

لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ. خَالَفَهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ وَغَيْرُهُ عَنْ خُصَيْفٍ فِي رَفْعِهِ. وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ. قَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سَجَدَ لِلسَّهْوِ قَبْلَ السَّلَامِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِذَلِكَ قَبْلَ السَّلَامِ، وَرُوِّينَا أَنَّهُ سَجَدَ بَعْدَ السَّلَامِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِهِ بَعْدَ السَّلَامِ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحَانِ، وَلَهُ شَوَاهِدُ يَطُولُ بِذِكْرِهَا الْكِتَابُ، وَفِي أَلْفَاظِهِمَا مَنْعُ تَأْوِيلِ أَحَدِهِمَا وَالْأَخْذُ بِالْآخَرِ، فَالْأَشْبَهُ بِالصَّوَابِ جَوَازُ الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، وَهُوَ فِيمَا حَكَاهُ لِي (¬1) الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ الْأَدِيبُ (¬2) - أيَّدَهُ اللَّهُ تَعَالى - عَنْ صَاحِبِ التَّقْرِيبِ - رحمه الله -، وَحَمَلَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي كِتَابِ (¬3) الْقَدِيمِ عَلَى نَسْخِ السُّجُودِ بَعْدَ السَّلَامِ بِالسُّجُودِ قَبْلَ السَّلَامِ، وَحَكَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَاسْتَدَلَّ عَلَيْهِ بِرِوَايَةِ ابْنِ بُحَيْنَةَ وَمُعَاوِيةَ، وَهُمَا مِنْ مُتَأَخِّرِي الصَّحَابَةِ (¬4)، وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ فَعَلَ فِي كُلِّ حَادِثَةٍ رُوِيَتْ مَا رُوِيَ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "لي" ليس في (س). (¬2) قوله: "الأديب" ليس في (ق). (¬3) في (س): "كتابه". (¬4) في (س): "أصحابه".

مسألة (114): وإن ذكر أنه في الخامسة - سجد أو لم يسجد، قعد في الرابعة أو لم يقعد - فإنه يجلس للرابعة ويتشهد ويسجد للسهو ثم يسلم

مَسْأَلَةٌ (114): وَإِنْ ذَكرَ أَنَّهُ فِي الْخَامِسَةِ - سَجَدَ أَوْ لَمْ يَسْجُدْ، قَعَدَ فِي الرَّابِعَةِ أَوْ لَمْ يَقْعُدْ - فَإِنَّهُ يَجْلِسُ لِلرَّابِعَةِ وَيَتَشَهَّدُ وَيَسْجُدُ لِلسَّهْوِ ثُمَّ يُسَلِّمُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنْ كَانَ قَدْ سَجَدَ فِي الْخَامِسَةِ، وَلَمْ يَكُنْ قَدْ قَعَدَ فِي الرَّابِعَةِ، وَتَذَكَّرَ بَعْدَمَا سَجَدَ فِي الْخَامِسَةِ أَضَافَ إِلَيْهَا رَكْعَةً أُخْرَى؛ لِيَكُونَا لَهُ نَافِلَةً، وَقَدْ صَحَّتْ فَرِيضَتُهُ (¬2). وَدَلِيلُنا مِنْ طَرِيقِ (¬3) الْخَبَرِ مَا: [2194] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْنَى، قَالَ حَفْصٌ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (¬4) عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ (¬5) خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ (¬6) " قَالَ: ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 29)، والحاوي الكبير (2/ 216)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 247)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 83 - 84)، والمجموع (4/ 61). (¬2) انظر: الأصل (1/ 225 - 226)، والمبسوط للسرخسي (1/ 227 - 228)، وبدائع الصنائع (1/ 178)، والهداية في شرح البداية (1/ 75)، وتبيين الحقائق (1/ 196)، والبناية شرح الهداية (2/ 619). (¬3) قوله: "طريق" ليست في (س). (¬4) في (س): "بن". وهو تحريف. (¬5) قوله: "الظهر" ليست في (س). (¬6) في (س): "ذلك".

صَلَّيْتَ خَمْسًا. فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 59). (¬2) صحيح البخاري (9/ 87). (¬3) صحيح مسلم (2/ 85).

مسألة (115): ومن أسر فيما يجهر أو جهر فيما يسر فلا سجود عليه

مَسْأَلَةٌ (115): وَمَنْ أَسَرَّ فِيمَا يَجْهَرُ أَوْ جَهَرَ فِيمَا يُسِرُّ فَلَا سُجُودَ عَلَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنْ فَعَلَهُ الْإِمَامُ سَجَدَ لِلسَّهْوِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2195] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَبِسُورَتَيْنِ مَعَهَا (¬3) فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ (¬4) مِنْ صَلَاةِ (¬5) الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا، وَكَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى. ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 29)، والحاوي الكبير (2/ 225)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 270)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 64 - 65)، والمجموع (4/ 52 - 53). (¬2) انظر: الأصل (1/ 215 - 216)، والمبسوط للسرخسي (1/ 222)، وتحفة الفقهاء (1/ 212)، وبدائع الصنائع (1/ 166)، والهداية في شرح البداية (1/ 74)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 106)، والبناية شرح الهداية (2/ 614). (¬3) في (س): "وسورتين معهما". (¬4) غير منقوطة في (س)، والنقط من (ق)، مثنى "الأوَّلة"، وتحتمل على ما في (س): "الأوليين" مثنى "الأُولَى". (¬5) قوله: "صلاة" ليس في (س).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (¬2). [2196] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ بْنِ سَهْلٍ الْمُطَّوِّعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْعَنْسِيُّ (¬3)، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (¬4): "لَا سَهْوَ فِي [وَثْبَةِ] (¬5) الصَّلَاةِ إِلَّا قِيَامٌ عَنْ جُلُوسٍ، أَوْ جُلُوسٌ عَنْ قِيَامٍ" (¬6). وَسَمِعَ الصُّنَابِحِيُّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - قَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ الْمَغْرِب بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَهَذِهِ الْآيَةِ {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا} (¬7) (¬8). وَرَوَينَا إِسْنَادَهُ فِي السُّنَنِ (¬9). وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: سَمِعْتُ مِنْ (¬10) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - نَغْمَةً (¬11) مِنْ قَافٍ فِي الظُّهْرِ (¬12). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 155). (¬2) صحيح مسلم (2/ 37). (¬3) في (س): "أبو بكر بن صالح العنبسي". (¬4) قوله: "قال" سقطت من (س). (¬5) ما بين المعقوفين أثبتناه من السنن الكبير للمؤلف (2/ 344). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 213) عن ابن حمدويه. (¬7) سورة الجن (آية: 14). (¬8) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 129). (¬9) السنن الكبير (2/ 345). (¬10) في (س): "عن". (¬11) قوله: "نغمة" ليست في (س). (¬12) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 226).

وَعَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقْرأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (¬2). وَعَنْ قَتَادَةَ يَرْوِي أَنْ أَنَسًا جَهَرَ فِي الظُّهْرِ (¬3) وَالْعَصْرِ، فَلَمْ يَسْجُدْ (¬4). [2197] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أنَّهُ جَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ - شَكَّ دَاوُدُ - فَسَبَّحَ النَّاسُ، فَمَضَى، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: إِنَّ فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةً، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ خِلَافُ السُّنَّةِ، وَلَكِنِّي قَرَأْتُ نَاسِيًا فكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ الْقُرْآنَ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "وعبد الله" ضبب فوق كلمة "وعبد" في (ق). (¬2) أخرجه المؤلف في القراءة (ص 304). (¬3) قوله: "في الظهر" تكرر في (س). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 245). (¬5) المصدر السابق (3/ 244) من طريق ابن أبي هند.

مسألة (116): وسجود السهو غير واجب

مَسْأَلَةٌ (116): وَسُجُودُ السَّهْوِ غَيْرُ وَاجِبٍ (¬1). وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ وَاجِبٌ (¬2). [2198] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَتَكِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ السُّلَمِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬3)، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُلْقِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى الْيَقِينِ، فَإِنِ (¬4) اسْتَيْقَنَ التَّمَامَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَتْ صَلَاتُهُ تَامَّةً كَانَتِ الرَّكْعَةُ نَافِلَةً وَالسَّجْدَتَانِ، وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً كَانَتِ الرَّكْعَةُ تَمَامًا لِصَلَاتِهِ وَالسَّجْدَتَانِ تُرْغِمَانِ (¬5) أَنْفَ الشَّيْطَانِ" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 446)، والحاوي الكبير (2/ 227)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 241)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 62)، والمجموع (4/ 68 - 69). (¬2) انظر: الأصل (1/ 213)، والمبسوط للسرخسي (1/ 218)، وتحفة الفقهاء (1/ 209)، وبدائع الصنائع (1/ 160، 164)، والهداية في شرح البداية (1/ 74)، وتبيين الحقائق (1/ 193)، والبناية شرح الهداية (2/ 608). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 429). (¬4) في (ق): "وإن". (¬5) في (ق): "يُرغمان". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 105).

مسألة (117): وسجود الشكر عند حادث النعمة سنة مؤكدة

مَسْأَلَةٌ (117): وَسُجُودُ الشُّكْرِ عِنْدَ حَادِثِ النِّعْمَةِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ بِدْعَةٌ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [2199] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يُسَرُّ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شُكْرًا لِلَّهِ (¬3). تَابَعَهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ وَغَيْرُهُمَا عَنْ بَكَّارٍ، وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ فِي حَدِيثِ "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا" فَرَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: وَرَوَاهُ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 416)، مختصر المزني (ص 30)، والحاوي الكبير (2/ 205)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 282)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 114)، والمجموع (3/ 564). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 228)، وبدائع الصنائع (1/ 171)، والبناية شرح الهداية (2/ 667)، وفتح القدير (1/ 538). (¬3) أخرجه الخرائطي في فضيلة الشكر (ص 54) عن ابن أبي طالب. (¬4) صحيح البخاري (9/ 51).

[2200] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَاسَرْجِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ؛ فَقَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَدُوقٌ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ (¬1). وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَنِ الصَّحَابَةِ، فَمِنْهَا مَا: [2201] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهِ النَّحْوِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬2) بْنِ الْهَيَّاجِ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَكُنْتُ فِيمَنْ سَارَ مَعَهُ، فَأَقَامَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ لَا يُجِيبُونَهُ إِلَى شَيْءٍ، فَبَعَثَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - وَأَمَرَهُ أَنْ يُقْفِلَ (¬3) خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَمَنْ مَعَهُ، فَإِنْ أَرَادَ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَ خَالِدٍ أَنْ يُعَقِّبَ (¬4) مَعَهُ تَرَكَهُ. قَالَ الْبَرَاءُ: فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَ عَلِيِّ - رضي الله عنه -، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى أَوَائِلِ أَهْلِ الْيَمَنِ (¬5) بَلَغَ الْقَوْمَ الْخَبَرُ فَجَمَعُوا لَهُ، فَصَلَّى بِنَا عَلِيٌّ ¬

_ (¬1) المستدرك (1/ 660). (¬2) في (س) "عمرو". (¬3) أي يرجعه ويرده. (¬4) أي يبقى ويمكث مع عليّ - رضي الله عنه -. (¬5) في (س): "أوائل اليمن".

- رضي الله عنه - الْفَجْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ صَفَّنَا صَفًّا وَاحِدًا، ثُمَّ تَقَدَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْلَمَتْ هَمْدَانُ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ خَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: "السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ، السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ، السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ". وَتَتَابَعَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَلَى الْإِسْلَامِ (¬1). [2202] وأخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَمَّاطُ الْكُوفِيَّانِ، قَالَا: ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي بَعْثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، وَإِقْفَالِ خَالِدٍ، ثُمَّ فِي إِسْلَامِ هَمْدَانَ، قَالَ: فَكَتَبَ (¬2) عَلِيٌّ - رضي الله عنه - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْكِتَابَ خَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ، السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ". وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، قَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ (¬3) صَدْرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَسُقْهُ بِتَمَامِهِ، وَسُجُودُ الشُّكْرِ ثَابِتٌ عَلَى شَرْطِهِ. [2203] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْفَقِيهُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه الروياني في المسند (1/ 218) من طريق يحيى بن عبد الرحمن. (¬2) تحرفت في (س) إلى: "فبت". (¬3) صحيح البخاري (5/ 163).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبِ مِنْ بَيْتِهِ (¬1) حِينَ عَمِيَ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِهِ (¬2) حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي تَوْبَتِهِ وَنَهْيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ عَنْ كَلَامِهِ وَكَلَامِ صَاحِبَيْهِ، قَالَ: فَكَمُلَ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينَ نُهِيَ عَنْ كَلَامِنَا. قَالَ: ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صَبَاحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ - عز وجل - مِنَّا قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي وَضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ يَقُولُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ. قَالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ. قَالَ (¬3): وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى (¬4) صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ وَغَيْرِهِ. [2204] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ ¬

_ (¬1) "بيته": كذا في (ق)، (س)، والمعروف: "بَنِيهِ" بعد الباء نون ثم ياء، وقد أشار ابن حجر في فتح الباري إلى أنها جاءت كذا في بعض الروايات وخطأها. (¬2) في (س): "يحدث حديث فيه". (¬3) قوله: "قال" ليست في (س). (¬4) قوله: "صلى" ليست في (س).

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَتَبِعْتُهُ أَمْشِي وَرَاءَهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ حَتَّى دَخَلَ نَخْلًا، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ وَأَنَا وَرَاءَهُ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَوَفَّاهُ، فَأَقْبَلْتُ أَمْشِي حَتَّى جِئْتُهُ، فَطَأْطَأْتُ (¬1) رَأْسِي أَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ". فَقُلْتُ: لَمَّا أَطَلْتَ السُّجُودَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ تُوُفِّيَ نَفْسُكَ، فَجِئْتُ أَنْظُرُ، فَقَالَ: "إِنِّي لَمَّا دَخَلْتُ النَّخْلَ لَقِيتُ جِبْرِيلَ - عليه السلام -، فَقَالَ: إِنِّي أُبَشِّرُكَ أَنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ: مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَا أَعْلَمُ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ أَصَحَّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ (¬2). [2205] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ عُثْمَانَ - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ - عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا كَانَ قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَ (¬3) نَزَلَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللَّهَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَهُ سَاعَةً ثُمَّ ¬

_ (¬1) أي خفضت رأسي. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 585). (¬3) في (ق): "عزون"، وفي (س): "عرون"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (2/ 370) حيث رواه بسنده ومتنه، وعزْوَر كجْعفر: موضع قريب من مكة.

خَرَّ سَاجِدًا (¬1) - ذَكَرَهُ أَحْمَدُ ثَلَاثًا - قَالَ: "إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي وَشَفَعْتُ لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ لِرَبِّي سَاجِدًا شُكْرًا، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي (¬2)، فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي شُكْرًا، ثُمَّ قُمْتُ فَسَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي، فَأَعْطَانِي الثُّلُثَ الْآخِرَ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي - عز وجل -". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ أَسْقَطَهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حِينَ حَدَّثَنَا بِهِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْهُ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ (¬3). [2206] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بُشِّرَ بِحَاجَةٍ (¬4) فَخَرَّ سَاجِدًا (¬5). [2207] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، ثنا بَحْشَلٌ، ثنا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا أَتَاهُ فَتْحُ ذِي الْخَلَصَةِ (¬6) سَجَدَ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "وخر ساجدا". (¬2) قوله: "لأمتي" في هذا الموضع والذي يليه ليست في (س). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 201). (¬4) في (س): "بحاجته". (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 130) من طريق يحيى بن عثمان. (¬6) قوله: "الخلصة" مطموسة في (س). ذو الخلصة: بيت كان فيه صَنَمٌ لِدَوْسٍ - قبيلة من الأزد - يُسمَّى الخَلَصَة. (¬7) أخرجه ابن بشران في الأمالي (1/ 122) عن ابن قانع.

الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكٌ. [2208] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ (¬1)، أنا سُفْيَانُ، ثنا جَابِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأَى نُغَاشًا (¬2) فَسَجَدَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: "أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ" (¬3). وَهَذَا مُنْقَطِعٌ، وَلَهُ شَوَاهِدُ. [2209] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ (¬4) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5)، عَنْ عَرْفَجَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَبْصَرَ رَجُلًا بِهِ زَمَانَةٌ (¬6) فَسَجَدَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬7): وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَتَاهُ فَتْحٌ فَسَجَدَ، وَإِنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَتَاهُ فَتْحٌ أَوْ أَبْصَرَ رَجُلًا بِهِ زَمَانَةٌ فَسَجَدَ (¬8). ¬

_ (¬1) في (س): "كندر". (¬2) في (س): "نعاشا"، وفي (ق): "نعاسا". والمثبت الصواب. قال في النهاية (5/ 86): "النُّغَاشُ والنُّغَاشِيُّ: الْقَصِيرُ، أقْصَر مَا يَكُونُ، الضَّعِيفُ الْحَرَكَةِ، النَّاقِصُ الخَلْق". (¬3) أخرجه عبد الرزاق (3/ 357) عن الثوري. (¬4) في (س): "أنا أبو الخشعي". (¬5) في (ق): "عبد الله". (¬6) الزَّمانة: العاهة. (¬7) في (س): "عبد الله". (¬8) أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 264) من طريق داود بن رشيد.

[2210] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬1) بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) الثَّقَفِيِّ، قَالَ: أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِشَيْءٍ مَرَّةً فَخَرَّ سَاجِدًا، سَمِعْتُ (¬3) يَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ يَقُولُ: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، لَقَدْ سَمِعُوا، وَإِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِمُبْتَلًى فَنَزَلَ فَخَرَّ سَاجِدًا، وَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - فَفَعَلَا ذَلِكَ. [2211] قال مِسْعَرٌ (¬4): وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ (¬5) اللَّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - لَمَّا أَتَاهُ (¬6) فَتْحُ الْيَمَامَةِ خَرَّ سَاجِدًا. [2212] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِسْفَرَايِينِيُّ بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، ثنا عُبَيْدٌ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْهَاشِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِرَجُلٍ بِهِ زَمَانَةٌ، فَنَزَلَ فَسَجَدَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَنَزَلَ فَسَجَدَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَنَزَلَ فَسَجَدَ (¬7). وَمِنْهَا مَا: ¬

_ (¬1) في (ق): "الحسن". (¬2) في (س): "عن ابن عون محمد بن عبد الله". (¬3) كذا، وضبب فوقها في (ق). (¬4) في (ق): "مسعود". وهو تحريف. (¬5) في (س): "عبد". (¬6) قوله: "أتاه" سقطت من (ق). (¬7) أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 128) من طريق عبد الله بن جعفر.

[2213] حدثنا (¬1) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ (¬2) بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرٍ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَأَىَ الْقِرْدَ خَرَّ سَاجِدًا. [2214] حدثناه الْقَاضِي الْإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ - رحمه الله -، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ (¬3) الْحَسَنِ بْنِ الْمُخَارِقِ، أَمْلَاهُ (¬4) عَلَيْنَا بِتُسْتَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ الدَّقِيقِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5)، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ (¬6)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَأَى رَجُلًا مُتَغَيِّرَ (¬7) الْخَلْقِ خَرَّ سَاجِدًا، وَإِذَا رَأَى الْقِرْدَ خَرَّ سَاجِدًا، وَإِذَا قَامَ مِنْ مَنَامِهِ خَرَّ سَاجِدًا شُكْرًا لِلَّهِ - عز وجل - (¬8). [2215] وأخبرنا أبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ: إِذَا رَأَى قِرْدًا سَجَدَ، وَإِذَا رَأَى رَجُلًا مُتَغَيِّرَ (¬9) الْخَلْقِ سَجَدَ، وَإِذَا قَامَ مِنْ مَنَامِهِ خرَّ لِلَّهِ (¬10) سَاجِدًا. ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرنا". (¬2) في (ق): "ابن محمد". (¬3) من قوله: "ابن الحسين - رحمه الله -" إلى هنا ساقط من (س). (¬4) في (س): "إملاء". (¬5) في (س): "عبد الله". (¬6) في (س): "يوسف بن المنكدر". (¬7) في (س): "مُغَيَّر". (¬8) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 434) عبد الرحمن بن عبيد الله. (¬9) في (س): "مغير". (¬10) قوله: "لله" ليست في (ق).

وَمِنْهَا مَا: [2216] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - لَمَّا أَتَاهُ فَتْحُ الْيَمَامَةِ سَجَدَ (¬1). [2217] حدثنا كَامِل بْنُ أحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ يُكْنَى أَبَا مُوسَى، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ حِينَ وَجَدَ الْمُخْدَجَ (¬2)، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ (¬3). [2218] وأخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ (¬4)، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: شَهِدْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَوْمَ النَّهْرَوَانِ طَلَبَ الْمُخْدَجَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ (¬5) جَبِينُهُ يَعْرَقُ وَيَأْخُذُهُ (¬6) الْكَرْبُ، ثُمَّ إِنَّهُ قَدَرَ عَلَيْهِ فَخَرَّ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (17/ 464) من طريق مسعر. (¬2) أي ناقص اليد. وهو المعروف بذي الثدية. (¬3) أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 255) عن يحيى بن يحيى به. (¬4) في (س)، (ق): "يزيد"، والمثبت من مصادر الترجمة تاريخ الإسلام (9/ 327)، تبصير المنتبه (4/ 1412)، تكملة الإكمال لابن نقطة (2/ 76). (¬5) تحرفت في (س) إلى: "فوضع". (¬6) في (س): "وأخذه".

سَاجِدًا، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ (¬1) وَفِي ذَلِكَ إِثْبَاتُ هَذِهِ السُّنَّةِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 301) عن ابن دحيم به.

مسألة (118): وتحريمة الصلاة من الصلاة

مَسْأَلَةٌ (118): وَتَحْرِيمَةُ الصَّلَاةِ مِنَ الصَّلَاةِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: بِهَا تَنْعَقِدُ الصَّلَاةُ وَلَيْسَتْ مِنْهَا (¬2). [2219] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ (¬3) بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: إِنَّ رِجَالًا مِنَّا يَتَطَيَّرُونَ؟ (¬4) قَالَ: "ذَاكَ (¬5) شَيْءٌ يَجِدُونَهُ (¬6) فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ (¬7) ". قُلْتُ: وَرِجَالٌ مِنَّا يَأْتُونَ الْكَهَنَةَ؟ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 227)، والحاوي الكبير (2/ 95)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 463)، والمجموع (3/ 250 - 252). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 95)، وبدائع الصنائع (1/ 114)، والهداية شرح البداية (1/ 48)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 104)، والبناية شرح الهداية (2/ 165 - 166)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 307). (¬3) من قوله: "وأخبرنا محمد بن عمر" إلى هنا ساقط من (س). (¬4) أي يتشاءمون. (¬5) في (س): "ذلك". (¬6) في (س): "يحدثونه". (¬7) تحرفت في (ق) إلى: "فلا يأتونهم".

قَالَ: "فَلَا يَأْتُوهُمْ (¬1) ". قُلْتُ: وَرِجَالٌ مِنَّا يَخُطُّونَ (¬2). فَقَالَ: "قَدْ كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطُّهُ خَطَّهُ فَذَاكَ (¬3) ". قَالَ: وَبَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَحَدَّقَنِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: فَضَربُوا بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُسَكِّتُونَنِي (¬4) لَكِنِّي سَكَتُّ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ صَلَاتِهِ بِأَبِي وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي (¬5) وَلَا سَبَّنِي وَقَالَ: "إِنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هِيَ التَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ". لَفْظُ حَدِيثِ (¬6) أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬7). وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْتَفْتِحُ صَلَاتَهُ بِالتَّكْبِيرِ (¬8)، وَإِذَا كَانَ التَّكْبِيرُ فَاتِحَةَ الصَّلَاةِ كَانَ مِنْهَا، كَمَا أَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مِنَ الْكِتَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) تحرفت في (ق) إلى: "يضربهم". (¬2) الخط: الضرب في الرَّمْل. (¬3) في (س): "فمن وافق خطه فذاك". (¬4) في النسخ: "يسكتوني" والمثبت الجادة. (¬5) تحرفت في (س) إلى: "ما كره قربي" غير منقوطة. والكهر: الانتهار. (¬6) في (س): "هذا حديث". (¬7) صحيح مسلم (2/ 71). (¬8) أخرجه مسلم في الصحيح (2/ 54).

مسألة (119): والقيام بقدر فرض القراءة فرض في الصلاة مع القدرة عليه على عموم الأحوال

مَسْأَلَةٌ (119): وَالْقِيَامُ بِقَدْرِ فَرْضِ الْقِرَاءَةِ فَرْضٌ فِي الصَّلَاةِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ عَلَى عُمُومِ الْأَحْوَالِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَحَدُّهُ فِي رَاكِبِ السَّفِينَةِ إِنْ صَلَّى قَاعِدًا أَجْزَأَهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2220] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ، فَقَالَ: كَيْفَ أُصَلِّي فِي السَّفِينَةِ؟ قَالَ: "صَلِّ فِيهَا قَائِمًا، إِلَّا أَنْ تَخَافَ الْغَرَقَ" (¬3). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 175)، والحاوي الكبير (2/ 176)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 213 - 214)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 479)، والمجموع (3/ 235 - 236، 239). (¬2) انظر: الأصل (1/ 280)، والمبسوط للسرخسي (2/ 2)، وتحفة الفقهاء (1/ 156)، وبدائع الصنائع (1/ 109)، والهداية في شرح البداية (1/ 77)، وتبيين الحقائق (1/ 203)، والبناية شرح الهداية (2/ 647). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 656).

وَحَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ له: "صَلِّ قَائِمًا" (¬1) دَلِيلٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَقَدْ أَخْرَجْنَاهُ قَبْلَ هَذَا. [2221] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ (¬2) الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي (¬3) عُتْبَةَ (¬4) - مَوْلًى لِأَنَسٍ - وَهُوَ مَعَنَا فِي الْمَجْلِسِ: سَافَرْتُ مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، يُصَلِّي بِنَا إِمَامُنَا صَلَاةَ الْفَرْضِ قَائِمًا فِي السَّفِينَةِ، وَنُصَلِّي خَلْفَهُ قِيَامًا، وَلَوْ شِئْنَا لَخَرَجْنَا (¬5). [2222] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي، ثنا يُونُسُ، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ إِذَا رَكِبَ السَّفِينَةَ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَالسَّفِينَةُ مَحْبُوسَةٌ (¬6) صَلَّى قَائِمًا، وَإِذَا كَانَتْ تَسِيرُ صَلَّى قَاعِدًا فِي جَمَاعَةٍ. [2223] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ (¬1) في (ق): "قال ليصلي قائمًا". (¬2) قوله: "ابن"، ليست في (س). (¬3) قوله: "أبي" سقط من (س). (¬4) كتب في حاشية (ق): "ورواه الثوري، عن حميد فقال: عن عبد الرحمن بن أبي عتبة". اهـ. (¬5) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (4/ 281) بسنده. (¬6) قوله: "محبوسة" تحرفت في (ق) إلى: "محبوبة"، والرسم في (س) يحتمل ما أثبتناه من المختصر ومصادر التخريج.

ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ (¬1). وَهَذَا يَحْتَمِلُ أنَّهُ (¬2) كَانَ يَخْشَى دَوَرَانَ الرَّأْسِ عِنْدَ سَيْرِهَا فَلِذَلِكَ صَلَّى قَاعِدًا، وَكَذَلِكَ الْقَوْمُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَالْحِكَايَةُ حِكَايَةُ حَالٍ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 155) بسنده. (¬2) قوله: "أنه" سقط من (س).

مسألة (120): ولا تصح صلاة من لم يقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة منها إذا أحسنها

مَسْأَلَةٌ (120): وَلَا تَصِحُّ صَلَاةُ مَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا إِذَا أَحْسَنَهَا (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَقْرأُ فِيهَا مَا شَاءَ مِنَ الْقُرْآنِ وَتُجْزِئُهُ صَلَاتُهُ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [2224] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْتَرِئْ (¬4) بِأُمِّ الْقُرْآنِ" (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 243 - 244)، ومختصر المزني (ص 30)، والحاوي الكبير (2/ 109)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 139)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 491 - 493)، والمجموع (3/ 283، 285). (¬2) انظر: الأصل (1/ 214)، والمبسوط للسرخسي (1/ 18)، وتحفة الفقهاء (1/ 129)، وبدائع الصنائع (1/ 160)، والهداية في شرح البداية (1/ 50)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 105)، والبناية شرح الهداية (2/ 209). (¬3) زاد في (س): "لا". (¬4) في (س): "يقرأ". (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 215). (¬6) صحيح مسلم (2/ 9).

الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬1). [2225] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ الْبَزَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "قَالَ اللَّهُ تَعَالى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي أَوْ أثنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلعَبْدِي مَا سَأَلَ، وَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: هَذِهِ لَكَ" (¬2). [2226] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ (¬3)، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ". قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ، فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ يَا فَارِسِيُّ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 151). (¬2) أخرجه مسلم (2/ 9) من طريق سفيان. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 15/ أ).

وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلعَبْدِي مَا سَأَلَ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اقْرَءُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يَقُولُ اللَّهُ: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَهَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَهَؤُلَاءِ لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" (¬1). رَوَاهُ (¬2) أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: "فَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي (¬3) عَبْدِي، فَهَذَا لِي، وَمَا بَقِيَ لَهُ". وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: "وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَآيَةٌ (¬4) بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي". وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬5) كَمَا سَبَقَ ذِكْرِي لَهُ. [2227] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 79). (¬2) في (س): "ورواه". (¬3) في (س): "عبدني". (¬4) في (س): "وإنه". (¬5) صحيح مسلم (2/ 9).

كَعْبٍ قَالَ: قَالَ لِي (¬1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَةً مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟ " فَقُلْتُ (¬2): بَلَى، قَالَ (¬3): "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا (¬4) ". فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقُمْتُ مَعَهُ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي وَيَدِي فِي يَدِهِ، فَجَعَلْتُ أَتَبَاطَأُ (¬5) كَرَاهِيَةَ أَنْ يَخْرُجَ قَبْلَ أَنْ يُخْبِرَني بِهَا، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، السُّورَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي. قَالَ: "كَيْفَ تَقْرَأُ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ؟ " فَقَرَأْتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، فَقَالَ: "هِيَ هِيَ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ" (¬6). خَالَفَهُ مَالِكٌ فَرَوَاهُ عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬7). [2228] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ، مَنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْكِتَابِ فَقَدْ أَجْزَتْ عَنْهُ، وَمَنْ زَادَ فَهُوَ أَفْضَلُ. ¬

_ (¬1) قوله: "لي" سقط من (س). (¬2) في (س): "قلت". (¬3) في (س): "قلت" خطأ. (¬4) تحرف في (س) إلى: "تعلمنيها". (¬5) تحرف في (س) إلى: "ارتباطا". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 597). (¬7) موطأ مالك، رواية الليثي (1/ 134).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1). [2229] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ لَفْظًا، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ (¬2) الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثنا أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ (¬3) غَيْرِهَا وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ (¬4) ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ أَكْثَرُهُمْ أَئِمَّةٌ وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ (¬5). وَاسْتَدَلُّوا: بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلرَّجُلِ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬6). وَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ أَمَرَهُ بِأَنْ (¬7) يَقْرَأَ مَا تَيَسَّرَ مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا الْفَاتِحَةَ؛ لِسُهُولَتِهَا عَلَى الْأَلْسُنِ، وَابْتِدَاءِ الْمُتَعَلِّمِينَ بِتَعَلُّمِهَا، وَاسْتِفْتَاحِ الْمُصَلِّينَ صَلَاتَهُمْ بِقِرَاءَتِهَا، حَتَّى لَا يَكَادُ يُوجَدُ مُصَلٍّ يَقْرأُ فِي صلَاتِهِ غَيْرَ الْفَاتِحَةِ، وَإِجْمَاعُهُمْ عَلَى هَذَا دَلِيلٌ عَلَى تَعْيِينِ الْقِرَاءَةِ بِالْفَاتِحَةِ، ثُمَّ جَمِيعُ مَا رُوِّينَا بَيَانٌ لِقَوْلِهِ: "ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ" وَالرُّجُوعُ إِلَى الْمُفَسَّرِ أَوْلَى. [2230] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 10). (¬2) ضبب عليها في (ق). (¬3) قوله: "من" ليس في (س). (¬4) كذا برفع "عوض"، فتكون "ليس" قبلها شأنية. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 515). (¬6) أخرجه البخاري (1/ 152)، ومسلم (2/ 11). (¬7) في (س): "أن".

مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، ثنا هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ، فَقَرَأَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ بِـ (الْحَمْدُ) وَأَوَّلِ آيَةٍ مِنَ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ قَامَ فِي الثَّانِيَةِ فَقَرَأَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ)، وَالْآيَةَ الثَّانِيَةَ مِنَ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالى يَقُولُ: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (¬1). قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَفِيهِ حُجَّةٌ (¬2) لِمَنْ يَقُولُ: إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ بَعْدَ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ: "أَمَرَنَا نَبِيُّنَا - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ" حُجَّةٌ فِي ذَلِكَ أَيْضًا. [2231] وأخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الزِّيَادِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَاوُسٍ - مِنْ (¬4) وَلَدِ طَاوُسٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} قَالَ: ¬

_ (¬1) سورة المزمل (آية: 73). (¬2) في (س): "غنية". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 136). (¬4) في (س): "عن".

"بِآيَةٍ (¬1) آيَةٍ" (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: رُبَّمَا وَقَفْتُ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2232] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ كِتَابِهِ إِمْلَاءً (¬3)، أنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا (¬4) سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أُنَادِيَ فِي الْمَدِينَةِ أَنَّهُ لَا صَلَاةَ إلَّا بقِرَاءَةٍ، وَلَوْ بفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬5). [2233] حدثناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا جَدِّي أَبُو عَمْرٍو، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. كَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وُهَيْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَخَالَفَهُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فِي آخَرِينَ عَنْ جَعْفَرٍ فِي لَفْظِهِ. قَالَ الثَّوْرِيُّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ جَعْفَرٍ: "لَا صَلَاةَ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَمَا زَادَ". وَهُمَا إِمَامَانِ (¬6)، وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرٍ أَحَدٌ أَحْفَظُ وَأَتْقَنُ مِنْهُمَا، ¬

_ (¬1) قوله: "بآية" كذا في النسخ، وفي نسخة من المعجم الكبير للطبراني منقولة من نسخته المقروءة عليه بالبستان وتداولها الحافظ: "مائة". (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم (11/ 29) من طريق محمد بن يوسف به. (¬3) قوله: "إملاء" ليس في (ق). (¬4) هنا يبدأ سقط في النسخة: (س)، مقداره لوحة. (¬5) أخرجه المؤلف في القراءة (ص 156) بسنده. (¬6) كذا في (ق) وفي مختصر الخلافيات بعد هذه العبارة: "وَقَالَ يحيى فِي رِوَايَته عَنهُ: "لَا صَلَاة إِلَّا بِفَاتِحَة الْكتاب فَمَا زَاد"، وهما إمامان".

وَلَا يَشُكُّ فِي هَذَا إِلَّا جَاهِلٌ، فَإِذَا خَالَفَهُمَا غَيْرُهُمَا فِي لَفْظِ الْحَدِيثِ - وَالْحَدِيثُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ - وَجَبَ الرُّجُوعُ إِلَى قَوْلِهِمَا أَوِ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا، فَنَقُولُ: أَرَادَ بِقَوْلِهِ: "وَلَوْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" إِذَا أَرَادَ الِاقْتِصَارَ عَلَيْهَا فَلَا يُجْزِئُ مَا دُونَهَا، وَبَيَانُهُ فِي حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "مَنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْكِتَابِ فَقَدْ أَجْزَتْ عَنْهُ، وَمَنْ زَادَ فَهُوَ أَفْضَلُ". وَالَّذِينَ يَرْوُونَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ: "لَا صَلَاةَ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَوْ قُرْآنٍ" لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ يُسَاوِي ذِكْرَهُ، وَالْمَحْفُوظُ مِنَ الرِّوَايَاتِ لِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ مَا كَتَبْنَا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَفِي مَسْأَلَةِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ. * * *

مسألة (121): والطمأنينة في الركوع فرض، وكذلك الاعتدال من الركوع - حتى يطمئن قائما - فرض، والقعدة بين السجدتين فريضة

مَسْأَلَةٌ (121): وَالطُّمَأْنِينَةُ فِي الرُّكُوعِ فَرْضٌ، وَكَذَلِكَ الِاعْتِدَالُ مِنَ الرُّكُوعِ - حَتَّى يَطْمَئِنَّ قَائِمًا - فَرْضٌ، وَالْقَعْدَةُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فَرِيضَةٌ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ بِفَرْضٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2234] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقَالَ: "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" ثَلَاثًا، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي، قَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 258، 266)، والحاوي الكبير (2/ 119، 122 - 123، 130، 232)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 157 - 158، 161 - 162، 169)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 509، 512 - 514، 525 - 526)، والمجموع (3/ 377، 381). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 20 - 21)، وتحفة الفقهاء (1/ 133)، وبدائع الصنائع (1/ 162)، والهداية في شرح البداية (1/ 51)، وتبيين الحقائق (1/ 118)، والبناية شرح الهداية (2/ 231).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ يَحْيَى (¬2). [2235] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ، فَقَامَ نَاحِيَةً مِنْهُ يُصَلِّي، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْمُقُهُ، ثُمَّ أَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: "ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". قَالَ: فَلَا أَدْرِي أَفِي الثَّانِيَةِ أَمْ فِي الثَّالِثَةِ، قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ، لَقَدْ جَهَدْتُ فَعَلِّمْنِي وَأَرِنِي. قَالَ: "إِذَا أَنْتَ أَرَدْتَ الصَّلَاةَ فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قُمْ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ قَاعِدًا، فَإِذَا صَنَعْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا تَنْتَقِصُ مِنْ صَلَاتِكَ" (¬3). [2236] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي - وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي - إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ". ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 158). (¬2) صحيح مسلم (2/ 10). (¬3) أخرجه النسائي (2/ 524) من طريق بكر بن مضر.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (¬1). [2237] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا مُسْلِمٌ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؛ فَإِنِّي أَرَاكُمْ بَعْدَ ظَهْرِي". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي غَسَّانَ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬2). [2238] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ [بْنِ] (¬3) حَمْدَانَ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؛ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي" (¬4). [2239] أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ - رحمه الله -، قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي لَا يُتِمُّ رُكُوعًا وَلَا سُجُودًا، فَقَالَ لَهُ: مُنْذُ كَمْ تُصَلِّي (¬5) هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ: مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. أَوْ قَالَ: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: مَا صَلَّيْتَ لِلَّهِ صَلَاةً مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ مَهْدِيٌّ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ لَهُ: لَوْ مِتَّ لَمِتَّ عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 149)، وصحيح مسلم (2/ 27). (¬2) صحيح مسلم (2/ 28). (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (ق)، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف وكتب التراجم. (¬4) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (4/ 430) من طريق مسلم بن إبراهيم. (¬5) في (ق): "تصل"، وأثبتنا الجادة كما في المختصر.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ (¬1). [2240] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ - يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ - عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ فِيهَا صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ". تَابَعَهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْأَعْمَشِ: [2241] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا إِسْنَادٌ ثَابِتٌ صَحِيحٌ (¬2). قَالَهُ عَقِيبَ حَدِيثِ وَكِيعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَخَالَفَهُمْ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ فِي إِسْنَادِهِ: [2242] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ مِنْ أَصْلِهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ". قَالَ أَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 162). (¬2) سنن الدارقطني (2/ 155).

بُكَيْرٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا (¬1). [2243] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ الْعَبَّاسِ فِي آخِرِهِ. [2244] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى الْقَنْطَرِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْرِقُ صَلَاتَهُ؟ قَالَ: "لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا" (¬2). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3). [2245] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَافْتِرَاشِ السَّبُعِ، وَلَا يُوَطِّنُ الرَّجُلُ الْمَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ كَمَا يُوَطِّنُ الْبَعِيرُ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن البختري في أماليه (ص 110). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 601). (¬3) المصدر السابق (1/ 601). (¬4) أخرجه ابن ماجه (2/ 146) من طريق وكيع.

رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ كَذَلِكَ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 147).

مسألة (122): ولا يجوز السجود على كور العمامة

مَسْأَلَةٌ (122): وَلَا يَجُوزُ السُّجُودُ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2246] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ وَالسَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ إِمْلَاءً وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهِ (¬3) - وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا أَكُفَّ الثَّوْبَ وَلَا الشَّعَرَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ (¬4)، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ بَهْزٍ، عَنْ وَهْبٍ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 260 - 261)، والحاوي الكبير (2/ 127)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 166)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 520 - 521)، والمجموع (3/ 397 - 398). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 34)، وتحفة الفقهاء (1/ 135)، وبدائع الصنائع (1/ 210)، والهداية في شرح البداية (1/ 51)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 117)، والبناية شرح الهداية (2/ 242 - 243). (¬3) قوله: "إليه" ليس في المختصر، وفي السنن الكبير للمصنف: "وأشار بيده إلى أنفه". (¬4) صحيح البخاري (1/ 162).

[2247] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ حَرَّ الرَّمْضَاءِ (¬1) فَلَمْ يُشْكِنَا (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬3). [2248] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ (¬4): شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شِدَّةَ الرَّمْضَاءِ (¬5) فِي جِبَاهِنَا وَأَكُفِّنَا فَلَمْ يُشْكِنَا. زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِد مجْمَعٌ عَلَى عَدَالَتِهِ، وَكَذَلِكَ الطَّرِيقُ إِلَيْهِ سَدِيدٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ. وَحَدِيثُ رِفَاعَةَ: "مَكِّنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الْأَرْضِ" قَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي مَسْأَلَةِ التَّكْبِيرِ (¬6). [2249] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ ¬

_ (¬1) الرمضاء: شدة الحر. (¬2) أي: لم يجبهم إلى ذلك ولم يزل شكواهم، يقال: أشكيت الرجل؛ إذا أزلت شكواه. النهاية (شكا). (¬3) صحيح مسلم (2/ 109). (¬4) هنا ينتهي السقط الذي في (س). (¬5) قوله: "شدة الرمضاء" تكررت في (س). (¬6) مسألة: 73، حديث 1467.

سَوَادَةَ الْجُذَامِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيْوَانَ (¬1)، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رأَى رَجُلًا سَجَدَ (¬2) بِجَنْبِهِ وَقَدِ اعْتَمَّ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنْ جَبْهَتِهِ (¬3). قَالَ أَبُو حَامِدٍ الشَّارَكِيُّ: أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رجُلًا يَسْجُدُ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ: "ارْفَعْ عِمَامَتَكَ". وَأَوْمَأَ إِلَى جَبْهَتِهِ (¬4). وَهَذَا يُؤَكِّدُ رِوَايَةَ صَالِحِ بْنِ حَيْوَانَ. وَرُوِّينَا (¬5) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَوْلًا، وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - فِعْلًا. أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: [2250] فأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ (¬6)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّهُ كَانَ يَنْزِعُ الْعِمَامَةَ عَنْ جَبْهَتِهِ حَتَّى يَسْجُدَ عَلَى الْأَرْضِ (¬7). ¬

_ (¬1) ويقال فيه كذلك: "خيوان" بخاء معجمة، انظر الإكمال لابن ماكولا (2/ 581) باب حيوان وخيوان. (¬2) في (س): "يسجد". (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 236). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 500). (¬5) في (س): "ورويناه". (¬6) في (س): "حمدويه"، وفي (ق): "خمرويه"، والمثبت الصواب كما في سائر أسانيد المؤلف، وكتب التراجم. (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 105) من طريق عبيد الله.

وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَادَةَ: [2251] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سَكَنِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ [إِلَى] (¬1) الصَّلَاةِ حَسَرَ الْعِمَامَةَ عَنْ جَبْهَتِهِ (¬2). وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - فَقَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلْيَحْسِرِ الْعِمَامَةَ عَنْ جَبْهَتِهِ (¬3). إِنْ صَحَّ إِسْنَادُهُ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2252] أخبرنا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ (¬4)، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسَدَّدٌ، قَالَا: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا بِشْرٌ، ثنا غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين من السنن الكبير للمصنف ومختصر الخلافيات، وقوله: "قام" كذا في (س)، وفي (ق): "قامت" وضبب عليه. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 499) عن وكيع. (¬3) المصدر السابق (2/ 500). (¬4) قوله: "ابن أبي الحنين" ليس في (ق).

أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي شدَّةِ الْحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ وَجْهَهُ - وَقَالَ يَحْيَى: جَبْهَتَهُ - مِنَ الْأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ وَمُسَدَّدٍ، عَنْ بِشْرٍ (¬2)، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). وَهَذَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ ثَوْبًا مُنْفَصِلًا عَنْهُ، وَبَيَانُهُ فِيمَا رُوِّينَا: [2253] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى، ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ هَذَا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي مَتْنِهِ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، فَيَأْخُذُ أَحَدُنَا الْحَصَى فِي يَدِهِ، فَإِذَا بَرَدَ وَضَعَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ (¬4). قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ - رحمه الله -: هَذَانِ حَدِيثَانِ رَوَاهُمَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، أَحَدُهُمَا فِي الثَّوْبِ وَالْآخَرُ فِي الْحَصَى، فَدَلَّ أَنَّ بَسْطَ الثَّوْبِ وَسُجُودَهُمْ عَلَيْهِ كَانَ ذَلِكَ (¬5) فِي ثَوْبٍ مُنْفَصِلٍ عَنِ الْمُصَلِّي، وَلَوْ جَازَ السُّجُودُ عَلَى ثَوْبٍ مُتَّصِلٍ بِهِ، لَكَانَ ذَلِكَ أَسْهَلَ مِنْ تَبْرِيدِ الْحَصَى فِي الْكَفِّ وَوَضْعِهَا لِلسُّجُودِ عَلَيْهَا. وَرُوِيَ نَحْوُ هَذَا الْمَتْنِ الثَّانِي فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 32). (¬2) صحيح البخاري (1/ 86)، (2/ 64). (¬3) صحيح مسلم (2/ 109). (¬4) أخرجه أبو يعلى في المسند (7/ 178). (¬5) قوله: "ذلك" ليس في (س).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الظُّهْرِ، فَآخُذُ قَبْضَةً مِنَ الْحَصَى فِي كَفِّي حَتَّى تَبْرُدَ وَأَضَعُهَا لِجَبْهَتِي إِذَا سَجَدْتُ؛ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ (¬1). [2254] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَّامُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْجُدُ (¬2) عَلَى ثَوْبِهِ (¬3). مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَسَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى كُلُّهُمْ ضُعَفَاءُ. [2255] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ يَتَّقِي حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا بِفُضُولِهِ (¬4). حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. [2256] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَعْدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُحَرَّرِ (¬5)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 3069). (¬2) في (س): "سجد". (¬3) أخرجه أبو يعلى في المسند (4/ 335) من طريق سلام. (¬4) أخرجه أبو الشيخ في ذكر الأقران (ص 111) من طريق أبي صالح. (¬5) في (ق): "المحرز"، والمثبت من التعليق في نهاية الحديث، وهو الصواب.

يَسْجُدُ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ (¬1). عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُحَرَّرِ مَتْرُوكٌ. [2257] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ يَقُولُ: لَمَّا أُدْخِلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، وَفِي رَأْسِي عِمَامَةٌ كَبِيرَةٌ طَوِيلَةٌ، فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ فِي السُّجُودِ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ؟ فَقُلْتُ: ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ الْمُحَرَّرِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ: هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. فَقُلْتُ: نَسْتَعْمِلُ هَذَا حَتَّى يَجِيءَ أَقْوَى مِنْهُ. ثُمَّ قُلْتُ: وَعِنْدِي أَقْوَى مِنْهُ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا. هَذَا الدَّلِيلُ عَلَى السُّجُودِ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: عُذْرُهُ بِأَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ حَتَّى يَجِيءَ أَقْوَى مِنْهُ لَيْسَ بِعُذْرٍ، وَالْحَدِيثُ الَّذِي لَمْ يَثْبُتْ إِسْنَادُهُ كَالَّذِي لَمْ يَرِدْ. وَالْإِسْنَادُ الْآخَرُ أَيْضًا (¬3) ضَعِيفٌ؛ حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بَهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2258] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 442) من طريق ابن المحرر. (¬2) في (ق): "عبيد الله"، والمثبت من الحديث السابق، وهو الصواب. (¬3) من قوله: "عن عكرمة" الأولى إلى هنا سقط من (س).

الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْعَنْسِيُّ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ كَيْسَانَ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ، مَا لَكَ لَا تُمَكِّنُ جَبْهَتَكَ وَأَنْفَكَ فِي السُّجُودِ مِنَ الْأَرْضِ؟ قَالَ: ذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْجُدُ فِي أَعْلَى جَبْهَتِهِ مَعَ مَقَاصِّ الشَّعَرِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَلَى قُصَاصِ الشَّعَرِ (¬2). [2259] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ وَهْبٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ (¬3) (¬4). [2260] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الشُّعَيْبِيُّ (¬5)، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ الْوَرَّاقُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ (¬6)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْجُدُ مَعَ قُصَاصِ الشَّعَرِ عَلَى أَعْلَى الْجَبْهَةِ (¬7). أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ مَتْرُوكٌ. [2261] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا ¬

_ (¬1) في (ق)، (س): "القيسي"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 487) عن ابن عياش. (¬3) في (س): "تفرد به عبد العزيز بن عبد الله، وليس بالقوي". (¬4) سنن الدارقطني (2/ 157). (¬5) في (ق): "أبو سعد الشعبي"، وفي (س): "أبو سعد التسعيني"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬6) في النسخ: "عثمان"، والمثبت من المعجم الأوسط، وفوائد تمام (1/ 183). (¬7) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 137) عن أحمد بن خليد.

أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ (¬1) زيدِ بْنِ وَهْبٍ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَلْيَسْجُدْ عَلَى ثَوْبِهِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدْ أَحَدُكُمْ عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ (¬2). وَهَذَا أَرَادَ بِهِ ثَوْبًا مُنْفَصِلًا عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2262] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَسْجُدُ عَلَى عِمَامَتِهِ (¬3). وَهَذَا يَحْتَمِلُ - إِنْ صَحَّ - أَنْ يَكُونَ أَرَادَ عَلَى عِمَامَتِهِ وَجَبْهَتِهِ كَمَا قُلْنَا فِي الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ: أَرَادَ عَلَيْهَا وَعَلَى الرَّأْسِ. وَعَامَّةُ مَا يَحْتَجُّونَ بِهِ (¬4) فِي جَوَازِ السُّجُودِ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ لَا يَثْبُتُ، وَأَقْرَبُ مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ قَوْلُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ - رحمه الله - حِكَايَةً عَنِ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -: [2263] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْجُدُونَ وَأَيْدِيهِمْ فِي ثِيَابِهِمْ، وَيَسْجُدُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَى عِمَامَتِهِ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "ابن". (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (4/ 112) من طريق الثوري. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 244) من طريق أحمد بن يونس. (¬4) قوله: "به" ساقط من (س). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 497) من طريق هشام.

وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: يَسْجُدُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَى عِمَامَتِهِ وَجَبْهَتِهِ كَمَا قُلْنَا فِيمَا وَرَدَ (¬1) فِي الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ، يَعْنِي: عَلَيْهَا وَعَلَى الرَّأْسِ. وَالِاحْتِيَاطُ لِفَرْضِ السُّجُودِ أَوْلَى. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "روي".

مسألة (123): ووضع اليدين والركبتين فرض في السجود كوضع الجبهة، على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (123): وَوَضْعُ الْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ فَرْضٌ فِي السُّجُودِ كَوَضْعِ الْجَبْهَةِ، عَلَى (¬1) أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ بِفَرْضٍ (¬3) وَدَلِيلُنَا مَا: [2264] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُمِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَسْجُدَ مِنْهُ (¬4) عَلَى سَبْعَةٍ: يَدَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، وَجَبْهَتِهِ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ مِنْهَا (¬5) الشَّعَرَ وَالثِّيَابَ (¬6). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬7). وَأَخْرَجَهُ ¬

_ (¬1) في (س): "في". (¬2) انظر: الأم (2/ 260 - 261)، والحاوي الكبير (2/ 126 - 127)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 163)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 520 - 521)، والمجموع (3/ 402 - 404). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 204 - 205)، وتحفة الفقهاء (1/ 134)، وبدائع الصنائع (1/ 105)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 107)، والهداية في شرح البداية (1/ 51)، والبناية شرح الهداية (2/ 242). (¬4) قوله: "منه"، ضبب عليه ناسخ (ق). (¬5) كذا، والجادة: "منه" كما في مسند الشافعي، وفيه: "يكفت منه". (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 259). (¬7) صحيح مسلم (2/ 52).

الْبُخَارِيُّ كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ. يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ: عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬1). [2265] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ (¬2): وَجْهُهُ، وَكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ (¬3)، وَقَدَمَاهُ" (¬4). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬5). [2266] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ (¬6) بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ (¬7)، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬8) بْنُ إِيَادٍ، عَنْ إِيَادٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬9). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 162). (¬2) أي سبعة أعضاء. (¬3) في النسخ: "وركبتيه"، والمثبت من أصل الرواية من سنن أبي داود وهو الجادة. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 49). (¬5) صحيح مسلم (2/ 53). (¬6) قوله: "ابن محمد" ليس في (س). (¬7) قوله: "العدل" ليس في (ق). (¬8) في (س): "عبد الله". (¬9) صحيح مسلم (2/ 53).

[2267] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ، قَالَ: "إِنَّ الْيَدَيْنِ يَسْجُدَانِ كَمَا يَسْجُدُ الْوَجْهُ، فَإِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ فَلْيَضَعْ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَهُ فَلْيَرْفَعْهُمَا" (¬1). وَدَلِيلُ الْقَوْلِ الثَّانِي مَا: [2268] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا يُوسُفُ - يَعْنِي ابْنَ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونَ - أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا (¬2) سَجَدَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ (¬3). اقْتِصَارُهُ عَلَى ذِكْرِ الْوَجْهِ فِي قَوْلِهِ: "سَجَدَ وَجْهِي" لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ وَضْعَ الْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ (¬4) لَيْسَ مِنْ شَرَائِطِ السُّجُودِ؛ لِأَنَّ بَعْضَ الشَّيْءِ يُذْكَرُ وَالْمُرَادُ بِهِ جُمْلَتُهُ، وَبَيَانُهُ فِيمَا رَوَيْنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 49). (¬2) قوله: "إذا" ضبب فوقه في (ق). وفي مصادر التخريج: "كان إذا سجد". (¬3) صحيح مسلم (2/ 185). (¬4) قوله: "والركبتين" ليس في (ق).

مسألة (124): والقراءة في الركعتين الآخرتين فريضة بمثابتها في الأولتين

مَسْأَلَةٌ (124): وَالْقِرَاءَةُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْآخِرَتَيْنِ فَرِيضَةٌ بِمَثَابَتِهَا فِي الْأَوَّلَتَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2269] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ (¬3)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ (¬4)، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الَّتِي (¬5) بَعْدَهَا: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 244)، والحاوي الكبير (2/ 109 - 110)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 153)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 493)، والمجموع (3/ 317). (¬2) انظر: الأصل (1/ 29، 160)، والمبسوط للسرخسي (1/ 18 - 19)، وتحفة الفقهاء (1/ 129)، وبدائع الصنائع (1/ 111 - 112)، والهداية في شرح البداية (1/ 68)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 105)، والبناية شرح الهداية (2/ 272). (¬3) في (ق): "ابن كثير"، وفي (س): "ابن بشر"، والمثبت من السنن الكبير (3/ 334). (¬4) قوله: "عليه" ليس في (س). (¬5) في (س): "الذي".

الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا (¬1) تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3). [2270] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْخَفَّافُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "ثُمَّ كَذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَسَجْدَةٍ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ (¬4). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (¬5). وَحَدِيثُ (¬6) أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الْآخِرَتَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَقَوْلُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" - دَلِيلٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. وَرَوَى عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي الْآخِرَتَيْنِ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "ما". (¬2) صحيح البخاري (8/ 135). (¬3) صحيح مسلم (2/ 11). (¬4) صحيح البخاري (8/ 56). (¬5) صحيح مسلم (5/ 124). (¬6) في (س): "وحدث". (¬7) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (3/ 207) من طريق عاصم.

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ: [2271] أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى رَكْعَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَلَمْ يُصَلِّ، إِلَّا وَرَاءَ الْإِمَامِ (¬1). وَقَوْلُهُ: "وَرَاءَ الْإِمَامِ" يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ إِذَا أَدْرَكَ الْإِمَامَ فِي الرُّكُوعِ (¬2) فَسَقَطَ عَنْهُ الْقِرَاءَةُ كَمَا سَقَطَ (¬3) عَنْهُ الْقِيَامُ. احْتَجُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ أنَهُ كَانَ لَا يَقْرَأُ فِي الْآخِرَتَيْنِ وَيَقُولُ: هُمَا التَّسْبِيحَتَانِ. وَلَا حُجَّةَ فِيهِ، فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ. وَالْحَارِثُ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ وَأَشْهَدُ أَنَّهُ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ. يُوَضِّحُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ ضَعْفِهِ مَا رُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ خِلَافَ (¬4) هَذَا: [2272] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 21). (¬2) في (ق): "يحتمل أن يكون إذا أراد الإمام في الركوع". (¬3) في (ق): "يسقط". (¬4) في (س): "غير".

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْآخِرَتَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في القراءة (ص 44) من طريق آدم.

مسألة (125): وقراءة التشهد الأخير في الصلاة واجب

مَسْأَلَةٌ (125): وَقِرَاءَةُ التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ فِي الصَّلَاةِ وَاجِبٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: غَيْرُ وَاجِبٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2273] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ دُونَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا (¬3) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 271 - 272)، والحاوي الكبير (2/ 135)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 177)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 533)، والمجموع (3/ 443). (¬2) والتشهد الأخير واجب لا فرض عند الحنفية، فالفرض غير الواجب عند الحنفية؛ وترك الواجب يوجب الكراهة والنقصان، ولا يفسد الصلاة، أما الجمهور فيسوون بين الفرض والواجب. انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 223)، وتحفة الفقهاء (1/ 137)، وبدائع الصنائع (1/ 163)، والهداية في شرح البداية (1/ 74)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 106)، والبناية شرح الهداية (2/ 161 - 162). (¬3) قوله: "إلينا" ليس في (ق).

"إِنَّ (¬1) اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ لِلَّهِ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ (¬3). وَفِي حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ" (¬4). [2274] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ أَبُو الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ (¬5)، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْنَا التَّشَهُّدُ: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ خَلْقِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ. فَعَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - التَّشَهُّدَ (¬6). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ صَاعِدٍ عَنِ الْمَخْزُومِيِّ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س) بدون "إن". (¬2) صحيح البخاري (1/ 166). (¬3) صحيح مسلم (2/ 14). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 966) من طريق شعبة. (¬5) في النسخ: "البزار"، والمثبت من السنن الكبير للبيهقي (4/ 616)، وكذا هو في مصادر ترجمته. (¬6) أخرجه النسائي (3/ 270) من طريق سعيد المخزومي. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 160).

[2275] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ بِمِصْرَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، قَالَا: ثنا اللَّيْثُ - وَهَذَا (¬1) لَفْظُ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ - قَالَ: ثنا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، فَكَانَ يَقُولُ: "التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ (¬3). [2276] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، ثنا عَفَّانُ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى وَحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثنا أَبُو كَامِلٍ (¬4) (ح). ¬

_ (¬1) في (س): "هذا". (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 604). (¬3) صحيح مسلم (2/ 14). (¬4) هذه الفقرة ساقطة من (ق).

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (¬1) وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ الْقُرَشِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ صَلَاةً، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أُقِرَّتِ الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ (¬2). فَلَمَّا قَضَى أَبُو مُوسَى الصَّلَاةَ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ بِوَجْهِهِ وَقَالَ: أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ (¬3) كَذَا وَكَذَا؟ فَأَرَمَّ (¬4) الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَرَمَّ (¬5) الْقَوْمُ. فَقَالَ: لَعَلَّكَ يَا حِطَّانُ قُلْتَهَا؟ قَالَ: مَا قُلْتُهَا وَلَكِنْ رَهِبْتُ - قَالَ ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ: وَلَقَدْ رَهِبْتُ - أَنْ تَبْكَعَنِي (¬6) بِهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا قُلْتُهَا، وَلَمْ أُرِدْ بِهَا إِلَّا الْخَيْرَ. ثُمَّ قَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَا تَعْلَمُونَ كَيْفَ تَقُولُونَ فِي صَلَاتِكُمْ! إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَنَا وَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا، وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ؛ يُحِبَّكُّمُ اللَّهُ، وَإِذَا كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا ¬

_ (¬1) في (س): "ابن عمرو". (¬2) أي اسْتَقَرّت معهما وقُرِنت بهما، يعني أن الصلاة مَقْرونة بالبر، وهو الصدق وجِماع الخير، وأنها مَقْرونة بالزكاة في القرآن، مذكورة معها. النهاية (قرر). (¬3) قوله: "كلمة" ليس في (س). (¬4) في (ق): "فأزم". وهما روايتان، والمعنى في كليهما: أمسكوا عن الكلام وسكتوا ولم يجيبوا. انظر النهاية لابن الأثير (أرم، أزم). (¬5) في (ق): "فأزم". (¬6) في (ق): "يبكعني"، وغير منقوطة في (س)، وكتب ناسخ (ق) حاشية على الطرة نصها: "يعني يستقبلني بمكروه. يقال: بكعه بكعا إذا استقبله بما يكره. وهذا نحو التبكيت".

وَارْكَعُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ؛ يَسْمَعِ اللَّهُ لَكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ وَسَجَدَ فَكَبِّرُوا وَاسْجُدُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ، فَتِلْكَ بِتِلْكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ (¬1) قَوْلِ أَحَدِكُمْ: التَّحِيَّاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةَ، وَأَبِي كَامِلٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ (¬2). [2277] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا مُوسَى صَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قَعَدَ قَالَ رَجُلٌ: أُقِرَّتِ الصَّلَاةُ بِالْبِرِّ وَالزَّكَاةِ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ أَبُو مُوسَى قَالَ: أيُّكُمُ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ (¬3) فَأَرَمَّ (¬4) الْقَوْمُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا حِطَّانُ، لَعَلَّكَ قَائِلُهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا قُلْتُهَا وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَبْكَعَنِي بِهَا (¬5). قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا قَائِلُهَا، وَمَا ¬

_ (¬1) في (س): "أولى". (¬2) صحيح مسلم (2/ 14). (¬3) قوله: "وكذا" الثانية ليس في (ق). (¬4) في (ق): "فأزم". (¬5) قوله: "بها" ليس في (ق).

أَرَدْتُ بِهَا إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَا تَدْرُونَ كَيْفَ تُصَلُّونَ؟ ! إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خطَبَنَا فَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا وَبَيَّنَ لَنَا سُنَتَّنَا؛ فَقَالَ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ؛ يُحِبَّكُمُ اللَّهُ، وَإِذَا كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا، فَإِنَّ الْإِمَامَ يُكَبِّرُ قَبْلَكُمْ وَيَرْفَعُ قَبْلَكُمْ". فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فَتِلْكَ بِتِلْكَ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقُعُودِ فَلْيَقُلْ أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ: التَّحِيَّاتُ الطَّيَبَّاتُ الزَّاكيَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" (¬1). رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ رَاهُويَهْ وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬2). [2278] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَحْيَى (¬3) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَضَرَّعُ (¬4) وَتَخَشَّعُ وَتَمَسْكَنُ، وَتَرْفَعُ يَدَيْكَ - يَقُولُ: تَسْتَقْبِلُ (¬5) بِهِمَا وَجْهَكَ - ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 201). (¬2) صحيح مسلم (2/ 15). (¬3) في (ق): "بحر". (¬4) التضرع: التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة. النهاية (ضرع). (¬5) في (س): "يديك وتستقبل".

وَتَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهِيَ خِدَاجٌ" (¬1). خَالَفَهُ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ. [2279] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ (¬2) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ (¬3) وَتَمَسْكَنُ، وَأَقْنِعْ يَدَيْكَ (¬4)، وَقُلِ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ (¬5) فَهُوَ خِدَاجٌ (¬6) (¬7) ". قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: رِوَايَةُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَشُعْبَةُ أَخْطَأَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَوَاضِعَ، قَالَ (¬8): عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وإِنَّمَا هُوَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، وَقَالَ: عَنْ (¬9) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ (¬10). ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في المسند (6/ 110) من طريق ابن بكير. (¬2) قوله: "المطلب"، ضبب عليه ناسخ (ق). (¬3) من البؤس، وهو الخضوع والفقر. (¬4) أي ترفعهما. (¬5) قوله: "ذلك" ليس في (س). (¬6) قوله: "فهو خداج" مكرر في (س). (¬7) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 706). (¬8) قوله: "قال" ليس في (س). (¬9) قوله: "عن" ليس في (س). (¬10) العلل الكبير للترمذي (ص 82).

وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ هُوَ ابْنُ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: هُوَ عَنِ الْمُطَّلِبِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ. [2280] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ قِصَّةً فَقَالَ: "إِذَا أنتَ قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَكَبِّرِ اللَّهَ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ". وَقَالَ فِيهِ: "فَإِذَا جَلَسْتَ فِي وَسْطِ الصَّلَاةِ فَاطْمَئِنَّ وَافْتَرِشْ فَخِذَكَ الْيُسْرَى، ثُمَّ تَشَهَّدْ، ثُمَّ إِذَا قُمْتَ فَمِثْلُ ذَلِكَ (¬1) حَتَّى تَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِكَ" (¬2). [2281] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمًا أَبَا النَّضْرِ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَلَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: لَا تَجُوزُ صَلَاةٌ إِلَّا بِتَشَهُّدٍ (¬3). [2282] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، ثنا صُغْدِيُّ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِالتَّشَهُّدِ (¬4). ¬

_ (¬1) في (س): "لك" تحريف. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 46). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (3/ 131) عن ابن بشار. (¬4) أخرجه ابن عدي (6/ 248) من طريق عبدان.

[2283] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرآنِ وَيَقُولُ: "تَعَلَّمُوا؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ إِلَّا بِتَشَهُّدٍ". وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَرٍ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ. وَرَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: التَّشَهُّدُ تَمَامُ الصَّلَاةِ. [2284] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا ابُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (¬1)، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه -، قَالَ: التَّشَهُّدُ تَمَامُ الصَّلَاةِ (¬2). وَأَدِلَّتُهُمْ مُخَرَّجَةٌ فِي مَسْأَلَةِ التَّحْلِيلِ مُجَابٌ عَنْهَا. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) في (ق): "أنا عبد الله بن محمد بن يحيى". (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 378) بسنده ومتنه.

مسألة (126): والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فريضة في التشهد الأخير، وركن من أركان الصلاة

مَسْأَلَةٌ (126): وَالصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرِيضَةٌ فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ، وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا سُنَّةٌ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2285] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بَامُويَهِ الْأَصْبَهَانِيُّ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ - وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ - قَالُوا: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَقِيتُ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ قَالَ (¬3): قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا (¬4) قَدْ عَرَفْنَا السَّلَامَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 270 - 271)، والحاوي الكبير (2/ 137)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 177)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 533)، والمجموع (3/ 445، 447). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 29)، وتحفة الفقهاء (1/ 137 - 138)، وبدائع الصنائع (1/ 213)، والهداية في شرح البداية (1/ 53)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 108)، والبناية شرح الهداية (2/ 274). (¬3) قوله: "قال" ليس في (س). (¬4) في (س): "فإنا".

وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى وَبُنْدَارٍ عَنْ غُنْدَرٍ، كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ (¬2) (¬3). [2286] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ (¬4) قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْأَعْمَشِ وَمِسْعَرٍ وَمَالِكِ (¬5) بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (¬6) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا (¬7). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (8/ 77). (¬2) من هنا سقط في (س) يشمل الحديثين التاليين. (¬3) صحيح مسلم (2/ 16). (¬4) قوله: "الأصبهاني" ليس في (س). (¬5) في (س): "عن مالك". (¬6) سورة الأحزاب (آية: 56). (¬7) صحيح مسلم (2/ 16). (¬8) صحيح البخاري (6/ 120).

[2287] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ بِنَيْسَابُورَ فِي الْفَوَائِدِ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، قَالُوا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا السَّلَامَ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (¬1) (¬2) ". [2288] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ - يَعْنِي الشَّافِعِيَّ - قَالَا: ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬3) بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ (ح). [2289] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِطُوسٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ (¬4) بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَوْذَبٍ الْمُقْرِئُ بِوَاسِطٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أنا (¬5) مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) هنا ينتهي السقط الذي بدأ في نهاية الحديث رقم (2285) وشمل الحديثين السابقين. (¬2) أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه (ص 83). (¬3) قوله: "بن محمد" ليس في (س). (¬4) قوله: "بن أحمد" ليس في (س). (¬5) في (س): "ثنا".

أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ الزَّعْفَرَانِيِّ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ (¬1)، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ (¬2) - زَادَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (¬3) - وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ وَغَيرِهِ، عَنْ مَالِكٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ وَابْنِ رَاهُويَهْ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، وَعَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ (¬5). [2290] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ - يَعْنِي الشَّافِعِيَّ - رحمه الله - أنا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ¬

_ (¬1) من قوله: "وبارك على محمد وعلى أزواجه" إلى هنا سقط من (س). (¬2) زاد هنا في (س): "مجيد". (¬3) في (س): "آل إبراهيم". (¬4) صحيح البخاري (8/ 77). (¬5) صحيح مسلم (2/ 16).

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ - وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ هُوَ الَّذِي أُرِيَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ - عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ رَأَى - يَعْنِي (¬1) - النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ (¬2): أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهَ، فكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ (¬3)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ يي الْعَالَمِينَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: "وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ" (¬4). [2291] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ (¬5) بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنْبِيِّ - وَهُوَ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ - عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلًا صَلَّى لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، وَلَمْ ¬

_ (¬1) ضبب ناسخ (ق) على قوله: "يعني". وهكذا جاء النص في المختصر. وفي السنن الصغرى (1/ 195): "عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس سعد بن عبادة. . ."، ونحوه في الدعوات الكبير (104)، وكذا في صحيح مسلم (2/ 16). (¬2) قوله: "سعد"، مكانها بياض في (س)، ورقم فوقه ناسخ (س) بحرف (ط). (¬3) في (س): "أنا لم نسله". (¬4) صحيح مسلم (2/ 16). (¬5) قوله: "الحسن" ليس في (ق).

يُمَجِّدْهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَانْصَرَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَجِلَ هَذَا". فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ - وَفِي حَدِيثهِ عَنِ الصَّيْرَفِيِّ: بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ (¬1) - وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬2). [2292] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفَّارُ إِمْلَاءً عَلَيْنَا مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْبَرِّيُّ، ثنا (¬3) أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ (¬4) بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ جَدِّي، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -" (¬5). عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَالِاعْتِمَادُ عَلَى مَا سَبَقَ. [2293] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُشَيْشٍ التَّمِيمِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُعَاوِيَةَ (¬6) الطَّلْحِيُّ، ثنا أَبُو حَصِينٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬7) بْنِ حَبيبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ (ح). ¬

_ (¬1) في (س): "الله". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 603). (¬3) في (س): "حدثني". (¬4) قوله: "بن عباس" ليس في (س). (¬5) المصدر السابق (1/ 642). (¬6) قوله: "بن معاوية"، ليس في (ق)، ورقم عليها ناسخ (س) حرف (ط). (¬7) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من السنن الكبير للبيهقي (2/ 379)، ومن مصادر ترجمته.

[2294] قال: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ (¬2)، جَمِيعًا عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي (¬3) مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ قَالَ: لَوْ صَلَّيْتُ صَلَاةً لَا أُصَلِّي فِيهَا عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ مَا رَأَيْتُ أَنَّهَا تَتِمُّ (¬4). [2295] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: لَوْ صَلَّيْتُ صَلَاةً لَا أُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ (¬5) فِيهَا (¬6)، لَرَأَيْتُ أَنَّ صَلَاتِي لَا تَتِمُّ (¬7). [2296] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا (¬8) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَجِيحٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرِيرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي (¬9) لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ". ¬

_ (¬1) في (ق)، (س): "عبد الله"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) في (س): "عبد الله بن موسى بن إسرائيل". (¬3) في (س): "ابن". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 171) من طريق عبيد الله بن موسى. (¬5) في (س): "آل محمد"، وكذا في المعرفة للبسوي. (¬6) قوله: "فيها" ليس في (س)، والمعرفة للبسوي، وضبب عليها ناسخ (ق). (¬7) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 539). (¬8) في (س): "أبنا". (¬9) زاد في (ق): "فيه".

قَالَ عَلِيٌّ: جَابِرٌ ضَعِيفٌ، وَقَدِ اخْتُلِفَ عَنْهُ (¬1). [2297] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ شِمْرٍ - عَنْ جَابِرٍ - يَعْنِي الْجُعْفِيَّ - عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقَ بْنَ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ (¬2) بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَبِالصَّلَاةِ عَلَيَّ" (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَزَّازُ، عَنْ عَمْرٍو. وَعَمْرٌو وَجَابِرٌ ضَعِيفَانِ. [2298] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، ثنا عَبَّادٌ الْعَرْزَمِيُّ، ثنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بُرَيْدَةُ". فَذَكَرَ قِصَّةً فِي الصَّلَاةِ، وَقَالَ فِي آخِرِهَا: "فَإذَا جَلَسْتَ فِي صَلَاتِكَ فَلَا تَتْرُكَنَّ فِي التَّشَهُّدِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَالصَّلَاةَ عَلَيَّ وَعَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ، وَسَلِّمْ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ" (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ (¬5)، وَمَدَارُهُ عَلَيْهِ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 72/ ب). (¬2) في (س): "لا يقبل الله صلاة". (¬3) المصدر السابق (2/ 170) من طريق عمرو بن شمر. (¬4) أخرجه البزار في المسند (10/ 332) من طريق العرزمي. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 170).

[2299] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحٍ، ثنا إِسْحَاقُ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي التَّشَهُّدِ فَلْيُعِدْ صَلَاتَهُ، أَوْ قَالَ: لَا تُجْزِئُ صَلَاتُهُ. فَهَذَا عَنِ الشَّعْبِيِّ يُبْطِلُ قَوْلَهُمْ: إِنَّ الْعُلَمَاءَ لَمْ يَقُولُوا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِوُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَذْهَبِكُمْ. وَرُوِّيْنَا عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مَعْنَى مَا رَوَيْنَاهُ (¬1) عَنِ الشَّعْبِيِّ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "روينا".

مسألة (127): والخروج من الصلاة بالسلام واجب على من أحسنه

مَسْأَلَةٌ (127): وَالْخُرُوجُ مِنَ الصَّلَاةِ بِالسَّلَامِ وَاجِبٌ عَلَى مَنْ أَحْسَنَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كُلُّ مَا قَطَعَ الصَّلَاةَ إِذَا فَعَلَهُ فِي خِلَالِهَا عَمْدًا خَرَجَ بِهِ مِنَ الصَّلَاةِ إِذَا فَعَلَهُ فِي آخِرِهَا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2300] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنا (¬3) (ح). وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ (¬4)، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5) قُلْنَا - يَعْنِي الْإِشَارَةَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 278)، والحاوي الكبير (2/ 143 - 144)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 181)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 539 - 540)، والمجموع (3/ 455 - 456). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 125 - 126)، وتحفة الفقهاء (1/ 44)، وبدائع الصنائع (1/ 58)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 60)، وتبيين الحقائق لشرح كنز الدقائق (1/ 125)، والبناية لشرح الهداية (2/ 289 - 290). (¬3) قوله: "أنا" ليس في (س). (¬4) من قوله: "محمد بن يعقوب" إلى هنا ساقط من (س). (¬5) قوله: "خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (س).

بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ -: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْمُونَ بِأَيْدِيهِمْ فِي الصَّلَاةِ، كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلِ الشُّمْسِ، أَلَا يَكْفِي أَحَدَهُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يُسَلِّمَ عَلَى أَخِيهِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ". لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي زَكَرِيَّا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ يُوسُفَ: قُلْنَا بِالْإِشَارَةِ بِالْإِصْبَعِ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاج فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ مِسْعَرٍ (¬1). [2301] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ ابْنِ الْقِبْطِيَّةِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (¬2) - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ أَحَدُنَا بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَالُكُمْ تَرْمُونَ بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ، أَوَلَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ - أَوْ إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ - أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ يُسَلِّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 29). (¬2) في (س): "مع النبي". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 278).

وَقَالَ: "إِنَّمَا (¬1) يَكْفِي أَحَدَكُمْ". وَلَمْ يَشُكَّ (¬2). [2302] أخبرنا (¬3) أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ الْحُسَيْنِ (¬4) الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي أَبِي (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْتَتِحُ - يَعْنِي صَلَاتَهُ - بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وَكَانَ إِذَا رَكَعَ لَمْ يُشْخِصْ رَأْسَهُ وَلَمْ يُصَوِّبْهُ (¬5)، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ (¬6) لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا (¬7)، وَكَانَ يُفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى رِجْلَهُ الْيُمْنَى، وَكَانَ يَقُولُ: "بَيْنَ (¬8) كُلِّ رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّةٌ"، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ يَنْهَانَا أَنْ يَفْتَرِشَ أَحَدُنَا ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ. ¬

_ (¬1) في (س): "وإنما". (¬2) صحيح مسلم (2/ 29). (¬3) في (س): "وأخبرنا". (¬4) في (س): "ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحسن". (¬5) لم يشخص رأسه: لم يرفعْه، ولم يصوبه: أي لم ينكسْه. (¬6) في (س): "الركوع". (¬7) في (س): "قائمًا". (¬8) في (س): "في".

[2303] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ. وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬1). [2304] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَرَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى أَرَى بَيَاضَ خَدِّهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬2)، وَاتَّفَقَا (¬3) عَلَى حَدِيثِ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ سَلَّمَ - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ. وَقَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بالتَّسْلِيمِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ (¬4). [2305] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، ثنا سُفْيَانُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (¬5) عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 54). (¬2) المصدر السابق (2/ 91). (¬3) صحيح البخاري (1/ 167)، وصحيح مسلم (2/ 126). (¬4) هذا الحديث من أوله إلى هنا ساقط من (س). (¬5) في (س): "بن".

"إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَتَحَرَّ (¬1) الصَّوَابَ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ لِيَسْجُدْ (¬2) سَجْدَتَيْنِ". لَفْظُ حَدِيثِ إِسْحَاقَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ (¬4). [2306] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ (¬5)، أنا سُفْيَانُ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زَائِدَةُ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - وَقَالَ إِسْرَائِيلُ: عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ وَالْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ سُفْيَانَ (¬6). [2307] أخبرنا (¬7) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ ابْنُ الْحَمَّامِيِّ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا ¬

_ (¬1) في (ق): "فليتحرى". (¬2) في (س): "ثم يسلم، ثم يسجد". (¬3) صحيح مسلم (2/ 84). (¬4) صحيح البخاري (1/ 89). (¬5) قوله: "ثنا محمد بن كثير" ليس في (س). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 57). (¬7) في (س): "أخبرنا".

زَائِدَةُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" مِنْ كِلَا الْجَانِبَيْنِ (¬1). [2308] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سعْدَانُ بْنُ نَصرٍ، ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى أَرَى بَيَاضَ خَدَّيْهِ فِي كِلْتَيْهِمَا، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - يَفْعَلَانِ ذَلِكَ (¬2). [2309] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ - يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَعَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُسَلِّمُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ، وَمِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ مِثْلُ ذَلِكَ (¬3). [2310] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 151) من طريق معاوية. (¬2) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه, رواية ابن الأعرابي (ص 47). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 153) من طريق يزيد.

يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعٍ بْنِ حَبَّانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا وَضَعَ، اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا رَفَعَ، ثُمَّ يَقُولُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" عَنْ يَمِينِهِ، "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" عَنْ يَسَارِهِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ وَعَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬1). وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ (¬2). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ كَمَا: [2311] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعٍ، قَالَ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَمَرَّةً: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (¬3). وَقِيلَ: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو (¬4) بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: [2312] أخبرنا أَبُو نَصر بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ"، وَعَنْ يَسَارِهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ". ¬

_ (¬1) الأم (2/ 277). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1348). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 278). (¬4) في (س): "عمر".

[2313] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا حَيْوَةُ - يَعْنِي ابْنَ شُرَيْحٍ - ثنا بَقِيَّةُ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ (¬1). [2314] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ (¬2) بِالطَّابَرَانِ، ثنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيِّ، عَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَكَانَ (¬3) يُكَبِّرُ إِذَا خَفَضَ وَإِذَا رَفَعَ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ التَّكْبِيرِ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (¬4). [2315] أخبرنا (¬5) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يَبْدُوَ خَدُّهُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 268) من طريق حيوة. (¬2) في (س): "البزار". (¬3) في (س): "وكان". (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 359). (¬5) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 53) من طريق حريث.

الْحَسَنُ هُوَ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، وَوَقَعَ فِي كِتَابِي: ابْنُ مُكْرَمٍ، وَهُوَ خَطَأٌ، فَهُوَ فِي الْفَوَائِدِ عَنِ ابْنِ عَفَّانَ. وَقَدْ تَابَعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَلَى تَسْلِيمَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ (¬1)، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَوَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ. [2316] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التِّنِّيسِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، يَمِيلُ إِلَى الشِّقِّ الْأَيْمَنِ شَيْئًا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬2). تَابَعَهَا (¬3) عَلَى ذَلِكَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ. أَمَّا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: [2317] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً (¬4). ¬

_ (¬1) في (ق): "السوار". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 603). (¬3) في (س): "تابعهما". (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 225) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب.

[2318] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَيُسَلِّمُونَ تَسْلِيمَةً (¬1). وَأَمَّا حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: [2319] أخبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَعَبْدَانُ، قَالَا: ثنا أَبُو كَامِلٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنِي أَبِي وَحَفْصٌ الْمِنْقَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ (¬2) سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً حِيَالَ وَجْهِهِ (¬3). [2320] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُتَّلِيُّ (¬4) بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في المسند (13/ 141) من طريق يونس. (¬2) في (س): "بن". (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 225) من طريق أبي كامل. (¬4) كذا في النسخ الخطية، وهو تحريف، وصوابه: "عبيد الله بن محمد بن أحمد البلخي" كما في سائر أسانيد المؤلف، وانظر: دلائل النبوة (2/ 230)، وتاريخ دمشق (3/ 147)، (25/ 96)، (70/ 198)، وهو: عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن مخلد، أبو الحسين الدهان البلخي الخرساني القطيعي التاجر، له ترجمة في: تلخيص تاريخ نيسابور (ص 92)، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (2/ 131).

ثنا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬1). [2321] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا الْقَاضِي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. زَعَمَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ أَنَّ ابْنَ صَاعِدٍ كَانَ يَحْمِلُ الْوَهْمَ فِيهِ عَلَى أَبِي عُمَرَ الضَّرِيرِ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا حَدَّثَهُ حَسَّانُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُوَ طَرِيفٌ السَّعْدِيُّ، فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ أَبُو سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ بِرَأْيِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ صَاعِدٍ وَهْمٌ، فَقَدْ رَوَاهُ حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ حَسَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَإِنَّمَا الْوَهْمُ مِنْ حَسَّانَ، حَدَّثَ بِهِ مَرَّتَيْنِ؛ مَرَّةً عَلَى الصَّوَابِ فَقَالَ: عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَمَرَّةً قَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ (¬2). رَوَاهُ الْعَبْسِيُّ، عَنْ حَسَّانَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَالْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ بِأَبِي سُفْيَانَ طَرِيفٍ السَّعْدِيِّ. [2322] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، ثنا سُفْيَانُ (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 313). (¬2) الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 49).

وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ (¬1)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا (¬2) الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ (¬3)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ (¬4) ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْأَشْجَعِيِّ. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ" (¬5). [2323] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، جَمِيعًا يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَالنَّاسُ يَخْتَلِفُونَ عَنْهُ (¬6). ¬

_ (¬1) زاد في (س): "قالا". (¬2) في (س): "قال أبنا". (¬3) في (س): "إبراهيم بن الليث". (¬4) في (س): "وإحرامها التكبير، وإحلالها التسليم". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 226). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 365) من طريق الفلاس به.

[2324] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرُ، وَانْقِضَاؤُهَا التَّسْلِيمُ، إِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ فَقُمْ إِنْ شِئْتَ (¬1). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2325] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ (¬2) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السُّوسِيُّ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ - يَعْنِي أَبَا يُوسُفَ - ثنا أَبُو حَنِيفَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي فَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ (¬3): "قُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ". فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا - أَوْ قُلْتَ (¬4) هَذَا - فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ (¬5) فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبري في تهذيب الآثار - الجزء المفقود - (ص 254) من طريق شعبة. (¬2) ضبب فوقها ناسخ (ق). (¬3) في (س): "فقال". (¬4) في (س): "وقلت". (¬5) في النسخ: "تقم"، وما أثبتناه الجادة. (¬6) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 219) من طريق الحسن بن الحر.

[2326] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ فِي عَقِبِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عُقْدَةَ يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَنِيفَةَ، إِنَّمَا هُوَ (¬2) رَوَاهُ أَبُو يُوسُفَ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ (¬3)، وَهُوَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. [2327] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ: هَذَا خَطَأٌ، وَأَبُو يُوسُفَ إِنَّمَا أَرَادَ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (¬4)، وَأَبُو حَنِيفَةَ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ حَدِيثٌ، وَسَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ عُقْدَةَ الْحَافِظَ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي يُوسُفَ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ. [2328] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدِيثُ أَبِي حَنِيفَةَ وَهِمَ فِيهِ الرَّاوِي، كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ، وَأَرَادَ أَبَا خَيْثَمَةَ، وَقَدْ يَقَعُ التَّصْحِيفُ فِي مِثْلِهِ. وَأَبُو حَنِيفَةَ إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْخَبَرَ فِي الْآثَارِ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلًا، وَلَيْسَ فِيهِ هَذِهِ الزِّيَادَةُ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرٍ: [2329] فأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ (¬5) الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي فَحَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) زاد في (س): "الحافظ". (¬2) ضبب عليها ناسخ (ق). (¬3) في (س): "عن خيثمة". (¬4) في (س): "حرب". (¬5) من أول الفقرة إلى هنا ساقط من (س).

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ، فَذَكَرَهُ: إِذَا قُلْتَ هَذَا - أَوْ قَضَيْتَ هَذَا - فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ (¬1) فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ (¬2). [2330] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: إِنَّ الْمُدْرَجَ فِي هَذَا الْخَبَرِ: "إِذَا قُلْتَ هَذَا - أَوْ قَضَيْتَ هَذَا - فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ". مِنْ كَلَامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، لَا مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَاهُ أَنَّ أَبَا خَيْثَمَةَ قَدْ أَقَرَّ بِالشَّكِّ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنَ الْخَبَرِ فِي الرِّوَايَاتِ كُلِّهَا عَنْهُ، فَأَمَّا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ فَإِنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَهُ (¬3) قَالَ بَعْدَ (¬4) "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ": إِذَا فَعَلْتَ هَذَا. فَذَكَرَهُ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: وَلَا أَحْسَبُنِي إِلَّا وَقَدْ سَمِعْتُهُ وَقَدْ شَفَى الْإِمَامُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ رَيْحَانَةُ أَهْلِ خُرَاسَانَ - رحمه الله - بِرِوَايَتِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأَتْقَنَ عَنْهُ إِرْسَالَهُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ عَنْ مَجْهُولٍ لَمْ يَذْكُرْهُ. وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ فَإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنَّ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ انْمَحَى مِنْ كِتَابِ زُهَيْرِ أَوْ غَرِقَ (¬5)، ¬

_ (¬1) في (ق): "تقم". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 55). (¬3) في (س): "سمعته". (¬4) في (س): "يعني". (¬5) في المختصر: "عرف"، وفي السنن الكبير (2/ 174): "خرق".

فَلِذَلِكَ (¬1) شَكَّ فِيهِ لِذَاكَ (¬2). هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: إِنَّمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى عَنْ زُهَيْرٍ: بَلَغْتُ (¬3) حِفْظِي عَنِ الْحَسَنِ. فَذَكَرَ الزِّيَادَةَ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ زُهَيْرٍ مَوْقُوفًا. [2331] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، ثنا (¬4) أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: وَهِمَ (¬5) زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ وَأَدْرَجَ فِي كَلَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: إِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ. وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَوْلُهُ (¬6) (¬7). وَالدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ أَبُو عَلِيٍّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَانِ (¬8) - رحمهما الله -، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَدْ رَوَى (¬9) هَذَا الْخَبَرَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، فَمَيَّزَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ كَلِمَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. ¬

_ (¬1) في (ق): "فذلك". (¬2) في (س): "كذلك". (¬3) في السنن الكبير للبيهقي (4/ 57): "بلغ". (¬4) في (س): "أنا". (¬5) في (س): "وهذا". (¬6) كذا في النسخ الخطية، وقوله: "قوله" إما أن يكون زيادة مقحمة، أو تأكيد أنه من قول ابن عباس. (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 58). (¬8) في (ق): "الحافظ". (¬9) قوله: "قد روى" في (س): "وروى".

[2332] أخبرناه (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُزَيْزٍ، ثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، وَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِيَدِ عَلْقَمَةَ، وَأَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ (¬2): "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا فَرَغْتَ مِنْ هَذَا فَقَدْ (¬3) قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، فَإِنْ (¬4) شِئْتَ فَاقْعُدْ، وَإِنْ شِئْتَ فَقُمْ (¬5). هَكَذَا رَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ. [2333] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، فزادَ فِي آخِرِهِ كَلَامًا، وَهُوَ قَوْلُهُ: فَإِذَا قُلْتَ هَذَا أَوْ فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ. فَأَدْرَجَهُ بَعْضُهُمْ عَنْ زُهَيْرٍ فِي الْحَدِيثِ، وَوَصَلَهُ بِكَلَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَفَصَلَهُ شَبَابَةُ عَنْ زُهَيْرٍ وَجَعَلَهُ مِنْ كَلَامِ عَبْدِ اللَّهِ (¬6) بْنِ مَسْعُودٍ، وَقَوْلُهُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ مِنْ قَوْلِ ¬

_ (¬1) في "س": "أخبرنا". (¬2) في "س": "الصلوات". (¬3) قوله: "فقد" ليس في (س). (¬4) في "س": "إن". (¬5) أخرجه ابن حبان في الصحيح (2/ 86) من طريق غسان. (¬6) قوله: "عبد الله" ليس في (ق).

مَنْ أَدْرَجَهُ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لِأَنَّ ابْنَ ثَوْبَانَ رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ كَذَلِكَ، وَجَعَلَ آخِرَهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلِاتِّفَاقِ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ وَابْنِ عَجْلَانَ وَغَيْرِهِمَا فِي رِوَايَتِهِمْ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَلَى تَرْكِ ذِكْرِهِ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ، مَعَ اتِّفَاقِ كُلِّ مَنْ رَوَى التَّشَهُّدَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَعَنْ غَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَلَى ذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬1). وَهُوَ كَمَا قَالَ إِمَامُنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ - رحمه الله -، فَقَدْ رَوَاهُ مَكْحُولٌ فَقِيهُ أَهْلِ الشَّامِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ دُونَ ذِكْرِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ. وَرَوَاهُ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ دُونَ ذِكْرِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ. وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيةَ وَإِنْ كَانَ عَدْلًا ثِقَةً، فَقَدْ أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالشَّكِّ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَلَا يَذْهَبُ (¬2) يَقِينُ غَيْرِهِ بِشَكِّهِ؛ فَقَدْ حَفِظَهُ ابْنُ (¬3) ثَوْبَانَ، وَمَيَّزَ عَنْ كَلَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَالرُّجُوعُ إِلَى قَوْلِهِ أَوْلَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2334] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَنَزِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ - دُحَيْمًا - يَقُولُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ثِقَةٌ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ الشَّامِيُّ الزَّاهِدُ (¬4). ¬

_ (¬1) السنن للدارقطني (2/ 165). (¬2) في (ق): نذهب. (¬3) في (ق): "أبو". (¬4) التاريخ الكبير (5/ 265).

[2335] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ حَافِظٌ مُمَيَّزٌ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الشَّامِ. فَإِنْ قِيلَ: قَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، وَأَدْرَجَهُ فِي كَلَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قُلْنَا: مُتَابَعَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ لِشَكِّ زُهَيْرٍ تَزِيدُ الْحَدِيثَ وَهْنًا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِمَّنْ يُقْبَلُ مِنْهُ مَا يُوَافِقُ الْأَثْبَاتَ، فَكَيْفَ مَا (¬1) يُخَالِفُ فِيهِ الثِّقَاتِ؟ ! [2336] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ (¬2). [2337] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ فِي أَسَامِي الضُّعَفَاءِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بْنِ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرٍ الْجُعْفِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ (¬3). [2338] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬4). فَقَدْ بَانَ وَظَهَرَ لِمَنْ وُفِّقَ لِلصَّوَابِ أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ الْمُدْرَجَةَ فِي كَلَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، لَا مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -, عَلَى أَنَّهُ كَالشَّاذِّ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ أَيْضًا، وَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) قوله: "ما"، ساقطة من (س). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 332). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 120). (¬4) أحوال الرجال (ص 116).

[2339] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ (¬1) بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬2) بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروٍ (¬3)، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ السُّجُودِ ثُمَّ أَحْدَثَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ" (¬4). وَرَوَاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ، وَنَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ (¬5)، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وقَالَ: "ثُمَّ أَحْدَثَ قَبْلَ أَنْ يَتَشَهَّدَ". وَقَدْ: [2340] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو وَأَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفَسِّرُ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا (¬6) الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْحَكَمِ - وَكَانَ قَدْ (¬7) قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمَغْرِبِ - ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا رَفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ أَوْ أَحْدَثَ، فَقَدْ ¬

_ (¬1) قوله: "ثنا يونس" ساقط من (ق). (¬2) قوله: "ثنا عبد الرحمن" ساقط من (ق). (¬3) في النسخ: "عبد الله بن عُمر"، والمثبت من أصل الرواية من مسند الطيالسي، ومن طريقه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 274). (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 12). (¬5) في "س": "الأوزاعي". (¬6) في "س": "أبنا". (¬7) قوله: "قد" ليس في (ق).

تَمَّتْ صَلَاتُهُ" (¬1). قَالَ مُعَاذُ بْنُ الْحَكَمِ: فَلَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ فِي بَيْتِهِ، فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ وَبَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ لَقِيتَ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِذَا رَفَعَ الْإِمَامُ رَأْسَهُ وَقَضَى تَشَهُّدَهُ ثُمَّ أَحْدَثَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ فَلَا يَعُودُ لَهَا. وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ (¬2) عَوْنٍ كَمَا: [2341] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ وَبَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، قَالَا: سَمِعْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا قَضَى الْإِمَامُ صَلَاتَهُ فَقَعَدَ (¬3) الْإِمَامُ، فَأَحْدَثَ الْإِمَامُ (¬4)، فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ، وَمَنْ خَلْفَ الْإِمَامِ إِذَا تَمَّ مِثْلَ مَا تَمَّ الْإِمَامُ، فَلَهُ مَا لِلْإِمَامِ وَلَا يُعِيدُ". وَرُوِيَ عَنْهُ بِلَفْظٍ آخَرَ: [2342] أخبرناه (¬5) أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مَرْوَانُ، ثنا ابْنُ أَنْعُمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ أَبِي الْجَهْمِ (¬6) التَّنُوخِيِّ وَبَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 353) من طريق الثوري. (¬2) في (ق): "عن". (¬3) في (س): "وقعد". (¬4) ضبب ناسخ (ق) على قوله: "الإمام" هذه والتي قبلها. (¬5) في (س): "أخبرنا". (¬6) في (س): "عن عبد الرحمن عن رافع بن الجهم".

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ فِي آخِرِ رَكْعَةٍ، فَأَحْدَثَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ الْإِمَامُ، فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ" (¬1). [2343] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: يُقَالُ لِلْمُحْتَجِّ بِهَذَا الْخَبَرِ: إِنَّهُ خَبَرٌ مُضْطَرِبُ الْمَتْنِ وَالْإِسْنَادِ، وَرَاوِيهِ (¬2) الَّذِي تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الْإِفْرِيقِيُّ، وَقَدْ عِيبَ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ (¬3) الثَّوْرِيِّ رِوَايَتُهُ عَنْ أَمْثَالِهِ مِنَ الضُّعَفَاءِ وَالْمَتْرُوكِينَ. قَالَ شُعْبَةُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ثِقَةٌ، إِلَّا أَنَّهُ يَرْوِي عَنِ الْكَذَّابِينَ. [2344] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيادِ بْنِ أَنْعُمَ (¬4). [2345] سمعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ (¬5) بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ التِّرْمذِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَا نَكْتُبُ حَدِيثَ أَرْبَعَةٍ: مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، وَجُوَيْبِرِ بْنِ سَعِيدٍ (¬6)، وَإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 216) من طريق مروان. (¬2) في (س): "ورواته". (¬3) قوله: "بن سعيد" ليس في (س). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 134) من طريق الفلاس به. (¬5) قوله: "محمد" ليس في (س). (¬6) في (س): "سعد".

[2346] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الرُّخِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِيَنِيِّ، قَالَ: ضَعَّفَ (¬1) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْإِفْرِيقِيَّ وَقَالَ: قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ (¬2) كِتَابًا بِالْكُوفَةِ. [2347] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ؛ قَالَ: أنا، وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬3): سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُهُ - يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِفْرِيقِيِّ فَقَالَ: ضَعِيفٌ (¬4). [2348] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ بْنَ رَجَاءٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: ثنا الْمُقْرِئُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيادِ بْنِ أَنْعُمَ: فِي حَدِيثِهِ (¬5) بَعْضُ الْمَنَاكِيرِ (¬6). [2349] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي (¬7) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ¬

_ (¬1) تحرفت في (ق) إلى: "صعد"، ويحيى بن سعيد هو القطان. ومعنى العبارة أن يحيى بن سعيد القطان قد ضعَّف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي. (¬2) قوله: "عنه" سقط من (ق). (¬3) في (س): "السلمي قالا ثنا أبو عبد الله"، وضبب ناسخ (ق) على قوله: "أبو". (¬4) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 141). (¬5) في (س): "حديث". (¬6) التاريخ الكبير للبخاري (5/ 280). (¬7) قوله: "قال حدثني" ليس في (س).

أَنْعُمَ غَيْرُ مَحْمُودٍ فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ صَارِمًا خَشِنًا (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: فَهَذَا حَالُ الْإِفْرِيقِيِّ عِنْدَ مَنْ يُرْجَعُ إِلَيْهِمْ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مِنْ أَعْلَامِ الْمُسْلِمِينَ وَأَئِمَّةِ الدِّينِ، فَلْيَنْظُرِ امْرُؤٌ لِدِينِهِ أَنْ لَا يَجْعَلَ مِثْلَهُ حُجَّةً فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ فِي تَرْكِ التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ. وَقَدْ رُويَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - حَدِيثٌ (¬2) أَوْهَى إِسْنَادًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: [2350] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلَانِيُّ، ثنا عُرْوَةُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَحْدَثَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ عِنْدَ آخِرِ سَجْدَةٍ، فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ". لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ بِمِثْلِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ رُوَاتِهِ مَجْهُولُونَ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِمَّا قَالَ أَئِمَّتُنَا - رضي الله عنهم - فِي عِلَّةِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَجَرْحِ رُوَاتِهَا، مَعَ مَا أَقَمْنَا مِنَ الْبَرَاهِينِ السَّاطِعَةِ وَالْحُجَجِ الزَّاهِرَةِ عَلَى وُجُوبِ التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالتَّحْلِيلِ مِنَ الصَّلَاةِ بِالتَّسْلِيمِ، وَفِي ذَلِكَ غُنْيَةٌ لِمَنْ تَدَبَّرَهُ وَلَمْ يُعَانِدِ الْحَقَّ وَأَهْلَهُ، أَوْ لَمْ يَجْهَلْهُ. ¬

_ (¬1) أحوال الرجال (ص 263). (¬2) في (ق)، (س): "حديثا" وما أثبتناه الجادة.

ثُمَّ لَوْ قَابَلْنَا الْيَقِينَ بِالشَّكِّ، وَرِوَايَاتِ الْحُفَّاظِ وَالْمَقْبُولِينَ بِرِوَايَاتِ الضُّعَفَاءِ وَالْمَجْرُوحِينَ، وَقَبِلْنَا هَذِهِ الرِّوَايَاتِ الَّتِي رَوَيْنَا لَهُمْ (¬1)؛ فَكَأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ أَنْ يُشْرَعَ (¬2) التَّشَهُّدُ فِي الصَّلَاةِ وَالصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - والتَّحْلِيلُ (¬3) مِنْهَا بِالتَّسْلِيمِ، ثُمَّ صَارَ مَنْسُوخًا. وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ مَا: [2351] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ (¬4) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا قَعَدَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ قَدْرَ التَّشَهُّدِ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ التَّسْلِيمُ (¬5). فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ الثَّابِتَةُ (¬6) عَنْ عَطَاءٍ تَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَاهُ عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ قَوْلِهِ: إِذَا قَعَدَ قَدْرَ التَّشَهُّدِ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ، وَعَاصِمٌ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَإِنْ كُنَّا نَرْوِي حَدِيثَهُ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِئْنَاسِ بِهِ وَالِاسْتِشْهَادَاتِ. [2352] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ مُشَافَهَةً، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ حَدَّثَهُمْ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ، قَالَ: ¬

_ (¬1) في (س): "رويناها لهم". (¬2) في (ق): "شرع". (¬3) في (س): "والتحلل". (¬4) ضبب ناسخ (ق) على: "رباح". (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 622). (¬6) في (ق): "الثانية".

سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ مَنْ تَرَكَ التَّشَهُّدَ، قَالَ: يُعِيدُ الصَّلَاةَ. قُلْتُ: فَحَدِيثُ مَنْ قَعَدَ مِقْدَارَ التَّشَهُّدِ؟ فَقَالَ: لَا يَصِحُّ. * * *

مسألة (128): من لم يحسن قراءة الفاتحة ولا غيرها من القرآن فإنه يذكر الله تعالى

مَسْأَلَةٌ (128): مَنْ لَمْ يُحْسِنْ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ وَلَا غَيْرِهَا مِنَ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالى (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا يَلْزَمُهُ الذِّكْرُ فَيَقُومُ قَدْرَ الْقِرَاءَةِ ثُمَّ يَرْكَعُ (¬2). [2353] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مُوسى الْخُتَّلِيُّ (¬3)، ثنا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَّادِ بْنِ رِفَاعَةَ (¬4) الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَصَّ الْحَدِيثَ، قَالَ فِيهِ: "فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، فَأَقِمْ ثُمَّ كَبِّرْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ بِه، وَإِلَّا فَاحْمَدِ اللَّهَ وَكَبِّرْهُ وَهَلِّلْهُ". قَالَ فِيهِ: "وَإِنِ انْتَقَصْتَ مِنْهُ شَيْئًا انْتَقَصْتَ مِنْ صَلَاتِكَ" (¬5). [2354] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 231)، ومختصر المزني (ص 30)، والحاوي الكبير (2/ 234)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 145)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 501 - 503)، والمجموع (3/ 334، 337 - 339). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 129)، وبدائع الصنائع (1/ 111 - 112). (¬3) في (س): "عباس بن موسى الجنبي". (¬4) كذا في النسخ وصوابه: "ابن رافع" كما في أصل الرواية والتاريخ الكبير للبخاري (8/ 297). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة: الأزهرية (ق 47)، برنستون (ق 83).

رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي (¬1) لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ". قَالَ: فَقَامَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَقَالَ: هَذَا لِلَّهِ، فَمَا لِي؟ قَالَ: "قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي". قَالَ مِسْعَرٌ: وَرُبَّمَا اسْتَفْهَمْتُ بَعْضَهُ مِنْ أَبِي خَالِدٍ (¬2). وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ الدَّالَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ. وَرَوَاهُ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "إني" ليس في (س). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4399) من طريق أبي نعيم.

مسألة (129): وترجمة القرآن عندنا ليست بقرآن تجزئ بها الصلاة

مَسْأَلَةٌ (129): وَتَرْجَمَةُ الْقُرْآنِ عِنْدَنَا لَيْسَتْ بِقُرْآنٍ تُجْزِئُ بِهَا الصَّلَاةُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا تَقُومُ مَقَامَ الْقُرْآنِ فِي جَوَازِ الصَّلَاةِ بِهَا (¬2). [2355] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - وَهُوَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ (¬3). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ هَذَا". ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ هَذَا". ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ. فَقَالَ: "أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ". ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (2/ 97)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 202)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 501)، والمجموع (3/ 340 - 343)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (1/ 485). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 39)، والمبسوط للسرخسي (1/ 37)، وبدائع الصنائع (1/ 113)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 48)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 110)، والبناية شرح الهداية (2/ 176). (¬3) قوله: "واحدٍ" ليس في (س).

ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، أَيَّ حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ وَمُعَاذٍ عَنْ شُعْبَةَ (¬1). [2356] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: مَرَرْتُ بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنَ الْجَامِعِ (¬2)، وَبَعْدَهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ. [2357] وبإسناده عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ (¬3). رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬4). [2358] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ (¬5)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ (¬6) بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ (¬7). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 203). (¬2) أخرجه معمر في الجامع (11/ 218). (¬3) المصدر السابق (11/ 219). (¬4) صحيح مسلم (2/ 202). (¬5) في (ق): "المضروي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬6) من قوله: "أخبرنا أبو نصر بن قتادة" إلى هنا ساقط من (س). (¬7) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير من السنن (2/ 260).

إِنَّمَا أَرَادَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ اتِّبَاعَ مَنْ قَبْلَنَا فِي الْحُرُوفِ وَالْقِرَاءَاتِ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، لَا يَجُوزُ مُخَالَفَةُ الْمُصْحَفِ الَّذِي هُوَ إِمَامٌ، وَلَا مُخَالَفَةُ الْقِرَاءَاتِ الَّتِي هِيَ مَشْهُورَةٌ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ سَائِغًا فِي اللُّغَةِ وَأَظْهَرَ فِيهَا، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * *

مسألة (130): وإذا صلى الجنب بقوم ولم يعلموا بجنابته, ثم أخبرهم بها؛ لم تلزمهم الإعادة

مَسْأَلَةٌ (130): وَإِذَا صَلَّى الْجُنُبُ بِقَوْمٍ وَلَمْ يَعْلَمُوا بِجَنَابَتِهِ, ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِهَا؛ لَمْ تَلْزَمْهُمُ الْإِعَادَةُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تَلْزَمُهُمُ الْإِعَادَةُ (¬2). وَأَصْحَابُنَا يَسْتَدِلُّونَ بِمَا: [2359] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصلَاةُ وَصَفَّ النَّاسُ صُفُوفَهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى قَامَ مَقَامَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ، فَقَالَ: "مَكَانَكُمْ". فَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ خَرَجَ (¬3) حَتَّى قَامَ مَكَانَهُ وَرَأْسُهُ تَنْطُفُ الْمَاءَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 329)، ومختصر المزني (ص 37)، والحاوي الكبير (2/ 330، 332)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 289)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 161 - 162)، والمجموع (4/ 152 - 153). (¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 178)، والمبسوط للسرخسي (1/ 180)، وبدائع الصنائع (1/ 227)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 59)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 144)، والبناية شرح الهداية (2/ 368 - 369). (¬3) في (س): "فاغتسل فخرج".

الْأَوْزَاعِيِّ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬2). وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ فِيهِ: فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ وَانْصَرَفَ (¬3). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ. وَرَوَاهُ أَبو بَكْرَةَ كَمَا: [2360] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ أَنْ مَكَانَكُمْ، ثُمَّ جَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَصَلَّى بِهِمْ (¬4). [2361] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِإِسنَادِهِ وَمَعْنَاهُ. قَالَ فِي أَوَّلِهِ: فَكَبَّرَ. وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنِّي كُنْتُ جُنُبًا" (¬5). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 130). (¬2) صحيح مسلم (2/ 101). (¬3) المصدر السابق (2/ 101). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 14). (¬5) المصدر السابق (ق 15).

رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، فَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِزِيَادٍ الْأَعْلَمِ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَرَوَاهُ أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ وَهِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَكَبَّرَ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى الْقَوْمِ أَنِ اجْلِسُوا، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ. وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّصِلًا: [2362] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْعُمَانِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَخَرَجَ رَأْسُهُ (¬1) يَقْطُرُ فَصَلَّى بِهِمْ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّي كُنْتُ جُنُبًا فَنَسِيتُ" (¬2). [2363] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنِ ابْنِ (¬3) عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ بِهِمْ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ (¬4)، فَصَلَّى بِهِمْ، ثُمَّ (¬5) قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنِّي كُنْتُ جُنُبًا فَنَسِيتُ". ¬

_ (¬1) في (س): "ورأسه". (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 317) من طريق عبيد الله بن محمد. (¬3) في (س): "عن أبي". (¬4) في (س): "تقطر". (¬5) قوله: "ثم" ليس في (س).

تَفَرَّدَ الْحَسَنُ بِرَفْعِهِ. [2364] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا تَمْتَامٌ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاتِهِ (¬2)، فَكَبَّرَ فَكَبَّرْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْقَوْمِ، أَيْ كَمَا أَنْتُمْ، فَلَمْ نَزَلْ قِيَامًا حَتَّى أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) بْنِ مُعَاذٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ (¬5) - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ فِي صَلَاةٍ. [2365] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا (¬6) الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ فِي صَلَاةٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ: امْكُثُوا، ثُمَّ رَجَعَ وَعَلَى جِلْدِهِ أَثَرُ الْمَاءِ (¬7). وَهَذَا الْمُرْسَلُ لِعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ يَقْوَى بِانْضِمَامِ مُرْسَلِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، وَابْنِ عَوْنٍ عَنْهُ - إِلَيْهِ، هَذِهِ الْقِصَّةَ نَحْوَهُ. ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الله". (¬2) في (س): "صلاة". (¬3) ذكره ابن رجب في فتح الباري (3/ 599) من طريق معاذ. (¬4) في (س): "عبد الله". (¬5) في (س): "أن رسول الله". (¬6) في (س): "أبنا". (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 327).

وَبِمَا يَرْوِيهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا. وَبِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، فَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهما - فِعْلَهُمَا فِي خِلَافَتِهِمَا بِمَشْهَدِ الصَّحَابَةِ وَصَلَوَاتِهِمَا (¬2) بِهِمْ مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ (¬3) مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ. وَرُوِّينَا أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَ مَا قُلْنَا. [2366] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬4) بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمِثْلِ مَعْنَاهُ (¬5). [2367] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬6)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَبَّرَ (¬7). [2368] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا حَسَنُ (¬8) بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الوهاب عن عطاء". (¬2) في (س): "وصلاتهما". (¬3) في (س): "تنكير". (¬4) كذا في النسخ، وفي أصل الرواية والسنن الكبير (5/ 350): "عبد الله" وهو الصواب. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 328). (¬6) ضبب ناسخ (ق) على قوله: "الربيع بن محمد". (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 15). (¬8) في (س): "حسين".

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُوسَى (¬2). وَقَدْ صَحَّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنهما - مِثْلُ مَا قُلْنَا. أَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: [2369] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ (¬3) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ الشَّرِيدِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى بِالنَّاسِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَأَعَادَ وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ أَنْ يُعِيدُوا (¬4). [2370] وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زُيَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى الْجُرْفِ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ قَدِ احْتَلَمَ، وَصَلَّى (¬5) وَلَمْ يَغْتَسِلْ، فَقَالَ: مَا أُرَانِي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (4/ 2252). (¬2) صحيح البخاري (1/ 140). (¬3) في (س): "عبد الكريم". (¬4) سنن للدارقطني (2/ 187). (¬5) في (س): "فصلى".

إِلَّا قَدِ احْتَلَمْتُ وَمَا شَعَرْتُ، وَصَلَّيْتُ وَمَا اغْتَسَلْتُ. قَالَ: فَاغْتَسَلَ وَغَسَلَ مَا رَأَى فِي ثَوْبِهِ وَنَضَحَ مَا لَمْ يَرَ، وَأَذَّنَ وَأَقَامَ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ارْتِفَاعِ الضُّحَى مُتَمَكِّنًا (¬1). وَرُوِيَ أَبْيَنَ مِنْ هَذَا: [2371] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ عَمِّهِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: صَلَّى عُمَرُ (¬2) بْنُ الْخَطَّابِ بِالنَّاسِ الصُّبْحَ، ثُمَّ رَكِبْتُ أَنَا وَهُوَ (¬3) إِلَى أَرْضِنَا، فَلَمَّا جَلَسْنَا عَلَى رَبِيعٍ (¬4) مِنْهَا نَتَوَضَّأُ مِنْهُ، فَإِذَا عَلَى فَخِذِهِ احْتِلَامٌ، فَقَالَ: هَذَا الِاحْتِلَامُ عَلَى فَخِذِي لَمْ أَشْعُرْ بِهِ. فَحَكَّهُ ثُمَّ قَالَ: صِرْتُ وَاللَّهِ حِينَ أَكَلْتُ الدَّسَمَ وَدَخَلْتُ فِي السِّنِّ يَخْرُجُ (¬5) مِنِّي مَا لَا أَشْعُرُ بِهِ - وَقَالَ مُحَمَّدٌ: فَمَا أَشْعُرُ بِهِ - وَاغْتَسَلَ ثُمَّ أَعَادَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، وَلَمْ يَأْمُرْ أَحَدًا بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ (¬6). وَلَمْ يَذْكُرْ بَحْرٌ: الصُّبْحَ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 82). (¬2) في (س): "صلى بنا عمر". (¬3) في (ق): "ركبت هو وأنا"، في (س): "ركب هو وأنا"، والمثبت من الكبير للبيهقي (5/ 37). (¬4) الربيع: النهر الصغير. (¬5) في (س): "فخرج". (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير.

إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى لَا بَأْسَ بِهِ فِيمَا يُوَافِقُ الثِّقَاتِ وَلَا يُخَالِفُ الْأَثْبَاتَ. وَقَدْ رُوِّينَاهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -: [2372] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ صَلَّى بِالنَّاسِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَلَمَّا أَصْبَحَ نَظَرَ (¬1) فِي ثَوْبِهِ احْتِلَامًا فَقَالَ: كَبِرْتُ وَاللَّهِ، أَلَا أُرَانِي أَجْنُبُ ثُمَّ لَا أَعْلَمُ! (¬2) ثُمَّ أَعَادَ وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ أَنْ يُعِيدُوا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْهُ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَا أَجِيءُ بِهِ كَمَا أُرِيدُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَهَذَا الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ؛ الْجُنُبُ يُعِيدُ وَلَا يُعِيدُونَ، مَا أَعْلَمُ فِيهِ اخْتِلَافًا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَا أَحْفَظُهُ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا (¬3). وَرُوِيَ فِي مَعْنَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما -: ¬

_ (¬1) في (س): "رأى". (¬2) في (س): "لا أراني أجنب ولا أعلم". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 188).

[2373] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ (ح). قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: فِي رَجُلٍ صَلَّى بِقَوْمٍ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، قَالَ: يُعِيدُ وَلَا يُعِيدُونَ (¬1). رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2374] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَطَاءٍ الْجَلَّابُ (¬2)، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِالنَّاسِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَأَعَادَ وَأَعَادُوا. قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا مُرْسَلٌ. وَأَبُو جَابِرٍ الْبَيَاضِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬3). [2375] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنِي أَبُو عَمْرٍو ابْنُ السَّمَّاكِ شِفَاهًا، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْجَصَّاصَ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ (¬4) عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الرِّوَايَةُ عَنْ حَرَامِ بْنِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 188). (¬2) في (س): "ثنا يحيى بن عطاء الجلاب". (¬3) المصدر السابق (2/ 186). (¬4) من ها هنا في (س) سقط ينتهي في الحديث التالي عند قوله: "سمعت يحيى".

عُثْمَانَ (¬1) حَرَامٌ، وَمَنْ رَوَى عَنْ أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ بَيَّضَ اللَّهُ عَيْنَيْهِ (¬2). [2376] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ (¬3) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى (¬4) الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِمَامًا فِي الْحَدِيثِ (¬5). قَالَ يَحْيَى: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ أَبِي جَابِرٍ (¬6) الْبَيَاضِيِّ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ بِرِضًا (¬7). [2377] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو جَابِرٍ الْبَيَاضِيُّ كَذَّابًا (¬8). وَرُوِّينَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ مَذْهَبِنَا. وَعَنِ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ: يُعِيدُ وَيُعِيدُونَ غَيْرَ حَمَّادٍ. وَيُرْوَى (¬9) ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - بِإِسْنَادٍ لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ بِهِ (¬10). ¬

_ (¬1) في (ق): "عمر"، والمثبت من معرفة السنن والآثار (3/ 351). (¬2) أخرجه أبو زرعة في الضعفاء (2/ 487)، وابن عدي في الكامل (9/ 195) كلاهما من طريق ابن عبد الحكم. (¬3) في (ق): "أبو بكر بن محمد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) هنا ينتهي السقط الذي في (س) الذي بدأ في الحديث السابق. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 245) من طريق ابن المديني. (¬6) س: "عن جابر". (¬7) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح (1/ 23) من طريق ابن المديني. (¬8) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 190). (¬9) في (ق): "ويرون". (¬10) في (س): "لا تقوم به الحُجيَّة".

[2378] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ عَمْرِو (¬1) بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ صَلَّى بِالْقَوْمِ وَهُوَ جُنُبٌ وَأَعَادَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَأَعَادُوا. قَالَ عَلِيٌّ: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ هُوَ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، رَمَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِالْكَذِبِ (¬2). عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، وَقَدْ سَبَقَ لِي فِي بَابِهِ مَا تَقَعُ بِهِ الْكِفَايَةُ. وَقَدْ: [2379] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي أَسَامِي الْمَجْرُوحِينَ مِنْ كِتَابِ الْمَدْخَلِ: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ رَاوِيَةُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَ عَنْهُ وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَغَيْرِهِمَا بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ (¬3). [2380] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيَّ - ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَرْوِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ شَيْئًا قَطُّ (¬4). [2381] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرَّاحِيُّ بِمَرْوَ، أنا (¬5) يَحْيَى بْنُ سَاسُويَهْ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ السُّكَّرِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "عن عمر". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 187). (¬3) المدخل إلى الصحيح (1/ 183). (¬4) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 700). (¬5) في (س): "ثنا".

وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ -: لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ قُوَّةٌ لِمَنْ يَقُولُ: إِذَا صَلَّى الْإِمَامُ بِغَيْرِ وُضُوءٍ إِنَّ أَصْحَابَهُ يُعِيدُونَ. وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ أَثْبَتَ أَنْ لَا يُعِيدَ الْقَوْمُ (¬1)، هَذَا لِمَنْ أَرَادَ الْإِنْصَافَ بِالْحَدِيثِ. ثُمَّ يُعَارِضُهُمَا مَا: [2382] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِب قَالَ: صَلَّى بِنَا (¬2) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ولَيْسَ هُوَ عَلَى وُضُوءٍ، فَتَمَّتْ لِلْقَوْمِ، وَأَعَادَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [2383] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا إِمَامٍ صَلَّى بِالنَّاسِ وَهُوَ جُنُبٌ، أَوْ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاةُ الْقَوْمِ، وَيُعِيدُ الْإِمَامُ صَلَاتَهُ" (¬4). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "أن لا يعيد القوم" ساقط من (س). (¬2) قوله: "بنا" ليس في (ق). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 185) من طريق أبي عتبة. (¬4) المصدر السابق (2/ 185) من طريق إسحاق بن راهويه.

مسألة (131): وبول ما يؤكل لحمه وما لا يؤكل لحمه سواء في النجاسة ووجوب غسل الثوب والبدن منه

مَسْأَلَةٌ (131): وَبَوْلُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَمَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ سَوَاءٌ فِي النَّجَاسَةِ وَوُجُوبِ غَسْلِ الثَّوْبِ وَالْبَدَنِ مِنْهُ (¬1). وَفَرَّقَ أَبو حَنِيفَةَ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ فِي بَوْلِ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ: إِنَّ مَا يُصِيبُ الثَّوْبَ أوِ الْبَدَنَ (¬2) مِنْهُ فَمَعْفُوٌّ مَا لَمْ يَكُنْ كَثِيرًا فَاحِشًا (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2384] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو رَبِيعَةَ فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - انْتَهَى إِلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ؛ كَانَ أَحَدُهُمَا يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَكَانَ الْآخَرُ لَا يَتَّقِي الْبَوْلَ". قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً فَكَسَرَهَا بِقِطْعَتَيْنِ (¬4) ثُمَّ قَالَ: "عَسَى أَنْ يُخَفَّفَ ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 31)، والحاوي الكبير (2/ 248)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 305)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 35 - 36)، والمجموع (2/ 566 - 567). (¬2) في (س): "والبدن". (¬3) انظر: الأصل للشيباني (1/ 86)، والمبسوط للسرخسي (1/ 54 - 55)، وبدائع الصنائع (1/ 79 - 81)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 37)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 73 - 74)، والبناية شرح الهداية (2/ 728 - 729). (¬4) في (س): "وكسرها قطعتين".

عَنْهُمَا حَتَّى يَيْبَسَا مَا دَامَ هَذَانِ الْعَسِيبَانِ (¬1) ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ (¬4). وَكَذَا قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ: "وَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ". وَلَمْ يَقُلْ: "مِنْ بَوْلِهِ". [2385] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ فِيهِ: "وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (¬5). [2386] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عُمَرُ (¬6) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ مُسَاوِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَبْرٍ، فَنَفَرَتْ بَغْلَتُهُ الشَّهْبَاءُ، فَأُخِذَ الْقَوْمُ (¬7)، فَقَالَ: "خَلُّوا عَنْهَا؛ ¬

_ (¬1) في النسخ: "هذين العسيبين" وما أثبتناه الجادة. (¬2) صحيح البخاري (1/ 53). (¬3) في (ق): "بن راشد". (¬4) صحيح مسلم (1/ 166). (¬5) صحيح البخاري (1/ 53). (¬6) في (س): "عمرو". (¬7) في طبعتي إثبات عذاب القبر (مكتبة التراث ومكتبة دار الفرقان) زيادة: "بلجامها"، =

فَإِنَّ صَاحِبَ الْقَبْرِ يُعَذَّبُ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَنْزِهُ (¬1) مِنَ الْبَوْلِ". وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ": [2387] أخبرنا ابْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ (¬2) الْبَوْلِ" (¬3). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2388] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْأَدَمِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا بَأْسَ بِبَوْلِ مَا أُكِلَ لَحْمُهُ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: خَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، - يَعْنِي مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْهُ - عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرٍ. وَعَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ وَيَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ ضَعِيفَانِ، وَسوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ أَيْضًا مَتْرُوكٌ. ¬

_ = ولكن في النسخة المخطوطة المعتمد عليها في الطبعتين (أحمد الثالث 28/ أ) بدونها، وكذا في نسخة عارف حكمت (26/ ب)، ونسخة بايزيد (41/ أ) - وهي نسخة نفيسة - كما ها هنا. (¬1) أي لا يستبرئ ولا يتطهر. النهاية (نزه). (¬2) في (س): "في". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 86) من طريق عفان.

وَقَدِ اخْتُلِفَ عَنْهُ فَقِيلَ: مَا أُكِلَ لَحْمُهُ فَلَا بَأْسَ بِسُؤْرِهِ (¬1). [2389] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَوَّارٌ الْأَعْمَى ضَعِيفٌ (¬2). [2390] وقال: سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ كُوفِيٌّ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، كَانَ يَجِيئُنَا إِلَى مَنْزِلِنَا (¬3). [2391] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيُّ يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬4). [2392] وبإسناده قَالَ: يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الْبَجَلِيُّ (¬5) الرَّازِيُّ: كَانَ وَكِيعٌ يَتَكَلَّمُ فِيهِ (¬6). [2393] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الرَّازِيُّ غَيْرُ مُقْنِعٍ، حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَأَلْتُ وَكِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ مَا تَقُولُ فِيهِ؟ قَالَ: أَمَا رَأَيْتَ فَصَاحَتَهُ؟ قُلْتُ: ذَاكَ مَا يُنْكِرُونَ مِنْهُ! ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 231). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 262). (¬3) المصدر السابق (3/ 422). (¬4) الضعفاء للبخاري (ص 79). (¬5) في (س) بدون: "البجلي". (¬6) المصدر السابق (ص 141).

قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ رَوَى عِشْرِينَ حَدِيثًا فِي خَلْعِ النَّعْلِ عَلَى الطَّعَامِ (¬1). [2394] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ ابْنُ الْحَمَّامِيِّ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَصْحَابِهِ فِي غَزْوَةِ (¬2) تَبُوكَ، وَعِنَانُ فَرَسِهِ فِي ذِرَاعِهِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ مِنْ صُوفٍ، فَبَالَ الْفَرَسُ، فَانْتَضَحَ عَلَيْهِ مِنْ بَوْلِهِ وَلَمْ يَنْصَرِفْ لِذَلِكَ (¬3). وَهَذَا مُرْسَلٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ. [2395] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حِفْظِهِ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا أُكِلَ لَحْمُهُ فَلَا (¬4) بَأْسَ بِسَلْحِهِ (¬5) (¬6). هَذَا مَوْقُوفٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ. [2396] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ ¬

_ (¬1) أحوال الرجال (ص 341). (¬2) س: "غزاة". (¬3) أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (3/ 1626) عن أبي الحسن المقرئ. (¬4) س: "لا". (¬5) السَّلْح: الرَّوْث. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 232).

يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (¬1) الْأَشَجِّ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلُّونَ بِخِرَقِ (¬2) الْبَقَرِ. يَعْنِي سَلْحَ الْبَقَرِ يَكُونُ فِي الثَّوْبِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَبَرُ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ مُرْسَلٌ لَا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: الرَّجُلُ مِنَّا يَبْعَثُ نَاقَتَهُ فَيُصِيبُهُ نَضْحٌ مِنْ بَوْلِهَا؟ قَالَ: اغْسِلْ مَا أَصَابَكَ مِنْهُ: [2397] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا حَرَمِيٌّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَارَةَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ - عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (¬3) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي تَبِعْتُ (¬4) رَاحِلَتِي فَأَصَابَنِي مِنْ بَوْلِهَا؟ فَقَالَ: اغْسِلِ الْبَوْلَ كُلَّهُ وَاغْسِلْهُ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "بن" ليس في (س). (¬2) في (ق): "بحذق". (¬3) في (س): "أبي مخلد". (¬4) في (س): "اتبعت".

مسألة لم يذكرها الإمام (132): ويرش على بول الصبي الذي لم يأكل الطعام, ولا يجب غسله

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (132): وَيُرَشٌّ عَلَى بَوْلِ الصَّبِيِّ الَّذِي لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ, وَلَا يَجِبُ غَسْلُهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: بَوْلُ الصَّبِيِّ وَالصَّبِيَّةِ سَوَاءٌ فِي وُجُوبِ الْغُسْلِ مِنْهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2398] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ, ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ, ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ, ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ, أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا (¬3) يَحْيَى بْنُ إِبْرَهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ يَحْيَى الْمُزَكِّي - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ, أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ, أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ, قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ, وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ, أَنَّ (¬4) ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, عَنْ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ, أَنَّهَا ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 31) , والحاوي الكبير (2/ 248) , ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 312 - 313) , وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 64) , ومجموع (2/ 607 - 609). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 82) , وتحفة الفقهاء (1/ 70) , وبدائع الصناع (1/ 88) , والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 36 - 38) , وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 69 - 70) , والبناية شرح الهداية (2/ 728). (¬3) في (س): "أبو بكر". (¬4) في (س): "عن".

جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَاءٍ فَنَضحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ وَحْدَهُ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ عَنِ اللَّيْثِ (¬2). [2399] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا (¬3) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَاتَّبَعَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ هِشَامٍ (¬6). [2400] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، وَالرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ الْمَعْنَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْمُخَارِقِ (¬7) - ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 54). (¬2) صحيح مسلم (1/ 164). (¬3) في (س): "أبنا". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 48). (¬5) صحيح مسلم (1/ 163). (¬6) صحيح البخاري (1/ 54). (¬7) في (س): "يعني ابن أبي إسحاق".

عَنْ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَالَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: الْبَسْ ثَوْبًا (¬1) وَأَعْطِنِي إِزَارَكَ حَتَّى أَغْسِلَهُ. قَالَ: "إِنَّمَا يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَى، وَيُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ" (¬2). [2401] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ - يَعْنِي لُبَابَةَ (¬3) - قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي طَيْفًا (¬4) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَتْ: فَجَزِعْتُ (¬5) مِنْ ذَلِكَ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ (¬6) فَقَالَ: "خَيْرًا، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا تَكْفُلِينَهُ (¬7) بِلَبَنِ ابْنِكِ قُثَمَ". قَالَتْ: فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا، فَأَرْضَعْتُهُ حَتَّى فَطَمْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَجْلَسَهُ فِي حَجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَضَرَبْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: "ارْفُقِي رَحِمَكِ اللَّهُ - أَوْ أَصْلَحَكِ اللَّهُ - أَوْجَعْتِ ابْنِي". قُلْتُ (¬8): اخْلَعْ إِزَارَكَ وَالْبَسْ ثَوْبًا غَيْرَهُ حَتَّى أَغْسِلَهُ (¬9). قَالَ: "إِنَّمَا يُغْسَلُ بَول الْجَارِيَةِ، وَيُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلَامِ" (¬10). ¬

_ (¬1) في (س): "ثوبك". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 42). (¬3) في (س): "هـ"، ورقم عليها بحرف (ط). (¬4) في النسخ: "طيف"، وما أثبتناه الجادة. والطيف: هو ما يراه النائم. (¬5) في (ق): "فخرجت". (¬6) قوله: "له" ليس في (ق). (¬7) في (س): "فكفلنيه". (¬8) في (س): "فقلت". (¬9) في (س): "ألبسه". (¬10) أخرجه أحمد في المسند (12/ 6495) من طريق ابن أبي بكير.

[2402] وأخبرنا بِهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (¬1): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ وَقَالَ: "خَيْرًا رَأَيْتِ". وَقَالَ (¬2): فَأَعْطَتْنِيهِ فَأَرْضَعْتُهُ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. تَابَعَهُ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَعَنْ (¬3) أَبِي عِيَاضٍ عَنْ لُبَابَةَ. [2403] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ لُبَابَةَ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّهَا كَانَتْ تُرْضِعُ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ (¬4)، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاضْطَجَعَ فِي مَكَانٍ مَرْشُوشٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ، فَبَالَ عَلَى بَطْنِهِ. قَالَتْ: فَرَأَيْتُ الْبَوْلَ يَسِيلُ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُمْتُ إِلَى كُوزٍ لِأَصُبَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أُمَّ الْفَضْلِ، إِنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ" (¬5). قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ حُمَيْدٌ: كَانَ عَطَاءٌ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنْ لُبَابَةَ أُمِّ الْفَضْلِ. [2404] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنُ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرناه في مواضع أخر". (¬2) في (س): "قال". (¬3) في (س): "أو عن". (¬4) في (س): "والحسين". (¬5) أخرجه أحمد في المسند (12/ 6495) من طريق عفان.

هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي (¬1) حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي بَوْلِ الرَّضِيعِ: "يُنْضَحُ بَولُ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ؛ فَإِنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ يَصِحُّ سَمَاعُهُ مِنْ عَلِيٍّ (¬2). [2405] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. زَادَ: قَالَ قَتَادَةُ: وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ، فَإِذَا طَعِمَا (¬3) الطَّعَامَ غُسِلَا جَمِيعًا. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: تَابَعَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَغَيْرُهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ مَرْفُوعًا. وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ مَوْقُوفًا عَلَى عَلِيٍّ (¬4). فَكَأَنَّهُ (¬5) أَفْتَىَ بِهِ مَرَّةً؛ وَرَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أُخْرَى. [2406] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ (¬6)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَوْلُ ¬

_ (¬1) في (ق): "ابن" وضبب عليها. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 398). (¬3) في (س): "أطعما". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 381) من طريق ابن أبي عروبة. (¬5) في (س): "وكأنه". (¬6) في (س): "عن أبي حرب، عن أبي الأسعد".

الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ مَا كَانَ، وَبَوْلُ الْغُلَامِ يُرَشُّ أَوْ يُنْضَحُ مَا لَمْ يَطْعَمِ الطَّعَامَ (¬1). [2407] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا (¬2) أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا يَحْيَى (¬3) بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ، قَالَ: كُنْتُ خَادِمَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجِيءَ بِالْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَغْسِلُوهُ، فَقَالَ: "رُشُّوهُ رَشًّا؛ فَإِنَّهُ يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ بَوْلُ الْغُلَامِ" (¬4). وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مِثْلُ مَا قُلْنَا. [2408] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا أَبْصَرَتْ أُمَّ سَلَمَةَ تَصُبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلَامِ مَا لَمْ يَطْعَمْ، فَإِذَا طَعِمَ (¬5) غَسَلَتْهُ، وَكَانَتْ تَغْسِلُ بَوْلَ الْجَارِيَةِ (¬6). [2409] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّ أُمَّ سلَمَةَ (¬7) كَانَتْ تَغْسِلُ بَوْلَ الْجَارِيَةِ مَا كَانَ، وَلَا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 280) من طريق ابن أبي عروبة. (¬2) في (س): "ثنا". (¬3) قوله: "يحيى" ليس في (س). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 399). (¬5) في (س): "أطعم". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 43). (¬7) في (س): "عن أبيه، عن ابن أم سلمة".

تَغْسِلُ بَوْلَ الْغُلَامِ حَتَّى يَطْعَمَ، تَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ صَبًّا (¬1). قَدْ صَحَّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنهما -، وَلَا يُعْرَفُ لَهُمَا مِنَ الصَّحَابَةِ مُخَالِفٌ. [2410] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ أَنَّهَا قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: بَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي حَجْرِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخَذَتْهُ عَائِشَةُ أَخْذًا عَنِيفًا، فَقَالَ لَهَا (¬2) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي: "ارْفُقِي بِهِ؛ فَإِنَّ بَوْلَهُ لَا يَضُرُّ؛ إِنَّهُ لَمْ يَطْعَمِ الطَّعَامَ". [2411] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الْأَزْرَقُ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُصَبُّ الْمَاءُ (¬3) عَلَى بَوْلِ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ غَسْلًا". [2412] وأخبرنا (¬4) عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ (¬5)، ¬

_ (¬1) في (س): "صبًا صبًا". (¬2) قوله: "لها" ليس في (ق). (¬3) قوله: "الماء" ليس في (س). (¬4) في (س): "أخبرنا". (¬5) في (س): "يزيد".

عَنْ عَمْرِو (¬1) بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ، فَنَضَحَهُ، وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ فَبَالَتْ عَلَيْهِ فَغَسَلَهُ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "عمر". (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 251) من طريق إبراهيم بن المنذر.

مسألة (133): ومني الإنسان طاهر

مَسْأَلَةٌ (133): وَمَنِيُّ الْإِنْسَانِ طَاهِرٌ (¬1) وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ نَجِسٌ؛ يُغْسَلُ رَطْبُهُ وَيُفْرَكُ يَابِسُهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2413] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ (ح). [2414] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ - وَاللَّفْظُ لِلْحُمَيْدِيِّ - ثنا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: ضَافَ عَائِشَةَ ضَيْفٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تَدْعُوهُ، فَقَالُوا لَهَا: إِنَّهُ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فَذَهَبَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَلِمَ غَسَلَهُ؟ (¬3) إِنْ كُنْتُ لَأَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 119)، ومختصر المزني (ص 31)، والحاوي الكبير (1/ 54)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (1/ 91، 2/ 308)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 39 - 40)، والمجموع (2/ 572). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 81)، وتحفة الفقهاء (1/ 49)، وبدائع الصنائع (1/ 60)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 36)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 71)، والبناية شرح الهداية (1/ 712). (¬3) قوله: "غسله" غير واضحة في (س). (¬4) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 251).

وَحَدِيثُ الشَّافِعِيِّ مُخْتَصَرٌ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَلَمْ يَذْكُرْ حَدِيثَ الضَّيْفِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ سُفْيَانَ (¬1). [2415] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لَأَجِدُهُ - يَعْنِي الْمَنِيَّ - فِي ثَوْبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَحُتُّهُ عَنْهُ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ (¬3). وَجِهَةُ الِاسْتِدْلَالِ مِنْهُ مَا قَالَهُ (¬4) الشَّيْخُ الْإِمَامُ - رضي الله عنه -: إِنَّ مَا كَفَى فِي يَابِسِهِ (¬5) بَعْدَ رُطُوبَتِهِ الْفَرْكُ، لَمْ يَجِبْ غَسْلُهُ مِنَ الثَّوْبِ كَالْبُزَاقِ وَالْمُخَاطِ. [2416] أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ (¬6): كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْلِتُ الْمَنِيَّ مِنْ (¬7) ثَوْبِهِ بِعِرْقِ الْإِذْخِرِ (¬8) ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 165). (¬2) من قوله: "أخرجه مسلم" في التعليق على الحديث السابق إلى هنا سقط من (س). (¬3) صحيح مسلم (1/ 165). (¬4) في (س): "منه قال". (¬5) في (س): "ما كفي من". (¬6) هنا في (س) زيادة: "قالت". (¬7) في (س): "في". (¬8) الإذخر: حشيشة معروفة طيبة الرائحة.

وَقَالَ الْقَاسِمُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبْصِرُ الْمَنِيَّ فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ يَحُتُّهُ فَيُصَلِّي فِيهِ (¬1). [2417] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ (¬2) الْقَطَّانُ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُوسَى (¬3) بْنُ هَارُونَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ بِمَكَّةَ إِمْلَاءً مِنْ كِتَابِهِ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْلِتُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِهِ بِعِرْقِ الْإِذْخِرِ ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ (¬4). قَالَ: وَقَالَ الْقَاسِمُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُبْصِرُ الْمَنِيَّ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ يَحُتُّهُ فَيُصَلِّي فِيهِ (¬5). تَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ. [2417] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللِّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا حَامِدُ بْنُ مُوسَى الْأَبْزَارِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ (¬6)، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحُتُّ الْمَنِيَّ مِنْ ثِيَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ فِي الصَّلَاةِ (¬7). وَفِيمَا قَبْلَهُ مَا يُؤَكِّدُهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (12/ 6281) من طريق عكرمة. (¬2) في (س): "بن الحسين بن الحسن بن الفضل". (¬3) في (س): "أبو موسى". (¬4) تحرفت في (س) إلى: "بعرق الإذكر أن يصلي فيه قال فقال فيه". (¬5) من قوله: "قال: وقال القاسم" إلى هنا ليس في (س). (¬6) في (س): "دينار". (¬7) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1/ 393) من طريق إسحاق بن يوسف.

[2419] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، قَالَ: "إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ (¬1) الْمُخَاطِ وَالْبُزَاقِ، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَمْسَحَهُ بِخِرْقَةٍ أَوْ بِإِذْخِرَةٍ (¬2) ". لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ عَنْ شَرِيكٍ (¬3). وَإِسْحَاقُ ثِقَةٌ. وَخَالَفَهُ وَكِيعٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَلَوْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَشَرِيكٌ عَلَى الطَّرِيقِ، لَكُنَّا نَحْكُمُ لِرِوَايَةِ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ بِالصِّحَّةِ، إِلَّا أَنَّهُمَا لَا يَصْلُحَانِ لِلاحْتِجَاجِ بِرِوَايَتِهِمَا، وَالِاعْتِمَادُ فِيهِ عَلَى مَا صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ كَوْنِ الْمَنِيِّ طَاهِرًا. [2420] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ، كِلَاهُمَا يُخْبِرُهُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، قَالَ: أَمِطْهُ (¬4) عَنْكَ - قَالَ أَحَدُهُمَا: بِعُودٍ أَوْ إِذْخِرٍ - فَإِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْبُصَاقِ أَوِ الْمُخَاطِ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "منزلة". (¬2) في (س): "وبإذخرة". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 225). (¬4) أي: نحِّه وادْفَعْه. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 121).

[2421] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهُ الْمَنِيُّ (¬1) إِنْ كَانَ رَطْبًا مَسَحَهُ، وَإِنْ كَانَ يَابِسًا حَتَّهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ (¬2). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2422] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ (¬3)، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ إِسْحَاقُ: أنا، وَقَالَ ابْنُ طَرِيفٍ: ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرْكًا، فَإِنْ رَأَيْتَهُ فَاغْسِلْهُ، وَإِنْ لَمْ تَرَهُ فَانْضَحْهُ. يَعْنِي الْمَنِيَّ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬5). وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ، وَنَحْنُ نَسْتَحِبُّ غَسْلَهُ، وَأَوَّلُ الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى طَهَارَتهِ؛ إِذْ لَوْ كَانَ نَجِسًا لَمَا كَفَى فِي يَابِسِهِ فَرْكُهُ كَسَائِرِ النَّجَاسَاتِ. ¬

_ (¬1) في (س): "إذا أصابه المني". (¬2) المصدر السابق (2/ 121). (¬3) في (س): "عن أبي طالب". (¬4) أخرجه ابن راهويه في المسند (3/ 834). (¬5) صحيح مسلم (1/ 165).

اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2423] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهُ الْمَنِيُّ غَسَلَ مَا أَصَابَ مِنْهُ ثَوْبَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْبُقَعِ فِي ثَوْبِهِ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِ الْغَسْلِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ (¬1). وَهَذَا لَيْسَ بِخِلَافٍ لِقَوْلِهَا: "كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِهِ ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ" وَلَا لِحَتِّهَا الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، وَلَا لِرِوَايَتِهَا: "سَلَتُّ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بعِرْقِ الْإِذْخِرِ ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ"؛ كَمَا لَا يَكُونُ غَسْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - عُمُرَهُ خِلَافًا لِمَسْحِهِ عَلَى خُفَّيْهِ فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِهِ، بَلْ تُجْزِئُ الصَّلَاةُ بِهِمَا، كَذَلِكَ هَذَا. [2424] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو زَيْدٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا أَبُو زَيْدٍ - شَيْخٌ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ - ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَسْقِي رَاحِلَةً لِي (¬2) فِي رَكْوَةٍ بَيْنَ يَدَيَّ إِذْ تَنَخَّمْتُ، فَأَصَابَتْ نُخَامَتِي ثَوْبِي، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 55). (¬2) قوله: "لي" ليس في (س).

ثَوْبِي مِنَ الرَّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا عَمَّارُ، مَا نُخَامَتُكَ وَلَا دُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رَكْوَتِكَ، إِنَّمَا تَغْسِلُ ثَوْبَكَ مِنَ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ وَالْمَنِيِّ مِنَ (¬1) الْمَاءِ الْأَعْظَمِ وَالدَّمِ وَالْقَيْءِ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: لَا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ حَمَّادٍ هَذَا، وَأَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ وَمَقْلُوبَاتٌ (¬2). [2425] وأخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَوْكَرِ بْنِ رَافِعٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الضَّرِيرُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا عَلَى بِئْرٍ أَدْلُو مَاءً فِي رَكْوَةٍ لِي، فَقَالَ: "يَا عَمَّارُ، مَا تَصْنَعُ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي وَأُمِّي أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنْ نُخَامَةٍ أَصَابَتْهُ، فَقَالَ: "يَا عَمَّارُ، إِنَّمَا يُغْسَلُ الثَّوْبُ مِنْ خَمْسٍ: مِنَ الْغَائِطِ، وَالْبَوْلِ، وَالدَّمِ، وَالْقَيْءِ، وَالْمَنِيِّ، يَا عَمَّارُ، مَا نُخَامَتُكَ وَدُمُوعُ عَيْنَيْكَ وَالْمَاءُ الَّذِي فِي رَكْوَتِكَ إِلَّا سَوَاءٌ". قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا (¬3). ثُمَّ يُعَارِضُهُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ هَذَا بِكَثِيرٍ. * * * ¬

_ (¬1) ضبب عليها ناسخ (ق). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 578). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 230).

مسألة (134): ويطهر مكان البول من الأرض بصب ذنوب من الماء عليه، سواء كانت الأرض صلبة أو رملة متحللة

مَسْأَلَةٌ (134): وَيَطْهُرُ مَكَانُ الْبَوْلِ مِنَ الْأَرْضِ بِصَبِّ ذَنُوبٍ (¬1) مِنَ الْمَاءِ عَلَيْهِ، سَوَاءً كَانَتِ الْأَرْضُ صُلْبَةً أَوْ رَمْلَةً (¬2) مُتَحَلِّلَةً (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ كَانَتْ صُلْبَةً لَا يَنْزِلُ الْمَاءُ مِنْ ظَاهِرِهَا إِلَى بَاطِنِهَا، فَإِنَّهُ لَا يَطْهُرُ بمَا يُصَبُّ عَلَيْهِ (¬4). وَدَلِيلُنَا مَا: [2426] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّيَّارِيُّ (¬5) بِمَرْوَ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَالَ، فَصَاحَ النَّاسُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اتْرُكُوهُ". فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ أَمَرَ بِدَلْوٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ بْنِ عُثْمَانَ (¬6). ¬

_ (¬1) الذَّنُوب: الدَّلْو. (¬2) في (س): "رملية". (¬3) انظر: الأم (2/ 110 - 111)، ومختصر المزني (ص 31)، والحاوي الكبير (2/ 257)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 319، 321)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 61 - 62)، والمجموع (2/ 610 - 611). (¬4) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 76)، بدائع الصنائع (1/ 89)، والبناية شرح الهداية (1/ 722)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (1/ 238). (¬5) في (ق): "النيسابوري". (¬6) صحيح البخاري (1/ 54).

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬1). [2427] وأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَالَ أَعْرَابِيٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَعَجِلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: "صُبُّوا عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ" (¬2). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ سُفْيَانَ كَمَا: [2428] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (¬3) - صلى الله عليه وسلم -: "احْفِرُوا مَكَانَهُ وَأَهْرِيقُوا عَلَيْهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ". يَعنِي: فِي الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي بَالَ فِي الْمَسْجِدِ. وَهَذَا بِخِلَافِ رِوَايَةِ الشَّافِعِيِّ، وَالْحُمَيْدِيِّ، وَكَافَّةِ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْهُ، وَبِخِلَافِ رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ (¬4). [2429] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ (¬5) عَلِيُّ بْنُ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 163). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 111). (¬3) في (س): "رسول الله". (¬4) قال الزيلعي في نصب الراية (1/ 212): "قال الدارقطني: وهم عبد الجبار على ابن عيينة؛ لأن أصحاب ابن عيينة الحفاظ رووه عنه عن يحيى بن سعيد بدون "الحفر"، وإنما روى ابن عيينة هذا عن عمرو بن دينار عن طاوس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "احفروا مكانه"، مرسلا". قال ابن حجر في التلخيص (1/ 59): "وهذا تحقيق بالغ". (¬5) في (ق): "أبو الحسين".

قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ بِهَمَذَانَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ (¬1) الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ (¬2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "دَعُوهُ وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا (¬3) مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ (¬4) تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬5). [2430] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (¬6) - صلى الله عليه وسلم -: "لَقَدْ تَحَجَّرْتَ (¬7) وَاسِعًا". فَمَا لَبِثَ أَنْ بَالَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَكَأَنَّهُمْ عَجَّلُوا عَلَيْهِ (¬8)، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَمَرَ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ، أَوْ سَجْلٍ مِنْ (¬9) مَاءٍ، فَأُهْرِيقَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا" (¬10). ¬

_ (¬1) في (س): "وأبو اليمان". (¬2) في (س): "عن". (¬3) السَّجْل: الدَّلْو. (¬4) في (س): "ولن". (¬5) صحيح البخاري (10/ 54). (¬6) في (س): "النبي". (¬7) أي: ضيقت ما وسعه الله. (¬8) في النسخ: "فيه"، والمثبت من الأم للشافعي، ومعرفة السنن (3/ 394). (¬9) قوله: "من" ليس في (س). (¬10) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 110).

وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2431] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: صَلَّى أَعْرَابِيٌّ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ قِصَّةً وَقَالَ فِيهِ: قَالَ (¬1) - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "خُذُوا مَا بَالَ عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ فَأَلْقُوهُ، وَأَهْرِيقُوا عَلَى مَكَانِهِ مَاءً". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ (¬2) مُرْسَلٌ؛ ابْنُ مَعْقِلٍ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَرُوِيَ ذَلِكَ (¬4) فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: [2432] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا سَمْعَانُ بْنُ مَالِكٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا الْحِمَّانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَمْعَانَ بْنِ مَالِكٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَصُبَّ عَلَيْهِ دَلْوٌ (¬5) مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَحُفِرَ مَكَانُهُ (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "قال" ليس في (س). (¬2) في (س): "هذا". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 43). (¬4) قوله: "ذلك" ليس في (س). (¬5) قوله: "دلو" في (س): "ذنوبا". (¬6) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 14) من طريق الحماني.

هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْحِمَّانِيِّ، وَفِي حَدِيثِ الرِّفَاعِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ، فَأَمَرَ - يَعْنِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَانِهِ فَاحْتُفِرَ وَصُبَّ عَلَى بَوْلِهِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ: رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: دَلْوًا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ سَمْعَانَ. وَسَمْعَانُ بْنُ مَالِكٍ وَالْمُعَلَّى بْنُ سَمْعَانَ فِيهِمَا نَظَرٌ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ أَنَّهُ ضَعَّفَهُ. * * * ¬

_ (¬1) من قوله: "ثم أمر به فحفر" إلى هنا ليس في (س).

مسألة (135): ولا تزول نجاسة الأرض من البول بوقوع الشمس عليه وضرب الرياح له

مَسْأَلَةٌ (135): وَلَا تَزُولُ نَجَاسَةُ الْأَرْضِ مِنَ الْبَوْلِ بِوُقُوعِ الشَّمْسِ عَلَيْهِ وَضَرْبِ الرِّيَاحِ لَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا تَطْهُرُ (¬2). وَهُوَ الْقَوْلُ الثَّانِي لَنَا (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا اسْتَدْلَلْنَا بِهِ فِي الْمَسْأَلَةِ قَبْلَهَا، وَهُوَ أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِصَبِّ الْمَاءِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ الْأَمْرُ بَاقٍ إِلَى أَنْ يَحْصُلَ الْمَأْمُورُ بِهِ. [2433] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ (¬4) بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ (¬5)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اجْتَنِبُوا اللَّغْوَ فِي الْمَسْجِدِ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 112)، ومختصر المزني (ص 31 - 32)، والحاوي الكبير (2/ 259)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 323)، والمجموع (2/ 616). (¬2) انظر: المبسوط (1/ 205)، والهداية في شرح البداية (1/ 37)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 72)، والبناية شرح الهداية (1/ 719)، وفتح القدير (1/ 199 - 200). (¬3) انظر: نهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 323)، والمجموع (2/ 616). (¬4) قوله: "بن علي" ليس في (س). (¬5) في (س): "ابن الصائغ".

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكُنْتُ فَتًى شَابًّا أَعْزَبَ، وَكَانَتِ الْكِلَابُ تَبُولُ وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ (¬1). فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، وَهَذَا كَانَ فِي (¬2) ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ صَارَ مَنْسُوخًا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي إِيجَابِ الْغَسْلِ سَبْعًا مِنْ وُلُوغِ الْكَلْبِ. وَفِيمَا: [2434] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَعْنَى الْخَبَرِ أَنَّ الْمَسْجِدَ لَمْ يَكُنْ يُغْلَقُ عَلَيْهَا، وَكَانَتْ تَتَرَدَّدُ فِيهِ، وَعَسَاهَا (¬3) كَانَتْ تَبُولُ، إِلَّا أَنَّ عِلْمَ بَوْلِهَا فِيهِ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ وَلَا عِنْدَ الرَّاوِي أَيُّ مَوْضِعٍ هُوَ، وَحَيْثُ أَمَرَ فِي بَوْلِ الْأَعْرَابِيِّ بِمَا أَمَرَ دَلَّ عَلَى أَنَّ بَوْلَ مَا سِوَاهُ فِي حُكْمِ النَّجَاسَةِ وَاحِدٌ، وَإِنِ اخْتَلَفَ غِلَظُ نَجَاسَتِهَا (¬4). وَسَمِعْتُ وَاحِدًا مِنْ أَصْحَابِهِمْ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، فَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ (¬5) قَالَ: "ذَكَاةُ (¬6) الْأَرْضِ يُبْسُهَا". وكَذَبَ وَاللَّهِ مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنَّمَا يُرْوَى عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ: ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 45). (¬2) قوله: "في" ليس في (س). (¬3) مكانها بياض في (س) ورقم الناسخ فوقه (ط). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (2/ 429). (¬5) قوله: "أنه" ليس في (س). (¬6) في (س): "ذكره".

[2435] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَاشِمِيُّ قَاضِي الْقُضَاةِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُسْتَعِينِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: ذَكَاةُ الْأَرْضِ يُبْسُهَا. فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ -: فَإِنَّ وُهَيْبًا رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ. فَقَالَ سُفْيَانُ: رَوَاهُ أَبُو عُمَيْرٍ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: مَنْ رَوَى (¬1) عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ؟ فَقَالَ: ابْنُهُ حَمْزَةُ. فَلَقِيتُ حَمْزَةَ بْنَ الحَارِثِ، فحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ (¬2)، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلابَة بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "روى" ليس في (س) وضبب عليه في (ق). (¬2) في (س): "فحدثني أبوه". (¬3) أخرجه الحاكم في المعرفة (ص 348).

مسألة (136): وللجنب أن يمر في المسجد

مَسْأَلَةٌ (136): وَلِلْجُنُبِ أَنْ يَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ (¬1) وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ عَلَى الْكِتَابِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ}. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ فِي قَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {لَا تَقْرَبُوا} (¬3): مَوْضِعَ الصَّلَاةِ. قَالَ: وَمَا أَشْبَهَ مَا قَالَ بِمَا قَالَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ فِي (¬4) الصَّلَاةِ عُبُورُ سَبِيلٍ، إِنَّمَا عُبُورُ السَّبِيلِ فِي مَوْضِعِهَا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَمُرَّ الْجُنُبُ (¬5) فِي الْمَسْجِدِ مَارًّا وَلَا يُقِيمَ فِيهِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 114)، ومختصر المزني (ص 32)، والحاوي الكبير (2/ 265)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 332 - 333)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 294)، والمجموع (2/ 177، 178، 184). (¬2) انظر: الأصل (1/ 120 - 121، 314)، والمبسوط للسرخسي (1/ 118)، وتحفة الفقهاء (1/ 32)، وبدائع الصنائع (1/ 38). (¬3) سورة النساء (آية: 43). (¬4) هنا في (س) زيادة: "موضع". (¬5) في (س): "فلا يأمن الجنب أن يمر الجنب" تحريف. (¬6) اقتصر في (س) على {إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ}. (¬7) انظر: الأم (2/ 114)، والمجموع (2/ 184).

وَقَدْ رُوِّينَا هَذَا التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَهَذَا الْمَذْهَبَ عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ. أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: [2436] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} قَالَ: لَا تَدْخُلِ الْمَسْجِدَ وَأَنْتَ جُنُبٌ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ طَرِيقُكَ فِيهِ، وَلَا تَجْلِسْ (¬1). وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: [2437] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} قَالَ: يَجْتَازُ (¬2) وَلَا يَجْلِسُ (¬3). وَأَمَّا مَذْهَبُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - (¬4): [2438] فأخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ (¬5) الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 120) من طريق أبي جعفر. (¬2) اجتاز: مَرَّ وسَلَكَ وجاوز الشيء إلى غيره. (¬3) أخرجه الدارمي في السنن (1/ 304) من طريق مسلم. (¬4) من قوله: "فأخبرنا أبو عبد الله" إلى هنا ساقط من (س). (¬5) في (ق): "أبو حازم".

عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ (¬1) عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يُرَخِّصُ لِلْجُنُبِ أَنْ يَمُرَّ فِي الْمَسْجِدِ مُجْتَازًا. قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ - رضي الله عنه -: [2439] فأخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ فِي التَّفْسِيرِ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ أَحَدُنَا يَمُرُّ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ جُنُبٌ مُجْتَازًا (¬3). وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ أَبُو جَعْفَرٍ - رحمه الله - فَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ عَنْهُ قَالَ: إِلَّا وَأَنْتَ مَارٌّ تَمُرُّ فِيهِ (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2440] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا أَفْلَتُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَتْنِي جَسْرَةُ بِنْتُ دِجَاجَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: جَاءَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوُجُوهُ بُيُوتِ أَصْحَابِهِ شَارِعَةٌ (¬5) فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: "وَجِّهُوا هَذِهِ الْبُيُوتَ عَنِ الْمَسْجِدِ". ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولَمْ يَصْنَعِ الْقَوْمُ شَيْئًا رَجَاءَ أَنْ يَنْزِلَ لَهُمْ رُخْصَةٌ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ بَعْدُ فَقَالَ: "وَجِّهُوا هَذِهِ الْبُيُوتَ عَنِ الْمَسْجِدِ؛ فَإِنِّي لَا أُحِلُّ الْمَسْجِدَ لِحَائِضٍ وَلَا جُنُبٍ". ¬

_ (¬1) في (س): "عن". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 412). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 144) من طريق هشيم. (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 229) من طريق أبي نعيم. (¬5) أي مفتوحة إليه.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ فُلَيْتٌ الْعَامِرِيُّ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: زَادَ فِيهِ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ: "إِلَّا لِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وَآلِ (¬2) مُحَمَّدٍ". [2441] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُوسَى، فَذَكَرَهُ بِزِيَادَتِهِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَعِنْدَ جَسْرَةَ عَجَائِبُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عُرْوَةُ وَعَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ" (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله - (¬4): وَهَذَا إِنْ صَحَّ (¬5) مِنْ حَدِيثِ جَسْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، فَمَحْمُولٌ عَلَى الْمُكْثِ فِيهِ دُونَ الْعُبُورِ، بِدَلِيلِ الْكِتَابِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 14). (¬2) في (س): "أو آل". (¬3) التاريخ الكبير (2/ 67). (¬4) قوله: "قال الإمام أحمد - رحمه الله -" ليس في (ق). (¬5) في (ق): "وهذا أصح".

مسألة (137): ويجوز له أن يصلي في الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها صلاة لها سبب، ويحتسب بها؛ كقضاء فائتة، أو صلاة جنازة، أو خسوف، أو تحية المسجد، أو ما أشبه ذلك

مَسْأَلَةٌ (137): وَيَجُوزُ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا صَلَاةً لَهَا سَبَبٌ، وَيَحْتَسِبُ بِهَا؛ كَقَضَاءِ فَائِتَةٍ (¬1)، أَوْ صَلَاةِ جِنَازَةٍ، أَوْ خُسُوفٍ، أَوْ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ قَضَاءُ الْفَرِيضَةِ الْفَائِتةِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ، وَلَا يَجُوزُ سِوَى ذَلِكَ، وَلَا يَجُوزُ قَضَاءُ الْفَائِتةِ وَغَيْرِهَا فِي الْأَوْقَاتِ الثَّلَاثِ، وَهُوَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَعِنْدَ اسْتِوَائِهَا (¬3)، وَعِنْدَ غُرُوبِهَا (¬4). وَاسْتَدَلَّ (¬5) بِمَا: [2442] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ (¬6)، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ ¬

_ (¬1) في (س): "نافلة". (¬2) انظر: اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 101)، ومختصر المزني (ص 32 - 33)، والحاوي الكبير (2/ 271)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 396 - 397)، والمجموع (4/ 77 - 78). (¬3) قوله: "وعند استوائها" سقط (س). (¬4) انظر: الأصل (1/ 149 - 150)، والمبسوط للسرخسي (1/ 150 - 153)، وتحفة الفقهاء (1/ 105)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 85 - 86). (¬5) في (س): "واستدلوا". (¬6) في (ق): "حيان" خطأ.

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [2443] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ (¬3) الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). فَفِي (¬5) هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ النَّهْيُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْأَوْقَاتِ الْمَذْكُورَةِ، وَذَلِكَ النَّهْيُ عَامٌّ، وَهُوَ مَخْصُوصٌ بِمَا: [2444] أخبرنا أَبُو الْخَيْرِ جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا أَبُو عُمَرَ (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 96). (¬2) صحيح مسلم (2/ 206). (¬3) قوله: "قائم" سقط من (ق). (¬4) صحيح مسلم (2/ 208). (¬5) في (س): "وفي".

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: ثنا هَمَامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ". قَالَ قَتَادَةُ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}. وَفِي حَدِيثِ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَنَا بَعْدُ قَالَ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ ومُوسَى، عَنْ هَمَّامٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ (¬2). [2445] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، ثنا أَبُو ثَابِتٍ (¬3)، ثنا (¬4) حَفْصُ بْنُ أَبِي الْعَطَّافِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَوَقْتُهَا إِذَا ذَكَرَهَا" (¬5). حَفْصُ بْنُ أَبِي الْعَطَّافِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. [2446] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ". ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 122). (¬2) صحيح مسلم (2/ 142). (¬3) أبو ثابت هو: محمد بن عبيد الله المدني، من رجال التهذيب. (¬4) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 298) من طريق أبي ثابت.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). وَفِي حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ (¬3): قَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ". [2447] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله -، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬4) بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً وَأَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي قِرَاءَةً، قَالَا: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ، وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَرْسَلُوهُ إِلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: اقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنَّا جَمِيعًا، وَسَلْهَا عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَقُلْ (¬5): إِنَّا أُخْبِرْنَا أَنَّكِ تُصَلِّينَهُمَا (¬6)، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْهُمَا. فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا فَبَلَّغْتُهَا مَا أَرْسَلُونِي بِهِ، فَقَالَتْ: سَلْ أُمَّ سَلَمَةَ. فَخَرَجْتُ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 96). (¬2) صحيح مسلم (2/ 155). (¬3) قوله: "قال" ليس في (ق). (¬4) قوله: "أحمد" ساقط من (س). (¬5) في (س): "وقال". (¬6) في (س): "تصليهما".

إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِهَا، فَرَدُّونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِ مَا أَرْسَلُونِي بِهِ (¬1) إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْهُمَا (¬2)، ثُمَّ رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهِمَا (¬3)، أَمَّا حِينَ صَلَّاهُمَا فَإِنَّهُ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ وَعِنْدِي نِسْوَةٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَصَلَّاهُمَا (¬4)، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ الْجَارِيَةَ فَقُلْتُ: قُومِي بِجَنْبِهِ فَقُولِي لَهُ: تَقُولُ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْمَعُكَ تَنْهَى عَنْ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، وَأَرَاكَ تُصَلِّيهِمَا؟ فَإِنْ أَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخِرِي عَنْهُ. قَالَتْ: فَفَعَلَتِ الْجَارِيَةُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَاسْتَأْخَرَتْ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ (¬5): "يَا بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ؛ إِنَّهُ أَتَانَا نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ بِالْإِسْلَامِ مِنْ قَوْمِهِمْ فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَهُمَا هَاتَانِ" (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬8). وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ بَعْدَ نَهْيِهِ عَنِ الصَّلَاةِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ، فَلَا يَجُوزُ دَعْوَى (¬9) النَّسْخِ فِيهِ بِأَخْبَارِ النَّهْيِ. ¬

_ (¬1) من قوله: "فقالت سل أم سلمة" إلى ها هنا ساقط من (س). (¬2) في النسخ: "عنها"، والمثبت من أصل الرواية، ومن صحيح البخاري. (¬3) في (س): "يصليها". (¬4) في (س): "فصلاها". (¬5) في (س): "قالت" خطأ. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 81). (¬7) صحيح البخاري (2/ 69). (¬8) صحيح مسلم (2/ 210). (¬9) قوله: "دعوى" ليس في (س).

وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ: أَفَنَقْضِيهِمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا فَاتَتْنَا؟ قَالَ: "لَا". وَهَذِهِ رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَالَّذِي تَدُلُّ (¬1) عَلَيْهِ الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ فِي ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - داوَمَ عَلَى قَضَائِهِمَا، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ (¬2)، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِغَيْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَالتَّخْصِيصُ إِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى الْمُدَاوَمَةِ دُونَ أَصْلِ الْقَضَاءِ؛ بِدَلِيلِ حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ وَغَيْرِهِ، وَذَلِكَ فِيمَا: [2448] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ جَاءَ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَصَلَّى مَعَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيِ (¬3) الْفَجْرِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ؟ " فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُهُمَا قَبْلَ الْفَجْرِ. فَسَكَتَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ صَحَابِيٌّ، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِ صَحِيحٌ. وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ قَيْسٍ (¬4): [2449] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا (¬5) يُصَلِّي بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ ¬

_ (¬1) في (ق): "يدل". (¬2) أي دام عليه وواظب. (¬3) في (س): "ركعتين". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 655). (¬5) قوله: "رجلا" سقط من (س).

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَلَاةُ الصُّبْحِ مَرَّتَيْنِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا فَصَلَّيْتُهُمَا الْآنَ. قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَقَالَ: قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو (¬2). [2450] وأخبرنا (¬3) أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬4)، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: عَنْ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو (¬5). [2451] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ (¬6): كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ (¬7). وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِمَا: [2452] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَنْ بُسْرِ (¬8) بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنِ الْأَعْرَجِ، يُحَدِّثُونَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 656). (¬2) السنن لأبي داود (2/ 447). (¬3) في (س): "أخبرنا". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 400). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 80/ أ) (¬6) قوله: "قال سفيان" ساقط من (س). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 81). (¬8) في (س)، (ق): "بشر"، والمثبت من الرسالة للشافعي.

قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ" (¬1). أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ (¬2). [2453] قال الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَالْعِلْمُ يُحِيطُ أَنَّ الْمُصَلِّيَ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَالْمُصَلِّيَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَدْ صَلَّيَا مَعًا فِي وَقْتَيْنِ يَجْمَعَانِ تَحْرِيمَ وَقْتَيْنِ، فَلَمَّا جَعَلَهُ مُدْرِكًا الصُّبْحَ وَالْعَصرَ (¬3) اسْتَدْلَلْنَا عَلَى أَنَّ نَهْيَهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ عَلَى (¬4) النَّوَافِلِ الَّتِي لَا تَلْزَمُ. وَرُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَدْرَكَ أَوَّلَ سَجْدَةٍ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ" (¬5). [2454] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ إِذَا صَلَّيْنَا (¬6) لِوَقْتِهِمَا (¬7). فَإِنْ عَارَضُوهُ (¬8) بِمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الرسالة، الملحق بالأم (1/ 146). (¬2) صحيح البخاري (1/ 120)، وصحيح مسلم (2/ 102). (¬3) في (س): "مدرك للصبح وللعصر". (¬4) في (س): "عن". (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (1/ 116). (¬6) كذا في (ق)، (س) وضبطها في (ق) بفتح الصاد، وفي المختصر ومعرفة السنن (3/ 442): "صُليتا". (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 63/ ب). (¬8) في (س): "عارضوا".

[2455] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬1) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ أَنَّهُ شَهِدَ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَشَهِدَ جِنَازَةَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ حِينَ (¬2) صُلِّيَ عَلَيْهَا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَلَا تَتَّقُونَ اللَّهَ؟ ! أَتُصَلُّونَ عَلَيْهِ هَذهِ السَّاعَةَ، إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يُصَلَّى (¬3) عَلَى جِنَازَةٍ هَذِهِ السَّاعَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ (¬4). قُلْنَا: هَذَا لَا يُعَارِضُ مَا رَوَيْنَا؛ فَإِنَّ رَاوِيَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ أَجْمَعَ الْحُفَّاظُ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْهُ. [2456] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ (¬5)، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ غَيْرُ ثِقَةٍ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَذْكُرُهُ بِالذَّمِّ، وَيُثَبِّتُ أَخَاهُ زَيْدَ بْنَ أَبِي أُنَيْسَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ أَنَّهُ كَانَ يُسِيءُ (¬6) الرَّأْيَ فِي أَخِيهِ، وَيَرْمِيهِ بِالْكَذِبِ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا". (¬2) في (س): "حتى". (¬3) في (ق): "إنه لا يصلى". (¬4) أخرجه عبد الرزاق (3/ 523) من طريق الزهري. (¬5) في (ق): "أبو الحسين محمد بن يعقوب". (¬6) في أحوال الرجال: "سيئ". (¬7) أحوال الرجال (ص 303).

[2457] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ (¬1) الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِنَّمَا كَرِهَ الصَّلَاةَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَاسْتِوَائِهَا وَغُرُوبِهَا كَمَا رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ فِي النَّهْيِ عَنِ الْقَبْرِ (¬3) فِي تِلْكَ السَّاعَاتِ. [2458] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ، فَأُتِيَ بِجِنَازَتِهَا بَعْدَ صَلَاةِ (¬4) الصُّبْحِ، فَوُضِعَتْ بِالْبَقِيعِ. قَالَ: وَكَانَ طَارِقٌ يُغَلِّسُ بِالصُّبْحِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَقُولُ لِأَهْلِهَا: إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جِنَازَتِكُمُ الْآنَ، وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ (¬5). [2459] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَزَّازُ (¬6) بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) في (ق): "أبو الحسين". (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 226). (¬3) القبر: الدفن. (¬4) قوله: "صلاة" ليس في (س). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 63/ ب). (¬6) في (ق): "البزار".

يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ (¬1)، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَادُوا أَنْ يُخْرِجُوهُ (¬2) بِسَوَادٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَخْرَجْتُمُوهُ فَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ" (¬3). [2460] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ عَلِيًّا أَخْبَرَهُ أَنَّ جِنَازَةً وُضِعَتْ فِي مَقْبَرَةِ (¬4) أَهْلِ الْبَصْرَةِ حِينَ اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، فَلَمْ يُصَلَّى (¬5) عَلَيْهَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ أَبُو بَرْزَةَ الْمُنَادِيَ فَنَادَى بِالصَّلَاةِ ثُمَّ أَقَامَهَا، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَرْزَةَ فَصَلَّى بِهِمُ الْمَغْرِبَ، وَفِي النَّاسِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَأَبُو بَرْزَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ؛ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ صَلَّوْا عَلَى الْجِنَازَةِ (¬6). فَكُلُّ مَنْ مَنَعَ (¬7) مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم - صَلَاةَ الْجِنَازَةِ أَوْ غَيْرَهَا فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ فَإِنَّمَا سَمِعَ النَّهْيَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مَا يَدُلُّ عَلَى التَّخْصِيصِ، فَكَانَ عَلَيْهِ الْمَنْعُ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ سَمِعَ النَّهْيَ وَسَمِعَ مَا يُوجِبُ التَّخْصِيصَ فَعَلَيْهِ إِجَازَةُ مَا ¬

_ (¬1) في (ق)، (س): "ميسرة"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬2) في (س): "يخرجوا". (¬3) أخرجه الفاكهي في الفوائد (ص 272). (¬4) في (ق): "مقبر"، وكلاهما بمعنًى. (¬5) كذا في النسخ على لغة الإشباع. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (7/ 368). (¬7) في (س): "صنع".

دَلَّتِ السُّنَّةُ (¬1) عَلَى تَخْصِيصِهِ مِنَ النَّهْيِ الْمُطْلَقِ، وَقَدْ: [2461] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَحَرْمَلَةُ، قَالَا: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ صَلَّى مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ صَلَّوُا الصُّبْحَ (¬2). [2462] وذكر يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ أَنَّ يَحْيَى الْقَطَّانَ رَوَى عَنْ عَنْبَسَةَ الْوَزَّانِ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَالشَّمْسُ عَلَى أَطْرَافِ الْحِيطَانِ. وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَجَدَ لِلشُّكْرِ حِينَ بُشِّرَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى صَاحِبَيْهِ (¬3) بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَذَلِكَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ. فَذَكَرَهُ (¬4). وَلَهُ أَنْ يَتَنَفَّلَ أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِذَا كَانَ بِمَكَّةَ، وَذَلِكَ مَنْزُوعٌ (¬5) عَنْ عُمُومِ نَهْيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الصَّلَوَاتِ فِي الْأَوْقَاتِ الْمَخْصُوصَةِ. [2463] أخبرنا بِذَلِكَ: الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -, أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) في (ق): "ما دلت عليه السنة". (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 214). (¬3) في (س): "صاحبه" خطأ. (¬4) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 191). (¬5) تحرفت في (س) إلى: "منزرع".

الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَا بَنْي عَبْدِ مَنَافٍ، مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَلَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أَوْ صَلَّى أَيَّ (¬1) سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ" (¬2). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ عَنِ ابْنِ السَّرْحِ عَنْ سُفْيَانَ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الصَّلَاةَ فِي مَتْنِهِ: [2464] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَيْهِ (¬4)، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَأَعْرِفَنَّ (¬5) مَا مَنَعْتُمْ طَائِفًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ" (¬6). وَرَوَاهُ الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬7): [2465] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ¬

_ (¬1) قوله: "أي" سقط من (س). (¬2) أخرجه الشافعي في اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 99). (¬3) السنن لأبي داود (3/ 274). (¬4) في المعرفة والتاريخ: "باباه" وكلاهما صحيح. (¬5) في المعرفة والتاريخ (2/ 206) كانت بالأصل الخطي: "لأعرفن" ثم غيرها المحقق إلى "لا أعرفن"، وذكر أنه أصلحها من موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب حيث رواه من نفس الطريق. (¬6) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 206). (¬7) هذا الحديث بتعليقه ساقط من (س).

يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، ثنا جَدِّي، ثنا أَبِي، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، سَمِعَ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ - أَوْ يَا بَنِي قُصَيٍّ - لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَيُصَلِّيَ أَيَّةَ (¬1) سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ وَنَهَارٍ" (¬2). وَرُوِيَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ (¬3)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: [2466] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ (¬4) بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرُّهَاوِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَلَا لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا صَلَّى عِنْدَ هَذَا الْبَيْتِ أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ" (¬5). وَرُوِيَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَظُنُّهُ: عَنْ جَابِرٍ، إِلَّا أنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الصَّلَاةَ، وَذَكَرَ الطَّوَافَ، وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، إِنَّمَا الْمَحْفُوظُ حَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا: [2467] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ. ¬

_ (¬1) قوله: "أية" ليس في (س). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 86/ أ). (¬3) في (س): "الحرزي". (¬4) في النسخ الخطية: "الحسين"، والمثبت من أصل الرواية من سنن الدارقطني بخط الحارثي (86/ أ). (¬5) المصدر السابق (ق 86/ أ).

يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، أَوْ مِثْلَ مَعْنَاهُ، لَا يُخَالِفُهُ (¬1). وَزَادَ عَطَاءٌ: "يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ" أَوْ "يَا بَنِي هَاشِمٍ"، أَوْ "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ" (¬2). وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّاب بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ عَطَاءٍ مَوْصُولًا: [2468] حدثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلَاءً، أنا أبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ (¬3)، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى (ح). [2469] وأخبرناه (¬4) أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ شَيْبَانَ ابْنُ الْبَغْدَادِيِّ (¬5) بِهَرَاةَ، أنا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُبَيْرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - أَوْ: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ - لَا تَمْنَعُنَّ مُصَلِّيًا عِنْدَ هَذَا الْبَيْتِ فِي سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ". وَفِي حَدِيثِ أَبِي يَحْيَى: "فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ" (¬6). عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَرَوَاهُ أَيْضًا (¬7) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ. ¬

_ (¬1) في (س): "لا يخالف". (¬2) أخرجه الشافعي في الرسالة، الملحق بالأم (1/ 149). (¬3) في (ق): "ميسرة" خطأ. (¬4) في (س): "وأخبرنا". (¬5) كذا ورد في أكثر من موضع في كتب البيهقي "ابن البغدادي"، وهو: أحمد بن إسحاق بن محمد بن شيبان، بغدادي الأصل. له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 158، 298). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 302). (¬7) قوله: "أيضا" ليس في (س).

وَرُوِيَ عَنْ عُمْرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬1). وَلَيْسَ فِي الْبَابِ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. ورُوِيَ مِنْ (¬2) حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -: [2470] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُرَيْجُ (¬3) بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا الْوَلِيدُ الْعَدَنِيُّ، ثنا رَجَاءٌ أَبُو سَعِيدٍ، أنا مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - أَوْ: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ - لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيُصَلِّي؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، إِلَّا عِنْدَ هَذَا الْبَيْتِ؛ يَطُوفُونَ وَيُصَلُّونَ" (¬4). وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: [2471] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ سَخْتُويَهْ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ مَوْلَى عَفْرَاءَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو ذَرٍّ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ نَادَى بِصَوْتِهِ الْأَعْلَى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ إِلَّا بِمَكَّةَ". يَقُولُهَا ثَلَاثًا (¬5). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 311). (¬2) في (س): "في". (¬3) في (س): "شريح". (¬4) المصدر السابق (5/ 303) من طريق سريج. (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 258) من طريق سعيد بن سليمان.

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ حُمَيْدٍ مَوْلَى عَفْرَاءَ. وَقَدْ قِيلَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ حُمَيْدٍ (¬1)، عَنْ مُجَاهِدٍ دُونَ ذِكْرِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ. [2472] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ (ح). [2473] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ (¬2)، ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ - يَعْنِي الْمَخْزُومِيَّ - عَنْ حُمَيْدٍ مَوْلَى عَفْرَاءَ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ وَلَا بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا بِمَكَّةَ، إِلَّا بِمَكَّةَ، إِلَّا بِمَكَّةَ" (¬3). [2474] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ - ابْنُ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ - ثنا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَخِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُؤَمَّلٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ آخِذٌ بِعِضَادَتَيِ (¬4) الْبَابِ يَقُولُ: "أَلَا لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا بِمَكَّةَ". ¬

_ (¬1) من قوله: "عن حميد مولى عفراء" في الحديث السابق إلى هنا ساقط من (س). (¬2) في (ق): "العايدي". (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 386). (¬4) عِضادتا الباب: الخشبتان المنصوبتان عن يمين الداخل منه وشماله.

[2475] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ - وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ - قَالَا: ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيدٍ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَطُوفُ بَعْدَ الْفَجْرِ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. [2476] قال عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَيُخْبِرُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لمْ يَدْخُلْ بَيْتَهَا إِلَّا صَلَّاهُمَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ (¬2). [2477] حدثناه أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ عَالِيًا، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَلَمْ يَذْكُرْ حَدِيثَ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ. [2478] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَا وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ابْنَ عُمَرَ طَافَ (¬3) بَعْدَ الصُّبْحِ، وَصَلَّى قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ (¬4). ¬

_ (¬1) تحرف في (ق) إلى: "بن محمد". (¬2) صحيح البخاري (2/ 155). (¬3) في (س): "وطاف". (¬4) أخرجه الشافعي في الرسالة، الملحق بالأم (1/ 150).

[2479] وأخبرنا (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ طَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَصَلَّى (¬2). [2480] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ شَيْبَانَ ابْنُ الْبَغْدَادِيِّ (¬3) بِهَرَاةَ، أنا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ - رضي الله عنهما - يَطُوفَانِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَيُصَلِّيَانِ. [2481] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ طَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدَ مَغَارِبِ الشَّمْسِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (¬4) قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، أَنْتُمْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَقُولُونَ: لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. فَقَالَ: إِنَّ هَذهِ الْبَلْدَةَ بَلْدَةٌ لَيْسَتْ كَغَيْرِهَا (¬5). [2482] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ شَيْبَانَ، أنا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا خَلَّادٌ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَيْمَنَ (¬6)، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ (¬7) طَافَ ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرنا". (¬2) المصدر السابق (1/ 151). (¬3) كذا: "ابن البغدادي". وانظر تعليقنا على الحديث السابق رقم (2469). (¬4) في (ق): "الركعتين". (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 186) من طريق ابن طهمان. (¬6) كتب الناسخ في حاشية (ق): "عبد الله بن عبد الرحمن بن أيمن، مضروب عليه في الأصل". (¬7) قوله: "أنه" ليس في (ق).

مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ. [2483] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، فَطَافَ بَعْدَ الصُّبْحِ، فَقُلْنَا: انْظُرُوا الْآنَ كَيْفَ يَصْنَعُ أَيُصَلِّي أَمْ لَا؟ قَالَ: فَجَلَسَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى (¬1). وَكَذَلِكَ فَعَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: [2484] أخبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ طَافَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ بِالْكَعْبَةِ، فَلَمَّا قَضَى عُمَرُ طَوَافَهُ نَظَرَ فَلَمْ يَرَ الشَّمْسَ، فَرَكِبَ حَتَّى أَنَاخَ بِذِي طُوًى (¬2) فَسَبَّحَ رَكْعَتَيْنِ (¬3). [2485] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنَ (¬4) الزُّهْرِيِّ، وَحَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، قَالَ: طَافَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بَعْدَ الصُّبْحِ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي طُوًى وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ. ¬

_ (¬1) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 17). (¬2) في (ق): "طوبى". (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 105/ ب). (¬4) في (س): "عن".

فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا وَمَعْمَرًا وَالْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُونَهُ (¬1) عَنْ حُمَيْدٍ، لَيْسَ عَنْ عُرْوَةَ. قَالَ سُفْيَانُ: أَمَّا أَنَا فَأَحْفَظُهُ عَنْ عُرْوَةَ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: سَمِعَ عُمَرُ - رضي الله عنه - النَّهْيَ عَنِ الصَّلَاةِ جُمْلَةً، وَضَرَبَ الْمُنْكَدِرَ عَلَيْهَا بالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَلَمْ يَسْمَعْ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا (¬3) نَهَى عَنْهَا لِلْمَعْنَى الَّذِي وَصَفْنَا، فَكَانَ يَجِبُ عَلَيْهِ مَا فَعَلَ، وَكَذَلِكَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَيَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ الْمَعْنَى الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ وَالْمَعْنَى الَّذِي أُبِيحَ فِيهِ إِبَاحَتُهَا بِالْمَعْنَى الَّذِي أَبَاحَهَا فِيهِ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - فِي رِوَايَةِ الْمُزَنِيِّ: وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَالنَّهْيُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ عَنِ التَّطَوُّعِ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِلتَّهْجِيرِ (¬5) حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ (¬6). فَجَعَلَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَنْزُوعًا عَنْ عُمُومِ النَّهْيِ عَنْ تَحَرِّي (¬7) الصَّلَاةِ عِنْدَ اسْتِوَاءِ الشَّمْسِ؛ لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. [2486] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَابُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ¬

_ (¬1) في (س): "يقولون". (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 723). (¬3) في (س): "لما". (¬4) كتاب الرسالة، الملحق بالأم (1/ 150). (¬5) في (س): "التهجير". (¬6) مختصر المزني (ص 113). (¬7) في (س): "حتى تجزئ" تحريف.

ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ الْعَنْسِيُّ (¬2)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ الْبَصْرِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ (¬3) أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ صَاحِبَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -, قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَنْتَابُونَ الْمَسْجِدَ فِي سَاعَاتِ النَّهَارِ، فَكَانَ (¬4) يُصَلِّي بِنَا الْجُمُعَةَ وَالشَّاكُّ يَشُكُّ: هَلِ اعْتَدَلَ الظِّلُّ أَمْ لَا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْجِعُ فَيَقِيلُ بَعْدَ الْجُمُعَةِ (¬5). وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: [2487] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا (¬6) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ (¬7). وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، وَفِي هَذَا الْإِسْنَادِ ضَعْفٌ. ¬

_ (¬1) من قوله: "قالا" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) في (س): "العبسي". (¬3) قوله: "أنه حدثه عن أبي نضرة العبدي" ساقط من (ق). (¬4) في (ق): "وكان". (¬5) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (3/ 438)، إلى قوله: "إلا يوم الجمعة". (¬6) في (س): "ثنا". (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 397).

وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: [2488] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَرِهَ الصَّلَاةَ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: "إِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا مُرْسَلٌ، أَبُو الْخَلِيلِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ، وَمُجَاهِدٌ أَكْبَرُ مِنْ أَبِي الْخَلِيلِ (¬1). [2489] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّازُ وَابْنُ يَعْقُوبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ، قَالُوا: ثنا (¬2) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاكُسَائِيُّ (¬3)، ثنا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ (¬4)، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ. أَحْسِبُهُ قَالَ: وَإِنَّ الْجُمُعَةَ لَا تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ. الْحَمْلُ فِيمَا يُنْكَرُ مِنْهُ عَلَى هَذَا الْبَاكُسَائِيِّ (¬5)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [2490] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 65). (¬2) في (س): "أبنا". (¬3) في (س): "بباكسان". (¬4) في (س): "عنسة". (¬5) في (س): "الباكسان".

إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ جَهَنَّمَ تُسَعَّرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُفْتَحُ أَبْوَابُهَا إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ". فَكَانَ مَكْحُولٌ لَا يَرَى بَأْسًا بِالصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ ضُحَاهَا إِلَى عَصْرِهَا (¬2). وَهَذَا أَيْضًا غَيْرُ قَوِيٍّ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَاعْتِمَادِي فِي الْمَسْأَلَةِ عَلَى مَا: [2491] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أنا، وَقَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا رَوْح بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ [الْإِمَامُ] (¬3) مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ (¬4). [2492] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ ابْنُ الْحَمَّامِيِّ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح). ¬

_ (¬1) في (س): "بن عمر". (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 188) من طريق سويد. (¬3) ما بين المعقوفين من المختصر. (¬4) صحيح مسلم (3/ 8).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَتَطَيَّبَ بِطِيبٍ - إِنْ وَجَدَهُ - ثُمَّ جَاءَ، وَلَمْ يَتَخَطَّ النَّاسَ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ سَكَتَ، فَذَلِكَ كَفَّارةٌ إِلَى يَوْمِ (¬1) الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى". رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَقَدْ تَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَقَيَّدَهُ بِأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ مَقْرُونًا بِأَبِي سَلَمَةَ (¬2). وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ مِنْ هَذَا هُوَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَحَبَّ التَّبْكِيرَ إِلَى صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فِي أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ (¬3)، وَنَدْبُهُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدَ مَجِيئِهِ الْمَسْجِدَ إِلَى أَنْ يَخْرُجَ الْإِمَامُ، ثُمَّ نَدْبُهُ إِلَى الْإِمْسَاكِ وَالْإِنْصَاتِ لِلْخُطْبَةِ (¬4)، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى جَوَازِ فِعْلِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ؛ إِذْ لَوْ (¬5) كَانَ مَمْنُوعًا مِنْهُ لَمَا مَدَّهُ إِلَى خُرُوجِ الْإِمَامِ، وَلَمَا أَطْلَقَ لَهُ جَوَازَ فِعْلِ الصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، كَمَا لَمْ يُطْلِقْهُ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَالَّذِي يُؤَكِّدُ مَا ذَكَرْنَا وَيُؤَيِّدُهُ الْحَدِيثُ الَّذِي: [2493] أخبرناه (¬6) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) قوله: "يوم" ليس في (س). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 17). (¬3) في (ق): "كثير". (¬4) في (س): "والخطبة" خطأ. (¬5) في (س): "أو" خطأ. (¬6) في (ق): "أخبرنا".

يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬1)، أنا مَالِكٌ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ (¬2) (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: "فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ". وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا. لَفْظُ حَدِيثِ الْقَعْنَبِيِّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْن يَحْيَى (¬4). [2494] حدثنا الشَّرِيفُ أبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ (¬5) - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬6) بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالُويَهِ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ (¬7)، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فِي ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 434). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 23/ أ). (¬3) صحيح البخاري (2/ 13). (¬4) صحيح مسلم (3/ 5). (¬5) في (س): "الحسيني". (¬6) في (س): "عبد الله". (¬7) صحيفة همام (ص 30).

الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ (¬1) مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ رَبَّهُ (¬2) شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬4). فَيُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يُكْثِرَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا رَاحَ إِلَيْهَا؛ طَلَبًا لِمُوَافَقَتِهِ (¬5) السَّاعَةَ الْمَذْكُورَةَ فِي الْخَبَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَيُؤْتِيهِ اللَّهُ - إِنْ شَاءَ - مَا وَعَدَهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَيْسَ هَذَا لِسَائِرِ الْأَيَّامِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "عبد" ليس في (س). (¬2) في (س): "الله". (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 260). (¬4) صحيح مسلم (3/ 6). (¬5) في (س): "لموافقة".

مسألة (138): والنوافل الراتبة على الفرائض الخمسة مقضية بعد فوتها في ظاهر المذهب

مَسْأَلَةٌ (138): وَالنَّوَافِلُ الرَّاتِبَةُ عَلَى الْفَرَائِضِ الْخَمْسَةِ مَقْضِيَّةٌ بَعْدَ فَوْتِهَا (¬1) فِي ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنْ فَاتَتْهُ مَعَ الْفَرِيضَةِ قُضِيَتَا، وَإِنْ فَاتَتْهُ (¬3) دُونَهَا فَلَا تُقْضَى (¬4). (¬5) وَأَكْثَرُ مَا اسْتَدْلَلْنَا بِهِ فِي الْمَسْأَلَةِ قَبْلَهَا دَلِيلٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَمِمَّا يُؤَيِّدُهُ (¬6) مَا: [2495] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "وقتها". (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 33 - 34)، والحاوي الكبير (2/ 271)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 343)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 137 - 138)، والمجموع (3/ 532). (¬3) في (ق): "فاتتا". (¬4) في (س): "يقضي". (¬5) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 161 - 162)، وتحفة الفقهاء (1/ 196 - 197)، وبدائع الصنائع (1/ 287)، والهداية في شرح البداية (1/ 72)، وتبيين الحقائق (1/ 183). (¬6) في (ق): "نريده".

عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ (¬1) مُحَمَّدٍ - وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنِ السَّجْدَتَيْنِ (¬2) اللَّتَيْنِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَتْ: كَانَ (¬3) يُصَلِّيهِمَا قَبْلَ الْعَصْرِ، ثُمَّ إِنَّهُ شُغِلَ عَنْهُمَا أَوْ نَسِيَهُمَا (¬4) فَصَلَّاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ، ثُمَّ أَثْبَتَهُمَا، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَثْبَتَهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَعَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ (¬5). [2496] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَسِيَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَلْيُصَلِّهِمَا إِذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ (¬6) الشَّمْسُ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬7). وَرَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، وَقَالَ فِي مَتْنِهِ: "مَنْ لَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُصَلِّهِمَا (¬8) " (¬9). ¬

_ (¬1) في (س): "بن". (¬2) في (س): "السجدتان". (¬3) في (ق): "كان رسول"، وضبب على كلمة "رسول". (¬4) في (س): "ونسيهما". (¬5) صحيح مسلم (2/ 211). (¬6) قوله: "عليه" ليس في (س). (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 74). (¬8) في (ق): "فليصليهما". (¬9) المصدر السابق (1/ 654).

[2497] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسٍ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الصُّبْحِ، فَقَالَ: "مَا هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ يَا قَيْسُ؟ " فَقُلْتُ (¬1): إِنِّي لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ. فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). ابْنُ قَيْسٍ هُوَ سَعْدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، كَذَا قَالَهُ الْحُمَيْدِيُّ (¬3) عَنْ سُفْيَانَ. [2498] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْبَرِّيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ مِنَ اللَّيْلِ مِنْ وَجَعٍ أَوْ غَيْرِهِ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ (¬4) عَشْرَةَ رَكْعَةً. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، وَزَادَ فِيهِ: كَانَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ (¬5). [2499] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ الْبَزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ¬

_ (¬1) في (س): "فقال". (¬2) أخرجه الشافعي في اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 100). (¬3) المسند (2/ 117). (¬4) في (س): "اثنتي". (¬5) صحيح مسلم (2/ 171).

ثنا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَأَتَيْنَاهَا (¬1) يَوْمًا وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْنَا (¬2) لَهَا: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَتْ: نِمْتُ عَنْ جُزْئِي (¬3) اللَّيْلَةَ فَلَمْ أَكُنْ لِأَدَعَهُ (¬4). وَصَحَّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يُعِيدُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. * * * ¬

_ (¬1) في (ق): "فأتيتها". (¬2) في (س): "قلنا". (¬3) رسمت في (ق)، (س): "جزوي". والمثبت من سنن الدارقطني. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 461).

مسألة (139): وصلاة الصبح لا تفسد على المصلي بطلوع الشمس عليه فيها

مَسْأَلَةٌ (139): وَصَلَاةُ الصُّبْحِ (¬1) لَا تَفْسُدُ عَلَى الْمُصَلِّي بِطُلُوعِ الشَّمْسِ عَلَيْهِ فِيهَا (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا تَفْسُدُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2500] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَبُسْرِ (¬4) بْنِ سَعِيدٍ، وَالْأَعْرَجِ، يُحَدِّثُونَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْقَعْنَبِيِّ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "وصلاة المصلي". (¬2) انظر: الأم (2/ 165 - 166)، ومختصر المزني (ص 21)، والحاوي الكبير (2/ 32 - 33)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 374، 377)، والمجموع (3/ 45، 49). (¬3) انظر: الأصل (1/ 153)، والمبسوط للسرخسي (1/ 152)، وبدائع الصنائع (1/ 127)، والبناية شرح الهداية (2/ 23)، وفتح القدير (1/ 396 - 397). (¬4) في (ق)، (س): "وبشر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 2/ ب).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْن يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ (¬2). [2501] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ - رضي الله عنه - إِمْلَاءً، أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، أنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنِ الْأَعْرَجِ، يُحَدِّثُونَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَرَكْعَةً بَعْدَمَا تَطْلُعُ فَقَدْ أَدْرَكَهَا (¬3)، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ وَثَلَاثًا بَعْدَمَا تَغْرُبُ فَقَدْ أَدْرَكَهَا" (¬4). [2502] أخبرني أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ مِنْ كِتَابِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ (¬5)، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ (¬6) بِالطَّابَرَانِ مِنْ كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ - وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَرَائِضِيُّ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا رَوْحٌ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 120). (¬2) صحيح مسلم (2/ 102). (¬3) في هذا الموضع والذي يليه من (س): "أدركهما". (¬4) أخرجه البزار في المسند (15/ 342) من طريق عبد العزيز بن محمد. (¬5) كذا في النسخ، وصوابه: "أبو بكر بن أبي العوام"، كما في مصادر الترجمة، انظر تاريخ بغداد (2/ 245). (¬6) غير منقوطة في (س)، ولم نقف له على ترجمة، وجاء في الأسانيد: البزار والبزاز.

قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ صَلَّى مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَطَلَعَتْ فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى" (¬1). [2503] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (¬2) الصَّغَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ، قَالَ: سُئِلَ قَتَادَةُ عَنْ رَجُلٍ صَلَّى رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ طَلَعَ قَرْنُ الشَّمْسِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يُتِمُّهَا" (¬3). رُوَاةُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: "فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ". [2504] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ رَكعَةً مِنْ صَلَاةِ الصَّبْحِ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى (¬4) ". [2505] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ التَّاجِرُ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو النَّضْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَتِيقٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (4/ 2140) من طريق روح. (¬2) قوله: "بن إسحاق" ليس في (س). (¬3) المصدر السابق (4/ 2144) من طريق عفان. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 77/ ب).

سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ (¬1)، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ (¬2) بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ صَلَّى رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَلْيُصَلِّ الصُّبْحَ" (¬3). هَكَذَا رَوَاهُ هَذَا الشَّيْخُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، وَالْمَحْفُوظُ حَدِيثُ هَمَّامٍ وَغَيْرِهِ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ هَذَا الشَّيْخُ مَرَّةً أُخْرَى هَكَذَا: [2506] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا أَبُو النَّضْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَتِيقٍ الْعَتِيقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ صَلَّى رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ" (¬4). وَالْمَحْفُوظُ بِالْإِسْنَادِ (¬5) الْأَوَّلِ حَدِيثُ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُصَلِّهِمَا". وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2507] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا ¬

_ (¬1) تصحف في (ق) إلى: "العوفي" وغير منقوطة في (س)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) قوله: "عن بشير" ساقط من (ق). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 224) من طريق أبي النضر. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 654). (¬5) في (س): "بالأسانيد".

الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَنْ نَامَ أَوْ غَفَلَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَصَلَّى رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَالْأُخْرَى بَعْدَ طُلُوعِهَا فَقَدْ أَجْزَأَهَا، وَمَنْ نَامَ أَوْ غَفَلَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدُ فَقَدْ أَدْرَكَهَا (¬1). وَفِي فَتْوَى أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - بِذَلِكَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ أَحَدُ رُوَاةِ النَّهْيِ عَنِ الصَّلَاةِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الْمَكْرُوهَةِ - دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ دَعْوَى النَّسْخِ فِيهِ بِأَخْبَارِ النَّهْيِ، وَأَنَّ صَلَاةَ الصُّبْحِ لَا تَبْطُلُ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ فِيهَا (¬2)، كَمَا لَا تَبْطُلُ صَلَاةُ الْعَصْرِ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ فِيهَا، وَالنَّهْيُ عَنِ الصَّلَاةِ مُطْلَقًا فِيهِمَا وَاحِدٌ. [2508] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ (¬3)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: كَرَبَتِ (¬4) الشَّمْسُ أَنْ تَطْلُعَ، فَقَالَ: لَوْ طَلَعَتْ لَمْ تَجِدْنَا غَافِلِينَ (¬5). [2509] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ (¬6) ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (3/ 419). (¬2) قوله: "فيها" غير موجود في (س). (¬3) في (ق): "أخبرنا أبو سعيد أنا سعيد"، وأبو سعيد هو: ابن أبي عمرو. (¬4) في (س): "كذبت"، وكربت الشمس أي: دنت للغروب. تاج العروس (كرب). (¬5) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 629). (¬6) قوله: "ابن" ليس في (س).

الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْفَجْرَ (¬1)، فَمَا سَلَّمَ حَتَّى ظَنَّ الرِّجَالُ ذَوُو (¬2) الْعُقُولِ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ طَلَعَتْ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَادَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ. قَالَ: فَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ قَالَ؟ فَقَالُوا: قَالَ: لَوْ طَلَعَتْ لَمْ تَجِدْنَا غَافِلِينَ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "بن الخطاب الفجر" مكانه في (ق): "عمر - رضي الله عنه -". (¬2) في (ق): "ذو"، وفي (س): "ذوا"، والمثبت من السنن الكبير (3/ 70). (¬3) أخرجه عبد الرزاق (1/ 379).

مسألة (140): الوتر بركعة واحدة صحيح

مَسْأَلَةٌ (140): الْوِتْرُ بِرَكْعَةٍ (¬1) وَاحِدَةٍ صَحِيحٌ (¬2). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا يَصِحُّ نُقْصَانُهُ عَنْ ثَلَاثٍ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [2510] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬4)، أنا مَالِكٌ - رحمه الله - (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ (¬5): أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ¬

_ (¬1) في (س): "ركعة". (¬2) انظر: الأم (8/ 554)، ومختصر المزني (ص 34)، والحاوي الكبير (2/ 293)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 119)، والمجموع (3/ 505 - 506). (¬3) انظر: الأصل (1/ 267)، والمبسوط للسرخسي (1/ 156)، وبدائع الصنائع (1/ 271 - 272)، والهداية في شرح البداية (1/ 66)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 170)، والبناية شرح الهداية (2/ 482). (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 554). (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 205).

مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ وَقَالَ: "فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصْبِحَ فَلْيُصَلِّ"، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: قَالَ مَالِكٌ: وَالْوِتْرُ سُنَّةٌ، أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَمِلَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ. وَلَمْ يَذْكُرِ الشَّافِعِيُّ فِي حَدِيثِهِ السُّؤَالَ، وَالْبَاقِي مِثْلُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [2511] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ (¬3) عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، وَيَسْجُدُ سَجْدَةً مِقْدَارَ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ (¬4) قَامَ وَرَكَعَ (¬5) رَكْعَتَيْنِ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 24). (¬2) صحيح مسلم (2/ 171). (¬3) في (س): "وقرئ". (¬4) قوله: "وتبين له الفجر" ليس في (س). (¬5) في (س): "فركع".

خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلْإِقَامَةِ فَيَخْرُجَ مَعَهُ. وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ فِي قِصَّةِ الْحَدِيثِ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو وَيُونُسَ (¬3). [2512] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا هَمَّامٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬4)، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْوِتْرِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ". وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ (¬5). [2513] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 203). (¬2) صحيح البخاري (2/ 25). (¬3) صحيح مسلم (2/ 165). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (3/ 687). (¬5) صحيح مسلم (2/ 173).

زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْصِلُ بَيْنَ شَفْعِهِ وَوِتْرِهِ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَيُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) كَانَ يَفْصِلُ ذَلِكَ بِتَسْلِيمَةٍ (¬2). [2514] سمعت الشَّيْخَ الْإِمَامَ أَبَا الطَّيِّبِ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ - قدس الله روحه - يَسْتَدِلُّ فِي جَوَازِ الْوِتْرِ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ بِقَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ"، فَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ رَكْعَتَيِ الْقَاعِدِ مِثْلَ رَكْعَةٍ يَرْكَعُهَا الْقَائِمُ، وَلَوْ لَمْ تَكُنِ الرَّكْعَةُ الْوَاحِدَةُ صَلَاةً لَمْ تَكُنْ رَكْعَتَا الْقَاعِدِ الَّتِي جَعَلَهُمَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ صَلَاةً، وَاتِّفَاقُنَا عَلَى صِحَّةِ رَكْعَتَيِ الْقَاعِدِ (¬3) دَلِيْلٌ عَلَى صِحَّةِ الرَّكْعَةِ الْوَاحِدَةِ، وَكَوْنِهَا صَلَاةً مُحْتَسَبًا بِهَا. هَذَا مَعْنَى كَلَامِهِ فَإِنِّي عَلِقْتُهُ حِفْظًا. [2515] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ (¬4)، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يِسَافٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ" (¬5). ¬

_ (¬1) من قوله: "كان يفصل بين شفعه ووتره" إلى هنا ساقط من (ق). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 278) من طريق ابن بحر. (¬3) من قوله: "التي جعلهما" إلى هنا ساقط من (س). (¬4) قوله: "بن حبيب" غير موجود في (ق). (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 45).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ (¬2). [2516] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الَّتِي يُوتِرُ بَعْدَهُمَا بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَيَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (¬3). وَقَدْ رُوِّينَا صِحَّةَ الْوِتْرِ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ عَنْ: أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمَطَّلِبِ، وَأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهم -. أَمَّا حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -: [2517] فأخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ: لَأَغْلِبَنَّ عَلَى الْمَقَامِ اللَّيْلَةَ. فَسَبَقْتُ إِلَيْهِ، فَبَيْنَا أَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي إِذَا رَجُلٌ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى ظَهْرِي. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 165). (¬2) صحيح البخاري (2/ 47). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 68).

أَمِيرٌ، فَتَنَحَّيْتُ عَنْهُ، فَقَامَ فَافْتَتَحَ الْقُرْآنَ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَجَلَسَ وَتَشَهَّدَ وَسَلَّمَ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَةً وَاحِدَةً؟ قَالَ: هِيَ وِتْرِي (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ. وَأَمَّا حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - (¬2): [2518] فأخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيدٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي بَعْضَ أَرَضِيهِ (¬3) فَيَأْتِي كَسْلَانًا (¬4) فَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ. [2519] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ (¬5) أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ الْجِيزِيُّ (¬6)، ثنا أَبُو زُرْعَةَ - يَعْنِي وَهْبَ اللَّهِ بْنَ رَاشِدٍ - أنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ (¬7)، أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (39/ 232) من طريق المؤلف. (¬2) زاد هنا في (س): "أنه كان يأتي بعض أرضيه فيأتي كسلا فيوتر بركعة"، ولعلها مقحمة، وسيأتي مثلها في نهاية الحديث التالي. (¬3) في المختصر: "أرضه". (¬4) في (س): "كسلا". (¬5) في (س): "أبو الحسين". (¬6) في (ق): "الحيري". (¬7) في (س): "صغير العبدي". (¬8) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5636) من طريق يونس.

[2520] وأخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - كَانَ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ (¬1) (¬2). [2521] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِقْلٌ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا إِسحَاقَ، أَلَمْ أَرَكَ أَوْتَرْتَ بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: يَا أَعْوَرُ، أَنْتَ تُعَلِّمُنِي دِينِي (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: [2522] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُسَلِّمُ بَيْنَ الرَّكْعَةِ وَالرَّكْعَتَيْنِ فِي الْوِتْرِ (¬4) حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ (¬6). ¬

_ (¬1) في (س): "يوتر بواحدة". وفي الموطأ: "كان يُوتر بعد العتمة بواحدة". (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 28/ ب). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 90/ ب). (¬4) في (س): "والوتر" خطأ. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 28/ ب). (¬6) صحيح البخاري (2/ 24).

[2523] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنِ الْوِتْرِ، فَأَمَرَهُ (¬1) أَنْ يَفْصِلَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: إِنَّهَا الْبُتَيْرَاءُ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: أَسُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تُرِيدُ؟ هَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ (¬3) مَوْلَى سعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ وِتْرِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، هَلْ تَعْرِفُ وِتْرَ النَّهَارِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمِ الْمَغْرِبُ. فَقَالَ (¬4): صَدَقْتَ، وِتْرُ اللَّيْلِ وَاحِدَةٌ، بِذَلِكَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: تِلْكَ الْبُتَيْرَاءُ. قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَيْسَ تِلْكَ الْبُتَيْرَاءَ، إِنَّمَا الْبُتَيْرَاءُ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ الرَّكْعَةَ التَّامَّةَ فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَقِيَامِهَا، ثُمَّ يَقُومُ فِي الْأُخْرَى وَلَاُ يُتِمُّ لَهَا رُكُوعًا وَلَا سُجُودًا وَلَا قِيَامًا، فَتِلْكَ الْبُتَيْرَاءُ. [2524] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الصَّغَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ، فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) في (س): "فأمر". (¬2) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (2/ 260) من طريق بشر بن بكر. (¬3) في (س): "عن منصور". (¬4) زاد هنا في (س): "نعم".

وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى تَقْصِيرِ مَنْ قَصَّرَ (¬1) بِهَذَا الْخَبَرِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: وِتْرُ اللَّيْلِ كَوِتْرِ النَّهَارِ، فَقَدْ فَصَلَ - رضي الله عنه - (¬2) بَيْنَهُمَا بِمَا ذَكَرْنَا، وَمَذْهَبُهُ فِي هَذَا أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُمْكِنَ التَّلْبِيسُ عَلَيْهِ (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ - رضي الله عنهما -: [2525] فأخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلْيَمْانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى مُعَاوِيَةَ صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَصَابَ، أَيْ بُنَيَّ، لَيْسَ أَحْدٌ مِنَّا أَعْلَمَ مِنْ مُعَاوِيَةَ، هِيَ وَاحِدَةٌ أَوْ خَمْسٌ أَوْ سَبْعٌ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، الْوِتْرُ مَا شَاءَ (¬4). [2526] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا حَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا الْمُعَافَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: أَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِرَكْعَةٍ، وَعِنْدَهُ مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ: دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ (¬5). ¬

_ (¬1) تقرأ في (س): "قصد" ورقم فوقها: "ط". (¬2) في (ق): "فقد فصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 26). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 663). (¬5) صحيح البخاري (5/ 28).

وَرَوَاهُ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ (¬1) فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: أَصَابَ؛ إِنَّهُ فَقِيهٌ. وَهُوَ مُخَرَّجٌ أَيْضًا فِي الصَّحِيحِ: [2527] أخبرناه أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِمَامُ، قَالَا: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ، مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِرَكْعَةٍ! قَالَ: أَصَابَ؛ إِنَّه فَقِيهٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ - رضي الله عنه -: [2528] فأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: مَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ (¬3). وَقَدْ رُوِّينَاهُ مُسْنَدًا فِي مَسْأَلَةِ: الْوِتْرُ سُنَّةٌ أَوْ وَاجِبٌ: [2529] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنِ الْوِتْرِ؛ أَيَجُوزُ أَنْ يُوتِرَ الرَّجُلُ بِوَاحِدَةٍ، لَيْسَ قَبْلَهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. وَالَّذِي أَخْتَارُ أَنْ أُصَلِّيَ (¬4) عَشْرَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ أُوتِرَ (¬5) بِوَاحِدَةٍ. فَقُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: فَمَا ¬

_ (¬1) من قوله: "قال: أوتر معاوية" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) صحيح البخاري (5/ 28). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 485). (¬4) في (س): "يصلي". (¬5) في (س): "يوتر".

الْحُجَّةُ فِي أَنَّ الْوِتْرَ يَجُوزُ بِوَاحِدَةٍ؟ (¬1) فَقَالَ: الْحُجَّةُ فِيهِ السُّنَّةُ وَالْآثَارُ (¬2): [2530] أخبرنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى (¬3)، فَإذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى" (ح) (¬4). [2531] وأخبرنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ (ح) (¬5). [2532] وأخبرنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُسَلِّمُ بَيْنَ الرَّكْعَةِ وَالرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الْوِتْرِ؛ حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ (¬6). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ هِيَ (¬7) وِتْرُهُ، وَأَوْتَرَ مُعَاوِيَةُ بِوَاحِدَةٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَصَابَ (¬8). وَاخْتَارَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ أَوْ خَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ فَصَاعِدًا، لَا يَقْعُدُ وَلَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ. وَكَانَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ - قدس الله روحه - يَخْتَارُهُ، وَقَدْ صَحَّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَوَرَدَ بِهِ الْأَثَرُ: ¬

_ (¬1) في (س): "في أن يوتر بواحدة". (¬2) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 554). (¬3) قوله: "مثنى" الثانية ليس في (س). (¬4) المصدر السابق (8/ 554). (¬5) المصدر السابق (8/ 555). (¬6) المصدر السابق (8/ 555). (¬7) في (ق): "في". (¬8) المصدر السابق (8/ 555).

[2533] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا وَكِيعٌ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬1) أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ (¬2)، قَالَا: ثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَكَانَ يُوتِرُ بِخَمْسِ سَجَدَاتٍ، لَا يَجْلِسُ بَيْنَهُنَّ حَتَّى يَجْلِسَ فِي الْآخِرَةِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ وَكِيعٍ وَأَبِي أُسَامَةَ (¬4). [2534] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسِ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ وَلَا يُسَلِّمُ (¬5) إِلَّا فِي الْآخِرَةِ مِنْهُنَّ (¬6). وَرُوِيَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: [2535] أخبرناه (¬7) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ - يَعْنِي ابْنَ سُهَيْلٍ - عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ. فَذَكَرَ قِصَّةً فِي ¬

_ (¬1) في (س): "أخبرنا". (¬2) في (ق): "حماد بن سلمة". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (11/ 6100). (¬4) صحيح مسلم (2/ 166). (¬5) قوله: "ولا يسلم" ليس في (ق). (¬6) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك الملحق بالأم (8/ 556). (¬7) في (س): "أخبرنا".

قِيَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -, قَالَ: قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ لَمْ يَجْلِسْ بَيْنَهُنَّ (¬1). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: [2536] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ (¬2): إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُسَلِّمُ فِي (¬3) الرَّكْعَتَيْنِ مِنَ الْوِتْرِ. فَقَالَ: كَانَ عُمَرُ (¬4) - رضي الله عنه - أَفْقَهَ مِنْهُ؛ كَانَ يَنْهَضُ فِي الثَّالِثَةِ بِالتَّكْبِيرَةِ (¬5). وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ، لَا يَجْلِسُ فِيهِنَّ، وَلَا يَتَشَهَّدُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ. وَحَدِيثُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا، وَيَحْتَمِلُ غَيْرَهُ، وَهُوَ مُرْسَلٌ؛ الْحَسَنُ لَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ - رضي الله عنه -. وَرُوِّينَا عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسٍ، لَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي الْخَامِسَةِ. وَأَمَّا مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ يَقْعُدُ فِي الثَّانِيَةِ، وَلَا يُسَلِّمُ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَةً ثَالِثَةً، ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَاحْتَجَّ بِمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 89). (¬2) "للحسن" مكانه بياض في (س)، ورقم فوقه "ط". (¬3) في (س): "من". (¬4) في (س): "بن عمر". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 76).

[2537] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ (¬1) بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا سَعِيدُ (¬2) بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: فَقُلْتُ - يَعْنِي لِعَائِشَةَ - رضي الله عنها - يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، يَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُصَلِّي سَبْعَ رَكَعَاتٍ، لَا يَجْلِسُ فِيهِنَّ إِلَّا عِنْدَ الثَّامِنَةِ، فَيَدْعُو رَبَّهُ، وَيُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ، ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ، ثُمَّ يُصَلِّي التَّاسِعَةَ فَيَقْعُدُ، ثُمَّ يَحْمَدُ رَبَّهُ وَيُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ وَيَدْعُو، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٍ، فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَلَمَّا أَسَنَّ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَخَذَ اللَّحْمَ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ (¬3) يَا بُنَيَّ (¬4)، وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا غَلَبَهُ قِيَامُ اللَّيْلِ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ (¬5). وَرَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ مُخْتَصَرًا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يُسَلِّمُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ مِنَ الْوِتْرِ (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "محمد" ليس في (ق). (¬2) في (س): "سعد". (¬3) في (ق): "سلم". (¬4) في (ق): "بآيتين"، وفي (س) والمختصر: "باثنتين"، والمثبت من الكبير، وكذا هو عند مسلم. (¬5) صحيح مسلم (2/ 170). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 66).

وَرَوَاهُ أَبَانُ الْعَطَّارُ عَنْ قَتَادَةَ بِمَعْنَى حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: [2538] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى (¬1)، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثنا شيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ بِثَلَاثٍ لَا يَقْعُدُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ (¬2). فَصَارَتِ الرِّوَايَةُ عَنْ قَتَادَةَ فِيهِ مُتَعَارِضَةً، وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ سَعِيدٍ. وَالْعِرَاقِيُّونَ لَا يَقُولُونَ بِذَلِكَ. قَدْ (¬3) رُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي كَيْفِيَّةِ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي وِتْرِهِ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَ عَشْرِ رَكَعَاتٍ مَثْنَى مَثْنَى. وَالثَّانِي: مَا رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ (¬4) عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي وِتْرِهِ بِخَمْسٍ، لَا يَقْعُدُ وَلَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ. وَالثَّالِثُ: مَا رَوَاهُ سَعْدُ (¬5) بْنُ هِشَامٍ، وَالرِّوَايَةُ فِيهِ عَنْهُ (¬6) مُتَعَارِضَةٌ كَمَا ذَكَرْنَا. ¬

_ (¬1) في (س): "البخاري". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 67). (¬3) في (ق): "وقد"، وضبب على الواو. (¬4) في (س): "عن". (¬5) في (س): "سعيد". (¬6) قوله: "عنه" ليس في (س).

فَإِنْ ذَهَبُوا (¬1) إِلَى التَّرْجِيحِ فَحَدِيثُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ أَعْرَفُ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مِنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَمَا أَظُنُّ لَا يَخْفَى هَذَا عَلَى عَالِمٍ؛ لِقُرْبِهِ مِنْ عَائِشَةَ، وَكَوْنِهِ ابْنَ أُخْتِهَا، وَفِقْهِهِ وَدِرَايَتِهِ بِأُمُورِ الدِّينِ، وَهُوَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ مِنَ التَّابِعِينَ. ثُمَّ رِوَايَةُ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ أَوْلَى مِنْ رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْهُ؛ لِأَنَّهُ أَحْفَظُ وَأَفْقَهُ مِنْ هِشَامٍ بِكَثِيرٍ، وَهَذَا أَيْضًا مِمَّا لَا يَخْفَى عَلَى عَالِمٍ. وَرِوَايَتُهُ مُوَافِقَةٌ لِمَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ مَا يُوَافِقُ رِوَايَةَ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، وَرِوَايَةُ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. وَحَدِيثُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ وَسَعْدِ بْنِ هِشَامٍ انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بِإِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ. هَذَا وَجْهُ التَّرْجِيحِ. وَإِنْ صِرْنَا إِلَى الِاسْتِعْمَالِ فَيَجُوزُ لَهُ (¬2) أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ أَوْ بِثَلَاثٍ لَا يَقْعُدُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ، أَوْ بِتِسْعٍ أَوْ أَقَلَّ، يَقْعُدُ فِيهَا مَرَّتَيْنِ وَلَا يُسَلِّمُ إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ، أَوْ لَا يَقْعُدُ إِلَّا فِي الْآخِرَةِ مِنْهُنَّ؛ لِمَا رُوِّينَاهُ (¬3) فِي حَدِيثِ هِشَامٍ، إِلَّا أَنَّ الْمُسْتَحَبَّ أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَهُمَا بِسَلَامٍ إِنْ قَعَدَ فِي الثَّانِيَةِ؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَلِمَا رُوِّينَا عَنِ الصَّحَابَةِ. ¬

_ (¬1) في (س): "ذهبنا". (¬2) قوله: "له" ليس في (س). (¬3) في (س): "رويت".

فَنَحْنُ نُجِيزُ الْوِتْرَ عَلَى هَذِهِ الْأَوْجُهِ الَّتِي قَدْ صَحَّتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَهِيَ رِوَايَةُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، وَرِوَايَةُ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ (¬1)، وَرِوَايَةُ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ الَّتِي أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬2)، وَأَمَّا إِذَا صَلَّاهَا ثَلَاثًا وَقَعَدَ فِي الثَّانِيَةِ فَهِيَ قِيَاسُ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ. [2539] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، أنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُوتِرُوا بِثَلَاثٍ تُشَبِّهُوهُ بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ، أَوْتِرُوا بِسَبْعٍ أَوْ بِخَمْسٍ" (¬5). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيِّ. رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ آخَرَ صَحِيحٍ (¬6): [2540] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ (¬1) قوله: "ورواية هشام عن عروة عن عائشة" ساقطة من (س). (¬2) صحيح مسلم (2/ 170). (¬3) في (ق): "الحسن". (¬4) لفظ الجلالة ليس في (ق)، والمثبت من مستدرك الحاكم، وهو: عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 66). (¬6) من بعد التحويل إلى ها هنا ساقط من (س).

ثنا طَاهِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ (¬1)، ثنا أَبِي، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُوتِرُوا بِثَلَاثٍ تُشَبِّهُوا بِالْمَغْرِبِ، أَوْتِرُوا بِخَمْسٍ أَوْ بِسَبْعٍ أَوْ بِتِسْعٍ أَوْ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ" (¬2). وَالْكُوفِيُّونَ لَا يُجِيزُونَ الْوِتْرَ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ وَلَا بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ، وَيُخَالِفُونَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةَ فِي عَدَدِهَا بِأَقَلَّ وَبِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ. وَاسْتَدَلَّ الْكُوفِيُّونَ بِمَا: [2541] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ بِمِصْرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ (¬3) الدُّولَابِيُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْكُوفِيُّ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وِتْرُ اللَّيْلِ ثَلَاثٌ كَوِتْرِ النَّهَارِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا هَذَا يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي الْحَوَاجِبِ، ضَعِيفٌ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ مَرْفُوعًا غَيْرُهُ (¬4). رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ وَغَيْرِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، وَهُوَ الصَّوَابُ. ¬

_ (¬1) قوله: "بن طارق" ليس في (س). (¬2) المصدر السابق (2/ 65). (¬3) في (ق): "حمدان". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 349).

وَرَوَى الْأَعْمَشُ (¬1) عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: الْوِتْرُ بِسَبْعٍ أَوْ خَمْسٍ، وَلَا أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ. وَهُوَ مُرْسَلٌ؛ إِبْرَاهِيمُ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -. [2542] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ (¬2). وَقَالَ سُفْيَانُ (¬3)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬4): إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ ثَلَاثًا بُتْرًا، وَلَكِنْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا (¬5). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَيْسُوا يَقُولُونَ بِهَذَا، يَقُولُونَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْثَى مَثْنَى إِلَّا الْوِتْرَ؛ فَإِنَّهَا ثَلَاثٌ مُوتَصِلَاتٌ (¬6)، لَا يُصَلَّى الْوِتْرُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ (¬7). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "وروي عن الأعمش". (¬2) أخرجه الشافعي في اختلاف العراقيين الملحق بالأم (8/ 485). (¬3) في (س): "قال وسفيان". (¬4) في أصل الرواية: "عن إبراهيم، عن الأعمش، عن عبد الله". (¬5) المصدر السابق (8/ 485). (¬6) قوله: "موتصلات" ساقط من (س). وفي الأم للشافعي، ومعرفة السنن للمؤلف، ومختصر الخلافيات: "متصلات"، وما ها هنا لغة قريش. (¬7) المصدر السابق (8/ 485).

مسألة (141): ويقنت في الوتر من طريق السنة في النصف الأخير من شهر رمضان

مَسْأَلَةٌ (141): وَيُقْنَتُ فِي الْوِتْرِ مِنْ طَرِيقِ السُّنَّةِ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فِي جَمِيعِ السَّنَةِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2543] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬4)، ثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه -، فَكَانَ يُصَلِّي لَهُمْ (¬5) عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَلَا يَقْنُتُ بِهِمْ إِلَّا فِي النِّصْفِ الْبَاقِي، فَإِذَا كَانَتِ (¬6) الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ تَخَلَّفَ فَصَلَّى فِي بَيْتِهِ، ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 34)، والحاوي الكبير (2/ 291 - 292)، ونهاية المطلب (2/ 362)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 126 - 127)، والمجموع (3/ 505, 510، 520). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 164)، وتحفة الفقهاء (1/ 203)، وبدائع الصنائع (1/ 273)، والهداية شرح البداية (1/ 66)، وتبيين الحقائق (1/ 170)، والبناية شرح الهداية (2/ 487). (¬3) في (ق): "الحسن" خطأ. (¬4) قوله: "ثنا أبو داود" ليس في (ق). (¬5) في أصل الرواية: "بهم". (¬6) في (س): "كان".

فَكَانُوا يَقُولُونَ: أَبَقَ (¬1) أُبَيٌّ (¬2). [2544] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ - رضي الله عنه - أَمَّهُمْ - يَعْنِي فِي رَمَضَانَ - فَكَانَ يَقْنُتُ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ (¬3) مِنْ رَمَضَانَ (¬4). [2545] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، تنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ (¬5). [2546] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬6) , أنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَمَّنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - فِي زَمَنِ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - عشْرِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ احْتبَسَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ تَفَرَّغَ لِنَفْسِهِ, ثُمَّ أَمَّهُمْ أَبُو حَلِيمَةَ (¬7) مُعَاذٌ الْقَارِئُ فَكَانَ يَقْنُتُ (¬8). ¬

_ (¬1) أي هرب، والأصل أن الإباق إنما هو في هروب العبد من سيده. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 133). (¬3) في (س): "الآخر". (¬4) المصدر السابق (ق 133). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 527) من طريق سفيان. (¬6) من قوله: "ثنا محمد بن إسحاق الصغاني" إلى هنا سقط من (س). (¬7) قوله: "أبو حليمة" في (س): "خيثمة". (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (52/ 336).

[2547] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارسِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي تَوْبَةَ الصُّوفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَاتِمٍ الْآمُلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَقْنُتُ فِي الْوِتْرِ إِلَّا فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ (¬1) مِنْ رَمَضَانَ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "الأخير" ليس في (س)، وضبب عليه في (ق). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 527) من طريق أيوب.

مسألة (142): وموضع القنوت بعد الارتفاع من الركوع

مَسْأَلَةٌ (142): وَمَوْضِعُ الْقُنُوتِ بَعْدَ الِارْتِفَاعِ مِنَ الرُّكُوعِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَيُكَبِّرُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَيَقْنُتُ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [2548] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ وَيُوسُفُ الْقَاضِي وَزِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ التُّسْتَرِيُّ، قَالُوا: ثنا (¬3) مُسَدَّدٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: أَقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ فَقَالَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا. هَذَا حَدِيثُ يُوسُفَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 35)، والحاوي الكبير (2/ 154)، ونهاية المطلب (2/ 185)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 127)، والمجموع (3/ 506, 520). (¬2) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 164 - 165، 234)، وتحفة الفقهاء (1/ 203)، وبدائع الصنائع (1/ 273)، والهداية شرح البداية (1/ 66)، وتبيين الحقائق (1/ 170)، والبناية شرح الهداية (2/ 486 - 487). (¬3) في (س): "أبنا". (¬4) صحيح البخاري (2/ 26).

وَالنَّاقِدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَيُّوبَ (¬1). [2549] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ (¬2) بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا عَاصِمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْقُنُوتِ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ الْقُنُوتُ. قُلْتُ (¬3): قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ (¬4): قَبْلَهُ. قُلْتُ: فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي عَنْكَ أنَّكَ قُلْتَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ. فَقَالَ: كَذَبَ، إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، أُرَاهُ كَانَ بَعَثَ قَوْمًا يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، زُهَاءَ (¬5) سَبْعِينَ رَجُلًا، إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ دُونَ أُولَئِكَ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهْدٌ، فقَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬6). وَرُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ بِخِلَافِ هَذَا: [2550] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُبْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ. فَقَالَ: كَذَبُوا؛ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 136). (¬2) في (ق): "سالم". (¬3) قوله: "قلت" سقط من (س). (¬4) في (س): "فقال". (¬5) أي قدر سبعين. (¬6) صحيح البخاري (2/ 26).

قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، وَكَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ ذَلِكَ قَبْلَ الرُّكُوعِ (¬1). هَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ كِلَاهُمَا: [2551] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَقْنُتُونَ، أَقَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: كُلَّ ذَلِكَ كُنَّا نَفْعَلُ قَبْلُ وَبَعْدُ (¬2). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. فَنَظَرْنَا فِي هَذَا الِاخْتِلَافِ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي إِخْبَارِهِ عَنْ قُنُوتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَوَجَدْنَا آخِرَ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقُنُوتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّا رُوِّينَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أنَّهُ سَأَلَ (¬3) أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قُنُوتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ (¬4) الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ فَقَالَ: بَعْدَهُ. وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ (¬5). وَفِي حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثُمَّ سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 109) عن أبي جعفر. (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 213) من طريق عبيد الله. (¬3) في (ق): "سئل". (¬4) زاد في (س) قبلها كلمة: "القنوت". (¬5) الصحيحين (2/ 26)، (2/ 136). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 358) من طريق ابن علية.

وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَخُوهُ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ وَأَبُو مِجْلَزٍ (¬1) لَاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ أَيْضًا مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ (¬2). وَرُوِّينَا فِي مَسْأَلَةِ الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ. وَتَابَعَهُمَا عَلَى ذَلِكَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَخُفَافُ بْنُ إِيمَاءِ (¬3) بْنِ رَحَضَةَ (¬4)، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَمِنَ النِّسَاءِ: عَائِشَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهم - أَجْمَعِينَ، فَرَوَوْا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ. وَرُوِّينَا عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ قَنَتُوا بَعْدَ الرُّكُوعِ. فَأَمَّا رِوَايَةُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ - فَإِنَّهَا مُتَعَارِضَةٌ، فَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ - وَهُوَ صَدُوقٌ - عَنْ عَاصِمٍ بِخِلَافِهِ، فَإِمَّا أَنْ نُعْرِضَ عَنِ الرِّوَايَتَيْنِ جَمِيعًا، وَنُقْبِلَ عَلَى سَائِرِ الرِّوَايَاتِ بِالِاسْتِعْمَالِ، وَذَلِكَ إِنْ عَمِلْنَاهُ يَقْتَضِي الْقُنُوتَ فِي صَلَاةِ (¬5) الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَإِنِ اسْتَعْمَلْنَا رِوَايَتَيْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ وَجَمَعْنَا بَيْنَهُمَا فَيَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ نَقُولَ بِجَوَازِ الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ، وَنَخْتَارَهُ بَعْدَهُ؛ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرهِ وَفِعْلِ الصَّحَابَةِ. ¬

_ (¬1) في (س): "أبو مخلد". (¬2) صحيح البخاري (2/ 107)، صحيح مسلم (2/ 136). (¬3) في (ق): "أنمار". (¬4) في (س): "رخصة". (¬5) قوله: "صلاة" ليس في (ق).

وَالْآخَرُ: أَنْ نَقُولَ: كَانَ الْقُنُوتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ حِينَ لَمْ يُقْتَلْ أَصْحَابُ بِئْرِ مَعُونَةَ، فَلَمَّا قُتِلُوا رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْقُنُوتَ إِلَى مَا بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَدَعَا عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فِي قُنُوتِهِ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَ الدُّعَاءَ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَتْرُكِ الْقُنُوتَ، وَلَمْ يَرُدَّهُ إِلَى مَا قَبْلَ الرُّكُوعِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا. وَحَدِيثُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ قَالَ: وَكَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ ذَلِكَ قَبْلَ الرُّكُوعِ. فَأَخْبَرَ أَنَّ قُنُوتَهُ قَبْلَهُ كَانَ قَبْلَ دُعَائِهِ عَلَيْهِمْ. وَأَمَّا إِنْكَارُ أَنَسٍ - رضي الله عنه - لِلْقُنُوتِ بَعْدَ الرُّكُوعِ، ثُمَّ إِخْبَارُهُ عَنْ قُنُوتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ (¬1) قُنُوتَهُ قَبْلَ (¬2) ذَلِكَ، لَا بَعْدَهُ، كَمَا فَسَّرَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ عَاصِمٍ. وَهَذَا كُلُّهُ كَلَامٌ عَلَى مَذْهَبِنَا. فَأَمَّا أَبُو حَنِيفَةَ فَإِنَّهُ لَا يَقُولُ بِالرِّوَايَتَيْنِ جَمِيعًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، إِلَّا أَنَّهُ إِذَا ثَبَتَ لَنَا الْقُنُوتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَ الرُّكُوعِ قِسْنَا عَلَيْهِ الْقُنُوتَ فِي الْوِتْرِ. وَأَمَّا الَّذِي يَخُصُّ هَذِهِ (¬3) الْمَسْأَلَةَ: [2552] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ (¬4) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا سَيَّارُ بْنُ الْحَسَنِ التُّسْتَرِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ وَأَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ، قَالَا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) قوله: "به" ليس في (س). (¬2) في (س): "فعل". (¬3) في (ق): "بهذه". (¬4) قبله في (س): "قال: وحدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو منصور".

الْمُسَيَّبِ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي وِتْرِي إِذَا رَفَعْتُ رَأْسِي وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا السُّجُودُ: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا آتَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ". قَالَ (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لِلْمَدَنِيِّينَ (¬2). [2553] أخبرنا مَحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ جَمِيعًا عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ (¬3) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، فَقَنَتَ (¬4) بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَجَهَرَ بِالدُّعَاءِ (¬5). قَالَ قَتَادَةُ (¬6): وَكَانَ الْحَسَنُ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ. رُوَاتُهُ (¬7) ثِقَاتٌ. ¬

_ (¬1) في (س): "وقال". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (6/ 235). (¬3) في (س): "قلت حدثني" تحريف. (¬4) في (س): "قنت". (¬5) أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (1/ 349) من طريق الحسن. (¬6) قوله: "قتادة" ليس في (س). (¬7) في (س): "نقلة".

وَرَوَاهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2554] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْأُستَاذُ أَبُو طَاهِرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ (¬1)، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ رُكُوعِهِ. قَالَ: وَبِتُّ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَنْظُرَ كَيْفَ يَقْنُتُ، فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ. قَالَ: وَبَعَثْتُ أُمِّي لِتَنْظُرَ كَيْفَ يَقْنُتُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ (¬2) (¬3). لَيْسَ فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ: كَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ رُكُوعِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِهِ: بِتُّ لَيْلَةً، وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ. هَذَا حَدِيثٌ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَأَبَانُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ (¬4). [2555] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عِيسَى، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كَتَبْتُ عَنْ أَبَانَ بْنِ ¬

_ (¬1) في (ق): "عمارة". (¬2) من قوله: "قال: وبعثت أمي" إلى هنا ليس في (س). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 356) من طريق يزيد. (¬4) حديث رقم (57).

أَبِي عَيَّاشٍ (¬1) أَحَادِيثَ (¬2) كَثِيرَةً أَفَأَعْرِضُهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَعْرِفْ مِنْهَا إِلَّا حَدِيثًا. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ (¬3) بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ مِثْلَهُ (¬4). رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي خُطْبَةِ الْكِتَابِ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ (¬5)، وَقَالَ: فَمَا (¬6) عَرَفَ مِنْهَا إِلَّا شَيْئًا يَسِيرًا؛ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً (¬7). [2556] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا (¬8) سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرَّكْعَةِ. هَذَا غَلَطٌ، وَالْمَشْهُورُ رِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ. [2557] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) قوله: "أبان بن أبي عياش" في (س): "يحيى بن عياش". (¬2) في النسخ: "أحاديثا"، وأثبتنا الجادة. (¬3) في (س): "سعيد". (¬4) في (س): "بمثله". (¬5) في (ق): "سويد بن سويد". (¬6) في (س): "إنما". (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح (1/ 19) عن سويد. (¬8) أداة التحديث ساقطة من (س).

سفْيَانَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرَّكْعَةِ (¬1) (¬2). وَالْحَدِيثُ يَدُورُ عَلَى أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو (¬3) حَنِيفَةَ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، وَزُفَرُ (¬4) بْنُ الْهُذَيْلِ، وَجَمَاعَةٌ سِوَى مَنْ ذَكَرْنَا. وَأَبَانُ مَتْرُوكٌ. [2558] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، ثنا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زُبَيْدِ (¬5) بْنِ الْحَارِثِ الْيَامِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} , وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} , وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} , وَكَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ (¬6). قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَمْ يُسْنِدْهُ غَيْرُ مَخْلَدٍ إِنْ كَانَ حَفِظَهُ، وَرَوَى وَكِيعٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، لَمْ يَذْكُرُوا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَلَمْ يَذْكُرُوا أَيْضًا الْقُنُوتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ. ¬

_ (¬1) من قوله: "هذا غلط" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 120) عن سفيان. (¬3) في (س): "أبي". (¬4) في (س): "وزهير". (¬5) في (ق): "زيد". (¬6) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3/ 422) من طريق علي بن ميمون.

[2559] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا المُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُوتِرُ بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} , وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} , وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَكَانَ يَقْنُتُ قَبَلَ الرُّكُوعِ، وَكَانَ يَقْرَأُ إِذَا فَرَغَ: "سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ" ثَلَاثًا، يُخْفِي فِي الْأُولَى وَيَمُدُّ فِي الثَّالِثَةِ (¬2) (¬3). [2560] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ فِطْرِ (¬4) بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ (¬5) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ بِثَلَاثٍ بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: "سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَمُدُّ فِي الثَّالِثَةِ صَوْتَهُ، وَيَقُولُ: "رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ" (¬6). ¬

_ (¬1) في (ق): "عرزة"، وفي (س): "عروة"، والمثبت من مصادر ترجمته، وهو: عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي. (¬2) في (س): "الثانية". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 354) من طريق المسيب. (¬4) في (س): "قطر". (¬5) في (س): "عن سعد بن سعيد". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 355) من طريق علي بن خشرم.

[2561] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا أَبِي، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُوتِرُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَفِي الثَّالِثَةِ (¬1) بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} , وَكَانَ يَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَيَقُولُ بَعْدَ السَّلَامِ: "سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ" ثَلَاثًا يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالثَّالِثَةِ (¬2). قَالَ: أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ: كِلَاهُمَا وَهَمٌ، وَزُبَيْدٌ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ دُونَ ذِكْرِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي إِسْنَادِهِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَدُونَ ذِكْرِ الْقُنُوتِ فِيهِ. وَحَدِيثُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَهَمٌ (¬3)؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ عَنْ قَتَادَةَ دُونَ ذِكْرِ أُبِيٍّ فِيهِ، وَدُونَ ذِكْرِ الْقُنُوتِ. وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ - رحمه الله - عِلَّةَ (¬4) هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا: [2562] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: رَوَى عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) من قوله: "يوتر بفاتحة الكتاب" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (11/ 368) من طريق عمر بن حفص. (¬3) قوله: "وهم" ليس في (ق). (¬4) قوله: "علة" ليس في (س).

قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ. وَرَوَى عِيسَى بْنُ يُونُسَ هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبِيِّ بْنِ كَعْبِ (¬1)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ حَفْصِ (¬3) بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ. وَحَدِيثُ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ: رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ (¬4)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لَمْ يَذْكُرِ الْقُنُوتَ وَلَا ذَكَرَ أُبَيًّا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الْأَعْلَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، وَسَمَاعُهُمَا بِالْكُوفَةِ مَعَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، وَلَمْ يَذْكُرَا (¬5) الْقُنُوتَ. وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَشُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، لَمْ يَذْكُرَا (¬6) الْقُنُوتَ (¬7). وَحَدِيثُ زُبَيْدٍ: رَوَاهُ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، وَشُعْبَةُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ كُلُّهُمْ عَنْ زُبَيْدٍ، لَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ الْقُنُوتَ إِلَّا مَا ¬

_ (¬1) قوله: "بن كعب" ليس في (ق). (¬2) في (س): "بمثله". (¬3) في (س): "جعفر". (¬4) في (س): "عروة". (¬5) في (س): "ولم يذكر". (¬6) في (س): "يذكر"، والمثبت من سنن أبي داود (2/ 567). (¬7) من قوله: "وقد رواه أيضا هشام" إلى هنا ساقط من (ق).

رُوِيَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، فَإِنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: وَإِنَّهُ قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ. وَلَيْسَ هُوَ بِالْمَشْهُورِ مِنْ حَدِيثِ حَفْصٍ؛ نَخَافُ أَنْ يَكُونَ عَنْ حَفْصٍ عَنْ غَيْرِ مِسْعَرٍ (¬1). وَضعَّفَ أَبُو دَاوُدَ حَدِيثَ أُبَيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ. [2563] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ الْقَاضِي، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ (¬2) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا أَوْتَرَ قُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَفِي الثَّانِيَةِ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَفِي الثَّالِثَةِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثُمَّ قَنَتَ وَرَكَعَ (¬3). عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ ضَعِيفٌ. * * * ¬

_ (¬1) السنن لأبي داود، رواية ابن داسة (ق 133). (¬2) في (س): "فنام". (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (11/ 369) من طريق معلى.

مسألة (143): ويقنت بالدعاء الذي علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي - رضي الله عنه -

مَسْأَلَةٌ (143): وَيَقْنُتُ بِالدُّعَاءِ الَّذِي عَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: يَقْنُتُ بِسُورَةِ الْحَفْدِ (¬2). (¬3) [2564] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ وَوَهْبُ (¬4) بْنُ جَرِيرٍ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، ثنا بُرَيْدُ (¬5) بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيَّ (¬6) قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: كَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 27)، والحاوي الكبير (2/ 152)، ونهاية المطلب (2/ 186)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 516)، والمجموع (3/ 473 - 476). (¬2) في المختصر: "الحمد"، وسورة الحفد: زادها أبي بن كعب في مصحفه. انظر: الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (8/ 695). (¬3) انظر: المبسوط للسرخسي (1/ 164 - 165، 234)، وتحفة الفقهاء (1/ 204)، وبدائع الصنائع (1/ 273)، البناية شرح الهداية (2/ 490)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (2/ 45). (¬4) في (ق): "أبو داود وهب". (¬5) في (ق)، (س): "يزيد"، والمثبت من السنن الكبير للبيهقي (4/ 150)، ومن مصادر ترجمته. (¬6) هو: ربيعة بن شيبان، من رجال التهذيب.

عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا (¬1) وَتَعَالَيْتَ" (¬2). وَرَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ (¬3) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬4) عَنْ بُرَيْدٍ (¬5)، وَقَالَ فِيهِ: عَلَّمَنِي (¬6) كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ (¬7) فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ (¬8). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2565] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الْقَاهِرِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى مُضَرَ، إِذْ جَاءَهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام -، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ. فَسَكَتَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْكَ سَبَّابًا وَلَا لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بَعَثَكَ رَحْمَةً، وَلَمْ يَبْعَثْكَ عَذَابًا {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} (¬9)، ثُمَّ عَلَّمَهُ (¬10) هَذَا الْقُنُوتَ: اللَّهُمَّ إِنَّا ¬

_ (¬1) قوله: "ربنا" غير موجودة في (س). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 499). (¬3) ألحق عليه ناسخ (ق) وكتب على الطرة: "حاشية: اسمه ربيعة بن شيبان"، وهو خطأ؛ ربيعة بن شيبان هو أبو الحوراء المتقدم، أما أبو الأحوص فهو: سلام بن سليم، من رجال التهذيب. (¬4) في (س): "عن إسحاق"، وهو السبيعي. (¬5) في (س): "يزيد". (¬6) في (س): "وعلمني". (¬7) في (س): "أقولها". (¬8) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 563) من طريق أبي الأحوص. (¬9) سورة آل عمران (آية: 128). (¬10) في (س): "وعلمه".

نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَخْضَعُ لَكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ (¬1)، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحِقٌ (¬2) (¬3). وَرَوَى عَطَاءٌ عَنْ (¬4) عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَذَكَرَ دُعَاءً طَوِيلًا وَهَذَا الَّذِي رَوَيْنَاهُ (¬5) فِيهِ، وَمَا رَوَيْنَاهُ (¬6) أَثْبَتُ إِسْنَادًا، وَهَذَا مُرْسَلٌ، وَمَوْقُوفٌ إِنْ ثَبَتَ، وَيَجُوزُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا أَيْضًا (¬7). * * * ¬

_ (¬1) أي نسرع في العمل والخدمة. النهاية (حفد). (¬2) قال الجوهري: "بكسر الحاء أي لاحِقٌ، والفتح صواب". مختار الصحاح (لحق). (¬3) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 118) من طريق ابن وهب. (¬4) في (ق): "ابن". (¬5) في (س): "روينا". (¬6) في (س): "روينا". (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (4/ 153).

مسألة (144): وسنن الصلاة مثان

مَسْأَلَةٌ (144): وَسُنَنُ الصَّلَاةِ مَثَانٍ (¬1). (¬2) وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي سُنَّةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ: إِنَّ الْأَفْضَلَ فِيهِمَا أَرْبَعٌ بِتَسْلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَفِي سُنَّةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ: إِنَّهَا مَثْنَى إِنْ شَاءَ، وَأَرْبَعٌ إِنْ شَاءَ. وَكَذَلِكَ يَقُولُ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [2566] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ الْأُصُولِيُّ الْقَوِيُّ فِي دِينِ اللَّهِ، الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - رضي الله عنه -، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْبَارِقِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرَى (¬4) شُعْبَةُ، قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى". ¬

_ (¬1) في النسخ: "مثاني"، وما أثبتناه الجادة. (¬2) انظر: الأم (2/ 660 - 662)، ومختصر المزني (ص 34)، والحاوي الكبير (2/ 288 - 289)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 250)، والمجموع (3/ 549). (¬3) انظر: الأصل (1/ 154، 156 - 157)، والمبسوط للسرخسي (1/ 156 - 159)، وتحفة الفقهاء (1/ 195)، وبدائع الصنائع (1/ 284 - 285). (¬4) في (س): "يروي".

هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الدُّورِيِّ، وَفِي حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ: قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِقِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يَرَاهُ شُعْبَةُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى" (¬1). [2567] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو (¬2) بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِقِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى" (¬3). وَهَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ - وَهُوَ الْحَكَمُ بَيْنَ أَصْحَابِ شُعْبَةَ - وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ شُعْبَةَ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ (¬4)؛ فَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِقِيِّ الْأَزْدِيِّ، وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ. وَقَدْ سُئِلَ الْبُخَارِيُّ عَنْ حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ: أَصَحِيحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬5). [2568] قال الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - لَا يُصَلِّي أَرْبَعًا لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. فَذَكَرَهُ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 441). (¬2) في (ق): "أبو عمرو". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 83). (¬4) في (س): "رواته كلهم ثقات". (¬5) ذكره ابن دقيق العيد في الإلمام (1/ 224). (¬6) التاريخ الكبير (1/ 285).

وَقَدْ تَابَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ شُعْبَةَ عَلَى رِوَايَتِهِ (¬1) عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ. [2569] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ (¬2) الْبَخْتَرِيِّ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ (¬3) يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، فَإِذَا أَرَدْتَ تُوتِرُ بِرَكْعَةٍ (¬4) ". وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما - مِنْ قَوْلِهِ: [2570] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ (¬5) بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ الْأَشَجِّ - عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى. يُرِيدُ بِهِ (¬6) التَّطَوُّعَ (¬7). وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ. وَرُوِيَ هَذَا عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَمْرٍو مُسْنَدًا: ¬

_ (¬1) قوله: "على روايته" ليس في (ق). (¬2) قوله: "بن" ساقطة من (س). (¬3) في (س): "بن". (¬4) أي: فإذا أردت النوم توتر بركعة. (¬5) في (س): "عمرو". (¬6) قوله: "به" ليس في (س). (¬7) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 211).

[2571] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو (¬1) النَّحْوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الدَّارِمِيُّ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي (¬2) أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَا: ثنا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى" (¬4). وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ، وَلَا يَجُوزُ تَوْهِينُ حَدِيثِ عَلِيٍّ الْبَارِقِيِّ بِرِوَايَةِ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ صَلَّى بِالنَّهَارِ أَرْبَعًا لَا يُفْصَلُ بَيْنَهُنَّ بِسَلَامٍ؛ لِجَوَازِ الْأَمْرَيْنِ عِنْدَ مَنْ يَحْتَجُّ بِحَدِيثِ عَلِيٍّ الْبَارِقِيِّ، وَيَكُونُ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَحْمُولًا عَلَى أَنَّهُ كَذَلِكَ رَأْيُ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ الْأَفْضَلُ عِنْدَهُ، حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ مَثْنَى مَثْنَى إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وَيُجِيزُ أَكْثَرَ مِنْهُمَا إِنْ كَانَ عَنْهُ مَحْفُوظًا. وَقَدْ رُوِيَ (¬5) مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ (¬6) بْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: [2572] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْجَزَّارُ بِهَمَذَانَ (¬7) فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ ¬

_ (¬1) في (س): "عمر". (¬2) في (س): "أخبرني". (¬3) قوله: "بن ثوبان" غير موجودة في (س). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 289) من طريق داود بن منصور. (¬5) قوله: "وقد روي" في (س): "وروي". (¬6) قوله: "محمد" ليس في (ق). (¬7) في (س): "الهمذاني".

كِتَابِهِ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ (¬2) آخِرِ اللَّيْلِ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ، وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً (¬3). وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مُسْنَدًا: [2573] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ (¬4)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً". [2574] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرِيدِيُّ (¬5)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ (¬6)، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الصَّلَاةُ مَثْنَى ¬

_ (¬1) في (ق): "عن ابن عون". (¬2) في (س): "في". (¬3) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 235). (¬4) في (س): "حصين بن عبد الله بن ضمرة". (¬5) في (س): "اليزيدي". (¬6) في (س): "الإسماعيلي" بدلا من: "ابن العمياء".

مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَضَرَّعُ وَتَخَشَّعُ وَتَمَسْكَنُ وَتَرْفَعُ يَدَيْكَ، يَقُولُ تَسْتَقْبِلُ (¬1) بِهِمَا وَجْهَكَ، وَتَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهِيَ خِدَاجٌ" (¬2). وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، فَخَالَفَهُ فِي إِسْنَادِهِ: [2575] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الصَّلَاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَبَاءَسُ (¬3) وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ". وَزَادَ عَبْدُ الصَّمَدِ: "وَتَشَهَّدُ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ كَانَتْ صَلَاتُهُ خِدَاجًا" (¬4). قَالَ بِشْرٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ لَهِيعَةَ فَقَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْعِلَلِ لِأَبِي عِيسَى التِّرْمذِيِّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: رِوَايَةُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ (¬5) بْنِ سَعِيدٍ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَشُعْبَةُ أَخْطَأَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَوَاضِعَ، قَالَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وَإِنَّمَا هُوَ: عِمْرَانُ بْنُ أَبِي ¬

_ (¬1) في (س): "استقبل". (¬2) أخرجه البزار في المسند (6/ 110) من طريق يحيى بن عبد الله. (¬3) تقرأ في (س): "تباين". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 289) من طريق شعبة. (¬5) في النسخ الخطية كلها: "عبد الله"، والمثبت علل الترمذي الكبير، ومن الحديث السابق.

أَنَسٍ، وَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ. وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ (¬1) هُوَ ابْنُ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ هُوَ: عَنِ الْمُطَّلِبِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ (¬2) الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ (¬3). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2576] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ، فَمَا تُغْلَقُ حَتَّى يُصَلَّى (¬4) الظُّهْرُ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُسِلِّمُ (¬5) بَيْنَهُنَّ؟ قَالَ: "لَا، إِلَّا فِي آخِرِهِنَّ" (¬6). وَقَدْ قِيلَ: عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ (¬7)، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَرْثَعٍ (¬8)، وَقِيلَ: عَنْ رَجُلٍ عَنْ قَرْثَعٍ، وَقِيلَ: عَنْ قَرْثَعٍ عَنْ قَزَعَةَ، وَكُلُّ ذَلِكَ خَطَأٌ إِلَّا مَا قَدَّمْنَا. وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَجَمَاعَةٌ عَنْ عُبَيْدَةَ نَحْوَ رِوَايَةِ ¬

_ (¬1) قوله: "بن الحارث" ليس في (س). (¬2) قوله: "فيه" ليس في (س). (¬3) العلل الكبير (ص 82). (¬4) في (ق): "تصلي". (¬5) في (س): "أسلم". (¬6) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 489). (¬7) في (س): "معب". (¬8) قوله: "عن قرثع" ساقط من (س).

الطَّيَالِسِيِّ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُبَيْدَةَ دُونَ ذِكْرِ قَزَعَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدَةَ، وَمَدَارُ الْحَدِيثِ عَلَى عُبَيْدَةَ الضَّبِّيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. [2577] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ عُبَيْدَةَ (¬1) الضَّبِّيِّ. قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ يَحْيَى وَذَكَرَ عُبَيْدَةُ بْنُ مُعَتِّبٍ، فَحَدَّثَ عَنْهُ بِحَدِيثِ أَبِي (¬2) أَيُّوبَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ"، ثُمَّ رَآنِي أَكْتُبُهُ، فَقَالَ: لَا تَكْتُبْهُ، لَا تَكْتُبْهُ (¬3)، أَمَا إِنَّهُ مِنْ عَتِيقِ حَدِيثِهِ. [2578] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عُبَيْدَةُ الضَّبِّيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). [2579] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا (¬5) أَبُو الْحُسَيْن الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: عُبَيْدَةُ بْنُ مُعَتِّبٍ يُضَعَّفُ حَدِيثُهُ (¬6). قَالَ إِبْرَاهِيمُ: جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ مُعَتِّبٍ، وَالْكَلْبِيُّ، سَمِعْتُ مَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "عبيد". (¬2) في (ق): "أي". (¬3) قوله: "لا تكتبه" الثانية ليست في (س)، وهي ثابتة كما عند العقيلي في الضعفاء (4/ 88). (¬4) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 279). (¬5) في (س): "أبنا". (¬6) قوله: "عبيدة بن معتب يضعف حديثه" ليس في المطبوع من كتاب أحوال الرجال.

حَدَّثَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (¬1)، قَالَ: لَا تَشْتَغِلْ (¬2) بَحَدِيثِهِمْ (¬3). وَقِيلَ لِعُبَيْدَةَ فِيمَا بَلَغَنِي: هَذَا الَّذِي تَرْوِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ سَمِعْتَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟ ! قَالَ: سَمِعْتُ الْبَعْضَ، وَأَنَا أَقِيسُ عَلَى الْبَعْضِ. ثُمَّ قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ (¬4) وَقَرْثَعٌ لَيْسَا مِمَّنْ تُقْبَلُ مِنْهُمَا مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الْمُنْكَرَةِ، وَأَمْرُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ لَيِّنٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬5): قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬6)، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَزَعَةُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ (¬7). وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: [2580] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "عن ابن حنبل". (¬2) كذا في (ق)، وغير منقوطة في (س)، وفي أصل الرواية: "لا يشتغل". (¬3) أحوال الرجال (ص 69). (¬4) في (س): "قزعة بن سعيد". كذا قال البيهقي، وكذا قال ابن الجوزي في التحقيق (2/ 395): "قزعة بن سويد"، وهو خطأ، والصواب أنه قزعة بن يحيى وقيل: ابن الأسود، مولى زياد، فكل من روى هذا الحديث قال: "عن قزعة" ذكره مهملا لم ينسبه، وحينما سئل الدارقطني في علله (6/ 128) عن هذا الحديث، قال: "ورواه عبيدة. . ." إلى أن قال: "عن قزعة مولى زياد"، وقد تعقب ابن عبد الهادي في التنقيح (2/ 396) قول ابن الجوزي أنه جعله قزعة بن سويد، فقال: "وقزعة هو: ابن يحيى، ويقال: ابن الأسود، أبو الغادية البصري، تابعي، روى عن ابن عمر وأبي سعيد وغيرهما، واحتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما. . . وأما قزعة بن سويد بن حجير الباهلي أبو محمد البصري فمتأخر"، والله أعلم. (¬5) في (ق): "سعيد". (¬6) المجروحين لابن حبان (2/ 219). (¬7) الضعفاء (ص 119).

أَيُّوبَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحَسَنِ (¬1)، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ يُدِيمُهُنَّ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُدِيمُهُنَّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ" (¬2). هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ شَرِيكٍ مَرْفُوعًا بِذِكْرِ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ فِي إِسْنَادِهِ، وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّب، عَنْ رَجُلٍ (¬3)، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (¬4). وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ التَّسْلِيمِ. [2581] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَاسِينَ (¬5) الْبَلْخِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ خُشْنَامَ (¬6)، قَالَا (ح). وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ (¬7) بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ يَاسِينَ الْبَلْخِيَّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "الحسين". (¬2) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5602) من طريق يحيى. (¬3) قوله: "رجل" مكانه بياض في (س). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 65). (¬5) في (س): "ثنا سعيد ثنا بشير". (¬6) في (س): "حسام". (¬7) في (س): "الحسن".

عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا عُمَرُ (¬1) بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَرْبَعٌ أَرْبَعٌ". [2582] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ فِي عَقِبِهِ، ثنا مُحَمَّدٌ، أَنَّ (¬2) سَعِيدَ بْنَ يَاسِينَ حَدَّثَهُمْ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عُمَرُ (¬3) بْنُ هَارُونَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: أَخْطَأَ الرَّاوِي لِهَذَا الْحَدِيثِ بِهَذَا اللَّفْظِ عَلَى (¬4) الْعُمَرَيْنِ جَمِيعًا: عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعُمَرُ بْنُ هَارُونَ غَيْرُ مُسْتَبْدَعٍ مِنْهُ رِوَايَةُ الْمَنَاكِيرِ، وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَعُمَرُ بْنُ هَارُونَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا، كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ الْجُنَيْدِ عَنْهُ (¬5). [2583] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: عُمَرُ بْنُ هَارُونَ لَمْ يَقْنَعِ النَّاسُ بِحَدِيثِهِ (¬6). [2584] فأما حَدِيثُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَالصَّحِيحُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ": ¬

_ (¬1) في (س): "عمرو". (¬2) في (س): "بن". (¬3) في (س): "عمرو". (¬4) في (س): "عن". (¬5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 141). (¬6) أحوال الرجال (ص 355).

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. فَذَكَرَهُ (¬1) بِنَحْوِهِ. وَرُوِيَ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) هَكَذَا، وَأَمَّا (¬3) حَدِيثُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ فَإِنَّ الْمَرْوِيَّ عَنْهُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ضِدُّ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الْمُنْكَرَةِ. [2585] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى بْنِ الْمَنْصُورِ إِمْلَاءً فِي مَنْزِلِهِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطَّبَّاعِ (¬4) سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ (¬5) وَمِائَتَيْنِ، ثنا الْحُنَيْنِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ (¬6) الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُسَلِّمُ فِي (¬7) كُلِّ رَكْعَتَيْنِ" (¬8). هَكَذَا رُوِيَ عَنْ وَكِيعٍ عَنِ الْعُمَرِيِّ، وَرُوِيَ عَنِ الْحُنَيْنِيِّ عَنْ مَالِكٍ وَالْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ، وَرُوِيَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ وَخُصَيْفِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى"، وَالِاعْتِمَادُ عَلَى حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَارِقِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ثُمَّ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) في (ق): "فذكر". (¬2) قوله: "عن عبيد الله" ساقطة من (س). (¬3) في (س): "فأما". (¬4) في (س): "الطباح". (¬5) في (س): "وتسعين". (¬6) في (س): "ذكره". (¬7) في (س): "من". (¬8) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 334) من طريق الحنيني.

مسألة (145): ومن حضر صلاة فريضة ووجدها قد أقيمت دخل فيها ولم يشتغل بسنتها قبلها

مَسْأَلَةٌ (145): وَمَنْ حَضَرَ صَلَاةَ فَرِيضَةٍ وَوَجَدَهَا قَدْ أُقِيمَتْ دَخَلَ فِيهَا وَلَمْ يَشْتَغِلْ بِسُنَّتِهَا قَبْلَهَا (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ: إِذَا دَخَلَ رَجُلٌ (¬2) رَحَبَةَ الْمَسْجِدِ وَالْإِمَامُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْهَا: إِنَّهُ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ (¬3) الصُّبْحِ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَتَّصِلُ (¬4) بالْجَمَاعَةِ (¬5). وَدَلِيلُنَا مَا: [2586] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬6) أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 34)، والحاوي الكبير (2/ 288)، والمجموع (3/ 502، 543، 550). (¬2) قوله: "رجل" ليس في (ق). (¬3) في (س): "ركعتين". (¬4) في (س): "يفصل". (¬5) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 197)، وبدائع الصنائع (1/ 286)، والهداية في شرح البداية (1/ 71)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 182)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (2/ 78). (¬6) في (س): "قال: أخبرني".

أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: "يَا فُلَانُ، بِأَيِّ صَلَاتَيْكَ اعْتَدَدْتَ؛ بِالَّتِي صَلَّيْتَ وَحْدَكَ أَوْ بِالَّتِي صَلَّيْتَ مَعَنَا؟ ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَامِدِ بْنِ عُمَرَ (¬1). [2587] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬2)، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا (¬3) جَدِّي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ (¬4)، ثنا إِبْرَاهِيمُ (¬5) بْنُ سَعْدٍ (¬6) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ (¬7)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنِ بُحَيْنَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِرَجُلٍ يُصَلِّي، فكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَحَطْنَا بِهِ نَقُولُ لَهُ (¬8): ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 154). (¬2) قوله: "الحافظ" ليس في (ق). (¬3) في (س): "حدثني". (¬4) في (س): "محمد"، وهو الزبيري، من رجال التهذيب. (¬5) قوله: "ثنا إبراهيم" مكانها بياض في (س). (¬6) في (ق): "سعيد". (¬7) قوله: "بن عاصم" ليس في (س). (¬8) قوله: "له" ليس في (ق).

مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: قَالَ لِي: "يُوشِكُ (¬1) أَنْ يُصَلِّيَ (¬2) أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ أَرْبَعًا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬4). [2588] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ؛ صَلَاةُ الصُّبْحِ، فَرَأَى (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا يُصَلِّي وَالْمُؤَذِّنُ يُقِيمُ، فَقَالَ: "أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ ! " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬6). [2589] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي الْإِقَامَةِ، فَجَذَبَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: "أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ ! " (¬7) ¬

_ (¬1) في (س) "يو. . ." وبعدها بياض، ووضع حرف (ط) فوقها. (¬2) في (س): "تصلي". (¬3) صحيح البخاري (1/ 133). (¬4) صحيح مسلم (2/ 154). (¬5) في (س): "فرآني". (¬6) صحيح مسلم (2/ 154). (¬7) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 456).

[2590] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح). [2591] وحدثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ (ح). [2592] وحدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (ح). [2593] وحدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ (ح). [2594] وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، كُلُّهُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ، وَعَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬2). فَهَؤُلَاءِ وَغَيْرُهُمْ قَدْ أَسْنَدُوا هَذَا (¬3) الْحَدِيثَ، وَخَالَفَهُمْ شُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ، فَرَوَيَاهُ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالَّذِي أَسْنَدُوهُ أَكْثَرُ، فَلَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2595] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا وَرْقَاءُ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 81). (¬2) صحيح مسلم (2/ 153). (¬3) في (س): "استدلوا بهذا".

أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. وَرُوِّينَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي وَهُوَ يَسْمَعُ الْإِقَامَةَ ضَرَبَهُ. [2596] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَبْصَرَ رَجُلًا يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ وَالْمُؤَذِّنُ يُقِيمُ، فَحَصَبَهُ وَقَالَ: أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ ! مَوْقُوفٌ (¬1). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2597] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو (¬2) الْحَلَبِيُّ السُّوسِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ، إِلَّا رَكعَتَيِ الصُّبْحِ". وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ (¬3) لَا أَصْلَ لَهَا، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ضَعِيفَانِ. وَقَدْ قِيلَ عَنْ حَجَّاجٍ بِإِسْنَادِهِ: عَنْ مُجَاهِدٍ، بَدَلَ: عَطَاءٍ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). [2598] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 232) من طريق أيوب. (¬2) في (ق): "أبو عمر". (¬3) في (س): "الرواية". (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (5/ 291).

عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَيُصَلِّي (¬1) الرَّكْعَتَيْنِ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَ الْقَوْمِ فِي الصَّلَاةِ (¬2). وَبِهِ: [2599] حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ دَارِهِ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَأْتِي الصَّلَاةَ فَيُصَلَّي الرَّكْعَتَيْنِ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَهُمْ فِي الصَّلَاةِ (¬3). وَرُوِّينَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - خِلَافَ ذَلِكَ، وَعَنِ ابْنِهِ، وَمَعَهُمَا مَا رُوِّينَا مِنَ السُّنَّةِ، فَهُوَ أَوْلَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "فصلى". (¬2) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية الصفار (ق 16/ أ). (¬3) المصدر السابق (ق 16/ أ).

مسألة (146): وتجوز صلاة الفريضة خلف من يصلي النافلة

مَسْأَلَةٌ (146): وَتَجُوزُ صَلَاةُ الْفَرِيضَةِ خَلْفَ مَنْ يُصَلِّي النَّافِلَةَ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا تَجُوزُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2600] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ - رضي الله عنه - يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ يَأْتِي فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ وَقُتَيْبَةَ عَنْ حَمَّادٍ (¬4). وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَزَادَ فِيهِ: هِيَ لَهُ تَطَوُّعٌ وَلَهُمْ مَكْتُوبَةٌ. [2601] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 346)، ومختصر المزني (ص 36)، والحاوي الكبير (2/ 316)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 184)، والمجموع (4/ 167). (¬2) انظر: المبسوط (1/ 136)، وتحفة الفقهاء (1/ 152)، وبدائع الصنائع (1/ 143)، الهداية في شرح البداية (1/ 59)، وتبيين الحقائق (1/ 140)، والبناية شرح الهداية (2/ 364)، وفتح القدير (1/ 381). (¬3) صحيح البخاري (1/ 143). (¬4) صحيح مسلم (2/ 42).

الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا (¬1) الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ مُعَاذٌ - رضي الله عنهما - يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ أَوِ الْعَتَمَةَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّيهَا (¬2) بِقَوْمِهِ فِي بَنِي سَلِمَةَ. قَالَ: فَأَخَّرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَصَلَّى مُعَاذٌ مَعَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَمَّ قَوْمَهُ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ (¬3) الْبَقَرَةِ، فَتَنَحَّى رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَصَلَّى وَحْدَهُ، فَقَالُوا لَهُ: أَنَافَقْتَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ آتِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ أَخَّرْتَ الْعِشَاءَ، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلَّى مَعَكَ ثُمَّ رَجَعَ فَأَمَّنَا، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ (¬4) الْبَقَرَةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَأَخَّرْتُ فَصَلَّيْتُ، وَإِنَّمَا نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ (¬5)، نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مُعَاذٍ فَقَالَ: "أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ ! أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ ! اقْرَأْ بِسُورَةِ (¬6) كَذَا وَسُورَةِ كَذَا" (¬7). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ (¬8). [2602] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا". (¬2) في (ق): "فيصلها"، وفي (س): "فيصلهما"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف والأم للشافعي. (¬3) في (س): "سورة". (¬4) في (س): "سورة". (¬5) النواضح: الإبل التي يُستقَى عليها. (¬6) في (س): "سورة". (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 346). (¬8) صحيح مسلم (2/ 41).

"اقْرَأْ بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، وَ {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ". فَقَالَ عَمْرٌو: هُوَ هَذَا أَوْ نَحْوُهُ (¬1). [2603] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ، أنا مَنْصُورٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ مُعَاذًا - رضي الله عنه - كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلَاةَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). وَمَنْصُورٌ هُوَ ابْنُ زَاذَانَ (¬3). [2604] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ مُعَاذًا - رضي الله عنه - كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَنْصرِفُ إِلَى قَوْمِهِ فَيُصَلِّي بِهِمْ، هِيَ لَهُ تَطَوُّعٌ، وَلَهُمْ فَرِيضَةٌ (¬4). [2605] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الْأَزْهَرِ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلَاةَ، هِيَ لَهُ نَافِلَةٌ، وَلَهُمْ فَرِيضَةٌ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 347). (¬2) صحيح مسلم (2/ 42). (¬3) في (س): "راراق". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 75/ ب). (¬5) المصدر السابق (ق 75/ ب).

هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ. [2606] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ - يَعْنِي ابْنَ جَبَلٍ - يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمَهُ فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ الصَّلَاةَ (¬3). [2607] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّ عَطَاءً كَانَ تَفُوتُهُ الْعَتَمَةُ، فَيَأْتِي وَالنَّاسُ فِي الْقِيَامِ، فَيُصَلِّي مَعَهُمْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَبْنِي عَلَيْهَا رَكْعَتَيْنِ، وَأَنَّهُ رَآهُ فَعَلَ ذَلِكَ وَيَعْتَدُّ بِهِ مِنَ الْعَتَمَةِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَكَانَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَالْحَسَنُ وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ يَقُولُونَ هَذَا (¬4). وَعَنْ (¬5) طَاوُسٍ مِثْلُ مَذْهَبِنَا، وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِثْلُ هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ، وَيُرْوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَرِيبٌ مِنْهُ، وَلَا يَصِحُّ قَوْلُهُمْ عَلَى حَدِيثِ جَابِرٍ (¬6): هِيَ لَهُ - أَيْ لِمُعَاذٍ - تَطَوُّعٌ، وَلَهُمْ ¬

_ (¬1) قوله: "يوسف بن يعقوب القاضي" في (س): "يوسف ثنا القاضي". (¬2) قوله: "بن عبد الله" ليس في (س). (¬3) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 130) من طريق ابن عجلان. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 348). (¬5) في (س): "عن". (¬6) قوله: "جابر" ساقط من (س).

فَرِيضَةٌ: إِنَّهُ قَوْلُ بَعْضِ الرُّوَاةِ، بَلْ هُوَ مِنْ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الْأَصْلَ أَنَّ مَا كَانَ مَوْصُولًا بِالْحَدِيثِ كَانَ مِنْهُ إِلَى أَنْ تَقُومَ (¬1) دَلَالَةٌ عَلَى التَّمْيِيزِ. وَلَمَّا شَكَا الرَّجُلُ مِنْ مُعَاذٍ تَطْوِيلَهُ صَلَاتَهُ لَمْ يُفَصِّلِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْحَالَ فِي الْإِمَامَةِ، وَلَوْ كَانَ تَفْصِيلٌ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ مُتَطَوِّعًا أَوْ مُؤَدِّيًا فَرْضًا لَاسْتَفْصَلَ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا يَصِحُّ قَوْلُ مَنِ ادَّعَى نَسْخَ مَا قُلْنَاهُ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِبَطْنِ النَّخْلِ، حِينَ كَانَ يَفْعَلُ الْفَرْضَ مَرَّتَيْنِ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ نُسِخَ؛ فَإِنَّهُ دَعْوَى لَا تُعْرَفُ، وَلَا يَشْهَدُ لَهَا تَارِيخٌ وَلَا نَقْلٌ. [2608] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ (¬2) - رحمه الله -، أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ الْغَازِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ (¬3)، ثنا يَحْيَى (¬4) بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سلَّامٍ أَبُو سَلَّامٍ (ح). [2609] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬5) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى بِالطَّائِفَةِ ¬

_ (¬1) في (ق): "يقوم". (¬2) في (ق): "الحسيني". (¬3) في (س): "الأصلي". (¬4) في (س): "محمد". (¬5) في (س): "أبنا".

الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَصَلَّى بِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ. حَدِيثُهُمَا سَوَاءٌ، إِلَّا أَنَّ فِي حَدِيثِ الشَّرِيفِ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ (¬1). وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ: أنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَالْآخِرَةُ مِنْ هَاتَيْنِ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَافِلَةٌ وَللْآخَرِينَ (¬3) فَرِيضَةٌ (¬4). [2610] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْخَلِيلِ (¬5) الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ السَّلِيطِيُّ (¬6)، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، ثنا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ (¬7) قَالَ: دَخَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، قَدْ فَرَغُوا مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَصَلَّوْا مَعَ النَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغُوا قَالَ بَعْضهُمْ لِبَعْضٍ: كَيْفَ صَنَعْتُمْ؟ قَالَ أَحَدُهُمْ: جَعَلْتُهَا الظُّهْرَ ثُمَّ صَلَّيْتُ الْعَصْرَ، ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 215). (¬2) صحيح البخاري (5/ 113). (¬3) في (س): "والآخرين". (¬4) الأم (2/ 348). (¬5) في (س): "محمد بن الخليل". (¬6) هو: أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط بن إبراهيم العبدي مولاهم، أبو الأزهر النيسابوري. من رجال التهذيب. (¬7) في (س): "أبي عائذ" محرف. هو: عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي، أبو عبد الله، ويقال: أبو عبيد الله، من رجال التهذيب.

وَقَالَ الْآخَرُ: جَعَلْتُهَا الْعَصْرَ ثُمَّ صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، وَقَالَ الْآخَرُ: جَعَلْتُهَا لِلْمَسْجِدِ ثُمَّ صَلَّيْتُ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ. فَلَمْ يَعِبْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 322).

مسألة (147): إذا أخرج المأموم نفسه من صلاة الإمام فصلى لنفسه جاز لعذر، وإن كان لغير عذر فعلى قولين

مَسْأَلَةٌ (147): إِذَا أَخْرَجَ الْمَأْمُومُ نَفْسَهُ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ فَصَلَّى لِنَفْسِهِ جَازَ لِعُذْرٍ، وَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ عُذْرٍ فَعَلَى قَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تَبْطُلُ صَلَاتُهُ بِكُلِّ حَالٍ (¬2). لَنَا: قِصَّةُ مَعَاذٍ - رضي الله عنه - حِينَ قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَأَخْرَجَ رَجُلٌ نَفْسَهُ مِنْ صَلَاتِهِ، وَتَمَّمَ (¬3) لِنَفْسِهِ، ثُمَّ لَمَّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِمُعَاذٍ: "أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ ! " وَلَمْ يَأْمُرِ الرَّجُلَ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ الَّتِي تَمَّهَا لِنَفْسِهِ مُنْفَرِدًا. * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 350)، ومختصر المزني (ص 38)، والحاوي الكبير (2/ 348)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 198)، والمجموع (4/ 141). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 91)، وبدائع الصنائع (1/ 223). (¬3) قوله: "وتمم" في (س): "ثم تمم".

مسألة (148): إذا صلى في بيته بصلاة الإمام في المسجد وبينهما حائل لم يجز

مَسْأَلَةٌ (148): إِذَا صَلَّى فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ فِي الْمَسْجِدِ وَبَيْنَهُمَا حَائِلٌ لَمْ يَجُزْ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَصِحُّ مَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ شَارِعٌ أَوْ نَهَرٌ (¬2). لَنَا: حَدِيثُ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ وَأَنَسٍ - رضي الله عنهم -. [2611] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَدْ صَلَّى نِسْوَةٌ مَعَ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حُجْرَتِهَا، فَقَالَتْ: لَا تُصَلِّينَ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ؛ فَإِنَّكُنَّ دُونَهُ فِي حِجَابٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَكَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - فِي حُجْرَتِهَا - إِنْ كَانَتْ قَالَتْهُ (¬3) - قُلْنَا. وَرُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: لَا صَلَاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرْفُوعًا: [2612] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، وَأَبُو زَكَرِيَّا، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬4)، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا (¬5) إِبْرَاهِيمُ بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 338)، ومختصر المزني (ص 38)، والحاوي الكبير (2/ 347)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 176)، والمجموع (4/ 193). (¬2) انظر: الأصل (1/ 189)، والمبسوط (1/ 193)، وتحفة الفقهاء (1/ 229)، وبدائع الصنائع (1/ 145)، والبناية شرح الهداية (2/ 353). (¬3) في (س): "فلانة" تحريف. (¬4) قوله: "محمد بن يعقوب" ليس في (ق). (¬5) في (س): "ثنا".

مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي (¬1) عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ صَلَّى الْجُمُعَةَ فِي بُيُوتِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، يُصَلِّي بِصَلَاةِ الْإِمَامِ فِي الْمَسْجِدِ، وَبَيْنَ بُيُوتِ حُمَيْدٍ وَالْمَسْجِدِ الطَّرِيقُ (¬2). وَهُمْ لَا يُجَوِّزُونَ هَذَا. [2613] وأخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ فِي بُيُوتِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَامَ حَجَّ الْوَلِيدُ وَكَثُرَ النَّاسُ، وَبَيْنَهَا (¬3) وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ الطَّرِيقُ (¬4) (¬5). وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعُدُّونَ الطَّرِيقَ حَائِلًا يَمْنَعُ الِائْتِمَامَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "وحدثني". (¬2) أخرجه الشافعي في المسند (1/ 301). (¬3) في النسخ: "وبينهما"، والمثبت من الكبير والمعرفة. (¬4) في (س): "طريق". (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (6/ 53)، والمعرفة (4/ 189).

مسألة (149): وإمامة الكافر بالمسلمين لا يكون إسلاما منه

مَسْأَلَةٌ (149): وَإِمَامَةُ الْكَافِرِ بِالْمُسْلِمِينَ لَا يَكُونُ إِسْلَامًا مِنْهُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: يَكُونُ إِسْلَامًا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2614] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ". [2615] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمِسْمَعِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا شُعْبَةُ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِي حَدِيثِهِ: "إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 330)، ومختصر المزني (ص 37)، والحاوي الكبير (2/ 333)، ونهاية المطلب (2/ 290)، والمجموع (4/ 147 - 148). (¬2) انظر: رد المحتار على الدر المختار (2/ 6).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْمُسْنَدِيِّ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي غَسَّانَ (¬2). [2616] أخبرنا عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَأَكَلُوا ذَبِيحَتَنَا حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا؛ لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ حُمَيْدٍ، وَقَالَ ابن أَبِي مَرْيَمَ: عن يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، هَكَذَا (¬3). * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 14). (¬2) صحيح مسلم (1/ 39). (¬3) صحيح البخاري (1/ 87).

مسألة (150): وإذا ابتدأ صلاته منفردا ثم دخل في جماعة صحت صلاته في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (150): وَإِذَا ابْتَدَأَ صَلَاتَهُ مُنْفَرِدًا ثُمَّ دَخَلَ فِي جَمَاعَةٍ صَحَّتْ صَلَاتُهُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا تَصِحُّ (¬2). (¬3) [2617] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (¬4)، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلَّ (¬5) بِالنَّاسِ". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ (¬6)، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُومُ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ. فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّي (¬7) ". قَالَتْ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُل أَسِيفٌ، وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعِ ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 37)، والحاوي الكبير (2/ 336 - 337)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 584)، والمجموع (4/ 104 - 105). (¬2) في (ق): "يصح". (¬3) انظر: المبسوط (1/ 174 - 175)، وتحفة الفقهاء (1/ 199)، وبدائع الصنائع (1/ 286)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (2/ 75 - 76). (¬4) قوله: "بن يحيى" ليس في (ق). (¬5) في (ق): "فليصلي" على لغة الإشباع. (¬6) أي سريع البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق. النهاية (أسف). (¬7) كذا في النسخ على لغة الإشباع.

النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، فَقَالَتْ لَهُ (¬1)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". قَالَتْ: فَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ (¬2)، قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، قَالَتْ: فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ. قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ سَمِعَ أَبُو (¬3) بَكْرٍ - رضي الله عنه - حِسَّهُ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ (¬4)، فَأَوْمَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: قُمْه (¬5) مَكَانَكَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه -. قَالَتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِالنَّاسِ جَالِسًا، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَيَقْتَدِي النَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬7). حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنهما - قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَسْأَلَةِ الْجُنُبِ إِذَا صَلَّى بِقَوْمٍ (¬8)؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا خَرَجَ لِلطَّهَارَةِ بَقُوا هُمْ (¬9) فِي الصَّلَاةِ مُنْفَرِدِينَ إِلَى أَنْ رَجَعَ، وَعَلَّقُوا صَلَاتَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِ. ¬

_ (¬1) من قوله: "فقال: "مروا أبا بكر فليصل"" إلى هنا ليس في (س). (¬2) عبارة: "قالت: فأمروا أبا بكر فصلى بالناس" ساقطة من (س). (¬3) في (س): "أبا". (¬4) في (س): "تأخر"، وفي السنن الكبير: "ليتأخر"، وفي البخاري: "ذهب أبو بكر يتأخر". (¬5) كذا في النسخ الخطية بهاء السكت، وضبطه في (ق) بضم أوله. وفي السنن الكبير "قُمْ" (¬6) صحيح البخاري (1/ 144). (¬7) صحيح مسلم (2/ 22). (¬8) انظر مسألة رقم (130). (¬9) تحرفت في (س) إلى: "بقولهم".

مسألة لم يذكرها الإمام (151): والصبي يجوز أن يكون إماما للبالغ في صلاة الفريضة سوى الجمعة

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (151): وَالصَّبِيُّ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ إِمَامًا لِلْبَالِغِ فِي صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ سِوَى الْجُمُعَةِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ فِي الْفَرِيضَةِ، وَيَجُوزُ فِي النَّافِلَةِ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [2618] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا الْحَجَبِيُّ (¬3)، ثنا أَبُو عَوَانَةَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ". لَفْظُ مُسَدَّدٍ، وَقَالَ قُتَيْبَةُ: "وَأَحَقُّكُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُكُمْ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 326)، والحاوي الكبير (2/ 327)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 65، 524)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 165، 263 - 264)، والمجموع (4/ 144 - 145). (¬2) انظر: المبسوط (1/ 180)، وتحفة الفقهاء (1/ 229)، وبدائع الصنائع (1/ 144)، والهداية شرح البداية (1/ 57)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 140)، والبناية شرح الهداية (2/ 344 - 345). (¬3) في (ق): "الحجي"، وهو: عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، من رجال التهذيب.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ (¬1). احْتَجَّ فِي كِتَابِ الْبُوَيْطِيِّ فِي جَوَازِ إِمَامَتِهِ، وَإِنْ كَانَ الِاخْتِيَارُ أَنْ لَا يَؤُمَّ إِلَّا بَالِغٌ؛ بِحَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - حِينَ كَانَ يُصَلِّيهَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ يُصَلِّيهَا بِقَوْمِهِ نَافِلَةً، وَأَقَلُّ مَا فِي صَلَاةِ الْغُلَامِ أَنْ تَكُونَ نَافِلَةً، وَبِحَدِيثِ عَمْرِو (¬2) بْنِ سَلِمَةَ (¬3) الْجَرْمِيِّ: [2619] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، ثُمَّ (¬4) قَالَ: هُوَ حَيٌّ، أَلَا تَلْقَاهُ فَتَسْمَعَ مِنْهُ؟ فَلَقِيتُ عَمْرًا، فَحَدَّثَنِي بِالْحَدِيثِ؛ قَالَ: كُنَّا بِمَمَرِّ النَّاسِ، فَيَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ: مَا هَذَا الْأَمْرُ، وَمَا لِلنَّاسِ؟ فَيَقُولُونَ: نَبِيٌّ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَرْسَلَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ (¬5) بِإِسلَامِهَا الْفَتْحَ، وَيَقُولُونَ: أَنْظِرُوهُ، فَإِنْ ظَهَرَ فَهُوَ نَبِيٌّ وَصَدِّقُوهُ. فَلَمَّا كَانَ وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ، فَانْطَلَقَ أَبِي ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 133). (¬2) في (س): "عمر". (¬3) في (ق): "بن أبي سلمة"، وهو: عمرو بن سلِمة - بكسر اللام - ابن قيس الجرمي، لم يثبت له سماع ولا رؤية من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروي أنه وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يثبت. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير (6/ 313)، والجرح والتعديل (6/ 235)، والثقات لابن حبان (3/ 278)، وتهذيب الكمال (220)، وتهذيب التهذيب (8/ 42)، والإصابة (7/ 397)، وجامع التحصيل (ص 244). (¬4) قوله: "ثم" ليس في (س). (¬5) أي: تنتظر. النهاية (لوم).

بِإِسْلَامِ حِوَائِنَا (¬1) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَدِمَ فَأَقَامَ عِنْدَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ جَاءَ مِنْ عِنْدِهِ، فَتَلَقَّيْنَاهُ، فَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَقًّا، وَإِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا، وَصَلَاةِ كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا. فَنَظَرُوا فِي أَهْلِ حِوَائِنَا (¬2)، فَلَمْ يَجِدُوا أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي، فَقَدَّمُونِي وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ سِتِّ سِنِينَ، فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ، فَإِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ بُرْدَةٌ عَلَيَّ، تَقُولُ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: غَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ هَذَا. قَالَ: فَكُسِيتُ مُعَقَّدَةً مِنْ مُعَقَّدِ (¬3) الْبَحْرَيْنِ بِسِتَّةِ دَرَاهِمَ أَوْ سَبْعَةٍ، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ كَفَرَحِي بِذَلِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬4). [2620] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا يَؤُمُّ الْغُلَامُ حَتَّى يَحْتَلِمَ. وَرَوَاهُ مَحْبُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ كَمَا: [2621] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بهمرد التُّسْتَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ، ثنا مَحْبُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى. فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعًا، ¬

_ (¬1) رسمت في (ق): "حوانا"، وتحرفت في (س) إلى: "جواثا"، والمثبت من السنن الكبير، والحواء: بيوت مجتمعة من الناس على ماء، والجمع: أحوية. النهاية (حوا). (¬2) رسمت في (ق)، (س): "حوانا"، وانظر الحاشية السابقة. (¬3) المعقَّد: بُرْدٌ من بُرُود هَجَر. (¬4) صحيح البخاري (5/ 150).

إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "لَا يُؤَذِّنُ غُلَامٌ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ خِيَارُكُمْ" (¬1). هَذِهِ الزِّيَادَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فِي الْأَذَانِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ سَوَاءٌ كَانَ مَوْقُوفًا أَوْ مَرْفُوعًا (¬2). [2622] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّازِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُقَدِّمُوا سُفَهَاءَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ فِي صَلَاتِكُمْ (¬4)، وَلَا عَلَى جَنَائِزِكُمْ؛ فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ إِلَى اللَّهِ" (¬5). هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 507). (¬2) زاد في (س): "مرفوعا فرفعه". (¬3) قوله: "بن يعلى" ليس في (س). (¬4) في (س): "صلواتكم". (¬5) ذكره ابن عبد الهادي في التنقيح (2/ 469) من طريق يحيى.

مسألة لم يذكرها الإمام (152): ويستحب للنساء الجماعة، وتقف إمامهن وسطهن

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (152): وَيُسْتَحَبُّ لِلنِّسَاءِ الْجَمَاعَةُ (¬1)، وَتَقِفُ إِمَامُهُنَّ (¬2) وَسْطَهُنَّ (¬3). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: تُكْرَهُ لَهُنَّ الْجَمَاعَةُ (¬4). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2623] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬5) , أنا مَالِكٌ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ (ح) (¬6). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْوَرَّاقُ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) في (س): "الإمامة". (¬2) في (س): "إمامتهن". (¬3) انظر: الأم (2/ 321 - 322)، ومختصر المزني (ص 39)، والحاوي الكبير (2/ 356 - 357)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 383 - 384)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 140، 142)، والمجموع (3/ 495، 4/ 86، 93). (¬4) انظر: الأصل (1/ 266)، والمبسوط (1/ 133)، وبدائع الصنائع (1/ 141، 157)، والهداية شرح البداية (1/ 57)، وتبيين الحقائق (1/ 135). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 293). (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 18/ أ).

عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً". لَفْظُ (¬1) حَدِيثِ يَحْيَى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). [2624] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ (¬5)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَتْ (¬6): كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَزُورُهَا فِي بَيْتِهَا، وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا يُؤَذِّنُ لَهَا (¬7)، شَيْخًا كَبِيرًا (¬8). [2625] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ - يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ - ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "لقد". (¬2) صحيح البخاري (1/ 131). (¬3) صحيح مسلم (2/ 122). (¬4) في (س): "الحصري". (¬5) قوله: "جميع" بياض في (س). (¬6) في (س): "قال". (¬7) قوله: "يؤذن لها" ليس في (س). (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 61).

الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي، عَنْ (¬1) أُمِّ وَرَقَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهَا - أَوْ (¬2) أَذِنَ لَهَا - أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا، وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتِ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي (¬4). وَرَوَاهُ وَكِيعٌ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬5) بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ (¬6). [2626] حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ (¬7)، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا خَيْرَ فِي جَمَاعَةِ النِّسَاءِ إِلَّا فِي صَلَاةٍ أَوْ جِنَازَةٍ" (¬8). [2627] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي ¬

_ (¬1) قوله: "عن" ساقط من (ق). (¬2) قوله: "أو" في (س): "إذا". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 261) من طريق الزبيري. (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 6630). (¬5) في (س): "وعبد الله". (¬6) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 139) من طريق وكيع. (¬7) هو: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، أخو أبي العباس، له ترجمة في: الإرشاد للخليلي (3/ 830)، وتاريخ بغداد (620)، وتاريخ الإسلام (6/ 703)، وسير أعلام النبلاء (13/ 489). (¬8) أخرجه أحمد في المسند (11/ 5895) من طريق ابن لهيعة.

حَازِمٍ، عَنْ رَائِطَةَ (¬1) الْحَنَفِيَّةِ، أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَمَّتْ نِسْوَةً فِي الْمَكْتُوبَةِ، فَأَمَّتْهُنَّ بَيْنَهُنَّ وَسْطًا (¬2). تَابَعَهُ لَيْثٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ (¬3). [2628] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهَا: حُجَيْرَةُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا أَمَّتْهُنَّ فَقَامَتْ وَسْطًا (¬4). * * * ¬

_ (¬1) كذا في (س) والسنن الكبير للبيهقي، وتقرأ في (ق): "رابطة"، والذي في أصل الرواية ومصادر ترجمتها: "ريطة الحنفية". انظر الطبقات الكبير لابن سعد (10/ 447)، ومعرفة الثقات للعجلي (2/ 453). (¬2) العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (3/ 131). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 489) من طريق الليث. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 321).

مسألة (153): وحد السفر القاصد ستة عشر فرسخا، وهو مسيرة يومين بليلتيهما سير الثقل

مَسْأَلَةٌ (153): وَحَدُّ السَّفَرِ الْقَاصِدِ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا، وَهُوَ مَسِيرَةُ يَوْمَيْنِ بِلَيْلَتَيْهِمَا (¬1) سَيْرَ الثَّقَلِ (¬2) (¬3). وَقَالَ الْعِرَاقِيُونَ: حَدُّهُ (¬4) مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا (¬5). وَدَلِيلُنَا مَا: [2629] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا (¬6) الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَقْصُرُ إِلَى عَرَفَةَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ إِلَى جُدَّةَ وَعُسْفَانَ وَالطَّائِفِ، وَإِنْ قَدِمْتَ عَلَى أَهْلٍ أَوْ (¬7) مَاشِيَةٍ فَأَتِمَّ. ¬

_ (¬1) في (س): "بليلتهما". (¬2) سير الثقل أو الأثقال هو سير الحيوانات المثقلة بالأحمال، وهو سير بطيء. (¬3) انظر: الأم (2/ 362 - 363)، ومختصر المزني (ص 39)، والحاوي الكبير (2/ 360)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 423 - 424)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 218 - 219)، والمجموع (4/ 210 - 211). (¬4) في (س): "حد". (¬5) انظر: الأصل (1/ 247)، والمبسوط (1/ 235)، وتحفة الفقهاء (1/ 147 - 148)، وبدائع الصنائع (1/ 93). (¬6) في (س): "أبنا". (¬7) قوله: "أو" ليس في (س).

قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ، وَبِهِ نَأْخُذُ (¬1). وَرَوَى مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا سَافَرْتَ يَوْمًا إِلَى الْعِشَاءِ فَأَتْمِمْ، وَإِنْ زِدْتَ فَاقْصُرْ (¬2). [2630] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَكِبَ إِلَى ذَاتِ النُّصْبِ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ. قَالَ مَالِكٌ: وَبَيْنَ ذَاتِ النُّصْبِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعُ بُرُدٍ (¬3). [2631] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (¬4) الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَكِبَ إِلَى رِيمٍ، فَقَصَرَ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ. قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ (¬5). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَكُلُّ بَرِيدٍ يَكُونُ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا، فَيَكُونُ جُمْلَةُ أَرْبَعِ بُرُدٍ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ مِيلًا بِالْهَاشِمِيِّ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي كِتَابِ الْبُوَيْطِيِّ، وَفِي الصِّيَامِ، وَكُلُّ (¬6) ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ تَكُونُ فَرْسَخًا وَاحِدًا، فَالسَّفَرُ الَّذِي يَجُوزُ عِنْدَنَا فِيهِ قَصْرُ الصَّلَاةِ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 363). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 524) من طريق منصور. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 363). (¬4) قوله: "محمد بن جعفر" في (ق): "محمد بن أحمد بن جعفر" مقلوبا. وهو: محمد بن جعفر بن أحمد بن موسى، أبو بكر البستي، له ترجمة في: تاريخ الإسلام (7/ 868). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 34/ أ). (¬6) في (س): "فكل".

[2632] وقد رَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ (¬1) بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَا أَهْلَ مَكَّةَ، لَا تَقْصُرُوا الصَّلَاةَ فِي أَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى عُسْفَانَ". أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ (¬2)، فَذَكَرَهُ (¬3). وَلَا أَعْتَمِدُهُ؛ فَإِنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ ضَعِيفٌ جِدًّا. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَى جَوَازِ الْقَصْرِ فِي مَسِيرَةِ الْيَوْمِ التَّامِّ، وَلَهُ وَجْهٌ: [2633] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي (¬4) مَسِيرَةِ الْيَوْمِ التَّامِّ. [2634] أخبرناه أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ فِي كِتَابِ الْمُوَطَّأِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْصُرُ فِي مَسِيرَةِ الْيَوْمِ التَّامِّ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "وقد روى عن عبد الوهاب". (¬2) في (س): "عبد الله". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 232). (¬4) قوله: "في" ليس في (ق). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 34/ ب).

هَذَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - صَحِيحٌ، لَا شَكَّ فِيهِ، وَهَذَا يَكُونُ مَحْمُولًا عَلَى تَعْجِيلِهِ فِي السَّيْرِ، فَسَارَ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا يُسَارُ (¬1) فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ سَيْرَ (¬2) الثَّقَلِ. وَأَمَّا الَّذِي: [2635] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ (¬3) مَسِيرَةَ الْيَوْمِ وَالْيَوْمَيْنِ، فَلَمْ يَكُنْ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ قَصَرَ الصَّلَاةَ، وَذَلِكَ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. فَهَذَا ضَعِيفٌ، وَلَا نَتْرُكُ رِوَايَةَ الْأَئِمَّةِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِرِوَايَةِ خُصَيْفٍ الَّذِي لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [2636] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا يَحْيَى، نا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ". ¬

_ (¬1) في (ق): "سار". (¬2) في (س): "بسير". (¬3) في (س): "سافر".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى وَغَيْرِهِ (¬2). وَهَذَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ، فَقَدْ رُوِيَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَرُوِيَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَرُوِيَ مَسِيرَةَ لَيْلَةٍ (¬3)، وَرُوِيَ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ، وَرُوِيَ بَرِيدًا. [2637] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬4) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ [مَعَهَا] (¬5) حُرْمَةٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬7). وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَقَالَ: "مَسِيرَةَ يَوْمٍ". وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدٍ، وَقَالَ: "مَسِيرَةَ لَيْلَةٍ" (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 43). (¬2) صحيح مسلم (4/ 102). (¬3) قوله: "وروي مسيرة ليلة" ساقط من (س). (¬4) في (س): "أنا". (¬5) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، وضبب ناسخ (ق)، (س) فوق "ليس"، والمثبت من المختصر، وكذا هو عند البخاري. (¬6) صحيح البخاري (2/ 43). (¬7) صحيح مسلم (4/ 103). (¬8) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 147) من طريق الليث.

وَرَوَاهُ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ: "بَرِيدًا" (¬1). وَكُلُّ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ صَحِيحَةٌ. [2638] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا جَرِيرٌ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - ثنا جَرِيرٌ، عَنْ (¬2) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ (¬3)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا فَأَعْجَبَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ (¬4) سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: فَأَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَمْ أَسْمَعْ! قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ؛ مَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى". وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ يَوْمَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا أَوْ زَوْجُهَا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ وَعُثْمَانَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (¬6). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 140) من طريق سهيل. (¬2) في (س): "بن". (¬3) هو: قزعة بن يحيى، ويقال: ابن الأسود، أبو الغادية البصري. من رجال التهذيب. (¬4) قوله: "أنت" ليس في (س). (¬5) صحيح مسلم (4/ 102). (¬6) صحيح البخاري (2/ 61)، (3/ 43).

وَرَوَاهُ قَتَادَةُ وَسَهْمُ بْنُ مِنْجَابٍ عَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى، وَقَالَ: "ثَلَاثًا". وَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - مُطْلَقًا: [2639] حدثناه الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ (¬2) - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ الْهِلَالِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلَا تُسَافِرُ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬4). وَفِي كُلِّ هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّمَا قَصَدَ بِهَذِهِ الْأَخْبَارِ الْحِيَاطَةَ عَلَى الْمَرْأَةِ دُونَ تَحْدِيدِ السَّفَرِ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ (¬5). [2640] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ (¬6)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ (¬7) فِي التَّقْصِيرِ قَالَ: فِي لَيْلَتَيْنِ (¬8). ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبو الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬2) في النسخ: "الحسيني"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) صحيح البخاري (7/ 37). (¬4) صحيح مسلم (4/ 104). (¬5) قوله: "من ذلك" ليس في (س). (¬6) في (ق): "المصري". (¬7) في السنن الكبير للبيهقي بدون كلمة "قال". (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 137).

مسألة (154): والقصر في السفر مباح، وليس بفرض

مَسْأَلَةٌ (154): وَالْقَصْرُ فِي السَّفَرِ مُبَاحٌ، وَلَيْسَ بِفَرْضٍ (¬1). (¬2) وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: فَرْضُ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ، وَمَا زَادَ عَلَيْهِمَا فَهُوَ تَطَوُّعٌ (¬3). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْكِتَابِ: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} (¬4). [2641] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ - يَعْنِي الْأَوْدِيَّ - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ (¬5)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ} وَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ؟ فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ". ¬

_ (¬1) قوله: "مسألة. . . وليس بفرض" سقط من (س). (¬2) انظر: الأم (2/ 355 - 356)، ومختصر المزني (ص 39)، والحاوي الكبير (2/ 362)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 206)، والمجموع (4/ 218 - 220). (¬3) انظر: الأصل (1/ 251)، والمبسوط (1/ 239 - 240)، وتحفة الفقهاء (1/ 149)، وبدائع الصنائع (1/ 91 - 92). (¬4) سورة النساء (آية: 101). (¬5) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار، من رجال التهذيب.

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَدَلَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَنَّ الْقَصْرَ فِي السَّفَرِ بِلَا خَوْفٍ صَدَقَةٌ مِنَ اللَّهِ، وَالصَّدَقَةُ رُخْصَةٌ لَا حَتْمٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَقْصُرُوا، وَإِنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَتَمَّ فِي السَّفَرِ وَقَصَرَ (¬2). [2642] أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كُلُّ ذَلِكَ قَدْ فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ قَصَرَ فِي السَّفَرِ وَأَتَمَّ (¬3). [2643] وأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلَاءً، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ السِّمْسَارُ، ثنا الْحَسَنُ (¬4) بْنُ بِشْرٍ الْكُوفِيُّ، ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ، وَأَتَمَّ وَقَصَرَ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ وَيُقَدِّمُ الْعَصْرَ، وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ وَيُقَدِّمُ الْعِشَاءَ (¬5). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 143). (¬2) اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 51). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 356). (¬4) في (س): "الحسين". (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 164) من طريق الحسن بن بشر.

وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ عُمَرَ (¬1) بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ - وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ - عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ أَيْضًا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَامَ فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ، وَأَتَمَّ وَقَصَرَ. وَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحٌ شَاهِدٌ لِلْمُسْنَدِ (¬2)، وَهُوَ فِيمَا: [2644] أجاز لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬3) الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَقِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْمُطَرِّزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمُرْسَلَ. وَقَصَرَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - وَأَتَمَّ، وَقَصَرَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -، وَأَتَمَّتْ. [2645] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬4) بْنُ إِسْحَاقَ إِمْلَاءً، أنا أَبُو الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ - وَالْحَدِيثُ لِأَبِي الْمُثَنَّى - ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ - رضي الله عنه - رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ رَكْعَتَيْنِ (¬5)، ثُمَّ أَتَمَّهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "عمرو". (¬2) فِي (س): "المسند". (¬3) في (س): "لي عبد الله". (¬4) في (س): "محمد". (¬5) قوله "ركعتين" ليس في (س). (¬6) صحيح البخاري (2/ 42). (¬7) صحيح مسلم (2/ 146).

[2646] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَوَّلُ مَا فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ وَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ. قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - كَانَتْ تُتِمُّ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: إِنَّهَا تَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ (¬3) (¬4)، كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. [2647] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصُّورِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيٌّ، ثنا (¬5) أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في عُمْرَةِ رَمَضَانَ، فَأَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، اللحق بالأم (10/ 54). (¬2) صحيح البخاري (2/ 44). (¬3) في (س): "ابن خشرم". (¬4) صحيح مسلم (2/ 143). (¬5) في (س): "أنا".

وَصُمْتُ، وَقَصَرَ وَأَتْمَمْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي وَأُمِّي، أَفْطَرْتَ وَصُمْتُ، وَقَصَرْتَ وَأَتْمَمْتُ؟ فَقَالَ: "أَحْسَنْتِ يَا عَائِشَةُ (¬1) ". وَرَوَاهُ عَلِيٌّ (¬2) مِنْ (¬3) حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، ثُمَّ قَالَ عَقِيبَهُ: الْأَوَّلُ مُتَّصِلٌ، وَهُوَ إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ أَدْرَكَ عَائِشَةَ وَدَخَلَ عَلَيْهَا وَهُوَ مُرَاهِقٌ (¬4) (¬5). [2648] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو عَوَانَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ (¬6)، قَالَا: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَرَضَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الصَّلَاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً (¬7). أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِمَا (¬8). وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 133/ أ). (¬2) يعني الدارقطني. (¬3) قوله: "من" ساقطة من (س). (¬4) من قوله: "أدرك عائشة، ودخل عليها وهو مراهق" ليس في (س). (¬5) المصدر السابق (ق 133/ أ). (¬6) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 240). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 79). (¬8) صحيح مسلم (2/ 143).

[2649] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: صَلَاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْفِطْرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ تَمَامٌ غَيْرُ قَصْرٍ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). هَذَا مُرْسَلٌ؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، فَإِنَّهُ وُلِدَ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ خِلَافَتِهِ. [2650] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِهِمُ الطُّرُقُ، وَدِدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قَبِيصَةَ عَنْ سُفْيَانَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الْأَعْمَشِ (¬4). وَبَعْضُهُمْ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: صَلَّى عُثْمَانُ - رضي الله عنه - بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَابَ إِتْمَامَ الصَّلَاةِ بِمِنًى، ثُمَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 53). (¬2) قوله: "ركعتان متقبلتان" في النسخ: "ركعتين متقبلتين"، وما أثبتناه من صحيح البخاري (2/ 161) (¬3) صحيح البخاري (2/ 161). (¬4) صحيح مسلم (2/ 146).

قَامَ (¬1) فَأَتَمَّهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: الْخِلَافُ شَرٌّ. وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ (¬2) يُفْسِدُ الصَّلَاةَ لَمْ يُتِمَّ (¬3). [2651] أخبرنا بِالْحَدِيثِ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - بِجَمْعٍ، فَلَمَّا دَخَلَ مَسْجِدَ مِنًى سَأَلَ: كَمْ صَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا: أَرْبَعًا. فَصَلَّى أَرْبَعًا، قَالَ (¬4): فَقُلْنَا لَهُ: أَلَمْ تُحَدِّثْنَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبَا بَكْرٍ (¬5) - رضي الله عنه - صَلَّى رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: بَلَى، وَأَنَا أُحَدِّثُكُمُوهُ الْآنَ، وَلَكِنَّ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - كَانَ إِمَامًا، فَأُخَالِفُهُ وَالْخِلَافُ شَرٌّ؟ ! (¬6) [2652] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - بِمِنًى أَرْبَعًا، فَأَنْكَرَ النَّاسُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَمَّا قَدِمْتُ مَكَّةَ تَأَهَّلْتُ (¬7) بِهَا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا تَأَهَّلَ رَجُلٌ بِبَلَدٍ فَلْيُصَلِّ بِهِ صَلَاةَ مُقِيمٍ". ¬

_ (¬1) قوله: "ثم قام" ليس في (س). (¬2) قوله: "ذلك" ليس في (س). (¬3) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 702). (¬4) في (س): "قالوا". (¬5) في (س): "وأبي بكر" خطأ. (¬6) أخرجه الفاكهي في الفوائد (ص 314). (¬7) التأهُّل: التزوج.

وَهَذَا مُنْقَطِعٌ وَضَعِيفٌ، عِكْرِمَةُ (¬1) بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيُّ ضَعِيفٌ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). وَقِيلَ عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ (¬3). وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُثْمَانَ إِنَّمَا صَلَّى بِمِنًى (¬4) أَرْبَعًا لِأَنَّهُ أَجْمَعَ الْإِقَامَةَ بَعْدَ الْحَجِّ (¬5). وَرَوَى يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - الْأَمْوَالَ بِالطَّائِفِ وَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا صَلَّى أَرْبَعًا (¬6). وَرَوَى مُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى أَرْبَعًا لِأَنَّهُ اتَّخَذَهَا وَطَنًا (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "عن عكرمة". (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (4/ 87). (¬3) له ترجمة في: التاريخ الكبير (5/ 132)، والجرح والتعديل (5/ 94)، والثقات لابن حبان (5/ 16)، وتهذيب الكمال (15/ 201)، وتعجيل المنفعة (2/ 801)، وقال ابن حجر: "عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب. . . ومنهم من قلبه فقال: عبد الله بن عبد الرحمن"، وهذه الصورة الأولى التي ذكرها ابن حجر وقعت في مسند أحمد (1/ 496 و 561)، وبالصورة الثانية تُرجم له في كل ما ذكرنا من مصادر، وقد ذكر المزي أن اسمه: عبد الله، وقيل: عبيد الله، وفرق ابن أبي حاتم بين عبد الله وبين عبيد الله، وانظر إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (8/ 28). (¬4) في (س): "بنا". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 328) من طريق معمر. (¬6) المصدر السابق (3/ 329) من طريق يونس. (¬7) المصدر السابق (2/ 199) من طريق المغيرة.

وَكُلُّ هَذَا مَدْخُولٌ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ إِتْمَامُهُ لِهَذَا الْمَعْنَى لَمَا خَفِيَ ذَلِكَ عَلَى الصَّحَابَةِ، وَلَمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ تِلْكَ (¬1) السُّنَّةَ، وَلَمَا صَلَّاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فِي مَنْزِلِهِ أَرْبَعًا، وَهُوَ لَمْ يَنْوِ مِنَ (¬2) الْإِقَامَةِ مَا نَوَى عُثْمَانُ. وَقَدْ رَوَى أَيُّوبُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِمِنًى مِنْ أَجْلِ الْأَعْرَابِ؛ لِأَنَّهُمْ كَثُرُوا عَامَئِذٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ أَرْبَعًا؛ لِيُعَلِّمَهُمْ أَنَّ الصَّلَاةَ أَرْبَعٌ. وَهَذَا مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ يَدُلُّ (¬3) عَلَى أَنَّ الْأَوَّلَ إِنْ صَحَّ لَمْ يَقُلْهُ عَنْ رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ عِنْدَهُ؛ إِذْ لَوْ كَانَتْ فِي ذَلِكَ رِوَايَةٌ صحِيحَةٌ لِمْ يَخْتَلِفْ قَوْلُهُ فِيهِ. وَكُلُّ ذَلِكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ مُنْقَطِعٌ دُونَ عُثْمَانَ، وَقَدْ رُوِّينَا بإسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّهُ أَتَمَّ الصَّلَاةَ بِمِنًى، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسِ، إِنَّ السُّنَّةَ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وسُنَّةُ صَاحِبَيْهِ، وَلَكِنَّهُ حَدَثَ (¬4) الْعَامَ مِنَ النَّاسِ، فَخِفْتُ أَنْ يَسْتَنُّوا. فَهَذَا يُؤَكِّدُ رِوَايَةَ أَيُّوبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. [2653] أخبرنا بِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ: عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَهُ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "ترك". (¬2) قوله: "من" ليس في (س). (¬3) قوله: "يدل" ليس في (س). (¬4) قوله: "ولكنه حدث" في (س): "ولكنني" وبعدها بياض. (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 144).

وَفِي كُلِّ ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ صَلَاةَ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ إِذَا شَاءَ، فَعَائِشَةُ - رضي الله عنها - هِيَ الرَّاوِيَةُ لِإِقْرَارِ صَلَاةِ السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هِيَ كَانَتْ تُتِمُّ، وَتَأَوَّلَتْ مَا تَأَوَّلَ عُثْمَانُ - رضي الله عنهما -، وَتَأْوِيلُ (¬1) عُثْمَانَ - رضي الله عنه - فِي ذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى الْقَصْرَ رُخْصَةً، وَالرُّخْصَةُ بِخِلَافِ الْعَزِيمَةِ، فَيَجُوزُ تَرْكُهَا غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْ قَبُولِ الرُّخْصَةِ، كَمَا نَقُولُ فِي الْفِطْرِ فِي السَّفَر، وَتَرْكِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الرُّخَصِ، وَكَذَلِكَ تَأْوِيلُهَا مَعَ رِوَايَتِهَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَتَمَّهَا فِي السَّفَرِ وَقَصَرَهَا. [2654] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: "تَعَالَ أُحِدِّثْكَ؛ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ" (¬2). تَفَرَّدَ بِهِ قَبِيصَةُ هَكَذَا، وَإِنَّمَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. [2655] حدثنيه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ. [2656] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ ¬

_ (¬1) في (س): "وتأول". (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 29) عن قبيصة.

السُّوسِيُّ (¬1)، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ، أَوْ قَالَ: أَبُو الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "أَلَا تَنْتَظِرُ (¬2) الْغَدَاةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي صَائمٌ. فَقَالَ: "تَعَالَ أُخْبِرْكَ عَنِ الْمُسَافِرِ؛ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى وَضَعَ عَنْهُ الصِّيَامَ وَنِصْفَ الصَّلَاةِ" (¬3). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَوْ كَانَ فَرْضُهُ رَكْعَتَيْنِ مَا صَلَّى مُسَافِرٌ خَلْفَ مُقِيمٍ (¬4). [2657] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ، أنا الْحَسَنُ (¬5) بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، ثُمَّ صَلَّى عُثْمَانُ بَعْدُ أَرْبَعًا، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي مَعَ الْإِمَامِ بِصَلَاتِهِ، فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ (¬6). [2658] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ¬

_ (¬1) قوله: "السوسي" ليس في (س). (¬2) نقطت في (ق): "ننتظر"، وفي (س) غير منقوطة الحرف الأول، والمثبت من الكنى للدولابي (2/ 914) من طريق العباس بن الوليد. (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 101) من طريق الأوزاعي. (¬4) مختصر المزني (8/ 118). (¬5) في (ق): "الحسين" خطأ. (¬6) صحيح مسلم (2/ 146).

ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: الْمُسَافِرُ يُدْرِكُ رَكْعَتَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْمُقِيمِينَ، أَفَيُجْزِئَانِهِ؟ قَالَ: بَلْ يُصَلِّي بِصَلَاتِهِمْ (¬1). [2659] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ (¬2) النَّجَّارِ الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: مَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا وَمَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَحَسَنٌ (¬3). [2660] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: مَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا فَحَسَنٌ، وَمَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَحَسَنٌ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ عَلَى الزِّيَادَةِ، إِنَّمَا (¬4) يُعَذِّبُ عَلَى النُّقْصَانِ (¬5). وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي: [2661] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ صَبِيحٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬6)، أنا (¬7) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 542) عن الثوري. (¬2) قوله: "ابن" ليس في (س). (¬3) المصدر السابق (2/ 561) عن الثوري. (¬4) في (س): "وإنما". (¬5) المصدر السابق (2/ 568). (¬6) هو: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه، سمع المسند من ابن راهويه. له ترجمة في: التقييد لابن نقطة (ص 319)، وتاريخ الإسلام (7/ 89)، وسير أعلام النبلاء (14/ 166)، وتوضيح المشتبه (134)، والأنساب لابن السمعاني (300)، وطبقات الحفاظ للسيوطي (ص 308). (¬7) في (س): "بن".

بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمُتِمُّ الصَّلَاةَ فِي السَّفَرِ كَالْمُقْصِرِ فِي الْحَضَرِ" (¬1). قَالَ بَقِيَّةُ: كُنْتُ أُحَدِّثُ بِهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ حَتَّى نَظَرْتُ فِي كِتَابِي، فَإِذَا فِيهِ (¬2): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ بِالْإِجْمَاعِ، فَالْمُتِمُّ فِي السَّفَرِ لَا يَكُونُ كَالْمُقْصِرِ فِي الْحَضَرِ؛ فَإِنَّ عِنْدَهُمْ إِذَا أَتَمَّ فِي السَّفَرِ يَكُونُ رَكْعَتَانِ فَرِيضَةً، وَمَا زَادَ عَلَيْهِمَا (¬3) تَطَوُّعًا، وَإِذَا قَصَرَ فِي الْحَضَرِ لَمْ يَكُنْ مُؤَدِّيًا لِلْفَرْضِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 23) من طريق بقية. (¬2) في (س): "هو". (¬3) في (ق): "عليها".

مسألة (155): ومن نوى مقام أربع أتم

مَسْأَلَةٌ (155): وَمَنْ نَوَى مُقَامَ أَرْبَعٍ أَتَمَّ (¬1) وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مَا لَمْ يَنْوِ مُقَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا فَلَهُ أَنْ يَقْصُرَ (¬2). [2662] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى وَغَيْرُهُ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ (¬3)، أَنَّهُ سَمِعَ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ (ح). [2663] وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬4)، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ جُلَسَاءَهُ: مَاذَا سَمِعْتُمْ فِي مُقَامِ الْمُهَاجِرِ بِمَكَّةَ؟ قَالَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلَاثًا". فِي حَدِيثِ حُمَيْدٍ: "بِمَكَّةَ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 367)، ومختصر المزني (ص 39)، والحاوي الكبير (2/ 371)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 212، 214)، والمجموع (4/ 241). (¬2) انظر: الأصل (1/ 248)، والمبسوط (1/ 236)، وتحفة الفقهاء (1/ 150 - 151)، وبدائع الصنائع (1/ 97). (¬3) في (س): "سعيد". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 366).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ حَاتِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ رَاهُويَهْ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬2). وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ أَجْلَى أَهْلَ الذِّمَّةِ مِنَ الْحِجَازِ، وَضَرَبَ لِمَنْ يَقْدَمُ مِنْهُمْ تَاجِرًا مُقَامَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. [2664] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -, أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (¬3) ضَرَبَ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ بِالْمَدِينَةِ إِقَامَةَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَتَسَوَّقُونَ بِهَا، وَيَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ، وَلَا يُقِيمُ أَحَدٌ (¬4) مِنْهُمْ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَأَشْبَهَ مَا وَصَفْتُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُقَامَ السَّفَرِ، وَمَا جَاوَزَهُ مُقَامَ الْإِقَامَةِ (¬5). وَرَوَى قَتَادَةُ عَنْ عُثْمَانَ أَنَّ مَنْ أَقَامَ أَرْبَعًا أَتَمَّ، حَكَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْهُ (¬6) فِي الْقَدِيمِ. [2665] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (5/ 68). (¬2) صحيح مسلم (4/ 108, 109). (¬3) قوله: "أن عمر بن الخطاب" مكانه بياض بمقدار كلمة واحدة في (س) وكتب فوقه: "بياضة". (¬4) في (س): "أحدا". (¬5) الأم (2/ 367). (¬6) قوله: "عنه" ليس في (س).

إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: مَنْ أَجْمَعَ عَلَى إِقَامَةٍ أَرْبَعَ لَيَالٍ (¬1) وَهُوَ مُسَافِرٌ أَتَمَّ الصَّلَاةَ. قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ الْأَمْرُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ عِنْدَنَا (¬2). تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ عَنْ سَعِيدٍ. [2666] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا سُفْيَانُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَقْصُرُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا عَشْرًا يَقْصُرُ حَتَّى رَجَعَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: حَتَّى جَاءَ مَكَّةَ. وَقَالَ: حَتَّى رَجَعْنَا. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الثَّوْرِيِّ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "أيام". (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 35/ أ). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 532). (¬4) صحيح البخاري (5/ 150). (¬5) صحيح مسلم (2/ 145).

وَهَذَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ مَكَّةَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمْ يَحْسُبِ الْيَوْمَ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ، ثُمَّ أَقَامَ بِهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَلَمْ يَحْسُبْهُ إِلَى مِنًى، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ سَارَ مِنْهَا إِلَى عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ دَفَعَ مِنْهَا حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، وَدَفَعَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ حَتَّى أَتَى مِنًى، وَقَضَى نُسُكَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّفْرِ الْآخِرِ نَزَلَ بِالْمُحَصَّبِ (¬1)، وَأَذَّنَ فِي أَصْحَابهِ بِالرَّحِيلِ. وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ الشَّافِعِيِّ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِنًى ثَلَاثًا يَقْصُرُ، وَقَدِمَ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى عَرَفَةَ ثَلَاثًا يَقْصُرُ، وَلَمْ يَحْسُبِ الْيَوْمَ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهِ سَائِرًا، وَلَا يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ سَائِرًا (¬2). وَبِصِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا: [2667] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ إِمْلَاءً، أنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ (¬3) قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنَ الْعَشْرِ، وَهُمْ يُهِلُّونَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَحِلُّوا (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى عَنْ وُهَيْبٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ¬

_ (¬1) المحصب: موضع رمي الجمار بمنى. (¬2) الأم للشافعي (2/ 367). (¬3) قوله: "البراء" ليس في (ق). (¬4) في (س): "يتحلوا"، وكتب ناسخ (س) في الطرة: "لعلها: يتحللوا". (¬5) صحيح البخاري (2/ 43).

عَنْ هَارُونَ الْحَمَّالِ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ وُهَيْبٍ (¬1). وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: لِأَرْبَعٍ أَوْ لِخَمْسٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. [2668] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ عَقَلْتَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؟ قَالَ: بِمِنًى. قُلْتُ: فَأَيْنَ صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ؟ قَالَ: بِالْأَبْطَحِ. ثُمَّ قَالَ: افْعَلْ كَمَا تَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنْ أَبِي مُوسَى (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، كُلُّهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ (¬3). [2669] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثنا الْأَعْمَشُ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ - وَاللَّفْظُ لِهَذَا الْحَدِيثِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬4) أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا نَذْكُرُ حَجًّا (¬5) وَلَا عُمْرَةً، فَلَمَّا قَدِمْنَا ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 57). (¬2) صحيح البخاري (2/ 161، 180). (¬3) صحيح مسلم (4/ 84). (¬4) قوله: "وأخبرنا" في (س): "فأخبرني". (¬5) في (س): "لا حجا".

مَكَّةَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَحَلَلْنَا، فَحَلَّ النَّاسُ مِنْ عُمْرَتِهِمْ، إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَكُنْتُ حَائِضًا، فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ النَّفْرِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ تَطَوَّفْتُ بِالْبَيْتِ؟ قَالَ: "انْطَلِقِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمِرِي (¬1) ". فَخَرَجْتُ وَمَعِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَحَاضَتْ صَفِيَّةُ لَيْلَةَ النَّفْرِ، فَقَالَتْ: مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَقْرَى حَلْقَى (¬2)، مَا كُنْتِ تَطَوَّفْتِ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ " قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: "فَانْفِرِي". قَالَتْ: فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُدَّلِجًا (¬3) عَلَى الْعَقَبَةِ وَهُوَ مُنْهَبِطٌ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَنَا مُنْهَبِطَةٌ عَلَى مَكَّةَ، قَالَ: "مَوْعِدُكِ كَذَا وَكَذَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ (¬5). فَثَبَتَ بِمَا ذَكَرْنَا (¬6) أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ (¬7) يَمْكُثْ بِمَوْضِعٍ وَاحِدٍ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ، ثُمَّ إِنَّ هَذَا وَرَدَ فِيمَنْ أَقَامَ بِمَوْضِعٍ، وَلَمْ يُجْمِعْ (¬8) مُكْثًا، وَكَلَامُنَا ¬

_ (¬1) في (س): "واعتمري". (¬2) قوله: "عقرى حلقى" أي عقر الله جسدها وأصابها بوجع في حلقها. وقيل: معناه تعقر قومها وتحلقهم بشؤمها. وقيل: العقرى: الحائض. وقيل: عقرى حلقى أي: عقرها الله وحلقها. وقيل: معناه جعلها الله عاقرًا لا تلد وحلقى مشئومة على أهلها. وظاهره الدعاء عليها، ولكنه على مذهب العرب في الدعاء على الشيء من غير إرادة وقوعه. (¬3) في (س): "متدلجا". (¬4) صحيح البخاري (2/ 141). (¬5) صحيح مسلم (4/ 33). (¬6) في (س): "ذكرناه". (¬7) في (ق): "أنه لم". (¬8) أجمع مكثا: أي عزم ونوى الانتظار واللبث.

وَقَعَ (¬1) فِيمَنْ أَجْمَعَ مُقَامَ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - بِخِلَافِ مَذْهَبِهِمْ: [2670] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ وحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا أَقَمْتَ عَشْرًا فَأَتِمَّ الصَّلَاةَ، وَإِذَا قُلْتَ: الْيَوْمَ وَغَدًا، فَإِلَى شَهْرٍ (¬2). هَذَا مُرْسَلٌ. [2671] حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا أَزْمَعْتَ بِالْإِقَامَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ فَأَتْمِمِ الصَّلَاةَ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - كَمَا: [2672] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَالِكِيُّ (¬4)، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَجْمَعَ (¬5) الْمُقَامَ صَلَّى أَرْبَعًا. ¬

_ (¬1) قوله: "وقع" ليس في (س). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 383) من طريق حفص. (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (4/ 412) من طريق علي بن الحسن. (¬4) في النسخ الخطية كلها: "الكاهلي" خطأ، والمثبت من التاريخ الكبير، وهو الموافق لكافة مصادر ترجمته. (¬5) في (س): "جمع" خطأ، ومعنى "أجمع": نوى، وقد وقع في المطبوع من التاريخ: "جمع"، ولكنه جاء على الصواب في مخطوطة شستربيتي (ق 389).

قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ (¬1). لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ وَقْتًا. * * * ¬

_ (¬1) التاريخ الكبير للبخاري (6/ 58).

مسألة (156): وإذا نوى مقام أكثر من سبعة عشر أو ثمانية عشر مع الخوف والحرب صار مقيما على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (156): وَإِذَا نَوَى مُقَامَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مَعَ الْخَوْفِ وَالْحَرْبِ صَارَ مُقِيمًا عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ. وَكَذَلِكَ لَوِ انْتَهَى إِلَى بَلَدٍ (¬1) فَأَقَامَ يَقْصُرُ مَا لَمْ يُجْمِعْ مُكْثًا بِهَا لَا يَجْمَعُ مُقَامَ أَرْبَعٍ، وَلَكِنَّهُ أَقَامَ عَلَى شَيْءٍ يَرَاهُ يُنْجِحُ (¬2) فِي الْيَوْمِ وَالْيَوْمَيْنِ، فَاسْتَأْخَرَ بِهِ ذَلِكَ، فَلَا يَزَالُ يَقْصُرُ مَا لَمْ يَبْلُغْ مُقَامُهُ مَا أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ. نَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْإِمْلَاءِ (¬3). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا يَصِيرُ بِنِيَّةِ الْمُقَامِ عَلَى الْخَوْفِ وَالْحَرْبِ مُقِيمًا (¬4). [2673] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ (¬5)، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ¬

_ (¬1) في (س): "ناد". (¬2) قال الفيومي: "أنجحت الحاجةُ إنجاحا وأنجحَ الرجلُ أيضًا إذا قُضيت له الحاجة والاسم النجاح بالفتح، وبه سُمي، ونَجَحَت تَنْجَح بفتحتين ونَجَحَ صاحبُها أيضًا لغةٌ فيهما، والاسم النُّجْح؛ وِزان قُفل، ورأيٌ نَجيحٌ". المصباح المنير (2/ 593). (¬3) انظر: الأم (2/ 368)، مختصر المزني (ص 39 - 40)، والحاوي الكبير (2/ 373)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 433 - 435)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 212 - 218)، والمجموع (4/ 238، 241 - 242). (¬4) انظر: الأصل (1/ 106)، والمبسوط (1/ 248 - 249)، وبدائع الصنائع (1/ 98)، والهداية في شرح البداية (1/ 80 - 81)، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني (2/ 27 - 28)، وتبيين الحقائق (1/ 212)، وفتح القدير (2/ 35 - 36). (¬5) قوله: "الروذباري" ليس في (ق).

وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ - الْمَعْنَى وَاحِدٌ - قَالَا: ثنا حَفْصٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَقَامَ سَبْعَ عَشْرَةَ بِمَكَّةَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَنْ (¬1) أَقَامَ سَبْعَ عَشْرَةَ قَصَرَ، وَمَنْ أَقَامَ أَكْثَرَ أَتَمَّ (¬2). رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَتَابَعَهُ ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ (¬3) عَنْ عِكْرِمَةَ، وَقَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ. وَقَالَ غَيْرُهُمَا: تِسْعَ عَشْرَةَ. [2674] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَاصِمٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَنَحْنُ (¬4) نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ تِسْعَةَ عَشَرَ يَومًا، فَإِنْ أَقَمْنَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَتْمَمْنَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ هَكَذَا (¬5). وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ وَحُصَيْنٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُمَا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: خَمْسَ عَشْرَةَ: ¬

_ (¬1) في (س): "فمن". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 76). (¬3) هو: عبد الرحمن بن عبد الله ابن الأصبهاني. له ترجمة في: الجرح والتعديل (5/ 255)، والثقات لابن حبان (7/ 67)، وتهذيب الكمال (2/ 198). (¬4) في (س): "ونحن". (¬5) صحيح البخاري (5/ 150).

[2675] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا (¬1) النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬2) يَقْصُرُ الصَّلَاةَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ (¬3)، وَسَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ ابْنَ عَبَّاسٍ (¬4). أَصَحُّ الرِّوَايَاتِ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ أَحْفَظُ مِنْ كُلِّ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَاصِمٍ، كَيْفَ وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ أَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمَا عَنْ عَاصِمٍ، ثُمَّ تَابَعَ حُصَيْنٌ وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَاصِمًا عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تِسْعَ عَشْرَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: ثَمَانَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. [2676] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ (ح). قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنا ابْنُ عُلَيَّةَ - لَفْظُهُ (¬5) - أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ ¬

_ (¬1) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬2) في (س): "خمسة عشر". (¬3) في (س): "الوهيبي". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 76). (¬5) في (س): "لفظ".

- صلى الله عليه وسلم -، وَشَهِدْتُ مَعَهُ الْفَتْحَ (¬1)، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، يَقُولُ: "يَا أَهْلَ الْبَلَدِ، صَلُّوا أَرْبَعًا؛ فَإِنَّا سَفْرٌ (¬2) (¬3) ". إِسْنَادُ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَصَحُّ مِنْ هَذَا بِكَثِيرٍ، وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ؛ رِوَايَتَيْ عِكْرِمَةَ وَحَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، بِمَعْنَى أَنَّ مَنْ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ؛ عَدَّ الْيَوْمَ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ، وَالْيَوْمَ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ (¬4)، وَمَنْ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ لَمْ يَعُدَّهُمَا، وَمَنْ قَالَ: ثَمَانَ عَشْرَةَ عَدَّ أَحَدَهُمَا دُونَ الْآخَرِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2677] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا (¬5) مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَبُوكَ عِشْرِينَ يَوْمًا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ. لَفْظُهُمَا وَاحِدٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: غَيْرُ مَعْمَرٍ لَا يُسْنِدُهُ (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ (¬7) ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مُرْسَلًا. ¬

_ (¬1) في (س): "الصبح" محرف. (¬2) سَفْر: أي مسافرون، جمع سافر، كصاحِب وصَحْب. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسه (ق 76). (¬4) في (ق) كتب فوقها: "منه"، وفي (س): "منه". (¬5) في (س): "نا". (¬6) المصدر السابق، رواية ابن داسة (ق 77). (¬7) أداة التحديث ساقطة من (س).

وَرَوَى ابْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ - أَظُنُّهُ يَحْيَى - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَأَقَامَ بِهَا بِضْعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ (¬1). [2678] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الصَّغَانِيُّ، أنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، فَذَكَرَهُ. [2679] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَقَامَ بِمَكَّةَ عِشْرِينَ يَوْمًا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ. كَذَا قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ فِي مَتْنِهِ. [2680] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْمَنْبِجِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: غَزَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - تَبُوكَ، فَأَقَامَ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُصَلِّي صَلَاةَ مُسَافِرٍ. وَهَذَا أَشْبَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2681] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ (¬2) - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأُمَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (3/ 152). (¬2) في (ق): "الحسيني".

الْبَجَلِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِخَيْبَرَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ (¬1). الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ضَعِيفٌ. [2682] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ, قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ, ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ, أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: أَقَمْتُ بِأَذْرَبِيجَانَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ - رضي الله عنه -, فَكُنْتُ (¬2) أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. [2683] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ - أنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ أَنَسًا أَقَامَ بِالشَّامِ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ شَهْرَيْنِ يُصَلِّي صَلَاةَ الْمُسَافِرِ (¬3). [2384] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعْدٍ بِالشَّامِ شَهْرَيْنِ، فَكَانَ يَقْصُرُ وَكُنَّا نُتِمُّ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّا نَحْنُ أَعْلَمُ (¬4). [2685] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (1/ 252) من طريق ابن خلي. (¬2) قوله: "فكنت" ليس في (س). (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (4/ 417) من طريق يحيى. (¬4) أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (1/ 243) من طريق سفيان.

ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَهُ شَتْوَتَيْنِ (¬1) لَا نَجْمَعُ، وَنَقْصُرُ الصَّلَاةَ (¬2). أَذْرَبِيجَانُ بِلَادٌ وَقُرًى مُتَفَرِّقَةٌ (¬3)، وَكَذَلِكَ الشَّامُ، فكَأَنَّهُمْ لَمْ يُقِيمُوا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ قَدْرًا يُلْزِمُهُمْ إِتْمَامَ الصَّلَاةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2686] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً؛ إِذَا صَلَّى مَعَ الْجَمَاعَةِ صَلَّى بِصَلَاتِهِمْ، وَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَمَجْهُولٌ (¬4) (¬5). * * * ¬

_ (¬1) الشتوة: الشتاء، وقيل: هي مفرد وجمعها شتاء. وقيل: الشَّتْوة مصدر شَتَا بالمكان شَتْوًا وشَتْوَةً للمرة الواحدة. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 54) من طريق يونس. (¬3) في (س): "مفرقة". (¬4) في (س): "ضعيف مجهول". (¬5) أخرجه الأصم في الثالث في حديثه (ص 142).

مسألة لم يذكرها الإمام (157): والجمع بين الصلاتين جائز بعذر السفر أو المطر

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (157): وَالْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ جَائِزٌ بِعُذْرِ السَّفَرِ أَوِ الْمَطَرِ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ إِلَّا بِعَرَفَةَ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَبِالْمُزْدَلِفَةِ لَيْلَةَ النَّحْرِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2687] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّازُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ (¬3) جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. [2688] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا (¬4) الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا عَجِلَ فِي السَّيْرِ جَمَعَ بَيْنَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 166 - 167)، ومختصر المزني (ص 41)، والحاوي الكبير (2/ 359، 392، 397)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 236 - 237)، والمجموع (4/ 249، 258 - 259). (¬2) انظر: الأصل (1/ 147)، والمبسوط (1/ 149)، وبدائع الصنائع (1/ 126)، والمحيط البرهاني في الفقه النعماني (1/ 276). (¬3) أي اشتد وأسرع. (¬4) في (س): "ثنا".

الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلَمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬3). [2689] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5) (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا (¬6) أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا يَحْيَى - وَهَذَا حَدِيثُ ابْنِ الْمُثَنَّى - ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بَعْدَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَيَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬7). [2690] أخبرنا الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ - رضي الله عنه -، أنا أَبُو طَاهِرٍ، أنا جَدِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ كُرَيْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَا: ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 154). (¬2) صحيح البخاري (2/ 46). (¬3) صحيح مسلم (2/ 150). (¬4) في (س): "عفان ثنا العامري". (¬5) في (س): "عبد الله". (¬6) في (س): "أنا". (¬7) صحيح مسلم (2/ 150).

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، ومُسَاحِقِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: فَغَابَتِ الشَّمْسُ، فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: الصَّلَاةَ. قَالَ: فَسَارَ، فَقِيلَ لَهُ: الصَّلَاةَ. فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ أَخَّرَ هَذِهِ الصَّلَاةَ، فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُؤَخِّرَهَا. قَالَ: فَسِرْنَا حَتَّى نِصْفَ اللَّيْلِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ، قَالَ: فَنَزَلَ فَصَلَّاهُمَا (¬1). [2691] قال (¬2): وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ، وَمَعَهُ نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خِرَاشٍ وَحَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، فَغَابَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا: الصَّلَاةَ. فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَقَالَ لَهُ آخَرُ: الصَّلَاةَ. فَلَمْ يُكَلِّمْهُ. قَالَ نَافِعٌ: فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلَاةَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا. قَالَ: فَسِرْنَا أَمْيَالًا، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى. قَالَ يَحْيَى: فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ هَذَا الْحَدِيثَ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: سِرْنَا حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ نَزَلَ فَصَلَّى (¬3). [2692] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أُخْبِرَ ابْنُ عُمَرَ بِوَجَعِ امْرَأَتِهِ وَهُوَ فِي سَفَرٍ فَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، فَقِيلَ لَهُ: الصَّلَاةَ. فَسَكَتَ، وَأَخَّرَهَا بَعْدَ ذَهَابِ الشَّفَقِ، حَتَّى ذَهَبَ هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ - ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (2/ 168) من طريق محمد بن العلاء. (¬2) قوله: "قال" ساقط من (س). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1189) من طريق يزيد.

يَعْنِي: وَالْعِشَاءَ - ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ (¬1). [2693] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬2) بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ (¬3) عَلى صَفِيَّةَ وَهُوَ بِمَكَّةَ وَهِيَ بِالْمَدِينَةِ، فَأَقْبَلَ (¬4) فَسَارَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَبَدَتِ النُّجُومُ، فَقَالَ لَهُ (¬5) رَجُلٌ كَانَ يَصْحَبُهُ: الصَّلَاةَ (¬6). فَسَارَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: الصَّلَاةَ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ أَمْرٌ فِي سَفَرٍ جَمَعَ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ. فَسَارَ (¬7) حَتَّى إِذَا غَابَ الشَّفَقُ جَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَسَارَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ثَلَاثًا (¬8). [2694] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَا الْفَقِيهُ بِالدَّامَغَانِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ السِّمْنَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ (ح). وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 547). (¬2) قوله: "أحمد" ليس في (ق). (¬3) أي أتاه الصارخ يُعْلِمُه بموتها. (¬4) قوله: "فأقبل" ليس في (س). (¬5) قوله: "له" ليس في (ق). (¬6) زاد هنا في (ق): "خير من النوم" ولعلها مقحمة. (¬7) في (س): "وسار". (¬8) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 405) من طريق حماد.

مُنَبِّهٍ (¬1) السِّمْسَارُ، ثنا مُطَيَّنٌ (¬2)، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬3)، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ أَحَدُهُمْ فِي حَدِيثِهِ: إِلَى رُبُعِ اللَّيْلِ (¬4). [2695] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بَعْدُ (¬5): حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: إِلَى رُبُعِ اللَّيْلِ (¬6). [2696] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَسْبَاطٍ الزَّيَّاتُ، ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَمِّي، ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ. وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَا: أَخَّرَ ابْنُ عُمَرَ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ حَتَّى صَلَّاهَا مَعَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. وَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَخَّرَهَا إِلَى رُبُعِ اللَّيْلِ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ صَنَعَ هَكَذَا (¬7). ¬

_ (¬1) في (ق)، (س): "منه"، والمثبت هو الموافق لترجمته في تاريخ الإسلام (8/ 206). (¬2) في (س): "مطير". (¬3) في (س): "عمرو". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 240) من طريق عبد الأعلى. (¬5) قوله: "بعد" ليس في (س). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 81/ أ). (¬7) أخرجه الدارقطني في العلل (7/ 20) من طريق عبيد الله.

اتَّفَقَتْ رِوَايَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ نَافِعٍ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ، عَلَى أَنَّ الْجَمْعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَانَ بَعْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ. فَإِنْ قَابَلُوهُ (¬1) بِمَا: [2697] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، أَنَّ مُؤَذِّنَ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الصَّلَاةَ. قَالَ: سِرْ. حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّفَقِ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ انْتَظَرَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ أَمْرٌ صَنَعَ مِثْلَ الَّذِي صَنَعْتُ. فَسَارَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَسِيرَةَ ثَلَاثٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ جَابِرٍ وَعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ نَحْوَهُ. وَرِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ الْمُخْتَصِّينَ بِنَافِعٍ أَوْلَى مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِهِمْ، مَعَ مَا رُوِّينَا عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَأَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَ رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ عَنْ نَافِعٍ. أَمَّا حَدِيثُ سَالِمٍ فَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ أَوْجُهٍ (¬3)، وَرَوَاهُ أَيْضًا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ (¬4)، عَنْ سَالِمٍ. ¬

_ (¬1) في (س): "قابلوا". (¬2) في (ق): "ثنا عبيد والمحاربي قالا ثنا"، وفي (س): "محمد بن عبيد والمحاربي قالا ثنا"، والمثبت هو الموافق لسنن أبي داود، رواية اللؤلؤي في (2/ 409)، وكذا رواه من طريقه الدارقطني في السنن (2/ 244). (¬3) في (س): "وجه". (¬4) في (س): "محمد بن عمر".

وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ: [2698] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو صَادِقٍ الْعَطَّارُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الصَّغَانِيُّ، أنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ رَبِيعَةُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَكَانَ مِنْ صَالِحِ الْمُسْلِمِينَ صِدْقًا وَدِينًا (ح). [2699] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ رَبِيعَةُ - يَعْنِي كَتَبَ إِلَيْهِ -: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: غَابَتِ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَسِرْنَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قَدْ أَمْسَى قُلْنَا: الصَّلَاةَ. فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ، وَتَصَوَّبَتِ النُّجُومُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَزَلَ فَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ صَلَّى صَلَاتِي هَذِهِ. يَقُولُ: يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا بَعْدَ لَيْلٍ (¬1). [2700] وأخبرنا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَطِيبُ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يَحْيَى، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْحِمَى، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ هِبْنَا أَنْ نَقُولَ لَهُ: انْزِلْ فَصَلِّ. فَلَمَّا أَنْ غَابَ الشَّفَقُ نَزَلَ فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 75). (¬2) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 548).

فَإِنْ قَابَلُوهُ (¬1) بِمَا: [2701] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ (¬2)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ قَطُّ فِي السَّفَرِ (¬3) إِلَّا مَرَةً. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا يُرْوَى عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ لَمْ يَرَ ابْنَ عُمَرَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا قَطُّ إِلَّا تِلْكَ اللَّيْلَةَ (¬4). يَعْنِي: لَيْلَةَ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ مَكْحُولٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّة أَوْ مَرَّتَيْنِ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا الْإِسْنَادُ لَيْسَ بِوَاضِحٍ، وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ إِخْبَارَهُ عَلَى (¬6) دَوَامِ فِعْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرِهِ بِقَوْلِهِ: كَانَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2702] أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (ح). ¬

_ (¬1) في (س): "قابلوا". (¬2) في (س): "مردود"، وهو: أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان. (¬3) في (س): "سفر". (¬4) في (س): "المرة". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 75). (¬6) في (س): "عن".

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أَخْبَرَنِي حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ (¬1)، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا الْمُفَضَّلُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيِّ وَقُتَيْبَةَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬4). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْبُخَارِيُّ فَزَادَ فِي مَتْنِهِ، فَقَالَ: وَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ رَكِبَ (¬5). [2703] أخبرناه أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا (¬6) أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَوسَى الْجَوْزِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ. فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) في (س): "المعدل". (¬2) أخرجه أحمد في المسند (6/ 2925) من طريق ابن غيلان. (¬3) صحيح البخاري (2/ 46). (¬4) صحيح مسلم (2/ 150). (¬5) في (س): "وإذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب". (¬6) في (س): "أبنا".

[2704] وأخبرنا أَبُو عَمْرٍو، أنا (¬1) أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ (¬2)، ثنا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوٍ (¬3) مِنْ حَدِيثِ حَسَّانَ، قَالَ: وَإِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، ثُمَّ رَكِبَ. [2705] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ جَابِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ إِلَى أَوَّلِ وَقْتِ الْعَصْرِ فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ حِينَ (¬4) يَغِيبُ الشَّفَقُ (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ (¬6) وَعَمْرِو بْنِ سَوَّادٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬7). [2706] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا اللَّيْثُ، ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا". (¬2) هو: محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير القرشي، أبو يحيى البزاز البغدادي، المعروف بصاعقة. (¬3) في (س): "بنحوه". (¬4) في (س): "حتى". (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 119). (¬6) هو: أحمد بن عمرو بن السرح. (¬7) صحيح مسلم (2/ 151).

عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي السَّفَرِ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُ وَقْتِ الْعَصْرِ (¬1). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، عَنْ شَبَابَةَ، وَزَادَ فِيهِ: ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا (¬2). [2707] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ - يَعْنِي الْحَنْظَلِيَّ - أنا شَبَابَةُ، أنا لَيْثٌ (¬3)، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَزَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ ثُمَّ ارْتَحَلَ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا تَمَامُ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، لَا (¬4) أَنَّهُ يُخَالِفُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2708] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا ابْنُ رَجَاءٍ، ثنا حَرْبٌ، عَنْ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَجْمَعُ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 81/ أ). (¬2) صحيح مسلم (2/ 151). (¬3) في (س): "ثنا الليث". (¬4) في (س): "إلا". (¬5) صحيح البخاري (2/ 46).

[2709] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ (¬1)، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعَتَمَةَ جَمِيعًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرٍ (¬2). [2710] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُمْ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ تَبُوكَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ: فَأَخَّرَ الصَّلَاةَ (¬3) يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ، عَنْ مَالِكٍ (¬5). [2711] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (ح). ¬

_ (¬1) قوله: "ثنا أبو النضر" ساقطة من (ق). (¬2) صحيح مسلم (2/ 151). (¬3) في (س): "للصلاة". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 168). (¬5) صحيح مسلم (7/ 60).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا قُتَيْبَةُ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ. لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا قُتَيْبَةُ وَحْدَهُ. أَبُو دَاوُدَ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا قُتَيْبَةُ. أَيْ: بِهَذَا الْإِسْنَادِ؛ فَقَدْ رُوِيَ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ هَكَذَا (¬1). [2712] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيِّ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِنْ تَرَحَّلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَنْزِلَ لِلْعَصْرِ، وَفِي الْمَغْرِبِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِنْ غَابَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَإِنِ ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَنْزِلَ لِلْعِشَاءِ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَهُمَا (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 76). (¬2) المصدر السابق (ق 75).

وَرَوَاهُ حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ حَدِيثِ الْمُفَضَّلِ عَنِ اللَّيْثِ: [2713] أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا (¬1) الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي السَّفَرِ؟ (¬2) كَانَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الزَّوَالِ، وَإِذَا سَارَ قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَصْرِ فِي وَقْتِ الْعَصْرِ. قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ فِي الْمَغْرِبِ (¬3) وَالْعِشَاءِ مِثْلَ ذَلِكَ (¬4). [2714] حدثنا أَبُو مَنْصُورٍ الظَّفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا". (¬2) قوله: "في السفر" ليس في (س). (¬3) في (س): "قال والمغرب". (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 481). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 548) من طريق ابن جريج.

وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَأَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا جَمِيعًا (¬1). وَقَدْ أَخْرَجْنَاهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ. [2715] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْأَسْفَاطِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ - هُوَ الْأَسْفَاطِيُّ - ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا أَبِي، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى سَفَرٍ - وَلَمْ يَقُلِ ابْنُ (¬2) إِسْحَاقَ: إِلَى سَفَرٍ. قَالَا: - وَقَدْ زَاغَتِ الشَّمْسُ، صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ، وَإِذَا خَرَجَ قَبْلَ الزَّوَالِ سَارَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ: بَيْنَهُمَا. [2716] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ أَخَّرَهُمَا حَتَّى يُصَلِّيَهُمَا فِي وَقْتِ الْعَصْرِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 234) من طريق حجاج. (¬2) في (س): "أبي". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 80/ أ).

[2717] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبِي قِلَابَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: وَلا أعْلَمُهُ إِلا مَرْفوعًا وَإِلَّا فَهُوَ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا فَأَعْجَبَهُ الْمَنْزِلُ أَقَامَ فِيهِ حَتَّى جَمَعَ فِيهِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، ثُمَّ يَرْتَحِلُ، فَإِذَا لَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ الْمَنْزِلُ مَدَّ فِي السَّيْرِ فَسَارَ فَأَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَنْزِلَ الَّذِي يُرِيدُ، فَجَمَعَ فِيهِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ (¬1). [2718] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬2)، أنا مَالِكٌ (ح). وَحَدَّثَنَا (¬3) أَبُو جَعْفَرٍ الْمُسْتَمْلِي، أنا بِشْرُ (¬4) بْنُ أَحْمَدَ الْإِسفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّفَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سفَرٍ. قَالَ مَالِكٌ: أُرَى ذَلِكَ فِي مَطَرٍ. ¬

_ (¬1) هذا الحديث بأكمله ساقط من (س). (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 559). (¬3) في (س): "وأخبرنا". (¬4) في (س): "بكر".

لَمْ يَذْكُرِ الصَّفَّارُ عَنْ يَحْيَى قَوْلَ مَالِكٍ، وَذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ وَدَاوُدُ عَنْ يَحْيَى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1). [2719] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬2) بْنِ الْجُنَيْدِ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬3)، قَالُوا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - غَابَتْ لَهُ الشَّمْسُ بمَكَّةَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا بِسَرِفَ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - رحمه الله -: وَسَرِفُ مِنْ مَكَّةَ عَلَى تِسْعَةِ أَمْيَالٍ، وَلَا خِلَافَ أَعْلَمُهُ أَنَّهُ لَا يَتَهَيَّأُ أَنْ يُسَارَ مِنْ عِنْدِ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى عِنْدِ (¬4) غُرُوبِ الشَّفَقِ تِسْعَةَ أَمْيَالٍ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدَّوَابِّ، فَدَلَّ أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَهُمَا بَعْدَ ذَهَاب بَعْضِ اللَّيْلِ. [2720] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ جَارُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: بَيْنَهُمَا عَشَرَةُ أَمْيَالٍ. يَعْنِي بَيْنَ (¬5) مَكَّةَ وَسَرِفَ (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 151). (¬2) في (ق): "الحسن". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 75). (¬4) في (س): "قبل". (¬5) كلمة: "بين" غير موجودة في (س). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 75).

وَرَوَاهُ (¬1) الْحِمَّانِيُّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ: [2721] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو نَصْرٍ (¬2) رَشِيقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا (¬3) الْحِمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬4)، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. [2722] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ. فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. [2723] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ (¬5) الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ - يَعْنِي أَبَا الْبَخْتَرِيِّ - ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَكَّةَ قَرِيبًا مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَلَمْ يُصَلِّ الْمَغْرِبَ حَتَّى أَتَى سَرِفَ (¬6)، وَذَلِكَ سِتَّةُ أَمْيَالٍ (¬7). وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ (¬8)، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِمْ - رضي الله عنهم - أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ. ¬

_ (¬1) في (س) تقرأ: "ورويلي". (¬2) في (س): "أبو خضر". (¬3) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬4) قوله: "بن محمد" غير موجودة في (س). (¬5) في (س): "ومحمد ابن أبي حامد". (¬6) في (س): "سرق" تصحيف. (¬7) أخرجه أحمد في المسند (6/ 3017) من طريق الأجلح. (¬8) قوله: "وعبد الله ابن زيد" غير موجود في (س).

أَمَّا الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهما -: [2724] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّرِيرُ بِالرَّيِّ، ثنا سعِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَطِيَّةَ، ثثا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ (¬1)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ، وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهما -. [2725] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: جَمْعُ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ مِنَ الْكَبَائِرِ (¬2). مَفْهُومُهُ جَوَازُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِعُذْرٍ. [2726] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّمْجَارِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ (¬3)، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ صَبِيحٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ: ثَلَاثٌ مِنَ الْكَبَائِرِ: الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالنُّهْبَى (¬4). وَرُوِيَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا. وَأَمَّا حَدِيثُ سَعْدٍ وَسَعِيدٍ وَأُسَامَةَ - رضي الله عنهم -: ¬

_ (¬1) في (ق): "بن أبي الخضر". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 552) من طريق قتادة. (¬3) في (س): "بن بشير". (¬4) في (س): "والنهى"، تحريف. والنهبى: من النَّهْب؛ وهو أخذ المرء ما ليس له جِهارًا.

[2727] فأخبرنيه مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يَجْمَعَانِ فِي السَّفَرِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. [2728] وبإسناده عَنْ سُفْيَانَ، ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ سَعْدٍ إِلَى مَكَّةَ، وَنَحْنُ مُوَافدُونَ (¬1)، فَكَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ؛ يُؤَخِّرُ الظُّهْرَ وَيُعَجِّلُ الْعَصرَ، وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ وَيُعَجِّلُ الْعِشَاءَ، وَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: [2729] فأخبرنا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ، وَيَقُولُ: هِيَ السُّنَّةُ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: [2730] فأخبرنا (¬5) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ ¬

_ (¬1) كذا هنا وفي الأوسط لابن المنذر (3/ 131). (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (3/ 131) من طريق سفيان. (¬3) في (س): "فأخبرناه". (¬4) أخرجه البزار في المسند (11/ 416) من طريق سعيد. (¬5) في (س): "فأخبرناه".

عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى الْحِمَى، فَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَهِبْنَا أَنْ نَقُولَ لَهُ: انْزِلْ فَصَلِّ، فَلَمَّا ذَهَبَ بَيَاضُ الْأُفُقِ، وَفَحْمَةُ (¬1) الْعِشَاءِ، نَزَلَ فَصَلَّى ثَلَاثًا، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ (¬2). وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمٍ: قُلْنَا: كَمْ أَبْعَدُ مَا أَخَّرَ ابْنُ عُمَرَ الْمَغْرِبَ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: سَارَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ ثَمَانِيَةَ أَمْيَالٍ، ثُمَّ صَلَّى (¬3): [2731] أخبرناه عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ لِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: [مَا] (¬4) أَشَدُّ مَا رَأَيْتَ أَبَاكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: غَرَبَتْ لَهُ الشَّمْسُ بِذَاتِ الْجَيْشِ فَصَلَّاهَا بِالْعَقِيقِ (¬5). [2732] وبإسناده قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا جَمَعَ الْأُمَرَاءَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ جَمَعَ مَعَهُمْ فِي لَيْلَةِ الْمَطَرِ (¬6). وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - فَرَوَاهُ أُسَامَةُ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَنَسًا كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ، وَيَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) فحمة العشاء: ظلمته، وقال في النهاية: "هي إقباله وأول سواده، يقال للظلمة التي بين صلاتي العشاء: الفحمة، وللظلمة بين العتمة والغداة: العسعسة" النهاية (فحم). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 168). (¬3) معرفة السنن والآثار (4/ 296). (¬4) ما بين المعقوفين من الموطأ. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 34/ أ). (¬6) المصدر السابق (ق 33/ ب).

يَصْنَعُ ذَلِكَ (¬1). [2733] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدِ السُّنَّةِ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ (¬2) سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي رُزَيْقِ (¬3) بْنِ حَكِيمٍ الْأَيْلِيِّ، قَالَ: مَرَّ بِنَا رَبِيعَةُ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْأَلُهُمْ عَنْ يَمِينٍ حَلَفَ بِهَا. قَالَ: فَأَتَيْنَاهُمْ فِي مَنْزِلِهِمْ، فَصَلَّوُا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ رَكِبُوا (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2734] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا السَّرِيُّ - يَعْنِي ابْنَ خُزَيْمَةَ - ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، ثنا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، عَنْ (¬5) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى صَلَاةً لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا إِلَّا صَلَاتَيْنِ؛ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الْفَجْرَ قَبْلَ مِيقَاتِهَا. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 421). (¬2) في (ق)، (س): "ابن" مصحف، والمثبت هو الصواب كما رواه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 698)، وكذا رواه ابن عساكر في تاريخه (24/ 123) عن شيخ المصنف. (¬3) في (ق): "أن أخي زريق". (¬4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (24/ 123) من طريق المؤلف. (¬5) في (س): "بن".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ (¬2). وَمَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي وَقْتِ إِحْدَاهُمَا فَلَا نَقُولُ: إِنَّهُ صَلَّاهَا فِي غَيْرِ وَقْتِهَا (¬3). ثُمَّ الْحُكْمُ لِقَوْلِ (¬4) مَنْ يَرَى، وَقَدْ رُوِّينَا عَمَّنْ رَآهُ وَشَاهَدَهُ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ. * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 166). (¬2) صحيح مسلم (4/ 76). (¬3) في (س): "صلاهما في غير وقتهما". (¬4) في (س): "بقول".

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَة وَأَصْحَابِهِ المُجلَّدُ الرَّابع

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

كتاب الجمعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَمِنْ كِتَابِ الْجُمُعَةِ

مسألة (158): والجمعة تجب على أهل القرية إذا بلغوا أربعين، وكانوا مستوطنين

مَسْأَلَةٌ (158): وَالْجُمُعَةُ تَجِبُ عَلَى أَهْلِ الْقَرْيَةِ إِذَا بَلَغُوا (¬1) أَرْبَعِينَ، وَكَانُوا مُسْتَوْطِنِينَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَجِبُ الْجُمُعَةُ إِلَّا فِي مِصْرٍ جَامِعٍ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2735] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[فِي] (¬4) مَسْجِدُ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَى مِنَ الْبَحْرَيْنِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي عَامِرٍ (¬5). [2736] أخبرنا (¬6) أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ لَفْظَهُ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "كانوا". (¬2) انظر: الأم (2/ 378)، ومختصر المزني (ص 42)، والحاوي الكبير (2/ 407)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 250)، والمجموع (4/ 353). (¬3) انظر: الأصل (1/ 314)، والمبسوط (2/ 23)، وتحفة الفقهاء (1/ 162)، وبدائع الصنائع (1/ 259)، والهداية في شرح البداية (1/ 82). (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، والمثبت من صحيح البخاري. (¬5) صحيح البخاري (2/ 5). (¬6) في (س): "أخبرناه".

إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ لَجُمُعَةٌ جُمِّعَتْ بِجُوَاثَى؛ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الْبَحْرَيْنِ. قَالَ عُثْمَانُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى عَبْدِ الْقَيْسِ (¬1). [2737] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - يَعْنِي الْخَلَّالَ - ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بِالْمَدِينَةِ جُمُعَةٌ بِالْبَحْرَيْنِ فِي قَرْيَةٍ لِعَبْدِ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهَا: جُوَاثَى (¬2). وَكَانُوا لَا يَسْتَبِدُّونَ بِأُمُورِ الشَّرْعِ؛ لِجَمِيلِ نِيَّاتِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَالْأَشْبَهُ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِيمُوهَا فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِلَّا بِأَمْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [2738] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ - يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ - قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَإِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ صَلَّى عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ - يَعْنِي - فَلَبِثَ كَثِيرًا (¬3) لَا يَسْمَعُ أَذَانَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فَعَلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، أَرَأَيْتَ اسْتِغْفَارَكَ لِأَبِي أُمَامَةَ كُلَّمَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 63). (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 257) من طريق الحسن بن علي به. (¬3) في (س): "كثير".

لِلْجُمُعَةِ مَا هُوَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِنَا فِي هَزْمٍ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ (¬1)، يُقَالُ لَهُ: نَقِيعُ الْخَضِمَاتِ (¬2). قَالَ: قُلْتُ (¬3): كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ (¬4) رَجُلًا (¬5). ابْنُ (¬6) إِسْحَاقَ إِذَا ذُكِرَ سَمَاعُهُ وَكَانَ الرَّاوِي ثِقَةً اسْتَقَامَ الْإِسْنَادُ. [2739] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُرَيْمٌ - يَعْنِي ابْنَ سُفْيَانَ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا (¬7). أَسْنَدَهُ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعِجْلُ (¬8)، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ: ¬

_ (¬1) في النسخ والمختصر (ق 74/ ب): "بياض"، والمثبت من مستدرك الحاكم، والسنن الكبير للبيهقي (6/ 242). قال الحموي: "وبياضة بطن من الأنصار وهو بياضة بن عامر بن زريق" معجم البلدان (5/ 405). (¬2) نقيع الخضمات: موضع حماه عمر - رضي الله عنه - لنعم الفيء وخيل المجاهدين، فلا يرعاه غيرها، وهو موضع قريب من المدينة. النهاية لابن الأثير (نقع). (¬3) قوله: "قلت" ليس في (س). (¬4) في (س): "كنا أربعين". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 13). (¬6) في (س): "إن". (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 63). (¬8) في (ق): "عبيد الله بن محمد العجلي"، وفي (س): "عبيد بن عمر العجل"، وهو: حسين بن محمد بن حاتم الحافظ، المعروف بعبيد العجل. له ترجمة في: تاريخ بغداد =

[2740] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عُبَيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ (¬1)، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، فَذَكَرَهُ بإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: عَنْ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). [2741] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَا: ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عَبيدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ مُتَهَاوِنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ" (¬3). [2742] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ (¬4)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ" (¬5). ¬

_ = (8/ 658)، وسير أعلام النبلاء (14/ 90)، وتاريخ الإسلام (6/ 981)، ونزهة الألباب (2/ 16، 23). (¬1) في (س): "العجل". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 27). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 62). (¬4) في (ق): "البزاز"، وفي (س) غير منقوطة، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 37).

تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ أَسِيدٍ (¬1). وَرُوِيَ (¬2) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ (¬3) بْنِ مَسْعُودٍ - وَهُوَ مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ - أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ قَرْيَةٍ فِيهَا أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَعَلَيْهِمُ الْجُمُعَةُ (¬4). وَمِثْلُهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله - (¬5). [2743] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، فَقَالَ: كُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ فِيهَا جَمَاعَةٌ وَعَلَيْهِمْ أَمِيرٌ أُمِرُوا بِالْجُمُعَةِ فَلْيُجَمِّعْ بِهِمْ، فَإِنَّ أَهْلَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ (¬6) وَمَدَائِنِ مِصْرَ وَمَدَائِنِ سَوَاحِلِهَا كَانُوا يُجَمِّعُونَ الْجُمُعَةَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنهما - بِأَمْرِهِمَا، وَفِيهَا رِجَالٌ مِنَ الصَّحَابَةِ (¬7). [2744] وبإسناده قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَيْبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى لِآلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَأَل عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْقُرَى الَّتِي بَيْنَ (¬8) مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، مَا تَرَى فِي الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَمِيرٌ فَلْيُجَمِّعْ (¬9). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 37). (¬2) في (س): "فروي". (¬3) في (س): "عبد الله بن عبد الله بن عقبة". (¬4) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 9). (¬5) ذكره ابن المنذر في الأوسط (4/ 30). (¬6) في النسخ: "الإسكندرانية"، والمثبت من السنن الكبير، والمختصر (ق 75/ أ). (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (6/ 245). (¬8) في (س): "تلي". (¬9) المصدر السابق (6/ 245).

[2745] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ: انْظُرْ كُلَّ قَرْيَةٍ أَهْلِ قَرَارٍ لَيْسُوا هُمْ بِأَهْلِ عَمُودٍ يَتَنَقَّلُونَ (¬1)، فَأَمِّرْ عَلَيْهِمْ أَمِيرًا فَلْيُجَمِّعْ بِهِمْ (¬2). وَأَرَادُوا بِالْأَمِيرِ مَنْ يَكُونُ إِمَامًا يُجَمِّعُهُمْ (¬3)، وَيَخْطُبُ بِهِمْ، وَيُصَلِّي بِهِمْ، وَيَكُونُ كَافِيًا لِلْقِيَامِ بِهَا. وَالْأَشْبَهُ بِأَقَاوِيلِ السَّلَفِ وَأَفْعَالِهِمْ فِي إِقَامَةِ الْجُمُعَةِ فِي الْقُرَى الَّتِي أَهْلُهَا أَهْلُ قَرَارٍ لَيْسُوا بِأَهْلِ عَمُودٍ يَنْتَقِلُونَ (¬4) أَنَّ ذَلِكَ مُرَادُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - بِمَا رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ قَالَ: لَا تَشْرِيقَ وَلَا جُمُعَةَ إِلَّا فِي مِصْرٍ جَامِعٍ. وَهُوَ عَنْهُ ثَابِتٌ، وَلَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [2746] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَذَكَرَهُ (¬5). ¬

_ (¬1) في الكبير والمختصر: "ينتقلون". وأهل القرار؛ أي المستقرون، وأهل العمود، أي أصحاب الأخبية، جمع خباء؛ وهو بناء من وبر أو صوف أو شعر. وأهل العمود: أي الخيمة، لا يقيمون. (¬2) المصدر السابق (6/ 246). (¬3) في (س): "يجمع بهم". (¬4) غير منقوطة في (ق). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 45) عن جرير به، وزاد فيه: "عن طلحة" بين منصور وسعد بن عبيدة.

[2747] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَحْمُويَهْ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ (¬1)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (¬2) - رضي الله عنه -، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، مَوْقُوفٌ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "عن عبيدة". (¬2) قوله: "ابن أبي طالب" ليس في (ق). (¬3) أخرجه المروزي في الجمعة وفضلها (ص 89) من طريق شعبة به.

مسألة لم يذكرها الإمام (159): وتجب الجمعة على من كان خارج المصر بسماع النداء

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (159): وَتَجِبُ الْجُمُعَةُ عَلَى مَنْ كَانَ خَارِجَ الْمِصْرِ بِسَمَاعِ النِّدَاءِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَلْزَمُ إِلَّا أَهْلَ الْبَلَدِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2748] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ (¬4)، ثنا قَبِيصَةُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْهٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْجُمُعَةُ عَلَى مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ" (¬5). رَفَعَهُ قَبِيصَةُ، وَهُوَ ثِقَةٌ. [2749] قال أَبُو بَكْرٍ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ الطَّائِفِيُّ، ثِقَةٌ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 382)، ومختصر المزني (ص 42)، والحاوي الكبير (2/ 404)، والمجموع (4/ 352). (¬2) انظر: الأصل (1/ 314)، والمبسوط (2/ 23)، وتحفة الفقهاء (1/ 162)، وبدائع الصنائع (1/ 259)، والهداية في شرح البداية (1/ 82). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 63). (¬4) في (س): "محمد بن فارس". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ أ).

وَهَذِهِ سُنَّةٌ تَفَرَّدَ بِهَا أَهْلُ الطَّائِفِ (¬1). [2750] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ، ثنا شُعْبَةُ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، قَالَا: ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلَا صَلَاةَ لَهُ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ رَفَعَهُ (¬2) هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ (¬3) وَقُرَادٌ أَبُو نُوحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، وَهُمَا ثِقَتَانِ، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِمَا صَحِيحٌ، فَلَا يَضُرُّهُمَا مَنْ خَالَفَهُمَا فِي رَفْعِهِ (¬4). وَرَوَاهُ (¬5) مَغْرَاءُ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ هَكَذَا مَرْفُوعًا، وَزَادَ: "فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنِ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ". قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: "خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ" (¬6). [2751] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّمَا الْجُمُعَةُ عَلَى مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ" (¬7). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 87/ أ). (¬2) في (س): "هذا حديث صحيح رفعه". (¬3) في النسخ: "بشر"، والمثبت من المختصر (ق 75/ أ). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 532). (¬5) في (س): "وروى". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 413). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ أ).

وَرُوِيَ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَمْرٍو كَذَلِكَ مَرْفُوعًا (¬1). [2752] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: لَا صَلَاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ. قِيلَ: وَمَنْ جَارُ الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: مَنْ أَسْمَعَهُ الْمُنَادِي (¬2). [2753] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْحَنَّاطُ (¬3)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلَا صَلَاةَ لَهُ" (¬4). [2754] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشَجِّ (¬5)، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "رَوَاحُ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَعَلَى مَنْ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ غُسْلٌ" (¬6). [2755] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 311). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 397) من طريق أبي حيان به. (¬3) في (ق): "الخياط". (¬4) أخرجه تمام في الفوائد (2/ 114) من طريق شيبان بن أبي شيبة به، ولكنه قال: "عن الحسن عن أنس". (¬5) قوله: "عبد الله الأشج" كذا ثبت في النسخ. (¬6) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 205) من طريق يحيى به.

الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: تَجِبُ الْجُمُعَةُ عَلَى كُلِّ مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ (¬2). [2756] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا جَدِّي، ثنا أَبُو تَوْبَةَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ الْخَفَّافُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مِينَاءَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَاهُ، أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ (¬3) الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ (¬4). [2757] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق بنِ أَيُّوب الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَحْمَدُ بن عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5) بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ ¬

_ (¬1) من قوله: "ثنا أبو العباس هو الأصم" إلى ها هنا ساقط من (س) ومكانه: "أخبرني إسماعيل". (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 382). (¬3) أي تَرْكهم الجُمُعات. (¬4) صحيح مسلم (3/ 10). (¬5) في (س): "عبد الله".

النَّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَمِنَ الْعَوَالِي، فَيَأْتُونَ فِي الْعَبَاءِ (¬1)، وَيُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ، فَأَتَى (¬2) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَاسٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في صحيح البخاري: "الغبار"، قال الحافظ في الفتح (2/ 386): "كذا وقع للأكثر، وعند القابسي: فيأتون في العباء، بفتح المهملة والمد، وهو أصوب" اهـ، والعباء: بفتح العين المهملة والمد جمع عباءة؛ كما في إرشاد الساري (2/ 172). (¬2) في (س): "فيأتي". (¬3) صحيح البخاري (2/ 6). (¬4) صحيح مسلم (3/ 3).

مسألة (160): والجمعة لا تنعقد بأقل من أربعين

مَسْأَلَةٌ (160): وَالْجُمُعَةُ لَا تَنْعَقِدُ بِأَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَنْعَقِدُ بِثَلَاثَةٍ وَإِمَامٍ (¬2). [2758] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ قَائِدَ أَبِيهِ بَعْدَمَا ذَهَبَ بَصَرُهُ - عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَرَحَّمَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ تَرَحَّمْتَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِنَا فِي هَزْمِ (¬3) النَّبِيتِ (¬4) مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ فِي نَقِيعٍ يُقَالُ لَهُ: نَقِيعُ (¬5) الْخَضِمَاتِ. قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 379)، ومختصر المزني (ص 42)، والحاوي الكبير (2/ 409)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 255)، والمجموع (4/ 353). (¬2) انظر: الأصل (1/ 327)، والمبسوط (2/ 24)، وبدائع الصنائع (1/ 268)، والهداية في شرح البداية (1/ 82). (¬3) في (س): "هدم"، والهزم: المنخفض المطمئن من الأرض. (¬4) قال الحموي في معجم البلدان (5/ 405): "والنبيت بطن من الأنصار وهو عمرو بن مالك بن الأوس"، وانظر تعليقه على الاختلاف الواقع بين الروايات. (¬5) في (س): "بقيع"، تصحيف. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 64).

أَخْرَجَهُ هَكَذَا فِي السُّنَنِ، وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - وَلَا أُرَاهُ يَصِحُّ: [2759] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي عِيسَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الْأَنْبَارِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بِبَالِسَ (¬1)، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ إِمَامًا، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ جُمُعَةٌ وَأَضْحًى وَفِطْرٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ جَمَاعَةٌ. [2760] قال: وَكَذَلِكَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2). عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ بَالِسَ شَيْخٌ يُضَعِّفُهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَأْتِ بِهِ غَيْرُهُ (¬3)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَيَصْلُحُ ذَلِكَ لِمُعَارَضَةِ مَا: [2761] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأُبُلِّيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُنَيْسٍ الْكَلَاعِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ (¬5) بْنِ عَطَاءٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيَّةُ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) قوله: "ببالس" مكانها بياض في (س). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 86/ ب). (¬3) في (س): "ولم يأت غيره". (¬4) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في النسخ: "عمر"، والمثبت من المصدر السابق.

"الْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ قَرْيَةٍ فِيهَا إِمَامٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا إِلَّا أَرْبَعَةً" (¬1). تَابَعَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَا يَصِحُّ. [2762] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ مَتْرُوكٌ، وَالْحَكَمُ مَتْرُوكٌ، وَلَا يَصِحُّ هَذَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، كُلُّ مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ مَتْرُوكٌ (¬2). قَالَ عَلِيٌّ: وَالزُّهْرِيُّ لَا يَصِحُّ سَمَاعُهُ مِنَ الدَّوْسِيَّةِ (¬3). وَجَرْحُ هَؤُلَاءِ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُشْتَغَلَ بِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَرُبَّمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِيمَا بَعْدُ فَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى. وَرَوَى جَعْفَرُ (¬4) بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "عَلَى الْخَمْسِينَ جُمُعَةٌ" (¬5): [2763] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، أنا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ (¬6)، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، فَذَكَرَهُ. [2764] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ، ثنا عَتِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أُرَاهُ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ أ). (¬2) المصدر السابق (ق 87/ أ). (¬3) المصدر السابق (2/ 317). (¬4) في (س): "وروي عن جعفر". (¬5) المصدر السابق (2/ 307) من طريق الحكم بن أبان به. (¬6) في (س): "ميسرة".

الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْجُمُعَةُ عَلَى الْخَمْسِينَ، وَلَيْسَ عَلَى مَنْ (¬1) دُونَ الْخَمْسِينَ جُمُعَةٌ" (¬2). تَفَرَّدَ بِهِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَجَعْفَرٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَلِلْأَرْبَعِينَ تَأْثِيرٌ فِيمَا يُقْصَدُ فِيهِ الْجَمَاعَةُ، بِدَلِيلِ مَا: [2765] أخبرنا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ - رضي الله عنه -، ثنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا خَلَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ بِمَكَّةَ، ثنا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ - ثنا خُصَيْفٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ كَاتِبَيْنِ يَكْتُبَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، حَتَّى يَكْتُبَا أَرْبَعِينَ رَجُلًا، حَتَّى تُطْوَى الصُّحُفُ، ثُمَّ يَقْعُدُونَ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا (¬4) فِيمَا فَاتَنِي (¬5) سَمَاعُهُ مِنَ الْإِمَامِ أَبِي الطَّيِّبِ - رحمه الله -، وَأَظُنُّهُ: "ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ". [2766] وأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ (¬6) بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الْمَاسَرْجِسِيُّ، أنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) قوله: "من" ليست في (س). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 291) من طريق مروان به. (¬3) أخرجه أبو علي الهروي في الأول من فوائده بانتخاب الدارقطني (ص 29). (¬4) قوله: "وهذا" ساقط من (ق). (¬5) تحرفت في (س) إلى: "تني" غير منقوطة. (¬6) في (س): "الحسين".

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ] (¬1) قَالَ: جَمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكُنْتُ آخِرَ مَنْ أَتَاهُ، وَنَحْنُ (¬2) أَرْبَعُونَ رَجُلًا، فَقَالَ: "إِنَّكُمْ مُصِيبُونَ وَمَنْصُورُونَ وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلْيَصِلِ الرَّحِمَ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (¬3). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (¬4) وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ سِمَاكٍ (¬5). وَفِي رِوَايَةِ مِسْعَرٍ: جَمَعَنَا (¬6) نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ. [2767] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: "أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ (¬7). قَالَ: "أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي (¬8) لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي الشِّرْكِ إِلَّا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (6/ 249). (¬2) في (س): "وكنا". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (2/ 859) من طريق عبد الرحمن المسعودي به، وليس فيه: "وليصل رحمه". (¬4) أخرجه البزار في المسند (5/ 383). (¬5) علقه المؤلف في السنن الكبير (6/ 249). (¬6) في (س): "جميعا". (¬7) قوله: "قالوا: نعم" ليس في أصل الرواية. (¬8) قوله: "إني" ليس في (س).

كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ (¬2). [2768] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ زَيدٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَجْتَمِعُ أَرْبَعُونَ (¬3) رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَدْعُونَ اللَّهَ - عز وجل - فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُمْ (¬4)، حَتَّى لَوْ دَعَوْا عَلَى الْجَبَلِ لَأَزَالُوهُ" (¬5). [2769] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ مُهَاجِرٍ وَمُحَمَّدُ (¬6) بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَا: ثنا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ (¬7)، أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ أَوْ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اخْرُجُوا بِهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 254). (¬2) صحيح البخاري (8/ 110)، وصحيح مسلم (1/ 138). (¬3) في النسخ: "أربعين"، والمثبت من المختصر (ق 75/ ب). (¬4) في (س): "إلا استجاب لهم". (¬5) ذكره الديلمي في مسند الفردوس (5/ 154) عن ابن عباس. (¬6) في (ق): "ثنا محمد". (¬7) في (ق): "عن ابن عباس".

مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ (¬1). وَرُوِيَ فِي مَعْنَاهُ عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). وَعَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [2770] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ (¬4) بْنِ مَيْمُونٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا. قَالَ (¬5): فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا، فَانْصَرَفُوا حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، فَجَاءَتْ عِيرٌ (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 53). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (12/ 6478). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 190). (¬4) في (س): "أحمد بن إسحاق بن الحسن". (¬5) قوله: "قال" ليس في (س). (¬6) سورة الجمعة (آية: 11). (¬7) صحيح البخاري (2/ 13). (¬8) صحيح مسلم (3/ 9).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ (¬2). [2771] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَنَانِيُّ (¬3)، ثنا رِفَاعَةُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ قَائِمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ، فَجَاءَتْ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ، فَانْفَتَلَ (¬4) النَّاسُ إِلَيْهَا، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خَالِدٍ (¬5)، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ الْهَيْثَمِ (¬6). وَهَذَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِجَوَازِ انْصِرَافِهِمْ بَعْدَ انْقِضَاضِهِمْ، أَوِ اقْتِصَارِهِ (¬7) عَلَى الظُّهْرِ وَلَمْ يُجَمِّعْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2772] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَدَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الرحمن". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 76). (¬3) الصيدلاني والصيدناني كلاهما بمعنى بياع الأدوية والعقاقير. الأنساب للسمعاني (8/ 359). (¬4) انفتل الناس: أي انصرفوا. (¬5) صحيح البخاري (6/ 152). (¬6) صحيح مسلم (3/ 10). (¬7) في (س): "واقتصاره".

إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُنَا (¬1) يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ أَقْبَلَتْ (¬2) عِيرٌ تَحْمِلُ الطَّعَامَ (¬3)، فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا وَانْفَضُّوا إِلَيْهَا، وَتَرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْسَ مَعَهُ إِلَّا أَرْبَعُونَ (¬4) رَجُلًا أَنَا فِيهِمْ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5): {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَقُلْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "إِلَّا أَرْبَعُونَ (¬6) رَجُلًا" غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ حُصَيْنٍ، وَخَالَفَهُ أَصْحَابُ حُصَيْنٍ فَقَالُوا: لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا (¬7). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "يخطب". (¬2) في (س): "أقبل". (¬3) بعده في أصل الرواية: "حتى نزلوا بالبقيع". (¬4) في النسخ: "أربعين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في (س): "فأنزل الله - عز وجل -". (¬6) في النسخ: "أربعين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 307).

مسألة (161): تحية المسجد عندنا جائزة في حال ما يخطب الإمام

مَسْأَلَةٌ (161): تَحِيَّةُ الْمَسْجِدِ عِنْدَنَا جَائِزَةٌ فِي حَالِ مَا يَخْطُبُ الْإِمَامُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَجُوزُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2773] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬3) بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدِ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، يَذْكُرُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ" (¬4). أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ (¬5). [2774] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 400)، ومختصر المزني (ص 43)، والحاوي الكبير (2/ 427)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 289، 292)، والمجموع (4/ 427). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 29)، وبدائع الصنائع (1/ 263)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 87). (¬3) في (ق): "أبو الحسن". (¬4) أخرجه سعدان بن نصر في الأول من جزئه، رواية ابن الأعرابي (ص 39). (¬5) صحيح البخاري (1/ 96)، وصحيح مسلم (2/ 155).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبرني أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَقَالَ (¬2): "أَصَلَّيْتَ؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ: "قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ". وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُفْيَانَ (¬5). [2775] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَزَّازُ (¬6)، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو (¬7)، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَقَالَ: "صَلَّيْتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "صَلِّ رَكْعَتَيْنِ" (¬8). [2776] وبإسناده ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: وَهُوَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ (¬9). ¬

_ (¬1) في (س): "عبيد الله". (¬2) في (س): "قال". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 399). (¬4) صحيح البخاري (2/ 12). (¬5) صحيح مسلم (3/ 14). (¬6) في النسخ: "البزار"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (6/ 287)، ومصادر ترجمته. له ترجمة في: تلخيص تاريخ نيسابور (ص 62)، والفيصل في مشتبه النسبة للحازمي (2/ 649). (¬7) في (س): "سفيان بن عمرو". (¬8) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 17) من طريق سفيان بن عيينة به. (¬9) المصدر السابق (2/ 17).

[2777] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ (¬1). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَاقُ: أنا، وَقَالَا: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَلَّيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ؟ " فَقَالَ: لَا. قَالَ: "قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا". وَقَالَ: "إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ (¬2). [2778] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ جَاءَ وَمَرْوَانُ يَخْطُبُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ الْأَحْرَاسُ لِيُجْلِسُوهُ، فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ حَتَّى صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا أَبَا سَعِيدٍ، كَادَ هَؤُلَاءِ أَنْ يَفْعَلُوا بِكَ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَدَعَهَا لِشَيْءٍ بَعْدَ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَاءَ رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُبُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ (¬3)، فَقَالَ: "أَصَلَّيْتَ؟ " ¬

_ (¬1) بعده في (ق) بياض قدر أداة التحويل (ح). (¬2) صحيح مسلم (3/ 14). (¬3) أي سيئة.

قَالَ: لَا. قَالَ: "فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ". قَالَ: ثُمَّ حَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَأَلْقَوْا ثِيَابًا، فَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهَا الرَّجُلَ ثَوْبَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصَلَّيْتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ". ثُمَّ حَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ (¬1)، فَطَرَحَ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، فَصَاحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: "خُذْهُ". فَأَخَذَهُ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "انْظُرُوا إِلَى هَذَا، جَاءَ تِلْكَ الْجُمُعَةَ بِهَيْئَةٍ بَذَّةٍ، فَأَمَرْتُ النَّاسَ بِالصَّدَقَةِ، فَطَرَحُوا ثِيَابًا، فَأَعْطَيْتُهُ مِنْهَا ثَوْبَيْنِ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ أَمَرْتُ النَّاسَ بِالصَّدَقَةِ فَجَاءَ فَأَلْقَى أَحَدَ ثَوْبَيْهِ" (¬2). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ (¬3). [2779] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ". وَأَمْسَكَ عَنِ الْخُطْبَةِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ. قَالَ عَلِيٌّ: أَسْنَدَهُ هَذَا الشَّيْخُ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَوَهِمَ فِيهِ؛ وَالصَّوَابُ: عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مُرْسَلٌ (¬4)، ¬

_ (¬1) من قوله: "فألقوا ثيابا" إلى هنا سقط من (س). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 399). (¬3) في (س): "رواته كلهم ثقات". (¬4) قوله: "مرسل" ليس في (س).

كَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ (¬1) عَنْ مُعْتَمِرٍ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [2780] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذَا مُرْسَلٌ، وَأَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ، وَاسْمُهُ نَجِيحٌ (¬3). [2781] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْعَدْلُ بِمَرْوَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَأَوْمَى إِلَيْهِ بِيَدِهِ أَنِ اجْلِسْ، فَجَلَسَ (¬4). وَقَدْ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬5) الْهَرَوِيُّ عَنْ شُعْبَةَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ. [2782] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ فِي الشَّمْسِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ (¬6)، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى الظِّلِّ، فَأَمَرَ بِهِ فَحُوِّلَ إِلَى الظِّلِّ (¬7) (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "وغيره" ليس في (س). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 327). (¬3) المصدر السابق (2/ 329). (¬4) انظر تخريج الحديث القادم. (¬5) في (س): "سليمان بن مالك". (¬6) قوله: "يخطب" ساقط من (س). (¬7) كذا في النسخ، وكتب في (ق) فوق قوله: "فأمر به": "كذا". ونحوها في المختصر (ق 76/ أ). (¬8) أخرجه أحمد (15757) من طريق شعبة به.

مسألة لم يذكرها الإمام (162): والكلام لا يحرم ما لم يأخذ الإمام في الخطبة

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (162): وَالْكَلَامُ لَا يَحْرُمُ مَا لَمْ يَأْخُذِ الْإِمَامُ فِي الْخُطْبَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا صَعِدَ الْإِمَامُ الْمِنْبَرَ حَرُمَ الْكَلَامُ (¬2). [2783] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا (¬3) أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا صَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيٍّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبيهِ، عَنِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [2784] قَال الْقَاسِمُ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طَهُورِهِ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ طِيبًا مِنْ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَرُوحُ، وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ لِلْإِمَامِ - إِلَّا حُطَّ عَنْهُ ذُنُوبُهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 418)، ومختصر المزني (ص 43)، والحاوي الكبير (2/ 431)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 290)، والمجموع (4/ 429، 431). (¬2) انظر: الأصل (1/ 319)، والمبسوط (2/ 29)، وبدائع الصنائع (1/ 264)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 223). (¬3) أداة التحديث ساقطة من (ق). (¬4) صحيح البخاري (2/ 3).

[2785] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الرُّمْحِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ" (¬1). وَفِي حَدِيثِ اللَّيْثِ: "يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ (¬3). [2786] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ - قَلَّمَا يَدَعُ ذَلِكَ إِذَا خَطَبَ -: إِذَا قَامَ الْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَاستَمِعُوا وَأَنْصِتُوا، فَإِنَّ لِلْمُنْصِتِ (¬4) الَّذِي لَا يَسْمَعُ مِثْلَ مَا لِلسَّامِعِ الْمُنْصِتِ، فَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ فَاعْدِلُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بِالْمَنَاكِبِ؛ فَإِنَّ اعْتِدَالَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ. ثُمَّ لَا يُكَبِّرُ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - حَتَّى يَأْتِيَهُ رِجَالٌ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 417). (¬2) صحيح البخاري (2/ 13). (¬3) صحيح مسلم (3/ 4). (¬4) في (س): "المنصت".

قَدْ وَكَّلَهُمْ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ، فَيُخْبِرُونَهُ أَنْ قَدِ اسْتَوَتْ، فَيُكَبِّرُ (¬1). [2787] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُصَلُّونَ حَتَّى يَخْرُجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، فَإِذَا خَرَجَ وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، حَتَّى إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ (¬2) وَقَامَ عُمَرُ - رضي الله عنه - سكَتُوا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ (¬3). [2788] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ أَنَّ قُعُودَ الْإِمَامِ يَقْطَعُ السُّبْحَةَ، وَأَنَّ كَلَامَهُ يَقْطَعُ الْكَلَامَ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعُمَرُ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ قَامَ عُمَرُ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ حَتَّى يَقْضِيَ الْخُطْبَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، فَإِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ وَنَزَلَ عُمَرُ - رضي الله عنه - تَكَلَّمُوا (¬4). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 418). (¬2) في (س): "المؤذن". (¬3) المصدر السابق (2/ 398). (¬4) المصدر السابق (2/ 398).

مسألة (163): والقيام فرض في حال الخطبة

مَسْأَلَةٌ (163): وَالْقِيَامُ فَرْضٌ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ بِفَرْضٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2789] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ. قَالَ: كَمَا تَفْعَلُونَ الْيَوْمَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ (¬3). [2790] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 405)، ومختصر المزني (ص 43)، والحاوي الكبير (2/ 42، 492)، والمجموع (4/ 383). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 26)، وبدائع الصنائع (1/ 263)، والبناية شرح الهداية (3/ 56، 62). (¬3) صحيح البخاري (2/ 10)، وصحيح مسلم (3/ 9).

يَحْيَى، أنا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: نَبَّأَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ قَائِمًا، فَمَنْ نَبَّأَكَ أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ جَالِسًا فَقَدْ كَذَبَ، فَقَدْ وَاللَّهِ صَلَّيْتُ مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ صَلَاةٍ. لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1). [2791] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬2)، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّهُ (¬3) دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ يَخْطُبُ (¬4) قَاعِدًا، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْخَبِيثِ يَخْطُبُ قَاعِدًا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬5)، وَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬6) بْنُ أُمِّ الْحَكَمِ. وَبَيَانُ الْجُمُعَةِ أُخِذَ مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَخْطُبْ إِلَّا قَائِمًا. [2792] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا (¬7) شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 9). (¬2) قوله: "عن منصور" ساقط من (س). (¬3) في (س): "قال". (¬4) قوله: "يخطب" ساقط من (س). (¬5) صحيح مسلم (3/ 10). (¬6) في (س): "وعبد الرحمن". (¬7) في (س): "ثنا".

قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الْقُعُودَ عَلَى الْمِنْبَرِ مُعَاوِيَةُ - رحمه الله - (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: يَحْتَمِلُ أَنَّهُ إِنَّمَا قَعَدَ لِضَعْفٍ؛ بِكِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (6/ 297) بسنده سواء.

مسألة (164): والجلسة بين الخطبتين فريضة

مَسْأَلَةٌ (164): وَالْجَلْسَةُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ فَرِيضَةٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ سُنَّةٌ (¬2). [2793] أخبرنا الْحَاكِمُ (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا (¬4) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا (¬5) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ وَهُوَ قَائِمٌ، وَكَانَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِجُلُوسٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬6). [2794] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 405)، ومختصر المزني (ص 43)، والحاوي الكبير (2/ 42، 492)، والمجموع (4/ 383). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 30)، وبدائع الصنائع (1/ 263)، والبناية شرح الهداية (3/ 55، 62). (¬3) قوله: "الحاكم" ليس في (ق). (¬4) في (س): "أنا". (¬5) في (س): "أبنا". (¬6) صحيح البخاري (2/ 11). (¬7) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 122).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬1) كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2795] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ (¬2)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خُطْبَةً وَاحِدَةً قَائِمًا، فَلَمَّا ثَقُلَ خَطَبَ خُطْبَتَيْنِ، وَجَلَسَ بَيْنَهُمَا يَسْتَرِيحُ (¬3). الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَالْحَكَمُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مِقْسَمٍ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، وَهَذَا لَيْسَ مِنْهَا. وَمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (¬4) - رضي الله عنه - فِيمَا: [2796] أخبرناه أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِيمَا بَلَغَهُ (¬5) عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ لَمْ يَجْلِسْ حَتَّى فَرَغَ (¬6). يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: لَمْ يَجْلِسْ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ، خِلَافَ مَا أَحْدَثَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ مِنَ الْجُلُوسِ فِي حَالِ (¬7) الْخُطْبَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 9). (¬2) في (س): "الغزي". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (2/ 570) من طريق الحكم به. (¬4) قوله: "ابن أبي طالب" ليس في (ق). (¬5) في (س): "بلغني". (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 406). (¬7) في (س): "حالة".

مسألة (165): ولا تصح الخطبة بكلمة واحدة

مَسْأَلَةٌ (165): وَلَا تَصِحُّ الْخُطْبَةُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَوْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَوْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ صَحَّتْ خُطْبَتُهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2797] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، وَأَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ بِالطَّابَرَانِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بَنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، قَالُوا: ثنا (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ النَّاسَ فَيَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ (¬4) يَقُولُ: "مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَخَيْرُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَشَرُّ الْأُمُورِ (¬5) مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ". وَكَانَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 410)، ومختصر المزني (ص 44)، والحاوي الكبير (2/ 441)، والمجموع (4/ 385). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 30)، وبدائع الصنائع (1/ 262)، والبناية شرح الهداية (3/ 58). (¬3) في (س): "أبنا". (¬4) قوله: "ثم" ليس في (س). (¬5) في (س): "الأمر".

إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ عَلَا صَوْتُهُ، وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ: "مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ، أَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬1). وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: كَانَتْ خُطْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ (¬2)، وَهُوَ أَيْضًا صَحِيحٌ. [2798] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خُطْبَتَانِ يَجْلِسُ بَيْنَهُمَا، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيُذَكِّرُ النَّاسَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ (¬3). [2799] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُخْتٍ لِعَمْرَةَ قَالَتْ: أَخَذْتُ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (¬4) مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَقْرَأُ بِهَا عَلَى الْمِنْبَرِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ (¬5). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 11). (¬2) المصدر السابق (3/ 11). (¬3) المصدر السابق (3/ 9). (¬4) سورة ق (آية: 1). (¬5) المصدر السابق (3/ 13).

وَأُخْتُ عَمْرَةَ هِيَ أَمُّ هِشَامٍ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَكَأَنَّهَا (¬1) أُخْتُ عَمْرَةَ لِأُمِّهَا. [2800] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ السَّرْحِ (¬2)، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ (¬3) أُخْتٍ لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْهَا، بِمَعْنَاهُ (¬4). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ السَّرْحِ (¬5). [2801] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مَحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنٍ، عَنِ ابْنَةٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَتْ: مَا حَفِظْتُ {ق} إِلَّا مِنْ (¬6) فِي رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ. قَالَتْ: وَكَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاحِدًا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (¬7). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ (¬8). ¬

_ (¬1) في (س): "وكانت". (¬2) في (س): "ابن السراح"، وهو: أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، من رجال التهذيب. (¬3) في (س): "هي" خطأ. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 66). (¬5) صحيح مسلم (3/ 13). (¬6) في (س): "حفظت والأمر". (¬7) المصدر السابق (3/ 13). (¬8) المصدر السابق (3/ 13).

[2802] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا تَشَهَّدَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَتَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا" (¬1). [2803] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ أَقْطَعُ (¬2) " (¬3). [2804] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬4): "كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 66). (¬2) في (س): "بالحمد لله فهو أقطع". (¬3) أخرجه الخرائطي في فضيلة الشكر لله على نعمته (ص 38) من طريق أبي المغيرة به. (¬4) زاد في (س): "يقول". (¬5) أخرجه عفان بن مسلم في جزئه (ص 411).

[2805] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ عُبْدُوسِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَنْزَرُوذِيُّ (¬1) الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ إِلَّا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيادٍ، فَقُلْتُ لَهُ: ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ. فَقَالَ مُسْلِمٌ: إِنَّمَا تَكَلَّمَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي أَبِي هِشَامٍ بِهَذَا الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ (¬2). [2806] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سابِعَ سبْعَةٍ أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زُرْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَأَمَرَ بِنَا - أَوْ: أَمَرَ لَنَا - بِشَيْءٍ مِنَ التَّمْرِ، وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ، فَأَقَمْنَا بِهَا أَيَّامًا شَهِدْنَا فِيهَا الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا أَوْ قَوْسٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ خَفِيفَاتٍ طَيِّبَاتٍ مُبَارَكَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا - أَوْ: لَنْ (¬3) تَفْعَلُوا - كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا". قَالَ - أُرَاهُ أَبَا دَاوُدَ -: ثَبَّتَنِي فِي شَيْءٍ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا (¬4). ¬

_ (¬1) في (ق): "الخبزرودي"، وفي (س): "الخندروزي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. وجنجروذ: قرية على باب نيسابور، ويقال فيها: كنجروذ. انظر الأنساب للسمعاني (3/ 314)، (10/ 479)، ومعجم البلدان (2/ 168)، (4/ 481). (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (6/ 328) من طريق يحيى بن منصور به. (¬3) في (س): "تطيعوا أو لم". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 66).

[2807] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ تَشَهُّدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: "إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ, نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ (¬1) وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ، مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى، نَسْأَلُ اللَّهَ رَبَّنَا أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يُطِيعُهُ وَيُطِيعُ رَسُولَهُ، وَيَتَّبِعُ رِضْوَانَهُ، وَيَجْتَنِبُ سَخَطَهُ؛ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَلَهُ" (¬2). قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَبَلَغَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا خَطَبَ: "كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، لَا بُعْدَ لِمَا هُوَ آتٍ، لَا يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ، وَلَا يَخِفُّ (¬3) لِأَمْرِ النَّاسِ؛ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا مَا شَاءَ النَّاسُ، يُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا وَيُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا، وَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ، لَا مُبَعِّدَ لِمَا قَرَّبَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَعَّدَ اللَّهُ (¬4)، فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ" (¬5). قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: أَفْلَحَ مِنْكُمْ مَنْ حُفِظَ مِنَ الْهَوَى وَالطَّمَعِ وَالْغَضَبِ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ الصِّدْقِ مِنَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ (¬6)، مَنْ يَكْذِبْ يَفْجُرْ، وَمَنْ يَفْجُرْ يَهْلِكْ، إِيَّاكُمْ وَالْفُجُورَ، مَا ¬

_ (¬1) في (س): "عبده". (¬2) المصدر السابق (2/ 320) من طريق ابن وهب به. (¬3) في (ق): "يحف". (¬4) لفظ الجلالة ليس في (س). (¬5) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 103). (¬6) في (ق): "خبر".

فُجُورُ امْرِئٍ خُلِقَ مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ، وَهُوَ الْيَوْمَ حَيٌّ وَغَدًا مَيِّتٌ، اعْمَلُوا عَمَلَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ، وَاجْتَنِبُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى (¬1). [2808] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبِي وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ أَبِي: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو (¬2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَادًا (¬3) قَدِمَ مَكَّةَ. فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬4). [2809] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ (¬5) بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيُّ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الْأَزْهَرِ، قَالُوا: ثنا (¬6) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خُطْبَتَيْنِ بَيْنَهُمَا جَلْسَةٌ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في الزهد (ص 69). (¬2) في (ق): "عمر". (¬3) في (س): "صهادا". (¬4) صحيح مسلم (3/ 11). (¬5) في (ق): "أبو الحسن محمد بن زياد بن علي". (¬6) في (س): "أبنا". (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 188).

اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ (¬1) مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عُمَرَ كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ. وَفِي أَكْثَرِ مَا رَوَيْنَا أَخْبَارٌ عَنْ دَوَامِ فِعْلِ (¬3) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَالْأَصْلُ وُجُوبُ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، فَلَا يُعْدَلُ مِنْهُ إِلَّا بِيَقِينٍ، وَالْيَقِينُ مَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَفِي وُجُوبِ ذِكْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخُطْبَةِ قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (¬4): [2810] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} قَالَ: لَا أُذْكَرُ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِي: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (¬5). وَيُذْكَرُ (¬6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ (¬7). [2811] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ رَبَّهُمْ، ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 11)، وصحيح مسلم (3/ 9). (¬2) في (س): "عبد الله". (¬3) في (س): "داود عن فعل". (¬4) سورة الشرح (آية: 4). (¬5) أخرجه الشافعي في كتاب الرسالة، الملحق بالأم (1/ 4). (¬6) في (س): "ونذكر". (¬7) ذكره المؤلف في السنن الكبير (6/ 328).

وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ - صلى الله عليه وسلم -، إِلَّا كَانَتْ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ (¬1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ شاءَ أَخَذَهُمُ اللَّهُ، وَإِنْ شاءَ عَفَا عَنْهُمْ" (¬2). وَفِي وُجُوبِ الْوَصِيَّةِ وَالْمَوْعِظَةِ فِي الْخُطْبَةِ رَوَيْنَا مَا تَيَسَّرَ، وَكَذَلِكَ التَّحْمِيدُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ، وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ، وَوَرَدَ فِيهِ (¬3) مَا: [2812] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، أَنَّهُ (¬4) رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ رَافِعًا (¬5) يَدَيْهِ، قَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ؛ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ (¬6) هَكَذَا. وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ (¬7) (¬8). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬9). [2813] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَرْفَعُ ¬

_ (¬1) الترة: النقص، وقيل: التَّبِعَة. (¬2) أخرجه الترمذي (6/ 12) من طريق سفيان بنحوه. (¬3) في (س): "ورد فيه". (¬4) قوله: "أنه" ليس في (س). (¬5) في (ق): "بشر بن مروان رجلا رافعا" وضبب فوق كلمة: "رجلا". (¬6) في (س): "بيديه". (¬7) في (س): "بأصبعيه". (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 83، 148) وفي الموضعين: "وأشار بأصبعه المسبحة". (¬9) صحيح مسلم (3/ 13).

يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا - وَشَتَمَهُ - لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا يَزِيدُ عَلَى هَذَا. وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ (¬1). [2814] وعن ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَاهِرًا (¬2) يَدَيْهِ قَطُّ يَدْعُو عَلَى مِنْبَرِهِ وَلَا عَلَى غَيْرِهِ، وَلَكِنْ رَأَيْتُهُ يَقُولُ هَكَذَا. وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَعَقَدَ الْوُسْطَى بِالْإِبْهَامِ (¬3). وَالْقَصْدُ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ إِثْبَاتُ الدُّعَاءِ فِي الْخُطْبَةِ. [2815] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَأَقَلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ خُطْبَةٍ مِنَ الْخُطْبَتَيْنِ أَنْ يَحْمَدَ اللَّهَ وَيُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -[وَيَقْرَأَ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ فِي الْأُولَى، وَيَحْمَدَ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ وَيُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -] (¬4) وَيُوصِيَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَيَدْعُوَ فِي الْآخِرَةِ؛ لِأَنَّ مَعْقُولًا أَنَّ الْخُطْبَةَ جَمْعُ بَعْضِ الْكَلَامِ مِنْ وُجُوهٍ إِلَى بَعْضٍ، وَهَذَا أَوْجَزُ مَا يُجْمَعُ مِنَ الْكَلَامِ (¬5). وَقَالَ فِي خِلَالِ الْكَلَامِ لَهُ فِي الْقَدِيمِ: وَأَقَلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ خُطْبَةٍ كَلَامٌ كَقَدْرِ أَقْصَرِ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 599) من طريق شعبة بنحوه. (¬2) في (ق): "شاهدا". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 324). (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر (ق 77/ أ). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 410). (¬6) ذكره المؤلف في معرفة السنن والآثار (4/ 362).

مسألة لم يذكرها الإمام (166): وهل يحل للخطيب والمستمع أن يتكلم بما يعنيه في حال الخطبة أم لا؟ فيه قولان

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (166): وَهَلْ يَحِلُّ لِلْخَطِيبِ وَالْمُسْتَمِعِ أَنْ يَتكَلَّمَ بِمَا يَعْنِيهِ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ أَمْ لَا؟ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: يَحِلُّ مَا لَمْ يَقُلْ لَغْوًا (¬1). وَالْآخَرُ: لَا يَحِلُّ. وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (¬2). [2816] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا (¬3) الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَدْ لَغَوْتَ". [2817] قال (¬4): وأنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "لَغَيْتَ". قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: "لَغَيْتَ" لُغَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 413)، ومختصر المزني (ص 44)، والحاوي الكبير (2/ 445)، والمجموع (4/ 393). (¬2) انظر: الأصل (1/ 318)، والمبسوط (2/ 27)، وبدائع الصنائع (1/ 264). (¬3) في (س): "ثنا". (¬4) كتب ناسخ (ق) في الطرة: "حاشية يعني الشافعي". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 417). (¬6) صحيح مسلم (3/ 5).

[2818] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى (ح). وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمًا (¬1)، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا". قَالَ أَنَسٌ: وَلَا (¬2) وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةٍ، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ. قَالَ: فَطَلَعَتْ عَلَيْنَا مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ. قَالَ: فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا السَّمَاءَ سَبْتًا (¬3) (¬4). قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ - عز وجل - يُمْسِكْهَا عَنَّا. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ¬

_ (¬1) قوله: "قائمًا" ليس في (س). (¬2) قوله: "ولا" ليس في (س). (¬3) قال ابن الأثير: "قيل: أراد أسبوعا من السبت إلى السبت فأطلق عليه اسم اليوم، كما يقال عشرون خريفا، ويراد عشرون سنة. وقيل: أراد بالسبت مدة من الزمان قليلة كانت أو كثيرة" النهاية في غريب الحديث والأثر (سبت). (¬4) قوله: "السماء سبتا" في صحيح البخاري: "الشمس ستًّا". وفي صحيح مسلم: "الشمس سبتًا".

"اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا (¬1) وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ (¬2) وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ". قَالَ: فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ. قَالَ شَرِيكٌ: فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬5). وَحَدِيثُ سُلَيْكٍ الْغَطَفَانِيِّ قَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ (¬6). [2819] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (¬7) بْنِ شَقِيقٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير: "يقال: رأيتُ الناس حولَه وحَوَالَيْهِ: أي مُطِيفين به من جوانبه، يريد اللهم أنزِل الغَيْثَ في مواضع النبات لا في مواضع الأبنية". النهاية (حول). (¬2) تحرفت في النسخ إلى: "الضراب"، والمثبت من أصل الرواية والصحيحين. و"الظراب" جمع "ظَرِب"، وهو الجبل الصغير. النهاية (ظرب). قال النووي: "قال أهل اللغة: الإكام بكسر الهمزة جمع أَكَمَة، ويقال في جمعها: آكام بالفتح والمد، ويقال: أَكَم بفتح الهمزة والكاف وأُكُم بضمهما، وهي دون الجبل وأعلى من الرابية، وقيل: دون الرابية. وأما الظِّراب فبكسر الظاء المعجمة واحدها ظَرِب بفتح الظاء وكسر الراء، وهي الروابي الصغار". (¬3) أخرجه علي بن حجر في الثالث من حديثه (ص 448) عن إسماعيل بن جعفر. (¬4) صحيح البخاري (2/ 28). (¬5) صحيح مسلم (3/ 24). (¬6) انظر حديث رقم (2777). (¬7) في النسخ: "الحسن بن علي"، والمثبت من أصل الرواية، وانظر ترجمته في: التاريخ الكبير =

بُرَيْدَةَ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا، فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} (¬2)، رَأَيْتُ وَلَدَيَّ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى نَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُمَا". ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬3). [2820] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ (¬4)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ بِنَيْسَابُورَ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالُوا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي رِفَاعَةَ الْعَدَوِيِّ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَخْطُبُ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وتَرَكَ الْخُطْبَةَ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ قَوَائِمُهُ حَدِيدٌ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا (¬5) عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا. ¬

_ = (6/ 268)، والثقات لابن حبان (8/ 460). (¬1) في (ق): "بريد". (¬2) سورة الأنفال (آية: 28). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 26). (¬4) هو: إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو إسحاق النيسابوري، إبراهيمك العابد. له ترجمة في: تلخيص تاريخ نيسابور (ص 82)، والأنساب لابن السمعاني (5/ 122)، وتاريخ الإسلام (7/ 714). (¬5) في (س): "ما".

لَفْظُ حَدِيثِ الْمُقْرِئِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ (¬1). وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، حَيْثُ دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ بِالسُّوقِ، وَمَا زِدْتُ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ وَجِئْتُ. قَالَ: وَالْوُضُوءُ أَيْضًا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِغُسْلِ الْجُمُعَةِ (¬2)! [2821] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (¬3)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مِنْهَالٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرٍ (¬4) مِنْ آجُرٍّ (¬5)، فَجَاءَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَدِ امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى حَتَّى دَنَا، وَقَالَ: غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الْحَمْرَاءُ (¬6). فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: مَا بَالُ هَذِهِ الضَّيَاطِرَةِ (¬7) يَتَخَلَّفُ أَحَدُهُمْ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامًا. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَقَدْ تَكَلَّمَ الْأَشْعَثُ فَلَمْ يَنْهَهُ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، وَتَكَلَّمَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 15). (¬2) انظر الأم (2/ 84). (¬3) في (س): "عن معاوية". (¬4) في (ق): "المنبر". (¬5) الآجر: الطوب. (¬6) قال ابن الأثير: "يَعْنُون العَجم والرُّوم، والعَربُ تُسَمّي الموَاليَ الحمْرَاءَ". النهاية (حمر). (¬7) كتب ناسخ (ق) في الطرة: "حاشية: هو الضخم الذي لا غَناء عنده". (¬8) أخرجه الشافعي في اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 407).

[2822] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، ثنا أَبُو عَمَّارٍ (¬1)، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنْ مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَخْتُ رَاحِلَتِي وَحَلَلْتُ عَيْبَتِي، فَلَبِسْتُ حُلَّتِي، فَدَخَلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَكَرَكَ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ، قَالَ: "إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ - أَوْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ (¬2) - مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ لَمَسْحَةَ مَلَكٍ (¬3) ". فَحَمِدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا أَبْلَانِي. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬4). [2823] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ - رضي الله عنه -: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ (¬5)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ" (¬6). ¬

_ (¬1) هو: الحسين بن حريث بن الحسن، أبو عمار المروزي. من رجال التهذيب. (¬2) الفج: الطريق. (¬3) في (س): "مالك" خطأ، قال ابن الأثير في معنى "مسحة ملك": "أي أثر من الجمال؛ لأنهم أبدا يصفون الملائكة بالجمال". النهاية (ملك). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 21). (¬5) قوله: "يخطب" ليس في (س)، وكتب الناسخ في الطرة: "لعله: يخطب". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 67).

قَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ كَلَّمَ الرَّجُلَ فِي خُطْبَتِهِ وَكَلَّمَهُ الرَّجُلُ، وَكَلَّمَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ جَلِيسَهُ فِي حَالِ مَا يَخْطُبُ الْإِمَامُ وَأَجَابَهُ عَمَّا سَأَلَهُ عَنْهُ (¬1)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2824] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ جَاءَهُ ابْنُ عَتِيكٍ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ قَتَلُوا ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ بِخَيْبَرَ، فَوَافَوْهُ (¬2) قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ رَآهُمْ: "أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ". فَقَالُوا: وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْلَحُ. قَالَ: "أَقَتَلْتُمُوهُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. فَدَنَوْا مِنْهُ، فَأَخَذَ بِقَائِمِ (¬3) سَيْفِ الرَّجُلِ الَّذِي قَتَلَهُ فَسَلَّهُ (¬4)، فَإِذَا طَعَامُهُ عَلَى ذُبَابِهِ (¬5)، فَقَالَ: "أَجَلْ هَذَا مِنْ طَعَامِهِ" (¬6). وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مَوْصُولًا: [2825] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ (¬7) الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) قوله: "عنه" ليس في (س). (¬2) في (س): "فوافقوه". (¬3) في (ق): "بقيام" خطأ. و"قائم السيف": مِقْبَضه. (¬4) في (ق): "فسأله" خطأ. (¬5) ذباب السيف: طرَفه الذي يُضرَب به. (¬6) أخرجه إبراهيم بن سعد في نسخته (ص 86) من طريق ابن شهاب به. (¬7) في (ق): "الحسين".

إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَبِي أُمِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا قَتَادَةَ وَحَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ (¬1) إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ لِنَقْتُلَهُ. فَذَكَرَ قِصَّةَ قَتْلِهِمْ إِيَّاهُ، فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ (¬2) يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: "أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ". فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "قَتَلْتُمُوهُ (¬3)؟ " فَقُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالسَّيْفِ الَّذِي قُتِلَ بِهِ، قَالَ: "أَجَلْ، هَذَا طَعَامُهُ فِي ذُبَابِ السَّيْفِ" (¬4). [2826] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬5)، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - أَوْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ (¬6) اللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ {بَرَاءَةٌ} (¬7)، فَغَمَزَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أُبَيًّا، فَقَالَ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؛ فَإِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلَّا الْآنَ؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أُبَيٌّ - رضي الله عنهما - أَنِ اسْكُتْ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ: اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ لَهُ (¬8) أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَأَلْتُكَ ¬

_ (¬1) في (س): "عتبا". (¬2) قوله: "وهو" ليس في (س). (¬3) في (س): "فقتلتموه". (¬4) أخرجه أبو يعلى في المسند (2/ 204) من طريق يونس بن بكير به. وفيه: "عن جدي أبي أمي عن عبد الله بن أنيس". (¬5) قوله: "بن إسحاق" غير موجودة في (س). (¬6) في (س): "وذكر أيام". (¬7) سورة التوبة (آية: 1). (¬8) قوله: "له" ليس في (ق).

يَا أُبَيُّ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فَلَمْ تُخْبِرْنِي؟ قَالَ لَهُ أُبَيٌّ - رضي الله عنهما -: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلَاتِكَ إِلَّا مَا لَغَوْتَ (¬1). فَأَخْبَرَ أَبُو الدَّرْدَاءِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا قَالَ أُبَيٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَقَ أُبَيٌّ" (¬2). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ (¬3) أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: [2827] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ (¬4)، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ، فَجَلَسْتُ قَرِيبًا مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَرَأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سُورَةَ (¬5) {بَرَاءَةٌ}، فَقُلْتُ لِأُبَيٍّ: مَتَى نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؟ قَالَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬6). وَهَذَا حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِ الَّذِي سَأَلَ (¬7) وَاسْمِ الَّذِي سُئِلَ (¬8)، قَدْ ذَكَرْنَاهُ (¬9) فِي كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ. ¬

_ (¬1) قال ابن عبد البر في التمهيد (19/ 36): "فهذا محمله عندنا على أنه ليس له ثواب من صلى الجمعة وأنصت، لا أنه أفسد الكلام صلاته وأبطلها". (¬2) أخرجه أحمد في المسند (9/ 4961) من طريق شريك، عن عطاء، عن أبي دون شك، وذكره بمعناه. (¬3) في (س): "عن". (¬4) في (س): "المغراني". (¬5) في (س): "بسورة". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 26). (¬7) في (س): "يسأل". (¬8) في (س): "يسأل". (¬9) في (س): "فذكرناه".

وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: "لَا جُمُعَةَ لَكَ" أَيْ: لَيْسَ لَكَ أَجْرُ مَنِ اسْتَمَعَ لِلْخُطْبَةِ (¬1). وَقَوْلُهُ: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ" قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي مَعْنَاهُ مَا وَصَفْتُ مِنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَلَامِ مَنْ كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَلَامِهِ، فَيَدُلُّ عَلَى مَا وَصَفْتُ (¬2)، وَأَنَّ الْإِنْصَاتَ لِلْإِمَامِ اخْتِيَارٌ، وَأَنَّ قَوْلَهُ: "لَغَوْتَ" تَكَلَّمْتَ فِي مَوْضِعٍ الْأَدَبُ فِيهِ أَنْ لَا تَكَلَّمَ، وَالْأَدَبُ فِي مَوْضِعِ الْكَلَامِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يَعْنِيهِ (¬3). وَفَرَّقَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بَيْنَ كَلَامِ الْإِمَامِ وَكَلَامِ مَن كَلَّمَ الْإِمَامَ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ، وَبَيْنَ كَلَامِ رَجُلٍ مِنَ الْمَأْمُومِينَ مِثْلَهُ، وَحَمَلَ الْأَحَادِيثَ الْوَارِدَةَ فِي ذَلِكَ عَلَى هَاتَيْنِ الْحَالَتَيْنِ وَأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُمَا اخْتِلَافٌ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "يستمع الخطبة". (¬2) في (س): "وصفه". (¬3) الأم (2/ 418). (¬4) في (س): "خلاف".

مسألة (167): والجمعة لا تدرك بأقل من ركعة

مَسْأَلَةٌ (167): وَالْجُمُعَةُ لَا تُدْرَكُ بِأَقَلَّ مِنْ رَكْعَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا أَدْرَكَ التَّشَهُّدَ فَقَدْ أَدْرَكهَا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [2828] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ (¬3). قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ (¬4) (ح). وَحَدَّثَنَا (¬5) أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، ثنا (¬6) بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكعَةً مِنَ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 425)، ومختصر المزني (ص 44)، والحاوي الكبير (2/ 33)، والمجموع (4/ 431). (¬2) انظر: الأصل (1/ 329)، والمبسوط (2/ 35)، (4/ 53)، وبدائع الصنائع (1/ 267). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 3/ ب). (¬4) المصدر السابق، رواية ابن بكير (ق 3/ ب). (¬5) في (س): "قال: وحدثنا". (¬6) في (س): "أبنا". (¬7) صحيح البخاري (1/ 120).

عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1). فَجَعَلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُدْرِكًا بِإِدْرَاكِ رَكْعَةٍ مِنْهَا (¬2). [2829] وقال يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ (¬3) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِإِسْنَادِهِ: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ": أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ. فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَرْمَلَةَ (¬4). [2830] ورواه عُبَيْدُ اللَّهِ (¬5) بْنُ عُمَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ فِي مَتْنِهِ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكهَا كُلَّهَا": أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. فَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ (¬6) نُمَيْرٍ (¬7) وَعَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 102). (¬2) في (س): "منهما". (¬3) في (س): "يونس بن الحسن بن يزيد الأيلي". (¬4) المصدر السابق (2/ 102). (¬5) من قوله: "ابن وهب" إلى ها هنا ساقط من (س). (¬6) في (س): "أبي". (¬7) كذا قال البيهقي هنا، وأيضًا في معرفة السنن (4/ 358)، والذي عند مسلم: "وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي". (¬8) صحيح مسلم (2/ 102).

[2831] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى" (¬1). [2832] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ" (¬2). كَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ الْوَلِيدِ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي رَوَاهُ مَالِكٌ (¬3). [2833] ورواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَصَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ مَيْمُونٍ. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، ثنا حَمَّادٌ بِمِثْلِهِ لَفْظًا، يَعْنِي: بِمِثْلِ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 35). (¬2) المصدر السابق (2/ 35). (¬3) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 309) من طريق الوليد. (¬4) المصدر السابق (2/ 35).

وَرُوِيَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [2834] أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحْمَّدٍ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الْجِعَابِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى، وَمَنْ أَدْرَكَهُمْ جُلُوسًا فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا" (¬1). وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ (¬2)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [2835] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ (¬3) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا أَدْرَكَ (¬4) الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ (¬5) مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ (¬6) إِلَيْهَا رَكْعَةً، وَإِذَا فَاتَتْكَ الرَّكْعَةُ الْآخِرَةُ فَصَلِّ الظُّهْرَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ ب) من طريق الزهري به. (¬2) قوله: "عنه" ليس في (ق). أي: عن سليمان عن الزهري. (¬3) من قوله: "عن سعيد، عن أبي هريرة" إلى ها هنا ساقط من (س). (¬4) كذا في النسخ الخطية، وفي أصل الرواية: "أدركت". (¬5) في (س): "الأخيرة". (¬6) كذا في النسخ الخطية، وفي أصل الرواية: "فصل". (¬7) المصدر السابق (ق 87/ ب).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يَزِيدَ خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "الرُّكُوعَ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ" (¬1): [2836] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ بَحْرٍ الْبَيْرُوذِيُّ (¬2)، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، ثنا أَبُو يَزِيدَ (¬3) الْخَصَّافُ. فَذَكَرَهُ. وَرُوِيَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬4). وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: [2837] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبَو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْمِصْرِيُّ (¬5) ابْنُ رُزَيْقٍ (¬6)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو (¬7) - يَعْنِي ابْنَ السَّرْحِ (¬8) - ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ الْقَاضِي عَلَيْنَا، عَنْ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 87/ ب). (¬2) في (ق)، (س): "الحسن بن يحيى البيرودي"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في: الأنساب لابن السمعاني (2/ 362)، وتاريخ الإسلام (6/ 318). (¬3) في (س): "أبو زيد". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ أ). (¬5) في (س): "الضرير". (¬6) في (ق): "زريق"، وغير منقوطة في (س)، وهو: محمد بن رزيق بن جامع. أبو عبد الله الأموي، مولاهم العدل المصري. له ترجمة في: المؤتلف والمختلف للدارقطني (2/ 1018)، وفتح الباب لابن مندة (ص 502)، والإكمال لابن ماكولا (4/ 53)، وتاريخ الإسلام (6/ 1027) (¬7) في (س): "عمر". (¬8) في (س): "الشرح".

يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ الْبَرَّاءِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ أُخْرَى" (¬1). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: [2838] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى" (¬2). [2839] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا أَدْرَكْتَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَأَضِفْ إِلَيْهَا أُخْرَى، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ جُلُوسًا فَصَلِّ أَرْبَعًا (¬3). تَابَعَهُ أَيُّوبُ عَنْ (¬4) نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬5). [2840] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مَعَ الْإِمَامِ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الْجُمُعَةَ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ ب) من طريق أحمد بن عمرو به. (¬2) المصدر السابق (ق 88/ أ). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 234) من طريق سفيان الثوري به. (¬4) في (س): "بن". (¬5) المصدر السابق (3/ 234). (¬6) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 20) من طريق بقية بنحوه.

وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا كَذَلِكَ: [2841] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا يَعِيشُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (ح). [2842] وحدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَلْيُضِفْ إِلَيْهَا أُخْرَى". وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى" (¬1). وَأَمَّا الَّذِي: [2843] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ اللَّبَّادُ، ثنا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ (¬2)، ثنا بِشْرُ بْنُ الْقَاسِمِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ (¬3)، عَنْ أِبي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ فِي التَّشَهُّدِ يُصَلِّي (¬4) ثِنْتَيْنِ". فَإِنَّهُ لَا يَصِحُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَحَمْلُهُ عِنْدِي عَلَى مَنْ دُونَهُ، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ ب). (¬2) له ترجمة في: تلخيص تاريخ نيسابور (ص 32). (¬3) في (س): "سفيان". (¬4) في (س): "فليصل".

وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ صَحِيحًا وَصَحِيحٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَدْرَكْتَ رَكْعَةً مِنَ الْجُمُعَةِ فَأَضِفْ إِلَيْهَا أُخْرَى، وَإِذَا فَاتَكَ الرُّكُوعُ فَصَلِّ أَرْبَعًا. [2844] أنبأنيه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا (¬1) أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ (¬2) شِيرُويَهْ - ثنا إِسْحَاقُ، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى، وَمَنْ أَدْرَكَ الْقَوْمَ جُلُوسًا صَلَّى أَرْبَعًا (¬3). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2845] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَامَ جَالِسًا قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ". قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَرْوِهِ هَكَذَا غَيْرُ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مَتْرُوكٌ (¬4). أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَقَرَّ (¬5) عَلَى نَفْسِهِ بِالْكَذِبِ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي ¬

_ (¬1) في (س): "وأما". (¬2) في (س): "أبي". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 110) من طريق زكريا بن أبي زائدة به. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 87/ ب). (¬5) في (س): "ممن أقر".

إِقْرَارِهِ بِذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ ظَاهِرٌ عَلَى رِوَايَتِهِ، وَلَا يَخْفَى عَلَى مَنْ رُزِقَ الْفَهْمَ، وَقَدْ سَبَقَ فِي بَابِهِ مَا يَكْفِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى. ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا هُوَ أَسْلَمُ طَرِيقًا مِنْهُ: [2846] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا يَاسِينُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ - أَوْ أَبِي سَلَمَةَ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً صَلَّى إِلَيْهَا أُخْرَى، وَإِنْ أَدْرَكَهُمْ جُلُوسًا صَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا" (¬1). وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ يَاسِينَ بْنِ مُعَاذٍ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي إِسْنَادِهِ: [2847] أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أنا يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَتَيِ الْجُمُعَةِ أَوْ إِحْدَاهُمَا فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْهُمَا فَلْيُصَلِّ الظُّهْرَ - أَوْ قَالَ (¬2): الْأُولَى - أَرْبَعًا". ابْنُ شِهَابٍ يَشُكُّ. [2848] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) حكاه الدارقطني في العلل (4/ 423) من طريق أسيد، وأخرجه في السنن (2/ 318) من هذا الطريق، وفيه: "عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة"، وكذا في الإتحاف (14/ 738) إلا أن محققه أشار إلى أنه في الطبعة القديمة: "عن سعيد بن المسيب أو عن أبي سلمة". (¬2) قوله: "أو قال" في النسخ: "وقال"، ولعلها تحرفت عما أثبتنا، وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 553)، وسنن الدارقطني.

يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَاسِينَ بْنِ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْجُمُعَةَ، وَإِنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً فَلْيَرْكَعْ إِلَيْهَا أُخْرَى، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكْ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا" (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن بشران في الفوائد (ص 192).

مسألة (168): والجمعة تصح بغير سلطان ولا أحد من جهته

مَسْأَلَةٌ (168): وَالْجُمُعَةُ تَصِحُّ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ وَلَا أَحَدٍ مِنْ جِهَتِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَصِحُّ (¬2). [2849] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ - مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ - قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - وَعُثْمَانُ - رضي الله عنه - مَحْصُورٌ (¬3). [2850] أخبرناه أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (¬4)، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُثْمَانُ - رضي الله عنهما - مَحْصُورٌ، فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ (¬5). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَمْ يُعْلَمْ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - أَمَرَهُ بِذَلِكَ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 44)، والحاوي الكبير (2/ 446)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 262)، والمجموع (4/ 377). (¬2) انظر: الأصل (1/ 326)، والمبسوط (2/ 25)، وتحفة الفقهاء (1/ 162)، وبدائع الصنائع (1/ 261). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 383). (¬4) قوله: "عن ابن شهاب" ساقط من (س). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 63/ ب). (¬6) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (4/ 388).

كتاب صلاة الخوف

كتَاب صَلَاة الْخَوفِ

ذكر صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع

ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ (¬1) [2851] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالُوا: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِأَصْحَابِهِ فِي خَوْفٍ، فَجَعَلَهُمْ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ خَلْفَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ تَقَدَّمُوا وَتَأَخَرَ الَّذِينَ كَانُوا قُدَّامَهُمْ (¬3)، فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ركْعَةً، ثُمَّ قَعَدَ حَتَّى صَلَّى الَّذِينَ تَخَلَّفُوا رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ (¬4)، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ (¬5). وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْإِمَامُ - رحمه الله -، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِمَعْنَى هَذَا، مِنْ فَتْوَى سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (¬6) مَوْقُوفًا عَلَيْهِ (¬7)، ¬

_ (¬1) في (س): "بذات الرقاع". (¬2) في (س): "أبنا عبد الله". (¬3) (ق): "قد أمهم". (¬4) صحيح مسلم (2/ 214). (¬5) صحيح البخاري (5/ 114). (¬6) في (س): "خيثمة". (¬7) قوله: "عليه" ليس في (س).

إِلَّا أَنَّهُ خَالَفَهُ فِي السَّلَامِ فَقَالَ: ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَيَقُومُونَ فَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمُ الرَّكْعَةَ الْبَاقِيَةَ، ثُمَّ يُسَلِّمُونَ (¬1). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِمِثْلِ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ (¬2). [2852] وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ (¬3)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ صَالِح بْنِ خَوَّاتٍ، عَمَّنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ صَلَاةَ الْخَوْفِ، أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ، وَطَائِفَةً وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا فَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَلَّمَ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4)، وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ: فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ، وَقَالَ: الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ، وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬6). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية الليثي (1/ 257). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (2/ 509) عن الثوري به. (¬3) في (ق): "القرشي". (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية الليثي (1/ 256). (¬5) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 522). (¬6) صحيح مسلم (2/ 214). (¬7) صحيح البخاري (5/ 113).

ذكر صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان وغيره

ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُسْفَانَ وَغَيْرِهِ (¬1) [2853] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ (¬2)، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬3)، عَنْ مَنْصُورٍ (¬4)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ (¬5) قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُسْفَانَ وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَقَدْ أَصَبْنَا غِرَّةً، لَقَدْ أَصَبْنَا غَفْلَةً، لَوْ كُنَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي الصَّلَاةِ. فَنَزَلَتْ آيَةُ الْقَصْرِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَالْمُشْرِكُونَ أَمَامَهُ (¬6)، فَصَفَّ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَفٌّ (¬7)، وَصَفَّ بَعْدَ ذَلِكَ الصَّفِّ صَفٌّ آخَرُ، فَرَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ الصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وَقَامَ الْآخَرُونَ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا صَلَّى هَؤُلَاءِ السَّجْدَتَيْنِ وَقَامُوا، سَجَدَ الْآخَرُونَ الَّذِينَ كَانُوا خَلْفَهُمْ، ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ إِلَى مَقَامِ الْآخَرِينَ، وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الْأَخِيرُ إِلَى مَقَامِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ورَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الْآخَرُونَ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا ¬

_ (¬1) هذا العنوان ليس في (س). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 237). (¬3) في (س): "عبد الصمد". (¬4) من قوله: "ثنا جرير" إلى هنا ساقط من (ق). (¬5) في (س): "ابن عياش الرزقي". (¬6) كذا في النسخ وسنن سعيد بن منصور، وفي أصل الرواية: "أمامهم"، وكتب في حاشية الأزهرية: "أمامه". (¬7) في هذا الموضع والذي يليه من النسخ الخطية: "صفًّا"، والمثبت من أصل الرواية.

جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ سَجَدَ الْآخَرُونَ، ثُمَّ جَلَسُوا جَمِيعًا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَصَلَّاهَا بِعُسْفَانَ، وَصَلَّاهَا يَوْمَ بَنِي سُلَيْمٍ (¬1). هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَشْهُورٌ إِلَّا أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ يَقُولُونَ: فِيهِ إِرْسَالٌ، وَكَأَنَّهُمْ يَشُكُّونَ فِي سَمَاعِ مُجَاهِدٍ مِنْ أَبِي عَيَّاشٍ زَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ الزُّرَقِيِّ. وَقَدْ رَوَاهُ قُتَيْبَةُ عَنْ جَرِيرٍ، فَذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ مُجَاهِدٍ مِنْ أَبِي عَيَّاشٍ: [2854] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُسْفَانَ، وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬2). وَنَحْنُ رُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ صَحِيحٌ لَا شَكَّ فِيهِ: [2855] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قوْمًا مِنْ جُهَيْنَةَ، فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الظُّهْرَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَوْ مِلْنَا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً لَاقْتَطَعْنَاهُمْ. فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: وَقَالُوا: إِنَّهُ (¬3) سَتَأْتِيهِمْ صَلَاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنَ الْأَوْلَادِ (¬4) - يَعْنِي - فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصرُ صَفَفْنَا (¬5) صَفَّيْنِ، وَالْمُشْرِكُونَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ. قَالَ: فَكَبَّرَ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 77). (¬2) أخرجه المؤلف في المعرفة (5/ 29). (¬3) في (س): "إنهم". (¬4) في (س): "الأولى". (¬5) في (س): "صَفَّنَا".

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَبَّرْنَا، وَرَكَعَ وَرَكَعْنَا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ، فَلَمَّا قَامُوا سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي، ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الأَوَّلُ، وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الثَّانِي، فَقَامَ (¬1) مَقَامَ الْأَوَّلِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَبَّرْنَا، وَرَكَعَ وَرَكَعْنَا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ مَعَهُ الصَّفُّ الْأَوَّلُ وَقَامَ الثَّانِي، فَلَمَّا سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي ثُمَّ جَلَسُوا جَمِيعًا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: ثُمَّ خَصَّ جَابِرٌ أَنْ قَالَ (¬2): كَمَا يُصَلِّي أُمَرَاؤُكُمْ هَؤُلَاءِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَعَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ (¬3). وَرَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمَعْنَى حَدِيثِ جَابِرٍ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "فقاموا". (¬2) تحرفت في (س) إلى: "جابرا فقال". (¬3) صحيح مسلم (2/ 213). (¬4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (4/ 223)، والطبري في التفسير (7/ 438).

ذكر صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قيل: ببطن النخل، وقد قيل: بذات الرقاع

ذِكْرُ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ قِيلَ: بِبَطْنِ النَّخْلِ، وَقَدْ قِيلَ: بِذَاتِ الرِّقَاعِ [2856] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَصلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْطَلَقَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعًا، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ (¬1). تَابَعَهُ الْأَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ، وَهُوَ إِسْنَادٌ مَشْهُورٌ (¬2). وَقَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ، وهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ: [2857] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا أَبَانُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا إِسمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬3)، ثنا عَفَّانُ، ثنا أَبَانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذَاتِ الرِّقَاعِ فَقَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَسيْفُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعَلَّقٌ بِشَجَرَةٍ، فَأَخَذَ سَيْفَ نَبِيِّ اللَّهِ (¬4) - صلى الله عليه وسلم - فَاخْتَرَطَهُ (¬5)، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَتَخَافُنِي؟ قَالَ: "لَا". قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 204). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 434). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 411). (¬4) في (س): "سيف النبي". (¬5) اخترط السيف: استله من غِمده.

فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: "اللَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ". قَالَ: فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَغْمَدَ السَّيْفَ وَعَلَّقَهُ. قَالَ: فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا، وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬1). وَرَوَاهُ الْحَسَنُ عَنْ جَابِرٍ، وَقَالَ: بِبَطْنِ النَّخْلِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (2/ 214). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 348).

حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -

حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما - [2858] حدثنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ (¬1) - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَلَّافُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَصَفَّ صَفًّا خَلْفَهُ وَصَفًّا مُسْتَقْبِلَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هَؤُلَاءِ وَتَأَخَّرَ هَؤُلَاءِ، فَصلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَضَى هَؤُلَاءِ رَكْعَةً وهَؤُلَاءِ رَكْعَةً (¬2) (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬4). [2859] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ العَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَقَامُوا فِي مَقَامِ أُولَئِكَ، فَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬6). ¬

_ (¬1) في (ق): "الحسيني"، تحريف. (¬2) في (س) وقع طمس نتيجة للبلل في معظم الحديث. (¬3) أخرجه عبد الرزاق (2/ 506) بمعناه. (¬4) صحيح مسلم (2/ 212). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 78). (¬6) صحيح البخاري (5/ 114).

حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -

حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - [2860] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَدْلُ إِمْلَاءً، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ (¬2) الْمُسْتَفَاضِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَكَبَّرَ وَكَبَّرُوا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعَ مَعَهُ نَاسٌ مِنْهُمْ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَتَأَخَّرَ الَّذِينَ سَجَدُوا مَعَهُ وَحَرَسُوا إِخْوَانَهُمْ، وَأَتَتِ الطَّائِفَةُ فَرَكَعُوا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَسَجَدُوا، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلَاةٍ، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ (¬4). جَمِيعُ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فِي كَيْفِيَّةِ صَلَاةِ الْخَوْفِ صَحِيحَةٌ مَعْمُولٌ بِهَا عَلَى اخْتِلَافِهَا بِاخْتِلَافِ الْخَوْفِ، وَإِنْ كَانَ لِلشَّافِعِيِّ - رحمه الله - فِي جَوَازِ صَلَاةِ الْخَوْفِ عَلَى نَحْوِ رِوَايَةِ ابْنِ عُمَرَ قَوْلَانِ (¬5)، فَإِنَّ مَذْهَبَهُ اتِّبَاعُ مَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدْ صَحَّ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -، إِلَّا أَنَّهُ يَخْتَارُ (¬6) رِوَايَةَ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ لِمُوَافَقَتِهِ ¬

_ (¬1) في (س): "أبو عمر". (¬2) قوله: "بن" ليس في (س). (¬3) في (س): "عبد الله". (¬4) صحيح البخاري (2/ 14). (¬5) قوله: "قولان" ليس في (س). (¬6) في (س): "اختار".

الْآيَةَ، وَلِمَعَانٍ (¬1) حِسَانٍ يَذْكُرُهَا أَصْحَابُنَا، وَاخْتَارَ أَبُو حَنِيفَةَ رِوَايَةَ ابْنِ عُمَرَ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كَحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، إِلَّا أَنَّ حَدِيثَ جَابِرٍ أَبْيَنُ، وَقَدَ رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَ رِوَايَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَإِذَا كَانَ الْعَدُوُّ فِي غَيْرِ جِهَةِ الْقِبْلَةِ أَوْ جِهَتِهَا غَيْرَ مَأْمُونِينَ، فَالْمُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِمْ مِثْلَ صَلَاتِهِ بِذَاتِ الرِّقَاعِ، أَوْ مِثْلَ (¬2) صَلَاتِهِ بِبَطْنِ النَّخْلِ، أَوْ مِثْلَ رِوَايَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَإِذَا كَانَ الْعَدُوُّ وِجَاهَ الْقِبْلَةِ فِي صَحْرَاءَ لَا يُوارِيهِمْ (¬3) شَيْءٌ فِي قِلَّةٍ مِنْهُمْ وَكَثْرَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِعُسْفَانَ. * * * ¬

_ (¬1) في (ق)، (س): "ولمعاني"، وأثبتنا الجادة. (¬2) في (س): "ومثل". (¬3) في (س): "يوازيهم".

مسألة (169): والصلاة جائزة مع شدة القتال والتحام الحرب رجالا وركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها بالإيماء، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها لأجل ذلك

مَسْأَلَةٌ (169): وَالصَّلَاةُ جَائِزَةٌ مَعَ شِدَّةِ الْقِتَالِ وَالْتِحَامِ الْحَرْبِ رِجَالًا وَرُكْبَانًا، مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةٍ وَغَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا بِالْإِيمَاءِ، وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنْ وَقْتِهَا لِأَجْلِ ذَلِكَ (¬1). وَقَالَ أبُو حَنِيفَةَ: تُؤَخَّرُ الصَّلَاةُ عَنْ وَقْتِهَا، وَلَا يَصِحُّ مَعَ الْمُحَارَبَةِ الصَّلَاةُ (¬2) (¬3). [2861] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بْنُ نُفَيْسٍ الْمِصِّيصِيُّ بِحَلَبَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا اخْتَلَطُوا فَإِنَّمَا هُوَ الْإِشَارَةُ بِالرَّأْسِ وَالتَّكْبِيرُ (¬4). [2862] قال ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ قَوْلِ مُجَاهِدٍ، وَزَادَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "فَإِنْ كَثُرُوا فَلْيُصَلُّوا رُكْبَانًا أَوْ قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى الْأُمَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 218)، ومختصر المزني (ص 46)، والحاوي الكبير (2/ 72، 470)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 338)، والمجموع (3/ 211)، (4/ 311). (¬2) في (س): "صلاة". (¬3) انظر: الأصل (1/ 357)، والمبسوط (2/ 48)، وبدائع الصنائع (1/ 244). (¬4) أخرجه المؤلف في المعرفة (5/ 35). (¬5) صحيح البخاري (2/ 14).

[2863] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ بإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبُوا، وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَضَتِ الطَّائِفَتَانِ رَكْعَةً رَكْعَةً (¬1). قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَإِذَا كَانَ خَوْفٌ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَصَلِّ (¬2) رَاكِبًا أَوْ قَائِمًا تُومِئُ إِيمَاءً (¬3) (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5). [2864] أخبرنا الْقَاضِي أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ - رحمه الله -، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ قَالَ: يَتَقَدَّمُ الْإِمَامُ وَطَائِفَةٌ. ثُمَّ قَصَّ الْحَدِيثَ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي الْحَدِيثِ: وَإِنْ كَانَ خَوْفٌ (¬6) أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالًا وَرُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ وَغَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا. ¬

_ (¬1) قوله: "ركعة" غير مكرر في (ق). (¬2) في (س): "فيصلي". (¬3) قوله: "تومئ إيماء" ليس في (س). وفي (ق): "يومئ إيماء" بياء أوله، والنقط من أصل الرواية. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 410). (¬5) صحيح مسلم (2/ 212). (¬6) في النسخ: "خوفًا"، والمثبت من أصل الرواية.

قَالَ مَالِكٌ: قَالَ نَافِعٌ: لَا أُرَى (¬1) عَبْدَ اللَّهِ (¬2) بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). هَذَا حَدِيثٌ مُسْنَدٌ؛ فَقَدْ أَسنَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا كَتَبْنَاهُ، وَصَحَّحَهُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -. وَقَدْ: [2865] أخبرنا أَبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ (¬4) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ (¬5)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ، وَكَانَ نَحْوَ عُرَنَةَ وَعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: "اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ". قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَقُلْتُ: إِنِّي لَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا أَنْ أُؤَخِّرَ (¬6) الصَّلَاةَ، فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي وَأَنا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْمَعُ لِهَذَا الرَّجُلِ، فَجِئْتُكَ فِي ذَاكَ، قَالَ: إِنِّي لَفِي ذَاكَ (¬7)، فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسَيْفِي حَتَّى بَرَدَ (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) في (س): "لا أدري". (¬2) في (ق): "عبيد الله". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 217). (¬4) في (س): "أبي". (¬5) في (ق): "أنس". (¬6) قوله: "ما أن أؤخر" في أصل الرواية: "ما يؤخر". (¬7) قوله: "قال: إني لفي ذاك" ساقط من (ق). (¬8) أي: مات. (¬9) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 79).

[2866] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ الْمُسَايَفَةِ (¬1)، قَالَ: رَكْعَتَانِ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ عَلَى دَابَّتِكَ تُومِئُ إِيمَاءً (¬2). [2867] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سُئِلَ جَابِرٌ عَنِ الصَّلَاةِ عِنْدَ الْمُسَايَفَةِ، قَالَ: هُمَا رَكْعَتَانِ (¬3) حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ دَابَّتُكَ تُومِئُ بِرَأْسِكَ إِيمَاءً. * * * ¬

_ (¬1) أي: الصلاة في وقت أن يلتقي القوم بأسيافهم ويضرب بعضهم بعضًا. (¬2) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في الصحيح كما في فتح الباري لابن رجب (8/ 395) من طريق أبي إسحاق الفزاري به. (¬3) من قوله: "حيث ما توجهت" في الحديث السابق إلى هنا ساقط من (س).

مسألة (170): لبس الحرير، والنوم عليه، والجلوس، والتدثر به محرم

مَسْأَلَةٌ (170): لُبْسُ الْحَرِيرِ، وَالنَّوْمُ عَلَيْهِ، وَالْجُلُوسُ، وَالتَّدَثُّرُ بِهِ مُحَرَّمٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّمَا يَحْرُمُ اللُّبْسُ فَحَسْبُ (¬2). [2868] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أَفْلَحَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ، أنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي" (¬4). [2869] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنأ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِكُمْ، حِلٌّ لِإِنَاثِكُمْ" (¬5). [2870] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا الْقَاسِمُ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 204)، ومختصر المزني (ص 47)، والحاوي الكبير (2/ 478)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 357)، والمجموع (4/ 320). (¬2) انظر: المبسوط (30/ 282)، وتحفة الفقهاء (2/ 341)، وبدائع الصنائع (5/ 130). (¬3) قوله: "أبو بكر" ليس في (ق). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 396). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 515) من طريق عبيد الله بن عمر بنحوه.

هُوَ ابْنُ زَكَرِيَّا (¬1) الْمُقْرِئُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ وَالْجُرْجَانِيُّ، قَالَا: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: اسْتَسْقَى حُذَيْفَةُ فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِإِنَاءِ فِضَّةٍ، فَأَخَذَهُ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَانَا أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: "هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ" (¬2). [2871] قال: وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ مِثْلَهُ (¬3). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (¬4) (¬5). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "زكريا"، غير واضح في (س). (¬2) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 410) من طريق ابن أبي ليلى بمعناه، دون ذكر قصة الدهقان. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 233) من طريق يحيى بن إسحاق بمعناه. (¬4) كتب في حاشية (ق): "آخر الجزء الثاني". (¬5) صحيح البخاري (7/ 150) دون اللفظة المرفوعة.

كتاب صلاة العيدين

وَمِنْ كِتَابِ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

مسألة (171): التكبير في ليلة الفطر ويوم الفطر حتى يخرج الإمام مسنون

مَسْأَلَةٌ (171): التَّكْبِيرُ فِي لَيْلَةِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْفِطْرِ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ مَسْنُونٌ (¬1). وَأَظُنُّ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: غَيْرُ مَسْنُونٍ (¬2). قَالَ اللَّهُ - عز وجل - فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (¬3). [2872] قال الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: سَمِعْتُ مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ يَقُولُ: لِتُكْمِلُوا عِدَّةَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عِنْدَ إِكْمَالِهِ (¬4) عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَإِكْمَالُهُ مَغِيبُ الشَّمْسِ مِنْ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ. أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أبُو الْعَبَّاسِ، أنا (¬5) الرَّبِيعُ، عَنِ الشَّافِعِيِّ بِذَلِكَ (¬6). [2873] وعن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} (¬7) قَالَ: ذَكَرَ اللَّهَ وَهُوَ يَنْطَلِقُ إِلَى الْعِيدِ (¬8). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 486)، ومختصر المزني (ص 48)، والحاوي الكبير (2/ 484)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 350)، والمجموع (5/ 36). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 170)، وبدائع الصنائع (1/ 279)، والهداية في شرح البداية (1/ 84)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 224). (¬3) سورة البقرة (آية: 185). (¬4) في (س): "كماله". (¬5) في (س): "ثنا". (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 486). (¬7) سورة الأعلى (آية: 15). (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (6/ 535).

[2874] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬1) أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْمَدِينِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ فِي الْعِيدَيْنِ مِنَ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى (¬2). [2875] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانُوا فِي التَّكْبِيرِ فِي الْفِطْرِ أَشَدَّ مِنْهُمْ فِي الْأَضْحَى (¬3). أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ (¬4) مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ مِمَّنْ أَدْرَكَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، وَسَمِعَ مِنْهُ فِي قَوْلِ كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، وَأَدْرَكَ عَلِيًّا - رضي الله عنه - وَسَمِعَ مِنْهُ، فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -، وَهَذَا إِخْبَارٌ عَنْ فِعْلِهِمْ. وَقَدْ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ رِوَايَةِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬5)، إِلَّا أَنَّ الْمُوَقَّرِيَّ مَتْرُوكٌ لَا نَقْرَبُهُ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ أَمْثَلَ مِنْ حَدِيثِ الْمُوَقَّرِيِّ مَرْفُوعًا أَيْضًا: [2876] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ، أنا أَبو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 50). (¬3) المصدر السابق (2/ 51). (¬4) من قوله: "قال كانوا في التكبير" إلى هنا ساقط من (س). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 380).

عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَخْرُجُ فِي الْعِيدَيْنِ مَعَ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، [وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَالْعَبَّاسِ، وَعَلِيٍّ، وَجَعْفَرٍ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ] (¬1)، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، فَيَأْخُذُ طَرِيقَ الْحَدَّادِينَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، فَإِذَا فَرَغَ رَجَعَ عَلَى الْحَذَّائِينَ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَضِيَ عَنْهُمْ، مِثْلُ مَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي التَّكْبِيرِ عِنْدَ الْغُدُوِّ إِلَى الْمُصَلَّى (¬3). وَرَوَى الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يُكَبِّرُونَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ يَجْهَرُونَ بِهِ، وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ جَهْرُهُمْ بِهِ عِنْدَ الْغُدُوِّ إِلَى الْمُصَلَّى (¬4). [2877] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬5)، ثنا جَعْفَرٌ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} قَالَ: إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ، التَّكْبِيرُ (¬6) ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (2/ 51). (¬2) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (2/ 547). (¬3) ذكره المؤلف في السنن الكبير (6/ 538). (¬4) الأم (2/ 487). (¬5) لعل هنا سقط راوي. (¬6) كتب ناسخ (ق) فوقها: "كذا".

حَتَّى (¬1) يَنْصَرِفَ الْإِمَامُ فِي (¬2) الْمَسْجِدِ (¬3). [2878] وابن (¬4) الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ (¬5) التَّكْبِيرُ يَوْمَ الْفِطْرِ (¬6). [2879] قال: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَظْهِرُوا التَّكْبِيرَ يَوْمَ الْفِطْرِ؛ فَإِنَّهُ يَوْمُ تَكْبِيرٍ (¬7). [2880] قال: وَأَخْبَرَنَا (¬8) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي (¬9) مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيَّ - ثنا ابْنُ قُهْزَاذَ، ثنا حَاتِمُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عُمَرَ (¬10)، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ (¬11)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ (¬12) إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ (¬13). ¬

_ (¬1) ضبب عليها في (ق). (¬2) ضبب عليها في (ق). (¬3) أخرجه الطبري في التفسير (3/ 221) من طريق ابن المبارك به، ولفظه: "إذا رئي الهلال، فالتكبير من حين يرى الهلال حتى ينصرف الإمام في الطريق والمسجد إلا أنه إذا حضر الإمام كف فلا يكبر إلا بتكبيره". (¬4) ضبب عليها في (ق). (¬5) قوله: "بلغنا أنه" تحرف في (س) إلى: "بمعنا آية". (¬6) المصدر السابق (3/ 222) من طريق ابن المبارك به. (¬7) أخرجه الفريابي في أحكام العيدين (ص 111) من طريق الوليد بن مسلم به. (¬8) في (س): "أخبرنا". (¬9) زاد في (س) في هذا الموضع ما صورته: "أبا قتيبة" أو "أنا قتيبة". (¬10) في (س): "عبد الجليل بن عمر". (¬11) في (س): "بن معدل". (¬12) قوله: "ليلة القدر" في سنن ابن ماجه: "ليلتي العيدين". (¬13) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 251) من طريق خالد بن معدان به.

مسألة (172): ويصلي النوافل قبل صلاة العيد من سبق الإمام إلى محلها

مَسْأَلَةٌ (172): وَيُصَلِّي النَّوَافِلَ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ مَنْ سَبَقَ الْإِمَامَ إِلَى مَحَلِّهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَطَوُّعَ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ (¬2). [2881] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سعِيدٍ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ (¬3) (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). وَقَدْ رَوَيْنَاهُ (¬5) فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 499)، ومختصر المزني (ص 49)، والحاوي الكبير (2/ 494)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 360)، والمجموع (5/ 16). (¬2) انظر: الأصل (1/ 341)، والمبسوط (2/ 40)، وتحفة الفقهاء (1/ 171)، وبدائع الصنائع (1/ 280). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 5/ أ). (¬4) صحيح مسلم (2/ 206). (¬5) في (ق): "روينا". (¬6) حديث رقم (276).

[2882] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ (¬1)، وَجَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يُصلُّونَ قَبْلَ الْإِمَامِ فِي الْعِيدِ (¬2). [2883] وبإسناده: ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ (¬3) قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بُرْدَةَ يُصَلِّي يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الْإِمَامِ (¬4). وَثَبَتَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُمَا كَانَا يُصَلِّيَانِ قَبْلَ الْعِيدِ (¬5). [2884] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَقَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا يَوْمَ الْعِيدِ يُصَلِّي قَبْلَ الْإِمَامِ وَبَعْدَهُ (¬6). هَكَذَا وَجَدْتُهُ. وَقَدْ: [2885] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ (¬7)، أنا ¬

_ (¬1) في (س): "الحسن بن الحسن". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 228) عن معاذ به. (¬3) في (س): "الداناجي". (¬4) المصدر السابق (4/ 228) عن معاذ به. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (1/ 255). (¬6) أخرجه أبو طاهر الزيادي في الثالث من أماليه (ص 101) عن الصفار. (¬7) قوله: "الفقيه" ليس في (ق).

بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَجِيءُ يَوْمَ الْعِيدِ فَيُصَلِّي قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ (¬1). وَرُوِّينَا (¬2) عَنِ ابْنِ (¬3) بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ بُرَيْدَةُ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ الْإِمَامِ. [2886] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ (¬4) بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2887] أخبرنا أَبو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي وَأبو مُسْلِمٍ، قَالَا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا. لَفْظُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ شُعْبَةَ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 271) من طريق أيوب به. (¬2) في (س): "وقد روينا". (¬3) في (س): "أبي". (¬4) في النسخ: "عبد الوهاب"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (6/ 591). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 227) من طريق ابن بريدة به. (¬6) صحيح البخاري (2/ 19). (¬7) صحيح مسلم (3/ 21).

[2888] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا بَعْدَهَا (¬1). وَقَدْ: [2889] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬2) إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا خَالِدٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، فِي رَجُلٍ يُصَلِّي يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَا يَرُدُّ عَلَى عَبْدِه حَسَنَةً يَعْمَلُهَا لَهُ (¬4). ثُمَّ نَقُولُ لَهُمْ: وَهَكَذَا يَجِبُ لِلْإِمَامِ أَلَّا يُصَلِّيَ قَبْلَهَا لِلْخَبَرِ، فَأَمَّا الْمَأْمُومُ فَمُخَالِفٌ لِلْإِمَامِ، وَقَدْ تَنَفَّلَ قَوْمٌ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا، وآخَرُونَ قَبْلَهَا، وَآخَرُونَ بَعْدَهَا، وآخَرُونَ تَرَكُوهَا (¬5) كَمَا يَكُونُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَتَنَفَّلُونَ وَلَا يَتَنَفَّلُونَ. وَرُوِيَ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ (¬6) أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا. [2890] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬7) بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 64/ أ). (¬2) قوله: "الحافظ" ليس في (س). (¬3) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 272) من طريق الأزرق بمعناه. (¬5) في (س): "تركوه". (¬6) أخرج خبر عروة مالك في الموطأ، رواية يحيى (1/ 256). (¬7) في (س): "عبيد الله".

أَحْمَدَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ آخِرَ النَّاسِ إِسْلَامًا، فَحَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعًا: لَا صَلَاةَ فِي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْإِمَامِ، وَلَا ذَبْحَ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْإِمَامُ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ فِي الْجَنَّةِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً كَمَا يَنْظُرُونَ إِلَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ مِنْ غَيْرِ سَحَابٍ، وَرَأَيْتُهُ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ (¬1). إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. [2891] وأخبرنا أَبو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أنا (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ (¬3) الْقَاضِي، أنا أَبُو مَعْمَرٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو (¬4)، وَإِنِّي يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ لِي ذُؤَابَةٌ (¬5) يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ يَوْمَ نَحْرٍ أُصَلِّي قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ، قَالَ: فَجَاءَ فَأَخَذَ بِذُؤَابَتَيَّ فَأَجْلَسَنِي وَقَالَ: لَا صَلَاةَ قَبْلَ الْإِمَامِ، فَإِذَا صَلَّى صَلِّ بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ بِسُورَتَيْنِ فِيهِمَا طُولٌ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن بشران في الأمالي (1/ 120). (¬2) في (س): "وأبنا". (¬3) في (ق): "البزي". (¬4) في (س): "عمرة". (¬5) في (س): "دراية". والذؤابة: الضَّفِيرة. (¬6) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (8/ 374) من طريق محمد بن جحادة.

[2892] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي مِسْعَرٍ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: أَتَى عَلَيَّ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ وَأَنَا أُصَلِّي فِي يَوْمِ عِيدٍ، وَأَنَا غُلَيْمٌ لِي ذُؤَابَةٌ قَالَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬2). قَالَ يَعْقُوبُ: هَكَذَا قَالَ أبو مِسْعَرٍ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ نَحْوَهُ، وَقَالَ: وَجَدْتُ فِي مَوْضِعٍ: عَنْ أَبِي مِسْعَرٍ (¬3)، وَفِي مَوْضِعٍ: عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. وَهَذَا إِسْنَادٌ مَجْهُولٌ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "ابن مسعود". (¬2) انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 221). (¬3) من قوله: "وقال عمرو بن عاصم" إلى هنا ساقط من (س).

مسألة (173): تكبيرات العيد سبع في الأولى سوى تكبيرة الافتتاح، وخمس في الثانية سوى تكبيرة القيام من السجود

مَسْأَلَةٌ (173): تَكْبِيرَاتُ الْعِيدِ سَبْعٌ فِي الْأُولَى سِوَى تَكْبِيرَةِ (¬1) الِافْتِتَاحِ، وَخَمْسٌ فِي الثَّانِيَةِ سِوَى تَكْبِيرَةِ الْقِيَامِ مِنَ السُّجُودِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ثَلَاثٌ زَائِدَةٌ (¬3) فِي الْأُولَى، وَثَلَاثٌ فِي الثَّانِيَةِ (¬4). [2893] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ فِي الْعِيدِ يَوْمَ الْفِطْرِ سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الْأُولَى سَبْعٌ، وَفِي الْآخِرَةِ خَمْسٌ، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلَاةِ (¬5). تَابَعَهُ (¬6) الْمُعْتَمِرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ وَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية: "تكبيرات"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (2/ 507)، ومختصر المزني (ص 49)، والحاوي الكبير (2/ 489)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 360)، والمجموع (5/ 20). (¬3) في (ق): "زائد". (¬4) انظر: الأصل (1/ 336)، والمبسوط (2/ 38)، وتحفة الفقهاء (1/ 167)، وبدائع الصنائع (1/ 277)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 225). (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 83) من طريق أبي نعيم به. (¬6) في (ق): "تابعهما". (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 355).

وَرَأَيْتُ حِكَايَةً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ - رحمه الله - أَنَّهُ قَالَ: حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي هَذَا الْبَابِ صَحِيحٌ (¬1). [2894] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ كَثيِرٍ (¬3). قَالَ أبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا - يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا، وَبِهِ أَقُولُ. قَالَ: وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فِي هَذَا الْبَابِ هُوَ صَحِيحٌ أَيْضًا (¬4). [2895] أخبرنا أبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُكَبِّرُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى فِي الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ (¬5). [2896] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأبو زَكَرِيَّا وَأبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالُوا: ثنا (¬6) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) انظر: علل الترمذي (ص 93). (¬2) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (2/ 552) من طريق ابن أبي أويس. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 83). (¬4) انظر علل الترمذي (ص 93). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 70). (¬6) في (س): "أبنا".

قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شهَابٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ وَقَالَ: سِوَى تَكْبِيرَةِ الرُّكُوعِ (¬1). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: الْمَحْفُوظُ عِنْدَنَا حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ؛ لِأَنَّ ابْنَ وَهْبٍ قَدِيمُ السَّمَاعِ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي الْقَدِيمِ فَهُوَ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ خَلَطَ بِأَخَرَةٍ. [2897] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا وَخَمْسًا. [2898] وحدثنا أَبو سَعْدٍ الزَّاهِدُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، فَذَكَرَهُ، إِلَّا أنَّهُ قَالَ: سَبْعًا فِي الْأُولَى ثُمَّ يَقْرَأُ، وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ. [2899] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ - رحمهما الله -، عَنْ نَافِعٍ - مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ - قَالَ: شَهِدْتُ الْأَضْحَى وَالْفِطْرَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَكَبَّرَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الْآخِرَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَرَوَاهُ الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 127). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 506).

عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَمَالِكٍ، وَنَافِعٍ الْقَارِئِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، وَالْمَوْقُوفُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ صَحِيحٌ لَا شَكَّ فِيهِ. [2900] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حَبِيبٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْقَارِئُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُكَبِّرُ (¬2) فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا وَخَمْسًا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَكَذَا حُدِّثْنَاهُ. [2901] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَاهُ أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، عَنْ نَافِعٍ الْقَارِئِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا وَخَمْسًا. [2902] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [2903] وحميد الطَّوِيلُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ أَحَدُهُمَا: كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً؛ سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَسِتًّا فِي الْآخِرَةِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث في المسند كما في بغية الباحث (1/ 325). (¬2) في (س): "عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكبر".

وَقَالَ الْآخَرُ: كَانَ يُكَبِّرُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً؛ سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الثَانِيَةِ (¬1) (¬2). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَقَوْلُهُ: "سِتًّا فِي الْآخِرَةِ" يُرِيدُ بِهِ (¬3) مَعَ تَكْبِيرَةِ الْقِيَامِ، فَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ حُمَيْدٍ وَقَالَ: كَبَّرَ فِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا (¬4). وَرَوَاهُ زَائِدَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَالَ: خَمْسًا فِي الْآخِرَةِ. وَهُوَ صَحِيحٌ عَنْهُ (¬5). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - مَرْفُوعًا بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ. [2904] أخبرنا أبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا أبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الرَّسْعَنِيُّ، ثنا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنِ ابْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْعِيدِ بِالنَّاسِ، فَكَبَّرَ سَبْعًا ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَكَبَّرَ خَمْسًا، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ. [2905] أخبرنا أبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَمَّالُ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُويَهْ، ثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَائِشَةَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ دَعَا أبا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ¬

_ (¬1) في (س): "في الآخرة". (¬2) المصدر السابق (1/ 325). (¬3) قوله: "به" ليس في (س). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (6/ 560). (¬5) المصدر السابق (6/ 560).

فَسَأَلَهُمَا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ؟ فَقَالَ (¬1) أَبُو مُوسَى: أَرْبَعٌ تَكْبِيرَهُ عَلَى الْجَنَائِزِ (¬2). وَصَدَّقَهُ حُذَيْفَةُ. وَقَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَلِكَ كُنْتُ أُكَبِّرُ لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ إِذْ كُنْتُ أَمِيرًا عَلَيْهِمْ (¬3). [2906] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ وَابْنُ أَبِي زِيَادٍ - الْمَعْنَى قَرِيبٌ - قَالَا: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي ابْنَ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَائِشَةَ - جَلِيسٌ لِأَبِي هُرَيْرَةَ - أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ سَأَلَ أَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: كَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا (¬4) كَتَكْبِيرِهِ عَلَى الْجَنَائِزِ (¬5). فَقَالَ حُذَيْفَةُ: صَدَقَ. وَقَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَلِكَ كُنْتُ أُكَبِّرُ بِالْبَصْرَةِ حَيْثُ كُنْتُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَقَالَ أَبو عَائِشَةَ: وَأَنَا حَاضِرٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ (¬6). قَدْ خُولِفَ رَاوِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي مَوْضِعَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا: فِي رَفْعِهِ، وَالْآخَرُ: فِي جَوَابِ أَبِي مُوسَى. وَالْمَشْهُورُ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّهُمْ أَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَأَفْتَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) في (س): "قال". (¬2) في (س): "الجنازة". وقوله: "أربع تكبيره على الجنائز" ضبطت كلمة "تكبيره" في (س) بضمتين على الراء والهاء، وبدون ضبط في (ق)، وفي مصادر التخريج: "كان يكبر أربعًا تكبيره على الجنائز"، أو "كان يكبر أربع تكبيرات تكبيره على الجنائز"، أو "أربعًا، كتكبيره على الجنائز". ونحو ذلك. (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 345) من طريق غسان بن الربيع. (¬4) في (ق): "أربع". (¬5) في (س): "الجنازة". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 70).

كَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى أَوِ ابْنِ أَبِي مُوسَى، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي مُوسَى فَسَأَلَهُمْ عَنِ التَّكْبِيرِ فِي الْعِيدِ، فَأَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: يُكَبِّرُ أَرْبَعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، ثُمَّ يَقْرَأُ، فَإِذَا فَرَغْتَ كَبَّرْتَ فَرَكَعْتَ، ثُمَّ تَقُومُ فِي الثَّانِيَةِ فَتَقْرَأُ، فَإِذَا فَرَغْتَ كَبَّرْتَ أَرْبَعًا (¬1). وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا (¬2). وَرَوَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَسُولِ أَبِي مُوسَى وَحُذَيْفَةَ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لَمْ يُسَمِّ الرَّسُولَ وَقَالَ: سِوَى تَكْبِيرَةِ الِافْتِتَاحِ وَالرُّكُوعِ (¬3). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ: وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: يُكَبِّرُ أَرْبَعًا فِي الْأُولَى بِالَّتِي يَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلَاةَ، ثُمَّ يَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا، وَعَابَ عَلَيْنَا قَوْلَنَا، وَزَعَمَ أَنَّا إِنَّمَا رُوِّينَاهُ (¬4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا عَنْ غَيْرِهِ، وَأَحْسَبُهُ قَدْ عَلِمَ أَنْ قَدْ رُوِّينَاهُ (¬5) عَنْ غَيْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬6). وَقَالَ: قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ أَحَقُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ تَكْبِيرَةَ الْعِيدَيْنِ مِنَ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 353). (¬2) حكاه الدارمي في روايته لتاريخ ابن معين (1/ 146). (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 346)، وفيه: "حدثني رسول حذيفة وأبي موسى - رضي الله عنهما -، أن رسول الله". (¬4) في (س): "روينا". (¬5) في (س): "روينا". (¬6) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (5/ 72).

الْأَمْرِ الَّذِي لَا يَجْهَلُهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا نَحْسِبُ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - يُخَالِفُ فِيهِ أَصْحَابَهُ، وَلَوْ فَعَلَ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - كَانَ الثَّابِتَ عِنْدَنَا عَنْ أَهْلِ الْإِمَامَةِ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا فِيهِ إِلَّا قَوْلُ (¬1) أَبِي هُرَيْرَةَ - تَكْبِيرُهُ فِي دَارِ الْهِجْرَةِ - وَالسُّنَّةِ بَيْنَ (¬2) أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مَعَ عِلْمِهِ وَعِلْمِهِمْ بِهِ، عَلِمْنَا أنَّهُ لَمْ يُكَبِّرْ خِلَافَ تَكْبِيرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَوْ خَفِيَ عَلَيْهِ تَكْبِيرُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَّمُوهُ إِيَّاهُ، وَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ خِلَافَهُ (¬3)، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَفِعْلِ رَجُلٍ فِي بَلَدٍ كُلُّهُمْ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ لَيْسُوا كَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَتَكْبِيرُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَامٌّ؛ لِأَنَّهُ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ (¬4). [2907] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: كَبَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعًا وَخَمْسًا. قَالَ سَعِيدٌ: فَأَمَرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - بِأَرْبَعٍ. يَعْنِي: تَكْبِيرَ الْعِيدَيْنِ وَالْجَنَائِزِ (¬5). لَا أَدْرِي قَوْلُهُ: "يَعْنِي" عَمَّنْ (¬6)، وَإِنَّمَا هَذَا فِي الْجَنَائِزِ فَقَطْ، وَذِكْرُ الْعِيدَيْنِ فِيهِ غَلَطٌ. وَقَدْ: ¬

_ (¬1) في معرفة السنن: "فعل". (¬2) في (ق) والمعرفة: "وبين" بزيادة الواو. (¬3) في (س): "بخلافه". (¬4) المصدر السابق (5/ 73). (¬5) أخرجه الحارثي في مسند أبي حنيفة (2/ 690) من طريق أحمد بن يوسف به. (¬6) في هذا الموضع في (س) بياض قدر كلمة بعد: "عمن".

[2908] أخبرنا أَبو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا (¬1) الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - كَبَّرُوا فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاءِ سَبْعًا وَخَمْسًا، وَصَلَّوْا قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَجَهَرُوا بِالْقِرَاءَةِ (¬2). [2909] وبإسناده قَاَلَ: أنا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاءِ سَبْعًا وَخَمْسًا، وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "أنا". (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 505). (¬3) المصدر السابق (2/ 506).

مسألة (174): والتكبير في الركعة الثانية قبل القراءة كهو في الركعة الأولى

مَسْأَلَةٌ (174): وَالتَّكْبِيرُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ (¬1) قَبْلَ الْقِرَاءَةِ كَهُوَ (¬2) فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: التَّكْبِيرُ فِي الرَّكْعَةِ (¬4) الثَّانِيَةِ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ (¬5). [2910] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا (¬6) الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬7) الطَّائِفِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "التَّكْبِيرُ فِي الْفِطْرِ سَبْعٌ فِي الْأُولَى، وَخَمْسٌ فِي الْآخِرَةِ، وَالْقِرَاءَةُ بَعْدَهُمَا كِلْتَيْهِمَا (¬8) (¬9) ". [2911] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ¬

_ (¬1) تحرفت في (س) إلى: "الثالثة". (¬2) قوله: "كهو" سقط من (س). (¬3) انظر: الأم (2/ 507)، ومختصر المزني (ص 49)، والحاوي الكبير (2/ 489)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 361)، والمجموع (5/ 20). (¬4) قوله: "الركعة" ليس في (ق). (¬5) انظر: الأصل (1/ 336)، والمبسوط (2/ 38)، وتحفة الفقهاء (1/ 167)، وبدائع الصنائع (1/ 277)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 225). (¬6) في (ق): "بن". (¬7) في (س): "عبد الرحمن بن عبد الله". (¬8) في النسخ: "كلتاهما"، والمثبت من أصل الرواية. (¬9) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 70).

أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً؛ سَبْعًا فِي الْأُولَى قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ (¬1). جَدُّهُ عَمْرُو (¬2) بْنُ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ. [2912] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ (¬3)، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي الْعِيدِ يُكَبِّرُ سَبْعًا فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ يَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ إِذَا قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ خَمْسًا وَلَا يُوَالِي بَيْنَ الْقِرَاءَتَيْنِ (¬4). [2913] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا الْعُمَرِيُّ (¬5)، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ (¬6). قَالَ نَافِعٌ: مَا أَدْرَكْتُ النَّاسَ إِلَّا عَلَى هَذَا. [2914] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِهْرِجَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ عِيسَى الْكَاتِبُ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬7) الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 198) من طريق محمد بن عيسى، دون قوله: "قبل القراءة". (¬2) في (س): "حديث عمر" تحريف. (¬3) قوله: "الحافظ" ليس في (س). (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 344) من طريق صخر بن جويرية بنحوه. (¬5) في (س): "المعمري". (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 215) من طريق عبيد الله العمري به. (¬7) في (س): "عبد الله".

النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَخَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الرَّكْعَةِ (¬1) الثَّانِيَةِ، كُلُّهُنَّ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ (¬2). [2915] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ (¬3)، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي التَّكْبِيرِ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً؛ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَخَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2916] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً؛ سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ، وَيُوَالِي بَيْنَ الْقِرَاءَتَيْنِ، وَيَقْرَأُ بِـ (ق) وَ {اقْتَرَبَتِ} (¬5). مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ مِمَّنْ رَمَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ بِالْكَذِبِ. ¬

_ (¬1) قوله: "الركعة" ليس في (ق). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 145) عن حمزة به. (¬3) في (س): "محمد بن دكان". (¬4) أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (1/ 325) من طريق فرج بن فضالة، دون قوله: "قبل القراءة". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 382) من طريق ابن لهيعة، دون قوله: "ويوالي بين القراءتين".

وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ (¬1)، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ (¬2)، وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، وَغَيْرُهُمْ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، لَمْ يَقُلْ: "وَيُوَالِي بَيْنَ الْقِرَاءَتَينِ" غَيْرُهُ. ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا: [2917] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ صَقْرٍ الْفَقِيهُ (¬3)، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهُ سَأَلَهَا عَنْ تَكْبِيرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ سَبْعًا ثُمَّ يَقْرأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ خَمْسًا ثُمَّ يَقْرَأُ. [2918] قال الْقَاسِمُ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ تَكْبِيرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ سَبْعًا ثُمَّ يَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ خَمْسًا ثُمَّ يَقْرَأُ (¬4). [2919] وقال: سَأَلْتَ أُمَّكَ عَائِشَةَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ وَجَدَ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكْتَفِ (¬5) بِقَوْلِهَا (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 83). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 383). (¬3) في (س): "علي بن صعد" ولم يذكر الفقيه. (¬4) من قوله: "قال القاسم" إلى هنا ساقط من (ق). (¬5) قوله: "إذ لم أكتف" مكانه بياض في (س) ووضع فوقه حرف (ط). (¬6) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (15/ 16) من طريق الحكم بن موسى به.

مسألة (175): يقف بين كل تكبيرتين يذكر الله تعالى بقدر آية

مَسْأَلَةٌ (175): يَقِفُ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ يَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالى بِقَدْرِ آيَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَقِفُ، بَلْ يَأْتِي بِهَا مُتَوَالِيَةً (¬2). [2920] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، ثنا حُسَيْنُ (¬3) بْنُ عَبْدِ الْأَوَّلِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: يَحْمَدُ اللَّهَ بَيْنَ التَّكْبِيرَتَيْنِ مِنَ الْعِيدِ، وَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). [2921] أخبرنا أَبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُودٍ (¬5) الْأَصْبَهَانِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا بِخُسْرَوْجِرْدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ الْأَخْبَارِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بِالْبَصْرَةِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ النَّار موسِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَضَتِ السُّنَّةُ أَنْ يُكَبِّرَ لِلصَّلَاةِ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا وَخَمْسًا، يَذْكُرُ اللَّهَ مَا بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 507)، ومختصر المزني (ص 49)، والحاوي الكبير (2/ 491)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 361)، والمجموع (5/ 20، 22). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 39)، وبدائع الصنائع (1/ 277)، والبناية شرح الهداية (3/ 115). (¬3) في (ق): "حسن". (¬4) أخرجه المؤلف في الكبير (6/ 563) من طريق هشام به مطولًا. (¬5) في (س): "محمد". (¬6) المصدر السابق (6/ 564).

مسألة (176): ومبتدأ تكبير أيام التشريق بعد صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الصبح من آخر أيام التشريق

مَسْأَلَةٌ (176): وَمُبْتَدَأُ (¬1) تَكْبِيرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَبْتَدِئُ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَيَقْطَعُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ (¬3). وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَنَّهُ كَانَ يَبْتَدِئُ التَّكبِيرَ خَلْفَ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَسْأَلُ (¬4) اللَّهَ التَّوْفِيقَ (¬5). [2922] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْدَفَهُ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (¬6). ¬

_ (¬1) في (س): "ويبتدأ". (¬2) انظر: الأم (2/ 519)، ومختصر المزني (ص 50)، والحاوي الكبير (2/ 498)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 365)، والمجموع (5/ 37، 39). (¬3) انظر: الأصل (1/ 346)، والمبسوط (2/ 42)، وتحفة الفقهاء (1/ 174)، وبدائع الصنائع (1/ 195). (¬4) في (س): "ونسأل". (¬5) انظر: الأم (2/ 520). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 526).

[2923] قال: وَأَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ وَابْنِ خَشْرَمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬3). وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ (¬4). [2924] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنِي (¬5) أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ نُبَيْشَةَ، قَالَ خَالِدٌ: فَلَقِيتُ أَبَا الْمَلِيحِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ، فَذَكَرَ (¬6) عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ (¬7). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَبَلَغَنَا نَحْوُ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. يَعْنِي: نَحْوَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ (¬8). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 527). (¬2) صحيح البخاري (2/ 166). (¬3) صحيح مسلم (4/ 71). (¬4) صحيح البخاري (2/ 163)، وصحيح مسلم (4/ 70). (¬5) في (س): "أخبرني". (¬6) في (س): "فذكره". (¬7) صحيح مسلم (3/ 153). (¬8) مختصر المزني (ص 50).

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: رَوَاهُ خُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬1) (¬2). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - وَجَمَاعَةٍ: [2925] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْخَضِرِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: التَكْبِيرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ بَعْدَ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ، آخِرُهَا فِي الصُّبْحِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬3). [2926] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ، أنا عَلِيٌّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (¬4). [2927] قال مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَهُوَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ (ح) (¬5). [2928] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (ح) (¬6). ¬

_ (¬1) من قوله: "قال الشافعي" إلى هنا ساقط من (س). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 197) من طريق عبيد الله العمري به. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 93/ أ). (¬4) المصدر السابق (ق 93/ ب). (¬5) المصدر السابق (ق 93/ ب). (¬6) المصدر السابق (ق 93/ ب).

[2929] قال: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬1)، أَنَّهُمْ كَانُوا يُكَبِّرُونَ فِي صَلَاةِ (¬2) الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، يُكَبِّرُونَ فِي الصُّبْحِ، وَلَا يُكَبِّرُونَ فِي الظُّهْرِ (¬3). [2930] قال: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَنْدَرٍ (¬4) الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فُلَانٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَبَّرَ بِنَا عُثْمَانُ - رضي الله عنه - وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى أَنْ صَلَّى الظُّهْرَ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَكَبَّرَ فِي الصُّبْحِ وَلَمْ يُكَبِّرْ فِي الظُّهْرِ (¬5). [2931] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ - هُوَ أَبُو الشَّيْخ الْأَصْبَهَانيُّ - ثنا مُحَمَّدُ بِنُ نُصَيْرٍ، ثنا أَبُو أَيُّوبَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ (¬6)، ثنا شَرْقِيُّ بْنُ قُطَامِيٍّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحِلِّ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنْ (¬7) شُرَيْحِ بْنِ أَبْرَهَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُكَبِّرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ مِنًى، يُكَبِّرُ فِي (¬8) دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ. قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: هَذَا عَلَى تَكْبِيرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (¬9). ¬

_ (¬1) قوله: "عن ابن عمر" ليس في (س). (¬2) قوله: "صلاة" ليس في (س). (¬3) المصدر السابق (ق 93/ ب). (¬4) في النسخ: "ابن أبي سنان"، والمثبت من سنن الدارقطني بخط الحارثي، والثقات لابن حبان (5/ 492). (¬5) المصدر السابق (ق 93/ ب). (¬6) كذا بالأصل. ولعل الصواب: "النصري". (¬7) في (س): "ابن". (¬8) قوله: "في" ليس في (س). (¬9) أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 205) عن محمد بن نصير به.

[2932] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: السُّنَّةُ أَنْ يُكَبِّرَ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَإِسْمَاعِيلُ ضَعِيفٌ. وَأَمَّا وَجْهُ قَوْلِنَا الْآخَرِ فَالَّذِي (¬1): [2933] حدثنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ غَيْرَ مَرَّةٍ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنُ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا (¬2): ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَنَحْنُ غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: كَانَ يُلَبِّي الْمُلَبِّي فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ (¬4). [2934] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا ¬

_ (¬1) قوله: "فالذي" غير موجود في (س). (¬2) قوله: "قالا" سقط من (س). (¬3) صحيح البخاري (2/ 20). (¬4) صحيح مسلم (4/ 72).

الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، إِلَّا أنَّهُ قَالَ: "وَهُمَا غَادِيَانِ" بَدَلَ "وَنَحْنُ غَادِيَانِ"، وَقَالَ: "كَانَ يُهِلُّ الْمُهِلُّ مِنَّا" وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬1). [2935] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يُكَبِّرُ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬2). [2936] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - يُكَبِّرُ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ غَدَاةَ عَرَفَةَ، ثُمَّ لَا يَقْطَعُ حَتَّى يُصَلِّيَ الْإِمَامُ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ بَعْدَ الْعَصْرِ (¬3). [2937] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي (¬4)، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ فَرُّوخَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬5). [2938] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 719). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 53). (¬3) المصدر السابق (2/ 54). (¬4) من قوله: "ثنا محمد بن جعفر" في الحديث رقم (2935) إلى هنا ساقط من (س). (¬5) المصدر السابق (2/ 54).

نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ (¬1)، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ (¬2) قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ مَسْعُودٍ، فَكَانَ يُكَبِّرُ (¬3) مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬4). هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا الرِّوَايَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ يَوْمَ النَّحْرِ. وَهَذَا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، فَدَخَلَ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ في قَوْلِ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - وَسَقَطَ مِنَ الْأَصْلِ شَيْءٌ. [2939] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا أبو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - يُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، يَبْدَأُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ، يُكَبِّرُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَقْطَعُ التَّكْبِيرَ، وَذَلِكَ خَمْسَةُ أَيَّامٍ، وَكَانَ تَكْبِيرُهُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ (¬5). [2940] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وَسُئِلَ عَنِ التَّكْبِيرِ يَوْمَ عَرَفَةَ، قَالَ: يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، كَمَا كَبَّرَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "هشام"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر ترجمته. (¬2) في (س): "عمرو بن سعيد". (¬3) قوله: "يكبر" ساقط من (س). (¬4) المصدر السابق (2/ 55). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 195) من طريق أبي جناب به مختصرًا.

عَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ - رضي الله عنهما - (¬1). قَدْ رُوِّينَا ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم -، وَفِعْلُهُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ تَرْكِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [2941] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ (¬2) الْقَاضِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَرَّازُ (¬3)، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ، ثنا فِطْرُ (¬4) بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ - رضي الله عنهما -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجْهَرُ فِي الْمَكْتُوبَاتِ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وَكَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَكَانَ يُكَبِّرُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، وَيَقْطَعُهَا صَلَاةَ الْعَصْر آخِرَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: لَا أَعْلَمُ فِي رُوَاتِهِ مَنْسُوبًا إِلَى الْجَرْحِ (¬5). [2942] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاق الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ (¬6)، عَنْ جَابِرٍ - يَعْنِي الْجُعْفِيَّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ (¬7)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 55). (¬2) في (س): "العيس". (¬3) تصحف في (س) إلى "الحزار"، وفي أصل الرواية: "الخزاز"، انظر: الإكمال لابن ماكولا (2/ 184). (¬4) في (س): "قطر"، تصحيف. (¬5) المصدر السابق (2/ 53). (¬6) في (س): "شهر". (¬7) قوله: "الأنصاري" ليس في (س).

صَلَّى الصُّبْحَ غَدَاةَ عَرَفَةَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "عَلَى مَكَانِكُمْ". ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ". فَيُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬1). إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. [2943] أخبرناه أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو (¬2)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ فِيمَا بَلَغَهُ عَنِ (¬3) ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ عَرْفَةَ إلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ (¬4). [2944] قال: وَابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ (¬5). قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَلَيْسُوا يَقُولُونَ بِهَذَا - يُرِيدُ بَعْضَ الْعِرَاقِيِّينَ - يَقُولُونَ: يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَأَمَّا نَحْنُ فَنَقُولُ: بِمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالَّذِي قُلْنَا أَشْبَهُ الْأَقَاوِيلِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - بِمَا يَعْرِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ، وَذَلِكَ أَنَّ لِلتَّلْبِيَةِ وَقْتًا تَنْقَضِي إِلَيْهِ، وَذَلِكَ يَوْمَ النَّحْرِ، وَأَنَّ التَّكْبِيرَ إِنَّمَا يَكُونُ خَلْفَ الصَّلَاةِ، وَأَوَّلُ صَلَاةٍ تَكُونُ بَعْدَ انْقِضَاءِ التَّلْبِيَةِ يَوْمَ النَّحْرِ صَلَاةُ الظُّهْرِ، وَآخِرُ صَلَاةٍ تَكُونُ بِمِنًى صَلَاةُ الصُّبْحِ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 390) من طريق أبي قلابة الرقاشي به، وفيه: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله". تكبيرتين بدل ثلاث. (¬2) في (س): "عمر". (¬3) كذا في النسخ، وفي أصل الرواية: "أخبرنا". (¬4) أخرجه الشافعي في اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 495). (¬5) المصدر السابق (8/ 495).

مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬1). وَقَالَ فِي الْقَدِيمِ: يُلَبِّي الْحَاجُّ حَتَّى يَرْمِيَ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ بِأَوَّلِ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ، فَإِذَا قَطَعَ التَّلْبِيَةَ فَإِنَّمَا بَعْدَهَا التَّكْبِيرُ، وَاحْتَجَّ بِرِوَايَةِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْجَدِيدِ (¬3): وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْآفَاقِ وَالْعِرَاقِ (¬4) كَمَا يُكَبِّرُ أَهْلُ مِنًى، لَا يُخَالِفُونَهُمْ (¬5) فِي ذَلِكَ، إِلَّا فِي أَنْ يَتَقَدَّمُوهُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَلَوِ ابْتَدَءُوا التَّكْبِيرَ خَلْفَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مِنْ لَيْلَةِ النَّحْرِ؛ قِيَاسًا عَلَى أَمْرِ اللَّهِ تَعَالى فِي الْفِطْرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بِالتَّكْبِيرِ مَعَ إِكْمَالِ الْعِدَّةِ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا مُحْرِمِينَ فَيُلَبُّونُ فَيَكْتَفُونَ بِالتَّلْبِيَةِ مِنَ التَّكْبِيرِ، لَمْ أَكْرَهْ ذَلِكَ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَسْتَحِبُّ هَذَا. قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَنَّهُ كَانَ يَبْتَدِئُ التَّكْبِيرَ خَلْفَ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ (¬6). وَحَكَى الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - قَوْلَ مَنْ قَالَ: يُكَبِّرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَيُكَبِّرُ ثُمَّ يَقْطَعُ (¬7) وَلَمْ يُنْكِرْهُ، وَقَدْ حَكَيْنَاهُ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ (¬8). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (8/ 495). (¬2) أخرجه المؤلف في المعرفة (5/ 106). (¬3) في (س): "القديم". (¬4) قوله: "والعراق" ليس في (س). (¬5) في (س): "يخالفوهم". (¬6) الأم (2/ 520). (¬7) في (س): "فكبر ثم قطع". (¬8) ذكره المؤلف في المعرفة (5/ 107).

مسألة (177): التكبير عندنا ثلاثا نسقا

مَسْأَلَةٌ (177): التَّكْبِيرُ عِنْدَنَا ثَلَاًثا نَسَقًا (¬1). وَعِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ ثِنْتَيْنِ (¬2). [2945] حدثنا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهم -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ (¬3) قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بالْمَدِينَةِ تِسْعًا لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فِي الْحَجِّ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي حَجِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا، قَالَ: "نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ". وَقَالَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬4). قَالَ: فَرَقِيَ عَلَى الصَّفَا حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ وَكَبَّرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". ثُمَّ يَدْعُو بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ فَمَشَى حَتَّى [إِذَا] (¬5) أَتَى بَطْنَ الْمَسِيلِ سَعَى حَتَّى أَصْعَدَ قَدَمَيْهِ فِي الْمَسِيلِ، ثُمَّ مَشَى حَتَّى ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 520)، ومختصر المزني (ص 50)، والحاوي الكبير (2/ 500)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 350)، والمجموع (5/ 36). (¬2) انظر: الأصل (1/ 346)، والمبسوط (2/ 43)، والهداية في شرح البداية (1/ 86)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 227). (¬3) قوله: "أنه" ليس في (س)، وأصل الرواية. (¬4) سورة البقرة (آية: 158). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وما أثبتناه من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (6/ 618).

أَتَى الْمَرْوَةَ، فَصَعِدَ حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ، فَكَبَّرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ" هَكَذَا كَمَا فَعَلَ - يَعْنِي - عَلَى الصَّفَا ثُمَّ نَزَلَ (¬1). وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا (¬2). وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ، أَوْ حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ كَبَّرَ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ (¬3) ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ (¬4). فَالِابْتِدَاءُ بِثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ نَسَقًا أَشْبَهُ بِسُنَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الِابْتِدَاءِ بِهَا مَرَّتَيْنِ، وَإِنْ كَانَ الْكُلُّ وَاسِعًا، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [2946] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ النَّفْرِ، لَا يُكَبِّرُ فِي الْمَغْرِبِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ، اللَّهُ (¬5) أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا (¬6). كَذَا أَخْبَرَنَا بِهِ (¬7) مِنْ كِتَابِهِ ثَلَاثًا (¬8) نَسَقًا، وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ (¬9) عَنْهُ وَعَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 246). (¬2) أخرجه مسلم (4/ 104). (¬3) الشرف: المكان المرتفع. (¬4) أخرجه البخاري (3/ 7). (¬5) لفظ الجلالة ليس في (س). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 198) عن يحيى بن سعيد بمعناه، والمؤلف في السنن الكبير (6/ 619) بسنده. (¬7) قوله: "به" ليس في (س). (¬8) قوله: "ثلاثا" ليس في (س). (¬9) أخرجه المؤلف في المعرفة (5/ 109).

جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَبِهِ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ. وَرُوِّينَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ قَالَ: يُكَبِّرُ اللَّهَ (¬1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. [2947] أخبرنا أبو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ - رضي الله عنه - يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرَ يَقُولُ: كَبِّرُوا: اللَّهُ أَكْبَرُ (¬2)، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا (¬3) - أَوْ قَالَ: تَكْبِيرًا (¬4) - اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ (¬5)، أَوْ يَكُونَ لَك وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ، وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا (¬6)، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَتُكْتَبَنَّ هَذِه، لَا تُتْرَكُ هَاتَانِ (¬7)، وَلَتَكُونَنَّ شُفَعَاءَ (¬8) لِهَاتَيْنِ (¬9). * * * ¬

_ (¬1) لفظ الجلالة ليس في (س). (¬2) قوله: "كبروا الله أكبر" في أصل الرواية: "كبروا الله". (¬3) قوله: "كبيرًا" في أصل الرواية: "مرارًا". (¬4) في (س): "يكبر". (¬5) من قوله: "أو يكون لك ولد" إلى هنا ساقط من (ق). (¬6) قوله: "اللهم اغفر لنا" ليس في (ق). (¬7) في (س): "نترك هاتين". (¬8) ضبطت في (ق): "شفعًا". وضبطناها هكذا لما في عبد الرزاق: "شفعاء صدق". (¬9) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 295).

مسألة (178): التكبير مسنون للمقيم والمسافر، وأهل القرى والأمصار، والمنفرد والمصلي في جماعة

مَسْأَلَةٌ (178): التَّكْبِيرُ مَسْنُونٌ لِلْمُقِيمِ وَالْمُسَافِرِ، وَأَهْلِ الْقُرَى وَالْأَمْصَارِ، وَالْمُنْفَرِدِ وَالْمُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ (¬1) وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّمَا يُسَنُّ لِلْحَاضِرِ إِذَا صَلَّى فَرِيضَةً فِي جَمَاعَةٍ (¬2)؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى (¬3): {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (¬4)، فَعَمَّ وَلَمْ يَخُصَّ، وَقَالَ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} (¬5). وَرُوِّينا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ" (¬6)، وَأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ عَلَى الصَّفَا وَكَانَ مُسَافِرًا. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬7) وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (¬8) فِي تَكْبِيرِهِمْ يَوْمَ عَرَفَةَ عِنْدَ الْغُدُوِّ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ وَكَانُوا مُسَافِرِينَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 486)، والحاوي الكبير (2/ 501)، ونهاية المطلب (2/ 625)، والمجموع (5/ 45). (¬2) انظر: الأصل (1/ 347)، والمبسوط (2/ 44)، وتحفة الفقهاء (1/ 175)، وبدائع الصنائع (1/ 197). (¬3) في (س): "يقول الله - عز وجل -". (¬4) سورة البقرة (آية: 203). (¬5) سورة البقرة (آية: 200). (¬6) صحيح مسلم (3/ 153) وفيه: "وذكر لله". (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 197). (¬8) أخرجه البخاري (2/ 20) بمعناه.

وَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ - رضي الله عنها - فِي الْحُيَّضِ يَخْرُجْنَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ (¬1). وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ - رضي الله عنها - تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَكَانَ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ (¬2). وَكَانَ الشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ يَقُولَانِ هَذَا الْقَوْلَ. وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَبِّرُ بِمِنًى أَيَّامَ التَّشْرِيقِ. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 20). (¬2) المصدر السابق (2/ 20).

كتاب صلاة الخسوف

وَمِنْ كِتَابِ صَلَاةِ الْخُسُوفِ

مسألة (179): صلاة الخسوف ركعتان، في كل ركعة ركوعان

مَسْأَلَةٌ (179): صَلَاةُ الْخُسُوفِ رَكْعَتَانِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رُكُوعَانِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كَسَائِرِ الصَّلَوَاتِ، إِنْ شَاءَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِنْ شَاءَ أَرْبَعًا، وَإِنْ شَاءَ سِتًّا، يُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَلَا يَزِيدُ فِي الرُّكُوعِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [2948] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّاسِ فَقَامَ (¬3) وَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ (¬4) وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ (¬5) لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 525، 531)، ومختصر المزني (ص 50)، والحاوي الكبير (2/ 504)، ونهاية المطلب (2/ 635)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 372)، والمجموع (5/ 52). (¬2) انظر: الأصل (1/ 395)، والمبسوط (2/ 74)، وتحفة الفقهاء (1/ 181)، وبدائع الصنائع (1/ 280). (¬3) في (س): "فأقام". (¬4) في (س): "وانصرف". (¬5) زاد بعده في أصل الرواية والصحيحين: "آيتان من آيات الله".

ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَتَصَدَّقُوا". ثُمَّ قَالَ: "يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬3). [2949] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الشَّمْسَ كَسَفَتْ، فَصلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَوَصَفَتْ صَلَاتَهُ رَكْعَتَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَيْنِ (¬4). [2950] قال: وَأَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ وَغَيْرِهِ، عَنْ مَالِكٍ (¬6). [2951] ورواه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَزَادَ فِيهِ: فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: مَا فَعَلَ ذَلِكَ أَخُوكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، مَا صَلَّى إِلَّا رَكْعَتَيْنِ مِثْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ (¬7) كَانَ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَجَلْ، إِنَّهُ أَخْطَأَ السُّنَّةَ: ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 30/ أ). (¬2) صحيح البخاري (2/ 34). (¬3) صحيح مسلم (3/ 27). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 525). (¬5) المصدر السابق (2/ 526). (¬6) صحيح البخاري (2/ 36، 38). (¬7) في (س): "إذا".

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَلَانِسِيُّ بِالرَّيِّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي (¬1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، سَمِعَهُ يَذْكُرُ عَنْ عُرْوَةَ (¬2)، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ (¬3). فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ (¬4). [2952] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬5)، أنا مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، وَهِيَ (¬6) دُونَ قِرَاءَتِهِ الْأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ وَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسهُ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ" (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "يحدثني". (¬2) تصحفت في (س) إلى: "عيروه". (¬3) في (س): "أخروه". (¬4) صحيح البخاري (2/ 40). (¬5) المصنف لعبد الرزاق (3/ 96). (¬6) في (س)، ومصنف عبد الرزاق: "وهو". (¬7) أخرجه أحمد في المسند (11/ 6112).

[2953] قال مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مِثْلَ هَذَا، وَزَادَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَتَصَدَّقُوا وَصَلُّوا (¬1). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ بِالْإسْنَادَيْنِ جَمِيعًا (¬2). [2954] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبي حَفْصَةَ - مَوْلَى عَائِشَةَ - أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، فَأَطَالَ الْقِيَامَ فِي الصَّلَاةِ، وَأَحْسَبُهُ قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ثُمَّ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ". وَقَامَ مِثْلَ مَا قَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، ثُمَّ رَكَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ، رَكَعَ (¬3) رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ (¬4) وَجُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ (¬5). [2955] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَحْرٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ (¬6) عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ (¬7)، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (11/ 6112). (¬2) صحيح البخاري (2/ 38). (¬3) في (س): "وركع". (¬4) زاد في (س): "وقام مثل ما قام ولم يسجد ثم ركع فسجد ثم قام فصنع مثل ما صنع وركع ركعتين في سجدة ثم جلس" وهو تكرار. (¬5) أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 169) من طريق يحيى بن أبي بكير به. (¬6) في (س): "عن". (¬7) في (س): "الزبيري".

كَانَ (¬1) يُحَدِّثُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ بِمِثْلِ مَا حَدَّثَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَاجِبِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬3). [2956] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مَاتِي الْكُوفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَبَّرَ ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً مِنَ الطُّوَلِ، ثُّمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ سُورَةً، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأولَى فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ (¬4). [2957] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬5)، أنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّارَبَرْدِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي الْبِرْتِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ¬

_ (¬1) هنا يبدأ خرم في النسخة (س). (¬2) صحيح مسلم (3/ 29). (¬3) صحيح البخاري (2/ 35). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 476) من طريق خصيف بنحوه. (¬5) الأم (2/ 523).

ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رَكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ" (¬1). لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ مَالِكٍ (¬3). [2958] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَصْحَابِهِ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، [ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ] (¬4)، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، فَكَانَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سجَدَاتٍ. قَالَ: وَسَاقَ الْحَدِيثَ (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 30/ أ). (¬2) صحيح البخاري (2/ 37). (¬3) صحيح مسلم (3/ 34). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في (ق)، وما أثبتناه من أصل الرواية وصحيح مسلم. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 72). (¬6) صحيح مسلم (3/ 30).

[2959] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نُودِيَ أَنِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَرَكَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ شَيْبَانَ (¬2). [2960] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سهْلِ بْنُ نَافِعٍ (¬3)، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (¬4). يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثِ عُرْوَةَ، وَعَمْرَةَ، وَعَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ الشَّمْسَ كَسَفَتْ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَوَصَفَتْ صَلَاتَهُ رَكْعَتَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَيْنِ. [2961] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 36). (¬2) صحيح مسلم (3/ 34). (¬3) وكذا في المعرفة للمؤلف (5/ 135)، ومسند الشافعي، ترتيب سنجر (2/ 73). وفي الأم، ومسند الشافعي، ترتيب السندي: "أبو سهيل نافع". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 527).

أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَصَلَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رَكْعَتَيْنِ (¬1). وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الشَّافِعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، فَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬2). وَفِيمَا مَضَى كِفَايَةٌ. [2962] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، أَنَّ حُذَيْفَةَ صَلَّى بِالْمَدَائِنِ مِثْلَ صَلَاةِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْكُسُوفِ (¬3). وَرُوِيَ: أَرْبَع رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَرُوِيَ: ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَةٍ. [2963] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ، ثنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ صَلَّى فِي كُسُوفٍ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ، [ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ] (¬4)، وَالْأُخْرَى مِثْلُهَا (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (7/ 18)، وبيان خطأ من أخطأ على الشافعي (ص 190). (¬2) أخرجه المؤلف في بيان خطأ من أخطأ على الشافعي (ص 193) بسنده. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (7/ 19). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في (ق)، وما أثبتناه من أصل الرواية وصحيح مسلم والسنن الكبير للمؤلف (7/ 24). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 73).

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَزَادَ: ثُمَّ سَجَدَ (¬1). وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ سُفْيَانَ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: ثَمَانُ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ. قَالَ: وَعَنْ عَلِيٍّ - عليه السلام - مِثْلُ ذَلِكَ (¬2). وَرَوَاهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ. [2964] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ فِيهِ: قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِمُعَاذٍ: أَهُوَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: نَعَمْ بِلَا شَكٍّ وَلَا مِرْيَةٍ (¬3). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي غَسَّانَ وَغَيْرِهِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ (¬4). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: صَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ. ثمَّ فَسَّرَ ذَلِكَ. [2965] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، ثنا عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ (¬5). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 34). (¬2) أخرجهما مسلم (3/ 34). (¬3) أخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (3/ 608). (¬4) صحيح مسلم (3/ 29). (¬5) المصدر السابق (3/ 31).

[2966] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، ثنا حَيَّانُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا أَتَرَامَى بِأَسْهُمٍ وَأَنَا بِالْمَدِينَةِ، فَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَجَمَعْتُ أَسْهُمِي وَقُلْتُ: لأَنْظُرَنَّ مَاذَا أَحْدَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ، فَقُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ وَيُكَبِّرُ وَيَدْعُو حَتَّى حُسِرَ عَنْهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَقَرَأَ بِسُورَتَيْنِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ (¬1). وَهَذَا مَا وَرَدَ فِي مَعْنَاهُ مُطْلَقٌ أَوْ نَاقِصٌ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرٍ وَغَيْرِهِمْ مُفَسِّرٌ زَائِدٌ، فَالْأَخْذُ بِهَا أَوْلَى. [2967] أخبرنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَحْمُودٍ وَعَنْ (¬2) سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ (¬3). وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُ عَنْ يُونُسَ، وَزَادَ فِيهِ: نَحْوَ مَا تُصَلُّونُ (¬4). وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِي إِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ صَلَّاهَا رَكْعَتَيْنِ دُونَ ذِكْرِ عَدَدِ الرُّكُوعِ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 35). (¬2) كذا في النسخة، وفي صحيح البخاري: "قال حدثنا". (¬3) صحيح البخاري (2/ 39). (¬4) أخرجه البغوي في الجعديات (1/ 604).

وَأَسَانِيدُ حَدِيثِ الرَّكْعَتَيْنِ لَا تُقَاوِمُ أَسَانِيدَ مَنْ رَوَى فِيهَا رُكُوعَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَهِيَ أَصَحُّ إِسْنَادًا وَأَثْبَتُ رِجَالًا. وَرَوَاهُ سِتَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةُ، وَجَابِرٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَرُوِيَ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي مُوسَى - رضي الله عنهم -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَهُمْ أَكْثَرُ عَدَدًا، وَأَثْبَتُوا فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يُثْبِتْهُ غَيْرُهُمْ، وَالْمُثْبِتُ أَوْلَى. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [2968] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: فَقَالَ - يَعْنِي بَعْضَ مَنْ كَانَ يُنَاظِرُهُ -: رَوَى بَعْضُكُمْ (¬1) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ وَجْهٍ مُنْقَطِعٍ، وَنَحْنُ لَا نُثْبِتُ الْمُنْقَطِعَ عَلى الِانْفِرَادِ، وَوَجْهٍ نَرَاهُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - غَلَطًا. قَالَ: وَهَلْ تَرْوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صَلَاةُ ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، يَقُولُ: سمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى بِنَا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ سِتَّ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ. فَقَالَ: فَمَا جَعَلَ "زيدَ بْنَ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" أَثْبَتَ مِنْ "سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ"؟ قُلْتُ: الدَّلَالَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُوَافِقَةٌ حَدِيثَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْهُ، رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ (¬2) صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ صَلَّى عَلَى ظَهْرِ زَمْزَمَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ رَكْعَتَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ¬

_ (¬1) في الأم: "بعضهم". (¬2) زاد بعدها في الأم: "عمرو أو".

رَكْعَتَيْنِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ لَا يُصَلِّي فِي الْخُسُوفِ خِلَافَ صَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَإِذَا كَانَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَصَفْوَانُ (¬1) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنُ يَرْوُونَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ خِلَافَ مَا رَوَى سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ؛ كَانَتْ رِوَايَةُ ثَلَاثَةٍ أَوْلَى أَنْ تُقْبَلَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ أَكْثَرُ حَدِيثًا وَأَشْهَرُ بِالْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ مِنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ. قَالَ: فَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ صَلَّى فِي زَلْزَلَةٍ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. قُلْتُ: لَوْ ثَبَتَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَّقَ بَيْنَ خُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالزَّلْزَلَةِ، وَإِنْ سَوَّى بَيْنَهُمَا، فَأَحَادِيثُنَا أَكْثَرُ وَأَثْبَتُ مِمَّا رَوَيْتَ، فَأَخَذْنَا بِالْأَكْثَرِ الْأَثْبَتِ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَإِنَّمَا أَرَادَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِالْمُنْقَطِعِ حَدِيثَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ؛ حَيْثُ قَالَهُ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بِالتَّوَهُّمِ، وَأَرَادَ بِالْغَلَطِ حَدِيثَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَإِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ خَالَفَهُ فَرَوَاهُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - رحمه الله -: أَقْضِي بِابْنِ جُرَيْجٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ (¬3) فِي حَدِيثِ عَطَاءٍ (¬4). ¬

_ (¬1) قوله: "وصفوان" في الأم: "وعمرو أو صفوان". (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 183). (¬3) هنا ينتهي الخرم الذي في النسخة (س). (¬4) العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رواية ابنه عبد الله (3/ 254).

وَفِيمَا حَكَى أَبُو عِيسَى التِّرْمذِيُّ فِي كِتَابِ الْعِلَلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ - رحمهما الله - أَنَّهُ قَالَ: أَصَحُّ الرِّوَايَاتِ عِنْدِي فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أحْمَدُ - رحمه الله -: وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ ذَهَبَ إِلَى تَصْحِيحِ الْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ في هَذِهِ الْأَعْدَادِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَهَا مَرَّاتٍ: مَرَّةً رُكُوعَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَمَرَّةً ثَلَاثَ رُكُوعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَمَرَّةً أَرْبَعَ رُكُوعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؛ فَأَدَّى كُلٌّ مِنْهُمْ مَا حَفِظَ، وأَنَّ (¬2) الْجَمِيعَ جَائِزٌ، وَكَأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَزِيدُ فِي الرُّكُوعِ إِذَا لَمْ يَرَ الشَّمْسَ قَدْ تَجَلَّتْ. ذَهَبَ إِلَى هَذَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُويَهْ، وَمنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصِّبْغِيُّ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ، وَاسْتَحْسَنَهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ صَاحِبُ الْخِلَافِيَّاتِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. وَالَّذِي اخْتَارَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - مِنَ التَّرْجِيحِ أَصَحُّ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْبُخَارِيِّ - رحمه الله - أَيْضًا (¬3)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ بَيِّنٌ ظَاهِرٌ فِي طُرُقِ أَحَادِيثِ صَلَاةِ الْخُسُوفِ أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى صَلَاةٍ وَاحِدَةٍ، وَهِيَ يَوْمَ تُوُفِّيَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ - عليهما السلام -، فَلَا يُمْكِنُ حَمْلُ هَذِهِ الْأَخْبَارِ الْمُخْتَلِفَةِ عَلَى الْعَدَدِ، وَلَا وَجْهَ فِيهَا إِلَّا التَّرْجِيحُ، وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي وَرَدَتْ فِي رُكُوعَيْنِ فِي رَكْعَةٍ مِنْ أَثْبَتِ الْأَحَادِيثِ وَأَصَحِّهَا، فَالْأَخْذُ بِهَا أَوْلَى، وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي رُوِيَتْ (¬4) فِي الرَّكْعَتَيْنِ دُونَ عَدَدِ ¬

_ (¬1) العلل الكبير للترمذي (ص 97). (¬2) في (س): "وكأن". (¬3) قوله: "أيضا" ليس في (س). (¬4) في (س): "وردت".

الرُّكُوعِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُ الرَّاوِي بِهَا حِكَايَةَ الصَّلَاةِ عِنْدَ الْخُسُوفِ دُونَ كَيْفِيَّتِهَا، وَكَيْفِيَّتُهَا (¬1) مَوْجُودَةٌ فِي أَخْبَارِنَا، فَالْأَخْذُ بِهَا أَوْلَى، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [2969] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو (¬2)، ثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ (¬3)، ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ (¬4) الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَطْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما -، قَالَ: فَخَرَجَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - فَصَلَّى بِالنَّاسِ (¬5) تِلْكَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ وَسَجْدَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - وَدَخَلَ دَارَهُ، وَجَلَسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَأْمُرُنَا (¬6) بِالصَّلَاةِ عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ قَدْ أَصَابَهَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّهَا إِنْ كَانَتِ الَّذِي تَحْذَرُونَ كَانَتْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ غَفْلَةٍ، وَكُنْتُمْ قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا أَوِ اكْتَسَبْتُمُوهُ (¬7). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "وكيفيتها" ساقط من (س). (¬2) في (ق) و (س): "أبو سعيد بن أبي بكر" والمثبت من سائر أسانيد البيهقي. (¬3) في (س): "حمد". (¬4) في (س): "فضل". (¬5) قوله: "بالناس" ليس في (س). (¬6) في (س): "كان يأمر". (¬7) أخرجه أبو يعلى في المسند (9/ 271).

مسألة (180): ويخطب لصلاة الكسوف بعد الصلاة

مَسْأَلَةٌ (180): وَيَخْطُبُ لِصَلَاةِ الْكُسُوفِ بَعْدَ الصَّلَاةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَدْعُو بَعْدَمَا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ، وَلَا يَخْطُبُ (¬2). [2970] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بِن يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها - قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَامَ فَكَبَّرَ وَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، ثُمَّ قَامَ فَاقْتَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا هُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ (¬3)، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتِ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ تَعَالى ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 529)، ومختصر المزني (ص 51)، والحاوي الكبير (2/ 507)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 375)، والمجموع (5/ 58). (¬2) انظر: الأصل (1/ 395)، والمبسوط (2/ 75)، وتحفة الفقهاء (1/ 183)، وبدائع الصنائع (1/ 282). (¬3) في (ق): "مثل ما فعل في الأولى".

بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ يُونُسَ (¬2) (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ. [2971] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ - رحمه الله -، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَحَكَى ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ صَلَاتَهُ رَكْعَتَانِ (¬4)، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ رُكُوعَانِ (¬5)، ثُمَّ خَطَبَهُمْ فَقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" (¬6). اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ (¬7). [2972] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: خَسَفَتِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 123). (¬2) قوله: "عن يونس" ليس في (س). (¬3) صحيح البخاري (2/ 35). (¬4) في النسخ: "ركعتين"، وما أثبتناه من أصل الرواية. (¬5) في النسخ: "ركعتين"، وما أثبتناه من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 179). (¬7) صحيح البخاري (2/ 37)، وصحيح مسلم (3/ 34).

الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. الْحَدِيثَ، وَقَالَتْ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ تَجَلَّتِ (¬1) الشَّمْسُ، فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ" الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ فَقَالَ: وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (¬3) (¬4). [2973] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْأَخْرَمُ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا بُرَيْدُ (¬5) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ مُسْرِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ صَلَاةٍ وَقِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ مَا (¬6) رَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ فِي صَلَاةٍ قَطُّ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتَ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ (¬7) يُرْسِلُهَا يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "وقد تجلت" مكانه أثر ترميم في (س). (¬2) صحيح البخاري (2/ 39). (¬3) في (س): "عن أسامة". (¬4) صحيح مسلم (3/ 32). (¬5) في النسخ: "يزيد". تصحيف، وما أثبتناه من الصحيحين ومصادر ترجمته. (¬6) قوله: "ما" ليس في (س). (¬7) لفظ الجلالة ليس في (ق). (¬8) صحيح البخاري (2/ 39).

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ بَرَّادٍ (¬2) (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (ق): "عبد الله". (¬2) في (س): "برا" وبيض بعدها ووضع في الحاشية حرف (ط). (¬3) صحيح مسلم (3/ 35).

مسألة لم يذكرها الإمام (181): ويسر بالقراءة في صلاة خسوف الشمس، ويجهر بها في صلاة كسوف القمر

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (181): وَيُسِرُّ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ خُسُوفِ الشَّمْسِ، وَيَجْهَرُ بِهَا فِي صَلَاةِ كُسُوفِ الْقَمَرِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجْهَرُ بِهَا فِيهِمَا (¬2). [2974] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَسَفَتْ - يَعْنِي الشَّمْسَ - فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا بِنَحْوٍ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ بْنِ رَافِعٍ (¬5)، عَنْ إِسحَاقَ، عَنْ مَالِكٍ (¬6). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: لَوْ سَمِعَهُ مَا قَدَّرَ قِرَاءَتَهُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 531)، ومختصر المزني (ص 50)، والحاوي الكبير (2/ 507)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 375، 377)، والمجموع (5/ 52، 57). (¬2) ولا يجهر بالقراءة في صلاة الجماعة في كسوف الشمس في قول أبي حنيفة. انظر: الأصل (1/ 396)، والمبسوط (2/ 76)، وتحفة الفقهاء (1/ 182)، وبدائع الصنائع (1/ 281). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 73). (¬4) صحيح البخاري (3/ 37). (¬5) في النسخ: "أبي رافع"، والمثبت كما في صحيح مسلم والسنن الكبير للمؤلف (7/ 9). (¬6) صحيح مسلم (3/ 34).

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - صَرِيحًا: [2975] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ (¬1) بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ (¬2)، حَدَّثَنِي ابْنُ (¬3) لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَاةَ الْكُسُوفِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا مِنَ الْقِرَاءَةِ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ (¬5)، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ. وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ (¬6) أَبَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ (¬7). [2976] أخبرنا بِحَدِيثِ الْوَاقِدِيِّ: أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. [2977] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا الْحُسَيْنُ (¬8) بْنُ إِدْرِيسَ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ (¬9) (ح). ¬

_ (¬1) في (س): "عثمان". (¬2) في (س): "الأشهب". (¬3) في (س): "أبي". (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 649) من طريق حسن به. (¬5) المصدر السابق (2/ 649). (¬6) في (س): "عن". (¬7) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 240). (¬8) في (س): "أنا أبو الحسين". (¬9) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 133).

وَحَدَّثَنَا كَامِلُ (¬1) بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ مَحْمُودٌ: ثنا، وَقَالَ يَحْيَى: أنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي كُسُوفٍ وَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ صَوْتًا (¬2). [2978] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا زُهَيْرٌ (ح). وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَنَّهُ شَهِدَ خُطْبَةً يَوْمًا لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ: قَالَ سَمُرَةُ: بَيْنَا أَنَا يَوْمًا وَغُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ نَرْمِي غَرَضًا لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى قِيدِ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ (¬3) مِنَ الْأُفُقِ اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ (¬4)، فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَاللَّهِ لَيُحْدِثَنَّ شَأْنُ هَذِهِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي أُمَّتِهِ حَدَثًا. فَدَفَعْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ بِأَزَزٍ (¬5)، فَوَافَقْنَا (¬6) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ (¬7)، ¬

_ (¬1) تحرفت في (س) إلى: "كل مل". (¬2) أخرجه سفيان الثوري في حديثه (ص 140) رواية الفريابي. (¬3) في (س): "الناظرين". (¬4) في هامش (ق): "هو من نبات الأرض، فيه أو في ثمره سواد، وجمعه: تَنُّوم". (¬5) في هامش (ق): "بأزز: أي ضيق باجتماع الناس. . .". وفي المستدرك (2/ 125) وسنن أبي داود: "بارز"، وذكر الخطابي في معالم السنن أن "بارز" تصحيف من الناسخ وإنما هو "بأزز" أي بجمع كثير، تقول العرب: الفضاء منهم أزز، والبيت منهم أزز؛ إذا غص بهم لكثرتهم. (¬6) تحرفت في (س) إلى: "فرافقنا". (¬7) زاد في (س) في هذا الموضع: "بأزز".

قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتَهُ (¬1)، [ثُمَّ رَكَعَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا رَكَعَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتَهُ] (¬2) ثُمَّ سَجَدَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا سَجَدَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتَهُ (¬3). قَالَ: ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَوَافَقَ تَجَلِّيَ الشَّمْسِ جُلُوسُهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَسَاقَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ. [2979] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬5). [2980] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ (¬6) بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ الرَّازِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، ثنا عَمِّي، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَعَنْ (¬7) سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، كُلٌّ (¬8) قَدْ حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ¬

_ (¬1) ضبب فوقها في (ق)، وهي كذلك في أصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) ضبب فوقها في (ق)، وهي كذلك في أصل الرواية. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 124). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 73). (¬6) تحرفت في (ق) و (س) إلى: "الحسين" والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (7/ 39). (¬7) في (س)، وأصل الرواية: "عن". (¬8) في (س): "وكل".

فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَقَامَ، فَحَزَرْتُ قِرَاءَتَهُ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ قَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ - وَسَاقَ الْحَدِيثَ - ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ، فَحَزَرْتُ قِرَاءَتَهُ فَرَأَيْتُ (¬2) أَنَّهُ قَرَأَ بِسُورَةِ آلِ عِمْرَانَ (¬3). لَمْ يَذْكُرِ الرَّازِيُّ فِي حَدِيثهِ: وَسَاقَ الْحَدِيثَ. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَرُوِيَ بِخِلَافِ هَذَا: [2981] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، ثنا أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً يَجْهَرُ بِهَا فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ (¬4). [2982] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ (¬5). قَالَ الْبُخَارِيُّ: تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. ¬

_ (¬1) قوله: "فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، ليس في (س). (¬2) رُسمت في النسخ: "فريت"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 132). (¬4) المصدر السابق (2/ 132). (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 75).

[2983] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو (¬1) بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ (¬2)، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ (¬3)، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَهَرَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: وَاللَّهِ مَا صَنَعَ ذَلِكَ أَخُوكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، مَا صَلَّى بِنَا إِلَّا رَكْعَتَيْنِ (¬4) كَصَلَاةِ الصُّبْحِ. قَالَ: أَجَلْ، إِنَّهُ أَخْطَأَ السُّنَّةَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعِ سَجَدَاتٍ. رَوَاهُ (¬5) الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْوَلِيدِ دُونَ حَدِيثِ كَثِيرٍ (¬6). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْوَلِيدِ دُونَ قِصَّةِ عُرْوَةَ (¬7). [2984] وأخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ (¬8)، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "أبو عمر". (¬2) في (س): "الحسين بن سفيان". (¬3) تحرفت في (س) إلى: "هشام بن عماد". (¬4) من قوله: "وأربع سجدات" إلى هنا ساقط من (س). (¬5) في (س): "أخرجه". (¬6) صحيح البخاري (2/ 40). (¬7) صحيح مسلم (3/ 29). (¬8) في (س): "أبو محمد" وبعدها بياض ووضع في الهامش حرف (ط).

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ (¬1) قَالَتْ (¬2): كَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي (¬3) عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيًا أَنِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَبَّرَ وَافْتَتَحَ الْقُرْآنَ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً فَجَهَرَ بِهَا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (¬4). قَالَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -: حَدِيثُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي الْجَهْرِ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: لَكِنَّهُ لَيْسَ بِأَصَحَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي قِرَاءَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي خُسُوفِ الشَّمْسِ: بِنَحْوٍ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مَا قَرَأَ؛ لِأَنَّهُ لَوْ سَمِعَهُ لَمْ يُقَدِّرْهُ (¬6) بِغَيرِهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: قُمْتُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في خُسُوفِ الشَّمْسِ فَمَا سَمِعْتُ مِنْهُ حَرْفًا (¬7). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَالْوَاقِدِيِّ وَغَيْرِهِمَا. وَابْنُ لَهِيعَةَ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مُحْتَجٍّ بِهِ فِي الرِّوَايَةِ، وَكَذَلِكَ الْوَاقِدِيُّ ¬

_ (¬1) قوله: "عن عائشة" ليس في (س). (¬2) في (س): "قال". (¬3) في (س): "على". (¬4) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في المستخرج كما في نتائج الأفكار لابن حجر (5/ 81). (¬5) انظر علل الترمذي (ص 97). (¬6) في (ق)، والأم: "يقدر". (¬7) الأم للشافعي (2/ 527).

وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، فَهُمْ عَدَدٌ وَرِوَايَتُهُمْ هَذِهِ تُوَافِقُ الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَتُوَافِقُ رِوَايَةَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ وَإِسْنَادَهُ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَتُوَافِقُ رِوَايَةَ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، وَإِنَّمَا الْجَهْرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَطْ، وَإِنْ كَانَ حَافِظًا فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْعَدَدُ أَوْلَى بِالْحِفْظِ مِنَ الْوَاحِدِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * *

مسألة (182): ويصلي الاستسقاء بالجماعة في المصلى كصلاة العيد في التكبيرات والجهر والخطبتين بعدها

مَسْأَلَةٌ (182): وَيُصَلِّي الِاسْتِسْقَاءَ بِالْجَمَاعَةِ فِي الْمُصَلَّى كَصَلَاةِ الْعِيدِ فِي التَّكْبِيرَاتِ وَالْجَهْرِ وَالْخُطْبَتَيْنِ بَعْدَهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَخْرُجُونَ إِلَى الْمُصَلَّى فَيَدْعُونَ، وَإِنْ صَلَّوْا فُرَادَى فَلَا بَأْسَ، وَلَا جَمَاعَةَ فِيهَا (¬2). [2985] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَا: أنا (¬3) سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (¬4). وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُخْبِرُ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ: وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 542)، ومختصر المزني (ص 51)، والحاوي الكبير (2/ 413)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 387)، والمجموع (5/ 68). (¬2) انظر: الأصل (1/ 398)، والمبسوط (2/ 76)، وتحفة الفقهاء (1/ 185)، وبدائع الصنائع (1/ 282). (¬3) في (س): "ثنا". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 544).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [2986] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ الْمَازِنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَحَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ يَدْعُو اللَّهَ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فِي الْحَدِيثِ: وَقَرَأَ فِيهِمَا (¬3). قَالَ ابْنُ وَهْبِ: يُرِيدُ الْجَهْرَ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ كَمَا: [2987] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ بحَلَبَ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ (¬6)، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 31). (¬2) صحيح مسلم (3/ 23). (¬3) تحرفت في (س) إلى: "وفراقهما". (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 124). (¬5) صحيح مسلم (3/ 23). (¬6) في (س): "عمرو".

عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ وَصَلَّى (¬1) رَكْعَتَيْنِ فَقَرَأَ وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ. وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَآدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (¬2). [2988] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ - عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَمِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ الِاسْتِسْقَاءِ، فَقَالَ: مَنْ أَرْسَلَكَ؟ فَقُلْتُ: فُلَانٌ. قَالَ: مَا مَنَعَهُ أَنْ يَأْتِيَنِي (¬3) فَيَسْأَلَنِي؟ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - متَوَاضِعًا مُتبَذِّلًا مُتَضَرِّعًا، فَلَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَكُمْ هَذِهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِلشَّيْخِ: الْخُطْبَةُ قَبْلَ الرَّكْعَتَيْنِ أَوْ بَعْدَهَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي (¬4). تَابَعَهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامٍ، وَهُو مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬5)، وَزَادَ عِنْدَ قَوْلِهِ: فَلَمْ يَخْطُبْ خُطْبَتَكُمْ هَذِهِ: وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ (¬6). ¬

_ (¬1) في (س): "فصلى". (¬2) صحيح البخاري (2/ 31). (¬3) في (س): "يأتي". (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 402). (¬5) السنن الكبير للمؤلف (7/ 67). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن (2/ 367).

وَقَوْلُ هِشَامٍ لَمَّا سَأَلَهُ الثَّوْرِيُّ: الْخُطْبَةُ قَبْلَ الرَّكْعَتَيْنِ أَوْ بَعْدَهُمَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي؛ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ لَا يُثْبِتُ ذَلِكَ، وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي ذَلِكَ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ دَعَا قَبْلَ الصَّلَاةِ حَتَّى اجْتَمَعَ النَّاسُ، ثُمَّ خَطَبَ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -: حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدِيثُ (¬1) ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الِاسْتِسْقَاءِ حَدِيثٌ حَسَنٌ. [2989] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أَرْسَلَنِي مَرْوَانُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ سُنَّةِ الِاسْتِسْقاءِ، فَقَالَ: سُنَّةُ الِاسْتِسْقاءِ سُنَّةُ الصَّلاةِ فِي الْعِيدَيْنِ، إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَلَبَ رِدَاءَهُ فَجَعَلَ يَمِينَهُ عَلَى يَسَارِهِ، وَيَسَارَهُ عَلَى يَمِينِهِ، وَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ فَكَبَّرَ فِي الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَقَرَأَ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَقَرَأَ فِي الثَّانِيَةِ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، وَكَبَّرَ فِيهَا خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬2). وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ - رضي الله عنهم - أَنَّهُمْ كَبَّرُوا فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاءِ سَبْعًا وَخَمْسًا، وَصَلَّوْا قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَجَهَرُوا بِالْقِرَاءَةِ. [2990] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ¬

_ (¬1) كذا، فإن صحت فلعل "حديث" الثانية بدل من الأولى. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 116).

قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ (¬2) الْقَزَّازُ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَسْقِي فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا فَدَعَا اللَّهَ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ، ثُمَّ قَلَبَ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ، وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ (¬3). رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَالنُّعْمَانُ هُوَ ابْنُ رَاشِدٍ الْجَزَرِيُّ، رَوَى لَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثًا فِي فَضَائِلِ فَاطِمَةَ - رضي الله عنها -. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [2991] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَمُطِرْنَا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ. قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "اللَّهُمَّ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ، وَالْآكَامِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ". فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ (¬4). ¬

_ (¬1) قوله: "ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب" ساقط من (ق). (¬2) في (س): "بستان". (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 77) من طريق وهب بن جرير به. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 537).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالِكٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ (¬1). وَالِاسْتِسْقَاءُ عِنْدَنَا عَلَى أَنْوَاعٍ: مِنْهَا: أَنْ يَدْعُوَ وَلَا يُصَلِّيَ. وَمِنْهَا: أَنْ يَدْعُوَ خِلَالَ الْخُطْبَةِ، مِثْلُ الْجُمُعَةِ (¬2) أَوِ الْعِيدَيْنِ، وَلَا يُصَلِّيَ لَهَا. وَمِنْهَا: أَنْ يُصَلِّيَ لَهَا وَيَخْطُبَ وَيَدْعُوَ، كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدَيْنِ، وَهَذِهِ (¬3) أَكْمَلُهَا. * * * ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 24). (¬2) في (س): "خلال خطبة الجمعة". (¬3) في (س): "وهذا".

مسألة (183): يستحب للإمام والمأموم إذا أراد الدعاء أن يقلب رداءه ويحوله

مَسْأَلَةٌ (183): يُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ وَالْمَأْمُومِ إِذَا أَرَادَ الدُّعَاءَ أَنْ يَقْلِبَ رِدَاءَهُ وَيُحَوِّلَهُ (¬1) وَقَالَ فِي الْقَدِيمِ: يُحَوِّلُ وَلَا يَقْلِبُ (¬2). وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَأَحْمَدَ - رحمهما الله -. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَفْعَلُهُ الْإِمَامُ دُونَ الْمَأْمُومِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَفْعَلُهُ أَحَدٌ؛ لَا الْإِمَامُ وَلَا الْمَأْمُومُ (¬3). [2992] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: اسْتَسْقَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْخُذَ أَسْفَلَهَا فَيَجْعَلَهُ أَعْلَاهَا، فَلَمَّا ثَقُلَتْ قَلَبَهَا عَلَى عَاتِقِهِ (¬4). [2993] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَنْصُورِ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى ابْنُ الطَّبَّاعِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وحَوَّلَ رِدَاءَهُ لِيَتَحَوَّلَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 549)، ومختصر المزني (ص 52)، والحاوي الكبير (2/ 418)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 388)، والمجموع (5/ 78). (¬2) انظر: فتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 390)، والمجموع (5/ 84). (¬3) انظر: الأصل (1/ 400)، والمبسوط (2/ 77)، وتحفة الفقهاء (1/ 186)، وبدائع الصنائع (1/ 284). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسه (ق 71).

الْقَحْطُ (¬1) (¬2). [2994] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ الْعِرَاقِيَّ يَبْدَأُ فَيَدْعُو، وَلَوْ أَنَّ الْعِرَاقِيَّ بَدَأَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لَكَانَ بِالْحَرِيِّ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ. قَالَ: [2995] وأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ سُئِلَ (¬3) عَنْ قَوْمٍ خَرَجُوا يَسْتَسْقُونَ، فَخَرَجَ فِيهِمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَيَعْزِلُهُمُ الْمُصَلُّونَ عَنْ مُصَلَّاهُمْ (¬4)؟ قَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ ذَكَرَ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانُوا يَعْزِلُونَ. * * * ¬

_ (¬1) كتب في هامش (ق): "حاشية: قال: هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر الجزء، ولم يكن إليه تخريج فألحقتهما بهذه المسألة"، وكتب في (س) بعد هذا الحديث في متن المخطوط: "ذكر الشيخ المغربي أن هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر المروي، لم يكن إليه تخريج فألحقهما بهذه المسألة". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 115). (¬3) في (س): "يسأل". (¬4) في (س): "صلاتهم".

مسألة (184): وتارك الصلاة عمدا من غير عذر يقتل

مَسْأَلَةٌ (184): وَتَارِكُ الصَّلَاةِ عَمْدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ يُقْتَلُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُضْرَبُ حَتَّى يُصَلِّيَ، وَلَا يُقْتَلُ (¬2). [2996] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو (¬3) الْمُثَنَّى الْعَنْبَريُّ (ح). قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَا: ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمِسْمَعِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي (¬4) أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْحَدَّادِيُّ (¬5)، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 563)، ومختصر المزني (ص 53)، والحاوي الكبير (2/ 525)، ونهاية المطلب (2/ 651)، والمجموع (3/ 14، 17). (¬2) انظر: النتف في الفتاوى للسغدي (2/ 694)، واللباب في الجمع بين السنة والكتاب (1/ 157)، ونور الإيضاح ونجاة الأرواح في الفقه الحنفي (1/ 76)، ومجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر (1/ 218). (¬3) في (س): "ابن". (¬4) في (س): "قال: أخبرني". (¬5) كذا في (ق)، وفي (س): "الجرادي"، وفي مصادر ترجمته: "الهدادي".

يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ (¬1) عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي (¬3) غَسَّانَ الْمِسْمَعِيِّ (¬4). [2997] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ (¬5) بْنِ حَامِدٍ الْبَلْخِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ الصَّغَانِيُّ (¬6)، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو (¬7) الْفَضْلِ الْمُزَكِّي وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما -: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ"؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ (¬8) - رضي الله عنه -: ¬

_ (¬1) قوله: "ذلك" ليس في (س). (¬2) صحيح البخاري (1/ 14). (¬3) في (س): "ابن". (¬4) صحيح مسلم (1/ 39). (¬5) في (س): "الحسين"، وهو: عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي. (¬6) هو: محمد بن حبال بن حماد بن فرقد بن عبد الصمد أبو أحمد الصغاني. (¬7) قوله: "أبو" ليس في (س). (¬8) قوله: "الصديق" ليس في (س).

لَأُقَاتِلَنَّ (¬1) مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؛ إِنَّ (¬2) الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَقُتَيْبَةَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬4). [2998] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسَولُهُ، وَأَنْ يَسْتَقْبِلُوا قِبْلَتَنَا، وَأَنْ يَأْكُلُوا ذَبِيحَتَنَا، وَأَنْ يُصَلُّوا صَلَاتَنَا، فَإِذَا فَعَلُوا (¬5) ذَلِكَ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ" (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ فَقَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ. فَذَكَرَهُ (¬7). ¬

_ (¬1) كذا في (ق)، والمختصر (181/ أ)، وفي (س)، والبخاري ومسلم والسنن الكبير للمؤلف (19/ 6): "والله لأقاتلن". (¬2) في (س): "فإن". (¬3) صحيح البخاري (9/ 15، 93). (¬4) صحيح مسلم (2/ 28). (¬5) في (س): "قالوا" تحريف. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 187). (¬7) صحيح البخاري (1/ 17).

[2999] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، أنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، أَوْ زَنَى (¬1) بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ نَفْسٌ بِنَفْسٍ" (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ (¬3)، عَنْ سُفْيَانَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِن حَدِيثِ الْأَعْمَشِ بِلَفْظٍ آخَرَ (¬5). وَجِهَةُ الِاسْتِدْلَالِ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ: هُوَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَبَاحَ دَمَ الْمُسْلِمِ الَّذِي يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ بِإِحْدَى ثَلَاثٍ، فَذَكَرَ مِنْهَا كُفْرَهُ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ (¬6): بَعْدَ إِيمَانِهِ. فَيُشْبِهُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ تَرْكَهُ لِلصَّلَاةِ (¬7) بَعْدَ أَنْ كَانَ يَفْعَلُهَا؛ فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الصلَاةَ إِيمَانًا بِقَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (¬8) أَيْ: صَلَاتَكُمْ، وَسَمَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَرْكَ الصَّلَاةِ كُفْرًا. [3000] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ ¬

_ (¬1) تحرفت في (س) إلى: "أو أزنى". (¬2) أخرجه الحميدي في المسند (2/ 31). (¬3) في (س): "عن ابن عمر". (¬4) صحيح مسلم (5/ 106). (¬5) صحيح البخاري (9/ 5). (¬6) تحرفت في (س) إلى: "الروات". (¬7) في (س): "الصلاة". (¬8) سورة البقرة (آية: 143).

مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ مَكَّةَ. فَدَارُوا كَمَا (¬1) هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ. [3001] وبإسناده عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قِيلَ هَذَا لِلَّذِينَ (¬2) مَاتُوا قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ الْقِبْلَةُ (¬3) وَرِجَالٍ قُتِلُوا فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ وَأَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬6). [3002] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ". ¬

_ (¬1) تحرفت في (س) إلى: "هما". (¬2) في النسخ: "الذين" وكذا في المختصر والسنن الكبرى للمؤلف، والمثبت من دلائل النبوة له، وفي السنن الصغرى له: "قيل: هؤلاء الذين ماتوا قبل أن تحول القبلة. . . .". (¬3) في (س): "تحول إلى القبلة". (¬4) سورة البقرة (آية: 143). (¬5) صحيح البخاري (6/ 31). (¬6) صحيح مسلم (2/ 65، 66).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬1) عَنْ أَبِي (¬2) غَسَّانَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ (¬3). [3003] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ. [3004] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْرَانَ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬5) بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ (¬6) بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا أَبِي، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ" (¬7). [3005] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ ابْنُ الْبُخَارِيِّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ (ح). ¬

_ (¬1) قوله: "في الصحيح" ليس في (ق). (¬2) في (س): "ابن". (¬3) صحيح مسلم (1/ 62). (¬4) المصدر السابق (1/ 61). (¬5) قوله: "أحمد" ليس في (ق). (¬6) تحرفت في (س) إلى: "النجار". (¬7) أخرجه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 876) من طريق حماد.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ (¬1) (ح). وَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ (¬2) بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ إِمْلَاءً، ثنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ وَالِدِي - رحمه الله - إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ (¬3)، ثنا أَبُو عَمَّارٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَىُ السِّينَانِيُّ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ" (¬4). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَا نَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، فَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ. وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا جَمِيعًا: [3006] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬5)، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثنا قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ ¬

_ (¬1) في (س): "الحسن بن سفيان". (¬2) تحرفت في (س) إلى: "عبيد". (¬3) في (س): "شاكان". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 17). (¬5) قوله: "الحافظ" ليس في (ق).

رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلَاةِ (¬1). [3007] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرِجَانِيُّ الْعَدْلُ فِي كِتَابِ الْمُوَطَّأِ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَيِ (¬2) النَّاسِ إِذْ جَاءَهُ رَجُل فَسَارَّهُ، فَلَمْ نَدْرِ (¬3) مَا سَارَّهُ بِهِ حَتَّى جَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هُوَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ جَهَرَ: "أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ " قَالَ الرَّجُلُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا شَهَادَةَ لَهُ. فَقَالَ: "أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ " قَالَ: بَلَى وَلَا صَلَاةَ لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللَّهُ (¬4) عَنْ قَتْلِهِمْ" (¬5). [3008] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ. فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "أُولَئِكَ الَّذِينَ نَهَانِي اللَّهُ عَنْ قَتْلِهِمْ" (¬6). وَهَذَا مُرْسَلٌ، وَقَدْ (¬7) رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 18). (¬2) في (س)، وأصل الرواية: "ظهراني"، وكلاهما بمعنًى، أي جالس بين الناس. (¬3) في أصل الرواية: "فلم أدر". (¬4) لفظ الجلالة ليس في (س)، وضبب عليه في (ق). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 62/ ب). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 396). (¬7) في (ق): "وهذا".

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ مَوْصُولًا (¬1). [3009] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي يَسَارٍ (¬2) الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَالُ هَذَا؟ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ. فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيعِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟ قَالَ: "إِنِّي نُهِيتُ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ". قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: وَالنَّقِيعُ نَاحِيَةٌ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَلَيْسَ بِالْبَقِيعِ (¬3) (¬4). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 163). (¬2) في (ق): "سيار". (¬3) هنا تنتهي النسخة (ق)، وكتب ناسخها: "آخر الجزء الأول من الخلافيات للبيهقي، ويتلوه في الثاني إن شاء الله تَعَالى: ومن كتاب الجنائز مسألة. والحمد لله أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ووافق الفراغ من نسخه يوم الخميس حادي عشر شهر الله المحرم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، على يد الفقير إلى الله تَعَالى: خليل بن حامد بن أبي الزهراء الشافعي، غفر الله له ولوالديه ولمن قرأ في هذا ودعا له ولجميع المسلمين". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 305).

كتاب الجنائز

كتاب الجنائِز

مسألة (185): يستر غاسل الميت ما بين سرته إلى ركبته، وإن غسله في قميصه كان أحسن

مَسْأَلَةٌ (185): يَسْتُرُ غَاسِلُ الْمَيِّتِ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتِهِ، وَإِنْ غَسَّلَهُ فِي قَمِيصِهِ كَانَ أَحْسَنَ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يَكْفِي سَتْرُ نَفْسِ فَرْجِهِ بِخِرْقَةٍ (¬2). [3010] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬3)، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَمَّا أَرَادُوا غَسْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اخْتَلَفَ الْقَوْمُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنُجَرِّدُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا، أَوْ نَغْسِلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ؟ فَأَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمُ السِّنَةَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا نَائِمٌ ذَقْنُهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ مَا يَدْرُونَ مَنْ هُوَ: اغْسِلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ. فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، يَصُبُّونَ الْمَاءَ عَلَيْهِ وَيَدْلُكُونَهُ مِنْ فَوْقِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: وَاللَّهِ (¬4) لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا نِسَاؤُهُ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 588)، ومختصر المزني (ص 54)، والحاوي الكبير (3/ 7، 9)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 396)، والمجموع (5/ 124). (¬2) انظر: الأصل (1/ 373)، والمبسوط (2/ 59)، وبدائع الصنائع (1/ 300). (¬3) في (س) - وهي النسخة المتفردة حتى الحديث رقم (3685) -: "أبي إسحاق"، والمثبت من مستدرك الحاكم، وهو: محمد بن إسحاق بن يسار. (¬4) في أصل الرواية: "وايم الله". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (5/ 470).

[3011] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ (¬1) بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا [أَبُو] مُعَاوِيَةَ (¬2)، ثنا أَبُو بُرْدَةَ بُرَيْدُ (¬3) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بريدة (¬4)، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذُوا فِي غَسْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هُمْ بِمُنَادٍ مِنَ الدَّاخِلِ: لَا تُخْرِجُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَمِيصَهُ (¬5). [3012] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مَالِكٌ - رحمهما الله -، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غُسِّلَ فِي قَمِيصِهِ (¬6). هَذَا مُرْسَلٌ، وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ شاهِدًا لِمَا مَضَى. [3013] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، [ثنا] (¬7) عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تُبْرِزْ فَخِذَكَ، وَلَا تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ" (¬8). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "سالم"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬2) في (س): "ثنا معاوية". (¬3) في (س): "يزيد". (¬4) في (س): "يزيد". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 171). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 588). (¬7) أداة التحديث ساقطة من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 109).

مسألة (186): وإذا مات المحرم لم يخمر رأسه ولم يقرب طيبا

مَسْأَلَةٌ (186): وَإِذَا مَاتَ الْمُحْرِمُ لَمْ يُخَمَّرْ رَأْسُهُ وَلَمْ يُقَرَّبْ طِيبًا (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يُفْعَلُ بِهِ مَا يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْمَوْتَى (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3014] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزَّازُ (¬3) الْعَبْدُ الصَّالِحُ بِبَغْدَادَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ وَاقِفًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَاقَةٍ لَهُ بِعَرَفَةَ فَوَقَصَتْهُ - أَوْ قَالَ (¬4): فَأَقْعَصَتْهُ - فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ - أَوْ قَالَ: فِي ثَوْبَيْهِ - وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي". [3015] وبإسناده نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاقِفًا بِعَرَفَةَ، وَرَجُلٌ وَاقِفٌ إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 604)، ومختصر المزني (ص 55)، والحاوي الكبير (3/ 12)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 407)، والمجموع (5/ 164). (¬2) انظر: الأصل (1/ 365)، والمبسوط (2/ 52)، والبناية شرح الهداية (4/ 183). (¬3) كذا في (س)، وفي السنن الكبير للمؤلف (9/ 513): "القزاز"، والذي في مصادر ترجمته: "البزاز"، والله أعلم، وهو: عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن هرثمة، أبو محمد الهروي. له ترجمة في: تاريخ بغداد (11/ 57). (¬4) في (س): "وقال"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير.

فَوَقَصَتْهُ - أَوْ قَالَ: فَأَقْصَعَتْهُ (¬1) - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ بِالْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْهُمَا (¬3). [3016] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أبنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَخَرَّ رَجُلٌ عَنْ بَعِيرِهِ فَوُقِصَ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ". قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "وَخَمِّرُوا وَجْهَهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، وَلَا تُمِسُّوهُ طِيبًا؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا". قَالَ الشَّافِعِيُّ: وأنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - صَنَعَ نَحْوَ ذَلِكَ (¬4). حَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬5). ¬

_ (¬1) قال ابن حجر في فتح الباري (1/ 175): "قوله: فأقعصته، أي: قتلته، ويروى: أقصعته أي: شدخته، والقصع: شدخ الشيء بين الظفرين". (¬2) صحيح البخاري (3/ 17). (¬3) صحيح مسلم (4/ 23). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 604). (¬5) صحيح مسلم (4/ 23).

[3017] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ فَعَقَصَتْهُ بَعِيرُهُ فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكفِّنُوهُ فِي ثَوْبِهِ خَارِجَ رَأْسِهِ، وَلَا تُمِسُّوهُ طِيبًا؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا" (¬1). [3018] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أبنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، نا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَخَرَّ رَجُل عَنْ بَعِير فَوُقِصَ فَمَاتَ، فَقَالَ: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَادْفِنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُهِلُّ" (¬2). [3019] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ، أبنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "وَلَا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا" (¬3). [3020] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "خَمِّرُوا وُجُوهَ مَوْتَاكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِيَهُودَ". قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبِي، فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ حَفْصٌ فَرَفَعَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الغيلانيات (ص 114) عن إسحاق بن الحسن. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الصغير (2/ 39). (¬3) أخرجه البزار في المسند (11/ 218) من طريق سفيان به.

وَحَدَّثَنِي [عَنْ] (¬1) حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مُرْسَلًا (¬2). وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَمَا نَقَلَهُ حَفْصٌ (¬3)، وَهُوَ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ مُرْسَلٌ، كَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ مُرْسَلًا. [3021] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رحمه الله - يَقُولُ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَمْسُ سُنَنٍ: "كَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ" أَيْ: يُكَفَّنُ الْمَيِّتُ فِي ثَوْبَيْنِ. "وَاغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ" أَيْ: فِي الْغَسَلَاتِ كُلِّهَا سِدْرٌ. "وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلَا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا". وَكَانَ يَقُولُ: الْكَفَنُ مِنْ جَمِيع الْمَالِ (¬4). [3022] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَفَّنَ ابْنَهُ وَاقِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَمَاتَ بِالْجُحْفَةِ مُحْرِمًا، وَخَمَّرَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنَّا حُرُمٌ لَطَيَّبْنَاهُ (¬5). وَرُوِيَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي الْمُحْرِمِ يَمُوتُ كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ؟ قَالَتْ: إِنَّمَا هُوَ جَسَدٌ، اصْنَعُوا بِهِ كَمَا تَصْنَعُونَ بِمَوْتَاكُمْ (¬6). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - لَمْ يَسْمَعْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية ابنه عبد الله (2/ 383). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 368). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 116). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 90/ ب). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 453).

هَذَا الْحَدِيثَ، بَلْ لَا شَكَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَوْ سَمِعَهُ مَا خَالَفَهُ، وَلَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَوْلُنَا. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَبَلَغَنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - مِثْلُهُ (¬1)، وَمَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلَيْسَ لِأَحَدٍ خِلَافُهُ (¬2). وَالْجَوَابُ عَنْ قَوْلِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ. * * * ¬

_ (¬1) ذكره المؤلف في معرفة السنن (5/ 227). (¬2) الشافعي في الأم (2/ 604).

مسألة (187): الزوج يغسل امرأته

مَسْأَلَةٌ (187): الزَّوْجُ يُغَسِّلُ امْرَأَتَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُغَسِّلُهَا (¬2). [3023] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أبنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْصَتْ أنْ تُغَسِّلَهَا إِذَا مَاتَتْ هِيَ وَعَلِيٌّ - رضي الله عنهما - (¬3). [3024] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ (¬4) أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ (¬5) بْنُ عُبَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ - رضي الله عنها - غَسَّلَهَا (¬6) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 620)، ومختصر المزني (ص 55)، والحاوي الكبير (3/ 15)، ونهاية المطلب (3/ 12)، والمجموع (5/ 114). (¬2) انظر: الأصل (1/ 388)، والمبسوط (2/ 71)، وبدائع الصنائع (1/ 305). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 622). (¬4) في (س): "ثنا"، والمثبت من معرفة السنن. (¬5) في (س): "علي"، والمثبت المصدر السابق. (¬6) كتب الناسخ فوقها: "صلى". (¬7) أخرجه المؤلف في المعرفة (5/ 231).

[3025] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، أبنا النُّفَيْلِيُّ (¬1)، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ (¬2) بْنُ مُوسَى، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (¬3) عَلِيٍّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: غَسَّلْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ - رضي الله عنهما - فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). وَقِيلَ: عَنْهُ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ، وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ. [هَذَا عَجِيبٌ، فَإِنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ بِوَفَاةِ فَاطِمَةَ بِمَا فِي الصَّحِيحِ أَنَّ عَلِيًّا دَفَنَهَا لَيْلًا وَلَمْ يُعْلِمْ أَبَا بَكْرٍ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُغَسِّلَهَا زَوْجَتُهُ وَلَا يَعْلَمُ؟ ! وَوَرَعُ أَسْمَاءَ يَمْنَعُهَا أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ وَلَا تَسْتَأْذِنَ زَوْجَهَا، إِلَّا أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلِمَ وَأَحَبَّ أَنْ لَا يَرُدَّ غَرَضَ عَلِيٍّ فِي كِتْمَانِهِ مِنْهُ، لَكِنَّ الْأَشْبَهَ أَنْ يَتَحَقَّقَ عَلَى أَنَّ أَسْمَاءَ ستُعْلِمُهُ، وَأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ عَلِمَ وَلَوْ نَوَى حُضُورَهُ وَالْأَوْلَى إِنْ ثَبَتَ هَذَا أَنْ يُقَالَ مُحْتَمَلٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَلِمَ وَأَنَّ عَلِيًّا عَلِمَ بِعِلْمِهِ بِذَلِكَ وَظَنَّ أَنَّهُ سَيَحْضُرُ مِنْ غَيْرِ اسْتِدْعَاءٍ مِنْهُ لَهُ وَظَنَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ سَيَدْعُوهُ وَأَنَّهُ لَا يَرَى حُضُورَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ] (¬5). ¬

_ (¬1) هو: عبد الله بن محمد بن علي. من رجال التهذيب. (¬2) في (س): "عبد العزيز"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: ابن أبي عبد الله الفطري. من رجال التهذيب. (¬3) في (س): "عن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (6/ 218). (¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المختصر، وكذا عزاه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 285) للمؤلف في الخلافيات.

[3026] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أبنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أبنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ الْحَذَّاءُ، أبنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - غَسَّلَ امْرَأَتَهُ حِينَ مَاتَتْ (¬1). [3027] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أبنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ (¬2) بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ (¬3) دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْبَعْلُ أَحَقُّ بِغَسْلِ امْرَأَتِهِ (¬4). وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَوْلَهَا: وَا رَأْسَاهْ. وَقَوْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَمَا ضَرُّكِ لَوْ مُتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكفَّنْتُكِ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ، ثُمَّ دَفَنْتُكِ" (¬5). [3028] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، ثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّهُ غَسَّلَ امْرَأَتَهُ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية ابنه عبد الله (3/ 190) من طريق علي بن ثابت. (¬2) في (س): "الحسين"، والمثبت من مصادر ترجمته وسائر أسانيد المصنف. (¬3) في (س): "بن"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (7/ 229). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 145). (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 158). (¬6) ذكره المؤلف في السنن الكبير (7/ 229).

مسألة (188): يمضمض الميت وينشق

مَسْأَلَةٌ (188): يُمَضْمَضُ الْمَيِّتُ وَيُنْشَقُ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُفْعَلُ بِهِ (¬3). [3029] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أبنا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَيْثُ أَمَرَهَا أَنْ تُغَسِّلَ ابْنَتَهُ قَالَ: "ابْدَئِي بِمَيَامِنِهَا وَبِمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4)، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬5)، عَنْ خَالِدٍ، وَقَالَ: "وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا" (¬6). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "ويستنشق"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (2/ 589)، ومختصر المزني (ص 54)، والحاوي الكبير (3/ 10)، ونهاية المطلب (3/ 8)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 396)، والمجموع (5/ 128). (¬3) انظر: الأصل (1/ 374)، والمبسوط (2/ 59)، وبدائع الصنائع (1/ 301). (¬4) صحيح مسلم (3/ 48). (¬5) كذا في (س). (¬6) صحيح البخاري (2/ 74).

مسألة (189): يضفر شعر المرأة ثلاثة قرون يلقين خلفها

مَسْأَلَةٌ (189): يُضْفَرُ شَعَرُ الْمَرْأَةِ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ (¬1) يُلْقَيْنَ خَلْفَهَا (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُضْفَرُ، وَيُطْرَحُ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا (¬3). [3030] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسيدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أُمِّ الْهُذَيْلِ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: فَضَفَرْنَا رَأْسَهَا؛ نَاصِيَتَهَا (¬4) وَقَرْنَيْهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ (¬5) وَأَلْقَيْنَاهُ خَلْفَهَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ (¬6) سُفْيَانَ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬7) عَنْ هِشَامٍ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "فرق"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (2/ 590)، ومختصر المزني (ص 56)، والحاوي الكبير (3/ 28)، والمجموع (5/ 143). (¬3) انظر: الأصل (1/ 390)، والمبسوط (2/ 72)، وبدائع الصنائع (1/ 308). (¬4) في (س)، والمختصر: "وناصيتها"، والمثبت هو الموافق لما في السنن الكبير للمؤلف (7/ 290). (¬5) في (س): "فرق"، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) في (س): "بن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) في (س): "مروان"، والمثبت من صحيح مسلم.

مسألة (190): يستحب أن يجعل في الغسلة الأخيرة الكافور

مَسْأَلَةٌ (190): يُسْتَحَبُّ أَنْ يُجْعَلَ فِي الْغَسْلَةِ الْأَخِيرَةِ الْكَافُورُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُسْتَحَبُّ ذَلِكَ (¬2). هُوَ فِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ - رضي الله عنها -: "وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا" (¬3) * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 587)، ومختصر المزني (ص 55)، والحاوي الكبير (3/ 10)، والمجموع (5/ 128، 135). (¬2) انظر: الأصل (1/ 376)، والبناية شرح الهداية (3/ 188). (¬3) أخرجه البخاري (2/ 73).

مسألة (191): ويكفن الرجل في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة

مَسْأَلَةٌ (191): وَيُكَفَّنُ الرَّجُلُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُكَفَّنُ فِي إِزَارٍ وَقَمِيصٍ وَرِدَاءٍ (¬2). [3031] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قتيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أبنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ - وَهَذَا اللَّفْظُ لَهُ؛ حَدِيث مَالِك عَنْ هِشَامٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬5). [3032] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ (¬6) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 593)، ومختصر المزني (ص 55)، والحاوي الكبير (3/ 20)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 410)، والمجموع (5/ 151). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 60)، وتحفة الفقهاء (1/ 242)، وبدائع الصنائع (1/ 306)، والبناية شرح الهداية (3/ 195). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 593). (¬4) صحيح البخاري (2/ 77). (¬5) صحيح مسلم (3/ 49). (¬6) في (س): "أبو القاسم"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف.

أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أبنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْوَرَّاقُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، نا أَبُو مُعَاوِيةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابِ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ مِنْ كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، فَأَمَّا الْحُلَّةُ فَإِنَّهَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا أَنَّهَا (¬1) اشْتُرِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ لِيُكَفَّنَ فِيهَا، فَتُرِكَتِ الْحُلَّةُ وَأَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: لَأَحْبِسَنَّهَا (¬2) لِنَفْسِي حَتَّى أُكَفَّنَ فِيهَا، قَالَ: لَوْ رَضِيَهَا اللَّهُ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَكَفَّنَهُ (¬3) فِيهَا. فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا. لَفْظُ حَدِيثِ هَنَّادٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وأَبِي بَكْرٍ (¬4) وَأَبِي كُرَيْبٍ (¬5). وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَتْ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في بُرْدَيْنِ حِبَرَةٍ كَانَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَلُفَّ فِيهِمَا ثُمَّ نُزِعَا ¬

_ (¬1) في (س): "إنما"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (7/ 240). (¬2) في (س): "لأحبسها". (¬3) في (س): "لكفنته". (¬4) في (س): "عن أبي بكر" والمثبت من صحيح مسلم. (¬5) صحيح مسلم (3/ 49).

مِنْهُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬1). وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ إِنَّمَا أَمْسَكَهُمَا (¬2) لِنَفْسِهِ لِأَنَّهُمَا كَانَا لَهُ، وَهُوَ أَيْضًا صَرِيحٌ فِي رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. [3033] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ الْفَرَّاءُ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّافِقِيُّ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو عَمْرٍو حَفْصُ بْنُ عُمَرَ (¬3) بْنِ الصَّبَّاحِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كُفِّنَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ كُرْسُفٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3034] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ نَجْرَانِيَّةٍ: الْحُلَّةُ ثَوْبَانِ، وَقَمِيصُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ. قَالَ عُثْمَانُ: فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، وَقَمِيصُهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ (¬5). هَذَا لَا يُعَارِضُ مَا رَوَيْنَا؛ لِأُمُورٍ: مِنْهَا: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ الرَّاوِيَ لِهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَمَا رُوِّينَا اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ عَلَى صِحَّتِهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (7/ 403). (¬2) في (س): "أمسكها"، والمثبت من المختصر. (¬3) في (س): "عمرو"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تاريخ الإسلام (6/ 540). (¬4) صحيح البخاري (2/ 77). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 109).

[3035] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ لَيْسَ بِذَاكَ (¬1) (¬2). وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ التَّارِيخِ: وَلَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (¬3). وَمِنْهَا: أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِهَا، وَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهَا، وَبَيْنَ سَحْرِهَا وَنَحْرِهَا. وَمِنْهَا: أَنَّهَا قَدْ أَخْبَرَتْ عَنْ سَبَبِ اشْتِبَاهِ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، وَأَجَابَتْ عَنْ قَوْلِ عُمَرَ: إِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - كُفِّنَ فِي أَثْوَابٍ فِيهَا حُلَّةٌ، وَكَفَتْنَا مَئُونَةَ الْجَوَابِ. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَلَا يَصِحُّ. [3036] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنُ الْخُرَاسَانِيِّ الْعَدْلُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ الْقَارِئُ بِبَغْدَادَ، أبنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، نا الْأَصْمَعِيُّ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زُرَّ عَلَيْهِ قَمِيصُهُ الَّذِي كُفِّنَ فِيهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا زَرَرْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَأَنَا زَرَرْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: وَأَنَا زَرَرْتُ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَخْطَأَ الرَّاوِي عَنِ الْأَصْمَعِيِّ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ ¬

_ (¬1) في (س): "بذلك". (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 361). (¬3) المصدر السابق (4/ 60). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 432) من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح به.

وَسَنَدِهِ وَمَتْنِهِ، وَأَفْحَشَ فِي الْخَطَأِ؛ فَإِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْأَصْمَعِيَّ إِنَّمَا رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَوْلَهُ فِي الْقَمِيصِ. [3037] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أبنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَوْنٍ يَقُولُ: كَانَتْ أُزُرُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ تَحْتَ السُّرَّةِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَكُونَ قَمِيصُ الْمَيِّتِ كَقَمِيصِ الْحَيِّ مُكَفَّفًا مُزَرَّرًا. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَدَّثْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: أَنَا زَرَرْتُ عَلَى ابْنِ عَوْنٍ قَمِيصَهُ حِينَ مَاتَ (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَصِحَّ مِثْلُهُ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنهم - فِي تَكْفِينِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ (¬2). [3038] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلَاءً، أبنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ [ابْنِ] (¬3) سَلُولَ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ فَوُضِعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، أَوْ فَخِذَيْهِ، فَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في التاريخ (5/ 430) من طريق الأصمعي به. (¬2) عزاه ابن الملقن في البدر المنير (5/ 214) للحاكم. (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (س) والمثبت من معرفة السنن (5/ 239).

وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ (¬2). وَاخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬3). وَهَذَا عِنْدَنَا جَائِزٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَإِنْ قَمَّصَهُ وَعَمَّمَهُ جَازَ (¬4). ثُمَّ إِنَّمَا فَعَلَهُ - صلى الله عليه وسلم - لِسَبَبٍ، وَهُوَ فِيمَا: [3039] أخبرناه أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أبنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو (¬5)، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا كَانَ الْعَبَّاسُ - رضي الله عنه - بِالْمَدِينَةِ طَلَبَتْ لَهُ الأَنْصَارُ ثَوْبًا يَكْسُونَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا قَمِيصًا يَصْلُحُ عَلَيْهِ إِلَّا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَكَسَوْهُ إِيَّاهُ (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ عَنْ سُفْيَانَ أَنَّهُ قَالَ: فَلَعَلَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَازَاهُ بِذَلِكَ (¬7). [3040] أخبرنا أَبُو أحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 26). (¬2) صحيح البخاري (2/ 92). (¬3) صحيح مسلم (8/ 120). (¬4) الأم للشافعي (2/ 594). (¬5) في (س): "عمر"، والمثبت من أصل الرواية، ومعرفة السنن (5/ 240). (¬6) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 26). (¬7) صحيح البخاري (4/ 60).

قَالَ: الْمَيِّتُ يُقَمَّصُ وَيُؤَزَّرُ وَيُلَفُّ بِالثَّوْبِ الثَّالِثِ (¬1)، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ كُفِّنَ فِيهِ (¬2). [3041] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: يُقَمَّصُ الْمَيِّتُ، فَكَانَ يَقُولُ: لَيْسَ عَلَى هَذَا الْعَمَلُ عِنْدَنَا. ثُمَّ يَقُولُ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ يَمَانِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ، أُدْرِجَ فِيهَا إِدْرَاجًا. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْقَاضِي: يَمَانِيَّةً، وَلَا قَوْلَهُ: أُدْرِجَ فِيهَا إِدْرَاجًا، وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬3). وَتُرَجَّحُ أَحَادِيثُنَا بِأَنَّ مَا اخْتَارَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى مِنْ غَيْرِهِ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "بالثالث"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (7/ 247). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 84/ أ). (¬3) أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (6/ 354) من طريق منصور.

مسألة (192): والشهيد لا يغسل، ولا يصلى عليه

مَسْأَلَةٌ (192): وَالشَّهِيدُ لَا يُغَسَّلُ، وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُغَسَّلُ، وَلَكِنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3042] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ (¬3)، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَيَسْأَلُ: أَيُّهُمَا كَانَ [أَكْثَرَ] (¬4) أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ فَيُقَدِّمُهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَغَيْرِهِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 596)، ومختصر المزني (ص 57)، والحاوي الكبير (3/ 33)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 422)، والمجموع (5/ 220). (¬2) انظر: الأصل (1/ 362)، والمبسوط (2/ 49)، وتحفة الفقهاء (1/ 258)، وبدائع الصنائع (1/ 324). (¬3) في (س): "هاشم أبو القاسم بن النضر"، والمثبت من معرفة السنن (5/ 251). (¬4) ما بين المعقوفين سقط من (س)، وقد أثبتناه من المصدر السابق. (¬5) صحيح البخاري (2/ 91)، (5/ 102).

[3043] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُصَلِّ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، وَلَمْ يُغَسِّلْهُمْ (¬1). [3044] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أبنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ شُهَدَاءَ أُحُدٍ لَمْ يُغَسَّلُوا، وَدُفِنُوا بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬2). [3045] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: "لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ تَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللَّهُ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ". فكَفَّنَهُ فِي نَمِرَةٍ إِذَا خُمِّرَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا خُمِّرَتْ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ، فَخَمَّرَ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَنَا شَاهِدٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ". وَكَانَ يَجْمَعُ الثَّلَاثَةَ وَالِاثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ وَيَسْأَلُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنَا؟ فَيُقَدِّمُهُ فِي اللَّحْدِ، وَكَفَّنَ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ (¬3). حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَا شَكَّ فِيهِ. وَأَمَّا حَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، فَإِنَّ أُسَامَةَ قَدِ احْتَجَّ بِهِ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 84). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 196). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 599) بدون ذكر القصة.

مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ، وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ، وَأَمَّا يَحْيَى بْنُ سعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، فَإِنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ، فَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ جَابِرٍ هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَحَدِيثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ هُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، غَلِطَ فِيهِ أُسَامَةُ (¬1). وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا لِيُعْلَمَ أَنَّ الِاعْتِمَادَ عَلَى حَدِيثِ جَابِرٍ الصَّحِيحِ الْمَشْهُورِ. وَلَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ صَلَّى عَلَى أَحَدٍ مِنْ شُهَدَاءِ أُحُدٍ، لَا عَلَى حَمْزَةَ، وَلَا عَلَى غَيْرِهِ. [3046] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ: "وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرَهُ" لَيْسَتْ بِمَحْفُوظَةٍ (¬2). فَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3047] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خرَجَ يَوْمًا، فَصلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطُكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِيَ الْآنَ وَقَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ الْأَرْضِ - أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ - وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا". ¬

_ (¬1) العلل الكبير (ص 145). (¬2) سنن الدارقطني (5/ 205).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ وَغَيْرِهِ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ (¬2). قُلْنَا: لَا حُجَّةَ لَكُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّمَا صَلَّى عَلَى قُبُورِهِمْ بَعْدَ ثَمَانِ سِنِينَ، وَأَنْتُمْ لَا تَقُولُونَ بِهِ. [3048] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِ سِنِينَ، كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (¬4). وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ بِمَعْنَى حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ عُقْبَةُ: فَكَانَ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ (¬5). [3049] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ (¬6)، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي رَجَلٌ مِنْ أَصْحَابِي، عَنْ مِقْسَمٍ، وَقَدْ أَدْرَكَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (4/ 198)، (8/ 121). (¬2) صحيح مسلم (7/ 67). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 115). (¬4) صحيح البخاري (5/ 94). (¬5) صحيح مسلم (7/ 67). (¬6) في (س): "البار" محرف، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (7/ 310).

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى حَمْزَةَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَلَمْ يُؤْتَ بِقَتِيلٍ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ مَعَهُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ اثْنَتَيْنِ (¬1) وَسَبْعِينَ صَلَاةً (¬2). وَهَذَا لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَذَاكَ لِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ (¬3) - رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُ - إِذَا رَوَى عَنْ مَشْهُورٍ مَنْسُوبٍ وَلَا يَذْكُرُ سَمَاعَهُ عَنْهُ؛ يَكُونُ فِيهِ نَظَرٌ؛ لِمَا اشْتُهِرَ مِنْ كَثْرَةِ تَدْلِيسِهِ وَرِوَايَتِهِ عَنِ الْمَجْرُوحِينَ، حَتَّى تَكَلَّمَ فِيهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْإِمَامُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَلَمْ يَحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، وَإِنَّمَا اسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْلِمٌ - رحمه الله - فِي خَمْسَةِ أَحَادِيثَ وَافَقَ فِيهَا الثِّقَاتِ، فَكَيْفَ إِذَا رَوَى عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ غَيْرِ مَنْسُوبٍ، وَمِثْلُ ذَلِكَ لَا يُعَارِضُ مَا رَوَيْنَا. وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ، قِيلَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقِيلَ: عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَيْهِمْ وَغَسَّلَهُمْ (¬4). وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَهَذَا مَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ. [3050] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: اذْهَبْ إِلَى جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ فَقُلْ لَهُ: لَا يَحِلُّ لَكَ تَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ؛ فَإِنَّهُ يَكْذِبُ، وَرَوَى أَشْيَاءَ عَنِ الْحَكَمِ لَمْ نَجِدْ لَهَا أَصْلًا. قُلْتُ لِشُعْبَةَ: أَيُّ ¬

_ (¬1) في (س): "لثنتين"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) أخرجه ابن هشام في السيرة (2/ 97). (¬3) في (س): "سيار"، والمثبت من السنن الكبير. (¬4) أخرجه ابن المقرئ في المعجم (ص 310).

شَيْءٍ؟ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: صَلَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ؟ فَقَالَ: لَمْ يُصَلِّ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ. قَالَ الْحَسَنُ عَنِ (¬1) الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَيْهِمْ وَغَسَّلَهُمْ. فَقُلْتُ لِلْحَكَمِ: مَا تَقُولُ فِي أَوْلَادِ الزِّنَا؟ [فَقَالَ: ] (¬2) قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: هُمْ أَحْرَارٌ. فَقُلْتُ: مَنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -؟ قَالَ: يُذْكَرُ (¬3) مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ (¬4)، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (¬5). [3051] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ. وَلَمْ يَذْكُرِ الْغُسْلَ (¬6). [3052] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أبنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَوْلَا شُعْبَةُ مَا عُرِفَ الْحَدِيثُ بِالْعِرَاقِ، وَكَانَ يَجِيءُ إِلَى الرَّجُلِ فَيَقُولُ: لَا تُحَدِّثْ وَإِلَّا اسْتَعْدَيْتُ عَلَيْكَ السُّلْطَانَ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "بن"، والمثبت من معجم ابن المقرئ (ص 310) ومن سياق الكلام. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س) والمثبت من مصادر التخريج. (¬3) في (س): "أبو بكر"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) تحرف في (س) إلى: "يحيى أحرار"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أخرجه ابن شاهين في تاريخ أسماء الضعفاء (ص 185) عن البغوي به. (¬6) أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 18) عن محمود بن غيلان. (¬7) أخرجه ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه (ص 160) من طريق حرملة.

[3053] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَ يُجَاءُ بِقَتْلَى أُحُدٍ تِسْعَةً، وَحَمْزَةُ عَاشِرُهُمْ، [فَيُصَلِّي عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ يُدْفَنُونَ تِسْعَةً وَيَدَعُونَ حَمْزَةَ، وَيُجَاءُ بِتِسْعَةٍ وَحَمْزَةُ عَاشِرُهُمْ] فَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ، فَيَرْفَعُونَ التِّسْعَةَ وَيَدَعُونَ حَمْزَةَ (¬1). هَذَا مُرْسَلٌ، وَلَا يَصِحُّ. [3054] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (¬2)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ قَتْلَى أُحُدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ عَشْرًا، ثُمَّ جَعَلَ يُجَاءُ بِالرَّجُلِ [فَيُوضَعُ] (¬3)، وَحَمْزَةُ مَكَانَهُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ ثَمَّ سَبْعِينَ صَلَاةً، وَكَانَ الْقَتْلَى سَبْعِينَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬4). إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَفِي إِسْنَادِهِ شَكٌّ كَمَا ذَكَرْنَاهُ، وَبِمِثْلِ هَذَا لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬5). وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ضَعِيفٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 445). (¬2) في (س): "غنية"، والمثبت المصدر السابق. (¬3) ما بين المعقوفات ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) المصدر السابق (5/ 207). (¬5) المصدر السابق (5/ 204).

[3055] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَابْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، مَا حَالُهُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بثِقَةٍ، إِنَّمَا هُوَ صَاحِبُ شِعْرٍ (¬1). [3056] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أبنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ أَبُو ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ (¬2). [3057] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَمَّادٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: فَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَمْزَةَ - رضي الله عنه - حِينَ فَاءَ النَّاسُ مِنَ الْقِتَالِ، [فَقَالَ] (¬3) رَجُلٌ: رَأَيْتُهُ عِنْدَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ، اللَّهُمَّ أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ - أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ - وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ بِانْهِزَامِهِمْ. فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ، فَلَمَّا رَأَى جُثَّتَهُ بَكَى، وَلَمَّا رَأَى مَا مُثِّلَ بِهِ شَهَقَ، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا كَفَنٌ؟ " فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَمَى بِثَوْبٍ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ مِنَ الْأَنْصَارِ فَرَمَى بِثَوْبٍ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "يَا جَابِرُ، هَذَا الثَّوْبُ لِأَبِيكَ، وَهَذَا لِعَمِّي حَمْزَةَ". ثُمَّ جِيءَ بِحَمْزَةَ فَصلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ يُجَاءُ بِالشُّهَدَاءِ فَتُوضَعُ ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 169). (¬2) الضعفاء للبخاري (ص 95). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية.

إِلَى جَانِبِ حَمْزَةَ، فَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ، ثُمَّ تُرْفَعُ وَيُتْرَكُ حَمْزَةُ، حَتَّى صَلَّى عَلَى الشُّهَدَاءِ كُلِّهِمْ. فَرَجَعْتُ وَأَنَا مُثْقَلٌ قَدْ تَرَكَ أَبِي عَلَيَّ دَيْنًا وَعِيَالًا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ اللَّيْلِ أَرْسلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "يَا جَابِرُ، إِنَّ اللَّهَ أَحْيَا أَبَاكَ وَكلَّمَهُ" [قُلْتُ: وَكَلَّمَهُ] كَلَامًا، [قَالَ] (¬1) " قَالَ لَهُ: تَمَنَّهْ. فَقَالَ: أَتَمَنَّى أَنْ تَرُدَّ رُوحِي وَتُنْشِئَ خَلْقِي كَمَا كَانَ، وَتَرْجِعَنِي إِلَى نَبِيِّكَ، فَأُقَاتِلَ فِي سَبِيلِكَ فَأُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى. قَالَ: إِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ". قَالَ: وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَمْزَةُ" (¬2). تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو حَمَّادٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ صَدَقَةَ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ - رحمه الله -: أَبُو حَمَّادٍ الْحَنَفِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬3). [3058] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْعَبَّاسُ (¬4) الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ يَرْوِي عَنْهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَغَيْرُهُ، وَلَيْسَ هُوَ بِشَيْءٍ (¬5). وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي رُوِيَتْ فِي الصَّلَاةِ عَلَى شُهَدَاءِ أُحُدٍ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ كَمَا ذَكَرْنَا، وَالْحَدِيثُ الَّذِي رَوَيْنَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - مِنْ أَصَحِّ الْأَحَادِيثِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفات ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 238). (¬3) أخرجه النسائي في الضعفاء (ص 258). (¬4) في (س): "أبو العباس"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 552).

وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى عَلَى شُهَدَاءِ أُحُدٍ، فَكَانَ يُؤْتَى بِتِسْعَةٍ وَحَمْزَةُ عَاشِرُهُمْ مَا: [3058] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَشُهَدَاءُ أُحُدٍ - رضي الله عنهم - اثْنَانِ وَسَبْعُونَ شَهِيدًا، فَإِذَا كَانَ قَدْ صَلَّى عَلَيْهِمْ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَالصَّلَوَاتُ لَا تَكُونُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِ صَلَوَاتٍ أَوْ ثَمَانٍ، فَنَجْعَلُهُ عَلَى أَكْثَرِهَا، عَلَى أَنَّهُ صَلَّى عَلَى اثْنَيْنِ صَلَاةً وَعَلَى حَمْزَةَ - رضي الله عنه - صَلَاةً، فَهَذِهِ تِسْعُ صَلَوَاتٍ، فَمِنْ أَيْنَ جَاءَتْ سَبْعِينَ صَلَاةً؟ وَإِنْ كَانَ عَنَى: كَبَّرَ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً، فَنَحْنُ وَهُمْ نَزْعُمُ أَنَّ التَّكبِيرَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعٌ، فَهِيَ إِذَا كَانَتْ تِسْعُ صَلَواتٍ سِتًّا وَثَلَاثِينَ، فَمِنْ أَيْنَ جَاءَتْ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ (¬1) تَكْبِيرَةً؟ ! وَقَدْ كَانَ يَنْبَغِي لِمَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَنْ يَسْتَحْيِيَ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَارِضَ بِهِ الْأَحَادِيثَ كَأَنَّهَا عِيَانٌ؛ فَقَدْ جَاءَتْ مِنْ وُجُوهٍ مُتَوَاتِرَةٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: "زَمِّلُوهُمْ بِكُلُومِهِمْ" (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ؛ فَقَدْ رَوَى فِي حَدِيثِهِ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِ سِنِينَ، كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَكَأَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قُبُورِهِمْ وَدَعَا لَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ كَمَا كَانَ يَدْعُو لِغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَوْتَى حِينَ عَلِمَ قُرْبَ أَجَلِهِ، كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَلَا يَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى نَسْخِ [مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ مِنْ تَرْكِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ، وَإِذَا لَمْ يَثْبُتْ] (¬3) الْحُكْمُ فِي عَيْنِ مَا وَرَدَ فِيهِ، إِلَّا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي حَمَلْنَا الْخَبَرَ عَلَيْهِ، لَمْ يُنْسَخْ بِهِ مَا ثَبَتَ مِنْ أَحْكَامِهِ. ¬

_ (¬1) في (س): "وثلاثين"، والمثبت من الأم للشافعي ومعرفة السنن والآثار للمصنف. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 597). (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، وأثبتناه من معرفة السنن والآثار للمؤلف (5/ 258).

وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ - رضي الله عنه - فِيمَا: [3059] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أبنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، فَقَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ. فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ خَيْبَرَ غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا، فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قَسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: "قَسْمٌ قَسَمْتُهُ لَكَ". قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ. فَقَالَ: "إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ". ثُمَّ نَهَضُوا إِلَى قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هُوَ هُوَ؟ ". قَالُوا (¬1): نَعَمْ. قَالَ: "صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ". فكَفَّنَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في جُبَّتِهِ، ثُمَّ قَدَّمَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ. فكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: " [اللَّهُمَّ] (¬2) هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ، قُتِلَ شَهِيدًا، أَنَا عَلَيْهِ شَهِيدٌ" (¬3). قَالَ عَطَاءٌ: وَزَعَمُوا أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ. قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: ابْنُ جُرَيْجٍ يَذْكُرُهُ عَنْ عَطَاءٍ. ¬

_ (¬1) في (س): "قال"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير (7/ 316). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 276).

وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الرَّجُلُ بَقِيَ حَيًّا حَتَّى انْقَطَعَتِ الْحَرْبُ، ثُمَّ مَاتَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالَّذِينَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ بِأُحُدٍ مَاتُوا قَبْلَ انْقِضَاءِ الْحَرْبِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * *

مسألة (193): ومقتول قطاع الطريق، ومن قتل في دفعه عن نفسه: مغسول مصلى عليه

مَسْأَلَةٌ (193): وَمَقْتُولُ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ، وَمَنْ قُتِلَ فِي دَفْعِهِ عَنْ نَفْسِهِ: مَغْسُولٌ مُصَلًّى عَلَيْهِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُ شَهِيدٌ لَا يُغَسَّلُ. وَحَكَى (¬2) صَاحِبُ الْإِفْصَاحِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مَنْ قُتِلَ فِي الْمِصْرِ ظُلْمًا لَمْ يُغَسَّلْ، إِلَّا أَنْ يُقْتَلَ بِخَشَبَةٍ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا قُتِلَ بِمُحَدَّدٍ لَمْ يُغَسَّلْ (¬3). [3060] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أبنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - إِنَّمَا قُتِلَ بِحَدِيدَةٍ: [3061] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ بَالُويَهْ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَصَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ. الْحَدِيثَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 600)، ومختصر المزني (ص 57)، والحاوي الكبير (3/ 37)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 422، 425)، والمجموع (5/ 220، 229). (¬2) بعده في (س): "عن"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأصل (1/ 363)، والمبسوط (2/ 52)، وتحفة الفقهاء (1/ 258)، وبدائع الصنائع (1/ 321). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 598).

قَالَ: فَلَمَّا كَبَّرَ وَجَأَهُ عَلَى كَتِفِهِ (¬1)، وَوَجَأَهُ عَلَى مَكَانٍ آخَرَ، وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، فَسَقَطَ عُمَرُ - رضي الله عنه -. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬2). [3062] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّ الْحَسَنَ صلَّى عَلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "كتفيه"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (16/ 231). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (6/ 64). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 564) من طريق أبي الحسين بن الفضل.

مسألة (194): وحمل الجنازة بين العمودين سنة؛ وهو أن يحملها أربعة من جوانبها الأربعة، ويقف خامس بين العمودين في المقدم، ويحملها على كتفه

مَسْأَلَةٌ (194): وَحَمْلُ الْجِنَازَةِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ سُنَّةٌ؛ وَهُوَ أَنْ يَحْمِلَهَا أَرْبَعَةٌ مِنْ جَوَانِبِهَا الْأَرْبَعَةِ، وَيَقِفُ خَامِسٌ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ فِي الْمُقَدَّمِ، وَيَحْمِلُهَا عَلَى كَتِفِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ بِسُنَّةٍ (¬2). [3063] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ، أبنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ شَادِلِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو مَرْوَانَ - يَعْنِي الْعُثْمَانِيَّ (¬3) - ثنا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنهما - بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، قَدْ حَمَلَ السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلَيْهِ (¬4). [3064] وأخبرنا أَبُو حَازِمٍ، أبنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ - ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الْوَاقِدِيَّ -: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ أَصْحَابِهِمْ، قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 602)، ومختصر المزني (ص 57)، والحاوي الكبير (3/ 39)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 415)، والمجموع (5/ 231). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 56)، وتحفة الفقهاء (1/ 244)، وبدائع الصنائع (1/ 309)، والبناية شرح الهداية (3/ 241). (¬3) هو: محمد بن عثمان بن خالد. من رجال التهذيب (34/ 279). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 603) عن إبراهيم بن سعد به.

صَالِحٍ (¬1)، قَالَ: تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا (¬2) يَحْيَى، مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، حَمَلَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه - بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ حَتَّى وَضَعَهُ بِالْبَقِيعِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ - رضي الله عنه - بِالْبَقِيعِ (¬3). [3065] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: رَأَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - يَحْمِلُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ أُمِّهِ (¬4) فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى وَضَعَهُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي جِنَازَةِ رَافِعٍ قَائِمًا بَيْنَ قَائِمَتَيِ السَّرِيرِ (¬5). [3066] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى. فَذَكَرَ حَدِيثَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه -، وَقَالَ: أُمِّهِ أَرْوَى بِنْتِ كُرَيْزٍ. لَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ (¬6). ¬

_ (¬1) كذا في (س)، ومحمد بن صالح هو شيخ الواقدي، فالصواب أن هناك تحويلا في الإسناد بعد قوله "أصحابهم" صورته: "قال محمد بن عمر: ثنا محمد بن صالح" هكذا رواه ابن سعد في الطبقات إلا أنه قرن مع محمد بن صالح آخريين، ثم جعل هذا من كلام محمود بن لبيد، لا من كلام محمد بن صالح، هذا وقد أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 258) عن الواقدي عن محمد كما قلنا، والله أعلم. (¬2) في (س): "أبي". (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 560) عن الواقدي به. (¬4) في (س): "ابنه"، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر، والسنن الكبير للمؤلف (7/ 328). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 603). (¬6) أخرجه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (3/ 1018) من طريق محمد بن طلحة.

قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ وَاضِعًا السَّرِيرَ (¬1) عَلَى كَاهِلِهِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ (¬2). [3067] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابتٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَحْمِلُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَحْمِلُ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنهما - (¬3). [3068] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّلْحِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ (¬4)، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُؤْخَذَ بِقَوَائِمِ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ، ثُمَّ مَنْ شَاءَ زَادَ أَوْ تَرَكَ (¬5). وَهَذِهِ السُّنَّةُ فِي الْحَمْلِ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ وَقَفَ عَلَيْهَا مَنْ سَمَّيْنَاهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَالْأَخْذُ بِهَا أَوْلَى. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [3069] أخبرنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ بِبَغْدَادَ، أبنا الْحُسَيْنُ (¬6) بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "على جنازة واضع السرير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 197). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 603، 604). (¬4) كذا وقع هنا: "عبيد الله بن موسى، ثنا مسعر، عن عبيد بن نسطاس". (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 320) من طريق عبيد الله بن موسى به. (¬6) في (س): "الحسن"، والمثبت من السنن الصغير للبيهقي (1/ 405)، ومصادر الترجمة، انظر: تاريخ بغداد (8/ 732).

يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، ثنا مَنْصُورٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا اتَّبَعْتَ الْجِنَازَةَ فَخُذْ بِجَوَانِبِهَا (¬1)؛ [فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ] (¬2)، وَإِنْ شِئْتَ تَطَوَّعْتَ بَعْدُ أَوْ تَرَكْتَ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في أصل الرواية من نسخة برنستون (ق 11): "بحوانيها"، وهي في نسخة الظاهرية غير منقوطة (ق 172/ أ). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الصغير للمؤلف. (¬3) أخرجه الحسين بن عياش في جزئه، رواية هلال الحفار (ص 106).

مسألة (195): إذا وجد بعض من الميت غسل وصلي عليه

مَسْأَلَةٌ (195): إِذَا وُجِدَ بَعْضٌ مِنَ الْمَيِّتِ غُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ وُجِدَ أَكْثَرُ الْبَدَنِ غُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ، وَإِنْ وُجِدَ الْأَقَلُّ مِنْهُ لَمْ يُغَسَّلْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ (¬2). لَنَا مَا: [3070] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ (¬3)، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ - رضي الله عنه - صَلَّى عَلَى رُءُوسٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَبَلَغَنَا أَنَّ طَائِرًا أَلْقَى يَدًا بِمَكَّةَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ، فَعَرَفُوهَا بِالْخَاتَمِ، فَغَسَّلُوهَا وَصَلَّوْا عَلَيْهَا (¬4). * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 601)، والحاوي الكبير (3/ 32)، ونهاية المطلب (3/ 40)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 418)، والمجموع (5/ 212). (¬2) انظر: الأصل (1/ 367)، والمبسوط (2/ 54)، وبدائع الصنائع (1/ 302). (¬3) في (س): "نعمان"، والمثبت أصل الرواية، والمختصر، والسنن الكبير للمؤلف (7/ 321). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 601).

مسألة (196): والمشي أمام الجنازة أفضل

مَسْأَلَةٌ (196): وَالْمَشْيُ أَمَامَ الْجِنَازَةِ أَفْضَلُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْمَشْيُ خَلْفَهَا أَفْضَلُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3071] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، ثنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ (ح). وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أبنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بلَالٍ الْبَزَّازُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ (¬3) وَيَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ (ح). وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أبنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أبنا الْحَسَنُ (¬4) بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَسَعْدَانُ (¬5) بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ (ح). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 613)، ومختصر المزني (ص 57)، والحاوي الكبير (3/ 41)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 415)، والمجموع (5/ 239). (¬2) انظر: الأصل (1/ 371)، والمبسوط (2/ 56)، وتحفة الفقهاء (1/ 244)، وبدائع الصنائع (1/ 309). (¬3) في (س): "بسر"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية، والسنن الكبير للبيهقي. (¬4) في (س): "أبو الحسن". (¬5) في (س): "وسعد".

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ (¬1) بْنُ نَصْرٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ بِالطَّابَرَانِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجَاحِيُّ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ (¬2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - يَمْشُونَ (¬3) أَمَامَ الْجِنَازَةِ (¬4). هَذَا حَدِيثٌ وَصَلَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا ذَكَرْنَاهُ، وَهُوَ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ، لَا يَشُكُّ فِي عَدَالَتِهِ أَحَدٌ، وَأَصْلُ قَوْلِنَا وَقَوْلِهِمْ قَبُولُ الزِّيَادَةِ مِنَ الثِّقَةِ، هَذَا وَقَدْ أُعِيدَ عَلَيْهِ ذَلِكَ فَثَبَتَ عَلَيْهِ. [3072] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، خَالَفَكَ النَّاسُ. قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَيُونُسُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ: اسْتَقَرَّ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي مِرَارًا ¬

_ (¬1) في (س): "سعيد". (¬2) في (س): "بن". (¬3) في (س): "يمشيان". (¬4) أخرجه سعدان بن نصر في جزئه روايتي ابن الأعرابي (ص 19)، وإسماعيل الصفار (ق 22/ أ).

لَسْتُ أُحْصِيهِ، سَمِعْتُهُ مِنْ فِيهِ، يُعِيدُهُ وَيُبْدِيهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬1). عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ تَابَعَهُ فِي وَصْلِهِ وَسَنَدِهِ، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِي مَتْنِهِ: "وَعُثْمَانَ" (¬2)، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، إِلَّا أَنَّهُمَا خَالَفَاهُ فِي وَصْلِهِ فَرَوَيَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬4)، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا، وَيَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْنَدًا مُتَّصِلًا (¬5). وَرَوَاهُ شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطَّاهِرِ وَهُوَ ثِقَةٌ عَنْهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْنَدًا. [3073] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّبَّاسُ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، [عَنْ سَالِمٍ] (¬6)، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ - رضي الله عنهما -. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ فِي اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ. ¬

_ (¬1) أخرجه المروزي في مسند أبي بكر الصديق (ص 175) من طريق حميد بن الربيع به، ولم يذكر يونس في المخالفين. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 615). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 493) من طريق معمر، وذكره عن يونس (2/ 495). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية الليثي (1/ 308). (¬5) ذكر رواياتهم جميعا - عدا الثوري - الدارقطني في العلل (6/ 284). (¬6) ما بين المعقوفين سقط من النسخة (س)، والمثبت من تعليق المؤلف قبل الحديث مباشرة.

وَرَوَاهُ أَيْضًا جَمَاعَةٌ عَنْ مَالِكٍ مُسْنَدًا، وَالصَّحِيحُ عَنْ مَالِكٍ مُرْسَلٌ. [3074] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا سُفْيَانُ، وَمَنْصُورٌ، وَبَكْرٌ، وَزِيادٌ، كُلُّهُمْ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ يُحَدِّثُ أَنَّ سَالِمًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ، غَيْرَ أَنَّ بَكْرًا وَحْدَهُ لَمْ يَذْكُرْ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - (¬1). [3075] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي الدِّهْقَانُ بِالْكُوفَةِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ (ح). وَأَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو مَنْصُورٍ الظَّفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أبنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ (¬2)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ وَيَقُولُ: قَدْ مَشَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ - رضي الله عنهم - (¬3). كَذَلِكَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ زَيادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، كَذَلِكَ رَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 92) من طريق عبد الله بن يزيد به، وفيه: يمشون بين يدي الجنازة. (¬2) في (س): "عروة"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في الفصل للوصل المدرج في النقل (1/ 358) من طريق جعفر بن عون.

ابْنِ جُرَيْجٍ، فَهَذَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَدْ وَصَلَهُ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ مَنْصُورٌ، وَبَكْرُ بْنُ وَائِلٍ، وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ رِوَايَةِ هَمَّامٍ عَنْهُمْ، وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ، وَشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ، وَابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَزَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ وَغَيْرِهِمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْنَدًا مُتَّصِلًا. [3076] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أبنا أَبُو عَمْرٍو (¬1) ابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا آدَمُ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ وَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - (¬2). وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -: [3077] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ - رضي الله عنهم - يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ (¬3). هَذَا الْحَدِيثُ يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ (¬4) مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، مِمَّنْ إِذَا ¬

_ (¬1) في (س): "أبو عمر"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 480) من طريق الليث به. (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 162) عن هارون بن عبد الله الحمال. (¬4) في (س): "أفراده"، والمثبت يقتضيه السياق.

تَفَرَّدَ بِشَيْءٍ قُبِلَ مِنْهُ، كَيْفَ وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَهْبُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ (¬1). أَمَّا حَدِيثُ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ: [3078] فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أبنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، أبنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ (¬2)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم - كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ (¬3). [3079] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أبنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَعْرَابِيُّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ (¬4) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقْدُمُ النَّاسَ أَمَامَ جِنَازَةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ (¬5). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمْ (¬6)، أَنَّهُمْ كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "وهب الدين راشد"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) في (س): "زيد الأبلي"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (2/ 1108) من طريق علي بن محمد المصري به. (¬4) أخرجه سعدان بن نصر في الأول من جزئه، رواية ابن الأعرابي (ص 19). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 616). (¬6) في (س): "وغيره"، والمثبت من المختصر. (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 209).

[3080] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثثا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهما - يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ (¬1). [3081] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ الْأَشجَعِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي حَازِمٍ: هَلْ حَفِظْتَ جِنَازَةً مَشَى مَعَهَا قَوْمٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ أَمَامَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنهم - يَمْشُونَ أَمَامَهَا حَتَّى وُضِعَتْ (¬2). [3082] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِيَادِ (¬3) بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَرَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. (¬4) [3083] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أبنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ (¬5)، عَنْ مُوسَى ¬

_ (¬1) المصدر السابق (7/ 209) من طريق عدي بن ثابت. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (7/ 341). (¬3) في (س): "عاصم"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف، ولم نقف في مصادر ترجمته على من نسبه: "الأشعري"، بل قالوا: "المدني مولى لقريش"، له ترجمة في: التاريخ الكبير (3/ 366)، والجرح والتعديل (3/ 542)، والثقات لابن حبان (4/ 258)، وتهذيب الكمال (9/ 503). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (7/ 342). (¬5) في (س): "جعفر بن هارون"، والمثبت من مصادر ترجمته.

الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) أَمَامَ الْجِنَازَةِ لَا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا (¬2). [3084] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَاشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ، وَالرَّاكِبُ خَلْفَهَا، وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ" (¬3). [3085] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ يُونُسُ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِهِ أَنَّهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "الرَّاكِبُ يَسِيرُ خَلْفَ الْجِنَازَةِ، وَالْمَاشِي عَنْ يَمِينِهَا وَعَنْ شِمَالِهَا قَرِيبَانِ، وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْعَافِيَةِ وَالرَّحْمَةِ". قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: قَوْلُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ: "وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِهِ أَنَّهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -" رِوَايَةٌ لِيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬4). ¬

_ (¬1) بعده في (س): "يمشون"، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 415) من طريق موسى الجهني، وفيه: "بين يدي الجنازة" وليس أمامها. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 174). (¬4) المصدر السابق (2/ 191).

وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ يُونُسَ بِإِسْنَادِهِ: "وَالْمَاشِي خَلْفَهَا وَأَمَامَهَا، وَعَنْ يَمِينِهَا وَعَنْ يَسَارِهَا قَرِيبًا مِنْهَا" (¬1). وَهَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، احْتَجَّ بِهِمُ الْبُخَارِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ، وَرَوَى بِإِسْنَادٍ (¬2) عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ. [3086] أنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرِ بْنِ جَنَاحٍ بِالْكُوفَةِ (¬3)، أبنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّيْرِ [بِالْجِنَازَةِ] (¬4) قَالَ: "السَّيْرُ مَا دُونَ الْخَبَبِ (¬5)، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا تُعَجَّلْ إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ سِوَى ذَلِكَ فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، وَالْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَا تَتْبَعُ، وَلَيْسَ مَعَهَا مَنْ تَقَدَّمَهَا" (¬6). [3087] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَحْيَى الْمُجَبِّرِ - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ - عَنْ (¬7) أَبِي مَاجِدَةَ، عَنِ (¬8) ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا - صلى الله عليه وسلم - عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (7/ 342). (¬2) كذا في (س)، ولعلها: بإسناده. (¬3) قبله في (س): "أخبرنا عبد الله بن يوسف" وهو مقحم، والمثبت هو الموافق لما في السنن الكبير للمؤلف (7/ 342). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) قال ابن منظور: "الخَبَب: ضَرْبٌ من العَدْوِ". لسان العرب (خبب). (¬6) أخرجه أحمد في المسند (2/ 952) عن حسن بن صالح. (¬7) في (س): "ابن"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬8) في (س): "وعن".

الْمَشْيِ مَعَ الْجِنَازَةِ فَقَالَ: "مَا دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ (¬1) يَكُنْ خَيْرًا تُعَجَّلْ إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، وَالْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَا تَتْبَعُ، وَلَيْسَ مَعَهَا مَنْ تَقَدَّمَهَا". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ضَعِيفٌ، وَهُوَ كُوفِيٌّ (¬2). [3088] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ. [3089] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أبنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: أَبُو مَاجِدٍ الْحَنَفِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَيُقَالُ: الْعِجْلِيُّ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬3) قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى الْجَابِرِ: مَنْ أَبُو مَاجِدٍ؟ قَالَ: طَيْرٌ طَارَ عَلَيْنَا فَحَدَّثَنَا، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬4). [3090] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، نا أَبُو الْجَهْمِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَابِرُ غَيْرُ مَحْمُودٍ، وَأَبُو مَاجِدٍ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِيَحْيَى: مَنْ أَبُو مَاجِدٍ؟ قَالَ: طَرَأَ عَلَيْنَا مِنَ الْبَصْرَةِ. ¬

_ (¬1) في (س): "إن". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 112). (¬3) في (س): "عقبة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه البخاري في الضعفاء (ص 145).

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَهُوَ بِالْكُوفَةِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَأَثُرُهُ بِالْبَصْرَةِ غَيْرُ مَوْجُودٍ، فَعَلَامَ تَحْتَمِلُ (¬1) رِوَايَتُهُ أَحَادِيثَ مَرْفُوعَةً لَا يَعْرِفُهَا أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُونَ (¬2) (¬3)؟ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عن يَحْيَى الْجَابِرِ فَقَالَ: لَا شَيْءَ. [3091] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَحْضُرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ارْكَبْ دَابَّتَكَ وَسِرْ أَمَامَهَا؛ فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ أَمَامَهَا لَمْ تَكُنْ مَعَهَا". هَذَا لَا يَثْبُتُ، وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ ضَعِيفٌ (¬4). [3092] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬5) الْمَالِينِيُّ، أبنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَمْشِي خَلْفَ الْجِنَازَةِ وَيُطِيلُ الْفِكْرَةَ. ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "تتحمل". (¬2) في (س): "المعروفين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الجوزجاني في أحوال الرجال (ص 89). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 439). (¬5) في (س): "سعيد" والمثبت من سائر أسانيد المؤلف.

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا لَا يُعْرَفُ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى الْعَطَّارِ (¬1) بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا، وَهُوَ بَيِّنُ الضَّعْفِ (¬2). [3093] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مَحْمُودُ (¬3) بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - يَمْشِي خَلْفَ الْجِنَازَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - كَانَا يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا. قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: - يرحمهما الله -؛ إِنَّهُمَا كَانَا يُسَهِّلَانِ لِلنَّاسِ، الْمَشْيُ خَلْفَهَا أَفْضَلُ مِنَ الْمَشْيِ أَمَامَهَا (¬4). وَهَذَا شَيْءٌ ذَهَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، وَالَّذِي فَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَمَنْ سَمَّيْنَاهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم - يُوَافِقُ فِعْلُهُمْ فِعْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَشْيِ أَمَامَهَا، فَالْأَخْذُ بهِ أَوْلَى، وَهَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ إِذَا كَانُوا بِمَوْضِعِ الْقُدْوَةِ بِهِمْ، فَلَا يَفْعَلُونَ فِي الظَّاهِرِ إِلَّا مَا هُوَ الْأَفْضَلُ عِنْدَهُمْ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "القطان" والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 514). (¬3) في (س): "محمد"، والمثبت من معرفة السنن (5/ 273). (¬4) حكاه الدارقطني في العلل (2/ 5) من طريق ابن عيينة.

مسألة (197): والولي أولى بالصلاة على الميت من الوالي

مَسْأَلَةٌ (197): وَالْوَلِيُّ (¬1) أَوْلَى بِالصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنَ الْوَالِي (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ [وَمُحَمَّدٌ] (¬3): الْوَالِي أَوْلَى (¬4). فَوَجْهُ قَوْلِنَا قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} (¬5). [3094] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أبنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ (¬6)، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، ثنا أَسِيدُ (¬7) بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ (¬8) قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَوَيَّ قَدْ هَلَكَا، فَهَلْ (¬9) بَقِيَ مِنْ بِرِّهِمَا شَيْءٌ أَصِلُهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: ¬

_ (¬1) في (س): "والمولى"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (2/ 625)، ومختصر المزني (ص 57)، والحاوي الكبير (3/ 45)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 428)، والمجموع (5/ 175). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: الأصل (1/ 378)، والمبسوط (2/ 62)، وتحفة الفقهاء (1/ 251)، وبدائع الصنائع (1/ 317)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 238). (¬5) سورة الأنفال (آية: 75). (¬6) في (س): "النرمي"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير للمؤلف (7/ 355). (¬7) في (س): "أسد". (¬8) كذا في (س)، والمختصر، وكتب المؤلف، وهي في مصادر التخريج: "من بني سلمة". (¬9) في (س): "فقد".

الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا [وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا] مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ رَحِمِهِمَا الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ (¬1) إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا" (¬2). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3095] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهِ النَّحْوِيُّ، [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] (¬3)، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ (ح). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ - وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو - عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ" (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "لهما". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (7/ 456) من طريق عبد الرحمن بن الغسيل به. (¬3) ما بين المعقوفات ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 189). (¬5) صحيح مسلم (2/ 133).

وَهَذَا وَرَدَ فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ الَّتِي هِيَ مِنَ الْأُمُورِ الْعَامَّةِ الَّتِي تَكُونُ وِلَايَتُهَا إِلَى الْأَئِمَّةِ، فَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ فَإِنَّهَا مِنَ الْأُمُورِ الْخَاصَّةِ الَّتِي يَكُونُ الْوَلِيُّ فِيهَا أَوْلَى مِنَ الْوَالِي، كَوِلَايَةِ النِّكَاحِ وَغَيْرِهِ، وَهَذَا لِأَنَّ الْقَصْدَ مِنْ صَلَاةِ الْجِنَازَةِ الدُّعَاءُ لِلْمَيِّتِ، وَكُلُّ مَنْ يَكُونُ أَقْرَبَ إِلَى الْمَيِّتِ يَكُونُ أَشْفَقَ عَلَيْهِ، وَدُعَاؤُهُ لَهُ يَكُونُ أَرْجَى لِلْإِجَابَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَى سَالِمٌ عَنْ أَبِي حَازِمٍ: إِنِّي لَشَاهِدٌ يَوْمَ مَاتَ الْحَسَنُ - رضي الله عنه -، فَرَأَيْتُ حُسَيْنًا - رضي الله عنه - يَقُولُ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَيَطْعُنُ فِي عُنُقِهِ (¬1) وَيَقُولُ: تَقَدَّمْ، فَلَوْلَا أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قُدِّمْتَ. قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ. [3096] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي فَوَائِدِ الْأَصَمِّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ. فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬2). [3097] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ قَدَّمَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قَدَّمْتُهُ (¬3). فَإِنْ صَحَّ هَذَا عَنِ الْحُسَيْنِ - رضي الله عنه -، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا قِيَاسًا مِنْهُ عَلَى ¬

_ (¬1) في (س): "عقبه"، والمثبت السنن الكبير للمؤلف (7/ 355). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (6/ 391)، والحاكم في المستدرك (6/ 235) كلاهما من طريق سفيان به. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 148) من طريق حسين بن علي، دون قول الحسين: "لولا أنه سنة ما قدمته".

سَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى الْجِنَازَةِ مِنَ الْأُمُورِ الْخَاصَّةِ الَّتِي يَكُونُ الْوَلِيُّ فِيهَا أَوْلَى مِنَ الْوَالِي. وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [3098] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي أَبو سَعِيدٍ عَقِيصَى، قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - بالْمَدِينَةِ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ أَمِيرٌ عَلَيْهَا، فَاجْتَمَعَتْ بَنُو هَاشِمٍ وَقَالُوا: لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا مَرْوَانُ أَبَدًا، وَاجْتَمَعَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فَقَالُوا: لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا إِلَّا مَرْوَانُ، وَتهَيَّئُوا لِلشَّرِّ، فَخَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فَرَآهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَقَالَ: مَا لَهُمْ؟ فَأُخْبِرَ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا اجْتَمَعَتِ الْجِنَازَةُ وَالْإِمَامُ، فَالْإِمَامُ أَوْلَى [مِنَ الْوَالِي] (¬1) بِالصَّلَاةِ عَلَيْهَا" لَمَا صَلَّيْتَ. قَالَ: فَتَرَكَهُ يُصَلِّي. هَذَا لَا يَصِحُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - لَا يَصِحُّ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَمَاعٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَأَبُو سَعِيدٍ عَقِيصَى ضَعِيفٌ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، وأثبتناه من المختصر، وكتب فوقه: "كذا".

مسألة (198): وقراءة الفاتحة فريضة في صلاة الجنازة

مَسْأَلَةٌ (198): وَقِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ فَرِيضَةٌ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا قِرَاءَةَ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3099] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أبنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3). أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - عَلَى جِنَازَةٍ وَأَنا يَوْمَئِذٍ شَابٌّ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرأُ عَلَيْهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ جِئْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا حَقٌّ وَسُنَّةٌ. أَوْ قَالَ: سُنَّةٌ وَحَقٌّ (¬5). هَذَا لَفْظُ شُعْبَةَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 606)، ومختصر المزني (ص 58)، والحاوي الكبير (3/ 55)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 434)، والمجموع (5/ 190). (¬2) انظر: الأصل (1/ 379)، والمبسوط (2/ 64)، وتحفة الفقهاء (1/ 249)، وبدائع الصنائع (1/ 313). (¬3) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (8/ 500). (¬4) في (س): "عبيد الله"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 460).

وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى جِنَازَةٍ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَلَمَّا سَلَّمَ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: سُنَّةٌ وَحَقٌّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (¬1)، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬2). [3100] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ (¬3) بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى جِنَازَةٍ، فَصَلَّى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَقَالَ: إِنَّهَا مِنَ السُّنَّةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ (¬4). [3101] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَجْهَرُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى الْجِنَازَةِ وَيَقُولُ: إِنَّمَا فَعَلْتُ لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا السُّنَّةُ (¬5). وَرَوَاهُ أَبُو شَيْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (¬6)، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يُقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ". ¬

_ (¬1) في (س): "سفيان"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬2) صحيح البخاري (2/ 89). (¬3) في (س): "علي"، والمثبت من السنن الصغير للمؤلف (1/ 413). (¬4) صحيح البخاري (2/ 89). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 608). (¬6) في (س): "عتبة"، والمثبت من مصادر ترجمته.

[3102] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْفَقِيهُ بِحُلْوَانَ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيُّ، ثنا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثنا أَبُو شيْبَةَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، فَذَكَرَهُ (¬1). وَالِاعْتِمَادُ عَلَى مَا سَبَقَ أَنَّ أَبَا شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عُثْمَانَ الْوَاسِطِيَّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ: [3103] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَبَّرَ عَلَى الْمَيِّتِ أَرْبَعًا، وَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى (¬2). وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - غُنْيَةٌ؛ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ النَّقْلِ أَنَّ الصَّحَابِيَّ إِذَا قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ كَذَا وَكَذَا. أَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَيَكُونُ ذَلِكَ مُسْنَدًا. [3014] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: السُّنَّةُ أَنْ يُقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬3). [3105] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 392) عن أبي مسلم الكجي. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 607). (¬3) المصدر السابق (2/ 608).

الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ السُّنَّةَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَنْ يُكَبِّرَ الْإِمَامُ، ثُمَّ يَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ بَعْدَ التَّكبِيرَةِ الْأُولَى سِرًّا فِي نَفْسِهِ، ثُمَّ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَيُخْلِصَ الدُّعَاءَ لِلْجِنَازَةِ فِي التَّكْبِيرَاتِ، لَا يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، ثُمَّ يُسَلِّمُ سِرًّا فِي نَفْسِهِ. [3105 م] قال: وَأَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ الْفِهْرِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ قَوْلِ أَبِي أُمَامَةَ (¬1). وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ جَدِّهِ، وَهُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ أَبِي زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَوِيَتْ بِذَلِكَ رِوَايَةُ مُطَرِّفٍ فِي ذِكْرِ الْفَاتِحَةِ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "لَا صَلَاةَ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" فَهُوَ عَلَى الْعُمُومِ. [3106] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى (¬3) بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ لَمْ يَقْرَأْ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 608). (¬2) في (س): "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير. (¬3) في (س): "يعلى"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير عنه (ق 85/ أ).

مسألة (199): ويرفع اليدين في التكبيرات على الجنازة

مَسْأَلَةٌ (199): وَيَرْفَعُ الْيَدَيْنِ فِي التَّكْبِيرَاتِ عَلَى الْجِنَازَةِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا لَا تُرْفَعُ (¬2). [3107] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ كُلَّمَا كَبَّرَ عَلَى الْجِنَازَةِ (¬3). [3108] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أبنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ - هُوَ ابْنُ سِيرِينَ - أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ. قَالَ: وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي تَكْبِيرِهِ عَلَى الْجِنَازَةِ (¬4). وَرَوَاهُ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُعَاذٍ، وَقَالَ فِيهِ: وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَعَ كُلِّ تَكْبِيِرَةٍ عَلَى الْجِنَازَةِ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 610)، ومختصر المزني (ص 58)، والحاوي الكبير (3/ 55)، والمجموع (5/ 186). (¬2) انظر: الأصل (1/ 379)، والمبسوط (2/ 64)، وتحفة الفقهاء (1/ 249)، وبدائع الصنائع (1/ 314). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 611). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 408) من طريق ابن عون به.

وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ: تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ (¬1). [3109] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ السَّكَنِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عَلَى الْجِنَازَةِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُ (¬3). هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (7/ 254). (¬2) في (س): "الحسن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 438).

مسألة (200): ومن فاتته صلاة الجنازة، وكان من أهل فرض الكفاية في الصلاة عليها، صلاها على القبر على قرب العهد بالدفن

مَسْأَلَةٌ (200): وَمَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْجِنَازَةِ، وَكانَ مِنْ أَهْلِ فَرْضِ الْكِفَايَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهَا، صَلَّاهَا عَلَى الْقَبْرِ عَلَى قُرْبِ الْعَهْدِ بِالدَّفْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُصَلَّى عَلَى الْقَبْرِ بَعْدَ قَضَاءِ حَقِّ الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ (¬2) وَدَلِيلُنَا مَا: [3110] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أبنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبنا شُعْبَةُ، ثنا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى قَبْرًا مَنْبُوذًا، فَصَفَّهُمْ، وَتَقَدَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ (¬4). [3111] وحدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أبنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 609)، ومختصر المزني (ص 59)، والحاوي الكبير (3/ 59)، والمجموع (5/ 204). (¬2) انظر: الأصل (1/ 382)، والمبسوط (2/ 67)، والبناية شرح الهداية (1/ 558). (¬3) صحيح البخاري (2/ 86). (¬4) صحيح مسلم (3/ 55).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَمَا دُفِنَ بِلَيْلَتَيْنِ (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا. وَرَوَاهُ هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: وَقَالَ فِيهِ: بَعْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ (¬2). [3112] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله -, أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُسَدَّدٌ، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ - أَوْ رَجُلًا - كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: مَاتَ. فَقَالَ: "أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهِ؟ " قَالَ: "دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ". فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ (¬3). [3113] أخبرنا أَبُو الْخَيْرِ جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَكيِلُ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ وَأَبِي كَامِلٍ، عَنْ حَمَّادٍ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 245) عن أحمد بن يحيى. (¬2) أخرجه البزار في المسند (11/ 473). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 114). (¬4) صحيح البخاري (1/ 99). (¬5) صحيح مسلم (3/ 56).

[3114] أخبرنا جَامِعُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْكُوفِيُّ مِنْ آلِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ الصَّفَّارُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ (¬1) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ (¬2). [3115] وأخبرناه زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، أبنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ [بْنِ] (¬3) دُحَيْمٍ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الْقَزَّازُ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ ابْنُ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، أنا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو عُمَرَ الصَّفَّارُ. فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. [3116] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، قَالُوا: ثنا غُنْدَرٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ بَعْدَمَا دُفِنَتْ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (¬5) عَرْعَرَةَ، عَنْ غُنْدَرٍ (¬6). وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (¬7)، وَأَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ (¬8) - وَكَانَ ¬

_ (¬1) في (س): "عن"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (7/ 419). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2596). (¬5) في (س): "عن"، والمثبت من صحيح مسلم. (¬6) صحيح مسلم (3/ 56). (¬7) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 494). (¬8) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 151).

مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا - وَعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ (¬1) بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ (¬2)، وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، إِلَّا أَنَّ الصَّحِيحَ عَن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). [3117] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ صَاعِدٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ (¬4) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَ شَهْرٍ. قَالَ عَلِيٌّ: تَفَرَّدَ بِهِ بِشْرُ بْنُ آدَمَ، وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ (¬5). [3118] أبنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ. فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَمَا دُفِنَ، وَلَمْ يَقُلْ: بَعْدَ شَهْرٍ (¬6). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ وَكِيعٌ (¬7)، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬8)، وَغَيْرُهُمْ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَرُوِيَ مَذْهَبُنَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 175). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 360). (¬3) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 66). (¬4) في (س): "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 445). (¬6) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (6/ 364) من طريق أبي عاصم به. (¬7) أخرجه مسلم في الصحيح (3/ 55). (¬8) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 518).

مسألة (201): ويصلى على الغائب بالنية

مَسْأَلَةٌ (201): وَيُصَلَّى عَلَى الْغَائِبِ بِالنِّيَّةِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ عَلَى الْغَائِبِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3119] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬3)، أبنا مَالِكٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أبنا مَالِكٌ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَعَى لِلنَّاسِ النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى وَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 573)، والمهذب (1/ 439)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 442)، والمجموع (5/ 210). (¬2) انظر: بدائع الصنائع (1/ 312)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 239)، وفتح القدير (2/ 120). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 605).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [3120] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، وَأَنَا سَأَلْتُهُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، نا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَليمٍ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ (¬4) يَزِيدَ (¬5). [3121] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَخًا لَكُمْ مَاتَ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ". يَعْنِي: النَّجَاشِيَّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ (¬6). [3122] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 89). (¬2) صحيح مسلم (3/ 54). (¬3) صحيح البخاري (2/ 89) (5/ 51). (¬4) في (س): "بن"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (7/ 379). (¬5) صحيح مسلم (3/ 55). (¬6) المصدر السابق (3/ 54).

يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْمُهَلَّبِ حَدَّثَهُ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ أَخَاكُمُ (¬1) النَّجَاشِيَّ مَاتَ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ". قَالَ: فَصَفَّنَا خَلْفَهُ كَمَا يُصَفُّ عَلَى الْمَيِّتِ، وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ كَمَا يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ (¬2). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. [3123] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ الْغَائِبِ، وَعَلَى الْقَبْرِ؟ فَقَالَ: أَسْتَحِبُّهَا. قُلْتُ: وَمَا الْحُجَّةُ فِيهَا؟ فَقَالَ: أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَعَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلنَّاسِ النَّجَاشِيَّ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى، وَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ (ح). وَأَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى قَبْرِ مِسْكِينَةٍ تُوُفِّيَتْ مِنَ اللَّيْلِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ رَوَى عَطَاءٌ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى قَوْمٍ بِبَلَدٍ آخَرَ. فَقُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: نَحْنُ نَكْرَهُ الصَّلَاةَ عَلَى مَيِّتٍ غَائِبٍ، وَعَلَى الْقَبْرِ. فَقَالَ: وَقَدْ رَوَيْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ صَلَّى [عَلَى] (¬3) مَيِّتٍ، وَهُوَ فِي الْقَبْرِ غَائِبٌ، وَرَوَيْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ عَلَى النَّجَاشِيِّ وَهُوَ غَائِبٌ، فَكَيْفَ كَرِهْتُمْ مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ ¬

_ (¬1) في (س): "أخا لكم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 183). (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية.

قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَصَلَّتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - عَلَى قَبْرِ أَخِيهَا، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - منْ حَدِيثِ الثِّقَاتِ غَيْرَ (¬1) مَالِكٍ، وَإِنَّمَا الصَّلَاةُ دُعَاءٌ لِلْمَيِّتِ، وَهُوَ إِذَا كَانَ مُلَفَّفًا بَيْنَنَا يُصَلَّى عَلَيْهِ، فَإِنَّمَا نَدْعُو لَهُ بِالصَّلَاةِ بِوَجْهٍ عَلِمْنَاهُ، فَكَيْفَ لَا نَدْعُو لَهُ غَائِبًا وَ [هُوَ] (¬2) فِي الْقَبْرِ بِذَلِكَ الْوَجْهِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (س)، والمختصر: "عند". (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س). (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 573).

مسألة (202): والصلاة على الجنازة في المسجد غير مكروهة

مَسْأَلَةٌ (202): وَالصَّلَاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ مَكْرُوهَةٍ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [3124] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَمَرَتْ أَنْ يُمَرَّ بِجِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْمَسْجِدِ فَتُصَلِّيَ (¬4) عَلَيْهِ، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعَ [مَا نَسِيَ] (¬5) النَّاسُ! مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سُهَيْلِ بْنِ الْبَيْضَاءِ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ (¬6). ¬

_ (¬1) في (س): "مكروه"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الحاوي الكبير (3/ 50)، والمهذب (1/ 430)، ونهاية المطلب (3/ 52)، والمجموع (5/ 167). (¬3) انظر: الهداية في شرح البداية (1/ 91)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 242)، والبناية شرح الهداية (3/ 229). (¬4) في (س): "فيصلي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) ما بين المعقوفين بياض في (س) مقدار كلمتين، وكتب في الحاشية: "لعله: ما نسوا"، وليس في أصل الرواية، والمثبت من صحيح مسلم. (¬6) أخرجه ابن راهويه في المسند (2/ 367).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬1). وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَقَالَ فِيهِ: مَا أَسْرَعَ النَّاسَ أَنْ يَعِيبُوا مَا لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ (¬2). [3125] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ (¬3)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى (¬4) ابْنَيْ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ؛ سُهَيْلٍ (¬5) وَأَخِيهِ (¬6). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬7). [3126] وأخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ صَلَّى عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي الْمَسْجِدِ (¬8). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَا نَرَى أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم - حَضَرَ مَوْتَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَتَخَلَّفَ عَنْ جِنَازَتِهِ، فَهَذَا عَمَلٌ مُجْتَمَعٌ عَلَيْهِ عِنْدَكُمْ. قَالَهُ لِبَعْضِ الْمَالِكِيَّةِ (¬9). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 62). (¬2) المصدر السابق (3/ 63). (¬3) في (س): "عن النضر"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬4) في (س): "عن". (¬5) في (س): "سهل". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 112). (¬7) صحيح مسلم (3/ 63). (¬8) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 84/ ب). (¬9) كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 576).

وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - صُلِّيَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ (¬1). [3127] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ (¬2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا شَيْءَ لَهُ". قَالَ صَالِحٌ: وَأَدْرَكْتُ (¬3) رِجَالًا مِمَّنْ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه -؛ إِذَا جَاءُوا فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يُصَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ رَجَعُوا وَلَمْ يُصَلُّوا (¬4). هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ ثَابِتٍ، وَرَاوِيهِ صَالِحُ بْنُ نَبْهَانَ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، وَهُوَ مِمَّنْ تَغَيَّرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَاخْتَلَطَ حَدِيثُهُ حَتَّى لَا يَتَمَيَّزَ قَدِيمُ حَدِيثِهِ مِنْ حَدِيثِهِ، غَمَزَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ، وَهَذَا الْحَدِيثُ أَحَدُ (¬5) مَا أُنْكِرَ عَلَيْهِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِيمَا سَأَلَهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ - رحمه الله -: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَنْ سَمِعَ مِنْ صَالِحٍ قَدِيمًا فَسَمَاعُهُ حَسَنٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ أَخِيرًا! كَأَنَّهُ يُضَعِّفُ سَمَاعَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَمِعَ مِنْهُ أَخِيرًا، يَرْوِي عَنْهُ مَنَاكِيرَ (¬6). [3128] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 526). (¬2) في (س): "عن صالح عن التوءمة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "وأنكرت"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (4/ 71). (¬5) في (س): "آخر"، والمثبت يقتضيه السياق. (¬6) العلل الكبير للترمذي (ص 34).

أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِيُّ (¬1)، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ - رحمه الله - عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ ثِقَةً (¬2). وَلَوْ كَانَ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صَحِيحًا وَكَانَ عِنْدَهُ نَسْخُ مَا رَوَتْهُ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -؛ لَذَكَرَهُ يَوْمَ صُلِّيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - فِي الْمَسْجِدِ، وَيَوْمَ صُلِّيَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَابِ - رضي الله عنه - فِي الْمَسْجِدِ، وَلَذَكَرَهُ غَيْرُهُ لَوْ كَانَ عِنْدَهُمْ فِيهِ عِلْمٌ بِخِلَافِهِ، وَأَمَّا إِنْكَارُ بَعْضِهِمْ عَلَى عَائِشَةَ كَمَا رُوِّينَا فِي خَبَرِنَا فَلِجَهْلِهِمْ بِالْجَوَازِ، أَلَا تَرَى أَنَّهَا لَمَّا رَوَتِ الْخَبَرَ فِيهِ سَكَتُوا وَلَمْ يُعَارِضُوهُ بِغَيرِهِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَاهُ رِوَايَةُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ عَائِشَةَ الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرْنَا، رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ وُهَيْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "أبو الحسن الغافقي"، والمثبت من أسانيد المؤلف، وهو أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي. سير أعلام النبلاء (14/ 407)، تاريخ الإسلام (7/ 393). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 243) من طريق بشر بن عمر به.

مسألة (203): ويسل الميت من قبل رأسه

مَسْأَلَةٌ (203): وَيُسَلُّ الْمَيِّتُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يُوضَعُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يُنْزِلُونَهُ (¬2) إِلَى قَبْرِهِ دَفْعَةً وَاحِدَةً عَرْضًا (¬3). [3129] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُلَّ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ (¬4). [3130] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: أبنا الثِّقَاتُ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ قَبْرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى يَمِينِ الدَّاخِلِ مِنَ الْبَيْتِ لَاصِقٌ بِالْجِدَارِ، وَالْجِدَارَ الَّذِي اللَّحْدُ لِجَنْبِهِ (¬5) قِبْلَةُ الْبَيْتِ، وَأَنَّ (¬6) لَحْدَهُ تَحْتَ الْجِدَارِ، فكَيْفَ يُدْخَلُ مُعْتَرِضًا؛ وَاللَّحْدُ لَاصِقٌ بِالْجِدَارِ لَا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 617)، ومختصر المزني (ص 59)، والحاوي الكبير (3/ 61)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 446)، والمجموع (5/ 256). (¬2) في (س)، والمختصر: "ينزلوه"، والمثبت الجادة. (¬3) انظر: الأصل (1/ 377)، والمبسوط (2/ 59)، وبدائع الصنائع (1/ 310). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 618). (¬5) في (س): "والجدار التي تحته"، وفي المختصر: "والجدار الذي تحته"، والمثبت من معرفة السنن (5/ 324)، وفي أصل الرواية: "والجدار الذي للحد لجنبه". (¬6) في (س)، والمختصر: "فإن"، والمثبت من أصل الرواية، ومعرفة السنن.

يَقِفُ عَلَيْهِ شَيْءٌ؟ ! وَلَا يُمْكِنُ إِلَّا أَنْ يُسَلَّ سَلًّا أَوْ يُدْخَلَ (¬1) مِنْ خِلَافِ الْقِبْلَةِ (¬2). [3131] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: أُمُورُ الْمَوْتَى وَإِدْخَالُهُمْ مِنَ الْأُمُورِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَنَا لِكَثْرَةِ الْمَوْتِ، وَحُضُورِ الْأَئِمَّةِ، وَأَهْلِ الْفِقْهِ (¬3)، وَهُوَ مِنَ الْأُمُورِ الْعَامَّةِ الَّتِي يُسْتَغْنَى فِيهَا عَنِ الْحَدِيثِ، وَيَكُونُ الْحَدِيثُ فِيهَا كَالتَّكَلُّفِ؛ لِعُمُومِ (¬4) مَعْرِفَةِ النَّاسِ بِهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأنْصَارُ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، يَنْقُلُ إِلَيْنَا الْعَامَّةُ عَنِ الْعَامَّةِ، لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمَيِّتَ يُسَلُّ سَلًّا، ثُمَّ جَاءَنَا آتٍ مِنْ غَيْرِ (¬5) بَلَدِنَا يُعَلِّمُنَا كَيْفَ يُدْخَلُ الْمَيِّتُ، ثُمَّ لَمْ يَرْضَ حَتَّى رَوَى عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ (¬6) إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُدْخِلَ مُعْتَرِضًا. أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُلَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ (¬7). [3132] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، وَرَبِيعَةَ، وَأَبِي النَّضْرِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُلَّ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - (¬8). ¬

_ (¬1) في (س): "ويدخل" والمثبت من المصدر السابق. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 617). (¬3) في أصل الرواية، والمعرفة (5/ 325): "الثقة". (¬4) في الأم: "كالتكليف بعموم". (¬5) في (س): "عند"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬6) في (س): "بن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 618). (¬8) المصدر السابق (2/ 618).

[3133] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى الْحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ (¬1) الْقَبْرِ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ السُّنَّةِ (¬2). عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ هَذَا قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. وَحَكَى ابْنُ الْمُنْذِرِ سَلَّ (¬3) الْمَيِّتِ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ الْقَبْرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ (¬4). وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِخِلَافِ ذَلِكَ اسْتَدَلُّوا بِهِ: [3134] أخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَعْرَابِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ (¬5)، ثنا الْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْرًا لَيْلًا، وَأُسْرِجَ لَهُ سِرَاجٌ، وَأَخَذَهُ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، وَقَالَ: كَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا وَقَالَ: "رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنْ كُنْتَ لَأَوَّاهًا تَالِيًا لِلْقُرْآنِ" (¬6). وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. وَمَا رَوَيْنَاهُ أَشْهَرُ فِي أَرْضِ الْحِجَازِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "رجلي". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 114). (¬3) في (س): "يسل"، والمثبت من معرفة السنن والآثار (5/ 326)، والمختصر. (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (5/ 499). (¬5) في (س): "التمار"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 535) من طريق يحيى بن اليمان به.

وَرُوِيَ [بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ عَنْ بُرَيْدَةَ] (¬1) أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُدْخِلَ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، وَأُلْحِدَ لَهُ لَحْدًا، وَنُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصْبًا (¬2). وَرَوَاهُ غَيْرُهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي بُرْدَةَ (¬3) عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيِّ الْكُوفِيِّ (¬4)، وَهُوَ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬5) وَغَيْرُهُ. آخِرُ كِتَابِ الصَّلَاةِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه الروياني في المسند (1/ 92). (¬3) في (س): "برزة"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (7/ 263). (¬5) التاريخ لابن معين رواية الدوري (3/ 435).

كتاب الزكاة

ذِكْرُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله - مِنْ كِتَابِ الزَّكَاةِ مِمَّا وَرَدَ فِيهِ خَبَرٌ أَوْ أَثَرٌ

مسألة (204): إذا زادت الإبل على عشرين ومائة، ففي كل أربعين ابنة لبون، وفي كل خمسين حقة

مَسْأَلَةٌ (204): إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ (¬1)، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ (¬2) (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ (¬4). وَدَلِيلُنَا مَا: [3135] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - رحمه الله -، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَوْذَبٍ بِوَاسِطٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - لَمَّا اسْتُخْلِفَ وَجَّهَ أَنسَ بْنَ مَالِكٍ إِلَى الْبَحْرَيْنِ وَكَتَبَ لَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ¬

_ (¬1) ابن لَبُون: ولد الناقة إذا استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة، والأنثى ابنة لَبُونٍ؛ لأن أمه وضعت غيره فصار لها لبن. (¬2) الحِقُّ بالكسر ما كان من الإبل ابن ثلاث سنين وقد دخل في الرابعة، والأنثى حِقَةٌ وحِقٌّ أيضًا، سُمي بذلك لاستحقاقه أن يُحمل عليه وأن يُنتفع به، والجمع حِقَاقٌ وحُقُقٌ بضمتين، مثل كتاب وكتب. (¬3) انظر: الأم (3/ 10)، ومختصر المزني (ص 61)، والحاوي الكبير (3/ 80)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 467)، والمجموع (5/ 248). (¬4) انظر: الأصل (2/ 55)، والمبسوط (2/ 151)، وتحفة الفقهاء (1/ 282)، وبدائع الصنائع (2/ 28).

هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُسْلِمِينَ، الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا (¬1) فَلَا يُعْطِهِ: "فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ فَمَا دُونَهَا الْغَنَمُ، في كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ (¬2) أُنْثَى، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ [إِلَى سِتِّينَ] فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ (¬3) الْجَمَلِ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَسِتِّينَ إِلَى خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ (¬4)، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَسَبْعِينَ إِلَى تِسْعِينَ فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ (¬5)، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْجَمَلِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَ [مَنْ] (¬6) لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا أَرْبَعٌ مِنَ الْإِبِلِ فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا مِنَ الْإِبِلِ فَفِيهَا شَاةٌ، وَصَدَقَةُ الْغَنَمِ فِي سَائِمَتِهَا (¬7)، فَإِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةِ شَاةٍ فَفِيهَا شَاةٌ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمائَةٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا شَاتَانِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى ¬

_ (¬1) في (س): "فوقه"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير للمؤلف (8/ 21). (¬2) المخاض: اسم للنُّوق الحوامل. وبنت المخاض وابن المخاض: ما دخل في السنة الثانية؛ لأن أُمَّه قد لَحِقَت بالمخاض؛ أي الحَوامِل، وإن لم تكن حاملًا. وقيل: هو الذي حَملَت أُمُّه، أو حَملَت الإبلُ التي فيها أمه، وإن لم تَحْمِل هي. (¬3) الناقة طروقة الجمل هي التي بلغت أن يضربها الجمل. (¬4) الجذعة من الإبل: ما دخل في السنة الخامسة. (¬5) في (س): "ابنة لبون". (¬6) ما بين المعقوفات سقط من (س). (¬7) السائمة من الماشية: الراعية.

الْمِائَتَيْنِ إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ، فَإِذَا زَادَتِ الْغَنَمُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، وَلَا يُخْرَجُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ (¬1)، وَلَا تَيْسٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُصَّدِّقُ (¬2)، فَإِذَا كَانَتْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ نَاقِصَةً مِنْ أَرْبَعِينَ شَاةً وَاحِدَةً فَلَيْسَ فِيهَا صَدَقَةٌ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا. وَفِي الرِّقَةِ (¬3) رُبُعُ الْعُشْرِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَالٌ إِلَّا تِسْعِينَ وَمِائَةً فَلَيْسَ فِيهَا صَدَقَةٌ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا (¬4) ". لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الْحَارِثِيِّ. [3136] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا شُعَيْبٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، وَكَتَبَ لَهُ هَذَا الْكِتَابَ وَخَتَمَهُ بِخَاتَمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ نَقْشُ الْخَاتَمِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ؛ سَطْرٌ "مُحَمَّدٌ"، وَسَطْرٌ "رَسُولُ"، وَ"اللَّهِ" سَطْرٌ (¬5). أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِي الصَّحِيحِ - وَكَذَلِكَ مَا رُوِّيتُ فِي الْخَاتَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬6) الْأَنْصَارِيِّ - ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَزَادَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ، فَذَكَرَ قِصَّةَ خَاتَمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنَّهٌ كَانَ فِي يَدِهِ، وَفِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَعْدَهُ، وَفِي يَدِ عُمَرَ - رضي الله عنه - بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ ¬

_ (¬1) الهرمة: الكبيرة التي سقطت أسنانها، والعوار: العيب. (¬2) المُصَّدِّق، بتشديد الصاد: مالك المال، وبتخفيفها: العامل أو الساعي الذي يجمع الصدقة. وقد ضُبط في هذا الموضع على الوجهين. (¬3) الرِّقَة: الفِضة، سواء كانت مضروبة أو غير مضروبة. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح عن الأنصاري (2/ 118). (¬5) أخرجه الأنصاري في جزئه (ص 59). (¬6) في (س): "يحيى"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (25/ 539).

- رضي الله عنه -. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - جَلَسَ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ. فَذَكَرَ قِصَّةَ سُقُوطِهِ (¬1). [3137] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أبنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ وَهِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالُوا: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ (¬2) ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابًا، زَعَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - كَتَبَهُ لِأَنَسٍ، وَعَلَيْهِ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا وَكَتَبَهُ لَهُ، فَإِذَا فِيهِ: "هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ (¬3)، فَمَنْ سُئِلَهَا عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا فَلَا يُعْطِهِ: فِيمَا دُونَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ الْغَنَمُ، فِي كُلِّ خَمْسِ (¬4) ذَوْدٍ (¬5) شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ، فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ، فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ إِلَى سِتِّينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَسِتِّينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَسَبْعِينَ فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْفَحْلِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح عن الأنصاري (7/ 158). (¬2) في (س): "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) هنا في أصل الرواية زيادة: "التي فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين، التي أمر الله بها نبيه - صلى الله عليه وسلم -". (¬4) قوله: "خمس" سقط من أصل الرواية. (¬5) الذود من الإبل: ما بين الثلاث إلى العشر.

فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، فَإِذَا تَبَايَنَ أَسْنَانُ الْإِبِلِ في فَرَائِضِ الصَّدَقَاتِ، فَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْجَذَعَةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ حِقَّةٌ وَعِنْدَهُ جَذَعَةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ ابْنَةِ لَبُونٍ، [وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا حِقَّةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ بِنْتِ لَبُونٍ] (¬1) وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَشَاتَيْنِ أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ ابْنَةِ مَخَاضٍ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلَّا ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَلَيْسَ مَعَهَا شَيْءٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلَّا أَرْبَعٌ، فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، وَفِي سَائِمَةِ الْغَنَمِ إِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ، فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْمِائَتَيْنِ فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ ثَلَاثَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، وَلَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَلَا تَيْسُ الْغَنَمِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُصَّدِّقُ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ (¬2)، فَإِنْ لَمْ تَبْلُغْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ أَرْبَعِينَ، ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) قوله: "فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية" قال الخطابي: "معناه أن يكونا شريكين في إبل يجب فيها الغنم، فتوجد الإبل في يدي أحدهما، فتؤخذ منه صدقتها، فإنه يرجع على شريكه بحصته على السوية. وفيه دلالة على أن الساعي إذا ظلمه فأخذ منه زيادة على فرضه فإنه لا يرجع بها على شريكه، وإنما يغرم له قيمة ما يخصه من الواجب دون الزيادة التي هي ظلم، وذلك معنى قوله: "بالسوية". وقد يكون تراجعهما أيضًا من وجه آخر وهو أن =

فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَالُ إِلَّا تِسْعِينَ وَمِائَةً، فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: [وَحَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَصَحُّ وَأَشْفَى وَأَتَمُّ مِنْ حَدِيثِ الْأَنْصَارِيِّ] (¬1). . . . (¬2) - رحمه الله -: هُوَ كَمَا قَالَ، غَيْرَ أَنَّ فِيهِ إِرْسَالًا. [3138] وقد أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنُ الْمُنَادِي، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخَذْتُ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، [عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ] (¬3)، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - كَتَبَ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم -. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ (¬4). وَهَذَا إِسْنَادٌ مَوْصُولٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (¬5)، وَقَدْ أَوْرَدَهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ مُحْتَجًّا بِهِ (¬6). ¬

_ = يكون بين رجلين أربعون شاة، لكل واحد منهما عشرون، وقد عرف كل واحد منهما عين ماله، فيأخذ المصدق من نصيب أحدهما شاة، فيرجع المأخوذ من ماله على شريكه بقيمة نصف شاة". معالم السنن (2/ 27). (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 249). (¬2) يوجد في (س) هنا سقط لعله: "قال الإمام أحمد". (¬3) ما بين المعقوفات ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 23). (¬4) أخرجه أبو يعلى في المسند (1/ 115) من طريق يونس به. (¬5) أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 459). (¬6) الإقناع لابن المنذر (1/ 167).

[3139] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخَذْنَا هَذَا الْكِتَابَ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ (¬1). ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادٍ بِطُولِهِ (¬2). [3140] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: هَذَا إِسْنَادٌ صحِيحٌ، وَرُواتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ كَبِيرٌ فِي هَذَا الْبَابِ، لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ النَّقْلِ طَعَنَ فِيهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَهُوَ دَلِيلٌ فِي مَسَائِلَ أُخَرَ سِوَى هَذ الْمَسْأَلَةِ، وَنَحْنُ رَوَيْنَاهُ بِطُولِهِ هَا هُنَا لِكَيْلَا نَحْتَاجَ إِلَى إِعَادَتِهِ وَتَكْرِيرِهِ فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي نَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِيهَا؛ طَلَبًا لِلتَّخْفِيفِ وَخَوْفًا مِنَ التَّطْوِيلِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [3141] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬4). (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ ¬

_ (¬1) قوله: "قال" ليس في أصل الرواية. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 251). (¬3) سنن الدارقطني (3/ 16). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 118).

الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابَ الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يُخْرِجْهُ إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى قُبِضَ، فَقَرَنَهُ بِسَيْفِهِ، فَعَمِلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ عَمِلَ بِهِ عُمَرُ - رضي الله عنه - حَتَّى قُبِضَ، فكَانَ فِيهِ: "فِي خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ (¬1) شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ، وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى سِتِّينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةٌ فَفِيهَا جَذَعَةٌ (¬2) إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإذَا كَانَتِ الْإِبِلُ أَكثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفي الْغَنَمِ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَشَاتَانِ إِلَى الْمِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْمِائَتَيْنِ فَفِيهَا ثَلَاثٌ - يَعْنِي شِيَاهًا - إِلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، فَإِذَا كَانَتِ الْغَنَمُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ حَتَّى تَبْلُغَ الْمِائَةَ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (¬3) مَخَافَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كلانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَيْبٍ". قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِذَا جَاءَ الْمُصَدِّقُ قُسِّمَتِ الشَّاءُ أَثْلَاثًا؛ ثُلُثٌ [شِرَارٌ] (¬4)، وَثُلُثٌ خِيَارٌ، وَثُلُثٌ وَسَطٌ، فَيَأْخُذُ الْمُصَدِّقُ مِنَ الْوَسَطِ. وَلَمْ يَذْكُرِ ¬

_ (¬1) في (س): "عشرين"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬2) في (س): "فجذعة". (¬3) في (س): "مفرق". (¬4) قوله: "شرار" مكانها بياض في (س).

الزُّهْرِيُّ: الْبَقَرَ (¬1). [3142] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ، أبنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أبنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬2)، قَالَ: "وَإِنْ لَمْ تَكُنِ ابْنَةُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ". وَلَمْ يَذْكُرْ كَلَامَ الزُّهْرِيِّ (¬3). وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ عَقِيبَ هَذَا الْحَدِيثِ: هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ فِي هَذَا الْبَابِ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ الْوَاسِطِيُّ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَحْفُوظًا، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ صَدُوقٌ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ - أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَقْرَأَنِي سَالِمٌ كِتَابًا كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ - عز وجل - فِي الصَّدَقَةِ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: فَكَأَنَّهُ أَقْرَأَهُ الْكِتَابَ وَأَسْنَدَهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَحَفِظَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ. وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ كَمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 252). (¬2) في (س): "بإسناد وهو معناه"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 118). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 253). (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 258).

[3143] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي الْمَرْوَزِيَّانِ (¬2) بِمَرْوَ، قَالَا: أبنا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أبنا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (¬3). (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، أبنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: هَذِهِ نُسْخَةُ كِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي كَتَبَهُ فِي الصَّدَقَةِ، وَهِيَ عِنْدَ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهم -. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَقْرَأَنِيهَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَوَعَيْتُهَا عَلَى وَجْهِهَا، وَهِيَ الَّتِي انْتَسَخَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "فَإِذَا كَانَتْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةً [فَفِيهَا ثَلَاثُ بَنَاتِ لَبُونٍ، حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ وَمِائَةً] (¬4)، فَإِذَا كَانَتْ ثَلَاثِينَ وَمِائَةً فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ وَحِقَّةٌ، حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَثَلَاثِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، فَفِيهَا حِقَّتَانِ وَابْنَةُ لَبُونٍ (¬5)، حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ خَمْسِينَ وَمَائِةً فَفِيهَا ثَلَاثُ حِقَاقٍ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَخَمْسِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ سِتِّينَ وَمِائَةً فَفِيهَا أَرْبَعُ بَنَاتِ لَبُونٍ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَسِتِّينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ سَبْعِينَ وَمِائَةً فَفِيهَا ثَلَاثُ بَنَاتِ لَبُونٍ وَحِقَّةٌ، حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا ¬

_ (¬1) في (س): "وأنكر"، والمثبت من مصادر التخريج والترجمة. (¬2) في (س): "والمروزيان"، والمثبت من أصل رواية المستدرك. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 253). (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) زاد هنا في (س): "وحقة" خطأ، والمثبت من المصدر السابق.

وَسَبْعِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ ثَمَانِينَ وَمِائَةً فَفِيهَا حِقَّتَانِ وَابْنَتَا لَبُونٍ، حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَثَمَانِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ تِسْعِينَ وَمائَةً فَفِيهَا ثَلَاثُ حِقَاقٍ وَابْنَةُ لَبُونٍ، حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَتِسْعِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ مِائَتَيْنِ، فَفِيهَا أَرْبَعُ حِقَاقٍ، أَوْ خَمْسُ بَنَاتِ لَبُونٍ، أَيَّ السِّنَّيْنِ وَجَدْتَ أَخَذْتَ. وَفِي سَائِمَةِ الْغَنَمِ". فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، وَفِيهِ: "وَلَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَلَا تَيْسُ الْغَنَمِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُصَّدِّقُ" (¬1). [3144] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ (¬2) بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، أبنا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: عِنْدَ آلِ عُمَرَ - رضي الله عنه - كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّدَقَةِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَى أَنْ قَالَ: "فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَحِقَّتَانِ إِلَى مِائَةٍ وَعِشْرِينَ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ" (¬3). [3145] قال: وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ ذَلِكَ (¬4). وَلَهُ شَاهِدٌ حَسَنٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ: [3146] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أنا أَنَسُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 118). (¬2) في (س): "أبو الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 21) من طريق ابن المبارك به. (¬4) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (2/ 806) من طريق ابن المبارك.

عِيَاضٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ هَذَا كِتَابُ الصَّدَقَاتِ فِيهِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "وَفِيمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْفَحْلِ، فَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفي سَائِمَةِ الْغَنَمِ". فَذَكَرَهُ بِمَعْنَى حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَينٍ، وَقَالَ فِي آخِرهِ: "وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ، إِذَا بَلَغَتْ رِقَةُ أَحَدِهِمْ خَمْسَ أَوَاقٍ". هَذِهِ نُسْخَةُ كِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - الَّتِي كَانَ يَأْخُذُ عَلَيْهَا. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَبِهَذَا كُلِّهِ نَأْخُذُ (¬1). [3147] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ. وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَدَقَةِ الْإِبِلِ بِمِثْلِهِ (¬2). [3148] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ (¬3) عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ اسْتُخْلِفَ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 11). (¬2) أخرجه الطرسوسي في مسند عبد الله بن عمر (ص 35). (¬3) في (س): "ابن"، والمثبت من أصل الرواية.

أَرْسَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَلْتَمِسُ عَهْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّدَقَاتِ، فَوَجَدَ عِنْدَ آلِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كِتَابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّدَقَاتِ، وَوَجَدَ عِنْدَ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كِتَابَ عُمَرَ - رضي الله عنه - إِلَى عُمَّالِهِ فِي الصَّدَقَاتِ بِمِثْلِ كِتَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله - عُمَّالَهُ عَلَى الصَّدَقَاتِ أَنْ يَأْخُذُوا بِمَا فِي ذَيْنِكَ الْكِتَابَيْنِ، فكَانَ فِيهِمَا (¬1) فِي صَدَقَةِ الْإِبِلِ: "مَا زَادَتْ عَلَى التِّسْعِينَ وَاحِدَةً فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَاحِدَةً فَفِيهَا ثَلَاثُ بَنَاتِ لَبُونٍ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتِ الْإِبِلُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَلَيْسَ فِيمَا لَا يَبْلُغُ الْعَشَرَةَ مِنْهَا شَيْءٌ حَتَّى تَبْلُغَ الْعَشَرَةَ" (¬2). [3149] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى، ثنا صالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى الْقَنْطَرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ بِكِتَابٍ فِيهِ الْفَرَائِضُ وَالسُّنَنُ وَالدِّيَاتُ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقُرِئَتْ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ، وَهَذِهِ نُسْخَتُهَا: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَنُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ قَيْلِ (¬3) ذِي رُعَيْنِ وَمَعَافِرَ وَهَمْدَانَ، أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَجَعَ رَسُولُكُمْ وَأُعْطِيتُمْ مِنَ الْمَغَانِمِ خُمُسُ اللَّهِ - عز وجل -، وَمَا كتَبَ اللَّهُ ¬

_ (¬1) في (س): "فيها"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك طبعة التأصيل (2/ 398). (¬3) القَيل: المَلِك.

عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْعُشْرِ فِي الْعَقَارِ، مَا سَقَتِ السَّمَاءُ، أَوْ كَانَ سَيْحًا أَوْ كانَ بَعْلًا، فَفِيهِ الْعُشْرُ إِذَا بَلَغَتْ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ، وَمَا سُقِيَ بِالرِّشَا وَالدَّالِيَةِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ إِذَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ سَائِمَةٍ شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً عَلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَإِنْ لَمْ تُوجَدِ ابْنَةُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ وَاحِدَةً، فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً عَلَى خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ، فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ سِتِّينَ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى سِتِّينَ وَاحِدَةً فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ وَاحِدَةً فَفِيهَا ابْنَتَا لَبْونٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ تِسْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً عَلَى تِسْعِينَ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْفَحْلِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً، فَمَا زَادَ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْجَمَلِ، وَفِي كُلِّ ثَلَاثِينَ بَاقُورَةً تَبِيعٌ جَذَعَةٌ أَوْ جَذَعٌ (¬1)، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بَاقُورَةً بَقَرَةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةً سَائِمَةً شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَاحِدَةً فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ ثَلَاثَمِائَةٍ، فَمَا زَادَ فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، وَلَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلَا عَجْفَاءُ (¬2) وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ، وَلَا تَيْسُ الْغَنَمِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُصَّدِّقُ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خِيفَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا أُخِذَ مِنَ الْخَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا ¬

_ (¬1) الباقورة: البقرة بلغة أهل اليمن. والتبيع: ولد البقرة. والجذع أو الجذعة من البقر: ما كان في السنة الثالثة. (¬2) العَجَف: الهُزال.

يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ، وَفِي كُلِّ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ (¬1) خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وَمَا زَادَ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ شَيْءٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ دِينَارًا دِينَارٌ، إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، وَلَا لِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ الزَّكَاةُ تُزَكَّى بِهَا أَنْفُسُهُمْ (¬2) وَلِفُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ، وَلَيْسَ فِي رَقِيقٍ وَلَا مَزْرَعَةٍ وَلَا عُمَّالِهَا شَيْءٌ إِذَا كانَتْ تُؤَدَّى صَدَقَتُهَا مِنَ الْعُشْرِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ فِي عَبْدٍ مُسْلِمٍ وَلَا فَرَسِهِ شَيْءٌ". قَالَ: وَكَانَ فِي الْكِتَابِ: "إِنَّ أَكبَرَ الْكَبَائِرِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِشْرَاكٌ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالْفِرَارُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ، وَتَعَلُّمُ السِّحْرِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَإِنَّ الْعُمْرَةَ الْحَجُّ الْأَصْغَرُ، وَلَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ، وَلَا طَلَاقَ قَبْلَ إِمْلَاكٍ (¬3)، وَلَا عَتَاقَ حَتَّى يُبْتَاعَ، وَلَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَشِقُّهُ بَادِي (¬4)، وَلَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَاقِصٌ شَعْرَهُ، وَلَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ في ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى مَنْكِبِهِ شَيْءٌ". وَكَانَ فِي الْكِتَابِ: "مَنِ اعْتبَطَ (¬5) مُؤْمِنًا قَتْلًا عَنْ بَيِّنَةٍ فَإِنَّهُ قَوَدٌ، إِلَّا أَنْ يَرْضَى أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ، وَإِنَّ فِي النَّفْسِ الدِّيَةَ مَائِةً مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي الْأَنْفِ إِذَا أُوعِبَ جَدْعُهُ الدِّيَةُ، وَفِي اللِّسَانِ الدِّيَةُ، وَفِي الشَّفَتَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الْبَيْضَتَيْنِ ¬

_ (¬1) الوَرِق: الدراهم. (¬2) في (س): "يزكى بها الغنم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) الإملاك: التزويج. (¬4) كذا بإثبات الياء في (س)، وأصل الرواية وهو وجه جائز؛ ففي شرح ابن عقيل على الألفية: ويجوز الوقف عليه بإثبات الياء كقراءة ابن كثير: ولكل قوم هادي (4/ 172). (¬5) أي قَتَله بلا جناية كانت منه ولا جَريرة تُوجِب قتلَه.

الدِّيَةُ, وَفِي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وَفَي الصُّلْبِ (¬1) الدِّيَةُ، وَفِي الْعَيْنَيْنِ الدِّيَةُ، وَفِي الرِّجْلِ الْوَاحِدَةِ نِصْفُ الدِّيَةِ، وَفِي الْمَأْمُومَةِ (¬2) ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْجَائِفَةِ (¬3) ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي الْمُنَقِّلَةِ (¬4) خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي كُلِّ أُصْبُعٍ مِنَ الْأَصَابعِ مِنَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ (¬5)، وَفِي السِّنِّ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي الْمُوضِحَةِ (¬6) خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ يُقْتَلُ بِالْمَرْأَةِ، وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ مُفَسَّرٌ فِي هَذَا الْبَابِ، يَشْهَدُ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله -، وَإِمَامُ الْعُلَمَاءِ فِي عَصْرِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ بِالصِّحَّةِ كَمَا تَقَدَّمَ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الدِّمَشْقِيُّ الْخَوْلَانِيُّ مَعْرُوفٌ بِالزُّهْرِيِّ (¬7). [3150] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي كِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ فِي الصَّدَقَاتِ، فَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلَانِيُّ عِنْدَنَا مِمَّنْ لَا بَأْسَ بِهِ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ (¬8): ¬

_ (¬1) في (س): "القلب"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) المأمومة والآمّة: الشجة التي لا يبقى بينها وبين الدماغ إلا جلدة رقيقة. (¬3) الجائفة: هي الطعنة التي تنفذ إلى الجوف. (¬4) المنقلة: هي الشجة التي تخرج منها صِغار العِظام وتَنْتَقِل عن أماكنِها، وقيل: التي تُنَقِّل العَظم: أي تكسِره، وقيل: هي التي يَخرج منها فَراشُ العِظام، وهي قشرة تكون على العظم دون اللحم. (¬5) في (س): "الدية"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) الموضحة: الشجة التي تبدي وَضَح العظم؛ أي بياضه. (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 257). (¬8) الجرح والتعديل (4/ 110) والعلل كلاهما لابن أبي حاتم (2/ 619).

وَسمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ ذَلِكَ (¬1). [3151] وأخبرت بِإِسْنَادٍ صحِيحٍ، إِلَّا أَنِّي شَاكٌّ فِيهِ، أَيْ عَنْ [أَبِي] (¬2) الْقَاسِمِ بْنِ مَنِيعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ حَنْبَلٍ، وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ الَّذِي رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، صَحِيحٌ هُوَ؟ قَالَ أَحْمَدُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا (¬3). وَاعْلَمْ أَنَّ مَا رَوَيْنَا بَعْدَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي أَخْرَجَهُ إِمَامُ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي عَصْرِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِي الصَّحِيحِ، وَحَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سلَمَةَ الثَّابِتِ الْمَشْهُورِ كُلُّهُ تَكَلُّفٌ وَالْتِمَاسُ ظُهُورِ قَوْلِ إِمَامِنَا الشَّافِعِيِّ - رحمه الله -، وَعَوَارِ قَوْلِ مُخَالِفِيهِ لِمَنْ لَيْسَ الْحَدِيثُ مِنْ شَأْنِهِ، فَإِنَّ في حَدِيثِ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ غُنْيَةً، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3152] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬4) بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ خَمْسٌ، يَعْنِي: شِيَاهًا (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 260). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من مصادر ترجمته، وهو ابن بنت أحمد بن منيع، واسمه: عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي. له ترجمة في: الكامل لابن عدي (7/ 102)، وتاريخ بغداد (11/ 325)، والأرشاد للخليلي (2/ 610)، وتاريخ الإسلام (7/ 323)، ولسان الميزان (4/ 563). (¬3) مسائل الإمام أحمد بن حنبل، رواية البغوي (ص 58). (¬4) في (س): "الحسن"، وهو تحريف، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬5) في أصل الرواية: "شاة" وما أثبتناه الجادة. (¬6) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 178).

[3153] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ - أبنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، يَعْنِي مِثْلَهُ، وَزَادَ: وَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: تُرَدُّ الْفَرَائِضُ إِلَى أَوَّلِهَا، فَإِذَا كَثُرَتِ الْإِبِلُ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ. وَهَذَا أَحَبُّ إِلَى سُفْيَانَ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَازِ (¬1). [3154] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الْإِبِلِ إِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَبِحِسَابِ ذَلِكَ تُسْتَأْنَفُ لَهَا الْفَرَائِضُ. [3155] وعن سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ، يَعْنِي يَعْقُوبَ بْنَ سُفْيَانَ: بَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ يَغْلَطُ فِيهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ. وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لَمْ يَغْلَطْ فِي هَذَا، وَتَابَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهَذَا مَشْهُورٌ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَان عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَقَدْ أَنْكَرَ أَهْلُ الْعِلْمِ هَذَا عَلَى عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ؛ لِأَنَّ رِوَايَةَ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - خِلَافُ كِتَابِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَخِلَافُ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - (¬2). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 178). (¬2) المصدر السابق (3/ 179).

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رضي الله عنه -: أَمَّا (¬1) أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ - رحمه الله - فَإِنَّهُ (¬2) أَحَالَ بِالْغَلَطِ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَذَلِكَ فِيمَا: [3156] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ يَغْلَطُ فِيهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: وَحَدَّثَ بِهِ وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ عَلَى الْحِسَابِ الْأَوَّلِ. قَالَ يَحْيَى: هَذَا أَصَحُّ الْحَدِيثَيْنِ (¬3). [3157] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ حَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ بِحَدِيثٍ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ عَلَى الْحِسَابِ الْأَوَّلِ. فَقَالَ: هَذَا غَلَطٌ. قَالَ: وَذَكَرْتُ لِيَحْيَى حَدِيثَ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ ¬

_ (¬1) في (س): "أبنا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 41). (¬2) في (س): "وإنه"، والمثبت المصدر السابق. (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 322).

وَمِائَةٍ، تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ عَلَى الْحِسَابِ الْأَوَّلِ. فَقَالَ: هَذَا صَحِيحٌ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: قَوْلُ يَحْيَى فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا عَابَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ رِوَايَتَهُ عَنْ سُفْيَانَ حَدِيثًا تَفَرَّدَ بِهِ سُفْيَانُ، وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ غَلَطٌ، وَهُوَ يَتَّقِي أَمْثَالَ ذَلِكَ فَلَا يَرْوِي إِلَّا مَا هُوَ صَحِيحٌ عِنْدَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ (¬2) سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ، فَإِنَّهُمْ أَحَالُوا بِالْغَلَطِ عَلَى عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، وَاسْتَدَلُّوا عَلَى خَطَئِهِ بِمَا فِيهِ مِنَ الْخِلَافِ لِلرِّوَايَاتِ الْمَشْهُورَةِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - فِي الصَّدَقَاتِ. وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِ الْقَدِيمِ: رَوَى هَذَا مَجْهُولٌ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَأَكْثَرُ الرُّوَاةِ (¬3) عَنْ ذَلِكَ الْمَجْهُولِ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هَذَا غَلِطَ عَلَيْهِ، وَأَنَّ هَذَا لَيْسَ (¬4) مِنْ حَدِيثهِ؛ يُرِيدُ قَوْلَهُ فِي الِاسْتِئْنَافِ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى هَذَا فِي كِتَابٍ آخَرَ بِرِوَايَةِ مَنْ رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - بِخِلَافِ ذَلِكَ. [3158] أخبرنا أبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ شَرِيكٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ. ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 41). (¬2) في (س): "عن"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير. (¬3) في (س): "الروايات". (¬4) في (س): "هذا ليس هذا".

قَالَ: وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ وَغَيْرُهُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مِثْلَهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَبِهَذَا نَقُولُ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِلسُّنَّةِ، وَهُمْ - يَعْنِي بَعْضَ الْعِرَاقِيِّينَ - لَا يَأْخُذُونَ بِهَذَا، فَيُخَالِفُونَ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -، وَالثابِتَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - عِنْدَهُمْ؛ إِلَى قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ وَشَيْءٍ (¬1) يُغْلَطُ بِهِ عَنْ عَلِيٍّ - رحمه الله - (¬2). [3159] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ الْوَهَّابِ - يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ - عَنْ صَدَقَةِ الْإِبِلِ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ: فِي خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ، وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ خَمْسُ شِيَاهٍ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي صَدَقَةِ الْإِبِلِ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا (¬3) الْفَحْلِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رَوَاه زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، وَالْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، كَمَا: ¬

_ (¬1) في (س): "وسمى"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 41). (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 419). (¬3) في (س): "طروقة"، والمثبت من السنن الكبير. (¬4) ذكره أبو داود في السنن (3/ 25) من طريق شعبة به.

[3160] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، وَعَنِ (¬1) الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. قَالَ زُهَيْرٌ: أَحْسِبُهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: "هَاتُوا رُبُعَ الْعُشْرِ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: "وَفِي الْإِبِلِ". فَذَكَرَ صَدَقَتَهَا كَمَا ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ، "وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ خَمْسٌ مِنَ الْغَنَمِ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ ابْنَةُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ". وَسَاقَ الْحَدِيثَ فَقَالَ: "إِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً (¬2) - يَعْنِي عَلَى التِّسْعِينَ - فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْجَمَلِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِنْ كَانَتِ الْإِبِلُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ". وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ، لَيْسَ فِيهِ مَا فِي رِوَايَةِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِنْ الِاسْتِئْنَافِ، وَفِيهِ وَفِي كَثِيرٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ: "فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ خَمْسُ شِيَاهٍ". وَقَالَ فِي جُبْرَانِ مَا بَيْنَ السِّنَّيْنِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ أَوْ شَاتَيْنِ (¬3). وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ الْقَوْلِ بِهِ فِي الْحُكْمِ الْأَوَّلِ حِينَ قَالَ الثَّوْرِيُّ حِينَ ذَكَرَ قَوْلَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ خَمْسُ شِيَاهٍ. كَانَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - أَفْقَهَ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا، إِنَّمَا هَذَا مِنْ قِبَلِ الرِّجَالِ؛ لِمُخَالَفَةِ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ وَالْحَارِثِ الْأَعْوَرِ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - الرِّوَايَاتِ الْمَشْهُورَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - فِي الصَّدَقَاتِ فِي ذَلِكَ، كَذَلِكَ رِوَايَةُ مَنْ رَوَى عَنْهُ الِاسْتِئْنَافَ وَمُخَالَفَتُهُ لِتِلْكَ الرِّوَايَاتِ الْمَشْهُورَةِ، مَعَ مَا فِي نَفْسِهَا مِنْ الِاخْتِلَافِ وَالْغَلَطِ، ¬

_ (¬1) في (س): "عن" بدون واو، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 44). (¬2) في (س): "واحد"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 118).

وَطَعْنِ أَئِمَّةِ أَهْلِ النَّقْلِ فِيهَا، فَوَجَبَ تَرْكُهَا وَالْمَصِيرُ إِلَى مَا هُوَ أَقْوَى مِنْهَا، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [3161] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَجَّاجِيُّ، أبنا أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ عِنْدِي قَرِيبٌ مِنْهُ - يَعْنِي مِنَ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ - وَرَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ حَدِيثًا (¬1) فِي تَطَوُّعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سِتَّ عَشْرةَ (¬2) رَكْعَةً، أَنَّهُ كَانَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ [الشَّمْسُ] مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ كَهَيْئَتِهَا مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عِنْدَ الْعَصْرِ [قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَكَانَتْ مِنْ قِبَلِ الْمَشرِقِ كَهَيْئَتِهَا مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ عِنْدَ] (¬3) الظُّهْرِ، قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَيُصَلِّي بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَهَذِهِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً. فَيَا لِعِبَادِ اللَّهِ (¬4)، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ [يَحْكِي هَذِهِ الرَّكَعَاتِ] (¬5) إِذْ هُمْ مَعَهُ دَهْرَهُمْ، وَالْحِكَايَةُ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي الِاثْنَتَيْ (¬6) عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ، وَابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - عَشْرَ رَكَعَاتٍ، وَالْعَامَّةُ مِنَ الْأُمَّةِ أَوْ مَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "كما"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬2) في (س): "ستة عشر". (¬3) ما بين المعقوفات من أصل الرواية. (¬4) في (س): "فقال عبد الله". (¬5) في (س): "يزيد على هذه" ومكان قوله: "يزيد" بياض وكتب الناسخ على الطرة لعله: "يزيد". (¬6) في (س): "الاثني".

شَاءَ اللَّهُ قَدْ عَرَفُوا رَكَعَاتِ السُّنَّةِ الِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ (¬1)؛ مِنْهَا بِاللَّيْلِ وَمِنْهَا بِالنَّهَارِ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: كَمْ مِنْ حَدِيثٍ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا وَاحِدٌ؟ قِيلَ لَهُ: صَدَقْتَ، كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَجْلِسُ فَيَتَكَلَّمُ (¬2) بِالْكَلِمَةِ مِنَ الْحِكْمَةِ لَعَلَّهُ لَا يَعُودُ إِلَيْهَا آخِرَ دَهْرِهِ، فَيَحْفَظُهَا عَنْهُ رَجُلٌ، وَهَذِهِ رَكَعَاتٌ - كَمَا قَالَ عَاصِمٌ - كَانَ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا، فَلَا يَشْتَبِهَانِ. ثُمَّ (¬3) خَالَفَ رِوَايَةَ الْأُمَّةِ (¬4) وَاتِّفَاقَهَا حِينَ (¬5) رَوَى أَنَّ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ خَمْسًا (¬6) مِنَ الْغَنَمِ، وَهَذَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ (¬7) عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ (¬8) أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - كَتَبَ لَهُ (¬9) الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا دُونَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ، فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا (¬10) وَعِشْرِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ، وَكَذَلِكَ حِكَايَةُ الزُّهْرِيِّ عَنْ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَمَا حَكَى سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَيْضًا (¬11). [3162] وبإسناده، ثنا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا مُغِيرَةُ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَصْدُقُ عَنْ (¬12) عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ إِلَّا ¬

_ (¬1) في (س): "الاثني عشر". (¬2) في (س): "يجلس إليه فيتكلم". (¬3) في (س): "ممن". (¬4) في (س): "الأئمة". (¬5) في (س): "وحين". (¬6) في (س): "خمسة" (¬7) في (س): "عن". (¬8) في (س): "بن". (¬9) في (س): "في". (¬10) في (س): "خمسة". (¬11) أخرجه الجوزجاني في أحوال الرجال (ص 34). (¬12) في (س): "على"، والمثبت من أصل الرواية.

أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - (¬1). وَأَمَّا الأَثَرُ الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: قُلْتُ لِقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ: خُذْ لِي كِتَابَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. فَأَعْطَانِي كِتَابًا أَخْبَرَ أَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ لِجَدِّهِ، فَقَرَأْتُهُ فَكَانَ فِيهِ ذِكْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَرَائِضِ الْإِبِلِ. فَقَصَّ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ بَلَغَ (¬2) عِشْرِينَ وَمِائَةً، فَإِذَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَعُدَّ فِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةً، وَمَا فَضَلَ فَإِنَّهُ يُعَادُ إِلَى أَوَّلِ فَرِيضَةِ الْإِبِلِ، وَمَا كَانَ أَقَلَّ مِنْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَفِيهِ الْغَنَمُ، فِي كُلِّ خَمْسِ ذَوْدٍ شَاةٌ لَيْسَ فِيهَا ذَكَرٌ وَلَا هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ مِنَ الْغَنَمِ (¬3). فَهَذَا مَا: [3163] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ السُّلَيْمَانِيُّ، أبنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَسَوِيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ اللُّؤْلُئِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، فَذَكَرَهُ (¬4)، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ (¬5) أَخَذَهُ عَنْ كِتَابٍ، لَا عَنْ سَمَاعٍ، وَكَذَلِكَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَة أَخَذَهُ عَنْ كِتَابٍ، لَا عَنْ سَمَاعٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِنْ كَانَا مِنَ الْحُفَّاظِ، فَرِوَايَتُهُمَا هَذِهِ بِخِلَافِ رِوَايَةِ الْحُفَّاظِ عَنْ كِتَابِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِ، وَحَمَّادٌ سَاءَ حِفْظُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فَالْحُفَّاظُ لَا يَحْتَجُّونَ بِمَا يُخَالِفُ فِيهِ، وَيَتَجَنَّبُونَ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ خَاصَّةً وَأَمْثَالِهِ، وَهَذَا ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 27). (¬2) في أصل الرواية: "يبلغ". (¬3) المراسيل لأبي داود (ص 128). (¬4) أخرجه أبو داود (3/ 22). (¬5) في (س): "حزم" محرف، والمثبت من السنن الكبير (8/ 45).

الْحَدِيثُ قَدْ جَمَعَ الْأَمْرَيْنِ مَعَ مَا (¬1) فِيهِ مِنْ الِانْقِطَاعِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [3164] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أبنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ الْبَغَوِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ - هُوَ الْقَطَّانُ -: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ لَيْسَ بِذَاكَ. ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: إِنْ كَانَ مَا حَدَّثَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ سلَمَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ حَقًّا، فَلَيْسَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّ حَدِيثَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الشُّيُوخِ عَنْ ثَابِتٍ وَهَذَا الضَّرْبِ. يَعْنِي أَنَّهُ ثَبَتٌ فِيهَا (¬2). [3165] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬3)، أبنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ضَاعَ كِتَابُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ مِنْ حِفْظِهِ. فَهَذِهِ قِصَّتُهُ (¬4). [3166] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَفَّانُ، قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: اسْتَعَارَ مِنِّي (¬5) حَجَّاجٌ الْأَحْوَلُ كِتَابَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ: ضَاعَ (¬6). وَقَدْ وَرَدَ بَاقِي الْجَوَابِ عَنْ هَذَا فِي كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "مع ما" في (س): "معا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 44). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 354). (¬3) في (س): "أبو سعيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) المصدر السابق (3/ 349). (¬5) في (س): "من"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (4/ 45). (¬6) أخرجه يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 29) من طريق أحمد به. (¬7) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (6/ 29).

وَأَمَّا حَدِيثُ خُصَيْفٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَزِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: فَإِذَا بَلَغَتْ عِشْرِينَ وَمِائَةً اسْتَقْبَلْتَ بِالْغَنَمِ فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفَرَائِضُ الْإِبِلِ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْإِبِلُ، فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ (¬1) حِقَّةٌ (¬2). فَهَذَا مَوْقُوفٌ، وَمُنْقَطِعٌ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه -، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "ستين" محرف، والمثبت من شرح معاني الآثار للطحاوي، ومعرفة السنن والآثار للمؤلف (6/ 30). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 377).

مسألة (205): وجبران ما بين السنين بشاتين أو عشرين درهما لا يزاد عليه

مَسْأَلَةٌ (205): وَجُبْرَانُ مَا بَيْنَ السِّنَّيْنِ بِشَاتَيْنِ أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا لَا يُزَادُ عَلَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُعْتَبَرُ فِيهِ (¬2) الْقِيمَةُ، فَإِنْ زَادَ مَا بَيْنَ السِّنَّيْنِ عَلَى قَدْرِ الشَّاتَيْنِ لَزِمَهُ إِخْرَاجُ الزِّيَادَةِ (¬3). [3167] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أبنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه لَمَّا اسْتُخْلِفَ وَجَّهَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، فَكَتَبَ لَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: مَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ مِنَ الْإِبِلِ صَدَقَةُ الْجَذَعَةِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ، وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّهُ تُقْبَلُ مِنْهُ الْحِقَّةُ، وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 18)، ومختصر المزني (ص 62)، والحاوي الكبير (3/ 86)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 487)، والمجموع (5/ 369). (¬2) في (س): "بعشر قيمة"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأصل (2/ 56)، والمبسوط (2/ 155)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 270)، وفتح القدير (2/ 198).

وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ الْحِقَّةُ، وَعِنْدَهُ جَذَعَةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ الْجَذَعَةُ وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، [وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ الْحِقَّةَ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا بِنْتُ لَبُونٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَيُعْطِي مَعَهَا شَاتَيْنِ أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا] (¬1) وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ الْحِقَّةُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيُعْطِي مَعَهَا عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ (¬2)، وَزَادَ: وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ابْنَةُ مَخَاضٍ عَلَى وَجْهِهَا (¬3)، وَ (¬4) عِنْدَهُ ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ (¬5)، فَإِنَّهُ يُقْبَلُ مِنْهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 21). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح عن الأنصاري (2/ 117). (¬3) في (س): "وجهه"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في (س): "أو" والمثبت من المصدر السابق. (¬5) قوله: "ذكر" ليس في صحيح البخاري. (¬6) المصدر السابق (2/ 116).

مسألة (206): وفي أربعين من البقر مسنة إلى ستين

مَسْأَلَةٌ (206): وَفِي أَرْبَعِينَ مِنَ الْبَقَرِ مُسِنَّةٌ إِلَى سِتِّينَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فِي خَمْسِينَ مُسِنَّةٌ وَرُبُعُ مُسِنَّةٍ (¬2). [3168] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْبَقَرِ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعًا، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا، أَوْ عَدْلَهُ (¬3) ثَوْبَ مَعَافِرَ (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬5). [3169] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ (¬6) الْبَغْدَادِيُّ، [ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ إِمْلَاءً، ثنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 23)، ومختصر المزني (ص 62)، والحاوي الكبير (3/ 108)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 471)، والمجموع (5/ 383). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 187)، وتحفة الفقهاء (1/ 284)، وبدائع الصنائع (2/ 28)، وتبيين الحقائق (1/ 262)، والهداية (1/ 98). (¬3) في (س): "عدات"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) ذكر البيهقي في السنن الكبير: أن رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق محفوظة قد رواها عن الأعمش جماعة منهم: سفيان الثوري، وشعبة، ومعمر، وجرير، وأبو عوانة، ويحيى بن سعيد، وحفص بن غياث (19/ 35). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 262). (¬6) في (س): "ابن هاشم"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 59).

الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ] (¬1) عَنْ إِبْرَاهِيمَ. وَالْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَا (¬2): قَالَ مُعَاذٌ - رضي الله عنه -: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً ثَنِيَّةً، وَمِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا، أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرِيًّا (¬3). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَالثَّنِيَّةُ هِيَ الْمُسِنَّةُ الْمَذْكُورَةُ فِي سَائِرِ الْأَحَادِيثِ (¬4). [3170] أخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ بِالْكُوفَةِ، أبنا أبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فِي الْبَقَرِ فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعٌ أَوْ تَبِيعَةٌ، وَفِي الْأَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ" (¬5). [3171] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، فَذَكَرهُ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: "فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعٌ جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ، وَفِي أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ" (¬6). وَرَوَاهُ شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ قَالَهُ الْبُخَارِيُّ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) في (س): "قال" والمثبت من السنن الكبير. (¬3) أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 457) من طريق يعلى. (¬4) قال النووي في شرح مسلم (13/ 117): "قال العلماء المسنة هي الثنية من كل شيء من الإبل والبقر والغنم فما فوقها". (¬5) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 161) من طريق عبد السلام بن حرب. (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 407) عن عبد السلام.

وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ، قَالَ فِيهِ: "وَفِي كُلِّ ثَلَاثِينَ بَاقُورَةً تَبِيعٌ جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بَاقُورَةً بَقَرَةٌ". [3172] حدثنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلمِيُّ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، فَذَكَرَهُ (¬1). [3173] وروى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قِيلَ لَهُ: مَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْبَقَرِ مِنْ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً. أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، نا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، نا الْحَكَمُ، فَذَكَرَهُ (¬2). وَلَهُ شَاهِدٌ بإِسْنَادٍ أَجْوَدَ مِنْهُ: [3174] أَخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ (¬3) طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ كُلِّ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 91) من طريق الحكم بن موسى. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 475) عن عثمان به. (¬3) في (س): "بن"، والمثبت من أصل الرواية.

ثَلَاثِينَ [مِنَ الْبقَرِ] (¬1) تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً جَذَعًا أَوْ جَذَعَةً، وَمِنْ (¬2) كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً بَقَرَةً (¬3) مُسِنَّةً، فَقَالُوا: الْأَوْقَاصُ؟ قَالَ: مَا أَمَرَنِي فِيهَا بِشَيْءٍ، وَسَأَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَهُ عَنِ الْأَوْقَاصِ فَقَالَ: "لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ". قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: وَالْأَوْقَاصُ مَا دُونَ (¬4) الثَّلَاثِينَ، وَمَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى السِّتِّينَ، فَإِذَا كَانَتْ سِتُّونَ (¬5) فَفِيهَا تَبِيعَانِ، فَإِذَا كَانَتْ سَبْعُونَ فَفِيهَا مُسِنَّةٌ وَتَبِيعٌ، فَإِذَا كَانَتْ ثَمَانُونَ فَفِيهَا مُسِنَّتَانِ، فَإِذَا كَانَتْ تِسْعُونَ فَفِيهَا ثَلَاثُ تَبَائِعَ. قَالَ بَقِيَّةُ: قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: الْأَوْقَاصُ هِيَ بِالسِّينِ الْأَوْقَاسُ، فَلَا تَجْعَلْهَا بِصَادٍ (¬6). وَهَذَا الْحَدِيثُ مَشْهُورٌ عَنْ طَاوُسٍ، غَيْرَ أَنَّهُ أَرْسَلَهُ فِي رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَغَيْرِهِ عَنْهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَطَاوُسٌ عَالِمٌ بِأَمْرِ مُعَاذَ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - وَإِنْ كَانَ لَمْ يَلْقَهُ؛ لِكَثْرَةِ مَنْ لَقِيَهُ (¬7) مِمَّنْ أَدْرَكَ مُعَاذًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ (¬8). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 61). (¬2) في (س): "أو من". (¬3) في (س): "بقرة". (¬4) في (س): "بين". (¬5) في (س): "ستين". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 485). (¬7) في الأم: "على كثرة من لقي". (¬8) الأم (3/ 22).

[3175] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ؛ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - أُتِيَ بِوَقَسِ الْبَقَرِ وَقَالَ: لَمْ يَأْمُرْنِي فِيهِ (¬1) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِشَيْءٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَالْوَقَسُ مَا لَمْ يَبْلُغِ الْفَرِيضَةَ (¬2). كَذَا (¬3) وَجَدْتُهُ فِي كِتَابٍ: الْوَقَسُ (¬4). [3176] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ؛ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - أَخَذَ مِنْ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعًا، وَمِنْ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً مُسِنَّةً، وَأُتِيَ بِمَا دُونَ ذَلِكَ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا، وَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[فِيهِ شَيْئًا] (¬5) حَتَّى أَلْقَاهُ وَأَسْأَلَهُ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ (¬6). [3177] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ (¬7) دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ يَرْفَعُهُ، وَابْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ قَالَ: "فِي أَرْبَعِينَ مِنَ الْبَقَرِ مُسِنَّةٌ، وَفِي ثَلَاثِينَ تَبِيعٌ أَوْ تَبِيعَةٌ" (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "فيه" ساقط من (س)، وأثبتناه من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 21). (¬3) في (س): "كل"، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) قال البيهقي: "كذا في رواية الربيع بالسين وفي كتاب البويطي بالصاد". معرفة السنن والآثار (6/ 40). (¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، وأثبتناه من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 22). (¬7) في (س) "ابن"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 63).

مسألة (207): والجذع من الضأن مأخوذ من زكاة الغنم

مَسْأَلَةٌ (207): وَالْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ مَأْخُوذٌ مِنْ زَكَاةِ الْغَنَمِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُقْبَلُ فِيهَا أَدْنَى مِنَ الثَّنِيِّ ضَأْنًا كَانَ أَوْ مَعْزًا (¬2). [3178] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ ثَفِنَةَ الْيَشْكُرِيِّ. قَالَ الْحَسَنُ: رَوْحٌ يَقُولُ: مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ - قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ، وَأَخْطَأَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ (¬3) حَيْثُ قَالَ: ابْنُ ثَفِنَةَ، وَأَخْطَأَ أَيْضًا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ حَيْثُ قَالَ وَكِيعٌ: مَحْضًا (¬4). فَإِنَّمَا هُوَ مَخَاضًا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 38)، ومختصر المزني (ص 63)، والحاوي الكبير (3/ 112)، والمجموع (5/ 360، 362). (¬2) انظر: الأصل (2/ 37)، والمبسوط (2/ 182)، وتحفة الفقهاء (1/ 286)، وبدائع الصنائع (2/ 32). (¬3) قوله: "وأخطأ عمرو بن أبي سفيان" كذا في (س)، وهو خطأ، وليس في أصل الرواية من تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/ 69)، وقد أجمع أهل العلم على أن وكيعا قد أخطأ في اسم هذا الراوي وليس عمرو بن أبي سفيان، قال أحمد كما في العلل رواية عبد الله (2/ 514): "صحف وكيع"، وقال الدارقطني: "وهم وكيع" تهذيب الكمال (27/ 494)، وقد ذكر المؤلف ذلك في المعرفة (6/ 50)، والله أعلم، ونقل العسكري في تصحيفات المحدثين (1/ 97) عن أحمد أن الذي أخطأ فيه وكيع. (¬4) في (س): "مخضا"، وكذا في معرفة السنن (6/ 50)، والمثبت من سنن أبي داود =

وَشَحْمًا - (¬1) قَالَ: اسْتَعْمَلَ نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبِي عَلَى عِرَافَةِ قَوْمِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ، قَالَ: فَبَعَثَنِي أَبِي فِي طَائِفَةٍ مِنْهُمْ (¬2)، فَأَتَيْتُ شَيْخًا كَبِيرًا يُقَالُ لَهُ: سِعْرُ بْنُ دَيْسَمٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي بَعَثَنِي إِلَيْكَ - يَعْنِي لِأُصَدِّقَكَ - قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَأَيَّ نَحْوٍ تَأْخُذُونَ؟ قُلْتُ (¬3): نَخْتَارُ حَتَّى إِنَّا نَشْبُرُ (¬4) ضُرُوعَ الْغَنَمِ. قَالَ: ابْنَ أَخِي، فَإِنِّي أُحَدِّثُكَ (¬5) أَنِّي كُنْتُ فِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَنَمٍ لِي، فَجَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَى بَعِيرٍ فَقَالَا: إِنَّا رَسُولَا رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَيْكَ لِتُؤَدِّيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ. فَقُلْتُ: مَا عَلَيَّ فِيهَا؟ فَقَالَا: شَاةٌ، فَأَعْمِدُ إِلَى شَاةٍ قَدْ عَرَفْتُ مَكَانَهَا مُمْتَلِئَةً مَحْضًا وَشَحْمًا فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا، فَقَالَا: هَذِهِ شَاةُ الشَّافِعِ، وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَأْخُذَ شَافِعًا. قُلْتُ: فَأَيَّ شَيْءٍ تَأْخُذَانِ؟ قَالَا: عَنَاقًا جَذَعَةً أَوْ ثَنِيَّةً، قَالَ: فَأَعْمِدُ (¬6) إِلَى عَنَاقٍ مُعْتَاطٍ - وَالْمُعْتَاطُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَلَدًا وَقَدْ حَانَ وِلَادُهَا - فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمَا فَقَالَا: نَاوِلْنَاهَا. فَجَعَلَاهَا مَعَهُمَا عَلَى بَعِيرِهِمَا ثُمَّ انْطَلَقَا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو عَاصِمٍ رَوَاهُ عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ أَيْضًا: مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ كَمَا ¬

_ = (3/ 30)، وكذا في السنن الكبرى للنسائي (4/ 466)، ومسند أحمد (6/ 3262)، والكبير للبيهقي (8/ 52). (¬1) ما بين علامتي الاعتراض ليس من كلام أبي داود، وإنما جاء به المؤلف ثم عاد ليستأنف نقله عن أبي داود. (¬2) في (س): "منه"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬3) في (س): "قال". (¬4) في السنن الكبير للمؤلف (8/ 52): "نتبين". قال العظيم آبادي في (عون المعبود): "أكثر النسخ" إنا نشبر "أي نمسح بالشبر لنعلم جودتها (4/ 323) " (¬5) في (س): "هجرتك". (¬6) في (س): "فاعمدا".

قَالَ رَوْحٌ (¬1). [3179] ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائِيُّ، ثنا رَوْحٌ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، بِإِسْنَادِهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: مُسْلِمُ بْنُ شُعْبَةَ. قَالَ فِيهِ: وَالشَّافِعُ الَّتِي فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ (¬2). [3180] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ (¬3) الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بَعَثَهُ مُصَدِّقًا وَكَانَ يَعُدُّ عَلَى النَّاسِ بِالسَّخْلِ، [فَقَالُوا]: تَعُدُّ عَلَيْنَا بِالسَّخْلِ وَلَا تَأْخُذُ مِنْهَا (¬4) شَيْئًا! [فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: نَعَمْ تَعُدُّ عَلَيْهِمْ بِالسَّخْلِ يَحْمِلُهَا الرَّاعِي وَلَا تَأْخُذْهَا (¬5)، وَلَا تَأْخُذِ الْأَكُولَةَ [وَلَا الرُّبَّى] (¬6) وَلَا الْمَاخِضَ، وَلَا فَحْلَ الْغَنَمِ، وَتَأْخُذُ الْجَذَعَةَ وَالثَنِيَّةَ، وَذَلِكَ عَدْلٌ بَيْنَ غِذَاءِ الْمَالِ وَخِيَارِهِ (¬7). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 120). (¬2) المصدر السابق (ق 120). (¬3) في (س): "شعبة"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬4) في (س): "منه". (¬5) كذا في (س)، وفي أصل الرواية: "ولا تأخذ منها". (¬6) ما بين المعقوفات ساقط من (س). (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 8/ ب).

مسألة (208): والمستفاد من غير نتاج الأصل مزكى بحول نفسه

مَسْأَلَةٌ (208): وَالْمُسْتَفَادُ مِنْ غَيْرِ نَتَاجِ الْأَصْلِ مُزَكًّى (¬1) بِحَوْلِ نَفْسِهِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مُزَكًّى بِحَوْلِ مَا عِنْدَهُ مِنْ جِنْسِهِ (¬3). [3181] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي. (ح) وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، قَالَا: أبنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: مَنِ اسْتَفَادَ مَالًا فَلَا يُزَكِّيهِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (¬4). مَوْقُوفٌ. وَرَوَاهُ عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ، وَالْحَارِثُ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - رضي الله عنه -: "لَيْسَ فِي مَالٍ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ" (¬5). ¬

_ (¬1) قوله: "الأصل مزكى" في (س): "والأرض مزكى"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 64)، والحاوي الكبير (3/ 116)، ونهاية المطلب (3/ 120)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 526). (¬3) انظر: المبسوط (2/ 164)، وتحفة الفقهاء (1/ 277)، وبدائع الصنائع (2/ 13)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 272). (¬4) أخرجه ابن حزم في المحلى (4/ 85) من طريق حارثة به. (¬5) المصدر السابق (4/ 85) من طريق عاصم به.

وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَرْطِنَا فِي قَبُولِ الْأَخْبَارِ؛ وَذَلِكَ أَنَّا لَا نَحْتَجُّ بِحَدِيثٍ يَرْوِيهِ حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ: حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ؛ فَإِنَّهُ مَطْعُونٌ فِيهِ، وَلَا بِحَدِيثٍ يَرْوِيهِ عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ، وَالْحَارِثُ الْأَعْوَرُ، وَالِاعْتِمَادُ فِيهِ عَلَى مَا: [3182] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا تَجِبُ فِي مَالٍ الزَّكَاةُ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (¬1). [3183] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبُسْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ عِنْدَ رَبِّهِ (¬2). [3184] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيٌّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اسْتَفَادَ الرَّجُلُ مَالًا لَمْ تَحُلَّ فِيهِ الزَّكَاةُ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (¬5). [3185] ورواه بَقِيَّةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 42). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 470). (¬3) في (س): "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في (س): "عبد الله"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) المصدر السابق (2/ 471).

نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا زَكَاةَ فِي مَالِ امْرِئٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَولُ". أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ الْفَقِيهُ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْحَلَبِيُّ، نا سعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو التَّقِيِّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا بَقِيَّةُ. فَذَكَرهُ مَرْفُوعًا (¬2). وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ. [3186] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي مَالِ الْمُسْتَفِيدِ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ" (¬4). [3187] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ (¬5) الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [عَنْ مُكَاتَبٍ لَهُ، قَاطَعَهُ سَيِّدُهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ، هَلْ عَلَيْهِ فِيهِ زَكَاةٌ؟ فَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ] (¬6): إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - لَمْ يَكُنْ يَأْخُذُ مِنْ مَالٍ زَكَاةً حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (¬7). ¬

_ (¬1) كذا في (س)، وفي أصل الرواية: "ابن عمر قال: قال". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 102/ أ). (¬3) في (س): "الحسن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) المصدر السابق (ق: 102/ أ). (¬5) كذا في (س)، وفي أصل الرواية: "أنه سأل". (¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، وأثبتناه من أصل الرواية. (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 3/ أ).

وَرَوَى عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَالٌ اسْتَفَدْتَهُ، فَلَيْسَ عَلَيْكَ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (¬1). [3188] أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أبنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنِ اسْتَفَادَ مَالًا فَعَلَيْهِ الزَّكَاةُ حِينَ اسْتَفَادَهُ (¬2). مَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ الْمُسْتَفَادَ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ فِي الْحَالِ، وَهَذَا غَيْرُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. [3189] وأخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَتْنَا سَاكِنَةُ بِنْتُ الْجَعْدِ الْغَنَوِيَّةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَرَّاءَ بِنْتَ نَبْهَانَ تَقُولُ: احْتَفَرَ الْحَيُّ بِئْرًا (¬3) فِي دَارِ كِلَابٍ، فَأَصَابُوا بِهَا كَنْزًا عَادِيًّا، فَقَالَتْ كِلَابٌ: دَارُنَا. وَقَالَ الْحَيُّ (¬4): احْتَفَرْنَا. فَنَافَرُوهُمْ فِي ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَضَى بِهِ لِلْحَيِّ وَأَخَذَ مِنْهُمُ الْخُمُسَ - أَوْ قَالَتْ: فَخَمَّسَهُمْ - فَأَصَابَنَا نَصِيبُنَا مِنْ ذَلِكَ فَاشْتَرَيْنَا مِائَةً مِنَ النَّعَمِ (¬5) قَابَلْنَا (¬6) بِهَا الْمَاءَ، فَأَرَادَ الْمُصَدِّقُ أَنْ يُصَدِّقَ، فَأَبَيْنَا عَلَيْهِ - أَوْ قَالَتِ: امْتَنَعْنَا عَلَيْهِ - فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ فَقَالَ: "إِنْ كُنْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا مَعَ غَيْرِهَا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حزم في المحلى (4/ 85) من طريق عاصم به. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 481) من طريق هشام به. (¬3) كذا في (س)، وفي أصل الرواية: "نهرا". (¬4) في (س): "يحيى"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬5) في (س): "عائذ من الغنم". (¬6) كذا في (س)، وفي أصل الرواية: "فأتينا".

وَإِلَّا فَلَا شَيْءَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْعَامِ"، وَقَالَ: "إِنَّ الْمُصَدِّقَ إِذَا انْصَرَفَ عَنِ (¬1) الْقَوْمِ وَهُوَ عَلَيْهِمْ سَاخِطٌ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَإِذَا (¬2) انْصَرَفَ عَنْهُمْ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ - رضي الله عنهم -" (¬3). وَهَذَا إِنْ صَحَّ قُلْنَا بِهِ، غَيْرَ أَنَّ فِي إِسنَادِهِ بَعْضَ مَنْ يُجْهَلُ، وَنَحْنُ لَا نَحْتَجُّ بِرِوَايَةِ الْمَجْهُولِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "على". (¬2) في (س): "فإذا". (¬3) أخرجه يعقوب الفسوي في مشيخته (ص 41).

مسألة (209): وإذا ماتت الأمهات، وبقيت السخال بقيت في حق الزكاة، ويؤخذ منها إذا كانت السخال نصابا

مَسْأَلَةٌ (209): وَإِذَا مَاتَتِ الْأُمَّهَاتُ، وَبَقِيَتِ السِّخَالُ بَقِيَتْ فِي حَقِّ الزَّكَاةِ، وَيُؤْخَذُ مِنْهَا إِذَا كَانَتِ السِّخَالُ نِصَابًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ لَمْ يَبْقَ فِيهَا وَاحِدَةٌ مِنَ الْأُمَّهَاتِ، فَلَا زَكَاةَ فِيهَا (¬2). [3190] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أبنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَعْدَهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَاللَّهِ، لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬4). وَتَابَعَهُ مَعْمَرٌ (¬5)، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 30)، ومختصر المزني (ص 64)، والحاوي الكبير (3/ 119)، ونهاية المطلب (3/ 121)، والمجموع (5/ 393). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 289)، وبدائع الصنائع (2/ 31)، والبناية شرح الهداية (3/ 344). (¬3) في (س): "عبد الله"، والمثبت من صحيح البخاري، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 78). (¬4) صحيح البخاري (2/ 105، 118). (¬5) أخرجه عبد الرزاق (10/ 173).

وَالزُّبَيْدِيُّ (¬1)، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (¬2) مِنْ رِوَايَةِ عَنْبَسَةَ عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا. وَكَذَا قَالَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: [3191] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ قَائِلٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ؟ "، قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: وَاللَّهِ، لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؛ إِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ (¬3). [3192] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ (¬4)، عَنْ سُلَيْمَانَ، ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (6/ 398). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/ 88). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (1/ 46). (¬4) في (س): "ابن أبي يونس"، والمثبت من الأسماء والصفات للمؤلف (1/ 263) ومصادر ترجمته.

عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬1). وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ (¬2) بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: سِرْتُ - أَوْ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَارَ - مَعَ مُصَدِّقِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "أَنْ لَا نَأْخُذَ مِنْ رَاضِعِ لَبَنٍ" (¬3). فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ رَاضِعَ اللَّبَنِ لَا يُؤْخَذُ فِي زَكَاةِ الْغَنَمِ إِذَا بَقِيَ مِنَ الْأُمَّهَاتِ شَيْءٌ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ الْأُمَّهَاتِ شَيْءٌ، جَازَ أَخْذُهَا بِدَلِيلِ مَا ذَكَرْنَا فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - فِي الْعَنَاقِ. [3193] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ سُفْيَانَ (¬4) بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الطَّائِفِ وَمَخَالِيفِهَا (¬5)، فَخَرَجَ مُصَدِّقًا، فَاعْتَدَّ عَلَيْهِمْ بِالْغِذَاءِ وَلَمْ يَأْخُذْهُ (¬6) مِنْهُمْ، فَقَالُوا: إِنْ كُنْتَ مُعْتَدًّا عَلَيْنَا بِالْغِذَاءِ فَخُذْهُ (¬7) مِنَّا. فَأَمْسَكَ حَتَّى لَقِيَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَقَالَ لَهُ: اعْلَمْ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أنَا نَظْلِمُهُمْ؛ نَعْتَدُّ عَلَيْهِمْ بِالْغِذَاءِ وَلَا نَأْخُذُهُ مِنْهُمْ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: فَاعْتَدَّ عَلَيْهِمْ بِالْغِذَاءِ حَتَّى بِالسَّخْلَةِ يَرُوحُ بِهَا الرَّاعِي عَلَى يَدِهِ، وَقُلْ لَهُمْ: لَا آخُذُ مِنْكُمُ الرُّبَّى (¬8) وَلَا الْمَاخِضَ، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 46). (¬2) في (س): "سعيد"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 69). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 29). (¬4) في (س) والمختصر: "أبا سفيان"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) يعني: نواحيها. (¬6) في (س): "يأخذ"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) في (س): "فخذ"، والمثبت من أصل الرواية. والغذاء: جمع الغذي، وهي: السخلة. (¬8) قال ابن الأثير في النهاية (2/ 180): "الرُّبَّى التي تربى في البيت من الغنم لأجل اللبن.

وَلا ذَاتَ الدَّرِّ (¬1)، وَلَا الشَّاةَ الْأَكُولَةَ، وَلَا فَحْلَ الْغَنَمِ، وَخُذِ الْعَنَاقَ، وَالْجَذَعَةَ، وَالثَّنِيَّةَ، فَذَاكَ عَدْلٌ بَيْنَ غِذَاءِ الْمَالِ وَخِيَارِهِ (¬2). وَرَوَاهُ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "فِي أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ". * * * ¬

_ وقيل: هي الشاة القريبة العهد بالولادة". (¬1) في (س): "ذات الدن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 38).

مسألة (210): والخلطة في باب الزكاة صحيحة تزيد بها الزكاة مرة وتنقص أخرى

مَسْأَلَةٌ (210): وَالْخُلْطَةُ فِي بَابِ الزَّكَاةِ صَحِيحَةٌ تَزِيدُ بِهَا الزَّكَاةُ مَرَّةً وَتَنْقُصُ أُخْرَى (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا حُكْمَ لِلْخُلْطَةِ، وَلَا تَتَغَيَّرُ بِهَا الزَّكَاةُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3194] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فِي فَرِيضَةِ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ، وَزَادَ فِيهِ: وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ (¬3). [3195] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابًا، زَعَمَ أَنَّ أَبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - كَتَبَهُ لِأَنَسٍ، وَعَلَيْهِ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، حِينَ بَعَثَهُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 33)، ومختصر المزني (ص 65)، والحاوي الكبير (3/ 136)، ونهاية المطلب (3/ 146)، والمجموع (5/ 406). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 153)، وتحفة الفقهاء (1/ 291)، وبدائع الصنائع (2/ 29). (¬3) صحيح البخاري (2/ 117).

مُصَدِّقًا وَكَتَبَهُ لَهُ، فَإِذَا فِيهِ: هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهَا نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (¬1) وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ (¬2). [3196] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ (¬3) يَقُولُ: صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - زَمَانًا، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ فِي الصَّدَقَةِ، وَالْخَلِيطَانِ مَا اجْتَمَعَ عَلَى الْفَحْلِ وَالرَّاعِي وَالْحَوْضِ" (¬4). [3197] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: سِرْتُ - أَوْ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَارَ - مَعَ مُصَدِّقِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَنْ لَا يُجْمَعَ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ، وَلَا يُفَرَّقَ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬5). [3198] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ، أبنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) عند أبي داود: "مفترق". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 117). (¬3) في (س) "زيد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 85). (¬4) أخرجه ابن سلام في الأموال (ص 484) عن أبي الأسود به. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 119).

سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَقَرَأْتُ فِي عَهْدِهِ قَالَ: "لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ (¬1)، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ" (¬2). وَرَوَيْنَاهُ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ. [3199] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَإِنَّمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ (¬3). قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ (¬4): مَا يَعْنِي بِالْخَلِيطَيْنِ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمُرَاحُ وَاحِدًا، وَالرَّاعِي وَاحِدًا، وَالدَّلْوُ وَاحِدًا (¬5). [3200] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ الْحَسَنُ مَكَّةَ، فَسَأَلُوهُ عَنْ أَرْبَعِينَ شَاةً بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ: فِيهَا شَاةٌ (¬6). [3201] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أبنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ النَّفَرِ الْخُلَطَاءِ لَهُمْ أَرْبَعُونَ شَاةً، قَالَ: عَلَيْهِمْ شَاةٌ. قُلْتُ: فَإِنْ كَانَتْ لِوَاحِدٍ تِسْعٌ وَثَلَاثُونَ، وَلِآخَرَ شَاةٌ؟ قَالَ: عَلَيْهِمَا شَاةٌ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "مفرق"، والمثبت أصل الرواية. (¬2) المصدر السابق (ق 119). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 7) عن سفيان الثوري به مطولًا. (¬4) في (س): "لعبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 85)، وسياق الرواية. (¬5) في (س) في المواضع الثلاثة: "واحد"، والمثبت من المصدر السابق، وهو الجادة. (¬6) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 40). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 105/ أ).

مسألة (211): والزكاة تجب في مال الصبي والمجنون

مَسْأَلَةٌ (211): وَالزَّكَاةُ تَجِبُ فِي مَالِ الصَّبِيِّ وَالْمَجْنُونِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَجِبُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْكِتَابِ، وَالْخَبَرِ وَالْأَثَرِ مَا: [3202] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أبنا الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي قَوْلِ اللَّهِ - تبارك وتعالى -: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} (¬3): بَيَّنَ أَنَّ كُلَّ مَالِكٍ تَامِّ الْمِلْكِ مِنْ حُرٍّ لَهُ مَالٌ فِيهِ زَكَاةٌ سَوَاءٌ (¬4)، كَانَ بَالِغًا أَوْ صَبِيًّا، صَحِيحًا أَوْ مَعْتُوهًا (¬5). وَاحْتَجَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ (¬6) أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ". فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ إِذَا كَانَ وَاحِدٌ مِنْهَا لِحُرٍّ مُسْلِمٍ، فَفِيهِ الصَّدَقَةُ فِي الْمَالِ نَفْسِهِ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 66)، ومختصر المزني (ص 66)، والحاوي الكبير (3/ 152)، ونهاية المطلب (3/ 389)، والمجموع (5/ 300). (¬2) انظر: الأصل (2/ 11)، والمبسوط (2/ 162)، وتحفة الفقهاء (1/ 315)، وبدائع الصنائع (2/ 4). (¬3) سورة التوبة (آية: 103). (¬4) عند الشافعي في الأم: "سواء في أن عليه فرض الزكاة". (¬5) الأم (3/ 68). (¬6) في (س): "خمس"، والمثبت من أصل الرواية.

لَا فِي الْمِالِكِ (¬1) (¬2). [3203] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ابْتَغُوا فِي مَالِ الْيَتِيمِ لَا تَسْتَهْلِكُهُ الصَّدَقَةُ" أَوْ قَالَ: "لَا تُذْهِبُهُ الزَّكَاةُ أَوِ الصَّدَقَةُ". الشَّافِعِيُّ شَكَّ فِيهَا (¬3). هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ: "ابْتَغُوا فِي مَالِ الْيَتِيمِ - أَوْ فِي مَالِ الْيَتَامَى - لَا تُذْهِبُهَا - أَوْ لَا تَسْتَهْلِكُهَا- الصَّدَقَةُ" (¬4). أَكَّدَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - هَذَا الْمُرْسَلَ بِالْخَبَرِ الْأَوَّلِ وَبِأَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ. قَالَ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: (¬5). [3204] أخبرناه هِبَةُ اللَّهِ (¬6) بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَافِظُ، أنا عِيسَى بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "الملك"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) الأم للشافعي (3/ 75). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 73). (¬4) المصدر السابق (3/ 73). (¬5) أي بالمتن السابق وانظر معرفة السنن والآثار للمصنف (6/ 67)، وأخرجه الشافعي في الأم (3/ 74) عن ابن عيينة عن عمرو دينار عن عمر، ولم يذكر عبد الرحمن بن السائب. وأخرجه الشافعي في الأم (3/ 74) عن ابن عيينة عن عمرو دينار عن عمر، ولم يذكر عبد الرحمن بن السائب. (¬6) في (س): "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف.

عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو (¬1) (¬2) (¬3) [3205] [وقد أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ] (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: ابْتَغُوا بِأَمْوَالِ الْيَتَامَى، لَا تَأْكُلُهَا الصَّدَقَةُ (¬5). هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَهُ شوَاهِدُ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -. [3206] ورواه الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَلَا مَنْ وَلِيَ يَتِيمًا لَهُ مَالٌ، فَلْيَتَّجِرْ لَهُ فِيهِ وَلَا يَتْرُكْهُ تَأْكُلُهُ الزَّكَاةُ". أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، فَذَكَرَهُ (¬6). وَرُوِيَ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرٍو بِمَعْنَاهُ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "بن عُمر"، والمثبت من معرفة السنن. (¬2) أي عن محمد بن مسلم به، وانظر من معرفة السنن. (¬3) السنن الكبير (11/ 324). (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 88) بسنده ومتنه سواء. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 106/ ب). (¬6) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 25) من طريق الوليد بن مسلم. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 5).

وَالْمُثَنَّى، وَمَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ غَيْرُ قَوِيَّيْنِ. وَرَوَاهُ نَحْوَ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ثَوْرٌ، عَنِ أَبِي (¬1) عَوْنٍ، عَنْ عُمَرَ (¬2). وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: إِنَّ عِنْدَنَا مَالَ يَتِيمٍ، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَأْتِيَ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ يَعْمَلُ بِهِ. [3207] أخبرنا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدِّلُ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: هَلْ قِبَلَكُمْ مُتَّجَرٌ؟ فَإِنَّ عِنْدِي مَالَ يَتِيمٍ، قَدْ كَادَتِ الزَّكَاةُ أَنْ تَأْتِيَ عَلَيْهِ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَفَعَ إِلَيَّ عَشَرَةَ آلَافٍ، فَغِبْتُ (¬4) عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي: مَا فَعَلَ الْمَالُ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ ذَا قَدْ بَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ. قَالَ: رُدَّ عَلَيْنَا مَالَنَا، لَا حَاجَةَ لَنَا بِهِ (¬5). [3208] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - تَلِينِي وَأَخًا لِي يَتيمًا فِي حَجْرِهَا، وَكَانَتْ تُخْرِجُ مِنْ أَمْوَالِنَا الزَّكَاةَ (¬6). [3209] وبإسناده أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى ¬

_ (¬1) في (س): "ابن"، والمثبت من مصنف عبد الرزاق ومصادر الترجمة. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 68) من طريق ثور به. (¬3) في (س): "أخبرناه". (¬4) في (س): "فبعت"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (11/ 324). (¬5) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (3/ 989) من طريق القاسم بن الفضل به مختصرًا. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 73).

وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، كُلُّهُمْ يُخْبِرُهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - تُزَكِّي لَنَا أَمْوَالَنَا، وَإِنَّهَا لَيُتَّجَرُ (¬1) بِهَا فِي الْبَحْرَيْنِ (¬2). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَكِلَا الْإِسْنَادَيْنِ صَحِيحَانِ. [3210] وبإسناده أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَانَ يُزَكِّي مَالَ الْيَتِيمِ (¬3) وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ عَوْنٍ وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَن ابْنِ عُمَرَ (¬4)، وَهُوَ عَنْهُ صَحِيحٌ. [3211] أخبرنا ابْنُ بِشْرَانَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَسْلِفُ أَمْوَالَ الْيَتَامَى مِنْ عِنْدِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنَّهُ أَحْرَزُ لَهُ مِنَ الْوَضْعِ. قَالَ: وَكَانَ يُؤَدِّي زَكَاتَهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ (¬5). [3212] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أبنا أَبُو سعِيدٍ الْأَعْرَابِيُّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ؛ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - كَانَ يُزَكِّي أَمْوَالَ بَنِي أَبِي رَافِعٍ، وَكَانُوا أَيْتَامًا فِي حَجْرِهِ (¬6). [3213] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا ¬

_ (¬1) في (س) والمختصر: "لتتجر"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (11/ 325). (¬2) المصدر السابق (3/ 75). (¬3) المصدر السابق (3/ 74). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 7). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 99) من طريق عبيد الله بمعناه. (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 459) من حديث علي بن أبي طالب.

الشَّافِعِيُّ، أبنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (¬1)؛ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - كَانَتْ عِنْدَهُ أَمْوَالُ بَنِي أَبِي (¬2) رَافِعٍ، فَكَانَ يُزَكِّيهَا فِي كُلِّ عَامٍ (¬3). وَرَوَاهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ [بَعْضِ بَنِي] أَبِي رَافِعٍ قَالَ: بَاعَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - لَنَا أَرْضًا بِثَمَانِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا سَأَلْنَاهُ قَالَ: نَقَصَتْ لِأَنِّي كُنْتُ أُزَكِّيهَا وَكَانَتْ لِيَتَامَى (¬4). [3214] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أبنا الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِيمَا بَلَغَهُ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ (¬5) بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ [ابْنِ] (¬6) أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ يُزَكِّي أَمْوَالَهُمْ، وَهُمْ أَيْتَامٌ فِي حَجْرِهِ (¬7). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: بِهَذَا نَأْخُذُ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ أَشْعَثُ عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ صَلْتٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ (¬8). وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَليٍّ - رضي الله عنه -: ¬

_ (¬1) في (س): "عيينة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 75). (¬4) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (3/ 989) من طريق حبيب بن أبي ثابت به. (¬5) في (س): "جبير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من الأموال لابن زنجويه. (¬7) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 417). (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 7) من طريق أشعث به.

[3215] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ [ابْنُ] الْأَصْبَهَانِيِّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى؛ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - زَكَّى أَمْوَالَ بَنِي [أَبِي] رَافِعٍ، [قَالَ] (¬2): فَلَمَّا دَفَعَهَا إِلَيْهِمْ وَجَدُوهَا (¬3) تَنْقُصُ، فَقَالُوا: إِنَّا وَجَدْنَاهَا تَنْقُصُ. فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: أَتَرَوْنَ أَنَّهُ يَكُونُ عِنْدِي مَالٌ وَلَا (¬4) أُزَكِّيهِ (¬5)؟ ! وَرَوَيْنَا فِي ذَلِكَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهم -. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3216] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا يَجِبُ عَلَى مَالِ الصَّغِيرِ زَكَاةٌ، حَتَّى تَجِبَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: ابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ (¬6). وَرَوَاهُ لَيْثٌ - وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ - عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أُعْلِمُهُ إِذَا بَلَغَ مَا حَلَّ فِيهِ مِنَ الزَّكَاةِ، فَإِنْ شَاءَ زَكَّاهُ، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يُزَكِّهِ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "ابن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفات ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "وجدها"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) قوله: "ولا" في أصل الرواية: "لا". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 107/ أ). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 9). (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 461) من طريق ليث بنحوه.

وَهُوَ مُرْسَلٌ؛ مُجَاهِدٌ لَا يَصِحُّ لَه عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - سَمَاعٌ. [3217] أخبرني بِالْحَدِيثِ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أبنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أبنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فَذَكَرَهُ (¬1). [3218] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ (¬2)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: مَنْ وَلِيَ يَتيمًا فَلْيُحْصِ عَلَيْهِ السِّنِينَ، فَإِذَا دَفَعَ إِلَيْهِ مَالَهُ أَخْبَرَهُ بِمَا فِيهِ مِنَ الزَّكَاةِ؛ فَإِنْ شَاءَ زَكَّى، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ (¬3). [3219] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِثَابِتٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَأَنَّ الَّذِي رَوَاهُ لَيْسَ بِحَافِظٍ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَوْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - لَا يَرَى عَلَيْهِ زَكَاةً، لَمْ يَأْمُرْهُ بِالْإِحْصَاءِ؛ لِأَنَّ مَنْ [لَمْ] (¬5) تَجِبْ عَلَيْهِ زَكَاةٌ، لَا يُؤْمَرُ بِإِحْصَاءِ السِّنِينَ، كَمَا لَمْ يُؤْمَرِ الصَّبِيُّ بِإِحْصَاءِ سِنِيهِ (¬6) فِي صِغَرِهِ لِلصَّلَاةِ، وَلَكِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - كَانَ يَرَى عَلَيْهِ الزَّكَاةَ، وَكَانَ لَا يَرَى أَنْ يُزَكِّيَهَا الْوَلِيُّ وَهُمْ يَقُولُونَ: لَيْسَ فِي مَالِ الصَّبِيِّ زَكَاةٌ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 69) عن سفيان به. (¬2) في (س): "ليث بن أبي أسلم"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 91). (¬3) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (1/ 550) عن ليث به. (¬4) الأم للشافعي (3/ 73). (¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) في (س): "سنه"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف علي وعبد الله، الملحق بالأم (8/ 505).

مسألة (212): ولا تؤخذ قيمة ما يجب من الزكاة مكان الواجب مع القدرة

مَسْأَلَةٌ (212): وَلَا تُؤْخَذُ قِيمَةُ مَا يَجِبُ مِنَ الزَّكَاةِ مَكَانَ الْوَاجِبِ مَعَ الْقُدْرَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تُؤْخَذُ (¬2). [3220] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ (¬3)، أبنا مَالِكٌ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ (¬4) (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، قَالَا (¬5): ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ (¬6) الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ. لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 57)، ومختصر المزني (ص 67)، والحاوي الكبير (3/ 179)، ونهاية المطلب (3/ 200). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 156)، وتحفة الفقهاء (1/ 287)، وبدائع الصنائع (2/ 25). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 160). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 37/ ب). (¬5) في (س): "قال"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 277). (¬6) في (س): "فرض في زكاة"، والمثبت من أصول الرواية.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَالْقَعْنَبِيِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَقُتَيْبَةَ، عَنْ مَالِكٍ (¬2). [3221] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "أَوْ صَاعًا مِنْ دَقِيقٍ". وَهُوَ وَهْمٌ، وَقَدْ رَجَعَ عَنْهُ سُفْيَانُ: [3222] أخبرنا أَبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، أنا سُفْيَانُ فَذَكَرَهُ. قَالَ حَامِدٌ: فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ [الدَّقِيقَ] (¬5)، فَتَرَكَهُ سُفْيَانُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ وَهْمٌ مِنَ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 130). (¬2) صحيح مسلم (3/ 68). (¬3) صحيح البخاري (2/ 131). (¬4) صحيح مسلم (3/ 69). (¬5) ما بين المعقوفين سقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 123).

وَقَدْ سَبَقَ فِي حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ: "فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ، فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ". الْحَدِيثَ. فَلَا (¬1) يُجْزِئُ غَيْرُ مَا سَمَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوَرَدَ بِهِ الْخَبَرُ. [3223] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَا (¬2): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني سلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (¬3) أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: "خُذِ الْحَبَّ مِنَ الْحَبِّ، وَالشَّاةَ مِنَ الْغَنَمِ، وَالْبَعِيرَ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْبَقَرَةَ مِنَ الْبَقَرِ" (¬4). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3224] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو رَوْقٍ الهِزَّانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - رضي الله عنه - لِأَهْلِ الْيَمَنِ: ائْتُونِي بِخَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ آخُذْهُ مُنْكُمْ فِي الصَّدَقَةِ، فَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ، ¬

_ (¬1) قبله في (س): "فقوله"، وما أثبتناه موافق لما في المختصر. (¬2) في (س): "قالوا"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 106). (¬3) في (س): "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 244). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 486) من طريق يحيى به.

وَأَخْيَرُ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ عَمْرٌو (¬1): ائْتُونِي بِعَرْضٍ ثِيَابٍ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا مُرْسَلٌ؛ طَاوُسٌ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذًا (¬2). [3225] قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ - رحمه الله - فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ عَنْهُ: حَدِيثُ طَاوُسٍ عَنْ مُعَاذٍ إِذَا كَانَ مُرْسَلًا، فَلَا حُجَّةَ فِيهِ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: "مِنَ الْجِزْيَةِ" بَدَلَ "الصَّدَقَةِ". قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: هَذَا هُوَ الْأَلْيَقُ بِمُعَاذٍ - رضي الله عنه -، وَالْأَشْبَهُ بِمَا أَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِهِ مِنْ أَخْذِ الْجِنْسِ فِي الصَّدَقَاتِ، وَأَخْذِ الدَّنَانِيرِ أَوْ عَدْلِهِ مَعَافِرَ ثِيَابٍ فِي الْجِزْيَةِ، وَأَنْ يَرُدَّ الصَّدَقَاتِ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، إِلَّا أَنْ يَنْقُلَهَا إِلَى الْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ الَّذِينَ أَكْثَرُهُمْ أَهْلُ فَيْءٍ، لَا أَهْلُ صَدَقَةٍ. ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا: [3226] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيَّ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬3) الْمُزَنِيُّ يُخْبِرُ عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ رِجَالٌ (¬4) مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أُولُو أَمْوَالٍ، فَهَلْ يَجُوزُ عَنَّا مِنْ زَكَاةِ الْفِطْرِ؟ قَالَ: "لَا، فَأَدُّوهَا عَنِ (¬5) الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالْحُرِّ ¬

_ (¬1) في (س): "عمر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) المصدر السابق (2/ 487). (¬3) في (س): "عمر"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬4) قوله: "جاء رجال" تقرأ في (س): "ما يعلل". (¬5) في (س): "على".

وَالْعَبْدِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ" (¬1). [3227] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، فَذَكَرهُ بِنَحْوِهِ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: رَوَاهُ مُجَالِدٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ الْأَحْمَسِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبْصَرَ نَاقَةً مُسِنَّةً (¬2) فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ، قَالَ: "قَاتَلَ اللَّهُ صَاحِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَوَاشِي الصَّدَقَةِ (¬3). قَالَ: "فَنَعَمْ إِذًا" (¬4). وَهَذَا فِيمَا: [3228] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنَّ أَبَا الْوَلِيد أَخْبَرَهُمْ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ (¬5) بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، فَذَكَرَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى: سَأَلْتُ عَنْهُ الْبُخَارِيَّ فَقَالَ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ. فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا، وَضَعَّفَ مُجَالِدًا (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 116). (¬2) في أصل الرواية: "حسنة" في الموضعين. (¬3) في أصل الرواية: "الإبل" في الموضعين. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 403)، (10/ 589). (¬5) في (س): "عبد الرحمن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) العلل الكبير للترمذي (ص 21).

[3229] أخبرناه مُرْسَلًا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ (¬1)، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ رَأَى فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ نَاقَةً كَوْمَاءَ فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقَالَ الْمُصَدِّقُ: إِنِّي أَخَذْتُها [بِإِبِلٍ] (¬2)، فَسَكَتَ (¬3). [3230] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: فَإِذَا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الصَّلَاةِ قَسَمَهُ بَيْنَهُمْ وَقَالَ: "أَغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ" (¬4). قَالُوا: فَالْقَصْدُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُغْنِيَهُمْ، وَذَلِكَ حَاصِلٌ بِدَفْعِ قِيمَةِ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ. قُلْنَا: هَذَا الْخَبَرُ غَيْرُ ثَابِتٍ، وَرَاوِيهِ (¬5) أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ السِّنْدِيُّ، وَهُوَ مِمَّنِ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَبَقِيَ فِي ذَلِكَ سِنِينَ حَتَّى كَثُرَتِ الْمَنَاكِيرُ فِي رِوَايَتِهِ، وَتَعَذَّرَ تَمْيِيزُهُ، فَبَطَلَ الِاحْتِجَاجُ بِهِ. [3231] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ¬

_ (¬1) في (س): "أبي عبيدة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 109). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المصدر السابق (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 406) من طريق إسماعيل بنحوه. (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 115). (¬5) في (س): "ورواية"، والمثبت يقتضيه السياق.

كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَعْشِرٍ الْمَدَنِيِّ، وَيَسْتَضْعِفُهُ جِدًّا وَيَضْحَكُ إِذَا ذَكَرَهُ (¬1). [3232] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: وَسَأَلْتُهُ - يَعْنِي: يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ - عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الْمَدَنِيِّ، فَقَالَ: اسْمُهُ نَجِيحٌ؛ ضَعِيفٌ (¬2). [3233] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، أبنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ مَدَنِيٌّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَنَافِعٍ، وَهُوَ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، كَانَ (¬3) ابْنُ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ (¬4). (¬5) ثُمَّ (¬6) يُعَارِضُهُ وَمَا قَبْلَهُ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ بْنِ نَاجِيَةَ، وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [3234] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ¬

_ (¬1) انظر الضعفاء للعقيلي (4/ 128)، والأباطيل للجوزقاني (2/ 113). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 220). (¬3) في (س): "قال"، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) قوله: "تعرف وتنكر" (س) بدون نقط، وفي التاريخ: "يعرف وينكر"، وتعقبه محققه، وجاء على الصواب في الجرح والتعديل (8/ 494)، وفي ضعفاء العقيلي عن البخاري (4/ 127). (¬5) الضعفاء للبخاري (ص 136)، والتاريخ الكبير (8/ 114). (¬6) في الأصل: "لم"، والمثبت يقتضيه السياق.

الْأَصْبَهَانِيُّ، أبنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا ابْنُ كَاسِبٍ، ثنا عِيسَى بْنُ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ كُلْثُومِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ (¬1)، عَنْ جَدِّهِ كُلْثُومٍ، عَنْ أَبِيهِ [عَلْقَمَةَ] (¬2) قَالَ: عَرَضُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَشْتَرُوا مِنْهُ بَقِيَّةَ مَا بَقِيَ عَلَيْهِمْ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، فَقَالَ: "إِنَّا لَا نَبِيعُ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَاتِ حَتَّى نَقْبِضَهُ" (¬3). [3235] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ أَحْمَدَ الْحِمْصِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَن شِرَاءِ الصَّدَقَاتِ حَتَّى تُقْبَضَ (¬4). [3236] قال: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو (¬5) السُّلَفِيُّ الْحِمْصِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬6)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ. * * * ¬

_ (¬1) بعده في (س): "عن أبيه"، وكذلك في السنن الكبير للمؤلف (4/ 150)، والمثبت هو الموافق لأصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 309) مطولًا. (¬4) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 412) من حديث أبي سعيد الخدري مطولًا. (¬5) في (س): "عمر"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬6) في (س): "أبي جريج"، تحريف، والمثبت من المصدر السابق.

مسألة (213): ومن منع زكاة الأموال الظاهرة، فللإمام أخذها قهرا، وإذا أخذها [قهرا] وقعت موقعها

مَسْأَلَةٌ (213): وَمَنْ مَنَعَ زَكَاةَ الْأَمْوَالِ الظَّاهِرَةِ، فَلِلْإِمَامِ أَخْذُهَا قَهْرًا، وَإِذَا أَخَذَهَا [قَهْرًا] (¬1) وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ لَهُ أَخْذُهَا قَهْرًا، وَلَكِنْ يُحْبَسُ حَتَّى يُؤَدِّيَ مِنْ يَدِهِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3237] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَا: ثنا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بَعْدَهُ، فَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ، ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (3/ 57)، والحاوي الكبير (3/ 185)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 465)، والمجموع (5/ 304). (¬3) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 312)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (2/ 227)، وغمز عيون البصائر لأحمد الحموي (2/ 52).

لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ (¬1). هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَلِيٍّ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما -: كَيْفَ تُقَاتِلُ. وَقَالَ: لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَقُتَيْبَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬3). [3238] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ. (ح) قَالَ: وأبنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا أَبو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (¬4) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "فِي كُلُّ إِبِلٍ سَائِمَةٍ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، لَا تُفَرَّقُ إِبِلٌ عَنْ حِسَابِهَا، مَنْ أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا فَلَهُ أَجْرُهَا، وَمَنْ مَنَعَهَا، فَإِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ إِبِلِهِ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِ (¬5) رَبِّنَا، لَا يَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ (¬6) مِنْهَا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 116). (¬2) صحيح البخاري (9/ 15، 93). (¬3) صحيح مسلم (1/ 38). (¬4) في (س): "جدته"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية، والمختصر (ق 87/ ب). (¬5) في (س): "عزمة". (¬6) في (س): "لمحمد".

شَيْءٌ (¬1) ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬2). جَدُّهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ. وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى أَخْذِهَا مِنْهُ قَهْرًا، فَأَمَّا أَخْذُ غَيْرِهَا مَعَهَا، فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ ذَلِكَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي تُضَعَّفُ الْغَرَامَةُ عَلَى مَنْ غَلَّ أَوْ سَرَقَ. وَقَدْ صَارَ تَضْعِيفُ الْغَرَامَةِ مَنْسُوخًا، وَبَقِيَ جَوَازُ الْأَخْذِ دُونَ التَّضْعِيفِ عَلَى ظَاهِرِهِ. [3239] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أبنا مَالِكٌ، عَنْ عُمَرَ (¬3) بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: كُنْتُ إِذَا جِئْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - أَقْبِضُ مِنْهُ عَطَائِي سَأَلَنِي: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ مَالٍ وَجَبَتْ فِيهِ الزَّكَاةُ؟ فَإِنْ قُلْتُ: نَعَمْ، أَخَذَ مِنْ عَطَائِي زَكَاةَ ذَلِكَ الْمَالِ، وَإِنْ قُلْتُ: لَا، دَفَعَ إِلَيَّ عَطَائِي (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "شيئا". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 261). (¬3) في (س): "عمرو"، والمثبت أصل الرواية ومصادر ترجمته. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 43).

مسألة (214): ولا زكاة في سائمة الخيل

مَسْأَلَةٌ (214): وَلَا زَكَاةَ فِي سَائِمَةِ الْخَيْلِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فِي كُلِّ فَرَسٍ سَائِمَةٍ إِذَا كَانَ ذُكُورًا وَإِنَاثًا [دِينَارٌ] (¬2)، أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [3240] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا وُهَيْبٌ (¬4). (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أبنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ، - وَقَالَ وُهَيْبٌ: ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 65)، ومختصر المزني (ص 68)، والحاوي الكبير (3/ 191)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 465)، والمجموع (5/ 310). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المختصر (ق 88/ أ). (¬3) انظر: الأصل (2/ 57)، والمبسوط (2/ 188)، وتحفة الفقهاء (1/ 290)، وبدائع الصنائع (2/ 34). (¬4) في (س): "وهب"، والمثبت من سياق الإسناد كما سيأتي.

ثنا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي عَبْدِ الْمُسْلِمِ، وَلَا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي عَبْدِهِ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي فَرَسِهِ". وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: "لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ". اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ؛ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬1). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). وَرَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ خُثَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا صَدَقَةَ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ، وَلَا فِي فَرَسِهِ". [3241] أخبرناه أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، أنا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَاتِمٌ، فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حَاتِمٍ (¬3). [3242] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬4) بْنِ دِينَارٍ. (ح) ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 121). (¬2) صحيح مسلم (3/ 67). (¬3) المصدر السابق (3/ 67). (¬4) في (س): "عمر"، والمثبت من أصل الرواية.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬1) بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أبنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّفَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ" (¬2). لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). وَرَوَاهُ مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِرَاكٍ، وَزَادَ فِيهِ: "إِلَّا صَدَقَةَ الْفِطْرِ" (¬4). [3243] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ (¬5)، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ صَدَقَةٌ فِي فَرَسِهِ، وَلَا فِي عَبْدِهِ، وَلَا فِي وَليدَتِهِ". [3244] قال أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا سعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (¬6). [3245] أخبرنا أبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ¬

_ (¬1) في (س): "الحسن"، تحريف. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 65). (¬3) صحيح مسلم (3/ 67). (¬4) المصدر السابق (3/ 68). (¬5) في (س): "الخياط"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 113/ أ).

ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ (¬1)، أبنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ عَفَوْتُ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ؛ فَهَاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ، وَلَيْسَ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةٍ شَيْءٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ، فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ" (¬2). [3246] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ (¬3)، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ؛ فَأَدُّوا (¬4) زَكَاةَ الْأَمْوَالِ" (¬5). [3247] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أبنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "قَدْ عَفَوْتُ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَكِنْ هَاتُوا صَدَقَةَ الْأَمْوَالِ" (¬6). [3248] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أبنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (س): "عمر بن علي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 119). (¬3) في الأصل: "ابن شريف"، والمثبت من كتب التراجم، وهو: عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب، أبو محمد الواسطي المقرئ المحدث. ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام (7/ 781) ط د بشار بروايته عن: شعيب بن أيوب الصريفيني. والله أعلم. (¬4) في (س): "فإنهما"، والمثبت من جامع ابن وهب، ومن مصادر التخريج. (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 112) من طريق سفيان به. (¬6) أخرجه الطبري في تهذيب الآثار، مسند عمر (2/ 945) من طريق ابن أبي مريم به، وفيه: "ولكن هاتوا صدقة الأموال ربع العشر".

يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْجَبْهَةِ، وَالْكُسْعَةِ، وَالنُّخَّةِ". قَالَ بَقِيَّةُ: الْجَبْهَةُ: الْخَيْلُ، وَالْكُسْعَةُ: الْبِغَالُ وَالْحَمِيرُ، وَالنُّخَّةُ: الْمُرَبَّيَاتُ فِي الْبُيُوتِ (¬1). [3249] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا صَدَقَةَ فِي الْكُسْعَةِ، وَالْجَبْهَةِ، وَالنُّخَّةِ". فَسَّرَهُ أَبُو عَمْرٍو؛ الْكُسْعَةُ: الْحَمِيرُ، وَالْجَبْهَةُ: الْخَيْلُ، وَالنُّخَّةُ: الْعَبِيدُ (¬2). وَرَوَاهُ (¬3) سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي كِتَابِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ (¬4). وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيادٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬5). وَرَوَاهُ جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 127) بسنده ومتنه، وأخرجه البخاري (2/ 121) ومسلم (3/ 67) من حديث أبي هريرة بمعناه. (¬2) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1417) من طريق يحيى بن أيوب به. (¬3) في (س): "ورواية"، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) تقدم في رقم (3149). (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 128). (¬6) المصدر السابق (8/ 128).

وَفِيمَا رَوَيْنَا غُنْيَةٌ عَنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ، وَفِيمَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ إِجْمَاعُ الصَّحَابَةِ. [3250] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أبنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ؛ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَالُوا لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ - رضي الله عنه -: خُذْ مِنْ خَيْلِنَا وَرَقِيقِنَا صَدَقَةً، فَأَبَى، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَأَبَى، فَكَلَّمُوهُ أَيْضًا، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، وَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ - رضي الله عنهما -: إِنْ أَحَبُّوا فَخُذْهَا مِنْهُمْ، وَارْدُدْهَا عَلَيْهِمْ، وَارْزُقْ رَقِيقَهُمْ (¬1). قَالَ مَالِكٌ: ارْدُدْهَا عَلَيْهِمْ أَيْ: ارْدُدْهَا عَلَى فُقَرَائِهِمْ (¬2). [3251] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه -، فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ أَصَبْنَا أَمْوَالًا؛ خَيْلًا وَرَقِيقًا، نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَنَا فِيهَا زَكَاةٌ وَطُهُورٌ، قَالَ: مَا فَعَلَهُ صَاحِبَايَ قَبْلِي فَأَفْعَلَهُ، فَاسْتَشَارَ عُمَرُ عَلِيًّا - رضي الله عنهما - فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: هُوَ حَسَنٌ إِنْ لَمْ تَكُنْ جِزْيَةً يُؤْخَذُونَ بِهَا رَاتِبَةً (¬3). وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ كَمَا رَوَاهُ مُسْنَدًا، وَعَلَى هَذَا إِجْمَاعُ التَّابِعِينَ. [3252] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) أخرجه في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 81/ أ). (¬2) المصدر السابق (ق 81/ ب). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 266).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ صَدَقَةِ الْبَرَاذِينِ، فَقَالَ: وَهَلْ فِي الْخَيْلِ صَدَقَةٌ (¬1)؟ ! [3253] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ كِتَابٌ مِنْ (¬2) عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي وَهُوَ بِمِنًى: أَلَّا (¬3) تَأْخُذَ مِنَ الْخَيْلِ، وَلَا مِنَ الْعَسَلِ صَدَقَةً (¬4). [3254] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحمَّد بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُليْمَان، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سعْدٍ: هَلْ فِي الْخَيْلِ، وَالرَّقِيقِ، وَالْعَسَلِ صَدَقَةٌ؟ قُلْتُ: لَيْسَ في شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ صَدَقَةٌ. فَقَالَ: هَذِهِ رِوَايَةٌ مَدِينِيَّةٌ؟ فَقُلْتُ لَهُ: صَلَاةُ الْعَتَمَةِ مَدِينِيَّةٌ. وَاعْتِمَادُهُمْ فِي الْمَسْأَلَةِ عَلَى مَا: [3255] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الْأَهْوَازِيُّ بِنَيْسَابُورَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْإِصْطَخْرِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَحْرٍ الْأَزْدِيُّ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ حَمَّادٍ الْإِصْطَخْرِيُّ، ثنا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ غُورَكِ بْنِ الْحِصْرِمِ (¬5) أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 66). (¬2) في (س): "إلى"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "لا"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) أخرجه في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 81/ أ). (¬5) في (س): "الخضرم"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 132) وتصحف في طبعة =

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فِي الْخَيْلِ السَّائِمَةِ فِي كُلِّ فَرَسٍ دِينَارٌ" (¬1). وَبِئْسَ (¬2) الْمُعْتَمَدُ؛ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ يَرْوِيهِ مَجْهُولٌ لَا تُعْرَفُ عَدَالَتُهُ. [قَالَ (¬3) عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: تَفَرَّدَ بِهِ غُورَكٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا، وَمَنْ دُونَهُ ضُعَفَاءُ (¬4). هَذَا، وَقَدِ احْتَالُوا فِي الِاسْتِدْلَالِ بِأَخْبَارٍ رُوِيَتْ لِأَسْبَابٍ مَعْلُومَةٍ، وَنُقِلَتْ لِمَعَانٍ مَعْرُوفَةٍ، وَسِيقَتْ لِأَحْكَامٍ أُخَرَ سِوَى مَا زَعَمُوا، لَمَّا لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُمْ رِوَايَةُ غُورَكٍ؛ لِكَوْنِهَا ضَعِيفَةً وَلَا يَشُكُّ فِيهَا حَدِيثِيٌّ، وَتَرَكُوا الْحَدِيثَ الصَّحِيحَ الْمَشْهُورَ الصَّرِيحَ بِالْمَذْكُورِ فِيهِ وَالْمَقْصُودِ بِهِ، وَأَمَّا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي خَالِدٍ حِينَ قِيلَ إِنَّهُ مَنَعَ: "وَأَمَّا خَالِدٌ، فَإِنَّكُم تَظْلِمُونَ خَالِدًا وَقَدِ احْتبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (¬5). فَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّ الْقَصْدَ بِذَلِكَ تَحْسِينُ أَمْرِهِ، وَإِظْهَارُ عُذْرِهِ، فَكَأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّ خَالِدًا قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَلَا أَرَاهُ يَبْخَلُ بِدَفْعِ الزَّكَاةِ، وَيَمْتَنِعُ مِنْ أَدَائِهَا، وَهُوَ وَإِنْ تَأَخَّرَ دَفْعُهَا، فَعَنْ قَرِيبٍ سَيُدْرِكُهَا، أَوْ أَنَّ خَالِدًا قَدِ احْتبَسَ أَمْوَالَهُ حَتَّى أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَلَا شَيْءَ ¬

_ = هجر (8/ 132). له ترجمة في: تبصير المنتبه (2/ 506)، وتوضيح المشتبه (3/ 251)، وانظر لسان الميزان (6/ 310). قال ابن ناصر: "بمهملات مع كسر أوله وسكون ثانيه وكسر الراء والميم". (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 35) من طريق أحمد بن عبدان به. (¬2) في المختصر: "ونفس". (¬3) من هنا إلى نهاية المعقوفين سقط من (س)، واستدرك من المختصر، انظر التعليق عليه بعدُ. (¬4) سنن الدارقطني (3/ 35). (¬5) صحيح البخاري (2/ 122)، ومسلم (3/ 68).

عَلَيْهِ، وَيُؤَكِّدُهُ جَمْعُهُ بَيْنَ أَدْرَاعِهِ وَأَعْتُدِهِ، وَإِجْمَاعُنَا عَلَى أَنَّهُ لَا زَكَاةَ فِي الدُّرُوعِ حَسَبَ مَا يُوجِبُونَهُ فِي الْخَيْلِ، أَوْ كَأنَّهُ طَلَبَ زَكَاةَ التِّجَارَةِ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي كَيِّ مَانِعِ حَقِّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ بِهَا، وَأَنَّ مَانِعَ حَقِّ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ يُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، الْحَدِيثَ الْمَشْهُورَ، وَقَالَ فِيهِ عَنِ الْخَيْلِ: "وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي ظُهُورِهَا، وَلَا فِي رِقَابِهَا، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ" (¬1). فَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّ الْقَصْدَ مِنْ ذَلِكَ الْحَثُّ عَلَى الْخَيْرِ وَفِعْلِ الْمَعْرُوفِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ الْإِبِلَ قَالَ: "وَمِنْ حَقِّهَا حَلْبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا". وَقَالَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ومَا حَقُّهَا؟ يَعْنِي: الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ وَالْغَنَمَ، قَالَ: "إِطْرَاقُ فَحْلِهَا، وَإِعَارَةُ دَلْوِهَا، وَمَنِيحَتُهَا وَحَلْبُهَا عَلَى الْمَاءِ، وَحَمْلٌ] (¬2) عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (¬3). وَإِذَا كَانَ هَذَا الْخَبَرُ مُحْتَمِلًا لِمَا ذَكَرْنَا، فَنَحْمِلُهُ عَلَيْهِ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ". اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3256] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أبنا أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، أبنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمَرَّدٌ (¬4)، أَنَّ حُيَيَّ بْنَ يَعْلَى أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 70). (¬2) ما بين المعقوفين يتمثل في الوجه: [128/ ب] و [129/ أ] وقد سقطا من (س)، واستدركناه من المختصر (2/ 447). (¬3) صحيح مسلم (3/ 73). (¬4) هو: عمرد بن الحسن، مترجم في تاريخ البخاري (7/ 88).

يَعْلَى يَقُولُ: ابْتَاعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمَيَّةَ - أَخُو يَعْلَى - مِنْ رَجُلٍ فَرَسًا أُنْثَى بِمِائَةِ قَلُوصٍ، فَبَدَا لَهُ فَنَدِمَ الْبَائِعُ، فَأَتَى عُمَرَ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: إِنَّ يَعْلَى وَأَخَاهُ غَصَبَانِي فَرَسًا. فَكَتَبَ عُمَرُ - رضي الله عنه - إِلَى يَعْلَى بْنِ أُمَّيَةَ أَنِ الْحَقْ بِي. فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الْخَيْلَ لَتَبْلُغُ هَذَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ فَرَسًا بَلَغَ هَذَا قَبْلَ هَذِهِ. قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: فَنَأْخُذُ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةً، وَلَا نَأْخُذُ مِنَ الْخَيْلِ شَيْئًا، خُذْ مِنْ كُلِّ فَرَسٍ دِينَارًا. قَالَ: فَضَرَبَ عَلَى الْخَيْلِ دِينَارًا دِينَارًا (¬1). قُلْنَا: فِي ثُبُوتِهِ كَلَامٌ وَنَظَرٌ؛ فَإِنْ ثَبَتَ فَإِنَّمَا أَمَرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - بِذَلِكَ حِينَ أَحَبَّهُ أَرْبَابُهَا، كَمَا رَوَيْنَا فِي أَدِلَّتِنَا عَنْهُ - رضي الله عنه - (¬2). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 36) من طريق ابن جريج به. وفيه تصحف: "عمرد" إلى: "عمرو"، وكذلك: "حيي" إلى: "يحيى". (¬2) هنا في المختصر (2/ 447) زيادة تقدر بنصف ورقة خطية وغير موجودة في أصلنا الخطي، وهي من تصرف المختصر حيث أعاد ذكر أدلة البيهقي التي تقدم ذكرها في المسألة (214). والله أعلم.

مسألة (215): والعشر لا يجب فيما نقص عن خمسة أوسق

مَسْأَلَةٌ (215): وَالْعُشْرُ لَا يَجِبُ فِيمَا نَقَصَ عَنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجِبُ فِي الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3257] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬3) وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ مَالِكٌ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَسَمَّى آخِرِينَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ يَحْيَى الْمَازِنِيَّ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ صدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ (¬4) أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الْإِبِلِ صَدَقَةٌ" (¬5). [3258] أخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مَالِكٌ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 139)، ومختصر المزني (ص 71)، والحاوي الكبير (3/ 209)، ونهاية المطلب (3/ 229)، والمجموع (5/ 437). (¬2) انظر: الأصل (2/ 121)، والمبسوط (3/ 3)، وتحفة الفقهاء (1/ 321)، وبدائع الصنائع (2/ 30). (¬3) في (س): "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) في (س): "خمس"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 108).

عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ" (¬1). [3259] قال: وأبنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ يَحْيَى الْمَازِنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ" (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬4). [3260] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ (¬5)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (¬6) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ" (¬7). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ (¬8) مَالِكٍ (¬9). [3261] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 76). (¬2) المصدر السابق (3/ 76). (¬3) صحيح البخاري (2/ 116). (¬4) صحيح مسلم (3/ 66). (¬5) في (س): "أبو بكر الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬6) في (س): "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 76). (¬8) في (س): "بن"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬9) صحيح البخاري (2/ 119).

إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا صَدَقَةَ فِي حَبٍّ وَلَا تَمْرٍ دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ (¬2). [3262] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالُوا: ثنا [أَبُو] (¬3) الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِمْلَاءً - ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئً عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الْإِبِلِ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ" (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ وَهَارُونَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬5). [3263] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا الْحُسَيْنُ (¬6) بُن الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 130) (¬2) صحيح مسلم (3/ 67). (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 109). (¬5) صحيح مسلم (3/ 67). (¬6) في (س): "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته.

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "لَا زَكاةَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَرْثِ حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوْسَاقٍ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسَاقٍ فَفِيهِ الزَّكاةُ، وَالْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا، وَلَا زَكاةَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْفِضَّةِ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوَاقٍ، وَالْوُقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا" (¬1). [3264] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أبنا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ (¬2) أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَبْعِرَةٍ صَدَقَةٌ" (¬3). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3265] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أنَّهُ سَنَّ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ وَكَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرَ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفَ الْعُشْرِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 483) من طريق محمد بن يزيد بن سنان به. (¬2) في (س): "خمس"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 139) وليس فيه: "ولا فيما دون خمس أبعرة صدقة" بل توجد هذه العبارة في المصنف بإسناد مختلف. (¬4) صحيح البخاري (2/ 126). (¬5) صحيح مسلم (3/ 67).

وَالْقَصْدُ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ بَيَانُ مَا يَجِبُ فِيهِ الْعُشْرُ، أَوْ نِصْفُ الْعُشْرِ، فَأَمَّا بَيَانُ النِّصَابِ الَّذِي يَجِبُ فِيهِ الْعُشْرُ أَوْ نِصْفُ الْعُشْرِ، فَهُوَ مُسْتَفَادٌ مِنَ الْأَحَادِيثِ قَبْلَهُ. [3266] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاِثِينَ مِنَ الْبَقَرِ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا مِنَ الذَّهَبِ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ، وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ، وَالْعُشْرُ فِي التَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَمَا سُقِيَ سَيْحًا فَفِيهِ الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ" (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 424).

مسألة (216): ويخرص النخل والكرم إذا بدا صلاحهما

مَسْأَلَةٌ (216): وَيُخْرَصُ النَّخْلُ وَالْكَرْمُ إِذَا بَدَا صَلَاحُهُمَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْخَرْصُ كالْقِمَارِ وَالْمَيْسِرِ لَا يَصِحُّ الِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ (¬2). [3267] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَأَتَيْنَا وَادِيَ الْقُرَى عَلَى حَدِيقَةٍ لِامْرَأَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اخْرُصُوهَا". فَخَرَصْنَاهَا وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةَ أَوْسُقٍ وَقَالَ: "أَحْصِيهَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ". وَانْطَلَقْنَا حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّهَا سَتَهُبُّ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ". فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَحَمَلَتْهُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 80)، ومختصر المزني (ص 70)، والحاوي الكبير (3/ 225)، والمجموع (5/ 459). (¬2) انظر: المبسوط (23/ 6)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (4/ 47)، والبناية شرح الهداية (3/ 432).

الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَيْ (¬1) طَيِّئٍ، وَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ صَاحِبِ (¬2) أَيْلَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابٍ وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَهْدَى لَهُ بُرْدًا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا إِلَى وَادِي الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَرْاةَ عَنْ حَدِيقَتِهَا كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا [فَقَالَتْ] (¬3): عَشَرَةَ أَوْسُقٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي مُسْرِعٌ (¬4)، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُسْرِعْ (¬5)، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ". فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: "هَذِهِ طَابَةٌ، وَهَذَا أُحُدٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ خَيْرَ دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ"، فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ (¬6)، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ (¬7): أَلَمْ تَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيَّرَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلَنَا آخِرًا. فَأَدْرَكَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَيَّرْتَ دُورَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْتَنَا آخِرًا، فَقَالَ: "أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الْخِيَارِ؟ ". ¬

_ (¬1) في (س): "بجبل"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من صحيح مسلم، ودلائل النبوة (5/ 238). (¬2) في (س): "أصحاب". (¬3) في (س): "ثلاث". (¬4) تقرأ في (س): "متبرع". (¬5) في (س): "فليتبرع". (¬6) في شرح القسطلاني: "فلحقْنا بسكون القاف، سعد بن عبادة بنصب سعد على المفعولية. . . ولأبي ذر: فلحقَنا بفتح القاف بصيغة الماضي، ونا مفعول، سعد بن عبادة بالرفع فاعله" (6/ 153). (¬7) في (س): "أبو السيد".

لَفْظُ حَدِيثِ يَعْقُوبَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬1). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ (¬2). [3268] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي زَكَاةِ الْكَرْمِ "يُخْرَصُ كَمَا تُخْرَصُ النَّخْلُ، ثُمَّ تُؤَدَّى زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا تُؤَدَّى زَكَاةُ النَّخْلِ تَمْرًا" (¬5). لَفْظُ حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ، وَزَادَ فِيهِ (¬6): [3269] وبإسناده أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَبْعَثُ مَنْ يَخْرُصُ عَلَى النَّاسِ كُرُومَهُمْ وَثِمَارَهُمْ (¬7). وَالْحَدِيثُ الْأَوَّلُ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (7/ 61). (¬2) صحيح البخاري (3/ 21)، (5/ 33)، (6/ 8). (¬3) في (س): "الحسن"، والمثبت من أسانيد المؤلف. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 122). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 79). (¬6) كتب فوقها في (س): "ملحق". (¬7) المصدر السابق (3/ 80).

وَمَعْنَاهُ (¬1). [3270] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، تنا شُعْبَةُ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ الشَّهِيدُ - رحمه الله -، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ نِيَارٍ، قَالَ: أَتَانَا سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ إِلَى مَجْلِسِنَا، فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إذَا خَرَصْتُمْ فَدَعُوا الثُّلُثَ" وَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى: فَدَعُوا الثُّلُثَ (¬2) "فَإِنْ (¬3) لَمْ تَدَعُوا الثُّلُثَ فدَعُوا الرُّبُعَ" (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬5). [3271] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهَا قَالَتْ وَهِيَ تَذْكُرُ شَأْنَ خَيْبَرَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى يَهُودَ، فَيَخْرِصُ النَّخْلَ حِينَ (¬6) يَطِيبُ قَبْلَ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ يُخَيِّرُ يَهُودَ يَأْخُذُونَهُ بذَلِكَ الْخَرْصِ، أَم يَدْفَعُونَهُ إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْخَرْصِ، لِكَيْ (¬7) يُحْصِيَ الزَّكَاةَ قَبْلَ أَنْ تُؤْكَلَ الثِّمَارُ أَوْ تُفَرَّقَ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (20/ 111) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق به. (¬2) يقصد رواية يحيى عن شعبة التي أخرجها الحاكم في المستدرك عند إخراجه لهذا الحديث. (¬3) في (س): "وإن" والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 561). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 270). (¬6) في (س): "حتى"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) في (س): "لكن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 299).

[3272] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أبنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أبنا أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَنِي النَّضِيرِ، فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَا كَانُوا، وَجَعَلَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَخَرَصَهَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، أَنْتُمْ أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ؛ قَتَلْتُمْ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ، وَافْتَرَيْتُمْ عَلَى اللَّهِ، وَلَيْسَ يَحْمِلُنِي بُغْضِي إِيَّاكُمْ أَنْ أَحِيفَ عَلَيْكُمْ، قَدْ خَرَصْتُ عَلَيْكُمْ عِشْرِينَ أَلْفَ وَسْقٍ مِنْ تَمْرٍ، إِنْ شِئْتُمْ فَلكُمْ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَلِي. قَالُوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ. قَالُوا: قَدْ أَخَذْنَا فَاخْرُجُوا عَنَّا (¬1). [3273] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أبنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِيَهُودِ خَيْبَرَ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ: "أُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ عَلَى أَنَّ التَّمْرَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَيَخْرِصُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَقُولُ: إِنْ شِئْتُمْ فَلَكُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَلِي. فَكَانُوا يَأْخُذُونَهُ (¬2). [3274] وبإسناده أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَيَخْرِصُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُودَ (¬3). [3275] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن طهمان في مشيخته (ص 87). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 84). (¬3) المصدر السابق (3/ 85).

ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَنَافِعٍ قَالَا: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُجْلِيَ أَهْلَهَا مِنْهَا، فَقَالُوا: دَعْنَا فِيهَا فَنَحْنُ أَعْلَمُ بِعَمَلِهَا وَعِلَاجِهَا مِنْكُمْ. فَأَقَرُّوهَا مَا شَاءُوا - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ مَا شَاءَ الْأُمَرَاءُ - أَنْ يَعْمَلُوهَا بِالنِّصْفِ، فَلَمَّا بَلَغَ صِرَامُهَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ - رضي الله عنه - يُقَاسِمُهُمْ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ قَالُوا: أَتَاكُمْ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْكُمْ. قَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ، وَاللَّهِ، يَعْنِي: لَأَنْتُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ عَدَدِكُمْ مِنَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَوْ قَالَ: أَهْوَنُ عَلَيَّ. فَخَرَصَ عَلَيْهِمْ خَرْصًا فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَأْخُذُوا وَنُوَفِّيَكُمْ وَتُوَفُّونَا حَقَّنَا، وَيَكُونَ لَكُمْ الْكَرَبُ وَالسَّعَفُ؛ فَهُوَ رَافِقٌ بِكُمْ. فَأَخَذُوهُ وَأَوْفَوْهُ حَقَّهُ، فَكَانُوا كَذَلِكَ حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ - رضي الله عنه -، فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: وَلِمَ أَجْلَاهُمْ عُمَرُ - رضي الله عنه -؟ فَقَالَ: مِنْ أَجْلِ ابْنِ عُمَرَ. فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: دَفَعُوهُ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ فَفَدِعَتْ رِجْلُهُ. فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لِلِّسَانِ (¬1). [3276] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَحْمَدُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬2) قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: إِنَّمَا خَرَصَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ عَامًا وَاحِدًا، فَأُصِيبَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، ثُمَّ إِنَّ جَبَّارَ بْنَ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ كَانَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بعْدَ ابْنِ رَوَاحَةَ، فَخَرَصَ عَلَيْهِمْ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (3/ 1067) عن نافع من طريق آخر بمعناه. (¬2) في (س): "ثنا أحمد بن يونس، عن أبي إسحاق"، والمثبت من كتب التراجم، والمعجم الكبير للطبراني وأحمد هو: ابن عبد الجبار، ويونس هو: ابن بكير. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 270) من طريق يونس بن بكير به.

[3277] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِق بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِق الْمُؤَذِّنُ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ يُقَاسِمُ الْيَهُودَ ثِمَارَهَا، وَكَانَ ثَمَرُهَا قَسْمًا بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَبَيْنَ الْيَهُودِ شَطْرَيْنِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ جَمَعُوا مِنْ حُلِيِّ نِسَائِهِمْ حُلِيًّا، فَقَالُوا: لَكَ ذَلِكَ، وَخَفِّفْ عَنَّا وَتَجَاوَزْ لَنَا فِي الْقَسْمِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، إِنَّكُمْ لَأَبْغَضُ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيَّ وَمَا ذَاكَ بِحَامِلِي عَلَى أَنْ أَحِيفَ عَلَيْكُمْ، فَأَمَّا مَا عَرَضْتُمْ مِنَ الرِّشْوَةِ فَسُحْتٌ، وَإِنَّا لَا نَأْكُلُهَا. فَقَالَتِ الْيَهُودُ: بِهَذَا تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ. [3278] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو بَكْرِ (¬1) بْنُ إِسْحَاقَ، أبنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بَعَثَهُ عَلَى خَرْصِ التَّمْرِ، وَقَالَ: إِذَا أَتَيْتَ أَرْضًا فَاخْرِصْهَا، وَدع لَهُمْ قَدْرَ مَا يَأْكُلُونَ (¬2). هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ، وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ فِي مَسْأَلَةِ الْعَرَايَا، دَلِيلٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ، وَكَذَلِكَ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ فِي مَسْأَلَةِ الْمُسَاقَاةِ، دَلِيلٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "أبو بشر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 270).

مسألة (217): ولا شيء في الخضراوات

مَسْأَلَةٌ (217): وَلَا شَيْءَ فِي الْخَضْرَاوَاتِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فِيهَا الْعُشْرُ وَنِصْفُ الْعُشْرِ، إِلَّا فِي الْقَصَبِ، وَالْحَطَبِ، وَالتِّبْنِ، وَالسَّعْفِ (¬2). [3279] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ (¬3). وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ (¬4)، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: عِنْدَنَا كِتَابُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ إِنَّمَا أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنَ الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيث قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ لَا يُنْكَرُ لَهُ أَنْ يُدْرِكَ أَيَّامَ مُعَاذٍ (¬5) - رضي الله عنه - (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (3/ 50)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 50)، والمجموع (5/ 432). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 2)، والهداية شرح البداية (1/ 107)، والبناية شرح الهداية (3/ 417)، وفتح القدير (2/ 248). (¬3) في (س): "بن حسان"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 103/ ب). (¬5) في (س): "يذكرك بأمر معاذ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 267).

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَزَادَ قَالَ: بَعَثَ الْحَجَّاجُ مُوسَى بْنَ الْمُغِيرَةِ عَلَى الْخُضَرِ وَالسَّوَادِ، فَقَالَ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، فَذَكَرَهُ (¬1). وَشَاهِدُهُ مَا: [3280] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬2) بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ، ثنا عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3)، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ، وَالْبَعْلُ، وَالسَّيْلُ الْعُشْرُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ". وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي التَّمْرِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالْحُبُوبِ، فَأَمَّا الْقِثَّاءُ، وَالْبِطِّيخُ، وَالرُّمَّانُ، وَالْقَصَبُ (¬4)، فَقَدْ عَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). [3281] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْرَقِ بِمِصْرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّفَّاحِ الْبَاهِلِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا ابْنُ نَافِعٍ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ، إِلَّا أنَّهُ قَالَ: وَالْقَصَبُ (¬6) ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 119) وفيه: "عبد الله بن عثمان" بدلا من: "عمرو بن عثمان"، وأيضا "خضر السواد" بدلا من: "الخضر والسواد". (¬2) في (س): "محمد بن عبد الرحمن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "عبد الله"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) في السنن الكبير للمؤلف (8/ 163): "والقضب" بالضاد المعجمة بسنده ومتنه. قال في سبل السلام (1/ 530): " (وللدارقطني عن معاذ قال: فأما القثاء والبطيخ والرمان والقصب) بالقاف والصاد المهملة والضاد المعجمة معا". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 267). (¬6) في (س): "والقضب"، والمثبت من أصل الرواية.

وَالْخُضَرُ فَعَفْوٌ عَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [3282] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو (¬2)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ؛ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - لَمَّا أَتَى الْيَمَنَ لَمْ يَأْخُذِ الصَّدَقَةَ، إِلَّا مِنَ الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ (¬3). وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. [3283] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ (¬4) قَالَا: أبنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنهما - حِينَ بَعَثَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ يُعَلِّمَانِ النَّاسَ أَمْرَ دِينِهمْ: "لَا تَأْخُذُوا (¬5) الصَّدَقَةَ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ: الشَّعِيرِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ" (¬6). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَهُوَ مُتَّصِلٌ؛ فَإِنَّ سَمَاعَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى صَحِيحٌ مِنْ أَبِيهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 103/ ب). (¬2) في (س): "أبو سعيد بن عمر"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 144). (¬4) هو: محمد بن أحمد بن حاتم الداربردي المزكي المروزي. (¬5) في (س) والمختصر (ق 89/ أ): "تأخذ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 268).

[3284] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَمُعَاذٍ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّهُمَا حِينَ بُعِثَا إِلَى الْيَمَنِ لَمْ يَأْخُذَا إِلَّا مِنَ الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ (¬1). [3285] وبإسناده ثنا يَحْيَى، نا وَكيعٌ، نا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ؛ أَنَّهُ لَمَّا أَتَى الْيَمَنَ لَمْ يَأْخُذِ الصَّدَقَةَ إِلَّا مِنَ الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ (¬2). [3286] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا الْحَسَنُ، نا يَحْيَى، نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: فِي صَدَقَةِ الثِّمَارِ وَالزَّرْعِ مَا كَانَ مِنْ نَخْلٍ، أَوْ كَرْمٍ، أَوْ زَرْعٍ حِنْطَةٍ (¬3) أَوْ شَعِيرٍ، أَوْ سُلْتٍ، فَفِيهِ الْعُشْرُ، أَوْ نِصْفُ الْعُشْرِ (¬4). [3287] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ، أنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَابْنُ مَنِيعٍ قَالَا: أنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّ مُعَاذًا - رضي الله عنه - قَدِمَ الْيَمَنَ، فَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: مِنَ الْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالذُّرَةِ وَقَالَ: لَيْسَ فِي البِطِّيخِ، وَالْقِثَّاءِ، وَالْفَاكِهَةِ صَدَقَةٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 149). (¬2) المصدر السابق (ص 149). (¬3) في أصل الرواية: "أو زرع أو حنطة". (¬4) المصدر السابق (ص 149).

[3288] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬1) السُّلَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ الْبُنْدَارُ، ثنا مُوسَى بْنُ [إِسْحَاقَ] (¬2) الْأَنْصَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ (¬3): جَرَتِ السُّنَّةُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ زَكَاةٌ، وَالْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا؛ فَذَلِكَ ثَلَاثُمِائَةِ صَاعٍ مِنَ الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ، وَلَيْسَ فِيمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْخُضَرِ زَكَاةٌ (¬4). الِاعْتِمَادُ عَلَى مَا سَبَقَ. وَرَوَى مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الزَّكَاةُ فِي النَّخْلِ، وَالْعِنَبِ، وَالشَّعِيرِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالسُّلْتِ (¬5). [3289] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ النَّحْوِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَصْرِيُّ، ثنا الصَّقْرُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي الْخَضْرَاوَاتِ صَدَقَةٌ، وَلَا في الْعَرَايَا صَدَقَةٌ، وَلَا في أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي الْعَوَامِلِ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي الْجَبْهَةِ صَدَقَةٌ". ¬

_ (¬1) في (س): "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "قال"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 113/ ب). (¬5) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 149) من طريق موسى بن عقبة به.

قَالَ الصَّقْرُ (¬1): الْجَبْهَةُ: الْخَيْلُ، وَالبِغَالُ، وَالْعَبِيدُ (¬2). [3290] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أبنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: لَيْسَ فِي الْخَضْرَاوَاتِ زَكَاةٌ (¬3). [3291] قال: ونا يَحْيَى، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: لَيْسَ فِي الْخُضَرِ زَكَاةٌ (¬4). [3292] وبإسناده: نا يَحْيَى، نا أَبُو زُبَيْدٍ (¬5)، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَيْسَ فِي زَرْعِ الصَّيْفِ صَدَقَةٌ (¬6). [3293] وبإسناده نا يَحْيَى، نا أَبُو زُبَيْدٍ (¬7)، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي إِسحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، مِثْلَهُ (¬8). [3294] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬9) الْمَالِيِنيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، نا عَبْدُ اللَّهِ (¬10) الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو كَامِلٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، ¬

_ (¬1) في (س): "جعفر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 103/ أ). (¬3) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 152). (¬4) المصدر السابق (ص 152)، وفيه: "عبد الرحيم" بدلًا من: "عبد الرحمن"، وأيضا: "الخضراوات" بدلًا من: "الخضر". (¬5) في (س): "أبو زيد"، والمثبت من أصل الرواية، ومن مصادر ترجمته، وهو: عبثر بن القاسم، من رجال التهذيب. (¬6) المصدر السابق (ص 152). (¬7) في (س): "أبو زيد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) المصدر السابق (ص 152). (¬9) في (س): "أبو سعيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬10) في (س): "عبيد الله"، والمثبت من أصل الرواية.

عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي الْخَضْرَاوَاتِ صَدَقَةٌ" (¬1). [3295] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ؛ أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - وَكَانَ عَامِلًا لَهُ عَلَى الطَّائِفِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّ قِبَلَهُ حِيطَانًا فِيهَا كُرُومٌ، وَفِيهَا مِنَ الْفِرْسِكِ، وَالرُّمَّانِ مَا هُوَ أَكْثَرُ غَلَّةً مِنَ الْكُرُومِ أَضْعَافًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَأْمِرُهُ فِي الْعُشْرِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهَا عُشْرٌ. قَالَ: هِيَ مِنَ الْعِضَاهِ (¬2) كُلِّهَا، فَلَيْسَ عَلَيْهَا عُشْرٌ (¬3) (¬4). [3296] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلُّوسَا بِأَسدَابَاذِ هَمَذَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ - يَعْنِي: الْقَطِيعِيَّ - ثنا الْمَسْرُوقِيُّ - يَعْنِي: مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - ثنا حَفْصُ بْنُ رَاشدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّدَقَةَ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَصْنَافٍ، ثُمَّ تُوضَعُ فِي ثَمَانِيَةِ (¬5) أَسْهُمٍ، فَفَرَضَ فِي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 200). (¬2) قوله: "العضاه" تقرأ في (س): "العضلة"، ورقم عليها الناسخ حرف (ط)، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 150). (¬3) في أصل الرواية: "صدقة". (¬4) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 151). (¬5) في (س): "ستة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 374).

الذَّهَبِ، وَالْوَرِقِ، وَالْإِبِلِ، وَالْبَقَرِ، وَالْغَنَمِ، وَالزَّرْعِ، وَالْكَرْمِ، وَالنَّخْلِ، وَتُوضَعُ فِي ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ: فِي أَهْلِ هَذ الْآيَةِ: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} (¬1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (¬2). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3297] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فِيمَا سَقَتِ الْأَنْهَارُ، وَالْغَيْمُ الْعُشُورُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالسَّانِيَةِ نِصْفُ الْعُشْرِ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬4). وَالْقَصْدُ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ بَيَانُ مِقْدَارِ الْوَاجِبِ، فَأَمَّا الَّذِي يَجِبُ فِيهِ، فَمُسْتَفَادٌ مِنْ خَبَرِنَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) سورة البقرة (آية: 60). (¬2) أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (7/ 419). (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 112). (¬4) صحيح مسلم (2/ 67).

مسألة (218): والعشر واجب فيما يستنبت في أرض الخراج

مَسْأَلَةٌ (218): وَالْعُشْرُ وَاجِبٌ فِيمَا يُسْتَنْبَتُ فِي أَرْضِ الْخَرَاجِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجِبُ (¬2). وَالْكَلَامُ فِيهِ مِنْ طَرِيقَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يُدَلَّ عَلَى وُجُوبِ الْعُشْرِ مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ بِمَا: [3298] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ (¬3) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ التَّمَّارُ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمَنَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ، نا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ، وَالْأَنْهَارُ، وَالْعُيُونُ، أَوْ كَانَ بَعْلًا الْعُشْرُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالسَّوَانِي، أَوِ النَّضْحِ فَنِصْفُ الْعُشْرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 333)، والحاوي الكبير (3/ 252)، ونهاية المطلب (8/ 273)، والمجموع (5/ 478). (¬2) انظر: الأصل (2/ 103)، والمبسوط (2/ 207)، وتحفة الفقهاء (1/ 323)، وبدائع الصنائع (2/ 57). (¬3) في (س): "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 121).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬1). وَالثَّانِي: أَنْ يَدُلَّ عَلَى أَنْ لَا خَرَاجَ عَلَى أَرْضِ مُسْلِمٍ، خِلَافَ مَا زَعَمَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا اشْتَرَى أَرْضًا خَرَاجِيَّةً فِي دَارِ الْحَرْبِ، بَقِيَ عَلَيْهِ خَرَاجُهَا، وَأَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَسْلَمَ عَلَى أَرْضٍ خَرَاجِيَّةٍ، بَقِيَ عَلَيْهِ خَرَاجُهَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ بِمَا: [3299] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، نا أَبُو الْأَحْوَصِ، نا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا الْعُشُورُ (¬2) عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ (¬3) " (¬4). [3300] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، نا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَالَ: "خَرَاجٌ" مَكَانَ "الْعُشُورُ" (¬6). [3301] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، نا أَبُو شَيْخٍ الْحَرَّانِيُّ، نا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬7) بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 126). (¬2) في (س): "العشر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "العشر"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 216). (¬5) في (س): "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) المصدر السابق (ق 216). (¬7) في (س): "بن فهد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف.

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، نا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، نا النُّفَيْلِيُّ، نا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ لَيْثٍ - وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ - عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ فِي أَهْلِ الذِّمَّةِ: "لَهُمْ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَعَبِيدِهِمْ وَأَرْضِيهِمْ وَمَاشِيَتِهِمْ، لَيْسَ عَلَيْهِمْ فِيهِ إِلَّا صَدَقَةٌ" (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "بن بردة"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5459) من طريق موسى بن أعين به.

مسألة (219): والذي يؤخذ من أراضي العراق، فإنما هو كراء أو ثمن لها على ما نذكره في تفصيل المذهب وليس بخراج، وأصل هذا أن أرض السواد فتحت عنوة [ثم] وقفها عمر - رضي الله عنه - على المسلمين؛ فالمأخوذ عنها لجميع المسلمين، ويجري مجرى الأجرة أو الثمن

مَسْأَلَةٌ (219): وَالَّذِي يُؤْخَذُ مِنْ أَرَاضِي الْعِرَاقِ، فَإِنَّمَا هُوَ كِرَاءٌ أَوْ ثَمَنٌ لَهَا عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي تَفْصِيلِ الْمَذْهَبِ وَلَيْسَ بِخَرَاجٍ، وَأَصْلُ هَذَا أَنَّ أَرْضَ السَّوَادِ فُتِحَتْ عَنْوَةً [ثُمَّ] (¬1) وَقَفَهَا عُمَرُ - رضي الله عنه - عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَالْمَأْخُوذُ عَنْهَا لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَجْرِي مَجْرَى الْأُجْرَةِ أَوِ الثَّمَنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا فُتِحَتْ صُلْحًا، وَللْإِمَامِ أَنْ يَضْرِبَ عَلَيْهَا خَرَاجًا (¬3). [3302] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬4) الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ، عَنِ [ابْنِ] أَبِي خَالِدٍ (¬5)، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ (¬6) جَرِيرٍ قَالَ: كَانَتْ بَجِيلَةُ رُبُعَ النَّاسِ، فَقَسَمَ لَهُمْ رُبُعَ السَّوَادِ، فَاسْتَغَلُّوهُ (¬7) ثَلَاثَ أَوْ أَرْبَعَ سِنِينَ - أَنا شَكَكْتُ - ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، وَمَعِي فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المختصر (ق 89/ أ). (¬2) انظر: الأم (5/ 686)، والحاوي (14/ 259)، ونهاية المطلب (3/ 272) (17/ 536)، والوسيط في المذهب (7/ 41). (¬3) انظر: المبسوط (3/ 8)، وبدائع الصنائع (7/ 119)، والهداية في شرح البداية (2/ 398)، وتبيين الحقائق (3/ 271)، والبناية شرح الهداية (7/ 223). (¬4) في (س): "ابن الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬5) في (س): "عن أبي خالد"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬6) في (س): "ابن". (¬7) في (س): "فاستغلوا"، وفي المختصر: "واستعملوا".

مِنْهُمْ - قَدْ سَمَّاهَا لَا يَحْضُرُنِي الْآنَ ذِكْرُ اسْمِهَا - فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: لَوْلَا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَتَرَكْتُكُمْ عَلَى مَا قُسِمَ لَكُمْ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تَرُدُّوا عَلَى النَّاسِ (¬1). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3303] أخبرنا أَبُو سعْدٍ (¬2) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السَّرَخْسِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، نا يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ، نا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَجْتَمِعُ عَلَى الْمُسْلِمِ خَرَاجٌ وَعُشْرٌ" (¬3). وَهَذَا بَاطِلٌ وَصَلُهُ وَرَفَعُهُ، وَيَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ. [3304] قال (¬4) الْمَالِينِيُّ: قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: إِنَّمَا يَرْوِيهِ أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قَوْلِهِ، فَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، فَأَوْصَلَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: وَيَحْيَى بْنُ عَنْبَسَةَ مَكْشُوفُ الْأَمْرِ فِي ضَعْفِهِ لِرِوَايَاتِهِ عَنِ الثَّقَاتِ بِالْمَوْضُوعَاتِ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3305] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى - فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ - نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ. (ح) ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 686). (¬2) في (س): "أبو سعد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 658). (¬4) في (س): "قاله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 174). (¬5) المصدر السابق (10/ 658).

وَأَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ (¬1) بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ، نا أَبُو النَّضْرِ، نا أَبُو خَيْثَمَةَ، نا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنَعَتِ الْعِرَاقُ قَفِيزَهَا وَدِرْهَمَهَا، وَمَنَعَتِ الشَّامُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ". شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ وَغَيْرِهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (¬3). قَالُوا: أَرَادَ بِمَنْعِ الْقَفِيزِ وَالدِّينَارِ الْخَرَاجَ، وَكَأَنَّهُ ذَمَّ امْتِنَاعَهُمْ مِنْ أَدَاءِ الْخَرَاجِ بَعْدَ مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَسْلَمَ عَلَى خَرَاجٍ، لَمْ يَسْقُطْ عَنْهُ الْخَرَاجُ بِإِسْلَامِهِ، وَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّ الْقَفِيزَ ظَاهِرُهُ لِمَا يُكَالُ، وَإِنْ كَانَ يَتَنَاوَلُ الدِّينَارَ، وَالْعُدُولُ عَنِ الظَّاهِرِ بِلَا حُجَّةٍ مُحَالٌ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - الْحُقُوقُ الَّتِي تَجِبُ فِي مَالِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْعُشْرِ وَسَائِرِ الزَّكَوَاتِ. وَتَفْسِيرُ هَذَا الْحَدِيثِ فِيمَا رُوِيَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مَا: [3306] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَدْلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَبُو مُوسى، قَالَا: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ - قَالَ بُنْدَارٌ: ابْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ - وَقَالَا: عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬2) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 67). (¬3) صحيح مسلم (8/ 175).

جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِرْهَمٌ وَلَا قَفِيزٌ، قَالُوا: بِمَ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: مِنَ الْعَجَمِ. - وَقَالَ بُنْدَارٌ: مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ - وَقَالَا: يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْهَةً. - وَقَالَ بُنْدَارٌ: هُنَيْئَةً - ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ. قَالُوا: مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الرُّومِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَكُونُ فِي أُمَّتي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ [حَثْيًا] (¬1) لَا يَعُدُّهُ عَدًّا"، ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَعُودَنَّ الْأَمْرُ كَمَا بَدَأَ، لَيَعُودَنَّ كُلُّ إِيمَانٍ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا بَدَأَ بِهَا، حَتَّى يَكُونَ كُلُّ إِيمَانٍ بِالْمَدِينَةِ". ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا، إِلَّا أَبْدَلَهَا اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ، وَلَيَسْمَعَنَّ نَاسٌ بِرُخْصٍ مِنْ أَسْعَارٍ وَرِيفٍ فَيتَّبِعُونَهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي مُوسَى (¬2). وَفِي كِتَابِ الْغَرِيبَيْنِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ (¬3) الْهَرَوِيِّ - رحمه الله -؛ أَنَّهُ حَمَلَهُ عَلَى إِخْبَارِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَمَّا وَظَّفَ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ هَذِهِ الْبِلَادِ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - مِنَ الْجِزْيَةِ، وَأَنَّهُمْ إِذَا أَسْلَمُوا سَقَطَتْ عَنْهُمْ بِذَلِكَ الْجِزْيَةُ. وَقَوْلُهُ: "مَنَعَتْ" مَعْنَاهُ: سَتَمْنَعُ بِإِسْلَامِهِمْ مَا وَظَّفَ عَلَيْهِمْ. وَفِي هَذَا الْمَعْنَى يَصِيرُ الْخَبَرُ حُجَّةً لَنَا فِي سُقُوطِ الْخَرَاجِ الَّذِي يَكُونُ عَلَى طَرِيقِ الْجِزْيَةِ عَنْ أَرَاضِي أَهْلِ الذِّمَّةِ إِذَا أَسْلَمُوا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من دلائل النبوة للمصنف (6/ 330)، وصحيح الإمام مسلم (8/ 185). (¬2) صحيح مسلم (8/ 185). (¬3) في (س): "عبيدة"، والمثبت هو الموافق لمصادر الترجمة. انظر تاريخ الإسلام (2/ 28).

مسألة (220): والدراهم والدنانير إذا بلغت نصابا، كان فيما زاد على النصاب بحسابه، قلت الزيادة أم كثرت

مَسْأَلَةٌ (220): وَالدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ إِذَا بَلَغَتْ نِصَابًا، كَانَ فِيمَا زَادَ عَلَى النِّصَابِ بِحِسَابِهِ، قَلَّتِ الزِّيَادَةُ أَمْ كَثُرَتْ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَا لَمْ تَبْلُغِ الزِّيَادَةُ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَمِنَ الذَّهَبِ أَرْبَعَةَ مَثَاقِيلَ فَلَا شَيْءَ فِيهَا (¬2). [3307] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَوْذَبٍ بِوَاسِطَ، نا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، نا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - كَتَبَ هَذَا الْكِتَابَ لَمَّا وَجَّهَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ (¬3) عَلَى الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا فَلَا يُعْطِ. قَالَ: وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ، [وَفِيهِ] (¬4): وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَالٌ إِلَّا تِسْعِينَ وَمائَةً، فَلَيْسَ فِيهَا صَدَقَةٌ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 135)، ومختصر المزني (ص 73)، والحاوي الكبير (3/ 264)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 88)، والمجموع (5/ 488، 503). (¬2) انظر: الأصل (2/ 73)، والمبسوط (2/ 189)، وتحفة الفقهاء (1/ 267)، وبدائع الصنائع (2/ 17). (¬3) في صحيح البخاري: "فرض رسول الله". (¬4) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 185).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ (¬1). [3308] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ". قَالَ سُفْيَانُ: وَالْوُقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سُفْيَانَ (¬3). وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ مِنْ هَذَا أَنَّا لَوْ خَلَّيْنَا (¬4) وَقَوْلَهُ: وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ، لَكُنَّا نُوجِبُهُ فِي قَلِيلِهَا وَكَثِيرِهَا، إِلَّا أَنَّ الشَّرْعَ دَلَّ عَلَى أَنْ لَيْسَ ذَلِكَ فِيمَا نَقَصَ عَنْ خَمْسِ أَوَاقٍ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ فِي خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ فَمَا زَادَ فَأَوْجَبْنَاهُ فِيهَا، قَلَّتِ الزِّيَادَةُ أَوْ كَثُرَتْ؛ لِتَنَاوُلِهَا قَوْلَهُ: وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ. [3309] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "هَاتُوا لِي رُبُعَ الْعُشْرِ، مِنْ كُلِّ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 118). (¬2) أخرجه سعدان بن نصر في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 17). (¬3) صحيح مسلم (3/ 66). (¬4) في المختصر (ق 89/ ب): "خليناه".

أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا [دِرْهَمٌ] (¬1)، وَلَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِائَتَا دِرْهَمٍ، فَإِذَا كانَ لَكَ مِائَتَا دِرْهَمٍ، وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ لَكَ عِشْرُونَ دِينَارًا، فَإِذَا كانَتْ لَكَ وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ، فَفِيهَا نِصْفُ دِينَارٍ، فَمَا زَادَ فَبِحِسَاب ذَلِكَ". قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَعَلِيٌّ - رضي الله عنه - يَقُولُ: بِحِسَابِ ذَلِكَ، أَمْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم -، إِلَّا أَنَّ جَرِيرًا قَالَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَلَيْسَ فِي مَالٍ زَكَاةٌ، حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ" (¬2). [3310] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَسَمَّى آخَرَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ (¬3). [3311] أخبرنا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا زَادَ عَلَى الْمِائَتَيْنِ فَبِالْحِسَابِ (¬4). فِيهِ (¬5) قَالَ إِبْرَاهِيمُ. [3312] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، نا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ (¬6)، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 109). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 119). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 88). (¬5) كذا، ولعل الصواب: "وبه"، وهو مروي عن إبراهيم النخعي في السنن الكبير (8/ 187). (¬6) في (س): "بن بكر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 188)، ومصادر ترجمته.

الْمِنْهَالُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ حِينَ وَجَّهَهُ إِلَى الْيَمَنِ أَنْ لَا يَأْخُذَ مِنَ الْكُسُورِ شَيْئًا، إِذَا كَانَتِ الْوَرِقُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ أَخَذَ مِنْهَا خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، وَلَا يَأْخُذُ مِمَّا زَادَ شَيْئًا حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا فَيَأْخُذَ مِنْهَا دِرْهَمًا (¬1). الْمِنْهَالُ بْنُ الْجَرَّاحِ هُو: أَبُو الْعَطُوفِ، وَاسْمُهُ: الْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ، إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ - رحمه الله - وَأَبَاهُ كَانَ يُدَلِّسُ فِيهِ فَيَقْلِبُ اسْمَهُ، وَأَبُو الْعَطُوفِ مِمَّنْ أَجْمَعَ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ عَلَى تَرْكِ حَدِيثهِ: [3313] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: الْمِنْهَالُ بْنُ الْجَرَّاحِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَبُو الْعَطُوفِ، وَكَانَ ابْنُ إِسْحَاقَ يَقْلِبُ اسْمَهُ إِذَا رَوَى عَنْهُ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - (¬2). [3314] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: جَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬3). [3315] وقال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ اسْمُهُ الْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَلَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 474) من طريق يونس بن بكير به. (¬2) المصدر السابق (2/ 474). (¬3) التاريخ الكبير للبخاري (2/ 228). (¬4) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (4/ 467).

وَرَوَى إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ (¬1)، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْفُصُوصِ زَكَاةٌ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ لِلتِّجَارَةِ، فَإِذَا كَانَتْ لِلتِّجَارَةِ وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ قُوِّمَتْ قِيمَةً فَأُخِذَ مِنْهَا مِنْ كُلِّ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، فَإِنْ زَادَ عَلَى الْمِائَتَيْنِ، فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمٌ". وَهَذَا لَوْ ثَبَتَ لَمْ يَكُنْ فِيهِ حُجَّةٌ، فَكَيْفَ وَرُوَاتُهُ أَكْثَرُهُمْ ضُعَفَاءُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ هُوَ الْكَاهِلِيُّ مَنْسُوبٌ إِلَى وَضْعِ الْحَدِيثِ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا يَكُونُ فِي الْوَرِقِ زَكَاةٌ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوَاقٍ، فَإِذَا بَلَغَتْ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، ثُمَّ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمٌ" (¬2). [3316] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا سُلَيْمَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَهُ. وَهُوَ مُرْسَلٌ وَلَا حُجَّةَ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ الْأَرْبَعِينَ (¬3) شَيْءٌ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "بن بشير"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 92) من طريق جعفر بن محمد، ولفظه: "ليس فيما دون المائتي درهم شيء فإذا بلغت مائتي درهم ففيها خمسة دراهم". (¬3) زاد بعده في المختصر: "بعد المائتين".

مسألة (221): كل مال تجب الزكاة في عينه إذا نقص عن النصاب في بعض الحول، انقطع حكم الحول، فإذا كمل نصابا استؤنف الحول

مَسْأَلَةٌ (221): كُلُّ مَالٍ (¬1) تَجِبُ الزَّكَاةُ فِي عَيْنِهِ إِذَا نَقَصَ عَنِ النِّصَابِ فِي بَعْضِ الْحَوْلِ، انْقَطَعَ حُكْمُ الْحَوْلِ، فَإِذَا كَمُلَ نِصَابًا اسْتُؤْنِفَ الْحَوْلُ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا وُجِدَ النِّصَابُ كَامِلًا فِي طَرَفَيِ الْحَوْلِ لَمْ يُؤَثِّرْ نُقْصَانُهُ فِي أَثْنَائِهِ (¬3). لَنَا قَوْلُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ". وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي مَسْأَلَةِ الزَّكَاةِ فِي الْمُسْتَفَادِ فِي أَثْنَاءِ الْحَوْلِ بِالْإِسْنَادِ. * * * ¬

_ (¬1) في المختصر: "كل ما". (¬2) انظر: الحاوي الكبير (3/ 270)، ونهاية المطلب (3/ 209)، والمجموع (5/ 505). (¬3) انظر: الأصل (2/ 22)، والمبسوط (3/ 25)، وتحفة الفقهاء (1/ 272)، وبدائع الصنائع (2/ 8).

مسألة (222): ولا زكاة في الحلي المباح على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (222): وَلَا زَكَاةَ فِي الْحُلِيِّ الْمُبَاحِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فِيهِ الزَّكَاةُ. وَهُوَ الْقَوْلُ الْآخَرُ (¬2). فَوَجْهُ قَوْلِنَا: لَا زَكَاةَ فِيهِ مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [3317] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَانَ يُحَلِّي بَنَاتِهِ (¬3) وَجَوَارِيَهُ الذَّهَبَ، ثُمَّ لَا يُخْرِجُ مِنْهُ الزَّكَاةَ (¬4). [3318] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زيدِ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ فِي الْحُلِيِّ زَكَاةٌ (¬5). [3319] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 107)، ومختصر المزني (ص 73)، والحاوي الكبير (3/ 271)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 93)، والمجموع (5/ 515). (¬2) انظر: الأصل (2/ 77)، والمبسوط (2/ 192)، وتحفة الفقهاء (1/ 264)، وبدائع الصنائع (2/ 16). (¬3) في (س): "ثيابه"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 104). (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 110).

نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَلِّي بَنَاتِهِ (¬1) بأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ فَلَا يُخْرِجُ زَكَاتَهُ (¬2). [3320] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، نا أَبُو غَسَّانَ، نا كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَن حَبِيبٍ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: زَكَاةُ الْحُلِيِّ عَارِيَتُهُ (¬3). وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ رُوِيَ نَحْوُهُ (¬4)، وَعَنِ (¬5) الشَّعْبِيِّ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ نَحْوُهُ (¬6). [3321] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُلِيِّ، أَفِيهِ الزَّكَاةُ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: لَا. فَقَالَ: فَإِنْ كَانَ يَبْلُغُ أَلْفَ دِينَارٍ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: كَثِيرٌ (¬7). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (¬8). وَرَوَاهُ عَافِيَةُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ فِي الْحُلِيِّ زَكَاةٌ". ¬

_ (¬1) في (س): "ثيابه"، والمثبت من السنن الكبير. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 198). (¬3) المصدر السابق (8/ 203). (¬4) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (ص 541). (¬5) في (س): "عن"، والمثبت يقتضيه السياق، وانظر السنن الكبير للمؤلف (4/ 140)، والمختصر (ق 89/ ب). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 81). (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 104). (¬8) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 81).

وَهَذَا لَا أَصْلَ لَهُ مَرْفُوعًا، وَالصَّحِيحُ أنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى جَابِرٍ (¬1). [3322] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا كَانَتْ تَلِي (¬2) بَنَاتِ أَخِيهَا يَتَامَى فِي حِجْرِهَا، لَهُنَّ الْحُلِيُّ فَلَا تُخْرِجُ مِنْهُ الزَّكَاةَ (¬3). [3323] وبإسناده أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُؤَمَّلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - كَانَتْ تُحَلِّي بَنَاتِ أَخِيهَا الذَّهَبَ [والْفِضَّةَ] (¬4)، وَكَانَتْ لَا تُخْرِجُ زَكَاتَهُ (¬5). [3324] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ، نا وَكِيعٌ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - أَنَّهَا كَانَتْ تُحَلِّي بَنَاتِهَا بِالذَّهَبِ وَلَا تُزَكِّيهِ، نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفًا (¬6). [3325] وبإسناده نا وَكِيعٌ، نا شَرِيكٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْحُلِيِّ، فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ زَكَاةٌ (¬7). وَأَمَا وَجْهُ قَوْلِنَا أَنَّ فِيهِ الزَّكَاةَ مَا: [3326] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (6/ 144). (¬2) في (س): "على"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 103). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) المصدر السابق (3/ 103). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 106/ ب). (¬7) المصدر السابق (ق 106/ أ).

الْجَلَّابُ بِهَمَذَانَ، نا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَأَى فِي يَدِي سِخَابًا مِنْ وَرِقٍ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟ " فَقُلْتُ: صَنَعْتُهُنَّ أَتَزَيَّنُ لَكَ فِيهِنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "أَتُؤَدِّينَ زَكَاتَهُنَّ". فَقُلْتُ: لَا - أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ - فَقَالَ: "هِيَ حَسْبُكِ مِنَ النَّارِ" (¬2). وَرَوَاهُ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَا بَأْسَ بِلُبْسِ الْحُلِيِّ إِذَا أُعْطِيَ زَكَاتُهُ (¬3). [3327] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، أنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، فَذَكَرَهُ (¬4). وَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تُحَلِّي بَنَاتِ أَخِيهَا الذَّهَبَ، وَكَانَتْ لَا تُخْرِجُ زَكَاتَهُ (¬5). مَعَ مَا رَوينَا عَنْهَا فِيمَا تَقَدَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الزَّكَاةِ فِي مَالِ الْيَتَامَى، وَفِي ذَلِكَ تَضْعِيفُ مَا رُوِيَ عَنْهَا مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 247). (¬3) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (ص 538) من طريق حسين المعلم به. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 500). (¬5) سبق تخريجه في الحديثين رقم: (3322).

فَإِسْنَادُ الْمَرْفُوعِ وَالْمَوْقُوفِ عَنْهَا فِي وُجُوبِ الزَّكَاةِ، لَا يُقَاوِمُ رِوَايَةَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. [3328] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَبُو كَامِلٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْمَعْنَى؛ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ (¬1)، نا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهَا ابْنَةٌ لَهَا، فِي يَدِ ابْنَتِهَا مِسْكَتَانِ غَلِيظَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهَا: "أَتُعْطِينَ زَكَاةَ هَذَا؟ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: "أَيَسُرُّكِ أَنْ يُسَوِّرَكِ اللَّهُ بِهِمَا (¬2) يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟ " قَالَ: فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: هُمَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ (¬3). تَابَعَهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ (¬4). وَرَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرٍو (¬5)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ إِلَى خَازِنِهِ (¬6) سَالِمٍ أَنْ يُخْرِجَ زَكَاةَ حُلِيِّ بَنَاتِهِ كُلَّ سَنَةٍ. [3329] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا الْحُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، فَذَكَرَهُ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "حدثه"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (س): "بها"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 117). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1455). (¬5) في (س): "عبيد الوهاب بن عطاء، عن حسن المعلم، عن عمر"، خطأ، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) في (س): "خادمه" والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 200). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 500).

[3330] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، نا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها -، أَنَّهَا كَانَتْ تَلْبَسُ أَوْضَاحًا لَهَا، فَسَأَلتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَنْزٌ هُوَ؟ فَقَالَ: "إِذَا أَدَّيْتِ زَكَاتَهُ، فَلَيْسَ بِكَنْزٍ" (¬1). [3331] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نا عَتَّابٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كُنْتُ أَلْبَسُ أَوْضَاحًا مِنْ ذَهَبٍ [فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَنْزٌ هُوَ؟ ] (¬2) فَقَالَ: "مَا بَلَغَ أَنْ تُؤَدَّى زَكَاتُهُ، فَزُكِّيَ فَلَيْسَ بِكَنْزٍ" (¬3). [3332]. . . (¬4) , أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، [نا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيادٍ، نا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، نا] أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ [الْحَبْحَابِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: ] أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -[بِطَوْقٍ فِيهِ سَبْعُونَ مِثْقَالًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ] (¬5)، خُذْ مِنْهُ الْفَرِيضَةَ، فَأَخَذَ مِثْقَالًا وَثَلَاثَةَ أَرْبَاعِ مِثْقَالٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي الْمَالِ حَقٌّ سِوَى الزَّكَاةِ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، ثُمَّ قَرَأَ: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 14) من طريق ثابت بن عجلان به. (¬2) هنا في (س) يوجد قطع وترميم، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 117). (¬4) في (س) يوجد هنا قطع، وتقديره "أخبرنا أبو بكر بن الحارث" أو "أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي" فكلاهما يروي سنن الدارقطني. (¬5) مكان المعقوفات في (س) يوجد قطع وترميم، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) سورة البقرة (آية: 177).

قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ مَتْرُوكٌ، وَلَمْ يَأْتِ بِهِ غَيْرُهُ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ضَعِيفٌ جِدًّا، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ (¬2). وَرَوَاهُ أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الْأَعْوَرُ التَّمَّارُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "فِي الْحُلِيِّ زَكَاةٌ" (¬3). وَأَبُو حَمْزَةَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. [3333] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى - هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ - وَلَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي: ابْنَ مَهْدِيٍّ - يُحَدِّثَانِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْأَعْوَرِ (¬4). [3334] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْجَهْمِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، حُدِّثْتُ (¬5) عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِسُفْيَانَ بْنِ حَبِيبٍ: حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ يَعْنِي: مَيْمُونًا قَالَ لَهُ: أَنْتَ تُجَالِسُنِي (¬6) مُذْ كَذَا وَكَذَا، وَأَنْتَ بَعْدُ فِي أَبِي حَمْزَةَ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 499)، ورواية الحارثي (ق 105/ ب) وليس في رواية الحارثي الكلام عن أبي بكر الهذلي. (¬2) حديث رقم (197). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 499) من طريق أبي حمزة به. (¬4) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 617) من طريق محمد بن المثنى به. (¬5) في (س): "حدث"، والمثبت من أصل الرواية، وعلي هو ابن المديني. (¬6) في (س): "إن تخافني"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الجوزجاني في أحوال الرجال (ص 110).

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَبُو حَمْزَةَ كُوفِيٌّ، لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ (¬1). [3335] أخبرنا السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬2). [3336] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ الرَّازِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، نا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنَّ لِي حُلِيًّا، وَإِنَّ زَوْجِي خَفِيفُ ذَاتِ الْيَدِ، وَإِنَّ لِي بَنِي أَخٍ (¬3)، أَفَيُجْزِئُ عَنِّي أَنْ أَجْعَلَ زَكَاةَ الْحُلِيِّ فِيهِمْ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مُرْسَلٌ مَوْقوفٌ (¬4). [3337] أخبرنا السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيٌّ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّ امْرَأَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - سَألَتْ عَنْ حُلِيٍّ [لَهَا] (¬5)، قَالَ: إِذَا بَلَغَ مِائَتَيْنِ، فَفِيه الزَّكَاةُ، قَالَتْ: إِنَّ فِي حَجْرِي بَنِي أَخٍ (¬6) لِي، أَفَأَضَعُهُ فِيهِمْ؟ قَالَ: "نَعَمْ" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 236). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 500). (¬3) في (س): "ابني أخ" محرف، والمثبت أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 501). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) في (س): "ابن أخ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) المصدر السابق (2/ 501).

هَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَرَوَاهُ [هِشَامٌ الدَّسْتَوائِيُّ]، عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ لِامْرَأَةِ ابْنِ [مَسْعُودٍ حُلِيٌّ، فَقَالَتْ لِابْنِ مَسْعُودٍ: ] أُعْطِي زَكَاتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: أُعْطِي [ابْنَ أَخِي يَتِيمًا؟ قَالَ: نَعَمْ (¬1) (¬2). [. . .] (¬3) إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ مُرْسَلٌ مَوْقُوفٌ [. . .] (¬4). [3338] [. . .] (¬5) أبو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَوَّافُ، نا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ، نا سُرَيْجٌ، نا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ لِامْرَأَتِي حُلِيًّا عِشْرِينَ مِثْقَالًا. قَالَ: "فَأَدِّ زَكاتَهُ نِصْفَ مِثْقَالٍ". لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. قَالَ عَلِيٌّ: يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ (¬6) مَتْرُوكٌ، وَهَذَا وَهَمٌ وَالصَّوَابُ مُرْسَلٌ مَوْقُوفٌ (¬7). هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ سَاقِطٌ، قَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفات مكانه قطع وترميم في (س)، والمثبت من سنن الدارقطني. (¬2) المصدر السابق (2/ 503). (¬3) هنا طمس في (س). (¬4) هنا في (س) طمس مقداره عدة كلمات. (¬5) هنا في (س) طمس تقديره: "أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنا". (¬6) في (س): "شيبة"، خطأ، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 503).

وَالصَّحِيحُ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فِي قِصَّةِ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - مَا: [3339] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ الشَّهِيدُ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ, نا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةِ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ [لِلنِّسَاءِ] (¬1): "تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ". فَقَالَتْ زينَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَيُجْزِئُ عَنِّي أَنْ أَضْعَ صَدَقَتِي فِيكَ، وَفِي بَنِي أَخِي أَوْ أُخْتِي (¬2) أَيْتَامٌ؟ قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ، قَالَ: سَلِي عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَتْ زَيْنَبُ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ جَاءَتْ تَسْأَلُ عَنْ مَا جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلَالٌ، فَقُلْنَا لَهُ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ولَا تُخْبِرْهُ مَنْ نَحْنُ: أَيُجْزِئُ عَنِّي أَنْ أَضَعَ صَدَقَتِي فِي بَنِي أَخِي أَيْتَامٌ أَوْ بَنِي (¬3) أُخْتِي أَيْتَامٌ فِي حَجْرِي؟ فَقَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: "أَيُّ الزَّيَانِبِ هِيَ؟ " قَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ، وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَخْبِرْهُمَا أَنَّ لَهُمَا أَجْرَيْنِ؛ أَجْرَ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرَ الصَّدَقَةِ" (¬4). اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، وَكَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ (¬5). (¬6) ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (س): "صدقتي قبل ابني أخي وأختي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "وبني"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (3/ 226). (¬5) في (س): "بن شعيب"، والمثبت من صحيح البخاري، ومصادر التخريج. (¬6) صحيح البخاري (2/ 121)، وصحيح مسلم (3/ 80).

[3340] أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، نا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ الْعَفْصِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْأَيْلِيُّ (¬1) بِبَغْدَادَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (¬2) قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَفِي يَدِي خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: "أَتُزَكِّي هَذَا؟ " قُلْتُ: وَهَلْ فِيهِ الزَّكَاةُ؟ قَالَ: "جَمْرَةٌ عَظِيمَةٌ". وَهَذا حُلِيٌّ مَحْظُورٌ، فَالزَّكَاةُ فِيهِ وَاجِبَةٌ (¬3). [3341] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: قَالَ لِي زَكَرِيَّا: نا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ (¬4)، حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَتَبَ أَنْ يُزَكَّى الْحُلِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: هَذَا مُرْسَلٌ (¬5) (¬6). * * * ¬

_ (¬1) كذا في (س)، والصواب: "الأبار". انظر تاريخ بغداد (5/ 501)، تاريخ الإسلام (6/ 683). (¬2) في (س): "مسلمة"، والمثبت من مصادر ترجمته ومصادر التخريج. (¬3) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (3/ 220) من طريق الوليد بن مسلم به. (¬4) في (س): "مازن الوزان"، تحريف، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 217). (¬6) هنا في (س) كرر مسألة: "كل مال تجب الزكاة في عينه. . ."، وقد سبقت بنصها في مسألة رقم (221).

مسألة (223): ما يؤخذ من البحر، فلا زكاة فيه، إلا أن يكون ذهبا أو فضة، فيكون كما لو وجده في البر

مَسْأَلَةٌ (223): مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْبَحْرِ، فَلَا زَكَاةَ فِيهِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً، فَيَكُونَ كَمَا لَوْ وَجَدَهُ فِي الْبَرِّ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ (¬3): إِذَا أُخِذَ الْعَنْبَرُ مِنَ الْبَحْرِ فَفِيهِ الْخُمُسُ (¬4). [3342] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أُذَيْنَةَ (¬5)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ قَالَ: لَيْسَ فِي الْعَنْبَرِ زَكَاةٌ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ الْبَحْرُ (¬6). [3343] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُويَهْ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ قَعْنَبٍ وَسَعِيدٌ، قَالُوا: نا ¬

_ (¬1) في (س): "البئر"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (3/ 108)، ومختصر المزني (ص 74)، والحاوي الكبير (3/ 280)، والمجموع (5/ 487، 489). (¬3) في المختصر: "أبو حنيفة". (¬4) انظر: الأصل (2/ 113)، والمبسوط (2/ 212)، وبدائع الصنائع (2/ 68)، والهداية في شرح البداية (1/ 107). (¬5) في (س): "أخيه"، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 109).

سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَيْسَ الْعَنْبَرُ بِرِكَازٍ (¬1)، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ الْبَحْرُ (¬2). وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (¬3). فَإِنْ رَوَى مَا: [3344] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْعَنْبَرِ أَفِيهِ زَكَاةٌ؟ فَقَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ شَيْءٌ، فَفِيهِ الْخُمُسُ (¬4). قَالَ (¬5): فَابْنُ عَبَّاسٍ عَلَّقَ الْقَوْلَ (¬6) فِيهِ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَقَطَعَ (¬7) بِأَنْ لَا زَكَاةَ فِيهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى. * * * ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "بريحان". (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 115). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 65)، والبسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 115) كلاهما من طريق ابن جريج. (¬4) أخرجه عبد الرزاق (4/ 64) وابن أبي شيبة (6/ 446) والشافعي في الأم (3/ 109) كلهم عن سفيان به. (¬5) في المختصر: "قلنا" والقائل - والله أعلم - البيهقي. (¬6) في الأصل: "قال: ابن عباس على القول"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 226) والمختصر. (¬7) في (س): "منقطع"، والمثبت من المصدر السابق.

مسألة (224): اعتبار النصاب في أموال التجارة عند تمام الحول

مَسْأَلَةٌ (224): اعْتِبَارُ النِّصَابِ فِي أَمْوَالِ التِّجَارَةِ عِنْدَ تَمَامِ الْحَوْلِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُعْتَبَرُ فِيهِ طَرَفَا الْحَوْلِ (¬2). [3345] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي (¬3)، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - وَعَلَى عُنُقِي آدِمَةٌ أَحْمِلُهَا، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: أَلَا تُؤَدِّي زَكَاتَكَ يَا حِمَاسُ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا لِي غَيْرُ هَذِهِ الَّتِي عَلَى ظَهْرِي وَآهِبَةٌ فِي الْقَرَظِ. قَالَ: ذَاكَ مَالٌ، فَضَعْ. قَالَ: فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَحَسَبَهَا (¬4)، فَوَجَدَ (¬5) قَدْ وَجَبَتْ فِيهَا (¬6) الزَّكَاةُ، فَأَخَذَ مِنْهَا الزَّكَاةَ (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 125)، الحاوي الكبير (3/ 175, 270)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 106)، والمجموع (6/ 13). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 172)، وتحفة الفقهاء (1/ 272)، وبدائع الصنائع (2/ 13)، والهداية في شرح البداية (1/ 103)، والبناية شرح الهداية (3/ 386). (¬3) في (س): "أحمد بن الحسن قال القاضي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) في (س): "فحبسها"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في أصل الرواية: "فوجدت". (¬6) في (س): "فيه"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 119).

[3346] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، نا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَهُ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 120).

مسألة (225): وزكاة الفطر واجبة في العبد، وإن كان للتجارة

مَسْأَلَةٌ (225): وَزَكَاةُ الْفِطْرِ وَاجِبَةٌ فِي الْعَبْدِ، وَإِنْ كَانَ لِلتِّجَارَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَجِبُ (¬2). فَنَقُولُ: قَدْ أَجْمَعْنَا عَلَى وُجُوبِ زَكَاةِ التِّجَارَةِ، فَيَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ زَكَاةِ الْفِطْرِ. [3347] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ نا إِمْلَاءً وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ قِرَاءَةً، قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، نا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابِن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ فَرَضَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ تَمْرٍ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ؛ أَنَّ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 164)، ومختصر المزني (ص 79)، والحاوي الكبير (3/ 302)، والمجموع (6/ 67). (¬2) انظر: الأصل (2/ 88)، والمبسوط (3/ 107)، وبدائع الصنائع (2/ 70)، والهداية في شرح البداية (1/ 113).

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَنْ كُلِّ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ، أَوْ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ [. . .] (¬1) (¬2) وَرَوَاهُ سَعِيدٌ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ فِيهِ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ (¬3). [3348] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَحْرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، نا عَمِّي، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "لَيْسَ فِي الْعَبْدِ صَدَقَةٌ، إِلَّا صَدَقَةَ الْفِطْرِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬4). [3349] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا يَحْيَى، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: يُحَدِّثُهُ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا ثُنْيَا فِي الصَّدَقَةِ" (¬5). هَذَا مُرْسَلٌ. وَالثُّنْيَا: إِنَّمَا هِيَ الِاسْتِثْنَاءُ، يَعْنِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ لَا يَتْرُكُ بَعْضَهَا، أَوْ لَا يُؤَخِّرُ بَعْضَهَا عَنِ الْعَامِ الَّذِي وَجَبَتْ فِيهِ. ثُمَّ زَكَاةُ التِّجَارَةِ تَجِبُ فِي قِيمَةِ الْعَبْدِ، لَا فِي عَيْنِهِ، وَزَكَاةُ الْفِطْرِ إِنَّمَا تَجِبُ ¬

_ (¬1) في (س) بياض يقدر بنصف سطر. (¬2) صحيح البخاري (2/ 132). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 56) عن سعيد. (¬4) صحيح مسلم (3/ 68). (¬5) أخرجه ابن معين في التاريخ، رواية الدوري (3/ 119).

عَلَى السَّيِّدِ بِسَبِبِ الْعَبْدِ، فَلَيْسَ هَا هُنَا تَثْنِيَةُ الصَّدَقَةِ فِي مَالٍ وَاحِدٍ، وَهَذَا كَمَا أَنَّ التَّاجِرَ يُخْرِجُ زَكَاةَ التِّجَارَةِ عَنْ قِيمَةِ مَالِ التِّجَارَةِ، وَزَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَا يُقَالُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ تَثَنَّتْ عَلَيْهِ. * * *

مسألة (226): والدين لا يمنع وجوب الزكاة في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (226): وَالدَّيْنُ لَا يَمْنَعُ وُجُوبَ الزَّكَاةِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ يَمْنَعُ وُجُوبَهَا (¬2). [3350] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ" (¬3). [3351] قال: وأنا سُفْيَانُ، نا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سُفْيَانَ (¬6). [3352] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، نا مُسَدَّدٌ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 169)، ومختصر المزني (ص 79)، والحاوي الكبير (3/ 367)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 46)، والمجموع (6/ 102). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 160)، وبدائع الصنائع (2/ 70)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 307). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 100). (¬4) المصدر السابق (3/ 100). (¬5) صحيح البخاري (2/ 116). (¬6) صحيح مسلم (3/ 66).

إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةٍ شَيْءٌ، فَإذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ، فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ" (¬1). [3353] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: "إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ تُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ زَكَرِيَّا (¬3). قَالُوا: وَمَنْ كَانَ فِي يَدِهِ مَالٌ وَعَلَيْهِ مِثْلُهُ فَلَا يُسَمَّى غَنِيًّا، فَلَا تُؤْخَذُ مِنْهُ الزَّكَاةُ. قُلْنَا: هُوَ غَنِيٌّ بِمَا فِي يَدَيْهِ، وَقَدْ سَقَطَ عَنْهُ الدَّيْنُ بِإِبْرَاءٍ، أَوْ مِيرَاثٍ، أَوْ قَضَاءِ غَيْرِهِ عَنْهُ، وَقَدْ يَقَعُ اسْمُ الْغِنَى عَلَى غَيْرِ الْمَالِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 265). (¬2) صحيح البخاري (5/ 162) عن حبان بن موسى بدل: "عبدان". (¬3) صحيح مسلم (1/ 37).

بِدَلِيلِ مَا: [3354] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ" (¬1). [3355] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ (¬2)، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، نا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَابْنِ نُمَيْرٍ (¬3)، عَنْ سُفْيَانَ (¬4). [3356] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، نا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - خَطَبَنَا عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: هَذَا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ - وَلَمْ يُسَمِّ لِيَ السَّائِبُ الشَّهْرَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهُ - قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه -: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَلْيَقْضِ دَيْنَهُ حَتَّى تَخْلُصَ أَمْوَالُكُمْ فَتُؤَدُّوا (¬5) الزَّكَاةَ. ¬

_ (¬1) أخرجه الحميدي في المسند (2/ 242). (¬2) في (س): "الزبيري"، محرف، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر: تاريخ الإسلام (9/ 157). (¬3) في (س) بياض، ورقم فوقه حرف: (ط)، والمثبت من صحيح مسلم. (¬4) صحيح مسلم (3/ 100). (¬5) زاد بعده في المختصر: "منها".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬1). [3357] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - كَانَ يَقُولُ: هَذَا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ، فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَلْيُؤَدِّ دَيْنَهُ حَتَّى تَحْصُلَ أَمْوَالُكُمْ، فَتُؤَدُّونَ مِنْهَا الزَّكَاةَ (¬2). وَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ: وَحَدِيثُ عُثْمَانَ يُشْبِهُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمَرَ بِقَضَاءِ الدَّيْنِ قَبْلَ حُلُولِ الصَّدَقَةِ فِي الْمَالِ. وَقَوْلُهُ: هَذَا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ. يَجُوزُ أَنْ يَقُولَ: هَذَا الشَّهْرُ الَّذِي إِذَا مَضَى حَلَّتْ زَكَاتُكُمْ كَمَا يُقَالُ: شَهْرُ ذِي الْحَجَّةِ، وَإِنَّمَا الْحَجَّةِ بَعْدَ مُضِيِّ أَيَّامٍ مِنْهُ (¬3). قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا عَلَى قَوْلِهِ: أَنَّ الدَّيْنَ لَا يَمْنَعُ وُجُوبَ الزَّكَاةِ. وَبِهِ (¬4) قَالَ رَبِيعَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ (¬5)، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى. [3358] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬6) وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) في (س): "أبي النعمان"، والمثبت من صحيح البخاري (9/ 105)، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 232). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 129). (¬3) المصدر السابق (3/ 129). (¬4) في (س) "فيه"، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن (6/ 152). (¬5) قوله: "بن أبي سليمان" مطموس في الأصل، وتصحف في مطبوعة المختصر إلى: "حماد بن أبي سلمة"، والمثبت من الأصل الخطي لمكتبة تشيستربيتي (90/ ب). (¬6) قوله: "عبد الله الحافظ" مطموس في الأصل، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 233).

وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ فِي الرَّجُلِ يَسْتَقْرِضُ، فَيُنْفِقُ عَلَى ثَمَرَتِهِ وَعَلَى أَهْلِهِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَبْدَأُ بِمَا اسْتَقْرَضَ فَتقْضِيهِ، وَيُزَكِّي مَا بَقِيَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَقْضِي مَا أَنْفَقَ عَلَى الثَّمَرَةِ، ثُمَّ يُزَكِّي مَا بَقِيَ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: مَنْ قَالَ بِقَوْلِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله - أَنَّ الدَّيْنَ لَا يَمْنَعُ وُجُوبَ الزَّكَاةِ، زَعَمَ أَنَّهُمَا مَحْجُوجَانِ بِالظَّوَاهِرِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي وُجُوبِ الْعُشْرِ فِي الثِّمَارِ وَالزُّرُوعِ، وَوُجُوبِ الزَّكَاةِ فِي سَائِرِ الْأَمْوَالِ، وَقَدْ فَرَّقَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ بَيْنَ الْأَمْوَالِ الظَّاهِرَةِ، وَبَيْنَ الْأَمْوَالِ الْبَاطِنَةِ، فَقَالَ: فِي الْمُتَصَدِّقِ إِذَا قَدَّمَ أَخْذَ الصَّدَقَةِ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ مَالِهِ مِثْلَ: الْحَرْثِ وَالْمَعْدِنِ وَالْمَاشِيَةِ، وَلَمْ يَتْرُكْهَا لِدَيْنٍ، وَلَكِنَّهُ يَتْرُكُهَا إِذَا أَحَاطَ (¬2) الدَّيْنُ بِمَالِهِ مِنَ الرِّقَةِ (¬3) وَالتِّجَارَةِ الَّتِي إِلَيْهِ أَنْ يُؤَدِّيَهَا. قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَقَدْ رَوَيْنَا عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَالزُّهْرِيِّ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ الثِّمَارِ وَالزُّرُوعِ، وَبَيْنَ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ فِي ذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 158). (¬2) في (س): "احتاط"، والمثبت من المختصر، والمعرفة (6/ 153). (¬3) في المختصر: "الزكاة".

مسألة (227): ومن له دين على آخر، إلا أنه جحده ثم أقر به لزمه أن يخرج عنه زكاة ما مضى حوله على جحوده إذا أخذه في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (227): وَمَنْ لَهُ دَيْنٌ عَلَى آخَرَ، إِلَّا أَنَّهُ جَحَدَهُ ثُمَّ أَقَرَّ بِهِ لَزِمَهُ أَنْ يُخْرِجَ عَنْهُ زَكَاةَ مَا مَضَى حَوْلَهُ عَلَى جُحُودِهِ إِذَا أَخَذَهُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ عَلَيْهِ زَكَاةُ مَا مَضَى حَوْلَهُ عَلَى جُحُودِهِ (¬2). [3359] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬3) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ الدَّيْنُ الظَّنُونُ: يُزَكِّيهِ لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا. [3360] حدثناه يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ، [عَنِ] (¬4) ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الظَّنُونُ هُوَ الَّذِي لَا يَدْرِي صَاحِبُهُ أَيَقْضِيهِ الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ أَمْ لَا؟ كَأَنَّهُ الَّذِي لَا يَرْجُوهُ (¬5). [3361] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 133)، ومختصر المزني (ص 76)، والحاوي الكبير (3/ 314)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (2/ 538). (¬2) انظر: الأصل (2/ 105)، والمبسوط (2/ 171)، وبدائع الصنائع (2/ 9)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 256). (¬3) في الأصل: "أبو عبيدة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 238). (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص 528).

هِشَامٍ، وَابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ الدَّيْنُ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُهُ أَنْ يُزَكِّيَهُ؟ قَالُوا: لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَإِنْ كَانَ صَادِقًا (¬1) فَإِذَا أُدِّيَ إِلَيْهِ، فَلْيُزَكِّهِ لِمَا غَابَ عَنْهُ (¬2). وَبِهِ يَأْخُذُ سُفْيَانُ. [3362] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أنا أَبُو بَكْرٍ [مُحَمَّدُ بْنُ] أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، أنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ كَانَ عَلَى مَالِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنَ الدَّيْنِ الزَّكَاةَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ إِذَا خَرَجَتِ الْأَعْطِيَةُ حَبَسَ لَهُمُ الْعُرَفَاءُ دُيُونَهُمْ، وَمَا بَقِيَ فِي أَيْدِيهِمْ أُخْرِجَتْ زَكَاتُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْبِضُوا [ثُمَّ دَايَنَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ دُيُونًا هَالِكَةً، فَلَمْ يَكُونُوا يَقْبِضُونَ] (¬3) مِنَ الدَّيْنِ الصَّدَقَةَ إِلَّا مَا نَضَّ مِنْهُ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قَبَضُوا الدَّيْنَ أَخْرَجُوا عَنْهَا لِمَا مَضَى مِنْهَا (¬4). [3363] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ الْعَدَنِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: زَكُّوا مَا كَانَ فِي أَيْدِيكُمْ، وَمَا كَانَ مِنْ دَيْنٍ فِي ثِقَةٍ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَا فِي أَيْدِيكُمْ، وَمَا ¬

_ (¬1) قوله: "صادقًا"، مطموس في الأصل، والمثبت من المختصر لابن فرْح. (¬2) أخرجه أبو يوسف في الآثار (1/ 88) من طريق ابن سيرين به. (¬3) ما بين المعقوفات ساقط من الأصل، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 238). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 527) وأبو عبيد في الأموال (ص 526) وابن زنجوية في الأموال (3/ 941) كلهم من طريق الزهري بنحوه.

كَانَ مِنْ دَيْنٍ ظَنُونٍ، فَلَا زَكَاةَ فِيهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ (¬1). وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخِلَافِهِ: [3364] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قتادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا ابْنُ بُكَيْرٍ، نا مَالِكٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي مَالٍ قَبَضَهُ بَعْضُ الْوُلَاةِ ظُلْمًا فَأَمَرَ (¬2) بِرَدِّهِ إِلَى أَهْلِهِ، وَتُؤْخَذُ زَكَاتُهُ لِمَا مَضَى مِنَ السِّنِينَ، ثُمَّ أَعْقَبَ بَعْدَ ذَلِكَ بِكِتَابٍ؛ أَلَّا تُؤْخَذَ مِنْهُ إِلَّا زَكَاةٌ وَاحِدَةٌ فَإِنَّهُ كَانَ ضِمَارًا (¬3). قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الضِّمَارُ؛ الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُرْجَى (¬4). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (4/ 99) عن الثوري به. (¬2) في (س): "يأمر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ رواية ابن بكير (ق 5/ أ). (¬4) الأموال لأبي عبيد (ص 533) بنحوه.

مسألة (228): ولا شيء فيما يستخرج من المعادن، إلا في الذهب والفضة

مَسْأَلَةٌ (228): وَلَا شَيْءَ فِيمَا يُسْتَخْرَجُ مِنَ الْمَعَادِنِ، إِلَّا فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كُلُّ مَا يَنْطَبِعُ فَفِيهِ الْخُمُسُ؛ كَالْحَدِيدِ وَالنُّحَاسِ وَمَا أَشْبَهَهُ، وَأَصْلُ هَذَا أَنَّ الْوَاجِبَ فِيمَا يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ الزَّكَاةُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ رُبُعُ الْعُشْرِ، فَلَا يَجِبُ إِلَّا فِيمَا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ. وَقَدْ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْوَاجِبُ فِيهِ الْخُمُسُ (¬2). وَقَدْ قَالَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أَيْضًا، وَفرَّقَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ بَيْنَ مَا يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ بِالْعَمَلِ، وَبَيْنَ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ نَدْرَةٌ فَقَالَ فِي الْأَوَّلِ: فِيهِ رُبُعُ الْعُشْرِ، وَفِي النَّدْرَةِ الْخُمُسُ (¬3). وَرَوَيْنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله - أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ. [3365] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابًا؛ زَعَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - كَتَبَهُ لِأَنَسٍ وَعَلَيْهِ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ بَعَثَهُ مُصَدِّقًا، وَكَتبَهُ لَهُ فَإِذَا فِيهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 109)، ومختصر المزني (ص 78)، والحاوي الكبير (3/ 333)، والمجموع (6/ 38). (¬2) انظر: الأصل (2/ 111)، والمبسوط (2/ 211)، وتحفة الفقهاء (1/ 329)، وبدائع الصنائع (2/ 67)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 288). (¬3) انظر: الأم (3/ 111)، ومختصر المزني (ص 78)، والحاوي الكبير (3/ 335)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 128)، والمجموع (6/ 44).

- صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَالُ إِلَّا تِسْعِينَ وَمِائَةً، فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا" (¬1). [3366] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَقْطَعَ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ وَهِيَ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرْعِ، فَتِلْكَ الْمَعَادِنُ لَا يُؤْخَذُ مِنْهَا إِلَّا الزَّكَاةُ إِلَى الْيَوْمِ (¬2). رُوِيَ هَذَا مَوْصُولًا: [3367] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، نا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ مِنَ الْمَعَادِنِ الْقَبَلِيَّةِ الصَّدَقَةَ (¬3). [3368] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬4)، أنا مَالِكٌ. (ح) قَالَ: وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَا: نا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ (¬5). (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 117). (¬2) المصدر السابق (ق 218). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 272). (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 315). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 84/ ب).

رَافِعٍ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ، [وَالْبِئْرُ جُبَارٌ] (¬1) وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬2)، عَنْ مَالِكٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ (¬3). وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُ هَذَا الْحَدِيثَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيْنَ ذِكْرِ الْمَعْدِنِ وَالرِّكَازِ، وَأَضَافَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُكْمَهُ، فَلَوْ كَانَ الْمَعْدِنُ وَالرِّكَازُ وَاحِدًا فِي وُجُوبِ الْخُمُسِ لَجَمَعَ (¬4) بَيْنَهُمَا فِي الْحُكْمِ، وَأَضَافَ إِلَيْهِمَا إِيجَابَ الْخُمُسِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3369] أخبرنا الْأُسْتَاذُ الزَّاهِدُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ [مِيكَالَ] (¬5)، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ (¬6) [بِفَارِسَ] (¬7)، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، نا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 254)، وصحيحي البخاري ومسلم. (¬2) صحيح البخاري (2/ 130). (¬3) في (س): "نافع"، والمثبت من صحيح مسلم (5/ 128). (¬4) في (س): "وجمع"، والمثبت من المختصر. (¬5) قوله: "ميكال"، مكانه بياض في (س)، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (8/ 248). (¬6) في (س): "القعنبي". (¬7) قوله: "بفارس" مكانه بياض في (س).

الْكِنْدِيُّ، أنا [أَبُو] يُوسُفَ (¬1) الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ". فَقِيلَ: وَمَا الرِّكَازُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ يَوْمَ خُلِقَتْ" (¬2). عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ضَعِيفٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَدِ اتَّقَى النَّاسُ حَدِيثَهُ، فَلَا يُجْعَلُ حَدِيثُ رَجُلٍ قَدِ اتَّقَى النَّاسُ حَدِيثَهُ [حُجَّةً] (¬3). ثُمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَتَاهُ رَجُلٌ بِخَمْسَةِ أَوَاقٍ مِنْ مَعْدِنٍ، فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا. [3370] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا [أَبُو] مُحَمَّدِ (¬4) بْنُ حَيَّانَ، [نا] (¬5) ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا أَبُو زُرْعَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ (¬6)، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ بِخَمْسَةِ أَوَاقٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ هَذَا مِنْ مَعْدِنٍ، فَخُذْ مِنْهُ الزَّكَاةَ. فَقَالَ: "لَا شَيْءَ فِيهِ". وَرَدَّهُ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "أنا يوسف". (¬2) أخرجه أبو يوسف في الخراج (ص 33) وفيه: "حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده قال" ولم يذكر عن أبي هريرة. (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير (8/ 248). (¬4) في (س): "أنا محمد"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أداة التحديث ساقطة من (س)، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) في (س): "ابن نافع"، تحريف، والمثبت من المصدر السابق، ومصدر ترجمته: تهذيب الكمال (25/ 192). (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 252).

هَذَا مَوْصُولٌ, وَشَاهِدُهُ مَا: [3371] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬1) بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬2): أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بقِطْعَةِ فِضَّةٍ فَقَالَ: خُذْ مِنِّي زَكَاتهَا. فَقَالَ: "مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَا؟ " فَقَالَ: مِنْ مَعْدِنٍ (¬3). قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "بَلْ نُعْطِيكَ مِثْلَ مَا جِئْتَ بِهِ، وَلَا تَرْجِعُ إِلَيْهِ" (¬4). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: لَيْسَ فِي هَذَا بَيَانُ مِقْدَارِ مَا جَاءَ بِهِ، وَفِيهِ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا (¬5) شَيْئًا، وَفِيهِ النَّهْيُ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَيْهِ، وَكَأَنَّهُ أَحَبَّ التَّنَزُّهَ عَنْهُ؛ لِمَا رَوَيْنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "سَتَكُونُ مَعَادِنُ وَيَكُونُ فِيهَا مِنْ شِرَارِ خَلْقِ اللَّهِ". قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَهَذَا خِلَافُ [رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَذَاكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا] (¬6)، وَلَوْ كَانَ فِيهَا شَيْءٌ لَأَخَذَهُ. قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَهَذَا عَلَى قَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْبُوَيْطِيِّ عَنْهُ: أَنَّ الْحَوْلَ شَرْطٌ فِي وُجُوبِ الزَّكَاةِ فِيهِ. ¬

_ (¬1) في النسخ الخطية: "أبو الحسن"، والمثبت من معرفة السنن (6/ 166). (¬2) قوله: "عن المقبري قال: أحسبه عن أبي هريرة" ليس في أصل الرواية. (¬3) قال ابن الأثير في النهاية (3/ 192): "المعادن المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك، واحدها معدن". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 116). (¬5) في (س): "منه"، والمثبت من المختصر، والمعرفة (6/ 165). (¬6) ما بين المعقوفين بيض له الناسخ في (س)، والمثبت من المختصر.

وَأَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنْ قَوْلِهِمْ: تَقُولُ الْعَرَبُ قَدْ أَرْكَزَ الْمَعْدِنُ (¬1)، قَالَ: إِنَّمَا يُقَالُ: أَرْكَزَ الْمَعْدِنُ عِنْدَ النَّدْرَةِ، تَأْتِي مِنْهُ بَائِنَةً مِمَّا يَأْتِي مِنْهُ بِالْعَمَلِ، وَهُوَ يَقُولُ فِي النَّدْرَةِ تَأْتِي مِنْهُ (¬2)، وَفِي الْقَلِيلِ يَأْتِي مِنْهُ بِخُمُسٍ مَعًا، فَلَوْ (¬3) كَانَ يَقُولُ: لَا يُخَمَّسُ إِلَّا إِذَا قِيلَ أَرْكَزَ الْمَعْدِنُ (¬4) كَانَ قَدْ ذَهَبَ إِلَى ضَعِيفٍ مِنَ الْقَوْلِ أَيْضًا؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُوهَبُ (¬5) لَهُ الشَّيْءُ وَلِلرَّجُلِ يَزْكُو زَرْعُهُ، وَلِلرَّجُلِ يَأْتِيهِ فِي تِجَارَتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَأْتِيهِ، وَمِنْ ثَمَرِهِ أَكْثَرَ مِمَّا (¬6) كَانَ يَأْتِيهِ: أَرْكَزْتَ، فَإِنْ كَانَ بِاسْمِ الرِّكَازِ اعْتَلَّ، فَهَذَا كُلُّهُ وَأَكْثَرُ مِنْهُ يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الرِّكَازِ، وَإِنْ كَانَ بِالْخَبَرِ، فَالْخَبَرُ يَدُلُّ عَلَى دِفْنِ الْجَاهِلِيَّةِ (¬7). وَقَدْ حَكَى الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِي التَّرْجَمَةِ مِنْ كِتَابِ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ مَذْهَبَ (¬8) مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ - رحمهما الله - فِي الْمَعْدِنِ، وَحَكَى مَا احْتَجَّ بِهِ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي أَنَّ الْمَعْدِنَ لَيْسَ بِرِكَازٍ، وَإِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله -. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [3372] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ¬

_ (¬1) في (س): "هذا ركز المعدن"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من المختصر، ومعرفة السنن (6/ 167). (¬2) في (س): "بينة". (¬3) في (س): "فلولا". (¬4) في (س): "الصدقة". (¬5) في (س): "يذهب". (¬6) في (س) في الموضعين: "ما". (¬7) ذكره المؤلف في المعرفة (6/ 166). (¬8) في (س): "ترتيب"، والمثبت من المختصر.

أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو (¬1) بْنُ الْحَارِثِ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي حَرِيسَةِ الْجَبَلِ؟ (¬2) قَالَ: "هِيَ وَمِثْلُهَا وَالنَّكَالُ، لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَاشِيَةِ قَطْعٌ، إِلَّا بِمَا (¬3) آوَاهُ الْمُرَاحُ وَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَفِيهِ قَطْعُ الْيَدِ، وَمَا لَمْ يَبْلُغْ ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَفِيهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَجَلَدَاتُ نَكَالٍ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ تَرَى فِي الثَّمَرِ (¬4) الْمُعَلَّقِ؟ قَالَ: "هُوَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ وَالنَّكَالُ، وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ قَطْعٌ، إِلَّا مَا آوَاهُ الْجَرِينُ، فَمَا (¬5) أُخِذَ مِنَ الْجَرِينِ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَفِيهِ الْقَطْعُ، وَمَا لَمْ يَبْلُغْ ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَفِيهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ وَجَلَدَاتُ نَكَالٍ" (¬6). فَقَالَ: فكَيْفَ تَرَى فِيمَا (¬7) يُؤْخَذُ فِي الطَّرِيقِ الْمِيتَاءِ أَوِ الْقَرْيَةِ الْمَسْكُونَةِ؟ قَالَ: "عَرِّفْ سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهِ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَشَأْنُكَ بِهِ، فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهُ (¬8) يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ فَأَدِّهِ (¬9) إِلَيْهِ، وَمَا كَانَ فِي الطَّرِيقِ غَيْرِ الْمِيتَاءِ، وَالْقَرْيَةِ غَيْرِ الْمَسْكُونَةِ، فَفِيهِ وَفِي الرِّكَازِ ¬

_ (¬1) في (س): "عمر"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 248)، ومصادر ترجمته تهذيب الكمال (21/ 570). (¬2) في (س): "الخيل"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) في السنن الكبير: "فيما". (¬4) في (س): "التمر" بمثناة، والمثبت من السنن الكبير (8/ 248) وجميع مصادر التخريج. (¬5) في (س): "مما"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) إلى هنا أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 106) عن أبي العباس الأصم، والمنتقى لابن الجارود (ص 367) كلاهما عن ابن عبد الحكم. (¬7) في (س): "مما"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير. (¬8) في (س): "طالبها". (¬9) في (س): "فأدها".

الْخُمُسُ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ تَرَى فِي ضَالَّةِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "طَعَامٌ مَأْكُولٌ لَكَ، أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ، احْبِسْ عَلَى أَخِيكَ ضَالَّتَهُ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ تَرَى فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا! مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، وَلَا يُخَافُ عَلَيْهَا الذِّئْبُ، تَأْكُلُ الْكَلَأَ، وَتَرِدُ الْمَاءَ، دَعْهَا حَتَّى يَأْتِيَ طَالِبُهَا" (¬1). قَالُوا: فَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا كَانَ فِي الطَّرِيقِ غَيْرِ الْمِيتَاءِ وَالْقَرْيَةِ غَيْرِ الْمَسْكُونَةِ". قَالُوا: أَرَادَ بِهِ الْمَعْدِنَ؛ فَفِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ، دَلَّ أَنَّهُمَا يَسْتَوِيَانِ فِي وُجُوبِ الْخُمُسِ فِيهِمَا. الْجَوَابُ: قُلْنَا: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَإِنْ كَانَ حَدِيثُ عَمْرٍو يَكُونُ حُجَّةً؛ فَالَّذِي رَوَى الْحُجَّةُ عَلَيْهِ فِي غَيْرِ حُكْمٍ، وَإِنْ كَانَ حَدِيثُ عَمْرٍو غَيْرَ حُجَّةٍ فَالْحُجَّةُ بِغَيْرِ حُجَّةٍ جَهْلٌ. رُوِيَ فِي حَدِيثِ عَمْروٍ الَّذِي رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الثَّمَرِ (¬2) الْمُعَلَّقِ فَقَالَ: غَرَامَتُهُ وَمِثْلُهُ مَعَهُ وَجَلَدَاتُ نَكَالٍ (¬3)، فَإِذَا آوَاهُ الْجَرِينُ، فَفِيهِ الْقَطْعُ وَهُوَ يَقُولُ: غَرَامَتُهُ فَقَطْ وَلَيْسَ مِثْلُهُ مَعَهُ، وَيَقُولُ: لَا يُقْطَعُ فِيهِ إِذَا آوَاهُ الْجَرِينُ رَطْبًا، وَالْجَرِينُ يُؤْوِيهِ رَطْبًا. وَرُوِيَ فِي ضَالَّةِ (¬4) الْإِبِلِ غَرَامَتُهَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا، وَيَقُولُ: غَرَامَتُهَا وَحْدَهَا ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 248). (¬2) في (س) ومطبوعة المختصر: "التمر"، والمثبت من الأصل الخطي للمختصر، ومعرفة السنن (6/ 169). (¬3) في المختصر: "وجلد أو نكال". (¬4) في المختصر: "ضلالة".

[بِقِيمَةٍ وَاحِدَةٍ لَا مُضَاعَفَةٍ، وَرَوَى فِي اللُّقَطَةِ: يُعَرِّفُهَا] (¬1) فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَشَأْنُهُ بِهَا وَهُوَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ مُوسِرًا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَأْكُلَهَا، وَيَتَصَدَّقُ بِهَا. فَخَالَفَ حَدِيثَ عَمْرٍو الَّذِي رَوَاهُ فِي أَحْكَامِ (¬2) [اللُّقَطَةِ] وَاحْتَجَّ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَاحِدٍ، إِنَّمَا هُوَ تَوَهُّمٌ فِي الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ حُجَّةً فِي شَيْءٍ، فَلْيَقُلْ بِهِ فِيمَا تركَهُ فِيهِ. وَقَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: قَوْلُهُ: إِنَّمَا هُوَ تَوَهُّمٌ، يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَنْصُوصٍ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِ النِّزَاعِ، وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِهِ مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَمْوَالِ الْجَاهِلِيَّةِ ظَاهِرًا فَوْقَ الْأَرْضِ فِي الطَّرِيقِ غَيْرِ الْمِيتَاءِ، وَالْقَرْيَةِ غَيْرِ الْمَسْكُونَةِ، فَقَالَ فِيهِ: "وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ". [3373] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجلٌ إِلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فِي خَرِبَةٍ بِالسَّوَادِ، فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: أَمَا لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا قَضَاءً بَيِّنًا؛ إِنْ كُنْتَ وَجَدْتَهَا فِي قَرْيَةٍ تُؤَدِّي خَرَاجَهَا قَرْيَةٌ أُخْرَى، فَهِيَ لِأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَةِ، وَإِنْ كُنْتَ وَجَدْتهَا فِي قَرْيَةٍ لَيْسَ تُؤَدِّي خَرَاجَهَا قَرْيَةٌ أُخْرَى، فَلَكَ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ، وَلَنَا الْخُمُسُ، ثُمَّ الْخُمُسُ لَكَ (¬3). وَهَذَا لَا حُجَّةَ فِيهِ؛ فَإِنَّهُ وَرَدَ فِي الرِّكَازِ الَّذِي هُوَ دِفْنُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَلَامُنَا وَقَعَ فِي الْمَعْدِنِ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س) والمختصر، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من معرفة السنن (6/ 169). (¬2) في (س): "أحكامه". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 117).

مسألة (229): والنصاب معتبر في المستخرج على أحد القولين. وقال أبو حنيفة: يجب في القليل والكثير

مَسْأَلَةٌ (229): وَالنِّصَابُ مُعْتَبَرٌ فِي الْمُسْتَخْرَجِ (¬1) عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجِبُ فِي الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ (¬3) [3374] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ مِنَ الْوَرِقِ (¬4) " (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬6). [3375] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمَذَانَ, نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ (¬7)، ¬

_ (¬1) زاد بعده في المختصر: "من المعدن". (¬2) انظر: الأم (3/ 112)، ومختصر المزني (ص 78)، والحاوي الكبير (3/ 337)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 131)، والمجموع (6/ 38). (¬3) انظر: المبسوط (2/ 211)، وتحفة الفقهاء (1/ 330)، وبدائع الصنائع (2/ 67)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 288). (¬4) وقع في أصل الرواية وصحيح البخاري: "وليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 100). (¬6) صحيح البخاري (2/ 119). (¬7) في (س): "عمرو بن أسيد" محرف، والمثبت من أصل الرواية، ومصادر ترجمته.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِمِثْلِ بَيْضَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَبْتُ هَذِهِ مِنْ مَعْدِنٍ، فَخُذْهَا فَهِيَ صَدَقَةٌ، مَا أَمْلِكُ غَيْرَهَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ [أَتَاهُ] (¬1) مِنْ قِبَلِ رُكْنِهِ الْأَيْسَرِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَحَذَفَهُ بِهَا، فَلَوْ أَصَابَتْهُ لَأَوْجَعَتْهُ أَوْ لَعَقَرَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَأْتِي أَحَدُكُمْ بِمَا يَمْلِكُ فَيَقُولُ: هَذِهِ صَدَقَةٌ، ثُمَّ يَقْعُدُ يَسْتَكِفُّ النَّاسَ، خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى" (¬2). لَوْ لَمْ يَكُنِ (¬3) النِّصَابُ مُعْتَبَرًا، لَأَخَذَ مِنْهُ الْخُمُسَ مَعَ كَثْرَةِ إِعَادَتِهِ لَهُ وَعَرْضِهِ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ امْتَنَعَ عَنْ أَخْذِ الْوَاجِبِ مِنْهَا؛ لِكَوْنِهَا نَاقِصَةً عَنِ النِّصَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 293). (¬3) قوله: "لو لم يكن" مكانه في (س): "لكن"، والمثبت من المختصر. (¬4) زاد بعده في المختصر: "وأبو حنيفة كان يزعم للفقير خمس حق ما يجده على نفسه فإذا بذله الإمام يأخذه والله أعلم".

مسألة (230): الحق الواجب في المعدن والركاز، مصرفه مصرف الزكوات، يعتبر بحال الواجد

مَسْأَلَةٌ (230): الْحَقُّ الْوَاجِبُ فِي الْمَعْدِنِ وَالرِّكَازِ، مَصْرِفُهُ مَصْرِفُ الزَّكَوَاتِ، يُعْتَبَرُ بِحَالِ الْوَاجِدِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَصْرِفُهُ مَصْرِفُ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ، وَلَا يُعْتَبَرُ بِحَالِ الْوَاجِدِ (¬2). [3376] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، نا الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ قَرِيبَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ (¬3)، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهَا (¬4) قَالَتْ: ذَهَبَ الْمِقْدَادُ لِحَاجَتِهِ بِبَقِيعِ الْخَبْخَبَةِ، فَإِذَا جُرَذٌ يُخْرِجُ مِنْ جُحْرٍ دِينَارًا، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُخْرِجُ دِينَارًا دِينَارًا، حَتَّى أَخْرَجَ سَبْعَةَ عَشَرَ دِينَارًا، ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً حَمْرَاءَ - يَعْنِي: فِيهَا دِينَارًا (¬5) - فَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِينَارًا، فَذَهَبَ (¬6) بِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (8/ 476)، ونهاية المطلب (3/ 362)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 128، 136)، والمجموع (6/ 59). (¬2) يجوز للواجد أن يصرف إلى نفسه إذا كان محتاجًا ولا تغنيه الأربعة الأخماس. انظر: الأصل (2/ 114)، والمبسوط (3/ 17)، وتحفة الفقهاء (1/ 330)، وبدائع الصنائع (2/ 67)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 290). (¬3) في أصل الرواية: "هشام". (¬4) في (س): "أخبرته"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في السنن الكبير: "دينار". (¬6) في (س): "فذهبت"، والمثبت من المصدر السابق.

صَدَقَتَهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ هَوَيْتَ إِلَى الْجُحْرِ؟ " قَالَ: لَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا" (¬1). إِنَّمَا لَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ - صلى الله عليه وسلم - لِنُقْصَانِ ذَلِكَ عَنِ النِّصَابِ، وَلَمْ يَقُلْ: لَيْسَ فِيهِ زَكَاةٌ لَمَّا قَالَ: خُذْ صَدَقَتَهَا. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 220).

مسألة (231): وتجب زكاة الفطر على من عنده فضل من قوت يومه

مَسْأَلَةٌ (231): وَتَجِبُ زَكَاةُ الْفِطْرِ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ فَضْلٌ مِنْ قُوتِ يَوْمِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَجِبُ إِلَّا عَلَى مَنْ مَلَكَ نِصَابًا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3377] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ بِحِمْصَ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَنْ كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَالْحِنْطَةُ عِنْدَنَا [بِمَنْزِلَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ] (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ (¬4). [3378] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ مِنْ أَصْلِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 169)، ومختصر المزني (ص 80)، والحاوي الكبير (3/ 371)، والمجموع (6/ 63). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 102)، وتحفة الفقهاء (1/ 334)، وبدائع الصنائع (2/ 69)، والهداية في شرح البداية (1/ 113). (¬3) ما بين المعقوفين محله في الأصل بياض يسير في (س)، واستدركناه من السنن الصغير (1/ 465). (¬4) صحيح مسلم (3/ 70).

كِتَابِهِ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، نا قَبِيصَةُ. (ح) قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: وَحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَاللَّفْظُ لَهُ، كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِزَكَاةِ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، فَقِيرٍ وَغَنِيٍّ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. [3379] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُسَدَّدٌ وَسلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ مُسَدَّدٌ: عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، [وَ] (¬2) قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ - أَوْ: ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ (¬3) - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَاعًا مِنْ بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ عَلَى كُلِّ اثْنَيْنِ (¬4)؛ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، حَرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، أَمَّا غَنِيُّكُمْ فَيُزَكِّيهِ اللَّهُ، وَأَمَّا فَقِيرُكُمْ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى". زَادَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: "غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ" (¬5). رَوَاهُ (¬6) سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادٍ فَقَالَ: ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ¬

_ (¬1) في (س): "الدينوري"، والمثبت من أصل الرواية من المعجم الكبير للطبراني (12/ 377). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، وأثبتناها من أصل الرواية. (¬3) في (س): "صغر"، وهو تحريف. (¬4) في (س): "ابن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 123). (¬6) تبدو في الأصل: "وزاد"، ونرجح تصحفها عما أثبتناه.

وَذَكَرَ فِي مَتْنِهِ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ. وَقَالَ أَيْضًا: "أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ" - أَوْ قَالَ: "بُرٍّ" - عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ" (¬1). [3380] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو النُّعْمَانِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ صُعَيْرٍ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ: "أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ أَوْ بُرٍّ عَلَى كُلِّ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، صَغِيرٍ (¬3) أَوْ فَقِيرٍ، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، فَأَمَّا الْغَنِيُّ فَيُزَكِّيهِ اللَّهُ، وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِمَّا أَعْطَاهُ" (¬4). وَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ زَكَاةُ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ وَأُنْثَى، صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، فَقِيرٍ وَغَنِيٍّ، وَذَكَرَ الْأَثَرَ بِتَمَامِهِ. [3381] أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الزَّوْزَنِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، فَذَكَرَهُ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 80). (¬2) في (س): "أبي صعير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في أصل الرواية: "أو صغير". (¬4) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 253). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 311).

مسألة (232): ولا تجب على المسلم صدقة الفطر عن عبده الكافر

مَسْأَلَةٌ (232): وَلَا تَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَنْ عَبْدِهِ الْكَافِرِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَجِبُ (¬2). [3382] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ (¬3)، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ (¬4). وَخَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬5). وَخَرَّجَهُ مُسْلِمٌ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ وَغَيْرِهِ، عَنْ [. . .] (¬6)، وَكَذَا قَالَهُ عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 163)، ومختصر المزني (ص 79)، والحاوي الكبير (3/ 358)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 152)، والمجموع (6/ 107). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 103)، وتحفة الفقهاء (1/ 337)، وبدائع الصنائع (2/ 70)، والهداية في شرح البداية (1/ 114). (¬3) في أصل الرواية وصحيح البخاري والمؤلف في السنن الصغير (1/ 464) بسنده: "حر أو عبد". (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع رواية بحر بن نصر عنه (ص 114). (¬5) صحيح البخاري (2/ 130). (¬6) ما بين المعقوفين بياض في الأصل بمقدار كلمتين أو ثلاث كلمات.

وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، وَكَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ (¬1)، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ نَافِعٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ. [3383] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَا: نا مَرْوَانُ - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: نا أَبُو يَزِيدَ الْخَوْلَانِيُّ، كَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، وَكَانَ ابْنُ وَهْبٍ يَرْوِي عَنْهُ - ثنا سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ مَحْمُودٌ: الصَّدَفِيُّ - عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصِّيَامِ (¬2) مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ (¬3). [3384] وحدثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْإِخْمِيمِيُّ (¬4) بِمَكَّةَ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو يَزِيدَ الْخَوْلَانِيُّ، نا سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّدَفِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةَ الصِّيَامِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ (¬5). وَذَكَرَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ أَبَا يَزِيدَ الْخَوْلَانِيَّ هَذَا فِيمَنْ عُرِفَ بِكُنْيَتِهِ، وَلَا يُوقَفُ عَلَى اسْمِهِ. ¬

_ (¬1) تبدو في الأصل: "مرتد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 279). (¬2) كذا في أصل الرواية وأشار إلى أنها في نسخة أخرى: "للصائم". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 122). (¬4) في السنن الصغير: "الأحمسي"، انظر ترجمته في لسان الميزان (1/ 472). (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الصغير (1/ 469).

وَحَدِيثُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ دَلِيلٌ فِي مَسَائِلَ أُخَرَ سِوَى مَا ذَكَرْنَا: مِنْهَا: أَنَّ وَقْتَ وُجُوبِ زَكَاةِ الْفِطْرِ مُنْتَهَى (¬1) رَمَضَانَ وَمُبْتَدَأُ هِلَالِ شَوَّالٍ لِقَوْلِهِ: فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ. خِلَافَ مَا زَعَمَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنْ أَنَّ وَقْتَهُ طُلُوعُ الْفَجْرِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَوَّالٍ. وَمِنْهَا: أَنَّ عَلَى الشَّرِيكَيْنِ فِي الْعَبْدِ زَكَاةَ الْفِطْرِ فِيهِ بِحِسَابِ الشَّرِكَةِ خِلَافَ مَا زَعَمَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنْ أَنَّ الشَّرِكَةَ مُسْقِطَةٌ لَهَا. وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [3385] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخُطَبِيُّ، نا أَبُو قَبِيصَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عُثْمَانُ (¬2) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى (¬3)، كَافِرٍ وَمُسْلِمٍ، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجَ عَنْ مُكَاتَبِيهِ مِنْ غِلْمَانِهِ (¬4). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَهَذَا - إِنْ صَحَّ - شَيْءٌ تَبَرَّعَ بِهِ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه -؛ أَلَا تَرَى أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُهَا أَيْضًا عَنْ مُكَاتَبِيهِ، وَذَلِكَ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَيْضًا. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "شهر". والمثبت من المختصر. (¬2) في (س): "عمر"، والمثبت من مصادر ترجمته وسنن الدارقطني (3/ 85)، وهو: عثمان بن عبد الرحمن بن عمر الوقاصي، متروك الحديث، من رجال التهذيب. (¬3) في سنن الدارقطني: "ذكر وأنثى". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 85) عن إسماعيل الخطبي به.

مسألة (233): وزكاة فطر المرأة على زوجها

مَسْأَلَةٌ (233): وَزَكَاةُ فِطْرِ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهَا دُونَ زَوْجِهَا (¬2). [3386] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَذَانِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، نا عُمَيْرُ بْنُ عَمَّارٍ (¬3) الْهَمْدَانِيُّ، نا الْأَبْيَضُ بْنُ الْأَغَرِّ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ مِمَّنْ تَمُونُونَ (¬4). [3387] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى الْحُرِّ وَالْعَبْدِ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى مِمَّنْ تَمُونُونَ (¬5). [3388] ورواه حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 163)، ومختصر المزني (ص 79)، والحاوي الكبير (3/ 354)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 146)، والمجموع (6/ 68، 72). (¬2) انظر: الأصل (2/ 215)، والمبسوط (3/ 105)، وتحفة الفقهاء (1/ 336)، وبدائع الصنائع (2/ 72). (¬3) في (س): "عمر بن عباد"، والمثبت من سنن الدارقطني (3/ 67)، وبخط أبي بكر الحارثي وسماعه، مخطوط بدار الكتب (ق 116/ أ). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 67). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 161).

عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ مِمَّنْ تَمُونُونَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ. وَهُوَ فِيمَا أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، نا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا النُّفَيْلِيُّ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، فَذَكَرَهُ (¬1). وَهُوَ مُرْسَلٌ أَيْضًا. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ مُسْنَدًا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [3389] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬2)، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: مَنْ جَرَتْ (¬3) عَلَيْهِ نَفَقَتُكَ فَأَطْعِمْ عَنْهُ (¬4) نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ (¬5). عَبْدُ الْأَعْلَى هَذَا ضَعِيفٌ، وَهُوَ مَوْقُوفٌ غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا انْضَمَّ إِلَى مَا قَبْلَهُ أَخَذَ قُوَّةً. [3390] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهِ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 275). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (3/ 315). (¬3) في أصل الرواية: "على من جرت". (¬4) قوله: "فأطعم عنه" ليس في أصل الرواية. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 120/ أ).

الْمُزَكِّي، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِزَكَاةِ الْفِطْرِ تُؤَدَّى قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ النَّاسُ إِلَى الصَّلَاةِ (¬1). قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُؤَدِّيهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِالْيَوْمِ أَوْ بِالْيَوْمَيْنِ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ لَهُ فِي أَرْضِهِ (¬2)، وَعَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ يَعُولُهُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَعَنْ رَقِيقِ امْرَأَتِهِ، وَكَانَ لَهُ مُكَاتَبٌ بِالْمَدِينَةِ، فَكَانَ لَا يُؤَدِّي عَنْهُ (¬3). هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. [3391] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْهُمُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُعْطِي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ كَبِيرِهِمْ وَصَغِيرِهِمْ عَمَّنْ يَعُولُ، وَعَنْ رَقِيقِهِ، وَعَنْ رَقِيقِ نِسَائِهِ (¬4). وَهَذَا أَيْضًا صَحِيحٌ، وَعَلَيْهِ اعْتِمَادِي مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ، وَلَا أَعْتَمِدُ الْمُسْنَدَ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ؛ لِأَنَّ إِسْنَادَهُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح (2/ 131) من طريق موسى بن عقبة به. (¬2) زاد بعده في المختصر: "وغير أرضه". (¬3) أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في المسند المستخرج على صحيح مسلم (3/ 65). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 67).

مسألة (234): ولا يجزئ من البر إلا صاع

مَسْأَلَةٌ (234): وَلَا يُجْزِئُ مِنَ الْبُرِّ إِلَّا صَاعٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُجْزِئُهُ نِصْفُ صَاعٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3392] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ (¬5). وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَقَالَ فِيهِ: فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [3393] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (3/ 378)، والمجموع (6/ 110). (¬2) انظر: الأصل (2/ 211)، والمبسوط (3/ 112)، وتحفة الفقهاء (1/ 333، 337)، وبدائع الصنائع (2/ 72). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 162). (¬4) صحيح البخاري (2/ 131). (¬5) صحيح مسلم (3/ 69).

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ زيدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُعْطِي زَكَاةَ الْفِطْرِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ (¬1). وَكَذَا رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ (¬2) وَغَيْرُهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (¬3). وَقَدْ تَابَعَ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ - عَلَى رِوَايَتِهِ عَنْ عِيَاضٍ - دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ: [3394] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّارَبَرْدِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب، قَالَا: أنا الْقَعْنَبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ - إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬4). الطَّعَامُ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمُرَادُ بِهِ الْحِنْطَةُ بِدَلِيلِ تَنَاوُلِهَا مِنْ طَرِيقِ الْعَرَبِيَّةِ. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 131). (¬2) في (س): "حفص بن نمرة"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح (2/ 131) من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم. (¬4) صحيح مسلم (3/ 69).

وَبِدَلِيلِ مَا: [3395] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلَانِيُّ الْعَدْلُ إِمْلَاءً، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ (¬1) بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَذُكِرَ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْفِطْرِ فَقَالَ: لَا أُخْرِجُ إِلَّا مَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ حِنْطَةٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَوْ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ؟ قَالَ: لَا، تِلْكَ قِيمَةُ مُعَاوِيَةَ، لَا أَقْبَلُهَا، وَلَا أَعْمَلُ بِهَا (¬2). رَوَاهُ غَيْرُهُ (¬3) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ دُونَ ذِكْرِ الْحِنْطَةِ، وَقَدْ ذَكَرَهَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الْإِمَامُ، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِ صَحِيحٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنَ (¬4) الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ، فَكَيْفَ (¬5) عَنْ إِمَامٍ مِثْلِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ! وَلَمْ يَزَلْ يُخْرِجُ النَّاسُ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعًا إِلَى أَنْ قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ - رحمه الله -: إِنِّي أَرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ يَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. فَأَخَذُوا بِهِ. [3396] أخبرنا بِذَلِكَ الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، نا دَاوُدُ الْفَرَّاءُ. (ح) ¬

_ (¬1) في (س): "عدي"، وكذا تصحف في جميع الأصول الخطية للمستدرك التي لدينا، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 286). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 289). (¬3) هو: ابن راهويه، كما ذكر المؤلف في السنن الكبير (8/ 286). (¬4) في (س): "عن"، والمثبت من المختصر. (¬5) في (س): "فكتب"، والمثبت من المصدر السابق.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، نا أَبُو دَاوُدَ، [نا] (¬1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، نا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ الْفَرَّاءَ - عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ - إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ مُعَاوِيَةُ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ: إِنِّي أَرَى أَنَّ مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. فَأَخَذَ بِذَلِكَ النَّاسُ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَمَّا أَنَا فَلَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا مَا عِشْتُ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬2). وَفِي حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى: صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ. وَقَالَ: حَتَّى قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ مُعْتَمِرًا أَوْ حَاجًّا، خَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ مَا عِشْتُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬3). (¬4) [3397] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ (¬5) بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، نا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَاكُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي، نا الْقَعْنَبِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) أداة التحديث ساقطة من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 123). (¬3) هنا في (س) بياض بمقدار كلمتين أو ثلاثٍ، ورقم عليه الناسخ حرف (ط). (¬4) صحيح مسلم (3/ 69). (¬5) في (س): "الرر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 285).

عِيَاضِ (¬1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ - إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حَرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ (¬2) صَاعًا مِنْ أَقِطٍ (¬3)، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَكَلَّمَ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَكَانَ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ: إِنِّي أَرَى أَنَّ مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. قَالَ: فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَأَمَّا أَنَا فَلَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ أَبَدًا مَا عِشْتُ (¬4). [3398] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، نا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا جَعَلَ نِصْفَ الصَّاعِ مِنَ الْحِنْطَةِ عَدْلَ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ أَنْكَرَ ذَلِكَ أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ: لَا أُخْرِجُ فِيهَا إِلَّا الَّذِي كُنْتُ أُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ. هَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬5). [3399] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا ¬

_ (¬1) في (س): "عاصم"، تحريف، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) كذا هنا بإثبات: "أو" وهي رواية الرزّاز. (¬3) زاد بعدها في السنن الكبير: "أو صاعا من شعير". (¬4) سبق تخريجه قريبا. (¬5) صحيح مسلم (3/ 70).

مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، سَمِعَ عِيَاضًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: لَا أُخْرِجُ أَبَدًا إِلَّا صَاعًا، كُنَّا (¬1) نُخْرِجُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَاعَ تَمْرٍ، أَوْ شَعِيرٍ، أَوْ أَقِطٍ، أَوْ زَبِيبٍ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: زَعَمَ بَعْضُ مَنْ نَصَرَ قَوْلَ مَنْ قَالَ: يُجْزِئُ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ. أَنْ لَا حُجَّةَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ؛ لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا يُعْطُونَ مِنْ ذَلِكَ مَا عَلَيْهِمْ وَيَزِيدُونَ فَضْلًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ، وَاسْتَشْهَدَ بِرِوَايَةٍ رَوَاهَا عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِزَكَاةِ رَقِيقِكَ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: إِنَّ مَرْوَانَ لَا يَعْلَمُ أَنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُعْطِيَ لِكُلِّ رَأْسٍ صَاعًا (¬3) مِنْ تَمْرٍ، أَوْ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ. وَهَذَا إِنْ صَحَّ فَلأَنَّ مَرْوَانَ إِنَّمَا كَانَ يُطَالِبُهُمْ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ أَوْ نِصْفِ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ عَلَى تَعْدِيلِ مُعَاوِيةَ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَدْ أَعْطَيْتُ ذَلِكَ فَلِمَ تُطَالِبُنِي بِالزِّيَادَةِ؟ ! وَقَدْ أَخْبَرَ فِي حَدِيثِ عِيَاضٍ بِمَا كَانَ يُخْرِجُهُ، وَأَنْكَرَ تَعْدِيلَ مُعَاوِيَةَ، فَكَيْفَ يَصِحُّ هَذَا عَنْهُ إِلَّا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْنَا! وَلَوْ جَازَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ فِي الطَّعَامِ: كَانُوا يُخْرِجُونَ بَعْضَهُ فَرْضًا وَبَعْضَهُ فَضْلًا. لَجَازَ لِغَيْرِهِ أَنْ يَقُولَ مِثْلَهُ فِي سَائِرِ الْأَجْنَاسِ، وَلَجَازَ لِغَيْرِهِ يَقُولُ فِي الْمُدَّيْنِ: إِنَّمَا قَالَهُ فِيمَنْ لَمْ يَجِدْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَلَكِنَّ الْأَمْرَ عَلَى مَا بَيَّنَّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "إنا كنا". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 123). (¬3) في (س): "بصاع"، والمثبت من المختصر.

[3400] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَجَعَلَ النَّاسُ عَدْلَهُ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بنِ سَعِيدٍ، نا لَيْثٌ. ونا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَجَعَلَ النَّاسُ عَدْلَهُ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ (¬2). وَهَذَا إِنَّمَا يَعْنِي بِالنَّاسِ مُعَاوِيَةَ وَمَنْ أَخَذَ بِقَوْلِهِ؛ بِدَلِيلِ مَا رَوَيْنَا صَرِيحًا فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، وَبِدَلِيلِ مَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ عُبَيْدِ (¬3) اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: صَاعًا مِنْ بُرٍّ. [3401] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبِيحٍ. (ح) قَالَ: [وَأَخْبَرَنَا] (¬4) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْخَزَّازُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، قَالَا: نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 131). (¬2) صحيح مسلم (3/ 68). (¬3) في (س): "عبد"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر التخريج والترجمة. (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، واستدركناه من أصل الرواية.

الْجُمَحِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ بُرِّ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُمَحِيُّ ثِقَةٌ مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي كِتَاب مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ. وَأَصْلُ قَوْلِنَا وَقَوْلِهِمْ قَبُولُ الزِّيَادَةِ مِنَ الثِّقَةِ بَعْدَ ثُبُوتِهِ عَلَيْهَا، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ جُمْلَتِهِ؛ فَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَة عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ ثَابِتٌ عَلَيْهِ نَاقِلٌ لَهُ يُعِيدُهُ وَيُبْدِيهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - لَمَّا كَانَ عِنْدَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ بُرٍّ، ثُمَّ سَمِعَ [مِنْ] (¬3) مُعَاوِيَةَ مَا يُخَالِفُهُ أَنْكَرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ. فَإِنْ قِيلَ: قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - وَكَثُرَتِ الْحِنْطَةُ جَعَلَ عُمَرُ - رضي الله عنه - نِصْفَ صَاعِ حِنْطَةٍ مَكَانَ صَاعٍ مِنْ تِلْكَ الْأَشْيَاءِ. قِيلَ: إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، كَثِيرُ الْوَهَمِ، يَرْوِي عَلَى التَّوَهُّمِ، وَيُحَدِّثُ عَلَى الْحُسْبَانِ، وَكَانَ يَرَى الْإِرْجَاءَ، مَاتَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِمَكَّةَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الله"، تحريف، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 287). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 288). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت يقتضيه السياق.

وَرَوَاهُ أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَلَمَّا قَدِمَتِ الْحِنْطَةُ عَلَيْنَا مِنَ الْعِرَاقِ عَدَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُدَّيْنِ مِنْ بُرٍّ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ. [3402] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي التَّارِيخِ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَزْهَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، نا أَبُو حَمَّادٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} (¬3) فِي زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَكُنَّا نُعْطِي التَّمْرَ وَالشَّعِيرَ، فَلَمَّا جَاءَتْنَا هَذِهِ الْحِنْطَةُ زَمَنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَدَّيْنَا (¬4) مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ (¬5). أَبُو حَمَّادٍ هَذَا هُوَ الْمُفَضَّلُ بْنُ صَدَقَةَ، وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ، وَهَذَا يُخَالِفُ رِوَايَةَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الَّذِي عَدَلَهُ بِمُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ، وَالصَّحِيحُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3403] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا أَبُو الْأَزْهَرِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ (¬6) بْنُ مُوسَى، أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الله". (¬2) في (س): "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 268) من طريق ابن راهويه عن يحيى به، وكذا في مصادر التخريج. (¬3) سورة الأعلى (آية: 14). (¬4) كذا في (س) دون نقط، ولعل الصواب: "عدلنا". (¬5) أخرجه الشجري في الأمالي مقتصرًا على الشطر الأول منه (2/ 75) من طريق نافع به. (¬6) في (س): "ابن جريج أحمد بن أيوب"، والمثبت من السنن الكبير.

عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ (¬1). هَكَذَا أَخْبَرَنَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَرَأَيْتُهُ فِي مَوْضِعٍ: عَنْ مَكِّيِّ بْنِ عَبْدَانَ عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ، وَقَالَ فِيهِ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَلَعَلَّ مَا رَوَيْنَاهُ أَصْوَبُ. وَفِي الْجُمْلَةِ لَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ؛ إِذْ لَوْ كَانَ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ لَمَا كَانَ يَقُولُ: فَجَعَلَ النَّاسُ عَدْلَهُ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ أَوْهَى مِنْ هَذَا: [3404] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ، نا أَيُّوبُ بْنُ سلَيْمَانَ الصُّغْدِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، نا بَقِيَّةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَقَةُ الْفِطْرِ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ مُدَّانِ مِنْ حِنْطَةٍ، عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ" (¬2). هَذَا إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ، وَبَقِيَّةُ وَدَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِمَا، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِمَا لَيْسَ بِوَاضِحٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، ثُمَّ يُعَارِضُهُ مِثْلُهُ. [3405] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخٍ الْإِخْمِيمِيُّ، نا تَوْبَةُ بْنُ السَّرِيِّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 291) من طريق أبي بكر القطان. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 71).

- صلى الله عليه وسلم - صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى الْحُرِّ وَالْعَبْدِ، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى؛ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ بُرٍّ (¬1). [3406] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ (¬2)، نا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُخْرِجَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ قَمْحٍ، وَكَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُخْرِجَهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْسِمُهَا قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنَ الْمُصَلَّى وَيَقُولُ: "أَغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ" (¬3). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3407] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ذَكَرَ ثَعْلَبَةَ بْنَ صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ - أَوْ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَدُّوا صَدَقَةَ الْفِطْر صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ (¬4)، عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ أوْ كَبِيرٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ" (¬5). كَذَا قَالَهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (4/ 146) من طريق محمد بن كثير به. (¬2) تقرأ في (س): "البري"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 401). (¬4) في (س): "تمر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 79).

وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ فِيهِ: عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، وَقَالَ فِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ [أَوْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] (¬1) بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَا فِي مَتْنِهِ: "أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ - أَوْ قَالَ: بُرٍّ - عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ (¬2) " (¬3). قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كَمَا: [3408] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْمُنْذِرِ السَّرَّاجُ الْأَصَمُّ مِنْ كِتَابِهِ، نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُون، نا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ - أَوْ: عَنْ ثَعْلَبَةَ - عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "أَدُّوا عَنْ [كُلِّ] (¬4) إِنْسَانٍ صَاعًا مِنْ بُرٍّ، عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ، فَأَمَّا الْغَنِيُّ فَيُزَكِّيهِ اللَّهُ، وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى". قَالَ يَزِيدُ: فَذَكَرْتُهُ لِجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ مِنَ النُّعْمَانِ يَذْكُرُهُ (¬5) عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬6). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 282). (¬2) في أصل الرواية: "اثنين" بدلًا من: "إنسان". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 60). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في (س)، ووضع الناسخ فوق مكانه حرف (ط)، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في (س) "يذكر" والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 79).

كَذَا أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ - رحمه الله - فِي السُّنَنِ أَيْضًا: "عَنْ [كُلِّ] (¬1) إِنْسَانٍ صَاعًا مِنْ بُرٍّ". وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَوْ قَالَ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، هَكَذَا بِالشَّكِّ (¬2). وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هَمَّامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَالَ فِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3). وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرُوا الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: "صَاعًا مِنْ بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ" (¬4). إِلَّا أَنَّ مُوسَى بْنَ إِسْمَاعِيلَ لَمْ يَذْكُرْ حَدِيثَ الْقَمْحِ. وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ هَمَّامٍ، وَخَالَفَهُمْ فِي مَتْنِهِ: [3409] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْمُقْرِئُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، نا هَمَّامٌ, عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ خَطِيبًا (¬5)، فَأَمَرَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 62). (¬3) المصدر السابق (3/ 62). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 318) عن ابن جريج به، ومن طريقه الدارقطني في السنن (3/ 84). (¬5) في (س): "خصطبنا"، وهو مصحف عما أثبتناه من أصل الرواية.

شَعِيرٍ، عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ، أَوْ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ، أَوْ صَاعَ قَمْحٍ (¬1). (¬2) وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هَمَّامٍ (¬3)، وَقَالَ: هَكَذَا رِوَايَةُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، لَمْ يُقِمْ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُهُ، قَدْ أَصَابَ الْإِسْنَادَ وَالْمَتْنَ. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جُرْجَةَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ فِيهِ: "إِنَّ صَدَقَةَ الْفِطْرِ مُدَّانِ مِنْ بُرٍّ عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ" (¬4). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ [ابْنِ] (¬5) أَبِي صُعَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ - رضي الله عنه - نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ (¬6). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: لَا أَدْرِي مَا هَذَا! هَذَا مُنْكَرُ الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ، وَهَذَا مِمَّا أُرَاهُ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَرُوِيَ عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً، فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الْبُرِّ. ثُمَّ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "صاع من قمح"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 81). (¬3) المصدر السابق (3/ 62). (¬4) المصدر السابق (3/ 81) من طريق علي بن صالح به. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من المختصر (ق 93/ أ). (¬6) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (9/ 38) من طريق ابن عيينة به. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 81) من طريق سفيان به.

قَدْ ذَكَرْنَا مَا (¬1) انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ الِاخْتِلَافِ فِيهِ عَلَى الزُّهْرِيِّ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، [وَ] (¬2) بِمِثْلِ ذَلِكَ لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3410] أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزَّوْزَنِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ زَكَاةُ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ ذَكَرٍ وَأُنْثَى صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ فَقِيرٍ وَغَنِيٍّ صَاعٌ (¬3) مِنْ تَمْرٍ أَوْ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ قَمْحٍ. قَالَ مَعْمَرٌ: بَلَغَنِي أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). هَذَا مَوْقُوفٌ، وَالَّذِي هُوَ مَرْفُوعٌ مُرْسَلٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِخِلَافِهِ. [3411] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الْفَقِيهُ، نا الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ سُرَيْجٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الْقُلُوسِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ الْأَسْوَدِ، نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَضَّ عَلَى صَدَقَةِ رَمَضَانَ فَقَالَ: "عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ قَمْحٍ" (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "قد ذكر لهما"، والتصويب من المختصر. (¬2) ما بين المعقوفين سقط من (س)، وأثبتناه من المختصر. (¬3) كذا بالرفع في (س)، والسنن الكبير (8/ 282)؛ فـ (كان) في قوله: "كان زكاة الفطر على كل. . ." شأنيّة. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 311). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 288) من طريق يعقوب بن إسحاق به.

كَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِثْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ الْقُلُوسِيِّ (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3412] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا ابْنُ مَخْلَدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَدَّادُ وَحَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: نا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، نا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ السَّعْدِيُّ - وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ - نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ صَارِخًا بِبَطْنِ مَكَّةَ، مِثْلَهُ - وَقَبْلَهُ: إِنَّ صَدَقَةَ الْفِطْرِ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، حَاضِرٍ أَوْ بَادٍ، مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ أَوْ تَمْرٍ (¬2) - أَلَا إِنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرَ (¬3) (¬4). هَذَا وَهَمٌ وَالصَّوَابُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ مِنْ قَوْلِهِ، كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [3413] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ - وَلَقَبُهُ: حَمْدَانُ - ثنا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ (¬5)، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 72). (¬2) المصدر السابق (3/ 68). (¬3) المصدر السابق (3/ 68). (¬4) هذان حديثان بإسنادين مختلفين إلى ابن جريج، جمع بينهما البيهقي بسند الثاني منهما منبهًا على أن الأول منهما سابق للثاني في أصل الرواية عند الدارقطني بقوله: "قبله". (¬5) في (س): "داود بن يوسف"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 287).

وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَهُوَ مُخَرَّجٌ بَعْدَ هَذَا. [3414] ورواه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عِمْرَانَ (¬1) ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَمَرَ بِزَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ عَلَى كُلِّ حَاضِرٍ وَبَادٍ، صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرِّ وَعَبْدٍ (¬2). أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، نا جَدِّي، [نا] (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، فَذَكَرَهُ. وَالْوَاقِدِيُّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا. [3415] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنْظَلِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: كُتُبُ الْوَاقِدِيِّ كَذِبٌ (¬4). [3416] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الْوَاقِدِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬5). ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الحميد بن عبد الرحمن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 71). (¬3) أداة التحديث ساقطة من (س)، واستدركناها من المصدر السابق. (¬4) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 21) من طريق يونس به. (¬5) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 303) من طريق العباس بن محمد به.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: الْوَاقِدِيُّ يَضَعُ الْحَدِيثَ (¬1). وَجَرْحُهُ أَكْبَرُ مِنْ هَذَا، وَأَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُشْتَغَلَ بِذِكْرِهِ. وَرَوَاهُ سَلَّامٌ الطَّوِيلُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ فِيهِ: "نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ" (¬2). [3417] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: سَلَّامٌ الطَّوِيلُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ (¬3) غَيْرُهُ (¬4). وَالصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُرْسَلٌ كَمَا: [3418] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حُمَيْدٌ أنا عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: خَطَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي آخِرِ رَمَضَانَ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: أَخْرِجُوا صَدَقَةَ صَوْمِكُمْ. فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا، قَالَ: مَنْ هَا هُنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قُومُوا إِلَى إِخْوَانِكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الصَّدَقَةَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ أَوْ نِصْفَ صَاعِ قَمْحٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَرَأَى رُخْصَ السِّعْرِ قَالَ: قَدْ أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَلَوْ جَعَلْتُمُوهُ صَاعًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. قَالَ حُمَيْدٌ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَرَى صَدَقَةَ رَمَضَانَ عَلَى مَنْ صَامَ (¬5). هَكَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُ عَنِ الْحَسَنِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ؛ الْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 303). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 84) من طريق سلام الطويل به. (¬3) في (س): "ولم يسند"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) المصدر السابق (3/ 84). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 123).

وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ يَزِيدَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ. [3419] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِسْفِرَايِينِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ، فَقَالَ: حَدِيثٌ بَصْرِيٌّ، وَإِسْنَادُهُ مُرْسَلٌ؛ رَوَاهُ الْحَسَنُ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَرَوَاهُ عَنْ حَسَنٍ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَعَنْ [مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَاصِمٍ]، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ شُعْبَةُ: أَحَادِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، [عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا] (¬1) سَمِعَهَا مُحَمَّدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَقِيَهُ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ (¬2). [3420] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا الْحَسَنُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ: سَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؟ قَالَ: لَا، كَانَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّامَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، اسْتَعْمَلَهُ عَلِيٌّ (¬3) وَخَرَجَ إِلَى صِفِّينَ. وَقَالَ فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ؛ خَطَبَنَا (¬4) ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ: إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ ثَابتٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَمِثْلُ قَوْلِ مُجَاهِدٍ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، وَكَقَوْلِ الْحَسَنِ: إِنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ حَدَّثَهُمْ. وَكَقَوْلِهِ: غَزَا بِنَا مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفات مكانه قطع في (س)، والمثبت من علل ابن المديني (ص 100). (¬2) العلل لابن المديني (ص 100). (¬3) في (س): "استعمله عليا"، والمثبت هو الجادة. وفي العلل لابن المديني (ص 81): "استعمله عليها"، وفي المراسيل لابن أبي حاتم (ص 41): "استعمله عليها علي". (¬4) في (س): "خطب"، والمثبت من أصل الرواية من العلل لابن المديني (ص 82)، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص 33)، وإكمال مغلطاي (4/ 83).

الْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَا رَآهُ قَطُّ؛ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ (¬1). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِخِلَافِهِ: [3421] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا [أَبُو] الْأَشْعَثِ (¬3)، نا الثَّقَفِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُمِرْنَا أَنْ نُعْطِيَ صَدَقَةَ رَمَضَانَ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، مَنْ أَدَّى بُرًّا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى شَعِيرًا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى زَبِيبًا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى سُلْتًا قُبِلَ مِنْهُ. قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَمَنْ أَدَّى دَقِيقًا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى سَوِيقًا قُبِلَ مِنْهُ (¬4). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ فِيهِ إِرْسَالًا؛ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ. [3422] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا جَدِّي أَبُو عَمْرٍو (¬5)، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَدُّوا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ" يَعْنِي فِي الْفِطْرِ (¬6). ¬

_ (¬1) العلل لابن المديني (ص 83). (¬2) في (س): "حسن" تحريف، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (س): "نا الأشعث"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 293)، وهو أحمد بن المقدام بن سليمان، أبو الأشعث العجلي البصري، والثقفي هو عبد الوهاب بن عبد المجيد. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 73). (¬5) هو: ابن نجيد. (¬6) أخرجه أبو عمرو إسماعيل بن نجيد في جزئه (1/ 328).

وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3423] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ. . . [أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ]، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُعْطِيَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ نِصْفَ صَاعِ حِنْطَةٍ، أَوْ صَاعًا مِمَّا سِوَاهُ. أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: جَاءَنِي أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: [أُحِبُّ (¬1) أَنْ تُكَلِّمَ] شُعْبَةَ أَنْ يَكُفَّ عَنِّي. قَالَ: فكَلَّمْتُهُ، فَكَفَّ عَنْهُ أَيَّامًا، فَأَتَانِي [فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَقَالَ: إِنَّكَ سَأَلْتَنِي] أَنْ أَكُفَّ عَنْ أَبَانَ وَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ الْكَفُّ عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ يَكْذِبُ [عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -] (¬2) (¬3) [. . .] (¬4) سَبَقَ ذِكْرُهُ لَهُ فِي كِتَابِ الطَهَارَةِ (¬5). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3424] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله -، نا أَبُو الْأَحْرَز مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْن جَميلٍ الْأَزْدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ كَرَانٍ (¬6) أَبُو دَاوُدَ الطُّفَاوِيُّ الْبَصْرِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ، عَنْ ¬

_ (¬1) في المجروحين: "أجد". (¬2) ما بين المعقوفات مكانه قطع في (س)، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 90). (¬4) طمس في (س) بمقدار نصف سطر. (¬5) سبق ذكره في أحاديث رقم: (56: 60) في كتاب الطهارة تبين حاله. (¬6) قال ابن حجر في التبصير (3/ 1189): "ضبطه عبد الحق في الأحكام بالتخفيف وآخره نون، ورد ذلك عليه ابن القطان"، وضبطه ابن ماكولا (7/ 134) كراز براء المشددة.

مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ قَمْحٍ. هَذَا مُنْكَرٌ، وَعُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ ضَعِيفٌ، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِ لَيْسَ بِوَاضِحٍ. [3425] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ مَدَنِيٌّ (¬1) لَا يَسْوَى فَلْسًا (¬2). [3426] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ خَالُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬3). وَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ صُهْبَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ خِلَافَ هَذَا، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِ سَدِيدٌ: [3427] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بَكْرٍ الْخُوَارِزْمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صُهْبَانَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَخْرِجُوا زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ". قَالَ: وَطَعَامُنَا يَوْمَئِذٍ الْبُرُّ وَالتَّمْرُ وَالزَّبِيبُ وَالْأَقِطُ (¬4). ¬

_ (¬1) في (س): "مديني"، والمثبت من أصل الرواية وهو الصحيح، قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (1/ 1233): "والنسبة إلى مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم -: مدني، وإلى مدينة المنصور وأصفهان وغيرهما: مديني، أو الإنسان: مدني، والطائر ونحوه: مديني". (¬2) أخرجه يحيى بن معين في تاريخه، رواية الدوري (3/ 254). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 102). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 78).

[3428] قال عَلِيٌّ: نا ابْنُ مُبَشِّرٍ، نا أَبُو الْأَشْعَثِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3429] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، نا جَدِّي، نا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ مُنَادِيًا [يُنَادِي] فِي فِجَاجِ مَكَّةَ: ألا إِنَّ زَكَاةَ الْفِطْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، عَلَى كُلِّ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، [حُرٍّ وَعَبْدٍ، وَصَغِيرٍ] (¬2) وَكَبِيرٍ؛ مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ أَوْ صَاعٌ مِمَّا سُوَاهُ مِنَ الطَّعَامِ (¬3). [. . .] (¬4) صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬5). وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ [. . .] (¬6)، عَمْرو بْن شُعَيْبٍ (¬7). قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا - يْعَنِي الْبُخَارِيَّ - رحمه الله - عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3430] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 78). (¬2) ما بين المعقوفات مكانه قطع في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 68). (¬4) هنا يوجد قطع في (س)، ولعل السياق: "ورواه علي بن" كما في سنن الدارقطني. (¬5) المصدر السابق (3/ 68). (¬6) هنا يوجد قطع في (س)، ولعل السياق: "أخبرنا ابن جريج عن" كما في سنن الدارقطني. (¬7) المصدر السابق (3/ 68).

الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَسَدٌ - يَعْنِي ابْنَ مُوسَى - نا ابْنُ لَهِيعَةَ، نا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: كُنَّا نُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ بِالْمُدِّ الَّذِي يَقْتَاتُونَ بِهِ (¬1). ابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَالصَّحِيحُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ. [3431] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو [نَصْرٍ] مُحَمَّدُ [بْنُ] مُحَمَّدِ (¬2) بْنِ حَامِدٍ التِّرْمذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ الصَّغَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يُخْرِجُونَ زَكَاةَ الْفِطْرِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمُدِّ الَّذِي يَقْتَاتُ بِهِ أَهْلُ الْبَيْتِ، أَوِ الصَّاعِ الَّذِي يَقْتَاتُونَ بِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ (¬3). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ عَلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، هُوَ فِي آخِرِهِ مَكْتُوبٌ (¬4). وَرُبَّمَا استَدَلُّوا بِمَا: [3432] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، نا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ، نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، نا الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (12/ 6509) من طريق ابن لهيعة به. (¬2) في (س): "أبو محمد محمد"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (8/ 295). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 290). (¬4) قوله: "هو في آخره مكتوب" كذا في (س).

مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ أَوْ تَمْرٍ أَوْ زَبِيبٍ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَقِطٌ وَعِنْدَهُ لَبَنٌ فَصَاعَانِ (¬1) مِنْ لَبَنٍ (¬2) (¬3). وَهَذَا الْإِسْنَادُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَلَا يَحْتَجُّ أَهْلُ الْحَدِيثِ بِمِثْلِهِ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3433] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ، نا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ: "عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، حُرٍّ وَعَبْدٍ، نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعٌ (¬4) مِنْ تَمْرٍ". قَالَ عَلِيٌّ: كَذَا حَدَّثَنَاهُ (¬5) مَرْفُوعًا (¬6). [3434] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيٌّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَارِسْتَانِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْبَزَّارِ بِهَذَا [الْإِسْنَادِ] (¬7) مَوْقُوفًا، وَهُوَ الصَّوَابُ (¬8). وَرُوِيَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا بِخِلَافِ هَذَا. [3435] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ¬

_ (¬1) في (س): "فصاعين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (س) عدة تحريفات في الإسناد صُوّبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 83). (¬4) في (س): "صاعا"، والمثبت من أصل الراوية. (¬5) في (س): "حدثنا"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 82). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الراوية. (¬8) المصدر السابق (3/ 82).

الْمُزَكِّي نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ: "عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكبِيرٍ حُرٍّ وَعَبْدٍ صَاعٌ مِنْ بُرٍّ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَكَذَا أَسْنَدَهُ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - (¬1)، [وَوَقَفَهُ غَيْرُهُ] (¬2)، وَهُوَ [مَا] (¬3): [3436] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ الْأَيْلِيُّ، نا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - يَأْمُرُ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ فَيَقُولُ: صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ سُلْتٍ أَوْ زَبِيبٍ (¬4). [3437] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ (¬5). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 289). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الراوية. (¬3) ما بين المعقوفين مكانه بياض في (س)، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) المصدر السابق (2/ 290). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 82).

[3438] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا عَبَّادُ بْنُ زَكَرِيَّا الصَّرِيمِيُّ، نا ابْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَلْيَتَصَدَّقْ بِنِصْفِ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعٍ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ دَقِيقٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ سُلْتٍ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: لَمْ يَرْوِهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَهَذِهِ الْأَلْفَاظِ غَيْرُ (¬1) سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬2). وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْوَلِيدِ خِلَافَ هَذَا: [3439] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، نا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ، نا عَبَّادُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامٌ فَلْيَتَصَدَّقْ بِصَاعٍ مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعٍ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ دَقِيقٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعٍ مِنْ سُلْتٍ" (¬3). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3440] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي (¬4)، نا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) المصدر السابق (3/ 83). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 290). (¬4) في (س): "محمد بن عبد الله" وبعده بياض، وفي الهامش حرف (ط)، والمثبت من أصل الرواية.

مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: كُنَّا نَصُومُ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَنْهَنَا عَنْهُ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، وَكُنَّا نُعْطِي عَنْ كُلِّ إِنْسَانٍ نِصْفَ صَاعٍ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الزَّكَاةُ لَمْ يَنْهَنَا عَنْهُ، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ (¬1). هَذَا مُرْسَلٌ، الْحَكَمُ لَمْ يُدْرِكْ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، وَرَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ الْهَمْدَانِيِّ (¬2)، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الْمِقْدَارِ (¬3). [3441] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ. . . (¬4)، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - يَقُولُ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ: صَاعُ تَمْرٍ أَوْ صَاعُ شَعِيرٍ أَوْ نِصْفُ صَاعِ بُرٍّ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ. فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبِي - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بِهَذَا. قَالَ أَبِي: فَحَدَّثْتُ بِهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ فَقَالَ: أَخْطَأَ. فَرَجَعْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بَعْدُ فَرَجَعَ وَقَالَ: هُوَ عَنْ خَالِدٍ (¬5). [3442] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، نا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو العباس الأصم في الثاني من حديثه (ص 132). (¬2) هو: عريب بن حميد. (¬3) أخرجه أحمد في المسند (11/ 5715). (¬4) بياض في (س)، وفي الهامش حرف (ط)، وتقديره: "بن أبي عمرو". (¬5) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية ابنه عبد الله (3/ 394).

عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬1)، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ مِسْلِمٍ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ. (ح) وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَني عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ. (ح) وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ أَدَّى إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ (¬2). إِسْنَادُ حَدِيثِ عُثْمَانَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لَا بَأْسَ بِهِ، وَإِسْنَادُ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ؛ فَإِنَّ عَبْدَ الْكَرِيمِ أَبَا أُمَيَّةَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَإِسْنَادُ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - مُرْسَلٌ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: لَا يَثْبُتُ ذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهما -، وَرَوَى جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانُوا يُعْطُونَهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ قَمْحٍ. وَهَذَا مُرْسَلٌ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ. [3443] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، وَهُوَ وَهَمٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، أَوْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 315). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 87). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 123).

[3444] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فِهْرٍ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ، نا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ (¬1)، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تُخْرِجُ عَلَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ (¬2) الْحُرِّ مِنْهُمْ وَالْمَمْلُوكِ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ بِالْمُدِّ أَوِ الصَّاعِ الَّذِي يَقْتَاتُونَهُ (¬3). تَابَعَهُ عُقَيْلٌ، عَنْ هِشَامٍ (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمُرْسَلِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَهُوَ فِيمَا: [3445] أخبرناه أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُرْمَوِيُّ، أنا شَافِعُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا [أَبُو] جَعْفَرٍ (¬5) الطَّحَاوِيُّ، ثنا الْمُزَنِيُّ، ثنا الشَّافِعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: حَدِيثُ مُدَّيْنِ خَطَأٌ (¬6). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: هُوَ كَمَا قَالَ؛ فَالْأَخْبَارُ الثَّابِتَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّعْدِيلَ بِمُدَّيْنِ كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) في (س): "سعيد بن أبي خزيمة"، تحريف، والمثبت من مصادر التخريج والترجمة. (¬2) بعده في المعجم الكبير للطبراني: "أهلها". (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 82) عن أحمد بن حماد به. (¬4) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (4/ 141) من طريق عقيل به. (¬5) في (س): "أنا جعفر"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 294). (¬6) أخرجه الشافعي في السنن المأثورة (ص 331).

مسألة لم يذكرها الإمام (235): والصاع خمسة أرطال وثلث

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (235): وَالصَّاعُ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ثَمَانِيَةُ (¬2) أَرْطَالٍ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [3446] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمِيزَانُ عَلَى مِيزَانِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَالْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ" (¬4). [3447] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا الْخَصِيبُ بْنُ نَاصِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ صَاعَنَا أَصْغَرُ الصِّيعَانِ، وَمُدَّنَا أَصْغَرُ الْأَمْدَادِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا، وَقَلِيلِنَا وَكَثِيرِنَا، وَاجْعَلْ لنَا مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدَكَ ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (3/ 382)، ونهاية المطلب (3/ 231)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 162)، والمجموع (6/ 88). (¬2) في (س): "ستة"، والمثبت من المختصر وهو الصواب. (¬3) انظر: الأصل (2/ 276)، والمبسوط (3/ 90)، وتحفة الفقهاء (1/ 338)، وبدائع الصنائع (2/ 73). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 227) من طريق سفيان الثوري به.

وَخَلِيلَكَ دَعَاكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَدْعُوكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ" (¬1). [3448] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْقَرُ (¬2) أَبُو بَكْرٍ، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّائِيُّ بِمَكَّةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَمْ وَزْنُ صَاعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ بِالْعِرَاقِيِّ، أَنَا حَزَرْتُهُ. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، خَالَفْتَ (¬3) شَيْخَ الْقَوْمِ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: أَبُو حَنِيفَةَ (¬4) يَقُولُ: ثَمَانِيَةُ (¬5) أَرْطَالٍ. فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، مَا أَجْرَأَهُ عَلَى اللَّهِ! ثُمَّ قَالَ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: يَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ جَدِّكَ، وَيَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ عَمِّكَ، وَيَا فُلَانُ هَاتِ صَاعَ جَدَّتِكَ. قَالَ إِسْحَاقُ: فَاجْتَمَعَتْ آصُعٌ، فَقَالَ مَالِكٌ: مَا تَحْفَظُونَ فِي هَذِهِ؟ فَقَالَ هَذَا: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّي بِهَذَا الصَّاعِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، [وَقَالَ الْآخَرُ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَخِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَدِّي بِهَذَا الصَّاعِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -] (¬6)، وَقَالَ الْآخَرُ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا أَدَّتْ (¬7) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (6/ 547) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، مقتصرًا على شطره الأول. (¬2) كذا في (س)، وكذا على هامش إحدى نسخ سنن الدارقطني: "محمد بن نصر الأشقر"، والمثبت من سنن الدارقطني. (¬3) في (س): "خالف"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬4) في (س): "أبا حنيفة". (¬5) في (س): "ستة". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في (س). (¬7) في (س): "أنا أديت".

بِهَذَا الصَّاعِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ مَالِكٌ: أَنَا حَزَرْتُ هَذِهِ، فَوَجَدْتُهَا خَمْسَةَ أَرْطَالٍ وَثُلُثًا. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا عَنْهُ؛ إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ صَدَقَةَ الْفِطْرِ نِصْفُ صَاعٍ وَالصَّاعَ ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ. فَقَالَ: هَذِهِ أَعْجَبُ مِنَ الْأُولَى؛ يُخْطِئُ فِي الْحَزْرِ وَيُنْقِصُ مِنَ الْعَطِيَّةِ! لَا، بَلْ صَاعٌ تَامٌّ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ، هَكَذَا أَدْرَكْنَا عُلَمَاءَنَا بِبَلَدِنَا هَذَا (¬1). [3448 م] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ شَاكِرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَارُودِيُّ، نا أَبُو قُتَيْبَةَ (¬2)، نا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي زَكَاةَ رَمَضَانَ بِمُدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْمُدِّ الْأَوَّلِ، وَفِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ بِمُدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ أَبُو قُتَيْبَةَ: قَالَ لَنَا مَالِكٌ: مُدُّنَا أَعْظَمُ مِنْ مُدِّكُمْ، وَلَا (¬3) نَرَى الْفَضْلَ إِلَّا فِي مُدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَالَ لِي مَالِكٌ: لَوْ جَاءَكُمْ أَمِيرٌ فَضَرَبَ مُدًّا أَصْغَرَ مِنْ مُدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُعْطُونَ؟ قَالَ (¬4): كُنَّا نُعْطِي بِمُدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّ الْأَمْرَ إِنَّمَا يَعُودُ إِلَى مُدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5)؟ ! [3449] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبٍ بِنْتِ ذُؤَيْبِ بْنِ قَيْسٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 86). (¬2) بعده في أصل الرواية: "وهو سلم". (¬3) في (س): "ألا"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في أصل الرواية: "قلت". (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (8/ 145).

الْمُزَنِيَّةِ، وَكَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ أَسْلَمَ، ثُمَّ كَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَخٍ لِصَفِيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ ابْنُ حَرْمَلَةَ: وَهَبَتْ لَنَا أُمُّ حَبِيبٍ صَاعًا حَدَّثَتْنَا عَنِ ابْنِ أَخِي صَفِيَّةَ عَنْ صَفِيَّةَ أَنَّهُ صَاعُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ أَنَسٌ: فَجَرَّبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُدَّيْنِ وَنِصْفًا بِمُدِّ هِشَامٍ (¬1). [3450] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلَ أَبُو يُوسُفَ مَالِكًا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الصَّاعِ: كَمْ هُوَ رِطْلًا؟ قَالَ: السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنَّ الصَّاعَ لَا يُرْطَلُ. فَفَحَمَهُ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَمَعْنَا أَبْنَاءَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَدَعَوْتُ بِصَاعَاتِهِمْ، فَكُلٌّ يُحَدِّثُنِي عَنْ آبَائِهِمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ هَذَا صَاعُهُ، فَقَدَرْتُهَا فَوَجَدْتُهَا مُسْتَوِيَةً، فَتَرَكْتُ قَوْلَ أَبِي حَنِيفَةَ وَرَجَعْتُ إِلَى هَذَا (¬2). [3451] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو يُوسُفَ مِنَ الْحَجِّ، فَأَتَيْنَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَفْتَحَ عَلَيْكُمْ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ هَمَّنِي، تَفَحَّصْتُ عَنْهُ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنِ الصَّاعِ فَقَالُوا: صَاعُنَا هَذَا صَاعُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قُلْتُ لَهُمْ: مَا حُجَّتُكُمْ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالُوا: نَأْتِيكَ بِالْحُجَّةِ غَدًا. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَانِي نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ شَيْخًا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 281). (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 297).

مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الصَّاعُ تَحْتَ رِدَائِهِ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ أَوْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَنَّ هَذَا صَاعُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَظَرْتُ فَإِذَا هِيَ سَوَاءٌ، فَعَيَّرْتُهُ فَإِذَا هُوَ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ بِنُقْصَانٍ مَعَهُ يَسِيرٍ، فَرَأَيْتُ أَمْرًا قَوِيًّا؛ فَقَدْ تَرَكْتُ قَوْلَ أَبِي حَنِيفَةَ فِي الصَّاعِ وَأَخَذْتُ بِقَوْلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَ الْحُسَيْنُ: فَحَجَجْتُ مِنْ عَامِي ذَلِكَ، فَلَقِيتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّاعِ؟ فَقَالَ: صَاعُنَا هَذَا صَاعُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقُلْتُ: كَمْ رِطْلًا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنَّ الْمِكْيَالَ لَا يُرْطَلُ، هُوَ هَذَا. قَالَ الْحُسَيْنُ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّ هَذَا صَاعُ عُمَرَ - رضي الله عنه - (¬1). [3452] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ الْجَلَّابَ يَقُولُ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ بِالْمَدِينَةِ عَنْ صَاعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا صَاعًا عَتِيقًا بَالِيًا، فَقَالَ: هَذَا صَاعُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَيْنِهِ، فَعَيَّرْتُهُ فَكَانَ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ وَثُلُثًا (¬2). [3453] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو الْمُسْتَمْلِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ يَقُولُ: اسْتَعَرْتُ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ صَاعَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَوَجَدْتُ مَكْتُوبًا عَلَيْهِ: صَاعُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ مُعَيَّرٌ عَلَى صَاعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَلَا أَحْسَبُنِي إِلَّا عَيَّرْتُهُ (¬3) بِالْعَدَسِ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 297)، والمعرفة (6/ 103)، وفي الإسناد عدة تحريفات صوبناها منهما. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 298)، وفي الإسناد عدة تحريفات صوبناها منه. (¬3) في هذا الموضع من (س) زيادة: "إلا"، وانظر الرواية في السنن الكبير.

فَوَجَدْتُهُ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ وَثُلُثًا (¬1). [3454] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا سَيْفٌ. (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: مَرَّ بِيَ (¬2) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالْحُدَيْبِيَةِ وَرَأْسِي بِهَا قَمْلٌ، فَقَالَ: "أَيُؤْذِيكَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. فَنَزَلَتْ: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (¬3). قَالَ: فَأَمَرَنِي أَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَنْسُكَ (¬4) مَا تَيَسَّرَ، أَوْ فَرَقٌ مِنْ طَعَامٍ بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬6). وَرَوَاهُ مُجَاهِدٌ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَقَالَ فِيهِ: وَأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ (¬7). وَالْفَرَقُ ثَلَاثَةُ آصُعٍ، وَمَعْهُودٌ أَنَّ الْفَرَقَ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا. [3455] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (8/ 299). (¬2) تصحفت في (س) إلى: "أمرني"، والمثبت الموافق لما في مصادر التخريج. (¬3) سورة البقرة (آية: 196). (¬4) في (س): "نسك"، وهو مصحف عما أثبتناه من المختصر. (¬5) صحيح البخاري (3/ 10). (¬6) صحيح مسلم (4/ 21). (¬7) المصدر السابق (4/ 21).

قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الْفَرَقُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا. [وَ] سَمِعْتُهُ (¬1) يَقُولُ: صَاعُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ. قَالَ: فَمَنْ قَالَ: ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ؟ قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ بِمَحْفُوظٍ. وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَنْ أَعْطَى فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ وَثُلُثًا فَقَدْ أَوْفَى (¬2). [3456] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ، نا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، نا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: جَرَتِ السُّنَّةُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ صَاعٌ، وَالْوُضُوءِ رِطْلَانِ (¬3)، وَالصَّاعُ ثَمَانِيَةُ (¬4) أَرْطَالٍ. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَنْصُورٍ غَيْرُ صَالِحٍ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬5). [3457] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: صَالِحٌ الطَّلْحِيُّ حَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬6). [3458] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو ¬

_ (¬1) في (س): "سمعته"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 15). (¬3) في (س): "رطلين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في (س): "ستة"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 90). (¬6) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (3/ 156).

الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: صَالِحُ بْنُ مُوسَى مِنْ وَلَدِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬1). [3459] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو السَّمَّاكُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا أَبُو عَاصِمٍ مُوسَى بْنُ نُصْرٍ الْحَنَفِيُّ، نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَوَضَّأُ بِرِطْلَيْنِ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ ثَمَانِيَةَ أَرْطَالٍ (¬2). وَالصَّحِيحُ عَنْ أَنَسٍ مَا: [3460] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، نا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ ابْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ (¬3). [3461] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، [ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ] (¬4)، نا مُسَدَّدٌ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: لَمَّا وَلِيَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ أَضْعَفَ الصَّاعَ، فَصَارَ الصَّاعُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا (¬5). ¬

_ (¬1) الضعفاء للبخاري (ص 82). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 164) من طريق محمد بن غالب به. (¬3) صحيح مسلم (1/ 177). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 281).

ثُمَّ قَدْ أَخْبَرَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهما - أَنَّهُمْ كَانُوا يُخْرِجُونَ زَكَاةَ الْفِطْرِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمُدِّ الَّذِي يَقْتَاتُ بِهِ أَهْلُ الْبَيْتِ أَوِ الصَّاعِ الَّذِي يَقْتَاتُونَ بِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ (¬1). [3462] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدٍ التِّرْمذِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ، نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يُخْرِجُونَ زَكَاةَ الْفِطْرِ، فَذَكَرَهُ. فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى مُخَالَفَةِ (¬2) صَاعِ الزَّكَاةِ وَالْقُوتِ صَاعَ الْغُسْلِ. ثُمَّ قَدْ رَوَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ قَدْرَ الْفَرَقِ. وَقَدْ دَلَّلْنَا (¬3) عَلَى أَنَّ الْفَرَقَ ثَلَاثَةُ آصُعٍ، فَإِذَا كَانَ الصَّاعُ خَمْسَةَ أَرْطَالٍ وَثُلُثًا كَانَ قَدْرُ مَا يَغْتَسِلُ بِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ثَمَانِيَةَ (¬4) أَرْطَالٍ، وَهُوَ صَاعٌ وَنِصْفٌ، وَقَدْرُ مَا يُغْتَسَلُ بِهِ كَانَ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الِاسْتِعْمَالِ، فَلَا مَعْنَى لِتَرْكِ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ فِي قَدْرِ الصَّاعِ الْمُعَدِّ لِزَكَاةِ الْفِطْرِ بِمِثْلِ هَذَا، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 290). (¬2) في (س): "مخالفته"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من المختصر. (¬3) في (س): "دل". (¬4) في (س) كلمة غير مقروءة.

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَة وَأَصْحَابِهِ المُجلَّدُ الخَامِسُ

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

كتاب الصوم

ذِكْرُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ - رضي الله عنهما - مِنْ كِتَابِ الصَّوْمِ مِمَّا وَرَدَ فِيهِ خَبَرٌ أَوْ أَثَرٌ

مسألة (236): لا يصح صوم رمضان بنية النهار

مَسْأَلَةٌ (236): لَا يَصِحُّ صَوْمُ رَمَضَانَ بِنِيَّةِ (¬1) النَّهَارِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا نَوَى قَبْلَ الزَّوَالِ يَصِحُّ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3463] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ لَمْ يُجْمِعِ (¬4) الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" (¬5). [3464] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الرَّبِيعُ، نا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: مَعَ الْفَجْرِ (¬6). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. ¬

_ (¬1) بعده في المختصر: "من". (¬2) انظر: الأم (3/ 234)، ومختصر المزني (ص 82)، والحاوي الكبير (3/ 397)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 182)، والمجموع (6/ 300). (¬3) انظر: الأصل (2/ 195)، والمبسوط (3/ 62)، وتحفة الفقهاء (1/ 349)، وبدائع الصنائع (2/ 85). (¬4) أجمع الصيام: نواه. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 260) من طريق ابن أبي مريم به. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 409).

[3465] أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: رَفَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ (¬1)، وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ الرُّفَعَاءِ (¬2). وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. [3466] حدثنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَحَدَّثَنَاهُ إِمْلَاءً - قَالَا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ (¬3) فَلَا صِيَامَ لَهُ" (¬4). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ (¬5)، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مَوْقُوفًا عَلَى حَفْصَةَ - رضي الله عنها -. [3467] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، نا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، نا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، نا الْمُفَضَّلُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" (¬6). ¬

_ (¬1) بعده في أصل الرواية: "عن الزهري". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 127/ أ). (¬3) في المختصر: "قبل الفجر". (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 378) عن أبي الأزهر به. (¬5) قبله في المختصر: "قال علي: رواته ثقات" يقصد الدارقطني. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 128) من طريق روح بن الفرج به، إلا أنه قال: عبد الله بن عباد أبو عباد.

كَذَا قَالَ: عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ. وَرَوَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْفَرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّادٍ (¬1)، وَكَذَلِكَ قَالَهُ غَيْرُهُ عَنْ رَوْحٍ. [3468] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ أَبِي حَامِدٍ، نا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ (¬2) أَبُو الزِّنْبَاعِ الْمِصْرِيُّ بِمَكَّةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عَبَّادٍ، [ثنا] (¬3) الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ (¬4)، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ (¬5) الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ". قَالَ عَلِيٌّ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ (¬6) بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ (¬7). [3469] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّغَانِيُّ بِمَرْوَ (¬8)، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِيُّ (¬9)، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 411). (¬2) في (س): "روح بن أبي الفرج"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬3) أداة التحديث ساقطة من (س). (¬4) في (س): "عمرو". (¬5) أي ينوي الصيام من الليل. (¬6) في المختصر: "الفضل". (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 128). (¬8) كذا في (س)، ولعله: الحسن أو الحسين بن محمد بن سورة أبو علي الصغاني، وهو من شيوخ الحاكم، له ترجمة في الأنساب لابن السمعاني (8/ 70)، وتكملة الإكمال (3/ 248)، يروي عن: أحمد بن محمد بن عمرو الفقيه، فالله أعلم. (¬9) كذا في (س)، ومحمد بن عمرو الرازي تلميذ ابن بحر توفي سنة (240) أو =

الْبَرِّيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا صَوْمَ إِلَّا مَنْ أَجْمَعَ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ" (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَمْ نَكْتُبْهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِيُّ حَافِظُ عَصْرِهِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَرِّيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3470] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، نا أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُطَّوِّعِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ شَنَبُوذَ الْمُقْرِئُ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَصُومُ أَحَدُكُمْ إِلَّا مَنْ أَجْمَعَ عَلَى الصِّيَامِ قَبْلَ الْفَجْرِ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَالْحَدِيثُ شَاذٌّ بمَرَّةٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، إِنَّمَا أَخْرَجْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ شَوَاهِدَ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، فَلَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3471] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا ابْنُ بُكَيْرٍ، نا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لَا يَصُومُ إِلَّا مَنْ أَجْمَعَ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ (ح). وَعَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهما -، مِثْلَ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ = (241)، وتوفي ابن بحر سنة 280، فالرازي من طبقة والد الحسن وقد اشترك والده والرازي في الرواية عن حكام بن سلم، كما في تهذيب الكمال (7/ 84)، إلا أن البيهقي أكد عليه بعد الحديث، فالله أعلم. (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 38/ أ) موقوفا على ابن عمر. (¬2) المصدر السابق، رواية ابن بكير (ق 69/ أ).

وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَحَفْصَةَ قَالَا ذَلِكَ (¬1). وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ (¬2)، وَقِيلَ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَةَ (¬3)، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، فَهُوَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهم - صَحِيحٌ، وَلَا مُخَالِفَ لَهُمَا فِي ذَلِكَ فِي صَوْمِ الْفَرْضِ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3472] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مَعْشَرٍ الْعَطَّارُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَتْ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قُرَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ (¬4): "مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ صِيَامَهُ آخِرَ يَوْمِهِ". قَالَتْ: فَلَمْ نَزَلْ نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَهُمْ صِغَارٌ، وَنَصْنَعُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ [مِنَ الْعِهْنِ] (¬5)، فَنَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا، فَإِذَا سَأَلُونَا الطَّعَامَ أَعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬6). وَأَخْرَجَهُ ¬

_ (¬1) ذكر هذه الطريق الدارقطني في السنن تعليقًا أيضًا ولم يسندها (3/ 130). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 55). (¬3) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 380). (¬4) في (س): "فسأل"، والمثبت من معرفة السنن للمؤلف (6/ 358). (¬5) ما بين المعقوفين غير واضح في (س)، والمثبت من المصدر السابق. والعهن: الصوف. (¬6) صحيح مسلم (3/ 152).

الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ (¬1). [3473] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ، نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ إِلَى قَوْمِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مُرْهُمْ فَلْيَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أُرَانِي آتِيهِمْ حَتَّى يَطْعَمُوا. قَالَ: "مَنْ طَعِمَ مِنْهُمْ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ يَزِيدَ] (¬3) (¬4). [3474] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا يَزِيدُ، نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ (¬5)، عَنْ عَمِّهِ، أَنَ أَسْلَمَ أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "صُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: "فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ، وَاقْضُوهُ" (¬6). كَذَا فِي كِتَابِي: سَعِيدٌ، وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى مَقْرُوءَةٍ عَلَى شَيْخِنَا: شُعْبَةُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. [3475] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 37). (¬2) المصدر السابق (3/ 29). (¬3) ما بين المعقوفين في (س): "عن" وبعده بياض بمقدار أربع كلمات، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 475). (¬4) صحيح مسلم (3/ 151) عن قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن يزيد. (¬5) في أصل الرواية: "مسلمة". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 141).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬1)، أنا مَالِكٌ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، نا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةَ، فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ (¬2). هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْقَعْنَبِيِّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ هِشَامٍ (¬4). [3476] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬5)، أنا مَالِكٌ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، [نا] (¬6) الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ - عَامَ حَجَّ - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، أَيْنَ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 110). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 41/ أ). (¬3) صحيح البخاري (3/ 44). (¬4) صحيح مسلم (3/ 146). (¬5) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 111). (¬6) أداة التحديث ساقطة من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 90).

عُلَمَاؤُكُمْ؟ ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ (¬1)، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ" (¬2). حَدِيثُ الْقَعْنَبِيِّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ (¬4). [3477] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ كرِهَهُ فَلْيَدَعْهُ" (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ [رُمْحٍ] (¬6)، عَنِ اللَّيْثِ (¬7). فَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ - رضي الله عنهما - دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ صَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا قَطُّ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَانَ وَاجِبًا ثُمَّ تُرِكَ، فَفِي خَبَرِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا أُمِرَ بِهِ نَهَارًا، فكَانَ وُجُوبُهُ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ فَلِذَلِكَ جَازَ بِنِيَّةٍ مِنَ النَّهَارِ. ¬

_ (¬1) قال المؤلف في السنن الكبير: "هذا لفظ حديث القعنبي، وزاد الشافعي في روايته: وأنا صائم فمن شاء فليصم". وهذه الزيادة ثابتة أيضًا في رواية القعنبي. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 41/ أ). (¬3) صحيح البخاري (3/ 44). (¬4) صحيح مسلم (3/ 149). (¬5) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 111). (¬6) ما بين المعقوفين مكانه بياض في الأصل، والمثبت من صحيح مسلم. (¬7) صحيح مسلم (3/ 147).

وَحَدِيثُ الْأَمْرِ بِالْقَضَاءِ لَمْ يَثْبُتْ إِسْنَادُهُ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَقِيلَ (¬1): عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَقِيلَ: ابْنُ سَلَمَةَ، وَلَمْ نَقِفْ عَلَى اسْمِهِ وَحَالِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) بعده في المختصر: "في رواية".

مسألة (237): وصوم التطوع يصح بالنية بعد الزوال في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (237): وَصَوْمُ التَّطَوُّعِ يَصِحُّ بِالنِّيَّةِ بَعْدَ الزَّوَالِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَصِحُّ (¬2). [3478] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، نا جَدِّي، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، أَنَّ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - بَدَا لَهُ الصَّوْمُ بَعْدَمَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَصَامَ (¬3). [3479] حدثنيه مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ نَحْوَهُ (¬4). [3480] أخبرنيه - عَالِيًا - أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، نا أَبُو قِلَابَةَ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (3/ 406)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 184)، والمجموع (6/ 305). (¬2) انظر: الأصل (2/ 194)، والمبسوط (3/ 63)، وتحفة الفقهاء (1/ 349)، وبدائع الصنائع (2/ 85). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 252). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 160) من طريق سفيان به. (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 414).

[3481] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ قَالَ: وَقَالَ الشَّافِعِيُّ حِكَايَةً عَنْ أَبِي مُعَاوِيةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ - قَالَ: أَحَدُكُمْ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَأْكُلْ أَوْ يَشْرَبْ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 507).

مسألة لم يذكرها الإمام (238): ويكره صوم يوم الشك

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ (238): وَيُكْرَهُ صَوْمُ يَوْمِ الشَّكِّ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُكْرَهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3482] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا هِشَامٌ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَتَقَدَّمْ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ: "لَا تَقَدَّمُوا قَبْلَ رَمَضَانَ" (¬4). [3483] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (3/ 409)، ونهاية المطلب (4/ 74)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (3/ 210)، والمجموع (6/ 452). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 63)، وتحفة الفقهاء (1/ 343)، وبدائع الصنائع (2/ 78). (¬3) صحيح البخاري (3/ 28). (¬4) صحيح مسلم (3/ 125)، وفيه: "لا تَقدموا رمضان".

سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تَقَدَّمُوا (¬1) رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلًا كَانَ يَصُومُ يَوْمًا فَلْيَصُمْهُ" (¬2). [3484] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، نا أَبُو غَسَّانَ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ يَأْكُلُ، قَالَ: ادْنُ فَكُلْ. قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لَتَدْنُوَنَّ، قُلْتُ: حَدِّثْنِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالًا، صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَنْظَرِهِ سَحَابَةٌ أَوْ قَتَرَةٌ (¬3)، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬4). وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ، وَزَادَ فِيهِ: "وَلَا تَسْتَقْبِلُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ" (¬5). [3485] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ابْنُ الْبَخْتَرِيِّ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حُنَيْنٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَصُومُونَ قَبْلَ رَمَضَانَ، إِنَّمَا قَالَ ¬

_ (¬1) بعده في المختصر: "قبل". (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند (4/ 116). (¬3) القترة: الغَبَرَة. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 318). (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 395).

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا؛ فَإِنْ غُمَّ (¬1) عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ" (¬2). [3486] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ أَبِي إِسحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ (¬3) فَقَالَ: كُلُوا، فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عَمَّارٌ - رضي الله عنه -: مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ مِنْ كِتَابِهِ الصَّحِيحِ (¬5). [3487] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَنْجُوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَنْبَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أي إذا حالَ دون رؤيته غَيمٌ أو نحوه. (¬2) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 223) من طريق عمرو بن دينار به. وفيه: "محمد بن جبير" بدلًا من: "محمد بن حنين"، وذكر في الحاشية أنه في عدة نسخ كالمثبت، وأن في حاشية إحدى النسخ: "قوله: محمد بن حنين كذا هو في أصول معتمدة". وقال المزي في تهذيب الكمال (25/ 120): "ومن الأوهام: محمد بن حنين عن عبد الله بن عباس"، وذكر الحديث، ثم قال: "روى له النسائي. هكذا ذكره صاحب الأطراف؛ اعتمادًا على ما وقع في بعض النسخ المتأخرة، وهو خطأ، والصواب محمد بن جبير، وهو: ابن مطعم". (¬3) أي مشوية. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 316). (¬5) صحيح البخاري (3/ 27).

بِشْرٍ وَالْأَشَجُّ، قَالَا: نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمَّارٍ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَأُتِيَ بِشَاةٍ - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ: مَصْلِيَّةٍ - فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ عَمَّارٌ: مَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [3488] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سعِيدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَدِمَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَدِينَةَ، فَمَالَ إِلَى مَجْلِسِ الْعَلَاءِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ، إِنَّ هَذَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلَا تَصُومُوا" فَقَالَ الْعَلَاءُ: اللَّهُمَّ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ (¬2). قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ؛ يَعْنِي: حَدِيثَ الْعَلَاءِ هَذَا. [3489] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ الطُّوسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَدِمَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَدِينَةَ، فَوَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ، إِنَّ هَذَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلَا تَصُومُوا" فَقَالَ الْعَلَاءُ: اللَّهُمَّ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا (¬3). وَرَوَاهُ الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلَى الْحُرَقَةِ - وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو الْعَلَاءِ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 224) عن أبي سعيد الأشج وحده به. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 132). (¬3) انظر تخريج الحديث السابق.

[3490] حدثنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ النَّسَوِيُّ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، نا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَأَفْطِرُوا" (¬1). وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ - رضي الله عنهما - فِي النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الشَّكِّ (¬2). [3491] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِمَرْوَ، أنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صِيَامٍ قَبْلَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ، وَالْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (¬3). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو عَبَّادٍ هَذَا، هُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ. حَدِيثُ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبَّادٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ: [3492] أخبرناه أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطَّابَرَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا رَوْحٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، وَزَادَ: وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ؛ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ (¬4). [3493] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 264) من طريق المنكدر بن محمد به. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 261). (¬3) أخرجه سفيان الثوري في حديثه (ص 153). (¬4) انظر تخريج الحديث السابق.

أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَجِبْتُ مِمَّنْ يَتَقَدَّمُ الشَّهْرَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ" (¬2). [3494] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ فَنْجُويَهِ الدِّينَوَرِيُّ، نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ (¬3) بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَاهَانَ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، نا وَكِيعٌ، نا أَبُو الضُّرَيْسِ عُقْبَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: لَأَنْ أُفْطِرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ أَقْضِيَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَزِيدَ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ (¬4). [3495] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ" (¬5). قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَبْعَثُ - يَعْنِي: لَيْلَةَ ثَلَاثِينَ - مَنْ يَنْظُرُ، فَإِنْ رَأَوُا الْهِلَالَ صَامَ، وَإِنْ لَمْ يَرَوْا أَفْطَرَ، فَإِنْ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَتَرَةٌ أَوْ سَحَابٌ صَامَ. ¬

_ (¬1) في (س): "حسين"، والمثبت من أصل الرواية، وكذا هو في المجتبى، وقد ذكر محققو طبعة التأصيل (4/ 223) أنه جاء في حاشية إحدى النسخ منسوبا لأخرى: "محمد بن حسين"، ونقلوا نص حاشية من هذه النسخة فيه تعليق على هذا الرواي وجاء في نهايته: "وفي بعض الأصول: حسين". (¬2) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 100). (¬3) في (س): "محمد بن موسى بن محمد"، والمثبت من السنن الكبير للبيهقي (8/ 433) (8036). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 261) عن وكيع به. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح (3/ 122) من طريق عن أيوب بمعناه.

قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ إِذَا حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْهِلَالِ قَتَرَةٌ (¬1) أَفْطَرُوا، وَكَانَ مِنْ رَأْيِ سَعِيدٍ أَنْ يَصُومَ (¬2). [3496] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ الْمُزَكِّي بِالرَّيِّ، نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَطَاءٍ الْجَلَّابُ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، [نا] (¬3) الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ قَوْمًا يَصُومُونَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أُفٍّ (¬4) لَهُمْ، أُفٍّ لَهُمْ، مَا أُحِبُّ أَنْ أَصُومَ إِلَّا مَعَ الْجَمَاعَةِ. [3497] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّوفِيُّ، نا حَمْزَةُ (¬5) بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا - رضي الله عنهما - كَانَا يَنْهَيَانِ عَنْ صَوْمِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ مِنْ رَمَضَانَ (¬6). [3498] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ الطُّوسِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا رَوْحٌ، نا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَ يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُوسَى - مَوْلًى لِبَنِي نَصْرٍ - أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنِ الْيَوْمِ ¬

_ (¬1) بعده في المختصر: "أو قطرة". (¬2) معرفة السنن والآثار للمؤلف (6/ 234). (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) أف: كلمة تضجر. (¬5) في (س): "محمد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 432). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 261) من طريق حفص بن غياث به.

الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ، فَقَالَتْ: لَأَنْ أَصُومَ يَوْمًا مِنْ شَعْبَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ (¬1) أُفْطِرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ (¬2). رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةَ، وَقَالَ فِيهِ: إِنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنِ الشَّهْرِ إِذَا غُمَّ (¬3). وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مَذْهَبَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي ذَلِكَ كَمَذْهَبِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -. وَأَمَّا حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: "صُمْتَ مِنْ سَرَرِ (¬4) شَعْبَانَ شَيْئًا؟ " قَالَ: لَا. فَقَالَ: "فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ" (¬5). وَقَدْ حَكَيْنَا عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُمَا قَالَا: سِرُّهُ أَوَّلُهُ (¬6). وَقِيلَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ: آخِرُهُ (¬7). وَالْمُرَادُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - الْيَوْمُ أَوِ الْيَوْمَانِ الَّذِي يُسْتَرُ فِيهِ (¬8) الْقَمَرُ قَبْلَ يَوْمِ الشَّكِّ، أَوْ أَرَادَ بِهِ صِيَامَ آخِرِ الشَّهْرِ مَعَ يَوْمِ الشَّكِّ إِذَا وَافَقَ ذَلِكَ عَادَتَهُ فِي صَوْمِ آخِرِ شَهْرٍ. ¬

_ (¬1) في (س) كأنه ضرب على: "أن"، وهي ثابتة في السنن الكبير (8/ 440)، وقد عزاه ابن حجر في إتحاف المهرة (17/ 70) لأحمد دون هذه اللفظة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند (11/ 6018) من طريق شعبة به مطولًا. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 432). (¬4) في (س): "شهر"، والمثبت من المختصر. (¬5) أخرجه البخاري (3/ 41)، ومسلم (3/ 168). (¬6) أخرج الأثرين أبو داود في السنن (4/ 20، 21). (¬7) أخرجه الخطابي في غريب الحديث (1/ 130). (¬8) في المختصر: "فيهما".

وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ - رضي الله عنه -: لَأَنْ أَصُومَ يَوْمًا مِنْ شَعْبَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْطِرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، فَإِنَّمَا قَالَهُ عِنْدَ شَهَادَةِ رَجُلٍ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ، وَبِهِ نَقُولُ. * * *

مسألة (239): وشهادة العدل الواحد تقبل في هلال رمضان مع صحو السماء في أظهر القولين

مَسْأَلَةٌ (239): وَشَهَادَةُ الْعَدْلِ الْوَاحِدِ تُقْبَلُ فِي هِلَالِ رَمَضَانَ مَعَ صَحْوِ السَّمَاءِ فِي أَظْهَرِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أبُو حَنِيفَةَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمَاءِ عِلَّةٌ، وَكانَ الْبَلَدُ كَبِيرًا، فَعَدَدُ الْقَسَامَةِ فَصَاعِدًا شَرْطٌ فِيهِ (¬2). دَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3499] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أبَو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، نا زَائِدَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلَالَ - يَعْنِي: هِلَالَ رَمَضَانَ - فَقَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "يَا بِلَالُ، أَذِّنْ في النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غدًا" (¬3). [3500] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ، أنا أبو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 118)، ومختصر المزني (ص 82)، والحاوي الكبير (3/ 411)، ونهاية المطلب (4/ 12)، والمجموع (6/ 283 - 285). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 64)، وتحفة الفقهاء (1/ 345)، وبدائع الصنائع (2/ 80)، والهداية في شرح البداية (1/ 119)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 320). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 316).

ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ لَيْلَةَ هِلَالِ رَمَضَانَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلَالَ. فَقَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَنَادَى أَنْ صُومُوا (¬1). وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ مُتَّصِلًا (¬2). [3501] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا حَمَّادٌ - يَعْنِي: ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي هِلَالِ رَمَضَانَ، فَأَرَادُوا أَنْ لَا يَقُومُوا وَلَا يَصُومُوا، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مِنَ الْحَرَّةِ، فَشَهِدَ أنَّهُ رَأَى الْهِلَالَ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَشَهِدَ أَنَّهُ رَأَى الْهِلَالَ، فَأَمَرَ بِلَالًا، فَنَادَى فِي النَّاسِ أَنْ يَقُومُوا وَأَنْ يَصُومُوا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَحَادِيثِ عِكْرِمَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى أَصْلِهِمَا (¬3). [3502] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، نا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِّي رَأَيْتُهُ، فَصَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَمَرَ النَّاسَ بِالصِّيَامِ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 317). (¬2) المصدر السابق (2/ 317). (¬3) المصدر السابق (2/ 318).

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬1). وَرَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَبِهِ يُعْرَفُ، وَهُوَ ثِقَةٌ (¬2). [3503] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا شَهِدَ عِنْدَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - عَلَى رُؤْيَةِ هِلَالِ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا، وَقَالَ: أَصُومُ يَوْمًا مِنْ شَعْبَانَ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُفْطِرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: هَذَا لَا يَجُوزُ عَلَى رَمَضَانَ إِلَّا بِشَاهِدَيْنِ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجَازَ شَهَادَةَ رَجُلٍ عَلَى رُؤْيَةِ هِلَالِ رَمَضَانَ، وَلَيْسَ بِمُعْتَمَدٍ؛ لِأَنَّ رَاوِيَهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأُبُلِّيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ: [3504] أخبرناه أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، نا أَبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ الدُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، نا يَحْيَى بْنُ عَيَّاشٍ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْأُبُلِّيُّ، نا أَبُو عَوَانَةَ وَمِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْمَدِينَةَ - وَبِهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ - قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى وَالِيهَا فَشَهِدَ عِنْدَهُ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ هِلَالِ رَمَضَانَ، فَسَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 315). (¬2) أخرجه الدارمي في السنن (7/ 260). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 232).

عَبَّاسٍ عَنْ شَهَادَتِهِ، فَأَمَرَاهُ أَنْ يُجِيزَهُ، وَقَالَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجَازَ شَهَادَةَ رَجُلٍ عَلَى هِلَالِ رَمَضَانَ، قَالَا: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُجِيزُ شَهَادَةَ الْإِفْطَارِ إِلَّا بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ (¬1). [3505] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَنْجُوَيْهِ الدِّينَوَرِيُّ بِالدَّامِغَانِ، نا (¬2) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَنْبَةَ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكِسَائِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَجَازَ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي الْهِلَالِ (¬3). [3506] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي هَوْذَةَ الرَّازِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ عمَرَ - رضي الله عنه -، أنَّهُ أَجَازَ شَهَادَةَ الْأَعْرَابِيِّ وَحْدَه فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ (¬4). هَذَا خَطَأٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: قَوْلُهُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -؛ فَالْمَحْفُوظُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 97) عن محمد بن مخلد به. (¬2) أداة التحديث مطموسة في (س)، والمثبت من أسانيد البيهقي. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 254). (¬4) أخرجه البزار في المسند (1/ 358) من طريق عمرو بن أبي قيس بمعناه، وفيه أنه كان هلال شوال، وانظر أطراف الغرائب والأفراد (1/ 48). (¬5) أخرجه أحمد في المسند (1/ 71).

وَالْآخَرُ: إِطْلَاقُهُ الْهِلَالَ دُونَ تَقْيِيدِهِ بِهِلَالِ شَوَّالٍ؛ فَالْمَشْهُورُ: عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي رُؤْيَةِ هِلَالِ شَوَّالٍ. وَهَذَا أَيْضًا مُنْقَطِعٌ؛ فَلَمْ يَثْبُتْ سَمَاعُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -. وَعَبْدُ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ ضَعِيفٌ. * * *

مسألة (240): ولا تقبل شهادة رجل وامرأتين في هلال شوال

مَسْأَلَةٌ (240): وَلَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ (¬1) فِي هِلَالِ شَوَّالٍ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تُقْبَلُ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ عِلَّةٌ. وَكَذَلِكَ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ [تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْوَاحِدِ فِي هِلَالِ شَوَّالٍ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ عِلَّةٌ (¬3). وَعِنْدَنَا: لَا يُقْبَلُ إِلَّا شَاهِدَا عَدْلٍ] (¬4) (¬5). [3507] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أبو دَاوُدَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبَّادٌ - يَعْنِي: ابْنَ الْعَوَّامِ - عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، نا حُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ الْجَدَلِيُّ - جَدِيلَةُ قَيْسٍ - أَنَّ أَمِيرَ مَكَّةَ خَطَبَ ثُمَّ قَالَ: عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَنْسُكَ لِرُؤْيَةٍ (¬6)، فَإِنْ لَمْ نَرَهُ وَشَهِدَ شَاهِدَا عَدْلٍ نَسَكْنَا ¬

_ (¬1) في (س): "وامرأتان"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (2/ 483)، ومختصر المزني (ص 84)، والحاوي الكبير (3/ 413)، والمجموع (6/ 290). (¬3) انظر: المبسوط (3/ 139)، وبدائع الصنائع (2/ 80)، والهداية في شرح البداية (1/ 119)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 321). (¬4) انظر: الأم (2/ 481)، ومختصر المزني (ص 84)، والحاوي الكبير (3/ 450)، والمجموع (6/ 284، 290). (¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المختصر. (¬6) في المختصر: "لرؤيته".

بِشَهَادَتِهِمَا (¬1). فَسَأَلْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَارِثِ: مَنْ أَمِيرُ مَكَّةَ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. ثُمَّ لَقِيَنِي بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: هُوَ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، ثُمَّ قَالَ الْأَمِيرُ: إِنَّ فِيكُمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنِّي، وَشَهِدَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى رَجُلٍ، قَالَ الْحُسَيْنُ: فَقُلْتُ لِشَيْخٍ إِلَى جَنْبِي: مَنْ هَذَا الَّذِي أَوْمَأَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَصَدَقَ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ مِنْهُ، فَقَالَ: بِذَلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2). [3508] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬3). [3509] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: هَذَا الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، كَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ (¬4) الْحَبَشَةِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ صَحِيحٌ (¬5). [3510] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ (¬6)، نا ¬

_ (¬1) في (س): "بشهاد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 132). (¬3) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (6/ 301). (¬4) في (س): "مهاجر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 119). (¬6) في (س): "نصر"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية.

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (¬1) قَالَ: أَصْبَحَ النَّاسُ صِيَامًا لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ، فَجَاءَ رَجُلَانِ، فَشَهِدَا (¬2) أَنَّهُمَا رَأَيَا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ فَأَفْطَرُوا (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬4). وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5)، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. [3511] أخبرنا أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَسَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ قَالَا: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ (¬6) قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ - رضي الله عنه - وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ، وَقَالَ فِي كِتَابِهِ: إِنَّ الْأَهِلَّةَ بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ نَهَارًا فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى يَشْهَدَ شَاهِدَانِ. زَادَ شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّهُمَا رَأَيَاهُ بِالْأَمْسِ (¬7). [3512] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬8) بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي، نا يَزِيدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (س): "ابن مسعود". (¬2) في (س): "يشهدا". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 48). (¬4) ذكره المؤلف في السنن الكبير (8/ 564). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 164). (¬6) في (س)، والمختصر: "سفيان"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 121). (¬8) في (س): "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 564).

هَارُونَ، أنا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِالْبَقِيعِ، فَنَظَرَ إِلَى الْهِلَالِ، فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَقَالَ: مِنَ الْمَغْرِبِ. قَالَ: أَهْلَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ عُمَرُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، إِنَّمَا يَكْفِي الْمُسْلِمِينَ الرَّجُلُ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬1). وَهَذَا وَرَدَ فِي هِلَالِ شَوَّالٍ بِدَلِيلِ رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ وَغَيْرِهِ. [3513] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ (¬2)، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، نا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ، فَأَتَاهُ رَاكِبٌ فَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الْهِلَالَ، فَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مِنْ عُمَرَ؟ فَلَمْ يُثْبِتْ ذَلِكَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: عَبْدُ الْأَعْلَى هُوَ [ابْنُ] (¬3) عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ، غَيْرُهُ أَثْبَتُ مِنْهُ، وَحَدِيثُ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ أَصَحُّ إِسْنَادًا عَنْ عُمَرَ (¬4). [3514] أخبرنا السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ (¬5) عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَجَازَ شَهَادَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ فِي فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (1/ 105) عن يزيد بن هارون به. (¬2) في (س): "محمد بن عبد الرزاق"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 122). (¬5) في (س): "ابن"، والمثبت من أصل الرواية.

قَالَ عَلِيٌّ: كَذَا رَوَى عَبْدُ الْأَعْلَى عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ الْأَعْلَى ضَعِيفٌ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى لَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، وَخَالَفَهُ أَبُو وَائِلٍ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: لَا تُفْطِرُوا حَتَّى يَشْهَدَ شَاهِدَانِ. حَدَّثَ بِهِ الْأَعْمَشُ وَمَنْصُورٌ عَنْهُ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 120).

مسألة (241): وإذا رئي الهلال يوم ثلاثين من شعبان أو يوم الثلاثين من شهر رمضان نهارا فهو لليلة المستقبلة

مَسْأَلَةٌ (241): وَإِذَا رُئِيَ الْهِلَالُ يَوْمَ ثَلَاثِينَ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ يَوْمَ الثَّلَاثِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَهَارًا فَهُوَ لِلَّيْلَةِ الْمُسْتَقْبِلَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: إِذَا رُئِيَ قَبْلَ الزَّوَالِ فَهُوَ لِلَّيْلَةِ الْمَاضِيَةِ (¬2). [3515] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (¬3) قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ - رضي الله عنه - وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ، أَنَّ الْأَهِلَّةَ بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ نَهَارًا فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تُمْسُوا، إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ رَجُلَانِ مُسْلِمَانِ أَنَّهُمَا أَهَلَّاهُ (¬4) بِالْأَمْسِ عَشِيَّةً (¬5). وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ - هُوَ الْأَعْمَشُ - عَنْ أَبِي وَائِلٍ بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 483)، ومختصر المزني (ص 82)، والحاوي الكبير (3/ 411)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 179)، والمجموع (6/ 277). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (1/ 347)، وبدائع الصنائع (2/ 82)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 321)، وفتح القدير (2/ 318). (¬3) في (س): "أبي نائل"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 446). (¬4) أي أَبصراه. (¬5) أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار، مسند ابن عباس (2/ 765) من طريق عبد الرحمن بن مهدي به، وليس فيه لفظة: "نهارًا". (¬6) المصدر السابق (2/ 765).

[3516] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، نا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا شُعْبَةُ. فَذَكَرَهُ كَذَلِكَ بِمَعْنَاهُ (¬1). رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ: [3517] وهو فِيمَا أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْفَقِيهِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرُويَهْ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ. فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: أَوَّلَ النَّهَارِ (¬2). وَرَوَاهُ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ أَوَّلَ النَّهَارِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3). [3518] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ بِالطَّابَرَانِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا رَوْحٌ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أنا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ [ابْنُ] عُمَرَ (¬4) - رضي الله عنه - يَقُولُ: إِنَّ نَاسًا يُفْطِرُونَ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ نَهَارًا، وَإِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكُمْ أَنْ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ لَيْلًا مِنْ حَيْثُ يُرَى (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 125/ أ). (¬2) علقه المؤلف في معرفة السنن والآثار (6/ 248) عن حماد بن سلمة. (¬3) المصدر السابق (6/ 248) معلقًا أيضًا. (¬4) في (س)، والمختصر (ق 97/ ب): "عمر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 448)، ومعرفة السنن والآثار (6/ 248). (¬5) أخرجه أحمد في المسائل، رواية ابنه عبد الله (ص 177)، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 100) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة به.

[3518 م] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ - بِبَغْدَادَ - أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ - رضي الله عنه - إِلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ نَهَارًا قَبْلَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ لِتَمَامِ ثَلَاثِينَ فَأفْطِرُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ بَعْدَمَا تَزُولُ الشَّمْسُ فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَصُومُوا (¬1). هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَحَدِيثُ [أَبِي] (¬2) وَائِلٍ أَصَحُّ مِنْهُ (¬3). [3519] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو بْنُ الْبَخْتَرِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، نا الْوَاقِدِيُّ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ اللَّخْمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَقُولُ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَائِمًا مِنْ صُبْحِ ثَلَاثِينَ، فَرَأَى هِلَالَ شَوَّالٍ نَهَارًا، فَلَمْ يُفْطِرْ حَتَّى أَمْسَى (¬4). [3520] قال: وَحَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ، نا مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ هِلَالِ شَوَّالٍ إِذَا رُئِيَ بَاكِرًا، قَالَ: سَمِعْتُ سعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: إِذَا رُئِيَ هِلَالُ شَوَّالٍ بَعْدَ أَنْ طَلَعَ الْفَجْرُ إِلَى الْعَصْرِ، أَوْ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَهُوَ مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِي تَجِيءُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِدِيُّ: وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 163)، ولفظه "فلا تفطروا حتى تمسوا" بدل "تصوموا"، ورواه المؤلف باللفظين على الشك في معرفة السنن والآثار (6/ 248). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 448). (¬3) في المختصر: "هذا منقطع ويعارضه حديث سفيان وهو أصح منه". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 127/ أ). (¬5) المصدر السابق (ق 127/ ب).

مسألة (242): وإذا جامع امرأته في نهار رمضان فلا كفارة عليها في ظاهر المذهب

مَسْأَلَةٌ (242): وَإِذَا جَامَعَ امْرَأَتُهُ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ فَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهَا فِي ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَفَّارَةٌ (¬2). [3521] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3)، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "وَمَا أَهْلَكَكَ؟ " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: "فَهَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: "تَصَدَّقْ بِهَذَا". فَقَالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ ! فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (¬4) بَيْتٌ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: "اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 251)، ومختصر المزني (ص 83)، ونهاية المطلب (4/ 37)، والمجموع (6/ 363). (¬2) انظر: الأصل (2/ 177)، والمبسوط (3/ 79)، وتحفة الفقهاء (1/ 361)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 327). (¬3) في (س): "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 478). (¬4) أي المدينة، واللابة: الحَرَّة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬2). وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (¬3)، وَالْحُمَيْدِيُّ (¬4)، وَمُسَدَّدٌ (¬5)، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ (¬6) فِي آخَرِينَ عَنِ [ابْنِ] (¬7) عُيَيْنَةَ. وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: هَلَكْتُ وَأَهْلَكْتُ. وَلَيْسَ بِشَرْطٍ. [3522] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِمَامُ عَصْرِهِ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ، قَالَ: قَالَ لِي بَعْضُ فُقَهَائِنَا: قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو ثَوْرٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ الرَّازِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬8)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: هَلَكْتُ وَأَهْلَكْتُ (¬9). قُلْتُ لَهُ: هَذَا بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ، فَذَكَرَ سَمَاعًا لَهُ فِيهِ عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، فَقُلْتُ: اشْهَدُوا عَلَيَّ أَنَّهُ مَتَى صَحَّ هَذَا عَنْ أَبِي ثَوْرٍ كَمَا قَالَ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (8/ 144). (¬2) صحيح مسلم (3/ 138). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1539). (¬4) أخرجه الحميدي في المسند (2/ 217). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 64). (¬6) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 384). (¬7) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت هو المناسب للسياق. (¬8) في (س): "عقبة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 497). (¬9) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 203) من طريق أبي ثور به.

بُطْلَانِهِ أَنِّي قَرَأْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهِ الْجَلَّابِ، سَمَاعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيِّ، بِخَطِّ مِشْطَاحٍ الْوَرَّاقِ - الْخَطِّ الْمَشْهُورِ الَّذِي كَانَ مَشَايِخُ أَهْلِ النَّقْلِ يَحْتَجُّونَ بِهِ - فِي كِتَابِ الصَّوْمِ، تَصْنِيفَ الْمُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ: نا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلٌ فَقَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: "وَمَا شَأْنُكَ؟ " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْمُعَلَّى بْنَ مَنْصُورٍ صَنَّفَ كِتَابَ الصَّوْمِ، فَتَرَكَ (¬1) هَذِهِ اللَّفْظَةَ مِنْ تَصْنِيفِهِ وَخَصَّ بِهَا أَبَا ثَوْرٍ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ؟ ! وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. [3523] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو أحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْأَرْغِيَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أنا عُمَرُ (¬2) وَالْوَلِيدُ، قَالُوا: أنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، نا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ (¬3)، حَدَّثَنِي أبو هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ وَأَهْلَكْتُ، قَالَ: "وَيْحَكَ وَمَا شَأْنُكَ؟ " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬4). ¬

_ (¬1) في (س): "يترك"، والمثبت من المختصر (ق 97/ ب). (¬2) في المختصر: "عمرو". (¬3) في (س): "حميد عن عبد الرحمن بن حرب"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 496). (¬4) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (2/ 158) من طريق الوليد بن مسلم به.

قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: اللَّفْظَةُ الزَّائِدَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ "وَأَهْلَكْتُ" مَدْخُولَةٌ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ، وَمِنَ الرَّحَّالَةِ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ، وَمِنَ الْمُكْثِرِينَ بِلَا فَهْمٍ وَلَا مَعْرِفَةٍ بِالصَّنْعَةِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ عَمِيَ - رحمه الله - مِنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ، فَكَانَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يُضِيفُونَ (¬1) لَهُ وَيَتَمَكَّنُونَ مِنْ كُتُبِهِ، وَلَا يَخْفَى مَا يُخْشَى مِنْ بَعْضِهِمْ إِذَا اسْتَرْسَوُا (¬2) الشَّيْخَ. وَرَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ دُونَ هَذِه الزِّيَادَةِ (¬3). وَرَوَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ دُونَ الزِّيَادَةِ (¬4). وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ (¬5)، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (¬6) (¬7)، وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ (¬8)، ¬

_ (¬1) في المختصر (ق 98/ أ): "يضعون". (¬2) رسمت في (س)، ومصورتي تشستربيتي ودار الكتب للمختصر هكذا: "استرييوا" بغير نقط. والمثبت من قولهم: "رسا عنه حديثًا" إذا رفعه وحدث به عنه، فيكون المعنى: ولا يخفى ما يخشى من أحدهم إذا حدثوا بالأحاديث عن الشيخ بعد ما حدث بها من تغيير. وقد تقرأ "استرمُّوا"؛ ففي لسان العرب مادة: "رمم"، وقال الأزهري: قالوا: الرقيع الرجل الأحمق سمي رقيعًا؛ لأن عقله كأنه أخلق فاسترم فاحتاج إلى أن يرقع. تهذيب الأسماء واللغات (3/ 125). أو "استرسُّوا"، الرسيس: هو الخبر الذي لم يصح، ويكون المعنى: ولا يخفى ما يخشى من أحدهم إذا كذب على الشيخ. تاج العروس. (¬3) ذكره المؤلف في السنن الكبير (8/ 496). (¬4) المصدر السابق (8/ 497). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (8/ 38). (¬6) في (س): "مسلمة"، والمثبت من المختصر (ق 98/ أ). (¬7) أخرجه ابن خزيمة في التقاسيم والأنواع (5/ 166). (¬8) في (س): "يزيد"، والمثبت من المختصر نسخة أحمد الثالث (ق 154/ أ) ومصادر ترجمته.

وَالْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ دُونَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ. وَرَوَاهُ عَامَّةُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثِينَ نَفْسًا عنِ الزُّهْرِيِّ، دُونَ ذِكْرِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ، إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَهْلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬1). وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ؛ فَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى: هَلَكْتُ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: هَلَكْتُ (¬2). وَقَدْ أَقَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحَاقَ بِالتَّصْحِيفِ. [3524] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسحَاقَ حَدَّثَهُمْ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسحَاقَ: هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي كِتَابِي بِخَطِّي: "أَهْلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ"، سَمِعْتُ هَذَا الْكِتَابَ مَرَّتَيْنِ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَأَمْلَى عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ - رحمه الله - هَذَا الْخَبَرَ فِي الْمُسْنَدِ (¬3) فَقَالَ: "هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ" بِإِسْقَاطِ الْأَلِفِ، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ أَدْخَلَ فِي هَذِه الْكَلِمَةِ الْأَلِفَ. وَقَدْ صَنَّفَ أُسْتَاذُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - فِي إِبْطَالِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ بِخَطِّي. وَهُوَ كَمَا قَالَ، وَفِيمَا صَحَّ غُنْيَةٌ؛ إِذِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ بِالْكَفَّارة، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَمَرَهُ أَيْضًا بِالْقَضَاءِ، وَلَمْ يَأْمُرِ الْمَرْأَةَ بِذَلِكَ، وَهُوَ أَخْبَرُ عَنْ حَالِهِ وَحَالِهَا. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 194)، ولفظه: "هلكت". (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 1635). (¬3) في (س): "المسند"، والمثبت من المختصر (ق 98/ أ).

[3525] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "وَاقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬1). وَكَذَا رَوَاهُ بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّاءُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2). وَرَوَاهُ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا، وَقَالَ فِيهِ: "وَصُمْ مَكَانَهُ يَوْمًا" (¬3). وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَضِيَّةِ الْفِطْرِ: "وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬4). وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [3526] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، نا أَبُو مَرْوَانَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: "اقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬5). [3527] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (9/ 72) عن الصغاني به. (¬2) ذكره الدارقطني في السنن (3/ 202). (¬3) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (3/ 127). (¬4) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (9/ 75). (¬5) أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في ذكر الأقران (1/ 122) من طريق أبي مروان به.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ (¬1)، أَخْبَرَكَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْتَرَقْتُ، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا شَأْنُهُ؟ " فَقَالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي. قَالَ: "تَصَدَّقْ". قَالَ: وَاللَّهِ مَا لِي شَيْءٌ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "اجْلِسْ". فَجَلَسَ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ أَقْبَلَ رَجُلٌ يَسُوقُ حِمَارًا عَلَيْهِ طَعَامٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ آنِفًا؟ " فَقَامَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَصَدَّقْ بِهَذَا"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى غَيْرِنَا؟ ! فَوَاللَّهِ إِنَّا لَجِيَاعٌ مَا لَنَا شَيْءٌ، فَقَالَ: "كُلْهُ". لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي زَكَرِيَّا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ (¬3) (¬4). وَالْحَدِيثُ الَّذِي يَتَعَلَّقُونَ بِهِ مُخَرَّجٌ فِي (¬5) مَسْأَلَةِ الْمُفْطِرِ بِالْأَكْلِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 176)، لكن بإسقاط عباد بن عبد الله بن الزبير، وتصريح محمد بن جعفر بن الزبير أنه سمعه من عائشة. (¬2) صحيح مسلم (3/ 140). (¬3) في النسخ: "عبد الرحمن بن الحكم"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬4) صحيح البخاري (3/ 32). (¬5) في (س): "من"، والمثبت من المختصر.

مسألة (243): ومن أكل عامدا في صوم رمضان فعليه القضاء ولا كفارة عليه

مَسْأَلَةٌ (243): وَمَنْ أَكَلَ عَامِدًا فِي صَوْمِ رَمَضَانَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَلَا كفَّارَةَ عَلَيْهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ كفَّارَةُ الْجِمَاعِ فِيهِ (¬2). [3528] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا أَبُو دَاوُدَ وَبِشْرُ بْنُ عَمْرٍو قَالَا: نا شعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ - قَالَ حَبِيبٌ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْر رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ - عز وجل -، لَمْ يُقْضَ عَنْهُ وَلَوْ صَامَ الدَّهْرَ (¬3) " (¬4). وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ: أَنْ لَا كَفَّارَةَ عَلَى الْمُفْطِرِ فِي رَمَضَانَ (¬5). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [3529] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، قَالَا: نا أَبُو ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 83)، والحاوي الكبير (3/ 434)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 229)، والمجموع (6/ 358). (¬2) انظر: الأصل (2/ 166)، والمبسوط (3/ 73)، وتحفة الفقهاء (1/ 361)، وبدائع الصنائع (2/ 99). (¬3) زاد بعده في المختصر: "كله". (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 272). (¬5) ذكره البخاري في الصحيح (3/ 32).

الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَفْطَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بعِتْقِ رَقَبَةٍ، أَوْ صِيَامِ شَهْرَيْنِ (¬1)، أَوْ إِطْعَامِ سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَ: إِنِّي لَا أَجِدُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقِ تَمْرٍ، فَقَالَ: "خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحَدٌ أَحْوَجُ مِنِّي، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، ثُمَّ قَالَ: "كُلْهُ" (¬2). زَادَ أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَكَانَ فِطْرُهُ بِجِمَاعٍ (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ مَالِكٍ (¬4). وَلَمْ يُخْرِجْهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ (¬5) وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، إِلَّا أنَّهُ مُطْلَقٌ. وَقَدْ رَوَاهُ سَائِرُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ مُقَيَّدًا، وَذَكَرُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ فِطْرَهُ كَانَ بِجِمَاعٍ، مِنْهُمْ: مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ مُعْتَمِرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ (¬6). ¬

_ (¬1) بعده في أصل الرواية: "متتابعين". (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 248). (¬3) مسند الشافعي، ترتيب سنجر (2/ 120). (¬4) صحيح مسلم (3/ 139). (¬5) ذكره الدارقطني في السنن (3/ 202). (¬6) صحيح البخاري (8/ 38).

وَحَدِيثُ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَوْ فِي أَحَدِهِمَا مُخَرَّجٌ. وَتَابَعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَصَالِحُ بْنُ [أَبِي] (¬1) الْأَخْضَرِ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُقَيَّدًا. وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْإِمَامُ - رحمه الله - وَمَنْ تَابَعَهُ، كَمَا رَوَوْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُطْلَقًا خَالَفُوا أَيْضًا أَصْحَابَ الزُّهْرِيِّ فِي مَتْنِهِ، فَجَعَلُوهُ عَلَى التَّخْيِيرِ: أَوْ، أَوْ. وَكَمَا صِرْنَا إِلَى تَرْتِيبِ الْكَفَّارَةِ إِلَى رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ، نَصِيرُ إِلَيْهَا فِي اسْتِفَادَةِ (¬2) مَا وَقَعَ بِهِ الْفِطْرُ عَنْهَا. عَلَى أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ هَذَا الْحَدِيثُ مِثْلَ مَا رَوَاهُ أَقْرَانُهُ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ. [3530] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: ذَاكَرْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ بِحَدِيثِ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قِصَّةِ الْوِقَاعِ أَنَّهُ قَالَ فِيهِ: أَوْ، أَوْ. فَقَالَ: لَمْ أَجِدْهُ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ عِنْدَ أَحَدٍ إِلَّا قَالَ هَكَذَا، حَتَّى وَجَدْتُهُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ (¬3)، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ فِيهِ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً"، ثُمَّ قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ". قَالَ أَحْمَدُ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَحَدَّثَنِي بِهِ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من المختصر (ق 98/ أ). (¬2) تقرأ في (س): "استثناؤه"، والمثبت من المختصر (ق 98/ أ). (¬3) في (س): "سعيد"، والمثبت من المصدر السابق.

[3531] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْفَضْلِ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، نا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي رَجُلٍ وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً"، قَالَ: مَا أَجِدُهَا، قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ"، قَالَ: مَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: "فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا" (¬1). وَصَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنها - مُقَيَّدًا: [3532] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ أَخْبَرَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - تُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّهُ احْتَرَقَ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. قَالَتْ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِكْتَلٍ (¬2) - يُدْعَى الْعَرَقَ - فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: "أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ؟ " فَقَامَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: "تَصَدَّقْ بِهَذَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬3). وَهَكَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مُقَيَّدًا (¬4). وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ مُقَيَّدًا (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح (3/ 139) من طريق مالك. (¬2) المكتل: الزبيل - وهو الزنبيل أو القُفَّة - الكبير، قيل: إنه يسع خمسة عشر صاعا، كأن فيه كتلا من التمر، أي قطعا مجتمعة. النهاية (كتل). (¬3) صحيح البخاري (3/ 32). (¬4) أخرجه مسلم (3/ 139). (¬5) المصدر السابق (3/ 140).

وَرَوَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مُطْلَقًا، قَالَ: أَفْطَرْتُ فِي رَمَضَانَ (¬1). وَالْمُطْلَقُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمُقَيَّدِ، وَلَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي كَفَّارَةِ الْمُفْطِرِ بِالْأَكْلِ شَيْءٌ، وَالْأَخْبَارُ كُلُّهَا وَرَدَتْ فِي الْمُفْطِرِ بِالْجِمَاعِ. وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الْقُمِّيُّ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ وَيَدَّعِي الْمَعْرِفَةَ بِالْحَدِيثِ زَعَمَ أَنَّ الْخَبَرَ الَّذِي أَوْجَبَ الْكَفَّارَةَ عَلَى الْمُفْسِدِ لِصِيَامِهِ هُوَ فِي الْجِمَاعِ، فَجَعَلَ عُلَمَاؤُنَا الْأَكْلَ بِمَنْزِلَةِ الْجِمَاعِ. [3533] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى، نا هُشَيْمٌ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، نا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ أَمَرَ الَّذِي يُفْطِرُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ بِمِثْلِ كَفَّارَةِ الظِّهَارِ (¬2). لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ، وَقَدْ أَرْسَلَهُ غَيْرُهُ عَنْ مُجَاهِدٍ. [3534] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ الَّذِي أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ يَوْمًا بِكَفَّارَةِ الظِّهَارِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 347). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 167) من طريق إسماعيل بن إسحاق به. (¬3) ذكره الدارقطني في السنن (3/ 167).

ثُمَّ هُوَ وَارِدٌ أَيْضًا فِي الْمُفْطِرِ بِالْجِمَاعِ؛ فَقَدْ: [3535] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ قُرَيْشٍ، أنا الْحَسَنُ (¬1) بْنُ سُفْيَانَ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ (¬2)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ وَأَنا صائِمٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3). كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُوسَى (¬4) بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ (¬5). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَتَيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلِي فِي نَهَارِ رَمَضَانَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ (¬6). وَرُوِيَ عَنِ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا تَقَدَّمَ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُظْلِمٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ فِي الْحَضَرِ مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، عَلَيْهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ، الْحَدِيثَ (¬7). ¬

_ (¬1) في (س): "الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬2) كذا في (س)، وقد ذكره المؤلف في السنن الكبير (8/ 500) عن جرير عن ليث عن مجاهد، وهو كذلك في مصادر التخريج. (¬3) أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 172) من طريق جرير عن ليث عن مجاهد، وكذلك أخرجه ابن عبد البر في الاستذكار (10/ 114). (¬4) في (س): "ابن موسى"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 500). (¬5) ذكره الدارقطني في العلل (5/ 156). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 195). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 167)، ولم يذكر فيه التعمد ولا عتق الرقبة.

وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. قَالَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ: نا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ كَذَّابًا. ثُمَّ هُوَ وَارِدٌ فِي الْمُفْطِرِ بِالْجِمَاعِ؛ بِدَلِيلِ مَا: [3536] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْأُشْنَانِيُّ الْكُوفِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ ليْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا (¬1): جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ وَلَا سَفَرٍ، وَقَدْ وَقَعْتُ بِأَهْلِي، قَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬2). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي نَهَارًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". وَرَوَاهُ الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ (¬3) - وَلَيْسَا مِمَّنْ تَقُومُ بِهِمَا الْحُجَّةُ - عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، الْحَدِيثَ (¬4). وَهُوَ مَتَى مَا صَحَّ كَانَ وَارِدًا أَيْضًا فِي الْمُفْطِرِ بِالْجِمَاعِ؛ بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، وَكُرَيْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مُقَيَّدًا: أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنِّي وَاقَعْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. ¬

_ (¬1) في (س): "قال"، والمثبت من المختصر (ق 98/ ب). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 11) عن محمد بن الحسين بن حفص به، وفيه: "فضيل" بدلًا من: "محمد بن فضيل"، وقد جاء على الصواب: "ابن فضيل" في طبعة دار الكتب العلمية (7/ 238). (¬3) في المختصر: "عميرة". (¬4) أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (10/ 89).

[3537] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْتِقْ رَقَبَةً، أَوْ صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، أَوْ أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا" (¬1). [3538] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬2). وَلَيْسَ هَذَا الْإِسْنَادُ بِقَوِيٍّ، وَالْوَاقِدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ ضَعِيفَانِ، ثُمَّ هُوَ وَارِدٌ فِي الْمُفْطِرِ بِالْجِمَاعِ بِدَلِيلِ مَا سَبَقَ. [3539] أخبرني أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ فِي رَمَضَانَ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً، أَوْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ، أَوْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا (¬3). هَذِهِ اللَّفْظَةُ: أَكَلَ فِي رَمَضَانَ. بَاطِلٌ. وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ قَدْ سَبَقَ لِي فِي بَابِهِ مَا يَكْفِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (3/ 201) من طريق محمد بن إسحاق به. (¬2) المصدر السابق (3/ 201). (¬3) المصدر السابق (3/ 167).

[3540] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو مَعْشَرٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬1). وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَفْطَرْتُ فِي رَمَضَانَ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن معين في تاريخه، رواية الدوري (3/ 160). (¬2) أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 170)، وفيه: "عن أبي معشر عن محمد بن كعب".

مسألة (244): والحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وعليهما القضاء والفدية

مَسْأَلَةٌ (244): وَالْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا عَلَى وَلَدَيْهِمَا أَفْطَرَتَا وَعَلَيْهِمَا الْقَضَاءُ وَالْفِدْيَةُ (¬1). وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ (¬2): عَلَيْهِمَا الْقَضَاءُ وَلَا فِدْيَةَ عَلَيْهِمَا (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [3541] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سئِلَ عَنِ الْمَرْأَةِ الْحَامِلِ إِذَا خَافَتْ عَلَى وَلَدِهَا، قَالَ: تُفْطِرُ وَتُطْعِمُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ. زَادَ أَبُو سَعِيدٍ فِي رِوَايَتِهِ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: وَأَهْلُ الْعِلْمِ يَرَوْنَ عَلَيْهَا مَعَ ذَلِكَ الْقَضَاءَ. قَالَ مَالِكٌ: عَلَيْهَا الْقَضَاءُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى يَقُولُ: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (¬4) (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 262)، والحاوي الكبير (3/ 436)، ونهاية المطلب (4/ 43)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 240)، والمجموع (6/ 272). (¬2) في (س): "أبو هريرة"، والمثبت من المختصر (ق 98/ ب). (¬3) انظر: الأصل (2/ 210)، والمبسوط (3/ 99)، وبدائع الصنائع (2/ 97)، والهداية في شرح البداية (1/ 124). (¬4) سورة البقرة (آية: 184). (¬5) أخرجه الشافعي في اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 713).

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: ثُمَّ قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: فَإِذَا صَحَّتْ قَضَتْهُ (¬1). [3542] أخبرنا أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، نا رَوْحٌ، نا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لِأُمِّ وَلَدٍ لَهُ (¬2) حُبْلَى أَوْ مُرْضِعٍ: أَنْتِ مِنَ الَّذِينَ لَا يُطِيقُونَ الصِّيَامَ، عَلَيْكِ الْجَزَاءُ، وَلَيْسَ عَلَيْكِ الْقَضَاءُ (¬3). قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: إِسْنَادٌ صَحِيحٌ (¬4). فَالْفِدْيَةُ وَجَبَتْ بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، وَالْقَضَاءُ وَاجِبٌ بِقَوْلِهِ - عز وجل -: (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، وَبِإِجْمَاعِ مَنْ بَعْدَهُمَا عَلَى وُجُوبِ الْقَضَاءِ عَلَى الْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ. [3543] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا ابْنُ الْمُثَنَّى نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (¬5) قَالَ: كَانَتْ رُخْصَةً لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ وَهُمَا يُطِيقَانِ الصِّيَامَ أَنْ يُفْطِرَا وَيُطْعِمَا مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، وَالْحُبْلَى وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا أَفْطَرَتَا وَأَطْعَمَتَا (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ (ص 63). (¬2) قوله "له" ليس في المختصر. (¬3) كذا جاءت في (س) والمقصود بها آية (184) من سورة البقرة وذكرها المؤلف على المعنى. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 196). (¬5) سورة البقرة (آية: 184). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 131).

[3544] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبَانُ، نا قَتَادَةُ، أَنَّ عِكْرِمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أُثْبِتَتْ لِلْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ (¬1). [3545] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ (¬2)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رُخِّصَ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْعَجُوزِ الْكَبِيرَةِ فِي ذَلِكَ وَهُمَا يُطِيقَانِ الصَّوْمَ؛ أَنْ يُفْطِرَا إِنْ شَاءَا أَوْ يُطْعِمَا مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (¬3) فَثَبَتَتْ لِلشَّيْخِ الْكَبيرِ وَالْعَجُوزِ الْكَبِيرَةِ إِذَا كَانَا لَا يُطِيقَانِ الصَّوْمَ، وَالْحُبْلَى وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا أَفْطَرَتَا وَأَطْعَمَتَا كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا (¬4). [3546] وأخبرنا أبو الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مَاتِي، أنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} يَتَجَشَّمُونَهُ (¬5) وَلَا يُطِيقُونَهُ؛ الْحَامِلُ، وَالْكَبِيرُ، وَالْمَرِيضُ، وَصَاحِبُ الْعُطَاشِ (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ق 131). (¬2) في (س) "عروة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 505). (¬3) سورة البقرة (آية: 185). (¬4) أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 214) عن إبراهيم بن مرزوق به. (¬5) تَجَشَّمَ الأمرَ: تَكَلَّفَه على مَشَقَّة. (¬6) العُطاش: شدة العطش، وقد يكون داء يشرب معه ولا يَرْوَى صاحبُه. النهاية (عطش). (¬7) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (6/ 185) من طريق إسرائيل به.

[3547] أخبرنا السَّيِّدُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: "تَعَالَ أُحَدِّثْكَ، إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ، وَالْحَامِلِ، وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ" (¬1). وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، [عَنْ أَبِي قِلَابَةَ] (¬2)، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، أَنَّ رَجُلًا - يُقَالُ لَهُ: أَنَسٌ - حَدَّثَهُ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). فَهَذَا حَدِيثٌ فِي رِجَالِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 29) عن قبيصة به، وليس فيه: "والحامل". (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 508). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 565). (¬4) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 470). (¬5) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 360).

مسألة (245): ومن رأى الهلال وحده وشهد به فردت شهادته كان عليه أن يصوم إجماعا، فإن جامع في يوم ردت شهادته، لزمته الكفارة عندنا

مَسْأَلَةٌ (245): وَمَنْ رَأَى الْهِلَالَ وَحْدَهُ وَشَهِدَ بِهِ فَرُدَّتْ شَهَادَتُهُ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَصُومَ إِجْمَاعًا، فَإِنْ جَامَعَ فِي يَوْمِ رُدَّتْ شَهَادَتُهُ، لَزِمَتْهُ الْكَفَّارَةُ عِنْدَنَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا كفَّارَةَ عَلَيْهِ (¬2). [3548] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ لِهِلَالِ رَمَضَانَ: "إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ (¬3) ". وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَصُومُ قَبْلَ الْهِلَالِ بِيَوْمٍ، قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: يَتَقَدَّمُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 234)، والحاوي الكبير (3/ 449)، ونهاية المطلب (4/ 19)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 232)، والمجموع (6/ 290). (¬2) انظر: الأصل (2/ 172)، والمبسوط (3/ 64)، وبدائع الصنائع (2/ 81)، والهداية في شرح البداية (1/ 118)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 318). (¬3) أي قدروا له عدد الشهر حتى تكملوه ثلاثين يومًا. النهاية (قدر). (¬4) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 98).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2). [3549] حدثناه الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ - رحمه الله - إِمْلَاءً - نا أبو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي (¬3)، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، [عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ] (¬4) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلَاثِينَ" (¬5). فَثَبَتَ بِهَذَا الْخَبَرِ وُجُوبُ الصَّوْمِ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَكَوْنُهُ عِنْدَهُ مِنْ رَمَضَانَ. وَالْمُفْسِدُ لِصَوْمِهِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ بِالْجِمَاعِ تَلْزَمُهُ الْكَفَّارَةُ. وَحَدِيثُ الْمُجَامِعِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسْأَلْهُ وَقَعَ ذَلِكَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ أَوْ بَعْدَهُ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، وَابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ" (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 25). (¬2) صحيح مسلم (3/ 122). (¬3) في أصل الرواية: "محمد بن عبد الله بن المنادي". (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه أبو العباس الأصم في الثالث من حديثه (ص 133). (¬6) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 303)، وفيه: "ضمرة" بدلًا من: "عمرة"، وكذا هو في تعليقات الدارقطني على المجروحين (ص 250).

[3550] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا عَبْدَانُ (¬1) بْنُ أَحْمَدَ، نا يَحْيَى بْنُ حَاتِمٍ الْعَسْكَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَرَفَةُ يَوْمَ يُعَرِّف الْإِمَامُ، وَالْأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي الْإِمَامُ، وَالْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ الْإِمَامُ" (¬2). ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مُرْسَلٌ. * * * ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (10/ 263). (¬2) أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 360) من طريق يحيى بن حاتم به.

مسألة (246): ومن كان عليه صوم من رمضان فلم يقضه مع القدرة عليه حتى دخل رمضان آخر، قضى وكفر

مَسْأَلَةٌ (246): وَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ صَوْمٌ مِنْ (¬1) رَمَضَانَ فَلَمْ يَقْضِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ حَتَّى دَخَلَ رَمَضَانٌ آخَرُ، قَضَى وَكَفَّرَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَقْضِي وَلَا يُكَفِّرُ (¬3). [3551] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ (¬4)، أنا سَعِيدٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: يُطْعِمُ عَنِ السَّالِفِ، وَيَصُومُ الدَّاخِلَ. قَالَ سعِيدٌ: وَحُدِّثْتُ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ. [3552] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، نا يَحْيَى، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه -. [3553] أخبرني أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، نا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) قوله "من" ليس في المختصر. (¬2) انظر: الأم (3/ 261)، ومختصر المزني (ص 85)، والحاوي الكبير (3/ 451)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 242)، والمجموع (6/ 409). (¬3) انظر: المبسوط (3/ 77)، والهداية في شرح البداية (1/ 124)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 336)، والبناية شرح الهداية (4/ 81). (¬4) في (س): "عبد الوهاب عن عطاء"، والمثبت من مصادر ترجمته.

إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ فَرَّطَ فِي صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يُدْرِكَهُ رَمَضَانٌ آخَرُ فَلْيَصُمْ هَذَا الَّذِي أَدْرَكَهُ، ثُمَّ لِيَصُمْ مَا فَاتَهُ، وَيُطْعِمْ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا (¬1). وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، عَنْ نَافِعٍ بِمَعْنَى مَا سَبَقَ (¬2)، وَهَذِهِ الْأَسَانِيدُ صَحِيحَةٌ. [3554] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: سُئِلَ سَعِيدٌ - وَهُوَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ - عَنْ رَجُلٍ تَتَابَعَ عَلَيْهِ رَمَضَانَانِ وَفَرَّطَ فِيمَا بَيْنَهُمَا، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّهُ قَالَ: يَصُومُ الَّذِي حَضَرَ، وَيَقْضِي الْآخَرَ، وَيُطْعِمُ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا (¬3). [3555] قال: وَنا يَحْيَى، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بِمِثْلِهِ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ. [3556] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُعَاذٌ - يَعْنِي: ابْنَ الْمُثَنَّى - ثنا مُسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي رَجُلٍ مَرِضَ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ صَحَّ، فَلَمْ يَصُمْ حَتَّى أَدْرَكَهُ رَمَضَانٌ آخَرُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 180). (¬2) المصدر السابق (3/ 178). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 234) من طريق مجاهد بنحوه. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 181) من طريق قيس بن سعد.

قَالَ: يَصُومُ الَّذِي أَدْرَكَهُ، وَيُطْعِمُ (¬1) عَنِ الْأَوَّلِ بِكُلِّ يَوْمٍ مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ، فَإذَا فَرَغَ مِنْ هَذَا صَامَ الَّذِي فَرَّطَ فِيهِ (¬2). وَرُوِيَ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَلَا يَصِحُّ: [3557] أخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، نا بَكْرُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ مُكْرَمٍ الْقَزَّازُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَلَّابُ، نا عُمَرُ بْنُ مُوسَى بْنِ وَجِيهٍ، نا الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي رَجُلٍ أَفْطَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ مَرَضٍ، ثُمَّ صَحَّ وَلَمْ يَصُمْ حَتَّى أَدْرَكَهُ رَمَضَانٌ آخَرُ: "يَصُومُ الَّذِي أَدْرَكَهُ، ثُمَّ يَصُومُ الشَّهْرَ الَّذِي أَفْطَرَ فِيهِ، وَيُطْعِمُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا". قَالَ عَلِيٌّ (¬3): إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، وَابْنُ وَجِيهٍ ضَعِيفَانِ (¬4). وَثَبَتَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - (¬5)، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "ويقضي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 136/ ب). (¬3) بعده في (س): "ابن"، والمثبت الصواب. (¬4) المصدر السابق (ق 136/ ب). (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 174). (¬6) ذكره البغوي في شرح السنة (6/ 321).

مسألة لم يذكرها (247): ومن كان عليه صوم فلم يقضه مع القدرة حتى مات صام عنه وليه إن شاء، أو أطعم عنه على قوله في القديم

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا (247): وَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ صَوْمٌ فَلَمْ يَقْضِهِ مَعَ الْقُدْرَةِ (¬1) حَتَّى مَاتَ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ إِنْ شَاءَ، أَوْ أَطْعَمَ عَنْهُ عَلَى قَوْلِهِ فِي الْقَدِيمِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُطْعِمُ عَنْهُ، وَلَا يُجْزِئُ الصَّوْمُ عَنْهُ (¬3). وَهُوَ قَوْلَهُ فِي الْجَدِيدِ (¬4). [3558] أخبرنا أبو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، نا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ" (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (¬6)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) بعده في المختصر: "عليه". (¬2) انظر: الحاوي الكبير (15/ 313)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 243)، والمجموع (6/ 413). (¬3) انظر: المبسوط (3/ 89)، وبدائع الصنائع (2/ 103)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (2/ 305). (¬4) انظر: الأم (3/ 262)، ومختصر المزني (ص 85)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 243)، والمجموع (6/ 413). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 137). (¬6) في (س): "محمد بن محمد بن خالد"، والمثبت من صحيح البخاري.

مُوسَى بْنِ [أَعْيَنَ]، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ. قَالَ: وَتَابَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى (¬2)، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬3). [3559] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالُوا: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، قَالَ: وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ [ابْنِ] (¬4) أَبِي جَعْفَرٍ (¬5). [3560] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، نا الْحَسَنُ (¬6) بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّاقُ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ. قَالَا: نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ نَذْرٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 35). (¬2) في (س): "هارون بن سعيد وعروة"، والمثبت من صحيح مسلم. (¬3) صحيح مسلم (3/ 155). (¬4) ما بين المعقوفات بياض في (س)، ورقم عليه: (ط)، والمثبت من صحيح البخاري. (¬5) صحيح البخاري (3/ 35). (¬6) في (س): "الحسين"، خطأ.

"أَكُنْتِ قَاضِيَةً دَيْنًا لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: "فَصُومِي عَنْهَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، قَالَ: وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ (¬2). [3561] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمًا الْبَطِينَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ أُخْتَهَا نَذَرَتْ أَنْ تَصُومَ شَهْرًا، وَأَنَّهَا رَكِبَتِ الْبَحْرَ فَمَاتَتْ وَلَمْ تَصُمْ، فَقَالَ لَهَا رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صُومِي عَنْ أُخْتِكِ" (¬3). وَتَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ مُخْتَصَرًا، وَقَالَ فِيهِ: "صُومِي عَنْهَا". قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: نا الْأَعْمَشُ، فَذَكَرَهُ (¬4). [3562] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْأَصَمُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ. قَالَ: وَأَخْبرَنِي أَبُو عَمْرٍو وَاللَّفْظُ لَهُ، نا جَعْفَرٌ الْحَافِظُ، نا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ الْمَدِينيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، قَالَ: "وَجَبَ أَجْرُكِ وَرَدَّهَا عَلَيْكِ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 36). (¬2) صحيح مسلم (3/ 156). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 355). (¬4) صحيح البخاري (3/ 36).

الْمِيرَاثُ"، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: "صُومِي عَنْهَا"، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: "حُجِّي عَنْهَا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ (¬1). [3563] أخبرناه أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرِ (¬2) بْنُ قُرَيْشٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ أَبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ فِيهِ: فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّي صَوْمُ شَهْرَيْنِ، فَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أَصُومَ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬4). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، وَقَالَ فِيهِ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "صُومِي مَكَانَهَا" (¬5). قَدْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ بالْأَسَانِيدِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، وَهُوَ صَرِيحٌ فِي جَوَازِ الصَّوْمِ عَنِ الْمَيِّتِ، بَعِيدٌ مِنَ التَّأْوِيلِ. وَمَذْهَبُ إِمَامِنَا الشَّافِعِيِّ - رحمه الله - اتِّبَاعُ السُّنَّةِ بَعْدَ ثُبُوتِهَا، وَتَرْكُ مَا يُخَالِفُهَا بَعْدَ صِحَّتِهَا، وَهَذِهِ سُنَّةٌ ثَابِتَةٌ مُخَرَّجَةٌ فِي الْمَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ، لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِي صِحَّتِهَا، فَوَجَبَ عَلَى مَنْ سَمِعَهَا اتِّبَاعُهَا، وَلَا يَسَعُهُ خِلَافُهَا. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 156). (¬2) في (س): "أخبرناه أبو عبد الله أحمد بن أبي بكر"، خطأ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 484). (¬4) صحيح مسلم (3/ 156). (¬5) أخرجه الثوري في حديثه (ص 153).

[3564] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي: ابْنَ إِدْرِيسَ الرَّازِيَّ - نا أَبِي، نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: كُلُّ مَا قُلْتُ وَكَانَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خِلَافَ قَوْلِي مِمَّا يَصِحُّ، فَحَدِيثُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى وَلَا تُقَلِّدُونِي (¬1). [3565] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ [الْعَنَزِيُّ. . .] (¬2)، نا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: قَالَ أَبِي: قَالَ لَنَا الشَّافِعِيُّ: إِذَا صَحَّ عِنْدَكُمُ الْحَدِيثُ فَقُولُوا لَنَا حَتَّى نَذْهَبَ إِلَيْهِ (¬3). [3566] أخبرنا أبو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ (¬4) الْكَاتِبُ، نا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، نا عَبْثَرٌ أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ - لَا يَدْرِي أَبُو زُبَيْدٍ مَنْ مُحَمَّد - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (9/ 106) من طريق عبد الرحمن بن محمد به. (¬2) ما بين المعقوفين مكانه في (س): "المقري، نا بيروذ"، والمثبت كما في سائر أسانيد المؤلف وأسانيد شيخه الحاكم، وكثيرًا ما تصحف هذا الاسم إلى: "محمد بن أحمد المقرى"، في مخطوطات المستدرك، وهذا الموضع به سقط، فليس في أسانيد الحاكم ولا غيره رواية لأحمد بن محمد العنزي عن محمد بن عبد الرحمن بن زياد، وقد روى المؤلف هذا الأثر بتمامه في معرفة السنن (2/ 454) فقال: "وأخبرنا أبو عبد الله قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن زياد"، ورواه عنه ابن عساكر في تاريخه (51/ 385) هكذا أيضًا، فاتضح لنا جزء من السقط، والله تَعَالى أعلى وأعلم. (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 385) من طريق المؤلف عن أبي عبد الله الحافظ عن عبد الله بن محمد بن حيان عن محمد بن عبد الرحمن به. (¬4) في أصل الرواية: "محمد".

ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمُ شَهْرٍ، فَلْيُطْعَمْ (¬1) عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: مُحَمَّدٌ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى (¬2). [3567] وأخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ التَّاجِرُ، نا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى النَّاقِدُ، نا صالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْثَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرٌ، فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ" (¬3). وَرَوَاهُ شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ فِيهِ: لِكُلِّ يَوْمٍ نِصْفُ صَاعٍ (¬4). رَفْعُهُ وَهْمٌ، وَالصَّوَابُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفٌ. وَمُحَمَّدٌ: هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، قَدْ سَبَقَ لِي فِي بَابِهِ مَا يَكْفِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى. [3568] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا رَوْحٌ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ رَمَضَانَ، ¬

_ (¬1) في (س): "فأطعم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 251). (¬3) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 470) من طريق صالح بن عبد الله به، إلا أنه قال: "مات وعليه صيام شهر". (¬4) المصدر السابق (3/ 470).

فَلْيُطْعِمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ (¬1). تَابَعَهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا (¬2)، وَهُوَ الصَّوَابُ. [3569] أخبرني الْفَقِيهُ أَبُو الْفَتْحِ نَاصِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعُمَرِيُّ حَفِظَهُ اللَّهُ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ بِهَرَاةَ، أنا [أَبُو] (¬3) الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، نا أبو الْجَهْمِ الْعَلَاءُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ - إِمْلَاءً مِنْ كِتَابِهِ - نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لَا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ، وَلَا يَحُجُّ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ (¬4). وَهَذَا إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - فِي حَالِ الْحَيَاةِ، ثُمَّ اتِّبَاعُ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى، وَعِلْمِي أَنَّهُ لَوْ بَلَغَهُ الْخَبَرُ لَصَارَ إِلَيْهِ. [3570] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ رَجُلًا أتى ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَتْ أَوْ رَجُلًا عَلَيْهِ رَمَضَانُ وَنَذْرُ شهْرٍ، فَرَدَّهُ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ! وَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ: أَحْرَى أَوْ أَجْدَرُ لَقَدْ كَانَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُطْعَمُ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ، أَوْ يَصُومُ عَنْهُ وَلِيُّهُ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (6/ 311). (¬2) أخرجه بكر بن بكار في جزئه (ص 171) عن الليث به. (¬3) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬4) أخرجه أبو الجهم في جزئه (ص 34).

لِنَذْرِهِ (¬1). وَرَوَى مَعْنَاهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬2). [3571] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَعَلَيْهِ نَذْرُ صِيَامِ شَهْرٍ آخَرَ، قَالَ: يُطْعَمُ سِتُّونَ (¬3) مِسْكِينًا (¬4). [3572] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا الْوَلِيدِ أَخْبَرَهُمْ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهَا: عَمْرَةُ - قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ أُمٌّ لَهَا وَعَلَيْهَا قَضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَقُلْتُ لَهَا: أَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَتْ: لَا، بَلْ تَصَدَّقِي عَنْهَا (¬5). مَنْ قَالَ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْقَوْلِ الْجَدِيدِ احْتَجَّ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فِي الْإِطْعَامِ عَنْهُ، وَهُمَا رَوَيَا الْحَدِيثَ الْمَرْفُوعَ فِي الْقَضَاءِ عَنِ الْمَيِّتِ، فَدَلَّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ فِعْلُ مَا يَكُونُ قَضَاءً لِصَوْمِهِ، وَهُوَ الْإِطْعَامُ الَّذِي فَسَّرَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَالْأَحَادِيثُ الْمَرْفُوعَةُ أَصَحُّ إِسْنَادًا وَأَحْفَظُ رِجَالًا مِنَ الَّذِي رُوِيَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن (2/ 148) من طريق ميمون بن مهران بمعناه. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 74). (¬3) في (س): "ستين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 240). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (6/ 179) من طريق جرير بن عبد الحميد به.

مَوْقُوفًا، وَالْأَحَادِيثُ عَلَى ظَاهِرِهَا حَتَّى تَأْتِيَ دَلَالَةٌ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي رَمَضَانَ يُطْعَمُ عَنْهُ، وَفِي النَّذْرِ يَقْضِي (¬1) عَنْهُ وَلِيُّهُ (¬2). وَرُوِيَ عن أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ وَيُطْعِمُ عَنْهُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "قضى"، والمثبت من المختصر (ق 99/ ب). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 74). (¬3) أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 267).

مسألة (248): ومن نذر صوم يوم النحر أو يوم الفطر لم ينعقد نذره

مَسْأَلَةٌ (248): وَمَنْ نَذَرَ صَوْمَ يَوْمِ النَّحْرِ أَوْ يَوْمِ الْفِطْرِ لَمْ يَنْعَقِدْ نَذْرُهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَنْعَقِدُ نَذْرُهُ وَيَصُومُ يَوْمًا آخَرَ مَكَانَهُ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ، وَفِي الثَّانِيَةِ: لَوْ صَامَهُ جَازَ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَريقِ الْخَبَرِ مَا: [3573] حدثنا أبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ - مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - أَنَّهُ شَهِدَ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب - رضي الله عنه -، وَصَلَّى قَبْلَ أَنْ يَخْطُبَ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَعِيدِكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ (¬4) عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 263)، ومختصر المزني (ص 391)، والحاوي الكبير (15/ 491)، والمجموع (6/ 483). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 95)، وبدائع الصنائع (2/ 79 - 80)، والهداية في شرح البداية (1/ 128)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 346). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 302). (¬4) قوله: "عن عبد بن حميد عن" في (س): "عن عبد الرحمن بن"، والمثبت من السنن الكبير (9/ 114). (¬5) صحيح مسلم (6/ 79).

وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬1). [3574] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا وُهَيْبٌ، نا عَمْرُو بْنُ يَحْيىَ، عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ الْأَضْحَى، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ: الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ (¬2)، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي سَاعَتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كَامِلٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى (¬5). [3575] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلَاءً، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 42). (¬2) قال النووي: "وأما اشتمال الصماء بالمد فقال الأصمعي: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل - يغطي - به جسده، لا يرفع منه جانبًا، فلا يبقى ما يخرج منه يده. وهذا يقوله أكثر أهل اللغة. قال ابن قتيبة: سُميت صماء لأنه سد المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع. قال أبو عبيد: وأما الفقهاء فيقولون: هو أن يشتمل بثوب ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على أحد منكبيه. . . وأما الاحتباء بالمد فهو أن يقعد الإنسان على أليتيه وينصب ساقيه ويحتوي عليهما بثوب أو نحوه أو بيده، وهذه القِعدة يقال لها: الحبوة بضم الحاء وكسرها. وكان هذا الاحتباء عادة للعرب في مجالسهم، فإن انكشف معه شيء من عورته فهو حرام. والله أعلم". المنهاج (14/ 76، 77). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 138). (¬4) صحيح البخاري (3/ 42). (¬5) صحيح مسلم (3/ 153).

الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ (¬2). [3576] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجَارُودِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَ عِيدٍ؛ يَوْمَ أَضْحًى أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَرَنَا اللَّهُ بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ زِيَادٍ هَكَذَا (¬4). وَرَوَاهُ مُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ رَجُلٌ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا، وَأَظُنُّهُ قَالَ الِاثْنَيْنِ، فَوَافَقَ يَوْمَ عِيدٍ (¬5). [3577] أخبرنا أبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 697). (¬2) صحيح مسلم (5/ 79). (¬3) صحيح البخاري (8/ 143). (¬4) صحيح مسلم (3/ 153). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (3/ 43).

نا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ (¬1) الْأَسْلَمِيُّ، سَمِعَ رَجُلًا يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيْهِ يَوْمٌ سَمَّاهُ إِلَّا وَهُوَ صَائِمٌ فِيهِ، فَوَافَقَ ذَلِكَ يَوْمَ أَضْحًى أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬2)، لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ يَوْمَ الْأَضْحَى، وَلَا يَوْمَ الْفِطْرِ، وَلَا يَأْمُرُ بِصِيَامِهِمَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ هَكَذَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ (¬3). إِنَّمَا أَخْرَجْتُ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ؛ لِأَنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنْهُ حَسْبَ مَا يُوَافِقُ مَذْهَبَهُمْ، وَذَاكَ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا يُرْوَى عَنْهُ هَكَذَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في المختصر: "حمزة". (¬2) سورة الأحزاب (آية: 21). (¬3) صحيح البخاري (8/ 143).

مسألة (249): ومن سبق ماء المضمضة أو الاستنشاق إلى جوفه لم يفطر على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (249): وَمَنْ سَبَقَ مَاءُ الْمَضْمَضَةِ أَوِ الِاسْتِنْشَاقِ إِلَى جَوْفِهِ لَمْ يُفْطِرْ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَفْطَرَ. وَهُوَ الْقَوْلُ الثَّانِي، وَاخْتِيَارُ الْمُزَنِيِّ (¬2). فَوَجْهُ قَوْلِهِ: لَمْ يُفْطِرْ. مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3578] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ (¬3) بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ (¬4) عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" (¬5). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَوَجْهُ قَوْلِهِ: أَفْطَرَ. مَا (¬6): ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 341)، ومختصر المزني (ص 85)، والحاوي الكبير (3/ 457)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 197)، والمجموع (6/ 355 - 356). (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 85)، والحاوي الكبير (3/ 457)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 197، 199)، والمجموع (6/ 355). (¬3) في (س): "أبو عبد الله محمد بن إسحاق"، والمثبت من الكبير للمؤلف (15/ 313). (¬4) بعده في المختصر: "لي". (¬5) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (12/ 168) عن الربيع بن سليمان به. (¬6) قوله: "ووجه قوله: أفطر. ما" موضعها هنا في (س)، والصواب أن توضع بعد الحديث التالي لهذا القول، والله أعلم.

[3579] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ بِطُوسَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا اللَّيْثُ (ح). وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: هَشَشْتُ (¬1) فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، قَالَ: "أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ مِنَ الْمَاءِ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ ! ". قَالَ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ فِي حَدِيثِهِ: قُلْتُ: لَا بَأْسَ. قَالَ: "فَمَهْ؟ " (¬2) (¬3). [3580] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ: "أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ (¬4) بَيْنَ الْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا" (¬5). [3581] أخبرنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ (¬6) عَلِيُّ بْنُ مُحْتَاجٍ الْكُشَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، نا أَبُو ¬

_ (¬1) الهَشَاش: الخفة والإقبال على الشيء بنشاط والفرح والاستبشار والارتياح. (¬2) أي: فماذا. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 135). (¬4) التخليل والتخلل: تفريق أصابع اليدين والرجلين في الوضوء، وأصله من إدخال الشيء في خلال الشيء، وهو وسطه. النهاية (خلل). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 60). (¬6) في (س): "أبو محمد"، والمثبت من مصادر الترجمة. ينظر الإكمال لابن ماكولا (2/ 367).

نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ، وَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَبَالِغْ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا" (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 216) عن علي بن عبد العزيز به.

مسألة (250): والمجنون إذا أفاق في بعض نهار رمضان لا يلزمه قضاء ما مضى من الأيام على الجنون

مَسْأَلَةٌ (250): وَالْمَجْنُونُ إِذَا أَفَاقَ فِي بَعْضِ نَهَارِ رَمَضَانَ لَا يَلْزَمُهُ قَضَاءُ مَا مَضَى مِنَ الْأَيَّامِ عَلَى الْجُنُونِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَلْزَمُهُ قَضَاؤُهَا إِنْ كَانَ جُنُونُهُ عَارِضًا وَلَمْ يَكُنْ أَصْلِيًّا (¬2). [3582] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَعْقِلَ" (¬3). [3583] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - بِمَجْنُونَةِ بَنِي فُلَانَ قَدْ زَنَتْ، وَهِيَ تُرْجَمُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِعُمَرَ - رضي الله عنهما -: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَرْتَ بِرَجْمِ فُلَانَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (3/ 463)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 225)، والمجموع (6/ 255). (¬2) روي عن أبي حنيفة - رحمه الله تعالى - أنه سوى بينهما. انظر: الأصل (2/ 200)، والمبسوط (3/ 88)، وتحفة الفقهاء (1/ 350)، وبدائع الصنائع (2/ 88). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 17).

وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهَا فَخُلِّيَ عَنْهَا (¬1). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّ جَرِيرًا يَنْفَرِدُ بِرَفْعِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ. وَرَوَاهُ الْجَمَاعَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ مَوْقُوفًا عَلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. وَرَوَاهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دُونَ ذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي إِسْنَادِهِ (¬2). وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: أَدْرَكَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَلِيًّا - رضي الله عنه -. [3584] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ" (¬4). هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (4/ 585) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم به. (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (9/ 262). (¬3) المصدر السابق (9/ 264). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 270).

مسألة (251): ويكره السواك للصائم بالعشي

مَسْأَلَةٌ (251): وَيُكْرَهُ السِّوَاكُ لِلصَّائِمِ بِالْعَشِيِّ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3585] أخبرنا أبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا ابْنُ آدَمَ تُكْتَبُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِه، وَفَرْحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَخُلُوفُ (¬3) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (¬5). وَالسِّوَاكُ يَقْطَعُ هَذَا الْخُلُوفَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 254)، ومختصر المزني (ص 86)، والحاوي الكبير (3/ 466)، وفتح العزيز شرح الوجيز (1/ 120)، والمجموع (1/ 329). (¬2) انظر: الأصل (2/ 210)، والمبسوط (3/ 99)، وتحفة الفقهاء (1/ 367)، وبدائع الصنائع (1/ 19). (¬3) الخلوف: تغير ريح الفم. (¬4) صحيح البخاري (9/ 143). (¬5) صحيح مسلم (3/ 158).

وَبِمِثْلِهِ احْتَجَّ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، وَذَلِكَ فِيمَا: [3586] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَيَّاطُ، نا أَبُو مَنْصُورٍ، [نا] (¬1) عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَكَ السِّوَاكُ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَأَلْقِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" (¬2). [3587] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: نا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ كَيْسَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بِلَالٍ مَوْلَاهُ - وَكَانَ قَدْ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - صِفِّينَ - عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: لَا يَسْتَاكُ الصَّائِمُ بِالْعَشِيِّ، وَلَكِنْ بِاللَّيْلِ؛ فَإِنَّ يُبُوسَ شَفَتَيِ الصَّائِمِ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬3). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [3588] أَخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّبْعِيُّ، [قَالُوا: نا] أَبُو الْعَبَّاسِ (¬4) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (¬5)، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: مَا ¬

_ (¬1) أداة التحديث ساقطة من (س)، والمثبت السنن الكبير للمؤلف (9/ 47). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 139/ أ). (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 417). (¬4) في (س): "علي بن محمد النسفي وأبو العباس"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وهو ما يقتضيه السياق. (¬5) أخرجه الثوري في حديثه (ص 152).

أُحْصِي وَلَا أَعُدُّ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَسَوَّكُ وَهُوَ صَائِمٌ (¬1). عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. [3589] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الطَّرَائِفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: ضَعِيفٌ (¬2). [3590] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذٍّ النَّحْوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬3). [3591] أخبرنا أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، غَمَزَ (¬4) ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي حِفْظِهِ (¬5). يَعْنِي: فِي عَاصِمٍ. [3592] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنِيعٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ (¬6)، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 166). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 137). (¬3) التاريخ الكبير للبخاري (6/ 493). (¬4) في (س): "غمَّ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أحوال الرجال (ص 237). (¬6) في (س): "المؤذن"، والمثبت من أصل الرواية.

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ خَيْرِ خِصَالِ الصَّائِمِ السِّوَاكُ". قَالَ عَلِيٌّ: مُجَالِدٌ غَيْرُهُ أَثْبَتُ مِنْهُ (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ: حَدِيثُ مُجَالِدٍ قَدْ أَخْرَجْتُهُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ. [3593] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ، أَخْبَرَنِي أبو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْكُوفِيُّ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُضَعِّفُهُ، وَكَانَ [ابْنُ] (¬2) مَهْدِيٍّ لَا يَرْوِي عَنْهُ. عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لَا يَرَاهُ شَيْئًا، يَقُولُ: مُجَالِدٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬3). [3594] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (¬4) بْنِ فِهْرٍ بِمَكَّةَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، نا أبو عَلِيٍّ الْحَافِظُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ (¬5) الْبَلْخِيُّ بِمَكَّةَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ الْبَلْخِيُّ (¬6). (ح) أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ حَامِدُ بْنُ الشَّاذِي الْكَجِّيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ أَخُو عِصَامِ بْنِ يُوسُفَ، نا أَبُو إِسْحَاقَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 191). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه البخاري في الضعفاء (ص 133). (¬4) في (س): "الحسين"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 41). (¬5) في (س): "عون"، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) في (س): "البجلي"، والمثبت من المصدر السابق.

الْخُوَارِزْمِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَاصِمًا الْأَحْوَلَ: أَيَسْتَاكُ الصَّائِمُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: بِرَطْبِ السِّوَاكِ وَيَابِسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو إِسْحَاقَ الْخُوَارِزْمِيُّ ضَعِيفٌ (¬1). أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِيطَارٍ قَاضِي خُوَارِزْمَ، حَدَّثَ بِبَلْخَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ بِالْمَنَاكِيرِ، لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ. [3595] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ بِالسِّوَاكِ الرَّطْبِ وَهُوَ صَائِمٌ (¬2). قَاسِمٌ (¬3) الْعُمَرِيُّ ضَعِيفٌ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 188). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 177) من طريق آخر عن ابن عمر قوله لا فعله. (¬3) في (س): "عاصم" محرف، والمثبت من المختصر (ق 100/ أ).

مسألة (252): ومن أفطر في صوم التطوع عامدا لا قضاء عليه

مَسْأَلَةٌ (252): وَمَنْ أَفْطَرَ فِي صَوْمِ التَّطَوُّعِ (¬1) عَامِدًا لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3596] أخبرنا الْقَاضِي أبو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: إِنَّا خَبَّأْنَا لَكَ حَيْسًا (¬4). فَقَالَ: "أَمَا إِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ الصَّوْمَ، وَلَكِنْ قَرِّبِيهِ" (¬5). [3597] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. . . . . . . . . (¬6). ¬

_ (¬1) في المختصر: "التمتع". (¬2) انظر: الأم (3/ 259)، ومختصر المزني (ص 86)، والحاوي الكبير (3/ 468)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 244)، والمجموع (6/ 446). (¬3) انظر: الأصل (2/ 175)، والمبسوط (3/ 68)، وبدائع الصنائع (2/ 94). (¬4) في (س): "حريسا"، والمثبت من أصل الرواية. والحيس: تمر يخلط بسمن وأقِط، والأقط: لبن مجفَّف. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 259). (¬6) هنا خرم في (س) بمقدار لوحة، ويشمل الخرم تتمة هذه المسألة ومسألتين أخريين =

[3598] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ، أنا زَنْجُويَهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أنا ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ (¬1) بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ صَنَعَ طَعَامًا فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَ: كُلُوا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَكَلَّفَ لَكَ أَخُوكَ، وَصَنَعَ (¬2) طَعَامًا، فَأَفْطِرْ وَصُمْ يَوْمًا غَيْرَهُ إِنْ أَحْبَبْتَ" (¬3). [3599] أخبرنا أبو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو حَاتِمِ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الْهَرَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ، نا أَبُو أُوَيْسٍ (¬4) عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: صَنَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا، فَأتانِي هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "دَعَاكُمْ أَخُوكُمْ، وَتَكَلَّفَ لَكُمْ"، [ثُمَّ قَالَ] (¬5) لَهُ: "أَفْطِرْ، وَصُمْ مَكَانَهُ يَوْمًا إِنْ شِئْتَ (¬6) " (¬7). ¬

_ = وهما: مسألة (253): "يستحب أن تتبع رمضان بست من شوال" ومسألة (254): "صيام أيام التشريق لا يجوز بحال وقال في القديم يجوز صيامها للمتمتع". (¬1) شرع الناسخ في كتابة لفظ الجلالة بعد: "عبيد"، ولم يكمله، وكتب في حاشية (س): "وهذا أصح"، وفي مسند الطيالسي أشار محققو طبعة هجر إلى أنه في ثلاث نسخ: "عبيد الله"، وأثبتوه من نسخة واحدة فقط. (¬2) في المختصر: "وصنع لك". (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 655) عن ابن أبي حميد به، دون قوله: "إن أحببت". (¬4) بعده في (س) زيادة: "ابن"، وهو خطأ، والمثبت من مصادر الترجمة. (¬5) ما بين المعقوفين سقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 58). (¬6) زاد بعده في المختصر: "ورواه أبو داود الطيالسي عن ابن أبي حميد ببعض معناه، ولم يقل: "إن أحببت، وتلك الزيادة أصح"". (¬7) أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في آداب الصحبة (ص 106) من طريق إسماعيل به.

[3600] أخبرنا أبو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬1) الدُّورِيُّ بِبَغْدَادَ، وَأَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَا: نا أبو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِطَعَامٍ وَهُوَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -: "كُلَا". فَقَالَا: إِنَّا صَائِمَانِ (¬2). فَقَالَ: "ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمُ، اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمُ (¬3)، ادْنُوَا فَكُلَا" (¬4). [3601] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ (¬5)، نا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا زُهَيْرٌ، نا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَكَعَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَحِقَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا رَكَعْتَ إِلَّا رَكْعَةً وَاحِدَةً. فَقَالَ: هُوَ التَّطَوُّعُ؛ فَمَنْ شَاءَ زَادَ، وَمَنْ شَاءَ نَقَصَ (¬6). [3602] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ (¬7) ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُفْطِرَ الْإِنْسَانُ فِي صِيَامِ ¬

_ (¬1) في (س): "نا أبو العباس محمد الدوري"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 557). (¬2) في (س): "صائمين"، والمثبت من السنن الكبير. (¬3) في (س) في الموضعين: "لصاحبكم"، والمثبت من السنن الكبير. (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 323) من طريق أبي داود الحفري به. (¬5) في (س): "خمرويه" ورقم فوقها الناسخ حرف (ط)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (5/ 416). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 154). (¬7) في (س): "عن"، والمثبت من أصل الرواية، ومعرفة السنن والآثار للمؤلف (6/ 340).

التَّطَوُّعِ، وَيَضْرِبُ لِذَلِكَ أَمْثَالًا؛ رَجُلٌ طَافَ سَبْعًا وَلَمْ يُوَفِّهِ، فَلَهُ أَجْرُ مَا احْتَسَبَ، أَوْ صَلَّى رَكْعَةً وَلَمْ يُصَلِّ أُخْرَى، فَلَهُ أَجْرُ مَا احْتَسَبَ (¬1). [3602 م] وأخبرنا مُسْلِمٌ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَرَى بِالْإِفْطَارِ فِي صِيَامِ التَّطَوُّعِ بَأْسًا (¬2). [3603] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بِالْإِفْطَارِ فِي صِيَامِ التَّطَوُّعِ بَأْسًا (¬3). [3604] أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ بِبَغْدَادَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ - قَالَ: إِذَا أَصْبَحْتَ، وَأَنْتَ تَنْوِي الصِّيَامَ، فَأَنْتَ بِآخِرِ (¬4) النَّظَرَيْنِ؛ إِنْ شِئْتَ صُمْتَ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ (¬5). [3605] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ (¬6)، نا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَّاءُ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نا مِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيَقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 656). (¬2) المصدر السابق (2/ 656). (¬3) المصدر السابق (2/ 656). (¬4) في السنن الكبير للمؤلف (9/ 55): "بأحد". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 159) من طريق أبي الأحوص به. (¬6) في (س): "المصري" محرف، وهو: عمرو بن عبد الله. (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 161) من طريق مسعر به.

وَهَذَا عَلَى الِاسْتِحْبَابِ، وَيَرِدُ (¬1) بِدَلِيلِ مَا مَضَى، أَوْ فِي فَرِيضَةٍ مَقْضِيَّةٍ، أَوْ مَنْذُورَةٍ مَفْعُولَةٍ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3606] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ. وَحَجَّاجٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهما - أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ، فَأَصَابَهُمَا جَهْدٌ، فَذَكَرَتَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَهُمَا أَنْ يُفْطِرَا، وَقَالَ: "اقْضِيَا يَوْمًا مَكَانَهُ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَهِمَ الرَّاوِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَإِنَّهُمَا جَمِيعًا رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهما - أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ، لَمْ يَذْكُرَا عُرْوَةَ فِي إِسْنَادِهِ. أَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ: [3607] فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحَجَّاجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ صَامَتَا يَوْمًا تَطَوُّعًا، فَأُهْدِيَ لَهُمَا هَدِيَّةٌ فَأَفْطَرَتَا، فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلَتْ حَفْصَةُ - وَكَانَتِ ابْنَةَ أَبِيهَا - فَأَمَرَهُمَا أَنْ يَقْضِيَا يَوْمًا مَكَانَهُ. قَالَ حَجَّاجٌ: وَكَانَ عَطَاءٌ يَرَى فِيهِ قَضَاءً (¬2). ¬

_ (¬1) في المختصر: "ورد". (¬2) أخرجه ابن بشران في الثاني من فوائده (1/ 240).

وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ حَدِيثَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ لَيْسَ فِيهِ عُرْوَةُ؛ فَقَدْ قَالَ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَقُلْ: عَنْ عُرْوَةَ. ثُمَّ قَالَ: وَحَجَّاجٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، وَلَوْ كَانَ إِسْنَادُ يَحْيَى فِيهِ عُرْوَةُ لَقَالَ: عَنْ يَحْيَى وَحَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ. وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى، دُونَ ذِكْرِ عُرْوَةَ: [3608] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُويَهْ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُرْسَلًا (¬1). وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ: [3609] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ، نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ، نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَصْبَحَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ - رضي الله عنهما - صَائِمَتَيْنِ، فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا (¬2). وَأَمَّا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَرَهُ: [3610] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ: صِفْ لِيَ الزُّهْرِيَّ؛ فَإِنِّي لَمْ أَرَهُ (¬3). [3611] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نا ¬

_ (¬1) علقه البزار في المسند (18/ 258) من طريق حماد بن زيد به. (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 433) عن عمرو بن علي به. (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (4/ 379).

مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: قَالَ لَنَا مُطَرِّفٌ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا وَحَفْصَةَ أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيِّ، عَنْ مَالِكٍ مُتَّصِلًا (¬2). [3612] وجعفر بن عَبْدِ الْوَاحِدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ ضَعِيفَانِ جِدًّا. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -. وَالْحَدِيثُ عِنْدَ مَالِكٍ - رحمه الله -: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مُرْسَلًا كَمَا رَوَاه النَّاسُ (¬3). [3613] أخبرنا أبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، نا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهما - أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ مُتَطَوِّعَتَيْنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُرْسَلًا (¬4). وَكَذَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ. وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ (¬5). وَهُوَ وَهَمٌ، وَالْعُمَرِيُّ إِنَّمَا رَوَاهُ مُرْسَلًا كَمَا ذَكَرْنَا. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو المظفر في غرائب مالك (ص 92) عن محمد بن محمد بن سليمان به. (¬2) المصدر السابق (ص 93). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية الليثي (1/ 410). (¬4) أخرجه ابن وهب في جامعه (1/ 170). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 108).

[3614] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْإِمَامُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلَاءً، قَالَا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كُنْتُ أنَّا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَعَرَضَ لَنَا طَعَامٌ فَاشْتَهَيْنَاهُ فَأَكَلْنَاهُ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَدَرَتْنِي حَفْصَةُ - وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا - فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اقْضِيَا يَوْمًا آخَرَ" (¬1). تَابَعَهُ عَلَى وَصْلِهِ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ (¬2)، وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، وَلَيْسُوا بِأَقْوِيَاءَ فِي الزُّهْرِيِّ حَتَّى إِذَا خَالَفُوا أَصْحَابَهُ الْكِبَارَ قُبِلَ مِنْهُمْ. فَأَمَّا حَدِيثُ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ: [3615] فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَأُهْدِيَ لَنَا طَعَامٌ - وَالطَّعَامُ يَوْمَئِذٍ مَحْرُوصٌ عَلَيْهِ (¬3) - فَأَفْطَرْنَا، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬4). [3616] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 265) من طريق جعفر بن برقان به. (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 431). (¬3) وذلك لقلته وعزته. (¬4) أخرجه البزار في المسند (18/ 168) من طريق إبراهيم بن حميد به.

مَعِينٍ: فَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ؟ قَالَ: ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ. قُلْتُ: فَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ؟ قَالَ: لَيْسَ بشَيْءٍ فِي الزُّهْرِيِّ (¬1). [3617] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2). قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: لَا يَصِحُّ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ثِقَةٌ، وَرُبَّمَا يُخْطِئُ فِي الشَّيْءِ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ (¬4)، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالطَّرِيقُ إِلَيْهِ لَيْسَ بِوَاضِحٍ، وَالصَّوَابُ مُرْسَلٌ، كَذَا رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (¬5)، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ (¬6)، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ (¬7)، وَبَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهما -، مُرْسَلًا. وَقَدْ أَقَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ عُرْوَةَ: ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 44). (¬2) المصدر السابق (ص 45). (¬3) أخرجه الترمذي في العلل الكبير، ترتيب أبي طالب القاضي (ص 119). (¬4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 432). (¬5) أخرجه ابن راهويه في المسند (2/ 162). (¬6) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 433). (¬7) في (س): "والزبيدي"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 60).

[3618] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قُلْتُ لَهُ: أَحَدَّثَكَ عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ؟ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِي هَذَا شَيْئًا، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي نَاسٌ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ بَعْضِ مَنْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أنَّا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَأُهْدِيَ لَنَا هَدِيَّةٌ، فَأَكَلْنَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَدَرَتْنِي حَفْصَةُ - وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "اقْضِيَا يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬1). [3619] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬2)، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَكَ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَفْطَرَ فِي التَّطَوُّعِ فَلْيَقْضِهِ"؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي - فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ - إِنْسَانٌ، عَنْ بَعْضِ مَنْ كَانَ يَسْأَلُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أنَّا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، وَقُرِّبَ إِلَيْنَا طَعَامٌ، فَابْتَدَرْنَاهُ فَأَكَلْنَاهُ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيَّ، فَبَادَرَتْنِي حَفْصَةُ - وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "صُومَا يَوْمًا" (¬3). [3620] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: نا ¬

_ (¬1) جزء ابن جريج (ص 108). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 276). (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 260).

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَيْتَهُ عَنْ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَقُلْتُ لَهُ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا أَخْبَرَنِيهِ رَجُلٌ بِبَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ (¬1). [3621] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [مُحَمَّدٍ، نا] (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُويَهْ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ (¬3)، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَأُتِينَا بِطَعَامٍ فَأَكَلْنَا. قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ، فَقَالَ لَهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُرْوَةَ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا. وَرَفَعَ صَوْتَهُ (¬4). [3622] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرُويَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: فَلَمْ يَصِحَّ ذَا عِنْدَنَا مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ؛ لِتَنْصِيصِ ابْنِ جُرَيْجٍ الزُّهْرِيَّ، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا. وَلِحِكَايَةِ سُفْيَانَ جَوَابَ الزُّهْرِيِّ لِصَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ حِينَ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُرْوَةَ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا. وَرَفَعَ صَوْتَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 650). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من الحديث التالي وهو الصواب، فعبد الله بن محمد هو: عبد الله بن محمد بن علي بن زياد أبو محمد النيسابوري. ومحمد بن عمرويه هو: محمد بن عمرو بن سليمان بن عبد الرحمن المعروف بابن عمرويه النيسابوري. (¬3) في (س): "عن عمرو"، وهو تحريف، والمثبت من مصادر التخريج. (¬4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 431).

وَتَتَابَعَتِ الْأَخْبَارُ بَعْدُ عَنِ الْحُفَّاظِ بِإِرْسَالِ الزُّهْرِيِّ الْحَدِيثَ: مَعْمَرٍ، وَمَالِكٍ، وَيُونُسَ، وَالزُّبَيْدِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ سعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬1)؛ فَهَؤُلَاءِ أَثْبَتُ وَأَوْلَى مِمَّنْ خَالَفَهُمْ. وَقِيلَ: عَنْ عَمْرَةَ (¬2) عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَهُوَ وَهَمٌ. [3623] أخبرنا أَبُو ذَرِّ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرُ - رحمه الله -، نا الْقَاضِي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُّوذِيُّ، نا مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ الرَّمْلِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أنَّا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ، فَجَاءَتْنَا هَدِيَّةٌ، فَأَفْطَرْنَا، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَقْضِيَ يَوْمًا مَكَانَهُ (¬3). وَرَوَاهُ حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (¬4). [3624] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ (¬5) الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْأَثْرَمَ يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي: أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رحمه الله - تَحْفَظُ (¬6) عَنْ ¬

_ (¬1) في (س): "وعبد الله بن عمر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 60) (بعد 8437). (¬2) في (س): "عروة"، والمثبت هو المناسب للسياق. (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 434) من طريق ابن وهب به. (¬4) كذا في (س)، وقد أخرجه ابن المقرئ في المعجم (2/ 720)، وابن حبان في الصحيح (2/ 228)، والطبراني في الأوسط (6/ 286) جميعهم من طريق حرملة عن ابن وهب عن جرير بن حازم. وأخرجه أيضًا أبو داود في السنن (4/ 116)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 430) كلاهما من طريق ابن وهب عن حيوة عن ابن الهاد عن عروة. (¬5) في (س): "يزيد"، محرف، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 63). (¬6) في المختصر المطبوع: "يحفظ".

يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ (¬1)، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ؟ فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: مَنْ رَوَاهُ؟ قُلْتُ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. فَقَالَ: جَرِيرٌ كَانَ يُحَدِّثُ بِالتَّوَهُّمِ، فَقُلْتُ لَهُ: جَرِيرٌ كَانَ يُحَدِّثُ بِالتَّوَهُّمِ بِمِصْرَ خَاصَةً، أَوْ فِي غَيْرِهَا؟ فَقَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ بِالتَّوَهُّمِ فِي غَيْرِهَا، وَفِيهَا. هَذَا مَعْنَى كَلَامِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: أَشْيَاءُ عَنْ قَتَادَةَ أَسْنَدَهَا، كُلُّهَا أَبَاطِيلُ. [3625] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُظَفَّرٍ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْخَلَّالُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ: يَا أَبا الْحَسَنِ تَحْفَظُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ (¬2)، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ؟ فَقَالَ لِي: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ لِي: مِثْلُكَ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا! نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَائِشَةَ (¬3) قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ (¬4). وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ (¬5)، عَنْ عَائِشَةَ هَكَذَا (¬6)، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَالْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ضعِيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا. وَقِيلَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَهُوَ وَهَمٌ. ¬

_ (¬1) في المختصر: "عروة". (¬2) في المختصر المطبوع: "عروة". (¬3) بعده في (س): "وحفصة - رضي الله عنهما -"، وحذفناها ليستقيم السياق. (¬4) ذكره ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (3/ 327) عن المؤلف. (¬5) في المختصر: "عروة". (¬6) أخرجه أبو إسحاق المزكي في المزكيات (ص 131).

[3626] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، نا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ الدِّمَشْقِيُّ، نا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: أَنَّهَا وَحَفْصَةَ أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ فَأُهْدِيَ لَهُمَا طَعَامٌ، فَأَفْطَرَتَا، فَأَمَرَهُمَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِصِيَامِ يَوْمٍ مَكَانَهُ (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا شَاذٌّ بِمَرَّةٍ؛ فَإِنَّ شُعَيْبَ بْنَ إِسْحَاقَ - وَإِنْ كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ - فَقَدْ أَتَى هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ عَنْهُ بِمُعْضَلٍ، إِنَّمَا يُعْرَفُ هَذَا بِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ رَوَى عَنْ هِشَامٍ غَيْرَ حَدِيثٍ مِنَ الْمَنَاكِيرِ الَّتِي لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ بِلَا خِلَافٍ بَيْنَ أَهْلِ النَّقْلِ فِي مَعْنَاهُ. وَرُوِيَ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: [3627] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ وَعُمَرُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، حَدَّثَنِي زُمَيْلٌ - مَوْلَى عُرْوَةَ - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهَا قَالَتْ: أُهْدِيَ لِي وَلِحَفْصَةَ طَعَامٌ، وَكُنَّا صَائِمَتَيْنِ، فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا لِصَاحِبَتِهَا: هَلْ لَكِ أَنْ تُفْطِرِي؟ فَأَفْطَرَتَا، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أُهْدِيَ لَنَا هَدِيَّةً فَاشْتَهَيْنَاهُ، فَأَفْطَرْنَا. فَقَالَ: "لَا عَلَيْكُمَا؛ صُومَا يَوْمًا آخَرَ مَكَانَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) كذا في (س): "ابن عبد الله"، والصواب: "عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان"، وعبدان لقبه وقد اشتهر به. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 243) من طريق هشام بن عروة به. (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 430) عن الربيع بن سليمان به.

قَالَ بَعْضُهُمْ فِي هَذَا: زُمَيْلٌ (¬1) وَقَالَ آخَرُونَ: زَمِيلٌ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، لَمْ يَصِحَّ مِنْهُ شَيْءٌ. [3628] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْحَافِظَ يَقُولُ: أنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي: ابْنَ سُلَيْمَانَ - نا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي: ابْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ - قَالَ: زُمَيْلُ بْنُ عَبَّاسٍ - أَوْ: عَيَّاشٍ - مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، رَوَى عَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، لَيْسَ فِي الْعَتِيقِ مُقَيَّدٌ، وَلَا يُعْرَفُ لِزُمَيْلٍ سَمَاعٌ مِنْ عُرْوَةَ، وَلَا لِيَزِيدَ مِنْ زُمَيْلٍ، وَلَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ (¬2). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ (¬3) - رضي الله عنها -، وَلَا يَصِحُّ. [3629] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ إِمْلَاءً، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ مِنْ قُرَى الرَّيِّ، نا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) الرَّازِيُّ، نا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ - رضي الله عنهما - أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ، فَذَكَرَهُ (¬5). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَالْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ لَمْ يَرْضَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬6) الْمُلَقَّبُ بِالسُّنَّةِ (¬7) عِنْدَ الْقَوْمِ، وَعِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ وَأَئِمَّةِ الْحَدِيثِ لَيْسَ ¬

_ (¬1) كذا في (س) والمختصر، وفي السنن الكبير للمؤلف (9/ 64): "عن أبي زميل". وقد ذكر ابن ناصر في توضيح المشتبه (4/ 303) الخلاف فيه بين الفتح والضم، وذكر أنه رآه بفتح أوله هكذا مقيدًا بخط الحافظ أبي الغنائم النرسي. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 450). (¬3) في المختصر: "عروة". (¬4) في (س): "عبد الله"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬5) علقه الدارقطني في العلل (9/ 44) عن العطاف بن خالد. (¬6) في (س): "ابن عبد الملك"، تحريف، والمثبت من المختصر. (¬7) كذا في (س) والمختصر، وفي جميع مصادر ترجمته: "السني".

بِالْحُجَّةِ، وَإِنَّمَا كَانَ يُقَالُ لَهُ: السِّنِّيُّ؛ لِأَنَّهُ مِن قَرْيَةِ السِّنِّ، فَصَحَّفُوا السّنِّيَّ فَبَقِيَ عَلَيْهِ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ لَا يَسْوَى ذِكْرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَلَمْ يَرْضَهُ أُسْتَاذُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬1). وَرَوَاهُ مُحَمَّدٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَقِيلَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬2)، وَكِلَاهُمَا وَهَمٌ، وَمُحَمَّدٌ الْمَكِّيُّ هَذَا مَجْهُولٌ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ الْبَرْصَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. وَهَذَا إِسْنَادٌ لَا تَقُومُ بهِ الْحُجَّةُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ضَعِيفٌ. [3630] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنِ (¬3) بْنِ التَّرْجُمَانِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬4). [3631] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ الْقَطَّانُ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (¬5) بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، حَدَّثَتْنَا سَلَامَةُ بِنْتُ سُلَيْمٍ (¬6) الْمُزَنِيَّةُ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ ¬

_ (¬1) علقه الدارقطني في العلل (9/ 44). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 485). (¬3) في (س): "ابن أحمد"، تحريف، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه ابن معين في تاريخه، رواية الدوري (4/ 366). (¬5) في المختصر: "عبد الله". (¬6) في (س): "سليمان"، والمثبت من المختصر. ونقل ابن القيسراني في أطراف الغرائب =

عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، فَقُلْتُ: إِنِّي أَصُومُ، فَيُهْدَى لِيَ الطَّعَامُ، فَأُفْطِرُ؟ قَالَتْ: صُمْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ، فَأُهْدِيَ لَنَا طَعَامٌ، فَأَفْطَرْنَا، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: "اقْضِيَاهُ". قَالَ أبو عَبْدِ اللَّهِ: سَلَامَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - إِنْ لَمْ تَكُنْ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَا نَعْرِفُهَا فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ سَاقِطٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ: [3632] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أبو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، نا خَطَّابٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ - أَوْ: عَائِشَةَ (¬1) - وَهُمَا صَائِمَتَانِ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَجَعَ وَهُمَا تَأْكُلَانِ. فَقَالَ: "أَلَمْ تَكُونَا صَائِمَتَيْنِ؟ " قَالَتَا: بَلَى، وَلَكِنْ أُهْدِيَ لَنَا هَذَا الطَّعَامُ، وَأَكَلْنَا مِنْهُ، وَقَالَ: "صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬2). مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى هَذَا هُوَ ابْنُ مِسْكِينٍ أَبُو غَزِيَّةَ (¬3) ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَسْرِقُ الْحَدِيثَ، وَيُحَدِّثُ بِهِ، وَيَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ أَشْيَاءَ مَوْضُوعَاتٍ، وَخُصَيْفٌ رُبَّمَا يَهِمُ (¬4) فِي الشَّيْءِ، إِلَّا أَنَّ الْحَمْلَ فِيهِ عِنْدي عَلَى مُحَمَّدٍ. ¬

_ = والأفراد (1/ 45) قول الدارقطني وهو يعلق على حديث آخر: "تفرد به عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن سلامة بنت سليم عن أمها أم راشد"، ولم أقف لها على ترجمة. (¬1) في (س): "وعائشة"، والمثبت من المختصر. (¬2) ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 566) عن محمد بن موسى به. (¬3) في المختصر: "أبو عوانة". (¬4) في (س): "هم"، والمثبت من المختصر.

[3633] [أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ] (¬1) حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ رَامَكٍ النَّيْسَابُورِيُّ - بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ (¬2)، نا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬3)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَصْبَحَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ - رضي الله عنهما - صَائِمَتَيْنِ، فَأُهْدِيَ لَهُمَا طَعَامٌ فَأَفْطَرَتَا، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلَتْهُ إِحْدَاهُمَا - نَحْسَبُهَا: حَفْصَةَ - قَالَ: "صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬5): حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْأَزْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، حَدَّثَ بِبَغْدَادَ بِأَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ - وَيُقَالُ: إِنَّهُ يَسْرِقُ الْحَدِيثَ - وَلَوْ صَحَّ مِثْلُ هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ لَمَا احْتَجَّ النَّاسُ فِيهِ بِمَرَاسِيلِ الزُّهْرِيِّ. وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3634] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَادَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: صَنَعَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ طَعَامًا، فَدَعَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنِّي ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من سائر أسانيد الحاكم والبيهقي. (¬2) في (س): "الأنصاري"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) في (س): "عن عبد الله عن ابن عمر"، والمثبت من المختصر. (¬4) أخرجه البزار في المسند (12/ 150) عن الحسين بن يزيد الصدائي به. وفيه: "عبيد الله بن عمر"، وقد وقع عند ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (1/ 410) كالمثبت، وأشار محققه إلى أنه في نسخة واحدة: "عبيد الله". (¬5) في (س): "قال أنا أبو عبد الله"، والمثبت من المختصر.

صَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَنَعَ لَكَ أَخُوكَ، وَتَكَلَّفَ لَكَ أَخُوكَ، أَفْطِرْ وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ - رحمه الله -: هَذَا مُرْسَلٌ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). [3635] أخبرنا أبو سَهْلٍ الْمِهْرَانِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْمَدِينيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، أبو إِبْرَاهِيمَ الزُّرَقِيُّ (¬3). وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ أَوْهَى مِنْ هَذَا. [3636] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ. . . . . . . . (¬4) [3637]. . . (¬5) أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ الْبَصْرِيُّ (¬6)، أَنَّ شُعْبَةَ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 140). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 62). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 70). (¬4) هنا خرم في (س). (¬5) هنا خرم في (س)، وفي السنن الكبير للمؤلف (9/ 363) قال: "أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو طاهر الفقيه، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم". وذكر الحديث وإسناده ومتنه. (¬6) في (س): "المصري"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف.

سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمُتَمَتِّعِ إِذَا لَمْ يَجِدِ الْهَدْيَ وَلَم يَصُمْ حَتَّى فَاتَتْهُ أَيَّامُ الْعَشْرِ أَنْ يَصُومَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ مَكَانَهَا (¬1). [3638] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، نا حَمَّادُ بْنُ شَاكِرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - تَصُومُ أَيَّامَ مِنًى، وَكَانَ أَبُوهَا يَصُومُهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ هَكَذَا (¬2). وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: يَصُومُ بَعْدَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ إِذَا فَاتَهُ الصَّوْمُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 243) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم به. (¬2) صحيح البخاري (3/ 43). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (9/ 364).

مسألة (255): والاعتكاف بغير صوم يصح

مَسْأَلَةٌ (255): وَالِاعْتِكَافُ بِغَيْرِ صَوْمٍ يَصِحُّ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَصِحُّ (¬2). [3639] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أبو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مَسَدَّدٌ، نا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْفِ بِنَذْرِكَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬4). وَتَابَعَهُ عَلَى قَوْلِهِ: لَيْلَةً. سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: "وَأَوْفِ بِنَذْرِكَ، وَاعْتَكِفْ لَيْلَةً" (¬5). وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 267)، ومختصر المزني (ص 88)، والحاوي الكبير (3/ 486)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 254)، والمجموع (6/ 508). (¬2) انظر: الأصل (2/ 230)، والمبسوط (3/ 115)، وتحفة الفقهاء (1/ 371)، وبدائع الصنائع (2/ 109). (¬3) صحيح البخاري (3/ 48). (¬4) صحيح مسلم (5/ 88). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (3/ 51). (¬6) المصدر السابق (8/ 142).

وَرَوَاهُ أَبو أُسَامَةَ (¬1) وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ (¬2)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مُطْلَقًا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْهُمَا: أُرَاهُ لَيْلَةً. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ كَمَا: [3640] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ. (ح) قَالَ: وَأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي وَاللَّفْظُ لَهُ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ عُمْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْجِعْرَانَةِ، فَقَالَ: لَمْ يَعْتَمِرْ مِنْهَا، وَكَانَ عَلَى عُمَرَ - رضي الله عنه - نَذْرُ اعْتِكَافِ لَيْلَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَأَلَ (¬3) رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَهُ أَنْ يَفِيَ بِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ إِذَا السَّبْيُ يَسْعَوْنَ، وَيَقُولُونَ: أَعْتَقَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، [وَذَكَرَ بَاقِيَ] (¬4) الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ (¬6). وَرَوَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ فِيهِ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَكِفَ لَيْلَةً. وَخَالَفَ مَعْمَرٌ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ (¬7)، عَنْ أَيُّوبَ، فَقَالَا: يَوْمًا. بَدَلَ: لَيْلَةً (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 51). (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (5/ 465). (¬3) في (س): "قال"، والمثبت من المختصر. (¬4) ما بين المعقوفين به أثر ترميم في (س)، وما أثبتناه مما هدينا لقراءته، وهو المناسب للسياق. (¬5) صحيح البخاري (4/ 93). (¬6) في (س): "حدة"، والمثبت من صحيح مسلم. (¬7) في (س): "معمر جرير بن حازم"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 182). (¬8) أخرجهما مسلم في الصحيح (5/ 89).

وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬1)، عَنْ نَافِعٍ: يَوْمًا. بَدَلَ: لَيْلَةً (¬2). وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَعْرَفُ بِأَيُّوبَ مِنْ مَعْمَرٍ وَجَرِيرٍ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ، وَقَالَ فِيهِ: لَيْلَةً. وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬3) أَعْرَفُ بِحَدِيثِ نَافِعٍ. وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِمَا الْمَثَلُ فِي الْحِفْظِ وَالْإِتْقَانِ، وَقَدْ رَوَيَاهُ وَمَنْ تَابَعَهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) بْنِ عُمَرَ: لَيْلَةً. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3641] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ - يَعْنِي: الطَّيَالِسِيَّ - نا ابْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ كَانَ عَلَيَّ نَذْرٌ؛ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَيْفَ تَقُولُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اعْتَكِفْ" (¬5). كَذَا قَالَ: لَيْلَةً. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَقَالَ فِيهِ: لَيْلَةً - أَوْ: يَوْمًا - فَسَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "اعْتَكِفْ وَصُمْ" (¬6). وَرَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلٍ: "اعْتَكِفْ وَصُمْ": ¬

_ (¬1) في (س): "عبد الله بن عمر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 182) (بعد 8660). (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 89). (¬3) في (س): "عبد الله بن عمر"، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) في (س): "عبد الله بن عمر". (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 68). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 131).

[3642] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْجِعْرَانَةِ [أَيْ] رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[إِنَّ عَلَيَّ] يَوْمًا أَعْتَكِفُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اذْهَبْ وَاعْتَكِفْهُ وَصُمْهُ" (¬1). [3643] أخبرنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ، نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَكِفَ يَوْمًا، [قَالَ: "اعْتَكِفْ يَوْمًا] (¬2)، وَصُمْ يَوْمًا" (¬3). [3644] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ عَمْرٍو، وَهُوَ (¬4) ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ؛ لِأَنَّ الثِّقَاتِ مِنْ أَصْحَابِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ لَمْ يَذْكُرُوهُ؛ مِنْهُمُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَابْنُ بُدَيْلٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬5). وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ: فَسَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ إِسْلَامِهِ، فَقَالَ: "أَوْفِ بِنَذْرِكَ": [3646] أخبرناه أَبو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 351). (¬2) ما بين المعقوفات بياض في (س)، ورقم عليه: "ط"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 177). (¬3) أخرجه الحسين بن عياش في جزئه، نسخة الظاهرية (ق 182/ ب). (¬4) في (س): "هو"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 186).

نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، نا أَبُو عَامِرٍ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، نا الْوَلِيدُ (¬1) بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يفيَ بِنَذْرِهِ (¬2). وَقَوْلُهُ: وَيَصُومُ. فَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، وَسَعِيدٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ، وَهُوَ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنْهُ؛ لِمُخَالَفَتِهِ الثِّقَاتِ. [3647] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أبو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مَحْبُوبٍ الرَّمْلِيُّ بِمَكَّةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ عَمِّ مَالِكِ (¬3) بْنِ أَنَسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ عَلَى الْمُعْتَكِفِ صِيَامٌ، إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ". قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬4). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: تَفَرَّدَ بِرَفْعِهِ عَبْدُ اللَّهِ الرَّمْلِيُّ. وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ (¬5)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذَلِكَ فِيمَا: [3648] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا الْوَلِيدِ الْفَقِيهَ أَخْبَرَهُمْ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ شِيرُويَهْ، نا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، نا ¬

_ (¬1) في (س): "أبو الوليد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 178). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 188) من طريق الوليد بن مسلم به. (¬3) في (س): "عن أبي سهل عن مالك"، وهو تحريف، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 183)، وفي أصل الرواية: "أبي سهيل بن مالك" ولم يقل: "بن أنس"، وهذا صواب أيضًا، فهو: نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو سهيل المدني، عم مالك بن أنس. تهذيب الكمال (29/ 290). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 350). (¬5) في (س): "دينار"، والمثبت من السنن الكبير (9/ 184)، ومن الحديث الآتي.

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - لَا يَرَى عَلَى الْمُعْتَكِفِ صِيَامًا، إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ أَبُو سُهَيْلٍ: قَالَ عَطَاءٌ: ذَلِكَ رَأْيِي (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَتَمَّ مِنْهُ، ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬2). [3649] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْبِسْطَامِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، نا عُثْمَانُ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَمَرَ بِبِنَائِهِ فَضُرِبَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَمَرْتُ بِبِنَائِي فَضُرِبَ، قَالَتْ: وَأَمَرَ غَيْرِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِبِنَائِهِ فَضُرِبَ، فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ نَظَرَ إِلَى الْأَبْنِيَةِ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ آلْبِرَّ تُرِدْنَ؟ " قَالَتْ: فَأَمَرَ بِبِنَائِهِ فَقُوِّضَ (¬3)، وَأَمَرَ أَزْوَاجُهُ بِأَبْنِيَتِهِنَّ (¬4) فَقُوِّضَتْ، ثُمَّ أَخَّرَ الِاعْتِكَافَ إِلَى الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ شَوَّالٍ (¬5). قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ الِاعْتِكَافِ بِغَيْرِ صَوْمٍ؛ لِأَنَّ أَوَّلَ شوَّالٍ هُوَ يَوْمُ الْفِطْرِ، وَلَا يَجُوزُ صَوْمُهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (10/ 350) من طريق عبد العزيز بن محمد، وفيه قصة. (¬2) السنن الكبير (9/ 183). (¬3) أي قُلع وأُزيل، وأراد بالبناءِ الخِباءَ. (¬4) في (س): "بأبنيته"، والمثبت هو الموافق لما في مصادر التخريج. (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح (3/ 175) من طريق أبي معاوية، والبخاري في الصحيح (3/ 48) من طريق يحيى بن سعيد، كما أخرجه أبو داود في السنن (4/ 123) عن عثمان بن أبي شيبة به.

وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [3650] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ الدِّمَشْقِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ، نا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصِيَامٍ" (¬1). رَفْعُهُ وَهَمٌ، وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ، تَفَرَّدَ بِهِ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، وَهُمَا غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِمَا فِي الصَّحِيحِ. [3651] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَكَانَ قَاضِيًا بِدِمَشْقَ بَيْنَ النَّصَارَى (¬2). وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مَوْقُوفًا: مَنِ اعْتَكَفَ فَعَلَيْهِ الصِّيَامُ: [3652] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ: الْأصَمُّ - نا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، فَذَكَرَهُ (¬3). [3653] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ (¬4). وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - كَمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 351). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (4/ 458). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 354) عن سفيان الثوري به. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (9/ 179).

[3654] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَالسُّنَّةُ فِي الْمُعْتَكِفِ أَنْ لَا يَخْرُجَ إِلَّا لِحَاجَتِهِ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا، وَلَا يَعُودَ مَرِيضًا، وَلَا يَمَسَّ امْرَأَتَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ إِلَى قَوْلِهِ: ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ (¬1). وَلَمْ يُخْرِجِ الْبَاقِيَ، وَكَذَلِكَ الْبُخَارِيُّ لَمْ يُخْرِجِ الْبَاقِيَ (¬2)؛ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هُوَ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ قَوْلُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. [3655] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّ قَوْلَهُ: وَالسُّنَّةُ لِلْمُعْتَكِفِ إِلَى آخِرِهِ. لَيْسَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَ [أَنَّهُ] (¬3) مِنْ كَلَامِ الزُّهْرِيِّ، وَمَنْ أَدْرَجَهُ فِي الْحَدِيثِ فَقَدْ وَهِمَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬4). [3656] أخبرنا أبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أنا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي: ابْنَ إِسْحَاقَ - عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتِ: السُّنَّةُ عَلَى الْمُعْتَكِفِ أَنْ لَا يَعُودَ الْمَرِيضَ، وَلَا يَشْهَدَ جِنَازَةً، وَلَا يَمَسَّ امْرَأَةً، وَلَا يُبَاشِرَهَا، وَلَا يَخْرُجَ لِحَاجَةٍ إِلَّا لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ، وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ، وَلَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ جَامِعٍ. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 175). (¬2) صحيح البخاري (3/ 47). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 187).

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ لَا يَقُولُ فِيهِ: قَالَتِ: السُّنَّةُ (¬1)؛ جَعَلَهُ قَوْلَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. [3657] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، نا الْحُسَيْنُ - يَعْنِي: ابْنَ [حَفْصٍ - عَنْ] (¬2) سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُمَا قَالَا: الْمُعْتَكِفُ يَصُومُ (¬3). [3658] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا عَمْرُو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَاخِتَةَ سَعِيدَ بْنَ عِلَاقَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَصُومُ (¬4) الْمُجَاوِرُ - وَالْمُجَاوِرُ: الْمُعْتَكِفُ - فَحُكِيَ لِسُفْيَانَ أَنَّ هُشَيْمًا يَقُولُهُ عَنْ عَمْرٍو (¬5)، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ. فَقَالَ سُفْيَانُ: أَخْطَأَ هُشَيْمٌ، هُوَ كَمَا قُلْتُ لَكَ (¬6). [3659] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، كَيْفَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَلَى الْمُجَاوِرِ الصَّوْمُ؟ فَقَالَ عَمْرُو: لَيْسَ كَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ؛ إِنَّمَا قَالَ: الْمُجَاوِرُ يَصُومُ (¬7). آخِرُ كِتَابِ الصَّوْمِ. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 183). (¬2) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (9/ 181). (¬4) في (س): "سمعت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في (س): "عمر"، خطأ، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 810). (¬7) المصدر السابق (2/ 810).

كتاب الحج

ذِكْرُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ - رحمهما الله - مِنْ كِتَاب الْحَجِّ مِمَّا وَرَدَ فِيهِ خَبَرٌ أَوْ أَثَرٌ

مسألة (256): من حج مسلما ثم ارتد ثم أسلم لم يلزمه الحج ثانيا

مَسْأَلَةٌ (256): مَنْ حَجَّ مُسْلِمًا ثُمَّ ارْتَدَّ ثُمَّ أَسْلَمَ لَمْ يَلْزَمْهُ الْحَجُّ ثَانِيًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَلْزَمُهُ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3660] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، نا أَبُو خَيْثَمَةَ. (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَا: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ (¬3) ". فَقُلْتُ: أَيُّ الْحِلِّ؟ فَقَالَ: "الْحِلُّ كُلُّهُ". فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ وَكَفَانَا الطَّوَافُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اشْتَرِكُوا فِي الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ؛ كُلُّ سَبْعَةٍ فِي بَدَنَةٍ". قَالَ: فَجَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (2/ 209)، ونهاية المطلب (4/ 134)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 280)، والمجموع (7/ 14). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 96)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 293)، وفتح القدير (6/ 91). (¬3) فوقه في (س) كلمة: "خف" إشارةً إلى أن الفعل مفكوك، وليس مُدغمًا.

جُعْشُمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ؛ أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلْأَبَدِ؟ فَقَالَ: "لَا بَلْ لِلْأَبَدِ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا (¬1) خُلِقْنَا الْآنَ، أَرَأَيْتَ الْعَمَلَ الَّذِي نَعْمَلُ بِهِ، فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ أَمْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ؟ فَقَالَ: "لَا، بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ". قَالَ: فَفِيمَا (¬2) الْعَمَلُ؟ فَقَالَ: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ (¬4). [3661] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَجُّ [فِي كُلِّ سَنَةٍ] (¬5)، أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً؟ فَقَالَ: "بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ فَتَطَوُّعٌ" (¬6). [3662] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، [نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ] (¬7) بْنِ هَانِئٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) في (س): "كما"، والمثبت من القضاء والقدر للبيهقي (1/ 220)، وصحيح مسلم (8/ 47) وكذا هو في مصادر التخريج. (¬2) كذا في (س)، وهو جائزٌ واردٌ في كثيرٍ من الأحاديث في الصحيحين وغيرِهما، وفي كلامِ العرب، انظر المطالع النصرية (ص 368). (¬3) صحيح مسلم (4/ 36). (¬4) صحيح البخاري (3/ 141). (¬5) ما بين المعقوفين لم يظهر في (س)؛ لوجود قطع وترميم، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 355). (¬7) ما بين المعقوفين لم يظهر في (س)؛ لوجود قطع وترميم، والمثبت من أصل الرواية.

سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ (¬1) ". فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا - أَوْ: لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا - الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَتَطَوُّعٌ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) بعده في المختصر: "مرة". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 139).

مسألة (257): والمعضوب إذا كان واجدا للمال يلزمه الحج، وعليه أن يستأجر من يحج عنه

مَسْأَلَةٌ (257): وَالْمَعْضُوبُ إِذَا كانَ وَاجِدًا لِلْمَالِ يَلْزَمُهُ الْحَجُّ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَأْجِرَ مَنْ يَحُجُّ عَنْهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَلْزَمُهُ الْحَجُّ (¬2). قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (¬3). [3663] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ وَأَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، قَالَا: نا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ الْبَجَلِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ، نا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا السَّبِيلُ؟ قَالَ: "الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ" (¬4). وَرُوِيَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ هَكَذَا (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 302)، ومختصر المزني (ص 90)، والحاوي الكبير (4/ 6، 8)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 294)، والمجموع (7/ 75). (¬2) انظر: المبسوط (4/ 153)، وبدائع الصنائع (2/ 121)، والبناية شرح الهداية (4/ 143). (¬3) سورة آل عمران (آية: 97). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 357). (¬5) المصدر السابق (2/ 357).

وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [3664] أخبرناه أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: {آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا السَّبِيلُ؟ قَالَ: "مَنْ وَجَدَ زَادًا وَرَاحِلَةً" (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ (¬2) (¬3). وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: [3665] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالُوا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، نا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، قَالَ: "الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ" (¬4). إِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ شَاهِدًا. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، هَكَذَا (¬5). [3666] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عروبة في المناسك (ص 57) عن قتادة به. (¬2) بعده في المختصر: "مرسلًا". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 754). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 217) من طريق سفيان بن سعيد به مطولًا. (¬5) المصدر السابق (3/ 218).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ (¬1)، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). [3667] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ (¬4). [3668] وأخبرني عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 283). (¬2) صحيح البخاري (2/ 132). (¬3) صحيح مسلم (4/ 101). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 280).

عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّه، فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ، كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِهِ نَفَعَهُ" (¬1). زَادَ أَبُو سَعِيدٍ فِي رِوَايَتِهِ فَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬2)، وَهُوَ الصَّحِيحُ. [3669] أخبرناه أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِالطَّابَرَانِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، نا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُجَّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ الرَّجُلُ: أَيُجْزِئُ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ، أَلَا يُجْزِئُ عَنْهُ؟ فَإِنَّمَا هُوَ مِثْلُ ذَلِكَ" (¬3). [3670] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، . . . (¬4) أَبُو بَكْرِ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، نا أَبُو قِلَابَةَ، نا أَبُو عَاصِمٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو حَازِمٍ [عُمَرُ بْنُ] (¬5) أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ ثنا إِمْلَاءً، قَالَا: أنا أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي أَدْرَكَ الْحَجَّ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْكَبَ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 241). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 280). (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (6/ 370) من طريق روح بن عبادة به. (¬4) طمست صيغة التحديث في (س). (¬5) ما بين المعقوفين طمس في (س)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 209).

الْبَعِيرَ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: "حُجِّي عَنْهُ". لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ [أَبِي] (¬1) عَاصِمٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬3). [3671] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ الشَّهِيدُ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَلَا الْعُمْرَةَ وَلَا الظَّعْنَ. فَقَالَ: "حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ" (¬4). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. [3672] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، نا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ (¬5) مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ وَلَمْ يَحُجَّ، وَلَا يَسْتَمْسِكُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنْ شَدَدْتُهُ بِالْحَبْلِ عَلَى الرَّاحِلَةِ خَشِيتُ أَنْ أَقْتُلَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "احْجُجْ عَنْ أَبِيكَ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬6). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من (س)، والمثبت من السنن الكبير، وصحيح البخاري. (¬2) صحيح البخاري (3/ 18). (¬3) صحيح مسلم (4/ 101). (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 416). (¬5) قبله في (س): "نا"، وليست في أصل الرواية. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 440).

[3673] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (¬1) الصَّائِغُ، نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّحْلِ. قَالَ: "أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ قَضَيْتَهُ أَكَانَ يُجْزِئُ عَنْهُ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَحُجَّ عَنْ أَبِيكَ" (¬2). سَقَطَ عَلَيَّ أَوْ عَلَى شَيْخِي فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بَيْنَ مَنْصُورٍ وَيُوسُفَ: مُجَاهِدٌ، وَهُوَ فِيهِ (¬3). رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ يُقَالُ لَهُ: الزُّبَيْرُ بْنُ يُوسُفَ - أَوْ (¬4): يُوسُفُ بْنُ الزُّبَيْرِ - عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، أَنَّ رَجُلًا (¬5). وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ سَوْدَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬6). وَرَوَاهُ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) كأنه في (س): "يزيد"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (9/ 352) من طريق فضيل بن عياض به. (¬3) أخرجه الدارمي في السنن (7/ 529) عن منصور عن مجاهد عن يوسف بن الزبير مولى لآل الزبير عن عبد الله بن الزبير به. (¬4) في (س): "و"، والمثبت يقتضيه السياق. (¬5) أخرجه أحمد في المسند (12/ 6675). (¬6) علقه المؤلف في السنن الكبير (9/ 213).

وَالْمَحْفُوظُ رِوَايَةُ مُجَاهِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [3674] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (¬1) يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ شَابَّةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ لَا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا، أَفَيُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ" (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "عن"، المثبت من سائر أسانيد البيهقي. (¬2) في (س): "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 211). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 395) من طريق عبد الرحمن بن الحارث به مطولًا.

مسألة (258): ومن مات بعد وجوب الحج عليه قضي عنه، وإن لم يوص به

مَسْأَلَةٌ (258): وَمَنْ مَاتَ بَعْدَ (¬1) وُجُوبِ الْحَجِّ عَلَيْهِ (¬2) قُضِيَ عَنْهُ، وَإِنْ لَمْ يُوصِ بِهِ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَصِحُّ قَضَاءُ الْحَجِّ عَنْهُ إِذَا لَمْ يُوصِ بِهِ، إِلَّا لِابْنِهِ فَإِنْ حَجَّ عَنْهُ ابْنُهُ رَجَوْتُ أَنْ يُجْزِئَهُ (¬4). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3675] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، قَالَا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نا شُعْبَةُ، قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ (¬5) أَخْبَرَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ. فَقَالَ: "لَوُ كْانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَاقْضُوا اللَّهَ فَهُوَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ". ¬

_ (¬1) في (س): "عن"، والمثبت من المختصر. (¬2) في (س): "عنه"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأم (3/ 310)، ومختصر المزني (ص 90)، والحاوي الكبير (4/ 18)، وفتح العزيز شرح الوجيز (3/ 302)، والمجموع (7/ 92). (¬4) انظر: الأصل (2/ 425)، والمبسوط (4/ 147)، وبدائع الصنائع (2/ 213). (¬5) في (س): "جعفر بن أبي إياس"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 53)، وكذا هو في تهذيب الكمال (5/ 5).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬1) (¬2). [3676] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، نا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، نا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ - نا شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، عَنْ أَبِي الْغَوْثِ بْنِ الْحُصَيْنِ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِي الْحَجِّ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَتَمَالَكُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، [فَمَا تَرَى] أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ (¬3)؟ قَالَ: "نَعَمْ، حُجَّ عَنْهُ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِينَا وَلَمْ يُوصِ بِحَجٍّ، أَفَنَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَتُؤْجَرُونَ". [قَالَ: وَ] يُتَصَدَّقُ عَنْهُ وَيُصَامُ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَالصَّدَقَةُ أَفْضَلُ". وَكَذَلِكَ فِي النُّذُورِ وَالْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ (¬4). [إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ]. [3677] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله -، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ]، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ [الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، [إِنِّي كُنْتُ تَصَدَّقْتُ بِوَلِيدَةٍ] عَلَى أُمِّي، فَمَاتَتْ أُمِّي وَبَقِيَتِ الْوَلِيدَةُ. قَالَ: "قَدْ وَجَبَ أَجْرُكِ، [وَرَجَعَتْ إِلَيْكِ] (¬5) فِي الْمِيرَاثِ"، قَالَتْ: فَإِنَّهَا مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ. قَالَ: "صُومِي عَنْ أُمِّكِ". قَالَتْ: وَإِنَّهَا ¬

_ (¬1) في (س): "شعيب"، والمثبت من السنن الكبير، وصحيح البخاري. (¬2) صحيح البخاري (8/ 142). (¬3) فوقها في (س) علامة كاللَّحَق وفي الحاشية كلمة ذهب أكثرها. (¬4) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 2984) من طريق صفوان به. (¬5) ما بين المعقوفات مكانه قطع في (س)، والمثبت من المختصر، والسنن الكبير للبيهقي (8/ 244)، (9/ 233).

مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ؟ قَالَ: "فَحُجِّي عَنْ أُمِّكِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في (س): "يعلى بن سهر"، والمثبت من صحيح مسلم. (¬2) صحيح مسلم (3/ 156).

مسألة (259): ومن لم يحج حجة الإسلام لا يصح حجه عن غيره، وإذا أحرم عن الغير وقع عن فرضه، وكذلك كل من كان عليه حج واجب

مَسْأَلَةٌ (259): وَمَنْ لَمْ يَحُجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَصِحُّ حَجُّهُ عَنْ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَحْرَمَ عَنِ الْغَيْرِ وَقَعَ عَنْ فَرْضِهِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ حَجٌّ وَاجِبٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَصِحُّ (¬2) حَجُّهُ عَنِ الْغَيْرِ وَإِنْ لَمْ يَحُجَّ عَنْ نَفْسِهِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3678] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ - الْمَعْنَى وَاحِدٌ - قَالَ إِسْحَاقُ: نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ (¬4)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ. قَالَ: "مَنْ شُبْرُمَةُ؟ ". قَالَ: أَخٌ لِي - أَوْ: قَرِيبٌ لِي - قَالَ: "حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ" (¬5). قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ (¬6): أَثْبَتُ النَّاسِ سَمَاعًا مِنْ سَعِيدٍ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 91)، والحاوي الكبير (4/ 20). (¬2) في (س): "لا يصح"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأصل (2/ 420)، والمبسوط (4/ 151)، وبدائع الصنائع (2/ 213)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 88)، وفتح القدير (3/ 147). (¬4) في المختصر: "عروة". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق 150). (¬6) قوله: "بن معين" في (س): "بن سفيان"، والمثبت من المختصر، والسنن الكبير للمؤلف (9/ 234). (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 594).

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، لَيْسَ فِي الْبَابِ أَصَحُّ مِنْهُ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِثْلُ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، وَابْنِ نُمَيْرٍ، وَهَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ (¬1)، وَغَيْرِهِمْ، عَنْ عَبْدَةَ هَكَذَا مَرْفُوعًا، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حُجَّةٌ، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِرِوَايَاتِهِ. [3679] وأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، نا مُطَيَّنٌ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ (¬2)، نا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ (¬3)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (¬4). كَيْفَ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ (¬5) وَأَبِي يُوسُفَ عَنْ سَعِيدٍ هَكَذَا مَرْفُوعًا! أَمَّا حَدِيثُ أَبِي يُوسُفَ: [3680] فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، نا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ (¬6)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ رَجُلًا يُلَبِّي عَنْ شُبْرُمَةَ، فَقَالَ: "مَنْ شُبْرُمَةُ؟ " فَقَالَ: أَخِي - أَوْ: ذُو (¬7) قَرَابَةٍ لِي - فَقَالَ: "حَجَجْتَ قَطُّ؟ " فَقَالَ: لَا. قَالَ: "فَاجْعَلْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 318). (¬2) في (س): "ابن المنتر"، والمثبت من السنن الكبير للبيهقي (9/ 233). وهو محمد بن عبد الله بن نمير. (¬3) في (س) إلى: "عروة"، والمثبت من السنن الكبير. (¬4) أخرجه ابن ماجه (3/ 150) عن محمد بن عبد الله بن نمير. (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 187) عن ابن بشر. (¬6) في (س): "غزية"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 234). (¬7) في (س): "ذا"، والتصويب من السنن الكبير.

هَذِهِ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ حُجَّ عَنْهُ" (¬1). وَلَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ. [3681] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ فُلَانٍ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ كُنْتَ حَجَجْتَ فَلَبِّ عَنْهُ، وَإِلَّا فَاحْجُجْ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ احْجُجْ عَنْهُ" (¬2). كَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مُرْسَلًا. [3682] وأخبرنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ النُّعْمَانِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجُ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ مُطَيَّنٌ، نا حَسَنُ بْنُ خَلَفٍ الْوَاسِطِيُّ، نا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلًا يُلَبِّي عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ لَهُ: "لَبَّيْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَلَبِّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ عَنْ فُلَانٍ" (¬3). [3683] وأخبرنا أَبُو نَصْرٍ، أنا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، نا مُطَيَّنٌ، نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، نا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَ رَجُلًا يُلَبِّي عَنْ شُبْرُمَةَ - أَوْ عَنْ قَرِيبٍ لَهُ - فَقَالَ لَهُ: "لَبَّيْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ " قَالَ: لَا. [قَالَ] (¬4): "فَلَبِّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ لَبِّ عَنْ شُبْرُمَةَ" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 319) عن إسماعيل بن محمد الصفار به. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 306). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 317) من طريق إسحاق الأزرق به. (¬4) ما بين المعقوفين سقط من (س) والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (9/ 236). (¬5) أخرجه أبو يعلى في المسند (8/ 80) من طريق هشيم به.

وَقَصَّرَ بِهِ جَمَاعَةٌ فَأَوْقَفُوهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -. [3684] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -[رَجُلًا] (¬1) يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَيْحَكَ! وَمَا شُبْرُمَةُ؟ قَالَ: فَذَكَرَ قَرَابَةً لَهُ، قَالَ: أَحَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَاحْجُجْ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ عَنْ شُبْرُمَةَ (¬2). [3685] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نا الْحَضْرَمِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . (¬3). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين سقط من (س)، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 306). (¬3) هنا انتهت نسخة (س)، وتبدأ نسختا (ع، م): بـ "كتاب الفرائض"، وبقية "كتاب الحج"، ثم كتب: "البيوع، والرهن، والتفليس والحجر، والصلح، والحوالة، والضمان، والشركة، والوكالة، والإقرار، والعارية، والغضب، والمساقاة، وإحياء الموات، والوقف، والهبة، واللقطة". في عداد المفقود، وهم قرابة (135) مسألة، يسر الله العثور عليها آمين.

كتاب الفرائض

وَمِنْ (¬1) كِتَابِ الْفَرَائِضِ ¬

_ (¬1) قبله في النسخ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَامِلُ، الْقُدْوَةُ الْكَامِلُ، شَيْخُ الْإِسْلَامِ، قُدْوَةُ الْأَنَامِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - كَذَا - أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْبَيْهَقِيُّ، قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ، وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ".

[3686] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي (¬1) أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ (¬2) وَأَشَدُّهُمْ (¬3)، أَوْ أَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ (¬4) ". شَكَّ يُونُسُ "وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ (¬5)، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" (¬6). [3687] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله - مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ: "وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً". وَقَالَ: "وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ". وَقَالَ: "وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" (¬7). وَرَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] عَدِيٍّ (¬8)، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ ¬

_ (¬1) (م) بدون: "بأمتي". (¬2) بعده في (م) بياض بمقدار كلمة. (¬3) في (ع): "شدهم"، وقبله علامة (+). (¬4) في أصل الرواية، والمختصر: "وأشدهم حياء أو أصدقهم حياء عثمان". (¬5) في النسخ: "علي وأبي بن كعب"، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر. (¬6) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 567). (¬7) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 365). (¬8) في النسخ: "محمد بن عدي"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 428)، ومصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (24/ 321).

أَبِي قِلَابَةَ - رحمه الله -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬1). وَفِيهِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ (¬2) - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا (¬3)، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" (¬4). * * * ¬

_ (¬1) ذكره المؤلف في السنن الكبير. وأخرجه الخلال في السنة (1/ 280)، والدارقطني في العلل (12/ 248) من وجهين آخرين عن أبي قلابة مرسلا. (¬2) العبارة غير واضحة هنا، وقد أوضحها المؤلف في السنن الكبير، فذكر أنهم رووه مرسلا عن أبي قلابة، إلا قوله في أبي عبيدة؛ فإنهم وصلوه في آخره، فجعلوه عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬3) قوله: "أمينا" ليس في (ع). (¬4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10/ 220) من طريق بشر وابن أبي عدي.

مسألة (394): ذوو الأرحام لا يرثون إرث ذوي النسب

مَسْأَلَةٌ (394): ذَوُو (¬1) الْأَرْحَامِ لَا يَرِثُونَ إِرْثَ ذَوِي النَّسَبِ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ: إِنَّهُمْ يَرِثُونَ (¬3). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (¬4) الْآيَاتِ فِي الْمِيرَاثِ، وَقَالَ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (¬5) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. [3688] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو بَكْرٍ فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَوَجَدَنِي لَا أَعْقِلُ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، فَرَشَّ عَلَيَّ مِنْهُ (¬6)، فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَنَزَلَتْ فِيَّ (¬7): {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}. ¬

_ (¬1) في النسخ: "ذوي"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الرسالة للشافعي (1/ 270)، ومختصر المزني (ص 186)، والحاوي الكبير (8/ 73)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (6/ 451)، والمجموع (17/ 47). (¬3) انظر: المبسوط (30/ 2)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 241). (¬4) سورة النساء (آية: 11). (¬5) سورة النساء (آية: 176). (¬6) قوله: "منه" ليس في (م). (¬7) في (م): "فيه".

اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬1). [3689] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، [ثنا] (¬2) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَرِيضٌ، فَتَوَضَّأَ، وَنَضَحَ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا (¬3) يَرثُنِي كَلَالَةٌ، فكَيْفَ الْمِيرَاثُ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرْضِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ وَهْبٍ (¬5). فَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كَيْفِيَّةِ الْمِيرَاثِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى الْآيَاتِ فِي الْمِيرَاثِ، وَبَيَّنَ حِصَّةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَلَا يُزَادُ عَلَيْهِ، وَلَا يُرَى فِيهَا ذِكْرُ الْخَالِ وَغَيْرِهِ مِنْ ذَوِي الْأَرْحَامِ، فَلَا يَرِثُونَ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ (¬6) أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". وَلَا نَجِدُ لَهُمْ فِي الْكِتَابِ حَقًّا مَذْكُورًا. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (6/ 43)، وصحيح مسلم (5/ 60). (¬2) أداة التحديث ليست في النسخ، والمثبت من الكبير للمؤلف (12/ 432). (¬3) في (م): "أنا". (¬4) صحيح البخاري (1/ 50). (¬5) صحيح مسلم (1/ 61). (¬6) قوله: "قد" ليس في (م).

[3690] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، سَمِعَ (¬1) أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (¬2): "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ" (¬3). [3691] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَنْظَلَةَ الزُّرَقِيِّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ كَانَ قَدِيمًا يُقَالَ لَهُ: ابْنُ مِرْسَى (¬4) قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ قَالَ: يَا يَرْفَأُ، هَلُمَّ الْكِتَابَ. لِكِتَابٍ كَانَ كَتَبَهُ فِي شَأْنِ الْعَمَّةِ يَسْأَلُ عَنْهَا، وَيَسْتَخِيرُ (¬5) فِيهَا، فَأَتَاهُ بِهِ يَرْفَأُ، فَدَعَا بِتَوْرٍ أَوْ قَدَحٍ (¬6) فِيهِ مَاءٌ، فَمَحَا ذَلِكَ الْكِتَابَ فِيهِ، وَقَالَ: لَوْ رَضِيَكِ اللَّهُ لَأَقَرَّكِ (¬7). [3692] وبإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "فسمع"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) قوله: "فسمعته يقول" ليس في (م). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 450). (¬4) في النسخ: "مرشا"، والمثبت من مشارق الأنوار (1/ 399): "بسكون الراء وسين مهملة مقصور، وفتح بعض شيوخنا أوله". ونص على كسر أوله وأن آخره ياء الزرقاني في شرح الموطأ (3/ 175). (¬5) في المختصر: "ويستخبر". (¬6) في (م): "وقدح". (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 85/ أ).

كَثِيرًا يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: [عَجَبًا لِلْعَمَّةِ] (¬1) تُورَثُ وَلَا تَرِثُ (¬2). وَرُوِيَ عَنْهُ (¬3) بِخِلَافِهِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي آخِرِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَمَا رَوَيْنَا هَا هُنَا رِوَايَةُ الْمَدَنِيِّينَ، وَهُمْ أَعْرَفُ بِمَذْهَبِهِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ بَلَدِهِ. [3693] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ (¬4)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِأَخِي شُرَيْحِ بْنِ الْحَارِثِ وَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً، [فَتَزَوَّجَتْ] (¬5)، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ أُمُّ الْوَلَدِ، فَاخْتَصَمَ فِي مِيرَاثِهَا شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ ابْنَتِهَا إِلَى شُرَيْحٍ، فَجَعَلَ شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ يَقُولُ لِشُرَيْحٍ: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ؛ إِنَّمَا هُوَ ابْنُ (¬6) ابْنَتِهَا. فَقَضَى شُرَيْحٌ بِمِيرَاثِهَا لِابْنِ ابْنَتِهَا، وَقَالَ: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} (¬7) فَرَكِبَ مَيْسَرَةُ بْنُ يَزِيدَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شُرَيْحٍ، فَكَتَبَ (¬8) إِلَى ¬

_ (¬1) في النسخ: "يقول لعمة"، وفي المختصر: "يقول للعمة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) المصدر السابق (85/ ب). (¬3) في (ع): "عن". (¬4) في النسخ: "البزار"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (16/ 430). (¬5) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) في (ع): "لابن". (¬7) سورة الأنفال (آية: 75). (¬8) أي: ابن الزبير، وهو ثابت في أصل الرواية.

شُرَيْحٍ أَنَّ مَيْسَرَةَ بْنَ يَزِيدَ ذَكَرَ لِي كَذَا وَكَذَا، وَأَنَّكَ قُلْتَ عِنْدَ ذَلِكَ: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}. وَإِنَّمَا كَانَتْ تِلْكَ الْآيَةُ فِي شَأْنِ الْعَصَبَةِ؛ كَانَ الرَّجُلُ يُعَاقِدُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ: تَرِثُنِي وَأَرِثُكَ، فَلَمَّا نَزَلَتْ تُرِكَ ذَلِكَ. قَالَ: فَجَاءَ مَيْسَرَةُ بْنُ يَزِيدَ بِالْكِتَابِ إِلَى شُرَيْحٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ أَبَى أَنْ يَرُدَّ قَضَاءَهُ، وَقَالَ: فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَعْتَقَهَا حِيتَانُ بَطْنِهَا (¬1). [3694] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ (¬2) أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) (¬3) كَانَ الرَّجُلُ يُحَالِفُ الرَّجُلَ لَيْسَ بَيْنَهُمَا نَسَبٌ، فَيَرِثُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَنَسَخَ ذَلِكَ الْأَنْفَالُ، فَقَالَ: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} (¬4). [3695] وبإسناده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا. . . وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا) (¬5) فَكَانَ الْأَعْرَابِيُّ لَا يَرِثُ الْمُهَاجِرِيَّ، وَلَا يَرِثُهُ الْمُهَاجِرِيُّ، فَنَسَخَتْهَا: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَإِلَى مَعْنَى هَذَا ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -، ثُمَّ قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 210). (¬2) قرأ الكوفيون: "عقدت"، وقرأ باقي السبعة: "عاقدت". انظر الشاطبية وشروحها. (¬3) سورة النساء (آية: 33). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 293). (¬5) كذا في النسخ وأصل الرواية، إشارة إلى قوله تَعَالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا} سورة الأنفال (آية: 72). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 294).

فَنَزَلَ قَوْلُهُ: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} عَلَى مَعْنَى مَا فَرَضَ اللَّهُ وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، لَا مُطْلَقًا هَكَذَا، أَلَا تَرَى أَنَّ الزَّوْجَ يَرِثُ أَكْثَرَ مِمَّا يَرِثُ ذَوُو الْأَرْحَامِ وَلَا رَحِمَ لَهُ، أَوَلَا تَرَى (¬1) أَنَّ (¬2) ابْنَ الْعَمِّ الْبَعِيدَ يَرِثُ الْمَالَ كُلَّهُ، وَلَا يَرِثُ الْخَالُ وَالْخَالُ أَقْرَبُ رَحِمًا مِنْهُ (¬3). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَذَكَرَ أَيْضًا تَوْرِيثَ الْمَوَالِي دُونَ ذَوِي الْأَرْحَامِ وَلَا رَحِمَ [لَهُمْ] (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَإِنَّمَا مَعْنَاهَا عَلَى مَا (¬5) وَصَفْتُ لَكَ مِنْ أَنَّهَا عَلَى مَا فَرَضَ اللَّهُ وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬6). [3696] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلِ (¬7) بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ (¬8) الْكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَرَكَ كَلًّا (¬9) فَإِلَيْنَا (¬10) ¬

_ (¬1) في النسخ: "ولا ترى"، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر. (¬2) قوله: "أن" ليس في (م). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 172). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬5) قوله: "ما" ليس في (ع). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 172). (¬7) في النسخ: "يزيد"، والمثبت من مصادر التخريج والترجمة. انظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (2/ 142)، وتهذيب الكمال (4/ 31) وتصحف في مطبوعته إلى: "بديد". (¬8) في النسخ: "المقداد"، والمثبت من المختصر. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (28/ 458). (¬9) أي: عِيَالًا، أو دَينًا. (¬10) قوله: "فإلينا" مكانه بياض في (م).

- أَوْ: إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ - وَمَنْ ترَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، أَرِثُ مَالَهُ وَأَعْقِلُ عَنْهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، يَرِثُ مَالَهُ وَيَعْقِلُ عَنْهُ" (¬1). تَابَعَهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بُدَيْلٍ (¬2). وَرَوَاهُ الزُّبَيْدِيُّ عَنْ رَاشِدِ (¬3) بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ (¬4)، عَنِ الْمِقْدَامِ (¬5). وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ عَنْ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ (¬6). وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬7). هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ (¬8) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لُحَيٍّ (¬9) لَمْ يَحْتَجَّ بِهِمَا الشَّيْخَانِ - رحمهما الله - تَعَالى، وَهُوَ حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَإِسْنَادُ ابْنِ عَيَّاشٍ ضَعِيفٌ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِرِوَايَتِهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 87)، وأحمد في المسند (7/ 3817) من طريق شعبة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 528). (¬3) في النسخ: "رشيد"، والمثبت من سياق الرواية. (¬4) في النسخ: "أبي عائذ"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 438) وهو: عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (17/ 198). (¬5) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (13/ 527). (¬6) أخرجه أحمد في المسند (7/ 3822). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 529). (¬8) قوله: "الهوزني" مكانه بياض في (م). (¬9) في النسخ ونسخة تشستربتي من المختصر: "ابن يحيى"، والمثبت من مطبوعة المختصر (4/ 9)، ومصادر ترجمته. انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (15/ 485).

[3697] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَّابِيُّ (¬1)، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُبْطِلُ حَدِيثَ: "الْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ". يَعْنِي: حَدِيثَ الْمِقْدَامِ، وَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ قَوِيٌّ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَإِنْ صَحَّ حَدِيثُ الْمِقْدَامِ فَإِنَّمَا وَرَّثَ فِيهِ خَالًا يَعْقِلُ عَنْهُ، وَالْخَالُ الَّذِي يَعْقِلُ عَنْهُ هُوَ أَنْ يَكُونَ ابْنَ عَمٍّ (¬3) لَهُ أَوْ مُعْتِقًا أَوْ سُلْطَانًا، فَأَمَّا الْخَالُ الَّذِي يُوَرِّثُونَهُ بِالرَّحِمِ فَإِنَّهُ لَا يَعْقِلُ عَنْهُ؛ فَكَذَلِكَ لَا يَرِثُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3698] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أبنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ (¬4)، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ - رضي الله عنه -؛ أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمُ الْعَوْمَ، وَمُقَاتِلَتَكُمُ (¬5) الرَّمْيَ. فَكَانُوا يَخْتَلِفُونَ فِي الْأَغْرَاضِ (¬6)، فَجَاءَ سَهْمٌ غَرْبٌ (¬7) ¬

_ (¬1) في النسخ: "العلائي"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (11/ 213). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 187) من طريق المؤلف. (¬3) في النسخ: "عما"، والمثبت الجادة. (¬4) في النسخ: "إبراهيم"، والمثبت من أصل الرواية، وكذا هو في المنتقى لابن الجارود (ص 413). (¬5) في النسخ: "مقاتلكم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) جمع "غَرَض"، وهو الهدف الذي يُرمَى إليه. (¬7) في النسخ: "غرك"، والمثبت من أصل الرواية. ومعنى "سهم غرب": لا يُعرف راميه.

فَقَتَلَ غُلَامًا وَهُوَ فِي حِجْرِ خَالٍ لَهُ لَا يُعْلَمُ لَهُ أَصْلٌ، فَكَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه -: إِلَى مَنْ أَدْفَعُ عَقْلَهُ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُ - عز وجل - وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ" (¬1). عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ وَحَكِيمُ بْنُ حَكِيمٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِمَا فِي الصَّحِيحِ. [3699] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، [عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ". [3700] قال مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ مَرَّةً أُخْرَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، ] (¬2) عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا (¬3) وَارِثَ لَهُ. فَقِيلَ لِأَبِي عَاصِمٍ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَسَكَتَ، فَقَالَ الشَّاذَكُونِيُّ: حَدِّثْنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. فَسَكَتَ. [3701] قال عَلِيٌّ: ثنا ابْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، مَوْقُوفًا (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في فضل الرمي وتعليمه (ص 32). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ والمختصر، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) قوله: "لا" في الموضعين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 150).

رَفْعُهُ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ مَوْقُوفٌ، كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ مَوْقُوفًا (¬1)، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولَانِ: عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ طَاوُسٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ (¬2). وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬3). [3702] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّاوِيُّ بِهَا، أبنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ الْحَرْبِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شَرِيكٌ (¬4) (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا شَرِيكٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَوَرَّثَ (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْخَالَ (¬6). وَفِي حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ: "الْخَالُ وَارِثٌ". وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، [عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ] (¬7)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَشَرِيكٌ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ (¬8)، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، قَدْ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 20). (¬2) انظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد، رواية عبد الله (2/ 495)، وتاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 100). (¬3) أخرجه ابن راهويه في المسند (3/ 647). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 152) من طريق أبي نعيم. (¬5) في (م): "ورث". (¬6) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (3/ 447) عن السري. (¬7) ما بين المعقوفين سقط من النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 440). (¬8) كذا، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر احتج به الشيخان في كتابيهما، انظر مقدمة الفتح =

سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَلَمْ يُرْوَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ. وَقَدْ رُوِيَ بِخِلَافِهِ مُرْسَلًا: [3703] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ إِلَى قُبَاءٍ (¬1) يَسْتَخِيرُ فِي مِيرَاثِ الْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: لَا مِيرَاثَ لَهُمَا (¬2). [3704] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبنا عَلِيٌّ، ثنا النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا أَجِدُ لَهُمَا شَيْئًا" (¬3). وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬4). وَرَوَاهُ مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (¬5)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْنَدًا، وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيِّ، وَالصَّوَابُ مُرْسَلٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬6). ¬

_ = (ص 409)، وقد قال المؤلف في السنن الكبير عند إيراده هذا الحديث: "هذا مختلف فيه على شريك كما ترى، وليث بن أبي سليم غير محتج به". (¬1) أشار ناسخ (ع) أنه في نسخة: "منى". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 173). (¬3) المصدر السابق (5/ 174) وقال: "ليس فيه عطاء بن يسار". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 239). (¬5) من قوله: "ابن علقمة" في الفقرة السابقة إلى هنا ليس في (م). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 174).

وَرُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ آخَرَ مَوْصُولًا: [3705] قرأت بِخَطِّ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ، فِيمَا لَمْ يُقْرَأْ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ وَقَدْ أَنْبَأَنِي بِأَحَادِيثِهِ إِجَازَةً، قَالَ: ثنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْإِمَامُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى حِمَارٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ تَرَكَ عَمَّتَهُ وَخَالَتَهُ لَا وَارِثَ لَهُ غَيْرُهُمَا. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ رَجُلٌ تَرَكَ عَمَّتَهُ وَخَالَتَهُ لَا وَارِثَ لَهُ غَيْرُهُمَا". ثُمَ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ؟ ". قَالَ: هَأَنَذَا (¬1). قَالَ: "لَا مِيرَاثَ لَهُمَا". قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ؛ فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيَّ لَيْسَ مِمَّنْ يُتْرَكُ (¬2) حَدِيثُهُ (¬3). وَلَهُ شَاهِدٌ: [3706] قال الْحَاكِمُ: كَمَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْعُودِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ (¬4)، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ مِيرَاثِ الْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ فَسَكَتَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ - عليه السلام -، فَقَالَ: "حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ أَنْ لَا مِيرَاثَ ¬

_ (¬1) تحرفت في النسخ إلى: "ها أتدري"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في النسخ: "ترك"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 28). (¬4) في النسخ: "نمير"، والمثبت من أصل الرواية.

لَهُمَا" (¬1). [3707] قال الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ التَّمِيمِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2) رَكِبَ إِلَى قُبَاءٍ وَعَلَى (¬3) الْحِمَارِ إِكَافٌ، فَقَالَ: "أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي مِيرَاثِ الْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ". فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ لَا مِيرَاثَ لَهُمَا (¬4). وَالصَّحِيحُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُرْسَلٌ. [3708] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبَّرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رَجُلًا هَلَكَ وَتَرَكَ عَمَّةً (¬5) وَخَالَةً، انْطَلِقْ تَقْسِمْ (¬6) مِيرَاثَهُ، فَتَبِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى حِمَارٍ وَقَالَ: "يَا رَبِّ، رَجُلٌ تَرَكَ عَمَّتَهُ وَخَالَتَهُ". ثُمَّ سَارَ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (10/ 28). (¬2) قوله: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬3) في النسخ بدون واو، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) المصدر السابق (10/ 29). (¬5) في (م): "عمته". (¬6) قوله: "تقسم" ليس في (م).

هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: "يَا رَبِّ رَجُلٌ هَلَكَ وَتَرَكَ (¬1) عَمَّتَهُ وَخَالَتَهُ". ثُمَّ سَارَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ: "يَا رَبِّ رَجُلٌ تَرَكَ عَمَّتَهُ وَخَالَتَهُ". ثُمَّ قَالَ: "لَا أَرَى (¬2) يَنْزِلُ عَلَيَّ شَيْءٌ، لَا شَيْءَ لَهُمَا" (¬3). احْتَجُّوا بِمَا (¬4): [3709] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ، أبنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْعَمَّةُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا أَبٌ، وَالْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا أُمٌّ" (¬5). [3710] وبإسناده أبنا يَزِيدُ، أبنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيِّ (¬6)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْخَالَةُ وَالِدَةٌ". مُرْسَلَانِ (¬7)، وَإِسْنَادُهُمَا ضَعِيفٌ. [3711] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أبنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ ¬

_ (¬1) في (م): "يا رب رجل ترك عمته وخالته". (¬2) في (ع): "أرأى". (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 396) من طريق يزيد بن هارون. (¬4) قوله: "بما" مكانه بياض في (م). (¬5) علقه ابن عبد البر في الاستذكار (15/ 472) عن يزيد. (¬6) في النسخ: "المغافري"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (22/ 560). (¬7) كتب ناسخ (م) على الطرة: "والصواب: والحديثان كلاهما مرسلان".

حَبَّانَ (¬1)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سَأَلَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ (¬2) وَتُوُفِّيَ: "هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَبًا فِيكُمْ؟ ". فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا (¬3). قَالَ: فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِيرَاثِهِ لِابْنِ أُخْتِهِ (¬4). هَذَا مُنْقَطِعٌ. وَقَدْ أَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ، فَقَالَ: ثَابِتُ بْنُ الدَّحْدَاحِ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْفَرَائِضُ. قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: قَتْلُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا (¬5). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَإِنَّمَا نَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ فِيمَا يُثْبِتُ أَصْحَابُنَا فِي بَنَاتِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬6) فَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَدْ قِيلَ: نَزَلَتْ بَعْدَ أُحُدٍ فِي بَنَاتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَهَذَا كُلُّهُ بَعْدَ أَمْرِ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ ذَكَرْنَا أَسَانِيدَ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬7)، وَفِي سُؤَالِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَارِثِهِ وَجَوَابِهِمْ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ ¬

_ (¬1) تصحف في بغية الباحث إلى: "عن محمد بن واسع بن حبان"، وجاء في المطالب العالية (8/ 52) على الصواب. (¬2) في الإصابة لابن حجر (2/ 40): "ويقال: ثابت بن الدحداحة". (¬3) في النسخ: "أتى فتيا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (6/ 215). ومعنى "أتي فينا": أنه غريب وأنه في القوم وليس منهم. (¬4) أخرجه ابن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 534) عن أبي عبيد القاسم. (¬5) أخرج قصة قتله الواقدي في مغازيه (1/ 281). (¬6) في النسخ: "محمد بن سلمة"، وفي المختصر: "محمود بن سلمة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (6/ 216). (¬7) السنن الكبير (12/ 443).

يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّمَا دَفَعَ (¬1) الْمِيرَاثَ إِلَى ابْنِ أُخْتِهِ عَلَى طَرِيقِ الْمَصْلَحَةِ. كَمَا رُوِيَ عَنْ بُرَيْدَةَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ مِنْ خُزَاعَةَ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِيرَاثِهِ، فَقَالَ: "انْظُرُوا هَلْ مِنْ وَارِثٍ؟ ". فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ وَارِثًا، فَأُخْبِرَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ادْفَعُوهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ" (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَهَذَا إِنَّمَا دَفَعَهُ إِلَيْهِ عَلَى طَرِيقِ الْمَصْلَحَةِ لَا بِالتَّوْرِيثِ، وَكَذَلِكَ فِي قِصَّةِ ابْنِ الدَّحْدَاحِ إِنْ كَانَ صَحِيحًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3712] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَيَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَا (¬3): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَعْيَنَ الْمِصْرِيُّ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، مِنْهُمْ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَادَنِي عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ بَلَغَ بِي مِنَ الْوَجَعِ مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي؛ أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَبِالشَّطْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَبِالثُّلُثِ؟ قَالَ: "الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) في (م): "رفع". (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 49). (¬3) في (ع): "قال". (¬4) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (13/ 596) من طريق ابن وهب.

وَفِي (¬1) حَدِيثِ يُونُسَ: "إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ (¬2) النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ فِيهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي (¬3) امْرَأَتِكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُخَلَّفُ (¬4) بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: "إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا صَالِحًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ! ". يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ مَاتَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ (¬6). وَلَا حُجَّةَ (¬7) لَهُمْ فِي قَوْلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (¬8) - رضي الله عنه -: وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ لِي، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِأَكْثَرِ مَالِهِ، إِذْ لَيْسَ لَهُ إِلَّا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَيْسَ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ابْنَتَهُ تَرِثُ جَمِيعَ مَالِهِ، فَقَدْ كَانَ لِسَعْدِ (¬9) بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - بَنُو أَعْمَامٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ يَرِثُونَ بَقِيَّةَ مَالِهِ بِالْإِجْمَاعِ، فَلَيْسَ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى ¬

_ (¬1) في (ع): "في". (¬2) يتكففون الناس: أي يمُدون أكفَّهم إليهم يسألونهم. (¬3) أي: في فَمِهَا. (¬4) أي: أَأُتْرَكُ. (¬5) صحيح البخاري (2/ 81). (¬6) صحيح مسلم (5/ 71). (¬7) في (م): "صحبة". (¬8) في (ع): "سعد بن وقاص". (¬9) في النسخ: "سعد"، والمثبت من المختصر.

جَوَازِ الرَّدِّ عَلَى الْبِنْتِ، وَفِي الرَّدِّ عَلَى الْوَرَثَةِ وَتَوْرِيثِ ذَوِي الْأَرْحَامِ خِلَافٌ فِي الصَّحَابَةِ، وَمَنْ قَالَ بِتَوْرِيثِهِمْ قَدَّمُوهُمْ عَلَى الْمَوَالِي، إِلَّا فِي رِوَايَةٍ ضَعِيفَةٍ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَالْعِرَاقِيُّونَ يُقَدِّمُونَ الْمَوَالِيَ عَلَى ذَوِي الْأَرْحَامِ، وَلَيْسَ لَهُمْ أَثَرٌ صَحِيحٌ فِي ذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3713] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي يَجْعَلُ فُضُولَ الْمَالِ فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَلَا يَرُدُّ عَلَى وَارِثٍ شَيْئًا (¬1). [3714] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ (¬2)، أبنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَيَّانَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأُمَّهَا، فَجَعَلَ لِزَوْجِهَا النِّصْفَ وَلِأُمِّهَا الثُّلُثَ، ثُمَّ رَدَّ مَا بَقِيَ عَلَى أُمِّهَا (¬3) (¬4). [3715] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا يَحْيَى، أبنا يَزِيدُ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 79) عن يزيد. (¬2) في النسخ: "الصرفي"، والمثبت من مصادر ترجمته وسائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (17/ 350). (¬3) في (م): "أهلها". (¬4) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (2/ 138)، ثم قال: "قال شعبة: قد سمعته من حيان، فحدثت به سفيان، فذهب سفيان إلى منصور فحدثه به، فنسيته، فسألت عنه منصورا فأخبرني به، فحفظته من منصور، وما أرى منصورا سمعه من حيان".

مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - يَرُدُّ عَلَى كُلِّ وَارِثٍ الْفَضْلَ بِحِصَّةِ مَا وَرِثَ، غَيْرَ الْمَرْأَةِ وَالزَّوْجِ (¬1). [3716] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أبنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ، أبنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ فِي إِخْوَةِ لِأُمٍّ (¬2) وَأُمٍّ، فَأَعْطَى الْإِخْوَةَ مِنَ الْأُمِّ الثُّلُثَ، وَأَعْطَى الْأُمَّ سَائِرَ الْمَالِ وَقَالَ: الْأُمُّ عَصَبَةُ مَنْ لَا عَصَبَةَ لَهُ. وَكَانَ لَا يَرُدُّ عَلَى إِخْوَةٍ لِأُمٍّ (¬3) مَعَ أُمٍّ، وَلَا عَلَى ابْنَةِ ابْنٍ مَعَ بِنْتِ الصُّلْبِ، وَلَا عَلَى أُخْتٍ لِأَبٍ مَعَ أُخْتٍ لِأَبٍ (¬4) وَأُمٍّ، وَلَا عَلَى امْرَأَةٍ وَلَا جَدَّةٍ، وَلَا عَلَى زَوْجٍ (¬5). [3717] وبإسناده؛ أبنا يَزِيدُ، أبنا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ امْرَأَةً هلَكَتْ وَلَمْ يُعْلَمْ لَهَا وَارِثٌ وَلَا عَصَبَةٌ، وَلَهَا زَوْجٌ، فَقَضَى عَلِيٌّ - رضي الله عنه - أَنَّ لِزَوْجِهَا مَالَهَا. [3718] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ، أبنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أُتِيَ زِيَادٌ فِي رَجُلٍ تَرَكَ عَمَّتَهُ وَخَالَتَهُ، قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ كَيْفَ قَضَى عُمَرُ فِيهَا؟ قَالُوا: [لَا] (¬6). قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِقَضَاءِ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِيهَا؛ جَعَلَ (¬7) ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 79) عن يزيد. (¬2) في النسخ: "إخوة الأم"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬3) في (م): "الأم". (¬4) في النسخ في الموضعين: "أخت الأب"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬5) أخرجه سفيان الثوري في الفرائض (ص 28). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 444). (¬7) في (م): "فجعل".

الْعَمَّةَ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ، وَالْخَالَةَ بِمَنْزِلَةِ الْأُخْتِ؛ فَأَعْطَى الْعَمَّةَ الثُّلُثَيْنِ وَالْخَالَةَ الثُّلُثَ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَسَنُ وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - جَعَلَ لِلْعَمَّةِ الثُّلُثَيْنِ، وَلِلْخَالَةِ الثُّلُثَ (¬2). وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - بِخِلَافِ هَذَا فِي رِوَايَةِ الْمَدَنِيِّينَ عَنْهُ، وَهِيَ (¬3) أَصَحُّ، فَهُمْ أَهْلُ بَلْدَتِهِ وَأَعْرَفُ بِقَضَائِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ. [3719] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أبنا يَزِيدُ، أبنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ (¬4)، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: الْخَالَةُ وَالِدَةٌ (¬5). [3720] وبإسناده أبنا يَزِيدُ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ، وَالْعَمَّةُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ، وَابْنَةُ الْأَخِ بِمَنْزِلَةِ الْأَخِ، وَكُلُّ ذِي رَحِمٍ بِمَنْزِلَةِ الرَّحِمِ الَّذِي يَلِيهِ، إِذَا (¬6) لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ ذُو قَرَابَةٍ (¬7). [3721] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أبنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 399) من طريق يزيد. (¬2) المصدر السابق (4/ 399)، (400) عن ثلاثتهم. (¬3) في (م): "وهو". (¬4) هو: عثمان بن عاصم الأسدي. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 401). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 400) عن يزيد. (¬6) في (ع): "إذ". (¬7) أخرجه سفيان الثوري في الفرائض (ص 37) عن محمد بن سالم.

وَعَبْدُ اللَّهِ يُوَرِّثَانِ الْأَرْحَامَ دُونَ الْمَوَالِي. قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ أَشَدَّهُمْ فِي ذَلِكَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَلَيْسُوا يَقُولُونَ بِهَذَا، يَقُولُونَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ أَهْلُ فَرَائِضَ مُسَمَّاةٍ وَلَا عَصَبَةٌ وَرَّثْنَا الْمَوَالِيَ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَكَذَا رَوَاهُ فُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَيَّانَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، فَأُتِيَ فِي ابْنَةٍ وَامْرَأَةٍ وَمَوْلًى (¬2)، فَقَالَ: كَانَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - يُعْطِي الِابْنَةَ النِّصْفَ، وَالْمَرْأَةَ الثُّمُنَ، وَيَرُدُّ مَا بَقِيَ عَلَى الْبِنْتِ (¬3). فَهَذِهِ رِوَايَةٌ مَوْصُولَةٌ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - بِخِلَافِ مَا قَالُوا، وَإِنَّمَا رُوِيَ مِثْلُ مَذْهَبِهِمْ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ رِوَايَةِ فِطْرٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مُنْقَطِعًا (¬4). وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ مُنْقَطِعًا عَنْ عَلِيٍّ. وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَرَّثَهَا عَلِيٌّ فَأَعْطَى الْبِنْتَ النِّصْفَ وَالْمَوْلَى النِّصْفَ (¬5). وَهَذِهِ امْرَأَةٌ مَجْهُولَةٌ، وَالرِّوَايَةُ الْمَوْصُولَةُ عَنْ عَلِيٍّ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ فِي زَعْمِهِمْ أَعْرَفُ بِمَذْهَبِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِهِ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 454). (¬2) في النسخ: "وامرأة مولى"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (6/ 242). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 250). (¬4) أخرج رواية فطر الطحاويُّ في شرح معاني الآثار (4/ 402). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 402). (¬6) في النسخ: "غيرهما"، والمثبت من المختصر.

وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُمَا تَقْدِيمُهُمَا (¬1) الرَّدَّ، وَتَوْرِيثَ ذَوِي الْأَرْحَامِ عَلَى الْمَوَالِي، وَالْعِرَاقِيُّونَ يُخَالِفُونَهُمَا فِي ذَلِكَ، وَيُخَالِفُونَ زَيْدًا وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما - فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ عُمَرَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْمَدَنِيِّينَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "تقديمها"، والمثبت من المصدر السابق.

مسألة (395): ولا يرث من قبل الأب إلا جدة واحدة على أحد القولين، وهي أم الأب وأمهاتها

مَسْأَلَةٌ (395): وَلَا يَرِثُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ إِلَّا جَدَّةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ، وَهِيَ أُمُّ الْأَبِ وَأُمَّهَاتُهَا (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: تَرِثُ أُمُّ أَبِ الْأَبِ أَيْضًا (¬2). وَهُوَ الْقَوْلُ الْآخَرُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. [3722] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬3)، ثنا الْقَعْنَبِيُّ (¬4)، عَنْ مَالِكٍ. (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أبنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُثْمَانَ [بْنِ] (¬5) إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَتِ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ، وَمَا عَلِمْتُ لَكِ فِي سُنَّةِ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا، فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ. فَسَأَلَ النَّاسَ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَضَرْتُ ¬

_ (¬1) انظر: نهاية المطلب (9/ 73)، والوسيط في المذهب (4/ 337)، والمجموع (17/ 85)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (6/ 20). (¬2) انظر: المبسوط (29/ 165)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (8/ 561). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 291). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 90/ أ). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر.

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أعْطَاهَا السُّدُسَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَأَنْفَذَهُ لَهَا أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - ثُمَّ جَاءَتِ الْجَدَّةُ الْأُخْرَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ، وَمَا كَانَ الْقَضَاءُ الَّذِي قُضِيَ بِهِ إِلَّا لِغَيْرِكِ، وَمَا (¬1) أَنَا بِزَائِدٍ فِي الْفَرَائِضِ شَيْئًا، وَلَكِنْ هُوَ ذَلِكِ السُّدُسُ، فَإِنِ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ فَهُوَ بَيْنَكُمَا، وَأَيَّتُكُمَا خَلَتْ بِهِ فَهُوَ لَهَا. لَفْظُ حَدِيثِ (¬2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ. [3723] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أبنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَتَتِ الْجَدَّتَانِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ السُّدُسَ لِلَّتِي مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَار: أَمَا إِنَّكَ لَتَتْرُكُ الَّتِي [لَوْ] (¬3) مَاتَتَا وَهُوَ حَيٌّ كَانَ إِيَّاهَا يَرِثُ. فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - السُّدُسَ بَيْنَهُمَا (¬4). تَابَعَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَارِثَةَ، وَقَدْ كَانَ شَهِدَ بَدْرًا - وَقَالَ مَرَّةً: رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ -: يَا أَبَا بَكْرٍ، يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ الَّتِي لَوْ أَنَّهَا مَاتَتْ هِيَ لَمْ يَرِثْهَا. فَجَعَلَهُ بَيْنَهُمَا. ¬

_ (¬1) في (م): "أما". (¬2) قوله: "حديث" ليس في (م). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 84/ أ).

[3724] أخبرنا بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ (¬1) وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَذَكَرَهُ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَمَنْ قَالَ بِالْقَوْلِ الْأَوَّلِ زَعَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - إِنَّمَا وَرَّثَ جَدَّتَيْنِ، وَكَذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَهُ، فَلَا يُوَرَّثُ أَكْثَرُ مِنْهُمَا. [3725] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أبنا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ (¬3) رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ كَانَ لَا يَفْرِضُ إِلَّا لِلْجَدَّتَيْنِ (¬4). [3726] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أبنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أبنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أبنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا نَعْلَمُهُ وُرِّثَ فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا جَدَّتَيْنِ (¬5). قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيْضًا (¬6). وَرُوِيَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: أَنْتُمُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبي محمد بن صالح"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 348). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 159). (¬3) قوله: "عبد" ليس في (ع). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 84/ أ). (¬5) في (م): "للجدتين". (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (6/ 235).

الَّذِينَ تَفْرِضُونَ لِثَلَاثِ جَدَّاتٍ! كَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذَلِكَ (¬1). وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: وَرِّثْ حَوَّاءَ مِنْ بَنِيهَا (¬2). وَإِسْنَادُهُ لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ: جَاءَتِ الْأَخْبَارُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَجَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ؛ أَنَّهُمْ وَرَّثُوا ثَلَاثَ جَدَّاتٍ، مَعَ الْحَدِيثِ الْمُنْقَطِعِ الَّذِي رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ وَرَّثَ ثَلَاثَ جَدَّاتٍ، وَلَا نَعْلَمُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خلَافَ ذَلِكَ، إِلَّا مَا رُوِّينَا عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِمَّا لَا يَثْبُتُ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ إِسْنَادُهُ. [3727] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ، أبنا شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَطْعَمَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ جَدَّاتٍ سُدُسًا. قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: جَدَّتَاكَ مِنْ قِبَلِ أَبِيكَ، وَجَدَّةُ أُمِّكَ (¬4) (¬5). وَرُوِيَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثلَاثَ جَدَّاتٍ السُّدُسَ؛ ثِنْتَيْنِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ، وَوَاحِدَةً مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 23). (¬2) في (م): "ورث جدا من بينهما". (¬3) في (م) كتب الناسخ في الحاشية: "لعل الصواب: أعطى. الصواب هو: أطعم، ولكن بمعنى أعطى". (¬4) في النسخ: "جدتيك من قبل أبيك، وجدتك من جدات وجدة أمك"، والمثبت من السنن الكبير للمصنف (12/ 509). (¬5) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 260) عن شعبة. وابن أبي شيبة في المصنف (16/ 292) عن سفيان.

[3728] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مُرْسَلًا (¬1). [3729] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو (¬2)، أبنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أبنا وَكِيعٌ، عَنِ الْفَضْلِ [ابْنِ] (¬3) دَلْهَمٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَّثَ ثَلَاثَ جَدَّاتٍ (¬4). وَهَذَا أَيْضًا مُرْسَلٌ، وَفِيهِ تَأْكِيدٌ لِلْأَوَّلِ. [3730] وبإسناده؛ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدٍ فِي الْجَدَّاتِ الْأَرْبَعِ؛ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَطْعَمَهُنَّ (¬5) السُّدُسَ (¬6). وَرَوَاهُ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ يُوَرِّثُ ثَلَاثَ جَدَّاتٍ إِذَا اسْتَوَيْنَ؛ ثِنْتَيْنِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ، وَوَاحِدَةً مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ (¬7). [3731] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ وَزَيْدٌ - رضي الله عنهما - يُعْطِيَانِ الْجَدَّةَ أَوِ الثِّنْتَيْنِ أَوِ الثَّلَاثَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 159). (¬2) في (ع): "عمر". (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 510). (¬4) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 261) من طريق وكيع. (¬5) في (م) كتب الناسخ في الحاشية: "والصواب أعطاهن". (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (12/ 511). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 162).

السُّدُسَ، لَا يُنْقَصْنَ مِنْهُ وَلَا يُزَدْنَ (¬1) عَلَيْهِ، إِذَا كَانَتْ قَرَابَتُهُنَّ إِلَى الْمَيِّتِ سَوَاءً، فَإِنْ كَانَتْ إِحْدَاهُنَّ أَقْرَبَ فَالسُّدُسُ لَهَا دُونَهُنَّ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُشَرِّكُ بَيْنَ أَقْرَبِهِنَّ وَأَبْعَدِهِنَّ فِي السُّدُسِ (¬2). [3732] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أبنا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى (¬4)، أبنا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (¬5)، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَلِيًّا كَانَا يُوَرِّثَانِ ثَلَاثَ جَدَّاتٍ؛ ثِنْتَيْنِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ، وَوَاحِدَةً مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ (¬6). [3733] وبإسناده ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا شَيْبَانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا حُمَيْدٌ وَدَاوُدُ؛ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: تَرِثُ ثَلَاثُ جَدَّاتٍ؛ جَدَّتَيْنِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ، وَوَاحِدَةً مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ (¬7). [3734] وبإسناده ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَرِثُ الْجَدَّاتُ الْأَرْبَعُ جَمِيعًا (¬8). ¬

_ (¬1) في (م): "يزيدون". (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (12/ 513). (¬3) في النسخ: "وأبنا"، والمثبت من المصدر السابق (12/ 511). (¬4) قوله: "ابن يحيى" ليس في (م). (¬5) في النسخ: "أبي ليلى"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 74) عن هشيم. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 162) عن زيد. (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 293) عن حماد.

وَهُوَ قَوْلُ مَسْرُوقٍ (¬1) وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ (¬2) وَالشَّعْبِيِّ (¬3) وَغَيْرِهِمْ مِنَ التَّابِعِينَ. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (16/ 295). (¬2) المصدر السابق (16/ 294). (¬3) المصدر السابق (16/ 296).

مسألة (396): والقربى من قبل الأم تحجب البعدى من قبل الأب، والقربى من قبل الأب لا تحجب البعدى من قبل الأم في الصحيح من المذهب، وهو أصح الروايتين عن زيد بن ثابت

مَسْأَلَةٌ (396): وَالْقُرْبَى مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ تَحْجُبُ الْبُعْدَى مِنْ قِبَلِ الْأَبِ، وَالْقُرْبَى مِنْ قِبَلِ الْأَبِ لَا تَحْجُبُ الْبُعْدَى مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ فِي الصَّحِيحِ مِنَ الْمَذْهَبِ، وَهُوَ أَصَحُّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: الْقُرْبَى مِنَ الْجَدَّاتِ تَحْجُبُ الْبُعْدَى، سَوَاءٌ كَانَتْ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ أَوْ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ (¬2). [3735] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أبنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ كِتَابِهِ، أبنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَتْ جَدَّتَانِ فَبَيْنَهُمَا السُّدُسُ، وَإِذَا كَانَتِ الَّتِي مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ أَقْرَبَ مِنَ الْأُخْرَى فَالسُّدُسُ لَهَا، وَإِذَا كَانَتِ الَّتِي مِنْ قِبَلِ الْأَبِ أَقْرَبَ فَهُوَ بَيْنَهُمَا (¬3). وَبِمَعْنَاهُ رُوِيَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: نهاية المطلب (9/ 77)، والوسيط في المذهب (4/ 354)، والمجموع (17/ 85، 89، 90)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (6/ 17). (¬2) انظر: المبسوط (29/ 168)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 232)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (8/ 562). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 276) من طريق قتادة. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 276).

[3736] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا كَانَتِ الْجَدَّةُ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ أَقْعَدَ (¬1) مِنَ الْجَدَّةِ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ فَهِيَ أَحَقُّ بِالسُّدُسِ، وَإِذَا كَانَتِ الْجَدَّةُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ [أَقْعَدَ] (¬2) أَشْرَكْتُ بَيْنَهَا (¬3) وَبَيْنَ جَدَّةِ الْأُمِّ (¬4). قِيلَ: وَكَيْفَ صَارَتِ الْجَدَّةُ مِنَ الْأُمِّ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ؟ قَالَ: لِأَنَّ الْجَدَّاتِ إِنَّمَا أُطْعِمْنَ السُّدُسَ مِنْ قِبَلِ سُدُسِ الْأُمِّ. [3737] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أبنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أبنا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عَلِيًّا وَزَيْدًا كَانَا يُوَرِّثَانِ الْقُرْبَى مِنَ الْجَدَّاتِ (¬5). [3738] قال: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أبنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ وَزَيْدٌ يُوَرِّثَانِ مِنَ الْجَدَّاتِ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "أفقد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 516). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) في (م) والمختصر: "بينهما". (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (12/ 516). قال عبد الرحمن بن أبي الزناد: "ما أعرف عمرو بن وهيب، وما كان أبي يحدث عن زيد بن ثابت إلا بأصول الفرائض". الضعفاء للعقيلي (1/ 257). (¬5) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 74) عن هشيم بنحوه. (¬6) في (ع): "والأقرب". (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 276) عن أشعث والشعبي.

[3739] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أبنا يَزِيدُ، أبنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ فِي رَجُلٍ تَرَكَ جَدَّتَيْهِ (¬1)؛ أُمَّ أَبِيهِ وَأُمَّ أُمِّهِ، وَجَدَّةَ الْأَبِ. قَالَ عَلِيٌّ وَزَيْدٌ: لِأُمِّ الْأُمِّ (¬2) السُّدُسُ، وَكَانَا يَقُولَانِ: السُّدُسُ لِأَقْرَبِ الْجَدَّاتِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: السُّدُسُ بَيْنَهُمَا سَوَاءٌ (¬3). فَإِنْ كَانَتْ أُمَّ الْأُمِّ وَجَدَّتَيِ (¬4) الْأَبِ أَشْرَكَ بَيْنَهُنَّ فِي السُّدُسِ إِذَا كَانَتَا (¬5) - الْجَدَّتَيْنِ - مِنْ قِبَلِ الْأَبِ نِسْبَتُهُمَا سَوَاءٌ، فَإِنْ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا أَقْرَبَ مِنَ الْأُخْرَى أَشْرَكَ بَيْنَ الدُّنْيَا (¬6) وَأُمِّ الْأُمِّ، وَسَقَطَتِ الْقُصْوَى (¬7). فَمَنْ قَالَ بِتَوْرِيثِ الْقُرْبَى مِنَ الْجَدَّاتِ دُونَ الْبُعْدَى سَوَاءٌ كَانَتِ الْقُرْبَى مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ وَالْبُعْدَى مِنْ قِبَلِ الْأَبِ، وَالْقُرْبَى مِنْ قِبَلِ الْأَبِ وَالْبُعْدَى مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ، احْتَجَّ بِرِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ وَزَيْدٍ، وَهَذِهِ رِوَايَةٌ مُطْلَقَةٌ، وَرِوَايَةُ الْمَدَنِيِّينَ عَنْ زَيْدٍ (¬8) مُفَسَّرَةٌ، يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْمُطْلَقَةِ مَا فَسَّرَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "جدته"، والمثبت من المختصر. (¬2) في (ع): "لأم لأم". (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 74) من طريق الشعبي بمعناه. (¬4) في النسخ: "وجدة"، والمثبت من المختصر. أي: إذا كانت الجدات الوارثات أم الأم وجدتي الأب. . . (¬5) في النسخ: "كانت"، والمثبت من المختصر. (¬6) قوله: "الدنيا" مكانها بياض في (م). (¬7) في النسخ: "القصرى"، والمثبت من المختصر. (¬8) قوله: "عن زيد" ليس في (م).

مسألة (397): والإخوة والأخوات للأب والأم وللأب يقاسمون الجد ما دامت المقاسمة خيرا له من الثلث

مَسْأَلَةٌ (397): وَالْإِخْوَةُ وَالْأَخَوَاتُ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ وَلِلْأَبِ يُقَاسِمُونَ الْجَدَّ مَا دَامَتِ (¬1) الْمُقَاسَمَةُ خَيْرًا لَهُ مِنَ الثُّلُثِ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: الْجَدُّ أَوْلَى بِالْمِيرَاثِ مِنْهُمْ (¬3). [3740] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَقَبِيصَةُ، قَالُوا: قَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: الْجَدُّ يُقَاسِمُ الْإِخْوَةَ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ وَالْإِخْوَةَ لِلْأَبِ، مَا كَانَتِ الْمُقَاسَمَةُ خَيْرًا لَهُ مِنْ ثُلُثِ الْمَالِ، وَإِنْ كَثُرَتِ الْإِخْوَةُ أَعْطَاهُ الثُّلُثَ، وَكَانَ لِلْإِخْوَةِ مَا بَقِيَ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (¬4)، وَقَضَى أَنَّ بَنِي الْأَبِ وَالْأُمِّ هُمْ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْ بَنِي الْأَبِ (¬5)، ذَكَرُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ، غَيْرَ أَنَّ بَنِي الْأَبِ يُقَاسِمُونَ بِالْجَدِّ (¬6) لِبَنِي الْأَبِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "دامتا"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (5/ 174)، (8/ 453)، ومختصر المزني (ص 191)، والحاوي الكبير (8/ 127)، ونهاية المطلب (9/ 81)، والوسيط في المذهب (4/ 350)، والمجموع (17/ 188). (¬3) انظر: المبسوط (29/ 180)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 231)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (8/ 559). (¬4) في (ع): "أنثيين". (¬5) في النسخ: "الأم"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (12/ 552). (¬6) وكذا في المختصر، وفي مصادر التخريج: "يقاسمون الجد".

وَالْأُمِّ ثُمَّ يَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَكُونُ لِبَنِي الْأَبِ شَيْءٌ مَعَ بَنِي الْأَبِ وَالْأُمِّ، وَبَنُو الْأَبِ يَرُدُّونَ عَلَى بَنَاتِ الْأَبِ وَالْأُمِّ، وَإِنْ بَقِيَ شَيْءٌ بَعْدَ فَرَائِضِ بَنَاتِ الْأَبِ وَالْأُمِّ فَهُوَ لِلْإِخْوَةِ [لِلأَبِ] (¬1) لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (¬2). [3741] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أبنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ (¬3)، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ؛ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ يَوْمًا، فَأَذِنَ لَهُ وَرَأْسُهُ فِي يَدِ جَارِيَةٍ لَهُ تُرَجِّلُهُ، فَنَزَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: دَعْهَا تُرَجِّلُكَ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ جِئْتُكَ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّمَا الْحَاجَةُ لِي؛ إِنِّي جِئْتُكَ لِنَنْظُرَ فِي أَمْرِ الْجَدِّ. فَقَالَ زَيْدٌ: لَا وَاللَّهِ مَا نَقُولُ فِيهِ. فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: لَيْسَ هُوَ بِوَحْيٍ حَتَّى نَزِيدَ فِيهِ وَنَنْقُصَ مِنْهُ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ نَرَاهُ (¬4)، فَإِنْ رَأَيْتُهُ وَافَقَنِي تَبِعْتُهُ، وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ فِيهِ شَيْءٌ. فَأَبَى زَيْدٌ، فَخَرَجَ [مُغْضَبًا] (¬5) وَقَالَ: قَدْ جِئْتُكَ وَأَنَا أَظُنُّكَ سَتَفْرُغُ مِنْ حَاجَتِي. ثُمَّ أَتَاهُ مَرَّةً أُخْرَى فِي السَّاعَةِ الَّتِي أَتَاهُ الْمَرَّةَ الْأُولَى، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: فَسَأَكْتُبُ لَكَ فِيهِ. فَكَتَبَهُ فِي قِطْعَةِ قِتْبٍ، وَضَرَبَ لَهُ مَثَلًا: ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (12/ 552). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 166) من طريق يونس. (¬3) المسند لابن وهب (ص 166). (¬4) في النسخ: "تزيد. . . وتنقص. . . تراه"، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر، والسنن الكبير (12/ 546). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة.

إِنَّمَا مَثَلُهُ مَثَلُ (¬1) شَجَرَةٍ نَبَتَتْ (¬2) عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ، فَخَرَجَ فِيهَا غُصْنٌ (¬3)، ثُمَّ خَرَجَ فِي غُصْنٍ غُصْنٌ (¬4) آخَرُ، فَالسَّاقُ يَسْقِي الْغُصْنَ، فَإِنْ قَطَعْتَ الْغُصْنَ الْأَوَّلَ رَجَعَ الْمَاءُ إِلَى الْغُصْنِ، وَإِنْ قَطَعْتَ الثَّانِيَ رَجَعَ الْمَاءُ إِلَى الْأَوَّلِ، فَأتَى بِهِ، فَخَطَبَ النَّاسَ عُمَرُ - رضي الله عنه -، ثُمَّ قَرَأَ قِطْعَةَ الْقِتْبِ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَدْ قَالَ فِي الْجَدِّ قَوْلًا، وَقَدْ أَمْضَيْتُهُ. قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ جَدٍّ كَانَ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ الْمَالَ كُلَّهُ؛ مَالَ ابْنِ ابْنِهِ دُونَ إِخْوَتِهِ، فَقَسَّمَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (¬5). [3742] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ (¬6)، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطِ (¬7)؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - سَأَلَ جُلَسَاءَهُ: أَيُّكُمْ عِنْدَهُ عِلْمٌ بِقَضَاءٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْجَدِّ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: مَا أَعْطَاهُ؟ قَالَ: السُّدُسَ. قَالَ: مَعَ مَنْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي (¬8). قَالَ: لَا دَرَيْتَ. قَالَ: ثُمَّ سَأَلَ أَيْضًا فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا عِنْدِي عِلْمٌ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: مَهْ (¬9)؟ ¬

_ (¬1) قوله: "مثل" ليس في (م). (¬2) في النسخ: "ينبت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) زيد هنا في النسخ: "به" خطأ. (¬4) زيد هنا كذلك في النسخ: "به" خطأ. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 164). (¬6) اسمه: نجيح بن عبد الرحمن. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (29/ 322). (¬7) في (م): "الخياط". (¬8) زاد بعده في (م): "أو". (¬9) هي (ما) الاستفهامية، وأبدل الألف هاء للوقف والسكت.

قَالَ: [أَعْطَاهُ الثُّلُثَ. قَالَ: مَعَ مَنْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: لَا دَرَيْتَ. ثُمَّ سَأَلَ أَيْضًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا عِنْدِي عِلْمٌ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: مَهْ؟ قَالَ] (¬1): أَعْطَاهُ النِّصْفَ. قَالَ: مَعَ مَنْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: لَا دَرَيْتَ. ثُمَّ سَأَلَ أَيْضًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَعْطَاهُ الْمَالَ كُلَّهُ. فَلَمَّا وَضَعَ زَيْدٌ الْفَرَائِضَ أَعْطَاهُ مَعَ الْوَلَدِ الذُّكُورِ السُّدُسَ، وَمَعَ الْإِخْوَةِ الثُّلُثَ، وَمَعَ الْأَخِ الْوَاحِدِ (¬2) النِّصْفَ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ غَيْرُهُ جَعَلَ لَهُ الْمَالَ (¬3). [3743] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ، أبنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَطَّانُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أبنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أبنا سُفْيَانُ، عَنْ عِيسَى الْمَدَنِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ رَأْيُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنْ يُجْعَلَ الْجَدُّ أَوْلَى مِنَ الْأَخِ، وَكَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يَكْرَهُ الْكَلَامَ فِيهِ، فَلَمَّا صَارَ عُمَرُ جَدًّا قَالَ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ وَقَعَ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ (¬4). فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: كَانَ رَأْيِيِ وَرَأْيُ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُجْعَلَ الْجَدُّ أَوْلَى مِنَ الْأَخِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا تَجْعَلْ شَجَرَةً نَبَتَتْ فَانْشَعَبَ (¬5) مِنْهَا غُصْنٌ فَانْشَعَبَ فِي الْغُصْنِ غُصْنٌ، فَمَا يَجْعَلُ الْغُصْنَ الْأَوَّلَ أَوْلَى مِنَ الْغُصْنِ الثَّانِي وَقَدْ خَرَجَ الْغُصْنُ مِنَ الْغُصْنِ؟ ! قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ زَيْدٌ، إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَهُ سَيْلًا سَالَ فَانْشَعَبَ مِنْهُ شُعْبَةٌ، ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن للمؤلف (9/ 140). (¬2) في النسخ: "بواحد"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 62) عن أبي معشر. (¬4) في (ع): "معفرته". (¬5) في (ع): "فاتشعب".

ثُمَّ انْشَعَبَتْ مِنْهُ شُعْبَتَانِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ هَذِهِ الشُّعْبَةَ الْوُسْطَى رَجَعَ أَلَيْسَ إِلَى الشُّعْبَتَيْنِ جَمِيعًا؟ فَقَامَ عُمَرُ فَخَطَبَ النَّاسَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى مَا مَضَى (¬1). [3744] أخبرنا أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا إِسمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الْقَطَّانُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أبنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أبنا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ أَوَّلَ جَدٍّ وُرِّثَ فِي الْإِسْلَامِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، مَاتَ ابْنُ فُلَانِ بْنِ عُمَرَ، فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَأْخُذَ الْمَالَ دُونَ إِخْوَتِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ وَزَيْدٌ: لَيْسَ لَكَ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوْلَا أَنَّ رَأْيَكُمَا اجْتَمَعَ لَمْ أَرَ أَنْ يَكُونَ ابْنِي وَلَا (¬2) أَكُونَ أَبَاهُ (¬3). هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ. [3745] أخبرنا أَبو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو (¬4) بْنِ السَّرْحِ، أبنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخَذَ أَبُو الزِّنَادِ هَذِهِ الرِّسَالَةَ مِنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَمِنْ كُبَرَاءِ آلِ زَيْدٍ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. فَذَكَرَ الرِّسَالَةَ بِطُولِهَا، وَفِيهَا: وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 265) عن سفيان. (¬2) في النسخ: "فلا"، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه الدارمي في المسند (10/ 69) من طريق عاصم. (¬4) من قوله: "عبد الله بن جعفر" إلى هنا ليس في (م).

شَأْنِ الْجَدِّ وَالْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ كَلَامًا شَدِيدًا، وَأَنا يَوْمَئِذٍ أَحْتَسِبُ أَنَّ الْإِخْوَةَ أَقْرَبُ حَقًّا فِي أَخِيهِمْ مِنَ الْجَدِّ، ويرَى هُوَ يَوْمَئِذٍ أَنَّ الْجَدَّ أَقْرَبُ مِنَ الْإِخْوَةِ (¬1). فَذَكَرَ مُحَاوَرَتَهُمَا فِي ذَلِكَ، ثُمَّ اجْتِمَاعَهُمَا عَلَى قِسْمَةِ الْمَالِ بَيْنَهُمْ عَلَى التَّرْتِيبِ الَّذِي نَقَلْنَاهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬2)، ثُمَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ. قَالَ (¬3) الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - يُشَرِّكُ بَيْنَ الْجَدِّ وَالْإِخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ لِأَبٍ وَأُمٍّ أَوْ لِأَبٍ، وَكَيْفِيَّةُ تَشْرِيكِهِمْ عَنْهُمْ مَذْكُورٌ (¬4) فِي كِتَابِ السُّنَنِ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3746] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أبنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ (¬5) الْفَقِيهُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَعَلَهُ الَّذِي قَالَ [لَهُ] (¬6) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ خَلِيلًا". يَعْنِي: أبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - جَعَلَ الْجَدَّ أبًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬7) (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 20) من طريق ابن وهب. (¬2) السنن الكبير (12/ 548). (¬3) في (ع): "قال قال". (¬4) كذا في النسخ ونسخة (ك)، (ش) من المختصر، والجادة: "مذكورة". (¬5) في النسخ: "أحمد بن سليمان"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (5/ 309). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬7) بعده في (ع) كلمة تقرأ: "عنه"، وفي (م): "- رضي الله عنه -". وأبو سلمة هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي. (¬8) صحيح البخاري (5/ 4).

[3747] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أبنا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ - رضي الله عنهم - كَانُوا يَجْعَلُونَ الْجَدَّ أَبًا؛ يَرِثُ مَا يَرِثُ وَيَحْجُبُ مَا يَحْجُبُ (¬1). [3748] قال: وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ طَاوُسٍ أَنَّ عُثْمَانَ وَابْنَ عَبَّاسٍ كَانَا يَجْعَلَانِ الْجَدَّ أَبًا (¬2). * * * ¬

_ (¬1) عزاه ابن حجر في الفتح (12/ 19) ليزيد بن هارون في كتاب الفرائض، وأخرج نحوه سعيد بن منصور (1/ 63) وغيره من أوجه أخر. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 264) عن ليث.

مسألة (398): ومال المرتد إذا مات على ردته أو قتل فيء للمسلمين

مَسْأَلَةٌ (398): وَمَالُ الْمُرْتَدِّ إِذَا مَاتَ عَلَى رِدَّتِهِ أَوْ قُتِلَ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مَا كَانَ لَهُ قَبْلَ رِدَّتِهِ فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ الْمُسْلِمِينَ (¬2). [3749] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ (¬3)، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ (¬4). [3750] حدثنا أبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، [عَنْ] (¬5) عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (¬6) بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 262)، ومختصر المزني (ص 189)، والحاوي الكبير (18/ 117)، ونهاية المطلب (11/ 445)، والوسيط في المذهب (6/ 430)، والمجموع (21/ 72, 75). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 234)، وتحفة الفقهاء (3/ 310)، وبدائع الصنائع (7/ 138). (¬3) في النسخ: "علي بن الحسن"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬4) صحيح البخاري (8/ 156). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 446). (¬6) في النسخ: "علي بن الحسن"، والمثبت من السنن الكبير. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 95).

عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَرِثُ الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ، وَلَا الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ" (¬1). [3751] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أبنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (ح). وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أبنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ (¬2): يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬4). [3752] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أبنا أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْعَبْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً، مِنْهُمْ يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى" (¬5). [3753] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (ح) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 59) عن ابن عيينة. (¬2) قوله: "قال" ليس في (م). (¬3) أخرجه سعدان بن نصر في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 10). (¬4) صحيح مسلم (5/ 59). (¬5) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (8/ 410) من طريق ابن عيينة.

وَأَخْبَرَنَا أَبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ قُسَيْطٍ الرَّقِّيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيتُ عَمِّي وَمَعَهُ الرَّايَةُ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، [فَأَمَرَنِي] (¬1) أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ وَآخُذَ مَالَهُ (¬2). وَالْمُرَادُ بِهَذَا النِّكَاحِ: [الْوَطْءُ] (¬3)؛ فَقَدْ رُوِيَ: إِلَى رَجُلٍ عَرَّسَ بِامْرَأَةِ أَبِيهِ. وَقَدْ حَمَلَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَلَى أَنَّهُ نَكَحَهَا مُعْتَقِدَ الْإِبَاحَةِ، فَصَارَ بِهِ مُرْتَدًّا، وَجَبَ قَتْلُهُ وَأَخْذُ مَالِهِ، فَبِالْإِجْمَاعِ لَا يُؤْخَذُ مَالُهُ بِمُجَرَّدِ الزِّنَا دُونَ اعْتِقَادِ إِبَاحَتِهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَسْأَلُهُمَا عَنْ مِيرَاثِ الْمُرْتَدِّ، فَقَالَا: لِبَيْتِ الْمَالِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: يَعْنِيَانِ - رحمهما الله - أَنَّهُ فَيْءٌ (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3754] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ أُتِيَ بِمُسْتَوْرِدٍ الْعِجْلِيِّ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (12/ 569). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 275). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وأثبتناه من المختصر. (¬4) الأم للشافعي (7/ 425).

وَقَدِ ارْتَدَّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسَلَامَ فَأَبَى، قَالَ: فَقَتَلَهُ، وَجَعَلَ (¬1) مِيرَاثَهُ بَيْنَ وَرَثَتِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: يَزْعُمُ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِنْكُمْ أَنَّهُ غَلَطٌ، وَأَنَّ الْحُفَّاظَ لَمْ يَحْفَظُوا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: فَقَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ وَرَثَتِهِ الْمُسْلِمِينَ، وَنَخَافُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي زَادَ (¬3) هَذَا غَلِطَ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد - رحمه الله -: قَدْ رَوَاهُ الشَّعْبِيُّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - دُونَ ذِكْرِ الْمَالِ. وَبَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ - رحمه الله - فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ - أَنَّهُ ضَعَّفَ الْحَدِيثَ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّ مِيرَاثَ الْمُرْتَدِّ لِوَرَثَتِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ قَدْ جَعَلَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - لِخَصْمِهِ ثَابِتًا، وَاعْتَذَرَ فِي تَرْكِهِ قَوْلَهُ بِظَاهِرِ قَوْلِ النَّبِيِّ - رحمه الله -: "لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ". كَمَا تَرَكُوا بِهِ قَوْلَ مُعَاذٍ وَمُعَاوِيَةَ وَغيْرِهِمَا - رضي الله عنهم - فِي تَوْرِيثِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْيَهُودِيِّ؛ يَعْنِي أَنَّهُمْ مَعَنَا (¬5)، لَمْ يَخُصُّوا خَبَرَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بِقَوْلِ مُعَاذٍ وَغَيْرِهِ، فَكَذَلِكَ وَجَبَ أَنْ لَا يَخُصُّوهُ بِقَوْلِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - حَتَّى يَحْمِلُوا الْخَبَرَ عَلَى الْكَافِرِ الْحَرْبِيِّ دُونَ الْمُرْتَدِّ، كَمَا لَمْ يَحْمِلُوهُ عَلَى الْكَافِرِ الْحَرْبِيِّ دُونَ الذِّمِّيِّ بِقَوْلِ مُعَاذٍ وَغَيْرِهِ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "وجعله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 571). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 317)، (17/ 445). (¬3) في النسخ والمختصر: "أراد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) الأم للشافعي (7/ 423). (¬5) قوله "معنا" مكانه بياض في (م).

[3755] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ [أَبِي طَالَبٍ] (¬1)، أنا يَزِيدُ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ؛ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَضَى فِي مِيرَاثِ الْمُرْتَدِّ أَنَّهُ لِأَهْلِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (¬2). هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَالْحَجَّاجُ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَرَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ عَلِيٍّ، وَهُوَ أَيْضًا مُنْقَطِعٌ (¬3). [3756] وبإسناده أنا يَزِيدُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ جُمَيْعٍ (¬4)، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّهُ جَعَلَ مِيرَاثَ الْمُرْتَدِّ لِوَرَثَتِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (¬5). وَهَذَا أَيْضًا مُنْقَطِعٌ؛ الْقَاسِمُ لَمْ يُدْرِكْ جَدَّهُ. ثُمَّ قَدْ رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - نَحْوُ مَذْهَبِنَا، وَقَوْلُهُمَا يُوَافِقُ حَدِيثَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَهُوَ أَوْلَى. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 570). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 317) عن يزيد. (¬3) من قوله: "والحجاج" إلى هنا ليس في (م). (¬4) كذا في النسخ، والصواب: "ابن الوليد بن جميع"، واسمه: ثابت، كما في سنن الدارمي. وأنظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (2/ 171). (¬5) أخرجه الدارمي في السنن (10/ 219) عن ثابت بن الوليد بن جميع عن أبيه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 316) عن محمد بن فضيل عن الوليد. ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (7/ 465).

مسألة (399): والإخوة والأخوات للأب والأم يشاركون الإخوة والأخوات للأم في ثلثهم في مسألة المشركة

مَسْأَلَةٌ (399): وَالْإِخْوَةُ وَالْأَخَوَاتُ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ يُشَارِكُونَ الْإِخْوَةَ وَالْأَخَوَاتِ لِلْأُمِّ فِي ثُلُثِهِمْ فِي مَسْأَلَةِ الْمُشَرَّكَةِ (¬1) (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُمْ (¬3) لَا يُشَارِكُونَهُمْ (¬4). [3757] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ (¬5) سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ - خَوْلَانِيٌّ - عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَشْرَكَ بينَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ مَعَ الْإِخْوَةِ [مِنَ الأُمِّ] (¬6) فِي الثُّلُثِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قَضَيْتَ فِي هَذَا عَامَ أَوَّلَ بِغَيْرِ هَذَا! قَالَ: كَيْفَ قَضَيْتُ؟ قَالَ: جَعَلْتَهُ لِلْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ، وَلَمْ تَجْعَلْ لِلْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ شَيْئًا. قَالَ: تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا، [وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا] (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "الشركة"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 187)، والحاوي (8/ 105)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (6/ 467)، والمجموع (17/ 152، 165). (¬3) قوله: "إنهم" ليس في (م). (¬4) انظر: المبسوط (29/ 154)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 237). (¬5) في النسخ: "بن"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ.

تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ (¬1). [3758] أخبرنا أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬2)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا لِأُمِّهَا وَإِخْوَتَهَا لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا؛ فَشَرَّكَ بَيْنَ الْإَخْوَةِ لِلْأُمِّ وَبَيْنَ الْإِخْوَةِ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ بِالثُّلُثِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّكَ لَمْ تُشَرِّكْ بَيْنَهُمْ (¬3) عَامَ (¬4) كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَتِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا يَوْمَئِذٍ، وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا الْيَوْمَ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ الثَّوْرِيُّ - رحمه الله -: لَوْ لَمْ أَسْتَفِدْ فِي سَفْرَتِي هَذِهِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ لَظَنَنْتُ أَنِّي قَدِ اسْتَفَدْتُ فِيهِ خَيْرًا (¬5). وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ، وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: هَذَا خَطَأٌ؛ وَإِنَّما هُوَ الْحَكَمُ بْنُ مَسْعُودٍ (¬6). وَبِمَعْنَاهُ قَالَ الْبُخَارِيُّ (¬7). وَرَوَى قَتَادَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - شَرَّكَ بَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ وَبَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ فِي الثُّلُثِ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 223). (¬2) المصنف لعبد الرزاق (10/ 249). (¬3) زاد هنا في (م): "في". (¬4) في المختصر: "عام أول". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 155). (¬6) المعرفة والتاريخ ليعقوب البسوي (2/ 224). (¬7) التاريخ الكبير (2/ 332) وقال: "ولم يتبين سماع وهب من الحكم". (¬8) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (7/ 412).

[3759] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أبنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وُهَيْبٍ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - فِي الْمُشْتَرَكَةِ، قَالَ: هَبُوا أَبَاهُمْ كَانَ حِمَارًا، مَا زَادَهُمُ الْأَبُ إِلَّا قُرْبًا. وَأَشْرَكَ بَيْنَهُمْ فِي الثُّلُثِ (¬2). [3760] وأخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ؛ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - شَرَّكَ بَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ وَالْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ (¬3)، وَأَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - لَمْ يُشَرِّكْ بَيْنَهُمْ (¬4). [3761] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ (¬5)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ وَزَيْدٍ - رضي الله عنهم - أَنَّهُمْ قَالُوا: لِلزَّوْجِ النِّصْفُ، وَلِلْأُمِّ السُّدُسُ، وَأَشْرَكُوا بَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وفي المستدرك: "وهب"، وكذا في لسان الميزان (2/ 183) و (6/ 232). وفي السنن الكبير للمؤلف (12/ 578) والضعفاء للعقيلي (1/ 257): "عمرو بن وهيب"، وله خبر آخر تقدم ذكره، وهو مجهول؛ فقد روى العقيلي من طريق بشر بن عمر الزهراني عن أبي أمية عن أبي الزناد عن عمرو بن وهيب عن زيد، قال بشر: "فلقيت عبد الرحمن بن أبي الزناد فقال: ما أعرف عمرو بن وهيب، وما كان أبي يحدث عن زيد بن ثابت إلا بأصول الفرائض". وأبوه أيضًا لم نجد من ذكره، والله أعلم. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 15). (¬3) زاد بعده في المختصر (4/ 33): "في الثلث". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 251)، وابن أبي شيبة في المصنف (16/ 266). (¬5) في النسخ: "عن منصور عن الأعمش"، والمثبت من السنن الكبير (12/ 578)، ومعرفة السنن للمؤلف (9/ 148).

الْأَبِ وَالْأُمِّ، وَالْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ فِي الثُّلُثِ، وَقَالُوا: مَا زَادَهُمُ الْأَبُ إِلَّا قُرْبًا (¬1). [3762] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ: لِلزَّوْجِ النِّصْفُ وَللْأُمِّ السُّدُسُ. وَأَشْرَكَا (¬2) بَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ وَبَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ فِي الثُّلُثِ، ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ، قَالَا: مَا زَادَهُمُ الْأَبُ إِلَّا قُرْبًا. وَقَالَ عَلِيٌّ (¬3) وَزَيْدٌ: لِلزَّوْجِ النِّصْفُ، وَلِلْأُمِّ السُّدُسُ، وَلِلْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ الثُّلُثُ. وَلَمْ يُشْرِكَا بَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ مَعَهُمْ (¬4)، وَقَالَا: هُمْ عَصَبَةٌ، إِنْ فَضَلَ شيْءٌ كَانَ لَهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَفْضُلْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ (¬5). [3763] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ (¬6)، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ فِي زَوْجٍ وَأُمٍّ وَأَخَوَيْنِ لِأُمٍّ وَأَخٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ، فَقَالَ: قَدْ تَكَامَلَتِ السِّهَامُ. وَلَمْ يُعْطِ الْأَخَ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ شَيْئًا (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 251)، وابن أبي شيبة في المصنف (16/ 233) عن سفيان. (¬2) في (ع): "أو أشركا". (¬3) في النسخ: "وعلي" والمثبت من المختصر. (¬4) في النسخ: "بينهم"، والمثبت من السنن الكبير. (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (12/ 580). وأخرج الحاكم في المستدرك (10/ 15) نحوه من طريق الشعبي عن عمر وعلي وزيد، وليس فيه: "عبد الله". (¬6) هو: عبد الرحمن بن ثروان. له ترجمة في تهذيب الكمال (17/ 20). (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 235)، وأحمد بن حنبل كما في مسائل إسحاق بن منصور (8/ 4177) عن سفيان.

[3764] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ جَعَلَ لِلْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ الثُّلُثَ وَلَمْ يُشْرِكِ الْإِخْوَةَ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ مَعَهُمْ، وَقَالَ: هُمْ عَصَبَةٌ وَلَمْ يَفْضُلْ لَهُمْ شَيْءٌ (¬1). [3765] وبإسناده أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - عَنِ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانُوا مِائَةً (¬2) أَكُنْتُمْ تَزِيدُونَهُمْ عَلَى الثُّلُثِ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنِّي لَا أَنْقُصُهُمْ شَيْئًا (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: الْمَشْهُورُ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ لَمْ يُشَرِّكْ، وَالصَّحِيحُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ شَرَّكَ. وَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ فَقِيلَ عَنْهُ: إِنَّهُ لَمْ يُشَرِّكْ، وَقِيلَ عَنْهُ: إِنَّهُ شَرَّكَ. وَهَذَا فِي رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ عَنْهُ، وَهُمَا أَعْرَفُ بِمَذْهَبِهِ مِنْ غَيْرِهِمَا، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ فِي الِابْتِدَاءِ لَمْ يُشَرِّكْ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى التَّشْرِيكِ، كَمَا رَوَيْنَا عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 251) عن سفيان. (¬2) في (م) غير واضحة، وتشبه: "بنات". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 235) عن سفيان بنحوه.

مسألة (400): وإذا مات ولد الملاعنة، ولا وارث له إلا عصبة أمه، فماله لبيت مال المسلمين

مَسْأَلَةٌ (400): وَإِذَا مَاتَ وَلَدُ الْمُلَاعَنَةِ، وَلَا وَارِثَ لَهُ إِلَّا عَصَبَةُ أُمِّهِ، فَمَالُهُ (¬1) لِبَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: مِيرَاثُهُ لِعَصَبَةِ أُمِّهِ بِالتَّعْصِيبِ. فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ (¬3). [3766] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْعَدْلُ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ (¬4) الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى (¬5) رَجُلٍ ذَكَرٍ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ خُزَيْمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ (¬6)، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ¬

_ (¬1) في م: "فما". (¬2) انظر: الأم (5/ 177)، ومختصر المزني (ص 190)، والحاوي (8/ 159)، والمجموع (17/ 169). (¬3) انظر: المبسوط (29/ 198). (¬4) في النسخ: "ابن سعيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. وانظر ترجمته في تلخيص تاريخ نيسابور (ص 78)، وسير أعلام النبلاء (15/ 519). (¬5) أي: لأقرب. (¬6) صحيح البخاري (8/ 150).

عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ عَنْ وُهَيْبٍ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: فَيُجْعَلُ مَا فَضَلَ عَنْ أَهْلِ الْفَرَائِضِ لِعَصَبَةِ الْمُتَوَفَّى دُونَ عَصَبَةِ أُمِّهِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِوَلَدِ الْمُلَاعَنَةِ عَصَبَةٌ مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ، فَالْمُسْلِمُونَ عَصَبَةٌ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَا فَضلَ لَهُمْ. [3767] حدثنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالُويَهِ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً (¬2) فَادْعُونِي؛ فَإِنِّي وَلِيُّهُ، وَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ مَالًا فَلْيُؤْثِرْ (¬3) بِمَالِهِ عَصَبَتَهُ (¬4) مَنْ كَانَ" (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ مَالًا فَإِلَى الْعَصَبَةِ مَنْ كَانَ" (¬6). [3768] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ. فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 59). (¬2) أي: عيالا لا شيء لهم ولا عائل. (¬3) في النسخ: "فليرث"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في النسخ: "عصبة"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (8/ 291). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 62) عن محمد بن رافع.

[3769] أخبرنا أبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، ثنا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ يَعْنِي حَدِيثَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ: وَكَانَتْ حَامِلًا فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا، وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ - عز وجل - لَهَا (¬1). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْعَتَكِيِّ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَهْلٌ: وَكَانَتْ حَامِلًا [وَكَانَ ابْنُهَا] (¬3) يُدْعَى إِلَى أُمِّهِ، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي أَنَّهُ يَرِثُهَا وَتَرِثُ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا (¬4). قالَ الْإِمَامُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى أنَّه لَا يُرَدُّ عَلَى أُمِّهِ وَلَا عَلَى إِخْوَتِهِ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ مَا بَقِيَ عَنْ (¬5) فَرِيضَتِهِمْ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3770] أخبرنا أبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 258). (¬2) صحيح البخاري (6/ 100). (¬3) ما بين المعقوفين مكانه في النسخ: "ابنا"، وأثبتناه من السنن الكبير (15/ 446)، ومعرفة السنن والآثار (21/ 143)، ونحوه في صحيح مسلم. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 206). (¬5) في النسختين: "من"، والمثبت من المختصر.

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمَرْأَةُ تُحْرِزُ ثَلَاثَةَ مَوَارِيثَ: عَتِيقَهَا، وَلَقِيطَهَا، وَوَلَدَهَا (¬1) الَّذِي لَاعَنَتْ عَلَيْهِ" (¬2). عُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ لَمْ يَحْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ - رحمهما الله -، وَلَا لَهُ ذِكْرٌ فِي كِتَابَيْهِمَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: عُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ فِيهِ نَظَرٌ (¬3). [3771] أخبرنا أَبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ وَمُوسَى بْنُ عَامِرٍ، قَالَا: ثنا الْوَلِيدُ، أنا ابْنُ جَابِرٍ (¬4)، ثنا مَكْحُولٌ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِيرَاثَ ابْنِ الْمُلَاعَنَةِ لِأُمِّهِ وَلِوَرَثَتِهَا [مِنْ] (¬5) بَعْدِهَا (¬6). هَذَا مُرْسَلٌ. [3772] أخبرنا أبو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، ثنا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي عِيسَى أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مِثْلَهُ (¬7). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: حَدِيثُ مَكْحُولٍ مُنْقَطِعٌ، وَعِيسَى هُوَ ابْنُ مُوسَى ¬

_ (¬1) في (ع): "وولدنا"، وفي (م): "وولده"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 292). (¬3) التاريخ الكبير للبخاري (6/ 155). (¬4) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. والوليد هو: ابن مسلم. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 292). (¬7) المصدر السابق (ق/ 293).

أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، فِيهِ نَظَرٌ، وَلَمْ يَثْبُتْ مِنْ عَدَالَتِهِ مَا يُوجِبُ قَبُولَ خَبَرِهِ. وَرُوِيَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَخٍ لِي مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ: لِمَنْ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِوَلَدِ الْمُلَاعَنَةِ؟ قَالَ: قَضَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأُمِّهِ. قَالَ: هِيَ بِمَنْزِلَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ (¬1). وَقِيلَ: عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ (¬2). وَكِلَاهُمَا مُنْقَطِعٌ، لَا تَقُومُ الْحُجَّةُ بِمِثْلِهِمَا. ثُمَّ حَمَلَهُ الْأُسْتَاذُ أبو الْوَلِيدِ - رحمه الله - عَلَى مَا لَوْ كَانَتْ أُمُّهُ مَوْلَاةً بِعَتَاقَةٍ، فَيَكُونُ مَوَالِيهَا عَصَبَتَهَا، وَعَصَبَةَ ابْنِهَا، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ الْمُلَاعَنَةِ مَمْلُوكًا مَلَكَتْهُ أُمُّهُ بَعْدَ أَنْ صَارَتْ حُرَّةً فَعَتَقَ عَلَيْهَا، فَتَكُونُ مَوْلَاةً، فَتَرِثُ مَا بَقِيَ بِالْوَلَاءِ إِنْ كَانَتْ حَيَّةً، وَيَرِثُهُ (¬3) عَصَبَتُهَا إِنْ كَانَتْ مَيِّتَةً بِالْوَلَاءِ. [3773] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، ثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى عَلِيٍّ فَاخْتَصَمُوا فِي وَلَدِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَجَاءَ وَلَدُ أَبِيهِ يَطْلُبُونَ مِيرَاثَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ (¬4) مِيرَاثَهُ لِأُمِّهِ، وَجَعَلَهَا عَصَبَتَهُ (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الثوري في الفرائض (ص 39). (¬2) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 265). (¬3) في (ع): "ترثه"، وفي (م): "ترث"، والمثبت من المختصر. (¬4) في النسخ: "فيجعل"، والمثبت من السنن الكبير (12/ 586). (¬5) في النسخ: "عصبة"، والمثبت من المصدر السابق ومصادر التخريج. (¬6) أخرجه الدارمي في السنن (10/ 124) من طريق يحيى بن أبي بكير.

[3774] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ فِي ابْنِ الْمُلَاعَنَةِ تَرَكَ أَخَاهُ وَأُمَّهُ؛ قَالَ: لِأُمِّهِ الثُّلُثُ، وَلِأَخِيهِ السُّدُسُ، [وَمَا بَقِيَ فَهُوَ رَدٌّ عَلَيْهِمَا بِحِسَابِ مَا وَرِثَا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِلْأَخِ السُّدُسُ] (¬1)، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُمِّ، وَهِيَ عَصَبَتُهُ (¬2). وَقَالَ زَيْدٌ - رضي الله عنه -: لِأُمِّهِ الثُّلُثُ، وَلِأَخِيهِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ فَفِي بَيْتِ الْمَالِ (¬3). [3775] وبإسناده عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّه - رضي الله عنهما - قَالَ: عَصَبَةُ ابْنِ الْمُلَاعَنَةِ أُمُّهُ تَرِثُ مَالَهُ أَجْمَعَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أُمٌّ فَعَصَبَتُهَا عَصَبَتُهُ، وَوَلَدُ الزِّنَا بِمَنْزِلَتِهِ (¬4). [3776] وقال زَيْدٌ: لِلْأُمِّ الثُّلُثُ، وَمَا بَقِيَ فَفِي بَيْتِ (¬5) الْمَالِ (¬6). [3777] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا وَابْنَ مَسْعُودٍ قَالَا فِي ابْنِ مُلَاعَنَةٍ تَرَكَ أَخَاهُ وَأُمَّهُ: لِلْأَخِ (¬7) الثُّلُثُ وَلِلْأُمِّ الثُّلُثُ (¬8)، وَقَالَ زَيْدٌ: لِلْأَخِ السُّدُسُ وَلِلْأُمِّ الثُّلُثُ، وَمَا بَقِيَ فَلِبَيْتِ الْمَالِ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 587). (¬2) في النسخ: "عصبة"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 80) عن يزيد. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 306) من وجه آخر عن الشعبي به. (¬4) المصدر السابق (1/ 80) عن يزيد. (¬5) في (م): "فلبيت". (¬6) أخرجه الدارمي في السنن (10/ 115). (¬7) في (م): "فللأخ". (¬8) في النسخ: "الثلثان"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 587).

[3778] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَلَدُ الْمُلَاعَنَةِ الَّذِي لَا أَبَ لَهُ تَرِثُهُ أُمُّهُ وَعَصَبَةُ أُمِّهِ، وَإِنْ قَذَفَهُ قَاذِفٌ جُلِدَ قَاذِفُهُ الْحَدَّ (¬1). وَقِيلَ: عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَلِيٍّ بِخِلَافِ ذَلِكَ. [3779] أخبرنا أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬2) بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - كَانَ يَجْعَلُ مِيرَاثَهُ كُلَّهُ لِأُمِّهِ، فَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُمٌّ كَانَ لِعَصَبَتِهَا (¬3). [3780] قال: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ ذَلِكَ (¬4). [3781] قال: وَكَانَ عَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنهما - يَقُولَانِ: لِأُمِّهِ الثُّلُثُ، وَبَقِيَّتُهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ (¬5). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بِخِلَافِهِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: فَالرِّوَايَةُ فِيهِ عَنْ عَلِيٍّ مُخْتَلِفَةٌ، وَقَوْلُهُ مَعَ زَيْدٍ أَشْبَهُ بِمَا ذَكَرْنَا مِنَ السُّنَّةِ، وَنَحْنُ إِنَّمَا نَأْخُذُ بِقَوْلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ لِمَا رَوَيْنَا فِي ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن (10/ 121) من طريق همام. (¬2) في (ع): "أبو أحمد". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 303) من طريق سعيد. (¬4) أخرجه الدارمي في السنن (10/ 117). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 303).

حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فِي ابْنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ؛ أَنَّ السُّنَّةَ جَرَتْ أَنَّهُ يَرِثُهَا وَتَرِثُ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا، وَاللَّهُ تَعَالى إِنَّمَا فَرَضَ لَهَا الثُّلُثَ أَوِ السُّدُسَ فَلَا تَجُوزُ الزِّيَادَةُ عَلَى ذَلِكَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [3782] أخبرنا أبو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُمَا سُئِلَا عَنْ وَلَدِ الْمُلَاعَنَةِ وَوَلَدِ الزِّنَا، مَنْ يَرِثُهُ؟ فَقَالَا (¬1): تَرِثُهُ أُمُّهُ حَقَّهَا، وَإِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ حُقُوقَهُمْ، وَيَرِثُ مَا بَقِيَ مِنْ مَالِهِ مَوَالِي أُمِّهِ إِنْ كَانَتْ مَوْلَاةً، وَإِنْ كَانَتْ عَرَبِيَّةً وَرِثَتْ حَقَّهَا، وَوَرِثَ إِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ حُقُوقَهُمْ، وَوَرِثَ مَا بَقِيَ مِنْ مَالِهِ الْمُسْلِمُونَ. قَالَ مَالِكٌ: ذَلِكَ الْأَمْرُ عِنْدَنَا، وَالَّذِي أَدْرَكْتُ عَلَيْهِ أَهْلَ الْعِلْمِ بِبَلَدِنَا (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "قال"، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 85/ أ).

وَمِنْ كِتَابِ الْوَصَايَا

مسألة (401): إذا أوصى لذوي قرابته دخل فيه من كان من فصيلته ممن يقع عليه اسم القرابة من بني الأعمام وغيرهم

مَسْأَلَةٌ (401): إِذَا أَوْصَى لِذَوِي قَرَابَتِهِ دَخَلَ فِيهِ مَنْ كَانَ مِنْ فَصِيلَتِهِ مِمَّنْ يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْقَرَابَةِ مِنْ بَنِي الْأَعْمَامِ وَغَيْرِهِمْ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَخْتَصُّ بِهَا كُلُّ ذِي رَحِمٍ مَحْرَمٍ مِنْ قَرَابَتِهِ (¬2). [3783] أخبرنا أبو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ (ح). وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَلِيٍّ (¬3)، ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (¬4)، قَالَ: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، [يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 239)، ومختصر المزني (ص 195)، والحاوي (8/ 302)، ونهاية المطلب (11/ 299). (¬2) انظر: المبسوط (27/ 155)، وبدائع الصنائع (7/ 248)، وفتح القدير (10/ 510). (¬3) كذا في النسخ، وصوابه: "ابن خلي"، كما في مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (25/ 137). (¬4) سورة الشعراء (آية: 214).

مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْني عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا] (¬1)، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، لَا أُغْني عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي مَا شِئْتِ، [لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا] (¬2) ". لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ [أَبِي] (¬3) الْيَمَانِ عَنْ شُعَيْبٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬5). فَثَبَتَ بِذَلِكَ دُخُولُهُمْ فِي الِاسْمِ، فَوَجَبَ أَنْ يُشَارِكُوهُمْ (¬6) فِي الِاسْتِحْقَاقِ بِالِاسْمِ. [3784] أخبرنا أبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (¬7) قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَى رَبَّنَا يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا، وَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي جَعَلْتُ أَرْضِي بَارِيحَاءَ (¬8) لَهُ - عز وجل -. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ". فَقَسَّمَهَا بَيْنَ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَبَلَغَنِي عَنِ الْأَنْصَارِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬9)، قَالَ: أَبُو ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (13/ 64). (¬4) صحيح البخاري (4/ 6)، (6/ 111). (¬5) صحيح مسلم (1/ 133). (¬6) في النسخ: "يشاركهم"، والمثبت من المختصر. (¬7) سورة آل عمران (آية: 92). (¬8) مكانها بياض في (م). (¬9) في النسخ: "عبيد الله"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية.

طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ (¬1) بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَحَسَّانُ ابْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ؛ يَجْتَمِعَانِ إِلَى حَرَامٍ، وَهُوَ (¬2) الْأَبُ الثَّالِثُ، وَأُبَيٌّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ (¬3) بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ؛ فَعَمْرٌو يَجْمَعُ حَسَّانًا وَأبا طَلْحَةَ وَأُبَيًّا. قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: بَيْنَ أُبَيٍّ وَأَبِي طَلْحَةَ سِتَّةُ آبَاءٍ (¬4). أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ (¬5). وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ، ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِ ثَابِتٍ، قَالَ: "اجْعَلْهَا لِفُقَرَاءِ قَرَابَتِكَ". فَجَعَلَهَا لِحَسَّانٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (¬6). فَثَبَتَ بِهَذَا وَمَا قَبْلَهُ دُخُولُ بَنِي الْأَعْمَامِ فِي الْأَقْرَبِينَ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ، المختصر: "زيد بن مناة". (¬2) في النسخ: "وهب". (¬3) في النسخ والمختصر: "عتيك". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 129)، وبرنستون (ق/ 170). (¬5) صحيح مسلم (3/ 79). (¬6) صحيح البخاري (4/ 6).

مسألة (402): والوصية للقاتل جائزة في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (402): وَالْوَصِيَّةُ لِلْقَاتِلِ جَائِزَةٌ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: الْوَصِيَّةُ لِلْقَاتِلِ غَيْرُ جَائِزَةٍ (¬2). قَالَ (¬3) اللَّهُ تَعَالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} (¬4) وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْقَاتِلِ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ". وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ أَنْ يُوصِيَ بِهِ لِقَاتِلِهِ، أَوْ لِغَيْرِهِ. [3785] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضْتُ عَامَ الْفَتْحِ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي؟ (¬5) قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَالشَّطْرُ؟ قَالَ: "لَا". قُلْتُ: فَالثُّلُثُ؟ قَالَ: "بِالثُّلُثِ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي (8/ 191)، والوسيط في المذهب (4/ 408)، والمجموع (16/ 392، 396). (¬2) انظر: المبسوط (27/ 176)، وبدائع الصنائع (7/ 339)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 182). (¬3) في (م): "وقال". (¬4) سورة البقرة (آية: 180). (¬5) في (ع): "بمال".

إِنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَلَدَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً (¬1) يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ وَأَبِي بَكْرٍ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ (¬3). [3786] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ مِنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ [لَهُ] (¬4) شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ (¬5)، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ، إِلَّا وَصِيَّتُهُ (¬6) مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ" (¬7). [3787] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ, فَذَكَرَ حَدِيثَ يُونُسَ وَأُسَامَةَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ (¬8). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ. وَعَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ (¬9). ¬

_ (¬1) العالة: الفقراء، جمع عائل. (¬2) صحيح البخاري (8/ 150). (¬3) صحيح مسلم (5/ 71). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (13/ 35). (¬5) في (م): "شيء يوصيه". (¬6) في (ع): "وصية". (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن وهب (ق 41/ أ). (¬8) صحيح البخاري (4/ 2). (¬9) صحيح مسلم (5/ 70).

[3788] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِجَازِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَيْسَ لِقَاتِلٍ وَصِيَّةٌ" (¬1). [3789] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬2). كَذَا قَالَ أبو الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي عُتْبَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى عَنْ بَقِيَّةَ (¬3)، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي عُتْبَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى (¬4)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). [3790] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ الزَّرَّادُ (¬6)، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 499) من طريق بقية بن الوليد. (¬2) في (م): "نحوه". (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 161) من طريق ابن المصفى. (¬4) في (ع): "أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى"، وفي (م): "أبي عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) زاد في (م): "نحوه". (¬6) في النسخ: "الزيات"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (5/ 22).

قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: مُبَشِّرٌ مَتْرُوكٌ، يَضَعُ الْحَدِيثَ (¬1). [3791] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ كَانَ فِيمَا سَمِعْتُ مِنْ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ، فَسَمِعْتُ مَنْ حَدَّثَنِي عَنْ أَحْمَدَ أَنَّه قَالَ: مُبَشِّرٌ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنِ الْحَدِيثِ، وَأَحَادِيثُهُ عِنْدِي بَوَاطِيلُ (¬2). [3792] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ: مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، كَانَ يَكُونُ بِحِمْصَ، أَصْلُهُ كُوفِيٌّ، رَوَى عَنْهُ بَقِيَّةُ وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، أَحَادِيثُهُ أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةٌ كَذِبٌ (¬3). [3793] قال: وَحَدَّثَنَا ابْنُ حَمَّادٍ قَالَ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ (¬4). وَذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الْمَجْرُوحِينَ (¬5)، وَنَسَبَهُ إِلَى وَضْعِ الْحَدِيثِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخِذْلَانِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 424). (¬2) أحوال الرجال الجوزجاني (ص 291). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 5). (¬4) المصدر السابق (10/ 6). (¬5) المجروحين لابن حبان (2/ 369).

مسألة (403): إذا أوصى لجيرانه، فحد الجوار عند الشافعي أربعون دارا من جميع الجوانب، يصرف إليهم

مَسْأَلَةٌ (403): إِذَا أَوْصَى لِجِيرَانِهِ، فَحَدُّ الْجِوَارِ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ أَرْبَعُونَ دَارًا مِنْ جَمِيعِ الْجَوَانِبِ، يُصْرَفُ إِلَيْهِمْ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْجَارُ الْمُلَاصِقُ. وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَهْلُ الْبَلَدِ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ: أَهْلُ الْمَحَلَّةِ (¬2). [3794] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَنْجُويَهِ الدِّينَوَرِيُّ بِالدَّامَغَانِ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ دَاخِرَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَتْنَا دَلَالُ بِنْتُ أَبِي المدل، قَالَتْ: حَدَّثَتْنَا الصَّهْبَاءُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الْجِوَارِ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ دَارًا" (¬3). [3795] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ غَانِمِ بْنِ حَمُّويَهِ الطَّوِيلُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَتْنِي (¬4) سُكَيْنَةُ (¬5) قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 251)، والحاوي (8/ 272)، والوسيط في المذهب (4/ 445)، والمجموع (16/ 442). (¬2) انظر: بدائع الصنائع (7/ 351)، والهداية في شرح البداية (4/ 529)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 200). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (13/ 48). (¬4) في النسخ: "حدثني"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) هي: بنت سعد، لها ترجمة في تكملة الإكمال لابن نقطة (3/ 182).

صُفْرَةَ (¬1)، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَوْصَانِي جِبْرِيلُ - عليه السلام - بِالْجَارِ إِلَى أَرْبَعِينَ دَارًا؛ عَشَرَةٌ مِنْ هَا هُنَا، وَعَشَرَةٌ مِنْ هَا هُنَا، وَعَشَرَةٌ مِنْ هَا هُنَا، وَعَشَرَةٌ مِنْ هَا هُنَا". قَالَ إِسْمَاعِيلُ: عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَقُبَالَهُ، وَخَلْفَهُ (¬2). فِي كِلَا الْإِسْنَادَيْنِ ضَعْفٌ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا: " (¬3) أَرْبَعِينَ دَارًا جَارٌ". قِيلَ لِابْنِ شِهَابٍ: وَكَيْفَ أَرْبَعِينَ دَارًا؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَخَلْفَهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ. وَهُوَ فِي مَرَاسِيلِ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) قال ابن نقطة في تكملة الإكمال (3/ 182): "سكينة بنت سعد حدثت عن مليلة بنت هانئ، روى عنها إسماعيل بن سيف، ذكرهن ابن منده في تاريخ النساء" اهـ. وقال ابن حجر في التبصير (4/ 1318): "ويشتدُّ الالتباس في هذه بمُليكة بنت هانئ بن أبي صفرة بنت أخي المهلب، روت أيضًا عن عائشة، روى عنها نوح الحداني وذي كأصل الباب. وقد فرّق بينهما ابن منده فيما حكاه ابن نقطة". (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (13/ 48). (¬3) زاد محقق المراسيل بين معقوفين: "الساكن من" دون إشارة منه من أين أثبتها، وهي ليست في النسخة المصورة للمراسيل من برنستون (ق/ 474)، ولا عند ابن الجوزي في التحقيق (8/ 196)، وقد أورد هذه الزيادة الزيلعي في نصب الراية (4/ 414). (¬4) المراسيل (ص 257).

مسألة (404): تصح وصية المراهق على أحد القولين، وهو قول مالك

مَسْأَلَةٌ (404): تَصِحُّ وَصِيَّةُ الْمُرَاهِقِ (¬1) عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2)، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَصِحُّ، وَهُوَ الْقَوْلُ الْآخَرُ (¬4). [3796] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ (¬5) الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنَّ هَا هُنَا غُلَامًا يَفَاعًا (¬6) لَمْ يَحْتَلِمْ مِنْ غَسَّانَ، وَوَارِثُهُ بِالشَّامِ، وَهُوَ ذُو مَالٍ، وَلَيْسَ لَهُ هَا هُنَا إِلَّا ابْنَةُ عَمٍّ لَهُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَلْيُوصِ لَهَا. فَأَوْصَى لَهَا بِمَالٍ يُقَالُ لَهُ: بِئْرُ جُشَمَ (¬7)، قَالَ عَمْرُو (¬8) بْنُ سُلَيْمٍ: فَبِعْتُ ذَلِكَ مِنَ الْمَالِ (¬9) بِثَلَاثِينَ أَلْفًا. وَابْنَةُ ¬

_ (¬1) المراهِق: مَن قاربَ الاحتلامَ. (¬2) انظر: الحاوي (8/ 189)، ونهاية المطلب (11/ 297)، والوسيط في المذهب (4/ 403)، والمجموع (16/ 382). (¬3) انظر: المدونة (4/ 345)، وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد (2/ 334). (¬4) انظر: المبسوط (28/ 91)، وتحفة الفقهاء (3/ 207)، وبدائع الصنائع (7/ 334)، والهداية في شرح البداية (4/ 516). (¬5) في النسخ: "عمر بن سليم"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (22/ 55). (¬6) الغلام اليفاع: الذي أشرف على الاحتلام. (¬7) النسخ: "لها بنت جشم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) تحرف في النسخ إلى: "عمر"، والمثبت من المصدر السابق. (¬9) في أصل الرواية: "فبعت له ذلك المال".

عَمِّهِ الَّتِي أَوْصَى لَهَا هِيَ أُمُّ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ (¬1). فَعَلَّقَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - جَوَازَ وَصِيَّةِ الْغُلَامِ وَتَدْبِيرِهِ عَلَى ثُبُوتِ الْخَبَرِ فِيهَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، [وَالْخَبَرُ مُنْقَطِعٌ؛ عَمْرُو بْنُ سلَيْمٍ لَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -] (¬2)، غَيْرَ أَنَّهُ ذُكِرَ فِي الْخَبَرِ انْتِسَابُ عَمْرٍو إِلَى الْمُوصَى [لَهَا] (¬3)، فَيَكُونُ أَعْرَفَ بِالْقِصَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 139/ ب). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، ولا في نسخة تشستربتي من المختصر، والمثبت من نسخة دار الكتب من المختصر (ق 123/ أ)، وكذا هو ثابت في المطبوع (4/ 43). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

مسألة (405): وإذا قال: أوصيت لفلان بسهم [من] مالي، لم يتقدر ذلك بشيء، والخيار إلى الورثة

مَسْأَلَةٌ (405): وَإِذَا قَالَ: أَوْصَيْتُ لِفُلَانٍ بِسَهْمٍ [مِنْ] (¬1) مَالِي، لَمْ (¬2) يَتَقَدَّرْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ، وَالْخِيَارُ إِلَى الْوَرَثَةِ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُدْفَعُ إِلَيْهِ سَهْمُ أَقَلِّهِمْ، إِلَّا أَنْ يَزِيدَ عَلَى السُّدُسِ (¬4). وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ: مَا لمْ يَزِدْ عَلَى الثُّلُثِ (¬5) (¬6). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) في (م): "ولم". (¬3) انظر: الأم (5/ 189)، ومختصر المزني (ص 193)، والحاوي (8/ 205)، والمجموع (16/ 458). (¬4) زاد بعده في المختصر: "فيكون له السدس". (¬5) لم يذكر في المسألة أثرًا ولا خبرًا. (¬6) انظر: المبسوط (28/ 87)، وبدائع الصنائع (7/ 356)، والهداية في شرح البداية (4/ 518)، والبناية شرح الهداية (13/ 419).

مسألة (406): ووصية من لا وارث له بعينه فيما زاد على الثلث ساقطة غير قابلة للإجازة على أحد المذهبين. وفيه وجه آخر أن الإمام لو أجازها جازت

مَسْأَلَةٌ (406): وَوَصِيَّةُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ بِعَيْنِهِ فِيمَا زَادَ عَلَى الثُّلثِ سَاقِطَةٌ غَيْرُ قَابِلَةٍ لِلْإِجَازَةِ عَلَى أَحَدِ الْمَذْهَبَيْنِ (¬1). وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ أَنَّ الْإِمَامَ لَوْ أَجَازَهَا جَازَتْ. وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا جَائِزَةٌ (¬2). [3797] أخبرنا أبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَادَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - فِي مَرَضٍ لَهُ (¬3)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْصِ". فَقَالَ: مَالِي كُلُّهُ لِلَّهِ. فَقَالَ: "لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ". قَالَ: فَلَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ، وَلَا لِي". قَالَ: فَثُلُثَاهُ؟ قَالَ: "لَا". قَالَ: فَنِصْفُهُ؟ قَالَ: "لَا تَبْخَسْ (¬4) وَارِثَكَ". قَالَ: فَثُلُثُهُ؟ قَالَ: "الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ". قَالَ سَعْدٌ: فَسَأَلَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ مِنْ بَعْدِهِ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْوَصِيَّةِ، فَحَدَّثْتُهُمَا، فَحَمَلَا النَّاسَ عَلَيْهِ فِي الْوَصِيَّةِ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي (8/ 195)، والمهذب (3/ 708)، والمجموع (16/ 388). (¬2) انظر: المبسوط (29/ 18)، وبدائع الصنائع (7/ 370). (¬3) قوله: "له" ليس في (م). (¬4) بخسه حقه أي: نقصه. (¬5) أخرجه سحنون في المدونة (4/ 322) عن ابن وهب.

[3798] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا مُحَمَّدٌ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَمْرٍو (¬1) الْمَكِّيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ أَعْطَاكُمْ ثُلُثَ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ زِيَادَةً فِي أَعْمَالِكُمْ" (¬2). وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الشَّامِيِّينَ: [3799] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ، ثنا سُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَدْ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ [عِنْدَ وَفَاتِكُمْ] (¬3) زِيَادَةً فِي حَسَنَاتِكُمْ، لِيَجْعَلَهَا لَكُمْ زَكَاةً فِي أَعْمَالِكُمْ" (¬4). [3800] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، ثنا أَبو الْعَبَّاسِ، أنا مُحَمَّدٌ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، مِنْهُمْ: عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (¬5)، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَغَيْرُهُمْ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، [أَنَّ عُمَرَ] (¬6) بْنَ الْخَطَّابِ سُئِلَ عَنِ ¬

_ (¬1) كتب فوقه في (ع): "متروك". (¬2) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 74) من طريق طلحة بن عمرو. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق/ 273 ب). (¬5) في السنن الكبير (13/ 27): "وعبد الله بن عمر". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (13/ 27).

الْوَصِيَّةِ، فَقَالَ عُمَرُ: الثُّلُثُ وَسَطٌ مِنَ الْمَالِ، لَا بَخْسٌ وَلَا شَطَطٌ (¬1) (¬2). [3801] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: السَّائِبَةُ (¬3) يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ. قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنْ سَلَمَةَ أَحَدٌ غَيْرِي (¬4). [3802] أخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: أَيُّمَا رَجُلٍ تُوُفِّيَ وَلَيْسَتْ لَهُ عَصَبَةٌ، فَإِنَّ مَالَهُ وَصِيَّةٌ كُلَّهُ (¬5). وَقَالَ: إِنَّمَا بَدَأَ شَأْنُ الْوَصِيَّةِ (¬6) مِنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. * * * ¬

_ (¬1) الشَّطَط: مجاوَزة القَدْر. (¬2) أخرجه سحنون في المدونة (4/ 323) عن ابن وهب به. (¬3) أي العبد الذي لا يكون ولاؤه لمعتقه ولا وارث له. (¬4) أخرجه عباس الترقفي في حديثه، رواية الصفار (ص 85). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 68) من طريق عمرو بن شرحبيل. (¬6) في النسخ: "لشأن الوصية"، وفي مطبوعة المختصر: "بشأن الوصية"، والمثبت من نسخة تشستربتي من المختصر (ق 140/ أ).

القسم والفيء

وَمِنْ كِتَابِ الْقَسْمِ وَالْفَيْءِ (¬1) ¬

_ (¬1) الفيء: الخراج والغنيمة.

مسألة (407): والسلب للقاتل دون شرط الإمام

مَسْأَلَةٌ (407): وَالسَّلَبُ (¬1) لِلْقَاتِلِ دُونَ شَرْطِ الْإِمَامِ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: ذَلِكَ لَهُ بِشَرْطِ الْإِمَامِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [3803] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ حُنَيْنٍ (¬4)، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ (¬5)، فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا (¬6) رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ لَهُ حَتَّى ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير: "السلب: هو ما يأخذه أحدُ القِرْنَين في الحرب من قِرْنِه مما يكون عليه ومعه مِنْ سِلاح وثِياب ودَابَّة وغيرها". النهاية (سلب). (¬2) انظر: الأم (8/ 626)، ومختصر المزني (ص 354)، والحاوي (14/ 155). (¬3) انظر: تحفة الفقهاء (3/ 297)، وبدائع الصنائع (6/ 195)، والهداية في شرح البداية (2/ 391). (¬4) في النسخ: "خيبر"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (13/ 143). (¬5) قال النووي: "أي: انهزام، وهذا إنما كان في بعض الجيش وأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطائفة معه فلم يولوا، وقد نقلوا إجماع المسلمين على أنه لا يجوز أن يقال: انهزم النبي - صلى الله عليه وسلم -" اهـ باختصار من المنهاج (12/ 58). (¬6) في النسخ: "فدعا"، والمثبت من السنن الكبير.

أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَضَرَبْتُهُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ (¬1)، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، [ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ] (¬2)، فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَقُلْتُ: أَمْرُ اللَّهِ. ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، فَلَهُ سَلَبُهُ". قَالَ: فَقُلْتُ (¬3): مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬4). فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ (¬5)، فَقُمْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا لَكَ يَا أبا قَتَادَةَ؟ ". فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: لا هَا اللَّهِ إِذًا (¬6) لا نَعْمِدُ (¬7) إِلى أَسَدٍ مِنْ أسْدِ اللَّهِ يُقاتِلُ عَنِ اللَّهِ - عز وجل -، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فنُعْطِيكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَقَ، ¬

_ (¬1) في النسخ: "عاتقيه"، والمثبت من المصدر السابق. وحبل العاتق: هو ما بين العنق والكتف. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في صحيح البخاري والسنن الكبير: "فقمت فقلت". (¬4) زاد بعده في النسخ: "فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال مثل ذلك" وهي زائدة عما في أصل الرواية، والسنن الكبير، وصحيحي البخاري ومسلم. (¬5) في النسخ: "الثانية"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) قال النووي في شرح مسلم (12/ 60): "هكذا في جميع روايات المحدثين في الصحيحين وغيرهما: لا ها الله إذًا بالألف، وأنكر الخطابي هذا وأهل العربية، وقالوا: هو تغيير من الرواة، وصوابه: لا ها الله ذا بغير ألف في أوله، وقالوا: وها بمعنى الواو التي يقسم بها، فكأنه قال: لا والله ذا، قال أبو عثمان المازري: معناه: لا ها الله ذا يميني أو ذا قسمي، وقال أبو زيد: ذا زائدة، وفيها لغتان المد والقصر، قالوا: ويلزم الجر بعدها كما يلزم بعد الواو، قالوا: ولا يجوز الجمع بينهما، فلا يقال: لا ها والله". (¬7) قال النووي: "ضبطوه بالياء والنون".

فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ". فَأَعْطَانِي، قَالَ: فَبِعْتُ الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ مِنْهُ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَلْتُهُ (¬1) فِي الْإِسْلَامِ (¬2). [3804] أخبرنا أَبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -, أنا مَالِكٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ، يُخَالِفُهُ فِي بَعْضِ الْأَلْفَاظِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَقَالَ: فَأَرْضِهِ مِنْهُ، وَزَادَ: قَالَ مَالِكٌ: الْمَخْرَفُ النَّخْلُ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬4) وَالْقَعْنَبِيِّ (¬5) عَنْ مَالِكٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬6). [3805] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سفْيَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ (ح) وَأَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ وأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) أي تملكتُه فجعلتُه أصل مال. (¬2) أخرجه الإمام مالك في الموطأ، رواية ابن وهب (ق 21/ ب). (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 625). (¬4) صحيح البخاري (5/ 154). (¬5) المصدر السابق (4/ 92). (¬6) صحيح مسلم (5/ 147)، وكذا أخرجه عن حرملة عن ابن وهب.

الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا (¬1) أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ، حَدِيثَةٍ (¬2) أَسْنَانُهُمَا، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ (¬3) مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ، أَتَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أنَّه يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ (¬4) حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ (¬5) مِنَّا. فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ (¬6) فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَيَانِ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ (¬7) بِسَيْفَيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: "أَيُّكُمَا قَتَلَهُ (¬8)؟ ". قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. قَالَ: "هَلْ (¬9) مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا (¬10)؟ . قَالَا: لَا. قَالَ: فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ: "كِلَاكُمَا قَتَلَهُ". وَقَضَى ¬

_ (¬1) في النسخ: "إذا"، والمثبت من دلائل النبوة للمؤلف (3/ 83). (¬2) في النسخ: "حديث"، والمثبت من المصدر السابق. ومعنى "حديثة أسنانهما" أنهما صغيران. (¬3) أي: أقوى. (¬4) أي: شَخْصي شخصَه. (¬5) أي: الأقرب أَجَلًا. (¬6) أي: يدور. (¬7) أي: سَبقاه مُسرعيْن. (¬8) في النسخ: "قتل"، والمثبت من الدلائل. (¬9) قوله: "هل" ليس في (م). (¬10) في (م): "سيفكما".

بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو، وَالْآخَرُ مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى وَإِبْرَاهِيمَ: وَالرَّجُلَانِ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْمَاجِشُونِ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا قَضَى بِسَلَبِهِ لِأَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ؛ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنًّ أَحَدَهُمَا أَثْخَنَهُ (¬3) وَالْآخَرَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ (¬4)، فَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمَنْ أَثْخَنَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. عَلَى أَنَّ غَنِيمَةَ بَدْرٍ كَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (¬5)، فَكَانَ يُعْطِي مِنْهَا مَنْ رَأَى، ثُمَّ نَزَلَتْ قِسْمَةُ الْغَنِيمَةِ وَأَحْكَامُهَا بَعْدَ ذَلِكَ. [3806] أخبرنا أبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِهْرِجَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ وَقَيَّدَهُ، ثُمَّ جَاءَ فَقَعَدَ مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (4/ 91). (¬2) صحيح مسلم (5/ 148). (¬3) أي: أوهنه وأكثر فيه الجراح. (¬4) أي: أسرعَ قتَله وتَمَّمَه. (¬5) سورة الأنفال (الآية: 1).

ضَعْفَهُمْ وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ قُوَّةٌ مِنَ الظَّهْرِ دَنَا مِنْ جَمَلِهِ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَقْوَى دَوَابِّنَا نَاقَةُ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَاتَّبَعْتُهُ (¬1) حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ سَلَبَهُ، فَتَلَقَّانِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "مَنْ صَاحِبُهُ؟ ". قَالَ (¬2): ابْنُ الْأَكْوَعِ. قَالَ: "لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عِكْرِمَةَ (¬3). [3807] أخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أبو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاتِي بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأبو نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ عَيْنٌ لِلْمُشْرِكِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ نَازِلٌ، فَلَمَّا طَعِمَ انْسَلَّ (¬4)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَيَّ الرَّجُلَ، اقْتُلُوهُ". فَابْتَدَرُوهُ (¬5) الْقَوْمُ، وَكَانَ أَبِي يَسْبِقُ الْفَرَسَ شَدًّا (¬6)، فَبَدَرَهُمْ إِلَيْهِ، حَتَّى أَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ قَتَلَهُ، قَالَ: فَنَفَّلَهُ (¬7) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلَبَهُ. ¬

_ (¬1) في (ع): "فابتعته". (¬2) كذا، والجادة: "فقالوا" كما في الصحيح. (¬3) صحيح مسلم (5/ 150) بزيادات فيه. (¬4) في النسخ: "طعم النسل"، والمثبت من مصادر التخريج، كما في مسند أحمد (7/ 3611)، والسنن الكبرى للنسائي (10/ 521). (¬5) كذا في النسخ، والذي في مصادر التخريج: "فابتدره"، وهو الجادة، وإن لم يكن ما في النسخ تصحيفا فهو على لغة: أكلوني البراغيث. ومعنى ابتدروه: عاجلوه. (¬6) الشَّدُّ: العَدْو والجري. (¬7) المراد بنفَّلَه السَّلَبَ: أعطاهُ إيَّاه.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬1). [3808] أخبرنا أبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ - أنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ - عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ هَوَازِنَ جَاءَتْ يَوْمَ (¬2) حُنَيْنٍ بِالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَالْإِبِلِ وَالْغَنَمِ، فَجَعَلُوهُمْ صُفُوفًا يُكَثِّرُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا عِبَادَ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ". فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَنا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ". فَهَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَمْ يُضْرَبْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ يُطْعَنْ بِرُمْحٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَئِذٍ: "مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ". فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلًا وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ (¬3). [3809] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابَيْهِمَا (¬4)، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ (¬5) سَلَبُهُ" (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (4/ 69). (¬2) قوله: "يوم" ليس في (م). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 351) من طريق حماد. (¬4) في (م): "كتابهما". (¬5) في (ع): "فلا". (¬6) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (1/ 389) من طريق ابن أبي زائدة.

زَادَ الصَّيْرَفِيُّ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ جَعْفَرٌ: مِنْ حِفْظِي. [3810] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِ إِسْنَادِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ حُنَيْنٍ: "مَنْ تَفَرَّدَ بِدَمِ رَجُلٍ فَلَهُ سَلَبُهُ". فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ بِسَلَبِ أَحَدٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا (¬1). وَحَدِيثُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفٍ يُؤَكِّدُ هَذَا ويُقَوِّيهِ (¬2). [3811] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (2/ 686) من طريق إبراهيم بن موسى. (¬2) صحيح مسلم (5/ 149). (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 124)، وابن أبي شيبة في المصنف (17/ 553)، وأحمد في المسند (9/ 4649)، وابن زنجويه في الأموال (2/ 685) عن أبي معاوية، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 295) عن موسى بن محمد الأنصاري، كلاهما عن أبي مالك، بمثل رواية أبي إسحاق هنا. ورواه الروياني في المسند (2/ 80) عن عبد الرحمن بن يونس السراج، والطبراني في الكبير (7/ 297) عن محمد بن عيسى الطباع، كلاهما عن أبي إسحاق الفزاري، فقالا: عن نعيم بن أبي هند، عن سمرة. قال ابن أبي حاتم في العلل (3/ 354): "وسألت أبي عن حديث رواه أبو إسحاق الفزاري، عن أبي مالك الأشجعي، عن نعيم بن أبي هند، عن سمرة بن جندب. . . قال أبي: بين نعيم وسمرة: ابن سمرة، عن سمرة".

[3812] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شُعَيْبٍ الْكَرَابِيسِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَاكِمُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ثنا أبو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬1). وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ". كَذَا وَجَدْتُهُ، وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ ابْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ أَبِيهِ. [3813] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَمْدُونَ الْأَعْمَشِيُّ مِنْ أَصْلِهِ الْعَتِيقِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَقِينَا الْعَدُوَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَطَعَنْتُ رَجُلًا فَقَتَلْتُهُ (¬2)، فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلَبَهُ. وَهَذَا غَرِيبٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ (¬3). وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ فَلَقِينَا الْعَدُوَّ، فَشَدَدْتُ (¬4) عَلَى رَجُلٍ فَطَعَنْتُهُ فَقَطَّرْتُهُ، وَأَخَذْتُ ¬

_ (¬1) انظر: تحفة الأشراف (4/ 77). (¬2) في (ع): "فقتله". (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (13/ 148). (¬4) في (ع): "فشدت".

سَلَبَهُ، فَنَفَّلَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَكَانَ مَعْرُوفًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ؛ أَنَّ السَّلَبَ يَكُونُ لِلْقَاتِلِ فِي كُلِّ غَزْوةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ بَدْرٍ. [3814] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو الْعَبَّاسِ الْمَعْقِلِيُّ (¬2)، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ (¬3)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَلَا تَأْتِي (¬4) نَدْعُو اللَّهَ. فَخَلَوَا فِي نَاحِيَةٍ، فَدَعَا سَعْدٌ، قَالَ: يَا رَبِّ، إِذَا لَقِينَا الْقَوْمَ غَدًا فَلَقِّنِي رَجُلًا شَدِيدًا بَأْسُهُ، شَدِيدًا حَرْدُهُ (¬5) فَأُقَاتِلُهُ فِيكَ وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي عَلَيْهِ الظَّفَرَ حَتَّى أَقْتُلَهُ وَآخُذَ سَلَبَهُ. فَأَمَّنَ (¬6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غَدًا (¬7) رَجُلًا شَدِيدًا حَرْدُهُ، شَدِيدًا بَأْسُهُ، أُقَاتِلُهُ فِيكَ ويُقَاتِلُنِي، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي، فَإِذَا لَقِيتُكَ غَدًا قُلْتَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ فِيمَ جُدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنُكَ؟ فَأَقُولُ: فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ. فَتَقُولُ: صَدَقْتَ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في المسند (ص 53). (¬2) (ع): "العقلي". (¬3) هو: حميد بن زياد الخراط. له ترجمة في تهذيب الكمال (7/ 366). (¬4) في (ع): "نأتي". (¬5) في النسخ: "حربه"، والمثبت من أصل الرواية. يقال: حَرِد حَرَدا وحَرْدًا إذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهم به. انظر كتاب العين. (¬6) كذا، وفي أصل الرواية: "فقام". (¬7) في النسخ: "عبدا"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر التخريج.

قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه -: يَا بُنَيَّ، كَانَتْ دَعْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ خَيْرًا مِنْ دَعْوَتِي، لَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ وَأُذُنُهُ وَأَنْفُهُ لَمُعَلَّقَانِ فِي خَيْطٍ (¬1). [3815] حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، [ثنا] (¬2) أَبُو الزُّبَيْرِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬3) بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ يَقُولُ: إِنَّهُ طَلَعَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأُحُدٍ وَهُوَ يَشْتَدُّ، وَفِي يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ التُّرْسُ فِيهِ مَاءٌ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَغْسِلُ وَجْهَهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، فَقَالَ لَهُ حَاطِبٌ (¬4): مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ قَالَ: "عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ هَشَمَ وَجْهِي، وَدَقَّ رَبَاعِيَتِي بِحَجَرٍ رَمَانِي" (¬5). قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ صَائِحًا يَصِيحُ عَلَى الْجَبَلِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ. فَأَتَيْتُ وَكَأَنْ قَدْ ذَهَبَ رُوحِي. فَقُلْتُ: أَيْنَ تَوَجَّهَ عُتْبَةُ؟ فَأَشَارَ إِلَى حَيْثُ (¬6) تَوَجَّهَ (¬7)، فَمَضَيْتُ حَتَّى ظَفِرْتُ بِهِ، فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فَطَرَحْتُ (¬8) رَأْسَهُ فَهَبَطْتُ فَأَخَذْتُ رَأْسَهُ وَسَلَبَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 160). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "عبد المجيد"، والمثبت من أصل الرواية. انظر لسان الميزان (5/ 68). (¬4) في النسخ: "صاحب"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) كتب ناسخ المخطوط في (م) حاشية نصها: "الذي رمى الحجر على وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد هو عتبة بن أبي وقاص اللعين". (¬6) في النسخ: "خبيث"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) في (م): "توجهت". (¬8) في النسخ: "فصرخت"، والمثبت من أصل الرواية.

وَفَرَسَهُ، وَجِئْتُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَلَّمَ (¬1) ذَلِكَ لِي، وَدَعَا لِي، فَقَالَ: "رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ" (¬2). [3816] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي حِصْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ حَيْثُ خَنْدَقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَتْ صَفِيَّةُ (¬3): فَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَجَعَلَ يَطِيفُ (¬4) بِالْحِصْنِ، فَقُلْتُ لِحَسَّانَ: إِنَّ هَذَا الْيَهُودِيَّ يَطِيفُ بِالْحِصْنِ كَمَا تَرَى، وَلَا آمَنُهُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى عَوْرَاتِنَا، فَانْزِلْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ. فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ هَذَا. قَالَتْ صَفِيَّةُ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ احْتَجَزْتُ (¬5) وَأَخَذْتُ عَمُودًا، ثُمَّ نَزَلْتُ مِنَ (¬6) الْحِصْنِ إِلَيْهِ، فَضَرَبْتُهُ بِالْعَمُودِ حَتَّى قَتَلْتُهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْحِصْنِ فَقُلْتُ: يَا حَسَّانُ، انْزِلْ فَاسْلُبْهِ؛ فَإِنَّهُ لَم يَمْنَعْنِي أَنْ أَسْلُبَهُ (¬7) إِلَّا أَنَّهُ رَجُلٌ. فَقَالَ: مَا لِي بِسَلَبِهِ (¬8) مِنْ حَاجَةٍ يَا بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (¬9). ¬

_ (¬1) قوله "فسلم" ليس في (م). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (7/ 16). (¬3) كتب ناسخ المخطوط في (م) حاشية نصها: "صفية بنت عبد المطلب - رضي الله عنها - هي أول امرأة في الإسلام قتلت اليهود في يوم الخندق". (¬4) أي: دار حول الحصن. (¬5) احتجزت المرأة: شدت ثيابها على وسطها وائتزرت. (¬6) قوله: "من" ليس في (م). (¬7) في المختصر والسنن: "أستلبه". (¬8) في النسخ: "لسبيله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 151). (¬9) السيرة النبوية لابن هشام (2/ 228).

[3817] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ (¬1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، مِثْلَهُ وَزَادَ قَالَ: هِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (¬2). [3818] وبإسناده ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ (¬3)، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَعُثْمَانَ بْنِ يَهُوذَا، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالُوا - فَذَكَرَ قِصَّةَ الْخَنْدَقِ، وَقَتْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ -: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيٌّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ووَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: هَلَّا اسْتَلَبْتَهُ (¬4) دِرْعَهُ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلْعَرَبِ دِرْعٌ خَيْرٌ مِنْهَا! فَقَالَ: ضَرَبْتُهُ فَاتَّقَانِي (¬5) بِسَوادِهِ (¬6) فَاسْتَحْيَيْتُ ابْنَ عَمِّي أَنْ أَسْتَلِبَهُ (¬7). [3819] أخبرنا أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ (¬8) بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ يَوْمَ قُرَيْظَةَ: مَنْ يُبَارِزُ؟ ¬

_ (¬1) في (م) وضع هنا علامة لحق ولم يكتب شيئًا، وفي (ع) وضع هنا علامة لحق وذكر فيه "عن ابن إسحاق"، والذي في أصل الرواية والسنن الكبير (13/ 152)، والدلائل (3/ 443) بدون ذكر ابن إسحاق، وقد تقدمت رواية ابن إسحاق. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (8/ 423). (¬3) قوله: "ثنا ابن إسحاق" ليس في (م). (¬4) في (م): "استلبت". (¬5) في النسخ: "فألقاني"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 151). (¬6) في المستدرك: "بسوءته". (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (5/ 421) من طريق يونس عن ابن إسحاق. (¬8) قوله: "محمد" ليس في (م).

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ يَا زُبَيْرُ". فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاحِدِي (¬1). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّهُمَا (¬2) عَلَا (¬3) صَاحِبَهُ قَتَلَهُ". فَعَلَاهُ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ، فَنَفَّلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَلَبَهُ (¬4). هَذَا يُؤَكِّدُهُ مَا رُوِيَ مَوْصُولًا بِذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ (¬5). وَرَوَيْنَا فِي السُّنَنِ (¬6) لِعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَضَرْتُ مُؤْتَةَ فَبَارَزَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ، فَأَصَبْتُهُ وَعَلَيْهِ بَيْضَةٌ لَهُ فِيهَا يَاقُوتَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ هِمَّتِي إِلَّا إِلَى الْيَاقُوتِ (¬7)، فَأَخَذْتُهَا، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَفَّلَنِيهَا، فَبِعْتُهَا زَمَنَ عُثْمَانَ بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَاشْتَرَيْتُ بِهَا حَدِيقَةً. [3820] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ (¬8)، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، [ثنا] (¬9) هِشَامٌ، ثنا شَرِيكٌ، ثنا ابْنُ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَارَزَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَجُلًا يَوْمَ مُؤْتَةَ فَقَتَلَهُ، فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ (¬10). ¬

_ (¬1) أي: قالت صفية بنت عبد المطلب: إنه واحدي؛ أي الزبير بن العوام. (¬2) في (م): "أيها". (¬3) في النسخ: "علما"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 152). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 234) عن سفيان. (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 226). (¬6) السنن الكبير (13/ 153). (¬7) كذا، وفي السنن الكبير: "إلا الياقوتة". (¬8) في النسخ: "أحمد بن غالب"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف، وهو: "تمتام". انظر ترجمته في تاريخ بغداد (4/ 242). (¬9) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 153). (¬10) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 134) من طريق شريك.

هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ، يَرْوِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَاخْتَلَفُوا فِي قَاتِلِ مَرْحَبٍ (¬1)، فَقِيلَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَقِيلَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، ضَرَبَ سَاقَيْهِ فَقَطَعَهُمَا، فَقَالَ: أَجْهِزْ عَلَيَّ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: ذُقِ الْمَوْتَ كَمَا ذَاقَهُ أَخِي مَحْمُودٌ، وَجَاوَزَهُ وَمَرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَأَخَذَ سَلَبَهُ، فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَلَبِهِ. فَأعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلَبَهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ؛ سَيْفَهُ وَدِرْعَهُ (¬2) وَمِغْفَرَهُ وَبَيْضَتَهُ (¬3). [3821] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِيكَالَ، أنا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا أَبُو السُّكَيْنِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الطَّائِيُّ، ثنا عَمُّ أَبِي زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ (¬4)، حَدَّثَنِي جَدِّي حُمَيْدُ بْنُ مُنْهِبٍ، قَالَ: قَالَ خُرَيْمُ بْنُ (¬5) أَوْسِ (¬6) بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْدَى لِلْعَرَبِ مِنْ هُرْمُزَ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابِهِ أَقْبَلَ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَلَقِينَا هُرْمُزَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "رحب"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 154). (¬2) في النسخ: "ودكه"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) المِغْفَرُ: زَرْدٌ - تداخُل الحِلَق بعضها في بعض - يُنسَج على قدر الرأس يُلبس تحت القَلَنسوة، والبيضة: الخُوذة. (¬4) في النسخ: "عمي أبي بن حسن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) وكذا في السنن الكبير (13/ 161)، ووقع في أصل الرواية من المستدرك: "قال جدي أوس بن حارثة"، وكذا نقل عنه ابن حجر في الإتحاف (8/ 212). ورواه الطبراني في الكبير (4/ 104) عن عبدان، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 928) بمثل ما هو مثبت. وكذا أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 282). (¬6) في النسخ: "أويس"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في الثقات لابن حبان (3/ 113).

بِكَاظِمَةَ (¬1) فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ، فَبَرَزَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَدَعَا إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ لَهُ هُرْمُزُ، فَقَتَلَهُ (¬2) خَالِدٌ وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى (¬3) أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ، فَبَلَغَتْ قَلَنْسُوَةُ هُرْمُزَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَكَانَتِ الْفُرْسُ إِذَا شَرُفَ فِيهِمُ الرَّجُلُ جَعَلُوا قَلَنْسُوَتَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ (¬4). [3822] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: بَارَزَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ [مَرْزُبَانَ] (¬5) الزَّارَةِ - أَرْضًا مِنَ الْبَحْرَيْنِ - فَقَتَلَهُ فَنَزَلَ، فَأَخَذَ مِنْطَقَتَهُ وَسِوَارَيْهِ (¬6)، فَقُوِّمَا بِثَلَاثِينَ أَلْفًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَتَى أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا لَا نَخْمُسُ (¬7) سَلَبًا، وَإِنَّ سَلَبَ الْبَرَاءِ قَدْ بَلَغَتْ (¬8) مَالًا، وَلَا أُرَانِي إِلَّا خَامِسَهُ (¬9). [3823] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً وَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "ولقيناهم من مكاظمة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) كتب ناسخ المخطوط في (م) حاشية نصها: "قتل خالد بن الوليد هرمز وحصل له من سلبه مال عظيم". (¬3) قوله "إلى" ليس في (م). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (7/ 11). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬6) المنطقة: الحِزام، والسوار: حلية تُلبس في المعصم. (¬7) خَمَسَ القومَ يَخْمُسُهم: أخذ خمس أموالهم. (¬8) كذا، وفي المختصر: "بيعت"، وفي السنن الكبير (13/ 160) ومصادر التخريج: "بلغ". (¬9) أخرجه أبو طاهر المخلص في المخلصيات (3/ 239) انتقاء ابن أبي الفوارس عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.

الْحَسَنِ - قَالَا: ثنا إِمْلَاءً (¬1) - ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، أَنَّ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ مَكْحُولًا مَوْلَى هُذَيْلٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ مُوسَى بْنَ أَنَس بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَمَّهُ الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ بَعْضِ جُمُوعِ فَارِسَ إِذْ قَاتَلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ، فَبَلَغَ سَلَبُهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ عُمَرُ أَنْ يُخْمَسَ سَلَبُهُ، ثُمَّ يُدْفَعَ سَائِرُهُ كُلُّهُ إِلَى الْبَرَاءِ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: وَرُوِيَ أَنَّ شَبْرَ بْنَ عَلْقَمَةَ، قَالَ: بَارَزْتُ رَجُلًا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، فَبَلَغَ سَلَبُهُ (¬3) اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَنَفَّلَنِيهِ سَعْدٌ. رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (¬4) وَابْنُ عُيَيْنَةَ (¬5)، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ شَبْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ، فَذَكَرَهُ. [3824] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ - يُقَالُ لَهُ: شَبْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ - قَالَ: بَارَزْتُ رَجُلًا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ فَقَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ سَلَبُهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَنَفَّلَنِيهِ سَعْدٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَاثْنَي عَشَرَ أَلْفًا كَثِيرٌ (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) كذا. (¬2) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 1175) من طريق مكحول. (¬3) قوله: "فبلغ سلبه" ليس في (م). (¬4) أخرج عبد الرزاق في المصنف (5/ 235). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 311). (¬6) في النسخ: "كثيرا"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) الأم للشافعي (5/ 311)، (9/ 206).

[3825] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ فَأَرَادَ سَلَبَهُ فَمَنَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَكَانَ وَالِيًا عَلَيْهِمْ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لِخَالِدٍ (¬1): "مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟ ". قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "ادْفَعْهُ إِلَيْهِ". فَمَرَّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ، فَجَرَّ بِرِدَائِهِ (¬2) فَقَالَ: هَلْ أَنْجَزْتُ لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ ! فَاسْتُغْضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو (¬3) لِي أُمَرَائِي؟ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتُرْعِيَ (¬4) إِبِلًا وَغَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ (¬5) سَقْيَهَا، فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرِبَتْ مِنْهُ (¬6)، فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ (¬7)، وَتَرَكَتْ كَدَرَهُ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ وَكَدَرُهُ عَلَيْهِمْ". ¬

_ (¬1) قوله: "لخالد" ليس في (م). (¬2) في (ع): "فمر خالد بن عوف يجر بردائه"، وفي (م): "فمر خالد وابن عوف يجر بردائه"، والمثبت من صحيح مسلم. (¬3) قال النووي في شرح صحيح مسلم (10/ 64، 65): "هكذا هو في بعض النسخ: "تاركو" بغير نون، وفي بعضها: "تاركون" بالنون، وهذا هو الأصل، والأول صحيح أيضا، وهي لغة معروفة وقد جاء بها أحاديث كثيرة". (¬4) استُرعيَ إبلًا: طُولِب بِرَعيها. (¬5) التحيُّن: طلب الشيء في حين ووقت محدد. (¬6) في صحيح مسلم ومصادر التخريج: "فشرعت فيه". قال في كتاب الأفعال (2/ 183): "شرعت في الماء: شربت بفمي منه، وأيضًا دخلت فيه". (¬7) في (م): "فأوردها حوضا فشربت منه صفوه".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬1). وَرَوَاهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَزَادَ فِي أَوَّلِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لمْ يَكُنْ يُخَمِّسُ السَّلَبَ، ثُمَّ ذَكَرَ الْبَاقِيَ بِمَعْنَاهُ. [3826] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، فَذَكَرَهُ (¬2) (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ دُونَ هَذِهِ اللَّفْظَةِ (¬4). وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ السَّلَبَ لِلْقَاتِلِ، وَأَنَّهُ لَا يُخْمَسُ، وَإِنَّمَا مَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ ذَكَرَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ (¬5) لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ مَا ذَكَرَ عُقُوبَةً لَهُ (¬6) حِينَ أَرَادَ رَفْعَ حِشْمَةِ أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ، ثُمَّ يَحْتَمِلُ أَنَّهُ رَدَّهُ عَلَى صَاحِبِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَدْ رُوِّينَا فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ قَبْلَ هَذِهِ الْقِصَّةِ وَبَعْدَهَا أَنَّهُ أَعْطَى السَّلَبَ الْقَاتِلَ جُمْلَةً وَلَمْ يَخْمُسْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3827] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 149). (¬2) في (م): "فذكر". (¬3) أخرجه ابن زنجويه في الأموال (2/ 685) من طريق الوليد بن مسلم. (¬4) صحيح مسلم (5/ 149). (¬5) في (م): "عوف بن خالد" وهو خطأ. (¬6) في النسخ: "عقوبته له"، والمثبت هو الأنسب للسياق.

يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّه قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (¬1): الْفَرَسُ وَالسَّلَبُ مِنَ النَّفَلِ. ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ فَقَالَ ذَلِكَ أَيْضًا، فَقَالَ: الْأَنْفَالُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ - عز وجل - مَا هِيَ؟ قَالَ الْقَاسِمُ: فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ حَتَّى كَادَ يُحْرِجُهُ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ (¬2) مَا مَثَلُ هَذَا؟ مَثَلُ صَبِيغٍ (¬3) الَّذِي ضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (¬4). [3828] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ الْمُقْرِئُ بِالْكُوفَةِ، قَالَا: أنا (¬5) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: السَّلَبُ مِنَ النَّفَلِ، وَالنَّفَلُ مِنَ الْخُمُسِ (¬6). وَهَذَا مَذْهَبٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "عن الأنفال فقال ابن عباس" ليس في (م). (¬2) في النسخ: "أين تدرون"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (ع): "ضبيع"، وفي (م) "صنيع"، والمثبت من أصل الرواية، وهكذا ضبطه ابن ماكولا في إكماله (5/ 221). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن وهب (ق 22/ أ). (¬5) في (م): "نا". (¬6) أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (2/ 553) من طريق قبيصة. (¬7) قوله: "قال: السلب من النفل، والنفل من الخمس. وهذا مذهب لابن عباس" ليس في (م).

قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وإِذَا ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي - شَيْءٌ لَمْ يَجُزْ تَرْكُهُ. قَالَ: وَلَمْ يَسْتَثْنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَلِيلَ السَّلَبِ وَلَا كَثِيرَهُ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 310).

مسألة (408): والأراضي المغنومة مقسومة بين الغانمين ليس للإمام أن يردها على المشركين

مَسْأَلَةٌ (408): وَالْأَرَاضِي الْمَغْنُومَةُ مَقْسُومَةٌ بَيْنَ الْغَانِمِينَ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَرُدَّهَا عَلَى الْمُشْرِكِينَ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونُ: الْإِمَامُ بِالْخِيَارِ بَيْنَ أَنْ يَقْسِمَهَا أَوْ يَرُدَّهَا عَلَيْهِمْ؛ يَضْرِبُ الْخَرَاجَ عَلَيْهَا (¬2). وَهَذَا خِلَافُ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} (¬3) الْآيَةَ. وَقَالَ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} (¬4) الْآيَةَ. وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خيْبَرَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ: [3829] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيَّ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا (¬5) لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ مَا فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 302)، ومختصر المزني (ص 354)، والحاوي (8/ 405). (¬2) انظر: المبسوط (10/ 15)، وتحفة الفقهاء (3/ 302)، وبدائع الصنائع (7/ 118). (¬3) سورة الأنفال (آية: 41). (¬4) سورة الحشر (آية: 7). (¬5) تصحف في النسخ إلى: "بيانا"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 178). قال ابن الأثير =

إِلَّا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، وَلَكِنْ أَتْرُكُهَا لَهُمْ خِزَانَةً. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ [ابْنِ] (¬1) أَبِي مَرْيَمَ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَكَانَ فِيمَا قَسَمَ مِنْ أَمْوَالِ خَيْبَرَ حَوَائِطُ خَيْبَرَ، بِدَلِيلِ مَا أَخْبَرَنَا (¬2): [3830] أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، حَدَّثَنِي سالِمٌ مَوْلَى [ابْنِ] مُطِيعٍ (¬3)، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً (¬4)، إِنَّمَا غَنِمْنَا الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو (¬5). وَالْحَوَائِطُ الَّتِي قَسَمَهَا بَينَ الْغَانِمِينَ هِيَ مَا فَتَحَهَا عَنْوَةً دُونَ مَا فَتَحَهَا صُلْحًا، وَذَلِكَ فِيمَا: [3831] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا ¬

_ = في النهاية (ببن): "أي أتركهم شيئًا واحدًا؛ لأنه إذا قسم البلاد المفتوحة على الغانمين بقي مَن لم يحضر الغنيمة ومن يجيء بعدُ من المسلمين بغير شيء منها، فلذلك تركها لتكون بينهم جميعًا". (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من صحيح البخاري (5/ 138). (¬2) في (ع): "أخبر". (¬3) في النسخ: "سالم مولى مطيع"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 177). (¬4) في النسخ: "ذهبا ولا ذهبا"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) صحيح البخاري (5/ 147).

الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَبَعْضِ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالُوا: بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ تَحَصَّنُوا، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَحْقِنَ دِمَاءَهُمْ وَيُسَيِّرَهُمْ (¬1)، فَفَعَلَ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَهْلُ فَدَكَ، فَنَزَلُوا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَكُ (¬2) خَالِصَةً؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُوجِفْ (¬3) عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ (¬4) (¬5). [3832] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ: أَخْبَرَكُمُ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ خَيْبَرَ كَانَ بَعْضُهَا عَنْوَةً وَبَعْضُهَا صُلْحًا، وَالْكُتَيْبَةُ اكْثَرُهَا عَنْوَةً وَفِيهَا صُلْحٌ (¬6). قُلْتُ لِمَالِكٍ: وَمَا الْكُتَيْبَةُ؟ قَالَ: أَرْضُ خَيْبَرَ، وَهِيَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ عَذْقٍ (¬7). [3833] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْفَضلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ (¬8)، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ يَقولُ: (¬9) أَصَابَ النَّاسُ فَتْحًا بِالشَّامِ، فِيهِمْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "ويسرهم"، والمثبت من المختصر. (¬2) قوله: "فدك" ليس في (ع). (¬3) من الإيجاف، وهو سرعة السير. وقد أوجف دَابَّتَه يُوجِفُها إيجافًا؛ إذا حَثَّها. (¬4) الرِّكاب: الإبل. (¬5) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 35). (¬6) في (م): "وفي بعضها صلحا". (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 214). (¬8) في النسخ: "ثنا ابن مالك"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (18/ 453). (¬9) في (م) كتب ناسخ المخطوط حاشية نصها: "دعاء عمر بن الخطاب على بلال ومن معه ولم يتم الحول حتى ماتوا جميعا".

بِلَالٌ - وَأَظُنُّهُ (¬1) ذَكَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ - فَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنَّ هَذَا الْفَيْءَ الَّذِي أَصَبْنَا لَكَ خُمُسُهُ وَلَنَا مَا بَقِيَ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُ شَيْءٌ، كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بخَيْبَرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ - رضي الله عنه - إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى مَا قُلْتُمْ، لَكِنِّي أَقِفُهَا لِلْمُسْلِمِينَ. فَرَاجَعُوهُ الْكِتَابَ وَرَاجَعَهُمْ يَأْبَوْنَ وَيَأْبَى، فَلَمَّا أَبَوْا قَامَ عُمَرُ فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِلَالًا وَأَصْحَابَ (¬2) بِلَالٍ. قَالَ: فَمَا حَالَ الْحَوْلُ عَلَيْهِمْ حَتَّى مَاتُوا جَمِيعًا (¬3). [3834] وبإسناده ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: لَمَّا افْتَتَحْنَا مِصْرَ بِغَيْرِ عَهْدٍ قَامَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: يَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، اقْسِمْهَا. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقْسِمُهَا حَتَّى أَكْتُبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ أَقِرَّهَا حَتَّى يَغْزُوَ (¬4) مِنْهَا أَوْ بِهَا (¬5) حَبَلُ الْحَبَلَةِ (¬6) (¬7). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: فَأَجْمَعَ عُمْرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَبِلَالٌ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ¬

_ (¬1) في (ع): "وأضنه"، وفي (م): "وأضعفه"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. (¬2) في النسخ: "وأصاب"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ص 289) من طريق ابن المبارك. (¬4) في النسخ: "تغزو"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 180). (¬5) قوله: "أو بها" ليس في السنن ولا في مصادر التخريج. (¬6) قال ابن الأثير: "حتى يغزو منها حبل الحبلة: يريد حتى يغزو منها أولاد الأولاد، ويكون عامًّا في الناس والدوابّ، أي يكثر المسلمون فيها بالتوالد، فإذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الأولاد، أو يكون أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول". النهاية (حبل). (¬7) أخرجه أحمد في المسند (1/ 359) من طريق ابن لهيعة.

وَالزُّبَيْرُ - رضي الله عنهم - عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ أَرَاضِيَ خَيْبَرَ - وَهِيَ مَا فَتَحَهُ عَنْوَةً (¬1) - بَيْنَ الْغَانِمِينَ، غَيْرَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَر - رضي الله عنه - أَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَ مَا غَنِمُوا مِنَ الْأَرَاضِي وَقْفًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَطَلَبَ مِنْهُمُ الرِّضَا بِمَا رَأَى، فَلَمَّا أَبَى عَلَيهِ بَعْضُهُمْ لَمْ يَجْبُرْهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَوْلَا أَنَّه عَلِمَ أَنَّ الْحُكْمَ اللَّازِمَ فِيمَا غَنِمُوا مِنَ الْأَرَاضِي مَا قَالُوا وَرَدُّوا فِي قَسْمِهِ لَجَبَرَهُمْ (¬2) [عَلَى] (¬3) مَا رَأَى مِنَ الْمَصْلَحَةِ، وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ فِي وَقْفِ السَّوَادِ، فَإِنَّمَا اسْتَطَابَ قُلُوبَ الْغَانِمِينَ بِرَدِّ تِلْكَ الْأَرَاضِي حَتَّى يَجْعَلَهَا وَقْفًا، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ عُوِّضَ مِنْ نَصِيبِهِ، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. [3835] أخبرناه أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أبو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ أَنَّ عُمَرَ أعْطَى بَجِيلَةَ (¬4) رُبُعَ السَّوَادِ فَأَخَذُوهُ سِنِينَ، ثُمَّ وَفَدَ جَرِيرٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ (¬5) لَكُنْتُمْ عَلَى مَا قُسِمَ لَكُمْ، فَأَرَى أَنْ تَرُدَّهُ. فَرَدَّهُ وَأَجَازَهُ بِثَمَانِينَ دِينَارًا (¬6). وَرَوَاهُ هُشيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَغَيْرُهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَزَادَ فِيهِ هُشَيْمٌ: أَنَّ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: أُمُّ كُرْزٍ قَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، وَثَبَتَ سَهْمُهُ، وَإِنِّي لَسْتُ أُسَلِّمُ ¬

_ (¬1) أي: قهرًا وغَلَبَةً. (¬2) قوله: "قسمه لجبرهم" محله بياض في (م). و"جبره على الأمر" لغة تميم، وعامة العرب يقولون: أجبره. انظر لسان العرب (جبر). (¬3) ما بين المعقوفين زيادة يستقيم بها السياق. (¬4) في النسخ: "بحلية"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في النسخ: "مول"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 43).

حَتَّى تَحْمِلَنِي (¬1) عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ (¬2)، وَعَلَيْهَا قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ، وَتَمْلَأُ كَفَّيَّ ذَهَبًا. فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَكَانَتِ الدَّنَانِيرُ نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ دِينَارًا (¬3) (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي كُلِّ ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ - رضي الله عنه - حِينَ رَأَى الْمَصْلَحَة (¬5) فِي وَقْفِ (¬6) الْأَرَاضِي الْمَغْنُومَةِ اسْتَطَابَ أَنْفُسَ الْغَانِمِينَ [كَمَا اسْتَطَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْفُسَ الْغَانِمِينَ] (¬7) بِحُنَيْنٍ فِي رَدِّ النِّسَاءِ وَالذَّرَارِيِّ عَلَى أهْلِ هَوَازِنَ، وَأَنَّ الْحُكْمَ اللَّازِمَ فِي الْأَرَاضِي الْمَغْنُومَةِ مَا ذَكَرْنَا. [3836] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، ثنا الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَيُّمَا قَرْيَةٍ افْتَتَحَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ [فَهِيَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ افْتَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ عَنْوَةً، فَخُمُسُهَا لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ] (¬8) وَبَقِيَّتُهَا لِمَنْ (¬9) قَاتَلَ عَلَيْهَا" (¬10). ¬

_ (¬1) في (ع): "يحملني". (¬2) الذلول من الدوابّ: المنقادة. (¬3) في (م): "ثمانين ألف دينار"، والمثبت من السنن الكبير (18/ 441). (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (6/ 33). (¬5) في النسخ: "المصلى"، والمثبت هو الموافق للسياق. (¬6) في (م): "وقت". (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬9) في النسخ: "لم"، والمثبت من المصدر السابق. (¬10) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (18/ 455)، وعلقه أبو عوانة في المسند الصحيح (4/ 244) عن سعيد عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة.

قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: أَبُو سَلَمَةَ هَذَا هُوَ عِنْدِي صَاحِبُ الطَّعَامِ، أَوْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. [3837] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬1) (ح) وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (¬2) (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ, [ثنا] مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ (¬4)، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنبَّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمَوهَا، فَأَقَمْتُمْ فِيهَا فَسَهْمُكُم (¬5) فِيهَا، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّ خُمُسَهَا (¬6) لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ هِيَ لَكُمْ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَقَالَ: "فَسَهْمُكُمْ فِيهَا" (¬7). ¬

_ (¬1) مصنف عبد الرزاق (6/ 104). (¬2) مسند أحمد (4/ 1723). (¬3) في (م): "وقال: حدثنا". (¬4) في النسخ: "ومحمد بن رافع"، وما بين المعقوفين هو الموافق لسائر أسانيد المؤلف. (¬5) أشار الناسخ في هامش (ع) إلى أنه في نسخة: "مسحكم"، ووقع في رواية أحمد بن يوسف عن عبد الرزاق كما في السنن الكبير (13/ 182): "مسهمكم"، والذي في مصنف عبد الرزاق وصحيح مسلم: "فسهمكم". (¬6) في النسخ: "خمسه"، والمثبت من السنن الكبير. (¬7) صحيح مسلم (5/ 151).

فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ مَا يَكُونُ فَيْئًا، فَيَكُونُ فِيهِ حَقُّهُمْ مِنْ سَهْمِ الْمَصَالِحِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا فُتِحَ عَنْوَةً وَجَعَل مَا زَادَ عَلَى الْخُمُسِ لِلْغَانِمِينَ فَقَالَ: "ثُمَّ هِيَ لَكُمْ". فَمَا (¬1) يُفَرِّقُ بَيْنَ الْأَرَاضِي وَغَيْرِهَا. * * * ¬

_ (¬1) في (م): "فيما"، وفي المختصر: "ولم".

مسألة (409): إذا شرط الإمام قبل القتال: من أخذ شيئا فهو له، فمن أخذ شيئا يكون غنيمة، وفي قول آخر: إنه جائز

مَسْأَلَةٌ (409): إِذَا شَرَطَ الْإِمَامُ قَبْلَ الْقِتَالِ: مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، فَمَنْ أَخَذَ شَيْئًا يَكُونُ غَنِيمَةً، وَفِي قَوْلٍ آخَرَ: إِنَّهُ جَائِزٌ (¬1). وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬2). [3838] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، [ثنا] (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ (¬4) بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬5)، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى الْأَشْدَقِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ: فِينَا أَصْحَابَ بَدْرٍ نَزَلَتْ؛ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - حِينَ الْتَقَى النَّاسُ بِبَدْرٍ، نَفَّلَ كُلَّ امْرِئٍ مَا أَصَابَ، وَكُنَّا أَثْلَاثًا؛ ثُلُثٌ يُقَاتِلُونَ (¬6) الْعَدُوَّ وَيَأْسِرُونَ، وَثُلُثٌ يَجْمَعُونَ النَّفَلَ، وَثُلُثٌ قِيَامٌ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْشَوْنَ عَلَيْهِ كَرَّةَ الْعَدُوِّ حَرَسًا لَهُ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْحَرْبُ قَالَ الَّذِينَ أَصَابُوا النَّفَلَ: هُوَ لَنَا، وَقَدْ كَانَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 313)، والحاوي (8/ 402)، ونهاية المحتاج (6/ 146). (¬2) انظر: شرح السير الكبير للسرخسي (2/ 141)، وتحفة الفقهاء (3/ 297)، وبدائع الصنائع (7/ 115). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير للمؤلف (13/ 102). (¬4) في النسخ: "محمد". (¬5) السيرة النبوية لابن هشام (1/ 642). (¬6) في (ع): "يأتلفون"، وغير واضحة في (م).

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَفَّلَ كُلَّ امْرِئٍ مَا أَصَابَ، وَقَالَ الَّذِينَ كَانُوا يَقْتُلُونَ وَيَأْسِرُونَ: وَاللَّهِ مَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، لَنَحْنُ شَغَلْنَا عَنْكُمُ الْقَوْمَ، وَخَلَّيْنَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ النَّفَلِ، فَمَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا. وَقَالَ الَّذِينَ قَامُوا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَقَدْ رَأَيْنَا أَنْ نَقْتُلَ الرِّجَالَ حِينَ مَنَحُونَا أَكْتَافَهُمْ (¬1) وَنَأْخُذَ النَّفَلَ لَيْسَ دُونَهُ (¬2) أَحَدٌ يَمْنَعُهُ، وَلَكِنْ خَشِينَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَرَّةَ الْعَدُوِّ فَقُمْنَا دُونَهُ، فَمَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ (¬3) مِنَّا. فَلَمَّا اخْتَلَفْنَا وَسَاءَتْ أَخْلَاقُنَا (¬4) انْتَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِينَا، فَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَسَمَهُ عَلَى النَّاسِ عَنْ بَوَاءٍ (¬5)، فَكَانَ فِي ذَلِكَ تَقْوَى [اللَّهِ] (¬6) وَطَاعَتُهُ (¬7) وَطَاعَةُ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (¬8) (¬9). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَرْطِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما يُخَالِفُ حَدِيثَ عُبَادَةَ، فَقِيلَ عَنْهُ (¬10): قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ -: "مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا [فَلَهُ كَذَا ¬

_ (¬1) في (ع): "كتافهم"، ومكانها بياض في (م). (¬2) في النسخ: "دون". (¬3) في النسخ: "أحق به". (¬4) في النسخ: "اختلافنا". (¬5) عن بواء أي: على السواء. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬7) قوله: "وطاعته" ليس في (م). (¬8) سورة الأنفال (آية: 1). (¬9) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 269) من طريق عبد الرحمن بن الحارث. (¬10) قوله: "عنه" ليس في (م).

وَكَذَا] (¬1) ". وَقِيلَ عَنْهُ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا، وَمَنْ أَسَرَ أَسِيرًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا، وَمَنْ أَتَى مَكَانَ كَذَا وَكَذَا (¬2)، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا" (¬3). وَهَذَا لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ جَعَلَ لَهُ جَمِيعَ مَا أَخَذَهُ، وَإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُعْطِيهِ مِمَّا أَخَذَ شَيْئًا عَلَى طَرِيقِ النَّفَلِ، ثُمَّ قَدْ بَيَّنَ عُبَادَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ نُزُولِ الْآيَةِ فِي قِسْمَةِ الْغَنِيمَةِ وَأَنَّ الْأَمْرَ بَعْدَ نُزُولِهَا صَارَ إِلَيْهِ. [3839] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ بَعَثَنَا فِي رَكْبٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: قَالَ: وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ؛ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي بَعْثِهِ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ الْأَسَدِيَّ، قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ أَمِيرٍ أُمِّرَ فِي الْإِسْلَامِ (¬4). وَفِي هَذَا أَيْضًا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، وَنُزُولُ الْآيَةِ فِي الْغَنَائِمِ كَانَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَصَارَ الْأَمْرُ إِلَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ ثُمَّ سِيرَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ فِي مَغَازِيهِ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "كذا كذا"، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 370). (¬4) أخرجه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقاص (1/ 216) من طريق ابن أبي زائدة. (¬5) في النسخ: "معاوية"، والمثبت من المختصر.

مسألة (410): وللإمام أن يمن على البالغين من الأسرى، وأن يفاديهم بأسرى المسلمين

مَسْأَلَةٌ (410): وَلِلْإِمَامِ أَنْ يَمُنَّ عَلَى الْبَالِغِينَ مِنَ الْأَسْرَى، وَأَنْ يُفَادِيَهُمْ بِأَسْرَى (¬1) الْمُسْلِمِينَ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ (¬3). وَهَذَا أَيْضًا خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (¬4). [3840] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أنا (¬5) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: يُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - إِمَامًا مَهْدِيًّا، وَحَكَمًا عَدْلًا، فَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَتَضَعَ (¬6) الْحَرْبُ (¬7) أَوْزَارَهَا (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بأسر المسلمين"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (9/ 191)، ومختصر المزني (ص 201)، والحاوي (8/ 404، 408)، ونهاية المحتاج (8/ 68). (¬3) انظر: المبسوط (10/ 24)، وتحفة الفقهاء (3/ 302)، وبدائع الصنائع (7/ 120). (¬4) سورة محمد (آية: 4). (¬5) في (م): "نا". (¬6) في النسخ: "يضع"، والمثبت من المختصر. (¬7) قوله: "الحرب" ليس في (م). (¬8) الأوزار: الأثقال من آلة حرب وسلاح وغيره، ووضعت الحرب أوزارها: انقضى أمرها وخفت أثقالها فلم يبق قتال. (¬9) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 604).

[3841] وبإسناده ثنا آدَمُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (¬1) يَعْنِي: بِنُزُولِ عيِسَى بْنِ مَرْيَمَ (¬2) - عليه السلام -. [3842] [أبنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ يَعْنِي: حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ] (¬3)، فَيُسْلِمُ كُلُّ يَهُودِيٍّ، وَكُلُّ نَصْرَانِيٍّ، وَكُلُّ صَاحِبِ مِلَّةٍ، وَتَأْمَنُ الشَّاةُ الذِّئْبَ، وَلَا تَقْرِضُ الْفَأْرَةُ جِرَابًا، وَتَذْهَبُ الْعَدَاوَةُ مِنَ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَذَلِكَ ظُهُورُ الْإِسْلَامِ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَيَنْعَمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ حَتَّى تَقْطُرَ رِجْلَاهُ دَمًا إِذَا وَضَعَهَا (¬4) مِنَ النِّعْمَةِ (¬5). [3843] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ: أَخْبَرَكَ أَبُوكَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: (¬6) بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ ". قَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ (¬7)، إِنْ ¬

_ (¬1) سورة محمد (آية: 4). (¬2) قوله: "مريم" ليس في (م). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (18/ 594). (¬4) كذا، وفي أصل الرواية: "وضعهما". (¬5) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 604). (¬6) جاء في (م) حاشية نصها: "إسلام ثمامة بن أثال - رضي الله عنه -". (¬7) في النسخ: "خبر"، والمثبت من السنن الصغير للمؤلف (3/ 494).

تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: "مَا عِنْدَكَ (¬1) يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ". فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ (¬2) دِينٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ، وَاللَّهِ مَا كَانَ بَلَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ. فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ (¬3) حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬4) وَقُتَيْبَةَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬6)، كِلَاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "أعندك"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) قوله: "كان" ليس في (ع). (¬3) الحنطة: القمح. (¬4) صحيح البخاري (1/ 99)، (5/ 170). (¬5) المصدر السابق (3/ 123). (¬6) صحيح مسلم (5/ 158).

[3844] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ رَبِيعٍ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَوْ كَانَ مُطْعِمٌ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ لَأَطْلَقْتُهُمْ لَهُ". يَعْنِي أُسَارَى بَدْرٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَتْ [لَهُ] (¬1) عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَدٌ، وَكَانَ أَجْزَى النَّاسِ بِالْيَدِ (¬2). [3845] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬3)، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ - يَعْنِي ابْنَ مُطْعِمٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قَالَ لِأُسَارَى بَدْرٍ: "لَوْ كانَ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى (¬4) لَخَلَّيْتُهُمْ لَهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬5). [3846] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ مِنْ جِبَالِ التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ لِيقْتُلُوهُمْ، فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من شعب الإيمان للمؤلف (11/ 380). (¬2) أخرجه البغوي في شرح السنة (11/ 82) من طريق شيخ المؤلف. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 209). (¬4) قوله: "النتنى" مكانه بياض في (م). (¬5) صحيح البخاري (4/ 91).

فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} (¬1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّاقِدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (¬3). [3847] أخبرنا الْقَاضِي أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَسَرَ (¬4) أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ، وَكَانَتْ ثَقِيفُ قَدْ أَسَرَتْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَفَدَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَسَرَتْهُمَا ثَقِيفُ (¬5). [3848] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، فَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنِ [أَبِي] (¬6) عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ (¬7). [3849] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) سورة الفتح (آية: 24). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 192). (¬3) صحيح مسلم (5/ 195). (¬4) في (ع): "أسرو". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 618). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وأثبتناه من صحيح مسلم. (¬7) صحيح مسلم (5/ 79).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - هَوَازِنَ، فَسَبَقْتُ النَّاسَ إِلَى الْجَبَلِ، فَرَدَدْتُ عُنُقًا مِنَ النَّاسِ، وَأَصَبْتُ امْرَأَةً مِنْ فَزَارَةَ لَهَا ابْنَةٌ مِنْ أَجْمَلِ الْعَرَبِ، فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَةَ الْفَزَارِّيَّةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ، لِلَّهِ أَبُوكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، [مَا] (¬1) كَشَفْتُهَا. قَالَ: "هَبْهَا لِلَّهِ (¬2) ". قُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَفَادَى بِهَا أَسِيرًا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عِكْرِمَةَ (¬4). [3850] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأُمَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَكَانَ مِمَّنْ تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أُسَارَى بَدْرٍ بِغَيْرِ فِدَاءٍ: الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَكَانَ مُحْتَاجًا فَلَمْ يُفَادَى (¬5) فَمَنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبُو عَزَّةَ عَمْرُو (¬6) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُمَحِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَنَاتِي. فَرَحِمَهُ، فَمَنَّ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) كذا، وفي أصل الرواية: "هبها لي لله أبوك". (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 302). (¬4) صحيح مسلم (5/ 150). (¬5) في النسخ: "تفادى"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 188). (¬6) في النسخ: "عمر"، والمثبت من السيرة لابن هشام (3/ 211)، والطبقات الكبير لابن سعد (2/ 41).

عَلَيْهِ، وَصَيْفِيُّ بْنُ عَائِذٍ (¬1) الْمَخْزُومِيُّ (¬2). [3851] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَليُّ، وَأَبو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ يَوْمًا فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ (¬3)، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ فِيهَا سَيْفَهُ، قَالَ جَابِرٌ: فَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُونَا، فَأَجَبْنَاهُ (¬4)، وإِذَا عِنْدَهُ (¬5) أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا (¬6)، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ. فَقَالَ ثَانِيَةً: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ، فَشَامَ السَّيْفَ وَجَلَسَ". فَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ فَعَلَ ¬

_ (¬1) وكذا في السنن الكبير للمؤلف وبعض مصادر ترجمته، وقد ضبط الدارقطني في المؤتلف والمختلف (3/ 1540) اسمَ أبيه بموحدة ودال مهملة: "عابد"، ونقل عن الزبير بإسناده إلى خضر بن داود قال: "كل من كان من ولد عمر بن مخزوم، فهو عابد، ومن كان من ولد عمران بن مخزوم، فهو عائذ". وانظر الإكمال لابن ماكولا (6/ 337)، وتوضيح المشتبه (6/ 31). (¬2) السيرة النبوية لابن هشام (1/ 659). (¬3) العضاه: ضرب من الشجر. (¬4) في (م): "فأجبنا". (¬5) في (م): "عند". (¬6) صلتًا: مُجَرَّدًا. أصلت السيفَ: جرَّده من غِمده.

ذَلِكَ (¬1). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬2). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّغَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬3). [3852] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الشَّيْبَانِيُّ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ، ثنا أبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ السَّامِيُّ (¬4)، ثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ (¬5) السَّمَّانُ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ (¬6)، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ: "إِنْ شِئْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَادَيْتُمُوهُمْ، وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِالْفِدَاءِ، وَاسْتُشْهِدَ مِنْكُمْ بِعِدَّتِهِمْ". فَكَانَ آخِرَ السَّبْعِينَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، اسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ (¬7). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 390). (¬2) صحيح البخاري (4/ 39). (¬3) صحيح مسلم (7/ 62). (¬4) في النسخ: "الشامي"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (2/ 178). (¬5) في النسخ: "أزهر بن محمد بن سعد"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (2/ 323). (¬6) في النسخ: "عن محمد بن عبيد"، وفي المختصر: "محمد بن عبيدة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 276).

مسألة (411): المستحب أن تقسم الغنائم في دار الحرب، ما لم يكن عذر يمنع من ذلك

مَسْأَلَةٌ (411): الْمُسْتَحَبُّ أَنْ تُقْسَمَ الْغَنَائِمُ فِي دَارِ الْحَرْبِ، مَا لَمْ يَكُنْ عُذْرٌ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُكْرَهُ ذَلِكَ (¬2). رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ غَنَائِمَ بَدْرٍ بِشِعْبٍ مِنْ شِعَابِ الصَّفْرَاءِ، قَرِيبٍ مِنْ بَدْرٍ، وَقَسَمَ غَنَائِمَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ عَلَى مِيَاهِهِمْ، وَغَنَائِمَ هَوَازِنَ فِي دِيَارِهِمْ، وَغَنَائِمَ خَيْبَرَ بِخَيْبَرَ، وَذَلِكَ فِي مَغَازِي ابْنِ إِسْحَاقَ مَذْكُورٌ، رَوَيْنَاهُ فِي السُّنَنِ (¬3). [3853] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ (¬4) الْجُعْفِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حُيَيٌّ (¬5)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬6)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ يَوْمَ بَدْرٍ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَخَمْسَةَ (¬7) عَشَرَ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ، كَمَا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 302)، والحاوي (14/ 164)، ونهاية المطلب (11/ 503)، والمجموع (21/ 234، 238). (¬2) انظر: المبسوط (10/ 17)، وتحفة الفقهاء (3/ 299)، وبدائع الصنائع (7/ 121). (¬3) انظر: السنن الكبير (18/ 184). (¬4) في النسخ: "يحيى بن سليم"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (31/ 369). (¬5) قوله: "حيي" مكانه بياض في (م). (¬6) في (م): "عمر". (¬7) في النسخ: "فخمسة"، والمثبت من أصل الرواية.

خَرَجَ طَالُوتُ، فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خَرَجَ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ". فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَانْقَلَبُوا وَمَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ رَجَعَ بِجَمَلٍ أَوْ بِجَمَلَيْنِ، وَاكْتَسَوْا، وَشَبِعُوا (¬1) (¬2). وَقَدْ أَعَادَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فِي كِتَابِ السِّيَرِ، وَسَنَسْتَقْصِي بَيَانَهَا هُنَالِكَ (¬3) إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى. * * * ¬

_ (¬1) في (م): "وأشبعوا". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 286). (¬3) قوله: "هنالك" ليس في (م).

مسألة (412): للفارس ثلاثة أسهم: سهمان لفرسه، وسهم له

مَسْأَلَةٌ (412): لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ: سَهْمَانِ لِفَرَسِهِ، وَسَهْمٌ لَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ: سَهْمٌ لَهُ، وَسَهْمٌ لِفَرَسِهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [3854] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا (¬3). [3855] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ (¬4)، ثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو أسَامَةَ، فَذَكَرَهُ (¬5) بِهَذَا الْإِسْنَادِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 316)، ومختصر المزني (ص 201)، والحاوي (8/ 414)، والمجموع (21/ 234، 239). (¬2) انظر: المبسوط (10/ 19)، وتحفة الفقهاء (3/ 300)، وبدائع الصنائع (7/ 126). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح (5/ 136) من طريق عبيد الله بن عمر. (¬4) في النسخ: "الخشعمي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 22). (¬5) في (م): "فذكر".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ (¬1). وَرَوَاهُ ابْنُ كَرَامَةَ (¬2) وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ: لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا (¬3). كَمَا رَوَاهُ أَبُو الْأَزْهَرِ. [3856] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬4) - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا حَمَّادٌ (¬5)، ثنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا. قَالَ: فَسَّرَهُ نَافِعٌ فَقَالَ: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ فَرَسٌ فَلَهُ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَسٌ فَلَهُ سَهْمٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ هَكَذَا (¬6). [3857] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (4/ 30). (¬2) هو: محمد بن عثمان بن كرامة. له ترجمة في تهذيب الكمال (26/ 91). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 179). (¬4) هو: أحمد بن محمد بن رميح النسوي. له ترجمة في: تاريخ بغداد (6/ 136). (¬5) هو: حماد بن شاكر، وقد روى الصحيح عن البخاري. انظر: تاريخ الإسلام (7/ 239). (¬6) صحيح البخاري (5/ 136).

مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالُوا: أنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، ثنا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ فِي النَّفَلِ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَأَبِي كَامِلٍ الْجَحْدَرِيِّ (¬1). [3858] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2)، عَنْ (¬3) نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَسَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ (¬4). [3859] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أَخْبَرَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ (¬5)، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسْهَمَ لِلرَّجُلِ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 156). (¬2) في (م): "ثنا أبي عبيد الله". (¬3) في (م): "ثنا". (¬4) صحيح مسلم (5/ 156). (¬5) في النسخ: "قطر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 205). وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (10/ 283).

وَلِفَرَسِهِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ لَهُ، وَسَهْمَانِ لِفَرَسِهِ (¬1). [3860] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬2). أَبُو مُعَاوِيَةَ قَدْ شَفَى بِرِوَايَتِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ حَافِظٌ ثِقَةٌ حُجَّةٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، وَهُوَ إِمَامٌ: [3861] أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَسْهَمَ لِلرَّجُلِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ؛ لِلرَّجُلِ سَهْمٌ، وِللْفَرَسِ سَهْمَانِ. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ نَحْوَهُ (¬3). وَقَدْ وَهِمَ بَعْضُ الرُّوَاةِ لِهَذَا (¬4) الْحَدِيثِ، فَرَوَوْهُ بِخِلَافِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الصَّحِيحَةِ. [3862] أخبرنا أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْر النَّيْسَابُوريُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جعَلَ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا. ¬

_ (¬1) أخرجه سعدان في جزئه، رواية الصفار (ق 16/ ب). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 238). (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (6/ 157). (¬4) كذا.

قَالَ الرَّمَادِيُّ: كَذَا يَقُولُ ابْنُ نُمَيْرٍ. قَالَ النَّيْسَابُورِيُّ: هَذَا عِنْدِي وَهَمٌ مِنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَوْ مِنَ الرَّمَادِيِّ؛ لِأَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بِشْرٍ وَغَيْرَهُمَا رَوَوْهُ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ خِلَافَ هَذَا. قَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ كَرَامَةَ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ خِلَافَ هَذَا (¬1). [3863] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَسْهَمَ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا. قَالَ أَحْمَدُ: كَذَا لَفْظُ نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَالنَّاسُ يُخَالِفُونَهُ. قَالَ النَّيْسَابُورِيُّ: لَعَلَّ الْوَهَمَ مِنْ نُعَيْمٍ؛ لِأَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ (¬2). وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عُمَرَ هَكَذَا (¬4). [3864] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا أَبُو عِمْرَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5) فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 186). (¬2) المصدر السابق (5/ 188). (¬3) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من المختصر، وعلل الدارقطني (6/ 301). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 189). (¬5) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت هو الصواب كما تقدم.

وَخَالَفَهُمُ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْيَمَامِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، فَقَالَ: أَسْهَمَ لِلْفَارِسِ سَهْمًا، وَلِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ (¬1). [3865] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬2)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ خَيْبَرَ لِمَنْ شَهِدَهَا؛ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ، وَللرَّاجِلِ سَهْمًا. قَالَ نَافِعٌ: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ فَرَسٌ أُعْطِيَ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ. تَابَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ [أَبِي] (¬3) مَرْيَمَ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ (¬4). وَرَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ عَنِ الْعُمَرِيِّ بِالشَّكِّ فِي الْفَارِسِ أَوِ الْفَرَسِ (¬5). وَالْعُمَرِيُّ كَثِيرُ الْوَهَمِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ - رحمه الله - لَا يُحَدِّثُ عَنْهُ (¬6). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ: كَأَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا يَقُولُ: لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ (¬7) سَهْمًا، فَقَالَ: لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا، وَلَيْسَ يَشُكُّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَقْدِمَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَلَى أَخِيهِ فِي الْحِفْظِ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (5/ 183)، وانظر العلل (6/ 301). (¬2) قوله: "يعقوب" ليس في (ع). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 188) من طريق ابن وهب. (¬5) المصدر السابق (5/ 188). (¬6) انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 109). (¬7) وكذا في المختصر ومعرفة السنن (9/ 247)، وفي السنن الكبير (13/ 206): "وللرجل".

[3866] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آمِينَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقْسِمُ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا (¬1). عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آمِينَ لَيْسَ بِشَيْءٍ، غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ. قَالُوا: إِنَّ خَيْبَرَ قُسِّمَتْ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا عَلَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَكَانَ الْجَيْشُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ، مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةِ فَارِسٍ، فَأَعْطَى الْفَارِسَ سَهْمَيْنِ، وَالرَّاجِلَ سَهْمًا. وَذَكَرُوا مَا: [3867] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أبو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابْنُ الطَّبَّاعِ، ثنا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحِدِّثُ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ - وَكَانَ أَحَدَ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ - فَقَالَ: شَهِدْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا انْصَرَفْنَا عَنْهَا إِذَا النَّاسُ يَهِزُونَ الْأَبَاعِرَ (¬2)، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا لِلنَّاسِ؟ قَالُوا: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجْنَا نُوجِفُ (¬3)، فَوَجَدْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ وَاقِفًا عِنْدَ (¬4) كُرَاعِ الْغَمِيمِ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ¬

_ (¬1) حكاه الدارقطني في العلل (12/ 301) عن عبد الرحمن. (¬2) تصحفت في (ع) إلى "الأباغر"، ومعنى يهزون الأباعر: يحثونها ويدفعونها، والوهز: شدة الدفع والوطء. (¬3) في (ع): "نرجف"، وفي (م): "نرجوا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 207). (¬4) في النسخ: "واقف عن"، والمثبت من السابق.

فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (¬1) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: "إِي وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْحٌ". فَقُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ، لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمْ فِيهَا أَحَدٌ إَلَّا مَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَّةَ، فَقَسَمَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - علَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَكَانَ الْجَيْشُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ، مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةِ فَارِسٍ، فَأَعْطَى الْفَارِسَ سَهْمَيْنِ، وَالرَّاجِلَ سَهْمًا (¬2). [3868] أخبرنا أبو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬3). قِيلَ: لَا تُعَارَضُ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ الرِّوَايَاتُ الثَّابِتَةُ الْمُخَرَّجَةُ فِي الْمَسَانِيدِ، وَهِيَ مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ (¬4) مُجَمِّعَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ يَزِيدَ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَلَا بِأَبِيهِ، ثُمَّ فِيهِ نَظَرٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَهُوَ مَا صَحَّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه -، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا (¬5) وَأَرْبَعَمِائَةٍ. [3869] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْروٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَّةِ أَلْفًا (¬6) وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ". قَالَ جَابِرٌ: وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لَأَرَيْتُكُمْ مَوْضِعَ ¬

_ (¬1) سورة الفتح (آية: 1). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 445) من طريق محمد بن عيسى. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 238). (¬4) في النسخ: "لا"، والمثبت هو الموافق للسياق. (¬5) في النسخ: "ألف"، والمثبت الجادة. (¬6) في النسخ: "ألف"، والمثبت الجادة.

الشَّجَرَةِ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو وَجَمَاعَةٍ، عَنْ سُفْيَانَ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ (¬4)، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَقَالَ: وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً (¬5). وَعَلَى ذَلِكَ أَهْلُ الْمَغَازِي، وَأَنَّهُ قَسَمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِمِائَتَيْ فَرَسٍ. [3870] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِهِ. وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَا: كَانَتِ الْمَقَاسِمُ عَلَى أَمْوَالِ خَيْبَرَ عَلَى الشَّقِّ وَالنَّطَاةِ وَالْكُتَيْبَةِ، وَكَانَتِ الشَّقُّ وَالنَّطَاةُ فِي سُهْمَانِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتِ الْكُتَيْبَةُ خُمُسَ اللَّهِ وَسَهْمَ الرَّسُولِ - صلى الله عليه وسلم - وسَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ، وَطَعَامَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَطَعَامَ رِجَالٍ مَشَوْا فِي الصُّلْحِ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَهْلِ فَدَكَ، مِنْهُمْ: مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، أَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[ثَلَاثِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ وَ] (¬6) ثَلَاثِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، وَقُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَهْلِ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 585). (¬2) صحيح البخاري (5/ 123). (¬3) صحيح مسلم (6/ 25). (¬4) المصدر السابق (6/ 25). (¬5) المصدر السابق (6/ 26). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من دلائل النبوة للمؤلف (4/ 236)، والسيرة لابن هشام.

الْحُدَيْبِيَةِ؛ مَنْ شَهِدَ مِنْهُمْ خَيْبَرَ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا، وَلَمْ يَغِبْ عَنْهَا إِلَّا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَسَمَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَسَهْمِ مَنْ حَضَرَهَا، فَكَانَ وَادِيهَا (¬1): وَادِيَ السُّرَيْرِ، وَوَادِيَ خَاصٍّ (¬2)، وَهُمَا اللَّذَانِ (¬3) قُسِمَتْ عَلَيْهِمَا خَيْبَرُ، وَكَانَتْ نَطَاةُ وَالشَّقُّ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، نَطَاةُ مِنْ ذَلِكَ خَمْسَةُ أَسْهُمٍ، وَالشَّقُّ ثَلَاثَةَ عَشَرَ سَهْمًا، فَقَسَمَهَا عَلَى أَلْفٍ وَثَمَانِمِائَةِ سَهْمٍ، وَكَانَ ذَلِكَ عَدَدَ الَّذِينَ قُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، خَيْلِهِمْ وَرِجَالِهِمْ، الرِّجَالُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ، وَالْخَيْلُ مِائَتَا (¬4) فَرَسٍ، فَكَانَ لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ، وَلصَاحِبِهِ سَهْمٌ، وَلِكُلِّ رَاجِلٍ سَهْمٌ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ فِي قِسْمَةِ خَيْبَرَ وَكَيْفِيَّتِهَا (¬5) (¬6). [3871] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ كَثِيرٍ - مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ - عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ لِمِائَتَيْ فَرَسٍ يَوْمَ خَيْبَرَ سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ (¬7). ¬

_ (¬1) في دلائل النبوة: "وادياها". (¬2) في النسخ: "مخاص"، والمثبت من دلائل النبوة للمؤلف (4/ 237). قال السهيلي في سبل الهدى والرشاد (5/ 171): "كذا عند ابن إسحاق، وجرى عليه ياقوت والسيد وغيرهما، وقال أبو الوليد الوقشي: إنما هو وادي خُلص باللام. قال البكري: وهو بضم أوله، وإسكان ثانيه، وبالصاد المهملة". (¬3) في النسخ: "اللذين"، والمثبت من الدلائل، وهو الجادة. (¬4) في النسخ: "مائتي"، والمثبت من المصدر السابق وهو الجادة. (¬5) أخرجه الطبري في التاريخ (3/ 19) عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر. (¬6) السيرة النبوية لابن هشام (2/ 349). (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 273).

وَرُوِّينَا عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَبَشِيرِ بْنِ بَشَّارٍ، وَغَيْرِهِمَا مَا دَلَّ [عَلَى] (¬1) هَذَا: [3872] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُقْرِئُ (¬2) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أرْبَعَةَ نَفَرٍ وَمَعَنَا فَرَسٌ، فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ مِنَّا سَهْمًا، وَأَعْطَى الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ (¬3). هَذَا حَدِيثُ ابْنِ حَنْبَلٍ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْأَزْهَرِ قَالَ: ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ (¬4). [3873] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثَةَ نَفَرٍ. زَادَ: فَكَانَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ (¬5). [3874] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ أَبُو الْمُوَرِّعِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ (¬6)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعَةَ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (13/ 209). (¬2) من قوله: "أخبرنا أبو طاهر الزيادي" إلى هنا ليس في (م). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 238). (¬4) وكذا في حديث الكديمي أيضا، كما عند ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 85). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 238). (¬6) في النسخ: "عبادة"، والمثبت من السنن الكبير. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (31/ 393).

أَسْهُمٍ؛ سَهْمًا لِأُمِّهِ فِي الْقُرْبَى، وَسَهْمًا لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ (¬1). هَكَذَا أَخْبَرَنَاهُ فِي الْجُزْءِ التَّاسِعِ مِنَ الزِّيَادَاتِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ مَوْصُولًا، وَرَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ مِنْ حَدِيثِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ذَكَرْنَاهُ (¬2) فِي السُّنَنِ (¬3). [3875] وأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (¬4)، أنا (¬5) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ضَرَبَ لِلزُّبَيْرِ بِأَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ؛ سَهْمٍ لَهُ، وَسَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ (¬6). إِسْنَادُ الْأَوَّلِ أَصَحُّ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ كَانَ الزُّبَيْرُ - رضي الله عنه - عَلَى الْمُجَنِّبَةِ (¬7) الْيُسْرَى، وَكَانَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ - رضي الله عنه - عَلَى مُجَنِّبَةِ الْيُمْنَى. قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 195) عن محمد بن إسحاق. (¬2) الهاء ليست في النسخ. (¬3) السنن الكبير (13/ 211). (¬4) قوله: "ثنا محمد بن إسحاق" ليس في (م). (¬5) في (م): "ثنا". (¬6) أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (ص 524) الجزء المفقود، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 284)، والدارقطني في السنن (5/ 193) من طريق هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير، وللحديث طرق أخرى، ولم أقف عليه من حديث عائشة. (¬7) المجنبة اليسرى: ميسرة العسكر، وللجيش مجنبتان؛ يمنى ويسرى، والقلب بينهما.

فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ، وَهَدَأَ النَّاسُ، جَاءَا بِفَرَسَيْهِمَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَسَحَ الْغُبَارَ عَنْ وُجُوهِهِمَا بِثَوْبِهِ، وَقَالَ: "إِنِّي جَعَلْتُ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلْفَارِسِ سَهْمًا، فَمَنْ نَقَصَهُ نَقَصَهُ (¬1) اللَّهُ". [3876] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، فَذَكَرَهُ (¬2). وَرُوِيَ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، يَأْتِي فِيمَا بَعْدُ. [3877] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، أبنا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ (¬3)، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ (¬4)، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - للْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا (¬5). [3878] وبه ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ، [عَنْ أَبِيهِ] (¬6)، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، ¬

_ (¬1) في (ع): "نقضه". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 177) من طريق معلى بن أسد. (¬3) في (م): "أبو أفلح بن سعيد". (¬4) وكذا في أصل الرواية، وعند الدارقطني في السنن (5/ 196) عن ابن البختري: "أبو بكر بن عبد الله مولى أبي أحمد"، وقد ذكر المزي في تهذيبه (3/ 323) في ترجمة أفلح بن سعيد من شيوخه: "أبو بكر بن عبد الله بن أبي أحمد بن جحش الأسدي"، وذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 243) في ترجمة موسى بن عبيدة بمثل الذي في التهذيب، وهو الصواب، ويؤكده أن ابن أبي أسامة رواه كما في بغية الباحث (2/ 679) فقال: "أبو بكر بن عبد الله بن أبي أحمد". (¬5) أخرجه ابن البختري في الرابع من حديثه (ص 334). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق (ص 335).

وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا (¬1). [3879] وبإسناده، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّهُ شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْهَمَ لِفَرَسِهِ سَهْمَيْنِ، وَلَهُ سَهْمًا (¬2). [3880] وبإسناده، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّهُ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ سَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ، وَلَهُ سَهْمًا (¬3) (¬4). [3881] وأخبرنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ ابْنُ عَثْمَةَ، ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي قُرَيْبَةُ بِنْت عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ (¬5) أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بَدْرًا عَلَى فَرَسٍ أُنْثَى يُقَالُ لَهَا: سَبْحَةُ (¬6)، فَأَسْهَمَ لِي رَسُولُ اللَّهُ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمًا (¬7)، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 335). (¬2) المصدر السابق (ص 335). (¬3) وكذا في سنن الدارقطني (5/ 181) عن ابن البختري. وفي أصل الرواية: "سهمين، لفرسه سهم، وله سهم"، وكذا عند الطبراني في الكبير (20/ 261) عن الواقدي. (¬4) المصدر السابق. (¬5) في النسخ: "بن"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬6) في النسخ: "سخة"، والمثبت من مغازي الواقدي (1/ 27)، والإصابة لابن حجر (10/ 308). (¬7) في (ع): "لي سهما".

وَأَسْهَمَ لِفَرَسِي سَهْمَيْنِ (¬1). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3882] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قَيْسٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ أَبُو رُهْمٍ، قَالَ: حَضَرْتُ أَنَا وَأَخِي حُنَيْنًا وَمَعَنَا فَرَسَانِ، فَأَسْهَمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَنَا أَرْبَعَةَ أَسْهُمٍ، وَلِي (¬2) وَلِأَخِي سَهْمَيْنِ، فَبِعْنَا سَهْمَيْنِ مِنْ حُنَيْنٍ بِبَكْرَيْنِ (¬3) (¬4). كَذَا رُوِيَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَقَدْ: [3883] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا أَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (ح) قَالَ (¬5): وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دُبَيْسِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ بُرْدٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ - مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ - عَنْ أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَأَخِي ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 180) من طريق ابن عثمة. (¬2) في النسخ والمختصر بدون الواو، والمثبت من أصل الرواية، وكذا رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2887) عن عبد الله بن جعفر. (¬3) البكر: الفتيّ من الإبل، بمنزلة الغلام من الناس. (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 667). (¬5) كتب ناسخ الأصل في الهامش: "أي الدارقطني. وإبراهيم وثقه الخطيب".

وَمَعَنَا فَرَسَانِ، فَأَعْطَانَا سِتَّةَ أَسْهُمٍ؛ أَرْبَعَةً لِفَرَسَيْنَا، وَسَهْمَيْنِ لَنَا، فَبِعْنَا سَهْمَيْنَا بِبَكْرَيْنِ (¬1). [3884] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ النَّاطِفِيُّ الْمِهْرِجَانِيُّ بِهَا، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ - مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيِّ - أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي رُهْمٍ، وَعَنْ أَخِيهِ؛ أَنَّهُمَا كَانَا فَارِسَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَأُعْطِيَا (¬2) سِتَّةَ أَسْهُمٍ؛ أَرْبَعَةٌ لِفَرَسَيْهِمَا، وَسَهْمَانِ لَهُمَا، فَبَاعَا السَّهْمَيْنِ (¬3) بِبَكْرَيْنِ (¬4). [3885] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: لَمْ تَقَعِ الْقِسْمَةُ وَلَا السَّهْمُ إِلَّا فِي غَزَاةِ بَنِي قُرَيْظَةَ، كَانَتِ الْخَيْلُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةً وَثَلَاثِينَ فَرَسًا، فَفِيهَا أَعْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُهْمَانَ الْخَيْلِ وَسُهْمَانَ الرِّجَالِ، فَعَلَى سُنَّتِهَا جَرَتِ الْمَقَاسِمُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَئِذٍ لِلْفَارِسِ وَفَرَسِهِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: لَهُ سَهْمٌ، وَلِفَرَسِهِ سَهْمَانِ، وَلِلرَّاجِلِ (¬5) سَهْمًا، فَأَمَّا يَوْمُ بَدْرٍ فَلَمْ تَقَعْ فِيهَا السُّهْمَانُ، وَلَمْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق/ 267 أ). (¬2) في (م): "أعطيا". (¬3) في النسخ: "السهمان"، والمثبت الجادة كما في مصادر التخريج. (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 278)، والطبراني في الكبير (19/ 186) عن إسماعيل بن عياش. (¬5) في النسخ: "وللرجل"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السيرة لابن هشام والسنن الكبير للمؤلف (13/ 213).

يُحَلِّلْ لَهُمْ فِيهَا الْمَغَانِمَ، حَتَّى كَانَ فِيهِ مِنَ اللَّهِ مَا كَانَ، فَأَحَلَّهَا (¬1) لَهُمْ بَعْدَ أَنْ كَادَ النَّاسُ أَنْ يَهْلِكُوا، فَقَالَ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} (¬2) إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ، ثُمَّ كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، فَكَانَ عَامَ مُصِيبَةٍ، ثُمَّ كَانَ الْخَنْدَقُ، فَكَانَ عَامَ حِصَارٍ، ثُمَّ كَانَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ، فَعَلَى سُنَّتِهَا (¬3) جَرَتِ الْمَقَاسِمُ إِلَى يَوْمِكَ هَذَا (¬4). [3886] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: [لَا] (¬5) يُخْتَلَفُ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، وَللرَّاجِلِ سَهْمٌ" (¬6). [3887] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، نا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ كُلْثُومٍ الْوَادِعِيِّ، [عَنْ مُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو الْوَادِعِيِّ] (¬7) وَكَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - بَعَثَهُ عَلَى خَيْلٍ بِالشَّامِ، وَكَانَ فِي الْخَيْلِ بَرَاذِينُ (¬8)، قَالَ: فَسَبَقَتِ الْخَيْلُ، وَجَاءَ أَصْحَابُ الْبَرَاذِينِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو قَسَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: قَدْ (¬9) أَصَبْتَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "فأحملها". (¬2) سورة الأنفال (آية: 68). (¬3) في النسخ: "سننها". (¬4) السيرة النبوية لابن هشام (2/ 244). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 189). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 214). (¬8) البراذين: جمع برذون، وهي الخيل غير العربية. (¬9) في (م): "قال".

السُّنَّةَ (¬1). وَفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ (¬2) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: غَزَوْتُ مَعَ سَعِيدِ (¬3) بْنِ عُثْمَانَ، فَأَسْهَمَ لِفَرَسِي سَهْمَيْنِ، وَلِي سَهْمًا. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ هَانِئُ بْنُ هَانِئٍ عَنْ عَلِيٍّ، وَكَذَلِكَ حَدَّثَنِي حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ عَنْ عُمَرَ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (6/ 158) عن أحمد بن يونس. (¬2) في النسخ: "أبي زهير"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 214). (¬3) في النسخ: "سعد"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (6/ 159) من طريق أبي إسحاق عن حارثة.

مسألة (413): وسهم ذي القربى ثابت لبني هاشم، وبني المطلب؛ على غناهم وفقرهم

مَسْأَلَةٌ (413): وَسَهْمُ ذِي (¬1) الْقُرْبَى ثَابِتٌ لِبَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي الْمُطَّلِبِ؛ عَلَى غِنَاهُمْ وَفَقْرِهِمْ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ (¬3): إِنَّمَا يُعْطَوْنَ بِالْفَقْرِ (¬4). وَهَذَا خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} (¬5) الْآيَةَ، وَقَالَ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} (¬6) الْآيَةَ. [3888] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا عُبَيْدُ بنُ شَرِيكٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ (¬7)، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّهُ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَقُلْنَا (¬8): يَا رَسُولَ اللَّهِ، ¬

_ (¬1) في (م): "ذوي". (¬2) انظر: الأم (5/ 324)، ومختصر المزني (ص 202)، والحاوي (8/ 429)، والمجموع (21/ 254). (¬3) في المختصر: "أبو حنيفة". (¬4) انظر: المبسوط (10/ 9)، وتحفة الفقهاء (3/ 303)، وبدائع الصنائع (7/ 125). (¬5) سورة الأنفال (آية: 41). (¬6) سورة الحشر (آية: 7). (¬7) في النسخ: "بكر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 261). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (31/ 401). (¬8) في (م): "فقلت".

أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ زَادَ: وَلَمْ (¬1) يَقْسِمِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا بَنِي نَوْفَلٍ (¬2). [3889] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ جَاءَ هُوَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يُكَلِّمَانِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا قَسَمَ مِنَ الْخُمُسِ بَيْنَ [بَنِي] (¬3) هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَسَمْتَ لِإِخْوَانِنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ وَلَمْ تُعْطِنَا شَيْئًا، وَقَرَابَتُنَا وَقَرَابَتُهُمْ وَاحِدَةٌ (¬4). فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ". قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنْ ذَلِكَ الْخُمُسِ، كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعْطِيهِمْ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يُعْطِيهِمْ مِنْهُ، وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ - رضي الله عنه - (¬5). ¬

_ (¬1) في (ع): "وله". (¬2) صحيح البخاري (5/ 137). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في أصل الرواية: "وقرابتنا وقرابتهم منك واحدة". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 208).

هَكَذَا رُوِيَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِعْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - مُدْرَجًا فِي الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ (¬1)، فَمَيَّزَ فِعْلَهُمَا مِنَ الْحَدِيثِ، وَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، فَصَارَتِ الرِّوَايَةُ لَهُمْ فِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - مُنْقَطِعَةً، وَنَحْنُ نَرْوِي عَنْهُمَا مَوْصُولًا غَيْرَ مُنْقَطِعٍ مِثْلَ مَذْهَبِنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. [3890] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى مِنْ خَيْبَرَ بَيْنَ [بَنِي] (¬2) هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ (¬3)، جِئْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو هَاشِمٍ لَا نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي وَضَعَكَ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ إِخْوَتَنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالَ: "إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا (¬4) فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسلَامٍ، وَإِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ". ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (¬5). [3891] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ ¬

_ (¬1) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (ص 415) عن أبي صالح. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من معرفة السنن للمؤلف (9/ 269). (¬3) في النسخ: "هاشم بني المطلب". (¬4) في النسخ: "له يفارق". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 596) من طريق محمد بن إسحاق.

أَحْمَدُ (¬1) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ (¬2) بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَوِي الْقُرْبَى، مَنْ هُمْ؟ وَسَأَلَهُ عَنِ الْعَبْدِ وَالْمَرْأَةِ (¬3) يَحْضُرَانِ الْمَغْنَمَ، هَلْ لَهُمَا مِنَ الْمَغْنَمِ شَيْءٌ؟ وَكَتَبَ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَعَنِ الْيَتِيمِ، مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ فَقَالَ: اكْتُبْ يَا يَزِيدُ، لَوْلَا أَنْ يَقَعَ فِي أُحْمُوقَةٍ مَا كَتَبْتُ (¬4) إِلَيْهِ، سَأَلْتَ عَنْ ذَوِي (¬5) الْقُرْبَى مَنْ هُمْ؟ فَزَعَمْنَا أَنَّا نَحْنُ هُمْ، فَأَبَى [ذَلِكَ] (¬6) عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَكَتَبْتَ (¬7) تَسْأَلُنِي عَنِ الْعَبْدِ وَالْمَرْأَةِ يَحْضُرَانِ الْمَغْنَمَ؛ لَيْسَ لَهُمَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُحْذَيَا (¬8)، وَكَتَبْتَ (¬9) تَسْأَلُ عَنِ الْوِلْدَانِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَقْتُلْهُمْ [وَأَنْتَ لَا تَقْتُلْهُمْ] (¬10) إِلَّا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى (¬11) مِنَ الْغُلَامِ. وَسَأَلْتَ عَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ إِذَا أُونِسَ مِنْهُ الرُّشْدُ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبو حامد بن أحمد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 587). (¬2) في (ع): "سعد". (¬3) في النسخ: "العبد المرأة"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (13/ 275). (¬4) في النسخ: "كتب". (¬5) في (ع): "ذو". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬7) في النسخ: "كتب". (¬8) أي: يُعْطَيَا. (¬9) في النسخ: "كتب". (¬10) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬11) في (م): "ما علم به عبد موسى".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ [أَبِي] (¬1) عُمَرَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - عَنَى بِقَوْلِهِ: وَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا (¬3) [قَوْمُنَا] (¬4) غَيْرَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَأْهَلَهُ (¬5) (¬6). [3892] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَنْبَسَةُ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ (¬7)؛ أَنَّ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ حِينَ حَجَّ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَقُولُ: لِمَنْ تَرَاهُ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِقُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَسَمَهُ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ عَرَضَ عَلَيْنَا مِنْ ذَلِكَ عَرْضًا رَأَيْنَاهُ دُونَ حَقِّنَا، فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِ، وَأَبَيْنَا أَنْ نَقْبَلَهُ (¬8). [3893] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيْبَةَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬9)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَقُولُ: ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الصحيح. (¬2) صحيح مسلم (5/ 197، 198). (¬3) زاد في النسخ: "يا زيد"، والمثبت هو الموافق للأم والسنن الكبير والمختصر. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬5) في النسخ: "يريد معاوية وأهله"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) قاله الشافعي في الأم (5/ 340). (¬7) في النسخ: "يزيد بن هارون هرمز"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 208). (¬9) في النسخ: "عبيد الله بن عبد الله"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية =

اجْتَمَعْتُ (¬1) أَنَا، وَالْعَبَّاسُ، وَفَاطِمَةُ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي حَقَّنَا مِنْ هَذَا الْخُمُسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَأَقْسِمَهُ حَيَاتَكَ كَيْ لَا يُنَازِعَنِي أَحَدٌ (¬2) بَعْدَكَ، فَافْعَلْ. قَالَ: فَفَعَلَ ذَاكَ، قَالَ: فَقَسَمْتُهُ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ وَلَّانِيهِ أَبُو بَكْرٍ، حَتَّى كَانَتْ آخِرُ سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ، فَإِنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ كَثِيرٌ، فَعَزَلَ حَقَّنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: بِنَا عَنْهُ الْعَامَ غِنًى، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِ (¬3) حَاجَةٌ، فَارْدُدْهُ (¬4) عَلَيْهِمْ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ [لَمْ] (¬5) يَدْعُنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ، فَلَقِيتُ الْعَبَّاسَ بَعْدَمَا خَرَجْتُ (¬6) مِنْ عِنْدِ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، حَرَمْتَنَا (¬7) الْغَدَاةَ شَيْئًا لَا يُرَدُّ (¬8) عَلَيْنَا أَبَدًا. وَكَانَ رَجُلًا دَاهِيًا (¬9) (¬10). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - أَقَرَّا عَلِيًّا - رضي الله عنه - مَا وَلَّاهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قِسْمَةِ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى بَيْنَهُمْ، وَأَنَّهُمَا رَأَيَا ذَلِكَ السَّهْمَ لَهُمْ. [3894] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ = وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 183). (¬1) في النسخ: "أجمعت". (¬2) في (ح): "ننازعني لأحد"، وفي (م): "ينازعني لأحد". (¬3) من قوله: "عمر فإنه أتاه مال كثير" إلى هنا ليس في (م). (¬4) في النسخ: " فأورده". (¬5) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ. (¬6) في النسخ: "خرجنا". (¬7) في النسخ: "أحرمتنا". (¬8) في النسخ: "رد". (¬9) في النسخ: "أميا". (¬10) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 209).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ وَرَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ (¬1)، كِلَاهُمَا (¬2) عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَقِيتُ عَلِيًّا عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا فَعَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي حَقِّكُمْ (¬4) أَهْلَ الْبَيْتِ مِنَ الْخُمُسِ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ أَخْمَاسٌ، وَمَا كَانَ فَقَدْ أَوْفَانَاهُ، وَأَمَّا عُمَرُ فَلَمْ يَزَلْ يُعْطِينَاهُ حَتَّى جَاءَ مَالُ السُّوسِ [وَالْأَهْوَازِ] (¬5) أَوْ قَالَ: أَهْوَازَ، أَوْ قَالَ: فَارِسَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ (¬6): أَنَا أَشُكُّ، فَقَالَ: فِي حَدِيثِ مَطَرٍ أَوْ حَدِيثِ الْآخَرِ. فَقَالَ: فِي الْمُسْلِمِينَ خَلَّةٌ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ تَرَكْتُمْ حَقَّكُمْ فَجَعَلْنَاهُ فِي خَلَّةِ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى يَأْتِيَنَا مَالٌ فَأُوفِيَكُمْ حَقَّكُمْ مِنْهُ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ (¬7): لَا تُطْمِعْهُ فِي حَقّنَا. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْفَضْلِ، أَلَسْنَا أَحَقَ مَنْ أَجَابَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَفَعَ خَلَّةَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَتُوُفِّيَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ مَالٌ فَيَقْضِيَنَاهُ. وَقَالَ الْحَكَمُ فِي حَدِيثِ مَطَرٍ وَالْآخَرِ: إِنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: لَكُمْ حَقٌّ وَلَا يَبْلُغُ عِلْمِي إِذْ كَثُرَ (¬8) أَنْ يَكُونَ لَكُمْ كُلُّهُ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْتُكُمْ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "يسمعه"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬2) في النسخ: "كلهما". (¬3) في النسخ: "عيينة". (¬4) في النسخ: "حكم". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬6) وكذا في السنن الكبير للمؤلف، وفي معرفة السنن (9/ 271): "أنا أشك يعني الشافعي"، وفي الأم للشافعي: "قال الربيع". (¬7) قوله: "لعلي" ليس في (م). (¬8) في النسخ: "ولا بلغ علمي أو كبر".

أَرَى لَكُمْ، فَأَبيْنَا عَلَيْهِ إِلَّا كُلَّهُ، فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَنَا كُلَّهُ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ - رضي الله عنهم - فِي اسْتِحْقَاقِ ذَوِي (¬2) الْقُرْبَى مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْخُمُسِ. فَأَمَّا مَا: [3895] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا [عَارِمُ بْنُ] (¬3) الْفَضْلِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ - يَعْنِي الْبَاقِرَ - رحمه الله -: كَيْفَ صَنَعَ عَلِيٌّ فِي سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى؟ فَقَالَ: سَلَكَ بِهِ طَرِيقَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا كَانُوا (¬4) يَصْدُرُونَ [إِلَّا عَنْ] (¬5) رَأْيِهِ، وَلَكِنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَتَعَلَّقَ عَلَيْهِ خِلَافُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - (¬6). فَقَدْ ضَعَّفَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - هَذِهِ الرِّوَايَةَ بِأَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَدْ رَأَى غَيْرَ رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فِي أَنْ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبِيدِ فِي الْقِسْمَةِ شَيْئًا، وَرَأَى غَيْرَ رَأْيِ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي التَّسْوِيَةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَفِي بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، وَخَالَفَ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - فِي الْجَدِّ، وَقَوْلُهُ: "سَلَكَ بِهِ طَرِيقَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما -". جُمْلَةٌ تَحْتَمِلُ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 328). (¬2) في (م): "ذي". (¬3) قوله: "عارم بن" ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير للمؤلف (13/ 268). (¬4) في النسخ: "وما كانوا". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 326) من طريق محمد بن إسحاق.

مَعَانِيَ (¬1). [3896] قال (¬2): وَقَدْ أُخْبِرْنَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ حَسَنًا (¬3)، وَحُسَيْنًا، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، وَابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم - سَأَلُوا عَلِيًّا - رضي الله عنه - نَصِيبَهُمْ مِنَ الْخُمُسِ، فَقَالَ: هُوَ لَكُمْ حَقٌّ، وَلَكِنِّي مُحَارِبٌ مُعَاوِيَةَ، فَإِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُمْ حَقَّكُمْ مِنْهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَأَخْبَرْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: صَدَقَ، هَكَذَا كَانَ جَعْفَر يُحَدِّثُهُ، أَفَمَا حَدَّثَكَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: مَا أَحْسَبُهُ إِلَّا عَنْ جَدِّهِ. قَالَ: جَعْفَرٌ (¬4) أَوْثَقُ وَأَعْرَفُ بِحَدِيثِ أَبِيهِ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ - رضي الله عنهم - مُرْسَلٌ، وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ (¬6) الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. [3897] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (5/ 326). (¬2) القائل: هو الشافعي، كما في الأم. (¬3) في (ع): "خمسنا". (¬4) من قوله: "يحدثه أفما حدثكه" إلى هنا ليس في (م). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 327). (¬6) في النسخ: "رواه"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 270).

فَقَالَ قَائِلُونَ: سَهْمُ الْقُرْبَى لِقَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَالَ قَائِلُونَ: لِقَرَابَةِ الْخَلِيفَةِ. فَقَالَ قَائِلُونَ: سَهْمُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - للْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِهِ. فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا هَذَيْنِ السَّهْمَيْنِ فِي الْخَيْلِ وَالْعُدَّةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَكَانَا عَلَى ذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - (¬1). فَهُوَ أَيْضًا مُرْسَلٌ، فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ - رضي الله عنهم - مِثْلُ قَوْلِنَا. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْقَاقِ ذَوِي الْقُرْبَى هَذَا السَّهْمَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالى لَهُمْ بِنَصِّ كِتَابِهِ مَا: [3898] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي اسَامَةَ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلِيًّا إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لِقَبْضِ الْخُمُسِ، فَأَخَذَ مِنْهُ جَارِيةً، فَأَصْبَحَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، قَالَ خَالِدٌ لِبُرَيْدَةَ: أَلَا تَرَى مَا يَصْنَعُ هَذَا؟ قَالَ: وَكُنْتُ أُبْغِضُ عَلِيًّا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ (¬2) لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "يَا بُرَيْدَةُ، أَتَبْغِضُ عَلِيًّا؟ ". قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَأَحِبَّهُ؛ فَإِنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكثَرَ مِنْ ذَلِكَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ (¬3). وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى صِحَّةِ مَا رُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي تَوْلِيَةِ النَّبِيِّ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 255). (¬2) قوله: "ذلك" ليس في (م). (¬3) كذا قال المؤلف - رحمه الله -، وليس كذلك، فالبخاري هو الذي رواه في الصحيح (5/ 163) عن بندار. وهو مما تفرد به البخاري عن مسلم، وانظر الجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 369).

- صلى الله عليه وسلم - إِيَّاهُ حَقَّهُمْ مِنَ الْخُمُسِ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالى جَعَلَ لَهُمْ هَذَا السَّهْمَ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِحْقَاقِ، [إِذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِحْقَاقِ] (¬1) وَكَانَ ذَلِكَ مَوْكُولًا إِلَى رَأْيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، يُعْطِيهِ مَنْ شَاءَ مِنْ قَرَابَتِهِ، ثُمَّ سَقَطَ حُكْمُهُ بِمَوْتِهِ كَمَا سَقَطَ حُكْمُ (¬2) سَهْمِ الصَّفِيِّ (¬3) - كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ مَنْ سَوَّى الْأَخْبَارَ عَلَى مَذْهَبِهِ - لَمَا اسْتَحَلَّ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - أَخْذَ جَارِيَةٍ مِنْهُ وَالْوُقَوعَ عَلَيْهَا، وَلَمَا عَذَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ، وَلَمَا احْتَجَّ لَهُ بِأَنَّ لَهُ فِي الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَالْعَجَبُ أَنَّ هَذَا الْقَائِلَ اسْتَدَلَّ فَقَالَ: لَوْ كَانَ هَذَا السَّهْمُ لَهُمْ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِحْقَاقِ، مَا جَازَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُعْطِيَ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ، وَلَمْ يُفَكِّرْ فِي نَفْسِهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إنَّمَا [بُعِثَ] (¬4) مُبَيِّنًا لِأُمَّتِهِ مَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالى بِكِتَابِهِ عَامًّا أَوْ خَاصًّا. وَلَيْسَ هَذَا أَوَّلَ عُمُومٍ وَرَدَ فِي الْكِتَابِ فَبَيَّنَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ خَاصٌّ دُونَ عَامٍّ. ثُمَّ لَمْ يَقْتَصِرِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْحُكْمِ عَلَى مُجَرَّدِ الْبَيَانِ حَتَّى ذَكَرَ عِلَّتَهُ، فَقَالَ مَا رُوِّينَا عَنْهُ فِي الْأَخْبَارِ الثَّابِتَةِ أَنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُوهُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ. وَقَدْ أَعْطَى جَمِيعَ مَنْ أَخْبَرَ عَنِ اللَّهِ تَعَالى أَنَّهُمْ مُرَادُونَ بِذِي الْقُرْبَى، وَهُمْ بَنُو هَاشِمٍ، وَبَنُو الْمُطَّلِبِ، لَا نَعْلَمُ حَرَمَ (¬5) مِنْهُمْ أَحَدًا. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن (9/ 275). (¬2) في (م): "يسقط حكمه". (¬3) الصفي: ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة. النهاية (صفا). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن (9/ 276) والمختصر. (¬5) في النسخ: "أحرم"، والمثبت من المصادر السابقة.

وَقَدْ رُويَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْجَلِيلِ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُزَنِيِّ [عَنْ] (¬1) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَبْسَطَ وَأَبْيَنَ مِمَّا ذَكَرْنَا: [3899] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحُرْفِيُّ (¬2) بِبَغْدَادَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: مَا كَانَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حَتَّى أَحْبَبْتُ رَجُلًا [مِنْ قُرَيْشٍ] (¬3) مَا أَحْبَبْتُهُ إِلَّا عَلَى بُغْضِ عَلِيٍّ، فَبُعِثَ الْقُرَشِيُّ عَلَى خَيْلٍ (¬4) وَصَحِبْتُهُ، مَا أَصْحَبُهُ إِلَّا عَلَى بُغْضِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، فَأَصَبْنَا سَبَايَا، فَبَعَثَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَبْعَثُ إِلَيْهِ مَنْ يُخَمِّسُهُ، فَبَعَثَ إِلَيْنَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - فَقَسَمَ وَخَمَّسَ، وَكَانَتْ وَصِيفَةٌ (¬5) فِي السَّبْيِ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْهَا، فَوقَعَتْ فِي الْخُمُسِ، ثُمَّ إِنَّهُ قَسَمَ فَصَارَتْ فِي سَهْمِ بَيْتِ (¬6) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَسَمَ فَوَقَعَتْ فِي سَهْمِ بَيْتِ آلِ عَلِيٍّ (¬7)، فَجَاءَنَا وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَقُلْنَا: أَبَا الْحَسَنِ، أَلَمْ تَرَوُا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وزدناه ليستقيم المعنى. (¬2) في النسخ: "الحرمي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (17/ 411). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬4) في النسخ: "جبل". (¬5) في النسخ: "وصفية". والوصيفة: الجارية. (¬6) في النسخ: "بنت"، وليست في أصل الرواية، والمثبت من السنن الكبرى للنسائي (10/ 398). (¬7) في (ع): "بنت آل علي"، وفي (م): "بنت علي".

الْوَصِيفَةَ وَقَعْتَ عَلَيْهَا (¬1)! قَالَ: وَكَتَبَ الرَّجُلُ وَبَعَثَنِي لِأُصَدِّقَ كِتَابَهُ، فَجَعَلْتُ أَقْرَأُ (¬2) وَأُصَدِّقُ مَقَالَتَهُ، وَأَقُصُّ مَا صَنَعَ عَلِيٌّ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بالْكِتَابِ وَيَدِي - أَوْ بِالْكِتَابِ - فَقَالَ: "أَتُبْغِضُ عَلِيًّا؟ ". فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: "لَا تُبْغِضْهُ وَأَحِبَّهُ، وَازْدَدْ لَهُ حُبًّا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَنَصِيبُ آلِ عَلِيٍّ فِي الْخُمُسِ أَفْضَلُ مِنَ الْوَصِيفَةِ (¬3) ". فَمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ عَلِيٍّ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا أَبِي (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ نَقَلْنَا فِي الْمَبْسُوطِ مِنْ كَلَامِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله - الْقَدِيمِ وَالْجَدِيدِ وَتَشْبِيهِهِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا السَّهْمَ سَقَطَ (¬5) بِمَوْتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِلَا حُجَّةٍ بِقَوْلِ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ؛ حِينَ زَعَمَ أَنَّ فَرْضَ الزَّكَاةِ رُفِعَ بِرَفْعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مَا يَكُونُ جَوَابًا عَنْ جَمِيعِ أَسْئِلَتِهِمْ، مَنْ أَرَادَ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "ألم ترو الواصفية وقعدت عليها". (¬2) في (م): "وأقرأ". (¬3) في النسخ: "الوصية". (¬4) أخرجه أبو القاسم الحرفي في الفوائد الصحاح والغرائب والأفراد، رواية الأنصاري (ص 61). (¬5) في (م): "قد سقط".

مسألة (414): في سهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته قولان

مَسْأَلَةٌ (414): فِي سَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ وَفَاتِهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مَرْدُودٌ عَلَى الْأَصْنَافِ الْمَذْكُورِينَ فِي الْآيَةِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬1). وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ يُصْرَفُ فِي الْمَصَالِحِ. وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - مَذْهَبًا لِنَفْسِهِ (¬2). [3900] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ خَيْبَرَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ بَعِيرٍ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَدْرُ هَذِهِ إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ" (¬3). [3901] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكرٍ - رضي الله عنه - ¬

_ (¬1) انظر: المبسوط (10/ 9)، وتحفة الفقهاء (3/ 303)، وبدائع الصنائع (7/ 125). (¬2) انظر: الأم (5/ 326)، ومختصر المزني (ص 202)، والحاوي (8/ 391)، والمجموع (21/ 254, 257). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5365) عن معاوية بن عمرو.

فَقَالَتْ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، أَنْتَ وَرِثْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْ أَهْلُهُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَهْلُهُ. قَالَتْ: فَمَا بَالُ الْخُمُسِ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا أَطْعَمَ اللَّهُ نَبِيًّا طُعْمَةً (¬1) ثُمَّ قَبَضَهُ كَانَتْ لِلَّذِي يَلِي بَعْدَهُ". فَلَمَّا وَلِيتُ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قَالَتْ: أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمُ. ثُمَّ رَجَعَتْ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَإِنَّمَا احْتَجَّ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فِي ذَلِكَ [بِمَا] (¬3) رَوَاهُ هُوَ وَغَيْرُهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ" (¬4)، فَإِنْ كَانَ حَفِظَ هَذَا اللَّفْظَ الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ: أَنَّ وِلَايَتَهُ إِلَى الَّذِي يَلِي الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) المراد: رَزَقَه مِن فَيءٍ وغيرِه. (¬2) أخرجه الحاكم في فضائل فاطمة الزهراء (ص 148) عن أحمد بن عبد الجبار. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح (4/ 79)، ومسلم (5/ 151).

كتاب قسم الصدقات

وَمِنْ (¬1) كِتَابِ قَسْمِ الصَّدَقَاتِ ¬

_ (¬1) في (م): "من".

مسألة (415): ولا تحل الصدقة المفروضة لمن له كسب بقدر كفايته

مَسْأَلَةٌ (415): وَلَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ الْمَفْرُوضَةُ لِمَنْ لَهُ كَسْبٌ بِقَدْرِ كِفَايَتِهِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا تَحِلُّ لَهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا (¬3): [3902] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثَنَا سَعْدَانُ (¬4) بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5) بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ رَجُلَيْنِ قَالَا: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَمَ الصدَقَةِ، فَسَأَلْنَاهُ (¬6)، فَصَعَّدَ فِينَا الْبَصَرَ وَصَوَّبَ (¬7)، فَقَالَ: "مَا شِئْتُمَا، فَلَا حَقَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ" (¬8). تَابَعَهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلَانِ أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 183)، ومختصر المزني (ص 213)، والحاوي (8/ 519)، والمجموع (6/ 221). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 14)، وتحفة الفقهاء (1/ 301)، وبدائع الصنائع (2/ 48). (¬3) قوله: "ما" ليس في (م). (¬4) في النسخ: "سعد"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 394). (¬5) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من المصدر السابق وأصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 112). (¬6) قوله: "فسألناه" ليس في (م). (¬7) صعد البصر: نظر إلى أعلى، وصوبه: نظر إلى أسفل، والمراد أنه نظر إليهما بتأمل. (¬8) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 32).

- صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَقَالَ: فَرآنَا جَلْدَيْنِ، فَقَالَ: "إِنْ شِئْتُمَا" (¬1). [3903] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ (¬2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَيْحَانَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنيٍّ وَلَا لِذِي (¬3) مِرَّةٍ سَوِيٍّ (¬4) " (¬5). [3904] حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ بِمِثْلِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: "وَلَا لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ". كَذَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ: "لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ". وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ، وَقَالَ: "لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ" (¬6). [3905] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ (¬7)، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ" (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 75) من طريق عيسى. (¬2) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 240). (¬3) في (ع): "الذي". (¬4) المِرَّة: القوَّة والشدَّة، والسَّوِيّ: صَحيح الأعضاء. (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 29). (¬6) السنن لأبي داود (3/ 76). (¬7) أخرجه سفيان بن عيينة في حديثه، رواية علي بن حرب (ص 271). (¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 278).

[3906] أخبرنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ بِبَغْدَادَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ" (¬1). [3907] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ" (¬2). قَالَ أَبُو بَكْرٍ مَرَّةً أُخْرَى: عَنْ سالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ. [3908] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَقَالَا (¬3): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ (¬4) الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِ بَيْتٍ مَا أُرَانِي أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَمُوتَ بَعْضُهُمْ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ: "انْطَلِقْ هَلْ تَجِدُ مِنْ شَيْءٍ؟ ". قَالَ: فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْحِلْسُ (¬5) كَانُوا يَفْتَرِشُونَ بَعْضَهُ ¬

_ (¬1) أخرجه الحسين بن عياش في جزئه، رواية هلال الحفار (ص 183). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 14) من طريق معلى. (¬3) كذا، وفي السنن الكبير (13/ 427) بدون الواو. (¬4) في النسخ: "ابن بكير"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) الحِلس: كِساءٌ على ظهرِ البَعير تحت البَرْذَعَة، ويُبْسَطُ في البيت تحت حُرِّ الثياب. القاموس المحيط (باب السين، فصل الحاء).

وَيَلْبَسُونَ بَعْضَهُ، وَهَذَا الْقَدَحُ كَانُوا يَشْرَبُونَ فِيهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي بِدِرْهَمٍ؟ ". فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ ". فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِاثْنَيْنِ. فَقَالَ: "هُمَا لَكَ". قَالَ: فَدَعَا الرَّجُلَ فَقَالَ: "اشْتَرِ بِدِرْهَمٍ فَأْسًا وَبِدِرْهَمٍ طَعَامًا لِأَهْلِكَ". قَالَ: فَفَعَلَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَلَا تَدَعْ حَاجًا (¬1) وَلَا شَوْكًا وَلَا حَطَبًا وَلَا تَأْتِنِي (¬2) خَمْسَةَ عَشَرَ (¬3) ". فَانْطَلَقَ، فَأَصَابَ عَشَرَةً. قَالَ: "فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ بِخَمْسَةٍ طَعَامًا لِأَهْلِكَ وَبِخَمْسَةٍ (¬4) كِسْوَةً لِأَهْلِكَ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِي فِيمَا أَمَرْتَنِي. فَقَالَ: "هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي وَجْهِكَ نُكْتَةُ (¬5) الْمَسْأَلَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ (¬6)، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ (¬7) " (¬8). * * * ¬

_ (¬1) الحاج: ضَرْب من الشوك، والواحدة: حاجة. (¬2) في النسخ: "تأتيني"، والمثبت من المصدر السابق وهو الجادة. (¬3) أي: يوما. (¬4) في (م): "فاشتر طعاما لأهلك بخمسة". (¬5) النكتة: الأثر القليل كالنقطة. (¬6) الغُرم: الدَّين، والمفظِع: الشديد الشنيع. (¬7) فقر مُدقِع: أي شديد يُفْضِي بصاحبه إلى الدَّقْعاء؛ أي التُّراب، وقيل: هو سُوء احْتِمال الفَقْر. (¬8) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في المسند كما في بغية الباحث (1/ 403) من طريق عبد الوهاب بن عطاء.

مسألة (416): لا يجوز صرف شيء من الصدقات الواجبة إلى الكفار

مَسْأَلَةٌ (416): لَا يَجُوزُ صَرْفُ شَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَاتِ الْوَاجِبَةِ إِلَى الْكُفَّارِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: يَجُوزُ صَرْفُ (¬2) صَدَقَةِ الْفِطْرِ وَالْكَفَّارَاتِ (¬3) إِلَى فُقَرَاءِ أَهْلِ الذِّمَّةِ (¬4). [3909] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، [ثنا] مُحَمَّدُ (¬5) بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ نَحْوَ الْيَمَنِ قَالَ: "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ (¬6) إِلَيْهِ أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ - عز وجل -، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ - عز وجل - قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 209)، والحاوي (8/ 470 - 471)، والمجموع (6/ 221). (¬2) قوله: "صرف" ليس في (م). (¬3) في (ح): "الكفارات". (¬4) انظر: المبسوط (3/ 111)، وتحفة الفقهاء (1/ 303)، وبدائع الصنائع (2/ 49). (¬5) في النسخ: "يعقوب بن محمد"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 363)، فإن يوسف بن يعقوب القاضي راوية محمد بن أبي بكر المقدمي. (¬6) في النسخ: "يدعوهم"، والمثبت من المصدر السابق.

أَمْوَالِهِمْ (¬1) ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَلَاءِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ (¬3) وَجْهٍ آخَرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬4). فَأَخْبَرَ أَنَّ الصَّدَقَةَ الْوَاجِبَةَ عَلَيْهِمْ (¬5) يَلْزَمُهُمْ دَفْعُهَا إِلَى فُقَرَائِهِمْ، فَخَصَّ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْفُقَرَاءِ بِذَلِكَ. [3910] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ (¬6)؛ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: لَا يُطْعَمُ الْكَافِرُ مِنَ الْكَفَّارَاتِ شَيْئًا (¬7). * * * ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير: "أي تجَنَّبْها، لا تأخُذْها في الصدقة؛ لأنها تَكْرُم على أصحابها وتَعِزُّ، فَخُذ الوَسَط، لا العالِيَ ولا النازلَ". النهاية (وقا). (¬2) صحيح البخاري (9/ 114). (¬3) في النسخ: "عن"، والمثبت الأنسب للسياق. (¬4) صحيح مسلم (1/ 38). (¬5) قوله: "عليهم" ليس في (م). (¬6) في المختصر: "عن الأوزاعي عن الحسن وقتادة عن الزهري". (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 517) من طريق آخر عن الحسن.

مسألة (417): يجوز للرجل أن يتولى دفع صدقة الأموال الظاهرة بنفسه، وتفريقها بنفسه في قوله الجديد

مَسْأَلَةٌ (417): يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَوَلَّى دَفْعَ صَدَقَةِ الْأَمْوَالِ الظَّاهِرَةِ بِنَفْسِهِ، وَتَفْرِيقَهَا بِنَفْسِهِ فِي قَوْلِهِ الْجَدِيدِ (¬1). وَقَالَ فِي الْقَدِيمِ: لَا يَجُوزُ. وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬2). قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (¬3). [3911] أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّامَغَانِيُّ بِبَيْهَقَ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ، ثنا أَبُو هِشَامٍ (¬4) الرِّفَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا غُلَامَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: "وَعَلَيْكَ (¬5) ". قَالَ: إِنِّي رَجُلٌ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 195)، ومختصر المزني (ص 215)، والحاوي (3/ 185)، والوسيط في المذهب (4/ 573)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 415)، والمجموع (6/ 135، 137). (¬2) انظر: المبسوط (2/ 199)، وبدائع الصنائع (2/ 35). (¬3) سورة البقرة (آية: 271). (¬4) في النسخ: "أبو هاشم"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (13/ 370)، واسمه: محمد بن يزيد بن محمد بن كثير. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (27/ 24). (¬5) زاد في (م): "السلام"، وكانت كذلك في (ع) ثم ضرب عليه.

مِنْ أَخْوَالِكَ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَإِنِّي رَسُولُ قَوْمِي إِلَيْكَ وَوَافِدُهُمْ (¬1)، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا فِي كِتَابِكَ، وَأَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَأْخُذَ مِنْ حَوَاشِي (¬2) أَمْوَالِنَا فَنَضَعَهُ فِي فُقَرَائِنَا، فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ أَهُوَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ" (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذِهِ اللَّفْظَةُ إِنْ كَانَتْ مَحْفُوظَةً دَلَّتْ عَلَى جَوَازِ تَفْرِيقِ رَبِّ الْمَالِ زَكَاةَ مَالِهِ بِنَفْسِهِ، وَحَدِيثُ أَنَسٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ: آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا (¬4) عَلَى فُقَرَائِنَا (¬5)، إِسْنَادُهُ أَصَحُّ، وَهُوَ دَلِيلُ الْقَوْلِ الثَّانِي، وَهُوَ قَوْلُ الْقَدِيمِ. * * * ¬

_ (¬1) أي: رسولُهم. (¬2) حاشية كل شيء: جانبه وطرفه، وحواشي الأموال: هي صِغار الإبل، كابن المخَاض، وابن اللَّبون، وليست بخيارها. وقال ابن المطرز: "خذ من حَواشي أموالهم: أي من عُرْضها، يعني من جانبٍ من جوانبها، من غير اختيار، وهي في الأصل جمعُ حاشية الثوب وغيره لجانبِه". المغرب في ترتيب المعرب (حشو). (¬3) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (2/ 685). (¬4) في النسخ: "فتقسموها"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (13/ 370). (¬5) أخرجه البخاري في الصحيح (1/ 23).

مسألة (418): ويعطى سهم الغارمين لمن تحمل حمالة مع غناه

مَسْأَلَةٌ (418): وَيُعْطَى سَهْمُ الْغَارِمِينَ لِمَنْ تَحَمَّلَ حَمَالَةً (¬1) مَعَ غِنَاهُ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَا يُعْطَى إِلَّا بِفَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ (¬3). [3912] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ؛ لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، وَمِسْكِينٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ مِنْهَا فَأَهْدَاهَا لِغَنِيٍّ، أَوِ الرَّجُلِ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل -". [3913] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ؛ لِغَازٍ ¬

_ (¬1) الحَمَالة: ما يتَحَمَّله الإنسان عن غيره من دِيَة أو غَرامة، مثل أن تقع حرب بين فريقين تُسْفَك فيها الدماء، فيَدخل بينهم رجُل يَتَحَمَّل دِيَاتِ القَتْلَى ليُصْلِح ذات البَيْن. والتَّحَمُّل: أن يَحْمِلَهَا عنهم على نفسه. النهاية (حمل). (¬2) انظر: الأم (3/ 184)، ومختصر المزني (ص 211)، والحاوي (8/ 507، 509)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 390، 392)، والمجموع (6/ 190 - 192). (¬3) انظر: المبسوط (3/ 10)، وتحفة الفقهاء (1/ 299 - 300)، وبدائع الصنائع (2/ 45)، والهداية في شرح البداية (1/ 110)، وفتح القدير (2/ 268). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 109).

فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ لِغَارِمٍ، أَوْ لِلرَّجُلِ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ كَانَ جَارَ مِسْكِينٍ فَتُصُدِّقَ عَلَى الْمِسْكِينِ فَاَهْدَى الْمِسْكِينُ لِلْغَنِيِّ" (¬1). [3914] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ (¬2)، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ"، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُرْسَلًا (¬3). تَابَعَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مُرْسَلًا (¬4)، وَأَسْنَدَهُ مَعْمَرٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَحُجَّةٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ. [3915] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ (¬5) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَاللَّفْظُ [لَهُ] (¬6)، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ (¬7) بْنِ رِئَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيُّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلَالِيِّ، قَالَ: تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "أَقِمْ يَا قَبِيصَةُ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ فَنَأْمُرَ لَكَ (¬8) بِهَا". ثُمَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 280). (¬2) أخرجه الإمام مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 35/ أ). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 280). (¬4) أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص 659). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 184). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، ويقتضيه السياق. (¬7) في (ع): "هرن". (¬8) في النسخ: "فنأمرك"، والمثبت من أصل الرواية.

قَالَ: "يَا قَبِيصَةُ، إِنَّ الصَّدَقَةَ (¬1) لَا تَحِلُّ إِلَّا لِإِحْدَى ثَلَاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ (¬2) فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، فَسَأَلَ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ قَالَ: سِدَادًا (¬3) مِنْ عَيْشٍ - وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُولَ ثَلَاثَةٌ [مِنْ] (¬4) ذَوِي الْحِجَا (¬5) مِنْ قَوْمِهِ: [قَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا الْفَاقَةُ (¬6)، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، فَسَأَلَ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، أَوْ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ] (¬7) ثُمَّ يُمْسِكُ، وَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتٌ (¬8) يَأْكُلُهَا (¬9) صَاحِبُهَا سُحْتًا" (¬10). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ (¬11). [3916] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ. وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في أصل الرواية والمختصر: "المسألة". (¬2) الْجَائِحَة: الآفَةُ التي تُهْلِك الثمار والأموال وتستأصلها، وكلُّ مُصِيبة عظيمة وفِتنةٍ مُبِيرَة: جائحة. النهاية (جوح). (¬3) السداد والقوام: ما يكفي حاجته. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) الحِجَا: العقل والفِطنة. (¬6) الفاقة: الفقر والحاجة. (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬8) السُّحْتُ: الحرام الذي لا يَحِل كَسْبُه. (¬9) في (م): "يأكل". (¬10) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 125). (¬11) صحيح مسلم (3/ 97).

عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْأَلُهُ فِي حَمَالَةٍ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمَسْأَلَةَ حُرِّمَتْ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُؤَدِّيَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ سِدَادً (¬1) مِنْ عَيْشٍ - ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ أَوْ فَاقَةٌ حَتَّى يَتَكَلَّمَ (¬2) ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ حَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، فَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ فَهُوَ سُحْتٌ" (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "وسدادا"، والمثبت من السنن الكبير (11/ 554). (¬2) في النسخ: "يكلم"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 37).

مسألة (419): ولا يجوز صرف الصدقات إلى صنف واحد من جماعة الأصناف الثمانية مع وجودهم

مَسْأَلَةٌ (419): وَلَا يَجُوزُ صَرْفُ الصَّدَقَاتِ إِلَى صِنْفٍ وَاحِدٍ مِنَ جَمَاعَةِ الْأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ مَعَ وُجُودِهِمْ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ (¬2). وَدَلِيلُنَا قَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} (¬3) الْآيَةَ. [3917] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُوسِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادًا الْحَضْرَمِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعْتُهُ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ حَتَّى حَكَمَ فِيهَا هُوَ، فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ حَقَّكَ" (¬4). تَابَعَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 220)، ومختصر المزني (ص 212)، والحاوي (8/ 478)، والوسيط في المذهب (4/ 569)، والمجموع (6/ 205). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 9)، وبدائع الصنائع (2/ 44)، والهداية في شرح البداية (1/ 111)، وتبيين الحقائق (1/ 299). (¬3) سورة التوبة (آية: 60). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 124). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 57).

[3918] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الطِّيبِيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسَدِيُّ، ثنا الْمُقْرِئُ - يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ (¬1) - ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ، حَتَّى حَكَمَ هُوَ فِيهَا، فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أعَطَيْتُكَ - أَوْ أَعْطَيْنَاكَ - حَقَّكَ" (¬2). [3919] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا أَعْطَى الرَّجُلُ الصَّدَقَةَ صِنْفًا وَاحِدًا مِنَ الْأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ أَجْزَأَهُ (¬3). [3920] وبه عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ، بِنَحْوِهِ (¬4). حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) في النسخ: "زيد"، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (16/ 318). (¬2) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1206)، وابن عساكر في التاريخ (34/ 345) من طريق بشر بن موسى. (¬3) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (ص 688) عن أبي معاوية. (¬4) المصدر السابق (ص 688).

[3921] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا حِبَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ (¬1)، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ: "إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ (¬2) فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ [خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ] (¬3) صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ (¬4) هُمْ أَطَاعُوكَ (¬5) بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنه وبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حِبَّانَ بْنِ مُوسَى (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ تَفْرِقَةَ الصَّدَقَاتِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تُوجَدُ فِيهِ، دُونَ نَقْلِهَا إِلَى غَيْرِهِ، وَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ صِنْفٍ وَاحِدٍ مِنَ الْأَصْنَافِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْآيَةِ، وَالْمُرَادُ (¬7) بِهِ جَمِيعُهُمْ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْفُقَرَاءِ أَهْلَ الْحَاجَةِ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ الصَّدَقَاتِ أَهْلُ حَاجَةٍ بِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ. ¬

_ (¬1) هو: ابن المبارك. (¬2) في النسخ: "جئتم"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 375). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير، ويبدو أنه انتقال نظر. (¬4) في (م): "وإن". (¬5) في (ح): "طاعوك". (¬6) صحيح البخاري (5/ 162). (¬7) في النسخ: "المراد" بدون الواو، والمثبت من المختصر.

اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3922] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ [خَالِدٍ] (¬1)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ وَحَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِصَدَقَةِ زَكَاةٍ، فَأَعْطَاهَا أَهْلَ بَيْتٍ كَمَا هِيَ. [3923] وبهذا الْإِسْنَادِ، ثنا الْحَسَنُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [3924] وعن الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ أَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا يَرَيَانِ بِهَذَا بَأْسًا (¬2). وَرَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (¬3). الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكٌ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَعَطَاءٌ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - مُرْسَلٌ. وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَدْ رُوِّينَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ غَيْرَ أَنَّهُ يَنْفَرِدُ بِالْحَجَّاجِ (¬4) بْنِ أَرْطَاةَ. وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ وُهَيْبٍ (¬5)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬6)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (13/ 376). (¬2) أخرجها جميعا أبو يوسف في كتاب الخراج (ص 81) عن الحسن بن عمارة. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 524) عن ليث. (¬4) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "ينفرد به الحجاج". (¬5) في النسخ: "وهب"، والمثبت من المختصر. (¬6) كذا: "عن سعيد بن جبير"، وليست في السنن الكبير للمؤلف (13/ 378).

وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ خُولِفَ فِيهِ؛ فَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ مِنْ قَوْلِهِ (¬1)، وَرُوِيَ لَنَا عَنْ عِكْرِمَةَ مِنْ قَوْلِهِ (¬2)، وَاحْتَجَّ بِالآيَةِ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -. [3925] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن هُذَيْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، هَذَا الْمَجْنُونُ أَتَانِي هُوَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَكَلَّمَانِي أَنْ أَكُفَّ عَنْ ذِكْرِ الْحَسَنِ (¬3) بْنِ عُمَارَةَ، أَنَا أَكُفُّ عَن ذِكْرِهِ! لَا وَاللَّهِ، لَا أَكُفُّ عَنْ ذِكْرِهِ، أَنَا وَاللَّهِ سَأَلْتُ الْحَكَمَ عَنِ الصَّدَقَةِ تُجْعَلُ فِي صِنْفٍ وَاحِدٍ مِمَّا سَمَّى اللَّهُ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، قُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ؟ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُهُ، وَهَذَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ يُحَدِّثُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ عَنِ عَلِيٍّ. وَعَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يَجْعَلَ الرَّجُلُ الصَّدَقَةَ فِي صِنْفٍ وَاحِدٍ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 524) عن عطاء. (¬2) المصدر السابق (6/ 525). (¬3) في النسخ: "الحسين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 421).

مسألة (420): الفقير المذكور في آية الصدقات أمس حاجة من المسكين المذكور فيها

مَسْأَلَةٌ (420): الْفَقِيرُ الْمَذْكُورُ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ أَمَسُّ حَاجَةً مِنَ الْمِسْكِينِ الْمَذْكُورِ فِيهَا (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: بَلِ الْمِسْكِينُ أَمَسُّ حَاجَةً مِنَ الْفَقِيرِ (¬2). دَلِيلُنَا: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} (¬3) الْآيَةَ، فَقَدَّمَ ذِكْرَ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَمِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ أَنَّهَا إِذَا (¬4) ذَكَرَتْ صِنْفَيْنِ قَدِ اجْتَمَعَا فِي صِفَةٍ بَدَأَتْ بِأَهَمِّهِمَا (¬5) أَمْرًا، وَأَشَدِّهِمَا حَالًا. وَقَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ} (¬6) الْآيَةَ. وَقَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} (¬7) الْآيَةَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 182)، والحاوي (8/ 438)، والوسيط في المذهب (4/ 555 - 556)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 381 - 382)، والمجموع (6/ 177، 179). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 8)، وبدائع الصنائع (2/ 43)، والهداية في شرح البداية (1/ 110)، وتبيين الحقائق (1/ 296). (¬3) سورة التوبة (آية: 60) (¬4) قوله: "إذا" ليس في (م). (¬5) في النسخ: "بأهمها"، والمثبت من المختصر. (¬6) سورة البقرة (آية: 273) (¬7) سورة الكهف (آية: 79)

وَوَجْهُ الدَّلِيلِ مِنْهُ أَنَّ مَنْ حُصِرَ عَنِ الضَّرْبِ فِي الْأَرْضِ لِفَقْرِهِ أَشَدُّ حَالًا مِمَّنْ لَمْ تَحْبِسْهُ (¬1) الْمَسْكَنَةُ عَنِ الضَّرْبِ فِي الْبَحْرِ، وَلَهُ أَيْضًا مِلْكُ السَّفِينَةِ. وَمِنَ الْخَبَرِ مَا: [3926] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ (¬2) - عَنْ مَالِكٍ (¬3) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ - يَعْنِي: ابْنَ حَمْدَانَ - ثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الزِّنَادِ (¬4)، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ (¬5) اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ". قَالُوا: فَمَنِ الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا". لَفْظُ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ. وَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ: "وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "يحبه"، والمثبت من المختصر. (¬2) قوله: "القعنبي" مكانه بياض في (م). (¬3) موطأ الإمام مالك، رواية القعنبي (ق 130/ أ). (¬4) في النسخ: "أبي الزبير"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (13/ 386). (¬5) في النسخ: "فترد"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬6) صحيح البخاري (2/ 125).

سَعِيدٍ (¬1)، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬2). وَالْمُرَادُ بِالْحَدِيثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ"؛ يَعْنِي: لَيْسَ هُوَ بِهَذَا الْفَقِيرِ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ، وَلَا يَجِدُ بُدًّا مِنَ السُّؤَالِ حَتَّى يَحْصُلَ لَهُ اللُّقْمَةُ، أَوْ لُقْمَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ؛ يَعْنِي تَمَامَ مَا يَكْفِيهِ، وَلَهُ مِقْدَارُ مَا يَتَعَفَّفُ بِهِ عَنِ السُّؤَالِ، فَيُكْفَى بِهِ، وَلَا يَسْأَلُ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِمَا يَكْفِيهِ، وَأَمَّا مَنْ يَتَعَفَّفُ وَلَيْسَ لَهُ بَعْضُ الْكِفَايَةِ كَانَ قَاتِلَ نَفْسِهِ، فَلَا يَسْتَحِقُّ هَذَا الثَّنَاءَ، بَلْ هُوَ مَلُومٌ، فَدَلَّ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مَا ذَكَرْنَا. وَفِي هَذَا الْإِيضَاحِ، وَسَوْقِ جَمِيعِ الْخَبَرِ عَلَى وَجْهِهِ جَوَابٌ عَنِ احْتِجَاجِ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ الْمِسْكِينَ أَمَسُّ حَاجَةً مِنَ الْفَقِيرِ؛ حَيْثُ إِنَّهُ نَفَى الْمُتَكَفِّفَ (¬3) أَنْ يَكُونَ مِسْكِينًا، وَجَعَلَ الْمِسْكِينَ (¬4) الَّذِي لَا يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ؛ أَيْ: لَا يَجِدُ شَيْئًا (¬5). [3927] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (¬6)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 95). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح (2/ 124). (¬3) قوله: "إنه نفى المتكفف" في (ع): "في المكتفف" وكأنه ضبب على "في"، وفي (م): "في المكتفين"، وفي المختصر: "أنه نفى التكفف"، والمثبت هو الجادة، قال ابن الأثير في النهاية (4/ 190): "تكفف: إذا أخذ ببطن كفه، أو سأل كفا من الطعام أو ما يكف الجوع". (¬4) في النسخ: "مسكين"، والمثبت من المختصر. (¬5) انظر: الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص 718). (¬6) في النسخ: "أحمد بن أبي مريم"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 387)، وهو: سعيد بن الحكم بن أبي مريم. له ترجمة في تهذيب الكمال (10/ 391)، وهو غير أحمد بن أبي مريم.

شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَاللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ؛ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} (¬1) ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ (¬2). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصَّغَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ (¬3). وَمَنْ يَتَعَفَّفُ وَلَيْسَ لَهُ بَعْضُ الْكِفَايَةِ كَانَ قَاتِلَ نَفْسِهِ كَمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ، دَلَّ أَنَّ الْمِسْكِينَ هُوَ الَّذِي لَهُ بَعْضُ الْغِنَى وَلَا يَكُونُ لَهُ تَمَامُ مَا يُغْنِيهِ، وَالْفَقِيرَ مَنْ لَا مَالَ لَهُ وَلَا حِرْفَةَ تَقَعُ (¬4) مِنْهُ مَوْقِعًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3928] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ" (¬5). وَرُوِّينَا أَيْضًا فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ (¬6) وَالْفَقْرِ" (¬7). ¬

_ (¬1) سورة البقرة (آية: 273). (¬2) صحيح البخاري (6/ 32). (¬3) صحيح مسلم (3/ 96) (¬4) في النسخ: "يقع"، والمثبت الجادة. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 559). (¬6) في النسخ: "الفكر"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 388). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (7/ 421).

وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "اقْضِ عَنَّا (¬1) الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ" (¬2). وَقَدْ: [3929] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَارُ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُلْوَانِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، ثنا هِقْلُ بْنُ زَيادٍ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ زِيَادٍ، ثنا جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَتَوَفَّنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ (¬5) الْمَسَاكِينِ" (¬6). قَالَ أَصْحَابُنَا: فَقَدِ اسْتَعَاذَ مِنَ الْفَقْرِ وَسَأَلَ الْمَسْكَنَةَ، وَقَدْ كَانَ [لَهُ] (¬7) - صلى الله عليه وسلم - بَعْضُ الْكِفَايَةِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمِسْكِينَ مَنْ لَهُ بَعْضُ الْكِفَايَةِ. ¬

_ (¬1) في (ع): "عمنا". (¬2) أخرجه مسلم في الصحيح (8/ 79). (¬3) في النسخ: "الصغاني"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 388). (¬4) وكذا في السنن الكبير: "عبيد الله بن زياد"، وكذا وقع في الأصل الخطي لكتاب الدعاء للطبراني (3/ 1467) وكتب على هامشه: "عبيد بن زياد الحضرمي"، وقد أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (8/ 271) من طريق الطبراني وفيه: "عبيد بن زياد الأوزاعي"، وهو ما ترجمه به ابن عساكر في التاريخ (38/ 193). وعبيد بن زياد الأوزاعي مجهول، وهو غير عبيد الله بن زياد الشامي المترجم له في التهذيب (19/ 45)، وغير عبيد بن زياد الحميري المترجم له في الجرح والتعديل (5/ 406). (¬5) الزمرة: الجماعة. (¬6) أخرجه الطبراني في الدعاء (3/ 1467)، وابن عساكر في التاريخ (38/ 194) من طريق الهقل بن زياد. (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

اسْتَدَلُّوا بِالآيَةِ: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} (¬1) قَالُوا: وَصَفَهُ بِشِدَّةِ الْحَالِ، وَالْإِلْزَاقِ بِالتُّرَابِ مِنَ الْبُؤْسِ وَالْفَاقَةِ. قُلْنَا: لَمْ يَقْتَصِرْ مِنْهُ (¬2) عَلَى اسْمِ الْمِسْكِينِ، حَتَّى قَرَنَهُ بِمَا دَلَّ عَلَى حَاجَةٍ (¬3)، وَنَحْنُ لَا نُنْكِرُ وُقُوعَ اسْمِ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ بِقَرِينَتِهِ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا اسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو عُبَيْدٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَمَا سَبَقَ مِنْ تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ جَوَابٌ عَنْهُ. وَاحْتَجَّ الْقُتَيْبِيُّ (¬4) فِي الْفَقِيرِ أَنَّهُ أَوْسَعُ حَالًا (¬5) مِنَ الْمِسْكِينِ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: أَمَّا الْفَقِيرُ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ ... وَفْقَ الْعِيَالِ فَلَمْ يُتْرَكْ لَهُ سَبَدُ (¬6) وَقَالُوا: الْفَقِيرُ الَّذِي لَهُ حَلُوبَةٌ يَحْلُبُهَا، وَهِيَ قَدْرُ قُوتِهِ وَقُوتِ عِيالِهِ، وَالْمِسْكِينُ الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ. وَجَوَابُهُ أَنْ نَقُولَ: الْبَيْتُ حُجَّةٌ عَلَيْكُمْ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ الَّذِي كَانَتْ حَلُوبَتُهُ وَفْقَ قُوتِ عِيَالِهِ قَبْلَ الْفَقْرِ، فَقَدْ صَارَ بِحَيْثُ لَا سَبَدَ لَهُ وَلَا لَبَدَ، ثُمَّ نَقُولُ: ¬

_ (¬1) سورة البلد (آية: 16). (¬2) في المختصر: "فيه". (¬3) في المختصر: "شدة حاجته". (¬4) انظر غريب الحديث لابن قتيبة (1/ 191). (¬5) في النسخ: "مالا"، والمثبت من المختصر. (¬6) البيت في طبقات فحول الشعراء (2/ 511)، وأدب الكاتب (ص 30). والحلوبة: الناقة التي تُحلَب، ووفق العيال: أي قدر قوتهم، ولم يترك له سَبَد: أي لم يترك له شيء، وهذه الكلمة تستعمل في النفي إذا أُخبر عن الإنسان أنه لا يملك شيئًا قيل: ما له سَبَد ولا لَبَد، بمعنى ما له شيءٌ، والسبد من الشعر (أي شعر الماعز) واللبد من الصوف. وسيأتي شرح المصنف عقب البيت مباشرة.

اخْتَلَفَ (¬1) أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ فِيهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ مَا ذَكَرْتُمْ مُسْتَدِلِّينَ بِمَا نَقَلْتُمْ وَبِغَيْرِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ الْفَقِيرَ أَشَدَّ حَالًا مِنَ الْمِسْكِينِ، لِمَا ذَكَرْنَا مِنَ الْأَدِلَّةِ وَلِأَمْثَالِهَا. وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو مَنْصُورٍ الْأَزْهَرِيُّ - رحمه الله - اخْتِلَافَ أَهْلِ اللُّغَةِ فِيهِ، وَاحْتِجَاجَ كُل فَرِيقٍ مِنْهُمْ لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بِحُجَّتِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِمَا أَنَّ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ يَجْمَعُهُمَا الْحَاجَةُ، وَإِنْ كَانَ لَهُمَا مَا يَتَقَوَّتَانِهِ، إِمَّا لِكَثْرَةِ (¬2) الْعِيَالِ أَوْ قِلَّةِ مَا بِأَيْدِيهِمَا، وَالْفَقِيرُ أَشَدُّهُمَا حَالًا؛ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْفَقْرِ، وَهُوَ كَسْرُ الْفَقَارِ (¬3)، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى: مَفْعُولٌ، فَكَأَنَّ الْفَقِيرَ لَا يَنْفَكُّ مِنْ زَمَانَةٍ أَقْعَدَتْهُ عَنِ التَّصَرُّفِ مَعَ حَاجَتِهِ، وَبِهَا سُمِّيَ فَقِيرًا؛ لِأَنَّ غَايَةَ الْحَاجَةِ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ مَالٌ، وَلَا يَكُونَ (¬4) سَوِيَّ الْجَوَارِحِ مُكْتَسِبًا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلدَّاهِيَةِ الشَّدِيدَةِ: فَاقِرَةٌ، وَجَمْعُهَا فَوَاقِرُ، وَهِيَ الَّتِي تَكْسِرُ الْفَقَارَ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالى: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} (¬5). وَذَكَرَ الْأَزْهَرِيُّ (¬6) فِي احْتِجَاجِ مَنْ جَعَلَ الْفَقِيرَ أَمَسَّ (¬7) حَاجَةً بقَوْلِهِ تَعَالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} (¬8): سَمَّاهُمُ اللَّهُ الْمَسَاكِينَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "اختلاف"، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "الكثرة"، والمثبت من أصل النقل من الزاهر. (¬3) أي: فقار الظهر. (¬4) زاد هنا في (م): "له". (¬5) سورة القيامة (آية: 25). (¬6) في النسخ والمختصر: "الأهوازي"، والكلام متصل في النقل عن الأزهري من كتابه الزاهر. (¬7) في (م): "أشد". (¬8) سورة الكهف (آية: 79).

وَلَهُمْ سَفِينَةٌ لَهَا قِيمَةٌ، قَالَ: وَأَنْشَدَ (¬1) أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَنْشَدَنِي ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ (¬2): هَلْ لَكَ فِي أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ تُغِيثُ مِسْكِينًا قَلِيلًا عَسْكَرُهْ عَشْرُ شِيَاهٍ سَمْعُهُ وَبَصَرُهْ قَدْ حَدَّثَ النَّفْسَ بِمِصْرٍ يَحْضُرُهْ يَخَافُ أَنْ يَلْقَاهُ نَسْرٌ يَنْسُرُهْ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ (¬3): عَسْكَرُهُ: جَمَاعَةُ مَالِهِ، فَسَمَّى نَفْسَهُ مِسْكِينًا، وَلَهُ بُلْغَةٌ (¬4)، وَهِيَ الشِّيَاهُ الْعَشْرُ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ والمختصر: "وأنشدني"، والتصويب من الزاهر، والأزهري لا يروي عن ثعلب، بل بينهما: أبو الفضل المنذري. (¬2) في (ع): "العرابي"، وفي (م): "العراقي"، والمثبت من المختصر وأصل النقل. (¬3) في (ع): "العرابي"، وفي (م): "العراقي"، والمثبت من أصل النقل. (¬4) في (م): "مسكينا وبلغة". (¬5) الزاهر في غريب ألفاظ الإمام الشافعي (ص 396).

مسألة (421): ولا يجوز نقل صدقة بلد إلى بلد آخر مع وجود أهلها على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (421): وَلَا يَجُوزُ نَقْلُ صَدَقَةِ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ مَعَ وُجُودِ أَهْلِهَا عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُ جَائِزٌ (¬2). [3930] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ (¬3) عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 194، 197)، والحاوي (3/ 263)، (8/ 481)، والوسيط في المذهب (4/ 571)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 410 - 412)، والمجموع (6/ 211). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 37)، والهداية في شرح البداية (1/ 112)، وتبيين الحقائق (1/ 305)، والبناية شرح الهداية (3/ 479). (¬3) صحيح البخاري (2/ 119)، وصحيح مسلم (1/ 38).

وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: "فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ" (¬1). [3931] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا هَارُونَ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ"، وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّلَاةَ، وَزَادَ: "وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ" (¬2). [3932] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ - وَهُوَ يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ - عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا وَتَرُدَّهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ قَالَ: "اللَّهُمَّ نَعَمْ" (¬3). [3933] أخبرنا أَبُو عَلِيٌّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، [أَنَا أَبِي] (¬4)، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ زِيَادًا - أَوْ بَعْضَ الْأُمَرَاءِ - بَعَثَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 128)، وصحيح مسلم (1/ 37). (¬2) أخرجه ابن أبي عمر العدني في الإيمان (ص 141)، ومن طريقه أخرجه مسلم في الصحيح (1/ 38) وفيه ذكر الصلاة. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 182). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية.

رَجَعَ قَالَ لِعِمْرَانَ: أَيْنَ الْمَالُ؟ قَالَ: وَلِلْمَالِ أَرْسَلْتَنِي؟ أَخَذْنَاهَا مِنْ حَيْثُ كُنَّا نَأْخُذُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَوَضَعْنَاهَا حَيْثُ كُنَّا نَضَعُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [3934] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِينَا سَاعِيًا، فَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَوَضَعَهَا فِي فُقَرَائِنَا، وَأَمَرَ لِي بِقَلُوصٍ (¬2) (¬3). أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ غَيْرُ قَوِيٍّ. وَقَدْ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ (¬4) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ نَحْوَهُ (¬5)؛ فَتَأَكَّدَ بِمُتَابَعَتِهِ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3935] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ابْنُ الْحَمَّامِيِّ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ (¬6) النَّجَّادُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ (¬7)، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 124). (¬2) القلوص من النُّوق: الشابة، وهي بمنزلة الجارية من الناس. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 110). (¬4) وقيل اسمه: خالد بن أبي يزيد، القطربلي. له ترجمة في تهذيب الكمال (8/ 215). (¬5) أخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (1/ 360) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم عن خالد. (¬6) في (ع): "سليمان". (¬7) في النسخ، والمختصر: "عن عامر عن الشعبي"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (13/ 383).

قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي، فَجَعَلَ يَفْرِضُ (¬1) رِجَالًا مِنْ طَيِّئٍ فِي أَلْفَيْنِ وَيُعْرِضُ عَنِّي، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى (¬2) لِقَفَاهُ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُكَ، آمَنْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَيْتَ إِذْ (¬3) غَدَرُوا، وَإِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَوُجُوهَ أَصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيِّئٍ، جِئْتَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. ثُمَّ أَخَذَ يَعْتَذِرُ، قَالَ: إِنَّمَا فَرَضْتُ لِأَقْوَامٍ أَجْحَفَتْ بِهِمُ الْفَاقَةُ، وَهُمْ فَاقَةُ عَشَائِرِهِمْ لِمَا يَنُوبُهُمْ (¬4) مِنَ الْحُقُوقِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مُخْتَصَرًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ (¬5). [3936] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَإِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وُجُوهَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَدَقَةُ طَيِّئٍ جِئْتَ بِهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، فَقُلْتَ: أَمَا إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ أَوَّلَ كَمَا أَتَيْتُكَ بِهَا (¬6). [3937] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أخْبَرَنِي أَبُو ¬

_ (¬1) في (ع): "يعرض". ومعنى: "يفرض رجالا من طيئ في ألفين": أي يَقْطع ويُوجِب لكلّ رجل منهم في العَطاء ألفَيْن من المال. (¬2) في النسخ: "استلقاه". (¬3) في (ع): "إذا". (¬4) في (ع): "يتوهم" بدون نقط، وغير واضحة في (م). (¬5) صحيح مسلم (7/ 180). (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (13/ 383).

يَعْلَى، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا جَرِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ - عَنْ عِمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هَرَيْرَةَ قَالَ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ"، وَكَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - نَسَمَةٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ"، وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَرِيرٍ (¬1). وَإِتْيَانُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَالزِّبْرِقَانِ (¬2) بْنِ بَدْرٍ وَغَيْرِهِمَا بِالصَّدَقَاتِ إِلَى الْمَدِينَةِ مَحْمُولٌ عَلَى مَا فَضَلَ عَنْ أَهَالِيهِمْ فِي مَوْضِعِ الصَّدَقَةِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَنْ حَوْلَهُمْ لَمْ يُسْلِمُوا بَعْدُ، أَوِ ارْتَدُّوا فِي زَمَانِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ أَقْرَبَ دَارًا وَنَسَبًا إِلَى الْيَمَنِ مِنْ طَيِّئٍ وَمُضَرَ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَمَرَ بِرَدِّهَا بَعْدَ وُصُولِهَا إِلَيْهِ إِلَى أَرْبَابِهَا، حَيْثُ نُقِلَ مِنْهَا، وَالْحِكَايَةُ حِكَايَةُ حَالٍ، فَكُلٌّ يَحْتَمِلُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [3938] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا (¬3) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ مُعَاذٌ - يَعْنِي ابْنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 148)، وصحيح مسلم (7/ 181). (¬2) في النسخ: "الزبرقال"، والمثبت من المختصر. انظر ترجمته في الطبقات الكبير لابن سعد (6/ 165). (¬3) في (ع): "وثنا".

بِالْيَمَنِ: ائْتُونِي بِخَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ (¬1) آخُذُهُ مِنْكُمْ مَكَانَ الصَّدَقَةِ، وَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ، وَخَيْرٌ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ (¬2). كَذَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَخَالَفَهُ مَنْ هُوَ أَوْثَقُ مِنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ طَاوُسٍ، فَقَالَ: قَالَ مُعَاذٌ (¬3) بِالْيَمَنِ: ائْتُونِي بِعَرْضٍ ثِيَابٍ آخُذُهُ مِنْكُمْ (¬4) مَكَانَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ. [3939] أخبرناه (¬5) أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَذَكَرَهُ (¬6). [3940] قال أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ - رحمه الله -، فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ عَنْهُ: حَدِيثُ طَاوُسٍ عَنْ مُعَاذٍ إِنْ كَانَ (¬7) مُرْسَلًا فَلَا حُجَّةَ فِيهِ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ فِيهِ: مِنَ الْجِزْيَةِ، مَكَانَ: الصَّدَقَةِ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا هُوَ الْأَلْيَقُ بِمُعَاذٍ - رضي الله عنه - وَالْأَشْبَهُ بِمَا أَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِهِ مِنْ أَخْذِ الْجِنْسِ فِي الصَّدَقَاتِ، وَأَخْذِ الدِّينَارِ أَوْ عَدْلِهِ مَعَافِرَ - ثِيَابٌ ¬

_ (¬1) قال الأصمعي: الخميس: الثوب الذي طوله خمس أذرع، كأنه يعني الصغير من الثياب. غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام (4/ 136). واللَّبِيس: الثوب قد أُكثر لُبسه فأخلق ويلي. (¬2) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 147). (¬3) زاد بعده في (م): "ائتوني". (¬4) قوله: "منكم" ليس في (م). (¬5) في (م): "أخبرنا". (¬6) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 147). (¬7) في النسخ: "معاذ أبي ذر"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (8/ 108).

بِالْيَمَنِ - فِي الْجِزْيَةِ، وَأَنْ تُرَدَّ الصَّدَقَاتُ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، لَا أَنْ يَنْقُلَهَا إِلَى الْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ الَّذِينَ أَكْثَرُهُمْ [أَهْلُ] (¬1) فَيْءٍ لَا أَهْلُ (¬2) صَدَقَةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى الْجِزْيَةِ، وَقَدْ رُوِّينَا أَنَّهُ قَالَ: آخُذُهُ مِنْكُمْ مَكَانَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ، وَفِي رِوَايَةٍ: مَكَانَ الصَّدَقَةِ؟ . قُلْنَا: أَمَّا قَوْلُهُ: مَكَانَ الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يَحْفَظْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَخَالَفَهُ مَنْ هُوَ أَحْفَظُ مِنْهُ، وَإِنْ ثَبَتَ مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنَى مَا كَانَ يُؤْخَذُ مِنْهُمْ بِاسْمِ الصَّدَقَةِ، كَبَنِي تَغْلِبَ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُعْطُونَ الْجِزْيَةَ بِاسْمِ الصَّدَقَاتِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: مَكَانَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ، فَلَعَلَّ مُعَاذًا - رضي الله عنه - لَوْ أَعْسَرُوا بِالدَّنَانِيرِ أَخَذَ مِنْهُمُ الشَّعِيرَ وَالْحِنْطَةَ، لِأَنَّهُ أَكْثَرُ مَا عِنْدَهُمْ، وَإِذَا (¬3) جَازَ أَنْ يَتْرُكَ الدِّيَنارَ لِعَرْضٍ - وَهُوَ الْمَعَافِرِيُّ - فَلَعَلَّهُ جَازَ عِنْدَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ طَعَامًا فِي الْجِزْيَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: الثِّيَابُ خَيْرٌ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَأَهْوَنُ عَلَيْكُمْ؛ لِأَنَّهُ لَا مُؤْنَةَ كَبِيرَةً فِي حَمْلِ الثِّيَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَالثِّيَابُ بِهَا (¬4) أَغْلَى مِنْهَا بِالْيَمَنِ، وَالْحِكَايَةُ حِكَايَةُ حَالٍ. يُوَضِّحُ مَا ذَكَرْنَا أَنَّ رَاوِيَهُ حَدَّثَنَا وَحَدَّثَكُمْ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مِنْ حَدِيثِ طَاوُسٍ، وَلَوْ ثَبَتَ عَنْ مُعَاذٍ لِطَاوُسٍ أَنَّهُ قَضَى فِي نَقْلِ الصَّدَقَاتِ نَحْوَ مَذْهَبِكُمْ لَمَا خَالَفَهُ طَاوُسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَمَعْلُومٌ مِنْ مَذْهَبِ طَاوُسٍ - رحمه الله - أَنَّهُ كَانَ لَا يُجِيزُ بَيْعَ الصَّدَقَاتِ، وَيَحْلِفُ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ، لَا قَبْلَ الْقَبْضِ وَلَا بَعْدَهُ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬2) في (م): "الأهل". (¬3) في (م): "فإذا". (¬4) قوله: "بها" ليس في (م).

وَلَوْ صَحَّ مَا رَوَيْتُمْ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - مِنْ أَخْذِهِ الثِّيَابَ بَدَلَ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ فِي الصَّدَقَةِ، كَانَ بَيْعُ الصَّدَقَةِ قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَ، ثُمَّ قَدْ رَوَيْنَا قَضَاءَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - فِي الْعُشْرِ وَالصَّدَقَةِ لَنَا مِنْ طَرِيقِ حَدِيثِ مُطَرِّفِ بْنِ مَازِنٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ، فَتَعَارَضَا، عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَيْنِ عَنْ مُعَاذٍ مُنْقَطِعٌ (¬1). قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: طَاوُسٌ لَمْ يُدْرِكْ مُعَاذًا (¬2). وَالِاعْتِمَادُ لَنَا عَلَى (¬3) مَا سَبَقَ مِنَ الْأَدِلَّةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [3941] أخبرنا بِحَدِيثِ مُطَرِّفٍ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْأَصَمِّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬4) بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَضَى: أَيُّمَا رَجُلٍ انْتَقَلَ مِنْ مِخْلَافِ (¬5) عَشِيرَتِهِ إِلَى غَيْرِ مِخْلَافِ عَشِيرَتِهِ فَعُشْرُهُ وَصَدَقَتُهُ إِلَى مِخْلَافِ عَشِيرَتِهِ (¬6). فَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَانَ يَحْمِلُ عَلَى إِبِلٍ كَثِيرَةٍ إِلَى الشَّامِ وَالْعِرَاقِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قُلْتُ: لَيْسَتْ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ (¬7)؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَحْمِلُ ¬

_ (¬1) الجادة: منقطعان. وإن كان الإخبار عن المثنى بالمفرد جائزا وله وجه. (¬2) سنن الدارقطني (2/ 487). (¬3) قوله: "على" ليس في (م). (¬4) في النسخ: "عبد"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬5) المِخْلاف: القرية من قُرى اليمن. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 224). (¬7) بعده في الأم: "وإنما هي من نعم الجزية".

عَلَى مَا يَحْتَمِلُ، وَأَكْثَرُ فَرَائِضِ الْإِبِلِ لَا تَحْمِلُ (¬1) أَحَدًا (¬2). [3942] وبيانه فِيمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: أنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ الدَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ الدَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَهُ: أَرَأَيْتَ الْإِبِلَ الَّتِي كَانَتْ يَحْمِلُ عَلَيْهَا عُمَرُ - رضي الله عنه - الْغُزَاةَ، وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهَا إِبِلُ الْجِزْيَةِ الَّتِي كَانَ يَبْعَثُ بِهَا مُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قُلْتُ: وَمِمَّنْ كَانَتْ تُؤْخَذُ؟ [قَالَ] (¬3): مِنْ جِزْيَةِ أَهْلِ الذِّمَّةِ، وَتُؤْخَذُ مِنْ صَدَقَاتِ بَنِي تَغْلِبَ فَرَائِضُ (¬4) عَلَى وُجُوهِهَا، فَبِيعَتْ (¬5)، فَيُبْتَاعُ (¬6) بِهَا إِبِلٌ جِلَّةٌ (¬7)، فَيُبْعَثُ بِهَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا (¬8). وَالَّذِي يُوَضِّحُ أَنَّهَا مِنَ الْجِزْيَةِ كَانَ يَحْمِلُ عَلَيْهَا عُمَرُ وَعُثْمَانُ - رضي الله عنهما - لَا غَيْرُ: إِنْفاذُ (¬9) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةً (¬10) إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ¬

_ (¬1) في النسخ: "لا يؤخذ تحمل"، والمثبت من الأم والمختصر. (¬2) الأم للشافعي (3/ 226). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) بعده في النسخ: "الحج" ولعلها مقحمة وليست في المختصر ولا في معرفة السنن (9/ 323). والفرائض: جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة. (¬5) في بعض نسخ الأم: "فتبعث". (¬6) في (ع) رسمت: "فسا"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬7) في (ع): "جبلة"، والمثبت من الأم للشافعي والمختصر. وقوله: "فبيعت فيبتاع بها إبل جلة" ليس في (م). وجِلّة الإبل: المسنَّة منها، وهي خيارها، عكس الحواشي، وهي صِغار الإبل. (¬8) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 227). (¬9) في النسخ: "إنقاد"، والمثبت من المختصر. (¬10) في (م): "سنته"، وفي المختصر: "منه".

مِنَ الصَّدَقَةِ الْمَأْخُوذَةِ مِنَ الْيَمَامَةِ لَمَّا تَأَخَّرَ عَنْهُمْ حَقُّهُمْ مِنَ الْجِزْيَةِ، وَامْتِنَاعُهُمْ عَنِ الْقَبُولِ، وَقَالُوا: أَتُطْعِمُونَا أَوْسَاخَ النَّاسِ وَمَا لَا يَصْلُحُ لَنَا! وَكَانَ أَوَّلَهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُتْبَةَ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ (¬1). وَفِيهِ بَيَانٌ - أَيْضًا - أَنَّ مَا بَعَثَهُ مُعَاذٌ وَغَيْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَ مِنَ الْجِزْيَةِ، فَإِنِ اسْتَدَلُّوا بِمَا رَوَوْا (¬2) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِنَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ (¬3)، فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ أُتِيَ بِهَا مِنْ أَطْرَافِ الْمَدِينَةِ، وَلَعَلَّهُمُ اسْتَغْنَوْا، فَنَقَلَها إِلَى أَقْرَبِ النَّاسِ بِهِمْ دَارًا وَنَسَبًا. * * * ¬

_ (¬1) معرفة السنن والآثار (9/ 323). (¬2) في المختصر: "روي". (¬3) انظر: الأم للشافعي (3/ 226).

مسألة (422): وللفقير أن يأخذ من الزكاة ما يقوم بكفايته على الدوام، وإن زاد على مائتي درهم

مَسْأَلَةٌ (422): وَلِلْفَقِيرِ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الزَّكَاةِ مَا يَقُومُ بِكِفَايَتِهِ عَلَى الدَّوَامِ، وَإِنْ زَادَ عَلى مِائَتَيْ دِرْهَمٍ (¬1). قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْغِنَى مِائَتَا دِرْهَمٍ، أَوْ قِيمَتُهَا (¬2). دَلِيلُنَا فِي الْمَسْأَلَةِ: الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "لَا تَحِلُّ (¬3) الصَّدَقَةُ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ" فَذَكَرَ الرَّجُلَ الَّذِي تَحَمَّلَ حَمَالَةً، ثُمَّ قَالَ: "وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ، فَاجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا (¬4) مِنْ عَيْشٍ - أَوْ قَالَ: سِدَادًا - مِنْ عَيْشٍ، ثُمَّ يُمْسِكُ، وَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ (¬5) سُحْتٌ" (¬6). وَقَدْ ذَكَرْنَا إِسْنَادَهُ فِيمَا قَبْلُ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا فِي [رَجُلٍ] (¬7) عُرِفَ بِالْغِنَى، فَأَصَابَتْهُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 189)، والحاوي (8/ 519)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 401)، والمجموع (6/ 169، 175). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 14)، وتحفة الفقهاء (1/ 301)، وبدائع الصنائع (2/ 48). (¬3) في النسخ: "يحل"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من المختصر. (¬4) في (ع): "قوما"، وفي (م): "قوتا". (¬5) قوله: "يا قبيصة" مكانه بياض في (م)، وهي غير واضحة في (ع). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح (3/ 97). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

جَائِحَةٌ، فَلَا يُعْطَى حَتَّى يَشْتَهِرَ بِأَنْ قَدْ أَصَابَتْهُ مَا يَدَّعِي مِنَ الْجَائِحَةِ وَالْفَاقَةِ، ثُمَّ لَمْ يُوَقِّتْ فِيمَا يُعْطَى [قَدْرَ] (¬1) النِّصَابِ، وَأَحَلَّ لَهُ الْمَسْأَلَةَ حَتَّى يُعْطَى مَا يَقُومُ بِكِفَايَتِهِ، وَيَكُونُ سَدًّا لِحَاجَتِهِ. [3943] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا [أَبُو] (¬2) مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ (¬3)، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ مَا يَكْفِي فُقَرَاءَهُمْ (¬4) فَإِنْ جَاعُوا وَعَرُوا وَجُهِدُوا (¬5) فَبِمَنْعِ (¬6) الْأَغْنِيَاءِ، وَحَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُحَاسِبَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهِ (¬7). مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ هَذَا هُوَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (13/ 422). (¬3) وكذا وقع اسمه عند البخاري في التاريخ الكبير (2/ 60) في ترجمة أبيض بن أبان، ووقع عند ابن أبي حاتم فيما رواه عن أبيه في الجرح والتعديل (2/ 312): "عن أبي عبد الرحمن"، ثم قال: "فلا ندري أبو عبد الرحمن هو أبيض أم لا؟ "، وقد أخرج البخاري في التاريخ هذا الحديث عن أبي شهاب عن أبيض بن أبان عن محمد بن علي كما سيقول المؤلف، فالقول ما قال أبو حاتم: "فلا ندري"، وقد أفرد له ابن منده ترجمة في فتح الباب (ص 473) فيمن يكنى بأبي عبد الله، والله أعلم. (¬4) قبله في (م): "على". (¬5) في أصل الرواية: "أو عروا أو جهدوا". ومعنى "جُهِدوا": أجدبوا. (¬6) في (م): "يمنع". (¬7) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (5/ 107).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي شِهَابٍ (¬1). وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ أَبْيَضَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ (¬2). فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي: [3944] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ (¬3)، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُمُوشٌ أَوْ خُدُوشٌ أَوْ كُدُوحٌ (¬4) فِي وَجْهِهِ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْغِنَى؟ قَالَ: "خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ". قال يَحْيَى بْنُ آدَمَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ لِسُفْيَانَ: حِفْظِي أَنَّ شُعْبَةَ كَانَ لَا يَرْوِي (¬5) عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: فَقَدْ حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ (¬6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (¬7). وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنْ ثَبَتَ دَلَّ عَلَى أَنَّ الِاعْتِبَارَ فِي قَدْرِ مَا يُعْطَى بِمَا يَقُومُ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 60). (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (13/ 423). (¬3) كذا رواه الحاكم في المستدرك، ورواه ابن ماجه في السنن (2/ 274) عن الحسن بن علي الخلال. وأخرجه أبو داود في السنن (3/ 68) ولم ينسبه، والله أعلم. (¬4) الثلاثة بمعنى التمزيق أو القشر في الجلد. (¬5) في (م): "يرى". (¬6) في (ع): "زابيد"، وفي (م): "زايد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 279).

بِكِفَايَتِهِ (¬1)، وَيَكُونُ فِيهِ غِنَاهُ، سَوَاءٌ نَقَصَ عَنْ قَدْرِ النِّصَابِ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ. وَفِي هَذَا الْمَعْنَى مَا رُوِّينَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنْ سَأَلَ مِنْكُمْ وَلَهُ أُوقِيَّةٌ أَوْ عَدْلُهَا فَقَدْ سَأَلَ إِلْحَافًا (¬2) " (¬3). وَرُوِّينَا عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قِيلَ: مَا الْغِنَى الَّذِي لَا يَنْبَغِي مَعَهُ الْمَسْأَلَةُ؟ قَالَ: "أَنْ يَكُونَ لَهُ شِبْعُ (¬4) يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ" (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مُخْتَلِفٌ (¬6)، وَكَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلِمَ مَا يُغْنِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، فَجَعَلَ غِنَاهُ بِهِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ النَّاسَ يَخْتَلِفُونَ فِي قَدْرِ كِفَايَتِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُغْنِيهِ خَمْسُونَ دِرْهَمًا لَا يُغْنِيهِ أَقَلُّ مِنْهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُغْنِيهِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا، لَا يُغْنِيهِ أَقَلُّ مِنْهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ كَسْبٌ يُدِرُّ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مَا يُغَدِّيهِ وَيُعَشِّيهِ، وَلَا عِيَالَ لَهُ، فَهُوَ مُسْتَغْنٍ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَقَعْ لَهُ الْكِفَايَةُ إِلَّا بِأُلُوفٍ أُعْطِيَ قَدْرَ أَقَلِّ الْكِفَايَةِ، بِدَلِيلِ حَدِيثِ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "بكفاية"، والمثبت من المختصر. (¬2) الإلحاف: الإلحاح والمبالغة في السؤال. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 70)، والنسائي في المجتبى (4/ 558). (¬4) الشِّبْع: اسم ما يُشْبِع. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 71). (¬6) وكذا في بعض نسخ المختصر (4/ 91)، وفي النسخ الأخرى: "يختلف"، وفي السنن الكبير (13/ 426): "بمختلف".

مسألة (423): يجوز للمرأة أن تصرف زكاتها إلى زوجها إذا كان محتاجا

مَسْأَلَةٌ (423): يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصْرِفَ زَكَاتَهَا إِلَى زَوْجِهَا إِذَا كَانَ (¬1) مُحْتَاجًا (¬2). وَقَالَ (¬3) أَبُو حَنِيفَةِ: لَا يَجُوزُ (¬4). [3945] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ (¬5) بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقُرَشِيُّ بِدِمَشْقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُجْزِئُ عَنَّا أَنْ نَجْعَلَ (¬6) الصَّدَقَةَ فِي زَوْجٍ فَقِيرٍ وَابْنِ أَخٍ أَيْتَامٍ فِي حُجُورِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَكِ أَجْرُ الصَّدَقَةِ وَأَجْرُ الصِّلَةِ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُمَر بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬7). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عُمَر بْنِ حَفْصٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "كان" ليس في (ع). (¬2) انظر: الحاوي (8/ 537)، والمجموع (6/ 174). (¬3) في النسخ: "فقال"، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: الأصل (2/ 128)، والمبسوط (3/ 36)، وتحفة الفقهاء (1/ 303)، وبدائع الصنائع (2/ 40). (¬5) قوله: "بن محمد" ليس في (م). (¬6) في النسخ: "يجعل"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 395). (¬7) صحيح البخاري (2/ 121). (¬8) صحيح مسلم (3/ 80).

مسألة (424): إذا دفع رب المال الصدقة إلى من ظاهره الفقر، ثم علم أنه كان غنيا؛ لزمته الإعادة، في أصح القولين

مَسْأَلَةٌ (424): إِذَا دَفَعَ رَبُّ الْمَالِ الصَّدَقَةَ إِلَى مَنْ ظَاهِرُهُ الْفَقْرُ، ثُمَّ عَلِمَ أَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا؛ لَزِمَتْهُ الْإِعَادَةُ، فِي أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ؛ أَنَّهُ لَا إِعَادَةَ عَلَيْهِ. وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬2). [3946] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، [عَنْ أَبِيهِ] (¬3)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ رَجُلَيْنِ قَالَا (¬4): أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ يَقْسِمُ نَعَمَ الصَّدَقَةِ، فَسَأَلْنَاهُ، فَصَعَّدَ فِينَا الْبَصَرَ وَصَوَّبَ، وَقَالَ: "مَا شِئْتُمَا، وَلَا حَقَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ" (¬5). [3947] وأخبرناه عَلِيٌّ، أنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: هُوَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: لَعَلَّهُ قَالَ: "لَا تَصْلُحُ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 188)، والحاوي (15/ 305)، والمجموع (6/ 223 - 225). (¬2) انظر: الأصل (3/ 7)، والمبسوط (3/ 36)، وتحفة الفقهاء (1/ 304)، والهداية في شرح البداية (1/ 112). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير (13/ 394). (¬4) في النسخ: "قال". (¬5) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 32). (¬6) المصدر السابق (ص 31).

وَلَهُمْ: حَدِيثُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ فَوَضَعَ صَدَقَتَهُ فِي يَدِ غَنِيٍّ" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى قَوْلِهِ: "فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ، وَلَعَلَّ الْغَنِيَّ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬1). وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَأَخْرَجَهُ لِشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ (¬2). وَاسْتَدَلُّوا أَيْضًا بِمَا: [3948] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنا أَبُو الْمُوَجَّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ، ثنا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ (¬3) الْجَرْمِيُّ، أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ السُّلَمِيَّ حَدَّثَهُ: كَانَ (¬4) أَبِي يَزِيدُ خَرَجَ بِدَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا، وَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ بِهَا. فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ يَا مَعْنُ مَا أَخَذْتَ (¬5) ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ إِسْرَائِيلَ (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (3/ 89). (¬2) صحيح البخاري (2/ 110). (¬3) في (ع): "الجورية". (¬4) في النسخ: "وكان"، والمثبت كما في المختصر والسنن الكبير (13/ 451). (¬5) قوله: "ما أخذت" ليس في (م). (¬6) صحيح البخاري (2/ 111).

وَمَعْنُ بْنُ يَزِيدَ كَانَ مُسْتَغْنِيًا بِأَبِيهِ، وَحِينَ أُعْطِيَ مِنْ صَدَقَةِ أَبِيهِ بِجَهَالَةٍ، ثُمَّ بَانَ ذَلِكَ، وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا. وَمَنْ قَالَ بِالْأَوَّلِ أَجَابَ عَنْ هَذَا فَقَالَ: هَذِهِ حِكَايَةُ حَالٍ، فَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ (¬1) وَارِدَةً فِي صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ دُونَ الْفَرْضِ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ لِوَلَدٍ وَلَا لِوَالِدٍ حَقٌّ فِي صَدَقَةٍ مَفْرُوضَةٍ. وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ. وَقَدْ: [3949] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ بِبَغْدَادَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ (¬2) الْجَرْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: خَاصَمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَفْلَجَنِي (¬3)، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي (¬4)، وَبَايَعْتُهُ أَنَا وَجَدِّي. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا كَانَتْ خُصُومَتُكَ؟ قَالَ: كَانَ [رَجُلٌ] (¬5) يَغْشَى الْمَسْجِدَ فَيَصَّدَّقُ عَلَى رِجَالٍ يَعْرِفُهُمْ، فَجَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمَعَهُ صُرَّةٌ، فَظَنَّ أَنِّي بَعْضُ مَنْ يَعْرِفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ تَبَيَّنَ لَهُ، فَأَتَانِي فَقَالَ: رُدَّهَا، فَأَبَيْتُ. قَالَ: فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَجَازَ لِيَ الصَّدَقَةَ، وَقَالَ: "لَكَ أَجْرُ مَا نَوَيْتَ" (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "يكون"، والمثبت الجادة. (¬2) في النسخ: "الجويرة" والمثبت من السنن الكبير (13/ 452). (¬3) أي: حكَم لي. (¬4) أي: طَلَبَ لي النكاحَ فأُجيب. يقال: خطب المرأة إلى وليها إذا أرادها الخاطب لنفسه، وعلى فلان إذا أرادها لغيره. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) أخرجه أحمد في المسند (6/ 3405) عن أبي عوانة عن أبي الجويرية.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَظَاهِرُ هَذَا أَنَّ الْمُتَصَدِّقَ كَانَ رَجُلًا أَجْنَبِيًّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * *

مسألة (425): يجوز للإمام أن يسم نعم الجزية وإبل الصدقة

مَسْأَلَةٌ (425): يَجُوزُ لِلْإِمَامِ أَنْ يَسِمَ (¬1) نَعَمَ الْجِزْيَةِ وَإِبِلَ الصَّدَقَةِ (¬2). وَيُحْكَى عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ (¬3). [3950] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ (¬4) أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَخِي (¬5) لِيُحَنِّكَهُ، فَرَأَيْتُهُ (¬6) يَسِمُ شَاةً (¬7)، أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي أُذُنِهَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (¬8). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيث شُعْبَةَ (¬9). ¬

_ (¬1) وَسَمَه: إذا أثر فيه بِسِمَةٍ وعلامة وكَيّ. وفائدة الوسم تمييز الحيوان بعضه من بعض. (¬2) انظر: الأم (3/ 154)، ومختصر المزني (ص 215)، والحاوي (8/ 547)، والوسيط في المذهب (4/ 574)، والمجموع (6/ 152). (¬3) انظر: شرح السير الكبير (5/ 256). (¬4) في النسخ: "ابن"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬5) قوله: "بأخي" مكانها بياض في (م). (¬6) في النسخ: "فرأيت"، والمثبت من المختصر. (¬7) في النسخ: "شاء"، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 671) أنها في رواية الكشميهني: "شاء، بالهمز، وهو جمع شاة مثل شياه"، والمثبت من المختصر. (¬8) صحيح البخاري (7/ 97). (¬9) صحيح مسلم (6/ 164).

[3951] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّقْرِ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ] (¬1) أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي يَدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْمِيسَمَ (¬2)، وَهُوَ يَسِمُ إِبِلَ الصَّدَقَةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنِ الْوَلِيدِ (¬3). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ (¬4). [3952] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ نَاعِمًا (¬5) أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِمَارًا مَوْسُومَ الْوَجْهِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ. قَالَ: فَوَاللَّهِ لَا أَسِمُهُ إِلَّا بِأَقْصَى شَيْءٍ مِنَ الْوَجْهِ. فَأَمَرَ بِحِمَارٍ لَهُ فَكُوِيَ فِي جَاعِرَتَيْهِ (¬6)، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَوَى الْجَاعِرَتَيْنِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى (¬7)، وَلَيْسَ فِيهِ مَنِ الْقَائِلُ، وَهُوَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَبَيَانُهُ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) قوله: "ابن" ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن للمؤلف (9/ 342). (¬2) الميسم: المكواة التي يوسَم بها البعير. (¬3) صحيح البخاري (2/ 130). (¬4) صحيح مسلم (6/ 164). (¬5) في النسخ: "عما"، والمثبت من المختصر. (¬6) في النسخ: "جاعرته"، والمثبت من السابق. والجاعرتان: حرفَا الوَرِك المشرِفان ممَّا يلي الدُّبُر. (¬7) صحيح مسلم (6/ 163).

عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬1). وَرُوِّينَا لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَانَ يُؤْتَى بِنَعَمٍ كَثِيرَةٍ مِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ، وَأَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ - رضي الله عنه -: إِنَّ فِي الظَّهْرِ (¬2) لَنَاقَةً (¬3) عَمْيَاءَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ عُمَرُ: أَمِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ هِيَ أَمْ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ: قُلْتُ: مِنْ نَعَمِ الْجِزْيَةِ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُحِرَتْ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسِمُ وَسْمَيْنِ؛ وَسْمَ جِزْيَةٍ، وَوَسْمَ (¬5) صَدَقَةٍ، وَبِهَذَا نَقُولُ (¬6). [3953] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ [بْنُ] (¬7) بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ بِبَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا خَيْلٌ مَكْتُوبٌ عَلَى أَفْخَاذِهَا: عُدَّةٌ لِلَّهِ (¬8). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (6/ 648). (¬2) الظهر: الإبل التي يُحمل عليها ويُركب. (¬3) في النسخ: "لناقته"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 454). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 154). (¬5) في (ع): "وسم". (¬6) في النسخ: "قول"، والمثبت من الأم للشافعي (3/ 154). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (13/ 454). (¬8) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية الصفار (ق 17/ ب) وفيه: "عدة الله".

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَة وَأَصْحَابِهِ المُجلَّدُ السَّادِسُ

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

كتاب النكاح

ذِكْرُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ - رحمهما الله - مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ مِمَّا وَرَدَ فِيهِ خَبَرٌ أَوْ أَثَرٌ

مسألة (426): المرأة لا تلي عقد النكاح

مَسْأَلَةٌ (426): الْمَرْأَةُ لَا تَلِي عَقْدَ النِّكَاحِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا تَلِي عَقْدَ النِّكَاحِ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى غَيْرِهَا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [3954] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: كَانَتْ لِي أُخْتٌ فَخُطِبَتْ إِلَيَّ فَكُنْتُ أَمْنَعُهَا النَّاسَ، فَأَتَانِي ابْنُ عَمٍّ لِي فَخَطَبَهَا، فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَاصْطَحَبَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ طَلَّقَهَا طَلَاقًا يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ، ثُمَّ تَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَلَمَّا خُطِبَتْ إِلَيَّ أَتَانِي فَخَطَبَهَا مَعَ الْخُطَّابِ، فَقُلْتُ: مَنَعْتُهَا النَّاسَ وَآثَرْتُكَ، ثُمَّ طَلَّقْتَهَا طَلَاقًا تَمْلِكُ الرَّجْعَةَ، ثُمَّ تَرَكْتَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَلَمَّا خُطِبَتْ إِلَيَّ أَتَيْتَنِي مَعَ الْخُطَّابِ! لَا أُزَوِّجُكَ (¬3) أَبَدًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ}، فَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 50)، ومختصر المزني (ص 224)، والحاوي (9/ 38، 149)، ونهاية المطلب (12/ 39)، والمجموع (17/ 240). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 10)، وبدائع الصنائع (2/ 247)، والهداية في شرح البداية (1/ 191)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 117). (¬3) في (ع): "لأزوجك".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ. [3955] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ (ح) وَقَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا إِسْرَائِيلُ (ح) وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬2). كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ الْإِمَامُ (¬3)، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (¬4)، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، وَإِسْرَائِيلُ ثِقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَالَتِهِ (¬5)، وَقَدْ حَكَمُوا لِحَدِيثِهِ هَذَا (¬6) بِالصِّحَّةِ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من صحيح البخاري (6/ 29)، وهو أبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 50). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 333). (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 568). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4494). (¬5) قال العقيلي في الضعفاء (1/ 308): "إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي مختلف فيه"، وقال الذهبي في الميزان (1/ 212): "إسرائيل اعتمده البخاري ومسلم في الأصول، وهو في الثبت كالأسطوانة، فلا يلتفت إلى تضعيف من ضعفه". (¬6) قوله: "هذا" مكانه بياض في (م).

[3956] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرِ بْنَ سَهْلٍ الْفَقِيهَ بِبُخَارَى يَقُولُ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: كَانَ إِسْرَائِيلُ (¬1) يَحْفَظُ حَدِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ كَمَا يَحْفَظُ {الْحَمْدُ} (¬2). [3957] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يُثْبِتُ حَدِيثَ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ يَعْنِي: فِي النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ (¬3). [3958] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ [بْنِ] (¬4) هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: حَدِيثُ إِسْرَائِيلَ صَحِيحٌ فِي: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬5). هَذَا وَقَدْ تَابَعَ إِسْرَائِيلَ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ مَوْصُولًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَزُهَيْرٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَغَيْرُهُمْ. أَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ: [3959] فأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ¬

_ (¬1) قوله: "إسرائيل" مكانه بياض في (م). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 334). (¬3) المصدر السابق (3/ 334). (¬4) قوله: "بن" ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) المصدر السابق (3/ 334).

ثنا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ (¬1) الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ الْأَنْطَاكِيُّ (¬2)، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬3). تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ: حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ يُونُسَ. [3960] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (¬4) (ح) [3961] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ (¬5)، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ إِسْرَائِيلُ؟ فَقَالَ: كُلٌّ ثِقَةٌ (¬6). وَأَمَّا حَدِيثُ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: [3962] فأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا (¬7): ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الرَّقِّيُّ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬8). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بردة"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (2/ 238). (¬2) قوله: "الهيثم بن جميل الأنطاكي" ليس في (م). (¬3) المصدر السابق (3/ 335). (¬4) المصدر السابق (3/ 335). (¬5) في النسخ: "العزي"، وهو خطأ، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 831). (¬6) تاريخ ابن معين رواية الدارمي (ص 72، 235). (¬7) في (ع): "قال". (¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 336).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ وَغَيْرُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ (¬1). [3963] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ (¬2) النَّخَعِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ هَاشِمٍ الْكَاغَذِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: إِذَا وَجَدْتَ الْحَدِيثَ مِنْ وَجْهِ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَلَا تَعْدُ إِلَى غَيْرِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ حَدِيثًا (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ: [3964] فأخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَليٍّ" (¬4). تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. [3965] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْمُسْتَمْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ الْأَرْغِيَانِيُّ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ يُونُسَ (¬5)، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِي (¬6) عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (5/ 63) من طريق إبراهيم. (¬2) في النسخ: "رمح"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 336). (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 422). (¬5) هو: إبراهيم بن يونس، وحرمي لقبه. انظر تهذيب الكمال (2/ 256). (¬6) قوله: "عن أبي" ليس في (م).

إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬1). وَقَدْ: [3966] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: أنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ (ح) [3967] وحدثنا أحْمَدُ (¬2)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، [عَنْ أَبِي بُرْدَةَ] (¬3)، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ". قَالَ أَبُو عَوَانَةَ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِسْرَائِيلُ (¬4). وَأَمَّا حَدِيثُ شَرِيكٍ: [3968] فأخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ (¬5) مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيُّ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ (¬6) مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 389) من طريق محمد بن المسيب. (¬2) قال الناسخ في حاشية (ع): "هو: ابن سلمان النجاد الفقيه بدر أبو محمد". (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 336) عن أحمد بن سلمان بدون كلام أبي عوانة. ومن طريق ابن شاذان أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (1/ 173) بزيادة كلام أبي عوانة. (¬5) في النسخ: "أبو الحسين"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 90)، وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (9/ 36). (¬6) في النسخ: "أبو الحسين"، والمثبت من السابق. وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 610).

إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1): "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬2). وَأَمَّا حَدِيثُ قَيْسٍ: [3969] فأخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ يَأْذَنُ (¬3) " (¬4). وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي إِسحَاقَ مَوْصُولًا (¬5). [3970] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْإِمَامَ يَقُولُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى عَنْ هَذَا الْبَابِ، فَقَالَ: حَدِيثُ إِسْرَائِيلَ صَحِيحٌ عِنْدِي. فَقُلْتُ لَهُ: رَوَاهُ شَرِيكٌ أَيْضًا. فَقَالَ: مَنْ رَوَاهُ؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ (¬6) حُجْرٍ. وَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَبَعْضَ مَنْ رَوَى هَذَا الْخَبَرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ¬

_ (¬1) بعده في (ع): "قال". (¬2) أخرجه الدارمي في السنن (8/ 381) عن علي بن حجر. (¬3) في (م): "بإذن"، والنقط في (ع) يحتمل ما أثبتنا، وكذا هو عند عبد الرزاق في المصنف (6/ 196). (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 9) عن أبي الوليد. (¬5) قاله الحاكم في المستدرك (3/ 337). (¬6) في (ع): "أن".

وَقُلْتُ: رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ (¬1)، [عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ] (¬2)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: نَعَمْ، هَكَذَا رَوَيَاهُ (¬3)، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يُحَدِّثُونَ الْحَدِيثَ (¬4) فَيُرْسِلُونَهُ، فَإِذَا قِيلَ لَهُمْ: عَمَّنْ؟ فَيُسْنِدُونَهُ (¬5) (¬6). [3971] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ (¬7): سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى وَقُلْتُ لَهُ: فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ (¬8)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (¬9)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا، يَعْنِي حَدِيثَ "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ (¬10) ". قَالَ: نَعَمْ، هَكَذَا رَوَيَاهُ (¬11)، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يُحَدِّثُونَ الْحَدِيثَ فَيُرْسِلُونَهُ حَتَّى يُقَالَ لَهُمْ: عَمَّنْ؟ فَيُسْنِدُونَهُ (¬12). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ أَسْنَدَاهُ (¬13) فِي رِوَايَةِ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "شعبة الثوري"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) في النسخ: "رواه"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) قوله: "الحديث" تكرر في (ع). (¬5) في (ع): "فيسندوه". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 335). (¬7) في (م): "قالت". (¬8) في (ع): "شعبة الثوري"، والمثبت من الذي قبله. (¬9) قوله: "عن أبي إسحاق" ليس في (م). (¬10) قوله: "مرسلا يعني حديث لا نكاح إلا بولي" ليس في (م). (¬11) في النسخ: "رويناه"، والمثبت من المختصر. (¬12) انظر الحديث السابق. (¬13) في (م): "أسنده".

وَغَيْرِهِ عَنْهُمَا (¬1): [3972] أخبرناه أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيُّ (¬2) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ، أنا مَخْلَدُ بْنُ الدَّقَّاقِ (¬3)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ (¬4). وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ مَوْصُولًا: [3973] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: وَأَخْبَرنِي أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُقْرِئُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬5). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ الْحَافِظُ (¬6). ¬

_ (¬1) في (ع): "وغير عنها"، ومكانها بياض في (م)، والمثبت من المختصر. (¬2) في (ع): "الباقراحبي"، وفي (م): "الباقر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) كذا: "مخلد بن الدقاق"، وهو مخلد بن جعفر الدقاق، والدقاق نسبة لمخلد. انظر: تاريخ الإسلام (8/ 313). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 332). (¬5) المصدر السابق (3/ 337). (¬6) أي: كذلك رواه أبو بكر بن زياد عن الحسن بن محمد بن الصباح دون ذكر أبي إسحاق فيه. انظر السنن الكبير للمؤلف (14/ 96).

[3974] [حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ] (¬1)، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الضُّبَعِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ". قَالَ ابْنُ عَسْكَرٍ: قَالَ لِي قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ: جَاءَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، فَسَأَلَنِي هَذَا الْحَدِيثَ، فَحَدَّثْتُهُ بِهِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قَدِ اسْتَرَحْنَا مِنْ خِلَافِ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَسْتُ أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَئِمَّةِ هَذَا الْعِلْمِ فِي عَدَالَةِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَنَّ سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي بُرْدَةَ مَعَ أَبِيهِ صَحِيحٌ، ثُمَّ لَمْ يُخْتَلَفْ عَلَى يُونُسَ فِي وَصْلِ هَذَا الْإِسْنَادِ، فَفِيهِ الدَّلِيلُ الْوَاضِحُ أَنَّ الْخِلَافَ الَّذِي وَقَعَ عَلَى أَبِيهِ فِيهِ مِنْ جِهَةِ أَصْحَابِهِ، لَا مِنْ جِهَةِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). وَقَدْ أَوْرَدَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ: [3975] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ أَعْيَنَ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ. وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬3). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (14/ 95)، والقائل: حدثنا، هو الحاكم. (¬2) مستدرك الحاكم (3/ 338). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 242).

وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ يُونُسُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ (¬1). وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مُتَابِعٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ فِي الْوَصْلِ، وَلَا أُرَاهُ مَحْفُوظًا، فَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ وَأَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ فَقَالَا: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَدْ وَصَلَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي (¬2) بُرْدَةَ نَفْسِهِ: أَبُو حَصِينٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ (¬3) (¬4). [3976] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ قِرَاءَةً (¬5)، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، أنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، ¬

_ (¬1) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (11/ 447): "هكذا حكاه البيهقي أنه رواه - أظنه رآه - في بعض النسخ في سنن أبي داود، والصواب أنه يونس بن أبي إسحاق؛ فإن الحديث مشهور من روايته عن أبي بردة، وقد أخرجه البيهقي من طرقٍ كذلك". وقد وقع في روايتي ابن داسة واللؤلئي (3/ 427): "هو يونس عن أبي بردة"، فلعلها تصحفت منها، والله أعلم. (¬2) قوله: "أبي" ليس في (م). (¬3) كذا، وفي مصادر ترجمته أنه أسدي، من أسد بن خزيمة، قال الذهبي في تاريخ الإسلام (3/ 460): "كان سيد بني أسد بالكوفة"، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 160): "الأسدي، يقال إنه من ولد عَبِيد بن الأبرص". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 338). (¬5) تقرأ في النسخ: "قرأتي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف.

فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، وَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا أَصَابَهَا، فَإِنِ اشْتَجَرُوا (¬1) فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ" (¬2). تَابَعَهُ أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَلَى ذِكْرِ سَمَاعِ ابْنِ جُرَيْجٍ مِنْ سُلَيْمَانَ، وَسَمَاعِ سُلَيْمَانَ مِنَ (¬3) الزُّهْرِيِّ: [3977] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ بِهَمَذَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، قَالَا (¬4): ثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: ثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ، فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ (¬5). وَهَكَذَا رَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا" (¬6). وَكَذَا قَالَهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ (¬7) بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. ¬

_ (¬1) أي اختلف الأولياء وتنازعوا. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 195). (¬3) في (م): "عن". (¬4) في (م): "قال". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 328). (¬6) المصدر السابق (3/ 329، 330). (¬7) في النسخ والمختصر: "عبد الحميد"، وأشار ناسخ (م) في الحاشية إلى أنه في نسخة أخرى: "عبد المجيد"، وهو الصواب. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 271).

[3978] أخبرناه (¬1) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مُسْلِمٌ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَليِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ" ثَلَاثًا (¬2). رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَقَالَ فِيهِ: "لَا تَنْكِحُ (¬3) امْرَأَةٌ بِغَيْرِ أَمْرِ وَلِيِّهَا، فَإِنْ نَكَحَتْ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَإِنْ أَصَابَهَا فَلَهَا مَهْرُ مِثْلِهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ". [3979] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ (¬4)، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، فَذَكَرَهُ (¬5). [3980] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ [بْنِ] (¬6) أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ (¬7)، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ ¬

_ (¬1) في (م): "أخبرنا". (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 610). (¬3) في النسخ: "ينكح"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (14/ 82). (¬4) في النسخ: "عبد الحكيم"، والمثبت من السنن الكبير. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 497). (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 141). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) علل الحديث لابن أبي حاتم (4/ 26).

حَنْبَلٍ وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَنَّ ابْنَ عُلَيَّةَ يَذْكُرُ حَدِيثَ ابْنِ جُرَيْجٍ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ". قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَلَقِيتُ الزُّهْرِيَّ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَأَثْنَى عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى. فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ لَهُ كُتُبٌ مُدَوَّنَةٌ (¬1)، وَلَيْسَ هَذَا فِي كُتُبِهِ. يَعْنِي حِكَايَةَ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬2). [3981] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ (¬3) يَقُولُ فِي حَدِيثِ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" الَّذِي يَرْوِيهِ ابْنُ جُرَيْجٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عُلَيَّةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُهُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ يَقُولُ هَذَا إِلَّا ابْنُ عُلَيَّةَ، وَإِنَّمَا عَرَضَ ابْنُ عُلَيَّةَ كُتُبَ ابْنِ جُرَيْجٍ عَلَى عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، فَأَصْلَحَهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِيَحْيَى: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ عَبْدَ الْمَجِيدِ (¬4) هَكَذَا، فَقَالَ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَكِنْ لَمْ يَبْذُلْ (¬5) نَفْسَهُ لِلْحَدِيثِ (¬6). [3982] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصفَّى، ثنا بَقِيَّةُ (¬7)، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "مروية"، والمثبت من أصلي الرواية. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 331). (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 86). (¬4) في النسخ ونسخة تشستربتي من المختصر: "عبد العزيز"، والمثبت من أصل الرواية ومطبوعة المختصر (4/ 104). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 271). (¬5) في النسخ: "تبذل"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 331). (¬7) من قوله: "ثنا أبو عبد الله" إلى هنا ليس في (م).

قَالَ: قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ مَكْحُولًا يَأْتِينَا وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى لَأَحْفَظُ (¬1) الرَّجُلَيْنِ (¬2). سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى ثِقَةٌ، قَدِ احْتَجَّ [بِهِ] (¬3) مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ، وَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، فَوَجَبَ قَوْلُهُ، كَيْفَ وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ: [3983] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا (¬4): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُعَلًّى وَابْنُ (¬5) أَبِي مَرْيَمَ، قَالَا (¬6): ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، أنا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ وَلِيٌّ أَوِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ (¬7) مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ" (¬8). لَفْظُ ابْنِ يُوسُفَ. [3984] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ (¬9) قَعْنَبٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (م): "لا أحفظ". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 331). (¬3) قوله: "به" ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬4) في النسخ: "قال"، والمثبت الجادة. (¬5) في النسخ: "معلى بن"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 86). (¬6) في النسخ: "قال"، والمثبت من السابق. (¬7) قوله: "ولي" ليس في (م). (¬8) أخرجه أحمد في المسند (11/ 5894) من طريق ابن لهيعة. (¬9) في (م): "ثنا".

جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ - ثَلَاثًا - فَإِنْ وَطِئَهَا فَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْهَا، فَإِنْ تَشَاجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ" (¬1). [3985] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ" (¬2). وَلَهُ شَاهِدٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [3986] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّارُ (¬3)، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، ثنا بَكْرُ بْنُ الشَّرُودِ الصَّنْعَانِيُّ (¬4)، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَت: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬5). تَفَرَّدَ بِهِ بَكْرُ بْنُ الشَّرُودِ عَنِ الثَّوْرِيِّ. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 427) عن القعنبي. (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 176) من طريق هشيم. (¬3) وكذا في الإرشاد للخليلي (3/ 838)، وفي مختصر تاريخ نيسابور (ص 63)، والأنساب لابن السمعاني (5/ 120) وكثير من أسانيد المؤلف: "البزاز". (¬4) في النسخ: "الصغاني"، والمثبت هو الصواب كما في المختصر. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (4/ 1087). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 435) من طريق بكر بن الشرود.

[3987] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو (¬1) عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو يَعْلَى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثنا مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ عُبْدُوسِ بْنِ مَحْفُوظٍ الْفَقِيهُ الْجَنْزَرُوذِيُّ (¬2)، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ، ثنا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُنْكِحُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، وَلَا تُنْكِحُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا، إِنَّ الَّتِي تُنْكِحُ نَفْسَهَا هِيَ الْبَغِيَّةُ". وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ (¬3): "الْبَغِيُّ". قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "هِيَ (¬4) الزَّانِيَةُ" (¬5). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. وَفِي رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَحْفُوظِيِّ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، وَلَا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا، إِنَّ الْبَغِيَّةَ الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا". قَالَ الْحَسَنُ: وَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ رِوَايَةِ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ عَن هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، فَقَالَ: ثِقَةٌ. فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ شَيْخٌ عِنْدَنَا يَرْفَعُهُ عَنْ مَخْلَدٍ. تَابَعَهُ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ (¬6) عَنْ ¬

_ (¬1) ضرب ناسخ (ع) عليها، والصواب إثباتها. (¬2) في (ع): "الجررودي"، وفي (م): "الجروردي" بدون نقط، وهو خطأ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر السنن الكبير (2/ 340)، (20/ 550). (¬3) في (ع) تقرأ: "أبو هو"، وفي (م): "أبو" وبيض بعدها، والمثبت من السنن الكبير. (¬4) في (م): "هما". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 326) من طريق مسلم بن عبد الرحمن الجرمي. (¬6) في النسخ: "العقلي"، والمثبت من المختصر ومصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (26/ 387).

هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ مَرْفُوعًا (¬1)، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُمَا فِي السُّنَنِ (¬2). وَكذَلِكَ رَفَعَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُوسَى وَغَيْرُهُ (¬3): [3988] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي غَرَائِبِ الشُّيُوخِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْرَةَ الصَّفَّارُ (¬4) بِمَرْوَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُلَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالُوا: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْخُوَارَزْمِيُّ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ وَكَانَ قَاضِيًا بِخُوَارَزْمَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬5). [3988 م] قال: وَحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا هَدِيَّةُ (¬6) بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ (¬7). وَرُوِيَ عَنْ أَبِي عَامِرٍ (¬8) الْخَزَّازِ (¬9)، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مَرْفُوعًا (¬10). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 325). (¬2) السنن الكبير (14/ 98) (13750، 13751). (¬3) في (ع): "وغير". (¬4) كذا في النسخ، وصوابه: "الصغاني"، كما في مصادر ترجمته. انظر الأنساب لابن السمعاني (8/ 70)، وتكملة الإكمال لابن نقطة (3/ 248). (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 399) من طريق أحمد بن يوسف. (¬6) في (ع) إلى: "هدبة". (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 572) وتصحف فيه: "هدية" إلى "هدبة". (¬8) في (م): "عمران". (¬9) في النسخ: "الخراز"، والمثبت من المختصر، وهو صالح بن رستم الخزاز. انظر تهذيب الكمال (13/ 47). (¬10) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (3/ 415).

[3989] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ وَسَعِيدٌ، عَنِ (¬1) ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: جَمَعَتِ الطَّرِيقُ رُفْقَةً فِيهِمُ امْرَأَةٌ ثَيِّبٌ، فَوَلَّتْ رَجُلًا مِنْهُمْ أَمْرَهَا، فَزَوَّجَهَا رَجُلًا، فَجَلَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - النَّاكِحَ وَالْمُنْكِحَ وَرَدَّ نِكَاحَهَا (¬2). [3990] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: جَمَعَ الطَّرِيقُ (¬3) رَكْبًا، وَقَالَ: فَجَعَلَتْ أَمْرَهَا بِيَدِ رَجُلٍ، وَقَالَ: وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا (¬4). وَرَوَاهُ الزَّعْفَرَانِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ فِي الْقَدِيمِ، فَقَالَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَهُوَ أَصَحُّ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ذَكَرْنَاهُ (¬5) فِي السُّنَنِ (¬6). [3991] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - رَدَّ نِكَاحَ امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ وَلِيٍّ (¬7). [3992] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو ¬

_ (¬1) قوله: "عن" ليس في (م). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 34). (¬3) في (ع): "الطرق". (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 611). (¬5) في (م): "ذكرنا". (¬6) السنن الكبير للمؤلف (14/ 101). (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 34).

سَعِيدِ بْنُ نَصْرٍ (¬1)، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: أَيُّمَا امْرَأَةٍ لَمْ يُنْكِحْهَا الْوَلِيُّ أَوِ الْوُلَاةُ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ (¬2). وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -: [3993] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ كَانَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا تُنْكَحُ (¬3) الْمَرْأَةُ إِلَّا بِإِذْنِ وَلِيِّهَا، أَوْ ذِي الرَّأْيِ مِنْ أَهْلِهَا، أَوِ السُّلْطَانِ (¬4). وَرُوِّينَاهُ مَوْصُولًا عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُمَرَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬5). [3994] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ (¬6) أَبِي رَافِعٍ (¬7)، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ: لا ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وأظنه: "أبو سعيد ابن الأعرابي"؛ فهو راوية سعدان بن نصر، ولعل سبق نظر وقع للناسخ فصحف اسمه، والله أعلم، ووضع ناسخ (ع) فوق قوله: "سعدان" خطًّا يستشكلها. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 101) عن سعدان برواية الصفار عنه. (¬3) في النسخ: "ينكح"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 610). (¬5) السنن الكبير للمؤلف (14/ 102). (¬6) في النسخ: "بن"، والمثبت من المختصر. (¬7) وكذا في المختصر، وفي السنن الكبير للمؤلف (14/ 104) قال: "ورويناه عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي"، وكلاهما من الرواة عن علي، أما أبو رافع فهو الصائغ. وأما عبيد الله بن أبي رافع فكان كاتبا لعلي - رضي الله عنه -. انظر تهذيب الكمال (19/ 34)، (30/ 14).

يَجُوزُ نِكَاحٌ إِلَّا بِوَلِيٍّ أَوْ إِذْنِهِ، وَلَا يَجُوزُ إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ كَمَا أَمَرَكُمُ (¬1) اللَّهُ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الضَّحَّاكُ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الْوَلِيِّ (¬3). [3995] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬4) ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ مُقَرِّنٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيٍّ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، لَا نِكَاحَ إِلَّا بِإِذْنِ وَلِيٍّ (¬5). هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَعَلَيْهِ الِاعْتِمَادُ. [3996] أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ وَشُرَيْحٌ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ (¬6). وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ فِي النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَضْرِبُ فِيهِ. [3997] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: ¬

_ (¬1) في النسخ: "أنكم"، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 36) من طريق الحارث عن علي. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 328) من طريق الضحاك. (¬4) في النسخ: "أحمد بن المجيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر تاريخ الإسلام (6/ 273). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 422) عن سفيان بنحوه. (¬6) أخرجه وكيع في أخبار القضاة (2/ 249) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني.

[نَا] (¬1) عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬2)، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَذَكَرَهُ (¬3). [3998] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ (¬4)، عَنْ سعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ مُرْشِدٍ، وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ (¬5). [3999] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مَخْلَدُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سَوْرَةُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} (¬6)، قَالَ: الَّذِي فَرَضَ (¬7) عَلَيْهِمْ أَنْ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْنِ وَمَهْرٍ (¬8). قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ عَنْ شَيْبَانَ غَيْرُ سَوْرَةَ بْنِ الْحَكَمِ، وَسَوْرَةُ صَدُوقٌ. ¬

_ (¬1) قوله: "نا" ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬2) مصنف ابن أبي شيبة (9/ 35). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق/ 226 أ). (¬4) في النسخ: "خثم"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. وهو: عبد الله بن عثمان بن خثيم. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 279). (¬5) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 611). (¬6) سورة الأحزاب (آية: 50). (¬7) في (ع): "فوض"، والمثبت من المختصر. (¬8) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (12/ 245) من طريق مخلد بن حفص، وتصحف فيه "مخلد" إلى: "محمد".

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ مِنْ قَوْلِهِ (¬1)، وَرُوِيَ عَنْهُ مَرْفوعًا كَمَا: [4000] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ مَرَّةً: "إِنَّ الْبَغَايَا اللَّاتِي يُنْكِحْنَ أَنْفُسَهُنَّ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ" (¬2). [4001] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا (¬3) تُنْكِحُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، وَإِنَّ الْبَغِيَّ تُنْكِحُ نَفْسَهَا (¬4). [4002] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ الْأَدَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ الدُّولَابِيُّ (¬5)، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الَّتِي تُنْكِحُ نَفْسَهَا هِيَ الزَّانِيَةُ (¬6). [4003] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبري في التفسير (19/ 137) من طريق سعيد. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 572) عن يوسف بن حماد. (¬3) في النسخ: "ولا"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 51). (¬5) في النسخ: "الأولادي"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 388). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 326).

تَمْتَامٌ، ثنا شُجَاعٌ، ثنا عَبَّادٌ - هُوَ ابْنُ الْعَوَّامِ - عَنْ هِشَامٍ - وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا هِيَ الزَّانِيَةُ (¬1). وَهَذَا إِخْبَارٌ مِنْهُ (¬2) عَنْ مَذْهَبِ الصَّحَابَةِ فِيهِ. [4004] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أَنَا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ تُخْطَبُ الْمَرْأَةُ مِنْ أَهْلِهَا فَتَشْهَدُ، فَإِذَا بَقِيَتْ (¬3) عُقْدَةُ النِّكَاحِ قَالَتْ لِبَعْضِ أَهْلِهَا: زَوِّجْ؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ لَا تَلِي عُقْدَةَ (¬4) النِّكَاحِ (¬5). [4005] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ (ح) قال: وَأَخْبَرَنِي (¬6) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (¬7)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَنْبَسَةُ، جَمِيعًا عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ - وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عَنْبَسَةَ - قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَتْهُ أَنَّ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 325) من طريق هشام. (¬2) قوله: "منه" ليس في (م). (¬3) في (ع): "بقت". (¬4) في (ع): "عقد". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 50). (¬6) في (م): "وقال أخبرني". (¬7) في (م): "يوسف بن أبي موسى".

النِّكَاحَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ؛ فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ، يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيدَتَهُ فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا: أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ اسْتَبْضِعِي (¬1) مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا، وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا حَتَّى يَتبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِنْ أَحَبَّ، وَإِنَّمَا يَصْنَعُ (¬2) ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الْوَلَدِ، فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الِاسْتِبْضَاعِ. وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ دُونَ الْعَشَرَةِ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ كُلُّهُمْ يُصِيبُها، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ وَمَرَّ لَيَالِي (¬3) بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ (¬4) حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، فَتَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ، وَقَدْ وَلَدْتُ، وَهَذَا ابْنُكَ يَا فُلَانُ، فَتُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ (¬5) مِنْهُمْ بِاسْمِهِ، فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا. وَالنِّكَاحُ يَجْتَمِعُ (¬6) النَّاسُ الْكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ (¬7) عَلَى الْمَرْأَةِ لَا تَمْتَنِعُ (¬8) مِمَّنْ جَامَعَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا، يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُنَّ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا حَمَلَتْ فَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لَهُمُ الْقَافَةَ (¬9)، ¬

_ (¬1) الاستبضاع: صيغة استفعال من البُضْع؛ الجِماع. (¬2) في النسخ: "يضع"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 99). (¬3) وكذا في السنن، والجادة: "ليال". (¬4) في (ع): "يمنع". (¬5) في (ع): "أحب". (¬6) في النسخ: "بجميع"، والمثبت من السابق. (¬7) قوله: "فيدخلون" ليس في (م). (¬8) في (ع): "تمنع". (¬9) القافة: جمع القائِف، وهو الذي يَتَتَبَّع الآثارَ ويَعْرِفُها، ويَعْرِف شَبَه الرجُل بأخيه وأبيه.

ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا الَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَهُ (¬1) وَدُعِيَ (¬2) أَنَّهُ ابْنُهُ لَا يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ. فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - هَدَمَ نِكَاحَ الْجَاهِلِيَّةِ، إِلَّا نِكَاحَ الْإِسْلَامِ الْيَوْمَ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَنْبَسَةَ. قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ (¬4). [4006] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ - ثنا الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَوَلَّتْ مَيْمُونَةُ أَمْرَهَا أُخْتَهَا أُمَّ الْفَضْلِ امْرَأَةَ الْعَبَّاسِ، فَأَنْكَحَهَا الْعَبَّاسُ، وَقَالَ الْعَبَّاسُ: لَا تَلِي الْمَرْأَةُ عَقْدَ النِّكَاحِ (¬5). مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيُّ مَتْرُوكٌ. [4007] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عُمَرُ (¬6) بْنُ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ بِجُرْجَانَ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالُوا: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا ¬

_ (¬1) أي التصق به. (¬2) في النسخ: "قالت وادعى"، والمثبت من السابق. (¬3) في السنن الكبير: "إلا نكاح أهل الإسلام اليوم". (¬4) صحيح البخاري (7/ 15). (¬5) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 301) من وجه آخر عن ابن عباس. (¬6) كذا في النسخ: "عمر"، وصوابه: "عمران"، وهو ابن موسى بن مجاشع، محدث جرجان، انظر تاريخ الإسلام (7/ 91).

بِوَلِيٍّ" (¬1). [4008] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، أنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ (¬2). قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كِلَاهُمَا عَنِ الْحَجَّاجِ، زَادَ مُعَمَّرٌ: "وَالسُّلْطَانُ وَليُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ" (¬3). [4009] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ النَّهَّاسِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -] (¬4): "الْبَغَايَا اللَّاتِي يُزَوِّجْنَ أَنْفُسَهُنَّ بِغَيْرِ وَليٍّ، وَلَا يَجُوزُ نِكَاحٌ إِلَّا بِوَليٍّ وَشَاهِدَيْنِ وَمَهْرٍ مَا؛ قَلَّ أَوْ كَثُرَ (¬5) ". [4010] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا يَحْيَى بْنُ يُونُسَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ [أَبِي] (¬6) أُوَيْسٍ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ (¬7)، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: كَانَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَائِنَا (¬8) الَّذِينَ يُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ، مِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 289) من طريق أبي كريب. (¬2) المصدر السابق (3/ 78). (¬3) أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (8/ 309) من طريق معمر. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 517)، (10/ 234). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المدخل إلى السنن الكبرى (ص 165). (¬7) في النسخ: "ثنا أبو الزناد"، والمثبت من السابق. (¬8) في النسخ: "فقهاء"، والمثبت من المختصر.

مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ جِلَّةٍ سِوَاهُمْ مِنْ نُظَرَائِهِمْ (¬1) أَهْلِ فِقْهٍ وَفَضْلٍ، كَانُوا يَقُولُونَ: لَا تَعْقِدُ (¬2) امْرَأَةٌ عَقْدَ نِكَاحٍ فِي نَفْسِهَا وَلَا فِي غَيْرِهَا (¬3). [4011] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: نَكَحَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ - يُقَالُ: ابْنَةُ أَبِي ثُمَامَةَ - عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُضَرِّسٍ، فَكَتَبَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْعُتْوَارِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رحمه الله - إِذْ هُوَ (¬4) وَالِي الْمَدِينَةِ: إِنِّي وَلِيُّهَا وَإِنَّهَا نَكَحَتْ بِغَيْرِ أَمْرِي. فَرَدَّهُ عُمَرُ، وَقَدْ أَصَابَهَا. قَالَ (¬5): فَأَيُّ امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَلَا نِكَاحَ لَهَا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ" وَإِنْ أَصَابَهَا فَلَهَا صَدَاقُ مِثْلِهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، بِمَا قَضَى لَهَا بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - (¬6). [4012] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، ¬

_ (¬1) في (ع): "نظرائم"، وفي (م): "نظر"، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "تعتقد"، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 256) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن سليمان بن يسار. (¬4) في (م): "اذهبوا". (¬5) القائل هو: الشافعي. (¬6) الأم للشافعي (6/ 34).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا فِي صُمَاتِهَا" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن الْفَضْلِ (¬2): "الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا" (¬3). وَرَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "لَيْسَ لِلْوَلِيِّ مَعَ الثَّيِّبِ أَمْرٌ" (¬4). وَكُلُّ ذَلِكَ مُخَرَّجٌ بَعْدَ هَذَا، وَإِنَّمَا جَعَلَهَا (¬5) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أحَقَّ بِنَفْسِهَا فِي الْإِذْنِ حَتَّى لَا تُكْرَهَ عَلَى النِّكَاحِ، وَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِلْبِكْرِ. [4013] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ قَائِلٌ (¬6) ابْنُ جُرَيْجٍ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي (¬7) أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَر وَاللَّفْظُ لَهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (6/ 372). (¬2) في (ع): "عن عبد الله المفضل". (¬3) صحيح مسلم (4/ 141). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 145). (¬5) في النسخ: "جعل"، والمثبت من المختصر. (¬6) كذا. (¬7) قوله: "قال وأخبرني" مكانه بياض في (ع).

[أَبِي] مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، [عَنْ عَائِشَةَ] (¬1) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضُعِهِنَّ (¬2) ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُنَّ يَسْتَحْيِينَ (¬3). قَالَ: "الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَسُكَاتُهَا إِقْرَارُهَا" (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5). وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ وَرَدَ فِي الْإِذْنِ، وَالْمُزَوِّجُ هُوَ الْوَلِيُّ. [4014] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّجَّارِيُّ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عن هُزَيْلٍ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - أَجَازَ نِكَاحَ الْخَالِ (¬6) (¬7). [4015] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (م): "بضعهن". و"أبضع" جمع "بُضْع"، وهو الفَرْج، وفي أغلب المصادر: "أبضاعهن" على الجمع كذلك، ويجوز كسر الهمزة: "إبضاعهن" على المصدر، من أبضعت المرأة إبضاعًا إذا زوجتها. (¬3) في النسخ: "تستحيين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 46). (¬5) صحيح مسلم (4/ 140). (¬6) كتب في حاشية (م): "أجاز نكاح الخال علي - رضي الله عنه -". (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 197) عن سفيان.

قَالَ: كَانَ فِينَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: بَحْرِيَّةُ، زَوَّجَتْهَا أُمُّهَا، وَأَبُوهَا غَائِبٌ (¬1)، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فَأَجَازَ ذَلِكَ (¬2). [4016] قال: وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، أَنَّ عَلِيًّا قَضَى بِذَلِكَ. [4017] قال: وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، سَمِعَا أَبَا قَيْسٍ يُحَدِّثُ عَنِ الْهُزَيْلِ، أَنَّ عَلِيًّا قَضَى بِذَلِكَ (¬3). وَقَدْ (¬4) رُوِّينَا عَن عَلِيٍّ (¬5) - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ. وَهَذَا إِنْ صَحَّ فكَأَنَّ السُّلْطَانَ زَوَّجَهَا بِمَسْأَلَةِ الْكِتَابِ وَأَبُوهَا غَائِبٌ، وَذَلِكَ جَائِزٌ عِنْدَنَا. [4018] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثَنَا مُعَلًّى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬6) بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا كَانَ الْوَلِيُّ مُضَارًّا فَوَلَّتْ رَجُلًا فَأَنْكَحَهَا؛ فَنِكَاحُهَا جَائِزٌ (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "زوجها أمها وأبو غائب"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) كتب في حاشية (م) ظهر منه: "تزويج الأم ابنتها وكان زوجها غائب وجاء فأنكر وعلي - رضي الله عنه - أجاز النكاح". (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 504). (¬4) في (ع): "قد". (¬5) قوله: "علي" ليس في (ع). (¬6) في النسخ والمختصر: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 504).

ابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. [4019] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا زَوَّجَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ غَائِبٌ بِالشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: مِثْلِي يُصْنَعُ هَذَا بِهِ وَيُفْتَاتُ عَلَيْهِ (¬1)! فَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ الْمُنْذِرُ: فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا كُنْتُ لِأَرُدَّ أَمْرًا قَضَيْتِهِ. فَقَرَّتْ حَفْصَةُ عِنْدَ الْمُنْذِرِ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلَاقًا (¬2). * * * ¬

_ (¬1) افتات: افْتَعل، من الفَوَات: السَّبق، يقال لكل من أحْدَث شيئًا في أمرك دُونَك: قَدِ افتات عليك فيه، أي: فاتك به، وفلان لا يفتات عليه؛ أي: لا يعمل شيء دون أمره. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 154/ ب).

مسألة (427): وللأب أن يزوج ابنته البالغ دون رضاها إذا كانت بكرا، كما له ذلك إذا كانت صغيرة، وليس له ذلك إذا كانت ثيبا؛ صغيرة كانت أو بالغا

مَسْأَلَةٌ (427): وَلِلْأَبِ أَنْ يُزَوِّجَ ابْنَتَهُ الْبَالِغَ (¬1) دُونَ رِضَاهَا إِذَا كَانَتْ بِكْرًا، كَمَا (¬2) لَهُ ذَلِكَ إِذَا كَانَتْ صَغِيرَةً، وَلَيْسَ لَهُ ذَلِكَ إِذَا كَانَتْ ثَيِّبًا (¬3)؛ صَغِيرَةً كَانَتْ أَوْ بَالِغًا (¬4) (¬5). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ إِذَا كَانَتْ بِكْرًا بَالِغَةً، وَلَهُ (¬6) ذَلِكَ إِذَا كَانَتْ ثَيِّبًا صَغِيرَةً (¬7). عِنْدَنَا الِاعْتِبَارُ فِيهِ بِالْبَكَارَةِ وَالتَّثْيِيبِ (¬8)، وَعِنْدَهُ الِاعْتِبَارُ بِالصِّغَرِ وَالْبُلُوغِ. [4020] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (¬9)، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ (ح) ¬

_ (¬1) في (م): "البالغة". (¬2) في (م): "فما". (¬3) في (م): "ثيبة". (¬4) في (م): "بالغة". (¬5) انظر: الأم (8/ 369)، ومختصر المزني (ص 220)، والمجموع (17/ 261). (¬6) في (م): "وبه". (¬7) انظر: المبسوط (5/ 2)، وبدائع الصنائع (2/ 241)، والهداية في شرح البداية (1/ 191). (¬8) في النسخ: "والثيب"، والمثبت من المختصر، ووقع في بعض نسخه: "الثيوبة". (¬9) الجامع لابن وهب (ص 135).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: حَدَّثَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا"؟ قَالَ: نَعَمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [4021] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو حُمَيْدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زُرَارَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سعِيدٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا [أَبُو] (¬3) عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا؛ سُكُوتُهَا". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ. وَحَدِيثُ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: "الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ (¬4) يَسْتَأْذِنُهَا أَبُوهَا فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا فِي صُمَاتِهَا". وَرُبَّمَا قَالَ: "وَصُمَاتُهَا إِقْرَارُهَا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) في (ع): "زبير". (¬2) صحيح مسلم (4/ 141). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن (10/ 43). (¬4) من قوله: "تستأذن وإذنها" إلى هنا ليس في (م). (¬5) في النسخ: "وعن ابن عمر أبي عمر"، والمثبت من السابق. (¬6) صحيح مسلم (4/ 141).

[4022] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ - رحمه الله -: "أَبُوهَا" لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ (¬1). [4023] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ (¬2) الْقُرَشِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَيْسَ لِلْوَليِّ مَعَ الثَّيِّبِ أَمْرٌ، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا" (¬3). [4024] أخبرنا الْحُسَيْنُ (¬4) بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬5)، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَيْسَ لِلْوَلِيِّ مَعَ الثَّيِّبِ أَمْرٌ، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا" (¬6). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. فِي هَذَا الْخَبَرِ وَمَا بَعْدَهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْبِكْرِ الَّتِي تُسْتَأْذَنُ: الْيَتِيمَةُ يُزَوِّجُهَا غَيْرُ الْأَبِ وَالْجَدِّ بَعْدَ بُلُوغِهَا بِإِذْنِهَا، وَيَقْنَعُ مِنْهَا بِالسُّكُوتِ حِينَئِذٍ فِي الْإِذْنِ فِي ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 243). (¬2) قوله: "ابن أنس" ليس في (م). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 348) من طريق عبد الله بن المبارك. (¬4) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد للمؤلف. وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (9/ 57). (¬5) مصنف عبد الرزاق (6/ 145). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 243).

[4025] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تُنْكَحُ الثَّيِّبُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ". قِيلَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، كَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: "إِذَا سَكَتَتْ (¬1) فَهُوَ رِضَاهَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ (¬2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) الْقَوَارِيرِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ هِشَامٍ (¬5). وَالْمُرَادُ فِيهِ بِالْبِكْرِ الْيَتِيمَةُ؛ بِدَلِيلِ رِوَايَةِ (¬6) مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ (¬7) أَبِي سَلَمَةَ، عَلَى غَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ: [4026] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الصَّغَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَهُوَ إِذْنُهَا، وَإِنْ أَبَتْ فَلَا جَوَازَ عَلَيهَا" (¬8). ¬

_ (¬1) في النسخ: "سكت"، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن والآثار (10/ 49). (¬2) تقرأ في النسخ: "سلم"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬3) صحيح البخاري (9/ 25). (¬4) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من صحيح مسلم. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 130). (¬5) صحيح مسلم (4/ 140). (¬6) في النسخ: "روايته"، والمثبت من المختصر. (¬7) في النسخ: "وعن"، والمثبت من السابق. (¬8) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (19/ 99) من طريق أحمد بن محمد بن زياد.

[4027] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ (¬1)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَقَدْ أَذِنَتْ، وَإِنْ كَرِهَتْ لَمْ تُكْرَهْ" (¬2). [4028] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ (¬3)، أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتِ (¬4) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ نِكَاحَهَا (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالِكٍ (¬6). [4029] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: آمَتْ (¬7) خَنْسَاءُ بِنْتُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "حبيب" والمثبت من مصادر ترجمته، وانظر تاريخ بغداد 2/ 126. (¬2) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4494) من طريق يونس بن أبي إسحاق. (¬3) في النسخ: "خناء بنت حزام"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمتها في تهذيب الكمال (35/ 162). (¬4) في (ع): "فأتيت". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 431). (¬6) صحيح البخاري (7/ 18). (¬7) في (م): "أتيت".

خِذَامِ (¬1)، فَزَوَّجَهَا أَبُوها وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: زَوَّجَنِي أَبِي وَأَنَا كَارِهَةٌ، وَقَدْ مَلَكْتُ (¬2) أَمْرِي، وَلَمْ يُشْعِرْنِي؟ فَقَالَ: "لَا نِكَاحَ لَهُ، فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ". فَنَكَحَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ (¬3). [4030] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ (¬4)، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "تُسْتَأْمَرُ النِّسَاءُ فِي أَبْضَاعِهِنَّ". فَقِيلَ: إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحْيِي. قَالَ: "إِذْنُهَا سُكُوتُهَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬6). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَقَالَ فِيهِ: "تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ" (¬7). [4031] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا ابْنَةُ سَبْعٍ، وَبَنَى بِي وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعٍ، وَكُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ، وَكُنَّ جَوَارِي يَأْتِينَنِي (¬8)، فَإِذَا أُرِينَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "خناء بنت حزام"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 125). (¬2) في النسخ: "أملكت"، والمثبت من السابق. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 147) عن سفيان. (¬4) في (ع): "ابن مليكة". (¬5) صحيح البخاري (9/ 26). (¬6) صحيح مسلم (4/ 140). (¬7) أخرجه البخاري في الصحيح (9/ 21) بلفظ: "البكر تستأمر"، وقد تقدم أن المراد بالبكر اليتيمة. (¬8) في النسخ: "جاري يأتيني"، والمثبت من أصل الرواية ومعرفة السنن والآثار (10/ 41).

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَقَمَّعْنَ (¬1) مِنْهُ، فَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُسَرِّبُهُنَّ (¬2) إِلَيَّ (¬3). أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَوْ كَانَتْ إِذَا (¬5) بَلَغَتْ أَحَقَّ بِنَفْسِهَا أَشْبَهَ أَنْ لَا يَجُوزَ ذَلِكَ عَلَيْهَا قَبْلَ بُلُوغِهَا (¬6). كَمَا قُلْنَا فِي الْمَوْلُودِ يُقْتَلُ أَبُوهُ؛ يُحْبَسُ (¬7) قَاتِلُهُ حَتَّى يَبْلُغَ، فَيُقِيدُ (¬8) أَوْ يَعْفُو (¬9). [4032] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ". [4033] قال إِبْرَاهِيمُ: ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ (¬10). ¬

_ (¬1) قوله: "يتقمعن" مكانه بياض في (م). ومعنى "يتقمعن": يَتغيبنَ ويدخلنَ في بيت أو من وراء ستر. (¬2) أي يرسلهن إليّ. (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 141). (¬4) صحيح البخاري (8/ 31)، وصحيح مسلم (7/ 135). (¬5) في النسخ: "إذ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) الأم (6/ 45). (¬7) في (م): "ويحبس". (¬8) القَوَد: القِصاص. (¬9) كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 142). (¬10) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 318).

[4034] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (¬1)، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ (¬2)، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلَاثٌ يَا عَلِيُّ لَا تُؤَخِّرْهُنَّ: الصَّلَاةُ إِذَا أَتَتْ، وَالْجِنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالأَيِّمُ إِذَا وَجَدَتْ كُفُؤًا" (¬3). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4035] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَا: ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ (¬4)، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ¬

_ (¬1) رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه عن هارون، ثم أخذه عبد الله بعلو عن هارون، فشارك عبد الله أباه في شيخه. انظر مسند أحمد (1/ 238). (¬2) جوده المؤلف في السنن الصغير (2/ 455): "الجهني"، وقال: "وقع في كتاب شيخنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وهو خطأ"، وكذا خطأه الحافظ ابن حجر في الإتحاف (11/ 586). وقد أورد ابن حبان هذا الحديث في المجروحين في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي (1/ 406) أيضا، وقال: "حدثناه ابن خزيمة، ثنا محمد بن يحيى، ثنا هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أن محمد بن عمر" به، فتعقبه الدارقطني في تعليقاته (ص 108): "ليس من حديث سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، إنما رواه ابن وهب عن شيخ مجهول يقال له: سعيد بن عبد الله الجهني، والوهم فيه عندي من أبي حاتم لا من ابن خزيمة". وقد رواه الترمذي في السنن (2/ 548)، وابن ماجه في السنن (2/ 163)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 177) على الجادة. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 317). (¬4) في النسخ: "المروزي"، وكذا تصحف في تهذيب الكمال (6/ 471)، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر الأنساب لابن السمعاني (11/ 255).

جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). يُقَالُ: إِنَّ هَذَا الْخَبَرَ فِي الْأَصْلِ مُرْسَلٌ، وَكُلُّ مَنْ ذَكَرَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَدْ وَهِمَ، قَالُوا: هَذَا مِمَّا أَخْطَأَ فِيهِ جَرِيرٌ عَلَى أَيُّوبَ، وَالْمَحْفُوظُ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا. [4036] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِهَذَا الْحَدِيثِ، لَمْ يَذْكُرِ ابْنَ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَكَذَا رَوَاهُ النَّاسُ مُرْسَلًا مَعْرُوفًا (¬2). وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْصُولًا: [4037] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا خَالِي - يَعْنِي أَبَا عَوَانَةَ - أَخْبَرَنِي الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ الصَّنْعَانِيُّ (¬3)، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّمَارِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَدَّ نِكَاحَ بِكْرٍ وَثَيِّبٍ أَنْكَحَهُمَا أَبُوهُمَا وَهُمَا كَارِهَتَانِ (¬4). [4038] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ - رحمه الله - قَالَ: هَذَا وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ: عَنْ يَحْيَى، عَنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 436) من طريق حسين بن محمد. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 243). (¬3) في (ح): "الصغاني". (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/ 241) من طريق المسلم بن محمد.

الْمُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ، مُرْسَلٌ، [وَهِمَ] فِيهِ (¬1) الذِّمَارِيُّ عَلَى (¬2) الثَّوْرِيِّ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ مُتَّصِلٍ (¬3) (¬4). [4039] حدثنا (¬5) إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْقُومَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ سَوَاءً (¬6). وَهُوَ فِي جَامِعِ الثَّوْرِيِّ كَمَا ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مُرْسَلًا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامٍ. [4040] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الْهَرَوِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَّقَ بَيْنَ امْرَأَةٍ بِكْرٍ وَبَيْنَ زَوْجِهَا، أَنْكَحَهَا أَبُوهَا بِغَيْرِ إِذْنِهَا. قَالَ: وَحُدِّثْتُ (¬7) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "مرسل وفيه"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير للمؤلف (14/ 118). (¬2) في (م): "عن". (¬3) قوله: "متصل" ليس في أصل الرواية ولا في السنن الكبير (14/ 118) ولا في معرفة السنن (10/ 47)، ولا فيمن تكلم فيه الدارقطني في السنن لابن زريق (ص 220)، وليست في النسخة (أ) من المختصر (4/ 116)، فلعلها من كلام المؤلف، والله أعلم. (¬4) سنن الدارقطني (4/ 339). (¬5) القائل هو: الدارقطني. (¬6) المصدر السابق (4/ 339). (¬7) في النسخ: "وحدث"، والمثبت من أصل الرواية.

يُنْكِحَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِهِ جَلَسَ عِنْدَ خِدْرِهَا (¬1) وَقَالَ: "إِنَّ فُلَانًا يَذْكُرُ فُلَانَةَ" (¬2). هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ بِإِرْسَالِهِ. [4041] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا زَوَّجَ ابْنَتَهُ وَهِيَ بِكْرٌ مِنْ غَيْرِ أَمْرِهَا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ففَرَّقَ بَيْنَهُمَا (¬3). [4042] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا أَبُو الْفَضْل الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّوريُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، قَالَ: إِنَّ جَارِيَةً بِكْرًا زَوَّجَهَا أَبُوهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَرَدَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - النِّكَاحَ (¬4). يُقَالُ: إِنَّ هَذَا وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلٌ. كَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْإِمَامُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَغَيْرُهُمَا عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬5). [4043] أخبرني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ ¬

_ (¬1) الخدر: سِتْر يُمَدُّ للجارية في ناحية البيت. (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 186). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 419) من طريق الحكم بن موسى. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 336) من طريق العباس الدوري. (¬5) المصدر السابق (4/ 336، 337) من طريق ابن المبارك وعيسى بن يونس.

النَّيْسَابُورِيَّ، وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ هَذَا، فَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْهُ الْأَوْزَاعِيُّ مِنْ عَطَاءٍ، وَالْحَدِيثُ فِي الْأَصْلِ مُرْسَلٌ لِعَطَاءٍ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬1). [4044] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: الصَّحِيحُ مُرْسَلٌ، وَقَوْلُ شُعَيْبٍ وَهَمٌ (¬2). [4045] ثنا (¬3) دَعْلَجٌ، ثنا الْخَضِرُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا الْأَثْرَمُ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - رحمه الله - حَدِيثَ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ [عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ] (¬4) مُرْسَلًا، مِثْلُ هَذَا عَنْ جَابِرٍ؟ ! كَالْمُنْكِرِ أَنْ يَكُونَ (¬5). [4046] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ وَأَبُو سعِيدِ (¬6) بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا (¬7): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الثَّوْرِيُّ (¬8)، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 119). (¬2) سنن الدارقطني (4/ 337). (¬3) القائل هو: الدارقطني. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 338). (¬6) في النسخ: "الزيادي سعيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬7) في النسخ: "قال". (¬8) كذا تقرأ في النسخ، وصوابه: "الهروي" كما في الثقات لابن حبان (9/ 78)، ولسان الميزان (7/ 596).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَدَّ نِكَاحَ امْرَأَتَيْنِ أَنْكَحَهُمَا أَبُوهُمَا بِكُرْهٍ مِنْهُمَا: وَاحِدَةٌ بِكْرٌ (¬1)، وَالْأُخْرَى ثَيِّبٌ. [4047] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشدٍ (¬2)، ثنا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا زَوَّجَ ابْنَتَهُ بِكْرًا وَكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ نِكَاحَهَا. قَالَ عَلِيٌّ: لَا يَثْبُتُ هَذَا عَنِ [ابْنِ] (¬3) أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ، وَالصَّوَابُ حَدِيثُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ (¬4). يَعْنِي عَنْ نَافِعٍ، حَدِيثُ ابْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَهُوَ مُخَرَّجٌ بَعْدَ هَذَا، وَارِدٌ فِي الْوَلِيِّ غَيْرِ الْأَبِ وَالْجَدِّ. [4048] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الْقَطِيعِيُّ (¬5)، ثنا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ (¬6) قَالَتْ: أَنْكَحَنِي أَبِي ¬

_ (¬1) قوله: "بكر" ليس في (م). (¬2) هو: محمد بن أحمد بن راشد الثقفي. انظر تاريخ الإسلام (7/ 147). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 342). (¬5) في (ع) والمختصر: "القطعي". (¬6) في (ع): "خناء بنت حزم".

وَأَنَا كَارِهَةٌ، وَأَنَا بِكْرٌ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "لَا تُنْكِحْهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ" (¬1). قَالَ الْإِمَامُ - رحمه الله -: عِنْدِي أَنَّ هَذَا وَهَمٌ مِنْ هَذَا الْقَطِيعِيِّ أَوْ غَيْرِهِ، وَالصَّوَابُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ خَنْسَاءَ، بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ. [4049] أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (¬2)، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ، وَكَرِهَتْ ذَلِكَ؛ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ نِكَاحَهَا. لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ يُوسُفَ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ قَزَعَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ مَالِكٍ. هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 251). (¬2) الجامع لابن وهب (1/ 138). (¬3) صحيح البخاري (9/ 20)، (7/ 18).

مسألة (428): لم يذكرها الإمام

مَسْأَلَةٌ (428): لَمْ يَذْكُرْهَا الْإِمَامُ وَالنِّكَاحُ لَا يَقِفُ عَلَى الْإِجَازَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: إِنَّهُ يَقِفُ عَلَى الْإِجَازَةِ (¬2). فَاسْتَدَلَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِحَدِيثِ خَنْسَاءَ، وَقَالَ: وَفِي (¬3) تَرْكِهِ أَنْ يَقُولَ لِخْنَسَاءَ: إِلَّا أَنْ تَشَائِي أَنْ تُجِيزِي (¬4) مَا فَعَلَهُ أَبُوكِ دَلَالَةٌ أَنَّهَا [لَوْ] (¬5) أَجَازَتْهُ مَا جَازَ. وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ. وَاسْتَدَلَّ أَصْحَابُنَا أَيْضًا بِحَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَنْكِحِ امْرَأَةٌ بِغَيْرِ أَمْرِ وَلِيِّهَا، فَإِنْ نَكَحَتْ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ". وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا أَيْضًا لَهُ. [4050] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ (¬6) الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: ثنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 47)، ومختصر المزني (ص 220)، والحاوي الكبير (9/ 52)، والمجموع (17/ 261 - 266). (¬2) انظر: المبسوط (4/ 196)، (5/ 2)، وبدائع الصنائع (2/ 241)، والهداية في شرح البداية (1/ 191)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 118). (¬3) في (م): "في". (¬4) في (ع): "تجيزني". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬6) في النسخ: "سليمان"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 860).

عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ [اللَّهِ] بْنِ مُحَمَّدِ (¬1) بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا تَزَوَّجَ الْعَبْدُ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ كَانَ عَاهِرًا" (¬2). تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ (¬3). [4051] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، [عَنْ] (¬4) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا نَكَحَ الْعَبْدُ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوْلَاهُ فَنِكَاحُهُ بَاطِلٌ" (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4052] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَمَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَمْهَرَهَا عَنْهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - معَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ (¬6). قَالُوا: كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى قَبُولِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد بن محمد"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (16/ 78). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 383). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 247). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 242). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 357).

قُلْنَا: بَلْ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعَثَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ وَكِيلًا لِقَبُولِ الْعَقْدِ، بِدَلِيلِ مَا: [4053] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَزَوَّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَاقَ عَنْهُ (¬1) أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ (¬2). [4054] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّد بْن مَهْديٍّ الْقُشَيْريُّ، لَفْظُهُمَا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا كَهْمَسٌ الْقَيْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: جَاءَتْ فَتَاةٌ إِلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ لِيَرْفَعَ بِهَا خَسِيسَتَهُ، وَإِنِّي كَرِهْتُ ذَلِكَ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: اقْعُدِي حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فاذْكُرِي ذَلِكَ لَهُ. فَجَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ (¬3) - صلى الله عليه وسلم - فذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهَا، فَلَمَّا جَاءَ أَبُوهَا جَعَلَ أَمْرَهَا إِلَيْهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ جُعِلَ إِلَيْهَا قَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ وَالِدِي، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ هَلْ لِلنِّسَاءِ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَمْ لَا (¬4). هَذَا مُرْسَلٌ؛ ابْنُ بُرَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. ¬

_ (¬1) في (م): "معه". (¬2) السيرة لابن إسحاق (ص 259). (¬3) في (م): "فجاء النبي". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 49) من طريق كهمس.

[4055] أخبرني بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ - رحمه الله -، فَذَكَرَهُ (¬1). ثُمَّ نَقُولُ (¬2): إِنْ ثَبَتَ هَذَا الْحَدِيثُ كَانَ الْعَقْدُ مُنْعَقِدًا، وَلَكِنْ كَانَ لَهَا وِلَايَةُ الْفَسْخِ. * * * ¬

_ (¬1) سنن الدارقطني (4/ 335). (¬2) في النسخ: "يقول"، والمثبت من المختصر.

مسألة (429): ولا يصح النكاح بشهادة فاسقين، ولا شهادة رجل وامرأتين

مَسْأَلَةٌ (429): وَلَا يَصِحُّ النِّكَاحُ بِشَهَادَةِ فَاسِقَيْنِ، وَلَا شَهَادَةِ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: يَصِحُّ (¬2). وَهَذَا خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} (¬3). [4056] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، ثنا سَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى الْأُمَوِيَّ - أنا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ؛ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ" وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬4). [4057] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 57)، ومختصر المزني (ص 221)، والحاوي الكبير (9/ 59)، ونهاية المطلب (12/ 52)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 515)، والمجموع (17/ 296). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 31)، وبدائع الصنائع (2/ 255)، والهداية في شرح البداية (1/ 185)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 99)، والبناية شرح الهداية (5/ 12). (¬3) سورة الطلاق (آية: 2). (¬4) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (2/ 299) من طريق سعيد بن يحيى الأموي.

سَأَلْتُ (¬1) أَبَا عَلِيٍّ فَحَدَّثَنِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّقِّيُّ، ثنا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَجَّاجِ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ، وَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَ لَهُ" (¬2). قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ: أَبُو يُوسُفَ الرَّقِّيُّ هَذَا مِنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ وَمُتْقِنِيهِمْ (¬3). [4058] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ (¬4) بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَذَكَرَهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَليٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ، فَإِنْ تَشَاجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ". قَالَ عَلِيٌّ: تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ مِثْلَهُ، كَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَنُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالُوا فِيهِ: "وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ". ¬

_ (¬1) في (ع): "فسألت". (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 272) من طريق الحاكم به. (¬3) ذكره المزي في تهذيب الكمال (24/ 351). (¬4) في النسخ: "عمرو"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (5/ 1148).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ [أَبِي] (¬1) مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (¬2). [4059] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله -، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّد بْن قُوهِيَارَ، ثنا سُهَيْلُ (¬3) بْنُ عَمَّار بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، ثنا الْيَسَعُ بْنُ سَعْدَانَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي الْجُمَحِيَّ (¬4) - عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ، فَمَنْ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ وَلِيٍّ فَقَدْ بَطَلَ نِكَاحُهُ" (¬5). الصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفٌ، قَدْ أَخْرَجْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ فِي الْمَسْأَلَةِ بَعْدَهَا. [4060] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬6) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬7) بْنِ وَاقِدٍ الْمُؤَدِّبُ (¬8)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) سنن الدارقطني (4/ 323). (¬3) كذا في النسخ، والصواب: "سهل"، هو: أبو يحيى العتكي، من أهل نيسابور. انظر: الثقات لابن حبان (8/ 294)، وتاريخ الإسلام (6/ 340) (¬4) في النسخ: "الجحمي"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (19/ 431). (¬5) أخرجه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (2/ 235) من طريق اليسع بن سعدان. (¬6) في النسخ: "أبو سعيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬7) في النسخ وكذا في أصل الرواية في هذا الموضع: "الحسين"، والمثبت من مصادر ترجمته، وقد روى عنه ابن عدي في الكامل في أكثر من موضع على الصواب، انظر على سبيل المثال (1/ 197) (3/ 293)، وهو: محمد بن أحمد بن الحسن بن واقد، المعروف بميمون السامري. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (2/ 115). (¬8) تقرأ في النسخ: "المؤذن"، والمثبت من أصل الرواية.

إِسْحَاقُ بْنُ هِشَامٍ التَّمَّارُ، ثنا ثَابِتُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ" (¬1). [4061] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَحِلُّ نِكَاحٌ إِلَّا بِوَلِيٍّ، وَصَدَاقٍ، وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ" (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: هَذَا وَإِنْ كَانَ مُنْقَطِعًا دُونَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ بِهِ (¬3)، وَيَقُولُ: الْفَرْقُ بَيْنَ النِّكَاحِ وَالسِّفَاحِ الشُّهُودُ، وَهُوَ ثَابِتٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). ورَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ (¬5) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ". وَابْنُ مُحَرَّرٍ مَتْرُوكٌ. [4062] أخبرناه أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ (¬6)، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ، ثنا قَتَادَةُ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 571). (¬2) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 139). (¬3) قوله: "به" ليس في (م). (¬4) الأم للشافعي (6/ 431). (¬5) في (م): "عن". (¬6) كذا في النسخ، والاسم بهذا التركيب نظن والله أعلم أنه خطأ، والراجح أحد هذين الاحتمالين، أن يكون هو: إسحاق بن الحسن الحربي، حيث أنه رواه عن أبي نعيم كما في فوائد تمام (2/ 182). والاحتمال الآخر أن يكون هو: الحسن بن إسحاق أبو علي المروزي حسنويه، وذلك لروايته عن أبي نعيم ولكون أبي علي الرفاء يروي عنه، والله أعلم.

عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ" (¬1). [4063] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَرَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَليٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ" (¬2) (¬3). [4064] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ، ثنا إِسْحَاقُ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ (¬4) بْنِ خَلَفٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ (¬5)، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ [يَعْمَلُونَ بِالْمُتْعَةِ وَلَا] (¬6) يُشْهِدُونَ عَلَى النِّسَاءِ عُدُولًا (¬7) يُثْبِتُونَهَا، لَا أُوتَى بِرَجُلٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا رَجَمْتُهُ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الروياني في المسند (1/ 104)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 419) من طريق أبي نعيم به. (¬2) هذا الحديث ليس في (م). (¬3) أخرجه الأصم في الثاني والثالث من حديثه (ص 144) رواية الطوسي. (¬4) في النسخ: "محمد بن عبد الرحمن"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث. انظر التاريخ الكبير للبخاري (1/ 29). (¬5) قوله: "عن أبيه" ليس في المصنف، والذي فيه: "أخبرني هذا القول عن عمر من كان تحت منبره سمعه حين يقوله". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) في (م): "ولا" بدلا من "عدولا". (¬8) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 500)، وقد جاء المتن فيه خلاف ما جاء هنا، فكأنه هنا قد أملاه من الذاكرة أو اختصره أو أن ذلك من تصرف النساخ، والمتن عند =

[4065] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ الْغَازِي أَبُو الْحُسَيْنِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْجَرَّاحِ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُوسَى الْمُزَنِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَليٍّ وَخَاطِبٍ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ" (¬1). قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الْمُغِيرَةُ بْنُ مُوسَى (¬2) فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ (¬3). [4066] أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ (¬4). إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَابْنُ الْمُسَيَّبِ - رحمه الله - رَاوِيةُ عُمَرَ (¬5) - رضي الله عنه -، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنْ شَأْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -. ¬

_ = عبد الرزاق هكذا: "أن عمرو بن حريث استمتع بجارية بِكر من بني عامر بن لؤي، فحملت، فذكر ذلك لعمر فسألها فقالت: استمتع منها عمرو بن حريث فسأله فاعترف، فقال عمر: من أشهدت؟ قال: لا أدري أقال: أمها، أو أختها، أو أخاها وأمها، فقام عمر على المنبر، فقال: ما بال رجال يعملون بالمتعة ولا يشهدون عدولا، ولم يبينها إلا حددته". (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 571). (¬2) في النسخ: "شعبة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) المصدر السابق (9/ 572). (¬4) أخرجه أبو بكر بن زياد في الزيادات على كتاب المزني (ص 465). (¬5) في النسخ: "راويه عن عمر"، والمثبت من المختصر، وكذا قال يحيى بن سعيد، إن ابن المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب؛ لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته. انظر: تهذيب الكمال (11/ 74).

اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4067] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَمْرٍو الْمُسْتَمْلِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ مِنْدَلٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشُهُودٍ" (¬1). فَسُئِلَ (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي النَّضْرِ، فَقَالَ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ. قَالُوا: وَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ شُهُودٌ (¬3). وَهَذَا لَا يَصِحُّ، وَمِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ضَعِيفٌ. [4068] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهَادَةَ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ فِي النِّكَاح (¬4). هَذَا لَا يَثْبُتُ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ؛ عَطَاءٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -. * * * ¬

_ (¬1) لم نقف عليه بهذا الإسناد. (¬2) زاد بعدها في (م) خطأ: "عن". (¬3) في النسخ: "وشهود"، والمثبت من المختصر. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 417).

مسألة (430): والفاسق المعلن لا يكون وليا في التزويج في أظهر القولين

مَسْأَلَةٌ (430): وَالْفَاسِقُ الْمُعْلِنُ لَا يَكُونُ وَليًّا فِي التَّزْوِيجِ فِي أَظْهَرِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَكُونُ وَلِيًّا، وَيَصِحُّ تَزْوِيجُهُ (¬2). [4069] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ] الْحَارِثِ (¬3) بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ مُرْشِدٍ وَسُلْطَانٍ" (¬4). قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: الصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ. [4070] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ السَّرَّاجُ، قَالَا: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا بِشْرٌ وَابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: ثنا ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي (9/ 61)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 553)، والمجموع (17/ 253)، ونهاية المحتاج (6/ 220). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 31)، وتحفة الفقهاء (2/ 133)، وبدائع الصنائع (2/ 239)، والهداية في شرح البداية (1/ 185). (¬3) في النسخ: "الفضل محمد وعبد الله بن الحارث"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: الكامل لابن عدي (8/ 637)، وتاريخ الإسلام (7/ 121). (¬4) أخرجه ابن الحمامي في الجزء التاسع من فوائده، بانتقاء ابن أبي الفوارس (ص 107) من طريق الفضل بن محمد.

سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِإِذْنِ وَليٍّ مُرْشِدٍ أَوْ سُلْطَانٍ" (¬1). [4071] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ (¬2)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬3). [4072] قال ابْنُ مُسَاوِرٍ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا بِشْرٌ وَابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ مَرْفُوعًا إِلَّا بِشْرٌ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَالْخُرَيْبِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ الْقَوَارِيرِيُّ (¬4). عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثِقَةٌ، مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَالَتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [4073] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ [بْنِ] (¬5) الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 64) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بلفظ: "لا نكاح إلا بولي"، وأخرجه في الأوسط (1/ 166) من طريق أحمد بن القاسم عن القواريري بتمامه. (¬2) من قوله: "ثنا بشر وابن مهدي" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 166). (¬4) المصدر السابق (1/ 166). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (14/ 138).

وَسَمِعَهُ مِنْ سُفْيَانَ، ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2): وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ [وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ] (¬3)، جَمِيعًا قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ (¬4)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - قَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِإِذْنِ وَلِيٍّ مُرْشِدٍ أَوْ سُلْطَانٍ" (¬5). هَكَذَا قَالَ أَبُو الْمُثَنَّى. [4074] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ (¬6)، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَليٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ، فَإِنْ أَنْكَحَهَا وَلِيٌّ مَسْخُوطٌ (¬7) عَلَيْهِ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ" (¬8). ¬

_ (¬1) في (م): "ابن أبي خثيم". (¬2) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير، وهو: القواريري. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 130). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن. (¬4) في (م): "ابن أبي خثيم". (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 138)، وعزاه له ابن الملقن في البدر المنير (7/ 548). (¬6) في النسخ: "سفيان"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 139)، وهو سعيد بن سليمان الواسطي. انظر تهذيب الكمال (10/ 483). (¬7) في (م): "مخبوط". (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 315) من طريق عدي بن الفضل.

كذا رَوَاهُ عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ (¬1). [4075] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ أَوْ سُلْطَانٍ، فَإِنْ أَنْكَحَهَا سَفِيهٌ مَسْخُوطٌ عَلَيْهِ فَلَا نِكَاحَ لَهُ (¬2). [4076] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَسَعِيدٌ - يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ الْقَدَّاحَ - عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِشَاهِدَيْ عَدْلٍ وَوَلِيٍّ مُرْشِدٍ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أي: رفعه عدي بن الفضل ولم يرفعه غيره. (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 181). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 57).

مسألة (431): ولا يزوج البكر الصغيرة إلا أبوها أو جدها

مَسْأَلَةٌ (431): وَلَا يُزَوِّجُ الْبِكْرَ الصَّغِيرَةَ إِلَّا أَبُوهَا أَوْ جَدُّهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُزَوِّجُهَا الْأَخُ، وَابْنُ الْأَخِ، وَالْعَمُّ، وَابْنُ الْعَمِّ، وَمَنْ هُوَ وَليُّ تَزْوِيجِهَا بَعْدَ بُلُوغِهَا. وَكَذَلِكَ عِنْدَهُ الثَّيِّبُ (¬2) الصَّغِيرَةُ (¬3). وَعِنْدَنَا لَا يُزَوِّجُهَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ قَبْلَ بُلُوغِهَا (¬4). دَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ: قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا". وَقَوْلُهُ: "تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا". وَقَوْلُهُ: "لَا تُنْكَحُ الثَّيِّبُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ (¬5)، وَلَا الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ". وَكُلُّ ذَلِكَ قَدْ خَرَّجْنَا، فَأَغْنَى عَنِ الْإِعَادَةِ. وَاسْتَدَلَّ أَصْحَابُنَا أَيْضًا بِمَا: [4077] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَمِّي، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حُسَيْنٍ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 47)، ومختصر المزني (ص 223)، والحاوي (9/ 52)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 535)، والمجموع (17/ 261). (¬2) في النسخ: "البنت"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: المبسوط (4/ 213)، بدائع الصنائع (2/ 238)، والهداية في شرح البداية (1/ 193)، والبناية شرح الهداية (5/ 90)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (3/ 126). (¬4) زاد في المختصر: "لا الأب ولا غيره". (¬5) في النسخ: "يستأمر"، والمثبت من المصدر السابق.

مَوْلَى آلِ حَاطِبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَتَرَكَ ابْنَةً لَهُ مِنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأَوْصَى إِلَى أَخِيهِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَهُمَا خَالَايَ، فَخَطَبْتُ إِلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ ابْنَةَ عُثْمَانَ فَزَوَّجَنِيهَا، فَدَخَلَ الْمُغِيرَةُ إِلَى أُمِّهَا فَأَرْغَبَهَا فِي الْمَالِ، فَحَطَّتْ إِلَيْهِ، وَحَطَّتِ (¬1) الْجَارِيَةُ إِلَى هَوَى أُمِّهَا، حَتَّى ارْتَفَعَ أَمْرُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ قُدَامَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنَةُ أَخِي وَأَوْصَى بِهَا إِلَيَّ، فَزَوَّجْتُهَا ابْنَ عُمَرَ، وَلَمْ أُقَصِّرْ بِالصَّلَاحِ وَالْكَفَاءَةِ، وَلَكِنَّهَا امْرَأَةٌ، وَإِنَّهَا حَطَّتْ (¬2) إِلَى هَوَى أُمِّهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هِيَ يَتِيمَةٌ وَلَا تُنْكَحُ إِلَّا بِإِذْنِهَا". فَانْتُزِعَتْ مِنِّي وَاللَّهِ بَعْدَمَا مَلَكْتُهَا فَزَوَّجُوهَا الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ (¬3) (¬4). تَابَعَهُ (¬5) ابْنُ أَبِي ذِئْبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ مُخْتَصَرًا، رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِهِ في السُّنَنِ الْكَبِيرِ (¬6). وَلَنَا أَيْضًا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬7). وَحَدِيثُ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ (¬8)، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا". الْحَدِيثَ. ¬

_ (¬1) في (م): "فخطبت إليه وخطبت". ومعنى "حطت": مالتْ. (¬2) في (م): "خطبت". (¬3) في (م) كتبت حاشية نصها: عثمان بن مظعون - رضي الله عنه - كان خالا لابن عمر - رضي الله عنهما -، وكان لعثمان ابنة قد خطبت بابن عمر ولكنها قد زوجت بالمغيرة بن شعبة. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 330). (¬5) في (م): "وتابعه". (¬6) السنن (14/ 128). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 434). (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 53).

وَقَدْ رَوَيْنَاهُمَا بِإِسْنَادِهِمَا فِي مَسْأَلَةِ إِخْبَارِ الْبِكْرِ الْبَالِغِ قَبْلَ هَذَا، فَشَرَطَ إِذْنَهَا، وَأَمَرَ أَنْ تُسْتَأْمَرَ، وَذَلِكَ لَا يَتَأَتَّى قَبْلَ بُلُوغِهَا، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ انْتِظَارُ بُلُوغِهَا بِإِنْكَاحِهَا. [4078] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحَقَائِقِ (¬1) فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى، وَمَنْ شَهِدَ فَلْيَشْفَعْ بِخَيْرٍ (¬2). فَجَعَلَ - رضي الله عنه - الْعَصَبَةَ أَوْلَى بِالتَّزْوِيجِ عِنْدَ بُلُوغِهَا، فَدَلَّ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ قَبْلَهُ. [4079] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ [أَبُو] (¬3) عُبَيْدٍ: بَعْضُهُمْ يَقُولُ: "الْحِقَاقِ". وَهُوَ مِنَ الْمُحَاقَّةِ - يَعْنِي الْمُخَاصَمَةِ - أَنْ تُحَاقَّ (¬4) الْأُمُّ الْعَصَبَةَ فِيهِنَّ (¬5)، فَنَصُّ الْحِقَاقِ إِنَّمَا هُوَ الْإِدْرَاكُ (¬6)؛ لِأَنَّهُ مُنْتَهَى الصِّغَرِ، فَإِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ ذَلِكَ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى بِالْمَرْأَةِ مِنْ أُمِّهَا إِذَا كَانُوا مَحْرَمًا، وَبِتَزْوِيجِهَا أَيْضًا إِنْ أَرَادُوا. قَالَ: وَهَذَا ¬

_ (¬1) سيأتي شرحها واختلاف الرواية فيها في الخبر التالي. (¬2) ذكره إسحاق بن منصور في المسائل للإمام أحمد وابن راهويه (4/ 1483) عن علي بن أبي طالب. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (14/ 129). (¬4) في النسخ: "تخاف"، والمثبت من أصل الرواية والمصادر السابقة. (¬5) في النسخ: "فهن"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬6) في (ع) قد تقرأ: "هؤلاء دران"، وتقرأ في (م): "هؤلاء"، وبعدها بياض. والمثبت من المصادر السابقة.

يُبَيِّنُ لَكَ أَنَّ الْعَصَبَةَ وَالْأَوْلِيَاءَ غَيْرَ الْآبَاءِ (¬1) لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُزَوِّجُوا الْيَتِيمَةَ حَتَّى تُدْرِكَ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ ذَاكَ لَمْ يَنْتَظِرُوا بِهَا نَصَّ الْحِقَاقِ. قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ "نَصَّ الْحَقَائِقِ" فَإِنَّمَا أَرَادَ جَمْعَ حَقِيقَةٍ (¬2) (¬3). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4080] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَا (¬4): [حَدَّثَنَا] (¬5) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (¬6). قَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْرِ وَلِيِّهَا تُشَارِكُهُ فِي مَالِهِ، فَيُعْجِبُهُ مَالُهَا وَجَمَالُهَا، فَيُرِيدُ وَلِيُّهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِغَيْرِ أَنْ يُقْسِطَ فِي صَدَاقِهَا، فَيُعْطِيهَا مِثْلَ مَا يُعْطِيهَا غَيْرُهُ، فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ وَيُبْلِغُوهُنَّ أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ مِنَ الصَّدَاقِ، وَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا طَابَ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهُنَّ. قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اسْتَفْتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ فِيهِنَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - هَذِهِ الْآيَةَ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ ¬

_ (¬1) كتب حاشية في (م): "الولي هو العصبة". (¬2) في (ح): "جميع حقيقة"، وفي (م): "جميع حقيقته"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام (4/ 349). (¬4) في النسخ: "قال"، والمثبت الجادة. (¬5) ما بين المعقوفين سقط من النسخ، ومثبت من السنن الكبير (14/ 193). (¬6) سورة النساء (آية: 3).

فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} (¬1). قَالَ: وَالَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ أَنَّهُ يُتْلَى عَلَيْهِمْ فِي الْكِتَابِ الْآيَةُ الْأُولَى الَّتِي (¬2) قَالَ فِيهَا: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}. قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: وَقَالَ اللَّهُ تعالى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} رَغْبَةُ أَحَدِكُمْ عَنْ يَتِيمَتِهِ (¬3) الَّتِي تَكُونُ فِي حَجْرِهِ حِينَ تَكُونُ قَلِيلَةَ الْمَالِ وَالْجَمَالِ، فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا رَغِبُوا فِي مَالِهَا وَجَمَالِهَا مِنْ يَتَامَى النِّسَاءِ إِلَّا بِالْقِسْطِ مِنْ أَجْلِ رَغْبَتِهِمْ عَنْهُنَّ (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ (¬7) - رحمه الله -: الْقَصْدُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَحَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - النَّهْيُ عَنْ نِكَاحِهِنَّ دُونَ إِكْمَالِ صَدَاقِهِنَّ، ثُمَّ مَتَى يَنْكِحُهُنَّ وَمَنْ يَنْكِحُهُنَّ فَهُوَ مُسْتَفَادٌ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، وَلَيْسَ فِي الآيَةِ نَصٌّ عَلَى تَزْوِيجِهِنَّ قَبْلَ الْبُلُوغِ. فَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4081] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا ¬

_ (¬1) سورة النساء (آية: 127). (¬2) في النسخ: "اللاتي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "يتيمة"، والمثبت من السابق. (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 155). (¬5) صحيح البخاري (3/ 139)، (4/ 9)، (7/ 2)، (7/ 8)، (7/ 18). (¬6) صحيح مسلم (8/ 239). (¬7) قوله: "أحمد" ليس في (ع).

الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ (¬1)، ثنا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ (¬2)، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عِمَارَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَتْ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ - خَرَجَ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، وَقَالَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: تَزَوَّجْهَا (¬3). فَقَالَ: "ابْنةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ". فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، فَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "هَلْ (¬4) جَزَيْتُ سَلَمَةَ؟ " (¬5). قُلْنَا: هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ ضَعْفٌ، ثُمَّ إِنْ صَحَّ فَإِنَّمَا زَوَّجَهَا بِمَا لَهُ مِنْ عُمُومِ الْوِلَايَةِ؛ فَإِنَّهُ كَانَ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، يُوَضِّحُ صِحَّةَ مَا ذَكَرْنَا أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رضي الله عنه - كَانَ عَمَّهَا، وَكَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهَا مِنْ حَيْثُ الْقَرَابَةُ وَالتَّعْصِيبُ، [وَلَمْ يُوَلِّهِ تَزْوِيجَهَا] (¬6)، فَدَلَّ أَنَّهُ إِنْ فَعَلَ فَإِنَّمَا فَعَلَ بِمَا ذَكَرْنَا، عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا كَانَتْ صَغِيرَةً، فَبَيِّنُوا (¬7) ذَلِكَ حَتَّى تَكُونَ لَكُمْ فِيهِ حُجَّةٌ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "واقدي"، والمثبت الأنسب. (¬2) في النسخ: "ابن حبيب"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (14/ 130). (¬3) في (م): "يزوجها". (¬4) قوله: "هل" ليس في (م). (¬5) أخرجه الواقدي في المغازي (2/ 738) بطوله. (¬6) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬7) قوله: "فتبينوا" غير منقوط في نسخ المختصر، وأثبتها المحقق: "فتثبتوا".

مسألة (432): وإذا كان ولي المرأة ابن عمها فأراد أن يتزوج بها فليس له أن يتولى طرفي العقد بنفسه

مَسْأَلَةٌ (432): وَإِذَا كَانَ وَليُّ الْمَرْأَةِ ابْنَ عَمِّهَا فَأَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِهَا فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَوَلَّى طَرَفَيِ الْعَقْدِ بِنَفْسِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬2). لَنَا: حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُوسَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَليٍّ وَخَاطِبٍ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ" (¬3). رَوَيْنَاهُ بِالْإِسْنَادِ فِي مَسْأَلَةِ عَدَالَةِ شُهُودِ النِّكَاحِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا أَيْضًا: [4082] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي غَرَائِبِ الشُّيُوخِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ (¬4) الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَرِيرِيُّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَرِيرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، ثنا خَالِدُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا (¬5) نِكَاحَ إِلَّا بِأَرْبَعَةٍ: وَلِيٍّ، وَمُنْكِحٍ، وَخَاطِبٍ، وَشَاهِدَيْنِ" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 223)، والحاوي (9/ 128)، ونهاية المطلب (12/ 141)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (7/ 563)، والمجموع (17/ 269). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 17)، وتحفة الفقهاء (2/ 120)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 132)، والبناية شرح الهداية (5/ 122). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 571) عن المغيرة. (¬4) في النسخ: "آدم"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬5) في المختصر: "لا يحل". (¬6) لم نقف عليه بهذا الإسناد.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ: [4083] أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا ابْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِأَرْبَعَةٍ: وَلِيٍّ، وَشَاهِدَيْنِ، وَخَاطِبٍ (¬1). وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَكَمُ بْنُ مِينَاءَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَدْنَى مَا (¬2) يَكُونُ فِي النِّكَاحِ أَرْبَعَةٌ: الَّذِي يُزَوِّجُ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ، وَشَاهِدَانِ (¬3). [4084] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، فَذَكَرَهُ. وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِكْ قَتَادَةُ ابْنَ عَبَّاسٍ (¬4)، رَوَيْنَاهُ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4085] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا [أَبُو] (¬6) الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 114). (¬2) في النسخ: "مما"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 38). (¬4) في (م): "قتادة عن ابن عباس". (¬5) السنن الكبير (14/ 196). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 874).

أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً هُوَ وَلِيُّهَا، فَجَعَلَ أَمْرَهَا إِلَى رَجُلٍ الْمُغِيرَةُ أَوْلَى بِهَا مِنْهُ، فَزَوَّجَهُ (¬1). قُلْنَا: هَذَا مُرْسَلٌ، وَإِنْ صَحَّ فَفِيهِ كَالدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ الْوَلِيَّ لَا يَتَوَلَّى طَرَفَيِ الْعَقْدِ بِنَفْسِهِ. * * * ¬

_ (¬1) علقه البخاري في الصحيح (7/ 16)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 201) عن سفيان.

مسألة (433): ولا يزوج الابن أمه بحق البنوة، ولا يكون وليا لها

مَسْأَلَةٌ (433): وَلَا يُزَوِّجُ الِابْنُ أُمَّهُ بِحَقِّ الْبُنُوَّةِ، وَلَا يَكُونُ وَليًّا لَهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُزَوِّجُهَا (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْمَعَانِي. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4086] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي [ابْنُ] (¬3) عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (¬4) - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ (¬5) أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي، فَأْجُرْنِي فِيهَا، وَأَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا". فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُهَا، فَجَعَلْتُ كُلَّمَا قُلْتُ: "أَبْدِلْنِي بِهَا خَيْرًا مِنْهَا" قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَمَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ ! ثُمَّ قُلْتُهَا. فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا بَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 37)، ومختصر المزني (ص 222)، والحاوي (9/ 94)، والمجموع (17/ 252). (¬2) انظر: المبسوط (4/ 220)، وتحفة الفقهاء (2/ 149)، والبناية شرح الهداية (5/ 93). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (14/ 158) (13867). (¬4) في أصل الرواية: "حدثني عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة". (¬5) في النسخ: "ما"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر.

- رضي الله عنه - يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ لِابْنِهَا: يَا عُمَرُ، قُمْ فَزَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَزَوَّجَهُ (¬1). قَالَ أَصْحَابُنَا: نِكَاحُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَجُوزُ خُلُوُّهُ عَنِ الْوَلِيِّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ صَغِيرًا، وَلَا يَكُونُ لِلصَّغِيرِ وِلَايَةٌ، وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِمَامًا، فَجَعَلَ وِلَايَتَهَا إِلَيْهِ، فَزَوَّجَهَا مِنْهُ، هَذَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ كَانَ ابْنَ عَمِّهَا مِنَ الْبُعْدِ، وَكَانَ عَصَبَةً لَهَا؛ فَذَلِكَ لِأَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ: وَهِيَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ (¬2)، وَعُمَرَ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ اسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. [4087] أخبرنا بِذَلِكَ: أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَذَكَرَهُ (¬3). [4088] وسمعت مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الْكَلَابَاذِيَّ الْحَافِظَ - رحمه الله - يَقُولُ: أُمُّ سَلَمَةَ الْقُرَشِيَّةُ هِيَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهَا: عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ؛ أَحَدُ بَنِي فِرَاسٍ (¬4)، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ الْقُرَشِيِّ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 352). (¬2) من قوله: "وعمر بن أبي سلمة" إلى هنا ليس في (م). (¬3) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 246). (¬4) في (م) حاشية نصها: هذه شجرة أم سلمة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -.

بَدْرًا، وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ (¬1). وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ (¬2). [4089] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ خَطَبَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ إِلَهَكَ الَّذِي تَعْبُدُ خَشَبَةٌ نَبَتَتْ مِنَ الْأَرْضِ نَجَرَهَا (¬3) حَبَشِيُّ بَنِي (¬4) فُلَانٍ؟ ! إِنْ أَسْلَمْتَ لَمْ أُرِدْ مِنْكَ [مِنَ] (¬5) الصَّدَاقِ غَيْرَهُ. قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِي. قَالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ (¬6) مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَتْ: يَا أَنَسُ، زَوِّجْ أَبَا طَلْحَةَ (¬7). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - ابْنُهَا وَعَصَبَتُهَا؛ فَإِنَّهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ، مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ ¬

_ (¬1) انظر: رجال صحيح البخاري للكلاباذي (2/ 838). (¬2) المصدر السابق (2/ 508). (¬3) في (م): "فجرها". (¬4) في النسخ: "بن"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (14/ 160). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬6) في (م): "وأشهد أن". (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 353).

النَّجَّارِ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ هِيَ ابْنَةُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (¬1) بْنِ حَرَامٍ، مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) كذا في النسخ والسنن الكبير للمؤلف (14/ 161)، وفي المختصر: "زيد"، وهو الصواب كما في مصادر ترجمتها، انظر: الطبقات الكبير لابن سعد (10/ 395)، وطبقات خليفة بن خياط (ص 339)، وتهذيب الكمال (35/ 365). (¬2) من قوله: "وأم سليم" إلى هنا ليس في (م).

مسألة (434): ولا يزوج الأب ابنته الصغيرة من عبد ولا مجنون، ولا من به إحدى العيوب الأربع، ولا غير كفء

مَسْأَلَةٌ (434): وَلَا يُزَوِّجُ الْأَبُ ابْنَتَهُ الصَّغِيرَةَ مِنْ عَبْدٍ وَلَا مَجْنُونٍ، وَلَا مَنْ بِهِ إِحْدَى الْعُيُوبِ الْأَرْبَعِ، وَلَا غَيْرِ كُفْءٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا مِنْ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ (¬2) دَلِيلُنَا مَا: [4090] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ (¬3)، وَأَنْكِحُوا إليهم" (¬4). [4091] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَلِيٌّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 49)، ومختصر المزني (ص 223)، والحاوي (9/ 135)، والمجموع (17/ 283). (¬2) انظر: المبسوط (4/ 224)، وتحفة الفقهاء (2/ 149)، وبدائع الصنائع (2/ 245). (¬3) في (م): "وانكحوا والأكفاء". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 318). (¬5) المصدر السابق (3/ 318).

مسألة (435): ولا ينعقد النكاح بلفظ الهبة والبيع، وما أشبههما من ألفاظ عقود التمليك

مَسْأَلَةٌ (435): وَلَا يَنْعَقِدُ (¬1) النِّكَاحُ بِلَفْظِ الْهِبَةِ وَالْبَيع، وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنْ أَلْفَاظِ عُقُودِ التَّمْلِيكِ (¬2). وَقَالَ أبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: يَنْعَقِدُ (1) (¬3). لَنَا مِنَ الْكِتَاب: قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَأَبَانَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّ الْهِبَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دُونَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى أَنْ لَا يَجُوزَ نِكَاحٌ إِلَّا بِاسْمِ النِّكَاحِ أَوِ التَّزْوِيجِ (¬5). [4092] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ وَغَيْرُهُ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسمَاعِيلَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬6)، عَنِ النَّبِيِّ ¬

_ (¬1) في النسخ: "تنعقد"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (6/ 103)، ومختصر المزني (ص 224)، والحاوي (9/ 152)، ونهاية المطلب (12/ 170)، والمجموع (17/ 308). (¬3) انظر: المبسوط (5/ 59)، وتحفة الفقهاء (2/ 118)، وبدائع الصنائع (2/ 229)، وتبيين الحقائق (2/ 96). (¬4) سورة الأحزاب (آية: 50). (¬5) الأم للشافعي (6/ 103). (¬6) من قوله: "النفيلي وغيره" إلى هنا سقط من (م).

- صلى الله عليه وسلم - فِي قِصَّةِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَ: "فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ حَاتِمٍ (¬2). وَفِيهِ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْفَرْجَ لَا يُسْتَبَاحُ إِلَّا بِكَلِمَةِ النِّكَاحِ أَوِ التَّزْوِيجِ، وَهُمَا اللَّذَانِ قَدْ وَرَدَ بِهِمَا الْقُرْآنُ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4093] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي. فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَصَعَّدَ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ، ثُمَّ طَأْطَأَ (¬3) رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ [لَكَ] (¬4) بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا. قَالَ "هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ ". قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬5). قَالَ: "اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ، هَلْ تَجِدُ شَيْئًا (¬6)؟ ". فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 157). (¬2) صحيح مسلم (4/ 38). (¬3) طأطأ رأسه: خفضه. (¬4) ما بين المعقوفين سقط من النسخ. ومثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 201). (¬5) زاد في (م): "ما وجدت شيئا". (¬6) قوله: "هل تجد شيئا" سقط من (م).

وَجَدْتُ شَيْئًا. فَقَالَ: "انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ". فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي - قَالَ سَهْلٌ: مَا لَهُ رِدَاءٌ - فَلَهَا نِصْفُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ؟ إِنْ لَبِسْتَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ (¬1) شَيْءٌ". فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُوَلِّيًا، فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: "مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ ". قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا. عَدَّدَهَا. فَقَالَ: "تَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "اذْهَبْ فَقَدْ مُلِّكْتَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬2). وَكَذَلِكَ قَالَهُ عَارِمٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ فِي الْحَدِيثِ: "قَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬3). [4094] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، سمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ (¬4) السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ فِي الْقَوْمِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّهَا وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرَأْ فِيهَا رَأْيَكَ (¬5)، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ (¬6): يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوِّجْنِيهَا. ¬

_ (¬1) في النسخ: "منها"، والمثبت من صحيحي البخاري ومسلم. (¬2) صحيح البخاري (6/ 192)، (7/ 6، 14)، وصحيح مسلم (4/ 143). (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح (7/ 18) عن عارم، وفيه: "قد ملكتكها". (¬4) قوله: "ابن سعد" ليس في (م). (¬5) قوله: "فرأ فيها رأيك" ليس في (م). (¬6) زاد هنا في (ع): "رسول".

فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا. ثُمَّ قَامَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرَأْ فِيهَا رَأْيَكَ (¬1). فَقَامَ الرَّجُلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوِّجْنِيهَا. ثُمَّ قَامَتِ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ (¬2): "فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ". فَذَهَبَ فَطَلَبَ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، قَالَ: "اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ". قَالَ: فَذَهَبَ فَطَلَبَ فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ شَيْئًا. قَالَ: "هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ ". قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا. قَالَ: "اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬3). مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬4)، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: "قَدْ أُنْكِحْتَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬5). وَرَوَاهُ فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: "اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَ بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬6) (¬7). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: "فَقَدْ زَوَّجْتُكَ عَلَى مَا عِنْدَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬8). وَرَوَاهُ زَائِدَةُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ (¬9) فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: "انْطَلِقْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا ¬

_ (¬1) قوله: "فرأ فيها رأيك" مكانه بياض في (م). (¬2) قوله: "قال" ليس في (م). (¬3) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 37). (¬4) صحيح البخاري (7/ 20)، وصحيح مسلم (4/ 144). (¬5) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5397) وفيه: "قد أنكحتكها". (¬6) من قوله: "ورواه فضيل بن سليمان" إلى هنا ليس في (م). (¬7) أخرجه البخاري في الصحيح (7/ 17). (¬8) أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 144). (¬9) من قوله: "قال: فقد زوجتك" إلى هنا ليس في (م).

تُعَلِّمُهَا مِنَ الْقُرْآنِ" (¬1). وَلَمْ يَنْقُلْ (¬2) فِي هَذَا الْحَدِيثِ (¬3) ثِقَةٌ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ مَلَّكْتُكَهَا (¬4) " إِلَّا وَيُرْوَى (¬5) عَنْ ذَلِكَ الثِّقَةِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: "قَدْ مُلِّكْتَهَا" بِكَافٍ وَاحِدٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَبِالْإِجْمَاعِ لَا يَنْعَقِدُ النِّكَاحُ بِقَوْلِهِ: "مُلِّكْتَهَا". [فَدَلَّ أَنَّ قَوْلَهُ: "مُلِّكْتَهَا"] أَوْ: "مَلَّكْتُكَهَا" إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا صَدَرَ بَعْدَ لَفْظِ التَّزْوِيجِ خَبَرًا عَنْ مِلْكِهِ بُضْعَهَا بِالتَّزْوِيجِ، عَلَى [أَنَّ] (¬6) رِوَايَةَ الْجُمْهُورِ التَّزْوِيجُ أَوِ النِّكَاحُ (¬7)، وَالْجَمَاعَةُ أَوْلَى بِالْحِفْظِ مِنَ الْوَاحِدِ. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 144). (¬2) في النسخ: "ولم يقل". والمثبت من المختصر. (¬3) قوله: "في هذا الحديث" سقط من (م). (¬4) في النسخ: "ملكتها"، والمثبت من المختصر. (¬5) في (م): "إلا يروى". (¬6) ما بين المعقوفات سقط من النسخ، ومثبت من المصدر السابق. (¬7) في (م): "والنكاح"، وفي المختصر: "أو الإنكاح".

مسألة (436): والزنا لا يحرم الحلال، ولا يوقع تحريم المصاهرة

مَسْأَلَةٌ (436): وَالزِّنَا لَا يُحَرِّمُ الْحَلَالَ، وَلَا يُوقِعُ تَحْرِيمَ الْمُصَاهَرَةِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُ يُوقِعُ تَحْرِيمَ الْمُصَاهَرَةِ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَالْمَعَانِي، وَقَدْ صَحَّ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا يَصِحُّ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ خِلَافُ قَوْلِهِ. [4095] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ زَنَى بِأُمِّ امْرَأَتِهِ أَوْ بِابْنَتِهَا: فَإِنَّهُمَا حُرْمَتَانِ تَخَطَّاهُمَا (¬3)، وَلَا يُحَرِّمُهَا ذَلِكَ عَلَيْهِ (¬4). قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: مَا حَرَّمَ حَرَامٌ حَلَالًا (¬5). تَابَعَهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ قَتَادَةَ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 28)، ومختصر المزني (ص 227)، والحاوي (9/ 214)، والمجموع (17/ 324). (¬2) انظر: المبسوط (4/ 204)، وتحفة الفقهاء (2/ 124)، وبدائع الصنائع (2/ 260)، والهداية (1/ 187). (¬3) في (ع): "حرمتان بخطاهما"، وفي (م): "حرمتا بخطاهما"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 280). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 98) من طريق سعيد. (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 199). (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 280) من طريق هشام.

[4096] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاوَزَ حُرْمَتَيْنِ إِلَى حُرْمَةٍ، وَلَمْ يُحَرِّمِ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ (¬1). [4096 م] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الرَّجُلِ يَفْجُرُ بِأُمِّ امْرَأَتِهِ، قَالَ: أَمَّا الْأُمُّ فَحَرَامٌ، وَأَمَّا الِابْنَةُ فَحَلَالٌ (¬2). وَحَكَى ابْنُ الْمُنْذِرِ مِثْلَ مَذْهَبِنَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَيَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ (¬3). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - منْ وَجْهٍ لَيْسَ بِسَاقِطٍ: [4097] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَامٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا (¬4) يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ" (¬5). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَيْزِيلَ (¬6)، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْبُرُلُّسِيُّ (¬7) وَغَيْرُهُمَا عَنْ إِسْحَاقَ الْفَرْوِيِّ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 124). (¬2) المصدر السابق (9/ 100). (¬3) انظر: الأوسط لابن المنذر (8/ 510). (¬4) قوله: "لا" ليس في (م). (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 72) عن شيخ المؤلف. (¬6) قوله: "ديزيل" ليس في (م). (¬7) في (م): "المبرسني".

[4098] أخبرنا بِحَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِيمَا وَجَدْتُ فِيهِ سَمَاعِي بِخَطِّ الشَّعْبِيِّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ سَوَاءً. إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ قَدْ رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ لَيْسَ بِسَاقِطٍ فِيمَا لَمْ يُخَالِفْ فِيهِ الثِّقَاتِ، وَلَمْ يُبَايِنِ الْأَثْبَاتَ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - إِنْ سَلِمَ مِنْ عُثْمَانَ الْوَقَّاصِيِّ: [4099] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، ثنا جَدِّي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَتْبَعُ الْمَرْأَةَ حَرَامًا، ثُمَّ يَنْكِحُ ابْنَتَهَا، أَوْ يَتْبَعُ الِابْنَةَ ثُمَّ يَنْكِحُ أُمَّهَا، قَالَ: "لَا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ" (¬1). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4100] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَلًّى، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لا يَنْظُرُ اللَّهُ - عز وجل - إِلَى رَجُلٍ نَظَرَ إِلَى فَرْجِ امْرَأَةٍ وَابْنَتِهَا. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 400).

قَالَ عَلِيٌّ: مَوْقُوفٌ، وَلَيْثٌ (¬1) وَحَمَّادٌ ضَعِيفَانِ (¬2). ثُمَّ نَقُولُ: هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا جَمَعَهُمَا نِكَاحُهُ أَوْ زِنَاهُ، وَاسْتَشْهَدَ بَعْضُهُمْ بِمَا حَكَى الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أَنَّ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: مَلْعُونٌ مَنْ نَظَرَ إِلَى فَرْجِ امْرَأَةٍ وَابْنَتِهَا، ثُمَّ أَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فَقَالَ: لَا أَدْفَعُ هَذَا، وَأَصْغَرُ ذَنْبًا مِنَ الزَّانِي بِالْمَرْأَةِ وَابْنَتِها (¬3) وَالْمَرْأَةِ بِلَا ابْنَةٍ مَلْعُونٌ؛ قَدْ لُعِنَتِ الْوَاصِلَةُ وَالْمَوْصُولَةُ (¬4)، وَالْمُخْتَفِيَةُ (¬5)، وَالزِّنَا (¬6) أَعْظَمُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ، وَلَوْ كُنْتَ (¬7) حَرَّمْتَهُ لِقَوْلِهِ: "مَلْعُونٌ" لَزِمَكَ مَكَانُ هَذَا فِي آكِلِ الرِّبَا وَمُوكِلِهِ، وَأَنْتَ لَا تَمْنَعُ مَنْ أَرْبَى (¬8) إِذَا اشْتَرَى بِمَا يَحِلُّ (¬9)، وَلَا إِذَا اخْتَفَى قَبْرًا أَنْ يَحِلَّ لَهُ حَفْرُ غَيْرِهِ - يَعْنِي لِغَرَضٍ مُبَاحٍ - وَلَا أَنْ يَحْفِرَ هُوَ (¬10) مَا نَبَشَهُ (¬11) مَرَّةً إِذَا ذَهَبَ الْمَيِّتُ بِالْبِلَى، فَقُلْ هَا هُنَا أَيْضًا: الْحَرَامُ لَا يَمْنَعُ الْحَلَالَ (¬12). وَرَوَى جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: مَا اجْتَمَعَ الْحَرَامُ ¬

_ (¬1) في (م): "ليث". (¬2) المصدر السابق (4/ 402). (¬3) من قوله: "ثم أجاب الشافعي" إلى هنا ليس (م). (¬4) في النسخ: "الواصلة الموصلة"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬5) قال الربيع في الأم: "المختفي: النباش". (¬6) في النسخ: "والزاني"، وفي الأم: "فالزنا"، والمثبت من المختصر. (¬7) في (م): "وكنت". (¬8) في النسخ والمختصر: "من الربا"، والمثبت من الأم ومعرفة السنن (10/ 116). (¬9) زاد هنا في الأم والمعرفة: "أن يحل له غير السلعة التي أربى فيها". (¬10) في النسخ والمختصر: "غير"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬11) في النسخ: "ينشيه"، والمثبت من المختصر. (¬12) الأم للشافعي (6/ 405).

وَالْحَلَالُ إِلَّا غَلَبَ الْحَرَامُ الْحَلَالَ (¬1). وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. ثُمَّ هُوَ مُعَارَضٌ بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: [4101] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ وَطِئَ أُمَّ امْرَأَتِهِ فَقَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: لا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ (¬2). وَرَوَى يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ ابْنِ هَانِئٍ (¬3) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا نَظَرَ الرَّجُلُ إِلَى فَرْجِ الْمَرْأَةِ حُرِّمَتْ عَلَيْهِ أُمُّهَا وَابْنَتُهَا" (¬4). وَرَأَيْتُهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: "عَنْ أُمِّ هَانِئٍ". وَهَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَأُمِّ هَانِئٍ، أَوْ بَيْنَ أُمِّ هَانِئٍ (¬5) وَبَيْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَالْحَجَّاجُ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ مَا (¬6) يَتَفَرَّدُ بِهِ مِمَّا يُسْنِدُهُ، فَكَيْفَ يُقبَلُ مِنْهُ مَا يُرْسِلُهُ؟ ! * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 199). (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 281)، وعزاه له ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 406). (¬3) كذا في النسخ والمختصر، وفي السنن الكبير للمؤلف (14/ 284) ومعرفة السنن (10/ 117)، ومصنف ابن أبي شيبة: "أبي هانئ". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 99) عن جرير. (¬5) كذا في النسخ والمختصر، وفي معرفة السنن: "أو بين أبي هانئ". (¬6) في النسخ: "مما"، والمثبت من المختصر.

مسألة (437): من وجد طول حرة لم يجز له نكاح أمة

مَسْأَلَةٌ (437): مَنْ وَجَدَ طَوْلَ (¬1) حُرَّةٍ لَمْ يَجُزْ لَهُ نِكَاحُ أَمَةٍ (¬2) (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬4). وَهَذَا خِلَافُ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}. إلى قوله {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} (¬5). فَأَبَاحَ نِكَاحَ الْأَمَةِ بِشَرْطَيْنِ: بِعَدَمِ الطَّوْلِ، وَخَشْيَةِ الْعَنَتِ، فَلَا تُبَاحُ حَتَّى يُوجَدَ الشَّرْطَانِ جَمِيعًا. [4102] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ (¬6)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ ¬

_ (¬1) الطَّول: السعة والغنى. (¬2) في النسخ: "أمته"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأم (6/ 23)، ومختصر المزني (ص 228)، والحاوي (9/ 233)، والمجموع (17/ 344). (¬4) انظر: المبسوط (5/ 108)، وتحفة الفقهاء (2/ 127)، وبدائع الصنائع (2/ 267)، والهداية (1/ 189). (¬5) سورة النساء (آية: 25). (¬6) في النسخ: "علي بن أبي طالب"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 298)، وعلي بن أبي طلحة له صحيفة عن ابن عباس في التفسير، وذكروا أنه لم يسمع من ابن عباس، بل يروي عنه مرسلًا. انظر جامع التحصيل (ص 240).

طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سَعَةٌ أَنْ يَنْكِحَ الْحَرَائِرَ فَلْيَنْكِحْ مِنْ إِمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ}، وَهُوَ الْفُجُورُ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَحْرَارِ أَنْ يَنْكِحَ أَمَةً إِلَّا أَنْ لَا يَقْدِرَ عَلَى حُرَّةٍ وَهُوَ يَخْشَى الْعَنَتَ، {وَإِنْ تَصْبِرُوا} (¬1) عَنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ فَهُوَ {خَيْرٌ لَكُمْ} (¬2) (¬3). [4103] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬4)، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا} (¬5) يَعْنِي: مَنْ لَمْ يَجِدْ مِنْكُمْ غِنًى، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَجِدْ غِنًى أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ - يَعْنِي الْحَرَائِرَ - فَلْيَنْكِحِ الْأَمَةَ الْمُؤْمِنَةَ، {وَإِنْ تَصْبِرُوا} عَنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ خَيْرٌ لَكُمْ (¬6). [4104] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ (¬7)، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي ¬

_ (¬1) في (ع): "وهو وأن تصبروا"، وفي (م): "وهو أن تصبروا"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬2) في (م): "عن نكاح الإماء خير لكم". (¬3) أخرجه الطبري في التفسير (6/ 596)، وابن أبي حاتم في التفسير (3/ 920) من طريق عبد الله بن صالح به. (¬4) في النسخ: "ابن الحسن" وهو تصحيف، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 707). (¬5) سورة النساء (آية: 25). (¬6) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 272). (¬7) في (ع): "نجددة".

هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: الطَّوْلُ: الْغِنَى، إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا يَنْكِحُ بِهِ الْحُرَّةَ تَزَوَّجَ أَمَةً (¬1). وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} قَالَ: عَنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ. وَقَالَ: الْعَنَتُ: الزِّنَا (¬2). [4105] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ (¬3)، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ مَلَكَ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَجَبَ عَلَيْهِ الْحَجُّ، وَحَرُمَ عَلَيْهِ نِكَاحُ الْإِمَاءِ (¬4). وَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ وَجَدَ صَدَاقَ حُرَّةٍ (¬5) فَلَا يَتَزَوَّجْ أَمَةً (¬6). [4106] أخبرنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬7)، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ (¬8) يَقُولُ: لَا يَنْكِحُ الْأَمَةَ عَلَى الْحُرَّةِ، وَيَنْكِحُ الْحُرَّةَ عَلَى الْأَمَةِ، وَمَنْ وَجَدَ صَدَاقَ حُرَّةٍ فَلَا يَنْكِحْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "أمته"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير للمؤلف (14/ 298). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (4/ 1228). (¬3) في النسخ تقرأ: "جرير"، والمثبت هو الصواب كما في مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (22/ 314). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 756) عن وكيع. (¬5) في النسخ: "امرأة"، والمثبت من المختصر ومصادر التخريج. (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 264). (¬7) المصدر السابق (7/ 264). (¬8) في (م): "جابر عبد الله".

أَمَةً (¬1). [4107] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: لَا يَصْلُحُ (¬2) نِكَاحُ الْإِمَاءِ الْيَوْمَ؛ لِأَنَّهُ يَجِدُ طَوْلًا إِلَى حُرَّةٍ (¬3). [4108] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، [ثنا] (¬4) سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: هِيَ بِمَنْزِلَةِ الْمَيْتَةِ يُضْطَرُّ إِلَيْهَا، فَإِذَا أَغْنَاكَ اللَّهُ عَنْهَا فَاسْتَغْنِهْ (¬5). [4109] وأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬6)، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ (¬7): لَا يَحِلُّ لِلْحُرِّ بِأَنْ يَنْكِحَ الْأَمَةَ وَهُوَ يَجِدُ طَوْلًا لِحُرَّةٍ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر بن زياد في الزيادات على مختصر المزني (ص 490). (¬2) في النسخ: "يصح"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير للمؤلف (14/ 300). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 407). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬5) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 38). (¬6) مصنف عبد الرزاق (7/ 263). (¬7) قوله: "قال" ليس في (م). (¬8) أخرجه أبو بكر بن زياد في الزيادات على مختصر المزني (ص 491).

وَقَدْ رُوِّينَاهُ أَيْضًا عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ نَحْوَ مَذْهَبِنَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَلَا يَجُوزُ عِنْدَنَا لِلْمُسْلِمِ نِكَاحُ أَمَةٍ كِتَابِيَّةٍ بِحَالٍ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى شَرَطَ فِي إِبَاحَةِ نِكَاحِ الْإِمَاءِ أَنْ يَكُنَّ مُؤْمِنَاتٍ، فَالْإِيمَانُ شَرْطٌ ثَالِثٌ، فَأَمَّا أَهْلُ الْكِتَابِ فَدَاخِلَاتٌ (¬2) فِي عُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} (¬3) غَيْرُ خَارِجَاتٍ مِنْهُ بِقَوْلِهِ - عز وجل -: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} (¬4)، فَالْمُحْصَنَاتُ هَا هُنَا الْحَرَائِرُ، وَبِهِ قَالَ مُجَاهِدٌ (¬5)، فَقَالَ: لَا يَصْلُحُ نِكَاحُ إِمَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى يَقُولُ: {مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (¬6). وَكَذَا قَالَ الْحَسَنُ (¬7). وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ عَنْ فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (¬8). وَعِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ يَجُوزُ ذَلِكَ (¬9). * * * ¬

_ (¬1) السنن الكبير للمؤلف (14/ 300). (¬2) في النسخ: "داخلات" بدون الفاء، والمثبت من المختصر. (¬3) سورة البقرة (آية: 221). (¬4) سورة المائدة (آية: 5). (¬5) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (4/ 1230). (¬6) سورة النساء (آية: 25). (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 89). (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 307). (¬9) انظر: الهداية في شرح البداية (1/ 189).

مسألة (438): وإذا أسلم وتحته أكثر من أربع نكحهن في عقد واحد، فله أن يختار منهن أربعا

مَسْأَلةٌ (438): وَإِذَا أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ أَكثر مِنْ أَرْبَعٍ نَكَحَهُنَّ فِي عَقْدٍ وَاحِدٍ، فَلَهُ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: بَطَلَ نِكَاحُهُنَّ جَمِيعًا (¬2). وَإِذَا تَزَوَّجَ بِهِنَّ فِي عُقَدٍ مُتَفَرِّقَةٍ، فَعِنْدَنَا (¬3) يَخْتَارُ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا. وَعِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ ثَبَتَ نِكَاحُ أَرْبَعٍ مِنَ الْأَوَائِلِ، وَبَطَلَ نِكَاحُ مَنْ نَكَحَ بَعْدَهُنَّ. دَلِيلُنَا مَا: [4110] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ رَحِمَهُمَا (¬4) اللَّهُ، قَالَا: ثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ كُنَّ تَحْتَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَسْلَمْنَ مَعَهُ، فَأَمَرَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 649)، ومختصر المزني (ص 230)، ونهاية المطلب (12/ 349)، والمجموع (17/ 410). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (2/ 184)، وبدائع الصنائع (2/ 314)، وفتح القدير (3/ 409)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (3/ 233). (¬3) في (م): "وعندنا". (¬4) في النسخ: "رحمهم".

النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا (¬1). [4111] أخبرناه (¬2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثِّقَةُ، - قَالَ الرَّبِيعُ: أَحْسَبُهُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمْسِكْ أَرْبَعًا وَفَارِقْ سَائِرَهُنَّ" (¬3). تَابَعَهُمَا (¬4) عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَعْمَرٍ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (¬5)، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ (¬6). وَهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَقَدْ حَكَمَ الْإِمَامُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ - رحمه الله - أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِمَّا رَوَاهُ مَعْمَرٌ (¬7) بِالْبَصْرَةِ هَكَذَا، وَقَالَ: فَإِنْ رَوَاهُ عَنْهُ ثِقَةٌ خَارِجَ الْبَصْرِيِّينَ حَكَمْنَا لَهُ بِالصِّحَّةِ، أَوْ قَالَ: صَارَ الْحَدِيثُ حَدِيثًا، وَإِلَّا فَالْإِرْسَالُ أَوْلَى، فَوَجَدْنَا سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيَّ، وَعِيسَى بْنَ يُونُسَ، وَثَلَاثَتُهُمْ كُوفِيُّونَ، حَدَّثُوا بِهِ عَنْ مَعْمَرٍ مُتَّصِلًا (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 378). (¬2) في (م): "أخبرنا". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 131، 420)، (9/ 255). (¬4) في (م): "وتابعهما". (¬5) حكاه ابن أبي حاتم في العلل (3/ 707). (¬6) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1057). (¬7) في المستدرك: "هذا مما وهم فيه معمر". (¬8) قاله الحاكم في المستدرك (3/ 378).

[4112] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ وَيَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنا الْقَاضِي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشُّعَيْبِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالُوا: ثنا] (¬1) عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا (¬2). [4113] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِجْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬3)، عَنْ سَالِمِ بْنِ (¬4) عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَسْلَمْنَ مَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَخْتَارُ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا" (¬5). [4114] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ ¬

_ (¬1) في النسخ: "قال أبو"، والمثبت هو الأنسب للسياق، وهو الموافق لسائر أسانيد المؤلف. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 379). (¬3) من قوله: "عن سالم" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م). (¬4) في النسخ: "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) المصدر السابق (3/ 379).

وَلَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ. قَالَ: فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيَتْرُكَ سَائِرَهُنَّ (¬1). وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَهُوَ يَمَامِيٌّ (¬2) (¬3). وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى - وَهُوَ خُرَاسَانِيٌّ - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَصَحَّ الْحَدِيثُ بِذَلِكَ (¬4). وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتَيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: [4115] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ وَأبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ بِمِصْرَ، ثنا أَبُو بُرَيْدٍ عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ، ثنا سَيْفُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا سَرَّارُ بْنُ مُجَشِّرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ كَانَ عِنْدَهُ عَشْرُ (¬5) نِسْوَةٍ، فَأَسْلَمَ، وَأَسْلَمْنَ مَعَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا (¬6). قَالَ (¬7) أَبُو عَلِيٍّ: تَفَرَّدَ بِهِ سَرَّارُ بْنُ مُجَشِّرٍ، وَهُوَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 380). (¬2) لفظة: "يمامي" مكانها بياض في (م). (¬3) المصدر السابق (3/ 380). (¬4) المصدر السابق (3/ 381). (¬5) في النسخ: "عشرة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 325). (¬6) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 138) من طريق المؤلف. ومن طريق عمرو بن يزيد أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 190). (¬7) في (ع): "قالا".

قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ تَقُومُ الْحُجَّةُ (¬1) بِرِوَايَتِهِمْ، وَهَكَذَا رَوَاهُ السَّمَيْدَعُ بْنُ وَاهِبٍ، عَنْ سَرَّارِ بْنِ مُجَشِّرٍ (¬2). [4116] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنْ سَرَّارِ بْنِ مُجَشِّرٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ (¬3). [4117] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عن يزِيدَ بْنِ أبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الجَيْشَانِيِّ (¬4)، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي أُخْتَانِ؟ قَالَ: "طَلِّقْ [أيَّتَهُمَا] (¬5) شِئْتَ" (¬6). [4118] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِيُّ الْأَبْهَرِيُّ مِنْ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّكَّرِيُّ الْحَرْبِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ (¬7). تَابَعَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي وَهْبٍ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "هدم الحجة"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: معرفة السنن (10/ 137). (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (4/ 329). (¬4) في النسخ: "الجشاني"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (34/ 395). (¬5) في النسخ: "أيما"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 256). (¬7) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (2/ 161) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار.

[4119] أخبرناه (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى (¬2)، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ (¬3)، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ امْرَأَتَانِ أُخْتَانِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -[أَنْ] (¬4) يَخْتَارُ إِحْدَاهُمَا (¬5). [4120] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيىَ، أنا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُمَيْضَةَ (¬6) بْنِ الشَّمَرْدَلِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي ثَمَانُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا". كَذَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَوَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ (¬7) (¬8). وَ [رَوَاهُ] (¬9) مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ هُشَيْمٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬10)، فَقَالَ: ¬

_ (¬1) في (م): "أخبرنا". (¬2) في (م): "يحيى بن أبي يحيى". (¬3) في النسخ: "الجشاني"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 330). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 601) من طريق ابن لهيعة. (¬6) في النسخ: "حمصة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 326)، ومصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (7/ 421). (¬7) في النسخ: "ووهب وابن بقية"، وهو تحريف، والمثبت من مصادر التخريج. (¬8) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 556) عن مسدد ووهب بن بقية كلاهما عن هشيم به. (¬9) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وهي زيادة لا بد منها كي يستقيم المعنى، وذلك أن مسددا ووهب بن بقية روياه عن هشيم فقالا: "الحارث بن قيس" كما في سنن أبي داود. (¬10) لم أقف على رواية محمد بن الصباح عن هشيم، فإن كان الكلام معطوفا على الذي قبله فإن مسددا ووهب بن بقية قالا في حديثيهما: "الحارث بن قيس"، وإن لم يكن معطوفا فلعل =

قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ مَكَانَ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ: هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، يَعْنِي قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ. [4121] قال أَبُو دَاوُدَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَاضِي الْكُوفَةِ، عَنْ عِيسَى [بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ] (¬1) ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْدَلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بِمَعْنَاهُ (¬2). [4122] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْدَلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ ثَمَانُ نِسْوَةٍ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُمْسِكَ أَرْبَعًا (¬3). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو هَانِئٍ اسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ، مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، ثِقَةٌ. ¬

_ = سقطا ما وقع هنا فتكون العبارة هكذا: "ورواه محمد بن الصباح عن هشيم، بهذا الحديث، فقال: قيس. . ."، وفي سنن أبي داود: "وحدثنا به أحمد بن إبراهيم، حدثنا هشيم، بهذا الحديث فقال: قيس. . . به"، والله أعلم. (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سنن أبي داود. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 558). (¬3) أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 414) عن ابن مندة. ومن طريق سعيد بن أبي هانئ أخرجه ابن أبي حاتم في علله (3/ 698) فجعلا بين سفيان وحميضة: "محمد بن سعيد"، ثم قال ابن أبي حاتم عن أبيه: "فسمعت أبي يقول: هذا خطأ؛ إنما هو: الثوري عن محمد بن السائب الكلبي، عن حميضة بن الشمردل". وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 353) عن محمد بن كثير. والدارقطني في السنن (4/ 406) عن حسين بن حفص، كلاهما عن سفيان على الجادة فقالا: "محمد بن السائب". وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 815): "ورواه الثوري وقيس بن الربيع وإبراهيم بن طهمان والقاسم بن مالك المزني وابن مسهر في آخرين، عن الكلبي".

[4123] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُّو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الْهَرَوِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ بْنِ حَمْزَةَ، ثنا جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ نُصَيْبٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ - قَالَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ: وَهُوَ جَدِّي - أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولَهُ ثَمَانُ نِسْوَةٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا (¬1). [4124] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ السِّجْزِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ حُمَيْضَةَ بْنِ الشَّمَرْدَلِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمْنَ مَعِي، وَهَاجَرْنَ مَعِي (¬2). قَالَ: "فَاخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا". فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِلَّتِي أُرِيدُ إِمْسَاكَهَا: أَقْبِلِي، وَالَّتِي أُرِيدُ فِرَاقَهَا (¬3): أَدْبِرِي، فَتَقُولُ: أَنْشُدُكَ الرَّحِمَ، أَنْشُدُكَ الْوَلَدَ (¬4). وَيُرْوَى عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو - وَقِيلَ: عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ - أَنَّهُ أَسْلَمَ، فَذَكَرَ قَرِيبًا مِنْ هَذَا الْمَعْنَى: [4125] أخبرنا بِحَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا عَلِيُّ بْنُ سَلْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ (¬5)، [ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ] (¬6)، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) حكاه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 815) من طريق جبارة بن مغلس. (¬2) قوله: "وهاجرن معي" ليس في (م). (¬3) في (ع): "فراقيها". (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 46). (¬5) هو: علي بن الحسن بن سلم. انظر تاريخ الإسلام (7/ 147). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 328).

مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي عَشْرُ نِسْوَةٍ، أَرْبَعٌ مِنْهُنَّ مِنْ قُرَيْشٍ، إِحْدَاهُنَّ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَخَلِّ سَائِرَهُنَّ". فَاخْتَرْتُ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا، مِنْهُنَّ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ (¬1). [4126] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا حَاجِبُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، ثنا آدَمُ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ (¬2). [4127] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا (¬3): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬4)، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ (¬5)، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي خَمْسُ نِسْوَةٍ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "فَارِقْ وَاحِدَةً وَأَمْسِكْ أَرْبَعًا". فَعَمَدْتُ إِلَى أَقْدَمِهِنَّ عِنْدِي عَاقِرٌ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً فَفَارَقْتُهَا (¬6). وَذَهَبَ الطَّحَاوِيُّ إِلَى أَنَّ التَّخْيِيرَ (¬7) إِنَّمَا كَانَ (¬8) لِأَنَّ عُقُودَهُمْ كَانَتْ فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَجُوزُ الْجَمْعُ بَيْنَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ. قَالَ: وَعُقُودُ الْمُشْرِكِينَ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3344) من طريق آدم به. (¬2) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 261) عن إبراهيم بن الهيثم بن المهلب به. (¬3) في النسخ: "قال"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 329). (¬4) في (م): "أبو العباس محمد بن يعقوب الدوري". (¬5) في (م): "أبي الزناد". (¬6) أخرجه الشافعي الأم (6/ 421). (¬7) في (ع): "التخير". (¬8) في النسخ: "إنما به كان" والمثبت من المختصر.

الْآنَ كُلُّهَا بَعْدَ وُرُودِ الشَّرْعِ بِالتَّحْرِيمِ (¬1). قُلْنَا (¬2): هَذَا فِرَارٌ مِنَ الْحَدِيثِ، وَقَوْلُكُمْ يُنْقَضُ بِالْوَلِيِّ وَالشُّهُودِ وَالْخُلُوِّ مِنَ الْعِدَّةِ، فَإِنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ وَجَبَ بِالشَّرْعِ، وَعُقُودُ الْمُشْرِكِينَ قَدْ تَخْلُو (¬3) مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْآنَ بَعْدَ وُجُوبِهَا، وَلَا يُحْكَمُ بِبُطْلَانِهَا إِذَا أَسْلَمُوا. ثُمَّ يَقُولُ: لَمْ يَبْلُغْنَا إِبَاحَةُ الْجَمْعِ بَيْنَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ ثَابِتَةٌ فِي ابْتِدَاءِ شَرْعِنَا، ثُمَّ لَوْ كَانَتْ فَلَمْ يَبْلُغْنَا (¬4) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَفْسَرَ وَاسْتَفْصَلَ حَالَ عُقُودِهِمْ كَانَتْ قَبْلَ التَّحْرِيمِ أَوْ بَعْدَهُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * * ¬

_ (¬1) انظر: شرح معاني الآثار للطحاوي (3/ 252). (¬2) في النسخ: "ولنا"، والمثبت من المختصر. (¬3) في النسخ: "يخلو"، والمثبت من السابق. (¬4) من قوله: "إباحة الجمع" إلى هنا ليس في (م).

مسألة (439): وإذا أسلم أحدهما بعد الدخول توقف النكاح على انقضاء العدة

مَسْأَلَةٌ (439): وَإِذَا أَسْلَمَ أَحَدُهُمَا بَعْدَ الدُّخُولِ تَوَقَّفَ (¬1) النِّكَاحُ عَلَى انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِذَا اخْتَلَفَ بَيْنَهُمَا (¬3) الدِّينُ وَالدَّارُ انْقَطَعَ النِّكَاحُ بَيْنَهُمَا (¬4). [4128] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فَذَكَرَ مُنَاظَرَةً جَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَعْضِ النَّاسِ، أَظُنُّهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ، فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ - قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ؟ قِيلَ: أَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَهِيَ دَارُ خُزَاعَةَ، وَخُزَاعَةُ مُسْلِمُونَ قَبْلَ الْفَتْحِ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ، وَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَهِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ مُقِيمَةٌ عَلَى غَيْرِ الْإِسْلَامِ، وَأَخَذَتْ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَتِ: اقْتُلُوا الشَّيْخَ الضَّالَّ. ثُمَّ أَسْلَمَتْ هِنْدٌ بَعْدَ إِسْلَامِ أَبِي سُفْيَانَ بِأَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، وَقَدْ كَانَتْ كَافِرَةً مُقِيمَةً بِدَارٍ [لَيْسَتْ] (¬5) بِدَارِ الْإِسْلَامِ يَوْمَئِذٍ، وَزَوْجُهَا (¬6) مُسْلِمٌ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ وَهِيَ فِي دَارِ حَرْبٍ، ثُمَّ ¬

_ (¬1) في النسخ: "يوقف"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (6/ 138)، ومختصر المزني (ص 231)، والحاوي الكبير (9/ 258)، والمجموع (17/ 404). (¬3) في النسخ: "بهما"، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: المبسوط (5/ 45)، وبدائع الصنائع (2/ 336)، والهداية في شرح البداية (1/ 213). (¬5) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من الأم للشافعي والمختصر. (¬6) في (ع): "وزوجتها"، وسياق العبارة في (م): "وقد كانت كافرة مقيمة بدار حرب وأبو سفيان بدار الإسلام يومئذ"، والمثبت من أصل الرواية.

صَارَتْ مَكَّةُ دَارَ الْإِسْلَامِ وَأَبُو سُفْيَانَ بِهَا (¬1) مُسْلِمٌ وَهِنْدٌ كَافِرَةٌ، ثُمَّ أَسْلَمَتْ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ، وَاسْتَقَرَّا (¬2) عَلَى النِّكَاحِ؛ لِأَنَّ عِدَّتَهَا لَمْ تَنْقَضِ حَتَّى أَسْلَمَتْ. وَكَانَ كَذَلِكَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَإِسْلَامُهُ، وَأَسْلَمَتِ (¬3) امْرَأَةُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَامْرَأَةُ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ بِمَكَّةَ (¬4)، [فَصَارَتْ دَارُهُمَا دَارَ الْإِسْلَامِ، وَظَهَرَ حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ] (¬5)، وَهَرَبَ عِكْرِمَةُ إِلَى الْيَمَنِ، وَهِيَ دَارُ حَرْبٍ، وَصَفْوانُ يُرِيدُ الْيَمَنَ، وَهِيَ دَارُ حَرْبٍ، ثُمَّ رَجَعَ صَفْوَانُ (¬6) إِلَى مَكَّةَ، وَهِيَ دَارُ الْإِسْلَامِ، وَشَهِدَ حُنَيْنًا وَهُوَ كَافِرٌ، ثُمَّ أَسْلَمَ فَاسْتَقَرَّتْ عِنْدَهُ امْرَأَتُهُ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، [وَرَجَعَ عِكْرِمَةُ وَأَسْلَمَ، فَاسْتَقَرَّتْ عِنْدَهُ امْرَأَتُهُ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ] (¬7)؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ تَنْقَضِ (¬8)، يَعْنِي عِدَّتَهُمَا. فَقُلْتُ لَهُ: مَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ أَمْرِ أَبِي سُفْيَانَ وَحَكِيمٍ وَأَزْوَاجِهِمَا، وَأَمْرِ صَفْوَانَ وَعِكْرِمَةَ وَأَزْوَاجِهِمَا، أَمْرٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْمَغَازِي، وَقَدْ حَفِظَ أَهْلُ الْمَغَازِي، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَتْ عِنْدَ رَجُلٍ بِمَكَّةَ، فَأَسْلَمَتْ (¬9) ¬

_ (¬1) قوله: "بها" ليس في (م). (¬2) زاد هنا في النسخ: "قبل"، ولعلها مقحمة، والمثبت هو الموافق لما في أصل الرواية والمختصر ومعرفة السنن (10/ 140). (¬3) في (ع): "وسلمت". (¬4) قوله: "بمكة" ليس في (م). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر ومعرفة السنن (10/ 140). (¬6) قوله: "صفوان" ليس في (م). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ ولا في المختصر، وهو غير موجود في نسخ الأم، وقد أثبته المحقق من الطبعة البولاقية، وهو ثابت في معرفة السنن للمؤلف (10/ 141). (¬8) في النسخ: "ينقض"، والمثبت من المختصر. (¬9) قوله: "فأسلمت" ليس في (م).

وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَدِمَ زَوْجُهَا وَهِيَ فِي الْعِدَّةِ فَاسْتَقَرَّا عَلَى النِّكَاحِ (¬1). جَمِيعُ مَا ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - مِنْ خُزَاعَةَ، وَأَمْرِ أَبِي سُفْيَانَ وَامْرَأَتِهِ وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ مَذْكُورٌ فِي الْمَغَازِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬2) بْنِ يَسَارٍ الَّذِي: [4129] أخبرناه (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، إِلَّا أنَّهُ لَمْ يَذْكُرْهُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَأَوْرَدَهُ، بَلْ ذَكَرَهُ بِالتَّفَارِيقِ، وَفِيهِ طُولٌ، فَتَرَكْتُهُ اخْتِصَارًا. [4130] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ هَرَبَ مِنَ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وشَهِدَ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ مُشْرِكًا، وَامْرَأَتُهُ مُسْلِمَةٌ، وَاسْتَقَرَّا عَلَى النِّكَاحِ - يَعْنِي حِينَ (¬4) أَسْلَمَ صَفْوَانُ - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ بَيْنَ إِسْلَامِ صَفْوَانَ وَامْرَأَتِهِ نَحْوٌ مِنْ شَهْرٍ (¬5) (¬6). [4131] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، ¬

_ (¬1) الأم للشافعي (6/ 394). (¬2) قوله: "ابن إسحاق" ليس في (م). (¬3) في (م): "أخبرنا". (¬4) قوله: "حين" كذا في النسخ والمختصر، وغير موجود في أصل الرواية، وفي مصادر التخريج: "حتى"، انظر موطأ مالك رواية يحيى (2/ 52). (¬5) كذا في السنن الكبير (14/ 334) والمختصر والطبعة البولاقية من الأم، وفي النسخة (ص) و (م) من الأم: "شهرين". (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 598).

أَنَّ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ، وَهَرَبَ زَوْجُهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مِنَ الْإِسْلَامِ، حَتَّى قَدِمَ الْيَمَنَ، فَارْتَحَلَتْ أُمُّ حَكِيمٍ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَيْهِ بِالْيَمَنِ، وَدَعَتْهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ، وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَثَبَ إِلَيْهِ فَرِحًا، وَمَا (¬1) عَلَيْهِ رِدَاءٌ، حَتَّى بَايَعَهُ، فَثَبَتَا عَلَى نِكَاحِهِمَا ذَلِكَ (¬2). [4132] وبهذا (¬3) الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ امْرَأَةً هَاجَرَتْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَزَوْجُهَا كَافِرٌ مُقِيمٌ بِدَارِ الْكُفْرِ إِلَّا فَرَّقَتْ هِجْرَتُهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا، إِلَّا أَنْ يَقْدَمَ زَوْجُهَا مُهَاجِرًا قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا، وَأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ امْرَأَةً فُرِّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا إِذَا قَدِمَ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا (¬4). [4133] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ شاكِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - والْمُؤْمِنِينَ، كَانَ (¬5) مُشْرِكِي أَهْلِ حَرْبٍ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ، وَمُشْرِكِي أَهْلِ عَهْدٍ لَا يُقَاتِلُهُمْ وَلَا يُقَاتِلُونَهُ، فَكَانَ إِذَا هَاجَرَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَرْبِ لَمْ تُخْطَبْ حَتَّى تَحِيضَ وَتَطْهُرَ، فَإِذَا طَهُرَتْ حَلَّ لَهَا النِّكَاحُ، فَإِنْ هَاجَرَ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْكِحَ رُدَّتْ إِلَيْهِ. ¬

_ (¬1) قوله: "ما" ليس في (م). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 152/ ب). (¬3) في النسخ: "هذا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 334). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 152/ ب). (¬5) كذا في النسخ، والمختصر، والسنن الكبير (14/ 335)، وفي صحيح البخاري: "كانوا".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِي الصَّحِيحِ هَكَذَا (¬1). وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الدَّارَ لَمْ تَكُنْ تُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا. [4134] أخبرنا أَبُو سهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمِهْرَانِيُّ الْمُزَكِّي - رحمه الله -، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ (¬2)، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَدَّ ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ بِنِكَاحِهَا الْأَوَّلِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ (¬3)، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬4). وَهَذَا مِمَّا سَمِعَهُ [يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ] (¬5)، فَقَدْ: [4135] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْنَبَ ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، لَمْ (¬6) يُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ [سِتِّ] ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 48). (¬2) في (ع): "البزار". (¬3) في (ع): "والسنجر"، وفي (م): "عن السنجر"، والمثبت هو الصواب كما في مصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (11/ 355). (¬4) سنن أبي داود (3/ 554). (¬5) في النسخ: "وهذا مما سمعه محمد بن إسحاق عن يزيد بن هارون"، وهو تحريف وانتقال نظر، والمثبت الصواب كما في الحديث السابق وكما في سائر الأسانيد. (¬6) في (م): "ولم".

سِنِينَ (¬1) (¬2). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا فِي السُّنَنِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬3). فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ اخْتِلَافَ الدَّارِ لَا يَضُرُّ (¬4) قَبْلَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ، وَلَا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ أَنْكَرَهُ، وَاسْتَبْعَدَ بَقَاءَ الْعِدَّةِ سَنَتَيْنِ (¬5) وَسِتَّ سِنِينَ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ مُدَّةِ عِدَّتِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ وَقْتِ إِسْلَامِهَا وَهِجْرَتِهَا، وَلَكِنْ مِنْ وَقْتِ نُزُولِ آيَةِ تَحْرِيمِ الْمُسْلِمَاتِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَهُوَ بَعْدَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَبُو الْعَاصِ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَخَذَهُ أَبُو بَصِيرٍ أَوْ غَيْرُهُ أَسِيرًا، وَبُعِثَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَجَارَتْهُ (¬6) زَيْنَبُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، وَرَدَّ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنَ الْوَدَائِعِ، وَأَظْهَرَ إِسْلَامَهُ، فَلَمْ يَكُنْ [بَيْنَ] (¬7) تَوَقُّفِ نِكَاحِهَا عَلَى انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ وَبَيْنَ إِسْلَامِهِ إِلَّا الْيَسِيرُ. فَأَمَّا مَا (¬8): ¬

_ (¬1) في النسخ: "بعد سنتين"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (14/ 336). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (6/ 382). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 554). (¬4) في النسخ: "تضر"، والمثبت من المختصر. (¬5) في النسخ: "سنين"، وساقطة من المختصر، والمثبت هو الموافق لما تقدم في الروايتين السابقتين. (¬6) في النسخ: "وآجرته"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (14/ 336). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬8) قوله: "ما" ليس في (م).

[4136] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ (¬1)، أنا [أَبُو] (¬2) يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ردَّ ابْنَتَهُ إِلَى أَبِي الْعَاصِ بِمَهْرٍ جَدِيدٍ وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ (¬3). فَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. [4137] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: هَذَا لَا يَثْبُتُ، وَحَجَّاجٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، الصَّوَابُ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬4). وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ عَنْهُ الْبُخَارِيَّ فَقَالَ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَصَحُّ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ (¬5). وَبَيَانُ هَذَا كُلِّهِ مَرْوِيٌّ فِي كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ (¬6). وَحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ أَنَّ حَجَّاجًا - يَعْنِي ابْنَ أَرْطَاةَ - لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَأَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬7) ¬

_ (¬1) في النسخ: "حبان"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 337). وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (8/ 305). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬3) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1462) عن يزيد بن هارون. (¬4) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 231/ أ). (¬5) العلل الكبير للترمذي (ص 167). (¬6) معرفة السنن (10/ 140) كتاب: لا ينفسخ النكاح إذا أسلم أحدهما باختلاف الدار حتى تنقضي عدتها. (¬7) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير. وانظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (1/ 171).

الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ عَمْرٍو، فَهَذَا وَجْهٌ (¬1) لَا يَعْبَأُ بِهِ أَحَدٌ يَدْرِي مَا الْحَدِيثُ (¬2). وَالَّذِي ذَكَرَهُ بَعْضُ أَكَابِرِهِمْ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رَدِّ ابْنَتِهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِأَنْ قَالَ: عَلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِتَحْرِيمِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ رُجُوعَ الْمُؤْمِنَاتِ إِلَى الْكُفَّارِ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عِنْدَهُ إِلَّا بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ. وَأَمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمْ يَعْلَمْ بِتَحْرِيمِ اللَّهِ تَعَالى [رُجُوعَ (¬3) الْمُؤْمِنَاتِ إِلَى الْكُفَّارِ حِينَ عَلِمَ بِرَدِّ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ، فَقَالَ: رُدَّهَا] (¬4) بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ بَيْنَهُمَا فَسْخُ نِكَاحٍ. فَلَيْسَ هُوَ بِجَمْعٍ صَحِيحٍ، وَمَا هُوَ إِلَّا سُوءُ ظَنٍّ (¬5) بِالصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -، حَيْثُ نَسَبَهُمْ إِلَى أَنَّهُمْ (¬6) يَتَحَارَفُونَ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ عَلَى مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ غَيْرِ سَمَاعٍ مِنْ أَحَدٍ. ثُمَّ نَقُولُ: أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬7) فَلَمْ يُثْبِتْهُ الْحُفَّاظُ عَلَى مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، وَلَوْ كَانَ ثَبَتَ فَالظَّنُّ بِهِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ لَا يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَقْدَ نِكَاحٍ لَمْ يَحْضُرْهُ، وَلَمْ يُثْبِتْهُ بِشُهُودِ مَنْ يَثِقُ بِهِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَقُولُ: "رَدَّهَا عَلَيْهِ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا" إِلَّا بَعْدَ إِحَاطَةِ الْعِلْمِ بِهِ (¬8) - بِنَفْسِهِ أَوْ عَمَّنْ ¬

_ (¬1) في (م): "أوجه". (¬2) قاله المؤلف أيضًا في السنن الكبير (14/ 337). (¬3) قوله: "رجوع" ليس في المختصر، وأثبتناه ليستقيم السياق. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬5) في (م): "الظن". (¬6) في (م): "ما"، وليست في (ع)، والمثبت من المختصر. (¬7) في (ع): "عمر". (¬8) قوله: "به" ليس في (م).

يَثِقُ بِهِ - بِكَيْفِيَّةِ الرَّدِّ، وَكَيْفَ يَشْتَبِهُ عَلَى مِثْلِهِ نُزُولُ الْآيَةِ فِي الْمُمْتَحَنَةِ قَبْلَ رَدِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ، وَإِنِ اشْتَبَهَ ذَلِكَ عَلَيْهِ - رضي الله عنه - فِي وَقْتِ نُزُولِهَا، أَفَيَشْتَبِهُ (¬1) ذَلِكَ عَلَيْهِ حِينَ رَوَى هَذَا الْخَبَرَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدْ عَلِمَ مَنَازِلَ الْقُرْآنِ وَتَأْوِيلَهُ؟ ! هَذَا بَعِيدٌ، لَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَيْهِ. [4138] قال الشَّارَكِيُّ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنتَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ (¬2) فَأَسْلَمَتْ، وَهَاجَرَتْ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا، ثُمَّ كَانَ عَلَى نِكَاحِهِ (¬3). [4139] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ (¬4)، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَغْلِبَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَأَسْلَمَتْ، فَدَعَاهُ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَقَالَ: إِمَّا أَنْ تُسْلِمَ وَإِمَّا أَنْ أَنْزِعَهَا مِنْكَ، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، فَنَزَعَهَا عُمَرُ مِنْهُ (¬5). [4140] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ السَّفَّاحِ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كُرْدُوسٍ (¬6) قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ يُقَالُ ¬

_ (¬1) في (م): "فيشتبه". (¬2) في النسخ: "ابن أبي الربيع"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تاريخ دمشق (67/ 3)، والإصابة (12/ 407). (¬3) أخرجه سحنون في المدونة (2/ 213) من طريق ابن لهيعة. (¬4) في (م) "الهرام". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 622). (¬6) في النسخ: "كروس"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (3/ 229).

لَهُ: عُبَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، قَدْ أَسْلَمَتِ امْرَأَتُهُ، وَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، فَفَرَّقَ عُمَرُ - رضي الله عنه - بَيْنَهُمَا (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 622).

قَالَ: أَحَادِيثُ ذَكَرَهَا عَلَى ظَهْرِ الْخَبَرِ، قَالَ: مِنْ تَفَارِيقِ الْمَذْهَبِ، فَخِفْتُ أَنِّي رُبَّمَا أَنْسَاهَا عِندَ انْتِهَاءِ الْكِتَابِ فأَثْبَتُّهَا هَا هُنَا (¬1). [4141] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا [أَبُو] (¬2) الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ، أنا الْمُغِيرَةُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَشُرَيْحٍ - رضي الله عنهم - قَالُوا: لَا نِكَاحَ إِلَّا (¬3) بِوَلِيٍّ، إِلَّا امْرَأَةً يَعْضِلُهَا الْوَلِيُّ فَتَأْتِي السُّلْطَانَ أَوِ الْقَاضِيَ (¬4). [4142] قال (¬5): وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ (¬6) بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ (¬7)، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ سَيِّدَةً مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَأبَى (¬8) أَبُوهَا أَنْ يُزَوِّجَهَا، فَكَتَبَ (¬9) إِلَى عُثْمَانَ، فكَتَبَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه -: إِنْ (¬10) كَانَ كُفُؤًا فَقُولُوا لِأَبِيهَا يُزَوِّجُهَا، فَإِنْ أَبَى أبُوهَا فَزَوِّجُوهَا (¬11). ¬

_ (¬1) أظن أن هذا من كلام راوي الكتاب، وهذا الجزء من الكتاب حتى الحديث رقم (4156) ليس في المختصر. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) قوله: "إلا" ليس في (م). (¬4) أخرجه وكيع في أخبار القضاة (2/ 293) من طريق عبد الواحد. (¬5) القائل هو: أبو الوليد الفقيه. (¬6) في (ع): "الحسين". (¬7) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) في النسخ: "فأتى"، والمثبت من السابق. (¬9) في أصل الرواية: "فكتبت". (¬10) قوله: "إن" ليس في (ع). (¬11) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 58).

[4143] قال: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ (¬1)، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَنْكَحَ الرَّجُلُ ابْنَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَلَا نِكَاحَ لَهُ، وَإِذَا زَوَّجَهُ وَهُوَ صَغِيرٌ جَازَ نِكَاحُهُ" (¬2). [4144] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. [4145] قال أَبُو الْوَلِيدِ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: إِذَا زَوَّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ أَوِ ابْنَهُ الصَّغِيرَ فَلَا خِيَارَ لَهُمَا إِذَا شَبَّا (¬3). [4146] قال: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ وَحَمَّادًا عَنِ الرَّجُلِ يُزَوِّجُ ابْنَهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، قَالَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: الصَّدَاقُ عَلَى الِابْنِ الَّذِي أَنْكَحْتَهُ. يَعْنِي إِذَا كَانَ صَغِيرًا (¬4). [4147] وبإسناده، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَتْ رَجُلًا عَلى أَنَّهُ حُرٌّ فَوُجِدَ عَبْدًا. [قَالَ: تُخَيَّرُ] (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبيد بن دينار"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (14/ 474). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 59). (¬3) المصدر السابق (9/ 59). (¬4) المصدر السابق (9/ 60) عن وكيع. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج. (¬6) المصدر السابق (9/ 93) عن وكيع.

[4148] قال: وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا غُنْدَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ دَلَّسَ نَفْسَهُ لِامْرَأَةٍ، فَزَعَمَ أَنَّهُ حُرٌّ وَهُوَ عَبْدٌ، قَالَ: تُخَيَّرُ (¬1) (¬2). [4149] قال: وَثَنَا الْحَسَنُ (¬3)، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدٍ أَتَى قَوْمًا فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ حُرٌّ، فَأَنْكَحُوهُ امْرَأَةً حُرَّةً، قَالَ: إِذَا عَلِمَتْ بِهِ فَإِنْ شَاءَتْ فَارَقَتْهُ، وَإِنْ شَاءَتْ (¬4) مَكَثَتْ عِنْدَهُ (¬5). قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْوَلِيدِ: وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَسْنَدَهُ غَيْرُهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ. [4150] ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا تَؤُمُّ الْمَرْأَةُ وَلَا تُنْكِحُ (¬6). [4151] وحدثنا الحَسَنُ بْنُ سُفيَان، ثنا شَيْبَانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلمَة، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ (¬7)، أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ (¬8) عَرَبِيَّةٌ وَابْنَةٌ مِنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "يخير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) المصدر السابق (9/ 93). (¬3) في النسخ: "الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، فهو الحسن بن سفيان. انظر ترجمته في: تاريخ دمشق (7/ 188). (¬4) في (ع): "فارقته وشاءت". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 94). (¬6) المصدر السابق (3/ 570) من طريق وكيع. (¬7) اسمه: عباد بن نسيب. انظر تهذيب الكمال (14/ 169). (¬8) في (ع): "ابنته".

سُرِّيَةٍ (¬1)، فَزَوَّجَ بِنْتَ الْعَرَبِيَّةِ وَأُهْدِيَتْ (¬2) إِلَيْهِ ابْنَةُ السُّرِّيَةِ فَوَقَعَ بِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فَقَضَى عَلَى ابْنَتِهِ السُّرِّيَةِ بِمَتَاعِ بِنْتِهَا (¬3)، بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا، وَأَمَرَ الْأَبَ أَنْ يُجَهِّزَ ابْنَتَهُ الْعَرَبِيَّةَ وَيُرْسِلَ بِهَا إِلَى زَوْجِهَا (¬4). [4152] وحدثنا، الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أيُّوبَ قال: نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ قرْحَاءَ (¬5) - رَجُلٌ مِنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَعَ بَيْنَ امْرَأَةِ رَجُلٍ وَابْنَتِهِ مِنْ غَيْرِهَا (¬6). [4153] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفَيْانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ وَالْحَسَنِ، فِيمَنْ تَزَوَّجَ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ عَلَى الْمُسْلِمَةِ، قَالَا: يَقْسِمُ بَيْنَهُمَا سَوَاءً (¬7). [4154] قال: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ الْحَسَنَ وَأَبَا الْعَالِيَةِ يَجْعَلَانِ لِلْمُطَلَّقَةِ الَّتِي قَدْ دُخِلَ بِهَا وَالَّتِي لَمْ يُدْخَلْ بِهَا مَتَاعًا، قَالَ سَعِيدٌ: إِنَّمَا كَانَ لَهَا فِي سُورةِ الْأَحْزَابِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ جُعِلَ لِلَّتِي فُرِضَ [لَهَا] (¬8) نِصْفُ ¬

_ (¬1) في النسخ في هذا الموضع والموضعين الآتيين: "سبرية"، ولا معنى له، ويغلب على الظن أنه تصحيف من: "سرية" كما أثبتنا، والله أعلم. (¬2) هنا حدث التفات في العبارة، فالذي أهديت إليه ليس هو الرجل بل زوج ابنته. (¬3) كذا في النسخ، ويغلب على الظن أنه تصحيف، وأن الصواب: "بمتاع مثلها"، والله أعلم. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 126) بمعناه. (¬5) في (م): "قرح". (¬6) المصدر السابق (9/ 148). (¬7) المصدر السابق (10/ 109). (¬8) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من أصل الرواية.

الصَّدَاقِ وَلَا مُتْعَةَ [لَهَا] (¬1) (¬2). [4155] قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ (¬3)، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ زَوَّجَ ابْنَتَهُ فَحَازَ (¬4) مَهْرَهَا، فَقَضَى عُمَرُ - رضي الله عنه - أَنَّهَا أَحَقُّ بِمَهْرِهَا مَا كَانَ قَائِمًا بِعَيْنِهِ، وَمَا اسْتَهْلَكَ الْأَبُ فَلَا يَكُونُ دَيْنًا عَلَيْهِ (¬5). [4156] قال: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ حَبَسَ رَجُلًا فِي سِتِّمِائَةٍ أَصَابَهَا مِنْ مَهْرِ ابْنَتِهِ حَتَّى جَاءَ بِهَا (¬6). آخِرُ الْأَحَادِيثِ الْمُلْحَقَةِ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) المصدر السابق (10/ 88). (¬3) كذا في النسخ: "عن عكرمة عن عبد الله المزني"، والصواب: "عن بكر بن عبد الله المزني"، كما في مصادر التخريج، فتحرف قوله: "عن بكر بن" إلى "عن عكرمة عن". وانظر ترجمة بكر في: تهذيب الكمال (4/ 216). (¬4) حاز مهرها؛ أي: قبضه وملكه. (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 221) عن سفيان. (¬6) المصدر السابق (6/ 221) من طريق سليمان الشيباني.

مسألة (440): نكاح الشغار باطل

مَسْأَلَةٌ (440): نِكَاحُ الشِّغَارِ بَاطِلٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ جَائِزٌ (¬2). وَدَلِيلُنا مَا: [4157] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الشَّافِعِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ (¬3) بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ (¬4) ابْنُ عَمِّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬5)، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (¬6) الصَّغَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مَالِكٌ (ح) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 445)، ومختصر المزني (ص 234)، والحاوي الكبير (9/ 323)، والمجموع (17/ 352). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 105)، وبدائع الصنائع (2/ 278)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 145)، والبناية شرح الهداية (5/ 156). (¬3) في النسخ: "عبد المطلب"، وهو خطأ، والمثبت من مصادر الترجمة. انظر تهذيب الكمال (24/ 355). (¬4) كتب في حاشية (م): "الشجرة للإمام الشافعي - رضي الله عنه -". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 197، 445). (¬6) قوله: "ابن إسحاق" ليس في (م).

أَخْبَرَنَا (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ الشِّغَارِ. والشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ ابْنَتَهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). [4158] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَالْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أَبِي (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ (¬4)، وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الشِّغَارِ. قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: زَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي (¬5). ¬

_ (¬1) في (م): "وأخبرنا". (¬2) صحيح البخاري (7/ 12). (¬3) صحيح مسلم (4/ 139). (¬4) زاد هنا في النسخ: "ح" أي تحويل الإسناد، والإسناد هنا متصل بدون تحويل كما في السنن الكبير للمؤلف (14/ 371). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 435).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ عَبْدَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الشِّغَارِ. وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ الرَّجُلَ، وَيُزَوَّجَ ابْنَتَهُ، وَلَا صَدَاقَ بَيْنَهُمَا (¬2). [4159] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ، ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدَةُ، فَذَكَرَهُ (¬3). [4160] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الشِّغَارِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَجَّاجٍ (¬4). وَرَوَاهُ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَهُ، وَزَادَ: وَالشِّغَارُ (¬5) أَنْ يَنْكِحَ هَذِهِ بِهَذِهِ بِغَيْرِ صَدَاقٍ، بُضْعُ هَذِهِ صَدَاقُ هَذِهِ، وَبُضْعُ هَذِهِ صَدَاقُ هَذِهِ. ذَكَرْنَا (¬6) فِي السُّنَنِ (¬7). [4161] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من صحيح مسلم، وهو ابن عمر العمري. انظر تهذيب الكمال (19/ 124). (¬2) صحيح مسلم (4/ 139). (¬3) انظر التخريج السابق. (¬4) صحيح مسلم (4/ 140). (¬5) في (م): "الشغار". (¬6) كذا، ولعله: "ذكرناه". (¬7) السنن الكبير للمؤلف (14/ 372).

مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَنْكَحَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ ابْنَتَهُ، وَأَنْكَحَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَتَهُ، وَكَانَا جَعَلَا صَدَاقًا، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ يَأْمُرُهُ بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ فِي كِتَابِهِ: هَذَا الشِّغَارُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). [4162] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ" (¬2). هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَهُوَ غَرِيبٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وَفِيمَا رَوَيْنَا (¬3) غُنْيَةٌ عَنْ (¬4) غَيْرِهِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 242). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3/ 559). (¬3) في (م): "رويناه". (¬4) في (م): "في".

مسألة (441): والمنكوحة ترد بالعيوب الخمسة

مَسْأَلَةٌ (441): وَالْمَنْكُوحَةُ (¬1) تُرَدُّ بِالْعُيُوبِ الْخَمْسَةِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تُرَدُّ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [4163] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: أَيُّمَا رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً وَبِهَا جُنُونٌ أَوْ جُذَامٌ أَوْ بَرَصٌ فَمَسَّهَا فَلَهَا (¬4) صَدَاقُهَا، وَذَلِكَ لِزَوْجِهَا غُرْمٌ عَلَى وَلِيِّهَا (¬5). [4164] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْقُشَيْرِيُّ الْأَصَمُّ لَفْظًا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَشُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) في (م): "المنكوحة". (¬2) انظر: الأم (8/ 654)، ومختصر المزني (ص 236)، والحاوي الكبير (9/ 338)، ونهاية المطلب (12/ 408)، والمجموع (17/ 373). (¬3) انظر: المبسوط (5/ 95)، وبدائع الصنائع (2/ 327)، والهداية في شرح البداية (2/ 273)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 25)، والبناية شرح الهداية (5/ 588). (¬4) في النسخ: "فله"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 147/ ب).

ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعٌ لَا يَجُزْنَ فِي بَيْعٍ وَلَا نِكَاحٍ: الْمَجْنُونَةُ، وَالْمَجْذُومَةُ، وَالْبَرْصَاءُ، وَالْعَفْلَاءُ (¬1) (¬2). رُوَاتُهُ (¬3) ثِقَاتٌ، وَالشَّافِعِيُّ - رحمه الله - إِنَّمَا ذَكَرَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ (¬4)، وَهُوَ صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا يَصِحُّ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ خِلَافُ ذَلِكَ. فَإِنْ تَعَلَّقُوا بِمَا: [4165] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ [أَبِي] (¬5) خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مَجْنُونَةً، أَوْ جَذْمَاءَ، أَوْ بِهَا بَرَصٌ، أَوْ بِهَا قَرْنٌ، فَهِيَ امْرَأَتُهُ؛ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ، وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ (¬6). قُلْنَا: هَذَا مُخْتَصَرٌ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ وَكِيعٍ: إِذَا لَمْ يَدْخُلْ بِهَا [فُرِّقَ] (¬7) بَيْنَهُمَا (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) العَفَل: هَنَة تخرج في فرج المرأة. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 399) من طريق عبد الوهاب بن عطاء. (¬3) في (م): "ورواته". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 216) من قوله. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سنن الدارقطني. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 399). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬8) قوله: "بينهما" ليس في (م). (¬9) أخرجه الشافعي في اختلاف علي وعبد الله، الملحق بالأم (8/ 423).

وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، [عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -] (¬1)، قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ فَوَجَدَ بِهَا جُنُونًا، أَوْ بَرَصًا، أَوْ جُذَامًا، أَوْ قَرْنًا (¬2)، فَدَخَلَ بِهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ؛ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ، وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ (¬3). فَكَأَنَّهُ - رضي الله عنه - أَبْطَلَ خِيَارَهُ بِالدُّخُولِ بِهَا بَعْدَ الْعِلْمِ بِجُنُونِهَا أَوْ غَيِرهِ، وفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ إِنْ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَاخْتَارَ الْفَسْخَ كَانَ لَهُ ذَلِكَ؛ لِشَرْطِهِ (¬4) فِي امْتِنَاعِ خِيَارِ الْفَسْخِ وُجُودَ مَا يَدُلُّ عَلَى رِضَاهُ بِذَلِكَ مِنْ دُخُولٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرْنَا فِي تَأْوِيلِ (¬5) حَدِيثِ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -[مَا رَوَى أَبُو حَامِدٍ الشَّارَكِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزِّيَادِيِّ، عَنْ عَفَّانَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه -] (¬6) كَانَ لَا يُجِيزُ (¬7) جُنُونًا، وَلَا بَرَصًا، وَلَا جُذَامًا، وَلَا عَفَلًا. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَجْنُونَةَ، أَوِ الْمَجْذُومَةَ، أَوِ الْعَفْلَاءَ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ دَخَلَ بِهَا، فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، وَإِنْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (14/ 423). (¬2) القرْن: شيء يكون في فرج المرأة يمنع من الوطء. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 243) عن الثوري. (¬4) في النسخ: "الشرط"، والمثبت من المختصر. (¬5) في (ع): "ويل". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. وأبو حامد الشاركي من شيوخ الحاكم. له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 80). (¬7) في النسخ: "يجز"، والمثبت من المختصر.

دَخَلَ بِهَا جَازَتْ عَلَيْهِ (¬1). [4166] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَرَأَى بِهَا بَيَاضًا فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا (¬2). إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ضَعِيفٌ. [4167] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ (¬3)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ جَمِيلِ (¬4) بْنِ زَيْدٍ الطَّائِيِّ (¬5) (ح) وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو سَعِيدٍ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْمُهَلَّبِيُّ الْبُسْتِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا نَيْسَابُورَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَكْرِيُّ، أنا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَفِيفُ بْنُ سالِمٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - امْرَأَةً مِنْ ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 245) عن الشعبي عن علي - رضي الله عنه - بنحوه. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 161) من طريق محمد بن سنان. (¬3) بعده في (م): "وأبو بكر القاضي وأبو سعيد بن". (¬4) في النسخ: "عن أبي جميل"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 554)، وسيأتي على الصواب. انظر ترجمته في الكامل لابن عدي (3/ 155). (¬5) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 234) من طريق أحمد بن عبد الجبار.

غِفَارٍ، فَدَخَلَ بِهَا، فَأَمَرَهَا فَنَزَعَتْ ثِيَابَهَا، فَرَأَى بَيَاضًا عِنْدَ ثَدْيِهَا، فَانْمَازَ (¬1) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْفِرَاشِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: "الْحَقِي بِأَهْلِكِ". وَكَمَّلَ لَهَا صَدَاقَهَا (¬2). لَفْظُ حَدِيثِ الْقَاضِي الْبُسْتِيِّ. [4168] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ - هُوَ الْأَشَجُّ - ثنا أَبُو بُكَيْرٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - امْرَأَةً، فَرَأَى بِكَشْحِهَا (¬3) وَضَحًا (¬4)، فَرَدَّهَا، وَقَالَ: "دَلَّسْتُمْ عَلَيَّ" (¬5). [4169] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِمَامُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبيهِ قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ (¬6) ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬7). [4170] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله -، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْجُذَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ¬

_ (¬1) في (م): "فانماز أي". والمعنى: تنحى عنها واعتزلها. (¬2) أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 251). (¬3) في (ع): "بكشها". والكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلوع. (¬4) الوَضَح: البياض، ويكنى به عن البرص. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 156) من طريق أبي سعيد الأشج. (¬6) في (م): "قال فارجع". (¬7) صحيح مسلم (7/ 37).

ثنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا عَدْوَى وَلَا هَامَةَ (¬1) وَلَا صَفَرَ (¬2)، وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ (¬3) مِنَ الْأَسَدِ". أَوْ قَالَ: "مِنَ الْأَسْوَدِ (¬4) ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ فَقَالَ: وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، فَذَكَرَهُ (¬5) (¬6). قَالَ الشَّيْخُ: فَأَمَرَ فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ بالتَّبَاعُدِ (¬7) مِنَ الْمَجْذُومِ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ (¬8) علَى مُصِحٍّ" (¬9). وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ: "لَا عَدْوَى" أَرَادَ بِهِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي ¬

_ (¬1) الهَامَة: الرأس، واسمُ طائرٍ، وهو المرادُ في الحديث؛ وذلك أنهُم كانوا يَتَشَاءَمُون بها، وهي من طَير الليل. وقيل: هي البُومَة، وقيل: كانت العرب تَزْعُم أن رُوح القتيل الذي لا يُدْرَكُ بِثَأرِهِ تَصِير هامَة، فتَقُول: اسْقُوني، فإذا أُدْرِكَ بِثَأرِه طَارَتْ. وقيل: كانُوا يَزْعُمُون أن عِظام الميت، وقيل: رُوحه، تَصِيرُ هَامةً فتَطِيرُ، ويُسَمُّونه الصَّدَى، فنَفَاه السلامُ ونهاهم عنه. النهاية (هوم). (¬2) كانت العَرَب تزعُم أن في البَطْن حيَّةً يقال لها: الصَّفَر، تُصِيب الإنسان إذا جَاع وتُؤْذِيه، وأنها تُعْدِي، فأبطَل الإسلامُ ذلك. وقيل: أرادَ به النَّسِيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرَّم إلى صَفَر، ويجعلون صَفَر هو الشهرَ الحرامَ، فأبطَله. النهاية (صفر). (¬3) في (م): "كما تفر". (¬4) الأَسْود: العظيم من الحيات. ويحتمل ضبطها: "الأسود". (¬5) في (م): "ذكر". (¬6) صحيح البخاري (7/ 126). (¬7) في النسخ: "التباعد"، والمثبت من المختصر. (¬8) في النسخ: "مرض"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (14/ 171). والممرض: مَن ماشيته مرضى، والمصح: من صحَّت ماشيته من الأمراض والعاهات. (¬9) أخرجه البخاري (7/ 138)، ومسلم (7/ 31).

كَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ إِضَافَةِ الْفِعْلِ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ تَعَالى، أَلَا تَرَاهُ (¬1) حِينَ عُورِضَ بِالْمُخَالَطَةِ قَالَ: "فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ ". ثُمَّ قَدْ تَكُونُ الْمُخَالَطَةُ سَبَبًا لِلْعَدْوَى بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالى. وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَى هَذَا، فَفِي نِكَاحِ مَنْ بهِ إِحْدَى هَذِهِ الْعُيُوبِ ضَرَرٌ كَبِيرٌ، وَلَا يَكُونُ مَعَ الْجُنُونِ تَأْدِيَةُ حَقٍّ، وَالنِّكَاحُ لِلْأُلْفَةِ وَالْعِشْرَةِ، وَهَذِهِ الْعُيُوبُ مَانِعَةٌ مِنَ الْمَقْصُودِ بِالنِّكَاحِ، فَثَبَتَ الْخِيَارُ بِوُجُودِهَا أَوْ وُجُودِ بَعْضِهَا. [4171] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ بِيَدِ مَجْذُومٍ فَوَضَعَهَا مَعَهُ فِي قَصْعَةٍ فَقَالَ: "كُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثِقَةً بِاللَّهِ (¬2) وَتَوَكُّلًا عَلَيْهِ" (¬3). فَفِيهِ بَيَانُ تَوَهُّمِ لُحُوقِ الضَّرَرِ بِمُخَالَطَتِهِ، لَكِنَّهُ احْتَمَلَهُ ثِقَةً بِاللَّهِ وَتَوَكُّلًا عَلَيْهِ. * * * ¬

_ (¬1) في (م): "ترى". (¬2) قوله: "ثقة بالله" ليس في (ع). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 62) عن محمد بن إسماعيل.

مسألة (442): وإذا عتقت الأمة تحت حر فلا خيار لها في فسخ

مَسْأَلَةٌ (442): وَإِذَا عَتَقَتِ (¬1) الْأَمَةُ تَحْتَ حُرٍّ فَلَا خِيَارَ لَهَا فِي فَسْخٍ (¬2) (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهَا خِيَارُ الْفَسْخِ (¬4). [4172] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو (¬5) الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ، قَالَا (¬6): أنا أَبُو النَّضْرِ - يَعْنِيَانِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهَ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ وَأَبُو الْوَلِيدِ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا اشْتَرَتْ بَرِيرَةَ مِنْ أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَاشْتَرَطُوا الْوَلَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) في (م): "أعتقت". (¬2) زاد هنا في المختصر: "النكاح". (¬3) انظر: الأم (6/ 316)، ومختصر المزني (ص 238)، والحاوي الكبير (9/ 357)، والمجموع (17/ 400). (¬4) انظر: المبسوط (5/ 114)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 166)، والبناية شرح الهداية (5/ 221)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (3/ 215). (¬5) في (ع): "أبو". (¬6) في (م): "قال".

"الْوَلَاءُ (¬1) لِمَنْ وَلِيَ النِّعْمَةَ". وَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ زَوْجُهَا عَبْدًا (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬3). [4173] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَنْدُويَهْ حَبْشُونُ الْبُنْدَارُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: وَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ زَوْجُهَا عَبْدًا، وَلَوْ كَانَ زَوْجُهَا حُرًّا مَا خَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). [4174] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ (¬5)، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَوْ كَانَ حُرًّا مَا خَيَّرَهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَرِيرٍ (¬6). [4175] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، ¬

_ (¬1) معنى وَلاء العِتق: أنه إذا ماتَ الْمُعْتَقُ وَرِثه مُعْتِقُه، أو وَرَثَةُ مُعْتِقِه. النهاية (ولا). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 458) مختصرا. (¬3) صحيح مسلم (4/ 215). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 441). (¬5) في (ع): "إسماعيل أبي سمية"، وفي (م): "إسماعيل بْن سمينة"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (24/ 479). (¬6) صحيح مسلم (4/ 214).

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ (¬1): كَانَ زَوْجُهَا (¬2) عَبْدًا، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَلَوْ كَانَ حُرًّا لَمْ يُخَيِّرْهَا (¬3). [4176] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ. وَعَنْ (¬4) أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ بَرِيرَةَ عَتَقَتْ وَهِيَ عِنْدَ مُغِيثٍ عَبْدٍ لِآلِ أَبِي أَحْمَدَ، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ: "إِنْ قَرَبَكِ فَلَا خِيَارَ لَكِ" (¬5). وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيَّرَهَا (¬6)، وَكَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا. أَخْرَجْنَاهُ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ (¬7). [4177] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى (ح) قَالَ (¬8): وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في (ع): "قلت". (¬2) في حاشية (م): "أي بريرة". (¬3) المصدر السابق (4/ 214) من طريق أبي خيثمة زهير. (¬4) في النسخ: "عن" بدون الواو، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 256). (¬6) في (م): "خير". (¬7) السنن الكبير للمؤلف (14/ 442). (¬8) في (م): "وقال".

- صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبَرِيرَةَ: "إِنْ شِئْتِ أَنْ تَسْتَقِرِّي تَحْتَ هَذَا الْعَبْدِ، وَإِنْ شِئْتِ أَنْ تُفَارِقِيهِ". فَفَارَقَتْهُ (¬1). [4178] قال عَلِيٌّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَتْ: وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدٍ، فَلَمَّا أَعْتَقْتُهَا قَالَ لَهَا رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ شِئْتِ تَمْكُثِي تَحْتَ هَذَا الْعَبْدِ، وَإِنْ شِئْتِ أَنْ تُفَارِقِيهِ" (¬2). [4179] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ مُوسَى، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ مَمْلُوكًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا عَتَقَتِ: "اخْتَارِي فِي زَوْجِكِ" (¬4). وَرُوِيَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ بِخِلَافِ هَذَا: [4180] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬5)، ثنا شُعْبَةُ (ح) وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 440). (¬2) المصدر السابق (4/ 440). (¬3) كذا في النسخ، وفي سنن الدارقطني برواية السلماسي ورواية الحارثي (ق 238/ ب) وكذا في إتحاف المهرة عنه (17/ 478): "عبيد الله"، وذكر محقق السنن أنه وقع في هامش (غ): "عبد الله"، وقد تقدمت رواية عبيد الله عن أسامة بن زيد. (¬4) المصدر السابق (4/ 445) من طريق يعقوب. (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 13).

شُعْبَةُ - الْمَعْنَى - عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِي بَرِيرَةَ لِلْعِتْقِ، فَأَرَادَ مَوَالِيهَا أَنْ يَشْتَرِطُوا وَلَاءَهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا". وَفِي خَبَرِ أَبِي دَاوُدَ: "اشْتَرِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". ثُمَّ اتَّفَقَا: وَخُيِّرَتْ مِنْ زَوْجِهَا. قَالَ: وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِلَحْمٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ ". فَقَالُوا: إِنَّمَا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ. فَقَالَ: "هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ شُعْبَةَ دُونَ هَذَا اللَّفْظِ: "وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا" (¬1). هَكَذَا رَوَاهُ مَنْصُورٌ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬2)، وَأَبُو مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ حُرًّا حِينَ أُعْتِقَتْ (¬3). وَيُقَالُ: إِنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَيْسَتْ مِنْ قَوْلِ عَائِشَةَ، إِنَّمَا هِيَ مِنْ قَوْلِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَقَدْ صَحَّ وَثَبَتَ مِنْ رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ أَخِيهَا، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهَا، وَغَيْرِهِمَا عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا حِينَ أُعْتِقَتْ، وَرِوَايَتُهُمَا مَعَ غَيْرِهِمَا أَوْلَى؛ لِقُرْبِهِمَا مِنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، وَلِسَمَاعِهِمَا لِلْحَدِيثِ [شِفَاهًا دَاخِلَ السِّتْرِ، وَلِأَنَّ أَبَا عَوَانَةَ وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ - وَهُمَا ثِقَتَانِ - رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ] (¬4) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 48). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 550). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 457) من طريق أبي معشر. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - (¬1)، وَبَيَّنَّا أَنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ مِنْ قَوْلِ الْأَسْوَدِ. أَمَّا حَدِيثُ أَبِي عَوَانَةَ: [4181] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو عُمَرَ (¬2) وَالْحَجَبِيُّ (¬3)، قَالَا: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا اشْتَرَتْ بَرِيرَةَ وَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا وَلَاءَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي اشْتَرَيْتُ بَرِيرَةَ لِأُعْتِقَهَا، وَإِنَّ أَهْلَهَا يَشْتَرِطُونَ وَلَاءَهَا، فَقَالَ: "أَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" أَوْ "لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ". قَالَ: فَاشْتَرَتْهَا (¬4) فَأَعْتَقَتْهَا، قَالَ (¬5): وَخُيِّرَتْ (¬6)، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَقَالَتْ: لَوْ أُعْطِيتُ كَذَا وَكَذَا مَا كُنْتُ مَعَهُ. قَالَ الْأَسْوَدُ: وَكَانَ (¬7) زَوْجُهَا حُرًّا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَوْلُ الْأَسْوَدِ مُنْقَطِعٌ، وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: "رَأَيْتُهُ عَبْدًا" أَصَحُّ (¬8). حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ مُخَرَّجٌ بَعْدَ هَذَا. ¬

_ (¬1) من قوله "لسماعها" إلى هنا ليس في (م). (¬2) هو: حفص بن عمر الحوضي. له ترجمة في: تهذيب الكمال (7/ 26). (¬3) هو: عبد الله بن عبد الوهاب. له ترجمة في: تهذيب الكمال (15/ 246). (¬4) في النسخ: "فاشتريتها"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 447). (¬5) في النسخ: "قالت"، والمثبت من السنن الكبير وصحيح البخاري. (¬6) قوله: "خيرت" ليس في (م). (¬7) في (م): "كان". (¬8) صحيح البخاري (8/ 154).

وَأَمَّا حَدِيثُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ: [4182] فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ شَادِلِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا الْوَلَاءَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلَاءَ، فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ". وَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ زَوْجِهَا فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا. قَالَ الْأَسْوَدُ: وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ (¬2) جَرِيرٍ (¬3). قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: خَالَفَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّاسَ فِي زَوْجِ بَرِيرَةَ فَقَالَ: إِنَّهُ حُرٌّ، وَقَالَ النَّاسُ: كَانَ عَبْدًا. [4183] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسى الْمُقْرِئَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ، فَذَكَرَهُ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا حِينَ أُعْتِقَتْ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (3/ 873). (¬2) في النسخ: "بن"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬3) صحيح البخاري (8/ 155). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 449) وعزاه له الحافظ في فتح الباري (9/ 407). (¬5) المصدر السابق (14/ 449).

وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ (¬1). فَقَدْ تَقَابَلَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَالْأَعْمَشِ بِحَدِيثِ الْأَسْوَدِ، وَبَقِيَ لَنَا رِوَايَةُ الْقَاسِمِ وَعُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مَعَ قُرْبِهِمَا مِنْهَا، وَأَنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ. قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ لَنَا: أَيُّهُمَا تَرَوْنَ أَثْبَتَ: عُرْوَةُ أَوْ إِبْرَاهِيمُ عَنِ الْأَسْوَدِ؟ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: أَهْلُ الْحِجَازِ أَثْبَتُ (¬2). يَعْنِي أَنَّ رِوَايَةَ عُرْوَةَ وَأَمْثَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [4184] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلْعَبَّاسِ: "أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا". فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ (¬3) رَاجَعْتِيهِ؛ فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أْتَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: "إِنَّمَا أَشْفَعُ". فَقَالَتْ: فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 442) من طريق يحيى بن أبي بكير. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 451). (¬3) في النسخ: "لا"، والمثبت من السنن الصغير للمؤلف (2/ 510).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ (¬1) عَبْدِ الْوَهَّابِ (¬2). [4185] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬3)، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ (¬4) أَبِي تَمِيمَةَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، ثنا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا؛ مُغِيثًا (¬5) عَبْدَ بَنِي فُلَانٍ، وَكَأَنِّي (¬6) أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَسْعَى فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ يَبْكِي عَلَيْهَا. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ وُهَيْبٍ، وَفِي لَفْظِ حَدِيثِ سُفْيَانَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ زَوْجُ بَرِيرَةَ فَقَالَ: كَانَ ذَلِكَ مُغِيثٌ عَبْدُ بَنِي فُلَانٍ، وَكَأَنِّي (¬7) أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتْبَعُهَا فِي الطُّرُقِ وَهُوَ يَبْكِي. أَخْرَجَهُ (¬8) الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ وُهَيْبٍ. وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ (¬9). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بن"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬2) صحيح البخاري (7/ 48). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 317). (¬4) في النسخ: "عن"، والمثبت من معرفة السنن للمؤلف (10/ 197). (¬5) كذا. (¬6) في (م): "كأني". (¬7) في (م): "كأني". (¬8) في (ع): "خرجه". (¬9) صحيح البخاري (7/ 48).

[4186] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا (¬2). تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا (¬3). وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ شَاهِدًا، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - غُنْيَةٌ. وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِذَا أُعْتِقَتْ لَمْ تُخَيَّرْ إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَوْجُهَا عَبْدًا (¬4). وَعَنِ [ابْنِ] (¬5) أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ (¬6) زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا، يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ (¬7). [4187] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬8) بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثنا ابْنُ مَوْهَبٍ، ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبيد الله"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (14/ 471). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 317). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 447). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 251) عن الثوري. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 445). (¬6) قوله: "كان" ليس في (ع). (¬7) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (10/ 246) من طريق الثوري عن ابن أبي ليلى. (¬8) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 104).

قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ كَانَ لَهَا غُلَامٌ وَجَارِيَةٌ زَوْجٌ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَهُمَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " [إِنْ] (¬1) أَعْتَقْتِهِمَا، فَابْدَئِي بِالرَّجُلِ قَبْلَ الْمَرْأَةِ" (¬2). ابْنُ مَوْهَبٍ هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَرَادَ بِالْبِدَايَةِ بِالرَّجُلِ لِئَلَّا يَكُونَ لَهَا الْخِيَارُ إِذَا عَتَقَتْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ تَابَعَهُ حَمَّادُ بْنُ (¬3) مَسْعَدَةَ عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ (¬4). [4188] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَالْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالُوا: لَا خِيَارَ لَهَا عَلَى الْحُرِّ (¬5). [4189] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ (¬6)، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (¬7)، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (14/ 445). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 552) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد. (¬3) قوله: "حماد بن" ليس في (م). (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 52) من طريق حماد. (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 171). (¬6) في النسخ: "البصري"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 445)، وهو: أبو الحسن الواعظ. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 719). (¬7) هو: عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم. انظر ترجمته في الكامل لابن عدي (7/ 77).

لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَا تُخَيَّرُ إِذَا أُعْتِقَتْ إِلَّا أَنْ يَكُونَ زَوْجُهَا عَبْدًا (¬1). [4190] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا (¬2): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ (¬3)، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا (¬4). هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 251) عن سفيان. (¬2) في النسخ: "قال"، والمثبت الجادة. (¬3) في النسخ: "صفية بنت أبي عبيدة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 445). وانظر ترجمتها في تهذيب الكمال (35/ 212). (¬4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 582) من طريق وهيب.

كتاب الصداق

وَمِنْ كِتَابِ الصَّدَاقِ

مسألة (443): أقل المهر لا يتقدر بالعشرة

مَسْأَلَةٌ (443): أَقَلُّ الْمَهْرِ لَا يَتَقَدَّرُ بِالْعَشَرَةِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ مُقَدَّرٌ بِالْعَشَرَةِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4191] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كَمْ [سُقْتَ] (¬3) إِلَيْهَا؟ " قَالَ: زِنَةُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 413)، ومختصر المزني (ص 239)، والحاوي الكبير (9/ 397)، والمجموع (18/ 3، 6). (¬2) انظر: شرح مختصر الطحاوي للجصاص (4/ 398)، والمبسوط (5/ 66)، وتحفة الفقهاء (2/ 136)، وبدائع الصنائع (2/ 275). (¬3) في النسخ: "سقيت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 152). (¬5) صحيح البخاري (7/ 21). (¬6) صحيح مسلم (4/ 144).

[4192] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رضي الله عنه - مَرَّ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -[وَعَلَيْهِ] (¬1) وَضرُ صُفْرَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْيَمْ". فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: "مَنْ؟ ". قَالَ: امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: "مَا أَصْدَقْتَ؟ ". قَالَ: نَوَاةً - أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ - مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" (¬2). [4193] أخبرناه الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسًا قَالَ: تَزَوَّجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (¬4). [4194] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ حَمْزَةَ الْهَرَوِيُّ، نا أَحْمَدُ (¬5) بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قُوِّمَتْ - يَعْنِي النَّوَاةَ - ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ وَثُلُثًا (¬6). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج. (¬2) أخرجه عبد بن حميد في المسند (3/ 223) عن يزيد بن هارون وفيه قصة. وهو عند البخاري في الصحيح (3/ 53) من طريق حميد. (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 591). (¬4) صحيح مسلم (4/ 144). (¬5) في النسخ: "أبو أحمد"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 495). انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 898). (¬6) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 199) وليس فيه: "وثلثا".

[4195] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ، ثنا عَبَّاسٌ الْبَيْرُوتِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، أَنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رضي الله عنه - تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قُوِّمَتْ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ (¬1). وَهَذَا أَشْبَهُ. [4196] فقد أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬2): قَوْلُهُ: نَوَاةٌ يَعْنِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ تُسَمَّى نَوَاةَ ذَهَبٍ، كَمَا سُمِّيَ الْأَرْبَعُونَ أُوقِيَّةً، وَكَمَا تُسَمَّى (¬3) الْعِشْرُونَ (¬4) نَشًّا (¬5). [4197] قال أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ، وَالنَّشُّ عِشْرُونَ، وَالنَّوَاةُ خَمْسَةٌ (¬6). [4198] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 495) هكذا، وأخرجه الطيالسي في المسند (3/ 479)، وسعيد بن منصور في السنن (1/ 198) عن شعبة وأبي عوانة كلاهما عن قتادة، فلم يذكرا في روايتيهما مقدار النواة، وأشار ابن التركماني في الجوهر النقي (7/ 237) لضعف رواية سعيد. (¬2) في النسخ: "أبو عبيدة"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 495). (¬3) في (ع): "سمى". (¬4) في النسخ: "عشرون"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 413). (¬6) المصدر السابق (1/ 412).

أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى وَيُوسُفُ الْقَاضِي وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ، قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً (¬1) عَلَى نَعْلَيْنِ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - نِكَاحَهُ (¬2). وَفِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ فَزَارَةَ جِيءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ (¬3) تَزَوَّجَتْ عَلَى نَعْلَيْنِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَرَضِيتِ مِنْ نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَجَازَهُ (¬4). عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تَكَلَّمُوا فِيهِ، وَمَعَ ضَعْفِهِ قَدْ رَوَى عَنْهُ الْأَئِمَّةُ. [4199] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَامِدٍ الْبَزَّازُ (¬5) بِهَمَذَانَ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ - هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ - ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَبِيحٍ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ - هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَافْلَانِيِّ (¬6) - ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ بَشَاشَةُ الْعُرْسِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْيَمْ؟ ". ¬

_ (¬1) في النسخ: "امرأتين"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 498)، وهو الموافق لمصادر التخريج. (¬2) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 292). (¬3) في (م): "وقد". (¬4) أخرجه الترمذي في السنن (2/ 583). (¬5) في النسخ: "البزار"، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر تاريخ الإسلام (9/ 487). (¬6) كذا، والذي في مصادر ترجمته: "سليمان بن محمد القافلاني". انظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 139).

فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ فُلَانَةً - امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ: "مَا أَصْدَقْتَهَا؟ ". قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ (¬1). قَالَ أَنَسٌ: فَحَزَرْنَاهَا رُبْعُ (¬2) مِثْقَالٍ - وَرُبْعَ مِثْقَالٍ دِرْهَمَيْنِ وَنِصْفًا - فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا تَرَاضَوْا عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ جَائِزٌ". [4200] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، [عَنْ] (¬3) سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ؛ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي (¬4) قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ. فَقَامَتْ قِيَامًا طَوِيلًا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا إِيَّاهُ؟ ". فَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلَّا إِزَارِي هَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِيَّاهُ جَلَسْتَ لَا إِزَارَ لَكَ، فَالْتَمِسْ (¬5) شَيْئًا". قَالَ: مَا أَجِدُ شَيْئًا قَالَ: "الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمٌ (¬6) مِنْ حَدِيدٍ". فَالْتَمَسَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا - لِسُوَرٍ (¬7) سَمَّاهَا - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الصحيح (7/ 20)، ومسلم في الصحيح (4/ 144) من طريق عبد العزيز بن صهيب. (¬2) في النسخ: "أربع"، والمثبت كما في تكملة الكلام، وهو الصواب. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) قوله: "إني" ليس في (م). (¬5) في (م): "فليلتمس". (¬6) كذا في النسخ بالرفع، قال النووي (9/ 213): "أي ولو حضر خاتم من حديد". (¬7) في النسخ: "السور"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 154).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ (¬2). [4201] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكرٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ فَقَدِ اسْتَحَلَّ" (¬3). [4202] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ، ثنا سَعِيدُ (¬4) بْنُ عَنْبَسَةَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، [عَنْ أَبِيهِ] (¬5)، عَنْ جَدِّهِ أَبِي لَبِيبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنِ اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ فَقَدِ اسْتَحَلَّ". يَعْنِي النِّكَاحَ (¬6). [4203] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا فُلَيْحُ بْنُ رَاشِدٍ (¬7)، ثنا عَاصِمُ بْنُ رَزِينٍ؛ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى كَفِّ تَمْرٍ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: أَعْطَاهَا صَدَاقًا. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 17). (¬2) صحيح مسلم (4/ 143). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 128)، (20/ 97). (¬4) في النسخ: "شعبة"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 498). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) أخرجه ابن شاهين في كتاب النكاح من طريق جارية بن هرم كما قال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 386) عن يحيى عن أبيه عن جده بلفظ: "يستحل النكاح بدرهمين فصاعدا". (¬7) كذا في النسخ: "فليح بن راشد"، وصوابه: "صالح بن راشد"، كما في مصادر ترجمته، انظر التاريخ الكبير للبخاري (4/ 279)، والكنى لمسلم (1/ 478)، وكذا هو في مصادر تخريج الحديث.

[4204] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬1)، ثنا إِسحَاقُ بْنُ جِبْرِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، أنا يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ (¬2) - ثنا مُوسَى بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رُومَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَعْطَى فِي صَدَاقِ امْرَأَةٍ مِلْءَ كَفَّيْهِ سَوِيقًا (¬3)، أَوْ تَمْرًا فَقَدِ اسْتَحَلَّ" (¬4). [4205] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا صَالِحُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى مِلْءِ كَفٍّ مِنْ طَعَامٍ؛ لَكَانَ ذَلِكَ صَدَاقًا" (¬5). [4206] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الزَّاهِدُ بِبُخَارَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُوزْجَانِيُّ، ثنا حَمُّ بْنُ نُوحٍ، ثنا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ رَجُلٍ عَلَى طَبَقٍ مِنْ تَمْرٍ صَيْحَانِيٍّ (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "ثنا أبو داود" ليس في (م). (¬2) في (ع): "يعني هارون". (¬3) السويق: طعام يُتخذ من القمح والشعير. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 244). (¬5) أخرجه أبو العباس الأصم في جزئه، رواية الطرازي (ص 216). (¬6) الصيحاني: نوع من تمر المدينة. (¬7) أخرجه أبو بكر بن زياد في الزيادات على كتاب المزني (ص 525) عن أبي الزبير بلفظ: "لو أن رجلا أصدق امرأة وقال بكفه هذا، وذكر الطعام، فرضيت به، كان لها صداقا".

[4207] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَنْكِحُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْقَبْضَةِ مِنَ الطَّعَامِ (¬1). فَإِنِ اعْتُرِضَ عَلَى حَدِيثِ جَابِرٍ - رضي الله عنه - بِأَنَّهُ وَرَدَ فِي نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، وَهُوَ مَنْسُوخٌ بِدَلِيلِ رِوَايَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ (¬2): كُنَّا نَسْتَمْتِعُ بِالْقَبْضَةِ مِنَ التَّمْرِ وَالدَّقِيقِ الْأَيَّامَ (¬3) عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه -، حَتَّى نَهَانَا عُمَرُ - رضي الله عنه - فِي شَأْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ (¬4). وَقَدْ مَضَتِ الدَّلَالَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ حَرَّمَ نِكَاحَ الْمُتْعَةِ بَعْدَ الرُّخْصَةِ، فَالنَّسْخُ إِنَّمَا وَرَدَ بِإِبْطَالِ الْأَجَلِ، لَا قَدْرِ مَا كَانُوا يَنْكِحُونَ (¬5) بِهِ مِنَ الصَّدَاقِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَفِيهِ أَخْبَارٌ أُخَرُ تَرَكْنَا (¬6) لِلْمُعَارَضَةِ. [4208] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، قَالَ: هَذَا شَيْءٌ خَالَفْتُمْ فِيهِ السُّنَّةَ، وَالْعَمَلَ، وَالْآثَارَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَقُلْهُ قَبْلَكُمْ (¬7) أَحَدٌ بِالْمَدِينَةِ عَلِمْنَاهُ، وَعُمَرُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 355). (¬2) قوله: "قال" ليس في (ع). (¬3) قوله: "الأيام" ليس في (م). (¬4) صحيح مسلم (4/ 131). (¬5) في النسخ: "ينحكون"، والمثبت من المختصر. (¬6) في المختصر: "تركناها". (¬7) في النسخ: "يقل قبل لكم" والمثبت من أصل الرواية.

الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: فِي ثَلَاثِ قَبَضَاتِ زَبِيبٍ مَهْرٌ. وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ - رحمه الله - يَقُولُ: لَوْ أَصْدَقَهَا سَوْطًا فَمَا فَوْقَهُ (¬1) جَازَ. وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ - رحمه الله - يُجِيزُ النِّكَاحَ عَلَى نِصْفِ دِرْهَمٍ وَأَقَلَّ (¬2). وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحِكَايَةِ. وَرَوَى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى سِوَاكٍ؛ لَكَانَ ذَلِكَ مَهْرًا (¬3). [4209] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: إِنْ رَضِيَتْ بِسِوَاكِ أَرَاكٍ (¬4)، فَهُوَ لَهَا مَهْرٌ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4210] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ (¬6)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَامِرٍ الْبَرْقَعِيدِيُّ، ثنا ابْنُ شُعَيْبٍ الدِّمَشْقِيُّ (¬7)، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ (¬8) (ح) ¬

_ (¬1) في النسخ: "فوقها"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) كتاب اختلاف مالك والشافعي، الملحق بالأم (8/ 613). (¬3) أخرجه ابن زياد في زيادته على كتاب المزني (ص 526). (¬4) الأراك: نوع من الشجر. (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 502)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 179) عن إسماعيل بن مسلم عن ابن عباس دون واسطة! . (¬6) الكامل لابن عدي (10/ 7). (¬7) هو: شعيب بن شعيب بن إسحاق، أبو محمد الدمشقي. له ترجمة في تهذيب الكمال (12/ 526). (¬8) هو: عبد القدوس بن الحجاج. له ترجمة في تهذيب الكمال (18/ 237).

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ الْبَلَدِيُّ (¬1)، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ الرَّسْعَنِيُّ (¬2)، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إِلَّا الْأَكْفَاءَ، وَلَا يُزَوِّجُهُنَّ إِلَّا الْأَوْلِيَاءُ، وَلَا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، أَحَادِيثُهُ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا (¬3). هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَالْحَمْلُ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَهُوَ مِمَّنْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ. وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ أَيْضًا لَا يُحْتَجُّ بِهِ. [4211] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إِلَّا مِنَ الْأَكْفَاءِ، وَلَا يُزَوِّجُهُنَّ إِلَّا الْأَوْلِيَاءُ، وَلَا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ" (¬4). قَالَ أَبُو أَحْمَدَ - رحمه الله -: وَهَذَا الْحَدِيثُ مَعَ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِهِ فِي الْمُتُونِ، وَمَعَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "الرازي"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (5/ 461). (¬2) في النسخ: "السعي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 358). (¬4) كذا رواه المؤلف بإسناده لابن عدي في الكامل، والذي في الكامل أنه روى بهذا الإسناد حديث حجاج بن أرطاة عن عطاء، وحديث عمرو بن دينار عن جابر، أما حديث أبي الزبير عن جابر فقد رواه بإسناد آخر، وهو: "أخبرنا أبو يعلى، وإبراهيم بن أسباط، قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم، حدثنا بقية حدثني مبشر".

اخْتِلَافِ إِسْنَادِهِ؛ بَاطِلٌ كُلُّهُ، لَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ (¬1). وَهُوَ (¬2) لَيْسَ بِشَيْءٍ، يَضَعُ الْحَدِيثَ (¬3). ثُمَّ هُوَ مُقَابَلٌ بِمَا هُوَ أَصَحُّ مِنْهُ: [4212] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَدَاقِ النِّسَاءِ، فَقَالَ: "هُوَ مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ أَهْلُوهُمْ" (¬4). وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي هَارُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: لَا يَضُرُّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَزَوَّجَ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِقَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ مِنْ مَالِهِ إِذَا تَرَاضَيْتُمْ وَأَشْهَدْتُمْ (¬5). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَرِيبًا مِنْ هَذَا الْمَعْنَى. [4213] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيِّ (¬6)، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ¬

_ (¬1) الكامل لابن عدي (10/ 8). (¬2) قوله: "وهو" ليس في (ع). (¬3) قاله الإمام أحمد كما في العلل رواية عبد الله (2/ 380). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 353) من طريق الحسن بن مكرم. (¬5) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 151) عن الحارث بن نبهان عنه. (¬6) كذا، وفي أصل الرواية: "ابن البيلماني"، وهو الموافق لأكثر مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (25/ 594).

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْكِحُوا الْأَيَامَى" ثَلَاثًا، قِيلَ: مَا الْعَلَائِقُ (¬1) [بَيْنَهُمْ] (¬2) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَا تَرَاضَى عَلَيْهِ الْأَهْلُونَ، وَلَوْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ" (¬3). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ (¬4). قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ ضَعِيفٌ (¬5). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4214] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ، قَالَ (¬6): ثنا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: لَا صَدَاقَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ (¬7). [4215] وأخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا صَدَاقَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ (¬8). ¬

_ (¬1) العلائق: المهور، جمع عَلاقة. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 357). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 191). (¬5) المصدر السابق (9/ 194). (¬6) قوله: "قال" ليس في (ع). (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 179) من طريق داود بن يزيد الأودي. (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 359).

دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَهَذَا أَحَدُ مَا أُنْكِرَ عَلَيْهِ. [4216] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَيَّارٍ (¬1) يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَقَّنَ غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دَاوُدَ الْأَوْدِيَّ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا يَكُونُ مَهْرٌ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ. فَصَارَ حَدِيثًا (¬2). [4217] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: غِيَاثٌ كَذَّابٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلَا مَأْمُونٍ. قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: هُوَ غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ (¬3). [4218] وبإسناده قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: دَاوُدُ الْأَوْدِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬4). [4219] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو (¬5) بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ (¬6). ¬

_ (¬1) هو: محمد بن عبد الله بن المستورد، أبو بكر الحافظ، يعرف بأبي سيار. له ترجمة في تاريخ بغداد (3/ 433). (¬2) أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 75) عن محمد بن إسحاق. (¬3) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 468). (¬4) المصدر السابق (3/ 277). (¬5) في النسخ: "عمر"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، فهو عمرو بن علي الفلاس. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (22/ 162). (¬6) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 17)، وابن عدي في الكامل (4/ 409).

وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. [4220] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: رَوَوْا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِيهِ شَيْئًا لَا يَثْبُتُ مِثْلُهُ لَوْ لَمْ يُخَالِفْهُ غَيْرُهُ أَنَّهُ لَا يَكُونُ مَهْرٌ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ (¬1). [4221] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْبَصِيرِ (¬2) إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ (¬3) عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ - يَعْنِي الثَّوْرِيَّ -: حَدِيثُ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: لَا مَهْرَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: دَاوُدُ دَاوُدُ! مَا زَالَ هَذَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ. قُلْتُ: إِنَّ شُعْبَةَ رَوَى عَنْهُ. فَضَرَبَ جَبْهَتَهُ وَقَالَ: دَاوُدُ دَاوُدُ (¬4)! . [4222] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا (¬5) أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: أَقَلُّ مَا يَكُونُ الْمَهْرُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (¬6). ¬

_ (¬1) كتاب اختلاف مالك والشافعي، الملحق بالأم (8/ 613). (¬2) في النسخ: "ابن النضر"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (14/ 505). وانظر ترجمته في المؤتلف والمختلف للدارقطني (1/ 222). (¬3) في النسخ: "بن"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 230/ أ). (¬5) في (ع): "وثنا". (¬6) خالف أبو معاوية إسماعيلَ بن اليسع، فقد أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 274) من طريق إسماعيل، عن جويبر، عن الضحاك، عن النزال بن سبرة، عن علي.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَمُنْقَطِعٌ؛ فَإِنَّ الضَّحَّاكَ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا - رضي الله عنه -. [4223] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْبَلْخِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَنْجُورِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا مَهْرَ أَقَلُّ مِنْ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ (¬1). هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، قَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - بِخِلَافِهِ: [4224] أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو شَيْبَةَ، ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَالَ: الصَّدَاقُ مَا تَرَاضَى (¬2) بِهِ الزَّوْجَانِ (¬3). وَهَذَا مَعَ إِرْسالِهِ أَمْثَلُ (¬4) هَذِهِ الرِّوَايَاتِ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. [4225] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 230/ أ). (¬2) في (م): "ترضى". (¬3) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 230/ أ). (¬4) في (م): "مثل".

الْمَكِّيِّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: زَوَّجَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ابْنَتَهُ بِصَدَاقٍ دِرْهَمَيْنِ لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ غَيْرُهُ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 168).

مسألة (444): ويجوز أخذ الأجرة على تعليم الخير، وذلك مثل تعليم القرآن، وأن يجعل مهرا، وكذلك يجوز أخذ الأجرة على الأذان

مَسْأَلَةٌ (444): وَيَجُوزُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِ الْخَيْرِ، وَذَلِكَ مِثْلُ تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ، وَأَنْ يُجْعَلَ مَهْرًا، وَكَذَلِكَ يَجُوزُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَى الْأَذَانِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4226] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ - يَعْنِي أَبَا مَعْشَرٍ الْبَرَّاءَ (¬4) - ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ (¬5)، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرُّوا بِمَاءٍ، وَفِيهِمْ لَدِيغٌ أَوْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 157)، (7/ 515)، ومختصر المزني (ص 240)، والحاوي الكبير (9/ 403)، ونهاية المطلب (13/ 12 - 16)، والمجموع (18/ 9). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 106)، (16/ 46)، وبدائع الصنائع (2/ 277)، (4/ 191)، والهداية في شرح البداية (1/ 201)، (3/ 238)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 45)، (5/ 124). (¬3) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير (12/ 135). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 130). (¬4) قوله: "البراء" ليس في (م). (¬5) في النسخ: "الأخفش"، والمثبت من المصدر السابق. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 5).

سَلِيمٌ (¬1)، فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ، إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا أَوْ سَلِيمًا؟ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ أُمَّ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ (¬2) فَبَرَأَ، فَجَاءَ بِشَاءٍ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ، وَقَالُوا: أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا! فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ - عز وجل -". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سِيدَانَ بْنِ مُضَارِبٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الْبَرَّاءِ (¬3). [4227] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ الشَّيْخُ الثِّقَةُ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ فِي الْقَوْمِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ، فَرَأْ فِيهَا رَأْيَكَ. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوِّجْنِيهَا. ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ ". فَقَالَ: لَا. قَالَ: "فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ". فَذَهَبَ فَطَلَبَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، قَالَ: "اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ". قَالَ: فَذَهَبَ فَطَلَبَ فَقَالَ: لَمْ أَجِدْ شَيْئًا (¬4). فَقَالَ: "هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ ". قَالَ: نَعَمْ، سُورَةُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: "فَاذْهَبْ فَقَدْ ¬

_ (¬1) اللديغ: الذي لدغته الحية أو العقرب، والسليم بمعنى اللديغ، وسُمي سَليمًا تفاؤلًا بالسلامة. (¬2) في (م): "شاة". ومعنى "على شاء" أي مقابل شاء أجر له. (¬3) صحيح البخاري (7/ 131). (¬4) من قوله: "قال: اذهب فاطلب ولو خاتم من حديد" إلى هنا ليس في (م).

زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬3). [4228] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: "هَلْ تَقْرَأُ مِنَ الْقُرآنِ شَيْئًا؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "انْطَلِقْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا تُعَلِّمُهَا مِنَ الْقُرْآنِ" (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5). [4229] وأخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قَالُوا: أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ - وَهُوَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ - ثنا أَبُو الْغُصْنِ (¬6)، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ؛ أَنَّهُ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَوَّجَ رَجُلًا امْرَأَةً عَلَى سُورَتَيْنِ يُعَلِّمُهُمَا إِيَّاهَا (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 37). (¬2) صحيح البخاري (7/ 20). (¬3) صحيح مسلم (4/ 144). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (20/ 97). (¬5) صحيح مسلم (4/ 144). (¬6) هو: ثابت بن قيس. له ترجمة في تهذيب الكمال (4/ 373). (¬7) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 109) عن محمد الصائغ.

[4230] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا (¬1)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ عِسْلٍ (¬2)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، نَحْوَ قِصَّةِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، لَمْ يَذْكُرِ الْإِزَارَ وَالْخَاتَمَ، فَقَالَ: "مَا تَحْفَظُ مِنَ الْقُرْآنِ؟ ". قَالَ: سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَالَّتِي تَلِيهَا. فَقَالَ: "قُمْ فَعَلِّمْهَا عِشْرِينَ آيَةً، وَهِيَ امْرَأَتُكَ" (¬3). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4231] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ، ثنا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأْ فِيَّ (¬4) رَأْيَكَ؟ فَقَالَ، الْحَدِيثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ أَنْكَحْتُكَهَا (¬5) عَلَى أَنْ تُقْرِئَهَا وَتُعَلِّمَهَا، فَإِذَا رَزَقَكَ اللَّهُ عَوِّضْهَا". فَتَزَوَّجَهَا الرَّجُلُ عَلَى ذَلِكَ. ¬

_ (¬1) قوله: "بها" ليس في (م). (¬2) في النسخ: "عسيل"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (20/ 52). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 245). (¬4) في النسخ: "أفي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في النسخ: "أنكحتها"، والمثبت من المختصر وأصل الرواية.

قَالَ عَلِيٌّ: تَفَرَّدَ بِهِ عُتْبَةُ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬1). عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ مَنْسُوبٌ إِلَى وَضْعِ الْحَدِيثِ، وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِشَيْءٍ. [4232] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْكَعْبِيُّ الْعَدْلُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬2)، ثنا وَكِيعٌ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَةَ وَالقُرْآنَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا، فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ، وَأَرْمِي عَلَيْهَا فِي سَبِيل اللَّهِ، لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَأَسْأَلَنَّهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَةَ وَالْقُرْآنَ (¬3)، وَلَيْسَت بِمَالٍ، وَأَرْمِي عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ: "إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تَتَطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا (¬4) " (¬5). مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ تَكَلَّمُوا فِيهِ، وَلَيْسَ بِمُحْتَجٍّ بِهِ فِي الصَّحِيحِ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ: [4233] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ - قَالَ عَمْرٌو: قَالَ - حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ (¬6) بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 366). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 29). (¬3) في (ع): "الكتابة القرآن". (¬4) في (م): "فاقبلوها". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 85). (¬6) في النسخ: "عبادة"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (5/ 133).

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ نَحْوَ هَذَا الْخَبَرِ، وَالْأَوَّلُ أَتَمُّ، فَقُلْتُ: مَا تَرَى فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: "جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا" أَوْ "تَعَلَّقْتَهَا (¬1) " (¬2). ثُمَّ هَذَا مَتْرُوكُ الظَّاهِرِ، فَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ عَلَّمَهُ بِشَرْطِ الْأُجْرَةِ، وَمَنْ [عَلَّمَ] غَيْرَهُ الْقِرَاءَةَ (¬3) فَأَهْدَى الْمُتَعَلِّمُ لَهُ شَيْئًا جَازَ لَهُ قَبُولُهُ بِالْإِجْمَاعِ، عَلَى أَنَّ ابْنَ الْمَدِينِيِّ ضَعَّفَهُ، فَإِنْ صَحَّ فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَنْسُوخًا بِمَا رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ - عز وجل -". وَابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ أَوَاخِرِ [مَنْ] (¬4) حَمَلَ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَذَا أَبُو سَعِيدٍ. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ مَا: [4234] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَمَّالُ، ثنا إِدْرِيسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ (¬5)، ثنا وَكِيعٌ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: ثَلَاثَةٌ مُعَلِّمُونَ كَانُوا بِالْمَدِينَةِ يُعَلِّمُونَ الصِّبْيَانَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَرْزُقُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا كُلَّ شَهْرٍ (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) في (ع): "تعلقها". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 228). (¬3) في المختصر: "القرآن". (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬5) في (ع): "البزار". (¬6) في (م) حاشية نصها: "المعلمون كانوا يرزقون في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -". (¬7) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (24/ 35) عن المؤلف. قال ابن عساكر: "نسبه إلى =

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ وَكِيعٍ (¬1). [4235] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ، ثنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَتَبَ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ أَنْ أَعْطِ النَّاسَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ كَتَبْتَ: أَعْطِ النَّاسَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ، فَيُعَلِّمُهُ مَنْ لَيْسَ فِيهِ رَغْبَةٌ إِلَّا رَغْبَةً فِي الْجُعْلِ (¬2). فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهِمْ عَلَى الْمُرُوءَةِ (¬3) وَالصَّحَابَةِ (¬4). [4236] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬5) بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬6) قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: يَا إِسْمَاعِيلُ، أَدِّبْ وَلَدِي، فَإِنِّي مُعْطِيكَ - أَوْ مُثِيبُكَ (¬7) - قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَيْفَ بِذَلِكَ وَقَدْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ ¬

_ = موسى خطأ - أي قوله: الدمشقي - وعندي أنه السمين؛ فإن ابن موسى هو الدقيقي، بصري، ويكنى أبا المغيرة". (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 27). (¬2) الجُعل: ما جعل للإنسان من شيء على فعل، وكذا الجِعالة. (¬3) في النسخ: "الرواة"، والمثبت من معرفة السنن (10/ 223). (¬4) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال (ص 333) عن إبراهيم بن سعد. (¬5) في (م): "عبد الله". (¬6) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من تاريخ دمشق (7/ 271) عن شيخ المؤلف، وهو الموافق لمصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (3/ 143). (¬7) أثابه: جازاه على صَنيعه.

رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَخَذَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ قَوْسًا، قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْسًا مِنْ نَارٍ". قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنِّي لَسْتُ أُعْطِيكَ - أَوْ أُثِيبُكَ - عَلَى الْقُرْآنِ، إِنَّمَا أُعْطِيكَ - أَوْ أُثِيبُكَ - عَلَى النَّحْوِ (¬1). قَالَ الدَّارِمِيُّ: قَالَ دُحَيْمٌ: حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي هَذَا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: ثُمَّ إِنْ صَحَّ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ، فَهُوَ مَحْمُولٌ عِنْدَنَا عَلَى مَا لَوْ تَعَيَّنَ عَلَيْهِ تَعْلِيمُهُ، بِأَنْ لَا يَجِدَ الْمُتَعَلِّمُ غَيْرَهُ. [4237] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ (¬3)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ (¬4)، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِي. قَالَ: "أَنْتَ إِمَامُهُمْ، وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ، وَاتَّخِذْ مُؤَذِّنًا لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا" (¬5). وَهَذَا هُوَ الْأَوْلَى أَنْ لَا يَتَّخِذَ مُؤَذِّنًا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا إِذَا وَجَدَ مَنْ يَتَطَوَّعُ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَيَجُوزُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَدْ رَزَقَهُمْ - يَعْنِي الْمُؤَذِّنِينَ (¬6) - إِمَامُ (¬7) هُدًى؛ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (7/ 271) من طريق ابن بشران. (¬2) ذكره المؤلف في السنن الكبير (12/ 142) بعد ذكره لرواية عثمان بن سعيد الدارمي. (¬3) حديث عفان، رواية الحسن بن المثنى (ص 407). (¬4) هو: يزيد بن عبد الله بن الشخير. له ترجمة في تهذيب الكمال (32/ 175). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 483). (¬6) في (ع): "المؤمنين". (¬7) في النسخ: "أما"، والمثبت من المختصر ومعرفة السنن (2/ 271).

عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - (¬1). وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي جَوَازِ أَخْذِ الْأُجْرَةِ عَلَى تَعْلِيمِ الْخَيْرِ بِحَدِيثِ التَّزْوِيجِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ. [4238] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ، ثنا أَبُو عِصْمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، كُلُّهُمْ يُحَدِّثُونَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَنَهَى عَنِ التَّعْلِيمِ بِالْأَجْرِ، وَنَهَى عَنِ الْأَذَانِ بِالْأَجْرِ (¬2)، وَنَهَى عَنِ الْإِمَامَةِ بِالْأَجْرِ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَأَبُو عِصْمَةَ مَتْرُوكٌ. [4239] أخبرنا أَبُو طَاهِرِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَر، ثنا أَبُو النَّضْر، عَنْ سَعِيدِ بْن أَبي عَرُوبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْن قُرَّةَ (¬3)، قَالَ: أَرَى لَهُ فِيهِ. وَسَأَلْتُ الْحَكَمَ، فَقَالَ: مَا سَأَلْتُ أَحَدًا يَكْرَهُ. يَعْنِي أَجْرَ الْمُعَلِّمِ (¬4). قَالَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِي التَّرْجَمَةِ: فَقَالَ الْحَكَمُ: لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا كَرِهَ أَجْرَ ¬

_ (¬1) ذكره المؤلف في معرفة السنن (2/ 271) عن الشافعي في القديم. (¬2) قوله: "بالأجر" ليس في (م). (¬3) كذا جاء السند في النسخ، والظاهر أن ثمة سقط وقع فيه، وأنه قد حدث انتقال نظر للناسخ، فأسقط متن هذا السند وسند المتن الذي جاء بعده، أي بعد قوله: "ابن أبي عروبة"، ينظر السنن الكبير (12/ 138). (¬4) أخرجه البغوي في الجعديات (1/ 537).

الْمُعَلِّمِ. قَالَ: وَلَمْ يَرَ ابْنُ سِيرِينَ بِأَجْرِ الْمُعَلِّمِ (¬1) بَأْسًا (¬2). وَرُوِّينَا عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي قِلَابَةَ أَنَّهُمَا كَانَا لَا يَرَيَانِ بِتَعْلِيمِ الْغِلْمَانِ بِالْأَجْرِ بَأْسًا (¬3). وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا (¬4) قَاطَعَ الْمُعَلِّمُ وَلَمْ يَعْدِلْ، كُتِبَ مِنَ الظَّلَمَةِ (¬5). [4240] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ الْأَدِيبُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ (¬6)، أنا مُوسَى بْنُ خَاقَانَ وَفَضْلُ بْنُ عُمَرَ (¬7) الْأَعْرَجُ، قَالَا: [ثنا] (¬8) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِأُنَاسٍ مِنْ أُسَارَى بَدْرٍ فِدَاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ. ¬

_ (¬1) في الصحيح: "بأجر القسام". (¬2) صحيح البخاري (3/ 92). (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (2/ 354) من طريق عطاء. (¬4) في (ع): "إذ". (¬5) المصدر السابق (2/ 357). (¬6) في النسخ: "الخولاني"، والمثبت من السنن الكبير (12/ 139). وانظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 85). (¬7) كذا في النسخ، وفي السنن الكبير للمؤلف: "فضل بن عمران"، ولم نجده في سند آخر ولم نجد له ترجمة، والله أعلم. (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق.

قَالَ: فَجَاءَ غُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَبْكِي يَوْمًا إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ أَبُوهُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: ضَرَبَنِي مُعَلِّمِي. قَالَ: الْخَبِيثُ (¬1) يَطْلُبُ بِذَحْلِ (¬2) بَدْرٍ، وَاللَّهِ لَا تَأْتِيهِ أَبَدًا (¬3). وَهَذَا يُعَلِّمُ الْخَيْرَ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "الخبيب"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) الذَّحْل: الثأر. (¬3) أخرجه أحمد في المسند (2/ 549)، وابن المنذر في الأوسط (6/ 225) عن علي بن عاصم.

مسألة (445): وإن مات زوج المفوضة قبل فرض مهرها والدخول، لم يجب لها مهر المثل مع الميراث في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (445): وَإِنْ مَاتَ زَوْجُ الْمُفَوِّضَةِ قَبْلَ فَرْضِ مَهْرِهَا وَالدُّخُولِ، لَمْ يَجِبْ لَهَا مَهْرُ الْمِثْلِ مَعَ الْمِيرَاثِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَهَا مَهْرُ الْمِثْلِ وَالْمِيرَاثُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [4241] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - وَأُمُّهَا بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ - كَانَتْ تَحْتَ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَمَاتَ (¬3) وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقَهَا، فَابْتَغَتْ أُمُّهَا صَدَاقَهَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ، وَلَوْ كَانَ لَهَا صَدَاقٌ لَمْ نَمْنَعْكُمُوهُ وَلَمْ نَظْلِمْهَا. فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ، فَجَعَلُوا بَيْنَهُمْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَقَضَى أَنْ لَا صَدَاقَ لَهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ (¬4). [4242] أخبرناه أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 174 - 178)، ومختصر المزني (ص 242)، والحاوي الكبير (9/ 479)، ونهاية المطلب (13/ 105)، والمجموع (18/ 56). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 62)، البناية شرح الهداية (5/ 141)، وفتح القدير (3/ 312). (¬3) قوله: "فمات" ليس في (م). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 176).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُمْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُمَا قَالَا فِي الَّذِي يَمُوتُ وَلَمْ يَفْرِضْ لِامْرَأَتِهِ: إِنَّ لَهَا الْمِيرَاثَ، وَلَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ (¬1). [4243] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، أَنَّ لَهَا الْمِيرَاثَ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةَ، وَلَا صَدَاقَ لَهَا (¬2). وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ ذَلِكَ (¬3). [4244] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ خَيْرٍ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: لَهَا الْمِيرَاثُ وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَا صَدَاقَ لَهَا (¬4). وَدَلِيلُ الْقَوْلِ الثَّانِي مَا: [4245] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَمَاتَ عَنْهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا (¬5)، فَقَالَ: لَهَا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 151). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 424). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 293) عن ابن جريج. (¬4) المصدر السابق (6/ 293) من طريق عطاء. (¬5) في أصل الرواية: "ولم يفرض لها الصداق".

الصَّدَاقُ كَامِلًا، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ. فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى [بِهِ] (¬1) فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ. [4246] وقال أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَاقَ ذَلِكَ (¬2) مِثْلَهُ (¬3). [4247] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ فِي امْرَأَةٍ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، فَتَرَدَّدُوا إِلَيْهِ، وَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى قَالَ: إِنِّي سَأَقُولُ بِرَأْيِي: لَهَا صَدَاقُ نِسَائِهَا، لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ (¬4)، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ. فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ فَشَهِدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ الْأَشْجَعِيَّةِ بِمِثْلِ مَا قَضَيْتَ. فَفَرِحَ عَبْدُ اللَّهِ (¬5). هَذَا إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَمَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ صَحَابِيٌّ مَعْرُوفٌ. وَقِيلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ: [4248] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ الْأَصْبَهَانِيُّ - رحمه الله -، ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) قوله: "ذلك" ليس في (م)، والذي في أصل الرواية: "وساق عثمان مثله". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 245). (¬4) والوكس: النقص، والشطط: الجور. (¬5) أخرجه النسائي في المجتبى (5/ 523) عن يزيد.

ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، أنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقًا، ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا، فَتَرَدَّدُوا إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَقُولُ بِرَأْيِي، فَإِنْ كَانَ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنِّي (¬1): لَهَا صَدَاقُ نِسَائِهَا، وَعَلَيْهَا (¬2) الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ. فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَقَضَيْتَ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي رُؤَاسٍ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ (¬3). [4249] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأُمَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ: مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَتَرَدَّدُوا إِلَيْهِ قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ لَا يُفْتِيهِمْ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى قَالَ (¬4). وَلَمْ يَقُلْ: مِنْ بَنِي رُؤَاسٍ، وَزَادَ: فَفَرِحَ عَبْدُ اللَّهِ فَرَحًا شَدِيدًا. كَذَا قَالَ. وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ يَزِيدَ: مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ. وَابْنُ سِنَانٍ أَصَحُّ. وَقِيلَ: فَقَامَ نَاسٌ مِنْ أَشْجَعَ. ¬

_ (¬1) في (ع): "مني". (¬2) في (ع): "وعليه". (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، رواية الدبري (6/ 479) وفيه: "معقل بن سنان". (¬4) ذكره ابن عبد البر في الاستذكار (16/ 105) عن ابن مهدي عن سفيان، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 232) عن أبي حذيفة عن الأعمش عن إبراهيم به. وانظر الأم للشافعي (6/ 176).

[4250] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي امْرَأَةٍ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا، فَأَبَى أَنْ يَقُولَ فِيهَا شَيْئًا، فَأُتِيَ فِيهَا بَعْدَ شَهْرٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ صَوَابًا فَمِنْكَ، وَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنِّي: لَهَا صَدَقَةُ إِحْدَى نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ فَقَالَ: قَضَى فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ. فَقَالَ: هَلُمَّ شَاهِدَاكَ عَلَى هَذَا. قَالَ: فَشَهِدَ أَبُو سِنَانٍ وَالْجَرَّاحُ؛ رَجُلَانِ مِنْ [أَشْجَعَ] (¬1) (¬2). [4251] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ؛ أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَ: سَأَقُولُ فِيهَا بِجَهْدِ رَأْيِي، فَإِنْ كَانَ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنِّي، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ بَرِيءٌ (¬3)، أَرَى أَنْ أَجْعَلَ لَهَا صَدَاقًا كَصَدَاقِ نِسَائِهَا، لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. قَالَ: وَذَاكَ بِسَمْعِ نَاسٍ مِنْ أَشْجَعَ، فَقَامُوا فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَضَيْتَ بِمِثْلِ الَّذِي قَضَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي امْرَأَةٍ مِنَّا (¬4) يُقَالُ لَهَا: بِرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ. قَالَ: ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 603). (¬3) في (م): "بريء منه". (¬4) قوله: "منا" ليس في (م).

فَمَا رُئِيَ عَبْدُ اللَّهِ فَرِحَ بِشَيْءٍ (¬1) مَا فَرِحَ يَوْمَئِذٍ، إِلَّا بِإِسْلَامِهِ (¬2). [4252] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ (¬3) بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي - أَنَّهُ قَضَى فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ، وَنُكِحَتْ بِغَيْرِ مَهْرٍ، فَمَاتَ زَوْجُهَا، فَقَضَى لَهَا بِمَهْرِ نِسَائِهَا، وَقَضَى لَهَا بِالْمِيرَاثِ، فَإِنْ كَانَ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَهُوَ أَوْلَى الْأُمُورِ بِنَا، وَلَا حُجَّةَ فِي قَوْلِ أَحَدٍ دُونَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا فِي قِيَاسٍ، فَلَا (¬4) شَيْءَ فِي قَوْلِهِ إِلَّا طَاعَةُ اللَّهِ بِالتَّسْلِيمِ لَهُ، وَإِنْ كَانَ لَا يَثْبُتُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ يُثْبِتَ عَنْهُ مَا لَمْ يَثْبُتْ، وَلَمْ أَحْفَظْهُ مِنْ وَجْهٍ يَثْبُتُ مِثْلُهُ، هُوَ مَرَّةً يُقَالُ: عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَمَرَّةً عَنْ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ، وَمَرَّةً عَنْ بَعْضِ أَشْجَعَ لَا (¬5) يُسَمَّى (¬6). [4253] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، وَقِيلَ لَهُ: سَمِعْتَ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ - رحمه الله - يَقُولُ: إِنْ صَحَّ حَدِيثُ بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ قُلْتُ بِهِ. فَقَالَ [أَبُو] (¬7) عَبْدِ اللَّهِ: لَوْ حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ - رحمه الله - لَقُمْتُ عَلى رُءُوسِ أَصْحَابِهِ وَقُلْتُ: قَدْ صَحَّ الْحَدِيثُ، فَقُلْ بِهِ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "شيء"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 354). (¬3) قوله: "محمد" ليس في (ع). (¬4) في النسخ: "ولا في"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في النسخ: "ألا"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) الأم للشافعي (6/ 174). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية.

قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -: فَالشَّافِعِيُّ - رحمه الله - إِنَّمَا قَالَ: لَوْ صَحَّ الْحَدِيثُ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ وَإِنْ كَانَتْ صَحِيحَةً، فَإِنَّ الْفَتْوَى فِيهِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَنَدُ الْحَدِيثِ لِنَفَرٍ مِنْ أَشْجَعَ. وَشَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله - إِنَّمَا حَكَمَ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ؛ لِأَنَّ الثِّقَةَ قَدْ سَمَّى فِيهِ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَهُوَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ (¬2) - رحمه الله -: وَهَذَا الِاخْتِلَافُ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ رَوَى قِصَّةَ بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُوَهِّنُ الْحَدِيثَ؛ فَإِنَّ أَسَانِيدَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ صَحِيحَةٌ، وَفِي بَعْضِهَا أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ أَشْجَعَ شَهِدُوا بِذَلِكَ، فَبَعْضُهُمْ سَمَّى هَذَا، وَبَعْضُهُمْ سَمَّى آخَرَ، وَكُلُّهُمْ ثِقَةٌ، وَلَوْلَا ثِقَةُ مَنْ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَفْرَحُ بِرِوَايَتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) مستدرك الحاكم (3/ 355). (¬2) قوله: "أحمد" ليس في (ع).

مسألة (446): والذي بيده عقدة النكاح هو الأب، على قوله القديم

مَسْأَلَةٌ (446): وَالَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ (¬1) النِّكَاحِ هُوَ الْأَبُ، عَلَى قَوْلِهِ الْقَدِيمِ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: هُوَ الزَّوْجُ (¬3). فَوَجْهُ قَوْلِهِ الْقَدِيمِ مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [4254] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (¬4) قَالَ: ذَلِكَ أَبُوهَا (¬5). [4255] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَصَمُّ لَفْظًا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عقد"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (6/ 432)، والحاوي الكبير (9/ 133)، ونهاية المطلب (13/ 149)، والمجموع (18/ 47، 50). (¬3) انظر: المبسوط (6/ 63)، وبدائع الصنائع (2/ 290)، والبناية شرح الهداية (5/ 139). (¬4) سورة البقرة (آية: 237). (¬5) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (2/ 445) عن ابن أبي مريم، وزاد فيه: "وأخوها أو من لا تنكح إلا بإذنه".

قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: هُوَ الْوَلِيُّ (¬1). [4256] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَلْقَمَةَ قَالَ: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الْوَلِيُّ (¬2). [4257] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهرِيُّ: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} قَالَ: إِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَالِكَةً أَمْرَهَا فَهِيَ تَعْفُو، وَإِنْ كَانَتْ بِكْرًا فَالَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ أَبُوهَا يَعْفُو (¬3). [4258] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ وَأَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} فَهُنَّ النِّسَاءُ اللَّاتِي قَدْ دُخِلَ بِهِنَّ، قَالَ: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} , وَهُوَ الْأَبُ فِي ابْنَتِهِ الْبِكْرِ، وَالسَّيِّدُ فِي أَمَتِهِ. قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ الَّذِي سَمِعْتُ، وَالَّذِي عَلَيْهِ الْأَمْرُ عِنْدَنَا (¬4) [4259] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 279) عن أبي رجاء وهشام كلاهما عن الحسن. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 284)، وسعيد بن منصور في التفسير (3/ 885) عن الأعمش. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 283)، ومن طريقه الطبري في التفسير (4/ 317, 322) عن معمر وابن جريج كلاهما عن الزهري. (¬4) أخرجه الإمام مالك في الموطأ، رواية يحيى (2/ 32).

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} هُوَ الْوَلِيُّ (¬1). وَوَجْهُ قَوْلِهِ فِي الْجَدِيدِ مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [4260] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثنا عِيسَى بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: سَأَلَنِي عَلِيٌّ - رضي الله عنه - عَنِ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ، قَالَ: قُلْتُ: هُوَ الْوَلِيُّ. قَالَ: لَا، بَلْ هُوَ الزَّوْجُ (¬2). [4261] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: ثثا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ (¬3)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} هُوَ الزَّوْجُ (¬4). الرِّوَايَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَصَحُّ مِنْ هَذِهِ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. [4262] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَعُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 238). (¬2) أخرجه الطبري في التفسير (4/ 324)، وابن أبي حاتم في التفسير (2/ 445) من طريق جرير بن حازم. (¬3) في النسخ: "عمار بن عمار"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (14/ 535). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (21/ 198). (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (8/ 376) من طريق حجاج.

مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي نَصْرٍ (¬1)، فَسَمَّى لَهَا صَدَاقَهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} قَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِالْعَفْوِ مِنْهَا. فَسَلَّمَ إِلَيْهَا صَدَاقَهَا (¬2). تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3) [4263] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ (¬4)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: الَّذِي [بِيَدِهِ] (¬5) عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الزَّوْجُ (¬6). [4264] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ [عَامِرٍ] قَالَ (¬7): كَانَ شُرَيْحٌ يَجْعَلُ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ الزَّوْجَ، إِنْ شَاءَ أَتَمَّ لَهَا ¬

_ (¬1) في (م): "نضر". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 421) من طريق محمد بن عمرو. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 190). (¬4) هو: سعيد بن أبي عروبة. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (14/ 536). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 426) من طريق سعيد. (¬7) في (ع): "ابن علية عن قال"، وفي (م): "ابن علية قال"، والمثبت من مصادر التخريج، وابن علية لم يدرك شريحا، فقد ولد ابن علية سنة (110 هـ)، أما شريح فقد توفي قريبًا من سنة (80 هـ)، وقد رواه الدارقطني في السنن (4/ 426) من طريق آخر عن ابن علية عن عامر الشعبي، والله أعلم.

الصَّدَاقَ، وَإِنْ شَاءَتْ عَفَتْ عَنِ الَّذِي لَهَا فَتَرَكَتْهُ (¬1). [4265] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي (¬2)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ}. قَالَ: يَعْنِي الْمَرْأَةَ، وَالَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ هُوَ الزَّوْجُ. قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ شُرَيْحٍ (¬3). [4266] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ - يَعْنِي الثَّقَفِيَّ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ (¬4). [4267] قال: أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ [ابْنِ] (¬5) أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: الزَّوْجُ (¬6). [4268] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَعُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو نَصْرٍ - يَعْنِي: عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ (¬7) عَطَاءٍ -: وَسَأَلْتُ سَعِيدًا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: {إِلَّا أَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه وكيع في أخبار القضاة (2/ 392) عن محمد بن إسحاق. (¬2) قوله: "القاضي" ليس في (م). (¬3) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 238). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 191). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 191). (¬7) في النسخ: "عن"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (18/ 509).

يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ: إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ الْمَرْأَةُ فَتَدَعَ نِصْفَ صَدَاقِهَا، أَوْ يَعْفُوَ الزَّوْجُ فَيُكْمِلَ لَهَا (¬1) صَدَاقَهَا (¬2). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ طَاوُسٍ، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬3)، وَمُجَاهِدٍ (¬4)، وَمُحَمَّدِ (¬5) بْنِ كَعْبٍ (¬6)، وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ. وَرَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَلِيُّ عُقْدَةِ النِّكَاحِ الزَّوْجُ" (¬7). وَابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "هذا"، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 275) من طريق قتادة. (¬3) المصدر السابق (9/ 276). (¬4) المصدر السابق (9/ 275). (¬5) في (ع): "ومجاهد محمد بن كعب". (¬6) المصدر السابق (9/ 276). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 423).

مسألة (447): والخلوة الخالية عن الوطء لا تقرر المهر، ولا توجب العدة على أصح القولين

مَسْأَلَةٌ (447): وَالْخَلْوَةُ الْخَالِيَةُ عَنِ الْوَطْءِ لَا تُقَرِّرُ الْمَهْرَ، وَلَا تُوجِبُ الْعِدَّةَ عَلَى أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَصَاحِبَاهُ: إِنَّهَا تُقَرِّرُ الْمَهْرَ، وَتُوجِبُ الْعِدَّةَ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْكِتَابِ وَالْمَعَانِي: قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} (¬3). وَقَالَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} (¬4) وَالْمَسِيسُ: الْجِمَاعُ. [4269] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ (¬5)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 545)، ومختصر المزني (ص 245)، والحاوي الكبير (9/ 540)، ونهاية المطلب (13/ 178)، والمجموع (18/ 28). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 28)، وتحفة الفقهاء (2/ 244)، وبدائع الصنائع (2/ 291). (¬3) سورة البقرة (آية: 237). (¬4) سورة الأحزاب (آية: 49). (¬5) هو: أبو زكريا ابن البختري. له ترجمة في تاريخ بغداد (16/ 338). ومحمد بن جعفر هو: أبو عمرو المعدل النيسابوري. له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 151).

أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اللَّمْسُ، وَالْمَسُّ، وَالْمُبَاشَرَةُ جِمَاعٌ، وَلَكِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَكْنِي بِمَا شَاءَ عَمَّا شَاءَ (¬1). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. [4270] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا (¬2) يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ (¬3) الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} فَهُوَ الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وَقَدْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمَسَّهَا، وَالْمَسُّ: الْجِمَاعُ، فَلَهَا نِصْفُ الصَّدَاقِ، وَلَيْسَ لَهَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ (¬4). [4271] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ يَخْلُو بِهَا وَلَا يَمَسُّهَا، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا: لَيْسَ لَهَا إِلَّا نِصْفُ الصَّدَاقِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبري في التفسير (7/ 63) من طريق شعبة. (¬2) في النسخ: "أبو بكر نا"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) في (ع): "أحمد بن محمد بن عباس"، وفي (م): "حماد بن محمد بن عباس"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته، وهو: أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة أبو الحسن العنزي الطرائفي، ارتحل إلى عثمان الدارمي وأكثر عنه. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 831). (¬4) أخرجه الطبري في التفسير (4/ 312) من طريق عبد الله بن صالح.

فَرَضْتُمْ} (¬1) (¬2). [4272] أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَهَا نِصْفُ الصَّدَاقِ، وَإِنْ جَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا (¬3). وَفِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْنَ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ [مَسْعُودٍ] (¬4). [4273] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، أنا [أَبُو] (¬5) نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أنا سُفْيَانُ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَمُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ؛ أَنَّ رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَأَغَلْقَ عَلَيْهَا الْبَابَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، ثُمَّ طَلَّقَهَا وَلَمْ يَمَسَّهَا؛ فَقَضَى لَهَا شُرَيْحٌ بِنِصْفِ الصَّدَاقِ (¬6). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4274] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ¬

_ (¬1) سورة البقرة (آية: 237). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 546). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 208) عن وكيع. (¬4) في (ع): "الشعبي وابن"، وفي (م): "الشعبي وبين". (¬5) ما بين المعقوفات أثبتناه من السنن الكبير (14/ 550). (¬6) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 234) من طريق المغيرة.

مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَشَفَ امْرَأَةً فَنَظَرَ إِلَى عَوْرَتِهَا؛ فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ" (¬1). قَالَ: وَبَلَغَنَا ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ - رضي الله عنهم -. وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَزَادَ: "دَخَلَ بِهَا أَوْ (¬2) لَمْ يَدْخُلْ"، وَلَمْ يَذْكُرْ مَذْهَبَ هَؤُلَاءِ (¬3). وَعَبْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ وَابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثَيْهِمَا، فَإِنْ سَلِمَ مِنْهُمَا فَهُوَ مُرْسَلٌ؛ ابْنُ ثَوْبَانَ لَمْ يُدْرِكْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. [4275] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَضَى فِي الْمَرْأَةِ يَتَزَوَّجُهَا الرَّجُلُ؛ أَنَّهُ إِذَا أُرْخِيَتِ السُّتُورُ فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ (¬5). [4276] قال: وَأَنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ، فَأُرْخِيَتْ عَلَيْهِمَا السُّتُورُ؛ فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: لَيْسَ إِرْخَاءُ السُّتُورِ يُوجِبُ الصَّدَاقَ عِنْدِي؛ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 185) من طريق الليث. (¬2) في النسخ: "وإن لم"، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 473) من طريق ابن لهيعة. (¬4) في (م): "وعبيد الله". (¬5) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 615).

لِقَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} (¬1)، فَلَا نُوجِبُ الصَّدَاقَ إِلَّا بِالْمَسِيسِ. قَالَ: وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬2). [4277] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي الرَّجُلِ يَخْلُو بِالْمَرْأَةِ فَيَقُولُ: لَمْ أَمَسَّهَا. فَتَقُولُ: قَدْ مَسَّنِي. قَالَ: الْقَوْلُ [قَوْلُهَا] (¬3) (¬4). فَظَاهِرُ مَا رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُوجِبُهُ بِنَفْسِ الْخَلْوَةِ، وَلَكِنْ يَجْعَلُ الْقَوْلَ قَوْلَهَا فِي الْإِصَابَةِ. [4278] أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَا: ثنا أَبُو عَمْرِو (¬5) بْنُ نُجَيْدٍ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، ثنا الْأَنْصَارِيُّ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ أَنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا - رضي الله عنهما - قَالَا: إِذَا أَغْلَقَ بَابًا، وَأَرْخَى (¬6) سِتْرًا، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ كَامِلًا، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ (¬7). ¬

_ (¬1) سورة الأحزاب (آية: 49). (¬2) المصدر السابق (8/ 615). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 234). (¬5) في النسخ: "أبو عمر"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته، وهو إسماعيل بن نجيد. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (8/ 237). (¬6) في أصل الرواية: "أو أرخى". (¬7) أخرجه محمد بن عبد الله الأنصاري في حديثه، رواية الكجي (ص 64).

[4279] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا عَوْفٌ (¬1)، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: قَضَاءُ الْخُلَفَاءِ (¬2) الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ أَنَّهُ مَنْ أَغْلَقَ بَابًا، وَأَرْخَى سِتْرًا، فَقَدْ وَجَبَ الصَّدَاقُ وَالْعِدَّةُ (¬3). هَذَا مُرْسَلٌ؛ زُرَارَةُ لَمْ يُدْرِكْهُمْ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "عون"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في النسخ: "خلفاء"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 234).

مسألة (448): وللتي طلقها زوجها بعد الدخول بها المتعة على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (448): وَلِلَّتِي طَلَّقَهَا زَوْجُهَا بَعْدَ الدُّخُولِ بِهَا الْمُتْعَةُ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَا (¬2) مُتْعَةَ لَهَا (¬3). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} (¬4) فَعَمَّ وَلَمْ يَخُصَّ. [4280] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ، إِلَّا الَّتِي فُرِضَ لَهَا الصَّدَاقُ وَلَمْ يُدْخَلْ بِهَا؛ فَحَسْبُهَا نِصْفُ [الْمَهْرِ] (¬5) (¬6). [4281] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ (¬7) كَانَ يَقُولُ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ، إِلَّا الَّتِي تُطَلَّقُ وَقَدْ فُرِضَ لَهَا صَدَاقٌ، ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 245)، والحاوي الكبير (9/ 548)، والمجموع (18/ 70). (¬2) في (م): "لها". (¬3) انظر: المبسوط (6/ 61)، وبدائع الصنائع (2/ 303)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 145). (¬4) سورة البقرة (آية: 241). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 76). (¬7) كذا في النسخ، والذي في موطأ الإمام مالك رواية ابن بكير (ق 158/ أ) أن هذا من =

وَلَمْ يَمَسَّهَا؛ فَحَسْبُهَا نِصْفُ مَا فُرِضَ (¬1). [4282] وبه حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ (¬2). [4283] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬3) بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا طَلَّقَ حَفْصُ بْنُ الْمُغِيرَةِ امْرَأَتَهُ فَاطِمَةَ، أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لِزَوْجِهَا: "مَتِّعْهَا". قَالَ: لَا أَجِدُ مَا أُمَتِّعُهَا. قَالَ: "فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنَ الْمَتَاعِ". قَالَ: "مَتِّعْهَا وَلَوْ نِصْفَ صَاعٍ (¬4) مِنْ تَمْرٍ" (¬5). فَاطِمَةُ هَذِهِ بنْتُ قَيْسٍ، وَقِصَّتُهَا مَشْهُورَةٌ فِي الْعِدَّةِ، دَالَّةٌ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ مَدْخُولًا بِهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [4284] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ صَاحِبُ الْمَدْرَسَةِ بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو حَفْصٍ (¬6) عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقِرْمِيسِينِيُّ بِهَا، ¬

_ = كلام ابن عمر - رضي الله عنهما -، أما حديث عبد الرحمن بن عوف، فمروي قبله مباشرة، وهذا نصه: "وقال مالك: بلغني، أن عبد الرحمن بن عوف طلق امرأته، فمتع بوليدة"، وهو بهذا الترتيب الذي ذكرت في الروايات الأخرى للموطأ، انظر رواية يحيى (2/ 84)، فلعل سقطا ما حدث في نسخة المؤلف فدخل حديث في حديث، والله أعلم. (¬1) أخرجه الإمام مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 158/ أ). (¬2) المصدر السابق (ق 158/ أ). (¬3) في النسخ: "أبو بكر بن أحمد"، والمثبت من السنن الكبير (14/ 557). (¬4) في مصادر التخريج: "ولو بصاع". (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 122) من طريق أبي همام. (¬6) في النسخ: "أبو جعفر"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (14/ 556).

ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَمْرُو (¬1) بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: كَانَتِ الْخَثْعَمِيَّةُ (¬2) تَحْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما -، فَلَمَّا أَنْ قُتِلَ عَلِيٌّ وَبُويِعَ الْحَسَنُ، دَخَلَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ، فَقَالَتْ لَهُ: لِتَهْنِكَ الْخِلَافَةُ (¬3). فَقَالَ الْحَسَنُ: أَظْهَرْتِ الشَّمَاتَةَ بِقَتْلِ عَلِيٍّ، أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا. فَتَلَفَّفَتْ فِي ثَوْبِهَا وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ هَذَا. فَمَكَثَتْ حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا وَتَحَوَّلَتْ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بِبَقِيَّةٍ مِنْ صَدَاقِهَا، وَبِمُتْعَةٍ (¬4) عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ (¬5)، فَلَمَّا جَاءَهَا الرَّسُولُ وَرَأَتِ (¬6) الْمَالَ، قَالَتْ: مَتَاعٌ قَلِيلٌ مِنْ خَلِيلٍ مُفَارِقٍ. فَأَخْبَرَ الرَّسُولُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - فَبَكَى، فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّيَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: " [مَنْ] (¬7) طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، لَمْ تَحِلَّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ". لَرَاجَعْتُهَا (¬8). [4285] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عمر". (¬2) في النسخ: "الخشعمية". (¬3) أي لتكن الخلافة هنيئة لك. (¬4) في الأصل: "وبمتعته". (¬5) وكذا في السنن الكبير، والذي في مصادر التخريج: "عشرة آلاف". (¬6) في النسخ: "وارت". (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬8) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 250) من طريق المؤلف.

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} (¬1) (¬2). [4286] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ (¬3) بْنُ مَحْمُويَهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا جَعْفَرٌ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ سعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مَتَاعٌ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (¬4). وَرَوَى حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ، إِلَّا الَّتِي تُطَلَّقُ قَبْلَ أَنْ يُدْخَلَ بِهَا، وَقَدْ فُرِضَ لَهَا، فَلَا مُتْعَةَ لَهَا إِلَّا نِصْفُ صَدَاقِهَا (¬5). * * * ¬

_ (¬1) سورة البقرة (آية: 241). (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (14/ 558). وأخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (2/ 367) من طريق إبراهيم بن مرزوق، عن وهب، عن شعبة، عن أيوب، عن سعيد. وستأتي رواية أيوب. (¬3) في النسخ: "أبو بكر بن محمد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر ترجمته في تاريخ دمشق (51/ 153). (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 29) من طريق ابن علية. وأخرجه الطبري (4/ 410) عن عبد الوهاب، كلاهما عن أيوب. (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 69).

كتاب القسم

وَمِنْ كِتَابِ الْقَسْمِ

مسألة (449): ويقيم الرجل في ابتداء الزفاف عند البكر سبعا، وعند الثيب ثلاثا، ثم لا يقضي قدره لسائر نسائه

مَسْأَلَةٌ (449): وَيُقِيمُ الرَّجُلُ فِي ابْتِدَاءِ الزِّفَافِ عِنْدَ الْبِكْرِ سَبْعًا، وَعِنْدَ الثَّيِّبِ ثَلَاثًا، ثُمَّ لَا يَقْضِي قَدْرَهُ لِسَائِرِ نِسَائِهِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُ يَقْضِي قَدْرَهُ لِسَائِرِ نِسَائِهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4287] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، ثنا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا. قَالَ خَالِدٌ: وَلَوْ قُلْتُ: إِنَّهُ رَفَعَهُ لَصَدَقْتُ. اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ (¬3) وَمُسْلِمٌ (¬4) عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ هَكَذَا. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 283)، ومختصر المزني (ص 247)، والحاوي الكبير (9/ 586)، ونهاية المطلب (13/ 259)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (8/ 371)، والمجموع (18/ 122). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 218)، وبدائع الصنائع (2/ 332)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 179)، والبناية شرح الهداية (5/ 250). (¬3) صحيح البخاري (7/ 34). (¬4) صحيح مسلم (4/ 173).

[4288] حدثناه الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَة، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ عَلَى الثَّيِّبِ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى الْبِكْرِ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا". [4289] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا قِلَابَةَ فَحَدَّثَنَا بِهِ. [4290] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لِلْبِكْرِ سَبْعٌ، وَلِلثَّيِّبِ ثَلَاثٌ" (¬2). [4291] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "سَبْعٌ لِلْبِكْرِ وَثَلَاثٌ لِلثَّيِّبِ" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (3/ 11) عن أبي قلابة الرقاشي. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 270) عن يعلى بن عبيد. (¬3) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (2/ 381) من طريق عبد الجبار بن العلاء.

[4292] وأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَنْظَلَةَ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (¬1). كَذَا وَجَدْتُهُ مَرْفُوعًا بِالْإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا. [4293] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، [حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ] (¬2)، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (¬3)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ (¬4) أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: "لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ (¬5) [إِنْ] (¬6) شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي" (¬7). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مِثْلَهُ (¬8). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (2/ 381) من طريق عبد الجبار، وفيه: "ثنا سفيان، قال: حفظناه عن حميد، عن أنس". (¬2) في (ع): "سفيان بن أبي بلال". (¬3) في الأصل: "بكير"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 289). (¬4) إلى هنا انتهى السقط الذي في (م). (¬5) قال ابن الأثير: "أراد بالأهل نفسه - صلى الله عليه وسلم -، أي لا يعلق بك ولا يصيبك هوان عليهم". النهاية (أهل). (¬6) ما بين المعقوفات أثبتناه من أصل الرواية. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 246). (¬8) صحيح مسلم (4/ 172، 173).

[4294] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ وَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهَا: "لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ؛ [إِنْ] (¬1) شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَكِ، وَسَبَّعْتُ عِنْدَهُنَّ، وَإِنْ شِئْتِ ثَلَّثْتُ (¬2) عِنْدَكِ وَدُرْتُ". قَالَتْ: ثَلِّثْ (¬3) (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ (¬5). وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ (¬6) بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ - أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا (¬7) سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (ع): "ثلث". (¬3) في (ع): "ثلاث". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 284). (¬5) صحيح مسلم (4/ 173) وسقط منه قوله: "عن أبيه" وهو: أبو بكر بن عبد الرحمن، وهو ثابت في طبعة المكنز (3695) وكذا في شرح مسلم للنووي (10/ 43). (¬6) في النسخ: "عبد المجيد"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (16/ 446). (¬7) في (ع): "أنما".

الْمُغِيرَةِ، فَكَذَّبُوهَا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَى قَوْلِهِ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي آتِيكُمُ اللَّيْلَةَ". قَالَتْ: فَقُمْتُ فَوَضَعْتُ ثِفَالِي (¬1)، وَأَخْرَجْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ (¬2) كَانَتْ [فِي] (¬3) جَرٍّ، وَأَخْرَجْتُ شَحْمًا فَعَصَدْتُهُ - أَوْ: صَعَدْتُهُ (¬4) - فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَصْبَحَ، فَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ: "إِنَّ لَكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً (¬5)، فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ أُسَبِّعْ أُسَبِّعْ لِنِسَائِي" (¬6). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِطُولِهِ (¬7). وَالثِّفَالُ (¬8) هُوَ: الْجِلْدُ الَّذِي يُبْسَطُ الرَّحَى إِلَيْهِ حَتَّى يَقَعَ الدَّقِيقُ عَلَيْهِ. فَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "لِلْبِكْرِ سَبْعٌ، وَلِلثَّيِّبِ ثَلَاثٌ" إِضَافَةٌ بِلَامِ التَّمْلِيكِ، وَفَصْلٌ بَيْنَ الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ، وَلَوْ كَانَ مُكْثُهُ ذَلِكَ عِنْدَهَا عَلَى مَا زَعَمُوا؛ وَهُوَ أَنْ يَقْضِيَ لِلْغَيْرِ مِثْلَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهَا، وَلَا لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ فِي ذَلِكَ مَعْنًى، وَلَمَا اخْتَارَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حَقَّهَا؛ حَيْثُ قَالَتْ: ثَلِّثْ، وَلَكَانَ قَوْلُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في التَّثْلِيثِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "ثقالي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في النسخ: "شعر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) قال الرافعي في شرح مسند الشافعي (3/ 342): "كذا هو في نسخ المختصر - أشار محقق المطبوع إلى أن صوابه: نسخ المسند - وهو بتقديم العين قريب، فيجوز أن يكون ما بعده ضادًا معجمة، والعضد: القطع، وأن يكون صادًا مهملة، يقال: عصد العصيدة: إذا لواها؛ وأما تقديم الصاد والعين فهو بعيد، ورأيت لبعضهم: فعصرته". اهـ. (¬5) في النسخ: "كرمة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 488). (¬7) أخرجه ابن أبي أسامة في المسند كما في بغية الباحث (2/ 915) بطوله. (¬8) في النسخ: "الثقال"، والمثبت من الحديث.

كَقَوْلِهِ (¬1) فِي التَّسْبِيعِ، فَلَمَّا قَالَ فِي التَّسْبِيعِ: "ثُمَّ سَبَّعْتُ عِنْدَهُنَّ"، وَقَالَ فِي التَّثْلِيثِ: "ثُمَّ دُرْتُ"، وَاخْتَارَتْ هِيَ التَّثْلِيثَ، عَلِمْنَا أَنَّ التَّثْلِيثَ حَقُّهَا مِنْ غَيْرِ قَضَاءٍ لِلْبَاقِي. [4295] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا دَخَلَ بِصَفِيَّةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا. تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬2)، عَنْ هُشَيْمٍ، وَزَادَ: وَكَانَتْ ثَيِّبًا (¬3). [4296] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬4)، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لِلْبِكْرِ سَبْعٌ وَلِلثَّيِّبِ ثَلَاثٌ (¬5). [4297] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ (¬6)، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: يُقِيمُ عِنْدَ الْبِكْرِ سَبْعًا ثُمَّ يَقْسِمُ (¬7)، وَإِنْ كَانَتْ ثَيِّبًا أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ يَقْسِمُ (¬8). ¬

_ (¬1) في (م): "لقوله". (¬2) في النسخ: "عثمان بن خيثمة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 141). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 478). (¬3) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (11/ 417) من طريق معلى وعثمان. (¬4) في (م): "أخبرنا أبو عبد الله، ثنا أبو العباس". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 489). (¬6) في النسخ: "بكير"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 141)، وهو: عبد الله بن بكر السهمي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (14/ 340). (¬7) في النسخ: "يقيم"، والمثبت من السنن الكبير. (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 271) من طريق سعيد.

مسألة (450): وليس للزوج أن يخرج بواحدة من نسائه إلى سفره بغير القرعة

مَسْأَلَةٌ (450): وَلَيْسَ لِلزَّوْجِ أَنْ يَخْرُجَ بِوَاحِدَةٍ مِنْ نِسَائِهِ إِلَى سَفَرِهِ بِغَيْرِ الْقُرْعَةِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَهُ أَنْ يَخْرُجَ بِمَنْ شَاءَ مِنْهُنَّ بِغَيْرِ قُرْعَةٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4298] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، ثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ سَفَرًا أَقْرَعَ (¬3) بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، فَخَرَجَتَا مَعَهُ جَمِيعًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ مَعَهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ، فَتَنْظُرِي وَأَنْظُرَ. قَالَتْ: بَلَى. فَرَكِبَتْ عَائِشَةُ عَلَى بَعِيرِ حَفْصَةَ، وَرَكِبَتْ حَفْصَةُ عَلَى بَعِيرِ عَائِشَةَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ، وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ [سَارَ] (¬4) مَعَهَا حَتَّى نَزَلُوا، وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَغَارَتْ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ تُدْخِلُ رِجْلَهَا بَيْنَ الْإِذْخِرِ وَتَقُولُ: يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي؛ رَسُولُكَ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 286)، ومختصر المزني (ص 247)، والحاوي الكبير (9/ 590)، ونهاية المطلب (13/ 262)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (8/ 379)، والمجموع (18/ 126). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 219)، وبدائع الصنائع (2/ 333)، والهداية في شرح البداية (1/ 216)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 180)، والبناية شرح الهداية (5/ 253). (¬3) في (ع): "أقرأ". (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الصحيحين.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهُويَهْ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬2). [4299] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا (¬3) خَرَجَ بِهَا (¬4). اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مُدْرَجًا فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 33). (¬2) صحيح مسلم (7/ 138). (¬3) في النسخ: "سهما"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 286، 366، 491). (¬5) صحيح البخاري (4/ 33)، وصحيح مسلم (8/ 112).

كتاب الخلع

وَمِنْ (¬1) كِتَابِ الْخُلْعِ ¬

_ (¬1) قوله: "ومن" ليس في (م).

مسألة (451): الخلع فسخ على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (451): الْخُلْعُ فَسْخٌ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). قَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُ طَلَاقٌ بَائِنٌ (¬2). [4300] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو - يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ - عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ امْرَأَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ اخْتَلَعَتْ مِنْهُ، أَيَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَكَرَ اللَّهُ الطَّلَاقَ فِي أَوَّلِ الْآيَةِ وَآخِرِهَا، وَالْخُلْعُ بَيْنَ ذَلِكَ، فَلَيْسَ الْخُلْعُ بِطَلَاقٍ، يَنْكِحُهَا (¬3). وَرَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بِإِسْنَادِهِ (¬4) وَمَعْنَاهُ. وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ (¬5) عِكْرِمَةَ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ أَجَازَهُ الْمَالُ، فَلَيْسَ بِطَلَاقٍ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 295)، ومختصر المزني (ص 250)، والحاوي الكبير (10/ 8)، ونهاية المطلب (13/ 292)، والمجموع (18/ 156). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 171)، وتحفة الفقهاء (2/ 199)، وبدائع الصنائع (3/ 145، 151)، والهداية في شرح البداية (2/ 261). (¬3) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 23). (¬4) في النسخ: "بإسناد"، والمثبت الجادة. (¬5) في النسخ: "وعن"، والمثبت من المختصر. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 294).

[4301] وأخبرنا (¬1) أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ (¬2)، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ جَمَعَ (¬3) بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ بَعْدَ طَلْقَتَيْنِ وَخُلْعٍ (¬4). تَوْجِيهُ الْقَوْلِ الثَّانِي: [4302] وأنبأني، ثنا (¬5) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ هَاشِمٍ - ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْمَكِّيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْخُلْعَ بِطَلْقَةٍ (¬6). هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَرَاوِيهِ (¬7) إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، وَلَيْسَ بالْقَوِيِّ. وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -: [4303] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (م): "أخبرنا". (¬2) في النسخ: "المضروي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته، انظر تاريخ الإسلام (8/ 374). (¬3) في أصل الرواية: "أنه جمع". (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 383). (¬5) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الوليد الفقيه ثنا"، فقد روى المؤلف بهذا الإسناد إلى وكيع كثيرا من الأحاديث، انظر السنن الكبير (15/ 358)، (15/ 602)، (17/ 136). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 37) عن وكيع. (¬7) في النسخ: "ورواته"، والمثبت هو الأنسب للسياق.

هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُمْهَانَ مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ (¬1)، عَنْ أُمِّ بَكْرَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ؛ أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أسيدٍ، ثُمَّ أَتَيَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - فِي ذَلِكَ فَقَالَ: هِيَ تَطْلِيقَةٌ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمَّيْتَ شَيْئًا، فَهُوَ عَلَى مَا سَمَّيْتَ (¬2) [4304] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُمْهَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ - يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أسيدٍ - قَالَ: كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ بَكْرَةَ، فَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ، ثُمَّ نَدِمَتْ، وَنَدِمَ، فَأَتَى عُثْمَانَ يَسْتَفْتِيهِ، فَقَالَ: الْخُلْعُ تَطْلِيقَةٌ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ سَمَّيْتَ شَيْئًا، فَهُوَ عَلَى مَا سَمَّيْتَ (¬3). قَالَ: فَرَاجَعَهَا (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: لَا أَعْرِفُ جُمْهَانَ وَلَا أُمَّ بَكْرَةَ بِشَيْءٍ يَثْبُتُ بِهِ خَبَرُهُمَا وَلَا يَرُدُّهُ (¬5). وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ - رحمه الله -: حَدِيثُ عُثْمَانَ - رضي الله عنه -: [الْخُلْعُ] (¬6) تَطْلِيقَةٌ، لَا يَصِحُّ؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي، جُمْهَانُ لَا أَعْرِفُهُ (¬7). قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهم -: الْخُلْعُ ¬

_ (¬1) في (ع): "الأسلمين"، وفي (م): "الأسلمي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 294، 358). (¬3) تقرأ في النسخ: "شئت"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 483)، وابن أبي شيبة في المصنف (10/ 36) من طريق هشام. (¬5) الأم للشافعي (6/ 295). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬7) أخرجه أحمد في المسائل، رواية أبي داود (ص 407).

تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ. وَحَدِيثُ (¬1) عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ فِي إِسْنَادِهِمَا مَقَالٌ، وَلَيْسَ فِي الْبَابِ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬2). يُرِيدُ - رحمه الله - حَدِيثَ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [4305] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا أَبِي، ثنا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ الْخُلْعَ تَطْلِيقَةً بَائِنَةً (¬3). وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَكَيْفَ يَصِحُّ وَمَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ بِخِلَافِهِ، وَإِنْ ثَبَتَ فَأَرَادَ بِهِ: إِذَا نَوَى طَلَاقًا أَوْ ذَكَرَهُ، وَالْقَصْدُ مِنْهُ قَطْعُ الرَّجْعَةِ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "الخلع تطليقة بائنة وحديث" ليس في (م). (¬2) انظر الأوسط لابن المنذر (9/ 321 - 324). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 259).

مسألة (452): والمختلعة لا يلحقها الطلاق

مَسْأَلَةٌ (452): وَالْمُخْتَلِعَةُ لَا يَلْحَقُهَا الطَّلَاقُ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يَلْحَقُهَا صَرِيحُ الطَّلَاقِ دُونَ كِنَايَتِهِ (¬2) (¬3). وَقَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: لَمْ يَقَعْ عَلَى الْمُخْتَلِعَةِ طَلَاقٌ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ زَوْجَةً، وَلَا فِي مَعَانِي الْأَزْوَاجِ. وَاحْتَجَّ بِانْقِطَاعِ الرَّجْعَةِ، وَالْإِيلَاءِ، وَالظِّهَارِ، وَاللِّعَانِ، وَالْمِيرَاثِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: بِأَنَّهُ لَوْ مَاتَ لَمْ تَنْتَقِلْ إِلَى عِدَّةِ الْوَفَاةِ (¬4). [4306] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬5)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُمَا قَالَا فِي الْمُخْتَلِعَةِ يُطَلِّقُهَا زَوْجُهَا، قَالَا: لَا يَلْزَمُهَا طَلَاقٌ؛ لِأَنَّهُ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 505)، ومختصر المزني (ص 251)، والحاوي الكبير (10/ 16)، ونهاية المطلب (13/ 310)، والمجموع (18/ 173). (¬2) في النسخ: "كناية"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: المبسوط (6/ 84)، وتحفة الفقهاء (2/ 185)، وبدائع الصنائع (3/ 134)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 268). (¬4) انظر: الأم (6/ 296)، ومختصر المزني (ص 251)، والحاوي الكبير (10/ 16). (¬5) في النسخ: "مسلم بن خالد عن ابن خالد عن جريج"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 74).

كَذَلِكَ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّهُمَا سُئِلَا عَنِ امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ، ثُمَّ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا فِي الْعِدَّةِ، قَالَا (¬1): طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ (¬2). فَهَذَا عَنْهُمَا صَحِيحٌ، وَلَا يَصِحُّ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ خِلَافُهُ (¬3) فِي ذَلِكَ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4307] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا ابْنُ زُهَيْرٍ (¬4)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي فَضَالَةَ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ: لِلْمُخْتَلِعَةِ طَلَاقٌ مَا كَانَتْ فِي الْعِدَّةِ (¬5). [4308] قال: وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [وَ] (¬6) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا قَالَا: إِذَا (¬7) خَالَعَهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا لَزِمَهُ مَا دَامَتْ فِي مَجْلِسِهِ (¬8). وَهَذَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَوْقُوفٌ وَضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ رَاوِيَهُ (¬9) الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "قال". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 487) عن ابن جريج. (¬3) في النسخ: "خالفهما"، والمثبت من المختصر. (¬4) هو: محمد بن أحمد بن زهير. له ترجمة في تاريخ الإسلام (7/ 328). (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 48) عن وكيع. (¬6) ما بين المعقوفين سقط من النسخ، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن والآثار (11/ 14)، وأبو سلمة هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (¬7) في (ع): "إذ". (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 50) عن وكيع. (¬9) في النسخ: "رواية"، والمثبت هو الموافق للسياق.

وَبِمَا: [4309] أخبرنا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ السَّمَرْقَنْدِيُّ (¬1)، أنا جَدِّي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا أَبُو نَصْرٍ مَنْصُورُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ (¬2)، أنا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ حَمٍّ، أنا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلَانِيُّ، أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ (¬3)، أنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: يَجْرِي الطَّلَاقُ [عَلَى الَّتِي] (¬4) تَفْتَدِي مِنْ زَوْجِهَا مَا كَانَتْ فِي الْعِدَّةِ (¬5). وَهَذَا بَاطِلٌ مِنْ وُجُوهٍ؛ مِنْهَا: أَنَّهُ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، وَالضَّحَّاكُ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، وَلَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ وَلَا قَارَبَهُ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ وَضَعِيفٌ وَمَجْهُولٌ، وَإِسنَادُهُ إِلَى عِيسَى الْعَسْقَلَانِيِّ مُظْلِمٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) له ترجمة في تاريخ دمشق (37/ 103). (¬2) له ترجمة في الأنساب لابن السمعاني (11/ 542). (¬3) في (م): "إسماعيل". (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن للمؤلف (11/ 14). (¬5) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 388)، عن هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن الضحاك عن عبد الله بن مسعود بدون ذكر المبهم. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 489) عن معمر عن عمر بن راشد عن يحيى به.

مسألة (453): وعقد الطلاق قبل النكاح لا ينعقد بالإضافة إليه

مَسْأَلَةٌ (453): وَعَقْدُ الطَّلَاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ لَا يَنْعَقِدُ بالْإِضَافَةِ إِلَيْهِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: انْعَقَدَ، وَوَقَعَ (¬2) فِيهِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4310] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -, ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ (ح). قَالَ (¬4): وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ". وَفِي حَدِيثِ هُشَيْمٍ: "لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا طَلَاقَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا عَتَاقَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ" (¬5). [4311] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 251)، والحاوي الكبير (10/ 20)، ونهاية المطلب (13/ 322)، والمجموع (18/ 385). (¬2) في النسخ: "وقع" بدون الواو، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: المبسوط (6/ 96)، وبدائع الصنائع (3/ 132)، والهداية في شرح البداية (1/ 243)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 231). (¬4) القائل هو: علي بن حمشاذ. (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 402).

عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬1) الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ فَلَا طَلَاقَ لَهُ، وَمَنْ أَعْتَقَ مَا لَا يَمْلِكُ فَلَا عَتَاقَةَ لَهُ، وَمَنْ نَذَرَ مَا لَا يَمْلِكُ فَلَا نَذْرَ لَهُ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلَا يَمِينَ لَهُ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلَا يَمِينَ لَهُ" (¬2). [4312] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا طَلَاقَ إِلَّا بَعْدَ نِكَاحٍ، وَلَا عِتْقَ إِلَّا بَعْدَ مِلْكٍ (¬3) " (¬4). [4313] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ [الْعَبَّاسِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ] (¬5) يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ (¬6) يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ثِقَةٌ (¬7). ¬

_ (¬1) في (ع): "الحميار"، وفي (م): "عبد الجبار"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 76). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (9/ 468) عن الأصم عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن أبي أسامة به. ومن طريق أبي أسامة أيضا أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 28). (¬3) في (م): "الملك". (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 22). (¬5) ما بين المعقوفين تحرف في (ع) إلى "سمعت أبا العباس بن محمد بن يعقوب"، وليس في (م)، والمثبت من أصلي الرواية. (¬6) تاريخ ابن معين، رواية الدوري (3/ 193). (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 478).

[4314] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ: شُعَيْبٌ وَالِدُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ لَهُ: فَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، يَتَكَلَّمُ النَّاسُ فِيهِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ [وَالْحُمَيْدِيَّ] وَإِسْحَاقَ بْنَ (¬1) رَاهُويَهْ يَحْتَجُّونَ بِهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ يَتَكَلَّمُ فِيهِ يَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّ [عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ أَكْثَرَ، وَنَحْوَ هَذَا] (¬2) (¬3). [4315] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيٌّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ [النَّيْسَابُورِيَّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا؟ قَالَ: يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قُلْتُ: فَأَبُوهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؟ قَالَ: نَعَمْ، أُرَاهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ] النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: [هُوَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَقَدْ صَحَّ سَمَاعُ عَمْرِو (¬4) بْنِ شُعَيْبٍ مِنْ أَبِيهِ، وَسَمَاعُ شُعَيْبٍ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬5) (¬6). [4316] أخبرنا أَبُو سَهْلِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ ¬

_ (¬1) قوله: "وإسحاق بن" مكانه بياض في (ع). (¬2) ما بين المعقوفات مكانه بياض في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 475). (¬4) في (ع): "عمر". (¬5) هذا الحديث به العديد من البياضات في النسخ، وأثبتناها من أصل الرواية. (¬6) المصدر السابق (3/ 474).

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرًا يَقُولُ: قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: كَانَ قَتَادَةُ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ لَا يُعَابُ عَلَيْهِمَا بِشَيْءٍ، إِلَّا أَنَّهُمَا كَانَا لَا يَسْمَعَانِ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَا بِهِ (¬1) (¬2). [4317] سمعت مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ (¬3) أَبَا الْوَلِيدِ الْفَقِيهَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهُويَهْ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ثِقَةً، فَهُوَ كَأَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬4). [4318] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، ثنا عَطَاءٌ، حَدَّثَنِي جَابِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا طَلَاقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ، وَلَا عَتَاقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ". قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬5). عَبْدُ الْكَبِيرِ (¬6) أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثِقَةٌ، وَقَدْ ذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَسَمَاعَ عَطَاءٍ (¬7) عَنْ جَابِرٍ، فَصَارَ الْحَدِيثُ بِذَلِكَ ثَابِتًا، وَلَا يَضُرُّ خِلَافُ ¬

_ (¬1) في (م): "حدثاه". (¬2) الضعفاء الصغير للبخاري (ص 106). (¬3) قوله: "سمعت" ليس في (ع). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 478). (¬5) المصدر السابق (3/ 402). (¬6) في النسخ: "عبد الكريم"، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬7) قوله: "وسماع عطاء" ليس في (م).

مَنْ خَالَفَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬1). [4319] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُظَفَّرٍ الْحَافِظُ وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (¬2) الشُّعَيْبِيُّ الْعَدْلُ وَغَيْرُهُمْ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا طَلَاقَ إِلَّا بَعْدَ نِكَاحٍ" (¬3). [4320] قال لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الشُّعَيْبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ صَاعِدٍ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا أَعْرِفُ لَهُ عِلَّةً (¬4). [4321] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُظَفَّرٍ الْحَافِظَ يَقُولُ: ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ (¬5)، فَارْتَجَّتْ بَغْدَادُ عَلَيْهِ، وَتَكَلَّمَ (¬6) النَّاسُ بِمَا تَكَلَّمُوا بِهِ. قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّفَّارِ نَكْتُبُ مِنْ أُصُولِهِ؛ إِذْ وَقَعَ بِيَدِي جُزْءٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ، فَنَظَرْتُ فِي الْجُزْءِ، قُلْتُ: لَعَلِّي أَجِدُ هَذَا الْحَدِيثَ. فَوَجَدْتُ [الْحَدِيثَ] (¬7) فِي الْجُزْءِ، فَلَمْ أُخْبِرْ أَصْحَابِي، وَغَدَوْتُ إِلَى بَابِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 196): "سئل أبو زرعة عن حديث جابر: لا طلاق قبل النكاح، قال: لم يسمع ابن أبي ذئب من عطاء، رواه ابن أبي ذئب عمن سمع من عطاء". (¬2) في (م): "وأبو أحمد بن محمد". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 383). (¬4) ذكره ابن عدي في الكامل (8/ 198) عن شيخه ابن صاعد. (¬5) يعني: بحديث محمد بن يحيى القطعي السابق. (¬6) في (م): "فتكلم". (¬7) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من تاريخ دمشق.

صَاعِدٍ، فَصَادَفْتُهُ قَاعِدًا عَلَى الْبَابِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، الْبِشَارَةَ، وَجَدْنَا حَدِيثَ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ فِي أَصْلِ كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّفَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ، فَأَخَذَ الْجُزْءَ وَرَمَى بِهِ (¬1)، ثُمَّ أَسْمَعَنِي فَقَالَ: يَا فَاعِلُ، حَدِيثٌ أُحَدِّثُ بِهِ أَنَا، أَحْتَاجُ أَنْ يُتَابِعَنِي عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّفَّارُ؟ ! (¬2). [4322] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَنَا مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَحْلَلْتَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ أُمَّ سَلَمَةَ؟ فَقَالَ: مَا أَنَا، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا طَلَاقَ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ، وَلَا عِتْقَ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ" (¬3). [4323] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي اللَّيْثِ حَدَّثَهُمْ، عَنِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَمَّنْ [سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله] (¬4) عليه وسلم: "لَا طَلَاقَ لِمَنْ لَمْ يَنْكِحْ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ" (¬5). ¬

_ (¬1) قوله: "به" ليس في (م). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 362) من طريق المؤلف. (¬3) أخرجه ابن المقرئ في المعجم (1/ 328)، والحاكم في المستدرك (4/ 385) من طريق عبد الله بن يزيد. (¬4) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج. (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 417)، وابن أبي شيبة في المصنف (9/ 525) عن سفيان بمعناه.

[4324] [أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ] (¬1)، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، [نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ]، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ [اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا طَلَاقَ] (¬2) قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلَا عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ" (¬3). وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. [4325] [. . . . . .] حدثني عَبْدُ الصَّمَدِ، أنا مُسْلِمٌ، عَنْ حَرَامِ (¬4) بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي [عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -] (¬5) مِثْلَهُ. [4326] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثثا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا طَلَاقَ إِلَّا بَعْدَ نِكَاحٍ، وَلَا عِتْقَ إِلَّا بَعْدَ مِلْكٍ" (¬6). هُوَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مُنْكَرٌ، يُنْظَرُ فِيهِ، وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (¬7). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، فهو يروي بهذه السلسلة كثيرا من الأحاديث. (¬2) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 201) ومصادر التخريج. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 203) عن حفص بن ميسرة عن حرام. (¬4) في (م): "ثنا مسلم بن حرام". (¬5) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من الغيلانيات (1/ 215)، فقد رواه عن عبد الصمد به. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 384). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 513).

وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ (¬1)، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنهم -. وَأَصَحُّ حَدِيثٍ فِيهِ وَأَشْهَرُهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ الَّذِي قَدْ (¬2) سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ. وَحَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -؛ قَالَهُ (¬3) الْبُخَارِيُّ (¬4). [4327] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ (¬5)، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلَا نِكَاحَ إِلَّا لِمِلْكٍ، وَلَا وِصَالَ فِي صِيَامٍ، وَلَا يُتْمَ بَعْدَ حُلُمٍ (¬6)، وَلَا رَضَاعَ بَعْدَ فِطَامٍ، وَلَا صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى (¬7) اللَّيْلِ" (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "وأبي هريرة" ليس في (م). (¬2) قوله: "قد" ليس في (م). (¬3) في النسخ: "قال"، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) ذكره الترمذي في العلل الكبير (ص 173). (¬5) قوله: "جويبر" ليس في (م). (¬6) في النسخ: "ولا يتم حلم بعد"، والمثبت هو الموافق لمصادر التخريج. (¬7) في (م): "إلا". (¬8) أخرجه البغوي في شرح السنة (9/ 198) عن أبي العباس الأصم.

[4328] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، ثنا مُطَيَّنٌ (¬1)، ثنا مَالِكُ بْنُ الْفُدَيْكِ، ثنا أَبُو جَنَابٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ، وَلَا يُتْمَ بَعْدَ حُلُمٍ، وَلَا صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ، وَلَا عِتْقَ إِلَّا بَعْدَ مِلْكٍ (¬2)، وَلَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ (¬3). وَهَذَا مَوْقُوفٌ. [4329] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، قَالَا: أنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: لَا طَلَاقَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ نِكَاحٍ (¬4). [4330] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا الْحَسَنُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْتُ: إِنْ زُوِّجْتُ فُلَانَةَ فَهِيَ (¬5) طَالِقٌ. قَالَ عَلِيٌّ: تَزَوَّجْهَا فَلَا شَيْءَ عَلَيْكَ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "مطير". (¬2) قوله: "ولا عتق إلا بعد ملك" ليس في (م). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 416)، وسعيد بن منصور في السنن (1/ 291) عن الضحاك عن النزال به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 295) من وجه آخر: عن وكيع عن أبي جناب عن إسماعيل بن رجاء عن النزال به موقوفا. (¬4) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (11/ 17). (¬5) في (ع): "فهو". (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 417)، وسعيد بن منصور في السنن (1/ 290) عن مبارك بن فضالة.

[4331] أنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬1) بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ [عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ] (¬2) عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلَا عِتْقَ إِلَّا (¬3) بَعْدَ مِلْكٍ (¬4). [4332] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو [الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ]، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ [شَقِيقٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَ] أَبُو حَمْزَةَ (¬5)، جَمِيعًا عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [مَا قَالَهَا] ابْنُ مَسْعُودٍ، وَإِنْ (¬6) يَكُنْ قَالَهَا فَزَلَّةٌ مِنْ عَالِمٍ - فِي الرَّجُلِ يَقُولُ: إِنْ تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ فَهِيَ طَالِقٌ - قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} (¬7) وَلَمْ يَقُلْ: إِذَا طَلَّقْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ نَكَحْتُمُوهُنَّ (¬8). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬9). ¬

_ (¬1) في النسخ: "أخبرنا أبو - بياض - أبو الحسين". (¬2) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 203) ومصادر التخريج. (¬3) قوله: "قبل نكاح ولا عتق إلا" مكانه بياض في (ع)، وفي السنن الكبير: "لا طلاق إلا من بعد نكاح ولا عتاق إلا من بعد ملك". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 527)، وعبد الله بن أحمد في المسائل لأبيه (ص 359) عن ابن جريج. (¬5) هو: محمد بن ميمون السكري. له ترجمة في تهذيب الكمال (26/ 544). (¬6) تقرأ في (م): "فإن". (¬7) سورة الأحزاب (آية: 49). (¬8) هذا الحديث به الكثير من البياضات في النسخ، واستدركناها من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 204). (¬9) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 402).

[4333] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: إِنْ تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ فَهِيَ طَالِقٌ، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا الطَّلَاقُ لِمَا يَمْلِكُ. قَالُوا: إِنَّ ابْنَ (¬2) مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِذَا وَقَّتَ وَقْتًا فَهُوَ كَمَا قَالَ. قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لَقَالَ اللَّهُ: إِذَا طَلَّقْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ نَكَحْتُمُوهُنَّ (¬3). [4334] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَعُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا (¬4)، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا الطَّلَاقُ مِنْ بَعْدِ النِّكَاحِ (¬5). وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وصوابه: "محمد بن زيد"، كما في مصادر التخريج، وهو الكندي، وقيل: العبدي، قاضي مرو، له ترجمة في تهذيب الكمال (25/ 228). (¬2) في (ع): "قالوا نا ابن". (¬3) أخرجه حرب الكرماني في المسائل (1/ 380) عن يعلى. (¬4) تقرأ في النسخ: "حديثا"، ولعل ما أثبتناه هو الصواب، وقد تكرر مثل ذلك من المؤلف كما في كتاب الطلاق، وقد نبهنا على ذلك في مقدمة الكتاب. (¬5) علقه البخاري في الصحيح (7/ 45)، ووصله ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 439) عن المؤلف. وأخرجه حرب الكرماني في المسائل (1/ 379) عن عاصم عن عكرمة. (¬6) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 350) عن أحمد بن سعيد الدارمي.

وَهُوَ فِيمَا: [4335] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ السِّمَّذِيَّ (¬1) أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ. [4336] أخبرنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى (¬2)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ الْمَالِينِيُّ (¬3)، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ (¬4)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬5)، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - رضي الله عنهم - قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ امْرَأَةً فَقَالَ: هِيَ طَالِقٌ ثَلَاثًا إِنْ تَزَوَّجْتُهَا، ثُمَّ بَدَا لَهُ فِيهَا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلُوا، فَقَالَ: "هَلْ كَانَ بَيْنَهُمَا نِكَاحٌ؟ ". قَالُوا: لَا. قَالَ: "فَلْيَتَزَوَّجْهَا". [4337] وأخبرنا أَبُو ذَرٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ¬

_ (¬1) تقرأ في النسخ: "السمندي"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تاريخ الإسلام (8/ 704). (¬2) في (م): "علي". (¬3) لم نجد له ترجمة ولا ذكرا في إسناد غير ما ها هنا. (¬4) هو: عثمان بن مقسم البري، أبو سلمة الكندي البصري. له ترجمة في تاريخ البخاري (6/ 252)، والكامل لابن عدي (8/ 18)، وهو متروك. (¬5) لم نعرفه، وقد نسبه في الإسناد الذي بعده مزنيا، ولم يعرفه المزي - رحمه الله -، فقد قال في تهذيب الكمال في ترجمة: عمرو بن خالد أبو خالد القرشي (21/ 604) فيمن روى عنه: "وسعيد بن عبد الرحمن شيخ لعثمان البري"، وقد ورد الحديث في سنن الدارقطني (5/ 36) عن عبد الرحمن بن سعيد القيسي عن عمرو بن خالد، فلعله هو وانقلب اسمه، وهذا أيضا لم نجد له ترجمة، وعمرو بن خالد متهم بالكذب، والله أعلم.

عَتِيقٌ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ (¬1)، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِمِثْلِهِ. [4338] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا شَاذُّ بْنُ الْفَيَّاضِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا أَوْ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تَدْعُونِي فَتُزَوِّجُنِي قَرَابَةً لَهَا، وَجَعَلْتُهَا طَالِقًا ثَلَاثًا يَوْمَ أَتَزَوَّجُهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ مِلْكٍ؟ " قَالَ: لَا. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا (¬2). [4339] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ، أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ، فَتَشَاجَرَا فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، فَقَالَ الْفَتَى: هِيَ طَالِقٌ إِنْ نَكَحْتُهَا حَتَّى آكُلَ الْغَضِيضَ - وَالْغَضِيضُ: طَلْعُ النَّخْلِ الذَّكَرِ - ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْأَمْرِ، فَقَالَ الْمُنْذِرُ: أَنَا آتِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ بِالْبَيَانِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِي خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ، فَشَجَرَ بَيْنَهُمْ بَعْضُ (¬3) الْأَمْرِ، فَقَالَ: هِيَ (¬4) طَالِقٌ إِنْ (¬5) نَكَحْتُهَا حَتَّى آكُلَ ¬

_ (¬1) لم ندر من هو، والسند مسلسل بالمجاهيل والمتروكين، وانظر التعليق على الحديث السابق، كما أننا لم نجد من أخرج هذين الحديثين غير المؤلف. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 36) من طريق عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه بنحوه. (¬3) في (م): "في بعض". (¬4) قوله: "هي" مكانه بياض في (ع). (¬5) قوله: "إن" مكانه بياض في (ع).

الْغَضِيضَ؟ قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ؛ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. [ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ] (¬1). ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَسَمَّاهُمْ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِمَا سَأَلْتُ عَنْهُ (¬2). [4340] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [جَعْفَرٍ] (¬3)، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ أَنْ يَكْتُبُوا إِلَيْهِ بِالطَّلَاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ. وَكَانَ قَدِ ابْتُلِيَ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِالْيَمَنِ، فَدَعَا ابْنَ طَاوُسٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ شَرُوسٍ، وَسِمَاكَ بْنَ الْفَضْلِ، فَأَخْبَرَهُمُ ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ شَرُوسٍ (¬4) عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَسِمَاكُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ سِمَاكٌ مِنْ عِنْدِهِ: إِنَّمَا النِّكَاحُ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 205). (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 351، 558). (¬3) قوله: "جعفر" مكانه بياض في النسخ، وكتب ناسخ (م) على طرتها: "جعفر" وفوقها "ي". (¬4) من قوله: "وسماك" إلى هنا ليس في (م).

عُقْدَةٌ تُعْقَدُ، وَالطَّلَاقُ يَحُلُّهَا، فَكَيْفَ يَحُلُّ عُقْدَةً قَبْلَ أَنْ يَعْقِدَ. فَأُعْجِبَ الْوَلِيدُ بِقَوْلِهِ فَأَخَذَ بِهِ، وَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِالْيَمَنِ أَنْ يَسْتَعْمِلَهُ عَلَى الْقَضَاءِ (¬1). [4341] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعَافِرِيُّ، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّوَّافُ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: يَوْمَ أَتَزَوَّجُ فُلَانَةَ فَهِيَ طَالِقٌ، فَلَا شَيْءَ (¬2). وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ (¬3) وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (¬4). وَرَوَاهُ قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ (¬5)، وَابْنِ الْمُسَيَّبِ (¬6)، وَعَطَاءٍ (¬7)، وَعِكْرِمَةَ. وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 420) مختصرا. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (69/ 221) من طريق البسوي. (¬2) أخرجه عبد الله بن أيوب المخرمي في فوائده كما قال ابن حجر في الفتح (9/ 383)، وقد أخرجه الحافظ بإسناده في تغليق التعليق (4/ 444). (¬3) في النسخ: "أطيب"، والمثبت من الكبرى للمؤلف (15/ 206). (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 291) من طريق سليمان عن سعيد بن جبير وعلي بن حسين. (¬5) أخرجه حرب الكرماني في المسائل (1/ 46). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 529) عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب. (¬7) المصدر السابق (9/ 529) عن ليث عن عطاء. (¬8) في النسخ: "سعيد بن سعيد بن جبير"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 206). (¬9) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 529).

وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ (¬1). وَرَوَاهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ (¬2). وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ رَوَاحٍ الضَّبِّيُّ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ وَمُجَاهِدًا وَعَطَاءً عَنْ رَجُلٍ قَالَ: يَوْمَ أَتَزَوَّجُ فُلَانَةَ فَهِيَ طَالِقٌ. قَالُوا (¬3): لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: يَا ابْنَ أَخِي، أَيَكُونُ سَيْلٌ قَبْلَ مَطَرٍ؟ ! (¬4). وَهَذِهِ الْآثَارُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَوَامَّ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ذَهَبُوا إِلَى مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ، وَأَنَّهُمْ فَهِمُوا مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي رَوَيْنَاهَا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَا فَهِمْنَاهُ؛ مِنْ أَنَّ الطَّلَاقَ أَوِ الْعَتَاقَ الَّذِي عُقِدَ قَبْلُ لَا يَعْمَلُ بَعْدَ وُقُوعِ الْمِلْكِ، فَإِنَّ الَّذِي حَمَلَ مَنْ خَالَفَنَا الْخَبَرَ عَلَيْهِ مِنْ عَدَمِ (¬5) وُقُوعِهِ قَبْلَ الْمِلْكِ، وَوُقُوعِهِ بَعْدَهُ لَا مَعْنَى لَهُ، فَكُلُّ أَحَدٍ يَعْلَمُ أَنَّ الطَّلَاقَ أَوِ الْعَتَاقَ قَبْلَ الْمِلْكِ لَا يَقَعُ (¬6)، فَإِنَّمَا قَصَدَ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا الْمَعْنَى (¬7) عَدَمَ وُقُوعِهِ بَعْدَ الْمِلْكِ [حَتَّى يُفِيدَ الْخَبَرُ. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ] (¬8). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 291) عن عمرو بن دينار عن رجل عن أبي الشعثاء بمعناه. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 531) عن أسامة. (¬3) في النسخ: "قال"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 207). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 530) عن الحسن بن رواح. (¬5) في النسخ: "عديم"، والمثبت من المختصر. (¬6) في (م): "ينفع". (¬7) في المختصر: "النفي". (¬8) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من المختصر.

الطلاق والرجعة [والإيلاء]

وَمِنْ كِتَابِ الطَّلَاقِ وَالرَّجْعَةِ [وَالْإِيلَاءِ] (¬1) ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت من المختصر.

مسألة (454): السنة والبدعة في وقت الطلاق دون عدده

مَسْأَلَةٌ (454): السُّنَّةُ وَالْبِدْعَةُ فِي وَقْتِ الطَّلَاقِ دُونَ عَدَدِهِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: فِي وَقْتِهِ وَعَدَدِهِ (¬2). [4342] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ (ح) وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَقَالَ: "لِيُرَاجِعْهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا". قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ - يَعْنِي لِابْنِ عُمَرَ -: تُحْتَسَبُ بِهَا؟ قَالَ: فَمَهْ (¬3)؟ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 457)، ومختصر المزني (ص 255)، والحاوي الكبير (10/ 114)، ونهاية المطلب (14/ 12)، والمجموع (18/ 216). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 3)، وتحفة الفقهاء (2/ 171)، وبدائع الصنائع (3/ 91)، والهداية في شرح البداية (1/ 221). (¬3) في (م): "مه"، وهذه الكلمة إما استفهامية، والمعنى: فما يكون إذا لم يعتدَّ بها؟ إنكارا لقول السائل: أيعتدُّ بها؟ فكأنه قال: وهل من ذلك بُدٌّ؟ ! أو هي كلمة زجر؛ أي: كفَّ عن هذا الكلام، فلا شك في وقوع الطلاق. انظر فتح الباري (9/ 352). (¬4) صحيح البخاري (7/ 41).

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬1). [4343] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬2) (¬3). [4344] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي عِيسَى، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا شُعْبَةُ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (¬4)، ثنا (¬5) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لِيُرَاجِعْهَا؛ فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا". قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: فَاحْتَسَبْتَ بِهَا؟ قَالَ: فَمَا يَمْنَعُهُ؟ أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (¬7). [4345] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 182). (¬2) هذا الحديث ليس في (م). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 241) عن أبي مسلم الكشي. (¬4) من بداية تحويل السند إلى هنا ليس في (م). (¬5) في (م): "عن". (¬6) صحيح البخاري (7/ 41). (¬7) صحيح مسلم (4/ 182).

كِتَابِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَيْمَنَ يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَل عُمَرُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا؛ فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا، أَوْ يُمْسِكْ"، قَالَ: وَقَرَأَ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ عِدَّتِهنَّ). قَالَ: وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقْرَأُ هَكَذَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ (¬1). [4346] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، [ثنا] (¬2) أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ [ابْنِ] عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فِي الْحَيْضِ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: " [مُرْهُ] (¬3) فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا وَهِيَ طَاهِرٌ أَوْ حَامِلٌ" (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ (¬5). وَرَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ، وَزَادَ فِيهِ: ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 183). (¬2) أداة التحديث ليست في النسخ، وأثبتناها من سائر أسانيد المؤلف. (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه أبو يعلى في المسند (9/ 329). (¬5) صحيح مسلم (4/ 181).

[4347] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُويَهْ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ (¬1) أَخْبَرَهُ أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَتَغَيَّظَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لِيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ، فَإنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا؛ فَتِلْكَ الْعِدَّةُ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ -عز وجل -". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّبَيْدِيِّ (¬3) وَابْنِ سِيرِينَ عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ هَكَذَا (¬4). [4348] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬5)، أنا مَالِكٌ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ (ح) ¬

_ (¬1) في (م): "سالم بن عبد الله بن عمر". (¬2) صحيح البخاري (6/ 155). (¬3) أي: عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. (¬4) صحيح مسلم (4/ 181). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 529).

قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيَتْرُكْهَا (¬1) حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ". لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَالِكٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ، وَزَادَ فِيهِ كَلَامَ ابْنِ عُمَرَ: [4349] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا اللَّيْثُ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يَرْجِعَهَا، ثُمَّ ¬

_ (¬1) وكذا عند مسلم، وفي أصل الرواية: "ليمسكها". (¬2) صحيح البخاري (7/ 41). (¬3) صحيح مسلم (4/ 179).

يُمْسِكَهَا؛ حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا (¬1) فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى. وَزَادَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَابْنُ رُمْحٍ فِي حَدِيثِهِمَا: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ لِأَحَدِهِمْ: إِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَقُتَيْبَة وَابْنِ رُمْحٍ (¬3). قَالَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -: وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ عَنِ اللَّيْثِ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، قَالَ: قالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ طَلَّقْتَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَّيْنِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَنِي بِهَذَا. [4350] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ مُوسَى، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ: أَمَّا أَنْتَ (¬4) طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَنِي بِهَذَا، فَإِنْ كُنْتَ (¬5) طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، ¬

_ (¬1) في (ع): "يقلقها". (¬2) صحيح البخاري (7/ 58). (¬3) صحيح مسلم (4/ 179). (¬4) في النسخ: "أن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) زاد بعده في (م): "قد"، ومكانها بياض في (ع)، والكلام مستقيم هكذا في أصل الرواية.

وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ (¬1). وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ نَافِعٍ قَرِيبًا مِنْ هَذَا: [4351] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ وَأَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَا: ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمَسَّهَا؛ فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ يَقُولُ: أَمَّا (¬2) أَنْتَ طَلَّقْتَهَا وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، وَأَمَّا أَنْتَ (¬3) طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا فَقَدْ عَصَيْتَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكَ بِهِ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ، وَبَانَتْ مِنْكَ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ (¬5). وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الجهم العلاء بن موسى في جزئه، رواية البغوي (ص 38). (¬2) في النسخ: "ما"، والمثبت من المختصر، وهذا لفظ مشكل، انظر: مشارق الأنوار للقاضي عياض (1/ 37). (¬3) بعده في (م) زيادة: "إِنْ". (¬4) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1036). (¬5) صحيح مسلم (4/ 180).

[4352] فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّامَاتِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ (ح) قَالَ ابْنُ يَعْقُوبَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجَارُودِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الطَّبَرِيُّ - يُقَالُ لَهُ: الصَّوْمَعِيُّ - قَالَا: ثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقُ بَعْدُ أَوْ يُمْسِكُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ (¬1). فَأَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ طَلَّقَ، وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَ، فَإِنْ كَانَتِ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى - عَنْ سَالِمٍ ثُمَّ عَنْ نَافِعٍ وَابْنِ دِينَارٍ فِي أَمْرِهِ بِأَنْ يُرَاجِعَهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ - مَحْفُوظَةً، فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: هَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ الِاسْتِبْرَاءِ أَنْ يَكُونَ يَسْتَبْرِئُهَا بَعْدَ الْحَيْضَةِ الَّتِي طَلَّقَهَا فِيهَا بِطُهْرٍ تَامٍّ، ثُمَّ حَيْضٍ تَامٍّ؛ لِيَكُونَ تَطْلِيقُهَا (¬2) وَهِيَ تَعْلَمُ عِدَّتَهَا؛ آلحَمْلُ هِيَ أَمِ الْحَيْضُ (¬3)؟ ، وَلِيَكُونَ يُطَلِّقُهَا بَعْدَ عِلْمِهِ بِحَمْلٍ، وَهُوَ غَيْرُ جَاهِلٍ مَا صَنَعَ، أَوْ يَرْغَبُ، فَيُمْسِكُ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 181). (¬2) في النسخ: "يطلقها"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (15/ 234). (¬3) في النسخ: "أتحمل هي أم تحيض"، والمثبت من المصادر السابقة، ومعرفة السنن والآثار (11/ 33)، وانظر فتح الباري لابن حجر (9/ 349).

لِلْحَمْلِ، وَلِيَكُونَ إِنْ كَانَتْ سَأَلَتِ الطَّلَاقَ غَيْرَ حَامِلٍ، أَنْ تَكُفَّ عَنْهُ حَامِلًا. [4353] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ، أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَهُ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً وَهِيَ حَائِضٌ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُتْبِعَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ أُخْرَاوَيْنِ عِنْدَ الْقُرْأَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "يَا ابْنَ عُمَرَ، مَا هَكَذَا أَمَرَكَ اللَّهُ، إِنَّكَ قَدْ أَخْطَأْتَ السُّنَّةَ، وَالسُّنَّةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ الطُّهْرَ، فَتُطَلِّقَ لِكُلِّ قُرْءٍ". قَالَ: فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَاجَعْتُهَا، ثُمَّ قَالَ: "إِذَا طَهُرَتْ فَطَلِّقْ (¬1) عِنْدَ ذَلِكَ أَوْ أَمْسِكْ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ لَوْ أَنِّي طَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا كَانَ يَحِلُّ لِي أَنْ أُرَاجِعَهَا؟ قَالَ: "كانَتْ تَبِينُ مِنْكَ، وَتَكُونُ مَعْصِيَةً" (¬2). الرِّوَايَاتُ الْمُتَقَدِّمَةُ أَصَحُّ مِنْ هَذَا، وَلَيْسَ فِيهَا الزِّيَادَاتُ الَّتِي فِي هَذَا وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ. [4354] سمعت الْحَاكِمَ أَبَا [عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: هَذَا بَابٌ يَطُولُ فَلْيَعْلَمْ صَاحِبُ الْحَدِيثِ أَنَّ الْحَسَنَ] لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا مِنْ جَابِرٍ، وَلَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَا [مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا قَطُّ] (¬3). وَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ، فَيُشْبِهُ أَنَّ قَوْلَهُ: "وَتَكُونُ مَعْصِيَةً" رَاجِعًا إِلَى إِيقَاعِ مَا كَانَ ¬

_ (¬1) في (م): "فتطلق". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 56) من طريق معلى بن منصور. (¬3) ما بين المعقوفات في هذا الموضع والذي قبله مكانه بياض في النسخ، والمثبت من أصل النقل من معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 353)، وفي المختصر: "والحسن قيل إنه لم يسمع من ابن عمر شيئا" ..

يُوقِعُهُ مِنَ الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ فِي حَالِ الْحَيْضِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [. . .] (¬1) بْن عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ فِي الثَّلَاثِ: إِذًا عَصَيْتَ رَبَّكَ فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ، وَثَانِيًا فَإِنَّهَا كَانَتْ مَعْصِيَةً لِإِيقَاعِهَا فِي حَالِ الْحَيْضِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [4355] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ سَهْلٌ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلَاعُنِهِمَا (¬2) قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬4) (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ (¬6). [4356] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، سَمِعَهَا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين بياض في النسخ قدر نصف سطر. (¬2) في (م): "من فتلاعنهما". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 322). (¬4) في (م): "عبد الله بن يونس". (¬5) صحيح البخاري (7/ 42). (¬6) صحيح مسلم (4/ 205).

تَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ (¬1) طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ بَعْدَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَإِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ (¬2) الثَّوْبِ. فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: "أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ (¬3) وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ". قَالَتْ: وَأَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يَنْتَظِرُ (¬4) أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ فَنَادَى: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَسْمَعُ مَا تَجْهَرُ بِهِ هَذِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬5)! لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَمْرٍو، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬8). [4357] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا [أَبُو] (¬9) الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا يَحْيَى، ¬

_ (¬1) أي طلقها طلاقًا بائنًا. (¬2) هدبة الثوب: طرَفه، أرادتْ مَتاعَه، وأنه رِخْوٌ مثل طرَف الثوب، لا يُغْني عنها شيئًا. النهاية (هدب). (¬3) المراد: لذة الجماع، شبَّه لذة الجِماع بالعسل. النهاية (عسل). (¬4) في (م): "ابن سعيد ينتظر". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 629). (¬6) كذا في النسخ، ولعل المراد: "لفظ حديث أبي عبد الله". (¬7) كذا في النسخ: "علي بن المديني"، وهو خطأ، وقد قال المؤلف في السنن الكبير (15/ 365): "رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد"، وهو الصواب، انظر صحيح البخاري (3/ 168). (¬8) صحيح مسلم (4/ 154). (¬9) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 368).

عَنْ (¬1) عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا الْقَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَجُلًا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا، فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَتَحِلُّ لِلْأَوَّلِ؟ قَالَ: "لَا، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا كَمَا ذَاقَ الْأَوَّلُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬3). [4358] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوْجِي (¬4) طَلَّقَنِي ثَلَاثًا، فَأَخَافُ أَنْ يُقْتَحَمَ [عَلَيَّ] (¬5). فَأَمَرَهَا (¬6) فَتَحَوَّلَتْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنًّى (¬7). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الشَّعْبِيُّ وَالْبَهِيُّ (¬8)، وَعَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "ابن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) صحيح البخاري (7/ 43). (¬3) صحيح مسلم (4/ 155). (¬4) في (م): "إن زوجي". (¬5) قوله: "علي" ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (15/ 550). (¬6) في (م): "فأمر". (¬7) صحيح مسلم (4/ 200). (¬8) في النسخ: "والنخع"، والمثبت من سنن أبي داود (3/ 596) فالظاهر أن المؤلف نقل هذه العبارة كاملة منه، وقد أخرج حديث البهي مسلمٌ في الصحيح (4/ 200). والبهي اسمه: عبد الله، له ترجمة في تهذيب الكمال (16/ 341).

عَاصِمٍ (¬1) وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، كُلُّهُمْ عَنْ فَاطِمَةَ أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا. [4359] حدثنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ الشَّرْقِيُّ (¬2)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، [حَدَّثَنِي أَبِي]، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ (¬3). [4360] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: أَرْسَلَ إِلَيَّ زَوْجِي أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ الْمُغِيرَةِ (¬4) عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بِطَلَاقِي، [وَبَعَثَ إِلَيَّ بِخَمْسَةِ آصُعٍ مِنْ شَعِيرٍ وَخَمْسَةِ] آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَقُلْتُ: أَمَا لِي نَفَقَةٌ غَيْرُ هَذَا، وَلَا أَعْتَدُّ فِي بَيْتِكُمْ؟ [قَالَ: لَا. قَالَتْ: فَشَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي] (¬5)، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "كَمْ طَلَّقَكِ؟ ". فَقُلْتُ: ثَلَاثًا. قَالَ: "صَدَقَ، لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ، ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 131). (¬2) كذا، وقد قال الخطيب البغدادي في التاريخ (6/ 109): "أحمد بن محمد بن الحسن، أبو حامد النيسابوري، المعروف بابن الشرقي". (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 197) من طريق حصين. (¬4) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (34/ 116) فقد نقل المزي الاختلاف في اسمه. (¬5) ما بين المعقوفات مكانه بياض في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 229)، (16/ 67).

وَاعْتَدِّي فِي بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، تُلْقِينَ عَنْكِ ثِيَابَكِ، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُكِ فَآذِنِينِي". قَالَتْ: فَخَطَبَنِي خُطَّابٌ مِنْهُمْ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبُو الْجَهْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَهَا: "مُعَاوِيَةُ تَرِبٌ خَفِيفُ الْحَالِ (¬1)، وَأَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ (¬2)، وَفِيهِ (¬3) شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ، لَكِنْ عَلَيْكِ بِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ أَنْكِحِي (¬4) أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ (¬5). وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ مِنْ هَذِهِ الْأَخْبَارِ هُوَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ عِنْدَهُ طَلَاقُ الثَّلَاثِ، وَأُخْبِرَ بِمَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ لَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ، وَلَوْ كَانَ مَحْظُورًا لَبَيَّنَهُ بِصَرِيحٍ أَوْ نَبَّهَ عَلَيْهِ بِتَعْرِيضٍ حِينَ ذُكِرَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - بُعِثَ مُبَيِّنًا، فَلَمَّا لَمْ يَفْعَلْ ثَبَتَ بِذَلِكَ أنَّهُ مُبَاحٌ، وَلَيْسَ بِحَرَامٍ. وَقَدْ خَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رُكَانَةَ بَيْنَ أَنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ طَلْقَةً أَوْ طَلَقَاتٍ: [4361] حدثناه الشَّيْخ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَنَفِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬6)، أنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ، أَنَّ ¬

_ (¬1) الترب: الفقير قليل المال. وخفيف الحال بمعناه. (¬2) في النسخ: "للناس"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "أو فيه" كما في مصادر التخريج. انظر السنن الكبرى للنسائي (11/ 227). (¬4) كذا، ولعل الصواب: "لكن عليك بأسامة بن زيد أو قال: أنكحي" كما في المصدر السابق. (¬5) صحيح مسلم (4/ 199). (¬6) من قوله: "ثنا أبو العباس محمد" إلى هنا ليس في (م).

رُكَانَةَ بْنَ عَبْدِ يَزِيدَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ سُهَيْمَةَ (¬1) الْمُزَنِيَّةَ أَلْبَتَّةَ، ثُمَّ أَتى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي سُهَيْمَةَ أَلْبَتَّةَ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا وَاحِدَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ إِلَّا وَاحِدَةً؟ ". فَقَالَ رُكَانَةُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا وَاحِدَةً. فَرَدَّهَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2)، فَطَلَّقَهَا الثَّانِيَةَ فِي زَمَانِ عُمَرَ، وَالثَّالِثَةَ فِي زَمِنِ عُثْمَانَ - رضي الله عنهما - (¬3). [4362] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ بِذَلِكَ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ - رضي الله عنه - طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا (¬4). فَهَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - أَحَدُ الْعَشَرَةِ الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فِي مَرَضِهِ الْبَتَّةَ، وَسَمِعَ بِذَلِكَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنه -، وَاشْتُهِرَ فِيمَا بَيْنَ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ لَمْ يُنْكِرْ أَحَدٌ عَلَيْهِ (¬5) ذَلِكَ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي تَوْرِيثهَا مِنْهُ. وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ (¬6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ - رضي الله عنه -: مَا فَرَرْتُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. ¬

_ (¬1) تقرأ في النسخ في هذا الموضع والذي بعده: "سهمية"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (15/ 266)، وقد اختلف فِي اسمها، فقيل: هشيمة، وقيل: سهيمة، وهو الأشهر، وقيل: سهية، وقيل: سفيجة. قاله ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 289). (¬2) من قوله: "والله ما أردت إلا واحدة" إلى هنا ليس في (م). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 353). (¬4) المصدر السابق (6/ 355). (¬5) زاد هنا في (ع): "أحد". (¬6) من قوله: "أحد عليه ذلك" إلى هنا ليس في (م).

[4363] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسى بْنِ مُجَاشِعٍ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ (¬1)، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ - وَهِيَ أُمُّ أَبِي سَلَمَةَ - ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ [فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، فَلَمْ يَبْلُغْنَا] أَنَّ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ عَابَ ذَلِكَ. [4364] قال: وَحَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ أَبِي [سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ] (¬2) الْمُغِيرَةِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأبَانَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَابَ ذَلِكَ (¬3). [4365] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، قَالَ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْكِحَهَا، فَجَاءَ يَسْتَفْتِي، فَذَهَبْتُ مَعَهُ أَسْأَلُ لَهُ، فَسَأَل أَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَا: لَا نَرَى أَنْ تَنْكِحَهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ. قَالَ: إِنَّمَا كَانَ طَلَاقِي إِيَّاهَا وَاحِدَةً (¬4)، ¬

_ (¬1) في (ع): "راشدة"، وفي (م): "رشدة"، والمثبت من أصل الرواية، وهو أبو عبد الله المكحولي. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 186). (¬2) ما بين المعقوفات مكانه بياض في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 23). (¬4) في النسخ: "من واحدة"، والمثبت هو الموافق لأصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (15/ 246).

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَ مِنْ يَدِكَ مَا كَانَ لَكَ مِنْ فَضْلٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَمَا عَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَلَا أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهما - عَلَيْهِ أَنْ يُطَلِّقَ ثَلَاثًا (¬1). [4366] أخبرنا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ نُعْمَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، قَالَ عَطَاءٌ: فَقُلْتُ: إِنَّمَا طَلَاقُ الْبِكْرِ وَاحِدَةٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: إِنَّمَا أَنْتَ قَاصٌّ (¬2)، الْوَاحِدَةُ تُبِينُهَا، وَالثَّلَاثُ تُحِرِّمُهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَمْ يَقُلْ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: بِئْسَمَا صَنَعْتَ حِينَ طَلَّقْتَ ثَلَاثًا! (¬3) [4367] أخبرنا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ (¬4) بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الْأَنْصَارِيِّ، ¬

_ (¬1) الأم للشافعي (6/ 356). (¬2) في النسخ: "قاض"، والمثبت من أصل الرواية، وكذا هو في الموطأ برواية يحيى (2/ 82). ويعني بقوله: "أنت قاص" أي أنك صاحب قصص ومواعظ، وليس لك في الفتوى، ويؤيد ذلك رواية سعيد بن منصور في السنن (1/ 307): "إنما أنت قاص ولست بمفت"، والله أعلم. (¬3) الأم (6/ 357). (¬4) وقع في أصل الرواية من الأم: "نعمان" بدلا من "معاوية"، وأظن أن "معاوية" هو الصواب، فقد أخرجه مالك في الموطأ برواية يحيى (2/ 82) ورواية أبي مصعب (1/ 627)، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 535) وفيهم: "معاوية"، وانظر ترجمة معاوية في التاريخ الكبير للبخاري (7/ 332).

أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَجَاءَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ طَلَّقَ امْرَأتَهُ [ثَلَاثًا] (¬1) قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَمَاذَا تَرَيَانِ؟ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ مَا لَنَا فِيهِ قَوْلٌ، اذْهَبْ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنِّي تَرَكْتُهُمَا عِنْدَ عَائِشَةَ فَسَلْهُمَا، ثُمَّ ائْتِنَا فَأَخْبِرْنَا. فَذَهَبَ فَسَأَلَهُمَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَفْتِهِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ جَاءَتْكَ مُعْضِلَةٌ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: الْوَاحِدَةُ تُبِينُهَا، وَالثَّلَاثُ تُحَرِّمُهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ الشَّافعِيُّ - رحمه الله -: لَمْ يَعِيبَا - رضي الله عنهما - عَلَيْهِ الثَّلَاثَ، وَلَا عَائِشَةُ - رضي الله عنها - (¬2). [4368] أخبرنا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي مِائَةً. قَالَ: تَأْخُذُ ثَلَاثًا وَتَدَعُ الْبَاقِيَ (¬3)؛ سَبْعًا وَتِسْعِينَ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬5). [4369] أخبرني أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ [مُحَمَّدٍ] (¬6) الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) الأم (6/ 357). (¬3) قوله: "الباقي" ليس في أصل الرواية ولا في المصنفات الأخرى للمؤلف. (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 257). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 360). (¬6) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف.

الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَلْفًا، قَالَ: أَمَّا ثَلَاثٌ فَتُحَرِّمُ عَلَيْكَ امْرَأَتَكَ، وَبَقِيَّتُهُنَّ عَلَيْكَ وِزْرٌ؛ اتَّخَذْتَ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا (¬1). [4370] [. . .] (¬2) عن سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ [. . .] مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ لَهُ أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ سَبْعًا وَتِسْعِينَ (¬3)، قَالَ: أَمَّا ثَلَاثٌ فَتُحَرِّمُ عَلَيْكَ امْرَأَتَكَ وَسَائِرُهُنَّ (¬4) مَعْدُودَاتٌ (¬5) (¬6). [4371] وعن سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ [زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ] (¬7) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَلْعَبُ بِالْمَدِينَةِ، فَمَرَّ بِهِ قَوْمٌ فَقَالُوا لَهُ: كَمْ (¬8) طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ؟ فَقَالَ: أَلْفًا. فَأُتِيَ بِهِ عُمَرُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَلْعَبُ. فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ وَقَالَ: إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثٌ (¬9). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 397) عن سفيان. (¬2) هذا الموضع والذي يليه مكانه بياض في النسخ يقدر بحوالي ثلاث كلمات. (¬3) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "تسعا وتسعين". (¬4) قوله: "فتحرم عليك امرأتك و" مكانه بياض في (ع). (¬5) كذا، وفي مصادر التخريج: "عداون". (¬6) في السنن الكبير للمؤلف (15/ 238): "أنبأني أبو عبد الله إجازة، أخبرنا أبو الوليد، حدثنا ابن زهير، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: إني طلقت امرأتي مائة، قال: بانت منك بثلاث، وسائرهن معصية". (¬7) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ بمقدار ربع سطر، والمثبت من الأوسط لابن المنذر (9/ 162) ومصادر التخريج. (¬8) في (ع): "لم". (¬9) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 521) من طريق سفيان.

[4372] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَاهَانَ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، فَقَالَ سَعِيدٌ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ مِائَةً فَقَالَ: ثَلَاثٌ تُحَرِّمُ عَلَيْكَ امْرَأَتَكَ، وَسَائِرُهُنَّ وِزْرٌ؛ اتَّخَذْتَ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا! (¬1). [4373] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ رَادُّهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَنْطَلِقُ أَحَدُكُمْ فَيَرْكَبُ الْحَمُوقَةَ (¬3) ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، يَا ابْنَ عَبَّاسٍ (¬4)، وَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ (¬5) قَالَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (¬6)، وَإِنَّكَ لَمْ تَتَّقِ اللَّهَ؛ فَلَا أَجِدُ لَكَ مَخْرَجًا، عَصَيْتَ رَبَّكَ، وَبَانَتْ مِنْكَ امْرَأَتُكَ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالى قَالَ: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ في (¬7) قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ) (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 24). (¬2) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر تاريخ الإسلام (9/ 57). (¬3) هي فَعُولة من الحُمْق: أي خَصْلة ذات حُمْق. وحقيقة الحُمْق: وضع الشيء في غير مَوْضِعه مع العِلْم بقُبْحه. النهاية (حمق). (¬4) قوله: "يا ابن عباس" الثانية ليس في (م). (¬5) في (م): "شأنه". (¬6) سورة الطلاق (آية: 2). (¬7) في النسخ: "من"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 252).

يَحْتَمِلُ أنَّهُ سُئِلَ عَمَّنَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فِي حَالِ حَيْضِهَا؛ فَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ بِخِلَافِهِ. [4374] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَعُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَصَمُّ حَدَّثَنَا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا حُمَيْدٌ، عَنْ وَاقِعِ بْنِ سَحْبَانَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ، قَالَ: أَثِمَ بِرَبِّهِ، وَحَرُمَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِأَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: يُرِيدُ بِذَلِكَ عَيْبَهُ (¬1) - فَقَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّ عِمْرَانَ قَالَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَكْثَرَ اللَّهُ فِينَا مِثْلَ أَبِي نُجَيْدٍ (¬2) (¬3). وَهَذَا يَحْتَمِلُ الْمَعْنَى الْأَوَّلَ. [4375] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ وَالْقَاسمُ ابْنَا إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَا (¬4): ثنا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: طَلَاقُ السُّنَّةِ أَنْ يُطَلِّقَهَا فِي كُلِّ طُهْرٍ تَطْلِيقَةً، فَإِذَا كَانَ آخَرُ ذَلِكَ فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا (¬5). فَنَحْنُ نَقُولُ: السُّنَّةُ هَكَذَا، وَالثَّلَاثُ غَيْرُ مَحْظُورٍ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبيد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 238). (¬2) في (ع): "فينا مثل أبي نجيدة"، وفي (م): "فينا أبي نجدة"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 519) من طريق حميد. (¬4) في النسخ: "قال"، والمثبت من أصل لرواية والسنن الكبير (15/ 237). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 247/ أ).

[4376] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ سَهْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ هَرِمٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: طَلَاقُ السُّنَّةِ أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ (¬1). [4377] أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {فَطَلِّقُوهُنَّ [. . .]} (¬2)، الطَّلَاقُ: أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ؛ أَنْ يَقُولَ لَهَا: إِذَا طَهُرْتِ فَأَنْتِ طَالِقٌ [. . .] (¬3) نَفْسه، أَشْهَدَ رَجُلَيْنِ أنَّهُ قَدْ رَاجَعَهَا، فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ تَرَكَهَا، وَلَمْ يُطَلِّقْهَا [. . .] (¬4) اللَّهُ - عز وجل -، فيُنْفِقُ عَلَيْهَا حَمْلَهَا وَرَضَاعَهَا (¬5). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 298) من طريق الأعمش. (¬2) بياض في النسخ، ولعله: "لعدتهن"، والآية من سورة الطلاق. (¬3) بياض في النسخ، وفي المعجم الكبير للطبراني: "فإن ندم وتتبعتها نفسه"، وقد تصحفت كلمة: "تتبعتها" في مطبوعة المعجم إلى: "تتبعها"، وأثبتناه من مخطوطة الظاهرية (ق 41/ ب). (¬4) كذا جاءت العبارة وبعدها بياض في النسخ، والذي في المصدر السابق: "ولا يطلقها ثلاثا وهي حامل، فيندمه الله". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 507)، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 375) من طريق أبي إسحاق، وأخرجه النسائي في الكبرى (7/ 542)، والدارقطني في السنن (5/ 9)، وعبد الرزاق في المصنف (6/ 303) من طريقه مختصرا.

مسألة لم يذكرها (455): وإذا قال لامرأته المدخول بها: أنت بت، أو قال: بتلة، أو: خلية، أو: برية، أو: بائن، أو: حرام. وأراد به الطلاق كان رجعيا

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا (455): وَإِذا قَالَ لِامْرَأَتِهِ الْمَدْخُولِ بِهَا: أَنْتِ بَتٌّ (¬1)، أَوْ قَالَ: بَتْلَةٌ (¬2)، أَوْ: خَلِيَّةٌ، أَوْ: بَرِيَّةٌ، أَوْ: بَائِنٌ، أَوْ: حَرَامٌ. وَأَرَادَ بِهِ الطَّلَاقَ كَانَ رَجْعِيًّا (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَكُونُ بَائِنًا (¬4). [4378] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ، أَنَّ رُكَانَةَ بْنَ عَبْدِ يَزِيدَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ سُهَيْمَةَ الْمُزَنِيَّةَ الْبَتَّةَ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي سُهَيْمَةَ الْبَتَّةَ، وَوَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا وَاحِدَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِرُكَانَةَ: "وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ إِلَّا وَاحِدَةً؟ ". فَقَالَ رُكَانَةُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا وَاحِدَةً، فَرَدَّهَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَطَلَّقَهَا الثَّانِيَةَ فِي زَمَانِ عُمَرَ، وَالثَّالِثَةَ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ - رضي الله عنهم - (¬5). ¬

_ (¬1) في المختصر: "بتة". (¬2) في (م): "بتة". (¬3) انظر: الأم (6/ 303)، ومختصر المزني (ص 256)، والحاوي الكبير (10/ 167)، ونهاية المطلب (14/ 64)، والمجموع (18/ 244). (¬4) انظر: المبسوط (6/ 72)، وتحفة الفقهاء (2/ 180)، وبدائع الصنائع (3/ 105)، والهداية في شرح البداية (1/ 235). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 353).

[4379] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائِيُّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ السَّائِبِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، عَنْ رُكَانَةَ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ مَوْصُولًا (¬2). وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا نَوَيْتُ بِذَلِكَ إِلَّا وَاحِدَةً. قَالَ: "آللَّهِ؟ " قَالَ: آللَّهِ. قَالَ: "فَهُوَ عَلَى مَا أَرَدْتَ". [4380] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا جَرِيرٌ، فَذَكَرَهُ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يُوسُفُ الْقَاضِي، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 254). (¬2) زاد بعده في (ع): "وابن السائب موصولا وابن السائب هو عبد الله بن علي بن السائب"، وانظر السنن الكبير للمؤلف (15/ 267). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 531) من طريق جرير بن حازم. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (20/ 106) من طريق يوسف بن يعقوب. ورواه أبو يعلى الموصلي في المسند (3/ 108)، والطبراني في المعجم الكبير (5/ 70) عن محمد بن عبد الله الحضرمي كلاهما عن شيبان، فقالا: "عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة".

وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَقَالُوا فِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَلْبَتَّةَ، فَذَكَرَهُ (¬1). [4381] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، أَنَّهُ (¬2) سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ (¬3) بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ (¬4) عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: فَقَرَأَ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} (¬5)، فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: [قَدْ] فَعَلْتُ. قَالَ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ امْرَأَتَكَ؛ [فَإِنَّ الْوَاحِدَةَ] تَبُتُّ (¬6). [4382] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [أَبِي] (¬7) سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ لِلتَّوْءَمَةِ مِثْلَ قَوْلِهِ لِلْمُطَّلِبِ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 351)، والطبراني في المعجم الكبير (5/ 70)، والدارقطني في السنن (5/ 61) من طرق عن جرير. (¬2) قوله: "أنه" ليس في (ع). (¬3) في النسخ: "عياش"، والمثبت من أصل الرواية، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 433). (¬4) في النسخ: "دلك"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 271). (¬5) سورة النساء (آية: 66). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 306). (¬7) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. وهو عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 55). (¬8) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 656).

وَرَوَى سُفْيَانُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الْخَلِيَّةِ، وَالْبَرِيَّةِ، وَالْبَتَّةِ (¬1)، وَالْبَائِنَةِ: وَاحِدَةٌ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا (¬2). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "والبتة" ليس في (م). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 356).

مسألة (456): وإذا قال لها: أنت بائن، ونوى به طلقتين؛ وقعتا

مَسْأَلَةٌ (456): وَإِذَا قَالَ لَهَا: أَنْتِ بَائِنٌ، وَنَوَى بِهِ طَلْقَتَيْنِ؛ وَقَعَتَا (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يَقَعُ وَاحِدَةً (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4383] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ (¬4)، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى، مَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولهِ، وَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 657)، ومختصر المزني (ص 256)، والحاوي الكبير (10/ 159)، ونهاية المطلب (14/ 95)، والمجموع (18/ 265). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 73)، وتحفة الفقهاء (2/ 176)، وبدائع الصنائع (3/ 108)، والهداية في شرح البداية (1/ 235). (¬3) في النسخ: "يسار"، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (1/ 323). (¬4) في (م) "بالنيات". (¬5) صحيح البخاري (3/ 145).

أَوْجُهٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬1). [4384] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (¬2). [4385] قال أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شَيْخًا (¬3) بِمَكَّةَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، عَنْ رُكَانَةَ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: سُهَيْمَةُ (¬4)، فَطَلَّقْتُهَا الْبَتَّةَ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي طَلَّقْتُ سُهَيْمَةَ أَلْبَتَّةَ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلَّا وَاحِدَةً، فَقَالَ: "وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ إِلَّا وَاحِدَةً؟ ". قُلْتُ: وَاللَّهِ (¬5) مَا أَرَدْتُ إِلَّا وَاحِدَةً؟ فَرَدَّهَا عَلَيَّ عَلَى وَاحِدَةٍ (¬6) (¬7). [4386] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (6/ 48). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 510). (¬3) في (م): "شيخنا". (¬4) تقرأ في النسخ في هذا الموضع والذي بعده: "سهمية"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 267)، وفي أصل الرواية: "سهية"، وقد سبق الكلام في حديث رقم (4361) على الاختلاف في اسمها. (¬5) في (ع): "الله" بدون الواو. (¬6) في (م): "فردها علي واحدة". (¬7) المصدر السابق (2/ 510).

فَقَالَ: "مَا أَرَدْتَ؟ ". قَالَ: وَاحِدةً قَالَ: "آللَّهِ؟ " قَالَ: آللَّهِ. قَالَ: "هُوَ [عَلَى] (¬1) مَا أَرَدْتَ" (¬2). وَقَدْ خَرَّجْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ - رضي الله عنهم -. [4387] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَمِعَهُ يَقُولُ: "ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلاقُ، وَالرَّجْعَةُ" (¬3). وَهَذَا نَوَى طَلْقَتَيْنِ، فَلَا تُلْغَى إِحْدَاهُمَا. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 254). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 391).

مسألة (457): لم يذكرها

مَسْأَلَةٌ (457): لَمْ يَذْكُرْهَا وَإِذَا قَالَ لَهَا: اخْتَارِي نَفْسَكِ، وَنَوَى بِهَا طَلْقَةً، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا وَنَوَتْ بِهِ طَلْقَةً؛ وَقَعَتْ طَلْقَةً رَجْعِيَّةً (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ (¬2). [4388] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عُمَرَ وَابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما - كَانَا يَقُولَانِ: إِذَا خَيَّرَهَا فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَهِيَ وَاحِدَةٌ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، فَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَلَا شَيْءَ (¬3). [4389] وعن سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي التَّخْيِيرِ مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ (¬4). [4390] وعن سُفْيَانَ، عَنِ (¬5) ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 658)، ومختصر المزني (ص 257)، والحاوي الكبير (10/ 174)، ونهاية المطلب (14/ 86)، والمجموع (18/ 265). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 212)، وتحفة الفقهاء (2/ 187)، وبدائع الصنائع (3/ 118)، والهداية في شرح البداية (1/ 237). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 9) من طريق سفيان. (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (9/ 213). (¬5) قوله: "عن" ليس في (ع).

إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ - أَيْ عُمَرُ - رضي الله عنه - فِي رَجُلٍ جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا، فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه - لِعَبْدِ اللَّهِ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَاهَا وَاحِدَةً، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَنا أَرَى ذَلِكَ (¬1). [4391] وعن سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يُمَلِّكُ الْمَرْأَةَ، فَتَخْتَارُ نَفْسَهَا، قَالَ: هِيَ وَاحِدَةٌ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا (¬2). [4392] وعن سُفْيَانَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَانَ يَجْعَلُهَا ثَلَاثًا، إِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا، وَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ (¬3). [4393] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] (¬4) عَتِيقٍ وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: مَلَّكْتُ امْرَأَتِي أَمْرَهَا فَفَارَقَتْنِي. فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهُ: الْقَدَرُ. فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: ارْتَجِعْهَا إِنْ شِئْتَ؛ فَإِنَّمَا هِيَ وَاحِدَةٌ، وَأَنْتَ أَمْلَكُ بِهَا (¬5). [4394] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 418) من طريق إبراهيم. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 9). (¬3) المصدر السابق (7/ 9) من طريق سفيان. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 727).

الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا مَلَّكَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَالْقَضَاءُ مَا قَضَتْ، إِلَّا أَنْ يُنَاكِرَهَا الرَّجُلُ فَيَقُولَ: لَمْ أُرِدْ إِلَّا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً. فَيَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ وَيَكُونُ أَمْلَكَ بِهَا مَا دَامَتْ فِي عِدَّتِهَا (¬1). [4395] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَبُو عَبَّادٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثنا عِيسَى بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فَذَكَرَ الْخِيَارَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ سَأَلَنِي عَنِ الْخِيَارِ، فَقُلْتُ: إِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَوَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ، وَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَوَاحِدَةٌ وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا. فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: لَيْسَ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا إِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَوَاحِدَةٌ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا. فَلَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا مُتَابَعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا خَلَصَ الْأَمْرُ إِلَيَّ وَعَلِمْتُ أَنِّي مَسْئُولٌ عَنِ الْفُرُوجِ أَخَذْتُ بِالَّذِي كُنْتُ أَرَى. فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَئِنْ (¬2) جَامَعْتَ عَلَيْهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ وَتَرَكْتَ رَأْيَكَ الَّذِي رَأَيْتَ، إِنَّهُ لَأَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَمْرٍ تَفَرَّدْتَ بِهِ بَعْدَهُ. قَالَ: فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ أَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَسَأَلَ زَيْدًا فَخَالَفَنِي وَإِيَّاهُ، فَقَالَ زَيْدٌ: إِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَثَلَاثٌ، وَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَوَاحِدَةٌ وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا (¬3). [4396] قال: وَحَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عِيسَى، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ نَحْوَهُ (¬4). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (8/ 726). (¬2) في النسخ: "لا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 279). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 585) من طريق جرير. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 280).

[4397] وأخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: إِذَا خَيَّرَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَاخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ (¬1) وَهُوَ أَمْلَكُ بِرَجْعَتِهَا، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ، وَهُوَ خَاطِبٌ مِنَ الْخُطَّابِ. [4398] قال: وَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَقُولُ: إِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَهِيَ ثَلَاثٌ. [4399] قال: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - يَقُولُ: إِذَا خَيَّرَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَاخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ وَهُوَ أَمْلَكُ بِرَجْعَتِهَا (¬2). قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي الْخِيَارِ، وَبِهِ نَقُولُ لِمُوَافَقَتِهِ السُّنَّةَ الثَّابِتَةَ عَنْ عَائِشَةَ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاخْتَرْنَاهُ (¬3)، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلَاقًا، وَمُوَافَقَتِهِ مَعْنَى السُّنَّةِ الْمَشْهُورَةِ عَنْ رُكَانَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْبَتَّةِ أَنَّهَا رَجْعِيَّةٌ إِذَا أَرَادَ بِهَا وَاحِدَةً. [4400] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، [ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ] (¬4)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (م): "وهي تطليقة واحدة". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 9) من طريق إسماعيل. (¬3) أخرجه البخاري في الصحيح (7/ 43). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وهو إسناد مشهور يروي به المؤلف جامع سفيان الثوري.

إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - كَانَ يَقُولُ: إِذَا خَيَّرَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَهِيَ وَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ، وَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَهُوَ (¬1) وَاحِدَةٌ وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا (¬2). [4401] وعن سُفْيَانَ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَهُوَ (¬3) وَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ، وَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَلَا شَيْءَ (¬4). كِلَا الرِّوَايَتَيْنِ مُرْسَلَتَانِ. [4402] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: دَخَلْتُ أنا وَأَبُو السَّفَرِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنِ التَّخْيِيرِ (¬5)؛ عَنْ رَجُلٍ خَيَّرَ امْرَأَتَهُ فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، فَقَالَ: تَطْلِيقَةٌ، وَزَوْجُهَا أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا. قُلْنَا: فَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا؟ قَالَ: فَلَيْسَتْ (¬6) بشَيْءٍ. قُلْنَا: فَإِنَّ أُنَاسًا يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: إِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَتَطْلِيقَةٌ وَزَوْجُهَا أَحَقُّ بَرَجْعَتِهَا، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ وَهِيَ أَمْلَكُ بِنَفْسِهَا. قَالَ: هَذَا وَجَدُوهُ فِي الصُّحُفِ (¬7). ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وله وجه في اللغة، وفي مصادر التخريج: "فهي". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 9) عن سفيان، وسقط من النسخة قوله: "قال علي" كما أشار محققه. (¬3) كذا في النسخ، وله وجه في اللغة، وفي مصادر التخريج: "فهي". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 10) من طريق سفيان. (¬5) زاد في النسخ هنا: "فقال"، وليست في المختصر، ولا في السنن الكبير (15/ 282)، والكلام متصل لأبي إسحاق. (¬6) في (م): "فليس". (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 586) من طريق ابن أبي خالد.

[4403] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ: اسْتَفْلِحِي بِأَمْرِكِ، أَوْ: أَمْرُكِ لَكِ، أَوْ وَهَبَهَا لِأَهْلِهَا، فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ. [قَالَ أَبِي: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ شُعْبَةُ: فَقَالَ لَهُ أَبُو فُلَانٍ] (¬1) - قَالَ أَبِي: هُوَ أَبُو مَرْيَمَ لِأَبِي حَصِينٍ -: حَدَّثَكَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ، أَنَّ مَسْرُوقًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ حَدَّثَهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬2). يُقَالُ: إِنَّ هَذَا مِنْ قَوْلِ مَسْرُوقٍ وَلَيْسَ بِقَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ. [4404] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ: اسْتَفْلِحِي بِأَمْرِكِ، أَوِ: اخْتَارِي، أوْ وَهَبَهَا لِأَهْلِهَا، فَهِيَ وَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ، فَقَالَ: هُوَ عَنْ مَسْرُوقٍ؛ يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3). وَقَدْ رُوِيَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ مَرْفُوعًا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فِي الْهِبَةِ (¬4) فَقَبِلُوهَا، فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله (3/ 169). (¬3) المصدر السابق (3/ 170). (¬4) أي: وهبها لأهلها فقبلوها، والله أعلم. (¬5) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (8/ 436).

[4405] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَعُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ سَعِيدِ (¬1) بْنِ هِشَامٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَسَأَلَهُ عَنِ الْخِيَارِ، فَقَالَ: إِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَثَلَاثٌ، لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، وَإِنِ اخْتَارَتْهُ فَوَاحِدَةٌ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا (¬2) (¬3). [4406] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ وَعَلْقَمَةُ، قَالَا: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ امْرَأَتِي بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ: لَوْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِكَ مِنْ أَمْرِي بِيدِي لَعَلِمْتَ كَيْفَ أَصْنَعُ، قَالَ قُلْتُ: فَإِنَّ الَّذِي بِيَدِي مِنْ أَمْرِكِ بِيَدِكِ. قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ طَلَّقْتُكَ ثَلَاثًا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَرَاهَا وَاحِدَةً، وَأَنْتَ أَحَقُّ (¬4) بِهَا، وَسَأَلْقَى أَمِيرَ ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، والصواب: سعد بن هشام بن عامر، انظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 96). (¬2) هنا في النسخ كتب ما صورته: "- إلى ها هنا كذا كان في الأصل على هذا الحديث". قلت: وضع الناسخ هذه العلامة (-) على هذا الحديث وهو حديث زيد بن ثابت وقال: إلى "ها هنا" تنبيها إلى أن مسألة التخيير انتهت أحاديثها بآرائها المختلفة، وأن الأحاديث التالية له في مسألة التمليك، وذكرها هنا لأن التخيير عند الشافعية بمعنى التمليك، خاصة وأن ضمن هذه الأحاديث حديث لزيد بن ثابت في مسألة التمليك موافق لكلام الشافعية ومخالف لحديثه الأول عن التخيير؛ لذا وضع الناسخ العلامة نفسها (-) أمام حديث زيد بن ثابت الثاني الدال على التمليك. (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (9/ 216) من طريق سعيد. (¬4) قوله: "أحق" ليس في (م).

الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، فَأَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ، وَذَكَرَ لَهُ، وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: فَعَلَ اللَّهُ بِالرِّجَالِ؛ يَعْمِدُونَ إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ بِأَيْدِيهِمْ فَيَجْعَلُونَهُ فِي أَيْدِي النِّسَاءِ بِفِيهَا (¬1) التُّرَابُ، بِفِيهَا التُّرَابُ (¬2) فَمَا قُلْتَ؟ قُلْتُ: أَرَاهَا وَاحِدَةً، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا. قَالَ: وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ لَرَأَيْتُ (¬3) أنَكَ لَمْ تُصِبْ (¬4). [4407] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو (¬5) مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا، فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ: هِيَ وَاحِدَةٌ، وَهُوَ أَحَقُّ بِهَا (¬6) (¬7). وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَيْضًا، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا أَلْفًا (¬8)، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِثْلَهُ (¬9). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "بعينها"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (15/ 285). (¬2) في (ع): "بعينها التراب"، وليست في (م). (¬3) في النسخ تقرأ: "لبرأت". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 520) عن سفيان. (¬5) في النسخ: "أبو" بدون حرف العطف، والمثبت من السنن الكبير (15/ 286). (¬6) هنا في (ع) ما صورته: "-". (¬7) المصدر السابق (7/ 14) من طريق ابن ذكوان. (¬8) وكذا في السنن الكبير، وفي مصنف عبد الرزاق: "ثلاثا". (¬9) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 14).

مسألة (458): وقول الرجل لامرأته: أنت علي حرام، صريح في التحريم، على أحد القولين، والكفارة فيه تجب بنفس اللفظ، كما لو نوى به التحريم

مَسْأَلَةٌ (458): وَقَوْلُ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ، صَرِيحٌ فِي التَّحْرِيمِ، عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ، وَالْكَفَّارَةُ فِيهِ تَجِبُ بِنَفْسِ اللَّفْظِ، كَمَا لَوْ نَوَى بِهِ التَّحْرِيمَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ يَمِينٌ بِلَفْظِهِ دُونَ الْإِرَادَةِ، وَالْكَفَّارَةُ فِيهِ تَجِبُ بِالْحَلِفِ فِيهَا (¬2). قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬3). [4408] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، [عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ] (¬4)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬5) أَمَرَ اللَّهُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - والْمُؤْمِنِينَ إِذَا حَرَّمُوا شَيْئًا مِمَّا أَحَلَّ اللَّهُ أَنْ يُكَفِّرُوا عَنْ أَيْمَانِهِمْ بِإِطْعَامِ عَشْرَةَ مَسَاكِينَ، أَوْ كِسْوَتِهِمْ، أَوْ تَحْرِيرِ رَقَبَةٍ، وَلَيْسَ يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الطَّلَاقُ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 659)، ومختصر المزني (ص 263)، والحاوي الكبير (10/ 186)، ونهاية المطلب (14/ 98)، والمجموع (18/ 254). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 70)، وتحفة الفقهاء (2/ 197)، وبدائع الصنائع (3/ 167)، والهداية في شرح البداية (1/ 260). (¬3) سورة التحريم (آية: 1 و 2). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (15/ 295). (¬5) سورة التحريم (آية: 2). (¬6) أخرجه الطبري في التفسير (23/ 86) من طريق عبد الله بن صالح.

[4409] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، قَالَا: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ يَعْلَى بْنَ حَكَيمٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، قَالَ: إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَهِيَ (¬1) يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا، وَقَالَ: لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي تَوْبَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ بِشْرٍ الْحَرِيرِيِّ (¬3). وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ جَارِيَتَهُ، فَنَزَلَ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬4)، فَأَخْبَرَ أَنَّهَا لَا تَحْرُمُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَأَمَرَهُ بكَفَّارَةِ الْيَمِينِ، دُونَ شَرْطِ الْحَلِفِ (¬5). فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، قَالَ: فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا، أَيْ هِيَ كَالْيَمِينِ فِي امْتِنَاعِ وُقُوعِ تَحْرِيمِ الْفَرْجِ بِذَلِكَ، وَفِي وُجُوبِ الْكَفَّارَةِ؛ لِأَنَّ (¬6) الْكَفَّارَةَ تَجِبُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "فهو"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (15/ 293). (¬2) صحيح البخاري (7/ 44). (¬3) صحيح مسلم (4/ 184). (¬4) سورة التحريم (آية: 1 و 2). (¬5) في النسخ: "نحلف"، والمثبت من المختصر. (¬6) في المطبوع من المختصر (4/ 214): "لا أن"، والذي في نسخة تشستربتي (ق 158/ أ) من المختصر كما في نسخنا.

فِيهَا بِالْحَلِفِ؛ إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَبَيَّنَهُ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الرِّوَايَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهَكَذَا مَعْنَى قَوْلِ غَيْرِهِ: إِنَّهَا يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ، وَالَّتِي تَلِيهَا لَمْ أُخَرِّجْ فِيهِمَا جَمِيعَ مَا نُقِلَ إِلَيَّ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِينَ - رضي الله عنهم -، لِكَثْرَتِهِ، وَهُمَا مَا أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ لِاخْتِيَارِ أَقْرَبِ الْأَقْوَالِ فِيهِمَا إِلَى الصَّوَابِ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِذَلِكَ بِرَحْمَتِهِ. [4410] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ فِي الْحَرَامِ: يَمِينٌ (¬1). [4411] أخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ الْقَاضِي، ثنا عَمِّي أَحْمَدُ بْنُ جَنَاحٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا أَبُو الْحَرِيشِ (¬2)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ [وَهْبٍ] (¬3) الطُهُرْمُسِيُّ، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، [عَنِ] (¬4) السِّبَائِيِّ (¬5)، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّهُ سَأَل عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما - وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ - رضي الله عنه - عَمَّنْ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ؟ قَالَا: كَفَّارَةُ يَمِينٍ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 602) من طريق سعيد. (¬2) هو: أحمد بن عيسى بن مخلد. له ترجمة في: الإكمال لابن ماكولا (2/ 421). (¬3) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: الكامل لابن عدي (2/ 188)، وتاريخ الإسلام (6/ 51). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج، وبه يستقيم الإسناد. (¬5) قد تقرأ في النسخ: "الشيباني"، والمثبت هو الصواب كما في مصادر ترجمته، والسبائي هو: عبد الله بن هبيرة، له ترجمة في تهذيب الكمال (16/ 242). (¬6) أخرجه ابن حزم في المحلى (10/ 125) من طريق الليث.

[4412] أخبرنا مُجَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجَالِدٍ الْبَجَلِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ، أنا عَبْثَرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، فِي الرَّجُلِ يَجْعَلُ امْرَأَتَهُ عَلَيْهِ حَرَامًا؟ قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - جَعَلَهَا ثَلَاثًا. قَالَ عَامِرٌ: مَا قَالَ - رضي الله عنه - هَذَا، قَالَ: إِنَّمَا قَالَ: لَا أُحِلُّهَا، وَلَا أُحَرِّمُهَا عَلَيْهِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 433) من طريق مطرف.

مسألة (459): وإذا حرم على نفسه الطعام والشراب لم يلزمه كفارة

مَسْأَلَةٌ (459): وَإِذَا حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لَمْ يَلْزَمْهُ كَفَّارَةٌ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: تَلْزَمُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ (¬2). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ عَلَى سَبَبِ نُزُولِ آيَةِ التَّحْرِيمِ، وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ: [4413] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَفْصَةُ حَتَّى جَعَلَهَا عَلَى نَفْسِهِ حَرَامًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَز وجل - هَذِهِ الْآيَةَ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} (¬3) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬4). [4414] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ فِي الثَّامِنِ عَشَرَ مِنَ الْأَمَالِي، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ (¬5) بِمَكَّةَ إِمْلَاءً، ثنا عَلِيُّ بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (10/ 184). (¬2) انظر: الهداية في شرح البداية (2/ 320)، والبناية شرح الهداية (6/ 140)، وفتح القدير (5/ 87). (¬3) سورة التحريم (آية: 1). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (5/ 81). (¬5) كذا في النسخ: "محمد بن محمد بن علي"، والذي في سائر أسانيد المؤلف وكذا في مصادر =

الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ هِشَامُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمِّهِ (¬1)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ (¬2)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَارِيةَ الْقِبْطِيَّةِ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَوَجَدَتْهَا مَعَهُ (¬3). [4415] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: "أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ، وَاللَّهِ لَا أَمَسُّكِ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - فِي ذَلِكَ مَا أَنْزَلَ (¬4). فَالْآيَةُ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ نَزَلَتْ فِي تَحْرِيمِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةَ، وَكَانَ ذَلِكَ (¬5) تَحْرِيمَ فَرْجٍ، فَقَاسَ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - تَحْرِيمَ الرَّجُلِ عَلَيْهِ فَرْجَ امْرَأَتِهِ فِي تَعَلُّقِ الْكَفَّارَةِ بِهِ. فَأَمَّا الطَّعَامُ فَإِنَّهُ يُفَارِقُ تَحْرِيمَ الْفَرْجِ فَلَمْ يَتَعَلَّقْ بِتَحْرِيمِهِ وُجُوبُ الْكَفَّارَةِ، عَلَى أَنَّ مَسْرُوقَ بْنَ الْأَجْدَعِ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - آلَى وَحَرَّمَ، فَوُجُوبُ الْكَفَّارَةِ تَعَلَّقَ بِالْإِيلَاءِ، لَا بِالتَّحْرِيمِ، وَذَلِكَ فِيمَا: ¬

_ = ترجمته: "محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني". انظر ترجمته في: تاريخ الإسلام (8/ 835). (¬1) قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (8/ 192): "لم أقف على اسمه، وَلا عرفت حاله". (¬2) كذا في النسخ، والذي في مصادر التخريج: "عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام"، وأظنه الصواب، وأبو بكر له ترجمة في تهذيب الكمال (33/ 112). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 13)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 577) ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (44/ 234) من طريق أبي الوليد المخزومي. (¬4) أخرجه سحنون في المدونة (1/ 582). (¬5) زاد هنا في (م): "في".

[4416] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - آلَى وَحَرَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} قَالَ: فَالْحَرَامُ حَلَالٌ (¬1)، وَقَالَ فِي الْإِيلَاءِ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬2). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ، عَنْ عَائِشَةَ (¬3)، وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ. إِلَى مِثْلِ ذَلِكَ ذَهَبَ قَتَادَةُ، وَهُوَ [أَنَّ] النَّبِيَّ (¬4) - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِحَفْصَةَ: "اسْكُتِي فَوَاللَّهِ لَا أَقْرَبُهَا (¬5) - يُرِيدُ فَتَاتَهُ - وَهِيَ عَلَيَّ (¬6) حَرَامٌ" (¬7). وَكَذَا قَالَ زيدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حَرَّمَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: "أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ، وَاللَّهِ [لَا] (¬8) أَمَسُّكِ". فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - فِي ذَلِكَ مَا أَنْزَلَ. وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي: [4417] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّسَوِيُّ، قَالَا: ثنا ¬

_ (¬1) انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (20/ 276). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (10/ 177) من طريق داود بن أبي هند. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 59). (¬4) كتب الناسخ على طرة (م): "وإلى مثل ذلك ذهب قتادة عن"، وهو أوجه وأنسب للسياق. (¬5) في (ع): "لأقربها" وهو تحريف. (¬6) في (ع): "فتاته وعلي". (¬7) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 202). (¬8) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن (11/ 61).

قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، قَالَتْ: فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ، أيَّتُنَا مَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ (¬1)، - وَقَالَ غَيْرُهُ: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ - فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: "لَا بَلْ (¬2) شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ". فَنَزَلَتْ {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [إِلَى] (¬3) {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} (¬4): لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} (¬5) بِقَوْلِهِ: "شَرِبْتُ عَسَلًا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ (¬7). كَذَا رَوَاهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وَرَوَاهُ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، فَلَمْ يَذْكُرْ نُزُولَ الْآيَةِ فِيهِ (¬8). [4418] ثم قَدْ كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نُعَيْمٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَوَانَةَ ¬

_ (¬1) جمع مُغْفُور، وهو صمغ حُلو، وله رائحة كريهة، ينضحه شجر يقال له: العُرْفُط يكون بالحجاز. (¬2) في النسخ: "لا بأس"، والمثبت من معرفة السنن (11/ 62) والصحيحين. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) سورة التحريم (آية: 1 إلى 4). (¬5) سورة التحريم (آية: 3). (¬6) صحيح البخاري (7/ 44) (8/ 141). (¬7) صحيح مسلم (4/ 184). (¬8) قوله: "فيه" ليس في (م).

أَخْبَرَهُمْ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأَمَّا عَطَاءٌ فَأَخْبَرَنِي عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَشْرَبُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا، فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ، أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ: أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ إِنِّي لَأَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ، فَقَالَ: "لَا، وَلَكِنْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ [لَهُ] (¬1)، وَقَدْ حَلَفْتُ (¬2)، فَلَا تُخْبِرِي بِذَلِكَ أَحَدًا" (¬3). وَكَذَلِكَ قَالَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسى، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ (¬4): "وَقَدْ حَلَفْتُ" (¬5). [4419] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَسْفَاطِيُّ، [ثنا مُسَدَّدٌ] (¬6)، ثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَشْرَبُ مِنْ شَرَابٍ عِنْدَ سَوْدَةَ مِنَ الْعَسَلِ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحًا، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَتْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحًا، فَقَالَ: "إِنِّي أُرَاهُ مِنْ شَرَابٍ شَرِبْتُهُ عِنْدَ سوْدَةَ، وَاللَّهِ لَا أَشْرَبُهُ"، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} (¬7). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) في المستخرج: "وقد طفت". (¬3) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (11/ 583). (¬4) في (ع): "هذا لحديث". (¬5) صحيح البخاري (8/ 141). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الصغير للمؤلف (3/ 37). (¬7) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (9/ 194) من طريق مسدد.

وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَإِنْ كَانَ يُخَالِفُ الْأَوَّلَ فِي اسْمِ مَنْ كَانَ يَشْرَبُ عِنْدَهَا (¬1)، فَفِيهِ زِيَادَةٌ مَحْفُوظَةٌ، وَهِيَ قَوْلُهُ: "وَاللَّهِ لَا أَشْرَبُهُ"، فَحَلَفَ بِقَوْلِهِ: "واللَّهِ"، فَلِذَلِكَ تَعَلَّقَتْ بِهِ الْكَفَّارَةُ، إِنْ كَانَتِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [4420] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْكُدَيْمِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ (¬2)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُنْتُ إِذَا أَكَلْتُ اللَّحْمَ انْتَشَرَ عَلَيَّ، وَأَرَدْتُ النِّسَاءَ، فَحَرَّمْتُ اللَّحْمَ عَلَى نَفْسِي (¬3)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (¬4) " (¬5). تَفَرَّدَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَفِي هَذَا أَنَّ النَّهْيَ عَنْ تَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ تعالى، وَلَيْسَ فِيهِ إِيجَابُ الْكَفَّارَةِ بِالتَّحْرِيمِ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "عندهما"، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "المكتب"، والمثبت من تعليق المؤلف على الحديث، وهو الصواب، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 375). (¬3) كذا في النسخ، وفي جميع مصادر التخريج من غير طريق الكديمي صورته هكذا: "أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إني إذا أكلت اللحم. . ." ليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أدري إن كان هذا بسبب سقط في النسخ، أم أنه من سوآت محمد بن يونس الكديمي، فهو ممن اتهم بوضع الحديث وسرقته، انظر ترجمته في الكامل لابن عدي (9/ 428). (¬4) سورة المائدة (آية: 87). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن (5/ 292)، والطبري في التفسير (8/ 613)، وابن عدي في الكامل (8/ 53) من طريق أبي عاصم النبيل.

[4421] أخبرنا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - بِضَرْعٍ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ: ادْنُوا، فَأَخَذُوا يَطْعَمُونَهُ، فَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِنَاحِيَةٍ (¬2)، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ادْنُ. فَقَالَ: لَا أُرِيدُهُ. فَقَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنِّي حَرَّمْتُ الضَّرْعَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذَا مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (¬3)، ادْنُ فَكُلْ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ (¬4). قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: لَيْسَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ إِيجَابُ الْكَفَّارَةِ بِالتَّحْرِيمِ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ حَرَّمَهُ عَلَى نَفْسِهِ، وَحَلَفَ أَنْ لَا يَعُودَ إِلَى أَكْلِهِ، فَلِذَلِكَ أَمَرَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ بِالْكَفَّارَةِ، أَلَا تَرَاهُ قَالَ: ادْنُ فَكُلْ، وَكَفِّرْ عَنْ (¬5) يَمِينِكَ، فَعَلَّقَ وُجُوبَ الْكَفَّارَةِ بِالْيَمِينِ، لَا بِالتَّحْرِيمِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) زاد هنا في (م): "أبو عبد الله". (¬2) في (ع): "ناحية"، وفي أصل الرواية: "في ناحية". (¬3) سورة المائدة (آية: 87). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 180). (¬5) قوله: "عن" ليس في (ع).

مسألة (460): ولا يقع طلاق المكره إلا أن يريد وقوعه

مَسْأَلَةٌ (460): وَلَا يَقَعُ طَلَاقُ الْمُكْرَهِ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ وُقُوعَهُ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُ وَاقِعٌ (¬2) (¬3). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: قَالَ اللَّهُ جل ثناؤه: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} (¬4) وِلِلْكُفْرِ أَحْكَامٌ، فَلَمَّا وَضَعَ اللَّهُ عَنْهُ سَقَطَتْ (¬5) أَحْكَامُ الْإِكْرَاهِ عَنِ الْقَوْلِ كُلِّهِ؛ لِأَنَّ الْأَعْظَمَ إِذَا سَقَطَ عَنِ النَّاسِ سَقَطَ مَا هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ. وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي بَيَانِ الْإِكْرَاهِ، ثُمَّ قَالَ: وَإِذَا خَافَ هَذَا سَقَطَ عَنْهُ حُكْمُ (¬6) مَا أُكْرِهَ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلٍ، مَا كَانَ الْقَوْلُ. فَذَكَرَ الْبَيْعَ، وَالنِّكَاحَ، وَالطَّلَاقَ، وَالْعَتَاقَ، وَالْإِقْرَارَ (¬7). [4422] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ (ح) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (4/ 496)، والحاوي الكبير (10/ 227)، ونهاية المطلب (14/ 156)، والمجموع (18/ 207). (¬2) في النسخ: "وقع"، والمثبت من المختصر (4/ 218). (¬3) انظر: المبسوط (6/ 176)، (24/ 63)، وتحفة الفقهاء (2/ 195)، (3/ 276)، وبدائع الصنائع (3/ 100)، والهداية في شرح البداية (1/ 224). (¬4) سورة النحل (آية: 106). (¬5) زاد هنا في أصل الرواية: "عنه". (¬6) قوله: "حكم" ليس في (م). (¬7) الأم للشافعي (4/ 496).

وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ غَيْرَ مَرَّةٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَا (¬1): ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ". قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬2). [4423] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، أنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" (¬3). هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْمَنْبِجِيِّ، وَفِي حَدِيثِ السُّكَّرِيِّ قَالَ: ثنا مَالِكٌ. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وُضِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ، وَالنِّسْيَانُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ". قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: تَفَرَّدَ بِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، وَهُوَ غَرِيبٌ صَحِيحٌ. [4424] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "قال"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 391). (¬3) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (1/ 561)، والطبراني في الأوسط (8/ 161) من طريق محمد بن المصفى.

إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُمْ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الْحِمْصِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ - قَالَ: الَّذِي كَانَ يَسْكُنُ إِيلْيَاءَ (¬1) - قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ إِلَى مَكَّةَ، فَبَعَثَنِي إِلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَكَانَتْ حَفِظَتْ مِنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ (¬2) فِي إِغْلَاقٍ" (¬3). تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ (¬4)، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ (¬5)، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ هَكَذَا. وَرَوَاهُ أَبُو صَفْوَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ (¬6) ". [4425] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ (¬7)، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو صَفْوَانَ، فَذَكَرَهُ (¬8). قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ - رحمه الله -: مَعْنَى [الْإِغْلَاقِ] (¬9): الْإِكْرَاهُ (¬10). ¬

_ (¬1) تقرأ في النسخ: "المياه"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (ع): "وعتاق". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 253). (¬4) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 350). (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 314). (¬6) في أصل الرواية: "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق". (¬7) في النسخ تقرأ: "العنبري"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي. له ترجمة في: تاريخ الإسلام (7/ 831). (¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 392). (¬9) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬10) معالم السنن (3/ 242).

وَرُوِيَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ وَغَيْرِهِ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ: [4426] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أنا أَبُو عَمْرٍ وابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ، ثنا كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى، ثنا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، جَمِيعًا عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ" (¬1). [4427] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْأَحْنَفِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ وَلَدٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَدَعَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَجِئْتُهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا (¬2) بِسِيَاطٍ مَوْضُوعَةٍ، وَإِذَا قَيْدَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ، وَعَبْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَجْلَسَهُمَا، فَقَالَ لَهُ: طَلِّقْهَا، وَإِلَّا وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ فَعَلْتُ بِكَ كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: هِيَ الطَّلَاقُ أَلْفًا. قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَدْرَكْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَخْبَرْتُهُ (¬3) بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِي، فَتَغَيَّظَ عَبْدُ اللَّهِ، وَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِطَلَاقٍ (¬4)؛ إِنَّهَا لَمْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 66) من طريق قزعة. (¬2) في (ع): "فإذ". (¬3) في النسخ: "فأخبرت"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) في (م): "بذلك طلاق".

تَحْرُمْ عَلَيْكَ، فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، قَالَ: فَلَمْ تَقِرَّ (¬1) نَفْسِي حَتَّى أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِي، وَالَّذِي قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: لَمْ تَحْرُمْ عَلَيْكَ، فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، قَالَ: وَكَتَبَ إِلَى جَابِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعَاقِبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَنْ يُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِي (¬2). [4428] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمْ يُجِزْ طَلَاقَ الْمُكْرَهِ (¬3) (ح) [4429] وحدثنا أَبُو حَفْصٍ، ثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُمَا أَلْغَيَا طَلَاقَ الْمُكْرَهِ (¬4). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ، قَالَا: طَلَاقُ الْمُسْتَكْرَهِ (¬5) لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬6). وَعَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ (¬7)، عَنِ الْحَسَنِ (¬8)، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "تقرني". (¬2) أخرجه مالك في الموطأ, رواية ابن بكير (ق 160/ ب). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 270) من طريق عمرو بن علي. (¬4) أخرجه حرب في المسائل (1/ 421) من طريق الأوزاعي بنحوه. (¬5) في (م): "المكره"، وفي مصنف عبد الرزاق: "الكره". (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 407). (¬7) قوله: "حرب" ليس في (ع). (¬8) المصدر السابق (6/ 407) عن الحسن.

وَرَوَيْنَاهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ (¬1)، وَعِكْرِمَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬2). [4430] أنبأني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي: ابْنَ مَهْدِيٍّ - ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ زِيَادٍ الْعُصْفُرِيِّ (¬3)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رَجُلٍ أَكْرَهَهُ (¬4) اللُّصُوصُ عَلَى طَلَاقِ امْرَأَتِهِ؟ قَالَ: لَا يَجُوزُ (¬5). [4431] قال (¬6): وَحَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَيْسَ لِلْمُكْرَهِ وَلَا لِلْمُضْطَهَدِ طَلَاقٌ (¬7). قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الْمُضْطَهَدُ: الْمَظْلُومُ. [4432] وبإسناده قَالَ: ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، ثنا حَمَّادُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: طَلَاقُ الْمُكْرَهِ لَيْسَ بِطَلَاقٍ (¬8). ¬

_ (¬1) ذكره ابن المنذر في الأوسط (9/ 254). (¬2) أخرج عبد الرزاق في المصنف (6/ 407). (¬3) في (ع) تقرأ: "بن أبان العفري"، وغير مقروءة في (م)، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (11/ 153). (¬4) في (ع): "أكره". (¬5) ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/ 314) وقال: "وصله ابن أبي شيبة من طريق عكرمة"، وذكره المؤلف أيضًا في السنن الكبير (15/ 317). (¬6) القائل هو: ابن خزيمة. (¬7) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 317) عن هشيم. (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 569) من طريق حماد.

[4433] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ رَبِيعَةَ (¬2)، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُلُّ الطَّلَاقِ جَائِزٌ غَيْرَ طَلَاقِ الْمَعْتُوهِ (¬3) (¬4). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4434] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي التَّارِيخِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ التَّاجِرُ، ثنا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَزَّارُ (¬5)، ثنا عُتَيْقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ طَلَاقٍ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ وَالْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ" (¬6). تَفَرَّدَ بِهِ عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ لَمْ يُدْرِكْ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ (¬7)، وَقِيلَ عَنْهُ كَمَا: ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وهو تحريف، وصوابه: "عمرو بن عبد الله"، كما في سائر أسانيد المؤلف، وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 682). (¬2) كذا في النسخ، وهو تحريف، وصوابه: "عابس بن ربيعة"، كما في مصدري الترجمة والتخريج. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (13/ 472). (¬3) المعتوه: المجنون ناقص العقل. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 409)، وسعيد بن منصور في السنن (1/ 310) من طريق الأعمش. (¬5) كذا: "البزار"، وكذا في الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/ 210). وفي تلخيص تاريخ نيسابور (ص 47)، وتاريخ الإسلام (6/ 944): "البزاز". (¬6) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 50) من طريق مروان بن معاوية. (¬7) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 582): "وما أظنه لحقه".

[4435] أخبرنا أَبُو سعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ طَلَاقٍ جَائِز إِلَّا الْمَعْتُوهَ (¬1) وَالْمَغْلُوبَ عَلَى عَقْلِهِ (¬2) " (¬3). وَهَذَا أَشْبَهُ، وَكَيْفَ مَا كَانَ (¬4) فَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ مَتْرُوكٌ مَنْسُوبٌ إِلَى الْوَضْعِ، وَقَدْ رَوَيْنَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ كَانَ لَا يُجِيزُ طَلَاقَ الْمُكْرَهِ، وَإِنَّمَا الرِّوَايَةُ فِيهِ (¬5) عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، فَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ عَلِي فِي طَلَاقِ الْمُكْرَهِ أَنَّهُ لَا يَقَعُ، فَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ: إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ، وَمَنْ فِي مَعْنَاهُ. [4436] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبِ الصِّبْغِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ (¬6) إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَجُلًا تَدَلَّى يَشْتَارُ عَسَلًا (¬7) فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ، فَوَقَفَتْ عَلَى الْحَبْلِ، فَحَلَفَتْ لَتَقْطَعَنَّهُ (¬8)، أَوْ لَتُطَلِّقَنِّي ثَلَاثًا، ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "إلا طلاق المعتوه". (¬2) قيل: المغلوب على عقله هو المعتوه وإن العطف تفسيري، وقيل: المغلوب على عقله: السكران. (¬3) الكامل لابن عدي (8/ 515). (¬4) في المختصر: "وكيف ما رواه". (¬5) في النسخ: "ففيه"، والمثبت من المختصر. (¬6) في النسخ: "أن"، وفي المختصر: "عن"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 315). (¬7) في النسخ: "عسيلا"، والمثبت من المختصر والسنن. واشتار العسل: إذا اجتناه من خلاياه ومواضعه. (¬8) في (ع): "لتقتعنه"، ومكانها بياض في (م).

فَذَكَّرَهَا (¬1) اللَّهَ وَالْإِسْلَامَ، فَأَبَتْ إِلَّا ذَلِكَ، فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَلَمَّا ظَهَرَ أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، فَذَكَرَ لَهُ مَا كَانَ مِنْهَا إِلَيْهِ، وَمِنْهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، فَلَيْسَ هَذَا بِطَلَاقٍ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ، وَهَذَا هُوَ المَشْهُورُ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - (¬3). وَقَدْ: [4437] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ (¬4) الْجُمَحِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ (¬5)، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَرُفِعَ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه -، فَأَبَانَهَا مِنْهُ (¬6). قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - بِخِلَافِهِ، قَالَ: وَيُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَطَاءٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ طَلَاقَهُ غَيْرَ جَائِزٍ (¬7). قَالَ الْإِمَامُ - رحمه الله -: الرِّوَايَةُ الْأُولَى أَشْبَهُ (¬8). ¬

_ (¬1) في (م): "فذكر"، وغير واضحة في (ع). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 313) من طريق قدامة. (¬3) ذكره المؤلف في السنن الكبير (15/ 316). (¬4) تقرأ في (م): "قلابة". (¬5) في النسخ: "الصفة"، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) حكاه ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 416) من طريق أبي عبيد. (¬7) غريب الحديث (4/ 220). (¬8) قاله المؤلف في السنن (15/ 316).

وَقَالَ فِي كِتَابٍ آخَرَ (¬1): هَذَا خَطَأٌ وَقَعَ، فِي رِوَايَةِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَتَنَبَّهَ لَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، فَقَالَ: قَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بِخِلَافِهِ، وَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ. وَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيمَا اسْتَدَلُّوا بِهِ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَأَبِيهِ؛ حِينَ أَخَذَ عَلَيْهِمَا الْمُشْرِكُونَ عَهْدَ اللَّهِ أَنْ يَنْصَرِفَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَا يُقَاتِلَا (¬2) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَيْسَ [فِيهِ] أَنَّ الْمُشْرِكِينَ أَكْرَهُوهُمَا عَلَى الْيَمِينِ وَالْعَهْدِ، وَلَكِنَّهُمَا أُخِذَا حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى بَدْرٍ، فَزَعَمَا أَنَّهُمَا يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، فَأَخَذَ الْمُشْرِكُونَ مِنْهُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ فِي الاِنْصِرَافِ إِلَيْهَا، وَتَرْكِ الْقِتَالِ مَعَهُ، فَلَمَّا أَخْبَرَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: انْصَرِفَا نَفِي (¬3) لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ (¬4)، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ (¬5). وَكَانَ هَذَا فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ ثُبُوتِ الْأَحْكَامِ، وَالْيَوْمَ [فَلَوْ حَلَفَ] (¬6) عَلَى تَرْكِ قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَإِنَّا نَأْمُرُهُ (¬7) بِأَنْ يُحَنِّثَ نَفْسَهُ، وَيُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ. اسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلَاثٌ (¬8) جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرَّجْعَةُ" (¬9). قُلْنَا: هَذَا لَيْسَ مِنَ الْإِكْرَاهِ فِي شَيْءٍ؛ لِأَنَّ الْمُكْرَهَ لَيْسَ بِجَادٍّ، وَلَا هَازِلٍ. ¬

_ (¬1) معرفة السنن (11/ 72). (¬2) في النسخ: "يقابلا"، والمثبت من المختصر. (¬3) في النسخ: "فانفى"، والمثبت من معرفة السنن (11/ 74). (¬4) في (م): "بعهودهم". (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 176). (¬6) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬7) في (م): "مره". (¬8) قوله: "ثلاث" ليس في (م). (¬9) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 516).

مسألة (461): وطلاق السكران لا يقع، على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (461): وَطَلَاقُ السَّكْرَانِ لَا يَقَعُ، عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَهُوَ الْقَوْلُ الَّذِي تَفَرَّدَ الْمُزَنِيُّ - رحمه الله - بِنَقْلِهِ وَاخْتَارَهُ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِذَا كَانَ يُمَيِّزُ بَيْنَ امْرَأَتِهِ وَالْأَجْنَبِيَّةِ وَقَعَ طَلَاقُهُ. [4438] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي. فَقَالَ: "وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَتُبْ إِلَيْهِ". قَالَ: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَيْحَكَ، ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَتُبْ إِلَيْهِ". قَالَ: فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مِمَّ أُطَهِّرُكَ؟ ". فَقَالَ: مِنَ الزِّنَا. فَسَأَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبِهِ جُنُونٌ؟ ". فَأُخْبِرَ أَنْ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ، فَقَالَ: "أَشَرِبْتَ خَمْرًا؟ ". فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ (¬3)، فَلَمْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 558، 649)، ومختصر المزني (ص 258)، والحاوي الكبير (7/ 7)، ونهاية المطلب (14/ 168)، والمجموع (18/ 198، 204). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 176)، وتحفة الفقهاء (2/ 195)، وبدائع الصنائع (3/ 99)، والهداية في شرح البداية (1/ 224). (¬3) أي شم رائحة فمه.

يَجِدْ مِنْهُ (¬1) رِيحَ خَمْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَثَيِّبٌ أَنْتَ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِمَ. وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى (¬2). قَالَ أَصْحَابُنَا: إِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ شُرْبِهِ الْخَمْرَ؛ لِكَيْ يُبْطِلَ إِقْرَارَهُ بِالزِّنَا، إِنْ كَانَ سكْرَانًا، وَإِذَا كَانَ إِقْرَارُهُ بِالزِّنَا سَاقِطًا كَانَ طَلَاقُهُ هَدَرًا. [4439] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، قَالَ: لَا طَلَاقَ لِلسَّكْرَانِ، وَلَا لِلْمَعْتُوهِ (¬3). [4440] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا سَلَمَةُ الْأَبْرَشُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْمَدِينَةِ، يَذْكُرُ فِيهِ السُّنَّةَ، فَذَكَرَ فِيمَا يَذْكُرُ: وَأَنَّ (¬4) طَلَاقَ السَّكْرَانِ لَيْسَ بِجَائِزٍ. [4441] وعن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (¬5)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ، وَهُوَ ¬

_ (¬1) في (م): "معه". (¬2) صحيح مسلم (5/ 118) وسقط من نسخه كما قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (11/ 200) قوله: "عن أبيه"، قال: قال القاضي: "والصواب ما وقع في نسخة الدمشقي عن يحيى بن يعلى عن أبيه عن غيلان؛ فزاد في الإسناد: عن أبيه". (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (13/ 480) من طريق علي بن الحسن. (¬4) تقرأ في النسخ: "فيما يذكرون"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬5) في (م): "محمد بن عثمان".

أَمِيرٌ عَلَيْنَا بِالْمَدِينَةِ، سُئِلَ عَنْ طَلَاقِ السَّكْرَانِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬1). [4442] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيادٍ الْقَطَّانُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِرَجُلٍ سَكْرَانَ، فَقَالَ: إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَأَنَا سَكْرَانُ، [فَكَانَ] (¬2) رَأْيُ عُمَرَ مَعَنَا (¬3) أَنْ يَجْلِدَهُ، وَأَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا، فَحَدَّثَهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ (¬4) - رضي الله عنه - قَالَ: لَيْسَ لِلْمَجْنُونِ وَلَا لِلسَّكْرَانِ طَلَاقٌ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَأْمُرُونِي وَهَذَا يُحَدِّثُنِي عَنْ عُثْمَانَ؟ ، فَجَلَدَ، وَرَدَّ إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، فَقَالَ: قَرَأَ عَلَيْنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ كِتَابَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فِيهِ السُّنَنُ: أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ جَائِزٌ إِلَّا الْمَجْنُونَ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4443] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬6)، أنا مَالِكٌ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 262). (¬2) قوله: "فكان" ليس في النسخ، والمثبت السنن الكبير للمؤلف (15/ 323). (¬3) قوله: "معنا" مكانها بياض في (م). (¬4) قوله: "أن عثمان" ليس في (م). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (12/ 243) من طريق ابن أبي ذئب. (¬6) الأم للشافعي (7/ 448).

إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - اسْتَشَارَ فِي الْخَمْرِ يَشْرَبُهَا الرَّجُلُ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -: نَرَى أَنْ تَجْلِدَهُ ثَمَانِينَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا شَرِبَ سَكِرَ، وَإِذَا سَكِرَ هَذَى (¬1)، وَإِذَا هَذَى افْتَرَى (¬2)، أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَجَلَدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ (¬3) (¬4). قَالُوا: فَقَدْ جُعِلَ لِقَذْفِهِ حُكْمٌ. قَالَ أَصْحَابُنَا: هَذَا دَلِيلُنَا؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَعَلَ قَوْلَهُ هَذَيَانًا، وَإِنَّمَا جَلَدَهُ ثَمَانِينَ لِلشُّرْبِ، لَا لِلْقَذْفِ؛ إِذْ لَوْ كَانَ لِلْقَذْفِ لَأَضَافَ إِلَيْهِ حَدَّ الشُّرْبِ، وَقَوْلُ عَلِيٍّ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لِلشُّرْبِ، وَهُوَ مَا: [4444] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا [أَبُو] (¬5) الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: مَا مِنْ رَجُلٍ أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَدًّا، فَمَاتَ فَأَجِدُ فِي نَفْسِي إِلَّا الْخَمْرَ، فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ وَدَيْتُهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسُنَّهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحَجَبِيِّ (¬6)، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، ¬

_ (¬1) هذى في منطقه: تكلم بغير معقول. (¬2) أي: قَذَفَ، والمفتري: القاذف، وحده ثمانون كما سيأتي في الخبر. (¬3) زاد هنا في (ع): "في الخمر". (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى بن بكير (ق 174/ أ). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وانظر ترجمته في تلخيص تاريخ نيسابور (ص 101). (¬6) هو: عبد الله بن عبد الوهاب. من رجال التهذيب.

عَنْ سُفْيَانَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬2). [4445] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ وَمُحَمَّدُ (¬3) بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثنا مُسْلِمُ (¬4) بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَلَدَ فِي الْخَمْرِ بالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، فَلَمَّا كَانَ (¬5) عُمَرُ دَعَا النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ دَنَوْا مِنَ الرِّيفِ، فَمَا تَرَوْنَ فِي حَدِّ الْخَمْرِ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَرَى أَنْ تَجْعَلَهُ كَأَخَفِّ الْحُدُودِ، فَجَلَدَ فِيهِ ثَمَانِينَ (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ هِشَامٍ (¬8). وَحَدِيثُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ"، قَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ. قِيلَ: مَنْ زَالَ عَقْلُهُ بِالسُّكْرِ أَوْ غَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ جِدٌّ، وَلَا هَزْلٌ، فَلَا يَقَعُ طَلَاقُهُ، كَالْمَجْنُونِ. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (8/ 158). (¬2) صحيح مسلم (5/ 126). (¬3) في (ع): "محمد" بدون حرف العطف. (¬4) تقرأ في (م): "سليم". (¬5) في النسخ ونسختي تشستربتي ودار الكتب (ق 92/ ب) من المختصر: "رأى"، والمثبت من باقي نسخ المختصر، المطبوع (4/ 230)، وصحيح البخاري. (¬6) أخرجه الشحامي في الجزء الثالث من حديث محمد بن أيوب - بترقيمنا - (87). (¬7) صحيح البخاري (8/ 158). (¬8) صحيح مسلم (5/ 125).

وَكَذَلِكَ قَوْلُ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: كُلُّ الطَّلَاقِ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ. وَذَلِكَ فِيمَا: [4446] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، [عَنْ إِبْرَاهِيمَ]، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيٍّ (¬1) (¬2). قُلْنَا: هَذَا (¬3) لَا يُخَالِفُ قَوْلَ عُثْمَانَ؛ فَالْمَعْتُوهُ إِنَّمَا لَمْ يَقَعْ طَلَاقُهُ لِزَوَالِ عَقْلِهِ، وَالسَّكْرَانُ فِي مَعْنَاهُ. فَلَمْ يَقَعْ طَلَاقُهُ، كَمَا لَمْ يَقَعْ طَلَاقُ الْمَعْتُوهِ، وَهَكَذَا الْجَوَابُ عَمَّا رُوِيَ عَنْ كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما -. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: إِنَّ طَلَاقَ السَّكْرَانِ يَقَعُ، فَزَوَالُ عَقْلِهِ كَانَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ سَبَبًا مَانِعًا مِنْ وُقُوعِ طَلَاقِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "عن الأعمش، عن عابس بن ربيعة، عن أبيه"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير للمؤلف (15/ 322). (¬2) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 187). (¬3) قوله: "هذا" ليس في (م).

مسألة (462): والمبتوتة في مرض الموت لا ترث على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (462): وَالْمَبْتُوتَةُ (¬1) فِي مَرَضِ الْمَوْتِ لَا تَرِثُ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا تَرِثُ (¬3). [4447] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ رَجُلٍ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ فِي مَرَضِهِ فَيَبُتُّهَا؟ قَالَ: أَمَّا عُثْمَانُ فَوَرَّثَهَا، وَأَمَّا أَنَا فَلَا أَرَى أَنْ أُوَرِّثَهَا بِبَيْنُونَتِهِ (¬4) إِيَّاهَا (¬5). [4448] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ [أَبِي] (¬6) رَوَّادٍ وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ فَيَبُتُّهَا، ثُمَّ يَمُوتُ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) هي المطلقة طلاقَا بائنًا. (¬2) انظر: الأم (6/ 572)، ومختصر المزني (ص 259)، والحاوي الكبير (8/ 149)، ونهاية المطلب (14/ 231)، والمجموع (17/ 63). (¬3) انظر: المبسوط (6/ 154)، (30/ 60)، والهداية في شرح البداية (2/ 251)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 246)، والبناية شرح الهداية (5/ 439). (¬4) في (م): "ببينونة". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 62) من طريق ابن جريج. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية.

الزُّبَيْرِ: طَلَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ (¬1) تُمَاضِرَ بِنْتَ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةَ فَبَتَّهَا، ثُمَّ مَاتَ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وَأَمَّا أَنَا فَلَا أَرَى [أَنْ تَرِثَ] (¬2) مَبْتُوتَةٌ (¬3). وَفِيمَا ذَكَرْنَا قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمَبْتُوتَةَ لَا تَرِثُ، وَكَانَ قَدْ عَاصَرَ الصَّحَابَةَ الْمُتَقَدِّمِينَ - رضي الله عنهم -، وَصَارَ مِنْ فُقَهَائِهِمْ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - رضي الله عنه - إِنَّمَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا؛ لِئَلَّا تَرِثَ، وَأَمَّا عُثْمَانُ - رضي الله عنه - فَالرِّوَايَةُ عَنْهُ مُخْتَلِفَةٌ، فَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ وَرَّثَهَا فِي عِدَّتِهَا، وَرُوِيَ أَنَّهُ وَرَّثَهَا بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا، وَهُمْ لَا يَقُولُونَ بِهِ. [4449] أخبرنا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ خَالِي (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ بِذَلِكَ. وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ (¬4) طَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَلْبَتَّةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا (¬5). ¬

_ (¬1) قوله: "عوف" ليس في (ع). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 643). (¬4) قوله: "أن عبد الرحمن بن عوف" ليس في (م). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 157/ ب).

[4450] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ يُكَلِّمُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى عَشَائِهِ، وَنَحْنُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ نَكَحَ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ ضِرَارًا لِابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، حِينَ أَبَتْ أَنْ تَبِيعَهُ (¬1) مِيرَاثَهَا مِنْهُ فِي وَجَعِهِ، حِينَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ (¬2)، ثُمَّ لَمْ يَنْتَهِ إِلَى ذَلِكَ حَتَّى طَلَّقَ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَحَلَّتْ (¬3) فِي وَجَعِهِ، وَهَذَا السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ حَيٌّ يَشْهَدُ عَلَى قَضَاءِ عُثْمَانَ [فِي تُمَاضِرَ بِنْتِ الأَصْبَغِ وَرَّثَهَا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بَعْدَمَا حَلَّتْ، وَيَشْهَدُ عَلَى قَضَاءِ عُثْمَانَ] (¬4) فِي أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ قَارِظٍ، وَرَّثَهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمَلٍ بَعْدَمَا حَلَّتْ، فَادْعُهُ فَاسْأَلْهُ عَنْ شَهَادَتِهِ. فَقَالَ الْوَلِيدُ حِينَ قَضَى كَلَامَهُ: مَا أَظُنُّ عُثْمَانَ قَضَى بِهَا. قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ لَمْ يَشْهَدْ عَلَى ذَلِكَ السَّائِبُ، فَأَنَا مُبْطِلٌ حَضَرَهُ (¬5) وَعَايَنَهُ (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "تتبعه"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 332). (¬2) الفالج: الشلل يصيب بعض البدن. (¬3) في النسخ: "أم مكتوم فحلب"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬5) في النسخ: "مطيل حظر". (¬6) وكذا في السنن، وفي أصل الرواية: "حاضره وغائبه". (¬7) أخرجه البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 360).

تَابَعَهُ ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ (¬1). وَهَذَا الْإِسْنَادُ مَوْصُولٌ يَشْهَدُ عَلَى قَضَاءِ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - بِأَنَّهُ وَرَّثَهَا بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا، وَهُمْ لَا يَقُولُونَ بِذَلِكَ. [4451] وأخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ سَأَلَتْهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَقَالَ لَهَا: إِذَا حِضْتِ، ثُمَّ طَهُرْتِ فَآذِنِينِي، فَلَمْ تَحِضْ حَتَّى مَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَلَمَّا طَهُرَتْ آذَنَتْهُ، فَطَلَّقَهَا أَلْبَتَّةَ، أَوْ تَطْلِيقَةً لَمْ يَكُنْ بَقِيَ لَهُ عَلَيْهَا مِنَ الطَّلَاقِ غَيْرُهَا، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ - رضي الله عنه - يَوْمَئِذٍ مَرِيضٌ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - مِنْهُ (¬2) بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا (¬3). وَهَذَا يُؤَكِّدُ مَا مَضَى مِنْ تَوْرِيثِهِ إِيَّاهَا بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا، وَفِيهِ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ طَلَاقَهَا، وَعِنْدَهُمْ إِذَا سَأَلَتْهُ طَلَاقَهَا فَطَلَّقَهَا لَمْ تَرِثْهُ، فَقَدْ خَالَفُوا عُثْمَانَ - رضي الله عنه - فِي هَذِهِ الْقَضِيَّةِ، وَنَحْنُ إِنْ قُلْنَا بِتَوْرِيثِ الْمَبْتُوتَةِ فَلَا نُخَالِفُهُ فِي تَوْرِيثِهَا بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَالَّذِي أَخْتَارُ إِنْ وَرِثَتْ بَعْدَ مُضِيِّ الْعِدَّةِ أَنْ تَرِثَ مَا لَمْ تَتَزَوَّجْ (¬4)، فَإِنْ تَزَوَّجَتْ فَلَا تَرِثُهُ، فَتَرِثَ زَوْجَيْنِ، وَتَكُونَ كَالتَّارِكَةِ لِحَقِّهَا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (59/ 247). (¬2) قوله: "منه" ليس في (م). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 157/ ب). (¬4) في النسخ: "يتزوج"، والمثبت من أصل الرواية.

بِالتَّزْوِيجِ (¬1). [4452] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، [ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ] (¬2)، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِي يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ، وَهُوَ مَرِيضٌ: لَا نَزَالُ نُوَرِّثُهَا حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ تَزَوَّجَ، وَإِنْ مَكَثَ سَنَةً (¬3). فَالشَّافِعِيُّ - رحمه الله - حَيْثُ قَالَ: لَا تَرِثُ الْمَبْتُوتَةُ، تَبِعَ (¬4) فِي ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ. وَفِي الْقَوْلِ الْآخَرِ، اخْتَارَ إِنْ وَرِثَتْ مِنْهُ أَنْ تَرِثَ مَا لَمْ تَتَزَوَّجْ (¬5). وَتَبِعَ (¬6) فِي ذَلِكَ أَصَحَّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، وَمَا رُوِيَ عَنْ أَبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي تَوْرِيثِهَا بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ مَا لَمْ تَتَزَوَّجْ (¬7). (¬8) وَالْعِرَاقِيُّونَ قَدْ خَالَفُوا الصَّحَابَةَ فِي الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَقَالَ غَيْرُهُمْ - يَعْنِي غَيْرَ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَهُمُ الْعِرَاقِيُّونَ - تَرِثُهُ مَا لَمْ تَنْقَضِ الْعِدَّةُ (¬9). ¬

_ (¬1) الأم (6/ 572). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 333). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 153) من طريق سفيان. (¬4) في (م): "تتبع". (¬5) في النسخ: "يتزوج"، والمثبت من المختصر. (¬6) في (م): "وتتبع". (¬7) في النسخ: "يتزوج"، والمثبت من المصدر السابق. (¬8) الأم (6/ 572). (¬9) المصدر السابق (6/ 572).

وَرَوَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِإِسْنَادٍ لَا يَثْبُتُ مِثْلُهُ (¬1) عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَهُوَ مَا: [4453] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، قَالَ فِي الَّذِي يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ، وَهُوَ مَرِيضٌ، قَالَ: تَرِثُهُ فِي الْعِدَّةِ، وَلَا يَرِثُهَا (¬2). وَهَذَا مُنْقَطِعٌ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مُغِيرَةُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ (¬3)، إِنَّمَا قَالَ: ذَكَرَ عُبَيْدَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ. وَعُبَيْدَةُ الضَّبِّيُّ ضَعِيفٌ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ عُبَيْدَةُ إِلَى عُمَرَ فِي رِوَايَةِ الْقَطَّانِ عَنْهُ، إِنَّمَا ذَكَرَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، لَيْسَ فِيهِ عُمَرُ (¬4). [4454] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الرُّخِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ [شُعْبَةُ] (¬5) يَرْوِي حَدِيثَ مُغِيرَةَ عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ، فِي الَّذِي يُطَلِّقُ وَهُوَ مَرِيضٌ، قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ هُشَيْمٌ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ (¬6): ذَكَرَ عُبَيْدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "مثل"، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 64) من طريق سفيان. (¬3) انظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رواية عبد الله (1/ 207)، وتهذيب الكمال (28/ 399). (¬4) ذكره المؤلف في السنن الكبير (15/ 334). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر نسخة تشستربتي، ومعرفة السنن (11/ 84). ووقع في المطبوع من المختصر (4/ 234): "كان ثقة" بدل: "كان شعبة". (¬6) أي: عن المغيرة. كما في التاريخ الكبير.

قَالَ يَحْيَى: فَسَأَلْتُ عُبَيْدَةَ عَنْهُ، فَحَدَّثَنَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ، أَنَّ ابْنَ هُبَيْرَةَ كَتَبَ إِلَى شُرَيْحٍ فِي الَّذِي يُطَلِّقُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَلَيْسَ عَنْ عُمَرَ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَكَذَا قَالَ عُبَيْدَةُ فِي رِوَايَةِ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْهُ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ مَا: [4455] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَارِثُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنِي الْمُغِيرَةُ، عَنْ عُبَيْدَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ فِي هَذَا الْكِتَابِ - يَعْنِي: عُرْوَةَ الْبَارِقِيَّ الْأَزْدِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَتَبَ إِلَى شُرَيْحٍ بِخَمْسٍ جَاءَ بِهِنَّ - يَعْنِي: عُرْوَةَ -: وَإِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا وَهُوَ مَرِيضٌ تَرِثُهُ مَا دَامَتْ فِي عِدَّتِهَا (¬2). قَالَ أَحْمَدُ: وَالرِّوَايَةُ فِي هَذَا عَنْ عُبَيْدَةَ الضَّبِيِّ مُخْتَلِفَةٌ كَمَا تَرَى، وَكَيْفَمَا كَانَ، فَعُبَيْدَةُ الضَّبِّيُّ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ. وَأَمَّا حَدِيثُ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ ثَلَاثًا، فَوَرَّثَهَا عَلِيٌّ (¬3)، فَإِنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَلَيْسَ لَهُمْ فِيهِ حُجَّةٌ، فَعُثْمَانُ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، وَهُوَ صَحِيحٌ، وَكَلَامُنَا وَقَعَ فِيمَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 128) عن يحيى القطان. (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 68) من طريق مغيرة. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 154).

مسألة (463): وإذا طلق امرأته طلقة أو طلقتين، ثم عادت إليه بعد إصابة زوج عادت بما بقي من عدد الطلاق

مَسْأَلَةٌ (463): وَإِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ طَلْقَةً أَوْ طَلْقَتَيْنِ، ثُمَّ عَادَتْ إِلَيْهِ بَعْدَ إِصَابَةِ زَوْجٍ عَادَتْ بِمَا بَقِيَ مِنْ عَدَدِ الطَّلَاقِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: عَادَتْ إِلَيْهِ بِالثَّلَاثِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [4456] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ (¬3) وَعُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ (¬5)، فَنَكَحَتْ زَوْجًا، ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا أَوْ طَلَّقَهَا، فَرَجَعَتْ إِلَى الْأَوَّلِ، عَلَى كَمْ هِيَ عِنْدَهُ؟ قَالَ: هِيَ عِنْدَهُ عَلَى مَا بَقِيَ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 260)، والحاوي الكبير (10/ 286)، ونهاية المطلب (14/ 275)، والمجموع (18/ 429). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 95)، وتحفة الفقهاء (2/ 197)، وبدائع الصنائع (3/ 178)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 229). (¬3) هو: حميد بن عبد الرحمن. (¬4) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. وهو: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 73). (¬5) في (ع): "ثنتين". (¬6) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 34).

[4457] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬1). [4458] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَبُو قَطَنٍ (¬2)، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَزِيدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يَقُولُ: هِيَ عَلَى مَا بَقِيَ (¬3). هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. وَالَّذِي رَوَى عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ (¬4) بِخِلَافِ ذَلِكَ لَا يَصِحُّ، فَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ يُضَعِّفُونَ رِوَايَةَ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ (¬5) عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ. [4459] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبُخَارِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. وعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، [عَنْ] ابْنِ الْمُسَيِّبِ، [عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ] (¬6)، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: هَذِهِ عَلَى مَا بَقِيَ مِنَ الطَّلَاقِ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 635). (¬2) هو: عمرو بن الهيثم. من رجال التهذيب. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 636) من طريق شعبة. (¬4) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 775). (¬5) في النسخ: "التغلبي"، والمثبت من المختصر. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (16/ 352). (¬6) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من سنن سعيد بن منصور، وانظر السنن الكبير للمؤلف (15/ 337)، والزيادات على كتاب المزني لابن زياد (ص 558). (¬7) حديث عمران بن حصين أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 353) من طريق =

قَالَ سُفْيَانُ: وَقَوْلُ عُمَرَ وَعَلِيٍّ - رضي الله عنهما - أَحَبُّ إِلَيَّ. [4460] وعن سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَهْدِمُ إِلَّا الثَّلَاثُ (¬1). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4461] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يَحْيَى بْنُ صَبِيحٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: رَجَعَ الطَّلَاقُ جَدِيدًا (¬2). يَعْنِي: فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَاحِدَةً أَوْ ثِنْتَيْنِ، ثُمَّ تَرَكَهَا حَتَّى بَانَتْ مِنْهُ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا زَوْجٌ آخَرُ، فَدَخَلَ بِهَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا، وَمَاتَ عَنْهَا، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى الزَّوْجِ الْأَوَّلِ، عَلَى كَمْ هِيَ عِنْدَهُ؟ [4462] أخبرنا أَبُو نَصرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ: سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، فَسأَلْتُهُمَا (¬3)، فَقَالَا: ¬

_ = الثوري وحديث أبي هريرة أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 398) من طريق يحيى بن سعيد. (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 636) من طريق الحكم. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 354) من طريق عمرو بن دينار. (¬3) كذا في النسخ.

يَهْدِمُ النِّكَاحُ الطَّلَاقَ (¬1). هَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، وَالَّذِي قُلْنَا بِقَوْلِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ أَكْثَرُ عَدَدًا وَأَكْبَرُ سِنًّا، وَفِيهِمْ إِمَامَانِ (¬2) عُمَرُ وَعَلِيٌّ - رضي الله عنهما -، فَمُتَابَعَتُهُمَا فِي ذَلِكَ أَوْلَى. رَوَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَمَّنْ رَوَيْنَا قَوْلَنَا (¬3)، ثُمَّ قَالَ: وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ زَيْدٍ، وَمُعَاذٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَبِهِ قَالَ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه حرب الكرماني في المسائل (1/ 441) من طريق شعبة. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 355) من طريق حماد، ووقع عنده: "لا يهدم النكاح الطلاق"، ولم يذكرا في روايتيهما: عبيد الله بن عتبة. (¬2) في المختصر: "إماما هدى". (¬3) كذا. (¬4) قاله ابن المنذر في الأوسط (9/ 282).

مسألة (464): واعتبار عدد الطلاق برق الزوج وحريته، واعتبار قدر العدة برق المرأة وحريتها

مَسْأَلَةٌ (464): وَاعْتِبَارُ عَدَدِ الطَّلَاقِ بِرِقِّ الزَّوْجِ وَحُرِّيَّتِهِ، وَاعْتِبَارُ قَدْرِ الْعِدَّةِ بِرِقِّ الْمَرْأَةِ وَحُرِّيَّتِهَا (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: بِرِقِّ الزَّوْجَةِ وَحُرِّيَّتِهَا فِيهِمَا جَمِيعًا (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [4463] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ (¬3)، عَنْ سُلَيْمَانَ (¬4) بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: يَنْكِحُ الْعَبْدُ امْرَأَتَيْنِ، وَيُطَلِّقُ تَطْلِيقَتَيْنِ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 561)، ومختصر المزني (ص 261، 291)، والحاوي الكبير (9/ 193)، (10/ 304)، ونهاية المطلب (14/ 335)، (15/ 197)، والمجموع (18/ 211)، (19/ 427). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 15)، وتحفة الفقهاء (2/ 243)، وبدائع الصنائع (3/ 97، 193)، والهداية في شرح البداية (2/ 274)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 166)، (3/ 28). (¬3) في النسخ: "مولى أبي جعفر"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (15/ 350). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 614). (¬4) من قوله: "أنا الشافعي"، إلى هنا ليس في (م). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 553).

[4464] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ نُفَيْعًا مُكَاتَبًا لِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ عَبْدًا كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ حُرَّةٌ، فَطَلَّقَهَا اثْنَتَيْنِ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُرَاجِعَهَا، فَأَمَرَهُ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْتِيَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَهَبَ إِلَيْهِ، وَلَقِيَهُ عِنْدَ الدَّرَجِ آخِذًا بِيَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَسَأَلَهُمَا، فَابْتَدَرَاهُ جَمِيعًا، فَقَالَا: حَرُمَتْ عَلَيْكَ، حَرُمَتْ عَلَيْكَ (¬1). [4465] وبهذا الْإِسْنَادِ: أنا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ نُفَيْعًا مُكَاتَبًا لِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - طلَّقَ امْرَأَةً حُرَّةً تَطْلِيقَتَيْنِ، فَاسْتَفْتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: حَرُمَتْ عَلَيْكَ (¬2). [4466] قال: وَأَخْبَرَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، أَنَّ نُفَيْعًا مُكَاتَبًا لِأُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها -، اسْتَفْتَى زَيْدَ بْنَ ثابِتٍ، فَقَالَ: إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَةً لِي حُرَّةً تَطْلِيقَتَيْنِ، فَقَالَ زَيْدٌ: حَرُمَتْ عَلَيْكَ (¬3). [4467] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيانِيِّ، أَنَّ مُكَاتَبًا كَانَتْ تَحْتَهُ حُرَّةٌ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ، فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ - رضي الله عنهما -، فَابْتَدَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ: حَرُمَتْ عَلَيْكَ، وَقَالَا: الطَّلَاقُ بِالرِّجَالِ (¬4). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (6/ 650). (¬2) المصدر السابق (6/ 650). (¬3) المصدر السابق (6/ 650). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 351) من طريق سعدان.

[4468] حدثنا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: الطَّلَاقُ بِالرِّجَالِ، وَالْعِدَّةُ بِالنِّسَاءِ (¬1). [4469] أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ (¬2)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: الطَّلَاقُ - أُرَاهُ قَالَ - بِالرِّجَالِ، وَالْعِدَّةُ بِالنِّسَاءِ (¬3). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4470] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُظَاهِرِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تُطَلَّقُ الْأَمَةُ تَطْلِيقَتَيْنِ، وَقُرْؤُهَا حَيْضَتَانِ (¬4) ". قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخْبَرَنِيهِ مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ (¬5). هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَهُوَ مَجْهُولٌ لَا يُحْتَجُّ ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 356) من وجه آخر عن زيد بن ثابت. (¬2) في النسخ: "إبراهيم بن زيد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (2/ 242). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 358). وأخرجه محمد بن الحسن في كتاب الآثار (1/ 399) من طريق إبراهيم بن يزيد بلفظ: "الطلاق بالنساء والعدة". (¬4) في النسخ: "حيضتين"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 355). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 43) من طريق أبي عاصم.

بِهِ. [4471] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: مُظَاهِرٌ رَجُلٌ مَجْهُولٌ، وَالْأَمْرُ عَلَى غَيْرِ هَذَا، وَهَذَا مُنْكَرٌ (¬1) (¬2). [4472] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ اسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ: لَيْسَ بِالْبَصْرَةِ حَدِيثٌ أَنْكَرَ؛ يَعْنِي: مِنْ حَدِيثِ مُظَاهِرٍ هَذَا (¬3). قَالَ النَّيْسَابُورِيُّ: وَالصَّحِيحُ عَنِ الْقَاسِمِ خِلَافُ هَذَا: [4473] أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ عَنْ عِدَّةِ الْأَمَةِ؟ فَقَالَ: النَّاسُ يَقُولُونَ (¬4): حَيْضَتَانِ، وَإِنَّا لَا نَعْلَمُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا سُنَّةِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بِمَعْنَاهُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَبَلَغَكَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي هَذَا؟ قَالَ: لَا (¬6). ¬

_ (¬1) الذي في نسختي الأزهرية وبرنستون من رواية ابن داسة: "الحديثان جميعا ليس العمل عليهما. قال أبو داود: مظاهر ليس بمعروف"، وفي تهذيب الكمال (28/ 97): "قال أبو داود: "رجل مجهول، وحديثه في طلاق الأمة منكر""، وفي رواية اللؤلئي (3/ 513): "وهو حديث مجهول". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، الأزهرية (ق/ 253) وبرنستون (ق/ 277). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 72). (¬4) في (ع): "يقولان". (¬5) المصدر السابق (5/ 72). (¬6) المصدر السابق (5/ 72).

وَرَوَاهُ صُغْدِيُّ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ مُظَاهِرِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: طَلَاقُ الْعَبْدِ اثْنَتَانِ، فَهُوَ يُعَارِضُ رِوَايَتَهُمْ فِي الْأَمَةِ، وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ أَوْهَى (¬1) مِنْ هَذَا (¬2). [4474] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "طَلَاقُ الْأَمَةِ ثِنْتَانِ، وَعِدَّتُهَا حَيْضَتَانِ" (¬3). [4475] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ مَرْفُوعًا، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَالصَّحِيحُ مَا رَوَاهُ سَالِمٌ وَنَافِعٌ مِنْ قَوْلِهِ (¬4). يَعْنِي: أَيُّهُمَا رَقَّ نَقَصَ الطَّلَاقُ بِرِقِّهِ، كَذَا رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ مَوْقُوفًا (¬5). وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "وهي"، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "والصواب عندي: بإسناد أوهى من هذا"، والمثبت من المختصر. (¬2) المصدر السابق (5/ 71). (¬3) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 365) من طريق عمر بن شبيب. (¬4) سنن الدارقطني (5/ 69). (¬5) المصدر السابق (5/ 69).

مَوْقُوفًا (¬1). [4476] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدِيثُ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُنْكَرٌ غَيْرُ ثَابِتٍ مِنْ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّ عَطِيَّةَ ضَعِيفٌ، وَسَالِمٌ وَنَافِعٌ أَثْبَتُ مِنْهُ، وَأَصَحُّ رِوَايَةً، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ شَبِيبٍ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). [4477] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ لَمْ يَكُنْ بِشَيْءٍ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ (¬3). ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا: [4478] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَجَّاجِ الْمَهْرِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَشْكُو أَنَّ مَوْلَاهُ زَوَّجَهُ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُزَوِّجُونَ عَبِيدَهُمْ إِمَاءَهُمْ، ثُمَّ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ، أَلَا إِنَّمَا يَمْلِكُ الطَّلَاقَ مَنْ أَخَذَ بِالسَّاقِ (¬4) " (¬5). [4479] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مَحْبُوبٍ الرَّمْلِيُّ بِمَكَّةَ، ¬

_ (¬1) المصدر السابق (5/ 69، 70). (¬2) المصدر السابق (5/ 70). (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 405). (¬4) في النسخ: "الساق"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (15/ 325). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 67) من طريق أبي عتبة.

ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ بِمِصْرَ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْمَهْرِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: جَاءَ مَمْلُوكٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ (¬1) بِمَعْنَاهُ، قَالَ: فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الطَّلَاقُ بِيَدِ مَنْ أَخَذَ بِالسَّاقِ" (¬2). [4480] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: السُّنَّةُ بِالنِّسَاءِ فِي الطَّلَاقِ وَالْعِدَّةِ (¬3). هَكَذَا قَالَ. وَقَدْ: [4481] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الطَّلَاقُ بِالرِّجَالِ، وَالَعِدَّةُ بِالنِّسَاءِ (¬4). وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي طَلَاقِ الْعَبْدِ (¬5) مَا لَا يَقُولُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ، ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "فذكره". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 68)، وابن عدي في الكامل (8/ 572) من طريق خالد بن عبد السلام. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 612) من طريق أيوب، قال: نبئت عن ابن عباس. (¬4) المصدر السابق (9/ 613) من طريق وكيع. (¬5) في (م): "بالعبد".

وَهُوَ مَا: [4482] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُغِيثٍ (¬1) أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا حَسَنٍ - مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ - أَخْبَرَهُ أَنَّهُ اسْتَفْتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فِي مَمْلُوكٍ كَانَتْ تَحْتَهُ مَمْلُوكَةٌ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ أُعْتِقَا بَعْدَ ذَلِكَ، هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَخْطُبَهَا؟ (¬2) قَالَ: نَعَمْ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). كَذَا قَالَ: عَمْرُو بْنُ مُغِيثٍ (¬4)، وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ مُعَتَّبٍ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ الْبَرَاءِ عَنْهُ، ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، وكذا وقع في بعض نسخ المستدرك وتلخيص الذهبي، وفي باقي النسخ: "عمر بن معتب"، وقد رواه أبو داود في السنن (3/ 511)، والنسائي في السنن (7/ 566)، وأحمد في المسند (2/ 37)، والدارقطني في السنن (4/ 479) جميعهم من طريق علي بن المبارك فقالوا: "عمر بن معتب". ورواه البيهقي في السنن الكبير (15/ 358) من طريق شيبان فقال: "عمرو بن معتب" ثم قال معلقا: "وكذلك قاله هشام عن يحيى عن عمرو بن معتب، وقال بعض الرواة: علي بن المبارك عن يحيى: عن عمر بن معتب، وكذلك قاله معاوية بن سلام عن يحيى عن عمر". قلت: قد رواه الدارقطني في السنن (4/ 480)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 400) من طريق شيبان مخالفا لما رواه المؤلف في السنن، فقالا: "عمر بن معتب". وقد ترجم البخاري في التاريخ الكبير (6/ 192) لعمر بن معتب، ثم ترجم بعده قائلا: "عمر بن مغيث"، ثم ذكر طرق الحديث عن عمر بن معتب. (¬2) في النسخ: "هل تصلح لها يخطبها"، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 404). (¬4) في النسخ: "عمرو بن شعيب"، والمثبت هو الموافق لما في الرواية.

وَسُئِلَ (¬1) عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَتَّبٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: مَجْهُولٌ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ يَحْيَى (¬2). وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ، فَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ لِمَعْمَرٍ (¬3): مَنْ أَبُو الْحَسَنِ هَذَا؟ لَقَدْ تَحَمَّلَ صَخْرَةً عَظِيمَةً (¬4). يُرِيدُ إِنْكَارَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ. * * * ¬

_ (¬1) في (م): "سئل". (¬2) ذكر العقيلي في الضعفاء (3/ 54) من رواية إسماعيل بن إسحاق عن ابن المديني أنه قال فيه: "منكر الحديث"، ووقع عنده: "عمر". (¬3) في النسخ: "عمر"، والمثبت من سنن أبي داود، والسنن الكبير للمؤلف (15/ 359). (¬4) السنن لأبي داود (3/ 511).

مسألة (465): والرجعية محرمة الوطء، وإذا وطئها فالرجعة لا تحصل بالوطء

مَسْأَلَةٌ (465): وَالرَّجْعِيَّةُ (¬1) مُحَرَّمَةُ الْوَطْءِ (¬2)، وَإِذَا وَطِئَهَا فَالرَّجْعَةُ لَا تَحْصُلُ بِالْوَطْءِ (¬3). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا مُبَاحُ الْوَطْءِ، وَإِذَا وَطِئَهَا حَصَلَتِ الرَّجْعَةُ بِذَلِكَ (¬4). [4483] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتهُ، وَهِيَ فِي مَسْكَنِ حَفْصَةَ، وَكَانَتْ طَرِيقَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَكَانَ يَسْلُكُ الطَّرِيقَ الْآخَرَ مِنْ أَدْبَارِ الْبُيُوتِ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ عَلَيْهَا حَتَّى رَاجَعَهَا (¬5). [4484] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، فَكَانَ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِلَّا بِإِذْنٍ، فَلَمَّا رَاجَعَهَا أَشْهَدَ عَلَى رَجْعَتِهَا، وَدَخَلَ عَلَيْهَا (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "والرجعة"، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "بالوطء"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) انظر: الأم (6/ 621)، ومختصر المزني (ص 261)، والحاوي الكبير (10/ 308)، ونهاية المطلب (14/ 341)، والمجموع (18/ 406). (¬4) انظر: المبسوط (6/ 19)، وتحفة الفقهاء (2/ 177)، وبدائع الصنائع (3/ 181). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 614). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 136) من طريق عبيد الله بن عمر.

وَرُوِّينَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُمَا قَالَا: لَا يَحِلُّ لَهُ مِنْهَا شَيْءٌ مَا لَمْ يُرَاجِعْهَا (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 325).

مسألة (466): وبمضي مدة الإيلاء [لا] يقع الطلاق، لكن يوقف حتى يفيء أو يطلق

مَسْأَلَةٌ (466): وَبِمُضِيِّ مُدَّةِ الْإِيلَاءِ [لَا] (¬1) يَقَعُ الطَّلَاقُ، لَكِنْ يُوقَفُ حَتَّى يَفِيءَ أَوْ يُطَلِّقَ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يَقَعُ طَلْقَةً بَائِنَةً (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [4485] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -, كُلُّهُمْ (¬4) يَقُولُ: يُوقَفُ الْمُولِي. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَأَقَلُّ بِضْعَةَ عَشَرَ أَنْ يَكُونُوا ثَلَاثَةَ عَشَرَ، وَهُوَ يَقُولُ مِنَ الْأَنْصَارِ (¬5). [4486] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (6/ 669)، ومختصر المزني (ص 265)، والحاوي الكبير (10/ 340)، والمجموع (19/ 36). (¬3) انظر: المبسوط (7/ 21)، وتحفة الفقهاء (2/ 203)، وبدائع الصنائع (3/ 131)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 262). (¬4) قوله "كلهم" ليس في (م). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 59).

أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ يُؤْلِي، قَالُوا: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ حَتَّى تَمْضِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَيُوقَفُ، فَإِنْ فَاءَ وَإِلَّا طَلَّقَ (¬1). [4487] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه - كَانَ يُوقِفُ الْمُولِيَ (¬2). وَرَوَى الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ لَا يَرَى الْإِيلَاءَ شَيْئًا، وَإِنْ مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ (¬3) حَتَّى يُوقَفَ (¬4). [4488] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا - رضي الله عنه - يُوقِفُ الْمُولِي (¬5) (ح) [4489] قال: وَأَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يُوقِفُ الْمُولِي (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 107). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 668). (¬3) في (ع): "شهر"، وفي (م): "شهرا"، وكتب على طرة النسخة (م): "والصحيح: الأربعة أشهر بلا تعريف"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 376). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 109). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 667). (¬6) المصدر السابق (6/ 669).

[4490] وأخبرنا (¬1) أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا آلَى الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ (¬2) لَمْ يَقَعْ عَلَيْهَا طَلَاقٌ، وَإِنْ مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، فَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، وَإِمَّا أَنْ يَفِيءَ (¬3). وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: يُوقَفُ بَعْدَ الْأَرْبَعَةِ، فَإِمَّا أَنْ يَفِيءَ، وَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ (¬4). [4491] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا ذُكِرَ لَهَا الرَّجُلُ يَحْلِفُ أَنْ لَا يَأْتِيَ امْرَأَتَهُ، فَيَدَعَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ لَا تَرَى ذَلِكَ شَيْئًا حَتَّى يُوقَفَ، وَتَقُولُ: كَيْفَ قَالَ اللَّهُ - عز وجل - {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} (¬5) (¬6). [4492] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ وَعَائِشَةَ (¬7)، قَالَا: يُوقَفُ [المُؤْلِي] (¬8) عِنْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ (¬9)، ¬

_ (¬1) في (م): "أخبرنا". (¬2) زاد هنا في النسخ: "أنه"، والمثبت هو الموافق لأصل الرواية. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 154/ ب). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 107). (¬5) سورة البقرة (آية: 229). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 668). (¬7) وكذا في السنن الكبير (15/ 380)، ووقع في المختصر: "عن أبي ذر وأبي الدرداء"، وفي مصنف عبد الرزاق ومن طريقه الطبري في التفسير (4/ 78): "أن أبا الدرداء وعائشة". (¬8) في النسخ تقرأ: "حتى"، والمثبت من السنن الكبير. (¬9) وكذا في المختصر، وفي تفسير الطبري ومصنف عبد الرزاق والسنن الكبير: "بعد انقضاء الأربعة".

فَإِمَّا أَنْ (¬1) يَفِيءَ، وَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ (¬2). وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ فِي الْإِيلَاءِ: يُوقَفُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، وَإِمَّا أَنْ يَفِيءَ (¬3) (¬4). [4493] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا آلَى الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَتِهِ لَمْ يَقَعْ عَلَيْهَا (¬5) طَلَاقٌ، وَإِنْ مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ حَتَّى يُوقَفَ، فَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، وَإِمَّا أَنْ يَفِيءَ (¬6). حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ (¬7). [4494] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ فِي الْإِيلَاءِ الَّذِي سَمَّى اللَّهُ - عز وجل -: لَا يَحِلّ بَعْدَ الْأَجَلِ إِلَّا أَنْ يُمْسِكَ بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يَعْزِمَ الطَّلَاقَ، كَمَا أَمَرَ اللَّهُ - عز وجل -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "أن" ليس في (ع). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 457). (¬3) تقرأ في (م): "وإن والله يفيء". (¬4) أخرجه الطبري في التفسير (4/ 78) من طريق قتادة. (¬5) وكذا في معرفة السنن (11/ 106): "عليها"، وفي أصل الرواية وصحيح البخاري: "عليه". (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 669). (¬7) صحيح البخاري (7/ 50). (¬8) المصدر السابق (7/ 50).

[4495] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ، تنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} (¬1) قَالَ: يُوقَفُ إِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ حَتَّى يُرَاجِعَ، أَوْ يُطَلِّقَ (¬2). [4496] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الْإِيلَاءِ، فَمَرَرْتُ بِأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: عَمَّ (¬3) سَأَلْتَهُ؟ فَقُلْتُ: عَنِ الْإِيلَاءِ. فَقَالَ: لَا، أَفَلَا أُخْبِرُكَ مَا كَانَ عُثْمَانُ وَزَيْدٌ يَقُولَانِ، كَانَا يَقُولَانِ: إِذَا مَضَتِ الْأَشْهُرُ فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ (¬4). [4497] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ: إِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ (¬5). قَدْ رُوِّينَا عَنْ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - بِخِلَافِ هَذَا، وَتِلْكَ الرِّوَايَةُ أَصَحُّ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ. [4498] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ¬

_ (¬1) سورة البقرة (آية: 226). (¬2) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 235). (¬3) في النسخ: "عما"، والمثبت الجادة. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 453). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 110).

الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدِيثَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ، رُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - خِلَافُهُ. قِيلَ لَهُ: مَنْ رَوَاهُ؟ قَالَ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عُثْمَانَ: يُوقَفُ (¬1). [4499] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ مِقْسَمًا، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: عَزْمُ الطَّلَاقِ انْقِضَاءُ الْأَرْبَعَةِ، وَالْفَيْءُ الْجِمَاعُ (¬2). تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهِيَ وَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ، وَلَا عِدَّةَ عَلَيْهَا، وَتَزَوَّجَتْ إِنْ شَاءَتْ (¬3). وَرَوَاهُ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬4). وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ (¬5)، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: الْإِيلَاءُ تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ، ثُمَّ تَعْتَدُّ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ (¬6). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (5/ 110). (¬2) أخرجه البغوي في الجعديات (1/ 312) من طريق شعبة. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 110). (¬4) أخرجه الطبري في التفسير (4/ 69). (¬5) في (م): "جزيمة"، وكتب على طرتها: "في النسخة التي هي محفوظة في مكتبة جماعة غرباء أهل الحديث كراتشي: علي بن بذيمة عن أبي عبيد أن، وهذا هو الصحيح، قال الحافظ في التقريب: علي بن بذيمة بفتح الموحدة، وكسر المعجمة الخفيفة، بعدها تحتانية، قاله في التهذيب؛ علي بن بذيمة الجزري، أبو عبد الله، روى عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. . .". (¬6) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 52).

[4500] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ (¬1)، يَعْنِي: الْإِيلَاءَ (¬2). وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كمَا قُلْنَا، وَهُوَ فِيمَا: [4501] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي آيَةِ الْإِيلَاءِ، قَالَ: الرَّجُلُ يَحْلِفُ لِامْرَأَتِهِ بِاللَّهِ لَا يَنْكِحُهَا، يَتَرَبَّصُ (¬3) أَرْبَعَةَ [أَشْهُرٍ] (¬4)، فَإِنْ هُوَ نَكَحَهَا كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ بِإِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ، أَوْ كِسْوَتِهِمْ، أَوْ تَحْرِيرِ رَقَبَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَإِنِ انْقَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ قَبْلَ أَنْ يَنْكِحَهَا خَيَّرَهُ السُّلْطَانُ، إِمَّا أَنْ يَفِيءَ فَيُرَاجِعَ، وَإِمَّا أَنْ يَعْزِمَ فَيُطَلِّقَ، كَمَا قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: ثُمَّ قَدْ رَجَّحَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - قَوْلَهُ فِي الْوَقْفِ بَعْدَ انْقِضَاءِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ بِأَنَّ أَكْثَرَ الصَّحَابَةِ قَالُوا: يُوقَفُ الْمُولِي، فَقَوْلُهُمْ يَكُونُ [أَوْلَى] (¬6) مِنْ قَوْلِ وَاحِدٍ وَاثْنَيْنِ (¬7) بِخِلَافِ قَوْلِهِمْ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ - عز وجل - فِي ¬

_ (¬1) في (م): "واحدة". (¬2) أخرجه ابن جرير الطبري في التفسير (4/ 69) من طريق شعبة. (¬3) في النسخ: "تتربص"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 384). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير ومصادر التخريج. (¬5) أخرجه ابن جرير الطبري في التفسير (4/ 83) من طريق عبد الله بن صالح. (¬6) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من المختصر. (¬7) في المختصر: "واحد أو اثنين".

الْإِيلَاءِ: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَظَاهِرُ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالى يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ أَجَلًا لَهُ، فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِ فِيهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ، كَمَا لَوْ أَجَّلْتَنِي لَمْ يَكُنْ [لَكَ] (¬2) أَخْذُ حَقِّكَ مِنِّي حَتَّى تَنْقَضِيَ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ، وَدَلَّ عَلَى أَنَّ عَلَيْهِ إِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ وَاحِدًا مِنْ حُكْمَيْنِ؛ إِمَّا أَنْ يَفِيءَ، وَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، فَقُلْنَا بِهَذَا وَقُلْنَا (¬3): لَا يَلْزَمُهُ طَلَاقٌ بِمُضِيِّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ حَتَّى يُحْدِثَ فَيْئَةً أَوْ طَلَاقًا (¬4). قَالَ: وَالْفَيْئَةُ الْجِمَاعُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ (¬5). وَقَدْ كَتَبْنَاهُ (¬6). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِيمَا رَوَوْا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنْتُمْ تُخَالِفُونَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي الْإِيلَاءِ؛ فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: الْمُولِي الَّذِي يَحْلِفُ لَا يَقْرَبُ امْرَأَتَهُ أَبَدًا. يَعْنِي: وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِذَا حَلَفَ لَا يَقْرَبُ امْرَأَتَهُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ يَكُونُ مُولِيًا (¬7). * * * ¬

_ (¬1) سورة البقرة (آية: 226 و 227). (¬2) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬3) في النسخ: "أو قلنا"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) الأم (8/ 57). (¬5) المصدر السابق (6/ 684). (¬6) في بعض نسخ المختصر: "بيناه". (¬7) المصدر السابق (8/ 58).

كتاب الظهار

وَمِنْ كِتَابِ الظِّهَارِ

مسألة (467): لو ظاهر من أربعة نسوة بكلمة واحدة يكفيه كفارة واحدة على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (467): لَوْ ظَاهَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ نِسْوَةٍ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يَكْفِيهِ كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ كفَّارَةٌ (¬2). [4502] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ عَبدِ الْمَجِيدِ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عن مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -؛ فِي رَجُلٍ ظَاهَرَ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ (¬4)، قَالَ: كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ (¬5). وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُمَرَ، هَكَذَا (¬6)، وَهُوَ عَنْهُ صَحِيحٌ. وَبِهِ قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَاهُ عَنْ رَبِيعَةَ (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 702)، ومختصر المزني (ص 270)، والحاوي الكبير (10/ 185)، والمجموع (19/ 77). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 13)، وبدائع الصنائع (3/ 234)، والبناية شرح الهداية (5/ 540). (¬3) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 396). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 104). (¬4) أي بكلمة واحدة. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 495) عن مجاهد بمعناه. (¬6) المصدر السابق (4/ 494). (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى بن يحيى (2/ 68، 69).

مسألة (468): وإذا أمسكها ساعة يمكنه فيها طلاقها بعد كلمة الظهار فقد حصل عائدا

مَسْأَلَةٌ (468): وَإِذَا أَمْسَكَهَا سَاعَةً يُمْكِنُهُ فِيهَا طَلَاقُهَا بَعْدَ كَلِمَةِ الظِّهَارِ فَقَدْ حَصَلَ عَائِدًا (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: الْعَوْدُ: هُوَ الْعَزْمُ عَلَى الْوَطْءِ؛ فِي رِوَايَةٍ (¬2). [4503] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، أنا مُحَمَّدُ (¬3) بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى (¬4)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَتَكَلَّمْ بِهِ مِمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُسْلِمٍ، وَفِي حَدِيثِ مَكِّيٍّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ (¬5) ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 703)، ومختصر المزني (ص 270)، والحاوي الكبير (10/ 443)، ونهاية المطلب (14/ 510)، والمجموع (19/ 71، 73). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 224)، وتحفة الفقهاء (2/ 214)، وبدائع الصنائع (3/ 236)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 3). (¬3) في النسخ: "أحمد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته، وهو: محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 1018). (¬4) في (م): "زرارة بن أبي أوفى". (¬5) قوله: "به" ليس في (م).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ قَتَادَةَ (¬2). وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لَا اعْتِبَارَ (¬3) بِالْعَزْمِ عَلَى الْوَطْءِ. [4504] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ وَالشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬4) السُّلَمِيُّ، قَالَا (¬5): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى (¬6)، ثنا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ (¬7)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ (¬8) أُمِّي؛ حَرُمَتْ عَلَيْهِ فِي الْإِسْلَامِ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ ظَاهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَوْسٌ، وَكَانَتْ [تَحْتَهُ] ابْنَةُ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ [لَهَا] (¬9): خُوَيْلَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَظَاهَرَ مِنْهَا، فَأُسْقِطَ فِي يَدِهِ (¬10)، وَقَالَ: مَا أُرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرُمْتِ عَلَيَّ. قَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَانْطَلِقِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلِيهِ. فَأَتَتِ النَّبِيَّ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 46). (¬2) صحيح مسلم (1/ 81). (¬3) في النسخ: "على أن الاعتبار"، والمثبت من المختصر. (¬4) قوله: "محمد بن الحسين" ليس في (م). (¬5) في (ع): "قال". (¬6) قوله: "ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد، ثنا عبيد الله بن موسى" ليس في (م)، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "مما ليس في الإسناد والله أعلم". (¬7) في النسخ: "الشمالي"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (15/ 392). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (4/ 357). (¬8) في النسخ: "ظهر". (¬9) ما بين المعقوفات ليس في النسخ. (¬10) أسقط في يده: ندم.

- صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ مَاشِطَةً تَمْشُطُ رَأْسَهُ، فَأَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: "يَا خُوَيْلَةُ، مَا أُمِرْنَا فِي أَمْرِكِ بِشَيْءٍ". فَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "يَا خُوَيْلَةُ، الْبُشْرَى". قَالَتْ: خَيْرًا؟ فَقَرَأَ عَلَيْهَا: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، إِلَى قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (¬1)} (¬2). قُلْتُ: وَأَيُّ الرَّقَبَةِ لَنَا؟ وَاللَّهِ، مَا يَخْدُمُهُ غَيْرِي.! قَالَ: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ (¬3)} (¬4). قَالَتْ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّهُ يَشْرَبُ فِي الْيَوْمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَذَهَبَ بَصَرُهُ. قَالَ: {فَمَنْ (¬5) لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} (¬6)، قَالَتْ: مِنْ أَيْنَ؟ مَا هِيَ إِلَّا أُكْلَةٌ إِلَى (¬7) مِثْلِهَا. فَدَعَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِشَطْرِ وَسْقٍ (¬8) ثَلَاثِينَ صَاعًا، قَالَ: "لِيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَلْيَرْجِعْكِ" (¬9). وَفِي حَدِيثِ غَيْرِهِ: خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا. فِيهَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى (¬10). ¬

_ (¬1) بعده في (م): "مؤمنة"، وليست من التلاوة. (¬2) سورة المجادلة (الآيات: 1 - 3). (¬3) في (م): "فإن". (¬4) سورة المجادلة (الآية: 1 - 4). (¬5) في (م): "فإن". (¬6) سورة المجادلة (الآية: 1 - 4). (¬7) في النسخ: "إلا"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 416). (¬8) الوَسْق: ستون صاعا، وهو ثلاثمائة وعشرون رطلًا عند أهل الحجاز، وأربعمائة وثمانون رطلًا عند أهل العراق، على اختلافهم في مقدار الصاع والمد. والأصل في الوسق: الحِمل. النهاية (وسق). (¬9) أخرجه البزار في المسند كما في مختصر زوائد البزار لابن حجر (1/ 602) عن عبيد الله بن موسى. ومن طريق أبي حمزة أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 265). (¬10) كذا في النسخ، وأظنه: "وسيأتي فيها" أو كلمة شبهها، تدل على أن هذا المعنى سيأتي معنا بعد ذلك، وسوف يأتي عن أبي هريرة برقم (4515)، والله أعلم.

وَأَبُو حَمْزَةَ: ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ، لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ (¬1). [4505] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّي ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي، فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ أُكَفِّرَ؟ قَالَ: "مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ، يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ ". قَالَ: رَأَيْتُ خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ. قَالَ: "فَلَا تَقْرَبْهَا حَتَّى تَفْعَلَ مَا أَمَرَ اللَّهُ" (¬2). [4506] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَاهُ (¬3). [4507] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ (¬4)، ثنا سُفْيَانُ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ رَجُلًا ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ، ثُمَّ وَاقَعَهَا قَبْلَ أَنْ يُكَفِّرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرَهُ، قَالَ: "مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ ". قَالَ: رَأَيْتُ بَيَاضَ سَاقَيْهَا فِي الْقَمَرِ. قَالَ: "فَاعْتَزِلْهَا حَتَّى تُكَفِّرَ عَنْكَ" (¬5). ¬

_ (¬1) قوله: "في الحديث" ليس في (م). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 401). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 255). (¬4) في النسخ: "الطاقاني"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "الطالقاني"، وهو الصواب كما في أصل الرواية والسنن الكبير. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 255).

[4508] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمُخْتَارِ حَدَّثَهُمْ، ثنا خَالِدٌ، حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ (¬1)، عُنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نحْوَ حَدِيثِ سُفْيَانَ (¬2). وكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَمُعْتَمِرٌ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، مُرْسَلٌ (¬3). وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ: [4509] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ، فَرَأَى خَلْخَالَهَا فِي الْقَمَرِ فَأَعْجَبَتْهُ (¬4) فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} (¬5) ". فَقَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمْسِكْ حَتَّى تُكَفِّرَ" (¬6). عَمَّارٌ أَوْ خَلَفٌ، أَنَا أَشُكُّ فِيهِ (¬7). [4510] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ قِرَاءَةً ¬

_ (¬1) قوله: "محدث" مكانها بياض في (م) وكتب الناسخ على طرتها: "حدثني محدث عن عكرمة كذا في النسخة التي هي محفوظة في مكتبة. . .". (¬2) المصدر السابق (ق/ 255). (¬3) المصدر السابق (ق/ 255). (¬4) وكذا في المختصر، وفي أصل الرواية: "فأعجبه". (¬5) سورة المجادلة (الآية: 3). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 401). (¬7) الذي في أصل الرواية: "عمار"، فالشك من المؤلف.

عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ الْأَحْمَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، [عَنْ طَاوُسٍ] (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّي ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ خَلْخَالِهَا فِي الْقَمَرِ فَأَعْجَبَنِي، فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا. فَقَالَ: "أَوَمَا قَالَ اللَّهُ: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} (¬2)؟ ". قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَمْسِكْ عَنْهَا حَتَّى تُكَفِّرَ" (¬3). وَفِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْكَفَّارَةَ تَجِبُ عَلَيْهِ بِالْعَوْدِ وَإِنْ لَمْ يَعْزِمْ عَلَى الْوَطْءِ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ الْوَطْءُ مَا لَمْ يُكَفِّرْ، وَأَنَّهُ إِذَا وَطِئَ قَبْلَ التَّكْفِيرِ لَمْ تَسْقُطْ عَنْهُ الْكَفَّارَةُ، وَعَلَيْهِ قَضَاءٌ كَالصَّلَاةِ (¬4)، وَإِنْ لَمْ يَعْزِمْ عَلَى الْوَطْءِ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 402)، وكذا من مصادر التخريج. (¬2) سورة المجادلة (الآية: 3). (¬3) أخرجه البزار في المسند (11/ 113)، والطبراني في المعجم الكبير (11/ 15) عن إسماعيل بن مسلم. (¬4) في النسخ: "الصلاة"، والمثبت هو الموافق للسياق، وقد ذكر الشافعي في الأم (6/ 703) نحو هذا المعنى.

مسألة (469): وإعتاق الكافر في كفارة الظهار غير جائز

مَسْأَلَةٌ (469): وَإِعْتَاقُ الْكَافِرِ فِي كَفَّارَةِ الظِّهَارِ غَيْرُ جَائِزٍ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يَجُوزُ إِعْتَاقُ الذِّمِّيِّ (¬2). قَالَ تَعَالى فِي كَفَّارَةِ الظِّهَارِ: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} (¬3). وَقَالَ (¬4) فِي كَفَّارَةِ الْقَتْلِ: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} (¬5)، حَمَلْنَا الْمُطْلَقَ عَلَى الْمُقَيَّدِ. [4511] حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ لَفْظًا، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ (¬6)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ (¬7) بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ جَارِيَةً لِي كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا، فَفَقَدْتُ (¬8) شَاةً مِنَ الْغَنَمِ، فَسَأَلْتُهَا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 505)، (6/ 705)، ومختصر المزني (ص 271)، والحاوي الكبير (10/ 461)، ونهاية المطلب (14/ 524)، والمجموع (24/ 23). (¬2) انظر: تحفة الفقهاء (2/ 343)، وبدائع الصنائع (5/ 109)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 6)، والبناية شرح الهداية (5/ 542). (¬3) سورة المجادلة (الآية: 3). (¬4) في النسخ: "قال" بدون الواو، وأثبتناها من المختصر. (¬5) سورة النساء (الآية: 92). (¬6) هو: هلال بن علي بن أسامة. من رجال التهذيب. (¬7) انظر التعليق الذي على الحديث. (¬8) في (م): "فقدت".

عَنْهَا، فَقَالَتْ: أَكَلَهَا الذِّئْبُ، فَأَسِفْتُ (¬1) عَلَيْهَا، وَكُنْتُ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَلَطَمْتُ وَجْهَهَا، وَعَلَيَّ رَقَبَةٌ (¬2)، فَأُعْتِقُهَا؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيْنَ اللَّهُ؟ ". فَقَالَتْ (¬3): فِي السَّمَاءِ. فَقَالَ: "مَنْ أَنَا؟ " فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ: "أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ". كَذَا أَتَى بِهِ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ مُجَوَّدًا، وَالنَّاسُ يَرْوُونَهُ عَنْ مَالِكٍ، وَيَقُولُونَ فِيهِ: عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ. وَالصَّوَابُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ. [4512] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: اطَّلَعْتُ غُنَيْمَةً تَرْعَاهَا جَارِيَةٌ لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَوَجَدْتُ الذِّئْبَ قَدْ أَصَابَ مِنْهَا شَاةً، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرْتُهُ، فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟ قَالَ: "بَلِ ائْتِنِي بِهَا". قَالَ: فَجِئْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لَهَا: "أَيْنَ اللَّهُ؟ ". قَالَتِ: اللَّهُ فِي السَّمَاءِ. قَالَ: "فَمَنْ أَنَا؟ ". فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: "إِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ فَأَعْتِقْهَا" (¬4). ¬

_ (¬1) في النسخ: "فاستفت"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "فأسفت" والمثبت من الطرة والمختصر. (¬2) في (م): "رقبتها". (¬3) في (م): "قال" ووضع عليها خطا وكتب على الطرة: "قالت". (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 32) عن الأوزاعي. ومن طريق يحيى بن أبي كثير أخرجه مسلم (2/ 70) وذكر قصة.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ (¬1) عَلَى أَنَّ الرَّقَبَةَ الَّتِي تَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي الْكَفَّارَةِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً حِينَ قَالَ: "وَعَلَيَّ رَقَبَةٌ (¬2) فَأُعْتِقُهَا؟ " يَعْنِي: الْجَارِيَةَ الَّتِي لَطَمَ وَجْهَهَا، وَلَمْ يَسْتَفْصِلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبَبَ (¬3) وُجُوبِ الرَّقَبَةِ عَلَيْهِ. وَلَيْسَ فِي قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيْنَ اللَّهُ؟ " إِثْبَاتُ الْمَكَانِ لِلَّهِ - عز وجل -، وَلَكِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - خَاطَبَهَا عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَتِهَا، فَإِنَّهَا وَأَمْثَالَهَا قَبْلَ الْإِسْلَامِ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ (¬4) فِي الْأَوْثَانِ أَنَّهَا آلِهَةٌ فِي الْأَرْضِ، فَأَرَادَ يَعْرِفُ إِيمَانَهَا (¬5)، فَقَالَ لَهَا: "أَيْنَ اللَّهُ؟ " حَتَّى إِذَا أَشَارَتْ إِلَى الْأَصْنَامِ عَرَفَ أَنَّهَا غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، فَلَمَّا قَالَتْ: "فِي السَّمَاءِ" عَرَفَ أَنَّهَا بَرِيئَةٌ مِنَ الْأَوْثَانِ، وَأَنَّهَا مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ، الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرضِ إِلَهٌ، وَأَشَارَتْ إِلَى ظَاهِرِ مَا وَرَدَ بِهِ الْكِتَابُ، ثُمَّ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْكِتَابِ: {مِنْ في السَّمَاءِ} (¬6): مَنْ فَوْقَ السَّمَاءِ عَلَى الْعَرْشِ، كَمَا قَالَ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (¬7)، وَكُلُّ مَا عَلَا فَهُوَ سَمَاءٌ، وَالْعَرْشُ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ، فَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ كَمَا أَخْبَرَ، بِلَا كَيْفٍ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، غَيْرُ مُمَاسٍّ لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ، لَيْسِ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "دلالته"، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "رقبته"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) في النسخ: "بسبب"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) في (م) تقرأ: "يعتقدونه". (¬5) كذا في النسخ، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "والصواب: فأراد أن يعرف إيمانها" ورقم فوقها. (¬6) سورة الملك (الآية: 16). (¬7) سورة طه (الآية: 5).

ثُمَّ قَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ كَمَا: [4513] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي - رحمه الله -، أنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ الْعَقَبِيُّ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ (¬1) أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيدٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُمِّي أَوْصَتْ إِلَيَّ (¬2) أَنْ أُعْتِقَ عَنْهَا رَقَبَةً، وَإِنَّ عِنْدِي جَارِيَةً سَوْدَاءَ نُوبِيَّةً؟ فَقَالَ: "ادْعُ بِهَا". فَقَالَ: "مَنْ رَبُّكِ؟ ". قَالَتِ: اللَّهُ. قَالَ: "فَمَنْ أَنَا؟ ". قَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: "أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ" (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (ع): "وعن". (¬2) قوله: "إلي" ليس في (م). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (8/ 476) عن هشام بن عبد الملك.

مسألة (470): ولو دفع طعام ستين مسكينا إلى مسكين واحد لم يجزئه ذلك

مَسْأَلَةٌ (470): وَلَوْ دَفَعَ طَعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا إِلَى مِسْكِينٍ وَاحِدٍ لَمْ يُجْزِئْهُ ذَلِكَ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِذَا دَفَعَهُ إِلَيْهِ فِي سِتِّينَ يَوْمًا أَجْزَأَهُ (¬2). [4514] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ امْرَأً قَدْ أُوتِيتُ مِنْ جِمَاعِ النِّسَاءِ مَا لَمْ يُؤْتَ غَيْرِي، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي مَخَافَةَ أَنْ أُصِيبَ مِنْهَا شَيْئًا فِي بَعْضِ [اللَّيْلِ]، وَأَتَتَابَعَ [فِي (¬3) ذَلِكَ]، وَلَا (¬4) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 717)، ومختصر المزني (ص 274)، والحاوي الكبير (10/ 512)، ونهاية المطلب (14/ 573)، والمجموع (19/ 90). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 17)، وتحفة الفقهاء (2/ 341)، وبدائع الصنائع (5/ 104)، والهداية شرح البداية (2/ 269)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 12). (¬3) وكذا في السنن الكبير (15/ 413): "أتتابع"، وفي أصل الرواية من المستدرك: "وأتتايع من"، قال ابن الأثير في النهاية (تيع): "التتايع: الوقوع في الشر من غير فكرة ولا روية، والمتابعة عليه، ولا يكون في الخير". (¬4) في (ع): "في بعض وأتتابع من ولا"، ومكانها بياض في (م)، والمثبت من السنن الكبير، وكتب الناسخ على طرة النسخة (م): "في النسخة التي هي محفوظة في مكتبة جماعة غرباء أهل الحديث: وأتتابع في، والصواب عندي: في بعض ليالي وأتتابع ولا أستطيع ولا قد أخرج أبو داود. . . وفيه أصيب من امرأتي شيئا يتتابع بي حتى أصبح وفي رواية. . . أصيب في ليلي شيئا فتتابع بي. . . وفي أن أصبح".

أَسْتَطِيعَ أَنْ أَنْزِعَ حَتَّى يُدْرِكَنِي الصُّبْحُ، فَبَيْنَا هِيَ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِحِيَالٍ (¬1) مِنِّي (¬2) إِذِ انْكَشَفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي، فَقُلْتُ: انْطَلِقُوا مَعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: لَا وَاللَّهِ لَا نَذْهَبُ مَعَكَ؛ نَخَافُ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا قُرْآنٌ، وَيَقُولَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مقَالَةً يَبْقَى عَلَيْنَا عَارُهَا، اذْهَبْ أَنْتَ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ: "أَنْتَ ذَاكَ؟ ". فَقُلْتُ: أَنَا ذَاكَ، فَاقْضِ فِيَّ حُكْمَ اللَّهِ، فَإِنِّي صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ. قَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَّةً". فَضرَبْتُ صَفْحَةَ عُنُقِ رَقَبَتِي فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ غَيْرَهَا، قَالَ: "صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إِلَّا فِي الصِّيَامِ؟ ! قَالَ: "فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ وَحْشًا (¬3) مَا نَجِدُ عَشَاءً. قَالَ: "انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ الصَّدَقَةِ؛ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ، فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، فَأَطْعِمْ مِنْهَا وَسْقًا سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَاسْتَعِنْ بِسَائِرِهَا عَلَى عِيَالِكَ". فَأَتَيْتُ قَوْمِي فَقُلْتُ: وَجَدْتُ عِنْدَكُمُ الضِّيقَ (¬4). تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَقَالَ فِيهِ: "فَأَطْعِمْ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ سِتِّينَ مِسْكِينًا" (¬5). ¬

_ (¬1) في النسخ: "نحال"، والمثبت من السنن الكبير. (¬2) في أصل الرواية: "تخدمني". (¬3) في (ع): "وحسى"، وفي (م): "وحسبي" وكتب الناسخ على طرتها: "وحشيٌ" وتحتها "ع"، والمثبت من أصل الرواية. قال ابن الأثير في النهاية (وحش): "رجل وحش، بالسكون، من قوم أوحاش، إذا كان جائعا لا طعام له". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 399). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 535).

وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنِ ثَوْبَانَ: أَنَّ سَلْمَانَ بْنَ صَخْرٍ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ؛ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِفَرْوَةَ (¬2) بْنِ عَمْرٍو: "أَعْطِهِ ذَلِكَ العَرَقَ (¬3) ". وَهُوَ مِكْتَلٌ يَأْخُذُ خَمْسَةَ عَشَرَ، أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ صَاعًا، فَقَالَ: "أَطْعِمْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا" (¬4). وَلَمْ يَذْكُرْ إِنْفَادَهُ إِلَى بَنِي زُرَيْقٍ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "ومحمد بن عبد الرحمن" ليس في (م). (¬2) في النسخ: "لعروة"، والمثبت من مصادر ترجمته، وكذا من جميع مصادر التخريج. انظر ترجمته في الطبقات الكبير لابن سعد (3/ 554). (¬3) في النسخ: "العذق"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 411) ومن مصادر التخريج. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 58)، وعبد الرزاق في المصنف (6/ 431)، والحاكم في المستدرك (3/ 400).

مسألة (471): وقدر ما يؤدى للواحد من المساكين من طعام الكفارة مد

مَسْأَلَةٌ (471): وَقَدْرُ مَا يُؤَدَّى لِلْوَاحِدِ (¬1) مِنَ الْمَسَاكِينِ مِنْ طَعَامِ الْكَفَّارَةِ مُدٌّ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: نِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ تَمْرٍ (¬3). [4515] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، وثنا (¬4) إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلَالٍ الْبُوزَنَجِرْدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا حِبَّانُ (¬5) بْنُ مُوسَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ. قَالَ: "وَيْحَكَ، وَمَا ذَاكَ؟ ". قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ. قَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". قَالَ: لَا (¬6) أَجِدُهَا. قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَ: مَا ¬

_ (¬1) في النسخ وكذا في نسخة تشستربتي من المختصر: "الواحد"، والمثبت من نسخة دار الكتب للمختصر (ق 88/ أ). (¬2) انظر: الأم (6/ 717)، ومختصر المزني (ص 274)، والحاوي الكبير (10/ 515)، ونهاية المطلب (14/ 573)، والمجموع (19/ 90). (¬3) انظر: الأصل لمحمد بن الحسن (3/ 173)، والمبسوط (7/ 16)، وتحفة الفقهاء (2/ 341)، وبدائع الصنائع (5/ 101). (¬4) كذا، والإسناد متصل بدون تحويل. (¬5) في النسخ "حسان"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (10/ 301). (¬6) قوله: "لا" ليس في (ع).

أَسْتَطِيعُ. قَالَ: "أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَ: لَا (¬1) أَجِدُ. قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ (¬2) فِيهِ تَمْرٌ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، قَالَ: "خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ". قَالَ: عَلَى أَفْقَرَ مِنْ أَهْلِي (¬3)! فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنْ أَهْلِي. قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: "خُذْه وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وَأَطْعِمْ أَهْلَكَ" (¬4). كَذَا رَوَاهُ شَيْخُنَا عَنِ الشَّيْخِ أَبِي الْوَلِيدِ الْفَقِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ. وَرَوَاهُ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، وَجَعَلَ تَقْدِيرَهُ بِخَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَقَدْ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْهِقْلُ (¬5) بْنُ زِيَادٍ وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، قَالَ: "خُذْهُ، فَتَصَدَّقْ بِهِ" (¬6). وَلَمْ يَذْكُرُوا عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، وكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ. [4516] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا ¬

_ (¬1) قوله: "لا" ليس في (ع). (¬2) في (م): "بفرق". (¬3) في (م): "ما على أفقر من أهلي"، وكتب على طرتها: "وفي النسخة المحفوظة: قال: على أفقر من أهلي". (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح (8/ 38) من طريق عبد الله بن المبارك بنحوه. (¬5) في النسخ والمختصر: "الوليد بن مسلم عن الهقل"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (10/ 302)، وكذا ذكره الدارقطني في السنن (3/ 205). (¬6) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (2/ 158) عن الوليد بن مسلم. وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (7/ 173) عن الهقل بنحوه.

أَحْمَدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ وَقَعْتُ بِامْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". قَالَ: لَا أَجِدُهَا. قَالَ: "صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: "فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَ: لَا أَجِدُ. فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمِكْتَلٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، قَالَ: "خُذْ هَذَا فَأَطْعِمْ عَنْكَ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا. قَالَ: "خُذْهُ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ" (¬1). [4517] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ (¬2)، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". قَالَ: لَا أَجِدُهَا. قَالَ: "صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: "أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَ: لَا أَجِدُ. قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ قَدْرُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، قَالَ: "خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ". قَالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنِّي وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِي! قَالَ: "كُلْهُ، وَصُمْ مَكَانَهُ يَوْمًا، وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ" (¬3). كَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالصَّوَابُ: حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (3/ 390) من طريق مؤمل. (¬2) قوله: "خنب" غير مقروء في (م)، ورقم فوقها، وكتب على طرتها: "خنب". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 68) عن هشام بن سعد.

[4518] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُؤَمَّلِيُّ، أنا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُويَهْ، أنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَاهُ مِكْتَلًا فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، فَقَالَ: "أَطْعِمْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا". وَذَلِكَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ (¬1). [4519] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ (¬2) الرِّيَاحِيُّ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ وَأَبِي سَلَمَةَ؛ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ صَخْرٍ الْبَيَاضِيَّ جَعَلَ امْرَأَتَهُ عَلَيْهِ كَظَهْرِ أُمِّهِ إِنْ غَشِيَهَا حَتَّى يَمْضِيَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا مَضَى النِّصْفُ مِنْ رَمَضَانَ سَمِنَتِ الْمَرْأَةُ وَتَرَبَّعَتْ، فَأَعْجَبَتْهُ، فَغَشِيَهَا لَيْلًا، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: "أَعْتِقْ رَقَبَةً". فَقَالَ: لَا أَجِدُ. قَالَ: "صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَ: لَا (¬3) أَسْتَطِيعُ. قَالَ: "أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَ: لَا أَجِدُ. قَالَ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ (¬4) فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ صَاعًا (¬5)، فَقَالَ: "تَصَدَّقْ بِهَذَا عَلَى سِتِّينَ مِسْكِينًا" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 48) عن موسى بن هارون. والدارقطني في السنن (4/ 489) عن عبد الله بن شيرويه، كلاهما عن ابن راهويه. (¬2) في النسخ: "زيد"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 411). (¬3) قوله: "لا" ليس في (ع). (¬4) في المعجم الكبير: "بفرق". (¬5) قوله: "أو ستة عشر صاعا" ليس في (م). (¬6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 48) من طريق أبي عامر العقدي.

[4520] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ السَّرْحِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ بِهَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[بِتَمْرٍ] (¬1) , فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَهُوَ قَرِيبٌ منْ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، قَالَ: "تَصَدَّقْ بِهَذَا". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَىَ أَفْقَرَ مِنِّي وَمِنْ أَهْلِي؟ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلْهُ أَنْتَ وَأَهْلُكَ" (¬2). فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ مُوَافِقَةٌ لِرِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنِ ثَوْبَانَ فِي قِصَّةِ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ، وَهُوَ أَوْلَى. [4521] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ إِذَا كَفَّرَ يَمِينَهُ أَطْعَمَ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ، وَهُوَ بِالْمُدِّ الْأَوَّلِ (¬3). [4522] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إَبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ يُكَفِّرُ يَمِينَهُ بِإِطْعَامِ (¬4) عَشَرَةِ مَسَاكِينَ؛ لِكُلِّ مِسْكِينٍ مِنْهُمْ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ (¬5). [4523] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 255). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 532) عن عبيد الله. (¬4) في النسخ: "بالطعام"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن وهب (ق 77/ أ).

أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ [أَبِي] (¬1) هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ رَيْعُهُ إِدَامُهُ (¬2) (¬3). [4524] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيٌّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا هِشَامٌ صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ قَالَ: مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ (¬4). [4525] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيٌّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَقُولُ: ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ فِيهِنَّ مُدٌّ مُدٌّ: فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ، وَكَفَّارَةِ الظِّهَارِ، وَفِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4526] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابَنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَتْ: ظَاهَرَ مِنِّي زَوْجِي ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أي لا يلزمه مع المد إدام - والإدام: ما يؤكل مع الخبز أي شيء كان - وأن الزيادة التي تحصل من دقيق المد إذا طحنه يشتري بها الإدام. النهاية (ريع، أدم). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 290). (¬4) المصدر السابق (5/ 291). (¬5) المصدر السابق (5/ 291).

أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَشْكُو إِلَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُجَادِلُنِي فِيهِ وَيَقُولُ: "اتَّقِي اللَّهَ؛ فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكِ". فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} (¬1)، قَالَ: "يُعْتِقُ رَقَبَةً". قَالَتْ: لَا يَجِدُ. قَالَ: "فَيَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ. قَالَ: "فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَتْ: مَا عِنْدَهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ. قَالَ: "فَإِنِّي سَأُعِينُهُ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِّي أُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ. قَالَ: "قَدْ أَحْسَنْتِ، اذْهَبِي فَأَطْعِمِي بِهَا عَنْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَارْجِعِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ". قَالَ: وَالْعَرَقُ: سِتُّونَ صَاعًا. [4527] قال أَبُو دَاوُدَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَالْعَرَقُ: مِكْتَلٌ يَسَعُ ثَلَاثِينَ صَاعًا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ آدَمَ (¬2). [4528] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ وَزِيرٍ الْمِصْرِيِّ: حَدَّثَكُمْ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، ثنا عَطَاءٌ، عَنْ أَوْسٍ أَخِي عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَاهُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ؛ إِطْعَامَ (¬3) سِتِّينَ مِسْكِينًا (¬4). ¬

_ (¬1) سورة المجادلة (آية: 1). وبعده في أصل الرواية: "إلى الفرض". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 254). (¬3) وكذا في المختصر والسنن الكبير للمؤلف (15/ 416)، ورواية اللؤلئي من سنن أبي داود (3/ 539)، وفي أصل رواية ابن داسة مصورتي الأزهرية برنستون: "لطعام". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، الأزهرية (ق/ 255)، وبرنستون (ق/ 279).

هَذَا حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ؛ تَارَةً يَقُولُ: سِتُّونَ صَاعًا. وَتَارَةً: ثَلَاثُونَ صَاعًا. وَتَارَةً: خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا. وَأَسَانِيدُهَا لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ، وَلَا تُقَاوِمُ (¬1) حَدِيثَ الْمُجَامِعِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الصِّحَّةِ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالْأَخْذُ بِأَصَحِّهِمَا أَوْلَى. هَذَا وَقَدْ رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ أَبِي سلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ صَخْرٍ: خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا. [4529] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِيمَا قَرَأْتُ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ خُوَيْلَةَ - أَوْ خَوْلَةَ - أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ زَوْجَهَا قَالَ لَهَا: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْتِ حَرَامٌ أَوْ أَنْتِ مِنْهُ بَرِيئَةٌ". فَقَالَتْ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ فَاقَتِي. مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}، إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} (¬2). قَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ: فَحَدَّثَنِي قَتَادَةُ قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "هَلْ تَسْتَطِيعُ (¬3) عِتْقَ رَقَبَةٍ؟ ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي إِلَيْهَا سَبِيلٌ، مَا أَجِدُ. قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ يُخْطِئُنِي الطَّعَامُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَكَلَّ بَصَرِي. قَالَ: "فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "تقام"، والمثبت من المختصر. (¬2) سورة المجادلة (الآية: 1 - 4). (¬3) في (ع): "يستطيع".

أَجِدُ (¬1) ذَلِكَ؛ إِلَّا أَنْ تُعِينَنِي بِصِلَةٍ مِنْكَ وَعَوْنٍ. فَأَعَانَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بخَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ (¬2). وَرُوِّينَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ، قَالَ فِي آخِرِهَا: "فَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ، فَلْيَدْفَعْ إِلَيْكَ وَسْقًا مَنْ تَمْرٍ، فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَكُلْ بَقِيَّتَهُ أَنْتَ وَعِيَالُكَ". وَهُوَ فِيمَا: [4530] أنبأني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ ابْنِ شِيرُويَهْ، عَنْ إِسْحَاقَ الْحَنْظَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬4). وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُطْعِمُ مِنَ الْوَسْقِ سِتِّينَ مِسْكِينًا، ثُمَّ يَأْكُلُ هُوَ وَعِيَالُهُ بَقِيَّةَ الْوَسْقِ، وَهَذَا يُوَافِقُ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى أَمْرَهُ إِيَّاهُ بِأَنْ يَتَصَدَّقَ بِخَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا. [4531] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي (¬5) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ¬

_ (¬1) من قوله: "قال: فصم شهرين" ليس في (م). (¬2) أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (4/ 114، 127) مختصرا. (¬3) في النسخ: "عبد الرحمن"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 414) ومصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (14/ 293). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 535). قال البخاري كما في علل الترمذي (ص 175): "لم يدرك سليمانُ بن يسار سلمةَ بن صخر". (¬5) قوله: "لي" ليس في (م).

- رضي الله عنه -: إِنِّي أَحْلِفُ أَنْ لَا أُعْطِيَ أَقْوَامًا، ثُمَّ يَبْدُو لِي فَأُعْطِيهِمْ؛ فَإِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَعَلْتُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَأَطْعِمْ عَنِّي عَشَرَةَ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ بُرٍّ لِكُلِّ اثْنَيْنِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 530)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 121) عن الأعمش، وأخرجه سعيد بن منصور في التفسير (4/ 1537) عن الأعمش أيضًا ولفظه: "فأطعم عني عشرة مساكين، بين كل مسكينين صاع من بر، أو صاع من تمر"، ورواه مرة أخرى (4/ 1535) عن منصور عن شقيق بمثل الذي عندنا.

مسألة (472): وإذا دفع إلى من ظنه فقيرا، ثم بان أنه كان غنيا، لم يجزئه ذلك على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (472): وَإِذَا دَفَعَ إِلَى مَنْ ظَنَّهُ فَقِيرًا، ثُمَّ بَانَ أَنَّهُ كَانَ غَنِيًّا، لَمْ يُجْزِئْهُ ذَلِكَ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهُ يُجْزِئُهُ (¬2). وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مَوْضِعُهَا فِي كِتَابِ قَسْمِ الصَّدَقَاتِ، ذَكَرْنَاهَا هُنَالِكَ أَتَمَّ مِنْ هَذَا، وَاسْتَدْلَلْنَا بِالْعُمُومَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي أَنَّ الصَّدَقَةَ الْمَفْرُوضَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِمُكْتَسِبٍ. وَلَهُمْ مَا: [4532] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا [أَبُو] (¬3) مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنا أَبُو الْمُوَجِّهِ، أنا عَبْدَانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا إِسْرَائِيلُ، ثنا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ، أَنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ السُّلَمِيَّ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَخَطَبَ عَلَيَّ فَأَنْكَحَنِي، وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ؛ كَانَ أَبِي يَزِيدُ خَرَجَ بِدَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ بِهَا. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 717)، ومختصر المزني (ص 274)، والحاوي الكبير (10/ 520). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 18)، وبدائع الصنائع (5/ 103)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (4/ 116). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في (ع)، وفي (م): "محمد بن الحسن"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "الصواب: أبو محمد الحسن بن محمد"، والمثبت من السنن الكبير (13/ 451).

فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ يَا مَعْنُ مَا أَخَذْتَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ (¬1). وَهَذِهِ حِكَايَةُ حَالٍ، فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ وَارِدًا فِي صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (2/ 111).

كتاب اللعان

وَمِنْ كِتَابِ اللِّعَانِ

مسألة (473): موجب قذف الزوج لزوجته المحصنة الحد، وله درء الحد عن نفسه باللعان

مَسْأَلَةٌ (473): مُوجَبُ قَذْفِ الزَّوْجِ لِزَوْجَتِهِ الْمُحْصَنَةِ الْحَدُّ، وَلَهُ دَرْءُ الْحَدِّ عَنْ نَفْسِهِ بِاللِّعَانِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: مُوجَبُهُ اللِّعَانُ (¬2). [4533] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْبَيِّنَةُ وَإِلَّا حَدٌّ (¬3) فِي ظَهْرِكَ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا رَأَى أَحَدُنَا رَجُلًا عَلَى امْرَأَتِهِ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ! فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "الْبَيِّنَةُ، وَإِلَّا فَحَدٌّ (¬4) فِي ظَهْرِكَ". فَقَالَ هِلَالٌ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ، فَلْيُنْزِلَنَّ اللَّهُ - عز وجل - فِي أَمْرِي مَا يُبَرِّئُ بِهِ ظَهْرِي مِنَ الْحَدِّ. فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {مِنَ الصَّادِقِينَ} (¬5) فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا، فَجَاءَا، فَقَامَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 719)، ومختصر المزني (ص 275)، والحاوي الكبير (11/ 6)، ونهاية المطلب (15/ 6)، والمجموع (19/ 104). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 39)، وتحفة الفقهاء (2/ 217)، وبدائع الصنائع (3/ 239)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 15). (¬3) في (م): "أحد". (¬4) في (م): "فتحد"، وقد تقرأ كذلك في (ع)، وفي مصورة الأزهرية من رواية ابن داسة: "حد"، والمثبت من مصورة برلين (ق/ 98)، ومعرفة السنن للمؤلف (11/ 161). (¬5) سورة النور (آية: 6).

هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ فَشَهِدَ، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا مِنْ تَائِبٍ؟ ". ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْخَامِسَةِ: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (¬1) قَالُوا: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا سَتَرْجِعُ، فَقَالَتْ: لَا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ، فَمَضَتْ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ (¬2)، فَهُوَ لِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ (¬3) ". فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ" (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ (¬5). [4534] أخبرنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ} (¬6) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ، فَلَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا (¬7) مُتَفَخِّذُهَا رَجُلٌ، لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أُحَرِّكَهُ وَلَا أَهِيجَهُ (¬8) حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟ ! فَوَاللَّهِ لَا آتِي بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَا ¬

_ (¬1) سورة النور (آية: 9). (¬2) سابغ الأليتين: تامهما وعظيمهما، وخدلج الساقين: عظيمهما كذلك. (¬3) في (ع): "سمحاء". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 258). (¬5) صحيح البخاري (6/ 100). (¬6) سورة النور (آية: 4). (¬7) يصفها بالحمق. (¬8) أي: لا أزعجه وأنفره.

تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ؟ ! ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَلُمْهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَاللَّهِ مَا تَزَوَّجَ فِينَا قَطُّ إِلَّا عَذْرَاءَ، وَلَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا (¬1) أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ، قَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا الْحَقُّ، وَإِنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَكِنِّي عَجِبْتُ. فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كذَلِكَ إِذْ جَاءَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ - وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُ الْبَارِحَةَ عِشَاءً مِنْ حَائِطٍ لي كُنْتُ فِيهِ فَرَأَيْتُ عِنْدَ أَهْلِي رَجُلًا، وَرَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ وَسَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا جَاءَ بِهِ، فَقِيلَ: أَنَجْلِدُ هِلَالًا وَنُبْطِلُ شَهَادَتَهُ فِي الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ هِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَرَى فِي وَجْهِكَ أَنَّكَ تَكْرَهُ مَا جِئْتُ بِهِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ فَرَجًا. قَالَ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَذَلِكَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬2) إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ تَرَبَّدَ (¬3) لِذَلِكَ خَدُّهُ (¬4) وَوَجْهُهُ، وَأَمْسَكَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ. فَلَمَّا رُفِعَ الْوَحْيُ قَالَ: "أَبْشِرْ يَا هِلَالُ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ادْعُوهَا". فَدُعِيَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالى يَعَلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ ". فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا قُلْتُ إِلَّا حَقًّا، وَلَقَدْ صَدَقْتُ. قَالَ: فَقَالَتْ هِيَ عِنْدَ ذَلِكَ: كَذَبَ. قَالَ: فَقِيلَ لِهِلَالٍ: اشْهَدْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّكَ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَقِيلَ لَهُ ¬

_ (¬1) في (ع): "من". (¬2) قوله: "كذلك إذ نزل عليه الوحي وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬3) تربد وجهه: تلوَّن وتغير. (¬4) وكذا في السنن الكبير للمؤلف (15/ 424)، وفي أصل الرواية: "جسده".

عِنْدَ الْخَامِسَةِ: "يَا هِلَالُ، اتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّ عَذَابَ اللَّهِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ النَّاسِ (¬1)، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكَ الْعَذَابَ". فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يُعَذِّبُنِي اللَّهُ أَبَدًا كَمَا لَمْ يَجْلِدْنِي عَلَيْهَا. قَالَ: فَشَهِدَ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَقِيلَ: اشْهَدِي أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَقِيلَ لَهَا عِنْدَ الْخَامِسَةِ: "يَا هَذِهِ اتَّقِي اللَّهَ، فَإِنَّ عَذَابَ اللَّهِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ النَّاسِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكِ الْعَذَابَ". فَتَلَكَّأَتْ (¬2) سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللَّهِ، لَا أَفْضَحُ قَوْمِي، فَشَهِدَتِ الْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ. قَالَ: وَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لَا تُرْمَى وَلَا يُرْمَى وَلَدُهَا، وَمَنْ رَمَاهَا أَوْ رَمَى وَلَدَهَا جُلِدَ الْحَدَّ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ قُوتٌ وَلَا سُكْنَى؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ بِغَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُثَيْبِجَ، أُصَيْهِبَ، أُرَيْسِحَ، حَمْشَ (¬3) السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ، أَوْرَقَ، جَعْدًا، جُمَالِيًّا (¬4) فَهُوَ لِصَاحِبِهِ". قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ، ¬

_ (¬1) في (م): "أشد من الناس". (¬2) في النسخ: "فتلك"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "أثيبج خمش"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 424). (¬4) أثيبج: تصغير أثبج، وهو الناتئ الثَّبَج، والثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر. وأصيهب: تصغير أصهب، وهو الذي يعلو لونه صُهبة، وهي الشقرة، وقيل: إن الصهبة مختصة بالشعر، وهي حمرة يعلوها سواد. وأريسح: تصغير أرسح: وهو الذي لا عَجُزَ له، أو هي صغيرة لاصقة بالظهر. وحمش الساقين: دقيقهما. والأورق: الأسمر. والجعد في صفات الرجال يكون مدحا ويكون ذما، فإذا كان ذما فله معنيان: أحدهما القصير المتردد، والآخر البخيل، يقال: رجل جعد اليدين وجعد الأصابع، أي بخيل، وإذا كان مدحا فله أيضًا معنيان: أحدهما أن يكون معناه شديد الخلق، والآخر يكون شعره جعدا غير سبط، =

جَعْدًا، جُمَّالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلَا الْأَيْمَانُ كَانَ لِي وَلَهَا أَمْرٌ". قَالَ عَبَّادٌ: فَسَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ أَمِيرَ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ لَا يُدْرَى مَنْ أَبُوهُ (¬1). تَابَعَهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: "لَوْلَا الْأَيْمَانُ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ" (¬2). [4535] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ (ح) قَالَ (¬3) ابْنُ يَعْقُوبَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بَحْرٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ - يَعْنِي لِابْنِ عُمَرَ -: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الْمُتَلَاعِنَانِ أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! نَعَمْ، أَوَّلُ مَا سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدَ أَحَدُنَا امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ إِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ. قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلَمْ يُجِبْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي سَأَلَتُ عَنْهُ قَدِ ابْتُلِيتُ [بِهِ] (¬4)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ فِي سُورَةِ ¬

_ = فيكون مدحا؛ لأن السبوطة أكثرها في شعور المعجم. والجمالي: الضخم الأعضاء التام الأوصال. وسبق شرح خدلج الساقين وسابغ الأليتين. (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 388). (¬2) أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (5/ 124). (¬3) في (م): "وقال". (¬4) ما بين المعقوفين أثبتناه من صحيح مسلم.

النُّورِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} فَتَلَاهُنَّ عَلَيْهِ وَوَعَظَهُ وَذَكَّرَهُ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، قَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا كَذَبْتُ عَلَيْهَا. ثُمَّ دَعَاهَا فَوَعَظَهَا وَذَكَّرَهَا، وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ (¬1) مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، قَالَتْ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لَكَاذِبٌ. فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ بِالْمَرْأَةِ فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬2). [4536] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَهُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "أهون" ليس في (ع). (¬2) صحيح مسلم (4/ 206). (¬3) أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الرابع من حديثه (ص 302).

مسألة (474): وللذمي، والعبد، والمحدود في القذف أن يلاعن على قذف امرأته

مَسْأَلَةٌ (474): وَلِلذِّمِّيِّ، وَالْعَبْدِ، وَالْمَحْدُودِ فِي الْقَذْفِ أَنْ يُلَاعِنَ عَلَى قَذْفِ امْرَأَتِهِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَيْسَ (¬2) لَهُمْ ذَلِكَ (¬3). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} الْآيَةَ (¬4). وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمِينًا فَقَالَ: "لَوْلَا الْأَيْمَانُ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ". وَقَالَ لِهِلَالٍ: "احْلِفْ بِاللَّهِ". وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الْحُرِّ وَالْعَبْدِ، وَالْمُسْلِمِ وَالذِّمِّيِّ فِي الْيَمِينِ. [4537] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَرُّوذِيُّ (¬5)، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَذَفَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ امْرَأَتَهُ، قِيلَ لَهُ: وَاللَّهِ لَيَجْلِدَنَّكَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 720)، ومختصر المزني (ص 275)، والحاوي الكبير (11/ 12)، ونهاية المطلب (15/ 8). (¬2) في (م): "وليس". (¬3) انظر: المبسوط (7/ 54)، وتحفة الفقهاء (2/ 219)، وبدائع الصنائع (3/ 244)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (4/ 125). (¬4) سورة النور (آية: 6). (¬5) في (ع): "المرورذي"، وفي (م): "المروزي"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في الأنساب لابن السمعاني (11/ 254).

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانِينَ جَلْدَةً. قَالَ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، أَنْ يَضْرِبَنِي ثَمَانِينَ ضَرْبَةً، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّي رَأَيْتُ حَتَّى اسْتَيْقَنْتُ، وَسَمِعْتُ حَتَّى اسْتَثْبَتُّ، لَا وَاللَّهِ لَا يَضْرِبَنِي أَبَدًا، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمُلَاعَنَةِ (¬1)، فدَعَا بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ نَزَلتِ الْآيَةُ، فَقَالَ: "اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ ". فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللَّهِ إِنِّي لَصَادِقٌ. فَقَالَ لَهُ: "احْلِفْ بِالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنِّي لَصَادِقٌ - يَقُولُ (¬2) ذَلِكَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ - فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا، فَعَلَيَّ لَعْنَةُ اللَّهِ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قِفُوهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ؛ فَإِنَّهَا مُوجِبَةٌ" فَحَلَفَ، ثُمَّ قَالَتْ - يَعْنِي الْمَرْأَةَ - أَرْبَعًا: وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، فَإِذَا كَانَ صَادِقًا فَعَلَيْهَا غَضَبُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قِفُوهَا عِنْدَ الْخَامِسَةِ؛ فَإِنَّهَا مُوجِبَةٌ". فَتَرَدَّدَتْ وَهَمَّتْ بِالِاعْتِرَافِ (¬3)، ثُمَّ قَالَتْ: لَا أَفْضَحُ قَوْمِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ جَاءَتْ [بِهِ] (¬4) أَكْحَلَ، أَدْعَجَ، سَابِغَ الْأَلَيْتَيْنِ، أَلَفَّ الْفَخِذَيْنِ، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَصْفَرَ، قَضِيفًا (¬5)، سَبِطًا (¬6)، فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ". فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى صِفَةِ الْبَغِيِّ. قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: كَانَ الرَّجُلُ الَّذِي (¬7) قَذَفَهَا بِهِ ¬

_ (¬1) في (م): "المتلاعنة". (¬2) وكذا في معرفة السنن (11/ 133)، وفي أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 427): "تقول". (¬3) في (م): "الاعتراف". (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في النسخ: "وصيفا"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) الأدعج: شديد سواد العين، وألف الفخذين: عظيمهما، والقضيف: النحيف قليل اللحم. والسبط: ممتد الأعضاء تام الخلق. وسبق شرح خدلج الساقين. (¬7) قوله: "الذي" ليس في (ع).

هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ: شَرِيكَ بْنَ سَحْمَاءَ، وَكَانَ أَخًا لِبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ أَخِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لِأُمِّهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ سَوْدَاءَ، وَكَانَ شَرِيكٌ يَأْوِي إِلَى مَنْزِلِ هِلَالٍ فَيَكُونُ عِنْدَهُ. قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬1). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4538] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ (¬2) الْحَافِظُ، ثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ (¬3) بْنِ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ نُذَيْرٍ أَبُو الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْبَعَةٌ لَيْسَ بَيْنَهُمْ لِعَانٌ: لَيْسَ بَيْنَ الْحُرِّ وَالْأَمَةِ لِعَانٌ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْحُرَّةِ وَالْعَبْدِ لِعَانٌ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالْيَهُودِيَّةِ لِعَانٌ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ لِعَانٌ". قَالَ عَلِيٌّ: عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ الْوَقَّاصِيُّ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬4). تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ (¬5) (ح) وَعَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، هَكَذَا مَرْفُوعًا (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 397). (¬2) في (م): "عمرو". (¬3) في النسخ: "سعد"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (11/ 584). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 207). (¬5) المصدر السابق (4/ 207) عن عثمان بن عطاء عن أبيه، فالمتابع إذا للوقاصي هو عطاء. (¬6) المصدر السابق (4/ 209).

كُلُّهُمْ ضُعَفَاءُ، لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِرِوَايَتِهِمْ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَالْأَوْزَاعِيُّ - وَهُمَا إِمَامَانِ - عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَوْقُوفًا (¬1)، إِلَّا أَنَّ رَاوِيَهُ عَنْهُمْ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، وَهُوَ أَيْضًا ضَعِيفٌ، وَفِي صِحَّتِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ قَوْلِهِ أَيْضًا نَظَرٌ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ [أَبِي] أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَوْقُوفًا، وَيَحْيَى بْنُ [أَبِي] (¬2) أُنَيْسَةَ ضَعِيفٌ. [4539] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الْوَقَّاصِيُّ اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ (¬3). [4540] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الدَّارِمِيَّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَحَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِيُّ؟ قَالَ: لَيْسَ (¬4) بِشَيْءٍ (¬5). [4541] أخبرنا أَبُو سهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬6) الْعَطَّارُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو إِسْمَاعِيلَ النَّصِيبِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ (¬7). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 208). (¬2) ما بين المعقوفين في الموضعين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 362). (¬4) قوله: "ليس" ليس في (ع). (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 90). (¬6) في النسخ: "أبو الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬7) الضعفاء الصغير للبخاري (ص 62).

قَالَ: وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ تَرَكُوهُ (¬1). [4542] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: الْوَقَّاصِيُّ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَاقِطٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ (¬2). [4543] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ ضَعِيفٌ، وَعَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ، وَحَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، وَزَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ ضُعَفَاءُ (¬3) (¬4). وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فِي اللِّعَانِ: إِنَّهُ لَا يَثْبُتُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ (¬5). فَأَشَارَ إِلَى ضَعْفِ كُلِّ مَنْ رَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو (¬6)، كَمَا بَيَّنَّا وَسَمَّيْنَا مَنْ رَوَاهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ. ثُمَّ قَالَ - رحمه الله -: وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ قَدْ رَوَى لَنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَحْكَامًا تُوَافِقُ أَقَاوِيلَنَا وَتُخَالِفُ أَقَاوِيلَكُمْ، يَرْوِيهَا (¬7) عَنْهُ الثِّقَاتُ، فَنُسْنِدُهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَدَدْتُمُوهَا عَلَيْنَا، وَرَدَدْتُمْ رِوَايَتَهُ وَنَسَبْتُمُوهُ إِلَى الْغَلَطِ، فَأَنْتُمْ مَحْجُوجُونَ إِنْ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 103). (¬2) أحوال الرجال للجوزجاني (ص 217). (¬3) في (م): "كلهم ضعفاء". (¬4) سنن الدارقطني (4/ 209). (¬5) الأم للشافعي (6/ 345). (¬6) في (م): "عمرو بن شعيب". (¬7) في النسخ: "يروونها"، والمثبت هنا وحتى نهاية النقل من أصل النقل والمختصر.

كَانَ مِمَّنْ (¬1) يَثْبُتُ حَدِيثُهُ بِأَحَادِيثهِ (¬2) الَّتِي وَافَقْنَاهَا وَخَالَفْتُمُوهَا فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ حُكْمًا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَالَفْتُمْ أَكْثَرَهَا (¬3)، فَأَنْتُمْ غَيْرُ مُنْصِفِينَ إِنِ احْتَجَجْتُمْ بِرِوَايَتِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ لَا تَثْبُتُ رِوَايَتُهُ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ اللِّعَانَ عَلَى كُلِّ زَوْجٍ جَازَ طَلَاقُهُ وَلَزِمَهُ الْفَرْضُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ زَوْجَةٍ لَزِمَهَا الْفَرْضُ (¬5) (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَرُوِّينَا عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: يُلَاعِنُ كُلُّ زَوْجٍ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [4544] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ, أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْأَيْلِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا عَتَّابُ بْنَ أَسِيدٍ، إِنِّي بَعَثْتُكَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَانْهَهُمْ عَنْ كَذَا". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: "أَرْبَعَةٌ لَيْسَ بَيْنَهُمْ مُلَاعَنَةٌ؛ الْيَهُودِيَّةُ تَحْتَ الْمُسْلِمِ، وَالنَّصْرَانِيَّةُ تَحْتَ الْمُسْلِمِ، وَالْعَبْدُ عِنْدَهُ (¬7) الْحُرَّةُ، ¬

_ (¬1) في النسخ: "مما". (¬2) في النسخ: "بأحاديث". (¬3) في النسخ: "أكثر". (¬4) الأم للشافعي (6/ 345). (¬5) قوله: "وكذلك كل زوجة لزمها الفرض" ليس في (م). (¬6) المصدر السابق (6/ 720). (¬7) في (ع) والمختصر: "عند"، وفي (م): "عن"، والمثبت من أصل الرواية.

وَالْحُرُّ عِنْدَهُ (¬1) الْأَمَةُ" (¬2). وَهَذَا الْإِسْنَادُ بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬3) بَاطِلٌ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْأَيْلِيُّ أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "عن"، وفي المختصر: "عند"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 635). (¬3) في (م): "الأحاديث".

مسألة (475): والفرقة تقع بلعان الزوج دون تفريق القاضي، والتحريم الواقع به لا يرتفع بتكذيب الزوج الملاعن نفسه

مَسْأَلَةٌ (475): وَالْفُرْقَةُ تَقَعُ بِلِعَانِ الزَّوْجِ دُونَ تَفْرِيقِ الْقَاضِي، وَالتَّحْرِيمُ الْوَاقِعُ بِهِ لَا يَرْتَفِعُ بِتَكْذِيبِ الزَّوْجِ الْمُلَاعِنِ نَفْسَهُ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: الْفُرْقَةُ لَا تَقَعُ إِلَّا بِلِعَانِهَا وَتَفْرِيقِ الْقَاضِي، وَإِذَا أَكْذَبَ الْمُلَاعِنُ نَفْسَهُ ارْتَفَعَ التَّحْرِيمُ الْوَاقِعُ بِاللِّعَانِ (¬2). [4545] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ (¬3) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِيرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ عُوَيْمِرًا (¬4) الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ يَا عَاصِمُ لَوْ أَنَّ رَجُلًا (¬5) وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 334)، ومختصر المزني (ص 280)، والحاوي الكبير (11/ 25)، ونهاية المطلب (15/ 6)، والمجموع (19/ 196). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 43)، وتحفة الفقهاء (2/ 222)، وبدائع الصنائع (3/ 245)، والهداية في شرح البداية (2/ 271). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 322). (¬4) في النسخ: "عويم"، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. انظر ترجمته في الاستيعاب (3/ 1226). (¬5) في (ع): "رجل".

يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله -: سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنْ ذَلِكَ - فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: يَا عَاصِمُ، مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ عَاصِمٌ لِعُوَيْمِرٍ: لَمْ (¬1) تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلَتُهُ عَنْهَا. فقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا. فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسْطَ النَّاسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ". وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ نَزَلَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ". ثُمَّ اتَّفَقَا. قَالَ: "فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا". قَالَ سَهْلٌ: فَتَلَاعَنَا (¬2) وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا فَرَغَا. زَادَ الشَّافِعِيُّ: مِنْ تَلَاعُنِهِمَا. ثُمَّ اتَّفَقَا: قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَكَانَتْ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ يُوسُفَ وَابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). ¬

_ (¬1) في النسخ: "ثم"، وكتب الناسخ على طرة (م): "لم تأتني" ووضع فوقها علامة كأنه يصححها، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 438). (¬2) في النسخ: "فلاعنها"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير والصحيحين. (¬3) صحيح البخاري (7/ 42، 53). (¬4) صحيح مسلم (4/ 205).

[4546] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (¬1)، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: لَئِنِ انْطَلَقْتُ بِهَا (¬2) فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا. فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "انْظُرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ [بِهِ] (¬3) أَسْحَمَ (¬4)، أَدْعَجَ، عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ (¬5) كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ (¬6)، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا". فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَصَارَتْ سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ (¬7). تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَفَارَقَهَا وَمَا أَمَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَضَتْ سُنَّةُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ (¬8). فَأَدْرَجَهُ فِي الْحَدِيثِ وَلَمْ يُضِفْهُ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ. وَرَوَاهُ يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَذَبْتُ عَلَيْهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا. فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فَكَانَ فِرَاقُهُ إِيَّاهَا سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ (¬9). ¬

_ (¬1) قوله: "سعد" ليس في (ع). (¬2) قوله: "بها" ليس في (م). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في (م): "أسمح". والأسحم: الأسود. (¬5) في النسخ: "أحمير"، والمثبت من أصل الرواية. وأحيمر: تصغير أحمر. (¬6) الوحرة: دُوَيْبَّة صغيرة حمراء تلصق بالأرض. (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 728). (¬8) المصدر السابق (6/ 729). (¬9) من قوله: "تابعه ابن أبي ذئب" إلى هنا ليس في (م)، ومن قوله: "فكان فراقه" هو موضع الإدراج.

قَالَ سَهْلٌ: وَكَانَتْ حَامِلًا، وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى إِلَى أُمِّهِ، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ أَنَّهُ يَرِثُهَا وَتَرِثُ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا (¬1). وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَرِيبًا مِنْ هَذَا (¬2). وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِمَعْنَاهُ (¬3). وَرُوِيَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، [عَنِ الزُّبَيْدِيِّ] (¬4)، عَنِ الزُّهْرِيِّ كَمَا: [4547] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو (¬5) الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي حَسَّانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْوَلِيدُ وَعُمَرُ (¬6)، قَالَا: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنهما -، فِي قِصَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، قَالَ: فَتَلَاعَنَا فَفَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: "لَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا" (¬7). [4548] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا يُوسُفُ بْنُ [يَعْقُوبَ] (¬8) الْقَاضِي، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، أنا فُلَيْحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (ح) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 206) عن يونس. (¬2) المصدر السابق (4/ 206) عن ابن جريج. (¬3) أخرجه الدارمي في السنن (8/ 460). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (15/ 445). (¬5) في النسخ: "أبو عمر"، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) الوليد هو: ابن مسلم. وعمر هو: ابن عبد الواحد. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 415) عن إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان. (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (12/ 585) وسائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 1069).

قَالَ (¬1): وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ [بْنُ] عَبْدِ اللَّهِ، وَاللَّفْظُ [لَهُ] (¬2)، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أنا فُلَيْحٌ (¬3)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ؛ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أَمْ (¬4) كَيْفَ يُفْعَلُ بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّلَاعُنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ قُضِيَ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ". قَالَ: فَتَلَاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا. فَفَارَقَهَا (¬5)، فَكَانَتِ السُّنَّةُ بَعْدُ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ. وَكَانَتْ [حَامِلًا] (¬6) فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا، فَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ بَعْدُ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيِّ (¬7). [4549] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ¬

_ (¬1) في (م): "وقال". (¬2) ما بين المعقوفات زدناه لاستقامة السياق. وأبو بكر هذا هو: محمد بن عبد الله بن قريش الوراق. وكتب ناسخ (م) على الطرة: "وفي صحيح مسلم ح وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له قال: نا عبد الله بن نمير" ورقم تحتها. (¬3) في (ع): "سليمان داود فليح". (¬4) في النسخ: "أو"، والمثبت من السنن الكبير. (¬5) في النسخ: "ففراقها"، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "ففارقها"، ورقم تحتها، والمثبت من الطرة والمصدر السابق. (¬6) في النسخ: "حاملها" وكتب ناسخ (م) على الطرة: "وفي صحيح البخاري في تفسير سورة النور: وكانت حاملا فأنكر حملها"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) صحيح البخاري (6/ 100).

أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ (¬1)، ثنا ابنُ وَهْبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيِّ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: فَطَلَّقَهَا ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَنْفَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ مَا صَنَعَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سُنَّةً. قَالَ سَهْلٌ: حَضَرْتُ هَذَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَضَتِ السُّنَّةُ بَعْدُ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ لَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا (¬2). [4550] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ وَوَهْبُ بْنُ بَيَانٍ وَأَحْمَدُ بْنُ السَّرْحِ وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ. قَالَ مُسَدَّدٌ: قَالَ: شهِدْتُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬3) سَنَةً، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ تَلَاعَنَا. وَتَمَّ (¬4) حَدِيثُ مُسَدَّدٍ. وَقَالَ الْآخَرُونَ (¬5): إِنَّهُ شهِدَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا. بَعْضُهُمْ لَمْ يَقُلْ: عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَلَمْ يُتَابِعِ ابْنَ عُيَيْنَةَ أَحَدٌ عَلَى أَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ (¬6). يَعْنِي فِي حَدِيثِ سَهْلٍ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "السرج" وكتب ناسخ (م) على الطرة: "عمرو بن السرح بالحاء المهملة"، والمثبت من الطرة وأصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 257). (¬3) في (ع): "خمسة عشرة". (¬4) في (م): "وثم"، وكتب الناسخ على طرتها: "وتم، بالتاء المثناة الفوقية" ورقم آخرها. (¬5) في (م): "آخرون" وكتب الناسخ على طرتها: "الآخرون بالألف واللام". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 258).

[4551] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ: كَانَتْ سُنَّةُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ كَأَنَّهُ قَوْلُ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَدْ يَكُونُ هَذَا غَيْرَ مُخْتَلِفٍ؛ يَقُولُهُ (¬1) مَرَّةً ابْنُ شِهَابٍ فَلَا يَذْكُرُ سَهْلًا، وَيَقُولُهُ أُخْرَى وَيَذْكُرُ سَهْلًا، فَوَافَقَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ فِيمَا زَادَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ عَلَى حَدِيثِ مَالِكٍ، وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْمُتَلَاعِنَيْنِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ (¬2)، وَسَاقَ الْحَدِيثَ فَلَمْ يُتْقِنْهُ إِتْقَانَ هَؤُلَاءِ (¬3). [4552] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ وَقَالَ: "حِسَابُكُمَا (¬4) عَلَى اللَّهِ - عز وجل -، أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ، لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَالِي؟ قَالَ: "لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا فَهُوَ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيْهَا، فَذَلِكَ أَبْعَدُ لَكَ مِنْهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيٍّ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ ¬

_ (¬1) في (م): "يقول". (¬2) في النسخ: "خمسة عشرة"، والمثبت من الأم. (¬3) الأم للشافعي (6/ 324). (¬4) في (ع) تحرفت إلى: "حسابكلما"، ومكانها بياض في (م)، والمثبت من المختصر. (¬5) صحيح البخاري (7/ 55).

وَزُهَيْرٍ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ (¬1). وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬2) قَالَ: "الْمُتَلَاعِنَانِ إِذَا تَفَرَّقَا لَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا" (¬3). [4553] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ (¬4)، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَهُ. [4554] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬5)، أنا مَالِكٌ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا، فَفَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْأُمِّ (¬6) (¬7). وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ: بِالْمَرْأَةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ (¬8). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 207). (¬2) قوله: "عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 416)، ورواية أبي بكر بن الحارث (ق 235/ ب). (¬4) رسمت في (م): "المعرى". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 731). (¬6) كذا، وفي أصل الرواية: "وألحق الولد بالمرأة". (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير، الظاهرية (ق 157/ أ). (¬8) في (ع): "ابن أبي بكير"، وفي (م): "أبي بكر"، والمثبت من صحيح البخاري (7/ 56).

يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَرَوَاهُ أَبُو ضَمْرَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ. وَرَوَاهُ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَأَحْلَفَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: وَإِذَا أَكْمَلَ الزَّوْجُ الشَّهَادَةَ وَالِالْتِعَانَ، فَقَدْ زَالَ فِرَاشُ امْرَأَتِهِ، وَلَا تَحِلُّ لَهُ أَبدًا بِحَالٍ، وَإِنْ أَكْذَبَ نَفْسَهُ لَمْ تَعُدْ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا قُلْتُ هَذَا؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ". وَكَانَتْ فِرَاشًا فَلَمْ يَجُزْ أَنْ يُنْفَى (¬3) الْوَلَدُ عَنِ الْفِرَاشِ، إِلَّا بِأَنْ يَزُولَ الْفِرَاشُ، فَلَا يَكُونُ فِرَاشٌ أَبَدًا. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَكَانَ مَعْقُولًا فِي حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إذَا أَلْحَقَ الْوَلَدَ بِأُمِّهِ أَنَّهُ نَفَاهُ عَنْ أَبِيهِ، وَأَنَّ نَفْيَهُ عَنْ أَبِيهِ بِيَمِينِهِ وَالْتِعَانِهِ، لَا بِيَمِينِ أُمِّهِ عَلَى كَذِبِهِ بِنَفْيِهِ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَلَمَّا قَالَ: "لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا" اسْتَدْلَلْنَا عَلَى أَنَّ الْمُتَلَاعِنَيْنِ لَا يَتَنَاكَحَانِ أَبَدًا، إِذْ لَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. إِلَّا أَنْ تُكَذِّبَ نَفْسَكَ أَوْ تَفْعَلَ كَذَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ - عز وجل - فِي الْمُطَلِّقِ الثَّالِثَةَ: {حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} (¬5) (¬6) وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: يَحْتَمِلُ طَلَاقُهُ ثَلَاثًا - يَعْنِي فِي حَدِيثِ سَهْلٍ - أَنْ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 208). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح (7/ 55) عن أبي ضمرة أنس بن عياض. وفي (7/ 53) عن جويرية. (¬3) في (م): "ينتفي". (¬4) الأم للشافعي (6/ 733). (¬5) سورة البقرة (آية: 230). (¬6) الأم للشافعي (6/ 335).

يَكُونَ بِمَا وَجَدَ فِي نَفْسِهِ بِعِلْمِهِ بِصِدْقِهِ وَكَذِبِهَا وَجُرْأَتِهَا عَلَى الْيَمِينِ، طَلَّقَهَا ثَلَاثًا جَاهِلًا بِأَنَّ اللِّعَانَ فُرْقَةٌ، فَكَانَ كَمَنْ طَلَّقَ مَنْ طُلِّقَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ طَلَاقِهِ، وَكَمَنْ شَرَطَ الْعُهْدَةَ فِي الْبَيْعِ وَالضَّمَانِ وَالسَّلَفِ، وَهُوَ يَلْزَمُهُ؛ شَرَطَ أَوْ لَمْ يَشْرُطْ (¬1). قَالَ: وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، وَتَفْرِيقُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرُ فُرْقَةِ الزَّوْجِ، إِنَّمَا هُوَ تَفْرِيقُ حُكْمٍ (¬2). [4555] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَيْسٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَا: مَضَتِ السُّنَّةُ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ أَنْ لَا (¬3) يَجْتَمِعَا أَبَدًا (¬4). [4556] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَرْدَسْتَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬5)، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ إِذَا تَلَاعَنَا، قَالَ: يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا، وَلَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا (¬6). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (6/ 334). (¬2) المصدر السابق (6/ 335). (¬3) قوله: "لا" ليس في (ع). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية أبي بكر ابن الحارث (ق 235/ ب). (¬5) قوله: "محمد" ليس في (ع)، ومكانه بياض في (م)، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "محمد"، والمثبت من الطرة والسنن الكبير (15/ 475). (¬6) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (9/ 489) عن علي بن الحسن.

[4557] قال: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا كَذَّبَ نَفْسَهُ بَعْدَ اللِّعَانِ ضُرِبَ الْحَدَّ وَأُلْزِقَ بِهِ الْوَلَدُ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه المصنف في السنن الكبير (15/ 476)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 443) عن منصور عن إبراهيم.

[مسألة] (476): قال الإمام أحمد - رحمه الله -: وإذا التعن الزوج وأبت أن تلتعن، فإنها تحد حد الزنا

[مَسْأَلَةٌ] (¬1) (476): قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَإِذَا الْتَعَنَ الزَّوْجُ وَأَبَتْ أَنْ تَلْتَعِنَ، فَإِنَّهَا تُحَدُّ حَدَّ الزِّنَا (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: تُحْبَسُ حَتَّى تَلْتَعِنَ (¬3). وَدَلِيلُنَا قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} (¬4) الْآيَةَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَالْعَذَابُ الْحَدُّ (¬5). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ الشَّافِعِي - رحمه الله - مَا رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ. قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي خَرَّجْنَاهَا (¬6) فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَالَّتِي قَبْلَهَا مُسْتَعْمَلَةٌ فِي مَسَائِلَ أُخَرَ مِنْ كِتَابِ اللِّعَانِ، فَاقْتَصَرْتُ عَلَى رِوَايَتِهَا دُونَ ذِكْرِ تَرَاجِمِهَا طَلَبًا لِلاخْتِصَارِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (6/ 735)، ومختصر المزني (ص 280)، والحاوي الكبير (11/ 79)، ونهاية المطلب (15/ 36)، والمجموع (19/ 198). (¬3) انظر: المبسوط (7/ 40)، وتحفة الفقهاء (2/ 223)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 16)، وفتح القدير (4/ 252). (¬4) سورة النور (آية: 8). (¬5) الأم للشافعي (6/ 340). (¬6) في (م): "أخرجناها".

مسألة (477): وشهادة الزوج لا تقبل على امرأته بالزنا

مَسْأَلَةٌ (477): وَشَهَادَةُ الزَّوْجِ لَا تُقْبَلُ عَلَى امْرَأَتِهِ بِالزِّنَا (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا مَقْبُولَةٌ (¬2). [4558] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ الْغَازِي، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ سَوَاءٍ وَابْنَ أَبِي عَدِيٍّ وَيزِيدَ بْنَ هَارُونَ، جَمِيعًا يَقُولُونَ: ثنا سَعِيدٌ (¬4)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ فِي أَرْبَعَةٍ شَهِدُوا عَلَى امْرَأَةٍ بِالزِّنَا أَحَدُهُمْ زَوْجُهَا، قَالَ: يُلَاعِنُ الزَّوْجُ، وَيُحَدُّ الثَّلَاثَةُ (¬5). [4559] سمعت أَبَا حَفْصٍ يَقُولُ: وَسَمِعْتُ (¬6) عَبْدَ الْأَعْلَى يَقُولُ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 745)، ومختصر المزني (ص 284)، والحاوي الكبير (11/ 135)، ونهاية المطلب (15/ 121)، والمجموع (23/ 101). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 54)، وبدائع الصنائع (3/ 240)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (5/ 5). (¬3) في النسخ: "أبو الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر تاريخ الإسلام (7/ 293). (¬4) هو: ابن أبي عروبة. (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 507) عن سعيد. (¬6) في (م): "سمعت" بدون حرف العطف.

[4559 (م)] قال: وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُهُ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ، فَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: هَذَا مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِ سَعِيدٍ، وَمِنْ عُتُقِ (¬1) حَدِيثِهِ. * * * ¬

_ (¬1) كذا، وفي المختصر: "عتيق".

مسألة (478): ونسب ولد الأمة لاحق إذا أقر بوطئها دون الدعوة

مَسْأَلَةٌ (478): وَنَسَبُ وَلَدِ الْأَمَةِ لَاحِقٌ إِذَا أَقَرَّ بِوَطْئِهَا دُونَ الدِّعْوَةِ (¬1) (¬2). وَقَالَ أبُو حَنِيفَةَ: لَا يَلْحَقُ نَسَبُهُ إِلَّا بالْإِقْرَارِ (¬3). [4560] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ (¬4) إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - منْ مَارِيَةَ جَارِيَتِهِ (¬5) كَادَ يَقَعُ فِي [نَفْسِ] (¬6) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْهُ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ (¬7). فِي هَذَا - إِنْ ثَبَتَ - دَلَالَةٌ عَلَى ثُبُوتِ النَّسَبِ بِفِرَاشِ (¬8) الْأَمَةِ. ¬

_ (¬1) الدِّعوة بكسر الدال: الدَّعوى في النسب. (¬2) انظر: الأم (8/ 633)، والحاوي الكبير (11/ 153)، والمجموع (19/ 156)، ومغني المحتاج (3/ 541). (¬3) انظر: المبسوط (17/ 135)، وبدائع الصنائع (3/ 247)، والبناية شرح الهداية (6/ 95)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (4/ 293). (¬4) في (ع): "أنه سما ولدا"، وفي (م): "أنه سماه ولدا"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (15/ 482). (¬5) قوله: "جاريته" ليس في (م). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير والمختصر. (¬7) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 449) عن عثمان بن صالح. (¬8) في السنن الكبير: "لفراش".

[4561] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَا: ثنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3). [4562] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: اخْتَصَمَ سَعْدُ (¬4) بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ (¬5) بْنُ زَمْعَةَ فِي غُلَامٍ، فَقَالَ سَعْدٌ: هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ أَخِي عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، [عَهِدَ] (¬6) إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ، انْظُرْ شَبَهَهُ. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: هَذَا أَخِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِنْ وَلِيدَتِهِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى شَبَهِهِ، فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ، فَقَالَ لَهُ: "هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلعَاهِرِ الْحَجَرُ، احْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ بِنْتَ زَمْعَةَ". قَالَتْ: فَلَمْ يَرَ سَوْدَةَ قَطُّ. ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2/ 107). (¬2) صحيح مسلم (4/ 171). (¬3) صحيح البخاري (8/ 165). (¬4) في النسخ: "سعيد"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من المختصر. (¬5) في النسخ: "وعبد الله". (¬6) في النسخ: "عبد".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ، عَنِ اللَّيْثِ (¬1). [4563] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَطَئُونَ وَلَائِدَهُمْ ثُمَّ يَعْزِلُونَهُنَّ (¬2)، لَا تَأْتِينِي وَلِيدَةٌ يَعْتَرِفُ (¬3) سَيِّدُهَا أَنْ قَدْ أَلَمَّ بِهَا، إِلَّا أَلْحَقْتُ بِهِ وَلَدَهَا، فَاعْزِلُوا بَعْدُ أَوِ اتْرُكُوا (¬4). [4564] قال: وَأَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي إِرْسَالِ الْوَلَائِدِ يُوطَأْنَ، بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ (¬5). [4565] أخبرنا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأدَمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬6) بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَنْ أَقَرَّ بِجِمَاعِ أَمَتِهِ فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ فَهُوَ مِنْهُ (¬7). وَلَهُمْ مَا ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِيمَا: ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (8/ 156)، وصحيح مسلم (4/ 171). (¬2) في النسخ وبعض نسخ أصل الرواية: "يعزلوهن"، والمثبت من النسخة (م) من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "تعرف"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (15/ 483). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 633). (¬5) المصدر السابق (8/ 634). (¬6) في (ع): "الحسين بن عبيد الله بن عبد الله"، وقوله: "بن عبيد الله" ليس في (م)، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (6/ 383). (¬7) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 434) من وجه آخر عن عطاء.

[4566] أخبرناه أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: فَهَلْ خَالَفَكَ فِي هَذَا غَيْرُنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعْضُ الْمَشْرِقِيِّينَ (¬1). قُلْتُ: فَمَا كَانَ حُجَّتُهُمْ؟ قَالَ: كَانَ حُجَّتُهُمْ أَنْ قَالُوا: انْتَفَى عُمَرُ مِنْ وَلَدِ جَارِيَةٍ لَهُ، وَانْتَفَى زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ وَلَدِ جَارِيَةٍ لَهُ، وَانْتَفَى ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ وَلَدِ جَارِيَةٍ لَهُ. قُلْتُ: فَمَا كَانَتْ حُجَّتُكَ عَلَيْهِمْ؟ - يَعْنِي جَوَابَكَ - قَالَ: فَأَمَّا عُمَرُ - رضي الله عنه -، فَإِنَّهُ أَنْكَرَ حَمْلَ جَارِيَةٍ أَقَرَّتْ بِالْمَكْرُوهِ، وَأَمَّا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فَإِنَّهُمَا أَنْكَرَا - إِنْ كَانَا فَعَلَا - وَلَدَ جَارِيَتَيْنِ عَرَفَا أَنْ لَيْسَ مِنْهُمَا فَحَلَالٌ لَهُمَا، وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي لَهُمَا فِي الْأَمَةِ، وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي لِزَوْجِ الْحُرَّةِ إِذَا عَلِمَ أَنَّهَا حَبِلَتْ مِنْ زِنًا، أَنْ يَدْفَعَ وَلَدَهَا وَلَا يُلْحِقَ بنَفْسِهِ مَنْ لَيْسَ مِنْهُ (¬2)، وَإِنَّمَا قُلْتُ هَذَا فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، كَمَا تَعَلْمُ الْمَرْأَةُ أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَلَا يَنْبَغِي لَهَا إِلَّا (¬3) الِامْتِنَاعُ مِنْهُ بِجَهْدِهَا، وَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُحَلِّفَهُ (¬4) ثُمَّ يَرُدَّهَا، فَالْحُكْمُ غَيْرُ مَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ اللَّهِ - عز وجل - (¬5). ذَكَرْنَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ بِتَمَامِهَا فِي كِتَابِ الْإِقْرَارِ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "المشرقين"، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "المشرقيين"، والمثبت من الطرة وأصل الرواية. (¬2) في النسخ: "من ليس له منه"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬3) قوله: "إلا" ليس في (م). (¬4) في النسخ: "يخلفه"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬5) الأم للشافعي (8/ 634).

مسألة (479): وإذا غاب الرجل عن امرأته، فبلغها وفاته فاعتدت، ثم نكحت فولدت أولادا، ثم قدم. فرق بينها وبين زوجها الآخر، وألحق الولد بالآخر

مَسْأَلَةٌ (479): وَإِذَا غَابَ الرَّجُلُ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَبَلَغَهَا وَفَاتُهُ فَاعْتَدَّتْ، ثُمَّ نَكَحَتْ فَوَلَدَتْ أَوْلَادًا، ثُمَّ قَدِمَ. فُرِّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا الْآخِرِ، وَأُلْحِقَ الْوَلَدُ بِالْآخِرِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: الْوَلَدُ يُلْحَقُ بِالْأَوَّلِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [4567] أخبرنا أبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ حَمْزَةَ الْهَرَوِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ كَثِيرٍ النَّخَعِيُّ؛ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُرِّ تَزَوَّجَ جَارِيَةً مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهَا: الدَّرْدَاءُ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ أَبُوهَا (¬3)، فَانْطَلَقَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَلَحِقَ بِمُعَاوِيَةَ (¬4)، فَأَطَالَ الْغَيْبَةَ عَنْ أَهْلِهِ، وَمَاتَ أَبُو الْجَارِيَةِ، فَزَوَّجَهَا أَهْلُهَا مِنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: عِكْرِمَةُ، فَبَلَغَ [ذَلِكَ] (¬5) عُبَيْدَ اللَّهِ، فَقَدِمَ فَخَاصَمَهُمْ إِلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمَرْأَةَ وَكَانَتْ حَامِلًا (¬6) مِنْ عِكْرِمَةَ، فَوَضَعَهَا (¬7) عَلَى يَدَيْ عَدْلٍ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 610)، ومختصر المزني (ص 297)، والحاوي الكبير (11/ 320)، ونهاية المطلب (15/ 290)، والمجموع (19/ 443). (¬2) انظر: المبسوط (11/ 37)، ورد المحتار على الدر المختار (3/ 552). (¬3) في النسخ: "أباه"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية ومن المختصر. (¬4) في النسخ: "بعادية". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬6) في (م) بدون: "حاملا". (¬7) في النسخ: "فوضعتها".

فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِعَلِيٍّ: أَنَا أَحَقُّ بِمَالِي أَوْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُرِّ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتِ أَحَقُّ بِذَلِكَ". قَالَتْ: فَاشْهَدُوا أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ لِي عَلَى عِكْرِمَةَ مِنْ شَيْءٍ مِنْ صَدَاقِي فَهُوَ لَهُ. فَلَمَّا وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا رَدَّهَا إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُرِّ، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِأَبِيهِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 179).

كتاب العدد

وَمِنْ كِتَابِ الْعِدَدِ

مسألة (480): الأقراء المحتسب بها هي الأطهار

مَسْأَلَةٌ (480): الْأَقْرَاءُ الْمُحْتَسَبُ بِهَا هِيَ الْأَطْهَارُ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا الْحِيَضُ (¬2). [4568] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ - رضي الله عنه - رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ (¬4)، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ [لَهَا] (¬5) النِّسَاءُ". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 529)، ومختصر المزني (ص 287)، والحاوي الكبير (11/ 163)، ونهاية المطلب (15/ 144)، والمجموع (19/ 401). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 13)، وتحفة الفقهاء (2/ 244)، وبدائع الصنائع (3/ 193)، والهداية في شرح البداية (2/ 274)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 26). (¬3) كتب ناسخ (م) على الطرة: "والصواب: أبو العباس"، قلنا: بل الصواب ما أثبت، فأبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم غير أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، ورواية أبي عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم عن محمد بن عبد الوهاب الفراء كثيرة في مستدرك الحاكم. (¬4) في (م): "يمسك". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ (¬1). وَقَدْ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الطَّلَاقِ (¬2) مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَقَرَأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ (¬3) عِدَّتِهِنَّ) (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّ الْعِدَّةَ الطُّهْرُ دُونَ الْحَيْضِ، وَقَرَأَ: (فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ (¬5) عِدَّتِهِنَّ) وَهُوَ أَنْ تُطَلَّقَ (¬6) طَاهِرًا؛ لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْتَقْبِلُ عِدَّتَهَا، وَلَوْ طُلِّقَتْ حَائِضًا لَمْ تَكُنْ (¬7) مُسْتَقْبِلَةً عِدَّتَهَا إِلَّا بَعْدَ الْحَيْضِ (¬8). وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ - رحمه الله -: قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ" أَيْ: فِيهَا (¬9) كَقَوْلِهِمْ: كُتِبَ هَذَا الْكِتَابُ لِخَمْسٍ (¬10) خَلَوْنَ مِنَ الشَّهْرِ، أَيْ فِي وَقْتٍ خَلَا فِيهِ مِنَ الشَّهْرِ خَمْسُ لَيَالٍ، وَإِذَا كَانَ وَقْتَ الطَّلَاقِ الطُّهْرُ ثَبَتَ أَنَّهُ مَحَلُّ الْعِدَّةِ (¬11). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 41)، وصحيح مسلم (4/ 179). (¬2) حديث رقم (4345). (¬3) في (م): "قبل"، وفي صحيح مسلم: "في قبل". (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 183). (¬5) في (م): "قبل". (¬6) في النسخ: "يطلق"، والمثبت من أصل النقل، والمختصر. (¬7) في النسخ: "يكن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬8) الأم للشافعي (6/ 530). (¬9) في النسخ: "فيما"، والمثبت من المختصر. (¬10) في النسخ: "بخمس"، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر. (¬11) معالم السنن للخطابي (3/ 232).

قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَاللِّسَانُ يَدُلُّ عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ الْقَرْءَ اسْمٌ وُضِعَ لِمَعْنًى، فَلَمَّا كَانَ الْحَيْضُ دَمًا يُرْخِيهِ الرَّحِمُ فَيَخْرُجُ، وَالطُّهْرُ دَمًا يُحْتَبَسُ (¬1) فَلَا يَخْرُجُ، كَانَ مَعْرُوفًا مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ أَنَّ (¬2) الْقَرْءَ الْحَبْسُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: هُوَ يَقْرِي الْمَاءَ فِي حَوْضِهِ وَفِي سِقَايَتِهِ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ: يَقْرِي الطَّعَامَ فِي شِدْقِهِ، يَعْنِي: يَحْبِسُ الطَّعَامَ فِي شِدْقِهِ (¬3). [4569] أخبرنا أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا انْتَقَلَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حِينَ دَخَلَتْ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَتْ: صَدَقَ عُرْوَةُ، وَقَدْ جَادَلَهَا فِي ذَلِكَ نَاسٌ، وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ: {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (¬4)، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: صَدَقْتُمْ، وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْأَقْرَاءُ؟ الْأَقْرَاءُ: الْأَطْهَارُ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ (¬5): سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ فُقَهَائِنَا إِلَّا وَهُوَ يَقُولُ هَذَا. يُرِيدُ الَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "يحتسب"، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر (4/ 276)، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "يحتبس من الحبس". (¬2) في (م): "أنه". (¬3) الأم للشافعي (6/ 530). (¬4) سورة البقرة (آية: 228). (¬5) في النسخ: "قالت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 530).

[4570] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتِ: الْأَقْرَاءُ: الْأَطْهَارُ (¬1). [4571] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، [عَنِ الزُّهْرِيِّ] (¬2)، عَنْ عَمْرَةَ (¬3)، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: إِذَا طَعَنَتِ الْمُطَلَّقَةُ فِي الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ (¬4). [4572] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ [يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ] (¬5) شَيْبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬6). [4573] أخبرنا أبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ وَزَيْدِ بْنِ أَسلَمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ الْأَحْوَصَ هَلَكَ بِالشَّامِ حِينَ دَخَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ، وَقَدْ كَانَ طَلَّقَهَا، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ زَيْدٌ أَنَّهَا إِذَا (¬7) دَخَلَتْ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ (¬8). وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -: إِذَا دَخَلَتْ فِي الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ فَلَا رَجْعَةَ ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 334) عن سفيان. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية، ومعرفة السنن (11/ 181). (¬3) في (م) إلى: "عروة". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 531). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 491). (¬7) قوله: "إذا" ليس في (م). (¬8) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 531)، وزاد بعده وكذا في معرفة السنن (11/ 182): "وبرئ منها، ولا ترثه ولا يرثها".

لَهُ عَلَيْهَا (¬1). وَهُوَ فِي تَفْسِيرِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْقَاضِي. [4574] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَدَخَلَتْ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ وَبَرِئَ مِنْهَا، وَلَا تَرِثُهُ وَلَا يَرِثُهَا (¬2). [4575] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ: إِذَا دَخَلَتِ الْمُطَلَّقَةُ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ فَقَدْ بَانَتْ مِنْ زَوْجِهَا وَلَا مِيرَاثَ بَيْنَهُمَا، وَلَا رَجْعَةَ لَهُ عَلَيْهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ الَّذِي أَدْرَكْتُ [عَلَيْهِ] (¬3) أَهْلَ الْعِلْمَ بِبَلَدِنَا (¬4). [4576] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ التَّمَّارُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، أنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ (¬5) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَشَكَتْ إِلَيْهِ الدَّمَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، فَانْظُرِي إِذَا أَتَى ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (11/ 182). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 531). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير، نسخة الظاهرية (ق 158/ ب). (¬5) في (ع): "بكر".

قَرْؤُكِ فَلَا تُصَلِّي، فَإِذَا مَرَّ (¬1) قَرْؤُكِ فَتَطَهَّرِي، ثُمَّ صَلِّي مَا بَيْنَ الْقَرْءِ إِلَى الْقَرْءِ". وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ قَتَادَةُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ؛ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتُحِيضَتْ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَدَعَ الصَّلَاةَ أيَّامَ أَقْرَائِهَا. وَهَذَا وَهَمٌ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬2)، لَيْسَ هَذَا فِي حَدِيثِ الْحُفَّاظِ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَتْ قَمِيرُ (¬3) عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: الْمُسْتَحَاضَةُ تَتْرُكُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا ثُمَّ تَغْتَسِلُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَهَا أَنْ تَتْرُكَ الصَّلَاةَ قَدْرَ أَقْرَائِهَا. وَرَوَاهُ أبُو بِشْرٍ (¬4) جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتُحِيضَتْ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَرَوَى شَرِيكٌ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُسْتَحَاضَةُ تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرائِهَا ثُمَّ تَغتَسِلُ (¬5) " (¬6). قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ عُرْوَةَ شَيْئًا (¬7). ¬

_ (¬1) في (ع): "أمر". (¬2) كذا دون أن يذكر حديث ابن عيينة، وتمام الكلام كما في سنن أبي داود: "وزاد ابن عيينة في حديث الزهري، عن عمرة، عن عائشة: أن أم حبيبة كانت تستحاض، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرها أن تدع الصلاة أيام أقرائها، وهذا وهم" إلى آخر ما قال. (¬3) في النسخ: "عمير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في النسخ: "أبو بشير"، والمثبت من السابق. (¬5) في أصل الرواية: "ثم تغتسل وتصلي". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 19). (¬7) لم نجد هذا النص في أصل الرواية من سنن أبي داود، لا في نسخة برنستون (ق/ 29)، ولا في النسخة الأزهرية (ق/ 19)، وهو ثابت في رواية اللؤلئي (1/ 204).

قُلْتُ: وَرَوَى الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ. فَأَمَرَهَا أَنْ تَجْتَنِبَ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا (¬1). وَرَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ (¬2) الْكَاتِبُ (¬3)، وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ (¬4)، عَنِ [ابْنِ] أَبِي مُلَيْكَةَ (¬5)، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بِمَعْنَاهُ. وَشَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بِهَذِهِ الْألفَاظِ غَيْرُ مُخَرَّجٍ فِي الصَّحِيحِ؛ لِأَنَّ بَعْضَهَا مَرَاسِيلُ، وَبَعْضَهَا وَهِمَ فِيهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ، وَالصَّحِيحُ (¬6) حَدِيثُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لِأُمِّ حَبِيبَةَ: "امْكُثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ ثُمَّ اغْتَسِلِي". وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَاعَةٌ، وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الْأَقْرَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [4577] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا أَبِي وَإِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالُوا: [ثنا] (¬7) بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 385) من طريق الأعمش مطولًا. (¬2) في (م): "سعيد". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 421). (¬4) تقدم حديثه برقم (1032)، وذكره المؤلف في السنن الكبير (2/ 491). (¬5) في النسخ: "عن أبي مليكة"، وكتب ناسخ (ع) في الطرة: "مليلة"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬6) من قوله: "لأن بعضها مراسيل" إلى هنا ليس في (م). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (2/ 498).

قَالَتْ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَكَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهَا: "امْكُثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ ثُمَّ اغْتَسِلِي". قَالَ: فكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ قُرَيْشٍ (¬1)، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرٍ (¬2). وَهَكَذَا فِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا أَنَّهُ عَبَّرَ بِالْأَقْرَاءِ عَنِ الْحِيَضِ، وَالَّذِي رُوِيَ فِي ذَلِكَ خَارِجَ الصَّحِيحِ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جِهَةِ الرُّوَاةِ، عَبَّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْهُ بِمَا وَقَعَ لَهُ. ثُمَّ قَدْ: [4578] أخبرنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ أبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ: قَدْ أَقْرَأَتِ (¬3) الْمَرْأَةُ إِذَا دَنَا حَيْضُهَا، وَأَقْرَأَتْ إِذَا دَنَا طُهْرُهَا. زَعَمَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدةَ وَالْأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُمَا، قَالَ: وَقَدْ [ذَكَرَ] (¬4) ذَلِكَ الْأَعْشَى فِي شِعْرٍ يَمْدَحُ بِهِ رَجُلًا غَزَا غَزْوَةً غَنِمَ فِيهَا وَظَفِرَ، فَقَالَ: مُوَرِّثَةٍ عِزًّا وَفِي الْحَيِّ رِفْعَةً (¬5) ... لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا فَمَعْنَى الْقُرُوءِ (¬6) هَا هُنَا: الْأَطْهَارُ؛ لِأَنَّهُ ضَيَّعَ أَطْهَارَهُنَّ فِي غَزَاتِهِ وَآثَرَهَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "موسى بن قيس"، والمثبت من صحيح مسلم. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (29/ 133). (¬2) صحيح مسلم (1/ 181). (¬3) في النسخ: "قرأ قرأت"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬5) في السنن الكبير (15/ 499): "مورثة مالا وفي الذكر رفعة". (¬6) في النسخ والمختصر: "القرء"، والمثبت من معرفة السنن (11/ 181).

عَلَيْهِنَّ وَشُغِلَ بِهَا عَنْهُنَّ (¬1). فَذَهَبَ أَبُو عُبَيْدٍ إِلَى أَنَّ اسْمَ الْقَرْءِ وَاقِعٌ عَلَيْهِمَا، وَكَأَنَّهُ فِي الطُّهْرِ أَظْهَرُ لِمَا ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - مِنْ حُكْمِ الِاشْتِقَاقِ؛ وَلِأَنَّ الِاحْتِسَابَ (¬2) بِالطُّهْرِ فِي الْعِدَّةِ أَسْبَقُ إِلَى وُجُودِ مَا (¬3) يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ الْأَقْرَاءِ، فَوَجَبَ أَنْ يُحْكَمَ بِانْقِضَاءِ عِدَّتِهَا، فَمَنْ زَعَمَ [أَنَّهُ] يَجِبُ عَلَيْهَا (¬4) الزِّيَادَةُ [عَلَى] مَا وَقَعَ [عَلَيْهِ] (¬5) اسْمُ ثَلَاثَةِ أَقْرَاءٍ، فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ. [4579] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ (¬6) ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ فِي الْوَاحِدَةِ وَالِاثْنَتَيْنِ (¬7) (¬8). وَهَكَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ (¬9)، عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ (¬10): ¬

_ (¬1) غريب الحديث لأبي عبيد (3/ 253). (¬2) في (م): "الاشتقاق والاحتساب". (¬3) في (ع): "إلى وجود مما"، وفي (م): "إلى وجودها"، والمثبت من المختصر. (¬4) في النسخ: "عليه"، والمثبت من السابق. (¬5) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السابق. (¬6) قوله: "بن" ليس في (م). (¬7) في النسخ "الاثنين"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 455). (¬9) قوله: "عن علقمة" ليس في (م). (¬10) في النسخ: "عمرو وعبد الله"، والمثبت من المختصر.

[4580] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ [أَبِي] (¬1) عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى عُمَرَ فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي طَلَّقَنِي، وَقَدِ انْقَطَعَ الدَّمُ عَنِّي ثَلَاثًا قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللَّهِ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَاهَا امرَأَتَهُ مَا دُونَ أَنْ تَحِلَّ لَهَا الصَّلَاةُ. قَالَ: وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ (¬2). وَرَوَى عِيسَى الْحَنَّاطُ حَدِيثًا مُنْكَرًا لَمْ يَقْبَلْهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ وَهُوَ ضَعِيفٌ. [4581] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ وَذُكِرَ عِيسَى الْحَنَّاطُ فَلَمْ يَرْضَهُ، وَذَكَرَ حِفْظًا سَيِّئًا (¬3)، وَذَكَرَ أنَّهُ حَدَّثَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: السَّيْفُ بِمَنْزِلَةِ الرِّدَاءِ (¬4). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "أبي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. وهو: محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (9/ 369). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 316) عن سفيان، ومن طريقه أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 375). تنبيه: سقط اسم "علقمة" من مطبوعة المصنف، وهو ثابت كما في المعجم عن عبد الرزاق برواية الدبري، وكما عندنا. (¬3) في النسخ: "شيئا"، والمثبت من الجرح والتعديل الضعفاء للعقيلي (3/ 283). (¬4) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 289) من طريق أبي الحسين الغازي به. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 284) من طريق محمد بن عيسى. وابن عدي في الكامل (8/ 232) عن محمد بن الحسن، كلاهما عنه به.

قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَسَمِعْتُ وَكِيعًا يُحَدِّثُ بِأَشَرَّ مِنْ هَذَا، يَقُولُ: حَدَّثَنَا عِيسَى الْحَنَّاطُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمْ قَالُوا: هُوَ أَحَقُّ بِهَا مَا لَمْ تَغْتَسِلْ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَعَدَّ ثَلَاثَةَ عَشَرَ إِنْسَانًا (¬1) (¬2). [4582] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، ثنا وَهْبٌ - يَعْنِي: ابْنَ جَرِيرٍ - ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي مُوسَى - رضي الله عنهم -؛ فِي الرَّجُلِ يُطَلِّقُ، فَتَحِيضُ ثَلَاثَ حِيَضٍ، فَيُرَاجِعُهَا قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ، قَالَ: هُوَ أَحَقُّ بِهَا مَا لَمْ تَغْتَسِلْ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ (¬3). هُوَ مُرْسَلٌ؛ الْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ. [4583] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، قَالَا (¬4): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (¬5)، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ثَلَاثَ حِيَضٍ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 232). (¬2) زاد بعده في النسخ: "الخبر في الجزء". (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 332) من طريق يونس عن الحسن عن أبي موسى. وأخرجه الطبري في التفسير (4/ 90) من طريق يونس عن الحسن عن عمر. وأخرجاه من طريق آخر عن عمر وعبد الله بن مسعود. (¬4) في النسخ "قال"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "قالا". (¬5) سورة البقرة (آية: 228). (¬6) أخرجه الطبري في التفسير (4/ 88) من طريق حجاج.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ إِلَى أَنَّ الْعِرَاقِيِّينَ خَالَفُوا الْإِجْمَاعَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؛ لِأَنَّ الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ الْأَقْرَاءَ الْحِيَضُ، زَعَمُوا أَنَّهَا لَا تَبْرَأُ (¬1) حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ وَتَحِلَّ [لَهَا] (¬2) الصَّلَاةُ، وَهُمْ يَقُولُونَ: إِذَا فَرَّطَتْ فِي الْغُسْلِ حَتَّى يَذْهَبَ وَقْتُ الصَّلَاةِ (¬3)، فَقَدْ حَلَّتْ وَهِيَ لَمْ تَغْتَسِلْ وَلَمْ تَحِلَّ لَهَا الصَّلَاةُ. وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ إِلَى أَنْ قَالَ: وَلَا يَعْدُو أَنْ يَكُونَ الْأَقْرَاءُ الْأَطْهَارَ، كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -، وَالنِّسَاءُ بِهَذَا أَعْلَمُ؛ لِأَنَّهُ فِيهِنَّ لَا فِي الرِّجَالِ، أَوْ يَكُونَ الْحِيَضَ، فَإِذَا جَاءَتْ بِثَلَاثِ حِيَضٍ حَلَّتْ، وَلَا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ لِلْغُسْلِ مَعْنًى يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَلَسْتُمْ تَقُولُونَ بِوَاحِدٍ مِنَ الْقَوْلَيْنِ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "ترى"، والمثبت من المختصر. (¬2) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت من السابق. (¬3) في المختصر ومعرفة السنن (11/ 184): "وقت صلاة".

مسألة (481): وعدة من تباعد حيضها تنقضي بالأشهر قبل بلوغ سن الإياس، على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (481): وَعِدَّةُ مَنْ تَبَاعَدَ حَيْضُهَا تَنْقَضِي بِالْأَشْهُرِ (¬1) قَبْلَ بُلُوغِ سِنِّ الْإِيَاسِ، عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَنْقَضِي مَا لَمْ تَبْلُغْ (¬3) سِنَّ الْإِيَاسِ (¬4). وَهُوَ الْقَوْلُ (¬5) الْآخَرُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ مِنَ الْمَذْهَبِ (¬6). فَوَجْهُ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ مَا: [4584] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: أَيُّمَا امْرَأَةٍ طُلِّقَتْ فَحَاضَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ ثُمَّ رُفِعَتْهَا (¬7) حَيْضَةٌ، فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَإِنْ بَانَ حَمْلٌ فَذَاكَ، وَإِلَّا اعْتَدَّتْ بَعْدَ التِّسْعَةِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "الأشهر"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الحاوي الكبير (11/ 188)، ونهاية المطلب (15/ 158)، والمجموع (19/ 409). (¬3) في النسخ: "ولم يبلغ"، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: المبسوط (6/ 11)، وتحفة الفقهاء (2/ 248)، وبدائع الصنائع (3/ 195)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 193). (¬5) في النسخ: "قول"، والمثبت من المختصر. (¬6) انظر: الأم (6/ 536)، ومختصر المزني (ص 288)، والحاوي الكبير (11/ 187)، ونهاية المطلب (15/ 158)، والمجموع (19/ 409). (¬7) أي: انقطعت حيضتها.

ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ حَلَّتْ (¬1). [4585] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَضَى عُمَرُ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي يُطَلِّقُهَا زَوْجُهَا تَطْلِيقَةً، ثُمَّ تَحِيضُ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ، ثُمَّ يُرْفَعُهَا (¬2) حَيْضُهَا لَا تَدْرِي مَا الَّذِي رَفَعَهَا (¬3) أَنَّهَا تَرَبَّصُ بِنَفْسِهَا مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِنِ اسْتَبَانَ حَمْلٌ، فَهِيَ حَامِلٌ، وَإِنْ مَرَّتْ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ وَلَا حَمْلَ بِهَا، اعْتَدَّتْ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ قَدْ حَلَّتْ (¬4). وَوَجْهُ قَوْلِهِ (¬5) الصَّحِيحِ مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ مَا: [4586] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ جَدِّهِ هَاشِمِيَّةٌ وَأَنْصَارِيَّةٌ، فَطَلَّقَ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ (¬6)، فَمَرَّتْ بِهَا سَنَةٌ، ثُمَّ هَلَكَ وَلَمْ تَحِضْ، فَقَالَتْ: أَرِثُهُ، لَمْ أَحِضْ. فَاخْتَصَمُوا إِلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه -، فَقَضَى لِلْأَنْصَارِيَّةِ بِالْمِيرَاثِ، فَلَامَتِ الْهَاشِمِيَّةُ عُثْمَانَ، فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ ابْنِ عَمِّكِ أَشَارَ عَلَيْنَا بِهَذَا. يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 539). (¬2) في النسخ: "ترفعها"، والمثبت من السنن الصغرى للمؤلف (3/ 90). (¬3) بعده في النسخ: "له"، ولعلها مقحمة. (¬4) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 1074) من طريق يحيى بن سعيد مختصرًا. (¬5) في النسخ: "قول"، والمثبت من المختصر. (¬6) في النسخ: "ترتضع"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "ترضع"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 537).

[4587] أخبرناه [أَبُو] (¬1) أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ (¬2)، فَذَكَرَهُ بِنَحْوٍ مِنْهُ (¬3) (¬4). [4588] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (¬5)، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ (¬6) لَهُ: حَبَّانُ بْنُ مُنْقِذٍ - طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ، وَهِيَ تُرْضِعُ ابْنَتَهُ، فَمَكَثَتْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا لَا تَحِيضُ، يَمْنَعُ (¬7) الرَّضَاعُ أَنْ تَحِيضَ، ثُمَّ مَرِضَ حَبَّانُ بَعْدَ أَنْ طَلَّقَهَا بِسَبْعَةِ (¬8) أَشْهُرٍ أَوْ ثَمَانِيَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ امْرَأَتَكَ تُرِيدُ أَنْ تَرِثَ. فَقَالَ لِأَهْلِهِ: احْمِلُونِي إِلَى عُثْمَانَ. فَحَمَلُوهُ إِلَيْهِ، فَذَكَرَ شَأْنَ امْرَأَتِهِ، وَعِنْدَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ - رضي الله عنهما -، فَقَالَ لَهُمَا عُثْمَانُ: مَا تَرَيَانِ؟ فَقَالَا: نَرَى أَنَّهَا تَرِثُهُ إِنْ مَاتَ، وَيَرِثُهَا إِنْ مَاتَتْ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مِنَ الْقَوَاعِدِ اللَّائِي قَدْ يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ، وَلَيْسَتْ مِنَ الْأَبْكَارِ (¬9) اللَّائِي لَمْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (9/ 44). (¬2) هو: محمد بن يحيى بن حبان. (¬3) في (م): "بنحوه منه". (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير، نسخة الظاهرية (ق 157/ ب). (¬5) وكذا في المختصر والسنن الكبير (15/ 504)، وفي أصل الرواية: "عبد الله بن أبي بكرة". (¬6) في (ع): "فقال". (¬7) في أصل الرواية والمختصر: "يمنعها". (¬8) في النسخ: "سبعة"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬9) في (م): "أبكار".

يَبْلُغْنَ الْمَحِيضَ، ثُمَّ هِي عَلَى عِدَّةِ حَيْضِهَا مَا كَانَ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ. فَرَجَعَ حَبَّانُ إِلَى أَهْلِهِ وَأَخَذَ ابْنَتَهُ، فَلَمَّا فَقَدَتِ الرَّضَاعَ حَاضَتْ حَيْضَةً، ثُمَّ حَاضَتْ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ تُوُفِّيَ حَبَّانُ قَبْلَ أَنْ تَحِيضَ الثَّالِثَةَ، فَاعْتَدَّتْ عِدَّةَ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا وَوَرِثَتْهُ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا إِنَّمَا وَرَدَ فِيمَنْ تَأَخَّرَ حَيْضُهَا بِعَارِضٍ، فَهِيَ تَنْتَظِرُ رُؤْيَةَ الدَّمِ، وَلَا تَنْتَقِلُ إِلَى الْأَشْهُرِ بِلَا خِلَافٍ. وَرَوَى سُفْيَانُ، ثنا حَمَّادٌ، وَالْأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ؛ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ حَاضَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ، ثُمَّ ارْتَفَعَ حَيْضُهَا سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ ثَمَانِيَةَ، ثُمَّ مَاتَتْ، فَجَاءَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فَسَأَلَهُ فَقَالَ: حَبَسَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِيرَاثَهَا. فَوَرَّثَهُ مِنْهَا (¬2). [4589] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ. (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 537). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 348) عن منصور به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 342) من طريق سفيان الثوري به، إلا أنه قال: "ارتفعت حيضتها ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا". (¬3) قال الناسخ: "قال: هذه الأحاديث ليست من المسألة، وقد سمعناها وهي كانت على ظهر الجزء وأثبتها لأنها تليق بمسائل عدة وهي". اهـ، ولعل هذا كلام راوي الكتاب، وهذه الأحاديث مروية من خلال تتبع الأسانيد عن أبي عبد الله الحاكم عن أبي الوليد الفقيه عن الحسن بن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة. وعن الحاكم عن أبي الوليد عن محمد بن أحمد بن زهير عن عبد الله بن هاشم. وعن الحاكم عن أبي الوليد عن مسدد بن قطن، وتنتهي بنهاية المسألة.

[4590] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، عَنْ عَلِيٍّ (¬1) قَالَ: عِدَّةُ الْأَمَةِ حَيْضَتَانِ (¬2)، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَحِيضُ، فَشَهْرٌ وَنِصْفٌ (¬3). [4591] وبإسناده، ثنا أبُو بَكْرٍ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: عِدَّةُ الْأَمَةِ حَيْضَتَانِ (¬4) إِنْ كَانَتْ تَحِيضُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَحِيضُ، فَشَهْرٌ وَنِصْفٌ (¬5). [4592] قال: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا هُدْبَةُ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا، قَالَ: فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ عِدَّةَ حُرَّةٍ (¬6). [4593] حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ (¬7)، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ (¬8)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا نَقَلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بَعْدَ سَبْعٍ (¬9). ¬

_ (¬1) كذا في النسخ، فإن لم يكن هناك سقط فلعله علقه عن الحاكم، وإن كان ثم سقط وهو ما أظنه لأنه روى بعده بنفس الإسناد إلى أبي بكر بن أبي شيبة وقال: "وبإسناده" فيدل ذلك على أنه روى بإسناده إلى أبي بكر، ومما يؤيد ذلك ما في المختصر، قال: "ورووا عن الحسن عن علي" وذكره، ومما يؤكد ذلك أيضًا أن أبا بكر بن أبي شيبة قد رواه في المصنف، فقال: "حدثنا علي بن مسهر عن سعيد عن حبيب المعلم عن الحسن عن علي" فذكره، وقد ذكرنا قبلُ الأسانيد التي يروى بها هذه الأحاديث المضافة. (¬2) في النسخ: "حيضان"، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 101). (¬4) في (ع): "حيضان". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 101) من طريق عبدة بن سليمان. (¬6) أخرجه أحمد في المسند (2/ 622) من طريق همام بنحوه. ومن طريق هدبة بن خالد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 308) به مطولا، ولم يذكر فيه: "عدة حرة". (¬7) قوله: "ابن سفيان" ليس في (ع). (¬8) في (م): " فراش". (¬9) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 123).

[4594] حدثنا الْحَسَنُ، ثنا أبُو بَكْرٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: نَقَلَ عَلِيٌّ أُمَّ كُلْثُومٍ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ، وَنَقَلَتْ عَائِشَةُ أُخْتَهَا حِينَ اسْتُشْهِدَ (¬1) طَلْحَةُ - رضي الله عنه - (¬2). [4595] حدثنا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَدَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نِسْوَةً مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ حِينَ (¬3) قُتِلَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي بَعْض تِلْكِ الْمَيَاهِ (¬4). [4596] حدثنا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، [عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ] (¬5)، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ رَدَّا (¬6) نِسْوَةً حَوَاجَّ (¬7) وَمُعْتَمِرَاتٍ حَتَّى اعْتَدَدْنَ فِي بُيُوتِهِنَّ (¬8). [4597] حدثنا الحَسَنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَخْرُجُ (¬9). [4598] وعن ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا: تَخْرُجُ (¬10). ¬

_ (¬1) قوله: "استشهد" ليس في (ع)، وفي أصل الرواية: "قتل". (¬2) المصدر السابق (10/ 123). (¬3) قوله: "حين" ليس في (ع)، وفي مصنف ابن أبي شيبة: "حاجات". (¬4) المصدر السابق (10/ 117). (¬5) ما بين المعقوفين ليس بالنسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬6) في النسخ: "رد". (¬7) في النسخ: "حجاج". (¬8) المصدر السابق (8/ 504). (¬9) المصدر السابق (10/ 123). (¬10) المصدر السابق (10/ 123).

[4599] حدثنا الْحَسَنُ، [ثنا] (¬1) أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ مُسَيْكَة (¬2)، أَنَّ امْرَأَةً زَارَتْ أهْلهَا وَهِيَ فِي عِدَّةٍ، فَتَمَخَّضَتْ (¬3) عِنْدَهُمْ، فَبَعَثُونِي (¬4) إِلَى عُثْمَانَ بَعْدَمَا صَلَّى الْعِشَاءَ وَأَخَذَ مَضْجَعَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانَةَ زَارَتْ أَهْلَهَا فِي عِدَّتِهَا، وَهِيَ تَمَخَّضُ (¬5). قَالَتْ: فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُحْمَلَ إِلَى بَيْتِهَا فِي تِلْكَ الْحَالِ (¬6). [4600] قال (¬7): وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، ثنا أَبُّو بَكْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا لِلْمُطَلَّقَاتِ ثَلَاثًا، وَللْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَنْ يَحْجُجْنَ (¬8) فِي عِدَّتِهِنَّ (¬9). [4601] قال (¬10): ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمُ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا وَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا يَحْجُجْنَ (¬11) فِي عِدَّتِهِنَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ حَبِيبٌ: فَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ (¬12). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الأسانيد التي قبله. (¬2) في (م): "سكينة"، وفي أصل الرواية: "عن أمه مسيكة". (¬3) في النسخ: "فمحضت"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬4) في النسخ: "فبعثوا". (¬5) في النسخ: "محيض". (¬6) المصدر السابق (10/ 120). (¬7) قوله: "قال" ليس في (م). (¬8) في (م): "يحجبن"، وكتب الناسخ في الطرة: "يحججن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬9) المصدر السابق (10/ 118). (¬10) أي: الحسن بن سفيان. (¬11) في (م): "يحجبن". (¬12) المصدر السابق (8/ 503).

قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا إِذَا خَرَجْنَ إِلَى السَّفَرِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهُنَّ أَوْ طَلَّقَهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ يَخْرُجْنَ. [4602] قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ يَقُولَانِ: لَا تَنْتَقِلُ (¬1). [4603] قال (¬2): وَحَدَّثَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ (¬3)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ (¬4)، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ. وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَحَجَّتْ (¬5) أُمَّ كُلْثُومٍ فِي عِدَّتِهَا (¬6). [4604] قال (¬7): وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ (¬8)، ثنا الْوَلِيدُ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: إِنِّي حُدِّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهَا قَالَتْ: لَا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظُلَيْلِ مِغْزَلٍ. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ؟ هَذِهِ جَارَتُنَا (¬9) امْرَأَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ امْرَأَةُ صِدْقٍ، وَلَدَتْ ثَلَاثَةَ أَوْلَادٍ فِي ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ (¬10). [4605] حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرُويَهْ، ثنا إِسْحَاقُ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (10/ 122). (¬2) لعله: أبو الوليد الفقيه، فقد روى البيهقي عن الحاكم عنه بهذا الإسناد كثيرا. (¬3) هو: محمد بن أحمد بن زهير. له ترجمة في تاريخ الإسلام (7/ 328). (¬4) هو: عبد الله بن هاشم بن حيان. له ترجمة في تهذيب الكمال (16/ 237). (¬5) في (م): "احتجبت". (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 503)، (10/ 118) عن وكيع. (¬7) هو: أبو الوليد الفقيه، كما سبق. (¬8) في (م): "أسيد". (¬9) في النسخ: "جاريتنا"، والمثبت من المختصر. (¬10) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 500) من طريق داود بن رشيد بنحوه.

جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: الرَّجُلُ يُطَلِّقُ [الْمَرْأَةَ]، فَتَعْتَدُّ بَعْضَ عِدَّتِهَا، ثُمَّ يُرَاجِعُهَا فِي عِدَّتِهَا [وَطَلَّقَهَا] (¬1) وَلَمْ يَمَسَّهَا، مِنْ أَيِّ [يَوْمٍ] (¬2) تَعْتَدُّ؟ قَالَ: تَعْتَدُّ بَاقِيَ عِدَّتِهَا، وَتَلَا: {ثُمَّ (¬3) طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} (¬4) قَالَ - يَعْنِي ابْنَ جُرَيْجٍ -: وَأَقُولُ أَنَا: ذَلِكَ فِي النِّكَاحِ، وَهَذَا ارْتِجَاعٌ (¬5). [4606] وحدثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنَا إِسْحَاقُ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُولُ: مِنْ يَوْمَ طَلَّقَهَا (¬6). وَعَبْدُ الْكَرِيمِ، وَحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ (¬7)، وَطَاوُسٌ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ ذَلِكَ (¬8). [4607] حدثنا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ؛ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، فَحَاضَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ فِي سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ لَمْ تَحِضِ الثَّالِثَةَ حَتَّى مَاتَتْ، فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَبَسَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِيرَاثَهَا. وَوَرَّثَهُ مِنْهَا (¬9). [4608] حدثنا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬2) في النسخ: "من أين". (¬3) في النسخ: "وإن". (¬4) سورة الأحزاب (آية: 49). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 307). (¬6) في أصل الرواية: "تعتد من يوم يطلقها". (¬7) في النسخ: "وحسن بن صالح"، والمثبت من المصدر السابق، وهو: الحسن بن مسلم بن يناق. له ترجمة في تهذيب الكمال (6/ 325). (¬8) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 306). (¬9) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 147).

سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ بِالْحِيَضِ (¬1) وَإِنْ طَالَتْ. قَالَ حَفْصٌ: فَذَكَرَ السَّنَةَ وَأَكْثَرَ (¬2). [4609] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ نُفَسَاءُ، لَمْ تَعْتَدَّ بِدَمِ نِفَاسِهَا فِي عِدَّتِهَا. أَوْ قَالَ: فِي قُرْئِهَا (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "الحيض"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) المصدر السابق (10/ 145). (¬3) المصدر السابق (10/ 94) من طريق وكيع.

مسألة (482): والحامل تحيض على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (482): وَالْحَامِلُ تَحِيضُ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا لَا تَحِيضُ (¬2). [4610] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا بَحْرٌ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ تُسْتَحَاضُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ أَبَدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلَاةَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا (¬3) فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي". ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 558)، ومختصر المزني (ص 289)، والحاوي الكبير (11/ 198)، ونهاية المطلب (1/ 443)، وفتح العزيز شرح الوجيز (1/ 357)، والمجموع (2/ 384). (¬2) انظر: المبسوط (3/ 149)، وبدائع الصنائع (1/ 42)، والهداية شرح البداية (1/ 36)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 67). (¬3) في النسخ: "قذرها" بالذال المعجمة، والمثبت من موطأ الإمام مالك رواية يحيى (1/ 106) ومن صحيح البخاري (1/ 69).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ هِشَامٍ (¬2). [4611] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ، أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا (¬3) كَانَ دَمُ الْحَيْضَةِ، فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكِ فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلَاةِ، وَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي، فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ" (¬4). [4612] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُحْتَسِبُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْبُخَارِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ قَاعِدَةً أَغْزِلُ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخْصِفُ نَعْلَهُ، فَجَعَلَ جَبِينُهُ يَعْرَقُ، وَجَعَلَ عَرَقُهُ يَتَوَلَّدُ نُورًا، فَبُهِتُّ، فَنَظَرَ إِلَيَّ (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ بُهِتِّ؟ ". قُلْتُ: جَعَلَ (¬6) جَبِينُكَ يَعْرَقُ، وَجَعَلَ عَرَقُكَ يَتَوَلَّدُ نُورًا، وَلَوْ رَآكَ أَبُو كَبِيرٍ (¬7) الْهُذَلِيُّ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 68). (¬2) صحيح مسلم (1/ 180). (¬3) في (م): "إن". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (1/ 207)، والنسائي في المجتبى (1/ 383) من طريق محمد بن المثنى. (¬5) قوله: "إلي" ليس في (م). (¬6) في النسخ: "فجعل"، والمثبت من المختصر. (¬7) في (ع): "أبو كثير"، وهو: عامر بن الحليس، أبو كبير الهذلي. انظر ترجمته في الشعر والشعراء لابن قتيبة (2/ 670).

لَعَلِمَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِشِعْرِهِ، قَالَ: "وَ [مَا] (¬1) يَقُولُ أَبُو كَبِيرٍ (¬2)؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: يَقُولُ: وَمُبَرَّأً مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ ... وَفَسَادِ مُرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُغْيِلِ وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ ... بَرَقَتْ كَبَرْقِ الْعَارِضِ الْمُتَهَلِّلِ (¬3) قَالَتْ: فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيَّ وَقَالَ: "جَزَاكِ اللَّهُ يَا عَائِشَةُ خَيْرًا، مَا سُرِرْتِ مِنِّي كَسُرُورِي بِكِ" (¬4). فَفِي هَذَا الْخَبَرِ كَالدَّلَالَةِ عَلَى (¬5) أَنَّ ابْتِدَاءَ الْحَمْلِ قَدْ يَكُونُ فِي حَالِ الْحَيْضِ، وَأَنَّ الْحَيْضَ وَالْحَمْلَ يَجُوزُ اجْتِمَاعُهُمَا حَيْثُ قَالَتْ: وَمُبَرَّأً مِنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ. وَلَمْ يُنْكِرِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَقُلْ: إِنَّ هَذَا لَا يَكُونُ. [4613] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ. وَحَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ وَهْبٍ: أَخْبَرَكَ ابْنُ لَهِيعَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ (¬6) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ أَتُصَلِّي؟ فَقَالَتْ: لَا تُصَلِّي حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهَا الدَّمُ (¬7). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (15/ 515). (¬2) في النسخ: "أبو كثير"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "أبو كبير"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) ديوان الهذليين (2/ 93)، وغبر الحيض: بقاياه. والغيلة: أن يجامع الرجل امرأته وهي مرضع. والعارض: السحاب. (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (15/ 339) من طريق أبي حازم الحافظ. (¬5) قوله: "على" ليس في (م). (¬6) في النسخ والمختصر: "بكر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 516). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (4/ 242). (¬7) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 367) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.

[4614] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: رَوَى إِسْحَاقَ عَنْ (¬1) زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: [إِذَا] (¬2) رَأَتِ الْحَامِلُ الدَّمَ تَكُفُّ عَنِ الصَّلَاةِ (¬3). [4615] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَا يُخْتَلَفُ عِنْدَنَا عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فِي أَنَّ الْحَامِلَ إِذَا رَأَتِ الدَّمَ أَنَّهَا تُمْسِكُ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْهُرَ (¬4). قَوْلُ يَحْيَى: "عِنْدَنَا" أَيْ: عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. كَذَا قَالَ. وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بِخِلَافِهِ (¬5)، احْتَجُّوا بِهِ، وَهُوَ مَا: [4616] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتِ: الْحُبْلَى لَا تَحِيضُ، فَإِذَا رَأَتِ الْحُبْلَى الدَّمَ فَلْتَغْتَسِلْ وَلْتُصَلِّي (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بن"، والمثبت من السنن الكبير. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 516). قال الإمام أحمد بن حنبل كما في مسائل أبي داود له (ص 447): "لم يسمعه يحيى من عمرة". (¬4) أخرجه الدارمي في السنن (5/ 167) من طريق حماد بن زيد. (¬5) زاد في النسخ: "وهو"، ولعلها مقحمة. (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 317)، والدارمي في السنن (5/ 176) من طريق محمد بن راشد.

تَابَعَهُ مَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ: [4617] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّوَّافُ (¬1)، ثنا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلَّالُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ (¬2)، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْهَا فَقَالَتْ: إِنِّي أَحِيضُ وَأَنَا حُبْلَى. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: اغْتَسِلِي وَصَلِّي؛ فَإِنَّ الْحُبْلَى لَا تَحِيضُ (¬3). هَكَذَا رَوَاهُ مَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ الْوَرَّاقُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى (¬4)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ. وَقَدْ (¬5) ضَعَّفَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ هَاتَيْنِ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ عَطَاءٍ. [4618] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمُطَرِّزُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ (¬6). قَالَ هَمَّامٌ: ذَكَرْتُ (¬7) هَذَا الْحَدِيثَ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَأَنْكَرَهُ. [4619] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، ثنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ ¬

_ (¬1) كذا، والذي في مصادر ترجمته: "المعروف بابن الصواف"، انظر تاريخ بغداد (2/ 115). (¬2) قوله: "عن عطاء" ليس في (م). (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 367)، والدارقطني في السنن (1/ 407) عن ابن المبارك بنحوه. (¬4) قوله: "موسى" ليس في (ع). (¬5) في (م): "قد". (¬6) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (10/ 424) عن حجاج. (¬7) في (م): "كنت ذكرت".

حَدِيثِ هَمَّامٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ (¬1)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْحَامِلُ لَا تَحِيضُ، إِذَا [رَأَتِ] (¬2) الدَّمَ صَلَّتْ (¬3) (¬4). قَالَ: كَانَ يَحْيَى - يَعْنِي الْقَطَّانَ - يُضَعِّفُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَمَطَرًا عَنْ عَطَاءٍ. يَعْنِي: كَانَ يُضَعِّفُ رِوَايَتَهُمَا عَنْ عَطَاءٍ. [4620] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ (¬5) مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُبَيْدَةَ بْنَ الطَّيِّبِ (¬6) يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ يَقُولُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا تَقُولُ فِي الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ؟ فَقُلْتُ: تُصَلِّي، وَاحْتَجَجْتُ بِخَبَرِ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ (¬7): فَقَالَ أَحْمَدُ: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ خَبَرِ الْمَدَنِيِّينَ! خَبَرِ أُمِّ عَلْقَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ أَصَحُّ. قَالَ إِسْحَاقُ: فَرَجَعْتُ إِلَى قَوْلِ أَحْمَدَ (¬8). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَأَمَّا رِوَايَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَطَاءٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ رَاشِدٍ يَتَفَرَّدُ بِهَا عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ضَعِيفٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ مِنْ قَوْلِهِ: ¬

_ (¬1) قوله: "عن عطاء" ليس في المطبوع من أصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) قوله: "صلت" ليس في (م). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 203). (¬5) قوله: "أبا بكر" ليس في (ع). (¬6) وكذا في السنن الكبير، ونقل مغلطاي من تاريخ الحاكم في ترجمة إسحاق بن راهويه شيوخه وتلاميذه، فكان فيمن نقل من تلاميذه: "عَبدة بن الطيب". الإكمال لمغلطاي (2/ 70). (¬7) قوله: "قال" ليس في (م). (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 519)، وذكره قوام السنة في سير السلف الصالحين (ص 1078) عن إسحاق بن إبراهيم.

[4621] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْجَوَّابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ، قَالَ: هِيَ بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَحَاضَةِ (¬1). [4622] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُوسَى، عَنْ (¬2) حَمَّادٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا رَأَتِ الْحَامِلُ الدَّمَ، فَإِنَّهَا تَتَوَضَّأُ وَتُصَلِّي وَلَا تَغْتَسِلُ (¬3). قَالَ أَبُو بَكْرٍ: [فَدَلَّ] هَذَا عَلَى وَهْنِ خَبَرِ عَطَاءٍ الْمُتَقَدِّمِ فِي الْغُسْلِ؛ لِأَنَّ الْخَبَرَ لَوْ كَانَ عِنْدَهُ صَحِيحًا لَمَا خَالَفَهُ. يَعْنِي: [فِي] (¬4) الْغُسْلِ. [4623] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا جَدِّي، ثنا عَمْرُو (¬5) بْنُ عَوْنٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ (¬6)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، يَرْفَعُهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي سَبَايَا أَوْطَاسٍ (¬7): "لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ، وَلَا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً" (¬8). وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ شَرِيكٍ وَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬9). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي في السنن (5/ 180) عن ابن جريج بنحوه. (¬2) في النسخ: "بن"، والمثبت هو الموافق لكتب الرجال والأسانيد؛ وموسى هو: ابن إسماعيل التبوذكي عن حماد، هو ابن سلمة، عن حجاج، هو ابن أرطاة. (¬3) المصدر السابق (5/ 173) من طريق حجاج. (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬5) في النسخ: "عمر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) في النسخ: "الوزان"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) أوطاس: واد في ديار هوازن، وهو موضع حرب حنين، وقيل: إن وادي أوطاس غير وادي حنين. (¬8) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 385). (¬9) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (11/ 225).

مسألة (483): وتعتد الأمة الصغيرة والآيسة بشهرين، على أصح القولين، أو بثلاثة أشهر، على القول الثاني

مَسْأَلَةٌ (483): وَتَعْتَدُّ الْأَمَةُ الصَّغِيرَةُ وَالْآيِسَةُ بِشَهْرَيْنِ، عَلَى أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ، أَوْ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، عَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ (¬2): تَعْتَدُّ بِشَهْرٍ وَنِصْفٍ (¬3) (¬4). [4624] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ سعِيدٍ، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: عِدَّةُ الْأَمَةِ إِذَا لَمْ تَحِضْ شَهْرَيْنِ (¬5) كَعِدَّتِهَا إِذَا حَاضَتْ حَيْضَتَيْنِ (¬6). مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، وَثَّقَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. [4625] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 551)، ومختصر المزني (ص 291)، والحاوي الكبير (11/ 224)، ونهاية المطلب (15/ 198)، وفتح العزيز شرح الوجيز (9/ 435). (¬2) قوله: "العراقيون" ليس في (ع)، وفي المختصر: "وقال أبو حنيفة". (¬3) في النسخ: "تعتد الشهر ونصف"، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: المبسوط (6/ 15)، وتحفة الفقهاء (2/ 244)، وبدائع الصنائع (3/ 195)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 28). (¬5) في النسخ: "بشهرين"، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 525).

سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ: يَنْكِحُ الْعَبْدُ امْرَأَتَيْنِ، وَيُطَلِّقُ تَطْلِيقَتَيْنِ، وَتَعْتَدُّ الْأَمَةُ حَيْضَتَيْنِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَحِيضُ فَشَهْرَيْنِ، أَوْ شَهْرًا وَنِصْفًا. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ثِقَةً (¬1). [4626] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو (¬2) بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: لَوِ اسْتَطَعْتُ لَجَعَلْتُهَا حَيْضَةً وَنِصْفًا، فَقَالَ رَجُلٌ: فَاجْعَلْهَا شَهْرًا وَنِصْفًا. فَسَكَتَ عُمَرُ (¬3). وَرَوَوْا عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: عِدَّةُ الْأَمَةِ حَيْضَتَانِ (¬4)، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَحِيضُ فَشَهْرٌ وَنِصْفٌ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 552). (¬2) في النسخ: "عمر"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (21/ 547). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 553). (¬4) في (ع): "حيضان". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 101).

مسألة (484): وله في سكنى المتوفى عنها زوجها قولان

مَسْأَلَةٌ (484): وَلَهُ فِي (¬1) سُكْنَى الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: لَا سكْنَى لَهَا (¬2). وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ (¬3). وَالثَّانِي: أَنَّ لَهَا السُّكْنَى. [4627] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبٍ، أَنَّ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَسْأَلُهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهَا فِي بَنِي خُدْرَةَ، فَإِنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْبُدٍ لَهُ أَبَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِطَرَفِ الْقَدُّومِ (¬4) لَحِقَهُمْ فَقَتَلُوهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي، فَإِنَّ زَوْجِي لَمْ يَتْرُكْنِي فِي مَسْكَنٍ يَمْلِكُهُ (¬5)، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "نَعَمْ". فَانْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ دَعَانِي أَوْ أَمَرَ بِي، فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ: "فَكَيْفَ قُلْتِ؟ ". فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ الَّتِي ذَكَرْتُ لَهُ مِنْ شَأْنِ ¬

_ (¬1) قوله: "في" ليس في (ع). (¬2) انظر: الأم (6/ 576)، ومختصر المزني (ص 294)، والحاوي الكبير (11/ 256)، ونهاية المطلب (15/ 217)، وفتح العزيز شرح الوجيز (9/ 497). (¬3) انظر: المبسوط (6/ 33)، وتحفة الفقهاء (2/ 249)، وبدائع الصنائع (3/ 211)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 61). (¬4) بالتخفيف والتشديد، موضع على ستة أميال من المدينة. النهاية (قدم). (¬5) زاد في أصل الرواية: "ولا نفقة".

زَوْجِي، فَقَالَ: "امْكُثِي فِي بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ". قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - أَرْسَلَ إِلَيَّ فَسَأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَاتَّبَعَهُ وَقَضَى بِهِ (¬1). [4628] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، فَذَكَرهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً. [4629] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمَّتَهُ زَيْنَبَ بِنْتَ كَعْبٍ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ فُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكٍ أُخْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَتْ: خَرَجَ زَوْجِي فِي طَلَبِ أَعْبُدٍ لَهُ، فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقَدُّومِ فَقَتَلُوهُ، فَأَتَانِي نَعْيُهُ وَأَنَا فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ مِنْ دُورِ أَهْلِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: إِنَّهُ أَتَانِي نَعْيُ زَوْجِي، وَأَنَا [فِي] (¬2) دَارٍ شَاسِعَةٍ مِنْ دُورِ أَهْلِي، وَلَمْ يَدَعْ لِي نَفَقَةً وَلَا مَالًا، وَلَيْسَ الْمَسْكَنُ لِي، فَلَوْ تَحَوَّلْتُ إِلَى إِخْوَتِي (¬3) وَأَهْلِي كَانَ أَرْفَقَ لِي فِي بَعْضِ شَأْنِي، فَقَالَ: "تَحَوَّلِي". فَلَمَّا خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ أَوِ الْحُجْرَةِ دَعَانِي، أَوْ أَمَرَ بِي فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ: "امْكُثِي فِي الْبَيْتِ الَّذِي أَتَاكِ فِيهِ نَعْيُ زَوْجُكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ". فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثْتُهُ (¬4) (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 575). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "أخواتي"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) زاد بعده في أصل الرواية: "فأخذ به". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 409).

كَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثُمَّ قَالَ: فَلَقِيتُ أَنَا سَعْدَ (¬1) بْنَ إِسْحَاقَ، فَحَدَّثَنِي بِهِ (¬2). وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ (¬3). قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: هَذَا حَدِيثٌ (¬4) صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مِنَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ (¬5) صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مَحْفُوظٌ، وَهُمَا اثْنَانِ: سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهُوَ أَشْهَرُهُمَا، وَإِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ كَعْبٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُمَا جَمِيعًا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَدِ ارْتَفَعَتْ عَنْهُمَا الْجَهَالَةُ (¬6). [4630] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ مُخْتَصَرًا (¬7). [4631] أخبرنا أَبُو [أَحْمَدَ] (¬8) الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا ¬

_ (¬1) في النسخ: "فلقيت أبا سعيد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (15/ 552). انظر تهذيب الكمال (10/ 248). (¬2) أخرج النسائي في المجتبى (6/ 119). (¬3) سيأتي تخريجه. (¬4) قوله: "حديث" ليس في (م). (¬5) قوله: "حديث" ليس في (م). (¬6) المصدر السابق (3/ 410). (¬7) المصدر السابق (3/ 408). (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (15/ 555).

مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَانَ يَرُدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ مِنَ الْبَيْدَاءِ يَمْنَعُهُنَّ مِنَ الْحَجِّ (¬1). وَعَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَا تَبِيتُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا وَلَا الْمَبْتُوتَةُ إِلَّا فِي بَيْتِهَا (¬2). [4632] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ اشْتَكَى فُؤَادَهُ، فَأَتَتْهُ ابْنَتُهُ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا وَتُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَأَرَادَتْ أَنْ تَبِيتَ، فَرَدَّهَا وَكَرِهَ أَنْ تَبِيتَ (¬3) عِنْدَهُ (¬4). [4633] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ [ابْنِ] (¬5) أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَسَخَتْ هَذِهِ عِدَّتَهَا فِي أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، لِقَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} (¬6) (¬7). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ، عَنْ وَرْقَاءَ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير، نسخة الظاهرية (ق 161/ أ). (¬2) المصدر السابق (ق 161/ ب). (¬3) في (ع): "يثبت". (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 366) عن أيوب. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) سورة البقرة (آية: 240). (¬7) أخرجه الحاكم في مستدرك (4/ 113). (¬8) صحيح البخاري (6/ 30).

[4634] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ: تَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ (¬1). [4635] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ (¬2) بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا شِبْلُ (¬3) بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ}، قَالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهَا وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالى: {فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ} (¬4) قَالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ فَنَسَخَ مِنْهُ السُّكْنَى، تَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ شِبْلٍ (¬6). وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا يَصِحُّ: ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 114) عن ابن جريج. (¬2) في النسخ: "الحسين"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 934). (¬3) في النسخ: "شبيل"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (12/ 356). (¬4) سورة البقرة (آية: 240). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 415). (¬6) صحيح البخاري (7/ 60).

[4636] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، ثنا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ (¬1)، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي غَيْرِ بَيْتِهَا إِنْ شَاءَتْ. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يُسْنِدْهُ غَيْرُ أَبِي مَالِكٍ النَّخَعِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَمَحْبُوبٌ هَذَا ضَعِيفٌ أَيْضًا (¬2). [4637] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} (¬3) قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةَ، تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا، وَاجِبٌ ذَلِكَ عَلَيْهَا (¬4)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ} (¬5) قَالَ: جَعَلَ اللَّهُ - عز وجل - لَهَا (¬6) سَبْعَةَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عطاء بن يسار"، والمثبت من أصل الرواية، وكذا هو في رواية الحارثي، مصورة دار الكتب المصرية (ق/ 70). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 488). (¬3) سورة البقرة (آية: 234). (¬4) في النسخ: "علينا"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 556). (¬5) سورة البقرة (آية: 240). (¬6) بعده في البخاري: "تمام السنة".

أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً، إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ} وَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبَة عَلَيْهَا، زَعَمَ ذَلِكَ مُجَاهِدٌ. وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ثُمَّ نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عِدَّتهَا فِي أَهْلِهِ (¬1)، تَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ}. فَقَالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ فِي أَهْلِهِ، وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ} قَالَ عَطَاءٌ: جَاءَ الْمِيرَاثُ فَنَسَخَ السُّكْنَى، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَلَا سُكْنَى لَهَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ شِبْلٍ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ وَرْقَاءَ (¬2). [4638] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ حِكَايَةً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: إِنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ يُرَحِّلُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا لَا يَنْتَظِرُ بِهَا (¬3). [4639] وعن ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَقَلَ عَلِيٌّ أُمَّ كُلْثُومٍ بَعْدَ قَتْلِ عُمَرَ بِسَبْعِ لَيَالٍ (¬4). وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي جَامِعِهِ وَقَالَ: لِأَنَّهَا كَانَتْ فِي دَارِ الْإِمَارَةِ (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) زاد في هذا الموضع في (ع): "تعتد في أهله" ولعلها مقحمة. (¬2) صحيح البخاري (6/ 29). (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف علي وعبد الله، الملحق بالأم (8/ 427). (¬4) المصدر السابق. (¬5) كتب الناسخ على طرة النسخة (م) كلاما يوضح أن دار عمر هي دار الإمارة. (¬6) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (9/ 694) وعزاه لسفيان الثوري في جامعه.

[4640] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَحَجَّتْ أُخْتَهَا فِي عِدَّتِهَا (¬1). [4641] قال: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَتِ الْفِتْنَةُ وَخَوْفُهَا. يَعْنِي حِينَ أَحَجَّتْ أُخْتَهَا فِي عِدَّتِهَا (¬2). [4642] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - كَانَتْ تُخْرِجُ الْمَرْأَةَ وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا مِنْ وَفَاةِ زَوْجِهَا. قَالَ: فَأَبَى ذَلِكَ النَّاسُ إِلَّا خِلَافَهَا، فَلَا تَأْخُذْ بِقَوْلِهَا وَتَدَعْ (¬3) قَوْلَ النَّاسِ (¬4). فَعَلِيٌّ - رضي الله عنه - إِنَّمَا نَقَلَهَا لِكَوْنِهَا فِي دَارِ الْإِمَارَةِ، وَعَائِشَةُ - رضي الله عنها - هَرَبَتْ بِهَا عَنِ الْفِتْنَةِ الَّتِي كَانَتْ بِالْمَدِينَةِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 30) من طريق عطاء. (¬2) المصدر السابق (7/ 30) عن سفيان. (¬3) في السنن الكبير (15/ 558): "فلا نأخذ بقولها وندع". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 29) عن القاسم بن محمد.

مسألة (485): ولا إحداد على المبتوتة في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (485): وَلَا إِحْدَادَ عَلَى الْمَبْتُوتَةِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهَا أَنْ تُحِدَّ (¬2). [4643] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ [أُمِّ] (¬3) عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُحِدُّ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ إِلَّا عَلَى زَوْجِهَا، فَإِنَّهَا تُحِدُّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، وَلَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَمَسُّ طِيبًا". زَادَ (¬4) الزِّيَادِيُّ (¬5) فِي حَدِيثِهِ: "إِلَى أَدْنَى طُهْرَتِهَا إِذَا طَهُرَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا بِنُبْذَةٍ مِنْ قُسْطٍ أَوْ أَظْفَارٍ" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 583)، ومختصر المزني (ص 295)، والحاوي الكبير (11/ 275)، ونهاية المطلب (15/ 245)، وفتح العزيز شرح الوجيز (9/ 492). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 58)، وتحفة الفقهاء (2/ 251)، وبدائع الصنائع (3/ 209)، والهداية في شرح البداية (2/ 278)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 34). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن (11/ 222). (¬4) في (م): "رواه". (¬5) في النسخ: "الروذباري"، والمثبت هو الصواب، فقد رواه البيهقي عنه ثم بيّن أن في طريقه زيادة على طريق الأصبهاني. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 610) من طريق يحيى بن أبي بكير.

فَخَصَّ - صلى الله عليه وسلم - الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا بِأَنَّهَا تُحِدُّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. [4644] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاَخِرِ تُحِدُّ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ؛ فَإِنَّهَا لَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَمْتَشِطُ، وَلَا تَطَيَّبُ، إِلَّا أَدْنَى طُهْرٍ لَهَا، وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ (¬1) ". أَخرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ هِشَامٍ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) العصب: برود يمانية يعصب غزلها - أي يجمع ويشد - ثم يصبغ وينسج فيأتي موشيا لبقاء ما عصب منه أبيض لم يأخذه صبغ، وقيل: هي برود مخططة. النهاية (عصب). (¬2) صحيح البخاري (7/ 60). (¬3) صحيح مسلم (4/ 204).

مسألة (486): وعلى المتوفى عنها زوجها الإحداد، وإن كانت ذمية أو صغيرة

مَسْأَلَةٌ (486): وَعَلَى الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا الْإِحْدَادُ، وَإِنْ كَانَتْ ذِمِّيَّةً (¬1) أَوْ صَغِيرَةً (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا إِحْدَادَ عَلَيْهِمَا (¬3). [4645] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الثَّلَاثَةَ؛ قَالَ: قَالَتْ زَيْنَبُ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ تُوُفِّيَ أَبُو سُفْيَانَ، فَدَعَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِطِيبٍ فِيهِ صُفْرَةٌ - خَلُوقٌ (¬4) أَوْ غَيْرُهُ - فَدَهَنَتْ مِنْهُ جَارِيَةً، ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا (¬5)، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا". ¬

_ (¬1) في النسخ: "ضمية"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (6/ 588)، ومختصر المزني (ص 295)، والحاوي الكبير (11/ 283)، ونهاية المطلب (15/ 246)، وفتح العزيز شرح الوجيز (9/ 493). (¬3) انظر: المبسوط (6/ 59)، وتحفة الفقهاء (2/ 253)، وبدائع الصنائع (3/ 209)، والهداية في شرح البداية (2/ 278)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 35). (¬4) الخَلوف: طِيب مركَّب يُتَّخَذ من الزعفران وغيره. (¬5) في النسخ: "مسحت بعارضها"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 562). والعارضان: الخَدَّان.

وَقَالَتْ زَيْنَبُ: دَخَلْتُ (¬1) عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا عَبْدُ اللَّهِ، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَتْ: مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ عَلى الْمِنْبَرِ: "لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ (¬2) تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا". قَالَتْ زَيْنَبُ: وَسَمِعْتُ أُمِّي أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَهَا، أَفَنَكْحُلُهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: "لَا". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ". قَالَ حُمَيْدٌ: فَقُلْتُ لِزَيْنَبَ: وَمَا تَرْمِي الْبَعْرَةَ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ؟ فَقَالَتْ زَيْنَبُ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشًا، وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا، وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى تَمُرَّ بِهَا سَنَةٌ، ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ؛ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ طَيْرٍ فَتَقْبِصُ بِهِ، فَقَلَّمَا تَقْبِصُ (¬3) بِشَيْءٍ إِلَّا مَاتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعْرَةً فَتَرْمِي بِهَا، ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [يُوسُفَ] (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "دخل"، والمثبت من أصل الرواية والسنن. (¬2) قوله: "أن" ليس في (ع). (¬3) في النسخ هي والتي قبلها: "فتفتض"، والمثبت من أصل الرواية، وسوف يأتي توضيح الشافعي لها. (¬4) الأم للشافعي (6/ 583). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من صحيح البخاري (7/ 59).

يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلَاهُمَا عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَالصَّغِيرَةُ دَاخِلَةٌ فِيهِ، فَهِيَ مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ. [4646] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: الْحِفْشُ: الْبَيْتُ الصَّغِيرُ الذَّلِيلُ مِنَ الشَّعَرِ وَالْبِنَاءِ وَغَيْرِهِ، وَالْقَبْصُ (¬2) أَنْ تَأْخُذَ مِنَ الدَّابَّةِ مَوْضِعًا بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهَا، وَالْقَبْضُ (¬3) الْأَخْذُ بِالْكَفِّ كُلِّهَا (¬4). [4647] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَتْنَا حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ تُحِدَّ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، إِلَّا ثَوْبَ (¬5) عَصْبٍ، وَلَا تَكْتَحِلُ وَلَا تَمَسُّ طِيبًا، إِلَّا إِلَى أَدْنَى طُهْرَتِهَا إِذَا طَهُرَتْ بِنُبْذَةٍ مِنْ قُسْطٍ أَوْ أَظْفَارٍ (¬6) (¬7). [4648] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 202). (¬2) في النسخ: "والتفض"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "والتفيض"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) الأم للشافعي (6/ 585). (¬5) في النسخ: "ولا ثوب"، والمثبت من السنن الكبير (15/ 569)، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "ثوبا معصفرا". (¬6) النبذة: القطعة، والقسط - ويقال فيه: الكست - والأظفار نوعان من البخور. المنهاج (10/ 119). (¬7) أخرجه البخاري في الصحيح (1/ 69) عن هشام بن حسان.

ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي [بُدَيْلُ بْنُ] (¬1) مَيْسَرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ مِنَ الثِّيَابِ، وَلَا الْمُمَشَّقَةَ (¬2)، وَلَا الْحُلِيَّ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَكْتَحِلُ" (¬3). وَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ تَفْصِيلٌ بَيْنَ مُسْلِمَةٍ وَذِمِّيَّةٍ وَصَغِيرَةٍ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ. [4649] أخبرنا ابْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبْيَدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَطَيَّبُ، وَلَا تَخْتَضِبُ، وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا الْبُرْدَ الْعَصْبَ (¬4)، وَلَا تَبِيتُ عَنْ بَيْتِ زَوْجِهَا، وَلَكِنْ تَزُورُ بِالنَّهَارِ (¬5). وَهُوَ عَلَى إِطْلَاقِهِ مِنْ غَيْرِ تَخْصِيصٍ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (15/ 572). (¬2) المعصفر: المصبوغ بالعصفر، والممشقة: المصبوغة بالْمِشق، وهو الطين الأحمر المسمى مَغْرَة. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 612) من طريق يحيى بن أبي بكير. (¬4) في (ع) تقرأ: "الصب". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 141) عن ابن نمير.

مسألة (487): والعدتان من رجلين لا يتداخلان

مَسْأَلَةٌ (487): وَالْعِدَّتَانِ مِنْ رَجُلَيْنِ لَا يَتَدَاخَلَانِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَتَدَاخَلَانِ (¬2). [4650] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - (¬3)، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ (¬4) الْمُسَيَّبِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ طُلَيْحَةَ كَانَتْ تَحْتَ رُشَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، فَطَلَّقَهَا الْبَتَّةَ، فَنَكَحَتْ فِي عِدَّتِهَا، فَضَرَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَضَرَبَ زَوْجَهَا بِالْمِخْفَقَةِ (¬5) ضَرَبَاتٍ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، [ثُمَّ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ فِي عِدَّتِهَا، فَإِنْ كَانَ الزَّوْجُ الَّذِي تَزَوَّجَ بِهَا لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا] (¬6) ثُمَّ اعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ عِدَّتِهَا مِنْ زَوْجِهَا الْأَوَّلِ، وَكَانَ خَاطِبًا مِنَ الْخُطَّابِ، وَإِنْ كَانَ دَخَلَ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ اعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ عِدَّتِهَا مِنْ زَوْجِهَا الْأَوَّلِ (¬7)، ثُمَّ اعْتَدَّتْ مِنَ الْآخِرِ، ثُمَّ لَمْ يَنْكِحْهَا أَبَدًا. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 589)، ومختصر المزني (ص 296)، والحاوي الكبير (10/ 314)، (11/ 191)، ونهاية المطلب (15/ 266)، وفتح العزيز شرح الوجيز (9/ 461). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 41)، وتحفة الفقهاء (2/ 247)، وبدائع الصنائع (3/ 190)، والهداية في شرح البداية (2/ 276)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 31). (¬3) من قوله: "بن الحسن الحرشي" إلى هنا ليس في (م)، ومكانه فيها: "عبد الله". (¬4) قوله: "ابن" ليس في (ع). (¬5) المخفقة: الدِّرَّة. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية، والمختصر. (¬7) من قوله: "وكان خاطبا" إلى هنا ليس في (م).

قَالَ سَعِيدٌ: وَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْهَا (¬1). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ: صَدَاقُهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ. ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ وَقَالَ: لَهَا صَدَاقُهَا. وَكَانَ يَقُولُ: لَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا. ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ. قَالَهُ مَسْرُوقٌ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -: [4651] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ, ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الْرَّبِيعُ، أَنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -, أنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَضَى فِي الَّتِي تَزَوَّجُ فِي عِدَّتِهَا أَنَّهُ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا، وَلَهَا الصَّدَاقُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا، وَتُكْمِلُ مَا أَفْسَدَتْ (¬2) مِنْ عِدَّةِ الْأَوَّلِ، وَتَعْتَدُّ مِنَ الْآخِرِ (¬3). تَابَعَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ (¬4). وَرَوَاهُ الشَّعْبِيُّ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَجَعَلَ لَهَا الصَّدَاقَ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا، وَقَالَ: إِذَا انْقَضَتْ (¬5) عِدَّتُهَا فَإِنْ شَاءَتْ تَزَوَّجَتْهُ فَعَلَتْ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 589). (¬2) في النسخ: "أفدت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) المصدر السابق (6/ 590). (¬4) المصدر السابق (6/ 590). (¬5) في النسخ: "إذا نقصت"، والمثبت من المختصر. (¬6) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 220) عن الشعبي.

مسألة لم يذكرها (488): وأكثر مدة الحمل أربع سنين

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا (488): وَأَكْثَرُ مُدَّةِ الْحَمْلِ أَرْبَعُ سِنِينَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: سَنَتَانِ (¬2). [4652] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، ثنا [ابْنُ] أَبِي خَيْثَمَةَ (¬3)، ثنا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ دَاوُدَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، ثنا أَبِي، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَشْهُورَةٌ عِنْدَنَا امْرَأَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، تَحْمِلُ وَتَضَعُ فِي أَرْبَعِ سِنِينَ، وَكَانَتْ تُسَمَّى حَامِلَةَ الْفِيلِ (¬4). [4653] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خَالِدٍ (¬5)، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: [سَمِعْتُ] (¬6) الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: قُلْتُ: لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ - رحمه الله -: إِنِّي حُدِّثْتُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 536)، ومختصر المزني (ص 289)، والحاوي الكبير (6/ 46)، (7/ 35)، (11/ 94)، ونهاية المطلب (15/ 184، 403). (¬2) انظر: المبسوط (6/ 44)، وبدائع الصنائع (3/ 211)، والهداية في شرح البداية (2/ 281)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 45). (¬3) في (ع): "ثنا أبي حثمة"، وفي (م): "ثنا أبي خيثمة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 501). (¬5) في النسخ: "مخلد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية.

عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَا تَزِيدُ الْمَرْأَةُ فِي حَمْلِهَا عَلَى سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظِلِّ الْمِغْزَلِ. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ هَذِهِ جَارَتُنَا (¬1) امْرَأَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ امْرَأَةُ صِدْقٍ، وَزَوْجُهَا رَجُلُ صِدْقٍ، حَمَلَتْ ثَلَاثَةَ (¬2) أَبْطُنٍ فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، تَحْمِلُ كُلَّ بَطْنٍ أرَبْعَ سِنِينَ (¬3). فَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: [4654] فأخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، [ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو] (¬4)، ثنا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ جَمِيلَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا تَزِيدُ الْمَرْأَةُ فِي الْحَمْلِ عَلَى سَنَتَيْنِ قَدْرَ مَا يَتَحَوَّلُ ظِلُّ عُودِ الْمِغْزَلِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: جَمِيلَةُ بِنْتُ سَعْدٍ أُخْتُ عُبَيْدِ بْنِ سَعْدٍ (¬5). [4655] أخبرني أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا ابْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بْنُ عِمْرَانَ الدَّعَّاءُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ غَسَّانَ، ثنا هَاشِمُ (¬6) بْنُ يَحْيَى الْفَرَّاءُ (¬7) الْمُجَاشِعِيُّ قَالَ: بَيْنَمَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَوْمًا جَالِسٌ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى، ادْعُ لِامْرَأَةٍ حُبْلَى مُنْذُ أَرْبَعِ سِنِينَ قَدْ أَصْبَحَتْ فِي كَرْبٍ شَدِيدٍ. فَغَضِبَ مَالِكٌ وَأَطْبَقَ الْمُصْحَفَ، ثُمَّ قَالَ: مَا يَرَى هَؤُلَاءِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "جاريتنا". (¬2) في النسخ: "ثلاث". (¬3) المصدر السابق (4/ 500). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) المصدر السابق (4/ 499). (¬6) في النسخ: "هشام"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 583). (¬7) في (م): "العز".

الْقَوْمُ إِلَّا أَنَّا أَنْبِيَاءُ (¬1). ثُمَّ قَرَأَ ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَ فِي بَطْنِهَا رِيحٌ فَأَخْرِجْهُ عَنْهَا السَّاعَةَ، وَإِنْ كَانَ فِي بَطْنِهَا جَارِيَةٌ فَأَبْدِلْهَا غُلَامًا، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ. ثُمَّ رَفَعَ مَالِكٌ يَدَهُ وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ، وَجَاءَ الرَّسُولُ إِلَى الرَّجُلِ فَقَالَ: أَدْرِكِ امْرَأَتَكَ. فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَمَا حَطَّ مَالِكٌ يَدَهُ حَتَّى طَلَعَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ عَلَى رَقَبَتِهِ غُلَامٌ جَعْدٌ قَطَطٌ (¬2) ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، قَدِ اسْتَوَتْ أَسْنَانُهُ مَا قُطِعَتْ سِرَارُهُ (¬3) (¬4). [4656] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: مَكَثْتُ (¬5) فِي بَطْنِ أُمِّي حَتَّى ثُغِرْتُ (¬6) (¬7). [4657] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَّا قَالُوا: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي غِبْتُ عَنِ امْرَأَتِي سَنَتَيْنِ فَجِئْتُ وَهِيَ حُبْلَى. فَشَاوَرَ عُمَرُ النَّاسَ فِي رَجْمِهَا، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ ¬

_ (¬1) في النسخ تقرأ: "أناسا"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) القطط: الشديد الجعودة. (¬3) أي سُرَّته. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 246/ أ). (¬5) في (ح): "مكث". (¬6) ثُغِرَ الغلامُ: سقطت أسنانه الرواضع، أي التي كانت في عهد الرضاع. (¬7) أخرج الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 28) عن صفوان بن عيسى قال: "مكث محمد بن عجلان في بطن أمه ثلاث سنين. . .".

جَبَلٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كَانَ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيلٌ فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا سَبِيلٌ، فَاتْرُكْهَا حَتَّى تَضَعَ. فَتَرَكَهَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ (¬1)، فَعَرَفَ الرَّجُلُ الشَّبَهَ فِيهِ، فَقَالَ: ابْنِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: عَجَزَتِ النِّسَاءُ أَنْ تَلِدَ مِثْلَ [مُعَاذٍ] (¬2)، لَوْلَا مُعَاذٌ هَلَكَ عُمَرُ (¬3). وَفِيهِ دَلَالَةٌ أَنَّ الْحَمْلَ يَبْقَى أَكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ، وَقَوْلُ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي امْرَأَةِ الْمَفْقُودِ: تَرَبَّصُ أَرْبَعَ سِنِينَ (¬4)؛ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا قَالَهُ لِبَقَاءِ الْحَمْلِ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ الْحَمْلُ سَنَتَيْنِ، وَأَعْرِفُ مَنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ أَكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ. يَعْنِي نَفْسَهُ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "ثنيتا"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 584). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 245/ ب). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 86)، وسعيد بن منصور في السنن (1/ 448). (¬5) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (7/ 526).

مسألة لم يذكرها (489): وامرأة المفقود لا تعتد ولا تنكح أبدا حتى يأتيها بيقين وفاته

مَسْأَلَةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا (489): وَامْرَأَةُ الْمَفْقُودِ لَا تَعْتَدُّ وَلَا تَنْكِحُ أَبَدًا حَتَّى يَأْتِيَهَا بِيَقِينٍ وَفَاتُهُ (¬1). وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا بَلَغَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً وَجَبَ (¬2) عَلَى امْرَأَتِهِ الْعِدَّةُ، وَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا (¬3). [4658] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ [عَبَّادِ] (¬4) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ فِي امْرَأَةِ الْمَفْقُودِ: إِنَّهَا لَا تَتَزَوَّجُ (¬5). [4659] قال: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنْ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي امْرَأَةِ الْمَفْقُودِ إِذَا قَدِمَ وَقَدْ تَزَوَّجَتِ امْرَأَتَهُ: هِيَ امْرَأَتَهُ؛ إِنْ شَاءَ طَلَّقَ، وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَ (¬6). وَرُوِيَ فِي هَذَا حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولَيْسَ بِالْقَوِيِّ: ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 608)، ومختصر المزني (ص 297)، والحاوي الكبير (11/ 316)، ونهاية المطلب (15/ 287). (¬2) قوله: "وجب" مكانه بياض في (م). (¬3) انظر: المبسوط (11/ 35)، وبدائع الصنائع (6/ 197)، والهداية في شرح البداية (2/ 424)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 312). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 612). (¬6) المصدر السابق (6/ 613) وزاد: "ولا تخير".

[4660] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَخْتُويَهْ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "امْرَأَةُ الْمَفْقُودِ امْرَأَتُهُ حَتَّى يَأْتِيَهَا الْبَيَانُ" (¬1). سَوَّارٌ الْكُوفِيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 483) من طريق سوار بن مصعب بنحوه.

مسألة (490): وأم الولد إذا مات سيدها أو أعتقت تستبرأ بحيضة

مَسْأَلَةٌ (490): وَأُمُّ الْوَلَدِ إِذَا مَاتَ سَيِّدُهَا أَوْ أُعْتِقَتْ تُسْتَبْرَأُ بِحَيْضَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: بِثَلَاثِ حِيَضٍ (¬2). [4661] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي أُمِّ الْوَلَدِ يُتَوَفَّى عَنْهَا سَيِّدُهَا، قَالَ: تَعْتَدُّ بِحَيْضَةٍ (¬3). وَقَدْ رُوِّينَاهُ عَنِ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ مِنَ التَّابِعِينَ، فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْهُمْ. [4662] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِيرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو (¬4) بْنِ النَّضْرِ الْحَرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - قَالَ: لَا تَلْبِسُوا عَلَيْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - في أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا؛ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 252)، ومختصر المزني (ص 297)، والحاوي الكبير (11/ 329)، ونهاية المطلب (15/ 298). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 174)، وتحفة الفقهاء (2/ 245)، وبدائع الصنائع (3/ 193)، والهداية في شرح البداية (2/ 275)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 30). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 554). (¬4) في النسخ: "عمر"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 819).

عِدَّتُهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (¬1). [4663] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ - رحمه الله - قَالَ: قَبِيصَةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَمْرٍو، وَالصَّوَابُ: لَا تَلْبِسُوا عَلَيْنَا، مَوْقُوفٌ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ عِدَّةُ الْحُرَّةِ (¬3). مَوْقُوفٌ مُرْسَلٌ. وَرَوَاهُ أَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ (¬4)، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَإِذَا أُعْتِقَتْ فَعِدَّتُهَا ثَلَاثُ حِيَضٍ. مَوْقُوفٌ (¬5). ثُمَّ يُعَارِضُهُمْ بِمَا: [4664] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي ذُهْلٍ، ثنا أَبُو إِسحَاقَ بنُ عَطَاءٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمَّارٍ الشَّهِيدُ، ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬6) قَالَ: لَا تَلْبِسُوا عَلَيْنَا سُنَّةَ نَبِيِّنَا - صلى الله عليه وسلم -، عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 411). (¬2) سنن الدارقطني (4/ 478). (¬3) أخرجه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (2/ 372). (¬4) من قوله: "عمرو بن العاص" إلى هنا ليس في (م). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 478) من طريق أبي مُعيد. (¬6) في (م): "عمر".

هَكَذَا أَخْبَرَنَاهُ فِي التَّارِيخِ، فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَالَ: حَيْضَةٌ. [4665] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَازُ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ؛ أَنَّ مَارِيَةَ - رضي الله عنها - اعْتَدَّتْ بِثَلَاثِ حِيَضٍ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. يَعْنِي أُمَّ إِبْرَاهِيمَ (¬1). مُرْسَلٌ، وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غَيْرُ قَوِيٍّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَرِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ عَنْ عَطَاءٍ مَذْهَبُهُ دُونَ الرِّوَايَةِ. [4666] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زُرَارَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ عِدَّةِ أُمِّ الْوَلَدِ فَقَالَ: حَيْضَةٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَقُولُ: ثَلَاثَةُ قُرُوءٍ. فَقَالَ: عُثْمَانُ خَيْرُنَا وَأَعْلَمُنَا (¬2). فِي هَذَا الْإِسْنَادِ ضَعْفٌ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (10/ 205) عن سعيد بن عبد العزيز. (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (15/ 601)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 182).

مسألة (491): وتزويج الأمة التي يطؤها سيدها لا يصح إلا أن يستبرئها أولا بحيضة

مَسْأَلَةٌ (491): وَتَزْوِيجُ الْأَمَةِ الَّتِي يَطَؤُهَا سَيِّدُهَا لَا يَصِحُّ إِلَّا أَنْ يَسْتَبْرِئَهَا (¬1) أَوَّلًا بِحَيْضَةٍ (¬2). وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: يَصِحُّ (¬3). [4667] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ، [عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ] (¬4)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَفَعَهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي سَبَايَا أَوْطَاسٍ: "لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ، وَلَا غَيْرُ ذَاتِ (¬5) حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً" (¬6). [4668] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" أَوْ "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا ¬

_ (¬1) الاستبراء هو ألا يطأها حتى تحيض حيضة ثم تطهر. (¬2) انظر: الحاوي الكبير (11/ 339)، ونهاية المطلب (15/ 320)، والوسيط في المذهب (6/ 169)، ونهاية المحتاج (7/ 166). (¬3) انظر: المبسوط (13/ 152). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في النسخ والمختصر: "ولا ذات غير"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (15/ 602). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 248).

يَسْقِي مَاءَهُ وَلَدَ غَيْرِهِ" (¬1). وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، وَقَالَ فِيهِ: "لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ، وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَقَعَ عَلَى امْرَأَةٍ مِنَ السَّبْيِ حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا" (¬2). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 28) عن بكر بن مضر. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 487) عن يزيد.

كتاب الرضاع

وَمِنْ كِتَابِ الرَّضَاعِ

[4669] أخبرنا (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَخْبَرَتْهَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا سَمِعَتْ صَوْتَ رَجُلٍ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا (¬2) رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فِي بَيْتِكَ، فَقَالَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُرَاهُ فُلَانًا"؛ لِعَمِّ حَفْصَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقُلْتُ (¬4): يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كَانَ فُلَانٌ حَيًّا - لِعَمِّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ - يَدْخُلُ عَلَيَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "نَعَمْ؛ إِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلَادَةُ" (¬5). [4670] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬6). [4671] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا مَالِكٌ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِ حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ سَوَاءً (¬7). * * * ¬

_ (¬1) كذا بدأ مباشرة بدون ذكر مسألة. (¬2) في النسخ: "هل"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (م): "فقال أراه". (¬4) في (م): "فقالت". (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 64). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 162) عن يحيى بن يحيى. (¬7) أخرجه البخاري في الصحيح (3/ 170)، (4/ 82) عن عبد الله بن يوسف.

مسألة (492): لا يحرم أقل من خمس رضعات

مَسْأَلَةٌ (492): لَا يُحَرِّمُ أَقَلُّ مِنْ خَمْسِ رَضَعَاتٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الرَّضْعَةُ الْوَاحِدَةُ تُحَرِّمُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [4672] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬3)، أنا مَالِكٌ (ح) وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا (¬4) مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، قَالَا (¬5): ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ - وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ: فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ -: (عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ)، ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهِيَ مِمَّا تُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 76)، ومختصر المزني (ص 299)، والحاوي الكبير (11/ 360)، ونهاية المطلب (15/ 347)، والمجموع (20/ 88). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 134)، وتحفة الفقهاء (2/ 237)، وبدائع الصنائع (4/ 7)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 181). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 72). (¬4) من قوله: "أنا الربيع بن سليمان" إلى هنا ليس في (م). (¬5) في (ح): "قال". (¬6) جاء في حاشية (م): "آية الرضاعة بخمس معلومات، وقرئت إلى أن توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1). [4673] أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: نَزَلَ الْقُرْآنُ بِعَشْرِ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ، ثُمَّ صُيِّرْنَ إِلَى خَمْسٍ يُحَرِّمْنَ؛ فَكَانَ لَا يَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ إِلَّا مَنِ اسْتَكْمَلَ خَمْسَ رَضَعَاتٍ (¬2). [4674] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ الْحَرَشِيُّ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ وَهِيَ تَذْكُرُ الَّذِي يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، قَالَتْ عَمْرَةُ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ (عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ)، ثُمَّ نَزَلَ أَيْضًا: (خَمْسٌ مَعْلُومَاتٌ). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ تُرِكْنَ بَعْدُ (¬4) بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ (¬5). [4675] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 167). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 72). (¬3) صحيح مسلم (4/ 167). (¬4) قوله: "بعد" ليس في (م). (¬5) كذا قال المؤلف - رحمه الله -، وكذا أخرجه في السنن الكبير (16/ 14) من طريق عبد الوهاب بهذا اللفظ، والذي في صحيح مسلم (4/ 167) من حديث عبد الوهاب بدون هذا اللفظ، والله أعلم.

دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬1) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسحَاقَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا مُسَدَّدٌ - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ابْنُ مُسَرْهَدٍ - قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ (¬2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ (¬3). [4676] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّام، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَة، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [4677] وأيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ أَحَدُهُمَا: "لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ". وَقَالَ الْآخَرُ: "لَا تُحَرِّمُ الْإِمْلَاجَةُ وَلَا الْإِمْلَاجَتَانِ (¬4) " (¬5). [4678] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ، ثنا سُرَيْجُ (¬6) بْنُ يُونُسَ، ثنا ¬

_ (¬1) سنن أبي داود، رواية ابن داسة (ق/ 241). (¬2) في (ع): "عن أبي مليكة". (¬3) صحيح مسلم (4/ 166). (¬4) المَلْجُ: المَصُّ. مَلَجَ الصبيُّ أُمَّهُ يَمْلُجُها مَلْجًا، ومَلِجَها يَمْلَجُها، إذا رَضَعَها. والمُلْجة: المَرة. والإملاجة: المرّة أيضًا، من أمْلَجَتْه أمُّه: أي أرضعتْه. النهاية (ملج). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 302) من طريق الحسن بن سلام. (¬6) في النسخ ومعرفة السنن (11/ 256): "شريح"، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (10/ 221).

مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سوَيْدٍ، عَنْ مُعْتَمِرٍ (¬1). [4679] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَا (¬2): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ (¬3) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا تُحَرِّمُ (¬4) الْمَصَّةُ مِنَ الرَّضَاعَةِ (¬5)، وَلَا الْمَصَّتَانِ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَنَسٍ (¬6). وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ، وَلَا الرَّضْعَةُ (¬7) وَلَا الرَّضْعَتَانِ" (¬8). [4680] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 166). (¬2) في النسخ: "قال"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 15). (¬3) قوله: "عن" ليس في (م). (¬4) في النسخ: "يحرم"، والمثبت من السابق. (¬5) قوله: "من الرضاعة" ليس في (م). (¬6) أخرجه أبو العباس الأصم في حديثه عن شيوخه (ص 179). (¬7) في النسخ: "والرضعة"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 74).

ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ (¬1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً، وَلِيَ امْرَأَةٌ أُخْرَى، فَزَعَمَتِ امْرَأَتِي الْحُدْثَى أَنَّهَا أَرْضَعَتْهَا (¬2) امْرَأَتِي الْأُولَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُحَرِّمُ الْإِمْلَاجَةُ وَلَا الْإِمْلَاجَتَانِ" (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَإِسْحَاقَ (¬4). [4681] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنًّى، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ تُحَرِّمُ الرَّضْعَةُ الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: "لَا". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنًّى وَغَيْرِهِ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمَصَّةِ الْوَاحِدَةِ، هَلْ تُحَرِّمُ؟ قَالَ: "لَا" (¬6). [4682] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فَذَكَرَهُ. ¬

_ (¬1) هو: صالح بن أبي مريم، انظر تهذيب الكمال (13/ 89). (¬2) في النسخ: "أرضعت"، والمثبت من أصل الرواية، وهو الموافق لما في صحيح مسلم والسنن الكبير (17/ 614). (¬3) أخرجه ابن راهويه في المسند (5/ 49). (¬4) صحيح مسلم (4/ 166). (¬5) المصدر السابق (4/ 167). (¬6) المصدر السابق (4/ 167).

[4683] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ، حَدَّثَتْ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ أَوِ الْمَصَّتَانِ، أَوِ الرَّضْعَةُ وَالرَّضْعَتَانِ". مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ (¬1). [4684] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ (¬2) بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ كَانَ تَبَنَّى سَالِمًا، وَأَنْكَحَهُ ابْنَةَ أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَهُوَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَوَرِثَ مِيرَاثَهُ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي ذَلِكَ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِخْوَانُكُمْ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 167). (¬2) في (ع): "أنا أبو محمد".

فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} (¬1) فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ (¬2) بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، ثُمَّ الْعَامِرِيِّ (¬3)، وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا، فَكَانَ يَأْوِي مَعِي وَمَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَيَرَانِي فُضُلًا (¬4)، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - فِيهِمْ (¬5) مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَكَيْفَ تَرَى فِيهِ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْضِعِيهِ". فَأَرْضَعَتْهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ، فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ. فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - تَأْمُرُ بَنَاتِ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ إِخْوَتِهَا؛ أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ [أَنْ] (¬6) يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا - وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا - خَمْسَ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا. وَأَبَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَرَضِيَ عَنْهُنَّ - أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْدِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَمَا نَدْرِي لَعَلَّهَا كَانَتْ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِسَالِمٍ دُونَ النَّاسِ (¬7). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ (¬8). وَعَنْ أَبِي الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬9). ¬

_ (¬1) سورة الأحزاب (آية: 5). (¬2) في النسخ: "سهيلة"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير للمؤلف (16/ 27). وانظر ترجمتها في الطبقات الكبير لابن سعد (10/ 256). (¬3) في النسخ: "العامرية". (¬4) أي: متبذلة في ثياب مهنتها. (¬5) في النسخ: "فثيم". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 240). (¬8) صحيح البخاري (5/ 81). (¬9) المصدر السابق (7/ 7).

[4685] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ تُحَرِّمُ بِلَبَنِهَا، فَفَعَلَتْ (¬1)، فَكَانَتْ تَرَاهُ ابْنًا (¬2). [4686] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬3) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ إِمْلَاءً، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي رَجُلٌ، فَقَالَ: "إِخْوَانُكُنَّ، فَإِنَّمَا (¬4) الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ". زَادَ أَبُو دَاوُدَ: فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَقَالَ: "انْظُرْنَ". وَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ (¬5) (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ وَغَيْرِهِ (¬7). [4687] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ¬

_ (¬1) في النسخ: "ففلت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 75). (¬3) سنن أبي داود، رواية ابن داسة (ق/ 240). (¬4) في (ع): "إخوانكي فإن"، وفي (م): "إخوانك فإن"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 30). (¬5) في (م): "بكير". (¬6) صحيح البخاري (3/ 170). (¬7) صحيح مسلم (4/ 170).

عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَا رَضَاعَ إِلَّا مَا شَدَّ الْعَظْمَ، وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: لَا تَسْأَلُونَا وَهَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ (¬1). [4688] قال: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ: "أَنْشَزَ (¬2) الْعَظْمَ" (¬3). [4689] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأُمَوِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّرَقِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا رَضَاعَ إِلَّا [مَا] (¬4) فَتَقَ الْأَمْعَاءَ" (¬5). [4690] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَدِيبُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا رَضَاعَ إِلَّا مَا فَتَقَ الْأَمْعَاءَ (¬6) " (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، برنستون (ق/ 266). (¬2) أنشز العظم: أي رَفَعَه وأعْلاه، وأكبر حَجْمَه، وهو من النَّشَزِ: المرتفِع من الأرض. النهاية (نشز). (¬3) المصدر السابق (ق/ 266). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬5) أخرجه أبو العباس الأصم في الثالث من حديثه (ص 161) رواية الطوسي. (¬6) فتق الأمعاء: يريد أوسعها، أي ما كان من الرضاع في الصغر؛ فإن اللبن غذاء جسم الصغير وعليه ينمى لحمه وعظمه، لأنه في من النماء والزيادة. الشافي في شرح مسند الشافعي (5/ 115). (¬7) أخرجه عبد الله بن وهب في المسند (ص 96).

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَالصَّحِيحُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ: [4691] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَنْبٍ (¬1)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْحَجَّاجِ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ اسْتَفْتَى أَبَا هُرَيْرَةَ فِي الرَّضَاعَةِ، قَالَ: لَا يُحَرِّمُ إِلَّا مَا فَتَقَ الْأَمْعَاءَ (¬2). [4692] وبإسناده عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: قَلِيلُ الرَّضَاعَةِ وَكَثِيرُهَا يُحَرِّمُ فِي الْمَهْدِ (¬3). قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: يَقُولُ: لَا رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ (¬4). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. [4693] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬5)، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما -، قَالَا: يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "حبيب"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وهو: أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 895). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 372) من طريق أبي بكر بن أبي أويس. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 25). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 306) من طريق يونس بن يزيد. (¬5) مصنف عبد الرزاق (7/ 469). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 302).

[4694] قال: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬1)، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَتُحَرِّمُ (¬2) رَضْعَةٌ وَرَضْعَتَانِ؟ فَقَالَ: مَا نَعْلَمُ الْأُخْتَ (¬3) مِنَ الرَّضَاعَةِ إِلَّا حَرَامًا. فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - يُرِيدُ ابْنَ الزُّبَيْرِ - زَعَمَ أَنَّهُ لَا تُحَرِّمُ (¬4) رَضْعَةٌ [وَلَا رَضْعَتَانِ] (¬5). فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَضَاءُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قَضَائِكَ وَقَضَاءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (¬6). حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَحَدِيثُ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ إِسْنَادُهُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، فَإِنْ لَمْ يُرْوَ مُتَّصِلًا بِإِسْنَادٍ آخَرَ فَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما -، وَهُوَ مُرْسَلٌ (¬7)، وَقَدْ: [4695] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَتَبْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ - قَالَ سَعِيدٌ: شَكَكْنَا هُوَ النَّخَعِيُّ أَوِ التَّيْمِيُّ. قَالَ مَطَرٌ (¬8): هُوَ النَّخَعِيُّ - فِي الرَّضَاعِ، فَكَتَبَ إِلَيْنَا أَنَّ شُرَيْحًا حَدَّثَ أَنَّ عَلِيًّا وَابْنَ مَسْعُودٍ قَالَا: يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ. ¬

_ (¬1) مصنف عبد الرزاق (7/ 467). (¬2) في النسخ: "الحرام"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصلي الرواية والمختصر. (¬3) في (م): "إلا أخت". (¬4) في النسخ: "يحرم". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 325). (¬7) انظر جامع التحصيل (ص 141) ترجمة إبراهيم النخعي. (¬8) في النسخ: "مطرف"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 24).

قَالَ: وَكَانَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيَّ حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَا تُحَرِّمُ الْخَطْفَةُ (¬1) وَالْخَطْفَتَانِ (¬2). وَهَذَا أَيْضًا مُنْقَطِعٌ؛ فَإِنَّهُ كِتَابٌ، وَأَيْضًا قَالَ إِبْرَاهِيمُ: "حَدَّثَ (¬3) شُرَيْحٌ"، وَهُوَ إِرْسَالٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ (¬4). وَابْنُ لَهِيعَةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَأَمَّا حَدِيثُ الدَّاجِنِ: [4696] فأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ (¬5)، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬6) بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬7) بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَقَدْ ¬

_ (¬1) أي: الرضعة القليلة يأخذها الصبي من الثدي بسرعة. النهاية (خطف). (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 457) من طريق سعيد، وعنده قول عائشة مرفوعا. (¬3) في النسخ: "حكم"، والمثبت من المختصر. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 302). (¬5) في (م): "القطيعي". (¬6) في النسخ: "عبيد الله"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (14/ 349). (¬7) في (م): "وعبد الرحمن".

نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَاعَةِ (¬1) الْكَبِيرِ عَشْرًا، فَلَقَدْ (¬2) كَانَتْ فِي صَحِيفَةٍ تَحْتَ سَرِيرِي، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اشْتَغَلْنَا (¬3) بِمَوْتِهِ، فَدَخَلَ الدَّاجِنُ (¬4) فَأَكَلَهَا (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَكَذَا بَلَغَنَا هَذَا الْحَدِيثُ، وَهُوَ أَمْرٌ وَقَعَ (¬6)، فَأَخْبَرَتْ عَنِ الْوَاقِعَةِ دُونَ تَعْلِيقِ حُكْمٍ بِهَا، وَقَدْ كَانَتْ آيَةُ الرَّجْمِ مَعْلُومَةً عِنْدَ الصَّحَابَةِ، وَعَلِمُوا نَسْخَ تِلَاوَتِهَا وَإِثْبَاتِهَا فِي الْمُصْحَفِ دُونَ حُكْمِهَا، وَذَلِكَ حِينَ رَاجَعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عمَرُ - رضي الله عنه - فِي كَتْبِهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فِيهَا. وَأَمَّا رَضَاعَةُ الْكَبِيرِ فَهِيَ عِنْدَ [غَيْرِ] (¬7) عَائِشَةَ مَنْسُوخَةٌ، أَوْ كَانَتْ رُخْصَةً لِسَالِمٍ وَحْدَهُ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُثْبِتُوهَا. وَأَمَّا رَضَاعَتُهُ عَشْرًا، فَقَدْ أَخْبَرَتْ فِي رِوَايَةِ عَمْرَةَ (¬8) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا صَارَتْ مَنْسُوخَةً بِخَمْسٍ يُحَرِّمْنَ، فَكَانَ نَسْخُ (¬9) تِلَاوَتِهَا وَحُكْمِهَا (¬10) مَعْلُومًا عِنْدَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "ورضاع"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) في (م): "فقد". (¬3) في أصل الرواية: "شغلنا". (¬4) الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم. وقد تقع على غير الشاء من كل ما يألَف البيوت من الطير وغيرها. النهاية (دجن). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية أبي بكر بن الحارث (ق 278/ ب). (¬6) في (م): "واقع". (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ ولا في نسخة تشستربتي من المختصر، والمثبت من المختصر نسخة دار الكتب من المختصر (ق 79/ ب)، ومعرفة السنن (11/ 261). (¬8) في النسخ: "عمر"، والمثبت من معرفة السنن، وانظر ترجمتها في تهذيب الكمال (35/ 241). (¬9) في (م): "النسخ". (¬10) زاد في النسخ هنا: "وتلاوتها"، والمثبت هو الموافق للمختصر والمعرفة.

الصَّحَابَةِ؛ لِأَجْلِ ذَلِكَ لَمْ يُثْبِتُوهَا، لَا لِأَجْلِ أَكْلِ الدَّاجِنِ صَحِيفَتَهَا، وَهَذَا وَاضِحٌ بَيِّنٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَمَنِّهِ. [4697] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُؤَمَّلٍ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُحَرِّمُ الْفِيقَةُ (¬1) ". قُلْنَا: وَمَا الْفِيقَةُ؟ قَالَ: "الْمَرْأَةُ تَلِدُ، فَيُحْصَرُ اللَّبَنُ فِي ثَدْيِهَا، فَتُرْضِعُ لَهَا جَارَتُهَا الْمَرَّةَ وَالْمَرَّتَيْنِ" (¬2). [4698] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَا: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمَأْرِبِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سُئِلَ سَالِمٌ عَنِ الرَّضْعَةِ تُحَرِّمُ؟ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ أَنَّ الرَّضْعَةَ وَالرَّضعَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ لَا تُحَرِّمُ (¬3). [4699] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو زَكَرِيَّا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ حَفْصَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَرْسَلَتْ بِعَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ إِلَى أُخْتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ عُمَرَ ¬

_ (¬1) في النسخ في هذا الموضع والذي بعده: "الفقيه"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 22) (15733). والأصل في الفيقة: اسم اللبن الذي يجتمع في الضرع بين الحلبتين. انظر النهاية لابن الأثير (فيق). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 19) من طريق هشام بن عمار، بلفظ: "لا تحرم العيفة"، وانظر النهاية لابن الأثير، مادة: عيف. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 286) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، بدون ذكر "الثلاث".

تُرْضِعُهُ عَشْرَ رَضَعَاتٍ؛ لِيَدْخُلَ عَلَيْهَا - وَهُوَ صَغِيرٌ يَرْضَعُ - فَفَعَلَتْ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 616).

مسألة (493): لا رضاع بعد الحولين

مَسْأَلَةٌ (493): لَا رَضَاعَ بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ (¬1). خِلَافًا لِأَبِي حَنِيفَةَ حَيْثُ قَدَّرَ مُدَّةَ الرَّضَاعِ بِثَلَاثِينَ شَهْرًا (¬2). دَلِيلُنَا: قَوْلُ اللَّهِ - عز وجل -: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} (¬3)، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخرَى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (¬4). وَمَا: [4700] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: لَا رَضَاعَ إِلَّا فِي الْحَوْلَيْنِ فِي الصِّغَرِ (¬5). [4701] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ فِي رَضَاعَةِ الْكَبِيرِ: مَا أُرَاهَا إِلَّا تُحَرِّمُ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَبْصِرْ مَا تُفْتِي (¬6) بِهِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 83)، ومختصر المزني (ص 300)، والحاوي الكبير (11/ 366)، ونهاية المطلب (15/ 353)، والمجموع (20/ 85). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 136)، وتحفة الفقهاء (2/ 237)، وبدائع الصنائع (4/ 7)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 182). (¬3) سورة لقمان (آية: 14). (¬4) سورة البقرة (آية: 233). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية أبي بكر بن الحارث (ق 278/ أ). (¬6) في النسخ وكذا في إحدى نسخ الأم: "يفتي"، والمثبت من باقي نسخ الأم وكذا من السنن الكبير للمؤلف (16/ 36)، والمعرفة (11/ 266).

الرَّجُلَ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَمَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَا رَضَاعَةَ إِلَّا مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا كَانَ هَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (¬1). هَذَا وَإِنْ كَانَ مُرْسَلًا، فَلَهُ شَوَاهِدُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: [4702] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ (¬2)، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ (¬3) بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَا رَضَاعَ إِلَّا مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ؛ مَا أَنْشَزَ الْعَظْمَ، وَأَنْبَتَ اللَّحْمَ (¬4). وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلًا فِي الْحَوْلَيْنِ (¬5). [4703] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: لَا رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 81). (¬2) في النسخ: "حمرويه"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 36). انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (8/ 380). (¬3) في النسخ: "سفيان"، والمثبت من السنن الكبير. (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 278). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (2/ 125). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية أبي بكر بن الحارث (ق 278/ أ)، والمطبوع (5/ 306).

[4704] أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ فَإِنَّهُ يُحَرِّمُ وَإِنْ كَانَ مَصَّةً، وَإِنْ كَانَ بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ (¬1). [4705] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا رَضَاعَ إِلَّا مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ" (¬2). هَذَا وَهَمٌ، وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ، وَقَدْ (¬3): [4706] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬4) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلَ يَقُولُ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ بُرْدٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ إِلَّا مَا كَانَ فِي الْحَوْلَيْنِ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا يُعْرَفُ بِالْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ مُسْنَدًا، وَغَيْرُ الْهَيْثَمِ يُوقِفُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 276). (¬2) المصدر السابق (1/ 280). كذا رفعه المؤلف بإسناده إلى سعيد بن منصور ثم خطأ هذه الرواية، وقد أخرجه سعيد بن منصور في السنن على الجادة موقوفا، بل وقد رواه المؤلف نفسه في السنن الكبير (16/ 37) (15764) موقوفا أيضا، فالله أعلم من أين جاء هذا الالتباس؟ (¬3) قوله: "وقد" ليس في (م). (¬4) في (م): "سعيد". (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 323).

وَرُوِّينَا هَذَا التَّحْدِيدَ بِالْحَوْلَيْنِ مِنَ التَّابِعِينَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ (¬1)، وَالشَّعْبِيِّ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (2/ 122). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 278).

كتاب النفقات

وَمِنْ كِتَابِ النَّفَقَاتِ

مسألة (494): ونفقة الصغيرة تجب على زوجها في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (494): وَنَفَقَةُ الصَّغِيرَةِ تَجِبُ عَلَى زَوْجِهَا فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَجِبُ (¬2). [4707] حدثنا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَثَّ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: عِنْدي دِينَارٌ (¬3)؟ قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى نَفْسِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى وَلَدِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى زَوْجَتِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى خَادِمِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْتَ أَبْصَرُ" (¬4). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 227)، ومختصر المزني (ص 305)، والحاوي الكبير (11/ 439)، ونهاية المطلب (15/ 448)، والمجموع (20/ 131). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 187)، وبدائع الصنائع (4/ 19)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 52)، والبناية شرح الهداية (5/ 666). (¬3) في (م): "عندي آخر". (¬4) أخرجه الطبري في التفسير (3/ 690)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 102) عن أبي عاصم.

مسألة (495): والإعسار بنفقة الزوجة يوجب لها خيار الفسخ للنكاح

مَسْأَلَةٌ (495): وَالْإِعْسَارُ بِنَفَقَةِ الزَّوْجَةِ يُوجِبُ لَهَا خِيَارَ الْفَسْخِ لِلنِّكَاحِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ لَهَا خِيَارُ الْفَسْخِ بِذَلِكَ (¬2). [4708] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي دِينَارٌ؟ قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى نَفْسِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى وَلَدِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى أَهْلِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْفِقْهُ عَلَى خَادِمِكَ". قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: "أَنْتَ أَعْلَمُ". قَالَ سَعِيدٌ: ثُمَّ [يَقُولُ] أَبُو هُرَيْرَةَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ: يَقُولُ وَلَدُكَ: أَنْفِقْ عَلَيَّ، [إِلَى] (¬3) مَنْ تَكِلُنِي؟ وَتَقُولُ زَوْجَتُكَ: أَنْفِقْ عَلَيَّ أَوْ طَلِّقْنِي، وَيَقُولُ خَادِمُكَ: أَنْفِقْ عَلَيَّ أَوْ بِعْنِي (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 236)، ومختصر المزني (ص 306)، والحاوي الكبير (11/ 454)، والمجموع (20/ 163). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 187)، وبدائع الصنائع (4/ 28)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 54)، والبناية شرح الهداية (5/ 671). (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (16/ 50). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 225).

[4709] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ الْقَاضِي بِمَكَّةَ، ثنا [أَبُو] يَحْيَى بْنُ [أَبِي] مَسَرَّةَ (¬1)، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلمَ، عَنْ أبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ". قَالَ: وَمَنْ أَعُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "امْرَأَتُكَ تَقُولُ: أَطْعِمْنِي وَإِلَّا فَارِقْنِي، خَادِمُكَ يَقُولُ: أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَلَدُكَ يَقُولُ: إِلَى مَنْ تَتْرُكُنِي" (¬2). وَرَوَاهُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُسْنَدًا. وَجَعَلَ آخِرَهُ مِنْ [قَوْلِ] أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3)، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ (¬4). [4710] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الرَّجُلِ لَا يَجِدُ مَا يُنْفِقُ عَلَى امْرَأَتِهِ، قَالَ: يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا، قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: قُلْتُ: سُنَّةٌ؟ فَقَالَ: سُنَّةٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَالَّذِي يُشْبِهُ (¬5) قَوْلَ سَعِيدٍ: "سُنَّةٌ" أَنْ يَكُونَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "ثنا يحيى بن ميسرة"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 61). انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 560). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 2230) عن عبد الله بن يزيد. (¬3) في النسخ: "آخر من أبي هريرة"، والمثبت من المختصر. (¬4) صحيح البخاري (7/ 63). (¬5) في النسخ: "يشبهه"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 277).

[4711] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ [بْنُ] (¬1) بَالُويَهْ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ (¬2) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنُ السَّمَّاكِ وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالُوا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَاوَرْدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ (¬3)، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي الرَّجُلِ لَا يَجِدُ مَا يُنْفِقُ عَلَى امْرَأَتِه، قَالَ: يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا (¬4). [4712] قال (¬5): وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ (¬6). أَلْفَاظُهُمْ (¬7) سَوَاءٌ. [4713] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ هُوَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ (¬8)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَتَبَ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (16/ 60). (¬2) في النسخ: "الخزاعي"، والمثبت من المصدر السابق. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (5/ 496). (¬3) هو السلولي، من رجال التهذيب. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 455). (¬5) هو: إسحاق بن منصور. (¬6) المصدر السابق (4/ 455). (¬7) في (م): "فاظهم". (¬8) أظنه كما قال يحيى بن معين: "وما كان في كتابه - أي الفزاري - عن أبي إسماعيل فهو حاتم بن إسماعيل المزني (صوابه: المدني) ". انظر: تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/ 68).

عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَدْعُوا الَّذِينَ غَابُوا عَنْ أَهْلِهِمْ؛ إِمَّا أَنْ يَرْجِعُوا أَوْ يُطَلِّقُوا أَوْ يَبْعَثُوا بِنَفَقَةٍ لِمَا غَابُوا، فَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ فَلْيَبْعَثْ بِنَفَقَةٍ لِمَا تَرَكَ (¬1). [4714] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ فِي رِجَالٍ غَابُوا عَنْ نِسَائِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوهُمْ، بِأَنْ يُنْفِقُوا، أَوْ يُطَلِّقُوا، فَإِنْ طَلَّقُوا بَعَثُوا بِنَفَقَةِ مَا حَبَسُوا (¬2). [4715] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ نِسْوَةً حَبَسَ أَزْوَاجُهُنَّ عَنْهُنَّ النَّفَقَةَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ يَدْعُوا (¬3) أَزْوَاجَهُنَّ، فَمَنْ شَاءَ أَنْفَقَ، وَمَنْ شَاءَ (¬4) إِلَى أَهْلِهِ، وَمَنْ شَاءَ طَلَّقَ وَأَعْطَى نَفَقَةَ مَا مَضَى (¬5). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 93) عن عبيد الله بن عمر. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 277)، (8/ 276). (¬3) كذا بالنصب على حذف (أن)، كقولهم: "خذ اللص قبل يأخذك" و"تسمع بالمعيدي خير من أن تراه"، مع أنه ليس مما يقاس عليه. (¬4) كذا في النسخ، فلعل به سقطًا، وتمام العبارة: "ومن شاء رجع إلى أهله"، يدل عليه ما سبق. (¬5) تقدم تخريجه قبل الحديث السابق.

مسألة (496): ولا نفقة للمبتوتة الحائل

مَسْأَلَةٌ (496): وَلَا نَفَقَةَ لِلْمَبْتُوتَةِ الْحَائِلِ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهَا النَّفَقَةُ (¬3). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (¬4). فَدَلَّتْ عَلَى أَنَّ النَّفَقَةَ لِلْمُطَلَّقَةِ الْحَامِلِ دُونَ (¬5) الْمُطَلَّقَاتِ سِوَاهَا. [4716] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬6)، أنا مَالِكٌ (ح) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ، فَأَرْسَلَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "الحامل"، والمثبت من المختصر. والحائل: ضد الحامل. (¬2) انظر: الأم (6/ 280)، ومختصر المزني (ص 307)، والحاوي الكبير (11/ 464)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (10/ 40)، والمجموع (20/ 173). (¬3) انظر: المبسوط (5/ 201)، وبدائع الصنائع (4/ 16)، والهداية في شرح البداية (2/ 290)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 60). (¬4) سورة الطلاق (آية: 6). (¬5) قوله: "دون" ليس في (ع). (¬6) الأم للشافعي (6/ 280).

إِلَيْهَا وَكِيلُهُ بِشَعِيرٍ فَسَخِطَتْهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ (¬1)، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ". فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ، ثُمَّ قَالَ: "تِلْكَ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي". قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ (¬2) لَا مَالَ لَهُ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ" قَالَتْ (¬3): فَكَرِهْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: "انْكِحِي أُسَامَةَ". فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُ بِهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى. وَرَوَاهُ أَبُو حَازِمٍ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: "لَا نَفَقَةَ لَكِ وَلَا سُكْنَى كَذَا (¬4) رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ فَاطِمَةَ: "لَا سُكْنَى لَكِ وَلَا نَفَقَةَ". وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، فَقَالَ (¬5): "لَا نَفَقَةَ لَكِ إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا": [4717] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ (¬6) بْنُ خَالِدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬7)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) قوله: "شيء" ليس في (ع). (¬2) الصعلوك: الفقير. (¬3) في (م): "قال". (¬4) صحيح مسلم (4/ 195). (¬5) قوله: "فقال" ليس في (م). (¬6) وكذا في معرفة السنن والآثار (11/ 293) والسنن الكبير للمؤلف (16/ 67)، وفي أصل الرواية من سنن أبي داود رواية ابن داسة (ق/ 262): "مخلد"، وهو مخلد بن خالد الشعيري. له ترجمة في تهذيب الكمال (27/ 334). (¬7) مصنف عبد الرزاق (7/ 20) بمعناه.

قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى فَاطِمَةَ، فَسَأَلَهَا، فَأَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ ابْنِ (¬1) حَفْصٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَّرَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى بَعْضِ الْيَمَنِ، فَخَرَجَ مَعَهُ زَوْجُهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِتَطْلِيقَةٍ كَانَتْ بَقِيَتْ لَهَا، وَأَمَرَ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ أَنْ يُنْفِقَا عَلَيْهَا، فَقَالَا: وَاللَّهِ مَا لَهَا مِنْ نَفَقَةٍ إِلَّا أَنْ تَكُونَ حَامِلًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "لَا نَفَقَةَ لَكِ إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا". وَاسْتَأْذَنَتْهُ فِي الِانْتِقَالِ فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ: أَيْنَ أَنْتَقِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ" وَكَانَ أَعْمَى، تَضَعُ ثِيَابَهَا عِنْدَهُ وَلَا يُبْصِرُهَا، فَلَمْ تَزَلْ هُنَالِكَ حَتَّى مَضَتْ عِدَّتُهَا، فَأَنْكَحَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أُسَامَةَ، فَرَجَعَ قَبِيصَةُ إِلَى مَرْوَانَ فَأَخْبَرَهُ ذَلِكَ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬3). وَقَبِيصَةُ هُوَ ابْنُ ذُؤَيْبٍ. فَأَمَّا إِنْكَارُ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَى فَاطِمَةَ؛ فَإِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهَا تَرْكَ السُّكْنَى لَا النَّفَقَةِ، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَجْعَلْ لَهَا النَّفَقَةَ؛ لِلْمَعْنَى الْمَنْقُولِ فِي الْخَبَرِ، وَهُوَ قَوْلُهُ: "لَا نَفَقَةَ لَكِ إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا". وَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا السُّكْنَى فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَنَقَلَهَا مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ لِمَعْنًى اسْتَحْيَتْ فَاطِمَةُ مِنْ ذِكْرِهِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ غَيْرُهَا. وَهُوَ مَا: [4718] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ ¬

_ (¬1) وكذا في معرفة السنن، وفي أصل الرواية: "أبي حفص"، قال أبو أحمد الحاكم في الكنى (3/ 264): "أبو حفص بن المغيرة، ويقال: أبو عمرو بن حفص بن المغيرة، ويقال: ابن حفص بن عمرو". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 262). (¬3) صحيح مسلم (4/ 197).

هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ عَابَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ أَشَدَّ الْعَيْبِ - يَعْنِي: حَدِيثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ - وَقَالَتْ (¬1): إِنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ (¬2)، فَخِيفَ عَلَى نَاحِيَتِهَا، فَلِذَلِكَ أَرْخَصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). وَقَدْ رَوَيْنَا فِي كِتَابِ الطَّلَاقِ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوْجِي (¬4) طَلَّقَنِي ثَلَاثًا فَأَخَافُ أَنْ يُقْتَحَمَ [عَلَيَّ] (¬5)، قَالَ: فَأَمَرَهَا فَتَحَوَّلَتْ (¬6). وَذَلِكَ يُؤَكِّدُ (¬7) قَوْلَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. [4719] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، فِي خُرُوجِ فَاطِمَةَ - رضي الله عنها -، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ (¬8). [4720] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ, ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، ثنا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ (¬9)، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "وقال"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (15/ 549). (¬2) مكان وَحش: قَفْر ليس به ناس. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 262). (¬4) في (م): "إن زوجي". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 200). (¬7) في (م): "يؤيد". (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 262). (¬9) في النسخ: "مهر"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (29/ 210).

فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَقُلْتُ (¬1): فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ طُلِّقَتْ فَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: تِلْكَ امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ؛ إِنَّها لَسِنَةٌ، فَوُضِعَتْ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ (¬2). وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ (¬3): فَتَنَتْ فَاطِمَةُ النَّاسَ، كَانَتْ لِلِسَانِهَا ذَرَابَةٌ (¬4)، فَاسْتَطَالَتْ عَلَى أَحْمَائِهَا (¬5)، فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ: [4721] أخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا [أَبُو] (¬6) مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَيْنَ تَعْتَدُّ الْمُطَلَّقَةُ ثَلَاثًا؟ قَالَ: تَعْتَدُّ فِي بَيْتِهَا، قَالَ: قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ؟ قَالَ: تِلْكَ الَّتِي فَتَنَتِ النَّاسَ، إِنَّهَا اسْتَطَالَتْ عَلَى أَحْمَائِهَا بِلِسَانِهَا، فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانَ رَجُلًا مَكْفُوفَ الْبَصَرِ (¬7). [4722] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "فقالت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 262). (¬3) في النسخ: "قالت"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 71). (¬4) في النسخ: "ضرابة"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) في (م): "حمائها". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية ومن السنن الكبير (15/ 548). (¬7) أخرجه سعدان في الأول من حديثه، رواية إسماعيل الصفار (ق 14/ ب).

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُمَا يَذْكُرَانِ؛ أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ طَلَّقَ ابْنَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ الْبَتَّةَ، فَانْتَقَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةَ، فَقَالَتْ: اتَّقِ اللَّهِ يَا مَرْوَانُ، وَارْدُدِ الْمَرْأَةَ إِلَى بَيْتِهَا، فَقَالَ مَرْوَانُ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ غَلَبَنِي. وَقَالَ مَرْوَانُ فِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ: أَوَمَا بَلَغَكِ شَأْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَذْكُرَ مِنْ شَأْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ (¬1) الشَّرُّ؛ فَحَسْبُكَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ مِنَ الشَّرِّ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ (¬3). [4722 م] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، فَذَكَرَ مُنَاظَرَةً جَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَعْضِ النَّاسِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، فَذَكَرَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ (¬4) قَيْسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهَا: "لَيْسَ لَكِ نَفِقَةٌ". قَالَ: فَقَالَ: فَإِنَّكُمْ تَرَكْتُمْ (¬5) حَدِيثَ فَاطِمَةَ، هِيَ قَالَتْ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا سُكْنَى لَكِ وَلَا نَفَقَةَ"، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَرَكْنَا مِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ حَرْفًا، قَالَ: إِنَّا حُدِّثْنَا عَنْهَا (¬6)، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا سُكْنَى لَكِ وَلَا نَفَقَةَ". فَقُلْتُ: لَكِنَّا لَمْ نُحَدَّثْ هَذَا عَنْهَا، وَلَوْ كَانَ مَا حُدِّثْتُمْ ¬

_ (¬1) تصحفت في النسخ إلى: "كان إيمانك"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 599). (¬3) صحيح البخاري (7/ 57). (¬4) في النسخ: "بن"، والمثبت الصواب. (¬5) قوله: "قال فقال فإنكم تركتم" في (م): "فقلت له ما تركنا من". (¬6) قوله: "عنها" ليس في (م).

عَنْهَا كَمَا حَدَّثْتُمْ كَانَ عَلَى مَا قُلْنَا، وَعَلَى خِلَافِ مَا قُلْتُمْ، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قُلْتُ: أَمَّا حَدِيثُنَا فَصَحِيحٌ عَلَى وَجْهِهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا نَفَقَةَ لَكِ عَلَيْهِمْ". وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ (¬1)، وَلَوْ كَانَ فِي حَدِيثِهَا إِحْلَالُهُ لَهَا أَنْ تَعْتَدَّ حَيْثُ شَاءَتْ لَمْ يَحْظُرْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَدَّ حَيْثُ شَاءَتْ. فَقَالَ: كَيْفَ أَخْرَجُوهَا (¬2) مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ غَيْرِهِ؟ قُلْتُ: لِعِلَّةٍ لَمْ تَذْكُرْهَا فَاطِمَةُ، كَأَنَّهَا اسْتَحْيَتْ مِنْ ذِكْرِهَا، وَقَدْ ذَكَرَهَا غَيْرُهَا، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: كَانَ لِسَانُهَا ذَرِبًا، فَاسْتَطَالَتْ عَلَى أَحْمَائِهَا، اسْتِطَالَةً تَفَاحَشَتْ (¬3). فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، قَالَ: فَهَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى مَا قُلْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فِي الْخَبَرِ (¬4) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ: فَاذْكُرْهَا. قُلْتُ: قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} (¬5) الْآيَةَ. [4723] وأخبرنا (¬6) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ - عز وجل -: {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} (¬7) قَالَ: أَنْ تَبْذُوَ عَلَى أَهْلِ زَوْجِهَا، فَإِذَا بَذَتْ فَقَدْ حَلَّ إِخْرَاجُهَا. فَقَالَ: هَذَا تَأْوِيلٌ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَيَحْتَمِلُ غَيْرَهُ، أَنْ تَكُونَ ¬

_ (¬1) في (م): "في بيت أم مكتوم". (¬2) وكذا في المختصر، وفي أصل الرواية: "أخرجها". (¬3) في (م): "ففاحشت". (¬4) وكذا في المختصر، وفي أصل الرواية: "نعم، من الكتاب والخبر". (¬5) سورة الطلاق (آية: 1). (¬6) القائل هو: الشافعي. (¬7) سورة الطلاق (آية: 1).

الْفَاحِشَةُ خُرُوجَهَا، وَأَنْ تَكُونَ الْفَاحِشَةُ أَنْ (¬1) تَخْرُجَ لِلْحَدِّ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِذَا احْتَمَلَتِ الْآيَةُ مَا وَصَفْتَ، فَأَيُّ الْمَعَانِي أَوْلَى بِهَا؟ قَالَ: مَعْنَى مَا وَافَقَتْهُ السُّنَّةُ، فَقُلْتُ: فَقَدْ ذَكَرْتُ لَكَ السُّنَّةُ فِي فَاطِمَةَ (¬2). [4724] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَاذَانُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنِ الْبَهِيِّ (¬3)، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: "يَا فَاطِمَةُ، إِنَّمَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ لِمَنْ كَانَ لِزَوْجِهَا عَلَيْهَا رَجْعَةٌ" (¬4). [4725] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ فِي حَلْقَةٍ، وَمَعَهُ الشَّعْبِيُّ، قَالَ: فَحَدَّثَ (¬5) الشَّعْبِيُّ بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَأَخَذَ الْأَسْوَدُ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَرَمَاهُ بِهِ، وَقَالَ: تُحَدِّثُ مِثْلَ هَذَا؟ ! أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ (¬6) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: لَا نَدَعُ كِتَابَ رَبِّنَا وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا لِقَوْلِ امْرَأَةٍ، لَا نَدْرِي حَفِظَتْ أَمْ لَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "أو"، والمثبت من أصل الرواية ومعرفة السنن (11/ 288). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 281). (¬3) في النسخ: "أبيه"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 70). (¬4) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (11/ 633)، والدارقطني في السنن (5/ 41) عن عباس الدوري. (¬5) في النسخ: "فحدثت"، والمثبت هو الموافق لما في السنن الكبير للمؤلف (16/ 74). (¬6) في (م) بدون: "قيس". (¬7) صحيح مسلم (4/ 198).

وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ: سُنَّةَ نَبِيِّنَا (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ: وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا (¬2). وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ. وَأَشْعَثُ عَنِ الْحَكَمِ. وَحَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬3). وَالْحَسَنُ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَلِيلِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عُمَرَ (¬4). وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ أَحْفَظُ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ وَأَثْبَتُ مِنْهُ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ، قَالَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (¬5). وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ فَإِنَّهُ مَتْرُوكٌ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ ضَعِيفٌ، وَرِوَايَةُ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَصَحُّ؛ لِأَنَّ الْأَعْمَشَ أَثْبَتُ وَأَحْفَظُ مِنْ أَشْعَثَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَفِيمَا (¬6): [4726] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي حَامِدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 47). (¬2) المصدر السابق (5/ 42). (¬3) المصدر السابق (5/ 49). (¬4) المصدر السابق (5/ 48). (¬5) المصدر السابق (5/ 47). (¬6) قوله: "وفيما" ليس في (م).

حَنْبَلٍ، وَذُكِرَ لَهُ قَوْلُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: لَا نَدَعُ كِتَابَ رَبِّنَا وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا، قُلْتُ: يَصِحُّ هَذَا عَنْ عُمَرَ؟ قَالَ: لَا (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ: قَالَ قَائِلٌ: فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - اتَّهَمَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَقَالَ: لَا نَدَعُ كِتَابَ رَبِّنَا لِقَوْلِ امْرَأَةٍ، قُلْنَا: لَا نَعْرِفُ أَنَّ عُمَرَ اتَّهَمَهَا، وَمَا كَانَ فِي حَدِيثِهَا مَا يُتَّهَمُ لَهُ، مَا حَدَّثَتْ إِلَّا بِمَا لَا تُحِبُّ (¬2)، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، لَهَا شَرَفٌ وَعَقْلٌ وَفَضْلٌ، وَلَوْ رُدَّ شَيْءٌ مِنْ حَدِيثِهَا كَانَ إِنَّمَا يُرَدُّ مِنْهُ أَنَّهُ أَمَرَهَا بِالْخُرُوجِ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا، فَلَمْ تَذْكُرْ هِيَ لِمَ أُمِرَتْ بِذَلِكَ، وَإِنَّمَا أُمِرَتْ بِهِ؛ لِأَنَّهَا اسْتَطَالَتْ عَلَى أَحْمَائِهَا، فَأُمِرَتْ بِالتَّحْوِيلِ عَنْهُمْ (¬3) لِلشَّرِّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُمْ، وَلَمْ تُؤْمَرْ أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ لِأَنَّ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ أَنْ تُحْصَنَ لَهُ حَتَّى تَنْقَضِيَ الْعِدَّةُ، فَلَمَّا جَاءَ عُذْرٌ حُصِنَتْ (¬4) فِي غَيْرِ بَيْتِهِ، فَكَأَنَّهُمْ أَحَبُّوا لَهَا ذِكْرَ السَّبَبِ الَّذِي [لَهُ] أُخْرِجَتْ؛ لِئَلَّا [يَذْهَبَ] (¬5) ذَاهِبٌ إِلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى أَنْ تَعْتَدَّ الْمَبْتَوتَةُ حَيْثُ شَاءَتْ فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا. ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَا نَعْلَمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ذِكْرَ نَفَقَةٍ، إِنَّمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ ذِكْرُ السُّكْنَى. ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَقَوْلَ مَرْوَانَ لِعَائِشَةَ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ (¬6). ¬

_ (¬1) مسائل الإمام أحمد، رواية أبي داود السجستاني (ص 408). (¬2) في النسخ: "يجب"، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن للمؤلف (11/ 290). (¬3) في (م): "منهم". (¬4) في (م): "رخصت". (¬5) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬6) انظر: الأم للشافعي (6/ 600).

قَالَ الْإمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَدْ رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَنَّهُ تَلَا عِنْدَ ذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ - عز وجل -: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} (¬1). وَذَلِكَ يُؤَكِّدُ مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -. وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي قِلَابَةَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَرْبِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمُطَلَّقَةُ ثَلَاثًا لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ" (¬2). فَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ فِي الْحَامِلِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا: "لَا نَفَقَةَ لَهَا" (¬3). وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ، وَالصَّحِيحُ: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ مِنْ قَوْلِهِ: الْمُتَوَفَّى عَنْهَا. وَكَيْفَ يَصِحُّ ذَلِكَ فِي الْمُطَلَّقَةِ، وَقَدْ رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: نَفَقَةُ الْمُطَلَّقَةُ مَا لَمْ تُحَرَّمْ فَإِذَا حُرِّمَتْ فَمَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ. [4727] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ لِلْمُتَوَفَّى (¬4) عَنْهَا زَوْجُهَا نَفَقَةٌ، حَسْبُهَا (¬5) الْمِيرَاثُ (¬6). ¬

_ (¬1) سورة الطلاق (آية: 1). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 39). (¬3) المصدر السابق (5/ 40). (¬4) في النسخ: "المتوفى"، والمثبت من الكبير للمؤلف (15/ 540). (¬5) في النسخ: "حبسها"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 569).

[4728] وبهذا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: نَفَقَةُ الْمُطَلَّقَةِ مَا لَمْ تُحَرَّمْ، فَإِذَا حُرِّمَتْ فَمَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ (¬1). [4729] وعن ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: لَيْسَتِ الْمَبْتُوتَةُ الْحُبْلَى مِنْهُ فِي شَيْءٍ، إِلَّا أَنَّهُ يُنْفِقُ عَلَيْهَا مِنْ أَجْلِ الْحَبَلِ، فَإِذَا كَانَتْ غَيْرَ حُبْلَى فَلَا نَفَقَةَ لَهَا (¬2). [4730] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِذْ سَأَلَهُ رَجُلٌ: هَلْ لِلْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا نَفَقَةٌ؟ فَقُلْتُ: لَيْسَ لَهَا نَفَقَةٌ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَصَبْتَ (¬3) يَا ابْنَ أَخِي أَنَا مَعَكَ (¬4). [4731] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَعُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬5)، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَقْضِي (¬6) لَهَا النَّفَقَةَ، حَتَّى بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا نَفَقَةَ لَهَا، فَرَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ ذَلِكَ، يَعْنِي فِي نَفَقَةِ الْحَامِلِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا (¬7). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (6/ 604). (¬2) المصدر السابق (6/ 604). (¬3) في (ح): "صبت". (¬4) أخرجه أبو العباس الأصم في الثالث من حديثه (ص 112). (¬5) قوله: "ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب" ليس في (م). (¬6) في السنن الكبير للمؤلف (15/ 540): "يعطي". (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 37)، وابن أبي شيبة في المصنف (10/ 143) عن عمرو بن دينار بمعناه.

[4732] أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّامَغَانِيُّ نَزِيلُ بَيْهَقَ إِجَازَةً، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَحْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ قَالَ: الْمُطَلَّقَةُ ثَلَاثًا لَا تَنْتَقِلُ، وَهِيَ فِي ذَلِكَ لَا نَفَقَةَ لَهَا (¬1). [4733] قال: وَأَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ هُشَيْمٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ قَوْلُ عُمَرَ هَذَا (¬2)، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: امْرأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتُ عَقْلٍ وَرَأْيٍ، تَنْسَى قَضَاءً قُضِيَ بِهِ عَلَيْهَا؟ ! قَالَ: وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَأْخُذُ بِقَوْلِهَا (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 82) عن يعلى بن حكيم الشطر الثاني. والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 80) الشطر الأول، عن نافع عن ابن عمر. (¬2) قوله: "هذا" ليس في (م). (¬3) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (1/ 363) عن هشيم.

مسألة (497): ويخير الولد بين أبويه إذا بلغ سبع سنين أو ثمان

مَسْأَلَةٌ (497): وَيُخَيَّرُ الْوَلَدُ بَيْنَ أَبَوَيْهِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تَخْيِيرَ أَصْلًا (¬2). وَحَكَى الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنْ بَعْضِ النَّاسِ - وَأَرَادَ الْعِرَاقِيِّينَ - أَنَّهُمْ قَالُوا: الْأُمُّ أَحَقُّ بِالْغُلَامِ حَتَّى يَأْكُلَ وَحْدَهُ، وَيَلْبَسَ وَحْدَهُ، ثُمَّ الْأَبُ أَحَقُّ بِهِ، ثُمَّ الْأُمُّ أَحَقُّ بِالْجَارِيَةِ حَتَّى تَحِيضَ. [4734] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أَظُنُّهُ - عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيَّرَ غُلَامًا بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ (¬3). [4735] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، وَأَرَادَتْ أَنْ تَأْخُذَ وَلَدَهَا، فَقَالَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (6/ 239)، ومختصر المزني (ص 309)، والحاوي الكبير (11/ 501)، ونهاية المطلب (15/ 545)، والمجموع (20/ 235). (¬2) انظر: المبسوط (5/ 207)، وبدائع الصنائع (4/ 43)، والهداية في شرح البداية (2/ 284)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 49). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 238).

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَرْ أَيُّهُمَا (¬1) شِئْتَ". فَاخْتَارَ أُمَّهُ، فَذَهَبَتْ بِهِ (¬2). [4736] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ (¬3) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ سِنَانٍ - وَفِي حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي رَافِعِ بْنِ سِنَانٍ - أَنَّهُ أَسْلَمَ، وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتِ: ابْنَتِي، وَهِيَ فَطِيمٌ. - زَادَ أَبُو دَاوُدَ: أَوْ شِبْهُهُ، ثُمَّ اتَّفَقَا - وَقَالَ رَافِعٌ: ابْنَتِي. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِرَافِعٍ: "اقْعُدْ نَاحِيَةً". وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: "اقْعُدِي نَاحِيَةً". قَالَ (¬4): وَأَقْعَدَ الصَّبِيَّةَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: "ادْعُوَاهَا". فَمَالَتِ الصَّبِيَّةُ إِلَى أُمِّهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ اهْدِهَا". فَمَالَتْ إِلَى أَبِيهَا، فَأَخَذَهَا (¬5). قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬6). وَفِي هَذَا إِثْبَاتُ التَّخْيِيرِ بَيْنَ الْأَبَوَيْنِ، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا غَيْرَ مُسْلِمٍ، [وَإِلَيْهِ] (¬7) ذَهَبَ أَبُو سَعِيدٍ الْإِصْطَخْرِيُّ مِنْ أَصْحَابِنَا، وَقَدْ أَلْزَمَهُمُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - رِوَايَتَهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ فِي التَّخْيِيرِ؛ لِإِنْكَارِهِمُ التَّخْيِيرَ أَصْلًا. ¬

_ (¬1) في (ع): "اختريهما"، وفي (م) غير مقروءة، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 90). (¬2) أخرجه سعدان بن نصر في جزئه، رواية الصفار (ق 20/ ب). (¬3) سنن أبي داود، رواية ابن داسة (ق/ 257). (¬4) في (م) بدون: "قال". (¬5) في النسخ: "فأخذ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 406). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

[4737] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ (¬1)، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي، وَأَرَادَ أَنْ يَنْزِعَهُ مِنِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي" (¬2). فَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جعَلَهَا أَوْلَى بِالْغُلَامِ مَا لَمْ تَنْكِحْ، وَلَمْ يَعْتَبِرْ مَا اعْتَبَرُوهُ فِي الْغُلَامِ. وَفِي رِوَايَةِ الزَّعْفَرَانِيِّ عَنِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ: أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ [أَبِي] الْمُهَاجِرِ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - خَيَّرَ غُلَامًا بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ (¬4). [4738] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: خَيَّرَنِي عَلِيٌّ - رضي الله عنه - ¬

_ (¬1) في النسخ: "العنبري"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 831). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 407). (¬3) في النسخ: "إسماعيل بن عبد الله بن المهاجر"، والمثبت من السنن الكبير، ومعرفة السنن (11/ 302)، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (3/ 143). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير، وقال: "روى الشافعي في القديم، وليس ذلك في مسموعنا".

بَيْنَ أُمِّي وَعَمِّي، ثُمَّ قَالَ لِأَخٍ لِي أَصْغَرَ مِنِّي: وَهَذَا أَيْضًا لَوْ قَدْ بَلَغَ مَبْلَغَ هَذَا لَخَيَّرْتُهُ (¬1) (¬2). [4739] قال الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ يُونُسَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَهُ. وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ (¬3): وَكُنْتُ ابْنَ سَبْعِ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ (¬4). آخِرُ النِّكَاحِ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) في (ع): "لخيره"، وفي (م): "الخبر"، وفي الأم: "خيرته"، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 239). (¬3) أي: إبراهيم بن محمد. (¬4) المصدر السابق (6/ 239). (¬5) في (م): "هذا آخر كتاب النكاح".

كتاب الجراح

ذِكْرُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ (¬1) الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ - رحمهما الله تعالى - مِنْ كِتَاب الْجِرَاحِ مِمَّا وَرَدَ فِيهِ خَبَرٌ أَوْ أَثَرٌ ¬

_ (¬1) في (م): "به".

مسألة (498): لا يقتل المسلم بالذمي

مَسْأَلَةٌ (498): لَا يُقْتَلُ الْمُسْلِمُ بِالذِّمِّيِّ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُقْتَلُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4740] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ - رحمه الله - وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬3)، أنا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: [أَخْبَرَنِي] (¬4) أَبُو جُحَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْءٌ (¬5) سِوَى الْقُرْآنِ؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ (¬6)، إِلَّا أَنْ يُعْطِيَ اللَّهُ عَبْدًا فَهْمًا فِي كِتَابِهِ أَوْ مَا فِي الصَّحِيفَةِ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 98)، ومختصر المزني (ص 312)، والحاوي الكبير (12/ 10)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (10/ 159)، والمجموع (20/ 275). (¬2) انظر: الأصل (4/ 437)، والمبسوط (26/ 131)، وتحفة الفقهاء (3/ 101)، وبدائع الصنائع (7/ 237). (¬3) الأم (7/ 98). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) في النسخ: "شيئا"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) في (م): "النعمة" تحريف، والنسمة: الإنسان أو النفس، وبرأها: خلقها.

قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ (¬1)، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ. لَفْظُهُمَا سوَاءٌ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬3). [4741] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو (¬4) الْأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنا يُوسُفُ الْقَاضِي، ثنا عَمْرُو (¬5) بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا زُهَيْرٌ, عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنه -: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْوَحْيِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا (¬6) يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا، وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِمُشْرِكٍ. قَالَ (¬7) زُهَيْرٌ: فَقُلْتُ لِمُطَرِّفٍ: وَمَا فِكَاكُ الْأَسِيرِ؟ قَالَ: أَنْ يُفَكَّ مِنَ الْعَدُوِّ، جَرَتْ بِذَلِكَ السُّنَّةُ. وَقَالَ مُطَرِّفٌ: الْعَقْلُ الْمَعْقُلَةُ (¬8). ¬

_ (¬1) العقل: الدية. (¬2) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 172). (¬3) صحيح البخاري (9/ 11). (¬4) في النسخ: "أبو عمر"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 176). وهو: محمد بن عبد الله، انظر ترجمته في المنتخب من كتاب السياق (ص 25). (¬5) في النسخ: "عمر"، والمثبت من السنن الكبير، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (22/ 224). (¬6) في (م): "فيها". (¬7) في (م): "وقال". (¬8) المعقلة: الدية، وجمعها مَعاقل.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬1) عَنْ زُهَيْرٍ (¬2). [4742] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ بِطُوسَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ التَّمَّارُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسَدَّدٌ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، ثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ إِلَى عَلِيٍّ، فَقُلْنَا: هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ: لَا، إِلَّا مَا فِي كِتَابِي هَذَا. قَالَ مُسَدَّدٌ: قَالَ: فَأَخْرَجَ كِتَابًا - وَقَالَ أَحْمَدُ: كِتَابٌ [فِي] قِرَابِ (¬3) سَيْفِهِ - فَإِذَا فِيهِ: "الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ (¬4) أَدْنَاهُمْ، أَلَا لَا (¬5) يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا (¬6) فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ". ¬

_ (¬1) في النسخ: "يوسف"، والمثبت من السنن الكبير وصحيح البخاري، وهو: أحمد بن عبد الله بن يونس. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (1/ 375). (¬2) صحيح البخاري (4/ 69) إلى قوله: "ولا يقتل مؤمن بمشرك". ومن قوله: "قال زهير" أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 176). (¬3) في النسخ: "كتاب أقرب"، والمثبت من أصل الرواية. والقِراب: جِراب من جلد يوضع فيه السيف بغِمده. (¬4) الذمة: العهد والأمان، ومعنى "يسعى بذمتهم أدناهم": إذا أعطى أحد الجيش العدو أمانا جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس لهم أن يُخْفِرُوه، ولا أن يَنْقُضوا عليه عهده. النهاية (ذمم). (¬5) في (ع): "ألا يقتل"، وفي (م): "لا يقتل"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) الحَدَث: الأمر الحادث المنكَر الذي ليس بمعتادٍ ولا معروف في السنّة. والمُحْدِث: يروى بكسر الدال وفتحها؛ على الفاعل والمفعول، فمعنى الكسر: من نصر جانيًا أو آواه وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يُقتصّ منه. والفتح: هو الأمر المبتدَع نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه. النهاية (حدث).

قَالَ مُسَدَّدٌ: عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ (¬1). [4743] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - فِي قَوْلِهِ "وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ": يُشْبِهُ (¬2) أَنْ يَكُونَ لَمَّا أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَا قَوَدَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْكُفَّارِ، أَعْلَمَهُمْ أَنَّ دِمَاءَ أَهْلِ الْعَهْدِ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا يُقْتَلُ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ (¬3). احْتَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ - رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُ - عَلَى صِحَّةِ مَا تَأَوَّلُوا عَلَيْهِ الْخَبَرَ مِنْ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ: لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ حَرْبِيٍّ، وَلَا يُقْتَلُ بِهِ ذُو عَهْدٍ؛ بِأَنَّ رَاوِيَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، وَهُوَ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَقَدْ أَشَارَ الْمُهَاجِرُونَ - رضي الله عنهم - عَلَى عُثْمَانَ - رضي الله عنه - بِقَتْلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حِينَ قَتَلَ الْهُرْمُزَانَ وَجُفَيْنَةَ (¬4)، وَهُمَا ذِمِّيَّانِ، وَكَانَ فِيهِمْ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، فَثَبَتَ بِهَذَا أَنَّ مَعْنَى الْخَبَرِ مَا ذَكَرْنَاهُ (¬5). وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ سَاقِطٌ مِنْ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - أَشَارَ بِذَلِكَ، فَإِدْخَالُهُ فِي جُمْلَةِ مَنْ أَشَارَ بِهِ عَلَى عُثْمَانَ دُونَ رِوَايَةٍ مَوْصُولَةٍ مُحَالٌ. وَالثَّانِي: أَنَّ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَنَّهُ قَتَلَ أَيْضًا ابْنَةً لِأَبِي لُؤْلُؤَةَ صَغِيرَةً، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 334). (¬2) في النسخ: "يشبهه"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 311). (¬4) في النسخ: "وحينه"، وفي شرح معاني الآثار (3/ 193): "حفينة" بمهملة، والمثبت من مصادر تخريج القصة، وانظر في ذلك: الطبقات الكبير لابن سعد (3/ 329)، وتاريخ دمشق (38/ 61)، وتاريخ الإسلام (2/ 163). (¬5) شرح معاني الآثار (3/ 193).

كَانَتْ تَدَّعِي الْإِسْلَامَ، وَإِذَا وَجَبَ الْقَتْلُ بِوَاحِدٍ مِنْ قَتْلَاهُ (¬1) صَحَّ أَنْ يُشِيرُوا عَلَيْهِ بِالْقِصَاصِ. وَالثَّالِثُ: أَنَّ الْهُرْمُزَانَ وَإِنْ أَقَرَّ بِالْإِسْلَامِ حَالَةَ مَسِّهِ السَّيْفَ فِي الْخَبَرِ الَّذِي رَوَاهُ الطَّحَاوِيُّ، وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ فِيمَا بَيْنَ أَهْلِ الْمَغَازِي، وَإِنَّمَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، حِينَ مَسَّهُ السَّيْفُ تَعَجُّبًا وَتَبْعِيدًا (¬2) لِمَا اتَّهَمَهُ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ إِسْلَامِهِ قَبْلَ ذَلِكَ مَا: [4744] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَذَكَرَ قِصَّةَ قُدُومِ الْهُرْمُزَانِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ - رضي الله عنه -، وَمَا جَرَى فِي أَمَانِهِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَخْرِجُوا هَذَا عَنِّي، سَيِّرُوهُ فِي الْبَحْرِ. قَالَ الْهُرْمُزَانُ: فَسَمِعْتُ عُمَرَ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ بَعْدِي، فَقُلْتُ لِلَّذِي سَمِعَهُ: أَيْشٍ قَالَ؟ قَالَ: قَالَ: اللَّهُمَّ اكْسِرْ بِهِ. قَالَ: فَلَمَّا حُمِلَ فِي السَّفِينَةِ، فَسَارَتْ غَيْرَ بَعِيدٍ، فَفُتِحَ أَلْوَاحُ السَّفِينَةِ، فَقَالَ الْهُرْمُزَانُ: فَوَقَعْتُ فِي الْبَحْرِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: غَرِّقْهُ، فَرَجَوْتُ أَنْ أَنْجُوَ، فَسَبَحْتُ، فَنَجَوْتُ. فَأَسْلَمَ، فَهَذَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَدْ أَخْبَرَ بِإِسْلَامِهِ قَبْلَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ (¬3). [4745] وأخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا ¬

_ (¬1) في (م): "قتله". (¬2) في المختصر: "تعجبا أو تبعيدا". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (18/ 303) من وجه آخر مطولا بنحوه، وأخرجه المؤلف في معرفة السنن (12/ 24)، وذكره ابن حجر في الإصابة (11/ 279) من طريق علي بن عاصم.

الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ (¬1)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَاصَرْنَا تُسْتَرَ (¬2)، فَنَزَلَ الْهُرْمُزَانُ عَلَى حُكْمِ عُمَرَ (¬3). فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قُدُومِهِ بِهِ عَلَى عُمَرَ، وَمَا جَرَى فِي أَمَانِهِ، قَالَ أَنَسٌ: وَأَسْلَمَ، وَفَرَضَ لَهُ. يَعْنِي أَسْلَمَ الْهُرْمُزَانُ، وَفَرَضَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -. وَرُوِّينَا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ فِي حَدِيثِ الْأَهْوَازِ قِصَّةَ الْهُرْمُزَانِ مَعَ عُمَرَ: إِمَّا لَا (¬4) فَأَسْلِمْ. قَالَ: نَعَمْ. فَأَسْلَمَ (¬5) (¬6). [4746] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ - رضي الله عنه - لِلْهُرْمُزَانِ دِهْقَانِ (¬7) الْأَهْوَازِ أَلْفَيْنِ حِينَ أَسْلَمَ (¬8). [4747] وأخبرنا [أَبُو] (¬9) الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ ¬

_ (¬1) في (م): "عمير". (¬2) في النسخ: "تشتر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 614). (¬4) وقع في السنن الكبير (18/ 317)، ومعرفة السنن (12/ 24): "إما لي". (¬5) قوله: "قال نعم فأسلم" ليس (م). (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح (4/ 97) دون موضع الشاهد. (¬7) الدهقان: رئيس القرية، وهو فارسي معرب، ويطلق كذلك على التاجر وعلى من له مال وعقار. (¬8) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 57). (¬9) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن (12/ 25)، وإليها أشار ناسخ النسخة (م) على الطرة. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 44).

الْهُرْمُزَانَ (¬1) مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَافِعًا يَدَيْهِ يُهِلُّ أَوْ يُكَبِّرُ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله - يَعْنِي (¬3) الْبَيْهَقِيَّ - رحمه الله -: وَلَوِ اقْتَصَرَ هَذَا الشَّيْخُ (¬4) عَلَى مَا احْتَجَّ بِهِ مَشَايِخُهُ لَمْ يَقَعْ لَهُ هَذَا الْخَطَأُ الْفَاحِشُ، لَكِنَّهُ يُغْرِبُ وَيُخْطِئُ، وَلَا يَسْتَوْحِشُ مِنْ رَدِّ الْأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ، وَمُعَارَضَتِهَا بِأَمْثَالِ هَذَا، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. وَرُوِّينَاهُ (¬5) فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ - رضي الله عنهم - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَمَّا حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: [4748] فأخبرناه أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ خِرْنِيقَ بِنْتِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَخِيهَا عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ - رضي الله عنهما -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ: "أَلَمْ [تَرَ] (¬6) إِلَى مَا صَنَعَ صَاحِبُكُمْ (¬7) هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، لَوْ قَتَلْتُ مُؤْمِنًا بِكَافِرٍ لَقَتَلْتُهُ، فَدُوهُ". فَوَدَيْنَاهُ، وَبَنُو (¬8) مُدْلِجٍ مَعَنَا، فَجَاءُوا ¬

_ (¬1) زاد بعده في أصل الرواية: "بعرفة". (¬2) أخرجه يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 409). (¬3) في (م) بدون: "يعني". (¬4) يعني: أبا جعفر الطحاوي. (¬5) في النسخ: "وروينا"، والمثبت من المختصر ومعرفة السنن (12/ 25). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) في (ع): "صابئكم". (¬8) في النسخ: "وهو"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 178).

بِغَنَمٍ عُفْرٍ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا أَلْوَانًا، وَكَانَتْ بَنُو مُدْلِجٍ حُلَفَاءَ بَنِي كَعْبٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ (¬1). وَرَوَاهُ أَيْضًا الْوَاقِدِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "خِرَاشُ بْنُ أُمَيَّةَ" بَدَلَ: "هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ"، وَلَمْ يَذْكُرِ الدِّيَةَ وَمَا بَعْدَهَا (¬2). [4749] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثنا ابْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا (¬3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كِتَابَانِ. فَذَكَرَ أَحَدَهُمَا، قَالَ: وَفِي الْآخَرِ: "الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ في عَهْدِهِ، وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ، وَلَا تُنْكَحُ عَلَى الْمَرْأَةِ عَمَّتُهَا، وَلَا خَالَتُهَا، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ لَيَالٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ" (¬4). ابْنُ مَوْهَبٍ هُوَ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَمَالِكٌ هُوَ: ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، وَأَبُو الرِّجَالِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مَالِكٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 294). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 160). (¬3) هو: ابن أبي الرجال. انظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (7/ 313). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 150) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد مختصرا.

[4750] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬1) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ أَبِي الْجَنُوبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، الْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَتكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ" (¬2). [4751] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَالْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، يَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، يَرُدُّ سَرَايَاهُمْ (¬3) عَلَى قَعَدَتِهِمْ، لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ الْمُؤْمِنِ، لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ (¬4)، وَلَا تُؤْخَذُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبو سعيد"، وأشار ناسخ (م) في الهامش إلى الصواب: "سعد"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 180). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 433). (¬3) السرايا: جمع سَرِيَّة، وهي قطعة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو. والقَعَدَة: جمع قاعد، ومعنى "يرد سراياهم على قعدتهم": أن الإمام أو أمير الجيش يَبْعثُهم وهو خارجٌ إلى بلاد العدُوّ، فإذا غَنِموا شيئًا كان بينهم وبين الجيش عامَّة، وليس المقصود إذا بَعَثهم وهو مُقيم، فإن القاعدين معه لا يُشَاركونَهم في المَغْنم. النهاية (سرى). (¬4) الجلب في الزكاة: أن يقدم المصدِّق على أهل الزكاة فينزل موضعًا، ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها، فنهي عن ذلك، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم. والجنب في الزكاة: أن ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة، ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه: أي تحضر، فنهوا عن ذلك. وقيل: هو أن يجنب رب المال بماله: أي يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إلى الإبعاد في اتباعه وطلبه. النهاية (جلب، جنب).

صَدَقَاتُهُمْ إِلَّا فِي دُورِهِمْ" (¬1). [4752] أخبرناه أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "وَيُجِيرُ (¬2) عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ" بَدَلَ قَوْلِهِ: "يَسْعَى بذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ" (¬3). [4753] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّهْمَانِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّبْعِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ" (¬4). [4754] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، [ثنا أَبُو دَاوُدَ] (¬5)، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬6) بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُسْلِمُونَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (4/ 42) من طريق محمد بن إسحاق. (¬2) الإجارة: الحماية والأمان، ومعنى "يجير عليهم أدناهم": إذا أجار واحد من المسلمين - حر أو عبد أو أمة - واحدا أو جماعة من الكفار وخَفَرهُم وأمّنَهُم جاز ذلك على جميع المسلمين، لا يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأمانُه. النهاية (جور). (¬3) أخرجه البغوي في شرح السنة (10/ 202) من طريق شيخ المصنف. (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 292). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في (م)، وضرب عليها ناسخ (ع)، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 178). (¬6) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية، وهو عبيد الله بن عمر بن ميسرة. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 130).

تَكَافَأُ (¬1) دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ (¬2) يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ (¬3)، وَمُتَسَرِّيهِمْ (¬4) عَلَى قَاعِدِهِمْ، وَلَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ" (¬5). [4755] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (¬6)، عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ - أَحْسَبُهُ قَالَ: وَمُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: "لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ". قَالَ الشَّافِعِيُّ (¬7) - رحمه الله -: وَهَذَا عَامٌّ عِنْدَ أَهْلِ الْمَغَازِي؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَكَلَّمَ بِهِ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُسْنَدًا مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَحَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ [حُصَيْنٍ] (¬8) (¬9). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَقَدْ ذَكَرْنَاهُمَا قَبْلَ هَذَا. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) تكافأ دماؤهم: تتساوى في القِصاص والديَّات. النهاية (كفأ). (¬2) في النسخ: "وهو"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أي: المشد: الذي دوابه شديدة قوية، والمضعف الذي دوابه ضعيفة. يريد أن القوي من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة. النهاية (شدد). (¬4) تحتمل في النسخ: "ومتسرعهم"، والمثبت هو موافق لما في أصل الرواية. قال البغوي في شرح السنة (10/ 174): "والمتسري: الذي يخرج في السرية". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 240). (¬6) في النسخ: "حسنين"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (16/ 177)، وهو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 205). (¬7) في (م): "للشافعي". (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬9) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 309).

[4756] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرُّهَاوِيُّ، أَخْبَرَنِي جَدِّي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيُّ، أنَّ عَمَّارَ (¬1) بْنَ مَطَرٍ (¬2) حَدَّثَهُمْ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ [أَبِي] عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَتَلَ [مُسْلِمًا] (¬3) بِمُعَاهَدٍ، وَقَالَ: "أَنَا أَكْرَمُ مَنْ وَفَى بِذِمَّتِهِ" (¬4). أَخْطَأَ عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَجْهَيْنِ (¬5)؛ أَحَدُهُمَا فِي قَوْلِهِ: عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ابْنِ] (¬6) الْبَيْلَمَانِيِّ. وَالْآخَرُ: فِي ذِكْرِ ابْنِ عُمَرَ فِيهِ. وَإِنَّمَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مُرْسَلًا دُونَ ذِكْرِ ابْنِ عُمَرَ فِيهِ، وَهَذَا غَيْرُ مُسْتَبْدَعٍ مِنْ عَمَّارِ بْنِ مَطَرٍ الرُّهَاوِيِّ، فَقَدْ كَانَ يَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ، وَيَسْرِقُ الْأَحَادِيثَ، حَتَّى كَثُرَ ذَلِكَ فِي رِوَايَاتِهِ، وَسَقَطَ عَنْ حَدِّ الِاحْتِجَاجِ بِهِ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "عمارة"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 180). وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (5/ 132). (¬2) في (م): "فطر". (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 156). (¬5) أعله الدارقطني في السنن (4/ 156) بإبراهيم بن أبي يحيى، وأشار المؤلف إلى ذلك كما سيأتي. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

[4757] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا (¬1): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ابْنِ] (¬2) الْبَيْلَمَانِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "أَنَا أَحَقُّ مَنْ أَوْفَى بِذِمَّتِهِ". ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ (¬3). كَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَغَيْرُهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ مُرْسَلًا (¬4). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ (¬5) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - هَكَذَا مُرْسَلًا (¬6). وَبَلَغَنِي أَنَّ رَبِيعَةَ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَدِيثُ يَدُورُ عَلَيْهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ، وَابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ تَكَلَّمُوا فِيهِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ قَرِيبٌ مِنِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فِي الضَّعْفِ. [4758] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: "وَلَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ". فَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي وَجْهٌ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُقَادُ مُؤْمِنٌ بِذِمِّيٍّ ¬

_ (¬1) في النسخ: "قال". (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 128). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 182). (¬5) من قوله: "عن إبراهيم" إلى هنا ليس في (م). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 101).

وَإِنْ (¬1) قَتَلَهُ عَمْدًا (¬2)، وَأَمَّا رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ وَجَمِيعِ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ (¬3) أَنْ يُقَادَ بِهِ لِحَدِيثٍ يُرْوَى عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ (¬4). قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي يَحْيَى يُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، ثُمَّ بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، أَنَّهُ قَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ رَبِيعَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّمَا دَارَ الْحَدِيثُ عَلَى ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَقَادَ مُسْلِمًا بِمُعَاهَدٍ، وَقَالَ: "أَنَا أَحَقُّ مَنْ وَفَى بِذِمَّتِهِ" (¬5). وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِمُسْنَدٍ، فَلَا يُجْعَلُ مِثْلُهُ إِمَامًا يُسْفَكُ بِهِ دِمَاءُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدْ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ (¬6) قَالَ: قُلْتُ لِزُفَرَ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنَّا نَدْرَأُ الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ، وَإِنَّكُمْ جِئْتُمْ إِلَى أَعْظَمِ الشُّبُهَاتِ فَأَقْدَمْتُمْ عَلَيْهَا، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْمُسْلِمُ يُقْتَلُ بِالْكَافِرِ، قَالَ: فَاشْهَدْ أَنْتَ عَلَى رُجُوعِي عَنْ هَذَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَهْلِ الْحِجَازِ لَا يُقِيدُونَهُ (¬7) بِهِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: "وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ". فَإِنَّ ذَا الْعَهْدَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "إن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) زاد هنا في أصل الرواية: "ولكن يكون عليه الدية كاملة في ماله". (¬3) في النسخ: "يروون"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 56). (¬5) من قوله: "عن ابن البيلماني" إلى هنا أثبته محقق غريب الحديث لأبي عبيد في الحاشية وقال: إنه من النسخة (ر). (¬6) من قوله: "وقد أخبرني عبد الرحمن" إلى هنا أثبته محقق غريب الحديث لأبي عبيد في الحاشية وقال: إنه من النسخة (ر). (¬7) تقرأ في النسخ: "يقرونه"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 182).

الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ يَدْخُلُ عَلَيْنَا بِأَمَانٍ، فَقَتْلُهُ مُحَرَّمٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَأْمَنِهِ، وَأَصْلُ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} (¬1) (¬2). [4759] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: لَقِيتُ زُفَرَ فَقُلْتُ لَهُ: صِرْتُمْ حَدِيثًا فِي النَّاسِ وَضُحْكَةً! قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: تَقُولُونَ فِي الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا: ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ، وَجِئْتُمْ إِلَى أَعْظَمِ الْحُدُودِ فَقُلْتُمْ: تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ". وَقُلْتُمْ: يُقْتَلُ بِهِ. قَالَ: وَإِنِّي أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ (¬3). [4760] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: حَدِيثُ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَتَلَ مُسْلِمًا بِمُعَاهَدٍ هَذَا إِنَّمَا يَدُورُ عَلَى ابْنِ أَبِي يَحْيَى، لَيْسَ لَهُ وَجْهٌ، حَجَّاجٌ إِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْهُ (¬4). [4761] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الْبُخَارِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ، وَرَوَى عَنْهُ رَبِيعَةُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَتَلَ مُسْلِمًا بِمُعَاهَدٍ، وَهُوَ مُرْسَلٌ وَمُنْكَرٌ (¬5). ¬

_ (¬1) سورة التوبة (آية: 6). (¬2) غريب الحديث للقاسم بن سلام (4/ 58). (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 112) من طريق ابن مهدي. (¬4) أخرجه يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 33). (¬5) انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر (6/ 136).

[4762] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ - رحمه الله -: ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ ضَعِيفٌ لَا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ إِذَا وَصَلَ الْحَدِيثَ، فَكَيْفَ بِمَا (¬1) يُرْسِلُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَالَ قَائِلٌ: فَقَدْ رُوِّينَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قتَلَ مُؤْمِنًا بِكَافِرٍ؟ قُلْنَا: أَفَرَأَيْتَ لَوْ كُنَّا نَحْنُ وَأَنْتَ نُثْبِتُ الْمُنْقَطِعَ؛ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِمَنْ رَوَى، فَرُوِيَ حَدِيثَانِ (¬3): أَحَدُهُمَا مُنْقَطِعٌ، وَالْآخَرُ مُتَّصِلٌ بِخِلَافِهِ، أَيُّهُمَا كَانَ أَوْلَى بِنَا أَنْ نُثْبِتَهُ؟ الَّذِي ثَبَّتْنَاهُ (¬4)، وَقَدْ عَرَفْنَا مَنْ رَوَاهُ بِالصِّدْقِ؟ أَوِ الَّذِي ثَبَّتْنَاهُ بِالظَّنِّ؟ قَالَ: بَلِ الَّذِي ثَبَّتْنَاهُ مُتَّصِلًا. قُلْنَا: فَحَدِيثُنَا مُتَّصِلٌ، وَحَدِيثُ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ مُنْقَطِعٌ، وَحَدِيثُ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ خَطَأٌ، وَإِنَّمَا (¬5) رَوَى ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ فِيمَا بَلَغَنِي، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ قَتَلَ كَافِرًا لَهُ عَهْدٌ إِلَى مُدَّةٍ، وَكَانَ الْمَقْتُولُ رَسُولًا، فَقَتَلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَوْ كَانَ ثَابِتًا كُنْتَ أَنْتَ قَدْ خَالَفْتَ الْحَدِيثَيْنِ؛ حَدِيثَنَا وَحَدِيثَ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ. قَالَ: وَالَّذِي قَتَلَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ قَبْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَقَبْلَ الْفَتْحِ بِزَمَانٍ، وَخُطْبَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُقْتَلُ مُؤْمِن بِكَافِرٍ" عَامَ الْفَتْحِ، فَلَوْ كَانَ كَمَا تَقُولُ [كَانَ] (¬6) مَنْسُوخًا. ¬

_ (¬1) في (م): "لما". (¬2) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 204/ ب). (¬3) في النسخ: "حديثا أن"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) في (م): "ثبتناه متصل". (¬5) في (م): "فإنما". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة.

قَالَ: فَلِمَ لَمْ تَقُلْ بِهِ، وَتَقُولُ: هُوَ مَنْسُوخٌ؟ وَقُلْتَ: هَذَا خَطَأٌ؟ قُلْتُ: عَاشَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دَهْرًا، وَأَنْتَ إِنَّمَا تَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْ بُعْدٍ، لَيْسَ لَكَ بِهِ [مِثْلُ] (¬1) مَعْرِفَةِ أَصْحَابِنَا، وَعَمْرٌو قَتَلَ اثْنَيْنِ وَدَاهُمَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَزِدِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عمْرًا عَلَى أَنْ قَالَ: "قَتَلْتَ (¬2) رَجُلَيْنِ لَهُمَا مِنِّي عَهْدٌ، لَأَدِيَنَّهُمَا" (¬3). [4763] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ (¬4)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬5) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَنُوبِ الْأَسَدِيِّ (¬6)، قَالَ: أُتِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، قَالَ: فَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَجَاءَ أَخُوهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَفَوْتُ. قَالَ: فَلَعَلَّهُمْ هَدَّدُوكَ وَفَرَّقُوكَ (¬7) وَفَزَّعُوكَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّ قَتْلَهُ لَا يَرُدُّ عَلَيَّ أَخِي، وَعَوَّضُونِي فَرَضِيتُ. قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ، مَنْ كَانَ لَهُ ذِمَّتُنَا فَدَمُهُ كَدَمِنَا، وَدِيَتُهُ كَدِيَتِنَا (¬8). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬2) في النسخ: "قلت"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) قاله الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 137). (¬4) قال البيهقي في السنن الكبير (16/ 189): "كذا قال: حسن، وقال غيره: حسين بن ميمون"، وبهذا الأخير ترجم له، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (6/ 487). (¬5) في النسخ: "عبيد الله"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 183). (¬6) في النسخ: "الأحدي"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬7) الفَرَق: الخوف. (¬8) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 131).

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَرَوَاهُ الْحَكَمُ وَشُعْبَةُ مِنْ رِوَايَةٍ تُشْبِهُ عَنْهُمَا، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي الْجَنُوبِ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، وَأَبُو الْجَنُوبِ لَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. [4764] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: أَبُو الجَنُوبِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ: وَفِي حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ (¬3) عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مَا دَلَّكُمْ أَنَّ عَلِيًّا لَا يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا فَيَقُولَ بِخِلَافِهِ (¬4). [4765] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬5) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ جَابِرٍ - أَوْ قَالَ: صَاعِدٍ (¬6) - عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلًا مِنَ الْحِيرَةِ نَصْرَانِيًّا، فَقَتَلَهُ بِهِ عُمَرُ - رضي الله عنه - (¬7). هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَرَاوِيهِ ضَعِيفٌ. ¬

_ (¬1) قال شعبة بعد أن رواه عن الحكم عن حسين: "فلقيت حسين بن ميمون فحدثني عن أبي الجنوب" مباشرة؛ لذلك لما ترجم المزي لحسين بن ميمون في التهذيب ذكر في شيوخه: عبد الله بن عبد الله مولى بني هاشم وأبي الجنوب الأسدي؛ أظنه اعتمادا على هذه الرواية. وانظر سنن الدارقطني (4/ 179). (¬2) قال الدارقطني في السنن (4/ 180). (¬3) قوله: "عن" ليس في (ع). (¬4) قاله المؤلف أيضا في السنن (16/ 190)، والمعرفة (12/ 31). (¬5) في (م): "أبو سعيد"، وأشار ناسخ (م) في الهامش فقَالَ: "سعد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬6) في أصل الرواية: "عن صاعد" بدون شك. (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 282).

وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَزَادَ فِيهِ: فَكَتَبَ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَمْ يُقْتَلْ فَلَا تَقْتُلُوهُ. فَرَأَوْا أَنَّ عُمَرَ أَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهُمْ مِنَ الدِّيَةِ (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: الَّذِي رَجَعَ إِلَيْهِ أَوْلَى بِهِ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ أَنْ يُخِيفَهُ بِالْقَتْلِ، وَلَا يَقْتُلَهُ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ وَضَعِيفٌ (¬2). [4766] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا ابْنُ زُهَيْرٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، ثنا عِيسَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَهُودِيًّا، فَرَكِبَ أَخُوهُ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ أَنْ يُقِيدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ: اقْتُلْ، فَيَقُولُ: لَا، حَتَّى يَجِيءَ الْغَيْظُ (¬3). فَكَتَبَ عُمَرُ أَنْ لَا يُقَادَ وَأَنْ يُودَى (¬4). [4767] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ (¬5) بْنُ حَازِمٍ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ حَدَّثَهُ عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ دَعَا نَبَطِيًّا يُمْسِكُ لَهُ دَابَّتَهُ عِنْدَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَبَى، فَضَرَبَهُ، فَشَجَّهُ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ: مَا دَعَاكَ إِلَى مَا صَنَعْتَ بِهَذَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَرْتُهُ أَنْ يُمْسِكَ دَابَّتِي فَأَبَى، وَأَنَا رَجُلٌ [فِيَّ حَدٌّ] (¬6)، فَضَرَبْتُهُ. فَقَالَ: اجْلِسْ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 138). (¬2) المصدر السابق (9/ 138). (¬3) في مصادر التخريج: "الغضب". (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 279) من طريق شعبة، وفيه أنه قتل رجلا من العباد. (¬5) تقرأ في (ع): "جريم"، وفي (م): "يزيد"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 185). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. والحد يعني الغضب. النهاية (حدد).

لِلْقِصَاصِ. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَتُقِيدُ عَبْدَكَ مِنْ أَخِيكَ؟ ! فَتَرَكَ عُمَرُ الْقَوَدَ، وَقَضَى عَلَيْهِ بِالدِّيَةِ (¬1). [4768] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا بَحْرٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَقَدْ جَرَحَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَأَرَادَ أَنْ يُقِيدَهُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: مَا يَنْبَغِي هَذَا، فَقَالَ: إِذَنْ نُضْعِفَ (¬2) عَلَيْهِ الْعَقْلَ. فَأَضْعَفَهُ (¬3). وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُحَدِّثُ النَّاسَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ قُتِلَ بِالشَّامِ عَمْدًا، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذْ ذَاكَ بِالشَّامِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: قَدْ وَقَعْتُمْ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ، لَأَقْتُلَنَّهُ بِهِ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ. فَصَلَّى ثُمَّ دَعَا أَبَا عُبَيْدَةَ فَقَالَ: لِمَ زَعَمْتَ لَا أَقْتُلُهُ بِهِ؟ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَرَأَيْتَ لَوْ قَتَلَ عَبْدًا لَهُ أَكُنْتَ قَاتِلَهُ بِهِ؟ فَصَمَتَ عُمَرُ - رضي الله عنه -، ثُمَّ قَضَى عَلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ مُغَلِّظًا عَلَيْهِ (¬4). [4769] وأخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ، فَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ؛ فَإِنْ شَاءُوا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 296) من طريق المؤلف. (¬2) في (م): "تضعف". (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 185). (¬4) المصدر السابق (16/ 185).

قَتَلُوهُ، وَإِنْ شَاءُوا عَفَوْا، فَدُفِعَ الرَّجُلُ إِلَى [وَلِيِّ] الْمَقْتُولِ - إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: حُنَيْنٌ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ - فَقَتَلَهُ، فَكَتَبَ عُمَرُ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَمْ يُقْتَلْ فَلَا تَقْتُلُوهُ. فَرَأَوْا أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهُمْ مِنَ الدِّيَةِ (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: الَّذِي رَجَعَ إِلَيْهِ أَوْلَى بِهِ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ أَنْ يُخِيفَهُ بِالْقَتْلِ وَلَا يَقْتُلَهُ. قَالَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهُ: فَقَدْ رُوِّيتُمْ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ فِي مُسْلِمٍ قَتَلَ نَصْرَانِيًّا: إِنْ كَانَ الْقَاتِلُ قَتَّالًا فَاقْتُلُوهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ قَتَّالٍ فَدَعُوهُ وَلَا تَقْتُلُوهُ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَدْ رُوِّينَاهُ، فَاتَّبِعْ عُمَرَ كَمَا قَالَ، فَأَنْتَ لَا تَتَّبِعُهُ فِيمَا قَالَ. [قَالَ] (¬3): فَثَبَتَ عِنْدَكُمْ مِنْ هَذَا شَيءٌ؟ قُلْنَا: وَلَا حَرْفٌ، وَهَذِهِ أَحَادِيثُ مُنْقَطِعَاتٌ أَوْ ضِعَافٌ أَوْ تَجْمَعُ الِانْقِطَاعَ وَالضَّعْفَ جَمِيعًا (¬4). [4770] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ذَكَرَ سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَيْخٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي مُسْلِمٍ قَتَلَ مُعَاهَدًا، فَكَتَبَ: إِنْ كَانَتْ طَيْرَةً فِي غَضَبٍ فَأَغْرِمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَإِنْ كَانَ لِصًّا عَادِيًا فَاقْتُلْهُ (¬5). [4771] وأخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 132). (¬2) المصدر السابق (9/ 138). (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (16/ 186). (¬4) كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 139). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 93) من طريق عمرو بن دينار.

صَالِحٍ الْبَغْدَادِيُّ بِبَلْخَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، أَنَّ رَجُلًا مُسْلِمًا قَتَلَ رَجُلًا (¬1) مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ بِالشَّامِ، فَرُفِعَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، فَكَتَبَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ ذَاكَ مِنْهُ خُلُقًا فَقَدِّمْهُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَتْ إِنَّمَا (¬2) هِيَ طَيْرَةً (¬3) طَارَهَا فَأَغْرِمْهُ دِيَتَهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ (¬4). [4772] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬5)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مُسْلِمًا قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَمْدًا، وَرُفِعَ إِلَى عُثْمَانَ (¬6) فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَغَلَّظَ عَلَيْهِ الدِّيَةَ مِثْلَ دِيَةِ الْمُسْلِمِ (¬7). [4773] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْفَقِيهُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا زَحْمُويَهْ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ لَا يُقِيدَانِ الْمُشْرِكَ مِنَ الْمُسْلِمِ (¬8). الْأَوَّلُ مَوْصُولٌ، وَهَذَا مُنْقَطِعٌ. ¬

_ (¬1) قوله: "مسلما قتل رجلا" ليس في (م). (¬2) قوله: "إنما" ليس في (م) ولا في السنن. (¬3) الطَّيْرة: الغضب، وانظر الحديث السابق. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 187). (¬5) مصنف عبد الرزاق (6/ 128)، (10/ 96). (¬6) في النسخ والمختصر: "عمر"، والمثبت من أصلي الرواية والسنن الكبير (16/ 188). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 176)، ورواية الحارثي (ق 205/ ب). (¬8) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 203/ ب).

[4774] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ شَاسٍ الْجُذَامِيَّ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَنْبَاطِ الشَّامِ، فَرُفِعَ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ (¬1) بِقَتْلِهِ، فَكَلَّمَهُ (¬2) الزُّبَيْرُ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَنَهَوْهُ عَنْ قَتْلِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ [دِيَتَهُ] (¬3) أَلْفَ دِينَارٍ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قُلْتُ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ مَنْ يُجْهَلُ، فَإِنْ كَانَ غَيْرَ ثَابِتٍ فَدَعِ الِاحْتِجَاجَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ ثَابِتًا فَقَدْ زَعَمْتَ أَنَّهُ أَرَادَ قَتْلَهُ، فَمَنَعَهُ (¬5) أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَجَعَ لَهُمْ، فَهَذَا عُثْمَانُ - رضي الله عنه - وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مُجْمِعُونَ لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، فَكَيْفَ خَالَفْتَهُمْ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "فأمره"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (16/ 188). (¬2) في (ع): "فكمله". (¬3) في النسخ: "دية"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 133). (¬5) في النسخ: "منعه"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (16/ 189). (¬6) كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 139).

مسألة (499): لا يقتل حر بعبد

مَسْأَلَةٌ (499): لَا يُقْتَلُ حُرٌّ بِعَبْدٍ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (¬3): يُقْتَلُ (¬4). وَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ عَلَى الْكِتَابِ وَالنَّظَرِ: قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} (¬5)، فَأَدْخَلَ فِيهِ لَامَ الْمَعْرِفَةِ، وَلَامُ الْمَعْرِفَةِ إِذَا دَخَلَ فِي الِاسْمِ وَجَبَ قَصْرُ الْحُكْمِ عَلَيْهِ وَنَفْيُ مَا عَدَاهُ، عَلَى طَرِيقَةِ أَصْحَابِنَا، وَهُوَ الْقَوْلُ لِفَحْوَى الْكَلَامِ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" (¬6). أَيْ: وَلَا (¬7) وَلَاءَ لِمَنْ [لَمْ] (¬8) يُعْتِقْ. كَذَلِكَ قَوْلُهُ: "الْحُرُّ بِالْحُرِّ". وَلَا يُقْتَلُ بِالْعَبدِ. قَالَهُ لِيَ الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ. وَرَوَى الثَّوْريُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا يُقْتَلُ الْحُرُّ بِالْمَمْلُوكِ (¬9). ¬

_ (¬1) في (ع): "بعد"، وفي (م): "ببعيد"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (7/ 67)، ومختصر المزني (ص 312)، والحاوي الكبير (12/ 16)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (10/ 163)، والمجموع (20/ 275). (¬3) قوله: "أبو حنيفة" ليس في (ع). (¬4) انظر: الأصل (4/ 436)، والمبسوط (26/ 129)، وتحفة الفقهاء (3/ 101)، وبدائع الصنائع (7/ 237). (¬5) سورة البقرة (آية: 178). (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح (2/ 128). (¬7) قوله: "ولا" ليس في (م). (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬9) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 572) عن الحسن بمعناه.

وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: لَا يُقْتَلُ بِهِ (¬1). وَرَوَاهُ مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬2). [4775] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ (¬3)، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يُقْتَلُ حُرٌّ بِعَبْدٍ" (¬4). هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [4776] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا أَبُو الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَمِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا (¬5) يُقْتَلَ حُرٌّ بِعَبْدٍ (¬6). إِنْ سَلِمَ هَذَا مِنْ (¬7) جَابِرٍ فَسَائِرُ رُوَاتِهِ ثِقَاتٌ. [4777] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، قَالَ: أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لَا يُقْتَلَ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلَا حُرٌّ بِعَبْدٍ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 137) بلفظ: "لا يستقيد حر من عبد". (¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية أبي مصعب (2/ 223). (¬3) في النسخ: "جوير"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (5/ 167). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 153). (¬5) في (ع): "ألا". (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 154)، ورواية الحارثي (ق 204/ أ). (¬7) في النسخ: "عن"، والمثبت مقتضى السياق، وانظر المختصر. (¬8) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 186).

[4778] قال: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا لَا يَقْتُلَانِ الْحُرَّ بِقَتْلِ (¬1) الْعَبْدِ (¬2). [4779] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عُبْدُوسٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - كَانَا لَا يَقْتُلَانِ الْحُرَّ بِقَتْلِ الْعَبْدِ (¬3) (¬4). [4780] قال: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّبَرِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ وَالْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مِثْلَهُ سَوَاءً (¬5). وَرَوَيْنَا فِي الْمَسْأَلَةِ قَبْلَهَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنهم - مَا دَلَّ عَلَى أَنَّ الْحُرَّ لَا يُقْتَلُ بِالْعَبْدِ، حَيْثُ قَالَا: أَتُقِيدُ عَبْدَكَ مِنْ أَخِيكَ؟ وَوَافَقَهُمَا عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ فَتَرَكَ قَتْلَ الْمُسْلِمِ بِالذِّمِّيِّ الَّذِي هُوَ يُعَرَّضُ أَنْ يَنْقُضَ الْعَهْدَ، فَيَلْحَقَ بِدَارِ الْحَرْبِ، فَيُسْتَرَقَّ. [4781] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا (¬6): أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، ¬

_ (¬1) في أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 190): "يقتلُ". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 196). (¬3) في (م): "الحر بالعبد". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 155)، ورواية الحارثي (ق 204/ أ). (¬5) المصدر السابق، رواية الحارثي (ق 203/ أ). (¬6) في النسخ: "قال".

ثنا لَيْثٌ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ (¬1): إِذَا قَتَلَ الْحُرُّ الْعَبْدَ مُتَعَمِّدًا فَهُوَ قَوَدٌ. قَالَ عَلِيٌّ: لَا تَقُومُ [بِهِ] (¬2) حُجَّةٌ؛ لِأَنَّهُ مُرْسَلٌ (¬3). [4782] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا الْأَصَمُّ (¬4)، أنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ [ابْنِ] أَبِي جَعْفَرٍ (¬5)، عَنْ بُكَيْرٍ؛ أَنَّ السُّنَّةَ مَضَتْ بِأَنْ لَا يُقْتَلَ الْحُرُّ الْمُسْلِمُ بِالْعَبْدِ وَإِنْ قَتَلَهُ عَمْدًا، وَعَلَيْهِ الْعَقْلُ (¬6). [4783] قال: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (¬7)، أَنَّهُ قَالَ: لَا قَوَدَ بَيْنَ الْحُرِّ وَالْعَبْدِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَتَلَ الْحُرَّ عَمْدًا قُتِلَ بِهِ (¬8). وَقَالَ لِي مَالِكٌ مِثْلَهُ. ¬

_ (¬1) كذا في النسخ والمختصر والسنن الكبير (16/ 192)، والذي في أصل الرواية وإتحاف المهرة (10/ 176): "ابن مسعود". (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 155)، ورواية الحارثي (ق 204/ أ). (¬4) في (م): "إبراهيم". (¬5) في النسخ: "عن ابن جعفر"، والمثبت من السنن الكبير. وهو: عبيد الله بن أبي جعفر، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 18). (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 192)، وعزاه له ابن الملقن في البدر المنير (8/ 370). (¬7) في (م): "عن شهاب". (¬8) أخرجه مالك في الموطأ، رواية أبي مصعب (2/ 223). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 137) من طريق ابن أبي ذئب.

وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ مِثْلَهُ (¬1). [4784] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ لَفْظًا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ (¬2)، وَمَنْ خَصَاهُ (¬3) خَصَيْنَاهُ" (¬4). هَذَا مَنْسُوخٌ إِجْمَاعًا (¬5). [4785] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا يُقادُ الْحُرُّ بِالْعَبْدِ (¬6). وَفِي قَوْلِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ - رحمه الله - دَلَالَةٌ عَلَى نَسْخِ مَا رَوَاهُ عَنْ سَمُرَةَ أَوْ ضَعْفِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ كِتَابٍ عَنْ سَمُرَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَ حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ (¬7). فَمَعْلُومٌ مِنْ حَالِ الْحَسَنِ أَنَّهُ لَا يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حدِيثًا يُثْبِتُهُ ثُمَّ لَا يَقُولُ بِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 137)، وقد تقدم في أول المسألة. (¬2) الجَدْعُ: قطع الأنف، وقطع الأذن أيضا، وقطع اليد والشفة. (¬3) في (ع): "خصه". (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 223). (¬5) انظر: ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين (ص 425). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، مصورة برنستون (ق/ 332). (¬7) انظر: كلام ابن معين في التاريخ، رواية الدوري (4/ 227)، والنسائي في المجتبى (3/ 165).

مسألة (500): القصاص يجري فيما بين الرجال والنساء، وبين العبيد في النفس، وفيما دون النفس

مَسْأَلَةٌ (500): الْقِصَاصُ يَجْرِي فِيمَا بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَبَيْنَ الْعَبِيدِ (¬1) فِي النَّفْسِ، وَفِيمَا دُونَ النَّفْسِ (¬2). قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجْرِي بَيْنَهُمُ الْقِصَاصُ فِيمَا دُونَ النَّفْسِ (¬3). لَنَا مَا قَالَ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله - فِي التَّرْجَمَةِ، فَقَالَ: يُذْكَرُ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -: تُقَادُ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ فِي كُلِّ عَمْدٍ يَبْلُغُ نَفْسَهُ فَمَا دُونَهَا مِنَ الْجِرَاحِ. قَالَ: وَبِهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬4)، وَأَبُو الزِّنَادِ عَنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: وَجَرَحَتْ أُخْتُ الرُّبَيِّعِ إِنْسَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْقِصَاصُ" (¬5). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: أَمَّا الرِّوَايَةُ فِيهِ فِي قِصَّةِ أُخْتِ الرُّبَيِّعِ: [4786] فأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حَارِثَةَ جَرَحَتْ إِنْسَانًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْقِصَاصُ". فَقَالَتْ أُمُّ الرُّبَيِّعِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتقْتَصُّ ¬

_ (¬1) في النسخ: "العبد"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (7/ 133)، (8/ 351)، ومختصر المزني (ص 312)، والحاوي الكبير (12/ 8, 26)، والمجموع (20/ 551). (¬3) انظر: الأصل (4/ 440)، والمبسوط (26/ 136)، وتحفة الفقهاء (3/ 104)، وبدائع الصنائع (7/ 310). (¬4) زاد بعده في الصحيح: "وإبراهيم". (¬5) صحيح البخاري (9/ 7).

مِنْ فُلَانَةَ؟ وَاللَّهِ لَا يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "سُبْحَانَ اللَّهِ، الْقِصَاصُ كِتَابُ اللَّهِ". قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا يُقْتَصُّ مِنْهَا أَبَدًا. قَالَ: فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا الدِّيَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ" (¬1). وَأَمَّا الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنِ الْعُمَرَيْنِ: [4787] فأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ فِي كِتَابٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: يُقَادُ الْمَمْلُوكُ [مِنَ الْمَمْلُوكِ] (¬2) فِي كُلِّ عَمْدٍ يَبْلُغُ نَفْسَهُ فَمَا (¬3) دُونَ ذَلِكَ (¬4). وَرُوِيَ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: [4788] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالى: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} قَالَ: كَانُوا لَا يَقْتُلُونَ الرَّجُلَ بِالْمَرْأَةِ وَلَكِنْ يَقْتُلُونَ الرَّجُلَ بِالرَّجُلِ وَالْمَرْأَةَ بِالْمَرْأَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} فَجَعَلَ الْأَحْرَارَ فِي الْقِصَاصِ سَوَاءً فِيمَا بَيْنَهُمْ فِي الْعَمْدِ، رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ، فِي النَّفْسِ وَفِيمَا دُونَ النَّفْسِ، وَجَعَلَ الْعَبِيدَ مُسْتَوِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ فِي الْعَمْدِ، فِي النَّفْسِ وَفِيمَا دُونَ النَّفْسِ، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 105) من طريق عفان. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (16/ 201). (¬3) في (م): "فيما". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 138).

رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ (¬1). [4789] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، أَنَّ السُّنَّةَ مَضَتْ فِيمَا بَلَغَهُ بِذَلِكَ؛ إِذَا كَانَا حُرَّيْنِ - يَعْنِي: الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ (¬3) - فَفَقَأَ عَيْنَهَا فَقُئِتَ عَيْنُهُ. [4790] قال: وَبَلَغَنِي عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مِثْلُ ذَلِكَ؛ أَنَّهُ يُقْتَلُ بِهَا وَيُقْتَصُّ مِنْهُ (¬4). وَالرِّوَايَةُ عَنِ التَّابِعِينَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ مِنْهُمْ (¬5). وَرُوِّينَا عَنِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِ. [4791] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ (¬6) الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْقِصَاصُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ فِي الْعَمْدِ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (3/ 100) من طريق عبد الله بن صالح. (¬2) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 206). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 18). (¬3) تقرأ في النسخ: "يعني الرجل المرأة"، والمثبت من السنن. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 206). (¬5) كذا في النسخ والمختصر، فإن لم يكن ثم سقط، فقد اختصر المؤلف هذه العبارة اختصارا أخل بالمعنى، وهي واضحة جلية في السنن الكبير (16/ 207) فراجعها لزاما. (¬6) في النسخ: "أنا نصر"، وكتب ناسخ (م) على طرتها: "أبو" ووضع فوقه علامة: "ي"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 208). وانظر ترجمته في الجواهر المضية في تاريخ الحنفية (1/ 87).

وَعَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ مِثْلُهُ. وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِثْلُهُ (¬1). وَأَمَّا مَا: [4792] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ غُلَامًا لِأُنَاسٍ فُقَرَاءَ قَطَعَ أُذُنَ غُلَامٍ لِأُنَاسٍ أَغْنِيَاءَ، فَأَتَى أَهْلُهُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أُنَاسٌ فُقَرَاءُ. فَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِ شَيْئًا (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: إِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِالْغُلَامِ الْمَذْكُورِ فِيهِ الْمَمْلُوكَ فَإِجْمَاعُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ جِنَايَةَ الْعَبْدِ فِي رَقَبَتِهِ، يَدُلُّ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - عَلَى أَنَّ الْجِنَايَةَ كَانَتْ خَطَأً، وَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّمَا لَمْ يَجْعَلْ [عَلَيْهِ] (¬3) شَيْئًا؛ لِأَنَّهُ الْتَزَمَ أَرْشَ (¬4) جِنَايَتِهِ، فَأَعْطَاهُ مِنْ عِنْدِهِ مُتَبَرِّعًا. وَقَدْ حَمَلَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ (¬5) اللَّهُ عَلَى أَنَّ الْجَانِيَ كَانَ حُرًّا وَكَانَتِ الْجِنَايَةُ خَطَأً، وَكَانَتْ عَاقِلَتُهُ (¬6) فُقَرَاءَ. فَلَمْ (¬7) يَجْعَلْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا؛ إِمَّا لِفَقْرِهِمْ، وَإِمَّا لِأَنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ الْجِنَايَةَ الْوَاقِعَةَ عَلَى الْعَبْدِ إِنْ كَانَ الْمَجْنِيُّ عَلَيْهِ مَمْلُوكًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) أخرجهم جميعا ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 188) من طريق سفيان الثوري. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، مصورة برنستون (ق/ 339). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬4) الأرش: دية الجراحات. (¬5) معالم السنن للخطابي (4/ 41). (¬6) العاقلة: هي العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ. (¬7) من قوله: "إنما لم" إلى هنا ليس في (م).

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ يَكُونُ الْجَانِي غُلَامًا حُرًّا غَيْرَ بَالِغٍ، وَكَانَتِ الْجِنَايَةُ عَمْدًا، فَلَمْ يَجْعَلْ أَرْشَهَا عَلَى عَاقِلَتِهِ، وَكَانَ فَقِيرًا، فَلَمْ يَجْعَلْهُ فِي الْحَالِ عَلَيْهِ، أَوْ رَآهُ (¬1) عَلَى عَاقِلَتِهِ فَوَجَدَهُمْ فُقَرَاءَ فَلَمْ يَجْعَلْهُ عَلَيْهِمْ؛ لِكَوْنِ الْجِنَايَةِ فِي حُكْمِ الْخَطَأِ، وَلَا عَلَيْهِمْ لِكَوْنِهِمْ فُقَرَاءَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في (ع): "ورآه"، وفي (م): "ورواه"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (16/ 399).

مسألة (501): وإذا قطع اثنان يد إنسان دفعة واحدة [عمدا] وجب عليهما القصاص

مَسْأَلَةٌ (501): وَإِذَا قَطَعَ اثْنَانِ يَدَ إِنْسَانٍ دَفْعَةً وَاحِدَةً [عَمْدًا] (¬1) وَجَبَ عَلَيْهِمَا الْقِصَاصُ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجِبُ (¬3) لَنَا مَا: [4793] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ يَعْنِي الشَّعْبِيَّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا عَلِيًّا - رضي الله عنه - فَشَهِدَا عَلَى رَجُلٍ أَنَّهُ سرَقَ، فَقَطَعَ عَلِيٌّ يَدَهُ، ثُمَّ أَتَيَاهُ بِآخَرَ فَقَالَا: هَذَا الَّذِي سَرَقَ وَأَخْطَأْنَا عَلَى الْأَوَّلِ، فَلَمْ يُجِزْ شَهَادَتَهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَغَرَّمَهُمَا دِيَةَ الْأَوَّلِ، وقَالَ: لَوْ أَعْلَمُكُمَا تَعَمَّدْتُمَا لَقَطَعْتُكُمَا (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ الْبَابِ (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: نهاية المطلب (16/ 201)، والمجموع (20/ 320). (¬3) انظر: الأصل (4/ 440)، والمبسوط (26/ 137)، وتحفة الفقهاء (3/ 100)، والبناية شرح الهداية (13/ 127). (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 465). (¬5) صحيح البخاري (9/ 8).

مسألة (502): والقتل بالخشب الكبير والحجر الذي يقتل مثله لا محالة قتل عمد موجب للقصاص

مَسْأَلَةٌ (502): وَالْقَتْلُ بِالْخَشَبِ الْكَبِيرِ وَالْحَجَرِ الَّذِي يَقْتُلُ مِثْلُهُ لَا مَحَالَةَ قَتْلُ عَمْدٍ مُوجِبٌ لِلْقِصَاصِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَحْدَهُ: وَهُوَ شِبْهُ عَمْدٍ وَلَا قِصَاصَ فِيهِ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [4794] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَفَّانُ (ح) وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَا: ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ جَارِيَةً وُجِدَ رَأْسُهَا قَدْ رُضَّ (¬3) بَيْنَ حَجَرَيْنِ، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكِ (¬4): فُلَانٌ، فُلَانٌ؟ حَتَّى ذُكِرَ يَهُودِيٌّ، فَأَوْمَتْ بِرَأْسِهَا، فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ فَاعْتَرَفَ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُرَضَّ رَأْسُهُ بِالْحِجَارَةِ. لَفْظُ حَدِيثِ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 351)، ومختصر المزني (ص 313)، والحاوي الكبير (12/ 37)، والمجموع (20/ 297). (¬2) انظر: الأصل (4/ 395)، والمبسوط (26/ 64)، وتحفة الفقهاء (3/ 103)، وبدائع الصنائع (7/ 233). (¬3) الرض: الدق والجرش. (¬4) زاد هنا في (م): "قالت".

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هَمَّامٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ (¬2). [4795] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ مُسَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْسِمُ شَيْئًا، أَقْبَلَ رَجُلٌ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَطَعَنَهُ بِعُرْجُونٍ كَانَ مَعَهُ، فَجُرِحَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَعَالَ فَاسْتَقِدْ". فقَالَ: بَلْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬3). [4796] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا الْحَجَّاجُ (¬4)، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ: أَخْبَرَنِي أَشْيَاخُنَا (¬5) أَنَّ رَجُلًا رَمَى رَجُلًا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهُ، فَأَقَادَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 121). (¬2) صحيح مسلم (5/ 104). (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 304). (¬4) أخرجه المؤلف في المعرفة (12/ 50) عن ابن عبدان مثله، فقال فيه: "ثنا مسدد ثنا محمد بن جابر عن زياد"، ثم قال بعد ذلك: "ورواه الحجاج عن زياد بن علاقة"، وقد أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 129)، وابن قانع في معجمه (3/ 117)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2566) جميعهم من طريق مسدد، فقالوا: "عن محمد بن جابر عن زياد بن علاقة"، وطريق عبد الواحد مُخرج بعد هذا، والله أعلم. (¬5) قال في معرفة السنن: "عن مرداس". (¬6) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (3/ 117) من طريق محمد بن جابر.

[4797] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أنا الْحَجَّاجُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، أنا أَشْيَاخُنَا الَّذِينَ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَجُلًا رَمَى رَجُلًا بِحَجَرٍ، فَأَقَادَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهِ (¬1). [4798] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ زَيادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ مِرْدَاسِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَمَى رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ أَخًا لِي فَقَتَلَهُ، فَفَرَّ فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَادَنَا مِنْهُ (¬2). [4799] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ [أَبِي] (¬4) إِسْرَائِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ (¬5) قَالَ: طُرِدَتْ إِبِلٌ (¬6) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 232) عن زياد بن علاقة. وأخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 217). (¬2) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (20/ 299) من طريق عبدان. (¬3) في (م): "عبد الله". (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (2/ 398). (¬5) كذا في النسخ: "السلمي"، ولم أجد من نسبه سلميا، وفي مصدر التخريج: "الثقفي"، وهو: مرداس بن عروة العامري، معدود في الكوفيين، ونسبه البغوي وابن حبان ثقفيا. انظر ترجمته في الإصابة لابن حجر (10/ 109). (¬6) في (م): "إبلا".

لِأَخِي فَاتَّبَعَهُمْ فَلَحِقَهُمْ، فَرَمَوْهُ بِحَجَرٍ فَقَتَلُوهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقَادَهُمْ [بِهِ] (¬1) (¬2). [4800] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ، ثنا بِشْرُ بْنُ حَازِمٍ (¬3)، عَنْ عِمْرَانَ (¬4) بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ عَرَّضَ عَرَّضْنَا [لَهُ]، وَمَنْ (¬5) حَرَّقَ حَرَّقْنَاهُ، وَمَنْ غَرَّقَ غَرَّقْنَاهُ" (¬6). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين زيادة من المختصر. (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 271) من طريق محمد بن جابر. (¬3) وكذا سماه المؤلف أيضًا في السنن الكبير (16/ 218)، وعزاه ابن الملقن في البدر المنير (8/ 389) للمؤلف في الخلافيات والسنن، وعزاه له أيضًا ابن عبد الهادي في التنقيح (4/ 494) ثم قال: "وفي هذا الإسناد من تجهل حاله، كبشر وغيره"، ومثل ذلك قاله الذهبي في تهذيب السنن (6/ 3131). قلت: وقد ضبطه الأمير ابن ماكولا في الإكمال (1/ 157)، (2/ 286) في مادة "باشر" و "خازم"، فقال في الموضع الأول: "باشر بن خازم"، وفي الثاني: "باشر أبو خازم". وذكر ابن ناصر في التوضيح (3/ 21) أن الذهبي قال فيه: "باشر بن خازم"، ثم قال: "ولم أر هذا القول لغيره، والمعروف ما قاله عبد الغني بن سعيد: باشر أبو خازم، وقال - أي عبد الغني -: يخالف في اسمه على ما وجدناه في رواية يوسف القاضي وغيره فيقول فيه: بشر بن خازم". قلت: وقع عند الذهبي في المشتبه (ص 664): "باشر بن حازم" بمهملة. وانظر ترجمته في: المؤتلف والمختلف لعبد الغني (2/ 750)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 439)، ولسان الميزان (2/ 262)، والله أعلم. (¬4) في النسخ: "عمر"، والمثبت من السنن الكبير. (¬5) في النسخ: "عرضنا أو ومن"، والمثبت من السنن الكبير والمختصر. والمعنى: أي من عرض بالقذف عرضنا له بتأديب لا يبلغ الحد. النهاية (عرض). (¬6) أخرجه المصنف في السنن الكبير (16/ 218).

[4801] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ أَبُو عَمْرٍو ثُمَّ (¬1) السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ جِرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ بِآكِلَةِ لَحْمٍ (¬2) ثُمَّ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ نَفْسَهُ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لَأُقِيدَنَّ مِنْهَا، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لَأُقِيدَنَّ مِنْهَا (¬3). [4802] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ زَيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ جِرْوَةَ بْنِ حُمَيْلٍ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: لَيَضْرِبَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ بِمِثْلِ آكِلَةِ اللَّحْمِ ثُمَّ يَرَى أَنِّي لَا أُقِيدُهُ (¬4)، وَاللَّهِ لَأُقِيدَنَّهُ مِنْهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ يَزِيدُ: قَالَ الْحَجَّاجُ: آكِلَةُ اللَّحْمِ يَعْنِي عَصًا مُحَدَّدَةً. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْحُكْمِ أَنَّهُ (¬5) رَأَى الْقَوَدَ [فِي الْقَتْلِ] بِغَيْرِ (¬6) حَدِيدَةٍ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ مِثْلُهُ يَقْتُلُ (¬7). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4803] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) كذا. (¬2) سيأتي شرحها بعد الحديث التالي وأنها عصا محددة. وقيل كذلك: إن الأصل فيها السكين، شبهت العصا المحددة بها، وقيل: هي السياط. النهاية (أكل). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 233) من طريق زيد. (¬4) في النسخ: "لأقيده"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (16/ 219). (¬5) في (م): "أن". (¬6) في النسخ: "القود لغير"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬7) غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام (4/ 177).

يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَلَا إِنَّ [فِي] (¬1) قَتِيلِ الْعَمْدِ الْخَطَأِ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا (¬2) مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ مُغَلَّظَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا" (¬3). [4804] وبإسناده، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَاهُ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: لَيْسَ فِي هَذَا الْخَبَرِ أَنَّ كُلَّ قَتْلٍ حَصَلَ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا يَكُونُ قَتْلَ عَمْدٍ خَطَأٍ، وَإِنَّمَا فِيهِ أَنَّ الْقَتْلَ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا إِذَا كَانَ عَمْدًا خَطَأً تَكُونُ فِيهِ (¬5) الدِّيَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا. وَقَدْ يَكُونُ الْقَتْلُ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا عَمْدًا مَحْضًا؛ وَذَلِكَ بِأَنْ يُوَالِيَ عَلَيْهِ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا حَتَّى يَمُوتَ، فَهَذَا عَمْدٌ مَحْضٌ، لَيْسَ فِيهِ خَطَأٌ بِحَالٍ. [4805] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ (¬6) الْعَلَوِيُّ إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا سَخْتُويَهِ بْنُ مَازِيَارَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقَوبَ السَّدُوسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ وسُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَازِبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 220). (¬2) في (م): "فالعصا"، وفي المصادر السابقة: "أو العصا". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 19، 257)، وكذا في كتاب الرد على محمد بن الحسن الملحق بالأم (9/ 161). (¬4) المصدر السابق (7/ 21). (¬5) في النسخ: "في"، والمثبت من المختصر. (¬6) هو: محمد بن الحسين بن داود العلوي.

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ شَيْءٍ خَطَأٌ إِلَّا السَّيْفَ، وَلكُلِّ خَطَأٍ أَرْشٌ" (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زُهَيْرٌ وَقَيْسٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ جَابِرٍ (¬2). وَقَالَ وَرَقَاءُ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَرَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ (¬3). وَرُوِيَ عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ (¬4). وَرَوَاهُ أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَازِبٍ (¬5)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْقَوَدُ بِالسَّيْفِ، وَالْخَطَأُ عَلَى الْعَاقِلَةِ" (¬6). وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِثَابِتٍ؛ لِأَنَّ مَدَارَ الْحَدِيثِ عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. قَدْ سَبَقَ لِي فِي بَابِهِ مَا يَكْفِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى. [4806] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا تَمْتَامٌ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لِكُلِّ شَيْءٍ خَطَأٌ إِلَّا السَّيْفَ" - يَعْنِي الْحَدِيدَةَ - "وَلكُلِّ خَطَأٍ أَرْشٌ" (¬7). وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ إِنْ صَحَّتْ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْقَتْلَ إِذَا وَقَعَ بِغَيْرِ السَّيْفِ قَدْ يَكُونُ مِنْهُ مَا يَكُونُ خَطَأً، وَمِنْهُ مَا يَكُونُ عَمْدًا، فَأَمَّا السَّيْفُ فَلَا يَكُونُ إِلَّا عَمْدًا إِذَا قُصِدَ بِهِ ضَرْبٌ أَرَادَ قَتْلَهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 36) من طريق يوسف بن يعقوب. (¬2) أخرج حدثيهما الدارقطني في السنن (4/ 107). (¬3) المصدر السابق (4/ 105). (¬4) المصدر السابق (4/ 107). (¬5) هو مسلم بن عمرو، انظر ترجمته في التاريخ الكبير (7/ 268)، والجرح والتعديل (8/ 190). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 108). (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (16/ 213).

وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ لَا يَصِحُّ: [4807] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو سَعْدٍ (¬1) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ الْخُزَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكَرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ بِنْتِ النُّعْمَانِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[قَالَ] (¬2): "كُلُّ شَيْءٍ سِوَى الْحَدِيدَةِ خَطَأٌ، وَلِكُلِّ (¬3) خَطَأٍ أَرْشٌ" (¬4). تَابَعَهُ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَقَيْسٌ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، لَيِّنٌ لَيْسَ بِحُجَّةٍ. [4808] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُوسَى (¬5) قَالَ: كَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ (¬6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ أَوَّلًا ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْهُ (¬7). [4809] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبو سعيد"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 213)، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (12/ 188). (¬2) قوله: "قال" ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬3) في (م): "وبكل". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 108) من طريق الهيثم بن جميل عن قيس. (¬5) هو: محمد بن المثنى. (¬6) في (ع): "فكان". (¬7) أخرجه البخاري في الأوسط (3/ 639)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 97) عن عمرو بن علي الفلاس.

سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬1). وَرُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ، وَهُوَ مَا: [4810] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ، وَرَمَتْ (¬2) إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ فَقَتَلَتْهَا وَمَا فِي بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3) أَنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ (¬4)؛ عَبْدٌ أَوْ وَليدَةٌ، وَقَضَى بِدِيَةِ الْمَرْأَةِ عَلَى عَاقِلَتِهَا، وَوَرَّثَهَا وَلَدَهَا (¬5) وَمَنْ مَعَهُمْ. قَالَ حَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَغْرَمُ مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ، وَلَا نَطَقَ وَلَا اسْتَهَلَّ (¬6)، وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ (¬7)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ". مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ (¬8). وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَبَلٌ، وَالصَّحِيحُ: بِالْمِيمِ. ¬

_ (¬1) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 193). (¬2) قوله: "ورمت" ليس في (ع). (¬3) قوله: "فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬4) الغرة: العبد والأمة، فقوله بعدها: "عبد" بدل من "غرة". (¬5) في النسخ: "ولد"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 399). (¬6) استهلال الصبي: تصويته عند ولادته. (¬7) في (م): "يظل" تصحيف، وطُل دمُه إذا أهدر، ويروى كذلك: "بَطَلَ" من البطلان. معالم السنن (4/ 34). (¬8) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 287).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬1). وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ وَحَرمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬2). قُلْنَا: هَذَا الْقَتْلُ كَانَ خَطَأً، أَلَا ترَى أَنَّهُ جَعَلَ الدِّيَةَ عَلَى الْعَاقِلَةِ، ثُمَّ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْقَاتِلَةِ تُقْتَلُ: [4811] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، [ثنا] (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ طَاوُسًا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ قَضِيَّةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ، فَقَامَ حَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ فقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِمِسْطَحٍ (¬4) فَقَتَلَتْهَا وَجَنِينَهَا، فَقَضَى (¬5) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِغُرَّةٍ وَأَنْ تُقْتَلَ (¬6). [4812] أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - سَأَلَ النَّاسَ فِي الْجَنِينِ، فَقَامَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ فقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ لِي، فَضَرَبَتْ ¬

_ (¬1) كذا: "يحيى بن سليمان عن ابن وهب"، وقد قال المؤلف في السنن الكبير (16/ 399) لما خرج هذا الحديث: "رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن صالح عن ابن وهب"، وهو الصواب، لم يخرجه البخاري عن يحيى بن سليمان - وهو من شيوخه - وإنما أخرجه عن أحمد بن صالح، انظر الصحيح (9/ 11). (¬2) صحيح مسلم (5/ 110). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 425). (¬4) المسطح: عود من أعواد الخباء. النهاية (سطح). (¬5) في (ع): "فضى". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 337).

إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِعَمُودٍ وَفِي بَطْنِهَا جَنِينٌ فَقَتَلَهُ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ، وَقَضَى أَنْ تُقْتَلَ الْمَرْأَةُ بِالْمَرْأَةِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد بن سلمان النجاد في الفوائد المنتقاة من الأمالي، رواية ابن دوست (ق 185/ أ).

مسألة (503): والواجب بقتل العمد القصاص أو الدية، فيخير بينهما ولي الدم في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (503): وَالْوَاجِبُ بِقَتْلِ الْعَمْدِ الْقِصَاصُ أَوِ الدِّيَةُ (¬1)، فَيُخَيَّرُ بَيْنَهُمَا وَلِيُّ الدَّمِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْقِصَاصُ وَحْدَهُ، وَالدِّيَةُ تَجِبُ بِالصُّلْحِ بِتَرَاضِيهِمَا (¬3) (¬4). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} (¬5). [4813] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الْقِصَاصُ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فَقَالَ اللَّهُ - عز وجل - لَهَذِهِ الْأُمَّةِ {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ}. قَالَ: الْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ الدِّيَةَ فِي الْعَمْدِ. {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "القصاص والدية"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (8/ 348)، ومختصر المزني (ص 315)، والحاوي الكبير (12/ 95)، ونهاية المطلب (16/ 137)، والمجموع (20/ 396). (¬3) في (م): ". . . منهما" ومكان النقط بياض. (¬4) انظر: الأصل (4/ 394)، والمبسوط (26/ 59)، وتحفة الفقهاء (3/ 99)، وبدائع الصنائع (7/ 241). (¬5) سورة البقرة (آية: 178).

وَرَحْمَةٌ}. عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَالْحُمَيْدِيِّ عَنْ سُفْيَانَ (¬2). وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أوِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ (¬3) أَوْ كِلَيْهِمَا، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَالْعَفْوُ أَنْ يَقْبَلَ فِي الْعَمْدِ الدِّيَةَ {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}: وَيَتَّبِعُ الطَّالِبُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيُؤَدِّي إِلَيْهِ الْمَطْلُوبُ بِإِحْسَانٍ (¬4). [4814] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُعَاذُ بْنُ مُوسَى، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ مُقَاتِلٌ (¬5): أَخَذْتُ هَذَا التَّفْسِيرَ عَنْ نَفَرٍ؛ حَفِظَ مِنْهُمْ مُعَاذٌ: مُجَاهِدًا (¬6) وَالْحَسَنَ وَالضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} الْآيَةَ قَالَ: كَانَ كُتِبَ عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا حُقَّ أَنْ يُقَادَ بِهَا، وَلَا يُعْفَى عَنْهُ وَلَا يُقْبَلَ مِنْهُ الدِّيَةُ، وَفُرِضَ عَلَى أَهْلِ الْإِنْجِيلِ أَنْ يُعْفَى عَنْهُ وَلَا يُقْتَلَ، وَرُخِّصَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - إِنْ شَاءَ قَتَلَ، وَإِنْ شَاءَ أَخَذَ الدِّيَةَ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} يَقُولُ: الدِّيَةُ تَخْفِيفٌ مِنَ اللَّهِ؛ إِذْ جَعَلَ الدِّيَةَ وَلَا يُقْتَلُ، ثُمَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 24). (¬2) صحيح البخاري (6/ 23)، (9/ 6). (¬3) في النسخ: "عمرو بن دينار وابن أبي نجيح"، والمثبت من مصنف عبد الرزاق، وهو الصواب. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 85). (¬5) زاد هنا في أصل الرواية: "قال معاذ: قال مقاتل". (¬6) في النسخ: "ومجاهدا"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 241).

قَالَ: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يَقُولُ: مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِهِ الدِّيَةَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} يَنْتَهِي [بِهِا] (¬1) بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ أَنْ يُصِيبَ مَخَافَةَ أَنْ يُقْتَلَ (¬2). [4815] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ الْفَضلِ، [ثنا] (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: كَانَ (¬4) بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا قَتَلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَمْدًا لَمْ تُؤْخَذِ الدِّيَةُ وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا الْقَتْلُ، فَرُخِّصَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بِأَنْ يَأْخُذُوا الدِّيَةَ، وَأُمِرَ الطَّالِبُ أَنْ يَتَّبِعَ بِالْمَعْرُوفِ، وَأُمِرَ الْمَطْلُوبُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ، قَالَ: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} (¬5). [4816] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلَا يَحِلُّ (¬6) لِمَنْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 23). (¬3) أداة التحديث ليست في النسخ، والمثبت من أسانيد المؤلف. (¬4) قوله: "كان" ليس في (م). (¬5) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 76) من طريق شريك. (¬6) في النسخ: "فلم تحل"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 244).

كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ (¬1) بِهَا شَجَرًا، فَإنِ ارْتَخَصَ أَحَدٌ فَقَالَ: أُحِلَّتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنَّ اللَّهَ أَحَلَّهَا لِي وَلَمْ يُحِلَّهَا لِلنَّاسِ (¬2)، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ (¬3) لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، ثُمَّ أَنْتُمْ يَا خُزَاعَةُ قَدْ قَتَلْتُمْ هَذَا الْقَتِيلَ مِنْ هُذَيْلٍ، وَأَنَا وَاللَّهِ عَاقِلُهُ، مَنْ قَتَلَ بَعْدَهُ قَتِيلًا فَأَهْلُهُ بَيْنَ خِيرَتَيْنِ؛ إِنْ أَحَبُّوا قَتَلُوا، وَإِنْ أَحَبُّوا أَخَذُوا الْعَقْلَ" (¬4). تَابَعَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ (¬5) وَجَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. [4817] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ أُصِيبَ بِدَمٍ أَوْ خَبْلٍ فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ، فَإِنْ أَرَادَ الرَّابِعَةَ فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ؛ بَيْنَ أنْ يَقْتَصَّ، [أَوْ يَعْفُوَ] (¬6) أَوْ يَأْخُذَ الْعَقْلَ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْ (¬7) ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ عَادَ (¬8) بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ النَّارُ" (¬9). ¬

_ (¬1) أي: يقطع. (¬2) في النسخ: "الناس"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) في (ع): "حلت". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 24). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 85). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (16/ 244). (¬7) قوله: "من" ليس في (م). (¬8) في السنن الكبير (16/ 245): "عدا". (¬9) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 546) من طريق محمد بن إسحاق.

[4818] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ لَهُمْ قَتَلُوهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَخَطَبَ النَّاسَ، فقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ (¬1)، أَلَا وَإِنَّهَا لَمْ (¬2) تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَنْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، أَلَا وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَلَا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ لَا يُخْتَلَى (¬3) شَوْكُهَا وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ (¬4)، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ؛ إِمَّا أَنْ يُعْطَى الدِّيَةَ، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ الْقَتِيلِ". قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِلَّا الْإِذْخِرَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ شَيْبَانَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "إِمَّا أَنْ (¬5) يُودَى، وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ". قَالَ: وَتَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "المؤمنين"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 245). (¬2) في النسخ: "لا"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) أي يُقطع. (¬4) نشدت الضالة أنشُدها إذا طلبتها، فأنا ناشد، وإذا عرَّفتها فأنا مُنْشِد. (¬5) قوله: "أن" ليس في (ع). (¬6) صحيح البخاري (1/ 33) بلفظ: "إما أن يُعقل وإما أن يُقاد".

وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1). وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَقَالَ فِيهِ: "وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ (¬2)؛ إِمَّا يُودَى (¬3) أَوْ يُقَادَ" (¬4). [4819] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬5) بْنِ الْفَضْلِ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَتَلَ عَمْدًا دُفِعَ إِلَى وَليِّ الْمَقْتُولِ، فَإِنْ شَاءَ قَتَلَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَخَذَ الدِّيَةَ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَربَعُونَ خَلِفَةً (¬6)، وَذَلِكَ عَقْلُ (¬7) الْعَمْدِ، وَمَا صُولِحُوا عَلَيْهِ فَهُوَ لَهُمْ، وَذَلِكَ تَشْدِيدُ الْعَقْلِ" (¬8). [4820] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا إِسْحَاقُ، ثنا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ (¬9)، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جِيءَ بِالْقَاتِلِ الَّذِي قَتَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، جَاءَ بِهِ وَلِيُّ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 111). (¬2) في النسخ: "النظر"، والمثبت من الصحيحين. (¬3) في (م): "إما أن يودى". (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح (3/ 125)، ومسلم (4/ 110). (¬5) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 44). (¬6) الخلفة: هي الحامل من النوق. (¬7) أي: الدية، وأصله: أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول. انظر النهاية لابن الأثير (3/ 278). (¬8) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 42) من طريق محمد بن راشد. (¬9) زاد بعده المؤلف في السنن الكبير (16/ 267): "أظنه عن حمزة العائذي".

الْمَقْتُولِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَعْفُو؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ: "أَتَأْخُذُ الدِّيَةَ؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ: "أَتَقْتُلُ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاذْهَبْ، فَلَمَّا ذَهَبَ دَعَاهُ، فقَالَ: "أَمَا إِنَّكَ إِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ وَإِثْمِ صَاحِبِكَ". فَعَفَا عَنْهُ، فَأَرْسَلَهُ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَهُوَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ (¬1) (¬2). [4821] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا تَمْتَامٌ، ثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ حَمْزَةَ أبي عُمَرَ الْعَائِذِيِّ (¬3)، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حينَ جِيءَ بِالرَّجُلِ الْقَاتِلِ فِي نِسْعَةٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4822] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ عُبْدُوسُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْأَنْصَارِيُّ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَطَمَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ جَارِيَةً، فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَطَلَبُوا إِلَيْهِمُ الْعَفْوَ فَأَبَوْا، وَعَرَضُوا الْأَرْشَ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ ¬

_ (¬1) في (ع): "نسعة"، والنسعة بالكسر: سير مضفور، يجعل زماما للبعير وغيره. النهاية (نسع). (¬2) أخرجه النسائي في المجتبى (7/ 343)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 681) من طريق إسحاق الأزرق عن عوف عن علقمة. (¬3) تقرأ في النسخ: "حمزة أبي عمر والعائذي"، والمثبت هو الصواب كما في مصادر التخريج والترجمة. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (7/ 336). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 10) من طريق هوذة بن خليفة.

أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ [بِالْحَقِّ] (¬1) لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ". فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ (¬2) لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ" (¬3). [4823] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً. أَخرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ (¬4). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يُخَالِفُ مَا رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ مِنَ التَّخْيِيرِ بَيْنَ الْقِصَاصِ وَالدِّيَةِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ كِتَابَ اللَّهِ الْقِصَاصُ إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ وَلِيُّ (¬5) الدَّمِ، وَلَيْسَ إِذَا لَمْ يُنْقَلْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ التَّخْيِيرُ بَيْنَ الدِّيَةِ وَالْقِصَاصِ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُخَيَّرُ، بِدَلِيلٍ آخَرَ، هُوَ (¬6) أَنَّهُ أَحَالَهُ عَلَى الْكِتَابِ. وَقَدْ بَيَّنَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - ثُبُوتَ الْخِيَارِ بِقَوْلِهِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} (¬7) (¬8). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (16/ 279). (¬2) قوله: "من" ليس في (م). (¬3) أخرجه محمد بن عبد الله الأنصاري في جزئه، رواية أبي مسلم الكجي (ص 41). (¬4) صحيح البخاري (3/ 186). (¬5) قوله: "ولي" ليس في (م). (¬6) في النسخ: "على"، والمثبت من معرفة السنن (12/ 65). (¬7) سورة البقرة (آية: 178). (¬8) زاد ابن فرح في المختصر: "لأنه لو لم يجب بالعفو عن القصاص مال لم يكن للعافي شيء يتبعه بالمعروف ولا على القاتل شيء يؤديه بإحسان"، وقد وردت في الأم للشافعي (7/ 24) ومعرفة السنن للمؤلف (12/ 63) في غير هذا السياق.

قَالَ الْمُحْتَجُّ بِهَذَا الْحَدِيثِ: لَمْ يَقْضِ لَهُمْ بِالدِّيَةِ حِينَ عَفَا الْقَوْمُ. قُلْنَا: هَذَا مِنْكَ غَفْلَةٌ، فَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ عَرَضُوا الْأَرْشَ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا، ثُمَّ قَالَ فِي الحَدِيثِ: فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا، فَالظَّاهِرُ (¬1) أَنَّهُمْ رَضُوا بِأَخْذِ الْأَرْشِ وَعَفَوْا عَنِ الْقِصَاصِ، ثُمَّ هُوَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: فَرَضُوا (¬2) بِأَرْشٍ أَخَذُوهُ (¬3). وَفِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ [عَنْ ثَابِتٍ] (¬4)، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُخْتَ الرُّبَيِّعِ أُمَّ حَارِثَةَ جَرَحَتْ إِنْسَانًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْقِصَاصَ الْقِصَاصَ" وَفِيهِ قَالَتْ: فَمَا زَالَتْ حَتَّى قَبِلُوا الدِّيَةَ، الْحَدِيثَ (¬5). وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسلِمٍ (¬6)، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْعَمْدُ قَوَدٌ، إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ وَلِيُّ الْمَقْتُولِ" (¬7). وَيُرْوَى عَنْهُ دُونَ ذِكْرِ طَاوُسٍ فِي إِسْنَادِهِ (¬8). * * * ¬

_ (¬1) زاد بعده في (ع): "من". (¬2) في النسخ: "فرشوا"، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 649). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر ومعرفة السنن (12/ 66). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 105). (¬6) تقرأ في النسخ: "سلمة" أو "مسلمة"، والمثبت من المختصر، وهو: إسماعيل بن مسلم المكي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (3/ 198). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 82). (¬8) المصدر السابق (4/ 83).

مسألة (504): وعلى شريك الأب القصاص في قتل الولد عمدا

مَسْأَلَةٌ (504): وَعَلَى شَرِيكِ الْأَبِ الْقِصَاصُ (¬1) فِي قَتْلِ الْوَلَدِ عَمْدًا (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا قِصَاصَ عَلَيْهِ (¬3). [4824] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسْدَدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شُرَيْحٍ الْكَعْبِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا إِنَّكُمْ مَعْشَرَ خُزَاعَةَ قَتَلْتُمْ هَذَا الْقَتِيلَ مِنْ هُذَيْلٍ، وَإِنِّي عَاقِلُهُ، فَمَنْ قُتِلَ لَهُ بَعْدَ مَقَالَتِي هَذِهِ قَتِيلٌ، فَأَهْلُهُ بَيْنَ خِيرَتَيْنِ؛ بَيْنَ أَنْ يَأْخُذُوا الْعَقْلَ، وَبَيْنَ أَنْ يَقْتُلُوا" (¬4). [4825] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَتَلَ نَفَرًا؛ خَمْسَةً أَوْ سَبْعَةً بِرَجُلٍ قَتَلُوهُ، قُتِلَ غِيلَةً (¬5)، وَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: لَوْ تَمَالَأَ (¬6) عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "للقصاص"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: نهاية المطلب (16/ 29، 77)، والمجموع (20/ 282)، ونهاية المحتاج (7/ 272). (¬3) انظر: المبسوط (26/ 93)، وتحفة الفقهاء (3/ 100)، وبدائع الصنائع (7/ 235). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 332). (¬5) الغيلة والاغتيال: القتل في خفية. (¬6) أي: تساعدوا واجتمعوا وتعاونوا. النهاية (ملأ). (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 56).

فَبِهَذَا وَمَا يُشْبِهُهُ (¬1) وَجَبَ الْقِصَاصُ فِي قَتْلِ الْعَمْدِ عَلَى الْقَاتِلِينَ مَنْ كَانُوا، فَوَرَدَ الدَّلِيلُ بِتَخْصِيصِ الْأَبِ بِسُقُوطِ الْقِصَاصِ عَنْهُ، فَخَصَّصْنَاهُ بِالدَّلِيلِ، وَبَقِيَ وُجُوبُ الْقِصَاصِ عَلَى سَائِرِهِمْ (¬2). [4826] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي قَيْسٍ (¬3)، عَنْ مَنْصُورٍ يَعْنِي [ابْنَ] (¬4) الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬5)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ: نُحِلَتْ (¬6) لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ (¬7) جَارِيَةٌ، فَأَصَابَ مِنْهَا ابْنًا، وَكَانَ يَسْتَخْدِمُهَا، فَلَمَّا شَبَّ (¬8) الْغُلَامُ، دَعَاهَا يَوْمًا فقَالَ: اصْنَعِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: لَا تَأْتِيكَ، حَتَّى مَتَى تَسْتَأْمِي أُمِّي؟ فَغَضِبَ، فَحَذَفَهُ بِسَيْفِهِ، فَأَصَابَ رِجْلَهُ، فَنُزِفَ (¬9) الْغُلَامُ فَمَاتَ، فَانْطَلَقَ فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ، أَنْتَ الَّذِي قَتَلْتَ ابْنَكَ، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يُقَادُ الْأَبُ مِنِ ابْنِهِ" لَقَتَلْتُكَ، ¬

_ (¬1) في النسخ: "يشبه"، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "سائره"، والمثبت من السابق. (¬3) في النسخ: "عمرو بن قيس"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 102). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (22/ 203). (¬4) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) زاد في (م): "عن جده". (¬6) كذا، أو بإسناد الفعل إلى المتكلم، وهو عبد الله بن عمرو، فيكون هو مَن نَحل الرجلَ. (¬7) في النسخ: "مدج"، والمثبت من المصدر السابق. (¬8) في النسخ: "يشب"، والمثبت المصدر السابق. (¬9) قوله: "فنزف" ليس في (م). والمعنى أنه سال منه دم كثير.

هَلُمَّ دِيَةً (¬1). فَأَتَاهُ بِعِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ وَمِائَةِ بَعِيرٍ، قَالَ: فَخَيَّرَ مِنْهَا مِائَةً فَدَفَعَهَا إِلَى وَرَثَتِهِ، وَتَرَكَ أَبَاهُ (¬2). وَرَوَى بَعْضَ هَذِهِ الْقِصَّةِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ مُرْسَلًا، نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَلَا يُقَادُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ" (¬3). [4827] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ (¬4): عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، فَذَكَرَهُ (¬5). تَابَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ هَكَذَا (¬6)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في السنن الكبير ومعرفة السنن (12/ 40): "ديته". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 167) من طريق محمد بن مسلم بن وارة مختصرا. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 232). (¬4) زاد بعده في (ع): "أنا". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 171) من طريق جعفر بن عون. (¬6) المصدر السابق (4/ 170).

مسألة (505): ومن قتل بقطع طرف أو شجاج أو إحراق بالنار كان لولي الدم قتله بمثله إن شاء، والعدول عنه إلى ضرب الرقبة إن شاء

مَسْأَلَةٌ (505): وَمَنْ قَتَلَ بِقَطْعِ طَرَفٍ أَوْ شِجَاجٍ (¬1) أَوْ إِحْرَاقٍ بِالنَّارِ كَانَ لِوَليِّ الدَّمِ قَتْلُهُ بِمِثْلِهِ إِنْ شَاءَ، وَالْعُدُولُ عَنْهُ إِلَى ضَرْبِ الرَّقَبَةِ إِنْ شَاءَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُقْتَصُّ إِلَّا بضَرْبِ الرَّقَبَةِ (¬3). [4828] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، [أنا] (¬4) أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ جَارِيَةً وُجِدَتْ قَدْ رُضَّ رَأْسُهَا بَيْنَ (¬5) [حَجَرَيْنِ] (¬6)، فَقِيلَ لَهَا: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكِ، أَفُلَانٌ، أَفُلَانٌ؟ حَتَّى سَمَّى الْيَهُودِيَّ، فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا، فَأُخِذَ الْيَهُودِيُّ، فَاعْتَرَفَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُرَضَّ رَأْسُهُ بِحِجَارَةٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ وَغَيْرِهِ (¬7). وأَخْرَجَهُ ¬

_ (¬1) الشِّجاج: هي في الأصل الجِراح المختصة بالرأس، ثم استعملت في غير ذلك من الأعضاء، ومفردها: شَجَّة. (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 317)، والحاوي الكبير (12/ 139)، ونهاية المطلب (16/ 177)، والمجموع (20/ 381). (¬3) انظر: الأصل (4/ 453)، والمبسوط (26/ 152). (¬4) أداة التحديث ليست في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬5) قوله: "بين" ليس في (م). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج، وقد تقدم الحديث من طريق همام. (¬7) صحيح البخاري (9/ 4).

مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ (¬1)، كُلُّهُمْ عَنْ هَمَّامٍ. [4829] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَهْطٌ (¬2) مِنْ عُكْلٍ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: إِنَّا اجْتَوَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَابْغِنَا رِسْلًا قَالَ: "مَما هُوَ عِنْدَنَا (¬3) إِلَّا أَنْ تَلْحَقُوا بِالْإِبِلِ". فَلَحِقُوا، فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا، فَقَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَطَرَدُوا إِبِلَهُ، وَكَفَرُوا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَثَرِهِمْ، فَمَا تَرَحَّلَتِ الشَّمْسُ حَتَّى جِيءَ بِهِمْ (¬4)، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ (¬5) أَعْيُنَهُمْ، وَأَلْقَاهُمْ فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ حَتَّى مَاتُوا (¬6). [4830] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ (ح) قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ وَأَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ، ثنا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 104). (¬2) في (ع): "رهد". (¬3) في النسخ: "عنا"، وفي صحيح البخاري: "ما أجد لكم"، والمثبت من السياق. (¬4) قوله: "بهم" ليس في (م). (¬5) سمر أعينهم: أي أحمى لهم مسامير الحديد ثم كحلهم بها، ويروى: "سمل"، وكلاهما بمعنًى. النهاية (سمر، سمل). (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح (8/ 163) من طريق أيوب.

ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّمَا سَمَلَ (¬1) أَعْيُنَ أُولَئِكَ؛ لِأَنَّهُمْ سَمَلُوا (¬2) أَعْيُنَ الرُّعَاةِ. لَفْظُ ابْنُ صَالِحٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الثَّلْجِ: إِنَّمَا سَمَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْيُنَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ سَمَرُوا أَعْيُنَ الرُّعَاةِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ (¬3). [4831] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْفَضلِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: كَيْفَ صُنِعَ لِقَاتِلِ عُمَرَ - رضي الله عنه -؟ قَالَ: وَطِئُوا (¬4) فِي بَطْنِهِ حَتَّى خَرَجَتْ نَفْسُهُ. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا مَثَّلَ بِهِ ثُمَّ قَتلَهُ، مُثِّلَ بِهِ ثُمَّ قُتِلَ (¬5). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4832] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬6) بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ، ثثا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في (م): "سمر". (¬2) في (م): "سمروا". (¬3) صحيح مسلم (5/ 103). (¬4) تقرأ في النسخ: "وطيعوا"، والمثبت هو الأقرب للمعنى. (¬5) ذكره المؤلف في السنن الكبير (16/ 274). (¬6) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 589).

- صلى الله عليه وسلم -: "لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ" (¬1). كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ. وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ مُبَارَكٍ، وَقَالَ: عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ (¬2). وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِالْقَوِيِّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ، تَرَكَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، فَمَنْ بَعْدَهُمَا! . [4833] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُحَدِّثَانِ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ (¬3). [4834] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ قَالَ: الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ وَالرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ يُضَعَّفُ حَدِيثُهُمَا، لَيْسَا مِنْ أَهْلِ التَّثَبُتِ (¬4). [4835] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي عَازِبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا قَوَدَ إِلَّا بِحَدِيدَةٍ" (¬5). [4836] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 104). (¬2) المصدر السابق (4/ 105). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 41). (¬4) أحوال الرجال للجوزجاني (ص 209). (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 148).

الْمِصِّيصِيُّ، [ثنا] (¬1) عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ" (¬2). وَرَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ هَكَذَا (¬3). وَعَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلَقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا قَوَدَ إِلَّا بِسِلَاحٍ" (¬4). وَرَوَى ابْنُ مُصَفًّى عَنْ بَقِيَّةَ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَ حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ سَيَّارٍ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَلَمْ يَذْكُرِ: ابْنَ الْمُسَيَّبِ (¬5). وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ سَاقِطٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَبُو مُعَاذٍ لَيْسَ يَسْوَى فِلْسًا. [4837] قال لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ يَحْيَى (¬6). قَدْ سَبَقَ لِي فِي بَابِهِ مَا [. . .] (¬7) وَرَوَاهُ مُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ (¬8) ¬

_ (¬1) أداة التحديث ليست في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 69). (¬3) المصدر السابق (4/ 71). (¬4) المصدر السابق (4/ 70). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 200). (¬6) أخرجه ابن معين في كتابه التاريخ، رواية الدوري (3/ 528). (¬7) ما بين المعقوفين مكانه كلمة غير مقروءة في (م) ومكانها طمس في (ع). (¬8) قوله: "عن" ليس في (ع).

عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا قَوَدَ إِلَّا بِحَدِيدَةٍ، وَلَا قَوَدَ فِي النَّفْسِ وَغَيْرِهَا إِلَّا بِحَدِيدَةٍ". [4838] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُنَيْنٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، ثنا مُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ، فَذَكَرَهُ. قَالَ عَلِيٌّ: مُعَلًّى مَتْرُوكٌ، وَأَبُو مُعَاذٍ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكٌ (¬1). وَمُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ الطَّحَّانُ كَذَّبَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (¬2) وَغَيْرُهُ؛ فَلَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِخَبَرِهِ. [4839] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ (¬3)، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِقَوْمٍ مِنَ الزَّنَادِقَةِ فَحَرَّقَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فقَالَ: أَمَّا أَنَا لَوْ كُنْتُ لَقَتَلْتُهُمْ وَلَمْ أُحَرِّقْهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَلَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ (¬4)، عَنْ حَمَّادٍ (¬5). وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا، فقَالَ: وَيْحَ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 70). (¬2) ذكره أبو زرعة الدمشقي في التاريخ (ص 471). (¬3) في (م): "الحراني". (¬4) في النسخ: "أبي المعتمر"، والمثبت من صحيح البخاري، والسنن الكبير للمؤلف (17/ 120). (¬5) صحيح البخاري (9/ 15).

[4840] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَيُّوبُ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ، وَزَادَ فِيهِ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا، فقَالَ: وَيْحَ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬1). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَنَحْنُ نَقُولُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي قَتْلِ الْمُرْتَدِّينَ، فَأَمَّا مَا اخْتَلَفْنَا فيه فإنَّ كِتَابَ اللَّهِ الْقِصَاصُ، وَالْقِصَاصُ هُوَ أَنْ يُفْعَلَ بِالْقَاتِلِ مِثْلُ مَا فَعَلَ مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ، وَلَمْ تَقُمْ دَلَالَةٌ عَلَى الْمَنْعِ مِنْهُ بِعَيْنِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 265).

مسألة (506): وأما قطع ما فيه القصاص؛ فللمقطوع طلب القصاص فيه قبل الاندمال

مَسْأَلَةٌ (506): وَأَمَّا قَطْعُ مَا (¬1) فِيهِ الْقِصَاصُ؛ فَلِلْمَقْطُوعِ طَلَبُ الْقِصَاصِ فِيهِ قَبْلَ الِانْدِمَالِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ (¬3). وَدَلِيلُنَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (¬4)، وَقَوْلُهُ: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (¬5). [4841] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَعُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ رَجُلًا جَرَحَ رَجُلًا، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَقِيدَ مِنْهُ، فَنَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُمَثِّلَ (¬6) مِنَ الْجَارِحِ حَتَّى يَبْرَأَ الْمَجْرُوحُ (¬7). تَفَرَّدَ بِهِ هَكَذَا عَبدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُمَوِيُّ هَذَا، وَيَعْقُوبُ (¬8). ¬

_ (¬1) في النسخ: "مما"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الحاوي الكبير (12/ 167)، ونهاية المطلب (16/ 226)، وروضة الطالبين (9/ 209)، والمجموع (20/ 378). واندمل الجرح: أي تماثل وصلح. (¬3) انظر: بدائع الصنائع (7/ 310)، ورد المحتار على الدر المختار (6/ 561). (¬4) سورة المائدة (آية: 45). (¬5) سورة البقرة (آية: 194). (¬6) في القاموس المحيط (امتثل): اقتص، كتمثل منه، وأيضا المثال هو: القصاص. (¬7) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (4/ 234) من طريق يعقوب بن حميد، وأشار إلى تفرد يعقوب وعبد الله به. (¬8) في (م): "هذا يعقوب".

[4842] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ الطَّابَرَانِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرُويَهِ النَّوْقَانِيُّ، ثنا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تُقَاصُّ (¬1) الْجِرَاحَةُ، ثُمَّ يُسْتَأْنَى بِهَا سَنَةً، ثُمَّ يُقْضَى فِيهَا". [4843] أخبرناه أَبُو سَعْدٍ (¬2) الْمَالِينِيِّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُقَاسُ الْجِرَاحَاتُ، ثُمَّ يُسْتَأْنَى بِهَا سَنَةً يُقْضَى فِيهَا بِقَدْرِ مَا انْتَهَتْ إِلَيْهِ" (¬3). ابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: "يُسْتَأْنَى بِالْجِرَاحَاتِ سَنَةً" (¬4). وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ. قَالَهُ لِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ (¬5). وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِيُ أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، نَحْوَهُ: "سَنَةً" (¬6). ¬

_ (¬1) كذا، ولعل الصواب كما سيأتي: "تقاس"، والمراد: أن يعلم مبلغ الجراحة ساعة وقوعها. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 438). (¬2) في النسخ: "أبو سعيد"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 286). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 410). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 74). (¬5) المصدر السابق. (¬6) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 184).

وَقَدْ قَالَ أَخُوهُ زَيْدٌ: لَا تَكْتُبُوا عَنْ أَخِي؛ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ (¬1). وَقَالَ (¬2) أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬3). [4844] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا (¬4) أَبِي شَيْبَةَ (¬5)، قَالَا: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ رَجُلًا طَعَنَ رَجُلًا بِقَرْنٍ فِي رُكْبَتِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يسْتَقِيدُ، فَقِيلَ لَهُ: حَتَّى تَبْرَأَ، فَأَبَى وَعَجِلَ، فَاسْتَقَادَ، قَالَ: فَعَنَتَتْ رِجْلُهُ، وَبَرِئَتْ رِجْلُ الْمُسْتَقَادِ مِنْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ لَهُ: "لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ؛ إِنَّكَ أَبَيْتَ". قَالَ [أَبُو] (¬6) أَحْمَدَ بْنُ عُبْدُوسٍ: مَا جَاءَ بِهَذَا إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الْحَافِظُ: أَخْطَأَ فِيهِ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَخَالَفَهُمَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ، فَرَوَوْهُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرٍو مُرْسَلًا - وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْهُ - وَهُوَ الْمَحْفُوظُ مُرْسَلًا (¬7). [4845] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬8)، عن مَعمَرٍ، عن أَيُّوبَ، عن عمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَن مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) انظر الكامل لابن عدي (10/ 500). (¬2) في (م): "وقد قال". (¬3) المصدر السابق (10/ 501). (¬4) في (م): "ابن". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 257). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 72). (¬8) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 453).

طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ (¬1). وَعَنْ مَعْمَرٍ (¬2)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: قَالَ (¬3) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبْعَدَكَ اللَّهُ، عَجَّلْتَ" (¬4). [4846] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيٌّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَقُصَّ مِنَ الْجُرُوحِ حَتَّى يَنْتَهِيَ (¬5). كَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ (¬6)، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ذَكَرْنَاهُ فِي السُّنَنِ الْكَبِيرِ (¬7). وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [4847] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِيكَالَ، أنا عَبْدَانُ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى (¬8)، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَجَأَ رَجُلٌ فَخِذَ رَجُلٍ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقِدْ لِي مِنْهُ. قَالَ: "حَتَّى تَبْرَأَ". قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 73). (¬2) في النسخ والمختصر: "معتمر"، والمثبت من أصلي الرواية والسنن الكبير (16/ 285). (¬3) من قوله: "عن النبي" إلى هنا ليس في (م). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 453). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 74). (¬6) في النسخ: "محمد بن حمدان"، والمثبت من السنن الكبير. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 93). (¬7) السنن الكبير (16/ 287). (¬8) هو: القتات. وأبو أحمد: هو الزبيري.

أَقِدْنِي، قَالَ: "حَتَّى تَبْرَأَ". ثُمَّ جَاءَ (¬1)، فقَالَ: أَقِدْنِي (¬2) يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَقَادَهُ، فَجَاءَ بَعْدُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَالَ: شَلَّتْ (¬3) رَجِلْي، قَالَ: "أَخَذْتَ حَقَّكَ" (¬4). [4848] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمْدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَمْرٌو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ (¬5) بْنِ رُكَانَةَ، قَالَ: طُعِنَ رَجُلٌ بِقَرْنٍ فِي رِجْلِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَقِدْنِي، فقَالَ: "انْتَظِرْ". ثُمَّ أَتَاهُ، فقَالَ: أَقِدْنِي (¬6)، قَالَ: "انْتَظِرْ". ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، فقَالَ: أَقِدْنِي، فَأَقَادَهُ، فَبَرِئَ الْأَوَّلُ، وَشَلَّتْ رِجْلُ الْآخَرِ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقَالَ: أَقِدْنِي مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: "لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ، قَدْ قُلْتُ لَكَ: انْتَظِرْ، فَأَبَيْتَ" (¬7). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ (¬8) زَيْدٍ (¬9) وَابْنُ جُرَيْجٍ (¬10)، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "حال"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (16/ 287). (¬2) في (م): "أقد لي". (¬3) في النسخ: "ثلث"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) أخرجه عبد الرزاق (9/ 453) من طريق مجاهد ليس فيه ذكر ابن عباس. (¬5) في النسخ: "زيد"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 285). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 421). (¬6) في (م) في هذا الموضع والذي يليه: "أقد لي". (¬7) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 208) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/ 76). (¬8) في (م): "عن". (¬9) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 210). (¬10) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 452).

مسألة (507) لم يذكرها: وقاتل العمد إذا التجأ إلى الحرم؛ جاز أن يستوفى منه القصاص في الحرم

مَسْأَلَةٌ (507) لَمْ يَذْكُرْهَا: وَقَاتِلُ الْعَمْدِ إِذَا الْتَجَأَ إِلَى الْحَرَمِ؛ جَازَ أَنْ يُسْتَوْفَى مِنْهُ الْقِصَاصُ فِي الْحَرَمِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُضْطَرُّ إِلَى الْخُرُوجِ مِنْهُ، وَلَا يُسْتَوْفَى فِي الْحَرَمِ (¬2). [4849] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا أَبُو حَنِيفَةَ بْنُ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ (¬3)، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ عَامَ الْفَتْحِ: "مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ (¬4)؛ إِنْ أَحَبَّ أَخَذَ الْعَقْلَ، وَإِنْ أَحَبَّ فَلَهُ الْقَوَدُ". قَالَ ابْنُ سِمَاكٍ: قُلْتُ لِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ: أَتَأْخُذُ بِهَذَا يَا أَبَا الْحَارِثِ؟ فَضَرَبَ صَدْرِي، وَصَاحَ عَلَيَّ صِيَاحًا كَثِيرًا، وَنَالَ مِنِّي، وقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَتَقُولُ: أَتَأْخُذُ بِهِ! نَعَمْ آخُذُ بِهِ، وَذَلِكَ الْفَرْضُ عَلَيَّ وَعَلَى مَنْ سَمِعَهُ، إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - مِنَ النَّاسِ، فَهَدَاهُمْ بِهِ، وَعَلَى يَدَيْهِ، وَاخْتَارَ لَهُمْ مَا اخْتَارَ لَهُ، وَعَلَى لِسَانِهِ، فَعَلَى الْخَلْقِ أَنْ يَتَّبِعُوهُ طَائِعِينَ أَوْ دَاخِرِينَ، لَا مَخْرَجَ لِمُسْلِمٍ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَمَا سَكَتَ عَنِّي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ يَسْكُتَ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (12/ 220)، ونهاية المطلب (16/ 306)، والمجموع (20/ 395). (¬2) انظر: النتف في الفتاوى لأبي الحسن السُّغْدي (1/ 223)، ورد المحتار على الدر المختار (2/ 625). (¬3) له ترجمة في الكنى للدولابي (2/ 495). (¬4) في (م): "النظيرين". (¬5) أخرجه الشافعي في كتاب الرسالة الملحق بالأم (1/ 208).

وَرَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُ (¬1)، وَكَذَلِكَ رَوَيْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4850] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَحُدِّثُ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ؛ أَنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ؛ فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا، فَقُولُوا: إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ، وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ". فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: مَاذَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا، وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ (¬3). لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. ¬

_ (¬1) في مسألة ما يجب بقتل العمد. (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 125). (¬3) الخربة: أصلها العيب، والمراد بها ها هنا الذي يفر بشيء يريد أن ينفرد به ويغلب عليه مما لا تجيزه الشريعة. النهاية (خرب).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬1). [4851] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ التَّاجِرُ الزَّاهِدُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ قَالَ: "كُفُّوا السِّلَاحَ إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَنِي بَكْرٍ". فَأَذِنَ لَهُمْ حَتَّى صَلَّوُا الْعَصْرَ، ثُمَّ قَالَ: "كُفُّوا السِّلَاحَ". فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَقَتَلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ خَطِيبًا وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فقَالَ: "إِنَّ أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ مَنْ عَدَا فِي الْحَرَمِ وَمَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ بِذُحُولِ (¬2) الْجَاهِلِيَّةِ". فَقَالَ (¬3) رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانًا ابْنِي (¬4). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا دَعْوَى فِي الْإِسْلَامِ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ - قَالَ: الْحَجَرُ -، وَلَكِنْ فِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ، وَالْمَوَاضِحِ (¬5) خَمْسٌ [خَمْسٌ]، وَالْمُدَّعَى عَلَيْهِ أَوْلَى [بِالْيَمِينِ] (¬6) إِذَا لَمْ يَقُمْ بَيِّنَةٌ". وقَالَ: "فَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ". وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَئِذٍ: "لَا يَنْكِحُ الْمَرْأَةَ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 14)، وصحيح مسلم (4/ 109). (¬2) هو: طلب المكافأة بجناية جنيت عليه من قتل أو جرح ونحو ذلك. والذحل: العداوة أيضا. النهاية (ذحل). (¬3) في النسخ: "فقام"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من مصادر التخريج. (¬4) في النسخ: "أبي". (¬5) في النسخ: "والموضح". (¬6) ما بين المعقوفات ليس في النسخ.

عَلَى خَالَتِهَا، وَلَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا". وقَالَ: "أَقِرُّوا حِلْفَ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا تُحْدِثُوا حِلْفًا فِي الْإِسْلَامِ" (¬1). وَقَدْ أَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَمَّا أَوْرَدُوا، فقَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهَا لَمْ تَحْلِلْ انْ يُنْصَبَ عَلَيْهَا الْحَرْبُ حَتَّى تَكُونَ كَغَيْرِهَا، فَإِنْ قَالَ: مَا دَلَّ عَلَى مَا (¬2) وَصَفْتَ؟ قِيلَ: أَمْرُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَمَا قُتِلَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَخُبَيْبٌ بِقَتْلِ أَبِي سُفْيَانَ فِي دَارِهِ بِمَكَّةَ غِيلَةً إِنْ قُدِرَ عَلَيْهِ، وَهَذَا فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ مُحَرَّمَةً، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَا تَمْنَعُ أَحَدًا مِنْ شَيْءٍ وَجَبَ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا تَمْنَعُ مِنْ أَنْ يُنْصَبَ عَلَيْهَا الْحَرْبُ كَمَا تُنْصَبُ عَلَى غَيْرِهَا (¬3). [4852] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْن إِبْرَاهِيمَ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا دَخَلَ الْحَرَمَ لَمْ يُؤْوَ (¬4)، وَلَمْ يُبَايَعْ، وَلَمْ يُسْقَ، وَلَمْ يُجَالَسْ، حَتَّى يَخْرُجَ. يَعْنِي الْقَاتِلَ (¬5). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: هَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، وَهُوَ مَحْجُوجٌ بِمَا وَرَدَ مِنَ الظَّوَاهِرِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ مِنْ غَيْرِ اسْتِثْنَاءٍ وَلَا تَخْصِيصٍ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (6/ 388) من طريق إبراهيم بن عبد الله. وأخرجه أحمد في المسند (3/ 1405) من طريق عمرو بن شعيب. (¬2) قوله: "ما" ليس في (ع). (¬3) قاله الشافعي في الأم (5/ 713). (¬4) في النسخ: "يؤد"، والمثبت من المختصر. (¬5) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (2/ 265) من طريق عبد الله بن الوليد.

مسألة (508): وفي السن السوداء بأصل الخلقة ما في السن البيضاء

مَسْأَلَةٌ (508): وَفِي (¬1) السِّنِّ السَّوْدَاءِ بِأَصْلِ الْخِلْقَةِ مَا فِي السِّنِّ الْبَيْضَاءِ (¬2). وَقَالُوا (¬3): فِي السَّوْدَاءِ حُكُومَةٌ (¬4). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4853] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ (¬5) يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى فِي الْعَيْنِ الْعَوْرَاءِ الْقَائِمَةِ إِذَا خُسِفَتْ (¬6)، وَفِي السِّنِّ (¬7) السَّوْدَاءِ إِذَا انْكَسَرَتْ، وَفِي الْيَدِ الشَّلَّاءِ إِذَا قُطِعَتْ (¬8): ثُلُثَ دِيَتِهَا (¬9). ¬

_ (¬1) في النسخ: "ففي"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (7/ 312)، والحاوي الكبير (12/ 160)، وروضة الطالبين (9/ 281)، والمجموع (20/ 519). (¬3) وكذا في بعض نسخ المختصر، وفي نسخة من المختصر: "وقال أبو حنيفة". (¬4) انظر: تحفة الفقهاء (3/ 112)، وبدائع الصنائع (7/ 323)، ورد المحتار على الدر المختار (6/ 576). (¬5) من قوله: "أبي طالب" إلى هنا ليس في (م). (¬6) أي: عَمِيَت. (¬7) قوله: "السن" تصحف في جميع المواضع السابقة من النسخ إلى: "السنن"، والمثبت من المختصر. (¬8) زاد هنا في (م): "كانت". (¬9) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 104) من طريق سعيد.

قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالسِّنِّ السَّوْدَاءِ: سِنًّا اسْوَدَّتْ، وَضَعُفَتْ مِنْ جِنَايَةٍ وَقَعَتْ عَلَيْهَا، فَيَكُونُ فِيهَا الْحُكُومَةُ، فَأَمَّا إِذَا (¬1) كَانَتْ سَوْدَاءَ بِأَصْلِ الْخِلْقَةِ فَفِيهَا مَا حَكَمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْلِهِ: "فِي كُلِّ سِنٍّ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ" (¬2). وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ السَّوْدَاءِ وَغَيْرِهَا. * * * ¬

_ (¬1) في (م): "فإذا". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 291).

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَة وَأَصْحَابِهِ المُجلَّدُ السَّابِعُ

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

كتاب الديات

وَمِنْ كِتَابِ الدِّيَاتِ

مسألة (509): وخمس دية الخطأ بنو اللبون

مَسْأَلَةٌ (509): وَخُمُسُ دِيَةِ الْخَطَأِ (¬1) بَنُو اللَّبُونِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَحَدُ أَخْمَاسِهَا بَنُو الْمَخَاضِ (¬3). [4854] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسحَاقَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ الْأَنْصَارِيِّ؛ زَعَمَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ: سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ (¬4) - أَخْبَرَ أَنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ انْطَلَقُوا إِلَى خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقُوا فِيهَا، فَوَجَدُوا أَحَدَهُمْ قَتِيلًا، فَقَالُوا لِلَّذِينَ وَجَدُوهُ عِنْدَهُمْ: قَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا، فَقَالُوا: مَا قَتَلْنَا، وَلَا عَلِمْنَا قَاتِلًا، فَانْطَلَقُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، انْطَلَقْنَا فِي خَيْبَرَ، فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا، فَقَالَ: "الْكُبْرَ الْكُبْرَ (¬5) ". فَقَالَ لَهُمْ: "تَأْتُونَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَ؟ " قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: "فَيَحْلِفُونَ لَكُمْ". قَالُوا: لَا نَرْضَى بِأَيْمَانِ الْيَهُودِ، وَكَرِهَ (¬6) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ، فَوَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ. ¬

_ (¬1) زاد في المختصر: "والعمد". (¬2) انظر: الأم (7/ 260)، ومختصر المزني (ص 321)، والحاوي الكبير (12/ 223)، ونهاية المطلب (16/ 310)، والمجموع (20/ 453). (¬3) انظر: الأصل (4/ 399)، والمبسوط (26/ 76)، وتحفة الفقهاء (3/ 107)، وبدائع الصنائع (7/ 254). (¬4) في (م): "خيثمة". (¬5) أي: ليتحدث الأكبر سنًّا. (¬6) في النسخ: "كره"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 120).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬1) فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سعِيدٍ (¬3). وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ خُمُسَهَا بَنُو لَبُونٍ؛ لِأَنَّهُ قَالَ: فَوَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، وَلَا مَدْخَلَ لِبَنِي الْمَخَاضِ فِي فَرَائِضِ الصَّدَقَاتِ، وَإِنَّمَا وَدَاهُ بِدِيَةِ الْخَطَأِ، حَيْثُ لَمْ يَثْبُتِ الْعَمْدُ، أَلَا تَرَى أَنَّ دِيَةَ الْعَمْدِ بَعْضُهَا يَكُونُ ثَنَايَا، وَلَا مَدْخَلَ لِلثَّنَايَا (¬4) فِي فَرَائِضِ الصَّدَقَاتِ، دَلَّ أَنَّهُ وَدَاهُ بِدِيَةِ الْخَطَأِ، وَأَنَّ خُمُسَهَا بَنُو لَبُونٍ دُونَ بَنِي مَخَاضٍ. [4855] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ (ح) قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ جَعْفَرٍ الشِّيرَازِيُّ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ؛ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: دِيَةُ الْخَطَأِ خَمْسَةُ (¬5) أَخْمَاسٍ؛ عِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ. لَفْظُ دَعْلَجٍ. قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَ (¬6) هَذَا (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "البخاري" ليس في (ع). (¬2) صحيح البخاري (9/ 9). (¬3) صحيح مسلم (5/ 100). (¬4) في النسخ: "ثنا ولا مدخل للثنا"، والمثبت من المختصر. (¬5) في النسخ: "خمس"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) في (م): "بنحو". (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 223).

[4856] أخبرنا بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، نَحْوَهُ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ - رحمه الله -: كَذَا رَوَاهُ الشَّيْخُ الْأَوْحَدُ فِي عَصْرِهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ - رحمه الله -، وَهُوَ وَاهِمٌ فِيهِ، وَالْجَوَادُ رُبَّمَا يَعْثُرُ، وَهَذَا الْأَثَرُ رَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي مُصَنَّفَاتِهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2). وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فِيهِ: وَعِشْرُونَ بَنِي مَخَاضٍ لَمْ يَقُلْ: بَنِي لَبُونٍ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ فِي الْجَامِعِ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: بَنِي مَخَاضٍ (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: خُمُسٌ بَنُو مَخَاضٍ (¬5). وَالْعَجَبُ أَنِّي رَأَيْتُهُ فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ - وَهُوَ إِمَامٌ فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: فِي الْخَطَأِ أَخْمَاسًا: عِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنِي لَبُونٍ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 225). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 36). (¬3) المصدر السابق (14/ 36). (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 74). (¬5) المصدر السابق (8/ 75).

وَعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَثْمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَذَلِكَ (¬1). وَرَوَاهُ بَعْدَ حَدِيثِ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلَقْمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (¬2)، بِمِثْلِ حَدِيثِ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَفِيهِ: "عِشْرِينَ بَنِي مَخَاضٍ"، بَدَلَ: "بَنِي لَبُونٍ"، ثُمَّ قَالَ، يُرِيدُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَوْلَهُ بِمِثْلِهِ، لَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَوَدِدْنَا أَنْ لَوْ كَانَ مَا رَوَيْنَا (¬3) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ "بَنِي لَبُونٍ" كَمَا رَوَيَاهُ. غَيْرَ أَنَّ مَذْهَبَ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فِي ذَلِكَ مَشْهُورٌ فِي بَنِي الْمَخَاضِ، وَقَدْ حَكَاهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ فِي الْخِلَافِيَّاتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ كَذَلِكَ. [4857] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ وَرَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ دِيَةَ الْخَطَأِ عِشْرُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنِي لَبُونٍ ذُكُورٌ، وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً (¬4). [4858] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: أَسْنَانُ الْإِبِلِ فِي الدِّيَةِ خُمُسٌ بَنَاتُ لَبُونٍ، وَخُمُسٌ بَنَاتُ مَخَاضٍ، وَخُمُسٌ حِقَاقٌ، وَخُمُسٌ جِذَاعٌ، وَخُمُسٌ بَنُو لَبُونٍ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (8/ 75). (¬2) أخرجه الطبري في التفسير (7/ 325) من طريق ابن أبي زائدة. (¬3) في المختصر: "روياه". (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 201/ ب).

ذُكُرٌ (¬1). وَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَا أُصِيبَ بِهِ مِنَ الْجُرُوحِ فَهُوَ بِحِسَابِ أَسْنَانِ الدِّيَةِ. قَالَ بُكَيْرٌ: وَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ قُسَيْطٍ: أَسْنَانُ الدِّيَةِ خَمْسٌ - كَمَا قَالَ سُلَيْمَانُ - إِذَا كَانَ خَطَأً (¬2). [4859] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الرَّفَّاءُ الْبَغْدَادِيُّ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ (¬3)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وَعِيسَى بْنُ مِينَاءَ، قَالَا: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: كَانَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَائِنَا الَّذِينَ يُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ مِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ جِلَّةٍ سِوَاهُمْ (¬4) مِنْ نُظَرَائِهِمْ، وَرُبَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الشَّيْءِ فَأُخِذَ بِقَوْلِ أَكْثَرِهِمْ وَأَفْضَلِهِمْ رَأْيًا، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: الْعَقْلُ فِي الْخَطَأِ خَمْسَةُ أَخْمَاسٍ؛ فَخُمُسٌ جِذَاعٌ، وَخُمُسٌ حِقَاقٌ، وَخُمُسٌ بَنَاتُ لَبُونٍ، وَخُمُسٌ بَنَاتُ مَخَاضٍ، وَخُمُسٌ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ، وَالسِّنُّ فِي كُلِّ جُرْحٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ خَمْسَةُ أَخْمَاسٍ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ (¬5). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/ 299) من طريق عبد الله بن وهب بمعناه. (¬2) انظر: السنن الكبير للمؤلف (8/ 73). (¬3) في النسخ: "بشير"، والمثبت من السنن الكبير. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (13/ 193). (¬4) في النسخ: "سواء"، والمثبت من السنن الكبير، والمختصر. (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 73).

[4860] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا الْحَجَّاجُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فِي دِيَةِ الْخَطَأِ عِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً (¬1)، وَعِشْرُونَ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنِي (¬2) مَخَاضٍ ذُكُرٌ" (¬3). تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ (¬4). وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِثَابِتٍ. وَقَدْ كَفَانَا إِمَامُنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ - رحمه الله - مَئُونَةَ اسْتِخْرَاجِ عِلَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ (¬5): [4861] أخبرناه الْأُسْتَاذُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ - رحمه الله -، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ - رحمه الله -، قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ غَيْرُ ثَابِتٍ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ مِنْ وُجُوهٍ عِدَّةٍ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِمَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ عَنْهُ الَّذِي [لَا] (¬6) مَطْعَنَ فِيهِ، وَلَا تَأْوِيلَ عَلَيْهِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ أَبِيهِ وَبِمَذْهَبِهِ مِنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ وَنَظَائِرِهِ (¬7)، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ¬

_ (¬1) زاد بعده في (م): "وعشرون بنات مخاض". (¬2) مميز العشرين وأخواته لا يجمع وهذا مذهب الجمهور، وأجاز الفراء جمعه فتقول: عشرون رجالا. انظر: توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك للمرادي. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 335). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 225). (¬5) انظر سنن الدارقطني (4/ 225، 232). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) في أصل الرواية: "ونظرائه".

أَتْقَى لِرَبِّهِ وَأَشَحُّ عَلَى دِينِهِ مِنْ أَنْ يَرْوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَضَى بِقَضَاءٍ وَيُفْتِيَ هُوَ بِخِلَافِهِ، هَذَا لَا يُتَوَهَّمُ مِثْلُهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ الْقَائِلُ فِي مَسْأَلَةٍ وَرَدَتْ عَلَيْهِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فيهَا شَيْئًا، وَلَمْ يَبْلُغْهُ عَنْهُ فِيهَا قَوْلٌ: أَقُولُ فِيهَا بِرَأْيِي (¬1)، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنْ يَكُ خَطَأً فَمِنِّي، ثُمَّ بَلَغَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ فُتْيَاهُ فِيهَا وَافَقَ [قَضَاءَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في مِثْلِهَا فَرَآهُ أَصْحَابُهُ فَرِحَ عِنْدَ ذَلِكَ فَرَحًا لَمْ يَرَوْهُ فَرِحَ مِثْلَهُ؛ لِمُوَافَقَةِ] (¬2) فُتْيَاهُ قَضَاءَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ، وَهَذِهِ حَالَهُ، كَيْفَ يَصِحُّ عَنْهُ أَنْ يَرْوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا وَيُخَالِفَهُ. وَيَشْهَدُ أَيْضًا لِرِوَايَةِ (¬3) أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ مَا رَوَاهُ وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُمَا عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: دِيَةُ الْخَطَأِ أَخْمَاسٌ (¬4). [4862] حدثنا بِهِ الْقَاضِي المَحَامِلِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: دِيَةُ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا. ثُمَّ فَسَّرَهَا كَمَا فَسَّرَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَلْقَمَةُ عَنْهُ سَوَاءً. فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ وَإِنْ كَانَ فِيهَا إِرْسَالٌ، فَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ هُوَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِعَبْدِ اللَّهِ وَبِرَأْيِهِ (¬5) وَبِفُتْيَاهُ، قَدْ أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَخْوَالِهِ: عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ يَزِيدَ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَكْثَرِ (¬6) أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "برى"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في (م): "برواية". (¬4) في النسخ: "أخماسا"، والمثبت الجادة. (¬5) في أصل الرواية: "بروايته"، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. (¬6) في أصل الرواية: "من كبراء"، وفي المختصر: "من أكبر".

إِذَا قُلْتُ لَكُمْ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَهُوَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ سَمَّيْتُهُ لَكُمْ. وَوَجْهٌ آخَرُ: وَهُوَ أَنَّ الْخَبَرَ الْمَرْفُوعَ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ بَنِي الْمَخَاضِ لَا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ إِلَّا خِشْفُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ رَجُلٌ مَجْهُولٌ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا زَيْدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَرْمَلٍ الْجُشَمِيُّ، وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ لَا يَحْتَجُّونَ بِخَبَرٍ يَنْفَرِدُ (¬1) بِرِوَايَتِهِ رَجُلٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَإِنَّمَا ثَبَتَ الْعِلْمُ (¬2) عِنْدَهُمْ بِالْخَبَرِ إِذَا كَانَ رَاوِيهِ عَدْلًا مَشْهُورًا، أَوْ رَجُلًا قَدِ ارْتَفَعَ عَنْهُ اسْمُ الْجَهَالَةِ، وَارْتِفَاعُ اسْمِ الْجَهَالَةِ عَنْهُ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ رَجُلَانِ (¬3) فَصَاعِدًا، فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ، ارْتَفَعَ عَنْهُ اسْمُ الْجَهَالَةِ (¬4)، وَصَارَ (¬5) حِينَئِذٍ مَعْرُوفًا، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ انْفَرَدَ بِخَبَرِهِ، وَجَبَ التَّوَقُّفُ عَنْ خَبَرِهِ ذَلِكَ حَتَّى يُوَافِقَهُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَوَجْهٌ آخَرُ: وَهُوَ أَنَّ خَبَرَ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَّا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَالْحَجَّاجُ رَجُلٌ مَشْهُورٌ بِالتَّدْلِيسِ، وَبِأَنَّهُ يُحَدِّثُ عَمَّنْ لَمْ يَلْقَهُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ: لَا يَسْأَلْنِي أَحَدٌ عَنِ الْخَبَرِ، يَعْنِي: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ، فَلَا تَسْأَلُونِي مَنْ أَخْبَرَكَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَجَاجِ بْنِ أَرْطَاةَ يَوْمًا، ¬

_ (¬1) في (م): "يتفرد". (¬2) وكذا في المختصر، وفي أصل الرواية: "العمل". (¬3) في النسخ: "رجلا"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) من قوله: "وارتفاع اسم الجهالة" إلى ها هنا ليس في (م). (¬5) في النسخ: "صارت"، والمثبت من أصل الرواية.

فَأَمَرَ بِغَلْقِ الْبَابِ، ثُمَّ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَلَا مِنَ الشَّعْبِيِّ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَلَا مِنْ فُلَانٍ وَلَا مِنْ فُلَانٍ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ بِضْعَةَ عَشَرَ، كُلُّهُمْ قَدْ رَوَى عَنْهُمُ الْحَجَّاجُ، ثُمَّ زَعَمَ بَعْدَ رِوَايَتِهِ عَنْهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَلْقَهُمْ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ. وَتَرَكَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ بَعْدَ أَنْ جَالَسُوهُ وَخَبَرُوهُ، وَكَفَاكَ بِهِمْ عِلْمًا بِالرِّجَالِ وَنُبْلًا. وَوَجْهٌ آخَرُ: وَهُوَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الثِّقَاتِ رَوَوْا هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ فِيهِ، فَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ (¬1) حَجَّاجٍ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْهُ، وَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ. وَخَالَفَهُمَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ، فَرَوَاهُ عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخَطَأِ أَخْمَاسًا؛ عِشْرُونَ جِذَاعًا، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنِي لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بَنِي مَخَاضٍ ذُكُورٌ، فَجَعَلَ مَكَانَ الْحِقَاقِ بَنِي لَبُونٍ. [4863] حدثنا (¬2) بِذَلِكَ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَكِيلُ أَبِي صَخْرَةَ، ثنا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ التَّمَّارُ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ. وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ خِشْفٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَيْضًا: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي دِيَةِ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا؛ خُمُسًا ¬

_ (¬1) في النسخ: "بن"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) كتب ناسخ (ع) في الهامش: "القائل: أبو الحسن الدارقطني شيخ شيوخ المؤلف. أبو محمد".

جِذَاعًا، وَخُمُسًا حِقَاقًا، وَخُمُسًا بَنَاتِ لَبُونٍ، وَخُمُسًا بَنَاتِ مَخَاضٍ، وَخُمُسًا بَنِي لَبُونٍ ذُكُورًا، فَجَعَلَ مَكَانَ بَنِي الْمَخَاضِ بَنِي اللَّبُونِ، وَوَافَقَ رِوَايَةَ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. [4864] حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَنَزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَعَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحَجَّاجِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا، لَمْ يَزِيدُوا عَلَى هَذَا، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ تَفْسِيرَ الْأَخْمَاسِ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، فَرَوَاهُ عَنْهُ: سُرَيْجُ (¬1) بْنُ يُونُسَ بِمَوافَقَةِ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، وَخَالَفَهُ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، فَرَوَاهُ عَنْهُ بِمُوَافَقَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ (¬2) وَمَنْ تَابَعَهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ دِيَةَ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا لَمْ يُفَسِّرْهَا، فَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ الْحَجَّاجِ كَمَا تَرَى، فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الصَّحِيحُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَعَلَ دِيَةَ الْخَطَأِ أَخْمَاسًا كَمَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ، لَيْسَ فِيهِ تَفْسِيرُ الْأَخْمَاسِ؛ لِاتِّفَاقِهِمْ عَلَى ذَلِكَ، وَكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ، وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْحَجَّاجُ رُبَّمَا كَانَ يُفَسِّرُ الْأَخْمَاسَ بِرَأْيِهِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَيَتَوَهَّمُ السَّامِعُ أَنَّ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، وَلَيْسَ ¬

_ (¬1) في النسخ والمختصر: "شريح"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 221). (¬2) في النسخ: "أبي معاوية شريح الضرير" والمثبت من أصل الرواية والمختصر. وأبو معاوية الضرير اسمه: محمد بن خازم. (¬3) من قوله: "فيتوهم السامع" إلى هنا ليس في (م).

كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامُ الْحَجَّاجِ. وَيُقَوِّي هَذَا أَيْضًا: اخْتِلَافُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيِّ عَنْهُ فِيمَا ذَكَرْنَا مِنْ أَحَادِيثِهِمْ. وَوَجْهٌ آخَرُ: وَهُوَ أَنْ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي دِيَةِ الْخَطَأِ أَقَاوِيلُ مُخْتَلِفَةٌ، لَا نَعْلَمُ رُوِيَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ ذِكْرُ بَنِي الْمَخَاضِ، إِلَّا فِي حَدِيثِ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ هَذَا. فَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَوَى إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي دِيَةِ الْخَطَأِ: "ثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَثَلاثِينَ جَذَعَةً، وَعِشْرِينَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَعِشْرِينَ بَنِي (¬1) لَبُونٍ ذُكُورٌ". وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ، إِسْحَاقُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُبَادَةَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ: ثَلَاثُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَعَشْرٌ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ". [4865] حدثنا بِهِ الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشدٍ. وَهَذَا أَيْضًا فِيهِ مَقَالٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: ¬

_ (¬1) قال العكبري في إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث: وأما قوله: "عشرين بني مخاض" فلا يكون تمييزا؛ لأنه جمع، وانتصابه على البدل من عشرين. (¬2) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 589).

أَحَدُهُمَا: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ لَمْ يُخْبِرْ فِيهِ بِسَمَاعِ أَبِيهِ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ رَاشِدٍ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَرُوِيَ (¬1) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - مِثْلُ مَا رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عُبَادَةَ. وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنهما -، قَالَا: فِي دِيَةِ الْخَطَأِ ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ بَنَاتُ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنَاتُ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ. [4866] حدثنا بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا النَّضْرُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَعَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَا (¬2) ذَلِكَ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: دِيَةُ الْخَطَأِ أَرْبَاعٌ: [4867] حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الدِّيَةُ فِي الْخَطَأِ أَرْبَاعًا؛ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ (¬3) ابْنَةَ لَبُونٍ، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ ابْنَةَ مَخَاضٍ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ - رحمه الله - فِي تَضْعِيفِ حَدِيثِ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) في (م): "يروي". (¬2) في النسخ: "قال"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬3) في النسخ: "خمس عشرون"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) إلى هنا ينتهي كلام الدارقطني.

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مَا قَالَ مِنَ الْوُجُوهِ الَّتِي ضَعَّفَهُ بِهَا، غَيْرَ وَجْهٍ وَاحِدٍ؛ وَهُوَ أَنْ يَسْتَدِلَّ عَلَى ضَعْفِهِ بِمَا رَوَى بِأَسَانِيدِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ قَوْلِهِ [بِخِلَافِ] رِوَايَةِ (¬1) خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ. وَالَّذِي عِنْدَنَا مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَافَقَتْهُ رِوَايَةُ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَذَلِكَ فِيمَا: [4868] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ بِبَغْدَادَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2) بْنُ مُوسَى، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي الْخَطَأِ أَخْمَاسًا؛ عِشْرُونَ حِقَّةً، وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ، وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ، وَعِشْرُونَ بَنِي مَخَاضٍ (¬3). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي كِتَابِهِ الْمُصَنَّفِ فِي الدِّيَاتِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬4). وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، [عَنْ عَلْقَمَةَ] (¬5)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬6). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين مكانه كلمة غير مقروءة في النسخ، والمثبت هو الأنسب للسياق. (¬2) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 74). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 164). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 36) من طريق أبي إسحاق. (¬4) المصدر السابق (14/ 36). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (8/ 74)، ومعرفة السنن (12/ 102). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 36).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬1). [4869] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -؛ فِي دِيَةِ الْخَطَأِ أَخْمَاسٌ: خُمُسٌ بَنُو مَخَاضٍ، وَخُمُسٌ بَنَاتُ مَخَاضٍ، وَخُمُسٌ بَنَاتُ لَبُونٍ، وَخُمُسٌ حِقَاقٌ، وَخُمُسٌ جِذَاعٌ (¬2). هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ الْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - فِي دِيَةِ الْخَطَأِ، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ صَاحِبُ الْخِلَافِيَّاتِ، وَهُوَ الْمُقَدَّمُ الثِّقَةُ فِيمَا يَحْكِيهِ مِنْ مَذْهَبِ الْعُلَمَاءِ. وَزَعَمَ أَنَّ الشَّافِعِيَّ - رحمه الله - إِنَّمَا اخْتَارَ قَوْلَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي دِيَةِ الْخَطَأِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ أَقَلَّ مَا قِيلَ فِي أَسْنَانِهَا، وَاسْمُ الْإِبِلِ وَاقِعٌ عَلَيْهَا، فَلَمْ يُوجِبْ أَكْثَرَ مِنْهَا، وَلَمْ يَبْلُغْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - فِي بَنِي الْمَخَاضِ؛ فَلِذَلِكَ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ، وَلَوْ بَلَغَهُ لَرَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ لِأَنَّهَا أَقَلُّ مِنْ بَنِي لَبُونٍ، وَاسْمُ الْإِبِلِ وَاقِعٌ عَلَيْهَا، وَهُوَ قَوْلُ صَحَابِيٍّ، فَاتِّبَاعُهُ فِي ذَلِكَ أَوْلَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. هَذَا مَعْنَى قَوْلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَمَنْ رَغِبَ عَنِ الْقَوْلِ بِهِ اسْتَدَلَّ بحَدِيثِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (¬3)، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ، وَذَكَرْنَا وَجْهَ الِاسْتِدْلَالِ مِنْهُ، وَعَلَّلَ الرِّوَايَاتِ الثَّلَاثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِأَنَّهَا كُلَّهَا مَرَاسِيلُ. ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 75). (¬2) أخرجه الطبري في التفسير (7/ 325) من طريق التيمي. (¬3) في (م): "خيثمة".

فَأَمَّا رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَلَا شَكَّ فِي انْقِطَاعِهَا (¬1). وَأَمَّا رِوَايَةُ أَبِي إِسْحَاقَ فَإِنَّها أَيْضًا مُنْقَطِعَةٌ؛ لِأَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا. وَأَمَّا رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدَةَ فَإِنَّهَا أَيْضًا مُنْقَطِعَةٌ (¬2)؛ أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَا مِنِ انْقِطَاعِ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ مَا: [4870] أخبرنا أَبو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ شعْبَةَ يَقُولُ: إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا؟ قَالَ: صَدَقَ (¬3). [4871] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو إِسْحَاقَ قَدْ رَأَى عَلْقَمَةَ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ (¬4). [4872] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ: تَحْفَظُ مِنْ أَبِيكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا (¬5). * * * ¬

_ (¬1) انظر جامع التحصيل للعلائي (ص 141). (¬2) من قوله: "لأن أبا إسحاق" إلى هنا ليس في (م). (¬3) أخرجه يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 109). (¬4) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 350). (¬5) المصدر السابق (3/ 354).

مسألة (510): ودية العمد وعمد الخطأ أثلاث؛ منها أربعون خلفة، وثلاثون حقة، وثلاثون جذعة

مَسْأَلَةٌ (510): وَدِيَةُ الْعَمْدِ وَعَمْدِ الْخَطَأِ أَثْلَاثٌ (¬1)؛ مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً، وَثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (¬3): أَرْبَاعُ؛ بَنَاتُ الْمَخَاضِ، وَبَنَاتُ اللَّبُونِ، وَالْحِقَاقُ، وَالْجِذَاعُ (¬4). [4873] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُسَدَّدٌ الْمَعْنَى، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ يَوْمَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ، فَكَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: إِلَى هَا هُنَا حَفِظْتُهُ مِنْ مُسَدَّدٍ، ثُمَّ اتَّفَقَا: "أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ (¬5) كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُذْكَرُ وَتُدْعَى مِنْ دَمٍ أَوْ مَالٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الْحَاجِّ وَسِدَانَةِ (¬6) الْبَيْتِ". ثُمَّ قَالَ: "أَلَا إِنَّ دِيَةَ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ مَا كَانَ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا". ¬

_ (¬1) في النسخ: "ثلاث"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (7/ 276)، ومختصر المزني (ص 320)، والحاوي الكبير (12/ 212)، ونهاية المطلب (16/ 309)، والمجموع (20/ 453). (¬3) قوله: "أبو حنيفة" ليس في (ع). (¬4) انظر: الأصل (4/ 399)، والمبسوط (26/ 76)، وتحفة الفقهاء (3/ 107)، وبدائع الصنائع (7/ 254). (¬5) المأثرة: المَكْرُمة. (¬6) سدانة بيت الله الحرام: خدمته وتولي أمره، وفتح باب الكعبة وإغلاقه. النهاية (سدن).

وَحَدِيثُ مُسَدَّدٍ أَتَمُّ (¬1). [4874] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَاهُ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْفَتْحِ - أَوْ (¬2) فَتْحِ مَكَّةَ - عَلَى دَرَجَةِ الْبَيْتِ أَوِ الْكَعْبَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ (¬3) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَوْلُ زَيْدٍ وَأَبِي مُوسَى مِثْلُ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). [4875] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَعْقُوبُ بْنُ أَوْسٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَوْسٍ وَاحِدٌ، قَالَ: وَسُئِلَ يَحْيَى عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو هَذَا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنَّ سُفْيَانَ يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ خَالِدٍ؛ إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - (¬5). وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: [4876] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 335). (¬2) في النسخ: "و"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "كذا رواه"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 68). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 354). (¬5) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 84).

سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ، فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوهُ، وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ وَهُوَ: ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، وَذَلِكَ عَقْلُ الْعَمْدِ، وَمَا صَالَحُوا عَلَيْهِ فَهُوَ لَهُمْ، وَذَلِكَ تَشْدِيدٌ فِي الْعَقْلِ" (¬1). [4877] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ تَرْعَى غَنَمَهُ، فَبَعَثَهَا يَوْمًا تَرْعَاهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ مِنْهَا: حَتَّى مَتَى تَسْتَأْمِي أُمِّي، وَاللَّهِ لَا تَسْتَأْمِيهَا أَكْثَرَ مَا اسْتَأْمَيْتَهَا، فَأَصَابَ عُرْقُوبَهُ (¬2)، فَطَعَنَ فِي خَاصِرَتِهِ (¬3)، فَمَاتَ، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: فَائْتِنِي مِنْ قَابِلٍ وَمَعَكَ (¬4) أَرْبَعُونَ - أَوْ قَالَ: عِشْرُونَ - وَمِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، قَالَ: فَفَعَلَ، فَأَخَذَ عُمَرُ مِنْهَا ثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَثَلَاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ مَا بَيْنَ ثَنِيَّةٍ (¬5) [إِلَى] (¬6) بَازِلِ (¬7) عَامِهَا كُلُّهَا خَلِفَةٌ، فَأَعْطَاهَا إِخْوَتَهُ، وَلَمْ يُوَرِّثْ (¬8) مِنْهَا أَبَاهُ شَيْئًا، وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يُقَادُ (¬9) وَالِدٌ بِوَلَدِهِ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1413) من طريق أبي النضر. (¬2) العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الإنسان. (¬3) الخاصرة من الإنسان: ما بين رأس الورك وأسفل الأضلاع، وهما خاصرتان. (¬4) في النسخ: "ومن معك"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 72). (¬5) الثنية من الإبل: ما دخل في السنة السادسة، والذكر: ثنيّ. النهاية (ثنا). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬7) البازل من الإبل الذي تم ثماني سنين ودخل في التاسعة، وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوته، ثم يقال له بعد ذلك: بازل عام وبازل عامين. النهاية (بزل). (¬8) في (م): "يحدث". (¬9) في النسخ: "تقاد"، والمثبت من السنن الكبير.

لَقَتَلْتُكَ أَوْ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ (¬1). [4878] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَضَى عُمَرُ فِي شِبْهِ الْعَمْدِ ثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَثَلَاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، مَا بَيْنَ ثَنِيَّةٍ إِلَى بَازِلِ عَامِهَا (¬2). [4879] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ فِي الْمُغَلَّظَةِ: أَرْبَعُونَ جَذَعَةً خَلِفَةً (¬3)، وَثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ (ح) [4880] وعن قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ فِي الدِّيَةِ الْمُغَلَّظَةِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً (¬4). كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْ زَيْدٍ. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ فِرَاسٍ وَسُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ [ثَابِتٍ] (¬5) أَنَّهُ قَالَ فِي شِبْهِ الْعَمْدِ: ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ مَا بَيْنَ ثَنِيَّةٍ إِلَى بَازِلِ عَامِهَا، كُلُّهَا خَلِفَةٌ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 290) من طريق عباد بن العوام مختصرًا دون ذكر القصة. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 335). (¬3) في النسخ: "وخلفة"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬4) المصدر السابق (ق/ 336). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الأوسط لابن المنذر ومصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (10/ 24). (¬6) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (13/ 152).

وَرَوَى الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنِ الْمُغِيرَةِ وَسُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ (¬1)، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ سَوَاءً - رضي الله عنهم - (¬2). [4881] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ (¬3)، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ (¬4)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا إِسْمَاعِيلُ (¬5) بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الْمُغَلَّظَةِ: ثَلَاثُونَ حِقَّةً، ثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ ثَنِيَّةً خَلِفَةً إِلَى بَازِلِ عَامِهَا (¬6) (ح) [4882] قال: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أنا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنهما -، أَنَّهُمَا قَالَا فِي الْمُغَلَّظَةِ كَمَا قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ (¬7). وَرَوَى عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: شِبْهُ الْعَمْدِ أَثْلَاثًا؛ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً (¬8)، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ ثَنِيَّةً إِلَى بَازِلِ عَامِهَا، كُلُّهَا خَلِفَةٌ (¬9). وَقِيلَ: عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مِثْلَ قَوْلِنَا فِي شِبْهِ الْعَمْدِ، نَقَلَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، وَهُوَ ¬

_ (¬1) من قوله: "عن زيد" إلى هنا ليس في (م). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 284). (¬3) في (ع): "العبدودي". (¬4) في النسخ: "حمزويه"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تاريخ الإسلام (8/ 380). (¬5) في النسخ: "ثنا هشيم الإسماعيلي"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 69). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 38) من طريق ابن أبي خالد. (¬7) المصدر السابق (14/ 38) من طريق المغيرة. (¬8) من قوله: "وأربعون ثنية" إلى هنا ليس في (م). (¬9) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 611).

ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً (¬1). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4883] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فِي شِبْهِ الْعَمْدِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً، [وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ] (¬2)، وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ (¬3). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَإِذَا اخْتَلَفَتِ الصَّحَابَةُ - رضي الله عنهم - فِي صِفَةِ أَسْنَانِ دِيَةِ الْعَمْدِ وَشِبْهِ الْعَمْدِ هَذَا الِاخْتِلَافَ، فَقَوْلُ مَنْ يُوَافِقُ قَوْلُهُ مَا رَوَيْنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَوْلَى. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (9/ 161). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 336).

مسألة (511): ودية قتل الخطأ في الحرم، والأشهر الحرم، ولذي الرحم المحرم مغلظة

مَسْأَلَةٌ (511): وَدِيَةُ قَتْلِ (¬1) الْخَطَأِ فِي الْحَرَمِ، وَالْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَلِذِي الرَّحِمِ الْمَحْرَمِ مُغَلَّظَةٌ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مُخَفَّفَةٌ (¬3). [4884] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ، أنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ امْرَأَةً قُتِلَتْ بِمَكَّةَ، فَقَضَى فِيهَا عُثْمَانُ (¬4) - رضي الله عنه - بِسِتَةِ آلَافٍ دِيَتُهَا، وَأَلْفَيْنِ تَغْلِيظًا لِلْحَرَمِ (¬5). [4885] سمعت الْأُسْتَاذَ أَبَا طَاهِرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيَّ يَقُولُ: إِذَا قُلْنَا الدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ أَصْلَانِ (¬6) فِي الدِّيَةِ، فَيُغَلَّظَانِ فِي الدِّيَةِ، فَبَلَغَ بِهَا دِيَةً وَثُلُثًا (¬7). ¬

_ (¬1) في (م): "القتل". (¬2) انظر: الأم (7/ 277)، ومختصر المزني (ص 321)، والحاوي الكبير (12/ 217)، ونهاية المطلب (16/ 313)، والمجموع (20/ 453). (¬3) انظر: الأصل (4/ 399)، والمبسوط (26/ 76)، وتحفة الفقهاء (3/ 107)، وبدائع الصنائع (7/ 254). (¬4) في المختصر: "عمر". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 298) عن سفيان. (¬6) في (ع): "أصلا"، وليست في (م)، والمثبت الجادة. (¬7) انظر: السنن الصغرى للمؤلف (3/ 225).

وَاستَدَلَّ بِقَضَاءِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، وَجَعَلَهُ مَسْأَلَةَ خِلَافٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَبِي حَنِيفَةَ. [4886] وسمعت الْفَقِيهَ أَبا الْفَتْحِ نَاصِرَ بْنَ الْحُسَيْنِ - أَيَّدَهُ اللَّهُ - وَمَنْ حَضَرَ (¬1) مِنْ فُقَهَائِنَا يَتَعَجَّبُونَ مِنْ ذَلِكَ، وَيَقُولُونَ: لَمْ نَسْمَعْ بِهِ إِلَّا مِنَ الْأُسْتَاذِ - رضي الله عنه -. [4887] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُدْلَجٍ - يُقَالُ لَهُ: قَتَادَةُ - حَذَفَ (¬2) ابْنَهُ بِسَيْفٍ، فَأَصَابَ سَاقَهُ، فَنُزِيَ (¬3) فِي جُرْحِهِ، فَمَاتَ، فَقَدِمَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: اعْدُدْ لِي عَلَى قُدَيْدٍ (¬4) عِشْرِينَ وَمِائَةَ بَعِيرٍ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْكَ. فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ ثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَثَلَاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَخُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: هَأَنَذَا، قَالَ: خُذْهَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ" (¬5). [4888] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنا ¬

_ (¬1) في (ع): "حضه". (¬2) قال ابن عبد البر: "وأما قوله: "حذف ابنه بالسيف" فمعناه رماه فقطعه، والحذف الرمي والقطع بالسيف أو العصا، ومن رواه بالخاء المنقوطة فقد صحف؛ لأن الخذف بالخاء إنما هو الرمي بالحصى أو النوى". التمهيد (23/ 437). (¬3) في (م): "فسرى" تحريف، يقال: نُزِف دمُه ونُزِيَ؛ إذا جرَى ولم ينقطع. النهاية (نزا). (¬4) قديد: موضع بين مكة والمدينة. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 83).

إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى (¬1) فِيمَنْ قُتِلَ فِي الْحَرَمِ، أَوْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، أَوْ هُوَ مُحْرِمٌ بِالدِّيَةِ وَثُلُثِ الدِّيَةِ (¬2). وَرُوِّينَا فِيهِ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: يُزَادُ فِي دِيَةِ الْمَقْتُولِ فِي أَشْهُرِ الْحَرَامِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَفِي دِيَةِ الْمَقْتُولِ فِي الْحَرَمِ (¬3). [4889] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعَطَاءٍ؛ فِي دِيَةِ الْمُحْرِمِ وَالَّذِي يُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ دِيَةٌ وَثُلُثٌ (¬4). [4890] قال: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالُوا: فِي الَّذِي يُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ (¬5) دِيَةٌ وَثُلُثٌ (¬6). وَفِي حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه -: [4891] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ (¬7)، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ¬

_ (¬1) قوله: "قضى" ليس في (م). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، رواية الدبري (9/ 301). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 216). (¬4) ذكره ابن المنذر في الأوسط (13/ 162). (¬5) قوله: "في الحرم" ليس في (م). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 216) من طريق أبي أسامة. (¬7) في النسخ: "المقبري"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 77). وانظر ترجمته في المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور (ص 379).

فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، [عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ] (¬1)، قَالَ: إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَضَى فِي الدِّيَةِ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ ذَكَرَ تَقْوِيمَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (¬2) - رضي الله عنه - الدِّيَةَ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ: وَيُزَادُ ثُلُثُ الدِّيَةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ (¬3) (¬4). وَفِي هَذَا الْإِسْنَادِ انْقِطَاعٌ بَيْنَ إِسْحَاقَ وَعُبَادَةَ (¬5)، وَلَكِنَّهُ إِذَا انْضَمَّ إِلَى رِوَايَةِ مُجَاهِدٍ عَنْ عُمَرَ فِيمَا اتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنَ التَّغْلِيظِ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ، تَأَكَدَتْ إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى وَقَوِيَتَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ والمختصر، والمثبت من السنن الكبير. (¬2) قوله: "ابن الخطاب" ليس في (م). (¬3) وكذا في المختصر، وزاد في السنن الكبير ومسند أحمد: "وثلث آخر للبلد الحرام، قال: فتمت دية الحرمين عشرين ألفا". (¬4) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5385) من طريق الفضيل بن سليمان. (¬5) انظر: العلل الكبير للترمذي (ص 214)، وجامع التحصيل (ص 144).

مسألة (512): والأصل في الدية الإبل وحدها، لا يجوز العدول عنها مع وجودها إلى غيرها على قوله في الجديد

مَسْأَلَةٌ (512): وَالْأَصْلُ فِي الدِّيَةِ الْإِبِلُ وَحْدَهَا، لَا يَجُوزُ الْعُدُولُ عَنْهَا مَعَ وُجُودِهَا إِلَى غَيْرِهَا عَلَى قَوْلِهِ فِي الْجَدِيدِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْإِبِلُ (¬2)، وَالدَّرَاهِمُ، وَالدَّنَانِيرُ كُلُّهَا أُصُولٌ فِيهَا (¬3). [4892] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي [كَتَبَهُ] (¬4) لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حِينَ بَعَثَهُ عَلَى نَجْرَانَ، فَكَانَ الْكِتَابُ عِنْدَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَذَا بَيَانٌ مِنَ اللَّهِ - عز وجل - وَرَسُولِهِ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} ". فكَتَبَ الْآيَاتِ، حَتَّى بَلَغَ {فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (¬5)، ثُمَّ كَتَبَ: "هَذَا كتَابُ الْجِرَاحِ؛ فِي النَّفْسِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي الْأَنْفِ إِذَا أُوعِيَ (¬6) جَدْعُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي الْعَيْنِ خَمْسُونَ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 258)، ومختصر المزني (ص 321)، والحاوي الكبير (12/ 225)، ونهاية المطلب (16/ 317)، والمجموع (20/ 460). (¬2) في (م): "والإبل". (¬3) انظر: الأصل (4/ 406)، والمبسوط (26/ 78)، وتحفة الفقهاء (3/ 106)، وبدائع الصنائع (7/ 253). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 80). (¬5) سورة المائدة (الآيات: 1 - 4). (¬6) أي قطع جميع أنفه واستؤصل، وفي رواية: "أوعب" آخرها باء، وفي أخرى: "استوعي"، وهي جميعًا بمعنًى.

الْأُذُنِ خَمْسُونَ مِنَ الْإِبِلِ (¬1)، وَفِي اليَدِ خَمْسُونَ مِنَ الإِبِلِ، وَفِي الرِّجْلِ خَمْسُونَ مِنَ الْإِبِلِ، وَفي كُلِّ أُصْبُعٍ مِمَّا هُنَالِكَ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفي الْمَأْمُومَةِ ثُلُثُ النَّفْسِ، وَفِي الْجَائِفَةِ ثُلُثُ النَّفْسِ، وَفي الْمُنَقِّلَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَفي الْمُوضِحَةِ (¬2) خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفي السِّنِّ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ". قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَهَذَا الَّذِي قَرَأْتُ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ (¬3). [4893] قال ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَهُ (¬4)، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ عَنِ الْكِتَابِ الَّذِي كَتبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي الْعُقُولِ. مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الْأُذُنَ (¬5)، وَلَا الْمُنَقِّلَةَ (¬6). [4894] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا (¬7) مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي ¬

_ (¬1) من قوله: "وفي الأذن. ." إلى هنا ليس في (م). (¬2) المأمومة والآمّة: الشجة التي لا يبقى بينها وبين الدماغ إلا جلدة رقيقة. والجائفة: هي الطعنة التي تنفذ إلى الجوف. والمنقلة: هي الشجة التي تخرج منها صِغار العِظام وتَنْتَقِل عن أماكنِها، وقيل: التي تُنَقِّل العَظم: أي تكسِره، وقيل: هي التي يَخرج منها فَراشُ العِظام، وهي قشرة تكون على العظم دون اللحم. والموضحة: الشجة التي تبدي وَضَح العظم؛ أي بياضه. (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 298). (¬4) في النسخ: "أخبر"، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير (8/ 81). (¬5) في المصادر السابقة: "الأذنين". (¬6) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 299). (¬7) في (ع): "أن"، وليست في (م)، والمثبت من أصل الرواية.

النَّفْسِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ (¬1). مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الْأُذُنَ، وَلَا الْمُنَقِّلَةَ (¬2). [4895] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَفِي شَكٍّ أَنْتُمْ مِنْ أَنَّهُ كِتَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: لَا (¬3). [4896] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي وَالْأُسْتَاذُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَصْلِ كِتَابَيْهِمَا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو الْجَوَّابِ، ثنا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - هُوَ: ابْنُ أَبِي لَيْلَى -، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "فِي الْأَنْفِ الدِّيَةُ إِذَا اسْتُوعِيَ جَدْعُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ". ثُمَّ ذَكَرَ مَا بَعْدَهُ بِمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ (¬4). وَقَدْ مَضَى حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 258). (¬2) من قوله: "أخبرنا أبو بكر. ." إلى هنا ليس في (م). (¬3) المصدر السابق (7/ 258). (¬4) اختُلف فيه على ابن أبي ليلى، فرواه المؤلف هكذا أيضا في السنن الكبير (8/ 86). ورواه عنه عيسى بن المختار فيما أخرجه البزار في المسند (1/ 386) فقال: "عن ابن أبي ليلى، عن عكرمة بن خالد، عن أبي بكر بن عبيد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر". ورواه وكيع فيما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 92) فقال: "وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن عكرمة، عن رجل من آل عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

[4897] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي الْأَصَابِعِ (¬1) سَوَاءً عَشْرًا عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ (¬2). [4898] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ (¬3). رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقَ بْنَ أَوْسٍ (¬4). وَرَوَاهُ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ عَشْرٌ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ". [4899] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَهُ (¬5). [4900] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) قوله: "قضى في الأصابع" ليس في (م). (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9/ 87) من طريق سعيد. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 295) من طريق علي بن عاصم. (¬4) ذكره أبو داود في السنن (6/ 617) هكذا. وأخرجه أحمد في المسند (8/ 4503) عن محمد بن جعفر فقال: "أوس بن مسروق". وكلاهما مذكور في مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (27/ 457). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 336).

مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا لَفْظًا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَفَّافُ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ فِي الْمَوَاضِحِ (¬1): "خَمْسٌ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَصَابِعُ كُلُّهَا سَوَاءٌ عَشْرٌ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ" (¬2). [4901] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِائَةَ بَعِيرٍ، لِكُلِّ بَعِيرٍ أُوقِيَّةٌ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ غَلَتِ الْإِبِلُ، وَرَخُصَتِ الْوَرِقُ، فَجَعَلَ عُمَرُ أُوقِيَّتَيْنِ أُوقِيَّتَيْنِ، فَذَلِكَ ثَمَانِيَةُ آلَافٍ، ثُمَّ لَمْ تَزَلِ الْإِبِلُ تَغْلُو، وَتَرْخُصُ الوَرِقُ، حَتَّى جَعَلَهَا عُمَرُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْوَرِقِ، أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ، وَمِنَ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَمِنَ الشَّاةِ أَلْفَيْ شَاةٍ (¬3). [4902] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَعَنْ مَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ، قَالُوا: أَدْرَكْنَا النَّاسَ عَلَى [أَنَّ] (¬5) دِيَةَ الْمُسْلِمِ الْحُرِّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِائَةٌ مِنَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "الموضح"، والمثبت من السنن الصغرى للمؤلف (3/ 240). والمواضح: جمع موضحة. (¬2) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1477) من طريق عبد الوهاب. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 291). (¬4) في النسخ "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 76). من رجال التهذيب. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة.

الْإِبِلِ، فَقَوَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - تِلْكَ الدِّيَةَ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَدِيَةُ الْحُرَّةِ الْمُسْلِمَةِ إِذَا (¬1) كَانَتْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ أَوْ سِتَّةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَإِذَا كَانَ الَّذِي أَصَابَهَا مِنَ الْأَعْرَابِ، فَدِيتُهَا خَمْسُونَ مِنَ الْإِبِلِ، وَدِيَةُ الْأَعْرَابِيَّةِ إِذَا أَصَابَهَا الْأَعْرَابِيُّ خَمْسُونُ مِنَ الْإِبِلِ، لَا نُكَلِّفُ الْأَعْرَابِيَّ الذَّهَبَ وَالْوَرِقَ (¬2). [4903] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَيِّمُ الْإِبِلَ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ أَوْ عَدْلَهَا مِنَ الْوَرِقِ، ويقْسِمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الْإِبِلِ، فَإِذَا غَلَتْ رَفَعَ فِي قِيمَتِهَا، وَإِذَا هَانَتْ نَقَصَ مِنْ ثَمَنِهَا، عَلَى أَهْلِ الْقُرَى الثَّمَنُ مَا كَانَ (¬3). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَوْصُولًا (¬4). [4904] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَتْ قِيمَةُ الدِّيَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَمَانَمِائَةِ دِينَارٍ؛ ثَمَانِيَةَ (¬5) آلَافِ دِرْهَمٍ، وَدِيةُ أَهْلِ الْكِتَابِ يَوْمَئِذٍ النِّصْفُ مِنْ دِيَةِ الْمُسْلِمِينَ. ¬

_ (¬1) في (ع): "إذ". (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 281). (¬3) المصدر السابق (7/ 282). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 620). (¬5) في أصل الرواية: "أو ثمانمائة".

قَالَ: فَكَانَ كَذَلِكَ حَتَّى اسْتُخْلِفَ عُمَرُ - رضي الله عنه -، فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: إِنَّ الْإِبِلَ قَدْ غَلَتْ. قَالَ: فَفَرَضَهَا عُمَرُ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا (¬1)، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ (¬2) حُلَّةٍ، قَالَ: وَتَرَكَ دِيَةَ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرْفَعْهَا فِيمَا رَفَعَ مِنَ الدِّيَةِ (¬3). [4905] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى فِي الدِّيَةِ عَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ (¬4)، وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ، وَعَلَى أَهْل الْقَمْحِ شَيْئًا لَمْ يَحْفَظْهُ مُحَمَّدٌ (¬5). [4906] قال أَبُو دَاوُدَ: قَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيِّ، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مُوسَى (¬6)، وَقَالَ: عَلَى أَهْلِ الطَّعَامِ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ (¬7). ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "اثني عشر ألف درهم". (¬2) في النسخ "مائة"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (8/ 77). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 335). (¬4) في النسخ: "شياه"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) المصدر السابق (ق/ 335). (¬6) في النسخ: "أبي موسى"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: موسى بن إسماعيل، كما في الرواية السابقة. (¬7) المصدر السابق (ق/ 335).

مسألة (513): فإن جعلنا الدراهم والدنانير أصلين في الدية على القول الثاني، فقدره ألف دينار أو اثنا عشر ألف درهم

مَسْأَلَةٌ (513): فَإِنْ جَعَلْنَا الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ أَصْلَيْنِ فِي الدِّيَةِ عَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي، فَقَدْرُهُ أَلْفُ دِينَارٍ أَوْ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفُ دِينَارٍ (¬2). [4907] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ ببَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (¬3) الصَّغَانِيُّ أَبُو بَكْرٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جعَلَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. لَفْظُ حَدِيثِ الْفَقِيهِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: قُتِلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِيَتَهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَا ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 321)، والحاوي الكبير (12/ 226)، ونهاية المطلب (16/ 322)، والمجموع (20/ 461). (¬2) انظر: الأصل (4/ 406)، والمبسوط (26/ 77)، وتحفة الفقهاء (3/ 106)، وبدائع الصنائع (7/ 254). (¬3) قوله: "إسحاق" ليس في (م).

نَقَمُوا مِنْهُمْ} (¬1) الْآيَةَ (¬2). تَابَعَهُ زيدُ بْنُ الْحُبَابِ (¬3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ؛ أَنَّ رَجُلًا (¬4) مِنْ بَنِي عَدِيٍّ قُتِلَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - دِيَتَهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا (¬5). [4908] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ (¬6) الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا فِي الدِّيَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ: وَإِنَّمَا قَالَ لَنَا فِيهِ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ كَانَ يَقُولُ: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬7). [4909] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الْعَبَّاسُ (¬8) بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: ¬

_ (¬1) سورة البروج (آية: 8). (¬2) أخرجه النسائي في السنن (7/ 401) من طريق معاذ بن هانئ. وأخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 652) من طريق محمد بن سنان. (¬3) في النسخ: "زيد بن عبد الحباب"، والمثبت هو الصواب، كما في مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (10/ 40). (¬4) في (ع): "رجل". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 605). (¬6) في النسخ: "الحناط"، والمثبت من أصل الرواية، وكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال (3/ 273). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 148). (¬8) في النسخ: "أبو العباس"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 38)، وهو: ابن الوليد بن مزيد. له ترجمة في تهذيب الكمال (14/ 255).

سَمِعْتُ الْأَوْزَعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا" (¬1). [4910] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ. وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى أَنْ (¬2) تَطْلُعَ الشَّمْسُ". فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬3). [4911] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ؛ أَنَّ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بَيْنَمَا هِيَ مَرَّةً تُصَلِّي إِذَا بِحَيَّةٍ قَرِيبَةٍ مِنْهَا، قَالَ: فَأَمَرَتْ بِهَا، فَقُتِلَتْ، فَأُتِيَتْ فِي مَنَامِهَا: أَقَتَلْتِ رَجُلًا مُسْلِمًا جَاءَ يَسْمَعُ الْقُرْآنَ، فَدِيهِ، قَالَ: فَأَخْرَجَتْ دِيَتَهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ (¬4). هَذَا مُرْسَلٌ مَوْقُوفٌ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْمَكِّيُّ وَهُوَ الْقَدَّاحُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ¬

_ (¬1) حكاه الدارقطني في العلل (6/ 227) عن الأوزاعي. وأخرجه الطيالسي في المسند (3/ 574) من طريق يزيد الرقاشي. (¬2) قوله: "أن" ليس في (ع). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 507) من طريق موسى بن خلف. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 79).

مُلْيَكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (¬1). [4912] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ؛ أَنَّ عُمَرَ قَضَى الدِّيَةَ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَقَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ يَخْتَلِفُ، وَأَخَافُ عَلَيْكُمُ الْحُكَّامَ (¬2) مِنْ بَعْدِي، فَلَيْسَ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى زِيَادَةٌ فِي تَغْلِيظِ عَقْلٍ، [وَلَا] (¬3) فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَلَا الْحُرْمَةِ (¬4). [4913] قال: وأنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، أنا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنِّي لَأُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ قَدْرَ دِيَتِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا (¬5). وَرَوَيْنَا فِي الْمَسْأَلَةِ قَبْلَهَا مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -؛ قَضَى بِالدِّيَةِ عَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. [4914] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - حِكَايَةً عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَضَى بِالدِّيَةِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه إسحاق بن راهويه في المسند، كما في إتحاف الخيرة (6/ 88)، والمطالب العالية (10/ 667). وأخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (5/ 1654) من طريق عثمان بن عمر عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي. (¬2) في النسخ: "الأحكام"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 31، 216). (¬5) المصدر السابق (14/ 30) من طريق خالد. (¬6) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 446).

[4915] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا (¬1): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يُونُسَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وَعِيسَى بْنُ مِينَاءَ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: كَانَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَائِنَا الَّذِينَ يُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ، مِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعُبْيَدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عُتْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ جِلَّةٍ سِوَاهُمْ مِنْ نَظَائِرِهِمْ أَهْلِ فِقْهٍ وَفَضْلٍ، وَرُبَّمَا اخْتَلَفُوا فِي الشَّيْءِ، فَأَخَذْنَا قَوْلَ أَكْثَرِهِمْ وَأَفْضَلِهِمْ رَأْيًا، وَكَانَ الَّذِي وَعَيْتُ عَنْهُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ، فَذَكَرَ أَحْكَامًا، قَالَ: وَكَانُوا يَقُولُونَ: الدِّيَةُ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةُ بَعِيرٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَا بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَا شَاةٍ. قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: وَقَدْ كَانُوا يَقُولُونَ: يَكُونُ عَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَا حُلَّةٍ، وَقَالَ عِيسَى بْنُ مِينَاءَ: وَعَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفُ شَاةٍ. [4916] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا (¬3) أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: بَلَغَنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ فَرَضَ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ فِي الدِّيَةِ، وَعَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ. ¬

_ (¬1) في (ع): "قال". (¬2) في (ع): "عبيد الله بن عبيد الله". (¬3) في (ع): "وثنا".

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ: أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، وَزَادَ: وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَعَلَى أَهْلِ الْغَنَمِ أَلْفَيْ شَاةٍ (¬1). [4917] قال: وأنا الثَّوْرِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: عَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: وَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - (¬2) فَرَضَ الدِّيَةَ عَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. ثُمَّ سَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ كَلَامَهُ إِلَى أَنْ قَالَ: وَنَحْنُ فِيمَا نَظُنُّ (¬3) أَعْلَمُ بِفَرِيضَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - حِينَ فَرَضَ الدِّيَةَ دَرَاهِمَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ لِأَنَّ الدَّرَاهِمَ عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَإِنَّمَا كَانَ يُؤَدِّي الدِّيَةَ دَرَاهِمَ أَهْلُ الْعِرَاقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: وَقَدْ صَدَقَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَرَضَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلَكِنَّهُ فَرَضَهَا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَزْنَ سِتَّةٍ (¬4). [4918] أنا الثَّورِيُّ عَنْ مُغِيرَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَتِ الدِّيَةُ الْإِبِلَ، فَجُعِلَتِ الْإِبِلُ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ، كُلُّ بَعِيرٍ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا وَزْنَ سِتَّةٍ، فَذَلِكَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 85). (¬2) قوله: "أن عمر - رضي الله عنه -" ليس في (م). (¬3) في (م): "يظن". (¬4) المصدر السابق (9/ 85).

وَقِيلَ لِشَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَانَقَ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ، فَضَرَبَهُ فَأَصَابَ رَجُلًا [مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ (¬1): عَانَقَ رَجُلٌ مِنَّا رَجُلًا مِنَ العَدُوِّ وَضَرَبَهُ، فَأَصَابَ رَجُلًا] (¬2) مِنَّا، فَسَلَتَ وَجْهَهُ حَتَّى وَقَعَ ذَلِكَ عَلَى حَاجِبَيْهِ وَأَنْفِهِ وَلِحْيَتِهِ وَصَدْرِهِ، فَقَضَى فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - بِالدِّيَةِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ (¬3)، وَكَانَتِ الدَّرَاهِمُ يَوْمَئِذٍ وَزْنَ سِتَّةٍ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: رَوَى عَطَاءٌ وَمَكْحُولٌ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَعَدَدٌ مِنَ الْحِجَازِيِّينَ؛ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَرَضَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلَمْ أَعْلَمْ بِالْحِجَازِ أَحَدًا خَالَفَ فِيهِ، وَلَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -. وَمِمَّنْ قَالَ الدِّيَةُ اثْنَا (¬5) عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةُ، - رضي الله عنهم -، لَا أَعْلَمُ بِالْحِجَازِ أَحَدًا خَالَفَ فِي ذَلِكَ قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا. وَلَقَدْ رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ قَضَى بِالدِّيَةِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَزَعَمَ عِكْرِمَةُ أَنَّهُ نَزَلَ فِيهِ: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} (¬6). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: أَفَتَقُولُ: إِنَّ الدِّيَةَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَزْنَ سِتَّةٍ؟ فَقَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمِنْ أَيْنَ زَعَمْتَ إِذْ كُنْتَ أَعْلَمَ ¬

_ (¬1) وكذا في معرفة السنن (12/ 109)، ووقع في السنن الكبير (8/ 80): "ابن إسحاق". (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير ومعرفة السنن. (¬3) في النسخ: "ألفا درهما"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) المصدر السابق (9/ 87، 88). (¬5) في النسخ: "اثني"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬6) سورة التوبة (آية: 74).

بِالدِّيَةِ فِيمَا زَعَمْتَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ لِأَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ (¬1)، وَأَنَّكَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قُلْتَهَا (¬2)، لِأَنَّ عُمَرَ قَضَى فِيهَا بِشَيْءٍ لَا تَقْضِي [بِهِ] (¬3). قَالَ: لَمْ تَكُونُوا (¬4) تَحْسِبُونَ، قُلْتُ: أَفَتَرْوِي (¬5) شَيْئًا تَجْعَلُهُ (¬6) أَصْلًا فِي الْحُكْمِ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ مَنْ تَرْوِي عَنْهُ لَا يَعْرِفُ مَا قَضَى بِهِ (¬7)؟ . وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي هَذَا، وَفِي الْجَوَابِ عَمَّا احْتَجَّ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَادَّعَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَلَى أَهْلِ الْحِجَازِ أَنَّهُ أَعْلَمُ بِالدِّيَةِ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَبِلَ الدِّيَةَ مِنَ الْوَرِقِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ بِالدِّيَةِ مِنْهُ، إِذْ (¬8) كَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - مِنْهُمْ، فَمَنِ الْحَاكِمُ مِنْهُ أَوْلَى بِالْمَعْرِفَةِ مِمَّنِ (¬9) الدَّرَاهِمُ مِنْهُ، إِذْ (¬10) كَانَ الْحُكْمُ إِنَّمَا وَقَعَ بِالْحَاكِمِ (¬11). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: رِوَايَاتُهُ عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ مُنْقَطِعَةٌ، وَالرِّوَايَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا ¬

_ (¬1) وكذا في المختصر، وفي أصل الرواية: "الورق". (¬2) في النسخ: "قتلتها"، وفي معرفة السنن والمختصر: "قبلتها"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬4) في النسخ: "يكون". (¬5) في النسخ: "أفترون". (¬6) في النسخ: "نجعله". (¬7) المصدر السابق (9/ 88). (¬8) في (م): "إذا". (¬9) في (م): "فمن". (¬10) في (م): "إذا". (¬11) المصدر السابق (9/ 90).

الشَّافِعِيُّ عَنْ عُمَرَ أَيْضًا (¬1) مُنْقَطِعَةٌ، إِلَّا أَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ أَعْرَفُ بِمَذْهَبِ عُمَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَقَدْ رَوَيْنَاهَا (¬2) مَوْصُولَةً فِي الْمَسْأَلَةِ السَّابِقَةِ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "أيضا" ليس في (م). (¬2) في النسخ: "رويناه"، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن (12/ 111).

مسألة (514): ودية الذمي ثلث دية المسلم

مَسْأَلَةٌ (514): وَدِيَةُ الذِّمِّيِّ ثُلُثُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مِثْلُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ (¬2). [4919] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ ثَابِتٍ الْحَدَّادِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى فِي دِيَةِ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَفِي دِيَةِ الْمَجُوسِيِّ بِثَمَانِمِائَةِ (¬3) دِرْهَمٍ (¬4). تَابَعَهُ قَتَادَةُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ (¬5). [4920] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: أَرْسَلْنَا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ نَسْأَلُهُ (¬6) عَنْ دِيَةِ الْمُعَاهَدِ، فَقَالَ: قَضَى فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 259)، ومختصر المزني (ص 324)، والحاوي الكبير (12/ 308)، ونهاية المطلب (16/ 438)، والمجموع (20/ 465). (¬2) انظر: الأصل (4/ 406)، والمبسوط (26/ 85)، وتحفة الفقهاء (3/ 106)، وبدائع الصنائع (7/ 254). (¬3) في النسخ: "ثمانمائة"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (16/ 387). (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 140). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 149). (¬6) في النسخ: "يسأله"، والمثبت من أصل الرواية.

بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَنْ قَبْلَهُ (¬1)؟ قَالَ: فَحَصَبَنَا. قَالَ الشَّافِعِيُّ: هُمُ الَّذِينَ سَأَلُوهُ آخِرًا (¬2). وَإِنَّمَا عَنَى الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِقَوْلِهِ: "هُمُ الَّذِينَ سَأَلُوهُ آخِرًا"؛ أَنَّهُ رُوِىَ عَنْهُ بِخِلَافِهِ، وَهَذَا آخِرُ مَا قَضَى بِهِ، فَالْأَخْذُ بِهِ أَوْلَى. [4921] أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّ ابْنَ شَاسٍ الْجُذَامِيَّ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَنْبَاطِ الشَّامِ، فَرُفِعَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَكَلَّمَهُ الزُّبَيْرُ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَهَوْهُ عَنْ قَتْلِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ دِيَتَهُ أَلْفَ دِينَارٍ (¬3). [4922] وبإسناده عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: دِيَةُ كُلِّ مُعَاهَدٍ فِي عَهْدِهِ أَلْفُ دِينَارٍ (¬4). [4923] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬5)، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَجُلًا مُسْلِمًا قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَمْدًا، فَرُفِعَ إِلَى عُثْمَانَ، فَلَمْ يَقْتُلْهُ، وَغَلَّظَ عَلَيْهِ الدِّيَةَ مِثْلَ دِيَةِ الْمُسْلِمِ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ وأصل الرواية: "قتله"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (8/ 100). (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن، الملحق بالأم (9/ 140). (¬3) المصدر السابق (9/ 133). (¬4) المصدر السابق (9/ 133). (¬5) مصنف عبد الرزاق (6/ 128)، (10/ 96). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 176).

قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: الرِّوَايَةُ الْأُولَى عَنْ عُثْمَانَ مُنْقَطِعَةٌ، وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ فَإِنَّهَا إِنْ كَانَتْ مَحْفُوظَةً فِيمَا رَوَيْنَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَضَى بَعْدَ ذَلِكَ فِي دِيَةِ الْمُعَاهَدِ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، فَصَارَ الْأَمْرُ إِلَيْهِ. [4924] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ (¬1)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى فِي دِيَةِ الْمَجُوسِيِّ بِثَمَانَمِائَةِ (¬2) دِرْهَمٍ (¬3). [4925] قال: وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: دِيَةُ الْمَجُوسِيِّ ثَمَانُمِائَةِ دِرْهَمٍ (¬4). [4926] قال: وَحَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِذَلِكَ (¬5)، قَالَ: وَالْمَجُوسِيَّةُ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَابِ - رضي الله عنه - (¬6). [4927] قال (¬7): وَقَالَ لِي مَالِكٌ (¬8) مِثْلَهُ (¬9). [4928] قال: وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي ¬

_ (¬1) اسمه: ثابت بن هرمز. له ترجمة في تهذيب الكمال (4/ 380). (¬2) في النسخ: "ثمانمائة"، والمثبت من السنن الكبير (16/ 388). (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (13/ 175) من طريق سفيان. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 179) عن عطاء. (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 101). (¬6) المصدر السابق (8/ 101)، وعزاه له ابن الملقن في البدر المنير (8/ 849). (¬7) أي: ابن وهب. (¬8) قوله: "مالك" ليس في (م). (¬9) انظر: موطأ مالك، رواية يحيى (2/ 435).

حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ عَلِيًّا وَابْنَ مَسْعُودٍ كَانَا يَقُولَانِ: فِي دِيَةِ الْمَجُوسِيِّ ثَمَانُمِائَةِ دِرْهَمٍ (¬1). وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ لَهُ مَرْفُوعًا: [4929] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬2) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الصَّدَفِيُّ، ثنا عَلَّانُ (¬3) بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "دِيَةُ الْمَجُوسِيِّ ثَمَانُمِائَةِ دِرْهَمٍ" (¬4). تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ. وَرُوِّينَا عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ، قَالُوا: أَدْرَكْنَا النَّاسَ عَلَى أَنَّ دِيَةَ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ [الْحُرِّ] (¬5) عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ (¬6). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الدِّيَةَ كَانَتْ تَخْتَلِفُ حَيْثُ قَيَّدُوهُ بِالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ الْحُرِّ، [وَلَوْ كَانَتْ دِيَةُ غَيْرِهِ] (¬7) كَدِيَةِ الْمُسْلِمِ الْحُرِّ لَمْ يَكُنْ لِتَقْيِيدِهِمْ فَائِدَةٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 101)، وعزاه له ابن الملقن في البدر المنير (8/ 849). (¬2) في النسخ: "أبو سعيد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (9/ 200). (¬3) في النسخ: "غيلان"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، ولقبه: علان. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (21/ 51). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 638). (¬5) ما بين المعقوفين استدركناه من المختصر ومن تعليق المؤلف الآتي ذكره. (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 258). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

[4930] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "عَقْلُ الْكَافِرِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُؤْمِنِ" (¬1). تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ (¬2)، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: "وَدِيَةُ الْمُعَاهَدِ نِصْفُ دِيَةِ الْحُرِّ" (¬3). وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى فِي دِيَةِ (¬4) أَهْلِ الْكِتَابِ - الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى -: عَلَى نِصْفِ دِيَةِ الْمُسْلِمِ (¬5). وَكَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ (¬6). [4931] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "دِيَةُ الْمُعَاهَدِ نِصْفُ دِيَةِ الْحُرِّ" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 295). (¬2) في النسخ: "عبد بن الحارث"، والمثبت هو الصواب كما سيأتي، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (17/ 37). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 641) من طريق محمد بن إسحاق. (¬4) في (ع): "ديته". (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 25). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 221). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 338).

قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا إِخْبَارًا عَنْ دِيَةِ الْمُعَاهَدِ حِينَ كَانَتْ قِيمَةُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ ثَمَانِيَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا غَلَتِ الْإِبِلُ رَفَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي قِيمَةِ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، وَلَمْ يَرْفَعْ دِيَةَ الْمُعَاهَدِ فِيمَا رَفَعَ عِلْمًا مِنْهُ بِأَنَّهَا فِي أَهْلِ الذِّمَّةِ تَوْقِيتٌ. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى هَذَا مَا (¬1): [4932] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو (¬2) بْنُ شُعَيْبٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَضَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ (¬3). ثُمَّ قَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ أَحْكَامًا رَوَاهَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، هُمْ - يَعْنِي الْعِرَاقِيِّينَ - لَا يَقُولُونَ بِهَا، وَنَحْنُ نَقُولُ بِهَا، فَذَكَرَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ فِي عَقْلِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّهُ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِ، فَفِيهِ إِشَارَةٌ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ بِذَلِكَ، ثُمَّ رَغِبَ عَنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ؛ لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ الِاحْتِمَالِ. اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4933] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، ثنا جَدِّي، ثنا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جعَلَ دِيَةَ الْمُعَاهَدِ كَدِيَةِ الْمُسْلِمِ. ¬

_ (¬1) قوله: "ما" ليس في (م). (¬2) في (ع): "عمر". (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 92) من طريق ابن جريج.

قَالَ عَلِيٌّ: عُثْمَانُ (¬1) هُوَ الْوَقَّاصِيُّ؛ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬2). [4934] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسَ (¬3)، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (¬4)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْعَامِرِيَّيْنِ دِيَةَ الْحُرِّ الْمُسْلِمِ، وَكَانَ لَهُمَا (¬5) عَهْدٌ (¬6). لَيْسَ هَذَا بِثَابِتٍ، وَأَبُو سَعْدٍ (¬7) هَذَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْبَقَّالُ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. [4935] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْقَبَّانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَليٍّ يَقُولُ: سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ، مَوْلَى حُذَيْفَةَ؛ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬8). وَرَوَى أَبُو كُرْزٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ وَدَى ذِمِّيًّا دِيَةَ مُسْلِمٍ. [4936] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا أَبُو كُرْزٍ، فَذَكَرَهُ، لَفْظُهُ: دِيَةُ ¬

_ (¬1) في (م): "ابن عثمان". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 175). (¬3) في (م): "سرجس". (¬4) في النسخ: "أبي سعيد"، والمثبت من المختصر ومصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (11/ 552). (¬5) في النسخ: "لهم"، والمثبت من المختصر. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 234) من طريق أبي بكر بن عياش. (¬7) في النسخ: "أبو سعيد"، والمثبت من المختصر وسبق التعليق عليه. (¬8) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 570) عن عمرو بن علي.

ذِمِّيٍّ دِيَةُ مُسْلِمٍ (¬1). [4937] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قال: أَبُو كُرْزٍ هَذَا مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنْ نَافِعٍ غَيْرُهُ، قَالَ: وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفِهْرِيُّ (¬2). [4938] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورَ (¬3)، ثنا بَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ الدِّيَةَ كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، دِيَةُ الْمُسْلِمِ وَالْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ سَوَاءٌ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ صَارَ (¬4) دِيَةُ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ عَلَى النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَدَّ الْأَمْرَ إِلَى الْقَضَاءِ (¬5) الْأَوَّلِ (¬6). هَذَا بَاطِلٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَبَرَكَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَذَّابٌ. [4939] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَدَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ - وَكَانَا مِنْهُ فِي عَهْدٍ - دِيَةَ الْحُرَّيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 241) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني. (¬2) قاله الدارقطني في السنن (4/ 175). (¬3) في النسخ: "شابور"، والمثبت من أصل الرواية، وكذا ضبطه عبد الغني الأزدي في المؤتلف والمختلف (2/ 443). (¬4) في أصل الرواية: "صير". (¬5) في النسخ: "قضاء"، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 480).

الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، لَا يُحْتَجُّ بِهِ (¬1). [4940] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ الْقاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ أَوْ ذِمَّةٌ، فَدِيَتُهُ دِيَةُ مُسْلِمٍ (¬2). قُلْنَا: هُوَ مُنْقَطِعٌ. [4941] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَتْ دِيَةُ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَلَمَّا كَانَ مُعَاوِيَةُ، أَعْطَى أَهْلَ الْمَقْتُولِ النِّصْفَ، وَأَلْقَى النِّصْفَ فِي بَيْتِ الْمَالِ، قَالَ: ثُمَّ قَضَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي النِّصْفِ، وَأَلْقَى مَا كَانَ جَعَلَ مُعَاوِيَةُ (¬3). فَقَدْ رَدَّهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - لِكَوْنِهِ مُرْسَلًا، وَبِأَنَّ الزُّهْرِيَّ قَبِيحُ الْمَرَاسِيلِ (¬4)، وَأَنَّا رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهما - مَا هُوَ أَصَحُّ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قِيلَ لِلشَّافِعِيِّ - رحمه الله -: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُمَرَ أَيْضًا مُنْقَطِعٌ؟ أَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - قَالَ: إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ حَفِظَ عَنْهُ، ثُمَّ تَزْعُمُونَهُ أَنْتُمْ خَاصَّةً، وَهُوَ عَنْ (¬5) عُثْمَانَ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 102)، وعزاه له ابن عبد الهادي في التنقيح (4/ 522). (¬2) أخرجه يحيى بن آدم في الخراج، رواية الحسن بن علي بن عفان (ص 72). (¬3) أخرجه أبو عروبة الحراني في الأوائل (ص 128) من طريق جعفر بن عون. (¬4) ذكره الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن الملحق بالأم (9/ 139). (¬5) قوله: "عن" ليس في (م). (¬6) المصدر السابق (9/ 140).

قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: أَظَنُّهُ أَرَادَ مَا: [4942] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو عَمْرٍو ابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِيَّاسِ بْنِ مُعَاوِيةَ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ مُزَيْنَةَ. قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ يَوْمَ نَعَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ (¬2). وَرُوِّينَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ كَانَ يُسَمَّى رَاوِيَةَ عُمَرَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَحْفَظَ النَّاسِ لِأَحْكَامِهِ (¬3). وَقَالَ [مَالِكٌ]: بَلَغَنِي أَنَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ [عُمَرَ] (¬4) كَانَ يُرْسِلُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيَّبِ يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ شَأْنِ عُمَرَ وَأَمْرِهِ (¬5). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: الدِّيَةُ جُمْلَةٌ لَا دَلَالَةَ (¬6) عَلَى عَدَدِهَا فِي تَنْزِيلِ الْوَحْيِ، وَإِنَّمَا قَبِلْنَا عَدَدَ الدِّيَةِ؛ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَبِلْنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الذَّهَبَ وَالْوَرِقَ، إِذْ لَمْ يَكُنْ عَنِ النِّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْءٌ (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبو عبد الرحمن"، والمثبت من معرفة السنن (12/ 144)، وهو أبو عبد الله أحمد بن حنبل. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (18/ 350) من طريق محمد بن جعفر. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير (7/ 121). (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬5) أخرجه يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 468). (¬6) في النسخ: "جملة الأدلة"، والمثبت من أصل الرواية ومعرفة السنن (12/ 145). (¬7) قاله الشافعي في كتاب الرد على محمد بن الحسن الملحق بالأم (9/ 142).

ثُمَّ [ذَكَرَ] اسْتِوَاءَ (¬1) الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْعَبِيدِ وَالْأَجِنَّةِ فِي وُجُوبِ الرَّقَبَةِ، وَاخْتِلَافَهُمْ فِي بَدَلِ النَّفْسِ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "ثم استوى"، والمثبت من معرفة السنن.

مسألة (515): وقيمة العبد على القاتل لا تحملها العاقلة في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (515): وَقِيمَةُ الْعَبْدِ عَلَى الْقَاتِلِ لَا تَحْمِلُهَا الْعَاقِلَةُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَحْمِلُهَا (¬2) الْعَاقِلَةُ (¬3). [4943] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، [ثنا سَلْمُ] (¬4) بْنُ جُنَادَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُسَيْنٍ أَبِي مَالِكٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: الْعَمْدُ، وَالْعَبْدُ، وَالصُّلْحُ، وَالِاعْتِرَافُ لَا يَعْقِلُهُ الْعَاقِلَةُ (¬5). وَرَوَاهُ مُطَرِّفٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ مِنْ قَوْلِهِ (¬6). [4944] أخبرنا أَحْمَدُ (¬7) بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا (¬8) الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 354)، ومختصر المزني (ص 324)، والحاوي الكبير (12/ 315)، ونهاية المطلب (16/ 532)، والمجموع (20/ 557). (¬2) تقرأ في النسخ هي والتي قبلها: "يحملها"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأصل (4/ 591)، والمبسوط (27/ 126)، وتحفة الفقهاء (3/ 119)، وبدائع الصنائع (7/ 255). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 104). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 233). (¬6) المصدر السابق (4/ 233). (¬7) في (م): "محمد"، وكتب الناسخ في الهامش: "أحمد". (¬8) قوله: "أنا" ليس في (م).

عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: عَقْلُ الْعَبْدِ فِي ثَمَنِهِ كَجِرَاحِ الْحُرِّ فِي دِيَتِهِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ رِجَالٌ سِوَاهُ يَقُولُونَ: يُقَوَّمُ سِلْعَةً (¬1). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: فَعَلَى قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَالسِّلْعَةِ يُبَاعُ وَيُضْمَنُ قِيمَتُهُ (¬2) بِالْإِتْلَافِ كَمَا يُضْمَنُ سَائِرُ السِّلَعِ، فَلَا تَكُونُ قِيمَةُ غَيْرِهِ مِنَ السِّلَعِ (¬3). وَمَنْ يُشَبِّهُهُ (¬4) بِالْحُرِّ فِي جِرَاحِهِ حَتَّى جَعَلَ أَرْشَ جِرَاحِهِ فِي قِيمَتِهِ كَأَرْشِ الْحُرِّ فِي دِيَتِهِ، فَإِنَّهُ أَيْضًا لَا يَدُلُّ عَلَى تَشْبِيهِهِ بِالْحُرِّ فِي تَحَمُّلِ الْعَاقِلَةِ قِيمَتَهُ، فَالشَّرِيعَةُ قَدْ خَصَّتِ الْعَاقِلَةَ بِحَمْلِ دِيَةِ الْخَطَأِ، فَلَا يُقَاسُ عَلَى الدِّيَةِ مَا يَكُونُ قِيمَةً (¬5)، كَمَا لَا يُقَاسُ عَلَيْهَا قِيمَةُ الْمُقَوَّمَاتِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب الرسالة، الملحق بالأم (1/ 254). (¬2) في (ع): "قيمة". (¬3) كذا وردت هذه العبارة في النسخ، وبها سقط وتحريف ظاهر، ومعناها: فلا تكون قيمته على العاقلة كغيره من السلع، والله أعلم. (¬4) في النسخ: "يشبه"، والمثبت هو ما يقتضيه السياق. (¬5) في (م): "قيمته".

مسألة (516): وأبو القاتل وجده وابنه وابن ابنه ليسوا من جملة العاقلة الذين يتحملون الدية، وكذلك القاتل لا يحمل شيئا من دية قتيله خطأ

مَسْأَلَةٌ (516): وَأَبُو (¬1) الْقَاتِلِ وَجَدُّهُ وَابْنُهُ وَابْنُ ابْنِهِ لَيْسُوا مِنْ جُمْلَةِ الْعَاقِلَةِ الَّذِينَ يتَحَمَّلُونَ الدِّيَةَ، وَكَذَلِكَ الْقَاتِلُ لَا يَحْمِلُ شَيْئًا مِنْ دِيَةِ قَتِيلِهِ خَطَأً (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُمْ مِنْ جُمْلَتِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْإِخْوَةِ وَغَيْرِهِمْ (¬3). [4945] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِمْلَاءً - ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ سَقَطَ مَيْتًا بِغُرَّةٍ؛ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ. ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عن قُتَيْبَةَ (¬6)، كِلَاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ. ¬

_ (¬1) في (ع): "وأب"، وفي (م): "وأن"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (7/ 285)، ومختصر المزني (ص 326)، والحاوي الكبير (12/ 344)، ونهاية المطلب (16/ 505)، والمجموع (20/ 569). (¬3) انظر: الأصل (4/ 590)، وتحفة الفقهاء (3/ 121)، وبدائع الصنائع (7/ 255). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 287). (¬5) صحيح البخاري (9/ 11). (¬6) صحيح مسلم (5/ 110).

[4946] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي (ح) وَأَخْبَرَنَا (¬1) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: تَنَازَعَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَطَرَحَتْ إِحْدَاهُمَا جَنِينَ صَاحِبَتِهَا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْهَا (¬2) بِغُرَّةٍ؛ عَبْدٍ أَوْ وَلِيدَةٍ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ: كَيْفَ أَعْقِلُ مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ وَلَا صَاحَ فَاسْتَهَلَّ؟ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ (¬3)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ (¬4) ". فَمَاتَتِ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهَا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِيرَاثِهَا لِوَلَدِهَا وَزَوْجِهَا (¬5)، وَأَنَّ عَقْلَهَا عَلَى عَصَبَتِهَا، وَقَالَ: "يَدٌ مِنْ أَيْدِيكُمْ (¬6) جَنَتْ" (¬7). لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانِ. [4947] أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ شَبَّانَ (¬8) بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (ع): "أخبرنا". (¬2) قوله: "عليها" ليس في (م). (¬3) في (م): "يظل"، قال الزبيدي في تاج العروس (ط ل ل): "أي: يُهدر". ووقع في السنن الكبير: "بطل" بموحدة، وذكر النووي في شرح صحيح مسلم (11/ 178) أنه روي في الصحيحين على الوجهين، ثم قال: "وأكثر نسخ بلادنا بالمثناة". (¬4) إنما قال له ذلك لما تضمن سجعه من الباطل. النهاية (كهول). (¬5) في (م): "ولزوجها". (¬6) في النسخ: "يدفن أبعدكم"، والمثبت من السنن الكبير. (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 106). (¬8) في النسخ: "عبد العزيز بن محمد شيبان"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: الإكمال لابن ماكولا (4/ 455).

سَلْمَانَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ وَوَلَدٌ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ، وَبَرَّأَ زَوْجَهَا [وَوَلَدَهَا] (¬1)، قَالَ: فَقَالَ عَاقِلَةُ الْمَقْتُولَةِ: مِيرَاثُهَا لَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا، مِيرَاثُهَا لِزَوْجِهَا وَوَلَدِهَما" (¬2). أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً فِي مَسْجِدِهِ، ثنا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ (¬3). [4948] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا شَيْبَانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ عَقْلَ الْمَرْأَةِ بَيْنَ عَصَبَتِهَا مَنْ كَانُوا، وَلَا يَرِثُونَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ، فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا، وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهَا (¬4). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ ولا في المختصر، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 337). (¬3) ورد هذا الإسناد هكذا بدون ربط بينه وبين الذي قبله أو بعده، ولعل وروده هنا خطأ أو سبق نظر من الناسخ، فقد أعاده بعد حديثين على تمامه - إسنادا ومتنا - كما سيأتي؛ لذلك لم نضع له ترقيما هنا، والله أعلم. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 620) من طريق شيبان مطولا.

قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: "قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ عَقْلَ الْمَرْأَةِ بَيْنَ عَصَبَتِهَا مَنْ كَانُوا"، أَيْ: عَقْلُهَا إِذَا كَانَتْ قَاتِلَةً عَلَى عَصَبَتِهَا، وَأَنَّ مِيرَاثَهَا لِمَنْ يَرِثُ مَالَهَا مِنْ بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا وَزَوْجِهَا الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ عَلَى عَصَبَتِهَا، فَإِنْ كَانُوا ذَوِي (¬1) فَرْضٍ، فَمَا فَضَلَ مِنْ فَرْضِهِمْ فَإِنَّهُ لِعَصَبَتِهَا. [4949] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَاسْمُ هَذَا الرَّجُلِ عَمْرُو بْنُ بَرْقٍ - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "الْمَرْأَةُ يَعْقِلُهَا عَصَبَتُهَا، وَلَا يَرثُونَ إِلَّا مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا" (¬2). [4950] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً فِي مَسْجِدِهِ، ثنا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ (¬3)، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ؛ أَنَّ امْرَأَةً قَتَلَتْ ضَرَّتَهَا بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ (¬4)، فَأُتِيَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَضَى فِيهِ عَلَى عَاقِلَتِهَا بِالدِّيَةِ، وَكَانَتْ حَامِلًا فَقَضَى فِي الْجَنِينِ بغُرَّةٍ، فَقَالَ بَعْضُ عَصَبَتِهَا: أَنَدِي مَنْ لَا طَعِمَ وَلَا شَرِبَ وَلَا صَاحَ وَلَا استَهَلَّ، فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سَجْعٌ كَسَجْعِ الْأَعْرَابِ". ¬

_ (¬1) في النسخ: "ذوو"، والمثبت الجادة. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 398). (¬3) في النسخ: "نزيلة"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 105). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 239). (¬4) في (ع): "فساط"، وغير واضحة في (م)، والمثبت من السنن الكبير.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ (¬1). [4951] أخبرنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَلَمْ أَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي أَنَّ الْعَاقِلَةَ الْعَصَبَةُ، وَهُمُ الْقَرَابَةُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ (¬2). قَالَ - رحمه الله -: وَقَدْ قَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - بِأَنْ يَعْقِلَ عَنْ مَوَالِي صفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَضَى لِلزُّبَيْرِ بِمِيرَاثِهِمْ؛ لِأَنَّهُ ابْنُهَا (¬3). [4952] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ (¬4) بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ أَنَّ الزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا اخْتَصَمَا فِي مَوَالٍ لِصَفِيَّةَ (¬5) بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهم - فَقَضَى بِالْمِيرَاثِ لِلزُّبَيْرِ، وَالْعَقْلِ عَلَى عَلِيٍّ (¬6). رَوَى الشَّارَكِيُّ (¬7)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ اخْتَصَمَا إِلَى عُمَرَ فِي ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 111). (¬2) قاله في الأم (7/ 284). (¬3) المصدر السابق (7/ 285). (¬4) في (ع): "عمار"، وغير واضحة في (م)، والمثبت من السنن الكبير (8/ 107) وهو راوي جامع سفيان الثوري. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (20/ 374). (¬5) في (ع): "موالي الصفية"، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 35) من طريق سفيان الثوري. (¬7) هو: أبو حامد أحمد بن محمد بن شارك، شيخ الحاكم، انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (8/ 80، 163).

مَوَالٍ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهِيَ أُمُّ الزُّبَيْرِ، وَعَمَّةُ عَلِيٍّ، فَقَضَى عُمَرُ أَنَّ وَلَاءَهُمْ لِلزُّبَيْرِ، وَإِنْ أَصَابُوا شَيْئًا فَالْعَقْلُ عَلَى عَلِيٍّ (¬1). وَيُذْكَرُ [عَنِ] (¬2) الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَلِيٍّ فِي جِنَايَةٍ جَنَاهَا عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا قَسَمْتَ الدِّيَةَ عَلَى بَنِي أَبِيكَ، قَالَ: فَقَسَمَهَا عَلَى قُرَيْشٍ (¬3). [4953] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الرَّفَّاءُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَغَيْرِهِ، كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ فِي غَيْرِ قَوْمِهَا فَبَنُوهَا يَرثُونَهَا، وَقَوْمُهَا يَعْقِلُونَهُ عَنْهَا، وَمَوْلَاهَا بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، مِيرَاثُهَا لِبَنِيهَا، وَعَقْلُ مَا جَنَتْ عَلَى قَوْمِهَا (¬4). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 35) من وجه آخر عن علي والزبير. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 107). (¬4) المصدر السابق (8/ 107).

مسألة (517): ومن في الديوان ومن ليس فيه من العاقلة سواء في تحمل العقل

مَسْأَلَةٌ (517): وَمَنْ فِي الدِّيوَانِ وَمَنْ لَيْسَ فِيهِ مِنَ الْعَاقِلَةِ سَوَاءٌ فِي تَحَمُّلِ الْعَقْلِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَخْتَصُّ بِتَحَمُّلِهَا مَنْ فِي الدِّيوَانِ مِنَ الْعَاقِلَةِ (¬2). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْعَاقِلَةِ، وَلَا دِيوَانَ، حَتَّى كَانَ الدِّيوَانُ حِينَ كَثُرَ الْمَالُ فِي زَمَانِ عُمَرَ - رضي الله عنه - (¬3). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: قَدْ مَضَى فِي ذَلِكَ حَدِيثُ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ اقْتَتَلَتَا (¬4). [4954] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ] (¬5) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَتَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى كُلِّ بَطْنٍ عُقُولَهُ، ثُمَّ كَتَبَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ أَنْ يَتَوَالَى مَوْلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، ثُمَّ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ لَعَنَ فِي صَحِيفَةٍ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ (¬6). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 285)، ومختصر المزني (ص 326)، والحاوي الكبير (12/ 346)، ونهاية المطلب (16/ 508)، والمجموع (20/ 559). (¬2) انظر: الأصل (4/ 590)، والمبسوط (27/ 125)، وبدائع الصنائع (7/ 255). (¬3) الأم للشافعي (7/ 285). (¬4) في النسخ: "اقتتلا"، والمثبت الجادة. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (8/ 107). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 6). (¬7) صحيح مسلم (4/ 216).

[4955] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ (¬1)، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ، وَعَرَّفَ الْعُرَفَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "زيد"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 108). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (11/ 114). (¬2) أخرجه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/ 328) من طريق عثمان بن أبي شيبة.

مسألة (518): والبداية في القسامة مع اللوث بأيمان المدعين

مَسْأَلَةٌ (518): وَالْبِدَايَةُ (¬1) فِي الْقَسَامَةِ مَعَ اللَّوْثِ بِأَيْمَانِ الْمُدَّعِينَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْيَمِينُ مِنْ قِبَلِ الْمُدَّعَى عَلَيْهِمْ، لَا مِنْ قِبَلِ الْمُدَّعِينَ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [4956] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي لَيْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ [أَبِي] (¬4) حَثْمَةَ (¬5)، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ؛ [أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إلَى خَيْبَرَ مِنْ جَهْدٍ أَصَابَهُمَا، فتفَرَّقَا فِي حَوَائِجِهِمَا، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ فَأَخْبَرَ] (¬6) أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ قَدْ قُتِلَ وَطُرِحَ فِي فَقِيرٍ أَوْ عَيْنٍ، فَأَتَى يَهُودَ، فَقَالَ: أَنْتُمْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوهُ، قَالُوا: وَاللَّهِ مَا قَتَلْنَاهُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ - وَهُوَ أَكْبَرُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "القسامة والبداية"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (7/ 223)، ومختصر المزني (ص 330)، والحاوي الكبير (13/ 3)، ونهاية المطلب (17/ 6)، والمجموع (22/ 547). (¬3) انظر: الأصل (4/ 426)، والمبسوط (26/ 106)، وتحفة الفقهاء (3/ 131)، وبدائع الصنائع (7/ 286). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية، والسنن الكبير (8/ 117)، ومعرفة السنن (12/ 171). (¬5) في (م): "خيثمة". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ.

مِنْهُ -، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ أَخُو الْمَقْتُولِ، فَذَهَبَ مُحَيِّصَةُ يَتكَلَّمُ وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمُحَيِّصَةَ: "كَبِّرْ كَبِّرْ". يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ [حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ] (¬1) مُحَيِّصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا يُؤْذِنُوا (¬2) بِحَرْبٍ". فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ، فَكَتَبُوا: إِنَّا وَاللَّهِ مَا قَتَلْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: "تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: "فَتَحْلِفُ يَهُودُ". قَالُوا: لَا؛ لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ عِنْدِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِمِائَةِ نَاقَةٍ حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيْهِمُ الدَّارَ، فَقَالَ سَهْلٌ: لَقَدْ رَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ حَمْرَاءُ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَإِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَالِكٍ هَكَذَا (¬4). وَكَذا قَالَهُ ابْنُ وَهْبٍ وَمَعْنٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ مَالِكٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَالِكٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ رِجَالٍ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ (¬5). وَنَحْوَهُ قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ (¬6). [4957] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬2) في (م): "يأذنوا". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 223). (¬4) صحيح البخاري (9/ 75). (¬5) صحيح مسلم (5/ 100). (¬6) موطأ مالك، رواية ابن بكير (ق 211/ أ).

الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ (¬1) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬2) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ (¬3) مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (¬4) وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، أَوْ حَدَّثَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فِي حَاجَةٍ، فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ، فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ، فَجَاءَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَابْنَا عَمِّهِ مُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَا أَمْرَ صَاحِبِهِمَا، فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَتَكَلَّمَ، وَكَانَ أَقْرَبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْكُبْرَ". قَالَ يَحْيَى: "لِيَلِي الْكَلَامَ الْكُبْرُ". فَتَكَلَّمَا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَحِقُّوا صَاحِبَكُمْ - أَوْ قَالَ: قَتِيلَكُمْ - بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ". قَالُوا: أَمْرٌ لَمْ نَشْهَدْهُ، قَالَ: "فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْهُمْ". قَالُوا: قَوْمٌ كُفَّارٌ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قِبَلِهِ. قَالَ سَهْلٌ: فَأَدْرَكْتُ نَاقَةً مِنْ تِيكَ الْإِبِلِ، فَدَخَلَتْ مَرْبَدَهُمْ، فَرَكَضَتْنِي بِرِجْلِهَا. لَفْظُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬5). ¬

_ (¬1) من قوله: "أخرجه مسلم" إلى هنا ليس في (م). (¬2) في (م): "أبو العباس". (¬3) في النسخ: "بشار"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 118). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (4/ 187). (¬4) في (م): "خيثمة". (¬5) صحيح البخاري (8/ 34).

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَوَارِيرِيِّ (¬1). قَالَ - رحمه الله -: هَكَذَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زيدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬2)، وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى كَمَا: [4958] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (¬3)، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، [عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ] (¬4)، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (¬5). قَالَ يَحْيَى: وَحَسِبْتُهُ قَالَ: وَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّهُمَا قَالَا: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زيدٍ، حَتَّى إِذَا كَانَا بِخَيْبَرَ تَفَرَّقَا فِي بَعْضِ مَا هُنَالِكَ، ثُمَّ إِذَا مُحَيِّصَةُ يَجِدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ قَتِيلًا، فَدَفَنَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ وَحُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِيَتَكَلَّمَ قَبْلَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كَبِّرْ" لِلْكُبْرِ (¬6) فِي السِّنِّ، فَصَمَتَ، وَتَكَلَّمَ (¬7) صَاحِبَاهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مَعَهُمَا، فَذَكَرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَقْتَلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ، فَقَالَ لَهُمْ: "تَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا فَتَسْتَحِقُّونَ صَاحِبَكُمْ أَوْ قَاتِلَكُمْ؟ ". قَالُوا: وَكَيْفَ نَحْلِفُ وَلَمْ نَشْهَدْ؟ ! قَالَ: "فَتُبْرِئُكُمْ الْيَهُودُ بِخَمْسِينَ يَمِينًا". قَالُوا: وَكَيْفَ نَقْبَلُ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 98، 99). (¬2) أي قوله: "بأيمان خمسين منكم". (¬3) في النسخ: "سعد"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (8/ 118). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (23/ 523). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬5) في (م): "خيثمة". (¬6) في النسخ: "الكبر". (¬7) في النسخ بدون حرف العطف.

أَيْمَانَ قَوْمٍ كُفَّارٍ؟ ! فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أعْطَى عَقْلَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ فِي الصَّحِيحِ (¬1). وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ اللَّيْثُ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ ذِكْرَ الْخَمْسِينَ يَرْجِعُ إِلَى عَدَدِ الْأَيْمَانِ لَا إِلَى عَدَدِ الَّذِينَ يَحْلِفُونَ، وَهَكَذَا رِوَايَةُ الْجَمَاعَةِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. كَذَلِكَ رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ: "وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ قَاتِلِكُمْ" (¬3)، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬4). وَرَوَاهُ هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَحْلِفُونَ قَسَامَةَ خَمْسِينَ وَتَسْتَحِقُّونَ صَاحِبَكُمْ" أَوْ قَالَ: "قَاتِلَكُمْ". ثُمَّ ذَكَرَ مَا بَعْدَهُ، وَلَمْ يَذْكُرُوا رَافِعًا (¬5). وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى، فَلَمْ يُتْقِنْ إِتْقَانَ هَؤُلَاءِ فِي الْبِدَايَةِ بِأَيْمَانِ الْأَنْصَارِ، وَالْجَمَاعَةُ بِالْحِفْظِ أَوْلَى مِنَ الْوَاحِدِ الَّذِي وَقَعَ لَهُ الشَّكُّ فِيمَا رَوَاهُ؛ وَلِذَلِكَ أَحَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ - رحمه الله - رِوَايَةَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَلَى رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ وَلَمْ يَسُقْ مَتْنَهُ (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 98). (¬2) صحيح البخاري (8/ 34). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 99). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (2/ 452). (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 100). (¬6) المصدر السابق (5/ 99).

وَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَبُشَيْرِ (¬1) بْنِ أَبِي كَيْسَانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (¬2)، بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَهْلٍ، وَكُلُّهُمْ قَالُوا: فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ (¬3). [4959] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ (¬4)؛ زَعَمَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ انْطَلَقُوا إِلَى خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقُوا فِيهَا، فَوَجَدُوا أَحَدَهُمْ قَتِيلًا، فَقَالَوا لِلَّذِينَ (¬5) وَجَدُوهُ عِنْدَهُمْ: قَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا؟ ! فَقَالُوا: مَا قَتَلْنَاهُ، وَلَا عَلِمْنَا قَاتِلًا، فَانْطَلَقْنَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: "تَأْتُونِي بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَ"، قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ. قَالَ: "فَيَحْلِفُونَ لَكُمْ"، قَالُوا: لَا نَرْضَى بِأَيْمَانِ الْيَهُودِ، وَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ، فَوَدَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بشر"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 119). وهو بشير بن يسار، إلا إنه سُمي في رواية ابن إسحاق: "ابن أبي كيسان"، وقد أشار البخاري في التاريخ الكبير (2/ 132) إلى ذلك. وجمع بينهما الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 6)، والكلاباذي في رجال صحيح البخاري (1/ 117). (¬2) في (م): "خيثمة". (¬3) أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 490). (¬4) في النسخ: "بشار"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (4/ 187). (¬5) في النسخ: "فقال للذي"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 333).

لَفْظُ حَدِيثِ الزَّعْفَرَانِيِّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ (¬1). قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ - رحمه الله -: رِوَايَةُ سَعِيدٍ غَلَطٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَحْفَظُ مِنْهُ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنْ [لَا] (¬3) يُخَالِفَ رِوَايَةَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرٍ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِالْبَيِّنَةِ أَيْمَانَ الْمُدَّعِينَ مَعَ اللَّوْثِ، كَمَا فَسَّرَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَوْ طَالَبَهُمْ بِالْبَيِّنَةِ، كَمَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ بَيِّنَةٌ عَرَضَ عَلَيْهِمُ الْأَيْمَانَ، كَمَا فِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، فَلَمَّا لَمْ يَحْلِفُوا رَدَّهَا عَلَى الْيَهُودِ، كَمَا فِي الرِّوَايَتَيْنِ جَمِيعًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. يُؤَكِّدُ هَذَا التَّأْوِيلَ مَا: [4960] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بِن عَفَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، أَظُنُّهُ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَ، فَذَكَرَ إِنْكَارَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَوْلَ مَنْ أَقَادَ بِالْقَسَامَةِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: الْقَسَامَةُ حَقٌّ، وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، بَيْنَا الْأَنْصَارُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا هُمْ بِصَاحِبِهِمْ يَتَشَحَّطُ (¬4) فِي دَمِهِ، فَقَالُوا: قَتَلَتْنَا الْيَهُودُ، وَسَمَّوْا رَجُلًا مِنْهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ بَيِّنَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "شَاهِدَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ حَتَّى أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمْ بِرُمَّتِهِ"، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ بَيِّنَةٌ، فَقَالَ: "اسْتَحِقُّوا بِخَمْسِينَ قَسَامَةً أَدْفَعْهُ إِلَيْكُمْ بِرُمَّتِهِ (¬5) ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (9/ 9). (¬2) قاله مسلم في التمييز (ص 138). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر ومعرفة السنن والآثار (12/ 175). (¬4) أي: يتخبط في دمه ويضطرب ويتمرغ. النهاية (شحط). (¬5) الرُّمَّة بالضم: قِطعة حَبْل يُشَدُّ بها القاتل إذا قِيدَ إلى القصاص، أي يُسَلَّم إليهم بالحَبْل الذي شُدّ به تَمْكينا لهم منه لئلا يَهْرُب. النهاية (رمم).

نَكْرَهُ أَنْ نَحْلِفَ عَلَى غَيْبٍ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْخُذَ قَسَامَةَ الْيَهُودِ بِخَمْسِينَ مِنْهُمْ، قَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْيَهُودَ لَا يُبَالُونَ الْحَلِفَ، مَهْمَا نَقْبَلْ (¬1) هَذَا مِنْهُمْ يَأْتُونَ عَلَى آخِرِنَا، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُؤَكِّدُ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَيُؤَكِّدُهُ أَيْضًا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: [4961] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ ابْنَ مُحَيِّصَةَ أَصْبَحَ قَتِيلًا عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ، فَغَدَا أَخُوهُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخِي أَصْبَحَ قَتِيلًا عَلَى أَبْوَابِ خَيْبَرَ؟ فَقَالَ: "شَاهِدَاكَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ، يُدْفَعُ إِلَيْكَ بِرُمَّتِهِ". فَقَالَ: كَيْفَ [لِي] (¬3) بِالشَّاهِدَيْنِ. قَالَ: "فَتَحْلِفُ خَمْسِينَ قَسَامَةً". قَالَ: وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، يَعْنِي فِي امْتِنَاعِهِ، وَعَرْضِ أَيْمَانِ الْيَهُودِ، وَامْتِنَاعِهِ مِنْ قَبُولِهَا، ثُمَّ دَفْعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دِيَتَهُ (¬4). [4962] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، ثنا عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: أَصْبَحَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مَقْتُولًا بِخَيْبَرَ، فَانْطَلَقَ أَوْليَاؤُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "أَلَكُمْ شَاهِدَانِ ¬

_ (¬1) تقرأ في النسخ: "متيما لقتل"، والمثبت من معرفة السنن (12/ 177). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 265) من طريق محمد بن بشر. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن (12/ 177). (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى (7/ 341) من طريق عبيد الله بن الأخنس بنحوه.

يَشْهَدَانِ عَلَى قَتْلِ (¬1) صَاحِبِكُمْ؟ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يَكُنْ ثَمَّ (¬2) أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا هُمْ يَهُودُ، وَقَدْ يَجْتَرِئُونَ عَلَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا، قَالَ: "اخْتَارُوا مِنْهُمْ خَمْسِينَ فَأَسْتَحْلِفَهُمْ". [فَأَبَوا] (¬3)، فَوَدَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ (¬4). قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: وَهَذَا إِنْ صَحَّ، فَالْقَوْلُ فِيهِ مَا قُلْنَا فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَالَّذِي يُؤَكِّدُهُ فِي حَدِيثِ رَافِعٍ أَنَّا قَدْ رَوَيْنَا عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ جِهَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ بُشَيْرٍ، عَنْ رَافِعٍ، مِثْلَ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (¬5). [4963] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدِ (¬6) بْنِ قَيْظِيٍّ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ، قَالَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَايْمُ اللَّهِ، مَا كَانَ سَهْلُ بِأَكْثَرَ عِلْمًا مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَسَنَّ مِنْهُ؛ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: وَاللَّهِ مَا هَكَذَا كَانَ الشَّأْنُ، وَلَكِنْ سَهْلٌ أَوْهَمَ (¬7)، مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - احْلِفُوا عَلَى مَا لَا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ، وَلَكِنَّهُ كَتَبَ إِلَى يَهُودِ خَيْبَرَ حِينَ كَلَّمَهُ الْأَنْصَارُ: "إِنَّهُ وُجِدَ فِيكُمْ قَتِيلٌ بَيْنَ أَبْيَاتِكُمْ ¬

_ (¬1) في (م): "قتيل". (¬2) في (م): "ثمة". (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 333). (¬5) في (م): "خيثمة". (¬6) في النسخ: "نجيد"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (8/ 120)، وكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال (1/ 186). (¬7) في (م): "سهلا وهم".

فَدُوهُ". فَكَتَبُوا إِلَيْهِ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَتَلُوهُ، وَلَا يَعْلَمُونَ لَهُ قَاتِلًا، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ (¬1). تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬2). وَلَيْسَ هَذَا الْقَوْلُ بِمَقْبُولٍ مِنْ قَائِلِهِ؛ فَإِنَّ سَهْلًا سَاقَ الْحَدِيثَ مِنْ أَوَّلهِ إِلَى آخِرِهِ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ مِنْ رِوَايَةِ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ (¬3) عَنْهُ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: لَا أَعْلَمُ ابْنَ بُجَيْدٍ (¬5) سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ مِنْهُ فَهُوَ مُرْسَلٌ، وَلَسْنَا وَإِيَّاكَ نُثْبِتُ الْمُرْسَلَ، وَقَدْ عَلِمْتُ سَهْلًا صَحِبَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وسَمِعَ مِنْهُ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ سِيَاقًا لَا يُشْبِهُ إِلَّا الْأَثْبَاتَ، فَأَخَذَتُ (¬6) بِهِ لِمَا وَصَفْتُ (¬7). [4964] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬8)، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِجَالٍ (¬9) مِنَ الْأَنْصَارِ؛ [أَنَّ] (¬10) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (11/ 515) من طريق زياد البكائي عن ابن إسحاق. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 582). (¬3) في النسخ: "بشار"، والمثبت من مما تقدم، وانظر التعليق عليه في حديث رقم (4959). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 573). (¬5) في النسخ: "نجيد"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 121)، وانظر التعليق عليه في الحديث المتقدم. (¬6) في النسخ: "فأخت"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬7) قاله الشافعي في كتاب اختلاف الحديث الملحق بالأم (10/ 295). (¬8) مصنف عبد الرزاق (10/ 27). (¬9) في (م): "رجل". (¬10) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 121).

قَالَ لِيَهُودَ (¬1) وَبَدَأَ بِهِمْ: "يَحْلِفُ مِنْكُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا؟ ". فَأَبَوْا، فَقَالَ لِلْأَنْصَارِ: "اسْتَحِقُّوا". فَقَالُوا: نَحْلِفُ عَلَى الْغَيْبِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ ! فَجَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى يَهُودَ؛ لِأَنَّهُ وُجِدَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ (¬2). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: هَذَا مُنْقَطِعٌ، وَهُوَ بِخِلَافِ مَا رَوَيْنَا فِي الْأَحَادِيثِ الْمَوْصُولَةِ فِي الْبِدَايَةِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَفِي أَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - وَدَاهُ مِنْ عِنْدِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْ تِلْكَ الدِّيَةَ عَلَى الْيَهُودِ. وَخَالَفَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، فَرَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ كَمَا: [4965] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَقَرَّ الْقَسَامَةَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي قَتِيلٍ ادَّعَوْهُ عَلَى الْيَهُودِ (¬3). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ. وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، إِلَّا أَنَّ حَدِيثَ يُونُسَ مُخْتَصَرٌ (¬4). وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ: [4966] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا ابْنُ ¬

_ (¬1) في النسخ والمختصر: "اليهود". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 333). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 28) رواية الدبري. (¬4) صحيح مسلم (5/ 101).

مِلْحَانَ (¬1)، ثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَسَامَةَ الدَّمِ، فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[عَلَى] (¬2) مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ ادَّعَوْا عَلَى الْيَهُودِ (¬3). وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُقَيْلٍ وَغَيْرِهِ، كَمَا: [4967] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: مَضَتِ السُّنَّةُ فِي الْقَسَامَةِ أَنْ يَحْلِفَ خَمْسُونَ رَجُلًا خَمْسِينَ يَمِينًا، فَإِنْ نَكَلَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمْ يُعْطَوُا الدَّمَ (¬4). قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: هَذِهِ الرِّوَايَاتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ مُخْتَلِفَةٌ وَمُنْقَطِعَةٌ، وَبَعْضُهَا غَيْرُ مُفَسَّرَةٍ، وَالَّتِي مِنْهَا مُفَسَّرَةٌ تُخَالِفُ مَا رَوَيْنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي (¬5) حَثْمَةَ (¬6) وَغَيْرِهِ، وَحَدِيثُ سَهْلٍ وَغَيْرِهِ مُتَّصِلٌ مُفَسَّرٌ، فَالْأَخْذُ بِهِ أَوْلَى مِنْهَا (¬7)، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "أحمد بن عبيد ثنا عبيد ثنا عبيد ثنا ابن ملحان"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 122). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (8/ 122). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (7/ 3639)، (10/ 5505) من طريق الليث. (¬4) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 122). (¬5) قوله: "أبي" ليس في (ع). (¬6) في (م): "خيثمة". (¬7) في (ع): "ما".

وَقَدْ رَوَيْنَا فِي مَوَاضِعَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ". وَهُوَ مَخْصُوصٌ بِمَا ذَكَرْنَا، وَقَدْ: [4968] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَي مَنْ أَنْكَرَ إِلَّا فِي الْقَسَامَةِ" (¬1). [4969] أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (¬2)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ (¬3)، ثنا فِرَاسٌ وَمُخَوَّلٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ قَتِيلًا وُجِدَ بَيْنَ وَادِعَةَ وَشَاكِرٍ، فَقَاسُوا مَا (¬4) بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى وَادِعَةَ، فَحَلَّفَهُمْ عُمَرُ خَمْسِينَ يَمِينًا مَا قَتَلْنَا (¬5)، وَلَا عَلِمْنَا لَهُ قَاتِلًا، وَغَرَّمَهُمُ الدِّيَةَ (¬6). وَعَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ (¬7) فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ الْأَزْمَعِ قَالَ: لَا (¬8) أَمْوَالُنَا دَفَعَتْ عَنْ أَيْمَانِنَا، وَلَا أَيْمَانُنَا دَفَعَتْ عَنْ أَمْوَالِنَا. فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: كَذَلِكَ الْحَقُّ (¬9). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 114) من طريق مطرف بن عبد الله. (¬2) في النسخ: "الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، وهو الهلالي، له ترجمة في تهذيب الكمال (20/ 374). (¬3) قوله: "ثنا سفيان" ليس في (م). (¬4) قوله: "ما" ليس في (م). (¬5) في المختصر: "قتلناه" (¬6) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (7/ 34) من طريق علي بن الحسن. (¬7) هنا عند عبد الرزاق في المصنف زيادة: "عن الحكم". (¬8) في (ع): "الحارث بن الأزمع قال عمر: لا"، وغير واضحة في (م)، والمثبت من المختصر. (¬9) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 35) عن سفيان.

هَذَا مُرْسَلٌ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ. وَرَوَاهُ الشَّارَكِيُّ عَنِ ابْنِ بِنْتِ مَنِيعٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1) الْقَوَارِيرِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، [عَنِ الشَّعْبِيِّ] (¬2)، عَنْ مَسْرُوقٍ (¬3)؛ أَنَّ قَتِيلًا وُجِدَ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ. وَمُجَالِدٌ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَزْمَعِ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: قُتِلَ قَتِيلٌ بِالْيَمَنِ (¬4). فَذَكَرَهُ وَلَمْ يُسْنِدْهُ. وَقَدْ قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ يَعْنِي: حَدِيثَ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَزْمَعِ. وَمُجَالِدٌ ضَعِيفٌ. [4970] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ (¬5) مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَاشِمِيِّ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الْمُسْتَعِينِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ (¬6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيُّ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ وَبَلَغَنِي عَنْهُ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحِدِّثُ بِحَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (19/ 130). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (8/ 124). (¬3) وكذا في المختصر، وزاد بعده في السنن الكبير: "عن عمر". (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 269) من طريق أبي إسحاق الهمداني. (¬5) في النسخ: "أبي الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد الحاكم، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 338). (¬6) كذا وردت كنيته هنا.

الْأَزْمَعِ؛ أَنَّ قَتِيلًا وُجِدَ بَيْنَ وَادِعَةَ وَخَيْوَانَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَزْمَعِ. فَعَادَ الْحَدِيثُ إِلَى رِوَايَةِ مُجَالِدٍ (¬1). وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى مُجَالِدٍ، فَقِيلَ: عَنْهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ. وَقِيلَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَزْمَعِ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنِ الشَّعْبِيِّ مُنْقَطِعًا. وَمُجَالِدٌ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: سافَرْتُ إِلَى خَيْوَانَ وَوَادِعَةَ كَذَا وَكَذَا سَفْرَةٍ، أَسْأَلُهُمْ عَنْ حُكْمِ (¬2) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فِي الْقَتِيلِ، وَأَحْكِي لَهُمْ مَا رُوِيَ عَنْهُ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا كَانَ بِبَلَدِنَا قَطُّ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَالْعَرَبُ أَحْفَظُ شَيْءٍ لِأَمْرٍ [كَانَ] (¬3). [4971] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ (¬4)، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ (¬5)، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا حَجَّ عُمَرُ حَجَّتَهُ الْأَخِيرَةَ الَّتِي لَمْ يَحُجَّ غَيْرَهَا، غُودِرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتِيلًا بِبَنِي (¬6) وَادِعَةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا قَضَى ¬

_ (¬1) انظر السنن الكبير (8/ 124)، ومعرفة السنن (12/ 183). (¬2) في النسخ: "حديث"، والمثبت من المختصر، ومعرفة السنن (12/ 16)، والسنن الصغرى للمؤلف (3/ 277). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) في النسخ: "صبيح"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 125). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (21/ 396). (¬5) في النسخ: "مقاتل بن عبد الرحمن حيان". (¬6) في النسخ: "قتلا بين".

النُّسُكَ، وَقَالَ لَهُمْ: هَلْ عَلِمْتُمْ لِهَذَا الْقَتِيلِ قَاتِلًا مِنْكُمْ؟ قَالَ الْقَوْمُ: لَا. فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُمْ خَمْسِينَ شيْخًا (¬1)، فَاسْتَحْلَفَهُمْ باللَّهِ رَبِّ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ، رَبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْحَرَامِ، وَرَبِّ هَذَا الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَنَّكُمْ لَمْ تَقْتُلُوهُ، وَلَا عَلِمْتُمْ لَهُ قَاتِلًا، فَحَلَفُوا بِذَلِكَ، فَلَمَّا حَلَفُوا قَالَ: أَدُّوا دِيَةً مُغَلَّظَةً فِي أسْنَانِ الْإِبِلِ أَوْ مِنَ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ دِيَةً وَثُلُثًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهُ سِنَانٌ -: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا تُجْزِئُنِي (¬2) يَمِينِي مِنْ مَالِي؟ قَالَ: لَا، إِنَّما قَضَيْتُ عَلَيْكُمْ بِقَضَاءِ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخَذُوا دِيَتَهُ دَنَانِيرَ دِيَةً (¬3) وَثُلُثًا. قَالَ عَلِيٌّ: عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ (¬4) مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬5). وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - كَمَا: [4972] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ اللَّيْثِ أَجْرَى فَرَسًا، فَوَطِئَ عَلَى إِصْبَعِ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَنَزَفَ (¬6) مِنْهَا فَمَاتَ، فَقَالَ ابْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - لِلَّذِينَ ادُّعِيَ عَلَيْهِمْ: أَتَحْلِفُونَ بِاللَّهِ خَمْسِينَ يَمِينًا مَا مَاتَ مِنْهَا؟ فَأَبَوْا، وَتَحَرَّجُوا، فَقَالَ لِلْآخَرِينَ: أَتَحْلِفُونَ أَنْتُمْ؟ فَأَبَوْا، فَقَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِشَطْرِ الدِّيَةِ عَلَى السَّعْدِيِّينَ (¬7). ¬

_ (¬1) زاد في المصادر السابقة هنا: "فأدخلهم الحطيم". (¬2) تقرأ في النسخ: "يحرمني". (¬3) تقرأ في (ع): "ديته". (¬4) في النسخ: "صبيح". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 219). (¬6) في أصل الرواية: "فنزي". (¬7) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق/ 201 ب).

قُلْنَا: وَهَذَا يُخَالِفُ مَا رَوَيْتُمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَا تَقُولُونَ بِهِ، وَنَحْنُ إِنَّمَا لَمْ نَقُلْ بِهِ لِمَا رَوَيْنَا فِي الْأَحَادِيثِ الثَّابِتَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا. [4973] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ أَنَّ قَتِيلًا وُجِدَ بَيْنَ حَيَّيْنِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُقَاسَ إِلَى أَيِّهِمَا أَقْرَبُ، [فَوُجِدَ أَقْرَبَ] (¬1) إِلَى أَحَدِ الْحَيَّيْنِ بِشِبْرٍ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِبْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَلْقَى دِيَتَهُ عَلَيْهِمْ (¬2). عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيُّ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِمَا. [4974] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُجِدَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَتِيلًا فِي دَالِيَةِ نَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، فَأَخَذَ مِنْهُمْ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ خِيَارِهِمْ، فَاسْتَحْلَفَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِاللَّهِ مَا قَتَلْتُ وَلَا عَلِمْتُ قَاتِلًا، ثُمَّ جَعَلَ الدِّيَةَ عَلَيْهِمْ، قَالُوا: لَقَدْ قَضَى بِمَا فِي نَامُوسِ مُوسَى. قَالَ عَلِيٌّ: الْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ (¬3). [4975] أخبرنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ (¬4) مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 126). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 648). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 392). (¬4) في النسخ: "أبو الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، فهو يروي بهذه السلسلة كتاب الضعفاء للبخاري.

مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ أَبُو النَّضْرِ الْكَلْبِيُّ، تَرَكَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. ثنا عَلِيٌّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ لِي الْكَلْبِيُّ (¬1): قَالَ أَبُو صَالِحٍ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ فَهُوَ (¬2) كَذِبٌ (¬3). [4976] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْحَفِيدُ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ لِيَ الْكَلْبِيُّ: قَالَ أَبُو صَالِحٍ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ كَذِبٌ (¬4). [4977] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، [ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ] (¬5)، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ حَارِثٍ الْمُحَارِبِيُّ، أَفَادَنِي عَنْهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: قِيلَ لِزَائِدَةَ: ثَلَاثٌ لَا تَرْوِي عَنْهُمْ، لِمَ لَا تَرْوِي عَنْهُمْ: ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَالْكَلْبِيُّ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَمَّا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَبَيْنِي وَبَيْنَ آلِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى حَسَنٌ (¬6)، فَلَسْتُ أَذْكُرُهُ، وَأَمَّا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، فَكَانَ وَاللَّهِ كَذَّابًا يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، وَأَمَّا الْكَلْبِيُّ، فَكُنْتُ اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ أَقْرَأُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فَسَمِعْتُهُ ¬

_ (¬1) وكذا في أصل الرواية، وفي التاريخ الكبير (1/ 101) والتاريخ الأوسط للبخاري (3/ 399)، والكامل لابن عدي (9/ 53): "يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: قال لي الكلبي" كما سيأتي. (¬2) قوله: "فهو" ليس في (م). (¬3) الضعفاء للبخاري (ص 122). (¬4) أخرجه الجوزجاني في أحوال الرجال (ص 88) عن علي، وانظر تعليقنا على الحديث السابق. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، فهذا إسناده إلى تاريخ الدوري، وانظر الضعفاء للعقيلي (3/ 482). (¬6) في (ع): "حذ".

يَوْمًا يَقُولُ: مَرِضْتُ مَرْضَةً، فَنَسِيتُ مَا كُنْتُ أَحْفَظُ، فَأَتَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فَتَفِلُوا (¬1) فِي فِيَّ، فَحَفِظْتُ مَا كُنْتُ نَسِيتُ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَرْوِي عَنْكَ بَعْدَ هَذَا شَيْئًا أَبَدًا، فَتَرَكَهُ. قَالَ الْعَبَّاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: الْكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). [4978] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: الْكَلْبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ كَذَّابٌ سَاقِطٌ (¬3). سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مَعْبَدٍ (¬4) يَقُولُ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ قُرَّةَ بْنَ خَالِدٍ يَقُولُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْكَلْبِيَّ يُزَرِّفُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْأَصْمَعِيِّ: وَما التَّزْرِيفُ؟ قَالَ: الزِّيَادَةُ (¬5). قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: كَانَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - يُمْلِي الْوَحْيَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْخَلَاءَ جَعَلَ يُمْلِي عَلَى عَلِيٍّ (¬6). وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ تَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ، فَقَالَ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "فتفل"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 280). (¬3) أحوال الرجال للجوزجاني (ص 66). (¬4) في (م): "سعيد"، ومطموسة في (ع)، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (12/ 67). (¬5) المصدر السابق (ص 68). (¬6) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 263).

كَذِبٌ. فَقُلْتُ: [لَا] (¬1) يَحِلُّ النَّظَرُ فِيهِ (¬2)؟ قَالَ: وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: ثنا الْكَلْبِيُّ، وَكَانَ وَاللَّهِ (¬3) غَيْرَ ثِقَةٍ (¬4) * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (م)، وموضعه مطموس في (ع)، وأثبتناه من المجروحين لابن حبان. (¬2) المجروحين (2/ 263). (¬3) في (ع) من قوله: "يؤمن بالرجعة" إلى ها هنا كأن حبرا وقع على الورقة فطُمس أكثر من نصف الكلام. (¬4) المصدر السابق (2/ 264).

مسألة (519): قتل العمد يوجب الكفارة

مَسْأَلَةٌ (519): قَتْلُ الْعَمْدِ يُوجِبُ الْكَفَّارَةَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُوجِبُ (¬2). [4979] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّدُوسِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْغَرِيفِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَفَرٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَالُوا: إِنَّ صَاحِبًا لَنَا أَوْجَبَ، قَالَ: "فَلْيُعْتِقْ رَقَبَةً يَفْدِي اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ [عُضْوًا] (¬3) مِنَ النَّارِ (¬4) ". زَادَ فِيهِ غَيْرُهُ: أَوْجَبَ [النَّارَ] (¬5) بِالْقَتْلِ. [4980] أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ (¬6) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 236)، ومختصر المزني (ص 334)، والحاوي الكبير (13/ 62)، ونهاية المطلب (17/ 86)، والمجموع (21/ 18). (¬2) انظر: الأصل (4/ 394)، والمبسوط (26/ 59)، وتحفة الفقهاء (3/ 99)، وبدائع الصنائع (7/ 288). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر ومسند ابن المبارك. (¬4) أخرجه عبد الله بن المبارك في المسند (ص 131) بنحوه. (¬5) ما بين المعقوفين أثبتناه من الحديث التالي. (¬6) في (م): "بنحوه".

إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فِي صَاحِبٍ لَنَا قَدْ أَوْجَبَ النَّارَ بِالْقَتْلِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجْسِتَانِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيِّ، عَنْ ضَمْرَةَ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 94).

مسألة (520): ونفس السحر ليس بكفر، ولا يقتل ما لم يقتل سحره عمدا

مَسْأَلَةٌ (520): وَنَفْسُ السِّحْرِ لَيْسَ بِكُفْرٍ، وَلَا يُقْتَلُ مَا لَمْ يَقْتُلْ سِحْرُهُ عَمْدًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: نَفْسُ السِّحْرِ كُفْرٌ يُقْتَلُ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَقْتُلْ (¬2). [4981] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ (¬3) ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬5). [4982] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (2/ 567)، ومختصر المزني (ص 335)، والحاوي الكبير (13/ 96)، ونهاية المطلب (17/ 120)، والمجموع (21/ 85). (¬2) انظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 293)، والبناية شرح الهداية (7/ 297)، وفتح القدير (6/ 91)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (5/ 136). (¬3) قوله: "على الله" ليس في (م). (¬4) صحيح مسلم (1/ 38). (¬5) صحيح البخاري (2/ 105).

الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُقَاتَلُ النَّاسُ حَتَّى يَقُولُوا (¬1): لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَآمَنُوا بِي، وَبِمَا جِئْتُ بِهِ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ (¬2). [4983] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬4) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ - وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثهِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا أَبُو بَكرِ بْنُ أبِي شَيْبَة، ثنا حَفصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأبُو مُعَاوِيَة، وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ" (¬5). وَفِي حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (¬6): قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "يقول"، والمثبت الأنسب للسياق، وفي مسلم: "يشهدوا". (¬2) صحيح مسلم (1/ 39). (¬3) في (م): "محمد بن عبد". (¬4) في (م): "وقال: أخبرنا". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (20/ 203). (¬6) قوله: "قال عبد الله" ليس في (م).

يَحِلُّ دَمُ رَجُلٍ" وَبَدَأَ (¬1) بِالنَّفْسِ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬4). [4984] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا أَبُو [عُثْمَانَ] (¬5) عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالُوا: نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً إِلَى الْحُرُقَاتِ، فَنَذِرُوا (¬6) بِنَا، فَهَرَبُوا، فَأَدْرَكْنَا رَجُلًا، فَلَمَّا غَشِينَاهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ، فَعَرَضَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "مَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "وهذا"، والمثبت هو الأنسب للسياق. (¬2) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (13/ 238) من طريق ابن نمير، وبدأ فيه بالنفس كما أشرنا. (¬3) صحيح البخاري (9/ 5). (¬4) صحيح مسلم (5/ 106). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 19). وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 682). (¬6) في النسخ: "فندوا"، وفي مطبوعة المختصر: "فغدروا"، والمثبت من النسخ الخطية للمختصر؛ تشستربتي، ودار الكتب (ق/ 61 ب)، والسنن الكبير. والمعنى: أي علموا مكاننا فحذرونا. انظر: القاموس المحيط مادة (نذر).

لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَ السِّلَاحِ وَالْقَتْلِ، فَقَالَ: "أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ قَالَهَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْ لَا، مَنْ لَكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " قَالَ: فَمَا زَالَ يَقُولُ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلَّا يَوْمَئِذٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ هُشَيْمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي خَالِدٍ وَ [أَبِي] (¬2) مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ (¬3). فَفِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السَّاحِرَ لَا يُقْتَلُ بِنَفْسِ السِّحْرِ، وَأَنَّ تَوْبَتَهُ مَقْبُولَةٌ، خِلَافًا لِمَا زَعَمَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَنَّ تَوْبَةَ السَّاحِرِ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ. [4985] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ (¬4) الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، أنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ بَجَالَةَ بْنَ عَبْدٍ (¬5)، يَقُولُ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ (¬6) بْنِ مُعَاوِيَةَ - عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ - فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ، وَانْهَوْهُمْ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (5/ 144). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من صحيح مسلم. (¬3) صحيح مسلم (1/ 67). (¬4) هو أحمد بن محمد بن زياد. (¬5) أشار البخاري في التاريخ الكبير (2/ 146) إلى أن عمرو بن دينار قال: بجالة بن عبد، وقال غيره: بجالة بن عبدة. قال ابن حبان في الثقات (4/ 83)، وابن نقطة في تكملة الإكمال (1/ 235): "بجالة بن عبد، ويقال: ابن عبدة". والأكثر ضبطه بفتحتين: "عبدة". (¬6) قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 491): "باب جزي: بكسر الجيم، كذا يعرفه أصحاب الحديث، وأهل العربية يقولون: هو جزء؛ بفتح الجيم والهمز".

عَنِ الزَّمْزَمَةِ (¬1)، فَقَتَلْنَا (¬2) ثَلَاثَ سَوَاحِرَ، وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَحَرِيمِهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَصَنَعَ طَعَامًا كَثِيرًا (¬3) وَعَرَضَ السَّيْفَ (¬4). . . . . . . . (¬5). ¬

_ (¬1) الزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم بصوت خفي. النهاية (زمزم). (¬2) في النسخ: "فقتلناه"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "كبير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه سعدان بن نصر في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 23). وتتمة الأثر عنده: "على فخذه، ودعا المجوس، فألقوا وقر بغل أو بغلين من فضة، فأكلوا بغير زمزمة، ولم يكن عمر بن الخطاب أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر". (¬5) بياض هنا بالنسخ الخطية، وفي هامش نسخة (ع) كتب الناسخ: "بياض في الأصل من هنا إلى سبع صفحات" اهـ. وهذا البياض مكانه في مختصر الخلافيات هذه المسائل: مسألة (521): وإذا انهزم الباغي حقيقة لم يجز اتباع مدبرهم. مسألة (522): لا يحل قتل أسير أهل البغي. مسألة (523): ويقتل المرتد المصر على ردته، ولا يمهل أكثر من أن يناظر، ويكشف عما اشتبه عليه على أحد القولين. مسألة (524): المرتدة تقتل. مسألة (525): لا يسبى للمرتدين ذرية امتنعوا أو لم يمتنعوا، أو لحقوا بدار الحرب، أو أقاموا؛ لأن حرمة الإسلام قد ثبتت للذرية بحكم الإسلام، ولا ذنب لهم في تبديل آبائهم. ومن كتاب الحدود: مسألة (526): الإسلام ليس بشرط في وجوب الرجم في الزنا. مسألة (527): وليس على شهود الزنا أن يحضروا رجم المشهود عليه ولا على الإمام. مسألة (528): وتجلد البكر وتنفى. مسألة (529): إذا أقر بالزنا مرة واحدة حد. مسألة (530): واللواط كالزنا في الأقوال. مسألة (531): ومن نكح ذات محرم له ووطئها عالما حد. مسألة (532): ويحد الرجل أمته إذا زنت. ومن كتاب السرقة: مسألة (533): ويقطع السارق في ربع دينار، أو ما قيمته ربع دينار.

إِدْرِيسَ (¬1)، وَعَبْد اللَّهِ بْن نُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (¬2)، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ ثَمَنُ الْمِجَنِّ (¬3) عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةَ دَرَاهِمَ (¬4). تَابَعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو (¬5). وَهَذِهِ أَخْبَارٌ لَا يُعَارَضُ بِهَا [مَا] (¬6) رَوَيْنَا، وَقَدْ كَفَانَا الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - إِظْهَارَ ضَعْفِ هَذَا الْإِسْنَادِ: [4986] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَسْأَلُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الْقَطْعِ، فَقَالَ: حَضَرْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضي الله عنه - قَطَعَ سَارِقًا فِي شَيْءٍ مَا يَسْوَى ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ، أَوْ مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لِي بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه -: فَقُلْتُ لِبَعْضِ النَّاسِ: هَذِهِ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - رضي الله عنه - أَنْ يُقْطَعَ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا، فَكَيْفَ قُلْتَ: لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إِلَّا فِي عَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَصَاعًدا، وَمَا حُجَّتُكَ فِي ذَلِكَ؟ ! ¬

_ (¬1) هنا ينتهي البياض، ورأس المسألة هي كما في المختصر: "ويقطع السارق في ربع دينار، أو ما قيمته ربع دينار. وقال أبو حنيفة - رحمه الله -: لا يقطع إلا في عشرة دراهم، أو دينار". (¬2) في النسخ: "أبي إسحاق"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 257)، وقد ذكر النسائي في السنن الكبرى (7/ 31) ذكر الاختلاف على محمد بن إسحاق في هذا الحديث. (¬3) المجن: التُّرْس. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 256) من طريق يوسف بن موسى عن عبد الله بن إدريس وعبد الله بن نمير، عن ابن إسحاق. (¬5) المصدر السابق (4/ 257). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هو الأنسب للسياق.

قَالَ: قَدْ رَوَيْنَا عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَيْمَنَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - شَبِيهًا بِقَوْلِنَا. قُلْتُ: أَتَعْرِفُ أَيْمَنَ؟ ! أَمَّا أَيْمَنُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ فَرَجُلٌ حَدَثٌ، لَعَلَّهُ أَصْغَرُ مِنْ عَطَاءٍ، رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ حَدِيثًا (¬1) عَنْ تُبَيْعٍ ابْنِ [امْرَأَةِ كَعْبٍ عَنْ] (¬2) كَعْبٍ - قُلْتُ: يَعْنِي فِي الْوُضُوءِ - قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: هَذَا مُنْقَطِعٌ. وَالْحَدِيثُ المُنْقَطِعُ [لَا يَكُونُ حُجَّةً. قَالَ: ] (¬3) فَقَدْ رُوِيَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ أَخِي أُسامَةَ لِأُمِّهِ. قُلْتُ: لَا عِلْمَ (¬4) لَكَ بِأَصْحَابِنَا، أَيْمَنُ أَخُو أُسَامَةَ قُتِلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ حُنَيْنٍ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ مُجَاهِدٌ، وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيُحَدِّثَ عَنْهُ. قَالَ: فَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَطَعَ فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: وَكَانَ قِيمَةُ الْمِجَنِّ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دِينَارًا. قُلْتُ: هَذَا رَأْيٌ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَالْمَجَانُّ قَدِيمًا وَحَدِيثًا سِلَعٌ تَكُونُ ثَمَنَ عَشَرَةٍ وَمِائَةٍ وَدِرْهَمَيْنِ (¬5)، فَإِذَا قَطَعَ ¬

_ (¬1) قوله: "حديثا" ليس في (م). (¬2) في (ع): "تبيع بن. . . كعب"، وفي (م): "صبيح بن. . . كعب"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (8/ 257). (¬3) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن. (¬4) في النسخ: "أعلم". (¬5) في النسخ: "يبلغ يكون ثمن عشرة وثمانية ودرهمين".

رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي [رُبُعِ] دِينَارٍ قَطَعَ فِي أَكْثَرَ مِنْهُ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ لَيْسَ مِمَّنْ تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ، وَتَتْرُكُ عَلَيْنَا سُنَنًا رَوَاهَا تُوَافِقُ (¬1) أَقَاوِيلَنَا وَتَقُولُ: غَلِطَ، فَكَيْفَ تَرُدُّ رِوَايَتَهُ مَرَّةً، ثُمَّ تَحْتَجُّ بِهِ عَلَى أَهْلِ الْحِفْظِ وَالصِّدْقِ، مَعَ أَنَّهُ (¬2) لَمْ يَرْوِ شَيْئًا يُخَالِفُ قَوْلَنَا؟ قَالَ: فَقَدْ رَوَيْنَا قَوْلَنَا عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -. قُلْتُ: رَوَاهُ الزَّعَافِرِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ. وَقَدْ: أَخْبَرَنَا أَصْحَابُ جَعْفَرِ بْنِ (¬3) [مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعَفَرٍ] (¬4)، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: الْقَطْعُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا. وَحَدِيثُ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيٍّ أَوْلَى أَنْ يَثْبُتَ (¬5) مِنْ حَدِيثِ الزَّعَافِرِيِّ. فَقَالَ: فَقَدْ رَوَيْنَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إِلَّا فِي عَشَرَةِ دَرَاهِمَ. قُلْنَا: فَقَدْ رَوَى الثَّوْرِيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَطَعَ سَارِقًا فِي خَمْسَةِ دَرَاهِمَ، وَهَذَا أَقْرَبُ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ حَدِيثِ الْمَسْعُودِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَكَيْفَ لَمْ تَأْخُذُوا (¬6) بِهَذَا؟ ¬

_ (¬1) في النسخ: "يوافق". (¬2) في النسخ: "وأنه". (¬3) في (م): "أبي جعفر بن" وبعده بياض. (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ. (¬5) في النسخ تقرأ: "ثبت". (¬6) في النسخ: "يأخذوا".

قُلْنَا: هَذَا حَدِيثٌ لَا يُخَالِفُ حَدِيثَنَا، إِذَا قَطَعَ فِي ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، قَطَعَ فِي خَمْسَةٍ أَوْ أَكْثَرَ. قَالَ: فَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ لَمْ يَقْطَعْ فِي ثَمَانِيَةٍ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: رِوَايَتُهُ عَنْ عُمَرَ غَيْرُ صَحِيحَةٍ (¬1)، وَقَدْ رَوَى مَعْمَرٌ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، قَالَ: الْقَطْعُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا، فَلَمْ نَرَ أَنْ نَحْتَجَّ [بِهِ]؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِثَابِتٍ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حُجَّةٌ، وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ اتِّبَاعُ أَمْرِهِ، فَلَا إِلَى حَدِيثٍ صَحِيحٍ ذَهَبَ مَنْ (¬2) خَالَفَنَا، وَلَا إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ [مَنْ] (¬3) تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَاسْتَعْمَلَ ظَاهِرَ الْقُرْآنِ (¬4). [4987] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، قَالَ: أَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ قُتِلَ بِحُنَيْنٍ، وَهُوَ أَنْصَارِيٌّ، وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ، أَخُو أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ لِأُمِّهِ. كَانَ فِي كِتَابِي: "بِخَيْبَرَ". وَالصَّوَابُ: "بِحُنَيْنٍ (¬5) ". وَالتَّصْحِيفُ وَقَعَ مِنْ جِهَةِ الْكَاتِبِ. [4988] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الْأَصَمُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَذَكَرَهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، قَالَ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "صحيح". (¬2) في النسخ: "ما". (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ. (¬4) انظر: الأم للشافعي (7/ 321 - 325). (¬5) من قوله: "وهو أنصاري" إلى هنا ليس في (م).

وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ أَخُو بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، كَانَتْ أُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ مَوْلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ أَخَا أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ [لِأُمِّهِ] (¬1). وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى انْقِطَاعِ حَدِيثِ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى انْقِطَاعِ حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْ أَيْمَنَ الْحَبَشِيِّ مَا ذَكَرَ [. . . .] (¬2) - رحمه الله - فِيمَا حَكَيْنَاهُ عَنْهُ، وَهُوَ فِيمَا: [4989] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا إِسْحَادقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ (¬3) عَطَاءٍ، عَنْ أَيْمَنَ - مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ -[عَنْ] (¬4) تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، وَصَلَّى بَعْدَهَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ، وَسُجُودَهُنَّ، وَيَعْلَمُ مَا يَقْتَرِئُ فِيهِنَّ، كُنَّ بِمَنْزِلَةِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ رِوَايَتَهُ عَنْ تُبَيْعٍ (¬6) وَأَمْثَالِهِ، وَلَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من تاريخ دمشق (4/ 257) فقد رواه بإسناده إلى الأصم. (¬2) ما بين المعقوفين بياض في النسخ قدر كلمة، وأظنه "الشافعي"، فقد قال المؤلف في السنن الكبير (8/ 257): "والذي أشار إليه الشافعي رضى الله عنه من رواية عطاء عن أيمن غير هذا الحديث" وذكر هذا الحديث الآتي ذكره. (¬3) في النسخ: "بن" خطأ، والمثبت من السنن الكبير (8/ 258). وعبد الملك بن أبي سليمان ميسرة العرزمي، له ترجمة في تهذيب الكمال (18/ 322). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 262) من طريق أبي جعفر الرزاز. (¬6) تقرأ في النسخ: "سميع"، والمثبت من الحديث السابق.

وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ - رضي الله عنه - الَّذِي احْتَجَّ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، إِنَّمَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ (¬1)، وَهُوَ مُرْسَلٌ. فَقَدْ رَوَى قَتَادَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَا تُقْطَعُ الْخَمْسُ إِلَّا فِي خَمْسٍ: [4990] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْفَلَّاسُ وَكَانَ حَافِظًا، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬2)، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، فَذَكَرَهُ (¬3). وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ، فَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ أَطَمَّ مِمَّا ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ وَأَوْهَى: [4991] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، ثنا أَبِي، ثنا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْيَسَعَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إِلَّا فِي عَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَلَا يَكُونُ الْمَهْرُ أَقَلَّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ (¬4). جُوَيْبِرٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، لَيْسُوا بِأَقْوِيَاءَ، وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ فَرَوَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 233). (¬2) مصنف ابن أبي شيبة (14/ 370). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 247)، ورواية الحارثي (ق 216/ ب). (¬4) المصدر السابق (4/ 274).

عَنْ أَبِيهِ، عَنِ (¬1) ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَا تُقْطَعُ إِلَّا فِي عَشَرَةِ دَرَاهِمَ (¬2). وَخَالَفَهُ الْمَسْعُودِيُّ فَرَوَاهُ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (¬3). [4992] وقد أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عِيسَى - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عَزَّةَ - عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَطَعَ فِي قِيمَةِ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَالْأَصْلُ فِي نِصَابِ السَّرِقَةِ عِنْدَنَا رُبُعُ دِينَارٍ، فَكُلُّ مَنْ قَوَّمَهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ، يُحْتَمَلُ (¬5) أَنْ يَكُونَ قَوَّمَهُ بِذَلِكَ حِينَ تَغَيَّرَ صَرْفُ الدِّينَارِ، فَكَانَتْ قِيمَةُ رُبُعِ دِينَارٍ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ. وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ مَا رَوَيْنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ فِي الْخَمْسَةِ، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَعَنْ عُمَرَ فِي الثَّمَانِيَةِ وَالْعَشَرَةِ، إِنْ صَحَّ جَمِيعُ ذَلِكَ حَتَّى لَا يَتَنَاقَضَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) قوله: "عن" ليس في (م). (¬2) مسند أبي حنيفة لابن خسرو (2/ 718)، وأخرجه الدارقطني في السنن (4/ 261). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 261). (¬4) المصدر السابق (4/ 247). (¬5) تقرأ في النسخ: "ويحتمل"، والمثبت من المختصر، وهو الأنسب للسياق.

مسألة (534): ولا فرق بين الطعام الرطب واليابس في وجوب القطع إذا آواه الجرين، وبلغ قيمة ربع دينار

مَسْأَلَةٌ (534): وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الطَّعَامِ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ فِي وُجُوبِ الْقَطْعِ إِذَا آوَاهُ الْجَرِينُ (¬1)، وَبَلَغَ قِيمَةَ رُبُعِ دِينَارٍ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تُقْطَعُ فِي الْأَشْيَاءِ الرَّطْبَةِ (¬3). [4993] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي إِمْلَاءً، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، قَالُوا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ" (¬4). اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ (¬5) كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ. ¬

_ (¬1) أي المكان الذي يُجمَع فيه الطعام. (¬2) انظر: الأم (7/ 378)، ومختصر المزني (ص 344)، والحاوي الكبير (13/ 273)، ونهاية المطلب (17/ 222)، والمجموع (22/ 144). (¬3) انظر: المبسوط (9/ 180)، وتحفة الفقهاء (3/ 153)، وبدائع الصنائع (7/ 69)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 215). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 100). (¬5) صحيح البخاري (8/ 161)، وصحيح مسلم (5/ 113) كلاهما من طريق أبي معاوية.

[4995] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ - مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ؟ قَالَ: "هُوَ (¬1) وَمِثْلُهُ مَعَهُ، وَالنَّكَالُ (¬2)، وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ قَطْعٌ إِلَّا مَا آوَاهُ الْجَرِينُ، فَمَا أُخِذَ مِنَ الْجَرِينِ فَبَلَغَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَفِيهِ الْقَطْعُ، وَمَا لَمْ يَبْلُغْ ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَفِيهِ غَرَامَةُ مِثْلَيْهِ، وَجَلَدَاتُ نَكَالٍ" (¬3). [4996] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاتِي الْكُوفِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ (¬4) بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ سَارِقِ الثِّمَارِ، قَالَ: الْقَطْعُ مِنَ الثِّمَارِ فِيمَا أَحْرَزَ الْجَرِينُ، وَالْقَطْعُ مِنَ الْمَاشِيَةِ فِيمَا آوَى الْمُرَاحُ (¬5) (¬6). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [4997] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "هي"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (8/ 278). (¬2) النَّكال: العقوبة. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 106) عن أبي العباس الأصم. (¬4) في النسخ: "حاتم"، والمثبت من السنن الصغرى للمؤلف (3/ 363). وانظر ترجمته في الجرح والتعديل (2/ 48). (¬5) المراح: الموضع الذي تروح إليه الماشية، أي تأوي إليه ليلًا. النهاية (روح). (¬6) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (12/ 301) من طريق إسحاق بن سعيد.

بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ (¬1)، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬2)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ؛ أَنَّ عَبْدًا سَرَقَ وَدِيًّا (¬3) مِنْ حَائِطِ رَجُلٍ، فَغَرَسَهُ فِي حَائِطِ سَيِّدِهِ، فَخَرَجَ صَاحِبُ الْوَدِيِّ يَلْتَمِسُ وَدِيَّهُ، فَوَجَدَهُ، فَاسْتَعْدَى عَلَى الْعَبْدِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ، فَسَجَنَ (¬4) مَرْوَانُ الْعَبْدَ، وَأَرَادَ قَطْعَ يَدِهِ، فَانْطَلَقَ سَيِّدُ الْعَبْدِ إِلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "لَا قَطْعِ فِي ثَمَرٍ، وَلَا كَثَرٍ". فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ مَرْوَانَ أَخَذَ غُلَامِي، وَهُوَ يُرِيدُ قَطْعَ يَدِهِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَمْشِيَ مَعِي إِلَيْهِ، فَتُخْبِرُهُ بِالَّذِي سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَشَى مَعَهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ حَتَّى أَتَى مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، فَقَالَ لَهُ رَافِعٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ، وَلَا كَثَرٍ". فَأَمَرَ مَرْوَانُ (¬5) بِالْعَبْدِ (¬6) فَأُرْسِلَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْكَثَرُ: الْجُمَّارُ (¬7) (¬8). كَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. [4998] ورواه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 120/ ب). (¬2) في (ع): "سعد". (¬3) في (ع): "دديا"، وفي (م): "دويا"، والمثبت من أصل الرواية. والودي: صغار الفَسِيل، أي النخل الصغير. (¬4) في (ع) تقرأ: "فسجد"، وفي (م): "فسجنه"، والمثبت أصل الرواية. (¬5) زاد في (م): "بن الحكم". (¬6) في النسخ: "العبد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) أي جمار النخل، والجمار: هو الشحم الذي في وسط النخل. النهاية (كثر). (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 321).

يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ، وَلَا كَثَرٍ". [4999] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ بَعْضُ النَّاسِ، وَقَالَ: فَمِنْ هَا هُنَا قُلْنَا: لَا تُقْطَعُ فِي الثَّمَرِ الرَّطْبِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: الثَّمَرُ اسْمٌ جَامِعٌ لِلرَّطْبِ مِنَ التَّمْرِ، وَالْيَابِسِ مِنَ التَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ وَغَيْرِهِ، فَيَسْقُطُ (¬1) الْقَطْعُ عَمَّنْ سَرَقَ تَمْرًا فِي بَيْتٍ (¬2)؟ ! وَإِنَّمَا أَجَابَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَالَ: "لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ، وَلَا كَثَرٍ" عَلَى مِثْلِ مَا سُئِلَ، وَكَانَ حِيطَانُ الْمَدِينَةِ لَيْسَ عَلَيْهَا حِظَارٌ (¬3)؛ لِأَنَّهُ يَقُولُ: فَإِذَا آوَاهُ الْجَرِينُ وَالْمُرَاحُ فَفِيهِ الْقَطْعُ، وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ عُثْمَانَ فِي الْأُتْرُجَّةِ، وَقَدْ مَضَى إِسْنَادُهُ فِي الْمَسْأَلَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ. * * * ¬

_ (¬1) في أصل الرواية: "أفتسقط". (¬2) الأم للشافعي (7/ 333). (¬3) أي ليستْ مُحاطةً.

مسألة (535): ولو وهبت له السرقة لم يدرأ عنه بذلك الحد

مَسْأَلَةٌ (535): وَلَوْ وُهِبَتْ لَهُ (¬1) السَّرِقَةُ لَمْ يُدْرَأْ (¬2) عَنْهُ بِذَلِكَ الْحَدُّ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَسْقُطُ الْقَطْعُ (¬4). [5000] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى (¬5)، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّتْهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الَمْخَزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟ " ثُمَّ قَامَ، فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ: "أَيُّهَا (¬6) النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ (¬7). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ¬

_ (¬1) في المختصر: "منه". (¬2) أي: لم يُدفَع عنه، والدَّرْء: الدَّفع. (¬3) انظر: الأم (7/ 326)، ومختصر المزني (ص 345)، والحاوي الكبير (13/ 302)، ونهاية المطلب (17/ 246)، والمجموع (22/ 210). (¬4) انظر: المبسوط (9/ 186)، وتحفة الفقهاء (3/ 155)، وبدائع الصنائع (7/ 88). (¬5) في النسخ: "بخارى"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 253). (¬6) في (م): "يا أيها". (¬7) صحيح البخاري (8/ 160).

عَنْ قُتَيْبَةَ، وَابْنِ رُمْحٍ (¬1)، عَنِ اللَّيْثِ (¬2). [5001] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمَخْزُومِيَّةِ بِطُولِهِ، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقُطِعَتْ يَدُهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْدُ، وَتَزَوَّجَتْ، فَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةَ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: هَذِهِ الْمَرْأَةُ كَانَتْ شَرِيفَةً، فَأَهَمَّ قُرَيْشًا شَأْنُ قَطْعِهَا، حَتَّى تَشَفَّعُوا بِأُسَامَةَ، وَلَوْ كَانَ الْقَطْعُ يَسْقُطُ بِالْهِبَةِ (¬5)، لَكَانَ طَلَبُهَا مِنَ الْمَسْرُوقِ مِنْهُ، وَإِرْضَاؤُهُ بِعِوَضٍ حَتَّى يَهَبَهَا أَيْسَرَ، فَلَمَّا لَمْ يَفْعَلُوا دَلَّ أَنَّ (¬6) الْقَطْعَ لَا يَسْقُطُ بِالْهِبَةِ بَعْدَ رَفْعِ ذَلِكَ إِلَى الْإِمَامِ. [5002] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ¬

_ (¬1) في النسخ: "رميح"، والمثبت من صحيح مسلم. (¬2) صحيح مسلم (5/ 114). (¬3) صحيح البخاري (3/ 171). (¬4) صحيح مسلم (5/ 114). (¬5) تقرأ في النسخ: "بالهبط"، والمثبت هو الأنسب للسياق، وانظر السنن الكبير للمؤلف (8/ 267). (¬6) في (م): "دل على أن".

جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَا: ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ - نَسَبَهُ جَعْفَرٌ إِلَى سعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ، إِلَّا الْحُدُودَ (¬1) " (¬2). [5003] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ابْنُ السَّمَّاكِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ (¬3)، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حُمَيْدٍ ابْنِ أُخْتِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، [عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ] (¬4) قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى خَمِيصَةٍ لِي ثَمَنَ ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاخْتَلَسَهَا مِنِّي، فَأُخِذَ الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَ بِهِ لِيُقْطَعَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَتَقْطَعُهُ (¬5) مِنْ أَجْلِ ثَلَاثِينَ؟ ! أَنَا أَبِيعُهُ وَأُنْسِئُهُ (¬6) ثَمَنَهَا. قَالَ: "أَلَا كَانَ هَذَا قَبْلَ [أَنْ] تَأْتِيَنِي بِهِ؟ " (¬7). ¬

_ (¬1) المقصود بالإقالة: رفع العقوبة، والعثرات: الزلات والسقطات. قال ابن الأثير: أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم: هم الذين لا يُعرَفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة. النهاية (هيأ)، وقيل: ذو الهيئة: من لم يظهر منه رِيبة. نقله الخطابي عن الشافعي في معالم السنن (3/ 300). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 320). (¬3) في النسخ: "محمد بن الحسن الحسيني"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 265)، وهو: محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين، أبو جعفر الحُنيني الكوفي. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 9). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من المختصر والسنن الكبير. (¬5) في (ع): "أتقنعه". (¬6) في النسخ: "أبيعها والنسيئة". وأنسأه: أخَّره. (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 281، 282) من طريق ابن السماك.

[5004] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حُمَيْدٍ ابْنِ أُخْتِ صَفْوَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى خَمِيصَةٍ لِي ثَمَنَ ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاخْتَلَسَهَا مِنِّي، فَأُخِذَ الرَّجُلُ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَرَ بِهِ لِيُقْطَعَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَتَقْطَعُهُ (¬1) مِنْ أَجْلِ ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا، أَنَا أَبِيعُهُ وَأُنْسِئُهُ (¬2) ثَمَنَهَا، قَالَ: "فَهَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ زَائِدَةُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جُعَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ، قَالَ: نَامَ (¬3) صَفْوَانُ. وَرَوَاهُ طَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ؛ أَنَّهُ كَانَ نَائِمًا، فَجَاءَ سَارِقٌ، فَسَرَقَ خَمِيصَةً مِنْ تَحْتِ رَأْسِهِ. وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: [فَاسْتَلَّهُ مِنْ تَحْتِ رَأْسِهِ] (¬4)، فَاسْتَيْقَظَ، فَصاحَ بِهِ، فَأُخِذَ. وَرَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فَنَامَ - يَعْنِي: صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ - فِي الْمَسْجِدِ، وَتَوَسَّدَ رِدَاءَهُ، فَجَاءَ سَارِقٌ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ، فَأَخَذَ السَّارِقَ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). [5005] أخبرناه أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أنا أَبُو بَكْرٍ ¬

_ (¬1) في (ع): "أتقنعه". (¬2) في النسخ: "النسيئة"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬3) في النسخ: "نا". (¬4) مكان المعقوفين في النسخ: "فأسلبه". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 321).

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ (¬1) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ؛ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ قِيلَ لَهُ: إِنَّ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ هَلَكَ، فَقَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ الْمَدِينَةَ، فَنَامَ فِي الْمَسْجِدِ، وَتَوَسَّدَ رِدَاءَهُ، فَجَاءَ سَارِقٌ، [فَأَخَذَ رِدَاءَهُ] (¬2)، فَأَخَذَ صَفْوَانُ السَّارِقَ، فَجَاءَ بهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَ بهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُقْطَعَ يَدُهُ، فَقَالَ صَفْوَانُ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا، هُوَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ" (¬3). [5006] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُوهِيَارَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا بَكَّارُ بْنُ الْخَصِيبِ، ثنا حَبِيبٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: بَيْنَمَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ مُضْطَجِعٌ بِالْبَطْحَاءِ، إِذْ جَاءَ إِنْسَانٌ فَأَخَذَ بُرْدَهُ مِنْ تَحْتِ رَأْسِهِ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْفُو وَأَتَجَاوَزُ، قَالَ: "فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنَا بهِ أَبَا وَهْبٍ" (¬4). حَبِيبٌ هُوَ ابْنُ الشَّهِيدِ، كَذَا قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -. [5007] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "تَعَافَوُا (¬5) الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، وَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ" (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 174/ أ). (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى (7/ 452) من طريق عطاء. (¬5) أي: تجاوزوا عنها ولا ترفعوها إلي، فإني متى علمتها أقمتها. النهاية (عفا). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 320).

تَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (¬1) وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ (¬2)، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ مَوْصُولًا. وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَالْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُرْسَلًا (¬3). تَابَعَهُ ابْنُ عُلَيَّةَ (¬4)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 446). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 118). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 229). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 119).

مسألة (536): ويقطع النباش إذا أخرج الكفن وبلغت قيمته نصابا، قال الشافعي: لأنه حرز مثله

مَسْأَلَةٌ (536): وَيُقْطَعُ النَّبَّاشُ إِذَا أَخْرَجَ الْكَفَنَ وَبَلَغَتْ قِيمَتُهُ نِصَابًا، قَالَ الشَّافِعِيُّ: لِأَنَّهُ حِرْزُ مِثْلِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُقْطَعُ (¬2). [5008] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ الْمُشَعَّثِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ لِي (¬3) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَبَا ذَرٍّ". قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ؟ " يَعْنِي الْقَبْرَ (¬4)، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَوْ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ" أَوْ قَالَ: "تَصْبِرُ". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: يُقْطَعُ النَّبَّاشُ (¬5)؛ لِأَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْمَيِّتِ بَيْتَهُ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 380)، ومختصر المزني (ص 345)، والحاوي الكبير (13/ 313)، ونهاية المطلب (17/ 255)، والمجموع (22/ 175). (¬2) انظر: المبسوط (9/ 159)، وبدائع الصنائع (7/ 69)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 217, 218). (¬3) قوله: "لي" ليس في (م). (¬4) أي أن البيت بمعنى القبر. والوصيف: الغلام، أراد أن مواضع القبور تَضِيق فيبتاعون كل قبر بوَصِيف. النهاية (بيت). (¬5) في (ع): "النا". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 323).

[5009] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: وَفِيمَا أَجَازَ لِي عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَازِمٍ (¬1)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "وَمَنْ نَبَشَ قَطَعْنَاهُ" (¬2). [5010] أنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَارِقُ أَمْوَاتِنَا كَسَارِقِ أَحْيَائِنَا (¬3). [5011] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَ هُشَيْمٌ: ثنا سُهَيْلٌ، قَالَ: شهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَطَعَ نَبَّاشًا (¬4). [5012] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُسَاوِرِ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، [عَنِ الشَّعْبِيِّ] (¬5)، قَالَ: النَّبَّاشُ سارِقٌ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بشير بن حازم"، والمثبت من السنن الصغير للمؤلف (3/ 367)، ومعرفة السنن (12/ 409)، وكذا سماه المؤلف في كتاب الجراح حديث رقم (4800)، وانظر تعليقنا عليه هناك لزاما، فهو: "باشر أبو خازم" أو "باشر بن خازم"، وقيل غير ذلك. (¬2) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (12/ 409)، وعزاه ابن الملقن في البدر المنير (8/ 660) للمؤلف في الخلافيات، وقال: "وفي هذا الإسناد بعض من يجهل حاله". (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (4/ 816) من طريق سويد بن عبد العزيز بتقديم وتأخير. (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 104). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (8/ 269). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 486) عن الشعبي بنحوه.

[5013] قال: وَحَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، مِثْلَهُ (¬1). [5014] وعن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ (¬2). [5015] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفيَان بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بنِ أَيُّوبَ، عَنْ عامِرٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: تُقْطَعُ فِي أَمْوَاتِنَا، كَمَا تُقْطَعُ فِي أَحْيَائِنَا (¬3). [5016] قال: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أنا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، قَالَ: كتَبَ أَيُّوبُ بنُ شُرَحْبِيلَ إِلى عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُهُ عن نَبَّاشِي الْقُبُورِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: لَعَمْرِي، لَبِحَسْبِ سَارِقِ الْأَمْوَاتِ أَنْ يُعَاقَبَ بِمَا يُعَاقَبُ بِهِ سَارِقُ الْأَحْيَاءِ (¬4). رَوَيْنَاهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ رَبَاحٍ (¬5). وَعَنْ (¬6) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ (¬7) فِي أَنَّ النَّبَّاشَ يُقْطَعُ. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (14/ 487) من طريق آخر عن إبراهيم. (¬2) المصدر السابق (14/ 487) من طريق آخر عن الحسن. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 214) من طريق سفيان. (¬4) المصدر السابق (10/ 214) من طريق آخر عن عمر بن عبد العزيز بمعناه. (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 486) من حديث عطاء. (¬6) في النسخ: "عن"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 270).

مسألة (537): وإذا سرق قطعت يده اليمنى، وإذا سرق الثانية قطعت رجله اليسرى، فإذا سرق الثالثة قطعت يده اليسرى، فإذا سرق الرابعة قطعت رجله اليمنى

مَسْأَلَةٌ (537): وَإِذَا سَرَقَ قُطِعَتْ يَدُهُ الْيُمْنَى، وَإِذَا سَرَقَ الثَّانِيَةَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ الْيُسْرَى، فَإِذَا سَرَقَ الثَّالِثَةَ قُطِعَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى، فَإِذَا سَرَقَ الرَّابِعَةَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ الْيُمْنَى (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تُقْطَعُ فِي الثَّالِثَةِ وَالرَّابِعَةِ، بَلْ يُعَزَّرُ (¬2) (¬3). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي السَّارِقِ: "إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ" (¬4). وَذَكَرَهُ أَيْضًا فِي الْجَدِيدِ، وَسَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ مِمَّا كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نُعَيْمٍ (¬5) الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أَنَّ أَبَا عَوَانَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، أنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، فَذَكَرَهُ (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ وَالْمُزَنِيِّ عَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ: ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 381)، ومختصر المزني (ص 345)، والحاوي الكبير (13/ 319)، ونهاية المطلب (17/ 261)، والمجموع (22/ 217). (¬2) في (ع): "تعزر"، وليس في (م)، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: المبسوط (9/ 166)، وبدائع الصنائع (7/ 86)، والهداية في شرح البداية (2/ 369). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 239) من طريق أبي سلمة بنحوه. (¬5) في النسخ: "أبي عوانة"، والمثبت من معرفة السنن (12/ 412). (¬6) أخرجه المزني في المختصر (ص 345).

أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ (¬1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مِثْلَهُ (¬2). [5017] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ الْهِلَالِيُّ، ثنا جَدِّي، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جِيءَ بِسَارِقٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "اقْتُلُوهُ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا سَرَقَ. فَقَالَ: "اقْطَعُوهُ". فَقُطِعَ، ثُمَّ جِيءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: "اقْتُلُوهُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا سَرَقَ. قَالَ: "اقْطَعُوهُ". قَالَ: فَقُطِعَ، ثُمَّ جِيءَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالَ: "اقْتُلُوهُ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا سَرَقَ، قَالَ: "اقْطَعُوهُ". قَالَ: ثُمَّ جِيءَ بِهِ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: "اقْتُلُوهُ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا سَرَقَ، قَالَ: "اقْطَعُوهُ". فَأُتِيَ بِهِ الْخَامِسَةَ، فَقَالَ: "اقْتُلُوهُ". قَالَ جَابِرٌ: فَانْطَلَقْنَا بِهِ، فَقَتَلْنَاهُ، [ثُمَّ اجْتَرَرْنَاهُ، فَأَلْقَيْنَاهُ] (¬3) فِي بِئْرٍ، وَرَمَيْنَا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ (¬4). الْقَتْلُ مَنْسُوخٌ كَهُوَ فِي حَدِّ الشُّرْبِ، وَالْقَطْعُ ثَابِتٌ. [5018] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ ¬

_ (¬1) في النسخ: "رافع"، والمثبت من المختصر ومعرفة السنن والآثار، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (16/ 208). (¬2) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (12/ 412). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية ومعرفة السنن (12/ 412). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 270).

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِسَارِقٍ، فَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ قَدْ سَرَقَ، فَأَمَرَ بِهِ بِقَطْعِ رِجْلِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ بَعْدُ قَدْ سَرَقَ، فَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ قَدْ سَرَقَ، فَأَمَرَ بِقَطْعِ رِجْلِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ قَدْ سَرَقَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ (¬1). وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ (¬2)، نَحْوَ مَا رَوَيْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ (¬3) وَمُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَفِيمَا: [5019] أنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سلَمَةَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ؛ أَنَّ رَجُلًا سَرَقَ (¬4) عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "اقْتُلُوهُ". فَقَالُوا: إِنَّمَا سَرَقَ، قَالَ: "فَاقْطَعُوهُ". ثُمَّ سَرَقَ أَيْضًا فَقُطِعَ، ثُمَّ سَرَقَ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقُطِعَ، ثُمَّ سَرَقَ فَقُطِعَ، حَتَّى قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، ثُمَّ سَرَقَ الْخَامِسَةَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَ بِهَذَا حِينَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ، اذْهَبُوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ، فَدُفِعَ إِلَى فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمِّرُونِي عَلَيْكُمْ، فَأَمَّرُوهُ، فَكَانَ إِذَا ضَرَبَهُ ضَرَبُوهُ، حَتَّى قَتَلُوهُ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 272). (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (12/ 341). (¬3) في النسخ: "أحمد"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 272). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 112). (¬4) قوله: "سرق" ليس في (م). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 108).

تَابَعَهُ إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ (¬1). [5020] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ [أَبِي] أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: أُتِيَ بِالسَّارِقِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا غُلَامٌ لِأَيْتَامٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ لَهُمْ مَالًا غَيْرَهُ، فَتَرَكَهُ، ثُمَ أُتِيَ بِهِ الثَانِيَةَ فَتَرَكَهُ، ثُمَ أُتِيَ بِهِ الثَّالِثَةَ فَتَرَكَهُ، ثُمَ أُتِيَ بِهِ الرَّابِعَةَ فَتَرَكَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الْخَامِسَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ السَّادِسَةَ فَقَطَعَ رِجْلَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ السَّابِعَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الثَّامِنَةَ فَقَطَعَ رِجْلَهُ. كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي! وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ [أَبِي] (¬3) أُمَيَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهُوَ أَصَحُّ، وَهُوَ مُرْسَلٌ حَسَنٌ بِإِسْنَادٍ (¬4) صَحِيحٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في المجتبى (7/ 505) من طريق النضر بن شميل. (¬2) وكذا قال المؤلف في السنن الكبير (8/ 273): "عبد الله"، وفي المراسيل: "عبد ربه"، وسيذكره المؤلف بعد هذا من طريق ابن راهويه فقال: "عبد ربه"، وبهذا الأخير ترجم له المزي في تهذيب الكمال (16/ 472) تبعا لمراسيل أبي داود، وذكر أن ابن أبي حاتم ذكره في الجرح والتعديل (5/ 10) فيمن اسمه عبد الله ولم يذكره فيمن اسمه عبد ربه. وكذا ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 44) فيمن اسمه عبد الله، وذكر ابن حجر في التهذيب (6/ 125) أن أبا بكر بن أبي خيثمة ذكره أيضا فيمن اسمه عبد الله. (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬4) في النسخ: "بإسناده"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير.

حَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ (¬1). وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ؛ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَابْنَ سَابِطٍ الْأَحْوَلَ حَدَّثَاهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِعَبْدٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (¬2). وَكَأَنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَرَ بُلُوغَهُ فِي الْمَرَّاتِ الْأَرْبَعِ، وَلَمْ يَرَ سَرِقَتَهُ بَلَغَتْ مَا يُوجِبُ الْقَطْعَ، ثُمَّ رَآهَا تُوجِبُهُ فِي الْمَرَّاتِ الْأُخَرِ، فَأَمَرَ بِالْقَطْعِ، وَهَذَا مُرْسَلٌ، يُقَوِّي الْمَوْصُولَ قَبْلَهُ، وَيُقَوِّي قَوْلَ مَنْ وَافَقَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -. [5021] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا الْهَيْثَمُ (¬3)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ" (¬4). [5022] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَقْطَعَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، قَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه -، فَشَكَا إِلَيْهِ أَنَّ عَامِلَ الْيَمَنِ ظَلَمَهُ، ¬

_ (¬1) المراسيل لأبي داود (ص 206). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، رواية الدبري (10/ 239). (¬3) هو: ابن خارجة. (¬4) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1597) من طريق حرام بن عثمان، وزاد في آخره: "فإن سرق فاضربوا عنقه".

وَكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ أَبُو بَكْرٍ: وَأَبِيكَ مَا لَيْلُكَ (¬1) بِلَيْلِ سَارِقٍ، ثُمَّ إِنَّهُمُ افْتَقَدُوا حَلْيًا لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ امْرَأَةِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها -، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَطُوفُ مَعَهُمْ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِمَنْ بَيَّتَ أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ الصَّالِحِ، فَوَجَدُوا الْحَلْيَ عِنْدَ صَائِغٍ، وَأَنَّ الْأَقْطَعَ جَاءَ بِهِ، فَاعْتَرَفَ الْأَقْطَعُ أَوْ شُهِدَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقُطِعَتْ (¬2) يَدُهُ الْيُسْرَى، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَدُعَاؤُهُ عَلَى نَفْسِهِ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ سَرِقَتِهِ (¬3). [5023] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ خُشَيْشٍ، ثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَرَادَ أَنْ يَقْطَعَ رِجْلًا بَعْدَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: السُّنَّةُ الْيَدُ (¬4). قَوْلُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: "السُّنَّةُ" يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. [5024] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَا: أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ (¬5)، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ؛ أَنَّ رَجُلًا سَرَقَ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - مَقْطُوعَةً يَدُهُ وَرِجْلُهُ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَقْطَعَ رِجْلَهُ وَيَدَعَ يَدَهُ، يَسْتَطِيبُ وَيَتَطَهَّرُ بِهَا وَيَنْتَفِعُ بِهَا، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: ¬

_ (¬1) في (ع): "ليك"، وفي (م): "ليل"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 273). (¬2) في النسخ: "قطعت"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 381). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 297). (¬5) في النسخ: "حمرويه"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 274). وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (8/ 380).

لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَقْطَعَنَّ يَدَهُ الْأُخْرَى، فَأَمَرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -، فَقُطِعَتْ يَدُهُ (¬1). وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَطَعَ يَدًا بَعْدَ يَدٍ وَرِجْلٍ (¬2). [5025] أخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ (¬3)، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا خَالِدٌ، أنا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ (¬4). [5026] قال: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا خَالِدٌ (¬5)، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ عُمَرَ قَطَعَ يَدًا بَعْدَ يَدٍ وَرِجْلٍ (¬6). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [5027] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ وَأَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، قَالَا: أنا أَبُو الْفَضْلِ الْكَرَابِيسِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِرَجُلٍ أَقْطَعِ الْيَدِ وَالرِّجْلِ قَدْ سَرَقَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ أَنْ يُقْطَعَ رِجْلُهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (12/ 337) من طريق سعيد بن منصور. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 402). (¬3) في النسخ: "حمرويه"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 274). (¬4) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (12/ 336) من طريق سعيد بن منصور، ووقع عنده: "أخبرنا خالد عن خالد". (¬5) هو: خالد بن عبد الله الطحان، له ترجمة في تهذيب الكمال (8/ 99). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 240، 246) من طريق عبد الوهاب ومعمر كلاهما عن خالد. وأخرجه المؤلف في السنن الكبير (8/ 274).

إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (¬1)، فَقَدْ قُطِعَتْ يَدُ هَذَا وَرِجْلُهُ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَقْطَعَ رِجْلَهُ فَتَدَعَهُ لَيْسَ لَهُ قَائِمَةٌ يَمْشِي عَلَيْهَا، إِمَّا أَنْ تُعَزِّرَهُ (¬2) وَإِمَّا أَنْ تَسْتَوْدِعَهُ السِّجْنَ، [قَالَ: فَاسْتَوْدَعَهُ السِّجْنَ] (¬3) (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: الرِّوَايَةُ الْأُولَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَوْلَى أَنْ تَكُونَ صَحِيحَةً، وَكَيْفَ يَصِحُّ هَذَا عَنْ عُمَرَ وَقَدْ أَنْكَرَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى قَطْعَ الرِّجْلِ بَعْدَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، وَأَشَارَ بِالْيَدِ. وَرِوَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْصُولَةٌ تَشْهَدُ لِلرِّوَايَةِ الْأُولَى بِالصِّحَّةِ، وَكَذَلِكَ رِوَايَةُ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ فِيهَا مَا فِي رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. وَأَمَّا رِوَايَتُهُمْ ذَلِكَ فِيهِ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، فَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: [5028] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، قَالَا: ثنا إِسمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ؛ أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِسَارِقٍ، فَقَطَعَ يَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ، فَقَطَعَ رِجْلَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ، فَقَالَ: أَقْطَعُ يَدَهُ؟ ! بِأَيِّ شَيْءٍ يَتَمَسَّحُ، وَبِأَيِّ شَيْءٍ يَأْكُلُ؟ ! ثُمَّ قَالَ: أَقْطَعُ رِجْلَهُ؟ ! عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَمْشِي؟ ! إِنِّي لَأَسْتَحْيِي اللَّهَ (¬5)، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَهُ، ¬

_ (¬1) سورة المائدة (آية: 33). (¬2) في النسخ: "يعزروه"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (8/ 274). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 186)، وابن حزم في المحلى (11/ 355) من طريق سماك بن حرب مختصرا بمعناه. (¬5) كذا بتعدية الفعل، وهو صحيح؛ قال في القاموس: "الحيا. . . بالمدِّ: التُّؤْبَةُ، والحِشْمَةُ، =

وَخَلَّدَهُ (¬1) السِّجْنَ (¬2). [5029] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَعِيشُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ (¬3)، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: إِذَا سَرَقَ السَّارِقُ قَطَعْتُ يَدَهُ الْيُمْنَى، فَإِنْ [عَادَ] (¬4) قَطَعْتُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، فَإِنْ عَادَ ضَمَّنْتُهُ السِّجْنَ حَتَّى يُحْدِثَ خَيْرًا، إِنِّي أَسْتَحْيِي اللَّهَ أَنْ أَدَعَهُ لَيْسَ لَهُ يَدٌ يَأْكُلُ بِهَا، وَيَسْتَنْجِي بِهَا، وَرِجْلٌ يَمْشِي عَلَيْهَا (¬5). أَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنْ رِوَايَتِهِمْ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: قَدْ رَوَيْتُمْ فِي الْقَطْعِ أَشْيَاءَ مُسْتَنْكَرَةً تَرَكْتُمُوهَا عَلَيْهِ، مِنْهَا: أَنَّهُ قَطَعَ بُطُونَ أَنَامِلِ صَبِيٍّ، وَمِنْهَا: أَنَّهُ قَطَعَ الْقَدَمَ مِنْ نِصْفِ الْقَدَمِ. وَكُلُّ مَا رَوَيْتُمْ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي الْقَطْعِ غَيْرُ ثَابِتٍ عِنْدَنَا، وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ (¬6). وَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -؛ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ عَلِيٍّ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَدْ رَوَيْنَا مَا قُلْنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فِي دَارِ الْهِجْرَةِ، وَعُمَرُ - رضي الله عنه - يَرَاهُ وَيُشِيرُ بِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه -، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَطَعَ ¬

_ = حَيِيَ مِنْهُ حَيَاءً، واسْتَحْيَا مِنْهُ، وَاسْتَحَى مِنْهُ، وَاسْتَحْيَاهُ". (¬1) في (م): "وجلده". (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 404) من طريق شعبة مختصرا. (¬3) مسند أبي حنيفة، رواية أبي نعيم (ص 160). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 99). (¬6) الأم للشافعي (7/ 330).

أَيْضًا (¬1). وَأَمَّا مَسْأَلَةُ اجْتِمَاعِ الْقَطْعِ مَعَ الْغُرْمِ، فَقَدْ مَضَتْ مُسْتَوْفَاةً فِي كِتَابِ الْغَصْبِ. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (7/ 329).

مسألة (538): وآية المحاربين نزلت في المسلمين، وترتيبه على ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -

مَسْأَلَةٌ (538): وَآيَةُ الْمُحَارِبِينَ نَزَلَتْ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَتَرْتِيبُهُ (¬1) عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - (¬2). وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَّا فِي مَوْضِعَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ قَالَ: يُقْتَلُ الرِّدْءُ (¬3)، وَعِنْدَنَا لَا يُقْتَلُ (¬4). وَالْآخَرُ: أَنَّهُ إِنْ جَمَعَ بَيْنَ أَخْذِ الْمَالِ وَالْقَتْلِ، قَالَ: الْإِمَامُ بِالْخِيَارِ بَيْنَ الْقَطْعِ وَالْقَتْلِ، أَوِ الصَّلْبِ وَالْقَطْعِ (¬5)، وَعِنْدَنَا: قُتِلُوا وَصُلِبُوا (¬6). [5030] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ (¬7) بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "ترتبه"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (5/ 547)، ومختصر المزني (ص 346)، والحاوي الكبير (13/ 352)، ونهاية المطلب (17/ 297 - 298)، والمجموع (22/ 227). (¬3) انظر: المبسوط (9/ 198)، والهداية في شرح البداية (2/ 376)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 238). (¬4) انظر: الأم (5/ 716)، ومختصر المزني (ص 346)، والحاوي الكبير (13/ 363)، والمجموع (22/ 234 - 235). والرِّدْء: المُعِين. (¬5) انظر: المبسوط (9/ 195)، وتحفة الفقهاء (3/ 156)، وبدائع الصنائع (7/ 93)، والهداية في شرح البداية (2/ 375). (¬6) انظر: الأم (7/ 385)، ومختصر المزني (ص 346)، والحاوي الكبير (13/ 352)، ونهاية المطلب (17/ 304)، والمجموع (22/ 230). (¬7) في (م): "الحسين".

عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَحِلُّ دَمُ رَجُلٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا أَحَدَ (¬1) ثَلَاثَةِ نَفَرٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ، الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ". اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، وَغَيْرِهِ (¬2). فِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الرِّدْءَ لَا يُقْتَلُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ، وَلَمْ يَزْنِ، وَلَمْ يَكْفُرْ. [5031] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ؛ أَنَّ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَذَ أُنَاسًا فِي حِرَابَةٍ (¬3) وَلَمْ يَقْتُلُوا، فَأَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ أَوْ يَقْطَعَ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ لَوْ أَخَذْتَ بِأَيْسَرِ ذَلِكَ (¬4). [5032] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ (¬5)، عَنْ (¬6) صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فِي قُطَّاعِ الطَّرِيقِ: إِذَا قَتَلُوا وَأَخَذُوا الْمَالَ قُتِلُوا وَصُلِبُوا، وَإِذَا قَتَلُوا وَلَمْ يَأْخُذُوا الْمَالَ قُتِلُوا وَلَمْ يُصْلَبُوا، وَإِذَا أَخَذُوا الْمَالَ وَلَمْ يَقْتُلُوا قُطِعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ، وَإِذَا أَخَافُوا السَّبِيلَ وَلَمْ يَأْخُذُوا مَالًا، ¬

_ (¬1) في النسخ: "إحدى"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (8/ 202). (¬2) صحيح البخاري (9/ 5)، وصحيح مسلم (5/ 106). (¬3) في النسخ: "خرابة"، والمثبت أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 284). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 172/ ب). (¬5) هو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى سمعان، له ترجمة في تهذيب الكمال (2/ 184). (¬6) في النسخ: "بن"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 283).

نُفُوا مِنَ الْأَرْضِ (¬1). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: بِهَذَا نَقُولُ، وَهُوَ مُوَافِقٌ مَعْنَى كِتَابِ اللَّهِ - عز وجل -، وَذَلِكَ أَنَّ الْحُدُودَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِيمَنْ أَسْلَمَ، فَأَمَّا أَهْلُ الشِّرْكِ فَلَا حُدُودَ عَلَيْهِمْ إِلَّا الْقَتْلُ أَوِ السَّبْيُ أَوِ الْجِزْيَةُ، وَاخْتِلَافُ حُدُودِهِمْ بِاخْتِلَافِ أَفْعَالِهِمْ، عَلَى مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} (¬2): فَمَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُقْدَرَ [عَلَيْهِ] (¬3) سَقَطَ حَدُّ (¬4) اللَّهِ، وَأُخِذَ بِحُقُوقِ بَنِي آدَمَ، وَلَا يُقْطَعُ مِنْ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ إِلَّا مَنْ أَخَذَ قِيمَةَ رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا، قِيَاسًا عَلَى السُّنَّةِ فِي السَّارِقِ (¬5). [5033] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ (¬6)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ (¬7)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬8)، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُحَارِبِ {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (¬9) إِذَا عَدَا فَقَطَعَ الطَّرِيقَ، فَقَتَلَ وَأَخَذَ الْمَالَ صُلِبَ، فَإِنْ قَتَلَ وَلَمْ يَأْخُذْ مَالًا قُتِلَ، وَإِنْ أَخَذَ الْمَالَ وَلَمْ يَقْتُلْ قُطِعَ مِنْ خِلَافٍ، فَإِنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 384). (¬2) سورة المائدة (آية: 34). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) في أصل الرواية: "حق". (¬5) المصدر السابق (7/ 385). (¬6) قوله: "الحافظ" ليس في (ع). (¬7) في (ع): "الفاري". (¬8) مصنف عبد الرزاق (10/ 109). (¬9) سورة المائدة (آية: 33).

هَرَبَ وَأَعْجَزَهُمْ فَذَلِكَ نَفْيُهُ (¬1). [5034] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ (¬2) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثنا أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الْآيَةَ، قَالَ: إِذَا حَارَبَ فَقَتَلَ فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ، إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِ قَبْلَ تَوْبَتِهِ، وَإِذَا حَارَبَ وَأَخَذَ الْمَالَ وَقَتَلَ فَعَلَيْهِ الصَّلْبُ، إِنْ ظُهِرَ عَلَيْهِ قَبْلَ تَوْبَتِهِ، وَإِذَا حَارَبَ وَأَخَذَ الْمَالَ وَلَمْ يَقْتُلْ فَعَلَيْهِ قَطْعُ الْيَدِ وَالرِّجْلِ مِنْ خِلَافٍ، إِنْ ظُهِرَ عَلَيْهِ قَبْلَ تَوْبَتِهِ (¬3)، وَإِذَا حَارَبَ وَأَخَافَ السَّبِيلَ، فَإِنَّمَا عَلَيْهِ النَّفْيُ، وَنَفْيُهُ أَنْ يُطْلَبَ (¬4). وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: إِنْ أُخِذَ وَقَدْ أَصَابَ الْمَالَ وَلَمْ يُصِبِ الدَّمَ قُطِعَتْ يَدُهُ وَرِجْلُهُ مِنْ خِلَافٍ، قَالَ: وَإِنْ وُجِدَ وَقَدْ أَصَابَ الدَّمَ قُتِلَ وَصُلِبَ (¬5). [5035] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} الْآيَةَ، قَالَ: حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ أَنْزَلَهَا اللَّهُ - عز وجل -؛ فَأَمَّا مَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 162)، ورواية الحارثي (ق 204/ ب). (¬2) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 283). وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 268). (¬3) زاد بعده في النسخ: "وإذا حارب قبل توبته"، وليست هذه الزيادة في السنن الكبير (8/ 273)، ولا عند الطبري في التفسير. (¬4) أخرجه الطبري في التفسير (8/ 373) عن محمد بن سعد. (¬5) ذكره المؤلف في السنن الكبير (8/ 283).

حَارَبَ وَسَفَكَ الدَّمَ وَأَخَذَ الْمَالَ، فَإِنَّ عَلَيْهِ الصَّلْبَ، وَأَمَّا مَنْ حَارَبَ فَسَفَكَ الدَّمَ وَلَمْ يَأْخُذْ مَالًا فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ، وَأَمَّا مَنْ حَارَبَ فَأَخَذَ الْمَالَ وَلَمْ يَسْفِكْ دَمًا فَعَلَيْهِ الْقَطْعُ (¬1)، وَأَمَّا مَنْ حَارَبَ فَلَمْ يَأْخُذْ مَالًا وَلَمْ يَسْفِكْ دَمًا فَإِنَّ عَلَيْهِ النَّفْيَ (¬2). وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُوَرِّقٍ (¬3). وَرُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬4) وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "القتل"، والمثبت من النسخة (س) من السنن الكبير للمؤلف (17/ 374) كما سيأتي. قلنا: وقع في السنن الكبير ذِكر ثلاثة حدود فقط، وأدخل الحد الثالث في الحد الرابع، ونبه عليه محققه، والسقط هو: "وأما من حارب فلم يأخذ مالا ولم يسفك دما فإن عليه"، ثم ذكر عقوبة الحد الرابع للحد الثالث وهو: "النفي"، وذكر المحقق أنه هكذا وقع في جميع النسخ والمهذب إلا أنه وقع في نسخة (س): "القطع"، وقال: "ولعله الصواب"، قلت: بل هو الصواب، والواضح أنه ليس فيه الحد الرابع الذي يستوجب النفي، فأُدخل حد القطع عنده في حد النفي، والله أعلم. (¬2) أخرجه الطبري في التفسير (8/ 374) من طريق سعيد مختصرا. (¬3) المصدر السابق (8/ 376). (¬4) المصدر السابق (8/ 376). (¬5) المصدر السابق (8/ 378).

مسألة (539): والحدود التي تجب لله تعالى تسقط بالتوبة على أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (¬1) (539): وَالْحُدُودُ الَّتِي تَجِبُ لِلَّهِ تَعَالى تَسْقُطُ بِالتَّوْبَةِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَسْقُطُ شَيْءٌ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ إِلَّا حَدُّ قَاطِعِ الطَّرِيقِ إِذَا تَابَ قَبْلَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ (¬3). [5036] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ بِالْكُوفَةِ، قَالَا: أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ؛ زَعَمَ أَنَّ امْرَأَةً وَقَعَ عَلَيْهَا رَجُلٌ فِي سَوَادِ الصُّبْحِ وَهِيَ تَعْمِدُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَاسْتَغَاثَتْ بِرَجُلٍ مَرَّ عَلَيْهَا، وَفَرَّ صَاحِبُهَا، ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهَا قَوْمٌ ذَوُو عِدَّةٍ، فَاسْتَغَاثَتْ بِهِمْ، فَأَدْرَكُوا الَّذِي اسْتَغَاثَتْ بهِ، وَسَبَقَهُمُ الْآخَرُ فَذَهَبَ، فَجَاءُوا بِهِ يَقُودُونَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا الَّذِي أَغَثْتُكِ (¬4)، وَقَدْ ذَهَبَ الْآخَرُ، فَأَتَوْا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهُ وَقَعَ عَلَيْهَا، وَأَخْبَرَهُ الْقَوْمُ أَنَّهُمْ أَدْرَكُوهُ يَشْتَدُّ، فَقَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ أُغِيثُهَا (¬5) ¬

_ (¬1) هذه المسألة ليست في المختصر. (¬2) انظر: الأم (8/ 282)، ومختصر المزني (ص 347)، والحاوي الكبير (13/ 368)، ونهاية المطلب (17/ 187)، والمجموع (22/ 240). (¬3) انظر: المبسوط (9/ 198)، وبدائع الصنائع (7/ 96)، والهداية في شرح البداية (2/ 376)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (5/ 3). (¬4) تقرأ في النسخ: "أعتبتك"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 284). (¬5) في النسخ: "أغثت"، والمثبت من المصدر السابق.

عَلَى صَاحِبِهَا، فَأَدْرَكُونِي هَؤُلَاءِ، فَأَخَذُونِي. قَالَتْ: كَذَبَ، هُوَ الَّذِي وَقَعَ عَلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اذْهَبُوا فَارْجُمُوهُ". قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ: لَا تَرْجُمُوهُ وَارْجُمُونِي، أَنَا الَّذِي فَعَلْتُ بِهَا الْفِعْلَ، فَاعْتَرَفَ، فَاجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا، وَالَّذِي أَجَابَهَا، وَالْمَرْأَةُ، فَقَالَ: "أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ غُفِرَ لَكِ". وَقَالَ لِلَّذِي أَجَابَهَا قَوْلًا حَسَنًا، قَالَ عُمَرُ: ارْجُمِ الَّذِي اعْتَرَفَ بِالزِّنَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا، إِنَّهُ قَدْ تَابَ إِلَى اللَّهِ - أَحْسَبُهُ قَالَ: - تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ - أَوْ: أَهْلُ يَثْرِبَ - لَقُبِلَ مِنْهُمْ". فَأَرْسَلَهُمْ (¬1). وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، وَقَالَ فِيهِ: فَأَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا أَمَرَ بِهِ قَامَ صَاحِبُهَا الَّذِي وَقَعَ عَلَيْهَا، الْحَدِيثَ (¬2). هُوَ فِي السُّنَنِ (¬3). فَعَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَمَرَ بِتَعْزِيرِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُمْ شَهِدُوا عَلَيْهِ بِالزِّنَا، وَأَخْطَئُوا فِي ذَلِكَ، حَتَّى قَامَ صَاحِبُهَا فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَا، وَالْقَوْلُ الَّذِي يُوَافِقُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَصَحُّ، فَقَدْ وُجِدَ مِثْلُ اعْتِرَافِهِ مِنْ مَاعِزٍ وَالْجُهَنِيَّةِ وَالْغَامِدِيَّةِ، وَلَمْ تَسْقُطْ حُدُودُهُمْ، وَأَحَادِيثُهُمْ أَكْثَرُ وَأَشْهَرُ. وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَاعِزٍ: "هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ". وَيُشْبِهُ أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَهُ لَعَلَّهُ يَرْجِعُ، فَيَقْبَلُ رُجُوعَهُ عَنِ الْإِقْرَارِ فِيمَا كَانَ حَدًّا لِلَّهِ تَعَالى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5037] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي] (¬4) سَعِيدٍ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9/ 242) من طريق عمرو بن حماد. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 431). (¬3) السنن الكبير (8/ 285). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، فهكذا سماه في كثير من المواضع، انظر السنن الكبير (1/ 290)، (2/ 21)، (4/ 43)، وانظر ترجمته في المنتخب من كتاب السياق (ص 401).

الْإِسْفَرَايِينِيُّ بِهَا، أنا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ، أنا حَمَّادٌ - يَعْنِي: ابْنَ سَلَمَةَ - عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، مَوْلَى (¬2) أَبِي الْمَلِيحِ؛ أَنَّ خَتَّانَةً خَفَضَتْ جَارِيَةً، فَمَاتَتْ، فَرُفِعَتْ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: وَيْحَكِ كَيْفَ خَفَضْتِيهَا؟ فَقَالَتْ: كَمَا أَخْفِضُ الْجَوَارِيَ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: فَلَوْ مَا أَبْقَيْتِ. وَضَمَّنَهَا الدِّيَةَ وَجَعَلَهَا عَلَى عَاقِلَتِهَا (¬3). عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، فَإِنْ صَحَّ فَكَأَنَّهَا خَفَضَتْهَا بِغَيْرِ أَمْرِ مَنْ يَلِي أَمْرَهَا، أَوْ تَعَدَّتْ فِي فِعْلِهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من تعليق المؤلف على هذا الحديث، وهو الموافق لمصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (19/ 29). (¬2) كذا في النسخ: "مولى"، والصواب: "عن"، كما في مصدر التخريج، فإن عبيد الله مشهور بالرواية عن أبي المليح، قال البخاري: "عبيد الله بن أبي حميد أبو الخطاب البصري، يروي عن أبي المليح عجائب". انظر: الكامل لابن عدي (7/ 274). (¬3) أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث (2/ 553) من طريق حماد، وقد تصحف فيه "عبيد الله بن أبي حميد" إلى "عبيد الله بن أبي المليح".

كتاب الأشربة

وَمِنْ كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ

مسألة (540): ما أسكر كثيره فقليله حرام، من أي الأجناس كان، من مطبوخ ونيء

مَسْأَلَةٌ (540): مَا أَسْكَرَ كثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ، مِنْ أَيِّ الْأَجْنَاسِ كَانَ، مِنْ مَطْبُوخٍ وَنِيءٍ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: النِّيءُ مِنَ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالْعِنَبِ مُحَرَّمٌ، وَمِنْ غَيْرِهَا مُبَاحٌ، وَأَمَّا الْمَطْبُوخُ فَمِنَ الْأَجْنَاسِ كُلِّهَا حَلَالٌ (¬2). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} (¬3). [5038] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ (¬4) (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو سعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، ثنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، ثنا عَامِرٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ؛ أَنَّهُ قَامَ خَطِيبًا عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، أَلَا فَإِنَّ الْخَمْرَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 366)، ومختصر المزني (ص 347)، والحاوي الكبير (13/ 387)، ونهاية المطلب (17/ 325)، والمجموع (22/ 254). (¬2) انظر: المبسوط (24/ 17)، وبدائع الصنائع (5/ 112)، والبناية شرح الهداية (12/ 371). (¬3) سورة المائدة (آية: 90). (¬4) هو: يحيى بن سعيد بن حيان، أبو حيان التيمي الكوفي. له ترجمة في: تهذيب الكمال (31/ 323).

نَزَلَ تَحْرِيمُهَا وَهِيَ مِنْ خَمْسَةٍ: مِنَ الْعِنَبِ، وَالتَّمْرِ، [وَالْبُرِّ] (¬1)، وَالشَّعِيرِ، وَالْعَسَلِ (¬2)، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ (¬3) الْعَقْلَ، وَثَلَاثٌ أَيُّهَا النَّاسُ، وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا فِيهَا عَهْدًا نَنْتَهِي إِلَيْهِ: الْجَدُّ، وَالْكَلَالَةُ، وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا. فَقُلْتُ: مَا تَرَى فِي السَّادِسَةِ (¬4)، تُصْنَعُ بالسِّنْدِ، يُدْعَى الْجَاهِلُ يَشْرَبُ مِنْهُ الشَّرْبَةَ فَيَصْرَعُهُ، يُصْنَعُ مِنَ الْأَرُزِّ (¬5)؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَوْ كَانَ لَنَهَى عَنْهُ؛ أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَدْ عَمَّ الْأَشْرِبَةَ كُلَّهَا؛ فَقَالَ: "الْخَمْرُ مَا خَامَرَ (¬6) الْعَقْلَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬7) فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ مَكَانَ الْعِنَبِ الزَّبِيبَ (¬8). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬2) بعد قوله: "والعسل" بياض في (م). (¬3) في (ع): "خام" تحريف، ومعنى خامر العقل: خالطه، وقيل: خامر بمعنى خَمَّرَ، أي غطى. (¬4) وكذا في المختصر والسنن الكبير (8/ 289) ومسند البزار (1/ 281)، وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري (10/ 50) أنها في رواية الإسماعيلي: "السادية"، ثم قال الحافظ: "وهذا الاسم لم يذكره صاحب النهاية لا في السين المهملة ولا في الشين المعجمة، ولا رأيته في صحاح الجوهري، وما عرفت ضبطه إلى الآن، ولعله فارسي، فإن كان عربيا، فلعله الشاذبة؛ بشين وذال معجمتين ثم موحدة، قال في الصحاح: الشاذب المتنحي عن وطنه. فلعل الشاذبة تأنيثه؛ وسميت الخمر بذلك لكونها إذا خالطت العقل تنحت به عن وطنه" اهـ. (¬5) في (م): "الرزاز". (¬6) في النسخ: "خام"، والمثبت من المختصر. (¬7) قوله: "البخاري" ليس في (ع). (¬8) صحيح البخاري (7/ 106)، وانظر تغليق التعليق لابن حجر (5/ 16).

[5039] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ (¬1). قَوْلُهُ: "وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ (¬2) الْعَقْلَ" فِي آخِرِ الْحَدِيثِ مُسْنَدٌ؛ فَافْهَمْهُ. [5040] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ (¬3)، أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إنَّ الْخَمْرَ مِنَ الْعَصِيرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالذُّرَةِ، وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ [كُلِّ] (¬4) مُسْكِرٍ (¬5) " (¬6). [5041] أخبرنا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ (¬7) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ من طريق موسى بن إسماعيل. قاله ابن حجر في تغليق التعليق (5/ 17). (¬2) في النسخ: "خام"، والمثبت مما تقدم. (¬3) في النسخ: "أبي جرير"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (8/ 289)، وهو: عبد الله بن الحسين الأزدي، أبو حريز البصري. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (14/ 420). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬5) في (م): "منكر". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 367). (¬7) أخرجه الحسين بن عياش في حديثه، رواية الزينبي، عن الحفار (ق 182/ ب).

بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ (¬1)، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ (¬2) مِنَ الْعِنَبِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ التَّمْرِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْبُرِّ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشَّعِيرِ خَمْرًا" (¬3). لَفْظُ حَدِيثِ زُهَيْرٍ (¬4)، وَلَمْ يَذْكُرِ الْقَطَّانُ "الْعِنَبَ" فِي حَدِيثِهِ. تَابَعَهُمَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ مُخْتَصَرًا (¬5)، وَالسَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (¬6) وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِطُولِهِ. [5042] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ (¬7) بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ - عَلَى عُمُومَتِي وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ سِنًّا - مِنْ فَضِيخٍ (¬8) لَهُمْ، ¬

_ (¬1) كذا في النسخ: "زهير بن حرب"، وأظن - والله أعلم - أن المؤلف قد انتقل نظره؛ فإن حديث زهير بن حرب أورده أبو داود في الحديث الذي قبل حديثنا هذا، وقد رواه عنه عن وكيع، أما حديثنا هذا فقد رواه أبو داود عن الحسن بن علي عن يحيى بن آدم، والله أعلم. (¬2) قوله: "إن" ليس في (ع). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 367). (¬4) تقدم التعليق عليه. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 456). (¬6) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (6/ 33). (¬7) في (م): "أبو الحسن بن علي". (¬8) الفضيخ: شراب يُتخذ من البُسْر، والبسر هو ثمر النخل قبل أن يصير رُطَبًا، ومراحل ثمرة النخل كالتالي: طَلْعٌ، ثم خَلال، ثم بَلَح، ثم بُسْر، ثم تَمْر. وانظر مختار الصحاح (بسر، فضخ).

قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ. فَقَالُوا: أَكْفِئْهَا يَا أَنَسُ! قَالَ: فَكَفَأْتُهَا. فَقِيلَ لِأَنَسٍ: فَمَا كَانَ شَرَابُهُمْ؟ قَالَ: رُطَبٌ وَبُسْرٌ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسٍ - وَأَنَسٌ شَاهِدٌ -: وَكَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ أَنَسٌ. [5043] قال: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَتْ خَمْرَهُمْ يَوْمَئِذٍ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُعْتَمِرِ (¬2). [5044] أخبرني أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارَزْمِيُّ، قَرَأْتُ عَلَيْهِ ببَغْدَادَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ: حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قال: إِنِّي لَأَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ، وَأَبَا دُجَانَةَ، وَسُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ مِنْ خَلِيطِ بُسْرٍ وَتَمْرٍ، إِذْ (¬3) حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، فَدَفَعْتُهَا (¬4) وَأَنَا سَاقِيهِمْ يَوْمَئِذٍ وَأَصْغَرُهُمْ، وَإِنَّا نَعُدُّهَا يَوْمَئِذٍ الْخَمْرَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هِشَامٍ (¬6). [5045] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الرَّزْجَاهِيُّ (¬7)، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 105، 111). (¬2) صحيح مسلم (6/ 88). (¬3) في (م): "إذا". (¬4) في السنن الكبير (8/ 290): "فرفعتها". (¬5) صحيح البخاري (7/ 108). (¬6) صحيح مسلم (6/ 88). (¬7) في (م): "الزرجاهي".

الْمَنِيعِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابٍ وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو شِهَابٍ (¬1)، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ حِينَ حُرِّمَتْ وَمَا نَجِدُ خُمُورَ الْأَعْنَابِ إِلَّا الْقَلِيلَ، وَعَامَّةُ خَمْرِهِمُ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬2). [5046] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسى، ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَمَا بِالْمَدِينَةِ مِنْهَا شَيْءٌ. يَعْنِي: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ خَمْرُ الْعِنَبِ [حِينَ حُرِّمَتْ] (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ (¬4). [5047] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ - يَعْنِي: خَلَفَ الْخَيَّامَ - ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (¬5)، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، وَإِنَّ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ لَخَمْسَةَ أَشْرِبَةٍ، مَا فِيهَا شَرَابُ الْعِنَبِ. ¬

_ (¬1) هو: عبد ربه بن نافع الكناني الحناط، أبو شهاب الكوفي. له ترجمة في تهذيب الكمال (16/ 485). (¬2) صحيح البخاري (7/ 105). (¬3) ما بين المعقوفين أثبتناه من السنن الكبير للمؤلف (8/ 290). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح (7/ 105) عن مالك بن مغول. (¬5) في النسخ: "بشير"، والمثبت من السنن الكبير (8/ 290)، وهو: محمد بن بشر العبدي. له ترجمة في تهذيب الكمال (24/ 520).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ هَكَذَا (¬1). [5048] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، [وَيُونُسُ] بْنُ يَزِيدَ (¬2) (¬3) (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬4)، أنا مَالِكٌ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْبِتْعِ (¬5)؟ فَقَالَ: "كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ حَرَامٌ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ (¬6) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ. وَالْبَاقِي سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬7). وَأَخْرَجَهُ ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (6/ 53). (¬2) في النسخ: "مالك بن أنس عن يزيد"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (8/ 291). (¬3) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 38). (¬4) الأم للشافعي (7/ 365). (¬5) البِتْع: نَبيذ العسل، وهو خمر أهل اليمن. النهاية (بتع). وسيأتي شرحه فيما يلي من أحاديث. (¬6) في النسخ: "عن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) صحيح البخاري (7/ 105).

مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1)، وَحَرْمَلَةَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ (¬2). [5049] حدثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْبِتْعِ؟ فَقَالَ: "كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ". وَالْبِتْعُ: نَبِيذُ الْعَسَلِ (¬3). رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهُويَهْ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬4). [5050] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْبِتْعِ، وَهُوَ نَبِيذُ الْعَسَلِ، كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَشْرَبُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ حَرَامٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬5). [5051] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ (¬6) بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ¬

_ (¬1) أي: عن مالك. (¬2) صحيح مسلم (6/ 99). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 220). (¬4) صحيح مسلم (6/ 99). (¬5) صحيح البخاري (7/ 105). (¬6) في النسخ: "عن أبي سعيد"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 402). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 345).

يُصْنَعُ عِنْدَنَا شَرَابٌ مِنَ الْعَسَلِ - يُقَالُ لَهُ: الْبِتْعُ - وَشَرَابٌ مِنَ الشَّعِيرِ - يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ - وَهُمَا يُسْكِرَانِ (¬1). فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ شَرَابٍ يُسْكِرُ حَرَامٌ (¬2) " (¬3). اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (¬4). قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ وَكِيعٌ وَالنَّضْرُ وَأَبُو دَاوُدَ: عَنْ شُعْبَةَ. فَذَكَرَهُ. [5052] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ حَيَّانَ الطُّوسِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا قُرَّةُ (¬5)، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ (¬6)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، [إِنَّ] (¬7) عِنْدَنَا أَشْرِبَةً - أَوْ شَرَابًا - هَذَا الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ مِنَ (¬8) الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ، فَمَا تَأْمُرُنَا فِيهِمَا؟ فَقَالَ: "أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ" (¬9). [5053] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) في (ع): "يسكر". (¬2) في (م): "فهو حرام". (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 401). (¬4) صحيح البخاري (5/ 162)، وصحيح مسلم (6/ 99). (¬5) هو: قرة بن خالد السدوسي، أبو خالد البصري. (¬6) في النسخ: "سيار وأبي الحكم"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (17/ 402)، وهو: سيار أبو الحكم العنزي الواسطي. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (12/ 313). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬8) في (م): "عن". (¬9) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4523) عن يحيى بن سعيد.

عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ (¬1) ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهُويَهْ وَالصَّغَانِيِّ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ نَافِعٍ هَكَذَا مُسْنَدًا (¬2). [5054] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى وَغَيْرِهِ، عَنْ يَحْيَى (¬3). [5055] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَنْصُورٍ (¬4) السَّمَرْقَنْدِيُّ إِمْلَاءً، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ (¬5)، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (¬6)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في (م): "فهو حرام". (¬2) صحيح مسلم (6/ 100). (¬3) المصدر السابق (6/ 101). (¬4) كذا هنا، وهو: محمد بن عمر بن منصور البجلي أبو بكر الكِسِّي. ورواه أبو نعيم في الحلية (6/ 352) فتصحف فيه إلى: "أبي أحمد محمد بن أحمد بن عمر الكشي"، وذكره الدارقطني في العلل (7/ 86) فقال إن الذي يرويه عن إبراهيم بن يوسف البلخي هو: "محمد بن عبد الله بن منصور أبو الأسد المروزي"، فلعل كلاهما قد رواه عن إبراهيم بن يوسف، والله أعلم. (¬5) لم يسمع من مالك غير هذا الحديث، وذلك أنه دخل عليه ليسمع منه وقتيبة حاضر، فقال لمالك: إن هذا يرى رأي العراقيين في الإرجاء، فأمر أن يخرج. ولم يسمع منه غير هذا الحديث. انظر الإرشاد للخليلي (1/ 277). (¬6) موطأ مالك، رواية أبي مصعب (2/ 52).

- صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬1). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ (¬2): ذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِعَلِيَّكَ (¬3) الرَّازِيِّ، فَقَالَ: عَمَّنْ حَدَّثَ بِهِ؟ فَقُلْتُ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الْبَلْخِيِّ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ: وَرَوَيْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ مَالِكٍ مَرْفُوعًا: [5056] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬4). وَرُوِيَ عَنْهُ مَوْقُوفًا (¬5)، كَمَا: [5057] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 352) من طريق إبراهيم بن يوسف. (¬2) ذكر مغلطاي في الإكمال (1/ 327) نقلا عن ثقات ابن خلفون، وكذا ابن حجر في التهذيب (1/ 184) أن أبا الحسن الذي سأل عليك الرازي هُو الدارقطني، ونرى أنهم قد أبعدوا في ذلك؛ فالدارقطني ولد سنة (306 هـ) وعليك الرازي توفي سنة (299، وقيل: 300 هـ) فلم يدرك حياته أصلا، ونظنه هو أبو الحسن علي بن محمد المصري (251 هـ) الذي يروي الحديث، فهو من الرواة عن عليك الرازي كما سيأتي قريبا، والله أعلم. وعليك الرازي اسمه: علي بن سعيد بن بشير، انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 986). وأبو الحسن المصري له ترجمة في تاريخ بغداد (13/ 548). (¬3) قوله: "لعليك" مكانه بياض في (م). (¬4) حكاه الدارقطني في العلل (7/ 86) عن الدولابي، وأخرجه المؤلف في السنن الصغرى (3/ 402). (¬5) النسخ: "مرفوعا"، والمثبت هو الموافق للسياق.

عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬1). وَهَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ عَنْهُ (¬2). وَالْحَدِيثُ فِىِ الْأَصْلِ مَرْفُوعٌ، فَقَدْ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا. أَمَّا حَدِيثُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عُمَرَ، فَقَدْ مَضَى ذِكْرُهُمَا. وَأَمَّا حَدِيثُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، فَقَدْ: [5058] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو كَامِلٍ، قَالُوا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ (¬4) يَتُبْ [مِنْهَا] (¬5)؛ لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ وَأَبِي كَامِلٍ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 445). (¬2) قال الدارقطني في العلل (7/ 86): "ووقفه أصحاب الموطأ وغيرهم عن مالك" ثم قال: "والصحيح عن مالك موقوف". (¬3) في (م): "عبد الله". (¬4) في (م): "ولم". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 408). (¬6) صحيح مسلم (6/ 100).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ نَافِعٍ: [5059] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ" (¬1). [5060] أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الْكِنْدِيُّ الرَّقِّيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ نَشَاءُ أَنْ نَقُولَ مِثْلَ هَذَا لَقُلْنَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "كُلُّ مُسْكِرٍ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ حَرَامٌ" (¬2). [5061] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُنَخَّلِ، قَالَا: ثنا أَبُو ضَمْرَةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ (¬3) حَرَامٌ" (¬4). [5062] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ دَاوُدَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً (¬5) (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 423) من طريق ابن المبارك. (¬2) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 334) من طريق خالد بن حيان. (¬3) في (م): "وقليله". (¬4) أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 379) عن أبي الأزهر. (¬5) قوله: "ومتنه سواء" ليس في (م). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 367).

وَلَهُ شَوَاهِدُ، مِنْهَا مَا: [5063] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ - بِانْتِخَابِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظِ - ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "أَنْهَى عَنْ قَلِيلِ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ". فِي حَدِيثِ ابْنِ بِشْرَانَ: "أَنْهَاكُمْ". وَالْبَاقِي سَوَاءٌ (¬1). رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَمِنْهَا مَا: [5064] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ - قَالَ مُوسَى: وَهُوَ عَمْرُو بْنُ سَلْمٍ (¬3) الْأَنْصَارِيُّ - عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الجارود في المنتقي (ص 379) من طريق سعيد بن أبي مريم. (¬2) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر: تاريخ الإسلام (9/ 57). (¬3) مختلف في اسمه، فقيل: عمرو بن سلم، وقيل: عمرو بن سالم، وقيل: اسمه عمر. انظر تهذيب الكمال (34/ 69).

مِنْهُ الْفَرَقُ (¬1)، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ" (¬2). وَرَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، [عَنْ أَبِي عُثْمَانَ] (¬3)، عَنِ الْقَاسِمِ، وَقَالَ: "فَالْحَسْوَةُ (¬4) مِنْهُ حَرَامٌ": [5065] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانَ بِبَغْدَادَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ، قَالُوا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (¬5)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي [سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي] عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَ [مَا] أَسْكَرَ الْفَرَقُ فَالْحَسْوَةُ [مِنْهُ] (¬6) حَرَامٌ" (¬7). [5066] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ¬

_ (¬1) الفرَق بالتحريك: مكيال يسع ستة عشر رطلًا، وهي اثنا عشر مُدًّا، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. وقيل: الفرق خمسة أقساط، والقسط: نصف صاع، فأما الفرق بالسكون فمائة وعشرون رطلا. النهاية (فرق). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 368). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الحديث الآتي. (¬4) الحسوة بالضم: الجرعة من الشراب بقدر ما يحسى مرة واحدة. والحسوة بالفتح: المرة. النهاية (حسا). (¬5) في (ع): "بن الصفار". (¬6) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 420). (¬7) أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه، رواية الصفار (ص 82).

وَالرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ (¬1)، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ - رَجُلٍ (¬2) مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا أَسْكَرَ مِنْهُ الْفَرَقُ، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ (¬3). [5067] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو يَحْيَى، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَمَا أَسْكَرَ [فَمِلْءُ الْكَفِّ] (¬4) مِنْهُ حَرَامٌ (¬5) ". [5068] قال: وَحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ؛ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "فَالْحَسْوَةُ مِنْهُ حَرَامٌ" (¬6). [5069] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو (¬7)، أنا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَا: ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَسْكَرَ مِنْهُ الْفَرَقُ، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ" (¬8). ¬

_ (¬1) قوله: "بن ميمون" ليس في (م). (¬2) في (م): "عن رجل". (¬3) أخرجه أحمد في المسند (11/ 5907) من طريق مهدي، وانظر تخريج الحديث التالي. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت مما تقدم، ومن مصادر التخريج. (¬5) في (م): "فهو حرام". (¬6) أخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (2/ 400) عن أبي أسامة عن مهدي والربيع. (¬7) هو: إسماعيل بن نجيد، له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 237). (¬8) أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 379) من طريق أبي عاصم.

[5070] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى الرَّازِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَسْكَرَ الْفَرَقُ فَالْحَسْوَةُ حَرَامٌ" (¬1). [5071] حدثنا السُّلَمِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سِنَانٍ الْهَرَوِيُّ (¬2)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ (¬3)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي (¬4) أُوَيْسٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَمَا أَسْكَرَ كثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬5). [5072] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصرِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬6). [5073] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬7) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4/ 249) عن علي بن سعيد بلفظ: "ما أسكر منه الفرق فالحسوة منه حرام". (¬2) كذا في النسخ، ولم ندر من هذا، ولا وجدنا له ترجمة أو ذكرا في سند آخر، ولعله مصحف، والله أعلم. (¬3) في النسخ: "الشامي"، والمثبت هو الصواب كما في مصادر ترجمته، والسامي بمهملة نسبة إلى سامة بن لؤي. انظر: الأنساب لابن السمعاني (7/ 16)، وتاريخ الإسلام (7/ 43). (¬4) قوله: "أبي" ليس في (م). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 10) من طريق ابن أبي أويس. (¬6) أخرجه أحمد في الأشربة (ص 44) من طريق أبي معشر. (¬7) هو: "محمد بن أحمد بن الحسن".

الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ الْعَبْدِيُّ، ثنا سُرَيْجٌ - وَهُوَ ابْنُ النُّعْمَانِ (¬1) الْجَوْهَرِيُّ - ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬2). وَمِنْهَا مَا: [5074] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَني إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلَانِيُّ (¬3)، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حُجَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ". [5075] قال إِبْرَاهِيمُ: فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: صَدَقَ. وَقَالَ ذَلِكَ أَبِي لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ (¬4). [5076] وبإسناده: أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬5). [5077] وعن ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شِمْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "ابن عبد الرحمن" وهو تحريف سماعي للناسخ، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (10/ 218). (¬2) المصدر السابق (ص 44) من طريق أبي معشر. (¬3) في النسخ: "أبو علاني"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (2/ 229). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 42). (¬5) المصدر السابق (ص 41).

عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، مِثْلَهُ (¬1). [5078] وعن ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬2). [5079] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عُمَرَ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (¬4)، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬5). [5080] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحِافِظُ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّوسِيُّ، قَالُوا (¬6): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ". [5081] وأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (ص 41). (¬2) المصدر السابق (ص 40). (¬3) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير (17/ 418)، وقد نص المؤلف هناك أن عبد الله وعبيد الله ابني عمر روياه عن عمرو بن شعيب، وقد مرّت رواية عبد الله. (¬4) في (ع): "جده". (¬5) أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 432) من طريق يحيى بن سعيد. (¬6) في (ع): "قال".

عُمَرَ بْنِ بَرْهَانَ وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَذَكَرَهُ (¬1). [5082] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، نُعَالِجُ فِيهَا عَمَلًا شَدِيدًا، وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ؛ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا، وَعَلَى بَرْدِ بِلَادِنَا، قَالَ: "هَلْ يُسْكِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "فَاجْتَنِبُوهُ". قُلْتُ: فَإِنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ، قَالَ: "فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ قَاتِلُوهُمْ (¬2) " (¬3). [5083] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى (¬4)، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عرفة في جزئه، رواية الصفار (ص 82). (¬2) كذا في النسخ والمختصر ومعرفة السنن (13/ 19): "قاتلوهم"، بدون الفاء، وفي أصل الرواية: "فقاتلوهم". نقول: يجوز حذف الفاء من جواب الشرط في النادر إذا كان الجواب طلبيا؛ كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب كما عند البخاري (3/ 124): "فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها" انظر أوضح المسالك (3/ 1283). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 367). (¬4) كذا، وفي السنن الكبير (17/ 404): "ابن أبي المثنى". نقول: ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (6/ 593) وسير أعلام النبلاء (13/ 139) فقال: "محمد بن أحمد بن أبي المثنى". وترجم له ابن حبان في الثقات (9/ 143) وابن مفلح في المقصد الأرشد (2/ 337) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/ 221) فقالوا: "محمد بن أحمد بن المثنى"، وهو خال أبي يعلى الموصلي.

ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ دَيْلَمٍ (¬1) الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، نُعَالِجُ بِهَا عَمَلًا شَدِيدًا، وَإِنَّا نَتَّخِذُ شَرَابًا مِنْ هَذَا الْقَمْحِ؛ نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى أَعْمَالِنَا، وَعَلَى بَرْدِ بِلَادِنَا، قَالَ: "هَلْ يُسْكِرُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاجْتَنِبُوهُ". ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: "هَلْ يُسْكِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاجْتَنِبُوهُ". ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ غَيْرُ تَارِكِيهِ، قَالَ: "فَإِنْ لَمْ يَتْرُكُوهُ فَاقْتُلُوهُمْ" (¬2). [5084] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ (¬3)، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَعَلَّمَهُمُ الصَّلَاةَ، وَالسُّنَنَ، وَالْفَرَائِضَ، ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا شَرَابًا نَصْنَعُهُ مِنَ الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ؟ فَقَالَ: "الْغُبَيْرَاءُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "لَا تَطْعَمُوهُ". ثُمَّ لَمَّا كَانَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ ذَكَرُوهُ لَهُ أَيْضًا، فَقَالَ: "الْغُبَيْرَاءُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "لَا تَطْعَمُوهُ". ثُمَّ لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَنْطَلِقُوا سَأَلُوهُ عَنْهُ، فَقَالَ: "الْغُبَيْرَاءُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "لَا تَطْعَمُوهُ" (¬4). [5085] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ¬

_ (¬1) في (ع): "دليم". (¬2) أخرجه أحمد في المسند (7/ 4082) عن محمد بن عبيد. (¬3) قوله: "ابن وهب" ليس في (م). (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 38).

أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ أَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الطِّلَاءِ (¬1)؟ فَقَالَ: إِنَّ النَّارَ لَا تُحِلُّ شَيْئًا، وَلَا تُحَرِّمُهُ (¬2). قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يُنْبَذُ لَهُ الزَّبِيبُ مِنَ اللَّيْلِ فِي السِّقَاءِ، فَإِذَا أَصْبَحَ شَرِبَهُ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ وَمِنَ الْغَدِ، فَإِذَا كَانَ مَسَاءُ (¬3) الثَّالِثِ شَرِبَهُ أَوْ سَقَاهُ (¬4)، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ أَهْرَاقَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬5). [5086] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْبَاذَقِ؟ فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - الْبَاذَقَ؛ مَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ. قَالَ: الشَّرَابُ [الْحَلَالُ] (¬6) الطَّيِّبُ، لَا الْحَرَامُ الْخَبِيثُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ (¬7). [5087] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ ¬

_ (¬1) الطلاء: الشراب المطبوخ من عصير العنب، والطبخ يكون بالتعرض للنار كما في نص الحديث. وانظر النهاية (طلا). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 246) من طريق الأعمش. (¬3) في (م): "من". (¬4) زاد في السنن الكبير (8/ 300): "الخدم"، وليست عند مسلم. (¬5) صحيح مسلم (6/ 102) الشطر الثاني. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 411). (¬7) صحيح البخاري (7/ 107).

قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَفْتِنِي - رَحِمَكَ اللَّهُ - فِي الْبَاذَقِ (¬1)؟ فَقَالَ: سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْبَاذَقِ؛ مَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ. قَالَ: قُلْتُ: أَفْتِنِي - رَحِمَكَ اللَّهُ - فِي الْبَاذَقِ؛ فَإِنَّا نَشْرَبُهُ؟ فَقَالَ: سَبَقَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْبَاذَقِ، وَمَا أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ (¬2): إِنَّا نَعْمِدُ إِلَى الْعِنَبِ فَنَعْصِرُهُ، ثُمَّ نَطْبُخُهُ حَتَّى يَكُونَ حَلَالًا طَيِّبًا. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ! اشْرَبِ الْحَلَالَ الطَّيِّبَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَعْدَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ إِلَّا الْحَرَامُ الْخَبِيثُ (¬3). [5088] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلَانِيُّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ حَجَّ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَعَلَتْ تَسْأَلُهُ عَنِ الشَّامِ، وَعَنْ بَرْدِهَا؟ فَجَعَلَ يُخْبِرُهَا، فَقَالَتْ: كَيْفَ يَصْبِرُونَ عَلَى بَرْدِهَا؟ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُمْ يَشْرَبُونَ شَرَابًا لَهُمْ، يُقَالُ لَهُ: الطِّلَاءُ. فَقَالَتْ: صَدَقَ اللَّهُ، وَبَلَّغَ حِبِّي - صلى الله عليه وسلم -؛ سَمِعْتُ حِبِّي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا" (¬4). [5089] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو زَكَرِيَّا، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا مُحَمَّدٌ (¬5)، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ حَاتِمٍ - يَعْنِي: ابْنَ ¬

_ (¬1) الباذق، بكسر الذال وفتحِها: ما طُبِخَ من عَصيرِ العنب أدنى طَبْخَةٍ فصار شديدًا. القاموس المحيط (باب القاف، فصل الباء)، وهو ما سيأتي شرحه في نفس الحديث. (¬2) في (م): "قوم". (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 137) من طريق أبي خيثمة مختصرا. (¬4) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 44). (¬5) قوله: "أنا محمد" ليس في (م).

حُرَيْثٍ - عَنْ مَالِكِ [بْنِ] (¬1) أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ قَالَ: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا" (¬2). [5090] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (¬3)، ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، فَتَذَاكَرْنَا الطِّلَاءَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ (¬4). وَقَدْ رُوِيَ (¬5) عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ قَالَ: "الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ". وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: "مِنْ خَمْسَةٍ". وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْمَطْبُوخِ وَالنِّيءِ (¬6). [5091] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ الْحِمْصِيُّ، ثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْخَوْلَانِيُّ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، ثنا أَبُو كَثِيرٍ (¬7)، قَالَ: سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّمَا الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ؛ النَّخْلَةِ (¬8) وَالْعِنَبَةِ". ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 413). (¬2) أخرجه ابن وهب في الجامع (ص 45). (¬3) مسند أحمد (10/ 5424). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 368). (¬5) قوله: "روي" ليس في (ع). (¬6) في (م): "والنقيع". (¬7) هو: السحيمي. (¬8) في النسخ: "والنخلة"، والمثبت من المختصر.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ أَبِي كَثِيرٍ: "الْخَمْرُ". وَلَمْ يَقُلْ: "إِنَّمَا" (¬1). [5092] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ الْخَمْرَ مِنَ الْعَصِيرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالذُّرَةِ، وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ" (¬2). تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ؛ هُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالنُّعْمَانِ - رضي الله عنهما - لَا يَتَنَافَيَانِ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ - رحمه الله - فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: مَعْنَاهُ أَنَّ مُعْظَمَ مَا يُتَّخَذُ مِنَ الْخَمْرِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ، وَإِنْ كَانَتْ قَدْ تُتَّخَذُ (¬4) أَيْضًا مِنْ غَيْرِهِمَا، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ التَّأْكِيدِ لِتَحْرِيمِ مَا يُتَّخَذُ مِنْهُمَا؛ لِضَرَاوَتِهِ (¬5)، وَشِدَّةِ سَوْرَتِهِ (¬6)، كَمَا يُقَالُ: الشِّبَعُ مِنَ اللَّحْمِ، وَالدِّفْءُ مِنَ الْوَبَرِ، وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيُ الشِّبَعِ عَنْ غَيْرِ اللَّحْمِ، وَلَا نَفْيُ الدِّفْءِ (¬7) عَنْ غَيْرِ الْوَبَرِ (¬8). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (6/ 89) ولم يقل فيه الأوزاعي: "إنما". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 367). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 456) ولم يقل: "والذرة، وإني أنهاكم عن كل مسكر". (¬4) في النسخ: "يتخذ"، والمثبت من أصل النقل. (¬5) في النسخ: "لمرارته"، والمثبت من أصل النقل والمختصر ومعرفة السنن (13/ 16)، والضراوة: الإدمان والولوع واللهج. (¬6) سورة الخمر: حِدَّتها. (¬7) في (م): "الدفئة". (¬8) معالم السنن للخطابي (4/ 263).

[5093] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّاب خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ مِنْ فُلَانٍ رِيحَ شَرَابٍ، فَزَعَمَ أَنَّهُ شَرِبَ الطِّلاءَ، وَأَنَا سَائِلٌ عَمَّا شَرِبَ؟ فَإِنْ كَانَ يُسْكِرُ جَلَدْتُهُ. فَجَلَدَهُ عُمَرُ الْحَدَّ تَامًّا (¬1). [5094] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتَجْلِدُ (¬2) فِي رِيحِ الشَّرَابِ؟ فَقَالَ عَطَاءٌ: إِنَّ الرِّيحَ لَيَكُونُ مِنَ الشَّرَابِ الَّذِي لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا جَمِيعًا عَلَى شَرَابٍ وَاحِدٍ، فَسَكِرَ أَحَدُهُمْ، جُلِدُوا جَمِيعًا الْحَدَّ تَامًّا. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَقَوْلُ عَطَاءٍ مِثْلُ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، لَا يُخَالِفُهُ (¬3). [5095] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ (¬4)، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: لَا أُوتَى بِرَجُلٍ شَرِبَ خَمْرًا، وَلَا نَبِيذًا مُسْكِرًا (¬5)، إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ (¬6). [5096] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ: ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 365). (¬2) في النسخ: "المجلد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) المصدر السابق (7/ 446). (¬4) قوله: "أنا الربيع" ليس في (م). (¬5) في (م): "سكرا". (¬6) المصدر السابق (7/ 448).

[سَمِعْتُ] (¬1) الشَّافِعِيَّ يَقُولُ وَهُوَ يَحْتَجُّ فِي ذِكْرِ الْمُسْكِرِ (¬2)، قَالَ (¬3): فَقَالَ (¬4) كَلَامًا قَدْ تَقَدَّمَ، لَا (¬5) أَحْفَظُهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ شرِبَ عَشَرَةً وَلَمْ يَسْكَرْ؟ فَإِنْ قَالَ: حَلَالٌ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ خَرَجَ، فَأَصَابَتْهُ الرِّيحُ، فَسَكِرَ؟ فَإِنْ قَالَ: حَرَامًا، قِيلَ (¬6) لَهُ: أَفَرَأَيْتَ شَيْئًا قَطُّ يَشْرَبُهُ، وَصَارَ إِلَى جَوْفِهِ حَلَالًا، ثُمَّ صَيَّرَتْهُ الرِّيحُ حَرَامًا؟ ! قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ (¬7). وَاسْتَدَلُّوا بمَا: [5097] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَدَحِي هَذَا الشَّرَابَ كُلَّهُ؛ الْعَسَلَ، وَالنَّبِيذَ، وَالْمَاءَ، واللَّبَنَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَفَّانَ (¬8). وَهَذَا لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ، وَصِفَةُ النَّبِيذِ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْقُولَةٌ إِلَيْنَا، وَالْخِلَافُ لَمْ يَقَعْ فِيهِ: ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (م): "السكر". (¬3) قوله: "قال" ليس في (م). (¬4) في النسخ: "فكان"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) قوله: "تقدم لا" مكانه بياض في (م). (¬6) في (م): "فقيل". (¬7) الأم للشافعي (7/ 449). (¬8) صحيح مسلم (6/ 104).

[5098] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ - قَالَ ابْنُ النَّضْرِ: أنا، وَقَالَ ابْنُ شَاذَانَ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنًّى، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: كُنَّا نَنْبِذُ (¬1) لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في سِقَاءٍ يُوكَى أَعْلَاهُ، وَلَهُ عَزْلَاءُ (¬2)، نَنْبِذُ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ عِشَاءً، وَنَنْبِذُهُ (¬3) عِشَاءً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬4). [5099] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو حَصينٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ (¬5)، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ إِذَا اشْتَدَّ نَبِيذُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - جعَلْتُ فِيهِ زَبِيبًا يَلْتَقِطُ حُمُوضَتَهُ (¬6). [5100] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَا: أنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ - جَارِهِمْ (¬7) - قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ الْمَازِنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِجَرَّةٍ فِيهَا نَبِيذٌ، فَنَهَانِي، فَكَسَرْتُهَا. ¬

_ (¬1) في هذا الموضع والذي يليه: "نبيذ"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (17/ 429). (¬2) السقاء: وعاء من الجلد، وأوكى السقاء: شد رأسه وربطه بخيط. والعزلاء: فم السقاء الأسفل. (¬3) في (ع): "ونبيذه"، وفي (م): "نبيذ"، والمثبت من المختصر. (¬4) صحيح مسلم (6/ 102). (¬5) لم يلق عائشة. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 215). (¬6) أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي (3/ 308) من طريق شريك. (¬7) هو: عبد الرحمن بن عبد الله المازني، جار شعبة. له ترجمة في تهذيب الكمال (17/ 248).

[5101] قال: وَقَالَ سُوَيْدٌ: انْتَبِذْ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَاشْرَبْهُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَانْتَبِذْ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَاشْرَبْهُ آخِرَ النَّهَارِ (¬1). لَفْظُ حَدِيثِ الصَّغَانِيِّ، وَفِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ قَالَ: عَنْ هِلَالٍ الْمَازِنِيِّ. [5102] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرِ بْنِ زَيْدٍ الْبُخَارِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ الْحَافِظُ (ح) قَالَ (¬2): وَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثنا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ الرَّقِّيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدٍ (¬3)، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ النَّخَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ، عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ وَاشْتِرَائِهِ، وَالتِّجَارَةِ فِيهِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمُسْلِمُونَ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهُ لَا يَصْلُحُ بَيْعُهُ وَلَا اشْتِرَاؤُهُ، وَلَا التِّجَارَةُ فِيهِ لِمُسْلِمٍ، وَإِنَّمَا مَثَلُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُمْ مَثَلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَلَمْ يَأْكُلُوهَا، فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا (¬4). ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنِ الطِّلَاءِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا طِلَاؤُكُمْ هَذَا الَّذِي تَسْأَلُونَ عَنْهُ؟ قَالُوا: هُوَ الْعِنَبُ يُعْصَرُ، ثُمَّ يُطْبَخُ، وَيُجْعَلُ فِي الدِّنَانِ. فَقَالَ: وَمَا الدِّنَانُ؟ قَالُوا: دِنَانٌ مُقَيَّرَةٌ (¬5). قَالَ: أَيُسْكِرُ؟ قَالُوا: إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ (¬6) يُسْكِرُهُ. قَالَ: فَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنِ النَّبِيذِ؟ فَقَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَرَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَدِ انْتَبَذُوا نَبِيذًا فِي نَقِيرٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة (ص 783) عن أبي العباس محمد بن يعقوب مختصرا. (¬2) في (م): "وقال". (¬3) هو: ابن أبي أنيسة. (¬4) في (م): "أثمانهم". (¬5) الدنان: الأوعية الكبيرة، وتقييرها: طلاؤها بالقار. (¬6) في النسخ: "من"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (17/ 412).

وَحَنَاتِمَ، وَدُبَّاءٍ (¬1)؛ فَأَمَرَ بِهَا فَأُهْرِيقَتْ، فَأَمَرَ بِسِقَاءٍ فَجُعِلَ فِيهِ زَبِيبٌ وَمَاءٌ، فَكَانَ يُنْبَذُ لَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيُصْبِحُ فَيَشْرَبُهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ، وَلَيْلَتَهُ الَّتِي تُسْتَقْبَلُ، وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى يُمْسِيَ، فَإِذَا أَمْسَى شَرِبَ وَسَقَى، فَإِذَا أَصْبَحَ فِيهِ شَيْءٌ أَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ [أَبِي] (¬2) خَلَفٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3). [5103] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مَرْوَانَ النَّسَائِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (¬4) الرَّقِّيُّ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬5). [5104] أخبرنا أَبْو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ (¬6)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَنْ نَحْنُ، وَمِنْ أَيْنَ نَحْنُ، فَإِلَى مَنْ نَحْنُ؟ قَالَ: "إِلَى اللَّهِ - عز وجل -، وَإِلَى رَسُولِهِ". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا أَعْنَابًا، مَا نَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: "زَبِّبُوهَا (¬7) ". قُلْنَا: مَا نَصْنَعُ ¬

_ (¬1) النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر. والحناتم: جمع حنتم، وهو جرة - وعاء من خَزَف - خضراء. والدباء: القرع. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 430)، وصحيح مسلم، وهو: محمد بن أحمد بن أبي خلف. انظر: تهذيب الكمال (24/ 347). (¬3) صحيح مسلم (6/ 102). (¬4) في النسخ: "عمر"، والمثبت من السنن الكبير (17/ 411). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 136). (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (16/ 438) من طريق أبي العباس الأصم. (¬6) هو: يحيى بن أبي عمرو. (¬7) زبَّب عنبه تزبيبًا: جعله زَبيبًا. مختار الصحاح (زبب).

بِالزَّبِيبِ؟ قَالَ: "انْبِذُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ، وَاشْرَبُوهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَانْبِذُوهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَاشْرَبُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ، وَانْبِذُوهُ فِي الشِّنَانِ (¬1)؛ وَلَا تَنْبِذُوهُ فِي الْقُلَلِ (¬2)؛ فَإِنَّهُ إِذَا تَأَخَّرَ عَنْ عَصْرِهِ صَارَ خَلًّا" (¬3). [5105] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا زيدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَصُومُ، فَتَحَيَّنْتُ (¬4) فِطْرَهُ بِنَبِيذٍ صَنَعْتُهُ فِي دُبَّاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِهِ فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ (¬5)، فَقَالَ: "اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ؛ فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (¬6). [5106] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا ابْنُ عَلَّاقٍ - وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ حِصْنٍ (¬7) - عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ حُسَيْنٍ - مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ فِي الْأَيَّامِ الَّتِي كَانَ يَصُومُ فِيهَا، فَتَحَيَّنْتُ ¬

_ (¬1) الشنان: القِرَب البالية. (¬2) جمع قُلَّة، وهي إناء للعرب كالجرة. مختار الصحاح (قلل). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 369). (¬4) التحين: طلب الحين، والحين: الوقت. (¬5) قوله: "ينش" مكانه بياض في (م) ونشَّتِ الخمرُ: غلتْ. النهاية (نشش). (¬6) المصدر السابق (ق 370). (¬7) في النسخ: "محصن"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر ترجمته. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 351).

فِطْرَهُ بِنَبِيذٍ صَنَعْتُهُ فِي الدُّبَّاءِ، فَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جِئْتُهُ أَحْمِلُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قُلْتُ: عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ هَذَا الْيَوْمَ، فَتَحَيَّنْتُ فِطْرَكَ بِهَذَا النَّبِيذِ. قَالَ: "أَدْنِهِ مِنِّي يَا أَبَا هُرَيْرَةَ". فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ، قَالَ: "خُذْهُ فَاضْرِبْ بِهِ (¬1) الْحَائِطَ؛ فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ" (¬2). وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَزَعَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَهُ (¬3). وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه -: [5107] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أنا أَبِي، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى؛ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ يُخْبِرُ، أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَبِيذِ جَرٍّ يَنِشُّ، فَقَالَ: "اضْرِبْ بِهِ الْحَائِطَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَشْرَبُ هَذَا مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (¬4). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [5108] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَلَّامٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ - وَلَيْسَ بِابْنِ أَبِي ¬

_ (¬1) في (م): "فاضربه". (¬2) أخرجه أحمد في الأشربة (ص 61). (¬3) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 222). (¬4) أخرجه الباغندي في الأمالي (ص 42) من طريق الأوزاعي، وانظر العلل للدارقطني (3/ 392).

مُوسَى - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "اشْرَبُوا، وَلَا تَسْكَرُوا" (¬1). وَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُهُ، عَنْ [أَبِي] (¬2) الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬3). وَهُوَ وَهْمٌ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: فِي إِسْنَادِهِ؛ حَيْثُ قَالَ: "عَنْ أَبِي بُرْدَةَ"، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ سِمَاكٌ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ. وَالْآخَرُ: فِي مَتْنِهِ، حَيْثُ قَالَ: "اشْرَبُوا وَلَا تَسْكَرُوا". وَإِنَّمَا يَرْوِي النَّاسُ: "وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا" (¬4). [5109] أخبرنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ (¬5)، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ (ح) قَالَ (¬6): وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَشْرِبَةِ فِي ظُرُوفِ ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 710). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 424)، وهو: سلام بن سليم. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (12/ 282). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 466). (¬4) قاله الدارقطني أيضا في السنن كما سيأتي. (¬5) في (م): "العنيزي" خطأ. (¬6) في (م): "وقال".

الْأَدَمِ (¬1)؛ فَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ؛ غَيْرَ (¬2) أَلَّا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا". لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ (¬3). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬4). وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: "فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا" (¬5). وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، غَلِطَ فِيهِ أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، لَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا تَابَعَهُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ سِمَاكٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ - رحمه الله -: كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يُخْطِئُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ (¬6). قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قِرْصَافَةَ - امْرَأَةٍ مِنْهُمْ - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اشْرَبُوا؛ وَلَا تَسْكَرُوا. وَهَذَا أَيْضًا غَيْرُ ثَابِتٍ، وَقِرْصَافَةُ هَذِهِ لَا يُدْرَى مَنْ هِيَ، وَالْمَشْهُورُ عَنْ عَائِشَةَ خِلَافُ ذَلِكَ (¬7). ¬

_ (¬1) أي أوعية الجلد، قال القاضي عياض معلقا على هذه الرواية: "قيل: معناه: غير الأسقية لإباحتِه قبلُ الانتباذَ فيها، وقيل: لعله: إلا في ظروف الأدم فسقطت إلا". مشارق الأنوار (1/ 328). (¬2) في النسخ: "وغير"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (17/ 466). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 167). (¬4) صحيح مسلم (6/ 98). (¬5) المصدر السابق (3/ 65). (¬6) المجتبى للنسائي (8/ 471). (¬7) المصدر السابق (8/ 473).

[5110] وقال الدَّارَقُطْنِيُّ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْهُ: وَهِمَ فِيهِ أَبُو الْأَحْوَصِ فِي إِسْنَادِهِ (¬1) وَمَتْنِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا (¬2). وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلُ حَدِيثِ أَبِي بُرْدَةَ، وَلَا يَصِحُّ: [5111] أخبرنيه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو كَامِلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (¬3) - رضي الله عنه -، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُزُولٌ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْأَبْطَحِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِيهِ: "فَاشْرُبوا وَلَا تَسْكَرُوا". قَالَ عَلِيٌّ: فَرْقَدٌ وَجَابِرٌ ضَعِيفَانِ، وَلَا يَصِحُّ (¬4). [5112] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ¬

_ (¬1) في النسخ: "إسناد"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) سنن الدارقطني، رواية الحارثي (ق 299/ أ). (¬3) في (م): "عن ابن مسعود". (¬4) المصدر السابق (5/ 467).

ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ (¬1)، عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا، الْقَلِيلُ مِنْهَا وَالْكَثِيرُ، وَالْسَّكَرُ (¬2) مِنْ كُلِّ شَرَابٍ (¬3). لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. نَحْنُ نَقُولُ بِظَاهِرِ الْخَبَرِ، وَ [هُوَ] السُّكُوتُ (¬4) فِيهِ - وَهُوَ الْقَلِيلُ - مَأْخُوذٌ حُكْمُهُ مِمَّا رَوَيْنَاهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ يَرْوُونَ (¬5) هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى نَحْوِ مَا يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ؛ مِنْ تَحْرِيمِ السَّكَرِ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ سِوَى الْأَعْنَابِ، وَ [الْحَدِيثُ عِنْدَ الْحُفَّاظِ: ] (¬6) "السَّكَرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ" بِفَتْحِ السِّينِ وَالْكَافِ، وَالْمُرَادُ بِهِ: الْمُسْكِرُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ. قَالَ صَاحِبُ الْغَرِيبَيْنِ: السَّكَرُ: خَمْرُ الْأَعَاجِمِ، وَيُقَالُ لِمَا يُسْكِرُ: السَّكَرُ (¬7). وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالسَّكَرِ فِي هَذَا الْخَبَرِ: الْمُسْكِرُ؛ رِوَايَةُ إِمَامِ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِ كَمَا: [5113] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّوفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ¬

_ (¬1) هو: محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي. (¬2) في النسخ: "المسكر"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (17/ 423) وسيأتي في تعليق المؤلف. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 411) من طريق بشر بن موسى. (¬4) في النسخ: "الخبر والسكوت"، والمثبت من المختصر. (¬5) في النسخ: "يرون"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) كتاب الغريبين لأبي عبيد الهروي (3/ 910).

ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا (¬1)، قَلِيلُهَا (¬2) وَكَثِيرُهَا، وَالْمُسْكِرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: [كَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْهُ، وَ] (¬4) هَكَذَا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: "وَالْمُسْكِرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ" (¬5). قَالَ (¬6): وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ لِأَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". وَرَوَى عَنْهُ طَاوُسٌ وَعَطَاءٌ وَمُجَاهِدٌ: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ؛ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬7). [5114] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ أَبُو طَالِبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا؛ قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا، وَالْمُسْكِرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ (¬8). ¬

_ (¬1) في (م): "بيعها". (¬2) في (ع): "قليبها". (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 411) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل. وأخرجه الإمام أحمد في كتاب الأشربة (ص 52) رواية البغوي، وليس فيهما: "قليلها وكثيرها". (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 461) من طريق موسى بن هارون. (¬6) القائل هو: موسى بن هارون. (¬7) ذكره الدارقطني في السنن (5/ 462). (¬8) أخرجه البزار في المسند عن زيد بن أخزم، كما ذكر الزيلعي في نصب الراية (4/ 307).

اسْتَدَلُّوا بِمَا يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل -: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} (¬1). قَالُوا: أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ الْمِنَّةِ، فَتَنَاوَلَ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ، فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ إِذَا أُكْثِرَ مِنْهُ، وَبَقِيَ مَا دُونَهُ عَلَى التَّحْلِيلِ. [5115] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}؟ قَالَ: السَّكَرُ مَا حَرُمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا، وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ مَا حَلَّ مِنْ ثَمَرَتِهَا (¬2). [5116] وأخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالى: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} (¬3): فَحَرَّمَ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ السَّكَرَ مَعَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ؛ لِأَنَّهُ مِنْهَا، قَالَ: {وَرِزْقًا حَسَنًا}، فَهُوَ حَلَالٌ مِنَ الْخَلِّ، وَالرُّبِّ (¬4)، وَالنَّبِيذِ، وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ؛ فَأَقَرَّهُ اللَّهُ (¬5)، وَجَعَلَهُ حَلَالًا لِلْمُسْلِمِينَ (¬6). وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: السَّكَرُ: نَقِيعُ التَّمْرِ (¬7). ¬

_ (¬1) سورة النحل (آية: 67). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 259). (¬3) سورة النحل (آية: 67). (¬4) الرب: ما يُطبخ من التمر، وهو الدِّبس. النهاية (ربب). (¬5) لفظ الجلالة ليس في (م). (¬6) أخرجه الطبري في التفسير (14/ 282) من طريق عبد الله بن صالح. (¬7) أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (2/ 176).

وَعَلَيْهِ تَدُلُّ رِوَايَةُ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - مَعَ الدِّلَالَةِ عَلَى دُخُولِهِ فِي التَّحْرِيمِ حِينَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ؛ لِأَنَّهُ مِنْهَا. [5117] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: السَّكَرُ: الْخَمْرُ قَبْلَ تَحْرِيمِهَا، وَالرِّزْقُ الْحَسَنُ طَعَامُهُ (¬1). [5118] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي رَزِينٍ، قَالُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}: هِيَ مَنْسُوخَةٌ (¬2). [5119] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْأَثْرَمِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الْمُؤَدِّبُ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّبِيذِ حَلَالٌ أَوْ حَرَامٌ؟ فَقَالَ: "حَلَالٌ". قَالَ عَلِيٌّ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬3). [5120] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُوسَى قَالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 423). (¬2) أخرجه الطبري في التفسير (14/ 282) من طريق شعبة. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 476).

ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ حَدِيثَ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ النَّبِيذِ حَلَالٌ أَمْ حَرَامٌ؟ فَقَالَ: "حَلَالٌ". قَالَ: لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا (¬1). وَرُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَلَى لَفْظٍ آخَرَ: [5121] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ (¬2)، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَطِشَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ (¬3)، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ مِنَ السِّقَايَةِ، فَقَطَّبَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، عَلَيَّ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ". فَصَبَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ (¬4). كَذَا رَوَاهُ الْيَسَعُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ. وَالْيَسَعُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. [5122] قاله لِي: [أَبُو] (¬5) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ (¬6). فَالْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ بِيَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ انْقَلَبَ عَلَيْهِ الْإِسْنَادُ، ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 281) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى. (¬2) في النسخ: "ابن الوكيل"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر ترجمته، وهو المعروف بوكيل أبي صخرة. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (5/ 379). (¬3) في النسخ: "البيت"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 475). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. وهو السلمي شيخ الصوفية، له ترجمة في المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور (ص 18). (¬6) سنن الدارقطني (5/ 476).

وَاخْتَلَطَ بِحَدِيثِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ (¬1). هَذَا وَالْكَلْبِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ لَا نُقِرُّ بِهِ، وَأَبُو صَالِحٍ بَاذَانُ - مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ - ضَعِيفُ الْحَدِيثِ قَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَلَيْسَ هَذَا الْعَجَبُ مِنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ! فَإِنَّهُ - رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاهُ - كَثِيرُ الْخَطَأِ، يُتَجَنَّبُ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ. [5123] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: رُبَّمَا عَارَضْتُ بِأَحَادِيثِ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ أَحَادِيثَ النَّاسِ، فَمَا خَالَفَ فِيهَا النَّاسَ ضَرَبْتُ عَلَيْهِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ لِوَكِيعٍ شَيْئًا مِنْ حَدِيثهِ عَنْ سُفْيَانَ، فَقَالَ وَكِيعٌ: لَيْسَ هَذَا سُفْيَانَ الَّذِي سَمِعْنَا نَحْنُ مِنْهُ (¬2). [5124] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا [أَبُو] (¬3) مُوسَى، قَالَ: ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ فِي النَّبِيذِ، قَالَ: لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا (¬4). [5125] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ عَبْدَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ يَقُولُ: ابْنُ يَمَانٍ سَرِيعُ النِّسْيَانِ، وَحَدِيثُهُ خَطَأٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، ¬

_ (¬1) انظر: المصدر السابق (5/ 476). (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 319). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 443). وهو: أبو موسى محمد بن المثنى. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (26/ 359). (¬4) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 281).

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ سَرَقَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ فَرَوَاهُ عَنْ سُفْيَانَ، وَسَرَقَهُ الْيَسَعُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ مَتْرُوكٌ، وَالْيَسَعُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ (¬2). [5126] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ. [5127] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْجُنَيْدِيُّ، قَالَ: قَالَ الْبُخَارِيُّ (¬3) فِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ هَذَا: لَمْ يَصِحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - هَذَا. وَقَالَ الْأَشْجَعِيُّ وَغَيْرُهُ (¬4): عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ (¬5). [5128] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا تَمْتَامٌ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، [عَنْ أَبِي صَالِحٍ] (¬6)، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في يَوْمٍ حَارٍّ، فَاسْتَسْقَى، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 296)، (10/ 612). (¬2) سنن الدارقطني (5/ 475، 476)، ورواية الحارثي (ق 301/ ب). (¬3) التاريخ الكبير (3/ 153). (¬4) في (ع): "وعبدة" خطأ. (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 294). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (17/ 441).

فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ، فَلَمَّا رَفَعَهُ إِلَى فِيهِ، قَطَّبَ وَجْهَهُ، فَتَرَكَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا شَرَابُ أَهْلِ مَكَّةَ، حَرَامٌ هُوَ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقَطَّبَ، فَنَحَّاهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَدَعَا بِذَنُوبٍ أَوْ دَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ سَقَى الَّذِي يَلِيهِ وَالَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: "هَكَذَا اصْنَعُوا بِهِ إِذَا غَلَبَكُمْ" (¬1). [5129] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ يَعْقُوبُ (¬2) بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْبَزَّازُ، ثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْبَيْتِ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَاسْتَسْقَى رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: "هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَرَابٌ فَيُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ (¬3) " فَأَرْسَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ نَبِيذُ زَبِيبٍ، فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَلَا خَمَّرْتَهُ (¬4) وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ (¬5) ". فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْهُ وَجَدَ لَهُ رَائِحَةً شَدِيدَةً، فَقَطَّبَ، وَرَدَّ الْإِنَاءَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ يَكُنْ حَرَامًا لَمْ نَشْرَبْهُ، فَاسْتَعَادَ الْإِنَاءَ، وَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ الرَّجُلُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَدَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَصَبَّهَ عَلَى الْإِنَاءِ وَقَالَ: "إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْكُمْ شَرَابُكُمْ فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الواقدي في المغازي (2/ 864) من طريق سفيان. وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 250). (¬2) في النسخ: "أبو بكر بن يعقوب"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 440). وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (16/ 430). (¬3) وكذا في السنن الكبير، وفي أصل الرواية: "إليّ". (¬4) خمرته: غطيته. (¬5) أي تضع العود على الإناء عرضًا خلاف الطول. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 472).

فَهَذَا إِنَّما رَوَاهُ الْكَلْبِيُّ، وَالْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ، وَأَبُو صَالِحٍ بَاذَانُ ضَعِيفٌ، لَا يُحْتَجُّ بِخَبَرِهِمَا. وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قِصَّةِ طَوَافِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَدُعَائِهِ بِشَرَابٍ، قَالَ: فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَصَبَّهُ فِيهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ اشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ فِيهِ، ثُمَّ شَرِبَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ قَالَ: "إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْكُمْ فَاقْتُلُوهُ بِالْمَاءِ" (¬1). يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ضَعِيفٌ، لَا يُحْتَّجُ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ. وَقَدْ رَوَى خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قِصَّةَ طَوَافِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَشُرْبِهِ (¬2)، لَمْ يَذْكُرْ مَا ذَكَرَهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَإِنَّمَا تُعْرَفُ هَذِهِ الزِّيَادَةُ مِنْ رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ كَمَا مَضَى، وَزَادَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ شُرْبَهُ مِنْهُ قَبْلَ خَلْطِهِ بِالْمَاءِ، وَهُوَ بِخِلَافِ سَائِرِ الرِّوَايَاتِ، وَكَيْفَ يُظَنُّ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ إِنْ كَانَ مُسْكِرًا عَلَى زَعْمِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلِطَهُ بِالْمَاءِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬3). [5130] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا دَارِمٌ - يَعْنِي: ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬4) الْحَنَفِيَّ - قَالَ: شَهِدْتُ عَطَاءً وَسُئِلَ عَنِ النَّبِيذِ، ¬

_ (¬1) ذكره ابن حزم في المحلى (7/ 483) عن يزيد، وعزاه عبد الحق في الأحكام الوسطى (4/ 169) للبزار، وانظر بيان الوهم والإيهام (4/ 289). (¬2) أخرجه ابن خزيمة في الصحيح (4/ 519). (¬3) انظر السنن الكبير (8/ 304). (¬4) وقع في السنن الكبير للبيهقي (17/ 444): "ابن عبد الحميد"، وهو مخالف لما في النسخ عندنا ولما في أصل الرواية من كتاب الأشربة للإمام أحمد مخطوط بالمكتبة الظاهرية =

فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ، إِنَّ هَؤُلَاءِ يَسْقُونَنَا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ أَدْرَكْتُهَا وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْرَبُ فَتَلْتَزِقُ شَفَتَاهُ مِنْ حَلَاوَتِهَا، وَلَكِنَّ الْحُرِّيَّةَ ذَهَبَتْ وَوَلِيَهَا الْعَبِيدُ فَتَهَاوَنُوا بِهَا (¬1). [5131] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ مَالِكٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ شَاذَانَ (¬2)، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَافِعٍ ابْنِ أَخِي الْقَعْقَاعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَوَجَدَ مِنْهُ رِيحًا، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ؟ " قَالَ: نَبِيذٌ. قَالَ: "أَرْسِلْ فَلْأُوتَ بِهِ". فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِيهِ، فَوَجَدَ مِنْهُ رِيحًا شَدِيدًا، فَرَدَّهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَلَالٌ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: "رُدُّوهُ". فَأَخَذَهُ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: "إِذَا اغْتَلَمَتِ (¬3) الْأَسْقِيَةُ فَاكْسِرُوهَا بِالْمَاءِ" (¬4). [5132] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ¬

_ = (ق 26/ أ) وهي نسخة عتيقة في غاية الجودة، عليها سماع مؤرَّخ سنة (333 هـ) وآخر سنة (360 هـ). ووقع في المطبوع من كتاب الأشربة: "آدم"، وهو تحريف بيّن! ، ودارم بن عبد الرحمن له ترجمة في التاريخ الكبير (3/ 253)، والجرح والتعديل (3/ 440)، والثقات لابن حبان (6/ 293). (¬1) أخرجه أحمد في الأشربة، رواية البغوي (ص 61). (¬2) هو: خلف بن عبد العزيز شاذان بن عثمان بن جبلة. له ترجمة في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 371). (¬3) أي: إذا جاوزت حدها الذي لا يسكر إلى حدها الذي يسكر. النهاية (غلم). (¬4) أخرجه أبو حامد ابن الشرقي في جزء أحاديث من المسند الصحيح (ص 147) عن أحمد بن سهل.

إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْقَعْقَاعِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ النَّبِيذِ الشَّدِيدِ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ. قَالَ عَلِيٌّ: كَذَا قَالَ: "مَالِكُ بْنُ الْقَعْقَاعِ"، وَقَالَ غَيْرُهُ: "عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَافِعٍ ابْنِ أَخِي الْقَعْقَاعِ"، وَهُوَ رَجُلٌ مَجْهُولٌ ضَعِيفٌ، وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬1). [5133] أخبرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوبَ، انا أَبُو جَعْفَرٍ مُحمَّدُ بْنُ غالِبٍ تَمْتَامٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَافِعٍ ابْنِ أَخِي الْقَعْقَاعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَ مِنْهُ رِيحًا، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ الرِّيحُ؟ " قَالَ: نَبِيذٌ. قَالَ: "فَأَرْسِلْ إِلَيَّ مِنْهُ". فَوَجَدَهُ شَدِيدًا حَتَّى كَادَ الرَّسُولُ أَنْ يُجَاوِزَ الْبَطْحَاءَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَلَالٌ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: "رُدُّوهُ". فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِيهِ، فَوَجَدَهُ شَدِيدًا، فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: "إِذَا اغْتَلَمَتْ أَسْقِيَتُكُمْ فَاكْسِرُوهَا بِالْمَاءِ" (¬2). فَهَذَا حَدِيثٌ يُعْرَفُ بِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَافِعٍ هَذَا، وَهُوَ رَجُلٌ مَجْهُولٌ، وَاخْتَلَفُوا فِي اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ فَقِيلَ هَكَذَا، وَقِيلَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي الْقَعْقَاعِ (¬3)، وَقِيلَ: مَالِكُ بْنُ الْقَعْقَاعِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 473). (¬2) أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (1/ 154) عن محمد بن غالب دون كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي في آخره. (¬3) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 424).

[5134] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: أَرَأَيْتَ حَدِيثَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَافِعٍ الَّذِي يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ فِي النَّبِيذِ، قَالَ: هُمْ يُضَعِّفُونَهُ (¬1). [5135] قال: وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: قَالَ الْبُخَارِيُّ (¬2): عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَافِعٍ ابْنُ أَخِي الْقَعْقَاعِ بْنِ شَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي النَّبِيذِ؛ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ - رحمه الله -: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَافِعٍ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ، وَلَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ، وَالْمَشْهُورُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ خِلَافُ حِكَايَتِهِ (¬4). [5136] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ - يَحْسَبُ عَوْفٌ أَنَّ اسْمَهُ قَيْسُ بْنُ النُّعْمَانِ - فَقَالَ: لَا تَشْرَبُوا فِي نَقِيرٍ، وَلَا مُزَفَّتٍ (¬5)، وَلَا دُبَّاءٍ، وَلَا حَنْتَمٍ، وَاشْرَبُوا فِي الْجِلْدِ الْمُوكَى عَلَيْهِ، فَإِنِ اشْتَدَّ فَاكْسِرُوهُ بِالْمَاءِ، فَإِنْ أَعْيَاكُمْ فَأَهْرِيقُوهُ (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 438). (¬2) زاد بعده في النسخ والمختصر: "قال"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (17/ 446). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 438). (¬4) المجتبى للنسائي (8/ 483). (¬5) المزفت: هو الإناء الذي طُلي بالزفت، وهو نوع من القار، ثم انتُبذ فيه. النهاية (زفت). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 368).

[5137] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَبْتَرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ وَفْدَ [عَبْدِ] (¬1) الْقَيْسِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا نَشْرَبُ؟ قَالَ: "لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَلَا فِي الْمُزَفَّتِ، وَلَا فِي النَّقِيرِ، وَانْتَبِذُوا فِي الْأَسْقِيَةِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنِ اشْتَدَّ فِي الْأَسْقِيَةِ؟ قَالَ: "فَصُبُّوا عَلَيْهِ الْمَاءَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُمْ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: "أَهْرِيقُوهُ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ حَرَّمَ عَلَيَّ - أَوْ حَرَّمَ - الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ" قَالَ: "وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ بَذِيمَةَ عَنِ الْكُوبَةِ، قَالَ: الطَّبْلُ (¬2) (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: حَدِيثُ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ الْمَعْرُوفُ الْمَشْهُورُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَيْسَ فِيهِ الْأَمْرُ بِالْكَسْرِ بِالْمَاءِ، ثُمَّ الْمُرَادُ إِنْ صَحَّ كَسْرُهُ بِالْمَاءِ إِذَا خَافَ شِدَّتَهُ قَبْلَ الِاشتِدَادِ، فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - مَا: [5138] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنُ صَاعِدٍ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: "لَا تَشْرَبُوا فِي نَقِيرٍ، وَلَا مُقَيَّرٍ، ولَا دُبَّاءٍ، وَلَا حَنْتَمٍ، وَلَا مَزَادَةٍ (¬4)، ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. (¬2) وقيل كذلك: الكوبة: النَّرد، وقيل: البَرْبَط (آلة موسيقية تشبه العود). انظر النهاية (كوب). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 368). (¬4) المزادة: ظرف يُحمل فيه الماء كالقِربة. انظر النهاية (مزد).

وَلَكِنِ اشْرَبُوا فِي سِقَاءِ أَحَدِكُمْ غَيْرَ مُسْكِرٍ، فَإِنْ خَشِيَ شِدَّتَهُ (¬1) فَلْيَصُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ". لَفْظُ ابْنِ مَنِيعٍ (¬2). فَأَمَّا إِذَا اشْتَدَّ وَبَلَغَ حَدَّ الْإِسْكَارِ فَقَدْ رَوَيْنَا قَبْلَ هَذَا عَنْ أَبِي مُوسَى وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ أَمَرَ فِيهِ بِإِرَاقَتِهِ، وَلَوْ كَانَ إِلَى إِصْلَاحِهِ بِالْكَسْرِ بِالْمَاءِ سَبِيلٌ لَمَا أَمَرَ بِإِرَاقَتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5139] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ, ثنا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لِيُنْبِذْ أَحَدُكُمْ فِي سِقَائِهِ، فَإِنْ خَشِيَ سُكْرَهُ فَلْيَكْسِرْهُ بِالْمَاءِ". هَذَا إِسْنَادٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَأَيْتُ فِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ كِلَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مَرْفُوعًا: "لَا تَنْبِذُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَلَا النَّقِيرِ، وَلَا الْحَنْتَمَةِ، وَلَا تَنْبِذُوا الْبُسْرَ وَالرُّطَبَ جَمِيعًا، وَلَا التَّمْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا، وَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ فَاشْتَدَّ عَلَيْكُمْ فَاكْسِرُوهُ بِالْمَاءِ" (¬3). وَثُمَامَةُ مَجْهُولٌ. وَالثَّابِتُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّهْيِ عَنِ الْخَلِيطَيْنِ. دُونَ هَذِهِ اللَّفْظَةِ (¬4). ¬

_ (¬1) وكذا في أصل الرواية، وفي المختصر والسنن الكبير (17/ 436): "شرته". (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 299/ أ). (¬3) ذكره المؤلف في السنن الكبير (17/ 439)، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (8/ 644)، وأحمد في المسند (12/ 6281) من طريق يحيى بن أبي كثير دون ذكر الكسر بالماء، وهو محل الشاهد. (¬4) أخرجه مسلم في الصحيح (6/ 91).

وَرَأَيْتُهُ (¬1) أَيْضًا فِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ السُّحَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا رَابَكَ مِنْ شَرَابِكَ رَيْبٌ فَشِنَّ (¬2) عَلَيْهِ الْمَاءَ، أَمِطْ (¬3) عَنْكَ حَرَامَهُ، وَاشْرَبْ حَلَالَهُ". وَهَذَا أَيْضًا ضَعِيفٌ، عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، وَسَاءَ حِفْظُهُ، فَرَوَى مَا لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، وَقَالَ: قَوْلُهُ: "إِذَا رَابَكَ" قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ (¬4)، ذَكَرَهُ إِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ. [5140] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ (¬5)، ثنا الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ سُمَيٍّ (¬6)، عَنْ أَبِي صالِحٍ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ فَلْيَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَلَا يَسْأَلْهُ، وَإِنْ سقَاهُ شَرَابًا فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ، وَإِنْ خَشِيَ مِنْهُ فَلْيَكْسِرْهُ بِالْمَاءِ" (¬7). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَالْمُرَادُ بِهِ إِذَا خَشِيَ أَنْ يَبْلُغَ حَدَّ الْإِسْكَارِ، فَلْيَكْسِرْهُ بِالْمَاءِ حَتَّى لَا يَشْتَدَّ وَلَا يَبْلُغَ حَدَّ الْإِسْكَارِ، بِدَلِيلِ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "وروايته"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير للمؤلف (17/ 440). (¬2) أي: فليرشه عليه رشًّا متفرقًا، والشن: الصب المتقطِّع. النهاية (شنن). (¬3) أماطه: نحَّاه. (¬4) ذكره المؤلف في السنن الكبير (17/ 440)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 380) بمعناه من طريق آخر موقوفا على أبي هريرة. (¬5) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 1063) وليس فيه قوله: "عن سمي". (¬6) قوله: "سمي" مكانها بياض في (م). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 466).

رُبَّمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا: [5141] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرُّهَاوِيُّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬1)، ثنا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (¬2) عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هِيَ الشَّرْبَةُ الَّتِي أَسْكَرَتْكَ (¬3). [5142] قال: وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَوْلَهُ "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ": هِيَ الشَّرْبَةُ الَّتِي أَسْكَرَتْكَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا أَصَحُّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَلَمْ يُسْنِدْهُ غَيْرُ الْحَجَّاجِ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، وَعَمَّارُ بْنُ مَطَرٍ ضَعِيفٌ (¬4) وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. [5143] قال عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُشْكَانَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ - يَعْنِي: ابْنَ الْمُبَارَكِ - حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: هِيَ الشَّرْبَةُ الَّتِي تُسْكِرُكَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ - رحمه الله -: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ (¬5). [5144] أخبرناه الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية، وانظر ترجمته في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (7/ 207). (¬2) في النسخ: "بن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 450). (¬4) زاد بعده في أصل الرواية: "وحجاج ضعيف". (¬5) المصدر السابق (5/ 451).

عَبْدِ اللَّهِ الْجَرَّاحِيُّ بِمَرْوَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَاسُويَهْ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ السُّكَّرِيُّ، ثنا وَهْبُ بْنُ زَمَعَةَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: تَحْرُمُ الشَّرْبَةُ الَّتِي تُسْكِرُكَ. فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِخِلَافِهِ، وَذَلِكَ فِيمَا: [5145] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: قَالَ زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ - رحمه الله - الْكُوفَةَ كَانَتْ بِهِ عِلَّةٌ، فَأَتَاهُ وَكِيعٌ وَأَصْحَابُنَا الْكُوفِيُّونَ (¬2)، فَتَذَاكَرُوا عِنْدَهُ حَتَّى بَلَغُوا الشَّرَابَ، فَجَعَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَحْتَجُّ بِأَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَالْمُهَاجِرِينَ، وَالْأَنْصَارِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالُوا: لَا، وَلَكِنْ مِنْ حَدِيثِنَا (¬3)، فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا سَكِرَ (¬4) مِنْ شَرَابٍ لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَنْ يَعُودَ فِيهِ أَبَدًا، فَنَكَّسُوا رُءُوسَهُمْ، فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ لِلَّذِي يَلِيهِ: رَأَيْتَ أَعْجَبَ مِنْ هَؤُلَاءِ؟ ! أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَنْ أَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ فَلَمْ يَعْبَئُوا بِهِ، وَأَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فَنَكَّسُوا رُءُوسَهُمْ (¬5). [5146] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي: ابْنَ عَيَّاشٍ - عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 451) من طريق عبد الكريم. (¬2) في السنن الكبير (17/ 427): "وأصحابنا والكوفيون". (¬3) في النسخ: "حدثنا"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬4) في (م): "أسكر". (¬5) أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 506) من طريق الحسن بن عمرو مختصرا.

أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ". فَقَالَ رَجُلٌ - أَوْ رَجُلَانِ (¬1) -: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّ هَذَا الشَّرَابَ الَّذِي نَشْرَبُهُ إِذَا أَكْثَرْنَا سَكِرْنَا. قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا، إِذَا شَرِبْتَ تِسْعَةً فَلَمْ يُسْكِرْكَ فَلَا بَأْسَ، وَإِذَا شَرِبْتَ الْعَاشِرَ فَأَسْكَرَكَ فَهُوَ حَرَامٌ (¬2). هَذَا بَاطِلٌ، الْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ. [5147] وقد أَخْبَرَنَا فِي مُقَابَلَتِهِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الشَّرْعَبِيِّ (¬3)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْأَشْرِبَةِ فَقَالَ: "كُلُّ مُخَمِّرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، لَا يَكُونُ شَرَابٌ أَحَدُ [طَرَفَيْهِ] (¬4) حَلَالٌ، وَالْآخَرُ حَرَامٌ" فَقَالَ: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬5). [5148] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) في النسخ: "رجل ورجلان"، والمثبت من المختصر. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 57) من طريق أحمد بن عبد الجبار. (¬3) له ترجمة في المقتنى في سرد الكنى للذهبي (1/ 339) فلعل هذا الحديث وقع في ترجمته في الكنى لأبي أحمد. (¬4) في النسخ: "أحد فيه"، والمثبت من الجامع الكبير للسيوطي، وكنز العمال للمتقي الهندي. (¬5) أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى عن ابن عباس فيما عزاه له السيوطي في الجامع الكبير (6/ 385)، والمتقي الهندي في كنز العمال (5/ 369). وأخرجه أبو داود في السنن (5/ 522) من وجه آخر عن ابن عباس بمعناه.

إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: إِنِّي لَأَشْرَبُ هَذَا النَّبِيذَ الشَّدِيدَ؛ لِيَقْطَعَ مَا فِي بُطُونِنَا (¬1) مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ (¬2). رَوَاهُ (¬3) إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، لَمْ يَذْكُرِ: "الشَّدِيدَ" (¬4). [5149] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ خُشَيْشٍ (¬5)، ثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلًا شَرِبَ مِنْ إِدَاوَةِ (¬6) عَلِيٍّ نَبِيذًا بِصِفِّينَ، فَسَكِرَ، فَضَرَبَهُ (¬7) عَلِيٌّ - رضي الله عنه -[الْحَدَّ] (¬8) (¬9). [5150] قال: وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا شَرِبَ مِنْ إِدَاوَةِ عُمَرَ نَبِيذًا، فَسَكِرَ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ الْحَدَّ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا مُرْسَلٌ (¬10)، وَلَا يَثْبُتُ (¬11) (¬12). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بطونها"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 468). (¬3) في (م): "ورواه". (¬4) المصدر السابق (5/ 469). (¬5) هو: عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش، أبو العباس الصيرفي. له ترجمة في تاريخ بغداد (11/ 84). (¬6) في (م): "أدوات". (¬7) في النسخ: "فضرب"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬9) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 472). (¬10) في (م): "هذا حديث مرسل". (¬11) في (ع): "ثبت"، وفي (م): "تثبت"، وفي أصل الرواية: "ولا يثبتان"، والمثبت من المختصر. (¬12) المصدر السابق (5/ 472).

إِنَّمَا رَوَاهُ عَامِرٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ، وَسَعِيدٌ ضَعِيفٌ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. [5151] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: إِنَّا لَنَشْرَبُ (¬1) مِنَ النَّبِيذِ نَبِيذًا يَقْطَعُ لُحُومَ الْإِبِلِ فِي بُطُونِنَا مِنْ أَنْ تُؤْذِيَنَا (¬2). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَنَبِيذُهُمُ الَّذِي كَانُوا يَشْرَبُونَهُ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي رَوَيْنَا عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا - رضي الله عنهم -، لَمْ يَبْلُغْ حَدَّ الْإِسْكَارِ بِحَالٍ. وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضًا مَا: [5152] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ (¬3) بْنِ مُعَاذٍ. وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَلَامَةَ (¬4) أَخْبَرَاهُ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَابِ - رضي الله عنه - حِينَ قَدِمَ الشَّامَ، فَشَكَى إِلَيْهِ أَهْلُ الشَّامِ وَبَاءَ الْأَرْضِ وَثِقَلَهَا، قَالُوا: لَا يُصْلِحُنَا إِلَّا هَذَا الشَّرَابُ. فَقَالَ عُمَرُ: اشْرَبُوا الْعَسَلَ. [فَقَالُوا: لَا يُصْلِحُنَا الْعَسَلُ] (¬5). فَقَالَ رِجَالٌ (¬6) مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ: هَلْ لَكَ أَنْ نَجْعَلَ لَكَ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ شَيْئًا لَا ¬

_ (¬1) في (م): "نشرب". (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 218) من طريق أبي خيثمة. (¬3) في (م): "سعيد". (¬4) في النسخ: "سلمة"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية، والسنن الكبير (17/ 433)، والمعرفة (13/ 21). وانظر ترجمته في تعجيل المنفعة (1/ 602). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬6) في النسخ: "رجل".

يُسْكِرُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَطَبَخُوهُ حَتَّى ذَهَبَ مِنْهُ الثُّلُثَانِ وَبَقِيَ الثُّلُثُ، فَأَتَوْا بِهِ عُمَرَ، فَأَدْخَلَ عُمَرُ فِيهِ إِصْبَعَهَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ فَتَبِعَهَا (¬1) يَتَمَطَّطُ (¬2)، فَقَالَ: هَذَا الطِّلَاءُ، هَذَا مِثْلُ طِلَاءِ (¬3) الْإِبِلِ، فَأَمَرَهُمْ عُمَرُ (¬4) أَنْ يَشْرَبُوهُ، فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: أَحْلَلْتَهَا وَاللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: كَلَّا وَاللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ شَيْئًا حَرَّمْتَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَا أُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ شَيْئًا أَحْلَلْتَهُ لَهُمْ (¬5). [5153] أخبرنا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -؛ أَنِ اطْبُخُوا شَرَابَكُمْ حَتَّى يَذْهَبَ نَصِيبُ الشَّيْطَانِ مِنْهُ، فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ اثْنَيْنِ وَلَكُمْ وَاحِدَةً (¬6). [5154] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْجَوْزِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيذُ الَّذِي يَشْرَبُ عُمَرُ - رضي الله عنه -، كَانَ يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ غُدْوَةً فَيَشْرَبُ (¬7) عَشِيَّةً، وَيُنْقَعُ لَهُ عَشِيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً، وَلَا يُجْعَلُ فِيهِ دُرْدِيٌّ (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) في (م): "فتبعهما". (¬2) أي يتمدد، أراد أن هذا العسل المطبوخ كان ثخينًا غليظًا. انظر النهاية (مطط). (¬3) أي القَطِران الذي يُطلى به جربها. شبه الطلاء (العصير المطبوخ) بطلاء الإبل. (¬4) قوله: "عمر" ليس في (م). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 446). (¬6) أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 494) من طريق هشام بن حسان. (¬7) في أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 434): "فيشربه". (¬8) المراد بالدردي: الخميرة التي تُترك على النبيذ ليتخمر. النهاية (درد). (¬9) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم المسكر (ص 50).

[5155] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: تَلَقَّتْ ثَقِيفُ عُمَرَ - رضي الله عنه - بِنَبِيذٍ، فَوَجَدَهُ شَدِيدًا فَدَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (¬1). [5156] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، ثنا جَدِّي (¬2)، جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: صَاحَبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ، فَأَهْدَى لَهُ رَكْبٌ مِنْ ثَقِيفٍ سَطِيحَتَيْنِ مِنْ نَبِيذٍ - وَالسَّطِيحَةُ: فَوْقَ الْإِدَاوَةِ وَدُونَ الْمَزَادَةِ (¬3) - لِيَشْرَبَ مِنْهَا، فَوَجَدَهُ قَدِ (¬4) اشْتَدَّ، فَقَالَ: اكْسِرُوهُ بِالْمَاءِ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: إِنَّمَا كَانَ اشْتِدَادُهُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - بِالْحُمُوضَةِ أَوْ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 469)، ورواية الحارثي (ق 297/ ب). (¬2) في النسخ: "جرير"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (17/ 447). وهو: عُبيد الله بن أبي زياد الشّامي الرصافي، جد حجاج بن أبي منيع، وقد روى عن الزهري نسخة كبيرة. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 39). (¬3) زاد بعده في السنن الكبير (17/ 447) وأصل الرواية: "قال عبد الرحمن بن عثمان: فشرب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إحداهما، قال حجاج: "طيبة - في أصل الرواية: لحينه"، ثم أهدي له لبن فعدله عن شرب الأخرى حتى اشتد ما فيها، فذهب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليشرب" فإن لم يكن ثمة سقط فلعل المؤلف أورده مختصرا. (¬4) من قوله: "سطيحتين من نبيذ" إلى هنا ليس في (م). (¬5) أخرجه يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 366).

بِالْحَلَاوَةِ، فَقَدْ رُوِيَ (¬1) عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ لِيَرْفَأَ: اذْهَبْ إِلَى إِخْوَانِنَا (¬2)، فَالْتَمِسْ لَنَا عِنْدَهُمْ شَرَابًا، فَأَتَاهُمْ فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا هَذِهِ الْإِدَاوَةُ، وَقَدْ (¬3) تَغَيَّرَتْ، فَدَعَا بِهَا عُمَرُ فَذَاقَهَا، فَقَبَّضَ (¬4) وَجْهَهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ. قَالَ نَافِعٌ: وَاللَّهِ مَا قَبَّضَ وَجْهَهُ، إِلَّا أَنَّها تَخَلَّلَتْ (¬5) (¬6). [5157] وأخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، أنا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَبَّضَ عُمَرُ - رضي الله عنه - وَجْهَهُ عَنِ الْإِدَاوَةِ حِينَ ذَاقَهَا إِلَّا أَنَّهَا تَخَلَّلَتْ (¬7). وَرُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ بِنَحْوٍ مِنْ رِوَايَةِ نَافِعٍ (¬8). وَيُذْكَرُ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيذُ الَّذِي شَرِبَهُ عُمَرُ قَدْ تَخَلَّلَ (¬9). وَيُذْكَرُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا حَمُضَ (¬10) ¬

_ (¬1) في (م): "رووه". (¬2) زاد بعده عند ابن بطال: "الثقفيين". (¬3) في (م): "قد". (¬4) قبض وجهه: عبس وغضب. (¬5) أي: صارت خلًّا. (¬6) ذكره ابن بطال في شرح صحيح البخاري (4/ 315). (¬7) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم المسكر (ص 49). (¬8) أخرجه النسائي في المجتبى (8/ 489). (¬9) المصدر السابق (8/ 488). (¬10) حمُضَ النبيذُ أي صار خلًّا.

عَلَيْهِمُ النَّبِيذُ كَسَرُوهُ بِالْمَاءِ (¬1). [5158] وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا الْمُعْتَمِرُ - هُوَ ابْنُ [سُلَيْمَانَ] (¬2) - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَنْتَ حَدَّثْتَنِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّمَا كَسَرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - النَّبِيذَ مِنْ شِدَّةِ حَلَاوَتِهِ (¬3) (¬4). [5159] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أبُو بَكْرٍ الْجَرَّاحِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَاسُويَهْ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ السُّكَّرِيُّ (¬5)، ثنا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ الْبَاشَانِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬6) لِأَبِي حَنِيفَةَ فِي النَّبِيذِ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَخَذْنَاهُ مِنْ قِبَلِ أَبِيكَ، قَالَ: وَأَبِي مَنْ هُوَ! قَالَ: إِذَا رَابَكُمْ فَاكْسِرُوهُ بِالْمَاءِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ: إِذَا تَيَقَّنْتَ بِهِ وَلَمْ تَرْتَبْ كَيْفَ تَصْنَعُ (¬7)؟ قَالَ: فَسَكَتَ أَبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله - (¬8). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَدْ أَشَارَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - إِلَى تَضْعِيفِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ ¬

_ (¬1) ذكره ابن بطال في شرح صحيح البخاري (4/ 315). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في (ع)، ومكانه بياض في (م)، والمثبت من السنن الكبير (17/ 449). (¬3) في النسخ: "حلاوة"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير. (¬4) أخرجه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله (2/ 599). (¬5) في النسخ: "السكوني"، والمثبت من سائر أسانيد الحاكم، والسنن الكبير (17/ 449). له ترجمة في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 62). (¬6) وكذا في السنن الكبير (17/ 449) وفضائل أبي حنيفة، ووقع في سنن الدارقطني: "عبد الله بن عمر"، وهو أخوه. (¬7) في النسخ: "يصنع"، والمثبت من السنن الكبير. (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 471) من طريق عبد الله بن المبارك.

- يَعْنِي: الرِّوَايَةَ السَّابِقَةَ - عَنْ عَلِيٍّ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - فِي الشُّرْبِ مِنْ إِدَاوَةِ عَلِيٍّ بِصِفِّينَ (¬1)، وَشُرْبِ الْأَعْرَابِيِّ مِنْ إِدَاوَةِ عُمَرَ؛ لِأَنَّهُ أَعَادَ الْحَدِيثَيْنِ هُنَا (¬2)، فَقَالَ: رَوَيْتُمُوهُ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ عِنْدَكُمْ لَا تَكُونُ رِوَايَتُهُ حُجَّةً (¬3). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْأَعْمَشُ، ثُمَّ تَارَةً يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ سَعِيدِ (¬4) بْنِ ذِي لَعْوَةَ. وَتَارَةً عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ وَابْنِ ذِي لَعْوَةَ (¬5)؛ أَنَّ رَجُلًا أَتَى سَطِيحَةً لِعُمَرَ - رضي الله عنه - فَشَرِبَ مِنْهَا فَسَكِرَ، فَأُتِيَ بِهِ عُمَرُ (¬6) فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا شَرِبْتُ مِنْ سَطِيحَتِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّمَا أَضْرِبُكَ عَلَى السُّكْرِ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ (¬7). وَمَنْ يُنْصِفُ لَا يَحْتَجُّ بِرِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ عَلَى مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ عَنْ عُمَرَ وَغَيْرِهِ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "نصفين"، والمثبت من الرواية، فقد تقدم تخريجها عند الدارقطني في السنن. (¬2) في (م): "هذا". (¬3) قاله الشافعي في الأم (7/ 366). (¬4) في النسخ: "سعيدة"، والمثبت من معرفة السنن (13/ 24). انظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (3/ 471). (¬5) كذا في النسخ ومعرفة السنن، وفي شرح معاني الآثار والناسخ والمنسوخ للنحاس (1/ 614): "أو ابن ذي لعوة"، وأظن أن الثاني هو الصواب، فهذا الحديث معروف به ابن ذي لعوة، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 396): "لم يرو في الدنيا إلا هذا الحديث وحديثا آخر لا يحل ذكره في الكتب". وقد وهم فيه بعض الرواة فقال "ابن ذي حدان" بدلا من "ابن ذي لعوة" قاله البخاري في التاريخ الكبير كما سيأتي. (¬6) في (م): "فأتي عمر". (¬7) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 218) من طريق الأعمش عن أبي إسحاق بالإسنادين جميعا.

[5160] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: سَعِيدُ بْنُ ذِي لَعْوَةَ، عَنْ عُمَرَ فِي النَّبِيذِ، يُخَالِفُ النَّاسَ فِي حَدِيثهِ، لَا يُعْرَفُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَعِيدُ بْنُ ذِي حُدَّانَ، وَهُوَ وَهَمٌ (¬1). [5161] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ (¬2) قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ إِدْرِيسَ - يَعْنِي: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ الْكُوفِيَّ -[وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ] (¬3)، فَجَرَى ذِكْرُ الْمُسْكِرِ، فَحَرَّمَهُ الْحِجَازِيُّونَ، وَجَعَلَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَحْتَجُّونَ فِي تَحْلِيلِهِ إِلَى أَنْ قَالَ بَعْضُهُمْ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ سعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ فِي الرُّخْصَةِ، فَقَالَ الْحِجَازِيُّونَ - أَوْ قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ -: وَاللَّهِ مَا تَجِيئُونَ بِهِ عَنِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَلَا عَنْ أَبْنَائِهِمْ، وَإِنَّمَا تَجِيئُونَ عَنِ الْعُورَانِ، وَالْعِمْيَانِ، وَالْعُرْجَانِ، وَالْعُمْشَانِ، وَالْحُولَانِ (¬4) (¬5). وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْإِمَامُ (¬6)، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ بِبَعْضِ مَعْنَاهُ: ¬

_ (¬1) التاريخ الكبير للبخاري (3/ 471). (¬2) وكذا في معرفة السنن (13/ 23). وقال الحاكم في معرفة علوم الحديث: "أخبرنا أبو زكريا العنبري قال: ثنا أحمد بن محمد بن الأزهر قال: سمعت أبي يقول: سمعت إسحاق". (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن. (¬4) في (م): "والخولان". (¬5) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 264). (¬6) في (م): "المروزي".

[5162] سمعت أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْخَالِقِ بْنَ [عَلِيٍّ] (¬1) الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ مَحْمُودٍ الْمُزَكِّي (¬2) بِبُخَارَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ نَصرٍ الْمَرْوَزِيَّ الْإِمَامَ بِسَمَرْقَنْدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ (¬3) إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ الْكُوفِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِأَهْلِ الْكُوفَةِ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، إِنَّمَا حَدِيثُكُمُ الَّذِي تُحَدِّثُونَهُ فِي الرُّخْصَةِ فِي النَّبِيذِ عَنِ الْعِمْيَانِ، وَالْعُورَانِ، وَالْعُمْشَانِ، أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ؟ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو (¬4) بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنهما - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: الْأَحَادِيثُ الَّتِي احْتَجَجْنَا بِهَا أَحَادِيثُ قَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ عَلَى صِحَّتِهَا، وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي رُوِيَتْ فِي الْكَسْرِ بِالْمَاءِ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ عَنْ عُمَرَ، أَسَانِيدُهُا غَيْرُ قَوِيَّةٍ، فَإِجْرَاءُ مَا رَوَيْنَا عَلَى ظَاهِرِهَا، وَحَمْلُ مَا رَوَوْا عَلَى الْأَمْرِ بِالْكَسْرِ بِالْمَاءِ إِذَا خُشِيَ شِدَّتُهُ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ، أَوْ عَلَى ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الكبير للمؤلف (17/ 450). (¬2) في (م): "أبا علي محمود المزكي". (¬3) من قوله: "أبا عبد الله محمد" إلى هنا ليس في (م). (¬4) في النسخ: "عمر"، والمثبت من المصدر السابق. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (26/ 212). (¬5) أخرجه الترمذي في السنن (4/ 7) مختصرا من طريق عبد الله بن إدريس دون ذكر كلام ابن إدريس.

تَخْفِيفِ حُمُوضَةٍ أَوْ حَلَاوَةٍ، كَمَا حَمَلَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ عَلَيْهِ أَوْلَى، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. [5163] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْجَوْزِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] (¬1) سمِينَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: مَا فِي شَرْبَةٍ مِنْ نَبِيذٍ مَا يُخَاطِرُ الرَّجُلُ بِدِينِهِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 450). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم المسكر (ص 54).

مسألة (541): وحد الشرب أربعون

مَسْأَلَةٌ (541): وَحَدُّ الشُّرْبِ (¬1) أَرْبَعُونَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: ثَمَانُونَ (¬3). [5164] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ (¬4) بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُويَهِ الْعَسْكَرِيُّ بِالْبَصْرَةِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِرَجُلٍ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَضَرَبَهُ بِجَرِيدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ صَنَعَ أَبُو بَكْرٍ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ اسْتَشَارَ النَّاسَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَخَفُّ الْحُدُودِ ثَمَانُونَ. فَفَعَلَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ شُعْبَةَ (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: قَوْلُهُ: "فَضَرَبَهُ بِجَرِيدَتَيْنِ (¬7) نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ"، أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ بِهِمَا صَارَ الْعَدَدُ أَرْبَعِينَ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "الشراب"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: مختصر المزني (ص 347)، والحاوي الكبير (13/ 411)، ونهاية المطلب (17/ 332)، والمجموع (22/ 258). (¬3) انظر: المبسوط (24/ 30)، وتحفة الفقهاء (3/ 327)، وبدائع الصنائع (5/ 113)، والهداية شرح البداية (2/ 355). (¬4) قوله: "محمد" ليس في (م). (¬5) صحيح البخاري (8/ 157) مختصرا دون ذكر قصة عمر - رضي الله عنه -. (¬6) صحيح مسلم (5/ 125). (¬7) في النسخ: "بجردتين"، والمثبت من المختصر.

وَبَيَانُ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ: [5165] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا خَلَفٌ، ثنا بَهْزٌ، ثنا هَمَّامٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ سَكِرَ، قَالَ: فَأَمَرَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلًا، فَجَلَدَهُ كُلُّ رَجُلٍ جَلْدَتَيْنِ بِالْجَرِيدِ (¬1) وَالنِّعَالِ (¬2). وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، فَقَالَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ جَلَدَ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ (¬3). وَرَوَاهُ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: [5166] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَضْرِبُ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ ضَرَبَ أَرْبَعِينَ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَشَاوَرَهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ ابْنُ عَوْفٍ: أَرَى أَنْ تَضْرِبَهُ ثَمَانِينَ، فَضَرَبَهُ ثَمَانِينَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَلَوْلَا أَنَّ الْعَدَدَ صَارَ بِالْجَرِيدَتَيْنِ (¬5) أَرْبَعِينَ لَمَا كَانَ بَيْنَ مَا نَقَلَهُ أَنَسٌ مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خَلَافَةِ عُمَرَ، وَبَيْنَ مَا أَشَارَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ خِلَافٌ. ¬

_ (¬1) في (م): "بالجريدة". (¬2) أخرجه أحمد في المسند (6/ 2881) من طريق بهز. (¬3) علقه أبو داود في السنن (6/ 528). (¬4) صحيح مسلم (5/ 125). (¬5) في النسخ: "الجريدتين"، والمثبت يقتضيه السياق.

[5167] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْجُعَيْدُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنَّا نُؤْتَى بِالشَّرَّابِ فِي عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَفِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِنْ إِمْرَةِ (¬1) عُمَرَ (¬2) فَجَلَدَ أَرْبَعِينَ، حَتَّى إِذَا [عَتَوْا] (¬3) فِيهِ وَفَسَقُوا جَلَدَ ثَمَانِينَ (¬4). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬5). [5168] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ (¬6) الدَّالَانِيِّ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِسَكْرَانَ مِنْ غَيْرِ الْخَمْرِ؛ تَمْرٍ وَزَبِيبٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ أَرْبَعِينَ (¬7). [5169] حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ ¬

_ (¬1) في (م): "خلافة". (¬2) زاد بعده في أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (17/ 493): "فنقوم إليه فنضربه بأيدينا، ونعالنا وأرديتنا حتى كان صدرا من إمارة عمر، فجلد. . ."، وليست في المختصر. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير، وفي أصل الرواية: "عاثوا". (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (10/ 92). (¬5) صحيح البخاري (8/ 158) وفيه: "حتى كان آخر إمرة عمر فجلد أربعين". (¬6) قوله: "عن" ليس في (م). (¬7) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 270) من طريق زيد العمي.

الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: حَضَرْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَأُتِيَ بِالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، وَشَهِدَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ بْنُ أَبَانَ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: أَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ. فَأَمَرَ عَلِيٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ ذِي الْجَنَاحَيْنِ (¬1) أَنْ يَجْلِدَهُ، فَأَخَذَ فِي جَلْدِهِ، وَعَلِيٌّ يَعُدُّ (¬2)، حَتَّى جَلَدَ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَمْسِكْ؛ جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ (¬3). رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ (¬4). [5170] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ، قَالَ: رَكِبَ نَفَرٌ مِنْهُمْ، فَأَتَوْا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا صَنَعَ الْوَلِيدُ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: دُونَكَ [ابْنَ] (¬5) عَمِّكَ فَاجْلِدْهُ. قَالَ (¬6): فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: قُمْ فَاجْلِدْهُ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا أَنْتَ وَهَذَا؟ ! وَلِّ غَيْرَكَ. قَالَ: فَقَالَ: قُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَاجْلِدْهُ. فَجَعَلَ يَجْلِدُهُ وَعَلِيٌّ يَعُدُّ (¬7)، حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، قَالَ: أَمْسِكْ؛ جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو ¬

_ (¬1) في (ع): "ذا الجناحين". (¬2) في النسخ: "يعده"، والمثبت من المختصر وأصل الرواية والسنن الكبير (17/ 489). (¬3) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 144). (¬4) صحيح مسلم (5/ 126). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 484). (¬6) قوله: "قال" ليس في (م). (¬7) في (م): "بعده".

بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، فَكَمَّلَهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ (¬1). [5171] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي نَفَرٍ مِنْهُمْ، فَأَتَوْا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا صَنَعَ الْوَلِيدُ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: اجْلِدِ ابْنَ عَمِّكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَسَنِ: تَجْلِدُهُ؟ فَقَالَ: فِيمَ أَنْتَ مِنْ هَذَا؟ ! وَلِّ هَذَا غَيْرِي (¬2). فَقَالَ عَلِيٌّ: عَجَزْتَ وَوَهَنْتَ وَضَعُفْتَ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قُمْ (¬3) فَاجْلِدْهُ. قَالَ: فَجَعَلَ يَجْلِدُهُ وَعَلِيٌّ يَعُدُّ (¬4) حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: أَمْسِكْ؛ جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، فَكَمَّلَهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ (¬5). [5172] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَوْذَبٍ بِوَاسِطَ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سَعِيدٌ - يَعْنِي: ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: صَلَّى الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بِالنَّاسِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 126) من طريق سعيد بن أبي عروبة. (¬2) وكذا في مسند أبي يعلى، وفي مصنف ابن أبي شيبة ومسند أحمد والسنن الكبرى للنسائي: "ول هذا غيرك"، وفي بعضها: "ول غيرك". (¬3) في (ع): "قد"، وليس في (م)، والمثبت من مصادر التخريج. (¬4) في (م): "بعده". (¬5) أخرجه أحمد في المسند (1/ 192)، والنسائي في السنن الكبرى (7/ 353)، وعبد الرزاق في المصنف (7/ 379)، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 433)، وأبو يعلى في المسند (1/ 447) كلهم من طريق سعيد بن أبي عروبة.

الْفَجْرَ أَرْبَعًا وَهُوَ سَكْرَانُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ؟ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (¬1) - رضي الله عنه -: اجْلِدْهُ. فَأَمَرَ بِضَرْبِهِ، فَقَالَ لِلْحَسَنِ - رضي الله عنهما -: يَا حَسَنُ، قُمْ فَاضْرِبْهُ، قَالَ: فِيمَ أَنْتَ (¬2) مِنْ ذَلِكَ؟ ! قَالَ: لَا، بَلْ ضَعُفْتَ وَوَهَنْتَ (¬3) وَعَجَزْتَ، ثُمَّ قَالَ: قُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَاضْرِبْهُ. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّه بْنُ جَعْفَرٍ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَعَلِيٌّ - رضي الله عنه - يَعُدُّ (¬4) حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: كَفَاكَ - أَوْ: كُفَّ (¬5) - ثُمَّ قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ أَتَمَّهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرٍ، وَابْنِ حُجْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ (¬6). [5173] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ (¬7)، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ ¬

_ (¬1) في (م): "لعلي". (¬2) في النسخ: "قم أنت"، والمثبت من معرفة السنن والآثار (13/ 51). (¬3) في النسخ: "ورهبت"، والمثبت من معرفة السنن. (¬4) في (م): "يعده". (¬5) في (م): "كفه". (¬6) صحيح مسلم (5/ 126). (¬7) قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كما في علل ابن أبي حاتم (4/ 172): "لم يسمع الزهري هذا الحديث من عبد الرحمن بن أزهر، يدخل بينهم: عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر. قلت لهما: من يدخل بينهم ابن عبد الرحمن بن أزهر؟ قالا: عقيل بن خالد". وقال أبو بكر الأثرم: "قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: الزهري سمع من عبد الرحمن بن =

حُنَيْنٍ وَهُوَ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ، يَسْأَلُ (¬1) عَنْ مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَأُتِيَ بِسَكْرَانَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَنْ عِنْدَهُ: "اضْرِبُوهُ (¬2) ". فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، قَالَ: وَحَثَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَيْهِ التُّرَابَ، قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - بِسَكْرَانَ، قَالَ: فَتَوَخَّى الَّذِي كَانَ مِنْ ضَرْبِهِمْ يَوْمَئِذٍ؛ فَضَرَبَ أَرْبَعِينَ (¬3). [5174] قال الزُّهْرِيُّ: ثُمَّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ وَبَرَةَ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: أَرْسَلَنِي خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى عُمَرَ، فَأَتَيْتُهُ وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ - رضي الله عنهم -، وَهُمْ مَعَهُ (¬4) مُتَّكِئُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ انْهَمَكُوا فِي الْخَمْرِ، وَتَحَاقَرُوا الْعُقُوبَةَ (¬5) فِيهِ، فَقَالَ عُمَرُ: هُمْ هَؤُلَاءِ عِنْدَكَ، فَسَلْهُمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: نَرَاهُ إِذَا سَكِرَ هَذَى، وَإِذَا (¬6) هَذَى افْتَرَى، وَعَلَى الْمُفْتَرِي ثَمَانُونَ، قَالَ (¬7): فَقَالَ عُمَرُ: أَبْلِغْ صَاحِبَكَ مَا قَالَ، قَالَ: فَجَلَدَ خَالِدٌ ثَمَانِينَ، وَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - إِذَا ¬

_ = أزهر؟ قال: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر. ثم قال: إنما يقول الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث كذا". وانظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص 190)، وقد أشار البخاري في التاريخ الكبير (5/ 240) إلى ذلك، فلعل أسامة بن زيد الليثي لم يحفظه، والله أعلم. (¬1) في (ع): "سئل"، وليست في (م)، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير. (¬2) قوله: "اضربوه" ليس في أصل الرواية. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 207/ ب). (¬4) قوله: "معه" ليس في (م). (¬5) في النسخ: "والعقوبة"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 495). (¬6) في (ع): "وإذ". (¬7) قوله: "قال" ليس في (م).

أُتِيَ بِالرَّجُلِ (¬1) الضَّعِيفِ الَّذِي كَانَتْ مِنْهُ الزَّلَّةُ ضَرَبَهُ أَرْبَعِينَ، قَالَ: وَجَلَدَ عُثْمَانُ أَيْضًا ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِينَ (¬2). [5175] قال (¬3): وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ وَرَوْحٌ، قَالَا: ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ (¬4). [5176] أخبرنا أبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ السَّرْحِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عُقَيْلٍ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْهَرِ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِشَارِبٍ وَهُوَ بِحُنَيْنٍ، فَحَثَى فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ (¬5)، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، حَتَّى قَالَ لَهُمُ: "ارْفَعُوا" فَرَفَعُوا، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ جَلَدَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فِي الْخَمْرِ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ جَلَدَ عُمَرُ - رضي الله عنه - أَرْبَعِينَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ جَلَدَ ثَمَانِينَ فِي آخِرِ خِلَافَتِهِ (¬6)، ثُمَّ جَلَدَ عُثْمَانُ - رضي الله عنه - الْحَدَّيْنِ كِلَاهُمَا (¬7) ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِينَ، ثُمَّ أَثْبَتَ مُعَاوِيَةُ - رحمه الله - الْحَدَّ ثَمَانِينَ (¬8). ¬

_ (¬1) في النسخ: "الرجل"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 196). (¬3) هو: الدارقطني. (¬4) المصدر السابق (4/ 196). (¬5) في (م): "الشراب". (¬6) في (ع): "خلافة". (¬7) وكذا في السنن الكبير (17/ 497)، وفي أصل الرواية: "كليهما"، حكى الفراء فيها ثلاث لغات، منها: أن تعرب إعراب المقصور مع الظاهر والمضمر، وعد منه: "كلاهما وتمرا". انظر توضيح المقاصد والمسالك للمرادي (1/ 326). (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 277).

[5177] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا (¬1) سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ فُلَيْحٍ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الشُّرَّابَ (¬2) كَانُوا يُضْرَبُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي (¬3): بِالْأَيْدِي وَالنِّعَالِ وَالْعِصِيِّ - قَالَ: وَكَانُوا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - أَكْثَرَ مِنْهُمْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: لَوْ فَرَضْنَا لَهُمْ حَدًّا، فَتَوَخَّى نَحْوًا مِمَّا كَانُوا يُضْرَبُونَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَانَ أبُو بَكْرٍ يَجْلِدُهُمْ أَرْبَعِينَ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ كَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - مِنْ بَعْدِهِ، فَجَلَدَهُمْ كَذَلِكَ أَرْبَعِينَ، حَتَّى أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَقَدْ شَرِبَ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُجْلَدَ، فَقَالَ: لِمَ تَجْلِدُنِي؟ بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ، قَالَ: وَفِي أَيِّ كِتَابِ اللَّهِ تَجِدُ أَنْ لَا أَجْلِدَكَ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} (¬4) الْآيَةَ، شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ، فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: أَلَا تَرُدُّونَ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ (¬5)؟ ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ أُنْزِلَتْ عُذْرًا لِلْمَاضِينَ وَحُجَّةً عَلَى الْبَاقِينَ، فَعُذْرُ الْمَاضِينَ؛ لِأَنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ قَبْلَ أَنْ يُحَرِّمَ عَلَيْهِمُ الْخَمْرَ، وَحُجَّةٌ عَلَى الْبَاقِينَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالى يَقُولُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} (¬6) الْآيَةَ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا فَإِنَّ [اللَّهَ] قَدْ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ ¬

_ (¬1) قوله "سفيان ثنا" ليس في (م). (¬2) قوله "أن الشراب" ليس في (م). (¬3) قوله "يعني" ليس في (م). (¬4) سورة المائدة (آية: 93). (¬5) قوله "ما يقول" ليس في (م). (¬6) سورة المائدة (آية: 90).

الْخَمْرَ، قَالَ عُمَرُ: فَمَاذَا تَرَوْنَ؟ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَرَى أَنَّهُ إِذَا شَرِبَ سَكِرَ، وَإِذَا سَكِرَ هَذَى، وَإِذَا هَذَى افْتَرَى، وَعَلَى الْمُفْتَرِي ثَمَانُونَ جَلْدَةً، فَأَمَرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - فَجُلِدَ ثَمَانِينَ (¬1). [5178] أخبرناه عَالِيًا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ الشُّرَّابَ كَانُوا يُضْرَبُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بالْأَيْدِي وَالنِّعَالِ وَالْعِصِيِّ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (¬2). [5179] أخبرنا أبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ شَوْذَبٍ الْوَاسِطِيُّ بِهَا، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ الْقَصَّارُ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ (¬3)، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: [مَا] (¬4) مِنْ صَاحِبِ حَدٍّ أُقِيمَ عَلَيْهِ أَجِدُ فِي نَفْسِي عَلَيْهِ شَيْئًا، إِلَّا صَاحِبَ الْخَمْرِ لَوْ مَاتَ لَوَدَيْتُهُ (¬5)؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسُنَّهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬6) وَمُسْلِمٌ (¬7) - رحمهما الله - فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ. ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 360)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (11/ 274) من طريق ابن عفير. (¬2) انظر تخريج الحديث السابق. (¬3) هو: أبو حصين عثمان بن عاصم الأسدي. (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من الكبير للمؤلف (12/ 134)، (17/ 497). (¬5) أي: دفعت ديته. (¬6) صحيح البخاري (8/ 158). (¬7) صحيح مسلم (5/ 126).

وَإِنَّمَا أَرَادَ لَمْ يَسُنَّ مَا وَرَاءَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، وَهُوَ مَا زَادُوا عَلَى حَدِّهِ عَلَى وَجْهِ التَّعْزِيرِ. فَأَمَّا الْأَرْبَعُونَ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ وَأَطْرَافِ الثِّيَابِ، فَهُوَ حَدٌّ ثَابِتٌ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، ثُمَّ عَنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ - رضي الله عنهم -, عَلَى مَا ذَكَرْنَا. وَإِنَّمَا أَرَادُوا الزِّيَادَةَ عَلَى الْأَرْبَعِينَ عَلَى وَجْهِ التَّعْزِيرِ. وَحَدٌّ ثَبَتَ بِعَدَدٍ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ فِي عَهْدِ أَبي بَكْرٍ - رضي الله عنه -، وَتَوَخِّيهِ فِي ذَلِكَ فِعْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يَتَغَيَّرُ بِمَا رَوَاهُ مِنَ الزِّيَادَةِ عَلَى وَجْهِ التَّعْزِيرِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. * * *

مسألة (542): ومن تطلع من صير باب فرمى صاحب الدار بما يدفع بصره فأعمى عينه كان هدرا

مَسْأَلَةٌ (¬1) (542): وَمَنْ تَطَلَّعَ مِنْ صِيرِ (¬2) بَابٍ فَرَمَى صَاحِبُ الدَّارِ بِمَا يَدْفَعُ بَصَرَهُ فَأَعْمَى عَيْنَهُ كَانَ هَدَرًا (¬3). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يَكُونُ عَلَى صَاحِبِ الدَّارِ ضَمَانُ عَيْنِهِ (¬4). [5180] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ [اللَّهِ] (¬5) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا سُفْيَانُ (ح) وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ ببَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ (ح) وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنَّهُ (¬6) سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، يَقُولُ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ مِدْرًى (¬7) ¬

_ (¬1) هذه المسألة أوردها المؤلف في السنن الكبير (17/ 555)، والمعرفة (13/ 88) في باب: التعدي والاطلاع. (¬2) قال ابن الأثير: "الصير: شق الباب". النهاية (3/ 66) (¬3) انظر: الأم (7/ 80)، ومختصر المزني (ص 350)، والحاوي الكبير (13/ 460)، ونهاية المطلب (17/ 375)، والمجموع (21/ 99). (¬4) انظر: تبيين الحقائق (6/ 110). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 555). (¬6) قوله: "أنه" ليس في (ع). (¬7) شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد، ويستعمله من لا مشط له. النهاية (درى).

يَحُكُّ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ: "لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ (¬1) بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ" (¬2). لَفْظُ حَدِيثِ سَعْدَانَ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَاشِمٍ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ (¬3) مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِدْرًى يَحُكُّ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ عَلِمْتُ أنَّكَ تَنْظُرُنِي (¬4) لَطَعَنْتُ (¬5) فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيٍّ (¬6). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬7). وَرَوَاهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِمَعْنَاهُ: [5181] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ الْإِمَامُ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ - أَوْ: مَشَاقِصَ (¬8) - قَالَ: فكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْتِلُهُ (¬9) لِيَطْعُنَهُ. ¬

_ (¬1) في (م) تقرأ: "لصنعنت". (¬2) أخرجه سعدان بن نصر في جزئه، رواية ابن الأعرابي (ص 49). (¬3) قوله: "اطلع" ليس في (م). (¬4) في (م): "تنظر". (¬5) في (م) تقرأ: "لصنعت". (¬6) صحيح البخاري (8/ 54). (¬7) صحيح مسلم (6/ 181). (¬8) المشقص: نصل السهم، وجمعه مشاقص. (¬9) أي يداوره ويطلبه من حيث لا يشعر. النهاية (ختل).

رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬1). وَرَوَاهُ (¬2) الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ (¬3). [5182] أخبرنا أبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبَانُ، ثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى إِلَى بَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَتَوَخَّاهُ بِعُودٍ - أَوْ: بِحَدِيدَةٍ - يَفْقَأُ بِهَا عَيْنَهُ، فَلَمَّا أَنْ أَبْصَرَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - انْقَمَعَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا إِنَّكَ لَوْ ثَبَتَّ فَقَأْتُ (¬4) عَيْنَكَ" (¬5). [5183] أخبرنا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ - رحمه الله -، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا سَعْدَانُ (¬6) (ح) وَأَخْبَرَنَا أبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍ والرَّزَّازُ (¬7)، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَن أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَحَذَفْتَهُ (¬8) بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ جُنَاحٌ" (¬9). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (6/ 181). (¬2) في النسخ: "وروى"، والمثبت من السنن الكبير (17/ 557). (¬3) صحيح البخاري (9/ 10). (¬4) كذا، وفي مصادر التخريج: "لفقأت"، وانظر السنن الكبير (17/ 557) بسند مغاير. (¬5) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9/ 96)، والطبراني في الكبير (1/ 254) من طريق مسلم بن إبراهيم. (¬6) أخرجه سعدان بن نصر في جزئه، رواية ابن الأعرابي (ص 49). (¬7) أخرجه ابن البختري في المجلس الخامس على الولاء من الأمالي (ص 149). (¬8) أي: رميته، انظر فتح الباري لابن حجر (12/ 216). (¬9) أخرجه ابن بشران في الثاني من فوائده (ص 239).

لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ بِشْرَانَ. رَوَاهُ (¬1) الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيٍّ (¬2). وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ (¬3)، كِلَاهُمَا عَنْ سفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. [5184] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ (¬4) إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرٍ (¬5). [5185] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ (¬6)، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ [فِي] (¬7) بَيْتِهِمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ" (¬8). [5186] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "روى"، والمثبت من السنن الكبير (17/ 558). (¬2) صحيح البخاري (9/ 11). (¬3) صحيح مسلم (6/ 181). (¬4) في النسخ: "عن"، والمثبت من السنن الكبير (17/ 558). (¬5) صحيح مسلم (6/ 181). (¬6) أخرجه معمر بن راشد في الجامع (10/ 384). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصلي الرواية. (¬8) أخرجه ابن بشران في الأول من فوائده (ص 197).

[أَبِي] (¬1) فَإِذَا صَاحِبٌ لَهُ قَدِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَرَأَى امْرَأَةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَفَقَئُوا عَيْنَهُ هَدَرَتْ (¬2) عَيْنُهُ" (¬3). [5187] وأخبرنا أبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا تَمْتَامٌ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِم (¬4) فَرَمَوْهُ، فَأَصَابَ عَيْنَهُ فَلَا دِيَةَ لَهُ وَلَا قِصَاصَ" (¬5). [5188] وأخبرنا أبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ (ح) قَالَ (¬6) عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى الشُّونِيزِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، فَذَكَرَهُ (¬7). وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. [5189] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في (ع)، ومكانه بياض في (م)، والمثبت من السنن الكبير (17/ 558). (¬2) أي لا قصاص فيها ولا دية. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (7/ 474) من طريق حماد. (¬4) من قوله: "ففقأوا عينه" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م). (¬5) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9/ 97) عن معاذ بن هشام. (¬6) في (م): "وقال". (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 219/ ب).

الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [أَبِي] (¬1) عَتِيقٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَوْ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي بَيْتِ رَجُلٍ فَفَقَأَ عَيْنَهُ، مَا كَانَ عَلَيْهِ فِيهِ شَيْءٌ" (¬2). [5190] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبُو الْعَبَّاسِ - هُوَ الْأَصَمُّ - ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا حَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ قُتْرَةٍ (¬3) - يَعْنِي: مِنْ كُوَّةٍ (¬4) - فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ، فَهِيَ هَدَرٌ" (¬5). قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: وَرُوِّينَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اطَّلَعَ عَلَى جَارِهِ فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 559). (¬2) أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص 358) عن محمد بن إسماعيل. (¬3) في (م): "سرة". (¬4) الكوة: الثقب في الجدار. (¬5) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 318) من طريقين عن حفص بن غياث. فقال في الطريق الأول وهو طريق مسدد: "عن حكيم بن أبي حكيم"، وقال في الثاني وهو طريق ليث: "عن أبي حكيم". قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 203) عن أبيه: "مجهول". (¬6) الأوسط لابن المنذر (13/ 133).

مسألة (543): وإذا عزر السلطان إنسانا فتلف من التعزير ضمنه الإمام، إما في مال نفسه، أو في بيت المال، على اختلاف القولين

مَسْأَلَةٌ (543): وَإِذَا عَزَّرَ السُّلْطَانُ إِنْسَانًا فَتَلِفَ مِنَ التَّعْزِيرِ ضَمِنَهُ الْإِمَامُ، إِمَّا فِي مَالِ نَفْسِهِ، أَوْ فِي بَيْتِ الْمَالِ، عَلَى اخْتِلَافِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا ضَمَانَ عَلَيْهِ (¬2). [5191] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبِسْطَامِيُّ، أنا أبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ - هُوَ ابْنُ زَكَرِيَّا - ثنا بُنْدَارٌ وَيَعْقُوبُ وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالُوا: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَدًّا فَمَاتَ فَأَجِدَ فِي نَفْسِي إِلَّا الْخَمْرَ، فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ وَدَيْتُهُ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَسُنَّهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سُفْيَانَ (¬4). وَإِنَّمَا أَرَادَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لمْ يَسُنَّهُ زِيَادَةً عَلَى الْأَرْبَعِينَ، أَوْ لَمْ يَسُنَّهُ بِالسِّيَاطِ، وَقَدْ سَنَّهُ بِالنِّعَالِ وَأَطْرَافِ الثِّيَابِ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 430)، ومختصر المزني (ص 173)، والحاوي الكبير (7/ 434)، ونهاية المطلب (8/ 174)، والمجموع (20/ 561). (¬2) انظر: المبسوط (9/ 64)، والهداية في شرح البداية (2/ 361)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 211)، والبناية شرح الهداية (6/ 397)، وفتح القدير (5/ 337). (¬3) صحيح مسلم (5/ 126). (¬4) صحيح البخاري (8/ 158).

[5192] وفيما أَجَازَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -[قَالَ] (¬1): مَا أَحَدٌ (¬2) يَمُوتُ فِي حَدٍّ مِنَ الْحُدُودِ فَأَجِدَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْئًا، إِلَّا الَّذِي يَمُوتُ فِي حَدِّ الْخَمْرِ؛ فَإِنَّهُ شَيْءٌ أَحْدَثْنَاهُ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَنْ مَاتَ مِنْهُ فَدِيتُهُ، إِمَّا قَالَ: فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَإِمَّا قَالَ: عَلَى عَاقِلَةِ الْإِمَامِ. أَشُكُّ (¬3). يَعْنِي: الشَّافِعِيَّ. وَإِنَّمَا أَرَادَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - إِذَا مَاتَ؛ فَمَا أَحْدَثُوهُ مِنَ الزِّيَادَةِ عَلَى الْأَرْبَعِينَ عَلَى وَجْهِ التَّعْزِيرِ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَبَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - أَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ فَفَزِعَتْ، فَأَجْهَضَتْ ذَا بَطْنِهَا فَاسْتَشَارَ عَلِيًّا - رضي الله عنه -، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَنْ يَدِيَهُ، فَأَمَرَ عُمَرُ عَلِيًّا فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَتَقْسِمَنَّهَا عَلَى قَوْمِكَ (¬4). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَقَدْ كَانَ لِعُمَرَ - رضي الله عنه - أَنْ يَبْعَثَ، وَلِلْإِمَامِ (¬5) أَنْ يَحُدَّ فِي الْخَمْرِ عِنْدَ الْعَامَّةِ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْبَعْثَةِ تَلَفٌ (¬6) عَلَى الْمَبْعُوثِ إِلَيْهَا أَوْ عَلَى ذِي بَطْنِهَا فَقَالَ [عَلِيٌّ وَقَالَ] (¬7) عُمَرُ: إِنَّ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ الدِّيَةَ، كَانَ [الَّذِي] نَرَاهُمْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) في (م): "ما من أحد". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 215). (¬4) المصدر السابق (7/ 215، 434). (¬5) في النسخ: "والإمام"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬6) في النسخ: "تلقا"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، ووقع في المختصر: "فقال علي" فقط، والمثبت من أصل الرواية ومعرفة السنن (13/ 59).

ذَهَبُوا إِلَيْهِ أَنَّهُ وَإِنْ كَانَتْ لَهُ الرِّسَالَةُ فَعَلَيْهِ أَنْ [لَا] (¬1) يُتْلِفَ بِهِ (¬2) أَحَدًا، فَإِنْ تَلِفَ ضَمِنَ، وَكَانَ الْمَأْثَمُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَرْفُوعًا (¬3). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل النقل والمختصر. (¬2) وكذا في المختصر، وفي أصل النقل: "بها". (¬3) الأم للشافعي (7/ 434).

مسألة (544): الختان واجب

مَسْأَلَةٌ (544): الْخِتَانُ وَاجِبٌ (¬1) وَقَالَ أبُو حَنِيفَةَ - رحمه الله -: سُنَّةٌ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [5193] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ نُصَيْرِ (¬3) بْنِ الْقَاسِمِ الْخَوَّاصُ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ - عليه السلام - وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنةً بَالْقَدُومِ (¬4) ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ (¬5). وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (¬6). وَالْأَمْرُ عَلَى الْوُجُوبِ بِظَاهِرِهِ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 218)، ومختصر المزني (ص 348)، والحاوي الكبير (13/ 430)، ونهاية المطلب (17/ 354)، والوسيط (6/ 523). (¬2) انظر: المبسوط (10/ 156)، وبدائع الصنائع (6/ 269)، (7/ 328)، وتحفة الملوك (ص 240)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (4/ 226)، والبناية شرح الهداية (9/ 157)، وفتح القدير (7/ 394). (¬3) نسب لجده، واسمه جعفر بن محمد بن نصير. له ترجمة في تاريخ الإسلام (7/ 862). (¬4) قيل: هي قرية بالشام. ويروى بغير ألف ولام. وقيل: القدوم بالتخفيف والتشديد: قدوم النجار. النهاية (قدم). (¬5) صحيح البخاري (4/ 140)، وصحيح مسلم (7/ 97). (¬6) سورة النحل (آية: 123).

[5194] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ (¬1) بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْغَزِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬2)، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلْقِ عَنْكَ شَعَرَ الْكُفْرِ، وَاخْتَتِنْ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ: "أُخْبِرْتُ عَنْ عُثَيْمِ بْنِ كُلَيْبٍ"، إِنَّمَا حَدَّثَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، فَكَنَّى عَنِ اسْمِهِ (¬3). [5195] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَا: ثنا مَرْوَانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ - زَادَ عَبْدُ الْوَهَّابِ فَقَالَ: الْكُوفِيُّ - عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَخْتِنُ (¬4) ¬

_ (¬1) وكذا سماه المؤلف في السنن الكبير (17/ 505)، ووقع اسمه في الكامل لابن عدي في هذا الموضع وفي (2/ 277)، (6/ 262): "أحمد بن محمد بن إبراهيم"، وكذا سماه المزي في التهذيب (16/ 96) في تلاميذ عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح، وكذا في تلاميذ محمد بن حماد الطهراني (25/ 90)، وقد روى ابن عساكر هذا الحديث في تبيين الامتنان بالأمر بالاختتان (ص 30) من طريق المؤلف وحمزة السهمي، ونبه على هذا الاختلاف، فقال عن البيهقي: "أخبرنا أبو سعد الماليني قالا - أي هو والسهمي - أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم - وقال الماليني: ابن هارون - وقالا: ابن إسماعيل، الغزي" فلعله يقصد أن المؤلف خالف شيخه في تسمية هذا الراوي، والله أعلم. (¬2) مصنف عبد الرزاق (6/ 10)، (10/ 317). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 503). (¬4) في (م): "تختتن".

بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَنْهَكِي (¬1)؛ فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ، وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ" (¬2). وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ أَيْضًا، عَنْ مَرْوَانَ (¬3). وَفِي رِوَايَةِ الْمُفَضَّلِ بْنِ غَسَّانَ الْغَلَابِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي (¬4) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ امْرَأَةٌ - يُقَالُ لَهَا: أُمُّ عَطِيَّةَ - تَخْفِضُ الْجَوَارِيَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أُمَّ عَطِيَّةَ، اخْفِضِي، وَلَا تَنْهَكِي؛ فَإِنَّهُ أَسْرَى (¬5) لِلْوَجْهِ، وَأَحْظَى عِنْدَ الزَّوْجِ". قَالَ الْغَلَابِيُّ: فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ هَذَا لَيْسَ بِالْفِهْرِيِّ. [5196] أخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أبَا زَكَرِيَّا عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَذَكَرَهُ (¬6). فَأَمَرَ بِهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ لِلْوُجُوبِ. ¬

_ (¬1) أي: لا تبالغي في استقصاء الختان. النهاية (نهك). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 333). (¬3) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (17/ 507). (¬4) قوله: "حدثني" ليس في (م). (¬5) أسرى للوجه: أي أصفى للونه وأبقى لنضارته. غريب الحديث للخطابي (2/ 361). (¬6) أخرجه الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (2/ 1229) من طريق عبد الله بن يحيى السكري.

وَرَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِأُمِّ عَطِيَّةَ، فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ (¬1). [5197] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ (¬2)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَرِهَ ذَبِيحَةَ الْأَرْغَلِ (¬3)، وَقَالَ: لَا تُقْبَلُ صَلَاتُهُ، وَلَا تَجُوزُ [شَهَادَتُهُ] (¬4) (¬5). [5198] قال: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ (¬6) الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبِّاسٍ، قَالَ: لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ رَجُلٍ لَمْ يَخْتَتِنْ (¬7). وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُوجِبُهُ. [5199] أخبرنا أبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَسْفَاطِيُّ - يَعْنِي: الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَضْلِ - وَتَمْتَامٌ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ الْأَسْوَدِ قَالَتْ: سَمِعْتُ مُنْيَةَ (¬8) بِنْتَ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي بَرْزَةَ تُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهَا أَبِي بَرْزَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْأَقْلَفِ يَحُجُّ بَيْتَ اللَّهِ، قَالَ: "لَا، حَتَّى يَخْتَتِنَ". لَفْظُ حَدِيثِ تَمْتَامٍ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 154) من طريق زائدة. (¬2) في النسخ: "الصغاني"، والمثبت من السنن الكبير (17/ 511)، وهو: محمد بن عبد الله الصنعاني. له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 835). (¬3) الأرغل والأغرل هو الأقلف، كما في تاج العروس مادة (رغل). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير. (¬5) أخرجه معمر في الجامع الملحق بمصنف عبد الرزاق (11/ 175)، وسقط قوله: "عن رجل" من المصنف (4/ 483). (¬6) في النسخ: "عن"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 511). (¬7) أخرجه عبد الرزاق في جامع معمر (11/ 175) وهو من زوائده على الجامع. (¬8) في (م): "بنية".

وَفِي رِوَايَةِ الْأَسْفَاطِيِّ قَالَتْ: سَمِعْتُ مُنْيَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ رَجُلٍ قَلَفٍ (¬1) يَحُجُّ بَيْتَ اللَّهِ، قَالَ: "لَا (¬2)، حَتَّى يَخْتَتِنَ" (¬3). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [5200] أخبرناه هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ - رحمه الله - بِبَغْدَادَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ [بْنُ] (¬4) مُجَشِّرٍ، ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (¬5)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، وَمَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ (¬6). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ شَيْئًا سَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَ بِهِ فَيَكُونُ وَاجِبًا؛ بِدَلِيلِ مَا مَضَى لَنَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا، وَلَا يَصِحُّ رَفْعُهُ: [5201] أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَبْدَانُ، ثنا أَيُّوبُ الْوَزَّانُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا ابْنُ ثَوْبَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، ¬

_ (¬1) في السنن الكبير للمؤلف (17/ 509) ومصدر التخريج: "رجل أقلف". (¬2) قوله: "لا" ليس في (ع). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تبيين الامتنان بالأمر بالاختتان (ص 33) من طريق أحمد بن عبيد الصفار. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (17/ 510). (¬5) هنا في المطبوع من جزء هلال الحفار زيادة: "عن شعبة، عن محمد بن حجادة"، وبالرجوع إلى المخطوط منه نسخة برنستون (ق 15/ ب) وجدنا هذه الزيادة عبارة عن لحق على هامش الأصل بخط مغاير ولم يرمز له بالصحة، فظنها المحقق من النص فأدرجها، والله أعلم. (¬6) أخرجه الحسين بن عياش في جزئه (ص 194).

عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ" (¬1). وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. [5202] وأخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: ثنا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي مَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، وَمَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ" (¬2). الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقِيلَ: عَنْهُ أَيْضًا، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: [5203] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيادٍ، ثنا الْحَجَّاجُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، وَمَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ" (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 233) من طريق عبدان. (¬2) أخرجه أحمد في المسند (9/ 4802) من طريق الحجاج. (¬3) أخرجه ابن عساكر في تبيين الامتنان بالأمر بالاختتان (ص 43) من طريق المؤلف إلا أنه ليس فيه اسم: "علي بن محمد المقرئ". وانظر علل ابن أبي حاتم (5/ 647).

مسألة (545): وما أفسدت البهائم من الزرع بالليل ضمنه أهلها، وما أفسدت بالنهار ولم يكن معها صاحبها فهدر

مَسْأَلَةٌ (¬1) (545): وَمَا أَفْسَدَتِ (¬2) الْبَهَائِمُ مِنَ الزَّرْعِ بِاللَّيْلِ ضَمِنَهُ أَهْلُهَا، وَمَا أَفْسَدَتْ بِالنَّهَارِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهَا صَاحِبُهَا فَهَدَرٌ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا ضَمَانَ عَلَى صَاحِبِهَا (¬4). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [5204] أخبرنا الْقَاضِي أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ؛ أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطًا لِقَوْمٍ، فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى أَهْلِ الْأَمْوَالِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ، وَمَا أَفْسَدَتِ الْمَوَاشي بِاللَّيْلِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى أَهْلِهَا (¬5). كَذَا رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَاللَّيْثُ (¬6)، وَعُقَيْلٌ، وَشُعَيْبٌ (¬7)، وَيُونُسُ (¬8)، ¬

_ (¬1) هذه المسألة أوردها المؤلف في السنن الكبير (17/ 567)، والمعرفة (13/ 92) في باب الضمان على البهائم. (¬2) في النسخ: "فسدت"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: مختصر المزني (ص 351)، والحاوي الكبير (13/ 466)، ونهاية المطلب (17/ 380)، والمجموع (21/ 103). (¬4) انظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 153). (¬5) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 315). (¬6) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 463). (¬7) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (15/ 462). (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 193).

وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَمَعْمَرٌ مِنْ رِوَايَةِ وُهَيْبٍ وَغَيْرِهِ (¬1)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (¬2). وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ (¬3) (¬4). وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامٍ، عَنِ الْبَرَاءِ. وَكَذَا قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (¬5). وَرَوَاهُ الْفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ (¬6)، وَأَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامٍ؛ أَنَّ الْبَرَاءَ كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ. وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ؛ أَنَّ نَاقَةً لِآلِ الْبَرَاءِ (¬7). وَرَوَاهُ حَجَّاجٌ (¬8) وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬9)، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ؛ أَنَّ نَاقَةَ الْبَرَاءِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 47). (¬2) قاله الدارقطني في السنن (4/ 193). (¬3) في (م): "عن حرام عن البراء". (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 81). قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 81، 82): "ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك، وأنكروا عليه قوله فيه: "عن أبيه""، وأسند ابن عبد البر هذا القول من طريق ابن داسة عن أبي داود، ثم قال ابن عبد البر: "هكذا قال أبو داود: لم يتابَع عبدُ الرزاق. قال محمد بن يحيى الذهلي: لم يتابع معمر على ذلك. فجعل محمد بن يحيى الخطأ فيه من معمر، وجعله أبو داود من عبد الرزاق". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 192). (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (17/ 568). (¬7) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 424). (¬8) علقه الدارقطني في السنن (4/ 194). (¬9) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 82).

[5205] أخبرنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي: الثَّوْرِيَّ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ؛ أَنَّ نَاقَةً لِآلِ الْبَرَاءِ أَفْسَدَتْ شَيْئًا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ حِفْظَ الثِّمَارِ عَلَى أَهْلِهَا بِالنَّهَارِ، وَضَمَّنَ أَهْلَ الْمَاشِيَةِ مَا أَفْسَدَتْ مَاشِيَتُهُمْ بِاللَّيْلِ (¬1). [5206] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَقَالَ: عَنْ حَرَامٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ نَاقَةً لَهُمْ (¬2). [5207] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيع، انا الشَّافِعِيُّ، انا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ (¬3) دَخَلَتْ حَائِطَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - علَى أَهْلِ الْحَوَائِطِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ، وَعَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَفْسَدَتْ مَاشِيَتُهُم بِاللَّيْلِ (¬4). [5208] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ ضَارِيَةٌ (¬5) (¬6) (ح) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 464) من طريق الحسن بن علي بن عفان. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 207/ ب). (¬3) قوله: "أن ناقة للبراء بن عازب" ليس في (م). (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 316). (¬5) الضارية: المعادة لرعي زروع الناس. النهاية (ضرو). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 239).

[5209] وأخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا الرَّمَادِيُّ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ (¬1)؛ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ ضَارِيَةٌ، فَأَفْسَدَتْ (¬2). فَذَكَرَاهُ بِنَحْوِ مَا سَبَقَ. فَقَدْ قَالَ طَيَّهُ: "عَنِ الْبَرَاءِ". هَؤُلَاءِ النَّفَرُ: أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ؛ كُلُّهُمْ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ. وَمُعَاوَيةُ بْنُ هِشَامٍ الْقَصَّارُ، وَالْمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى. ثُمَّ هُوَ وَالْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ. [5210] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ، أنا أبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرُويَهْ، أنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَحَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ؛ أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطًا لِقَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَفْسَدَتْ، فَاخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَضَى أَنَّ حِفْظَ الْحَوَائِطِ عَلَى أَهْلِهَا بِالنَّهَارِ، وَعَلَى أَهْلِ الْمَوَاشِي مَا أَفْسَدَتِ الْمَوَاشِي بِاللَّيْلِ (¬3). فَتَأَكَّدَ أَحَدُ الْمُرْسَلَيْنِ بِالْآخَرِ وَقَوِيَا (¬4)، وَانْضَمَّ إِلَيْهِمَا مُرْسَلُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ ¬

_ (¬1) قوله "ابن عازب" ليس في (م). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن، رواية الحارثي (ق 207/ أ). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 324) عن سفيان بن عيينة. (¬4) قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 82): "هذا الحديث وإن كان مرسلا فهو حديث مشهور، أرسله الأئمة، وحدث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز، وتلقوه بالقبول، وجرى في المدينة به العمل".

سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَضْلًا عَنِ الْمُسْنَدِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَاحِدٍ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ حَرَامٍ، عَنِ الْبَرَاءِ. [5211] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أُتِيَ شُرَيْحٌ بِشَاةٍ أَكَلَتْ عَجِينًا، فَقَالَ: نَهَارًا أَوْ لَيْلًا؟ [قَالُوا: نَهَارًا] (¬1). فَأَبْطَلَهُ، وَقَرَأَ: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} (¬2)، وَقَالَ: إِنَّمَا النَّفْشُ (¬3) بِاللَّيْلِ (¬4). وَرَوَاهُ قَتَادَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ شُرَيْحًا رُفِعَتْ إِلَيْهِ شَاةٌ أَصَابَتْ غَزْلًا (¬5)، فَقَالَ: إِنْ كَانَ بِلَيْلٍ فَقَدْ ضَمِنْتُمْ، وَإِنْ كَانَ نَهَارًا فَلَا ضَمَانَ عَلَيْكُمْ، وَقَالَ: النَّفْشُ بِاللَّيْلِ، وَالْهَمَلُ بِالنَّهَارِ (¬6). اسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ (¬7)، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ (¬8) الْخُمُسُ": ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (17/ 572). (¬2) سورة الأنبياء (آية: 78). (¬3) نفشت الغنم والإبل: رعتْ ليلًا بلا راعٍ. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 326) من طريق ابن أبي خالد. (¬5) زاد بعده عبد الرزاق والمؤلف في السنن الكبير (17/ 572): "فقال الشعبي: أبصروه، فإنه سيسألهم: أبليل كان أم بنهار؟ فسألهم. . .". (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 82). (¬7) العجماء: البهيمة، وجبار: هَدَر. (¬8) قال ابن الأثير: "الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة. . . والحديث إنما جاء في التفسير الأول وهو الكنز الجاهلي، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه". النهاية (ركز).

[5212] [وبما أَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالُوا: حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ] (¬1) (¬2) (ح) وَأَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، ثنا مَالِكٌ، فَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (¬4). قَالُوا: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حَدِيثَ الْبَرَاءِ صَارَ مَنْسُوخًا بِهَذَا. وَالْجَوَابُ فِيمَا ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، وَهُوَ فِيمَا: [5213] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَأَخَذْنَا بِهِ - يَعْنِي: بِحَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ نَصًّا (¬5) - لِثُبُوتِهِ وَاتِّصَالِهِ وَمَعْرِفَةِ رِجَالِهِ، وَلَا يُخَالِفُ هَذَا الْحَدِيثُ حَدِيثَ: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا (¬6) جُبَارٌ". وَلَكِنَّ الْعَجْمَاءَ جُرْحُهَا جُبَارٌ جُمْلَةٌ مِنَ الْكَلَامِ الْعَامِّ الْمَخْرَجِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ الْخَاصُّ، فَلَمَّا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الكبير للمؤلف (17/ 573). (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 315). (¬3) صحيح مسلم (5/ 128). (¬4) صحيح البخاري (2/ 130). (¬5) وكذا في نسخة تشستربتي ونسخة دار الكتب (ق/ 37 أ) من المختصر. وفي معرفة السنن والآثار (13/ 96): "قضاء" وكذا عزاه ابن الملقن في البدر المنير (9/ 19) للمؤلف في الخلافيات. (¬6) في (م): "وجرحها".

جُبَارٌ" وَقَضَى فِيمَا أَفْسَدَتِ الْعَجْمَاءُ بِشَيْءٍ فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ، دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَا أَصَابَتِ الْعَجْمَاءُ مِنْ جُرْحٍ وَغَيْرِهِ فِي حَالٍ جُبَارٌ، وَفِي حَالٍ غَيْرُ جُبَارٍ. وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ إِذَا كَانَ عَلَى أَهْلِ الْعَجْمَاءِ حِفْظُهَا ضَمِنُوا مَا أَصَابَتْ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ حِفْظُهَا لَمْ يَضْمَنُوا شَيْئًا مِمَّا أَصَابَتْ، فَيَضْمَنُ أَهْلُ الْمَاشِيَةِ السَّائِمَةِ (¬1) بِاللَّيْلِ مَا أَصَابَتْ مِنْ زَرْعٍ، وَلَا يَضْمَنُونَهُ بِالنَّهَارِ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) السائمة: الدابة المرسلة في رعيها. (¬2) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 316).

مسألة (546): ولو وطئت دابته وهو راكبها إنسانا برجلها كان عليه ضمانه؛ لأن عليه منعها في تلك الحال من كل ما يتلف به أحدا

مَسْأَلَةُ (546): وَلَوْ وَطِئَتْ دَابَّتُهُ وَهُوَ رَاكِبُهَا إِنْسَانًا بِرِجْلِهَا كَانَ عَلَيْهِ ضَمَانُهُ؛ لِأَنَّ عَلَيْهِ مَنْعَهَا فِي تِلْكَ الْحَالِ مِنْ كُلِّ مَا يُتْلِفُ بِهِ أَحَدًا (¬1). احْتَجَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي ذَلِكَ بِحَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَقَدْ سَبَقَ فِيمَا مَضَى. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا ضَمَانَ عَلَيْهِ (¬2). وَاسْتَدَلَّ بِمَا لَا يُثْبِتُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَهُوَ مَا: [5214] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الرِّجْلُ جُبَارٌ" (¬3). وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْخَالِقِ: "عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -". فَذَكَرَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - أَنَّهُ غَلَطٌ؛ لِأَنَّ الْحُفَّاظَ لَمْ يَحْفَظُوا هَكَذَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 351)، والحاوي الكبير (13/ 470)، ونهاية المطلب (17/ 383)، والمجموع (21/ 105). (¬2) انظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (6/ 153). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (8/ 31) من طريق عباد بن العوام. (¬4) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (8/ 353).

[5215] أخبرنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا (¬1) أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ - رحمه الله - قَالَ: لَمْ يُتَابَعْ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَلَى قَوْلِهِ: "الرِّجْلُ جُبَارٌ". وَهُوَ وَهْمٌ؛ لِأَنَّ الثِّقَاتِ خَالَفُوهُ، وَلَمْ يَذْكُرُوا ذَلِكَ (¬2)، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ: "وَالرِّجْلُ جُبَارٌ". وَهُوَ الْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3). [5216] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ اللَّيْثِ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬5). وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. كَذَلِكَ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْإِمَامُ (¬6)، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٌ (¬7)، وَعُقَيْلٌ (¬8)، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (¬9)، وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ¬

_ (¬1) قوله: "أنا" ليس في (ع). (¬2) في النسخ: "ولم يذكروا في ذلك"، والمثبت هو الموافق لما في أصل الرواية والسنن الكبير (17/ 575). (¬3) سنن الدارقطني (4/ 186، 187). (¬4) صحيح البخاري (9/ 12). (¬5) صحيح مسلم (5/ 127). (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (2/ 440). (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 65) عن معمر وابن جريج. (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 185). (¬9) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 163).

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الزُّبَيْدِيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَسْوَدُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3). فَأَمَّا حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَإِنَّهُ وَهْمٌ، وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ فِي غَيْرِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ أَوْثَقَ مِنْهُ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ. [5217] أخبرنا أبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬4). وَرَوَاهُ آدَمُ بن أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَفِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَادَ فِيهِ: "وَالرِّجْلُ جُبَارٌ" (¬5). وَلَمْ يُتَابَعْ؛ فَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ - وَهُوَ الْحَكَمُ فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ - وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ (¬6)، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (¬7)، وَأَبُو عُمَرَ (¬8)، ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 508). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 185). (¬3) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 128). (¬4) تاريخ ابن معين، رواية الدارمي (ص 45). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 190، 298). (¬6) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 128). (¬7) أخرجه البخاري في الصحيح (9/ 12). (¬8) هو: حفص بن عمر بن الحارث الحوضي البصري.

وَغَيْرُهُمْ، عَنْ شُعْبَةَ دُونَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (¬1). [5218] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ - عَقِيبَ حَدِيثِ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ - عَنْ شُعْبَةَ: كَذَا قَالَ: "وَالرِّجْلُ جُبَارٌ". وَهُوَ وَهْمٌ، وَلَمْ يُتَابِعْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ شُعْبَةَ (¬2). [5219] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ابْنِ قَيْسٍ (¬3)، عَنْ هُزَيْلٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الرِّجْلُ جُبَارٌ" (¬4). هَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ قَيْسٍ (¬5) مُرْسَلًا، وَوَصَلَهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ - وَهُوَ ضَعِيفٌ - يَذْكُرُ عَبْدَ اللَّهِ فِيهِ (¬6). وَنُعَارِضُهُمْ بِمَا: [5220] حدثنا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا أبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارُ، ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في الصحيح (5/ 128). (¬2) سنن الدارقطني (4/ 298). (¬3) كذا في النسخ والمختصر: "ابن قيس"، وصوابه: "أبي قيس"، كما في مصادر تخريج الحديث، وكذا في مصادر ترجمته، وهو عبد الرحمن بن ثروان الأودي. له ترجمة في تهذيب الكمال (17/ 20). (¬4) أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص 390) من طريق سفيان. (¬5) كذا، وانظر التعليق السابق. (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 235)، وقد صوب الدارقطني الرواية المرسلة، كما في العلل (5/ 371).

جَزِيٍّ نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَوْقَفَ دَابَّةً فِي سَبِيلٍ مِنْ سُبُلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ فِي أَسْوَاقِهِمْ، فَأَوْطَتْ بِيَدٍ أَوْ رِجْلٍ فَهُوَ ضَامِنٌ" (¬1). وَبِمَا: [5221] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ سَاكِنُ الْمَشْهَدِ (¬2) - قَدِمَ عَلَيْنَا - أنا شَافِعُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوَانَةَ، أنا ابْنُ جَوْصَا، ثنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَبَطَ دَابَّةً فِي طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ فَأَصَابَتْ أَحَدًا فَهُوَ ضَامِنٌ" (¬3). [5222] وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُودٍ الْأَصْبَهَانِيُّ - قَدِمَ عَلَيْنَا خُسْرَوْجِرْدَ - أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخُوَارِيُّ (¬4)، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ بِبَغْدَادَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬5) الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ ارْتَبَطَ (¬6). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (4/ 235) من طريق أبي نصر التمار. (¬2) له ترجمة في المنتخب من كتاب السياق (ص 376). (¬3) حكاه ابن أبي حاتم في العلل (4/ 271) من طريق بقية. (¬4) شيخ للحاكم. له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 423). (¬5) كذا، وفي مصدر التخريج: "عيسى بن عبد الله" كما تقدم في الرواية السابقة، قال ابن أبي حاتم في العلل (4/ 273) عن أبيه: "وعيسى هو: ابن عبد الله الأنصاري، من ولد النعمان بن بشير، ولم يدرك ابن أبي خالد، وهو ذاهب الحديث، مجهول، روى عنه الوليد بن مسلم وبقية". قلنا: اسمه: عيسى بن عبد الله بن الحكم بن النعمان بن بشير، أبو موسى الأنصاري. انظر ترجمته في الكامل لابن عدي (8/ 244). (¬6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (21/ 93) من طريق محمد بن المصفى بلفظ: "من ربط".

كتاب السير

وَمِنْ كِتَابِ السِّيَرِ

مسألة (547): [فإن] أدرك أهل الحرب المسلمين المنصرفين بالغلبة والغنيمة فخاف المسلمون ارتجاع الغنائم [لم] يحل لهم ذبح الحيوان وإتلافه لغير مأكلة

مَسْأَلَةُ (547): [فَإِنْ] (¬1) أَدْرَكَ أَهْلُ الْحَرْبِ الْمُسْلِمِينَ الْمُنْصَرِفِينَ بِالْغَلَبَةِ وَالْغَنِيمَةِ فَخَافَ الْمُسْلِمُونَ ارْتِجَاعَ الْغَنَائِمِ [لَمْ] (¬2) يَحِلَّ لَهُمْ ذَبْحُ الْحَيَوَانِ وَإِتْلَافُهُ لِغَيْرِ مَأْكَلَةٍ (¬3). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَهُمْ أَنْ يَذْبَحُوا مَا لَا يُمْكِنُهُمْ إِخْرَاجُهُ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ، وَأَنْ يُحْرِقُوهُ بَعْدَ الذَّبْحِ بِالنَّارِ (¬4). [5223] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ (¬5)، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ وَأبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَا: أنا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْ قَتْلِهِ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: "أَنْ تَذْبَحَهَا فَتَأْكُلَهَا، وَلَا تَقْطَعَ رَأْسَهَا فَتَرْمِيَ بِهَا". ¬

_ (¬1) في النسخ: "من"، والمثبت من المختصر. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأم (5/ 304)، ومختصر المزني (ص 356)، والحاوي الكبير (14/ 190)، ونهاية المطلب (17/ 463)، والمجموع (21/ 165). (¬4) انظر: السير الصغير (1/ 110)، والمبسوط (10/ 37)، وبدائع الصنائع (7/ 102)، والهداية (2/ 385)، وتبيين الحقائق (3/ 250). (¬5) من هنا إلى نهاية المسألة زيادة من راوي النسخة، وقد بيَّن ذلك في نهاية زيادته.

قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الْمَصْبُورَةِ (¬1). وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ (¬2). وَفِي وَصِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - لَمَّا بَعَثَ الْجُيُوشَ أَنْ قَالَ: وَلَا تَعْقِرَنَّ شَاةً وَلَا بَعِيرًا إِلَّا لِمَأْكَلَةٍ (¬3). وَقَالَ لِمُعَاذٍ - رضي الله عنه -: إِنَّ الرُّومَ يَأْخُذُونَ مَا حَسَرَ (¬4) مِنْ خَيْلِنَا فَيَسْتَفْحِلُونَهَا (¬5) وَيُقَاتِلُونَ عَلَيْهَا، أَفَنَعْقِرُ مَا حَسَرَ مِنْ خَيْلِنَا؟ قَالَ: لَا، لَيْسُوا بِأَهْلٍ أَنْ يَنْتَقِصُوا (¬6) مِنْكُمْ، إِنَّمَا هُمْ (¬7) غَدًا رَقِيقُكُمْ، أَوْ أَهْلُ ذِمَّتِكُمْ (¬8). قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَبَلَغَنَا أَنَّ أبَا أُمَامَةَ أَوْصَى ابْنَهُ؛ أَنْ لَا تَعْقِرَ جَسَدًا، وَنَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَقْرِ الدَّابَّةِ إِذَا هِيَ قَامَتْ (¬9). وَحَدِيثُ جَعْفَرٍ - رضي الله عنه -، وَعَقْرِهِ فَرَسَهُ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ، وَقَدْ جَاءَ فِيهِ نَهْيٌ كَثِيرٌ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬10). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 595). (¬2) صحيح البخاري (7/ 94)، وصحيح مسلم (6/ 72). (¬3) الأم للشافعي (5/ 594). (¬4) أي ما أعيا وتعِب من الخيل. النهاية (حسر). (¬5) وكذا في بعض نسخ الأم، وفي (م): "فيستحلونها"، وفي المختصر ونسخة من الأم: "فيستعجلونها" وفي نسخة أخرى: "فيستلقحونها". (¬6) قوله: "ينتقصوا" مكانه بياض في (م)، وفي المختصر: "ينتفعوا". (¬7) في النسخ: "هو"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (18/ 288). (¬8) أخرجه الشافعي في الأم (9/ 242). (¬9) زاد في النسخ هنا كلمة تقرأ في (ع): "بها"، وفي (م): "ما"، وليست في المختصر ولا في أصل الرواية من الأم (5/ 636)، ولا في معرفة السنن (13/ 244). (¬10) سنن أبي داود، رواية ابن داسة (ق/ 182)، ومن قوله: "وقد جاء" ليس في رواية اللؤلئي (4/ 220).

قَالَ الشَّافِعِيُّ: لَا أَعْلَمُهُ مِمَّا يَثْبُتُ عِنْدَ الِانْفِرَادِ، وَلَا أَعْلَمُهُ مَشْهُورًا عِنْدَ عَوَامِّ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْمَغَازِي (¬1). قَالَ الْإِمامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: الْحُفَّاظُ (¬2) يَتَوَقَّوْنَ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَإِنْ صَحَّ فَلَعَلَّ جَعْفَرًا - رضي الله عنه - لَمْ يَبْلُغْهُ النَّهْيُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ (¬3): نَقَلْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ مِنَ السُّنَنِ الْكَبِيرِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ هُنَا فِي الْمَسْأَلَةِ الْأُولَى شَيْئًا، وَاخْتَصَرْتُ أَسَانِيدَهَا؛ لِئَلَّا تَطُولَ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ. * * * ¬

_ (¬1) الأم للشافعي (5/ 634). (¬2) قوله: "الحفاظ" ليس في (م). (¬3) هذه الأحاديث زادها راوي النسخة، وهي كما قال مأخوذة من السنن الكبير، وأثبتها ابن فرح في المختصر بغير إشارة، والله أعلم.

مسألة (548): والغنيمة لمن شهد الوقعة أو كان ردءا لهم، فأما من لم يحضرها ولم يكن ردءا لهم فلا حق له فيها

مَسْأَلَةُ (548): وَالْغَنِيمَةُ لِمَنْ (¬1) شَهِدَ الْوَقْعَةَ أَوْ كَانَ رِدْءًا (¬2) لَهُمْ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَحْضُرْهَا وَلَمْ يَكُنْ رِدْءًا لَهُمْ فَلَا حَقَّ لَهُ (¬3) فِيهَا (¬4). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْغَنيمَةُ لِكُلِّ مَنْ دَخَلَ دَارَ الْحَرْبِ قَبْلَ قِسْمَتِهَا (¬5). [5224] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ (¬6)، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ الْأَحْمَسِيِّ، قَالَ: غَزَتْ بَنُو عُطَارِدٍ مَاهَ (¬7) الْبَصْرَةِ (¬8)، وَأُمِدُّوا (¬9) بِعَمَّارٍ مِنَ الْكُوفَةِ، فَخَرَجَ قَبْلَ الْوَقْعَةِ، وَقَدِمَ بَعْدَ الْوَقْعَةِ (¬10)، فَقَالَ: نَحْنُ ¬

_ (¬1) في (ع): "لم". (¬2) الردء: المعِين. (¬3) قوله: "له" ليس في (م). (¬4) انظر: الأم (9/ 204)، ومختصر المزني (ص 202)، والحاوي الكبير (14/ 159)، والمجموع (19/ 368). (¬5) انظر: السير الصغير (1/ 249)، والمبسوط (10/ 18)، وتحفة الفقهاء (3/ 299)، وبدائع الصنائع (7/ 121)، والهداية (2/ 385). (¬6) في النسخ: "سلمة"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الروية والسنن الكبير (13/ 241). وهو: أبو عمرو الجدلي. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (24/ 81). (¬7) في (ع) والمختصر: "ماء". ماه البصرة وماه الكوفة، هو اسم للأماكن المضافة إلى كل واحدة منهما، فقلب الهاء في النسب همزة أو ياء، وليست اللفظة عربية. النهاية (موه). (¬8) وقع في الأصل الخطي لأصل الرواية: "رماة من البصرة". (¬9) في النسخ: "وأمروا". (¬10) قوله: "وقدم بعد الوقعة" ليس في (م).

شُرَكَاؤُكُمْ فِي الْغَنِيمَةِ، فَقَامَ (¬1) رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُطَارِدٍ (¬2) فَقَالَ (¬3): أَيُّهَا الْعَبْدُ الْمُجَدَّعُ، [تُرِيدُ] (¬4) أَنْ نَقْسِمَ (¬5) لَكَ غَنَائِمَنَا - وَكَانَتْ أُذُنُهُ أُصِيبَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - فَقَالَ: عَيَّرْتُمُونِي بِأَحَبِّ أُذُنَيَّ إِلَيَّ أَوْ خَيْرِ أُذُنَيَّ، قَالَ: فكَتَبَ فِي (¬6) ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ: إِنَّ الْغَنِيمَةَ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ (¬7). [5225] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الصَّيْرَفِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ شُعْبَةَ (¬8) بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنَّمَا الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ (¬9). [5226] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ (¬10)، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬11) بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ (¬12)، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ¬

_ (¬1) في النسخ: "فقال". (¬2) في (م): "عطار". (¬3) قوله: "فقال" ليس في (م). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬5) في النسخ: "يقسم". (¬6) قوله: "في" ليس في (م). (¬7) أخرجه سعدان في جزئه، رواية الصفار (ق 21/ أ). (¬8) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من أصل الرواية. (¬9) أخرجه الشافعي في الأم (9/ 203). (¬10) في (م): "علي بن أحمد بن عبيد". (¬11) في النسخ: "علي بن الحسين"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (9/ 57). (¬12) سنن سعيد بن منصور (2/ 332).

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ (¬1) سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى سَرِيَّةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ، فَقَدِمَ أبَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَصْحَابُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِخَيْبَرَ بَعْدَ أَنْ فَتَحَهَا، وَإِنَّ حُزُمَ (¬2) خَيْلِهِمْ لِيِفٌ، فَقَالَ أَبَانُ: اقْسِمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ (¬3): فَقُلْتُ: لَا تَقْسِمْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ أبَانُ: أَنْتَ بِهَا يَا وَبْرُ، تَحَدَّرَ عَلَيْنَا مِنْ رَأْسِ ضَالٍ (¬4)، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اجْلِسْ يَا أَبَانُ". وَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). لَفْظُ حَدِيثِ الرُّوذْبَارِيِّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ. فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ (¬6). [5227] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو الْأَحْرَزِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَمِيلٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ (¬7) الْحَوْطِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ (¬8) يُحَدِّثُ ¬

_ (¬1) في (م): "يحدث عن". (¬2) جمع حِزام. (¬3) قوله: "قال أبو هريرة" ليس في (م). (¬4) الوبْر: دويبة، ورواه بعضهم بفتح الباء، من وبر الإبل، والصحيح الأول، وتدلى: نزل، وضالٌ: مكان أو جبل بعينه، يريد توهين أمره وتحقير قدره، ويروى "ضان" بالنون وهو أيضا جبل في أرض دوس، وقيل: أراد به الضأن من الغنم فتكون ألفه همزة، ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة وفي آخر بالمعجمة، وكلاهما صواب في المعنى. انظر النهاية (وبر، ضيل). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 237). (¬6) صحيح البخاري (5/ 139). (¬7) قوله: "نجدة" ليس في (م). (¬8) في النسخ: "أنه سمع"، والمثبت من معرفة السنن للمؤلف (9/ 259).

سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ فِي سَرِيَّةٍ قِبَلَ نَجْدٍ، فَقَدِمَ أَبَانُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَمَا فَتَحَ خَيْبَرَ، قَالَ: فَأبَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُسْهِمَ لَهُمْ (¬1). [5228] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ [بَحْرٍ] (¬2) الْقَطَّانُ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ (¬3) سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ اللَّهَ فَتَحَ عَلَى رَسُولِهِ خَيْبَرَ، ثُمَّ جَاءَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فِي خَيْلٍ لَهُ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُسْهِمَ لَهُ وَأَصْحَابِهِ، فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَكَانَتْ حُزُمُ خُيُولِهِمُ اللِّيفَ (¬4). [5229] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا أبُو كُرَيْبٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْيَمَنِ فِي بِضْعٍ وَخَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي (¬5) - إِمَّا قَالَ: اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ، أَوْ: ثَلَاثَةٍ وَخَمْسِينَ - وَنَحْنُ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ: أَبُو مُوسَى وَأَبُو رُهْمٍ وَأَبُو بُرْدَةَ، فَأَخْرَجَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَعِنْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ، فَأَقْبَلْنَا جَمِيعًا (¬6) إِلَى ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (7/ 347) من طريق الوليد بن مسلم. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (13/ 238). (¬3) في (م): "ثنا". (¬4) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 164) من طريق الوليد. (¬5) في (م): "قومه". (¬6) أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى (2/ 337)، وأبو نعيم في المعرفة (1/ 193) من طريق السراج فزادا هنا: "في السفينة".

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَأَسْهَمَ لَنَا - أَوْ قَالَ: فَأَعْطَانَا (¬1) مِنْهَا - وَمَا قَسَمَ لِأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ مِنْهَا إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلَّا لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِ السَّفِينَةِ، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ، وَقَالَ: "لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ (¬2) وَابْنِ بَرَّادٍ (¬3). [5230] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِيِنِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قِرَاءَةً، ثنا أَبِي، ثنا حُصَيْنُ (¬4) بْنُ مُخَارِقٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بَخْتَرِيٍّ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ (¬5). مَوْقُوفٌ. [5231] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُلَيْبَ بْنَ وَائِلٍ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ - يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ - فَقَالَ: "إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ ¬

_ (¬1) في النسخ: "فأعطى"، والمثبت من المختصر. (¬2) صحيح البخاري (4/ 90)، (5/ 51)، (5/ 137). (¬3) إن لم يكن ثَم سقط فكذا قال المؤلف - رحمه الله -، ولم يخرج البخاري هذا الحديث عن ابن براد، بل ولم يرو عن ابن براد في الصحيح إلا حديثا واحدا تعليقًا، قاله المزي في التهذيب (14/ 327)، وانظر رجال البخاري للكلاباذي (2/ 877). لكن الذي رواه عن ابن براد هو مسلم (7/ 171) مقرنا معه محمد بن العلاء. (¬4) في النسخ: "حسين"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في الضعفاء للدارقطني (ص 189)، ولسان الميزان (3/ 220). (¬5) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 500).

فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ (¬1) رَسُولِهِ". فَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمٍ، وَلَمْ يَضْرِبْ لِأَحَدٍ غَابَ غَيْرَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "وحاجة" ليس في (م). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (6/ 77) مطولا.

مسألة (549): ويقتل الشيوخ والرهبان في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (549): وَيُقْتَلُ الشُّيُوخُ وَالرُّهْبَانُ في أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُقْتَلُونَ (¬2). [5232] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ (¬4)، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حُنَيْنٍ، بَعَثَ أَبِي عَامِرٍ عَلَى جَيْشِ أَوْطَاسٍ، فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْدٌ، وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ، وَفِي آخِرِهِ قَالَ أَبُو مُوسَى: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتٍ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ، وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ (¬5)، وَقَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَنْبَيْهِ (¬6)، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَنَا وَخَبَرَ أَبِي عَامِرٍ، الْحَدِيثَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 699)، ومختصر المزني (ص 356)، والحاوي الكبير (8/ 399)، (14/ 192)، ونهاية المطلب (17/ 463). (¬2) انظر: المبسوط (10/ 29، 137)، وتحفة الفقهاء (3/ 295)، وبدائع الصنائع (7/ 101)، والهداية (2/ 380)، وتبيين الحقائق (3/ 245). (¬3) من قوله: "محمد بن يعقوب" إلى هنا ليس في (م). (¬4) في النسخ: "زيد"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (18/ 304). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (4/ 50). (¬5) في النسخ: "فراشي"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬6) في (م): "وجبينه".

اتَّفَقَا عَلَى (¬1) إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ (¬2). [5233] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ (¬3)، ثنا هُشَيْمٌ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ، وَاسْتَبْقُوا (¬4) شَرْخَهُمْ (¬5) " (¬6). [5234] حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْن مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو (¬7) الْحَرَشِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ. فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "وَاسْتَحْيُوا شَرْخَهُمْ" (¬8). [5235] أخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ (¬9) مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) قوله: "على" ليس في (ع). (¬2) أخرجه البخاري (5/ 155)، ومسلم (7/ 170). (¬3) سنن سعيد بن منصور (2/ 280). (¬4) في النسخ: "اسبقوا"، والمثبت من المختصر، وأصل الرواية، والسنن الكبير (18/ 306). (¬5) قال ابن الأثير: "أراد بالشيوخ الرجال المسان أهل الجلد والقوة على القتال، ولم يرد الهرمى. والشرخ: الصغار الذين لم يدركوا. وقيل: أراد بالشيوخ الهرمى الذين إذا سبوا لم ينتفع بهم في الخدمة، وأراد بالشرخ الشباب أهل الجلد الذين ينتفع بهم في الخدمة. وشرخ الشباب: أوله. وقيل نضارته وقوته. وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع. وقيل هو جمع شارخ، مثل شارب وشرب". النهاية (شرخ)، وسيأتي تقييده بالصغار والذرية في الحديث رقم (5235). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 230). (¬7) في (م): "منصور". (¬8) أخرجه أحمد في المسند (9/ 4649) عن أبي معاوية. (¬9) في (ع): "خبيب"، واسمه: الحسن بن محمد بن حبيب. له ترجمة في تاريخ الإسلام (9/ 105).

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ أَبُو سَعِيدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ (¬1)، أنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ. فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ يَعْنِي: الصِّغَارَ وَالذُّرِّيَّةَ (¬2). [5236] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ, ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ مُوسَى، عَنْ حَسَنِ (¬4) بْنِ صَالِحٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْفَزْرِ (¬5)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، لَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَلَا طِفْلًا، وَلَا صَغِيرًا، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا تَغُلُّوا، وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ، وَأَصْلِحُوا، وَأَحْسِنُوا؛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (¬6). [5237] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، ثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، ثنا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ (¬7) الْمَكِّيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عوف"، والمثبت من معرفة السنن (13/ 254)، والسنن الصغرى (3/ 509). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (22/ 177). (¬2) أخرجه الروياني في المسند (2/ 47)، والطبراني في المعجم الكبير (7/ 262) من طريق عمرو بن عون بدون هذا القول الأخير. (¬3) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (18/ 300). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 164). (¬4) في النسخ: "حسين"، والمثبت من المصادر السابقة. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (6/ 177). (¬5) انظر ترجمته في الإكمال لابن ماكولا (7/ 65). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، نسخة برنستون (ق/ 224)، والأزهرية (ق/ 185). (¬7) في النسخ: "سعدة"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر ترجمته في الجرح والتعديل (7/ 99)، والثقات لابن حبان (7/ 328)، وتهذيب الكمال (24/ 47).

عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَالَ: "سِيرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَبِاسْمِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَلَا شَيْخًا كَبِيرًا، هَذَا عَهْدُ رَبِّكُمْ فِيكُمْ، وَسُنَّةُ نَبِيَكُمْ - صلى الله عليه وسلم -" (¬1). [5238] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا هَاشِمُ بْنُ يُونُسَ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (¬2)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ (¬3): "اخْرُجُوا بِاسْمِ اللَّهِ، تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، لَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَليدًا، وَلَا أَصْحَابَ صَوَامِعَ" (¬4). [5239] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمَوْتِ إِمْلَاءً، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: "وَلَا تَغُلُّوا". وَقَالَ: "وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ، وَلَا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ" (¬5). [5240] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في المسند (12/ 315)، والطبراني في الأوسط (5/ 61)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 121) من طريق عطاء بطوله، ولم يذكروا فيه: "ولا شيخا كبير". (¬2) في (م): "زيم". (¬3) في النسخ: "قالوا"، والمثبت من المختصر. (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 663)، والبزار في المسند (11/ 93)، وأبو يعلى في المسند (4/ 422) والطبراني في المعجم الكبير (11/ 224) من طريق إبراهيم بن إسماعيل. (¬5) هذا الحديث جاء ترتيبه بعد الحديث الآتي في (م). وانظر تخريج الحديث السابق.

أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي شيخٌ بِمِنًى، عَنْ أَبِيهِ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عَنْ قَتْلِ الْعُسَفَاءِ وَالْوُصَفَاءِ (¬1) (¬2). [5241] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: لَمَّا (¬3) بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ عَلَى رُبُعٍ مِنَ الْأَرْبَاعِ، خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - مَعَهُ يُوصِيهِ، وَيَزِيدُ رَاكِبٌ، وَأَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَمْشِي، فَقَالَ يَزِيدُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ، وَإِمَّا أَنْ أَنْزِلَ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ بِنَازِلٍ، وَمَا أَنَا بِرَاكِبٍ، إِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَايَ (¬4) هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَا يَزِيدُ، إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ بِلَادًا تُؤْتَوْنَ فِيهَا بِأَصْنَافٍ (¬5) مِنَ الطَّعَامِ، فَسَمُّوا اللَّهَ عَلَى أَوَّلِهَا، وَاحْمَدُوهُ عَلَى آخِرِهَا، وَإِنَّكُمْ (¬6) سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا قَدْ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ فِي هَذِهِ الصَّوَامِعِ، فَاتْرُكُوهُمْ وَمَا حَبَسُوا لَهُ أَنْفُسَهُمْ، وَسَتَجِدُونَ أَقْوَامًا قَدِ اتَّخَذَ الشَّيْطَانُ عَلَى رُؤُوسِهِمْ مَقَاعِدَ - يَعْنِي: ¬

_ (¬1) العسفاء: جمع عَسيف، وهو الأَجير. والوصفاء: جمع وَصيف: وهو العبد والأمة. (¬2) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3073) من طريق حماد. وعزاه ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 348) لابن منده وأبي نعيم في الصحابة أنهما روياه من طريق حماد بن سلمة. وأخرجه يحيى بن آدم في الخراج (ص 50)، وسعيد بن منصور في السنن (2/ 281) عن حماد بن زيد. وذكر المؤلف في المعرفة (13/ 251) أن كلاهما قد روى هذا الحديث عن أيوب. (¬3) قوله: "لما" في (ع): "لا"، وليس في (م)، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من السنن الكبير (18/ 298). (¬4) في النسخ: "خطاياي". (¬5) في النسخ: "بأضعاف". (¬6) قوله: "وإنكم" ليس في (م).

الشَّمَامِسَةَ (¬1) - فَاضْرِبُوا تِلْكَ الْأَعْنَاقَ، وَلَا تَقْتُلُوا كَبِيرًا هَرِمًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا وَلِيدًا، وَلَا تُخَرِّبُوا عُمْرَانًا، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً إِلَّا لِنَفْعٍ، وَلَا تَعْقِرُنَّ بَهِيمَةً إِلَّا لِنَفْعٍ، وَلَا تَحْرِقُنَّ نَحْلًا وَلَا تُغْرِقُنَّهُ (¬2)، وَلَا تَغْدِرْ، وَلَا تُمَثِّلْ، وَلَا تَجْبُنْ (¬3)، وَلَا تَغْلُلْ، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ، إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ، أَسْتَوْدِعُكَ (¬4) اللَّهَ، وَأُقْرِئُكَ السَّلَامَ، ثُمَّ انْصَرَفَ (¬5). [5242] قال ابْنُ إِسْحَاقَ (¬6): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي لِمَ فَرَّقَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -؛ فَأَمَرَ بِقَتْلِ الشَّمَامِسَةِ، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الرُّهْبَانِ؟ فَقُلْتُ: لَا أُرَاهُ إِلَّا لِحَبْسِ (¬7) هَؤُلَاءِ أَنْفُسَهُمْ. فَقَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّ الشَّمَامِسَةَ يَلْقَوْنَ الْقِتَالَ فَيُقَاتِلُونَ، وَإِنَّ الرُّهْبَانَ رَأْيُهُمْ أَنْ لَا يُقَاتِلُوا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} (¬8) (¬9). [5243] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ ¬

_ (¬1) الشمامسة: جمع شمَّاس، وهو من رءوس النصارى. (¬2) في النسخ والمختصر: "نخلا ولا تعرقنه"، والمثبت من السنن الكبير. قال أبو الوليد الباجي في المنتقى شرح الموطأ (3/ 170): "وقوله ولا تحرقن نحلا ولا تغرقنه يريد: ذباب النحل لا يحرق بالنار ولا يغرق في ماء". (¬3) في (م): "تجبنين". (¬4) في (ع): "أستودك". (¬5) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 78) من طريق المؤلف. (¬6) في (م): "محمد بن إسحاق". (¬7) في النسخ: "الحبس"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬8) سورة البقرة (آية: 190). (¬9) المصدر السابق (2/ 77).

يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الشَّامِيِّ (¬1)، قَالَ: جَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، بَعَثَهُ (¬2) إِلَى الشَّامِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) ذكر البيهقي في معرفة السنن (13/ 250) أن رواية يزيد عن أبي بكر فيها انقطاع. (¬2) في (م): "حين بعثه". (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 77) من طريق المؤلف.

مسألة (550): وأمان العبد المسلم جائز قاتل أو لم يقاتل

مَسْأَلَةٌ (550): وَأَمَانُ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ جَائِزٌ قَاتَلَ أَوْ لَمْ يُقَاتِلْ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِذَا لَمْ يَأْذَنْ لَهُ سَيِّدُهُ فِي الْقِتَالِ لَمْ يَصِحَّ أَمَانُهُ (¬2). [5244] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يُجِيرُ (¬4) عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَقْصَاهُمْ" (¬5). [5245] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ (¬6) بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَعْقُوبَ الْيَشْكُرِيُّ [فِي] ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 225)، ومختصر المزني (ص 356)، والحاوي الكبير (14/ 196)، ونهاية المطلب (17/ 469)، والمجموع (21/ 166). (¬2) انظر: السير الصغير (1/ 143)، والمبسوط (10/ 70)، وتحفة الفقهاء (3/ 296)، وبدائع الصنائع (7/ 106)، والهداية (2/ 383). (¬3) في (م): "عن جده عبد الله". (¬4) في النسخ: "ما يجير"، وقوله: "قال" ليست في (ع)، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. (¬5) أخرجه ابن وهب في المسند (ص 75). (¬6) وكذا في السنن الكبير (17/ 91): "أبو جعفر محمد"، والصواب: "أبو محمد جعفر" كما في مصادر التخريج والترجمة، وانظر ترجمته في: سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 107)، ومعجم شيوخ ابن الأعرابي (2/ 634)، وغاية النهاية (1/ 177)، تاريخ الإسلام (6/ 529).

نُخَيْلَةَ (¬1)، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمَكِّيُّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الدَّارِ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْعَبْدُ لَا يُعْطَى مِنَ الْغَنِيمَةِ شَيْئًا، وَيُعْطَى مِنْ خُرْثِيِّ (¬2) الْمَتَاعِ، وَأَمَانُهُ جَائِزٌ" (¬3). وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "اليشكري بجيلة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (3/ 319) بإسناد مماثل، ووقع في نسخة من السنن الكبير: "في بجيلة". وقد أخرجه المؤلف في السنن (17/ 91) بدون هذه الكلمة. والنخيلة تصغير نخلة، وهو موضع قرب الكوفة على سمت الشام. انظر مراصد الاطلاع (3/ 1366). (¬2) في (م) غير منقوطة، والخرثي: أردأ المتاع والغنائم. القاموس (باب الثاء، فصل الخاء). (¬3) أخرجه الجرجاني في الأمالي عن الأصم.

مسألة (551): والطائفة اليسيرة إذا دخلت دار الحرب دون إذن الإمام كان ما يغنمونه غنيمة مخمسة

مَسْأَلَةٌ (551): وَالطَّائِفَةُ الْيَسِيرَةُ (¬1) إِذَا دَخَلَتْ دَارَ الْحَرْبِ دُونَ إِذْنِ الْإِمَامِ كَانَ مَا يَغْنَمُونَهُ غَنِيمَةً مُخَمَّسَةً (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَنَعَةٌ فَمَا يَأْخُذُونَهُ يَكُونُ لَهُمْ، وَلَا يُخَمَّسُ (¬3). لَمْ يَذْكُرْ فِي الْمَسْأَلَةِ خَبَرًا وَلَا أَثَرًا (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في (م): "اليسرة". (¬2) انظر: الأم (9/ 234)، ومختصر المزني (ص 357)، والحاوي الكبير (14/ 205)، ونهاية المطلب (17/ 487). (¬3) انظر: المبسوط (10/ 73)، وتحفة الفقهاء (3/ 303)، وبدائع الصنائع (7/ 117)، والهداية (2/ 391)، وتبيين الحقائق (3/ 257). (¬4) هذه المسألة ليست في المختصر.

مسألة (552): وإذا زنى مسلم في دار الحرب لزمه الحد، وكذلك إذا سرق فيها مال مسلم لزمه القطع

مَسْأَلَةٌ (552): وَإِذَا زَنَى (¬1) مُسْلِمٌ فِي دَارِ الْحَرْبِ لَزِمَهُ الْحَدُّ، وَكَذَلِكَ إِذَا سَرَقَ فِيهَا مَالَ مُسْلِمٍ لَزِمَهُ الْقَطْعُ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَا يَلْزَمُهُ الْحَدُّ (¬3). [5246] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ (¬4)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ (¬5)، عَنْ عَيَّاشٍ بْنِ [عَبَّاسٍ] (¬6) الْقِتْبَانِيِّ، عَنْ شِيَيْمِ (¬7) بْنِ بَيْتَانَ وَيَزِيدَ بْنِ صُبْحٍ (¬8) الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ فِي الْبَحْرِ (¬9)، فَأُتِيَ بِسَارِقٍ يُقَالُ لَهُ: مِصْدَرٌ، قَدْ سَرَقَ بُخْتِيَّةً (¬10)، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا تُقْطَعُ الْأَيْدِي فِي ¬

_ (¬1) في (ع): "رمى". (¬2) انظر: الأم (9/ 237)، ومختصر المزني (ص 357)، والحاوي الكبير (14/ 209)، ونهاية المطلب (17/ 488)، وفتح العزيز (11/ 147)، والمجموع (21/ 214). (¬3) انظر: السير الصغير (1/ 179)، والمبسوط (9/ 99)، وبدائع الصنائع (7/ 49، 80)، والهداية (2/ 347)، وتبيين الحقائق (3/ 182). (¬4) قوله: "أبو داود" ليس في (م). (¬5) في (م): "حياة". (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (18/ 345). (¬7) في (م): "شهيم". (¬8) في (م): "صبيح". (¬9) في النسخ: "الجر". (¬10) البختية: الأنثى من الجمال البُخْت، والذكر بختي، وهي جمال طِوال الأعناق.

السَّفَرِ". وَلَوْلَا ذَلِكَ لَقَطَعْتُهُ (¬1). هَذَا إِسْنَادٌ شَامِيٌّ (¬2). وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ يُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَالَ يَحْيَى: بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ رَجُلُ سَوْءٍ. [5247] أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ (¬3)، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ؛ لِمَا ظَهَرَ مِنْ سُوءِ فِعْلِهِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الْحَرَّةِ وَغَيْرِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَحَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَقِيمُوا الْحُدُودَ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، عَلَى الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَلَا تُبَالُوا فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ (¬5) مِنْ حَدِيثِ مَكْحُولٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. بَيْنَمَا (¬6): ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، الأزهرية (ق/ 270) وبرنستون (ق/ 322). (¬2) ولعله يقصد أن مخرج الحديث شامي، فجنادة وبسر كلاهما منسوب إلى الشام، وقد نزلا مصر، وإلا فقد قال ابن حجر في الإصابة (1/ 540): "وفي سنن أبي داود بإسناد مصري قوي، عن جنادة". (¬3) قوله: "ثنا أبو العباس" ليس في (م)، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "بين الحاكم والدوري سقط، فالله أعلم". (¬4) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 152)، (4/ 449). (¬5) المراسيل (ص 203). (¬6) كذا تقرأ في (م)، وفي (ع): "عن عبادة بن الصامت إلى ها هنا"! .

[5248] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَكِرَ أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ (¬1)، فَجَالَ فِي الْعَسْكَرِ حَتَّى أَتَى حُجَرَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَطَعَ أَطْنَابَهَا (¬2)، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟ " فَقَالُوا: هَذَا عَلْقَمَةُ سَكِرَ لَا يَعْقِلُ. قَالَ: "لِيَأْخُذْ رَجُلٌ بِيَدِهِ حَتَّى يُبَلِّغَهُ (¬3) رَحْلَهُ" قَالَ (¬4): لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) قال ابن حجر في الإصابة (7/ 250): "هكذا رواه محمد بن سلمة والجمهور عن ابن إسحاق. ورواه يونس بن بكير فقال: أبو علقمة بن الأعور". (¬2) الأطناب: حِبال الخيمة. (¬3) في النسخ: "يبلغوا"، والمثبت من معجم ابن الأعرابي. (¬4) في (م): "قال" وبعدها بياض بمقدار كلمة. (¬5) أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (2/ 541) من طريق أحمد بن عبد الملك. وانظر معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 2179).

مسألة (553): ولا يملك المشركون ما أحرزوه على المسلمين من أموالهم

مَسْأَلَةٌ (553): وَلَا يَمْلِكُ (¬1) الْمُشْرِكُونَ مَا أَحْرَزُوهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ (¬2) مِنْ أَمْوَالِهِمْ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَمْلِكُونَ (¬4). [5249] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ قَوْمًا أَغَارُوا فَأَصَابُوا امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ وَنَاقَةً لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ وَالنَّاقَةُ عِنْدَهُمْ، ثُمَّ انْفَلتَتِ الْمَرْأَةُ فَرَكِبَتِ النَّاقَةَ، فَأَتَتِ الْمَدِينَةَ، فَعُرِفَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: إِنِّي نَذَرْتُ؛ لَئِنْ (¬5) أَنْجَانِي اللَّهُ عَلَيْهَا لَأنْحَرَنَّهَا، فَمَنَعُوهَا أَنْ تَنْحَرَهَا حَتَّى يَذْكُرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ (¬6) - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "بِئْسَمَا جَزَيْتِهَا أَنْ أَنْجَاكِ اللَّهُ عَلَيْهَا (¬7)! لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ". ¬

_ (¬1) في النسخ: "يملكون"، والمثبت من المختصر. (¬2) في المختصر: "ما أحرزه المسلمون". (¬3) انظر: الأم (5/ 621)، ومختصر المزني (ص 357)، والحاوي الكبير (14/ 216)، ونهاية المطلب (17/ 490)، والمجموع (21/ 218). (¬4) انظر: السير الصغير (1/ 129)، والمبسوط (10/ 52)، وبدائع الصنائع (7/ 127)، والهداية (2/ 392)، وتبيين الحقائق (3/ 260). (¬5) في (ع): "لا". (¬6) في (م): "النبي". (¬7) زاد بعده في أصل الرواية: "ثم تنحريها"، وفي السنن الكبير (18/ 358): "أن تنحريها".

وَقَالَا (¬1) مَعًا أَوْ أَحَدُهُمَا فِي الْحَدِيثِ: وَأَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - نَاقَتَهُ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ (¬3) عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ (¬4). [5250] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَهَبَ فَرَسٌ لَهُ فَأَخَذَهُ الْعَدُوُّ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، فَرُدَّ عَلَيْهِ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَبَقَ عَبْدٌ لَهُ فَلَحِقَ بِالرُّومِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، فَرَدَّهُ (¬5) عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، يَعْنِي: بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، فَقَالَ: وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ. وَأَخْرَجَهُ عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَمِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ (¬6). [5251] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا صَالِحُ بْنُ سُهَيْلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ غُلَامًا لِابْنِ عُمَرَ أَبَقَ إِلَى الْعَدُوِّ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، فَرَدَّهُ رَسوُلُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يُقْسَمْ (¬7). [5252] أخبرناه طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي رُوبَا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، ثنا ¬

_ (¬1) في النسخ: "وقال"، والمثبت من أصل الرواية والسنن. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 697). (¬3) قوله: "حديث" ليس في (م). (¬4) صحيح مسلم (5/ 79). (¬5) في النسخ: "فرد"، والمثبت من المختصر. (¬6) صحيح البخاري (4/ 73). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 193).

يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ. فَذَكَرَهُ بِمِثْلِ إِسْنَادِهِ، وَقَالَ: إِنَّ غُلَامًا لَهُمْ أَبَقَ إِلَى الْعَدُوِّ، ثُمَّ ظَهَر الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ، فَرَدَّهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَكُنْ قَسَمَ (¬1). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [5253] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ (¬2) بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَجَدَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعِيرًا لَهُ فِي الْمَغْنَمِ قَدْ أَصَابَهُ الْمُشْرِكُونَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنْ وَجَدْتَهُ فِي الْمَغْنَمِ خُذْهُ، وَإِنْ وَجَدْتَهُ قَدْ قُسِمَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ بِالثَّمَنِ (¬3) إِنْ أَرَدْتَهُ" (¬4). تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَبِهِ يُعْرَفُ: [5254] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّرَّادِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ بَعِيرِي فِي الْمَغْنَمِ (¬5)، كَانَ أَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "انْطَلِقْ ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 264) من طريق لوين. (¬2) في النسخ والمختصر: "مسلم"، والمثبت من أصل الرواية ومن تعليق المؤلف بعد الحديث التالي، وهو: مسلمة بن علي بن خلف الخشني، أبو سعيد الدمشقي. له ترجمة في تهذيب الكمال (27/ 567). (¬3) زاد في (ع): "به". (¬4) أخرجه ابن وهب في المسند (ص 54). (¬5) في النسخ تقرأ: "المقسم"، والمثبت من السنن الكبير (18/ 362).

فَإِنْ وَجَدْتَ بَعِيرَكَ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ فَخُذْهُ، وَإِنْ وَجَدْتَهُ قَدْ قُسِمَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ بِالثَّمَنِ إِنْ أَرَدْتَهُ" (¬1). الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ مَتْرُوكٌ، قَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَمَسْلَمَةُ الْخُشَنِيُّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. [5255] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ, أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِيدٍ الدَّارِمِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: فَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬2). وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ: [5256] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ بَعِيرًا لِي فِي الْمَغْنَمِ، كَانَ أَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: "انْطَلِقْ فَإِنْ وَجَدْتَ بَعِيرَكَ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ فَخُذْهُ، وَإِنْ وَجَدْتَهُ قَدْ قُسِمَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ بِالثَّمَنِ إِنْ أَدْرَكْتَهُ" (¬3). وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَلَا يَصِحُّ: [5257] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا ابْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا زُرَيْقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْجُشَمِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 440)، والدارقطني في السنن (5/ 201) من طريق الحسن بن عمارة. (¬2) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 205). (¬3) لم نجده بهذا المسند، ونخشى أن يكون قوله: "الحسن بن عطاء" مصحفا عن: "الحسن بن عمارة"، والله أعلم.

عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ وَجَدَ مَالَهُ فِي الْفَيْءِ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ فَهُوَ لَهُ، وَمَنْ وَجَدَهُ بَعْدَمَا قُسِمَ فَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ". قَالَ عَلِيٌّ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ مَتْرُوكٌ (¬1). [5258] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَجَّاجِيُّ، ثنا أَبُو الْجَهْمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزْجَانِيُّ، قَالَ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَا تَحِلُّ الْكِتَابَةُ عَنْهُ (¬2). قَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنِي مَنْ (¬3) سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أَلْقِ حَدِيثَ الْحَكَمِ الْأَيْلِيِّ وَإِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ فِي الدِّجْلَةِ (¬4). [5259] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬5) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ (¬6)، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَاسِينَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مَالَهُ فِي الْفَيْءِ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ فَهُوَ لَهُ، وَمَنْ أَدْرَكَهُ بَعْدَ أَنْ يُقْسَمَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ بِالثَّمَنِ" (¬7). يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ ضَعِيفٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 199). (¬2) أحوال الرجال (ص 213). (¬3) في (م): "ممن". (¬4) المصدر السابق (ص 260). (¬5) في (ع): "أبو سعيد". (¬6) في (م): "مروان بن موسى". (¬7) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 496).

وَرُوِيَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ قَوْلِهِ نَحْوُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، وَهُوَ مُرْسَلٌ، قَبِيصَةُ (¬2) لَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ - رضي الله عنه - (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 200). (¬2) قوله: "قبيصة" ليس في (م). (¬3) انظر: جامع التحصيل (ص 254).

مسألة (554): ومكة فتحت صلحا

مَسْأَلَةٌ (554): وَمَكَّةُ فُتِحَتْ صُلْحًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فُتِحَتْ عَنْوَةً (¬2). [5260] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو (¬3) الرَّازِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ (¬4)، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ الظَّهْرَانِ قَالَ الْعَبَّاسُ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ عَنْوَةً قَبْلَ أَنْ يَأْتُوهُ فَيَسْتَأْمِنُوهُ إِنَّهُ لَهَلَاكُ قُرَيْشٍ. فَجَلَسْتُ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: لَعَلِّي أَجِدُ ذَا حَاجَةٍ يَأْتِي أَهْلَ مَكَّةَ فَيُخْبِرُهُمْ بِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ لِيَخْرُجُوا إِلَيْهِ فَيَسْتَأْمِنُوهُ، فَإِنِّي لَأَسِيرُ إِذْ (¬5) سَمِعْتُ كَلَامَ أَبِي سُفْيَانَ وَبُدَيْلِ (¬6) بْنِ وَرْقَاءَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنْظَلَةَ، فَعَرَفَ صَوْتِي، قَالَ: أَبُو الْفَضْلِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا لَكَ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قُلْتُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 258)، ومختصر المزني (ص 358)، والحاوي الكبير (14/ 70)، ونهاية المطلب (17/ 505)، والمجموع (7/ 18). (¬2) انظر: المبسوط (10/ 37)، وبدائع الصنائع (2/ 58)، والهداية (2/ 399)، وتبيين الحقائق (3/ 260). (¬3) في (م): "عمر". (¬4) في النسخ: "مغفل"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن الكبير للمؤلف (18/ 386). (¬5) في (ع): "إذا". (¬6) في النسخ: "بذيل".

- صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ. قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ (¬1)؟ قَالَ: فَرَكِبَ خَلْفِي وَرَجَعَ صَاحِبُهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَوْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْلَمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، [إِنَّ] أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا. قَالَ: "نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ [دَخَلَ] الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ". قَالَ: فَتَفَرَّقَ [النَّاسُ] (¬2) إِلَى دُورِهِمْ وَإِلَى الْمَسْجِدِ (¬3). [5261] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4) بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بمَعْنَاهُ (¬5). [5262] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ (¬6) قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا: هَلْ غَنِمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا (¬7). [5263] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ¬

_ (¬1) في النسخ: "الحلية". (¬2) ما بين المعقوفات ليس في النسخ. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 214). (¬4) في النسخ: "الحسين بن عبد الله بن عبد الله"، والمثبت من دلائل النبوة للمؤلف (5/ 32)، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (6/ 383). (¬5) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 448) من طريق المؤلف. (¬6) قوله: "عن وهب" ليس في (م). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 214).

الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ سَرَّحَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَأَبَا (¬1) عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى الْخَيْلِ، وَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ اهْتِفْ (¬2) بِالْأَنْصَارِ". قَالَ: "اسْلُكُوا هَذَا الطَّرِيقَ، فَلَا يُشْرِفَنَّ (¬3) لَكُمْ أَحَدٌ (¬4) إِلَّا أَنَمْتُمُوهُ (¬5) ". فَنَادَى مُنَادٍ: لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ دَخَلَ دَارًا فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ". فَعَمَدَ صَنَادِيدُ (¬6) قُرَيْشٍ فَدَخَلُوا الْكَعْبَةَ، فَغَصَّ بِهِمْ، وَطَافَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ، ثُمَّ أَخَذَ بِجَنبَتَيِ الْبَابِ، فَخَرَجُوا فَبَايَعُوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْإِسْلَامِ (¬7). مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ (¬8). [5264] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُبِيدَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ، لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَقَالَ: "مَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "وأبو"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن الكبير (18/ 384). (¬2) في (م): "هاتف". (¬3) في النسخ: "فلأشرفن". (¬4) في النسخ: "أحدا". (¬5) في النسخ: "أنتموه"، والمعنى: قتلتموه. النهاية لابن الأثير (نوم). (¬6) في (م): "صناد"، والصناديد: الشرفاء والعظماء والرؤساء. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 214). (¬8) صحيح مسلم (5/ 170، 172).

دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ" (¬1). [5265] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا [أَبُو] (¬2) زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ (¬3) الْكُوفِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ إِلَّا أَرْبَعَةً مِنَ النَّاسِ: عَبْدَ الْعُزَّى (¬4) بْنَ خَطَلٍ، وَمِقْيَسَ بْنَ صُبَابَةَ الْكِنَانِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ (¬5)، وَأُمَّ سَارَةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (¬6). [5266] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي [ابْنُ] (¬7) أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ نَظَرَ (¬8) إِلَى تِلْكَ الرِّبَاعِ، فَمَا أَدْرَكَ مِنْهَا قَدْ أُقْسِمَ عَلَى أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَرَكَهُ، لَمْ يُحَرِّكْهُ، وَمَا وَجَدَهُ لَمْ يُقْسَمْ قَسَمَهُ عَلَى قِسْمَةِ الْإِسْلَامِ. ¬

_ (¬1) أخرجه إسحاق بن راهويه في المسند (1/ 299). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من دلائل النبوة للمؤلف (5/ 60). (¬3) في النسخ: "بشير"، والمثبت من المصدر السابق. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (6/ 58). (¬4) في (م): "عبد العزيز". (¬5) في (م): "سروح". (¬6) أخرجه أبو زرعة الرازي في الفوائد المعللة (ص 176). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، ولم أقف على الرواية في المطبوع من السيرة، إلا أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد نقلها في كتابه الصارم المسلول (2/ 310) بتمامها. وابن أبي نجيح اسمه: عبد الله، له ترجمة في تهذيب الكمال (16/ 215). (¬8) قوله: "نظر" ليس في (م).

[5267] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ عُكَّاشَةَ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ، قَالَ: أَبْطَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ الْفَتْحِ عَلَيْهِمْ فِي دُورِهِمْ، فَقَالُوا لِأَبِي أَحْمَدَ: يَا أَبَا أَحْمَدَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْوَالِكُمْ مِمَّا أُصِيبَ فِي اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ فِي ذَلِكَ: أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنِّي رِسَالَةً ... عَوَاقِبُهَا فِيهَا لَدَيْهِ نَدَامَهْ (¬1) دَارُ ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَهَا ... تَقْضِي بِهَا عَنْكَ الْغَرَامَهْ وَبِحِلْفِكُمْ (¬2) بِاللَّهِ رَبِّ الْـ ... ــبَيْتِ مُجْتَهَدُ الْقَسَامَهْ اذْهَبْ بِهَا إِذْهَبْ بِهَا ... طُوِّقْتَهَا طَوْقَ الْحَمَامَهْ (¬3) * * * ¬

_ (¬1) الرواية في كتب السيرة: "أبلغ أبا سفيان عن ... أمر عواقبه ندامه" وبها يستقيم الوزن. (¬2) في (م): "ويحلفكم". (¬3) انظر: السيرة لابن هشام (1/ 500).

مسألة (555): ومن سبي منهم من الحرائر رقت، وبانت من الزوج؛ كان معها، أو لم يكن معها

مَسْأَلَةٌ (555): وَمَنْ سُبِيَ مِنْهُمْ مِنَ (¬1) الْحَرَائِرِ رَقَّتْ، وَبَانَتْ مِنَ الزَّوْجِ؛ كَانَ مَعَهَا، أَوْ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا سُبِيَا جَمِيعًا بَقِيَا عَلَى النِّكَاحِ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [5268] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ - رحمه الله تَعَالى -، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ يَوْمَ حُنَيْنٍ بَعْثًا إِلَى أَوْطَاسٍ، فَلَقُوا عَدُوًّا، فَقَاتَلُوهُمْ، وَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ، فَأَصَابُوا لَهُمْ سَبَايَا، فَكَأَنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَحَرَّجُوا مِنْ غِشْيَانِهِنَّ؛ مِنْ أَجْلِ أَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (¬4) أَيْ: فَهُنَّ لَهُمْ حَلَالٌ إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهُنَّ (¬5). ¬

_ (¬1) قوله: "من" ليس في (م). (¬2) انظر: الأم (6/ 392)، ومختصر المزني (ص 359)، والحاوي الكبير (14/ 240)، ونهاية المطلب (17/ 467، 524). (¬3) انظر: المبسوط (5/ 52)، وبدائع الصنائع (2/ 339)، والهداية (1/ 214)، وتبيين الحقائق (2/ 176)، والبناية شرح الهداية (5/ 243). (¬4) سورة النساء (آية: 24). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 248).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ (¬1). وَقَدْ رَوَيْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ عَنِ [أَبِي] (¬2) الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: "لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ، وَلَا حَائِلٌ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً (¬3) ". [5269] وأخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ (¬4) بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجَنَدِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُوطَأَ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ، أَوْ حَائِلٌ حَتَّى تَحِيضَ. قَالَ لَنَا ابْنُ صَاعِدٍ: وَمَا قَالَ لَنَا فِي هَذَا الْإِسْنَادِ أَحَدٌ: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ" إِلَّا الْعَابِدِيُّ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 170). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت مما تقدم في كتاب العدد حديث رقم (4623)، ومن مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (4/ 495). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 486). (¬4) في (ع): "أبو علي". (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 381).

مسألة (556): والتفريق بين الأمة وولدها قبل سن التخيير في الملك بالبيع والقسمة باطل

مَسْأَلَةٌ (556): وَالتَّفْرِيقُ بَيْنَ الْأَمَةِ وَوَلَدِهَا قَبْلَ سِنِّ التَّخْيِيرِ فِي الْمِلْكِ بِالْبَيْعِ وَالْقِسْمَةِ بَاطِلٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا فِي الْبَيْعِ كُرِهَ وَصَحَّ الْبَيْعُ (¬2). [5270] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ جَارِيَةٍ وَوَلَدِهَا، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ، وَرَدَّ الْبَيْعَ (¬3). [5271] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ (¬4)، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: بَاعَ عَلِيٌّ، فَفَرَّقَ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَابْنِهَا، فَنَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَرَدَّ الْبَيْعَ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 673)، ومختصر المزني (ص 359)، والحاوي الكبير (14/ 242)، ونهاية المطلب (17/ 529)، والمجموع (9/ 441). (¬2) انظر: مختصر الطحاوي (ص 85، 286)، والمبسوط (13/ 139)، وتحفة الفقهاء (2/ 115)، وبدائع الصنائع (5/ 232)، والهداية (3/ 54)، وتبيين الحقائق (4/ 68). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 193). (¬4) في النسخ: "عزرة"، والمثبت من السنن الصغرى للمؤلف (4/ 54). وانظر ترجمته في تلخيص المتشابه للخطيب (1/ 212). (¬5) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (4/ 225) من طريق عبد السلام.

[5272] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَلَدِ وَأُمِّهِ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). [5273] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ (¬2)، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (¬3)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ أَبَا أَسِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ قَدِمَ بِسَبْيٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَصُفُّوا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَبْكِي، فَقَالَ: "مَا يُبْكِيكِ؟ " فَقَالَتْ: بِيعَ ابْنِي فِي (¬4) بَنِي عَبْسٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ (¬5) بِهِ كَمَا بِعْتَ بِالثَّمَنِ". فَرَكِبَ أَبُو أَسِيدٍ، فَجَاءَ بِهِ (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الأصم في الثاني من فوائده (ص 122). (¬2) مسند ابن وهب (ص 70). (¬3) زاد هنا في أصلي الرواية والسنن الكبير (18/ 409): "وأنس بن عياض". (¬4) في النسخ: "ابني لي"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬5) في (ع): "فلتجئن". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (8/ 11).

مسألة (557): ومن اشترى من المسلمين أرضا خراجية من أهل الخرجية سقط عنه الخراج

مَسْأَلَةٌ (557): وَمَنِ اشْتَرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَرْضًا خَرَاجِيَّةً مِنْ أَهْلِ الْخَرْجِيَّةِ (¬1) سَقَطَ عَنْهُ الْخَرَاجُ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَكُونُ مُطَالَبًا بِالْخَرَاجِ (¬3) (¬4). * * * ¬

_ (¬1) الخرج: الإتاوة تؤخذ من أموال الناس كالخراج، والخراج: الفيء، والخرج: الضريبة والجزية. تاج العروس (خرج). (¬2) انظر: الحاوي الكبير (14/ 268)، والمهذب (5/ 316)، ونهاية المطلب (17/ 537)، وروضة الطالبين (10/ 321). (¬3) لم يذكر المؤلف في هذه المسألة أثرًا ولا خبرًا، ولم نجد هذه المسألة في المختصر. (¬4) انظر: الأصل (2/ 137)، والمبسوط (3/ 5)، وتحفة الفقهاء (1/ 320)، وبدائع الصنائع (2/ 55).

كتاب الجزية

وَمِنْ كِتَابِ الْجِزْيَةِ

مسألة (558): ولا تقبل الجزية من أهل الأوثان، وإنما تقبل ممن له كتاب، أو شبه كتاب

مَسْأَلَةٌ (558): وَلَا تُقْبَلُ الْجِزْيَةُ مِنْ أَهْلِ الْأَوْثَانِ، وَإِنَّمَا تُقْبَلُ مِمَّنْ لَهُ كتَابٌ، أَوْ شِبْهُ (¬1) كِتَابٍ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (¬3) - رحمه الله -: تُؤْخَذُ الْجِزْيَةُ مِنْ أَهْلِ الْأَوْثَانِ (¬4). وَهَذَا بِخِلَافِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} (¬5)، إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}، وَقَالَ تَعَالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (¬6)، وَاسْتَثْنَى أَهْلَ الْكِتَابِ إِذَا أَعْطَوُا الْجِزْيَةَ (¬7) فَقَالَ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (¬8). ¬

_ (¬1) في المختصر: "شبهة". (¬2) انظر: الأم (5/ 399)، ومختصر المزني (ص 363)، والحاوي الكبير (14/ 284)، ونهاية المطلب (18/ 7)، والمجموع (21/ 277). (¬3) قوله: "أبو حنيفة" ليس في (ع). (¬4) تؤخذ الجزية من عبدة الأوثان من العجم، فأما المرتدون وعبدة الأوثان من العرب لا تقبل منهم الجزية، ولكنهم يقاتلون إلى أن يسلموا. انظر: السير الصغير (1/ 263)، والمبسوط (10/ 7، 119)، وتحفة الفقهاء (3/ 302)، وبدائع الصنائع (7/ 111)، والهداية (2/ 401). (¬5) سورة التوبة (آية: 5). (¬6) سورة الأنفال (آية: 39). (¬7) في (م): "الجرزية" وبعدها كلمة غير مقروءة. (¬8) سورة التوبة (آية: 29).

[5274] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ (¬1) أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ، إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ (¬3). [5275] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ بَجَالَةَ بْنَ عَبْدَةَ يَقُولُ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجِزْيِ (¬4) بْنِ مُعَاوِيَةَ - عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، فَأَتَاهُ كِتَابُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ. وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ (¬5) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ. ¬

_ (¬1) في (ع): "أنا أبا هريرة"، وفي (م): "أنا أبو هريرة"، والمثبت من السنن الكبير (18/ 166). (¬2) صحيح البخاري (4/ 48). (¬3) صحيح مسلم (1/ 38). (¬4) قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 491): "باب جِزي: بكسر الجيم، كذا يعرفه أصحاب الحديث، وأهل العربية يقولون: هو جزء؛ بفتح الجيم والهمز". وقال الخطيب: "بسكون الزاي ولم يذكر حركة الجيم". الإكمال لابن ماكولا (2/ 78). (¬5) قوله: "ابن عوف" ليس في (م).

[5276] وحدثناه أَبُو مُحَمَّدٍ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا سعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَذَكَرَهُ أَتَمَّ مِنْ هَذَا، وَقَدْ كَتَبْنَاهُ قَبْلَ (¬1) ذَلِكَ (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬3). [5277] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِلْمُهَاجِرِينَ مَجْلِسٌ فِي الْمَسْجِدِ يَجْلِسُونَ فِيهِ، وكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَجْلِسُ مَعَهُمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ عَمَّا يَنْتَهِي مِنْ أَمْرِ الْأَوْثَانِ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ يَوْمًا فَقَالَ: مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ فِي الْمَجُوسِ؟ قَالَ: فَوَقَفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَامَ (¬4) قَائِمًا، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ" (¬5). [5278] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بَنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سعْدٍ سَعِيدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ: عَلَامَ يُؤْخَذُ الْجِزْيَةُ مِنَ الْمَجُوسِ؛ وَلَيْسُوا ¬

_ (¬1) قوله: "قبل" ليس في (م). (¬2) أخرجه سعدان في الجزء الأول، رواية ابن الأعرابي (ص 23). (¬3) صحيح البخاري (4/ 96). (¬4) كذا في النسخ. (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (1/ 375). وهو في مسند عبد الرحمن بن عوف للبرتي (ص 80).

بِأَهْلِ كِتَابٍ؟ ! فَقَامَ إِلَيْهِ الْمُسْتَوْرِدُ، فَأَخَذَ يُلَبِّبُهُ (¬1)، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، تَطْعُنُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ - يَعْنِي: عَلِيًّا - رضي الله عنه - وَقَدْ أَخَذُوا مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ؟ ! فَذَهَبَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: ألْبِدَا (¬2)! ! فَجَلَسَا فِي ظِلِّ الْقَصْرِ، فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْمَجُوسِ، كَانَ لَهُمْ عِلْم يَعْلَمُونَهُ، وكِتَابٌ يَدْرُسُونَهُ، وَإِنَّ مَلِكَهُمْ سَكِرَ؛ فَوَقَعَ عَلَى ابْنَتِهِ أَوْ أُخْتِهِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ بَعْضُ [أَهْلِ] (¬3) مَمْلَكَتِهِ، فَلَمَّا صَحَا (¬4) جَاءُوا يُقِيمُونَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَامْتَنَعَ مِنْهُمْ، فَدَعَا أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ (¬5) فَقَالَ: تَعْلَمُونَ دِينًا خَيْرًا مِنْ دِينِ آدَمَ؟ قَدْ كَانَ آدَمُ يُنْكِحُ بَنِيهِ مِنْ بَنَاتِهِ؛ فَأَنَا عَلَى (¬6) دِينِ آدَمَ، مَا يَرْغَبُ بِكُمْ عَنْ دِينِهِ؟ ! فَتَابَعُوهُ وَقَاتَلُوا الَّذِينَ خَالَفُوهُ حَتَّى قَتَلُوهُمْ، فَأَصْبَحُوا وَقَدْ أُسْرِيَ عَلَى كِتَابِهِمْ، فَرُفِعَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ، وَذَهَبَ (¬7) الْعِلْمُ وَالْآيُ مِنْ صُدُورِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ: وَذَهَبَ (¬8) الْعِلْمُ الَّذِي فِي صُدُورِهِمْ. ثُمَّ اتَّفَقَا، قَالَ: وَهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَقَدْ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ (¬9). ¬

_ (¬1) وكذا في السنن الكبير (19/ 24)، وفي أصل الرواية: "بلببه"، وكلاهما صحيح. (¬2) تقرأ في (ع): "ائتدا"، ومكانها بياض في (م)، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (19/ 24). والمعنى أي: أقيما. تاج العروس مادة (لبد). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) تقرأ في (ع): "أضحى"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير والمختصر. (¬5) قوله: "فلما أضحى جاءوا يقيمون عليه الحد فامتنع منهم فدعا أهل مملكته" ليس في (م). (¬6) في النسخ: "عن"، والمثبت من السنن الكبير. (¬7) حرف العطف ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬8) حرف العطف ليس في (م). (¬9) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 406).

قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ الشَّافِعِيِّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالُوا فِيهِ: نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ. وَإِنَّمَا هُوَ: عِيسَى بْنُ عَاصِمٍ (¬1). [5279] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى سَرِيَّةٍ أَوْ جَيْشٍ أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ، وَبِمَنْ (¬2) مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، وَقَالَ: "إِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ، فَأَيَّتُهُنَّ أَجَابُوكَ إِلَيْهَا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ (¬3) وَكُفَّ عَنْهُمُ؛ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ (¬4) وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ، أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَبَوْا فَاخْتَارُوا دَارَهُمْ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُوُنونَ مِثْلَ أَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ؛ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي كَانَ يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ أَبَوْا فَادْعُهُمْ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ أَجَابُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَحْكُمُ اللَّهُ فِيهِمْ، وَلَكِنْ أَنْزِلُوهُمْ عَلَى حُكْمِكُمْ، ثُمَّ اقْضُوا فِيهِمْ بَعْدُ مَا شِئْتُمْ". ¬

_ (¬1) قال المؤلف في السنن الكبير: "قال ابن خزيمة: والغلط فيه من ابن عيينة لا من الشافعي"، وانظر: بيان خطأ من أخطأ على الشافعي (ص 108). (¬2) تقرأ في (م): "ولمن". (¬3) في النسخ: "فاقبلهم منهم"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (19/ 11). (¬4) في (ع): "فاقبلهم منهم"، ومن قوله: "وكف عنهم" إلى هنا ليس في (م)، والمثبت من المصادر السابقة.

قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَلْقَمَةُ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ؛ هُوَ ابْنُ هَيْصَمٍ (¬1)، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بَنِ بُرَيْدَةَ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (¬3) فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ (¬4). قَالَ أَصْحَابُنَا: هَذَا وَرَدَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَاتِلُ كُفَّارَ قُرَيْشٍ بَنَفْسِهِ، وَيُقَاتِلُ أَهْلَ الْكِتَابِ بِنَفْسِهِ وَبِأَصْحَابِهِ، وَمَا بَلَغَنَا أَنَّهُ دَعَا كُفَّارَ قُرَيْشٍ إِلَى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ. * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "حيصم"، والمثبت من المصادر السابقة. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (27/ 547). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 184). (¬3) في (ع): "أخرجه في الصحيح"، وفي (م): "أخرجه مسلم البخاري في الصحيح"، والمثبت هو الموافق للسنن الكبير (19/ 13). (¬4) صحيح مسلم (5/ 139).

مسألة (559): وأقل الجزية دينار، والغني والفقير فيه سواء

مَسْأَلَةٌ (559): وَأَقَلُّ الْجِزْيَةِ دِينَارٌ، وَالْغَنِيُّ وَالْفَقِيرُ فِيهِ سَوَاءٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ: عَلَى الْفَقِيرِ دِينَارٌ، وَعَلَى الْمُتَوَسِّطِ دِينَارَانِ (¬2)، وَعَلَى الْغَنِيِّ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ (¬3) (¬4). [5280] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُؤَمَّلٍ، فِيمَا قَرَأْنَا عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بَنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ (ح) وَالْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ (¬5)، قَالَا: قَالَ مُعَاذٌ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ بَقَرَةً ثَنِيَّةً (¬6)، وَمِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً (¬7)، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا، أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ (¬8). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 484)، ومختصر المزني (ص 364)، والحاوي الكبير (14/ 299)، ونهاية المطلب (18/ 18)، والمجموع (21/ 295). (¬2) في النسخ: "دينارين"، والمثبت من المختصر. (¬3) في (م): "دينار". (¬4) انظر: المبسوط (10/ 78)، وتحفة الفقهاء (3/ 302)، وبدائع الصنائع (7/ 112)، والهداية (2/ 401)، وتبيين الحقائق (3/ 276). (¬5) ذكر البيهقي في السنن الكبير، أن المحفوظ حديثُ الأعمش، عن أبى وائل شقيق بن سلمة، عن مسروق. وحديثه - أي: الأعمش - عن إبراهيم منقطع؛ ليس فيه ذكر مسروق. انظر علل الدارقطني (3/ 46). (¬6) الثنية من البقر: ما دخل في السنة الثالثة. النهاية (ثنا). (¬7) التبيع: ولد البقرة في أول سنة، والأنثى تبيعة. المصدر السابق (تبع). (¬8) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 473) من طريق يعلى بن عبيد.

[5281] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَدَدًا مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْيَمَنِ؛ فَكُلُّهُمْ حَكَى لِي عَنْ عَدَدٍ مَضَوْا قَبْلَهُمْ كُلُّهُمْ ثِقَةٌ، يَحْكُونَ عَنْ عَدَدٍ مَضَوْا قَبْلَهُمْ كُلُّهُمْ ثِقَةٌ؛ أَنَّ صُلْحَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ لِأَهْلِ ذِمَّةِ الْيَمَنِ عَلَى (¬1) دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ (¬2). [5282] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - ضَرَبَ الْجِزْيَةَ عَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَرْبَعَةَ دَنَانِيرَ، وَعَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَمَعَ ذَلِكَ أَرْزَاقُ الْمُسْلِمِينَ، وَضِيَافَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) تقرأ في (م): "عليهم". (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 425). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير، مصورة الظاهرية (ق 13/ ب).

مسألة (560): ومن دخل من أهل الحرب دار الإسلام للتجارة، فللإمام أن يضع عليه شيئا يأخذه من أموال تجارته، على ما يؤدي إليه اجتهاده

مَسْأَلَةٌ (560): وَمَنْ دَخَلَ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ دَارَ الْإِسْلَامِ لِلتِّجَارَةِ، فَلِلْإِمَامِ أَنْ يَضَعَ عَلَيْهِ شَيْئًا يَأْخُذُهُ مِنْ أَمْوَالِ تِجَارَتِهِ، عَلَى مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنْ كَانُوا هُمْ يَعْشُرُونَ (¬2) (¬3) أَمْوَالَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا دَارَهُمْ، أَخَذَ الْإِمَامُ مِنْهُمْ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَأْخُذُونَ شَيْئًا فَلَا يَأْخُذُ مِنْهُمْ شَيْئًا (¬4) (¬5). * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 492)، ومختصر المزني (ص 365)، والحاوي الكبير (14/ 340)، وروضة الطالبين (10/ 319)، والمجموع (21/ 368). (¬2) أي: يأخذون عشر أموالهم. (¬3) تقرأ في (م): "يفترون". (¬4) لم يذكر في المسألة خبرا ولا أثرا. (¬5) انظر: الأصل لمحمد بن الحسن (2/ 99)، والمبسوط (2/ 199)، وتحفة الفقهاء (1/ 316)، وبدائع الصنائع (2/ 38)، والهداية (1/ 104).

كتاب الصيد والذبائح

وَمِنْ كِتَابِ الصَّيْدِ والذَّبَائِحِ

مسألة (561): والكلب المعلم إذا أكل مما اصطاده فلا يحرمه في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (561): وَالْكَلْبُ الْمُعَلَّمُ إِذَا أَكَلَ مِمَّا اصْطَادَهُ فَلَا يُحَرِّمُهُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُحَرِّمُهُ. وَهُوَ الْقَوْلُ الْآخَرُ؛ لِلصِّفَةِ (¬2) (¬3). فَوَجْهُ قَوْلِنَا: لَا يُحَرِّمُ، مِنْ طَرِيقِ (¬4) مَا: [5283] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا هُشَيْمٌ، أنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي صَيْدِ الْكَلْبِ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ، وَكُلْ مَا رَدَّتْ يَدُكَ" (¬5). [5284] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ أَعْرَابِيًّا - يُقَالُ [لَهُ] (¬6): أَبُو ثَعْلَبَةَ - ¬

_ (¬1) انظر: الحاوي الكبير (15/ 8)، ونهاية المطلب (18/ 112)، والمجموع (9/ 118). (¬2) في (م): "للعفة"، قال الشافعي في الأم (3/ 591): "فإذا أكل فقد قيل يخرجه هذا من أن يكون معلما". أي: انتفت عنه صفة التعليم. (¬3) انظر: مختصر الطحاوي (ص 297)، والمبسوط (11/ 223، 243)، وبدائع الصنائع (5/ 52)، والهداية في شرح البداية (4/ 401)، وتبيين الحقائق (6/ 53). (¬4) كذا، ولعلها: "من طريق الخبر" أو "من طريق الأثر" فهي من عادة المؤلف في الكتاب. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 374). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (19/ 179).

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي كِلَابًا مُكَلَّبَةً (¬1)، فَأَفْتِنِي فِي صَيْدِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ لَكَ كِلَابٌ مُكَلَّبَةٌ، فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ". قَالَ: "ذَكِيٌّ أَوْ غَيْرُ ذَكِيٍّ (¬2) ". قالَ: وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ؟ [قَالَ: "وَإِنْ أَكَلَ] مِنْهُ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنِي فِي قَوْسِي، قَالَ: "كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ". قَالَ: "ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ (¬3) ". قَالَ: وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنِّي؟ قَالَ: "وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنْكَ مَا لَمْ يَصِلَّ (¬4) أَوْ تَجِدْ فِيهِ أَثَرَ غَيْرِ سهْمِكَ (¬5) ". قَالَ: أَفْتِنِي فِي آنِيَةِ الْمَجُوسِ إِذَا اضْطُرِرْنَا إِلَيْهَا؟ قَالَ: "اغْسِلْهَا وَكُلْ فِيهَا" (¬6). [5285] أخبرنا ابْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ [نُمَيْرٍ] (¬7)، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِذَا أَرْسَلَ أَحَدُكُمْ كَلْبَهُ الْمُعَلَّمَ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، فَلْيَأْكُلْ مِمَّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ، أَكَلَ مِنْهُ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ (¬8). [5286] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) الكلاب المكلبة: المسلَّطة على الصيد المعوَّدة بالاصطياد. النهاية (كلب). (¬2) في (م): "أذكي أو غير أذكي". (¬3) في (م): "أذكي أو غير أذكي". (¬4) قال ابن الأثير في النهاية (صلل): "ما لم يصلَّ، أي: ما لم ينتن. يقال: صلّ اللحم وأصَلَّ. هذا على الاستحباب، فإنه يجوز أكل اللحم المتغير الريح إذا كان ذكيا". (¬5) في أصل الرواية: "تجد فيه سهم غيرك". (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 375). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من الكبير (19/ 176). (¬8) أخرجه الطبري في التفسير (8/ 119) من طريق عبيد الله.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ: كُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ إِنْ قَتَلَ أَوْ لَمْ يَقْتُلْ. [5287] قال مَالِكٌ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ نَافِعًا يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ أَكَلَ أَوْ لَمْ يَأْكُلْ (¬1). [5288] وعن مَالِكٍ - رحمه الله - أَنَّهُ بَلَغَهُ؛ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ سُئِلَ عَنِ الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ إِذَا أَخَذَ ثُمَّ أَكَلَ، فَقَالَ: كُلْ مَعَهُ (¬2) وَإِنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا بَضْعَةٌ وَاحِدَةٌ (¬3). كَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَكَلَ فَكُلْ (¬4) (¬5) (ح) وَعَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ رَجُلٍ - يُقَالُ لَهُ: حُمَيْدُ بْنُ مَالِكٍ - قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدًا - رضي الله عنه -، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ (¬6). وَوَجْهُ قَوْلِنَا: "يُحَرِّمُ" مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [5289] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُويَهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ (¬7)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ¬

_ (¬1) من قوله: "أخبرنا عبد الله" إلى هنا ليس في (م). (¬2) قوله: "معه" ليس في الأصل الخطي لأصل الرواية. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير، مخطوط بالظاهرية (ق 178/ ب). (¬4) في (م): "إذا أكل كل فكل". (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 378) من طريق عبيد الله. (¬6) المصدر السابق (10/ 379). (¬7) في (م): "السفن".

عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرْسِلُ كَلْبِي وَأُسَمِّي؟ فَقَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ وَسَمَّيْتَ، فَأَخَذَ فَأَكَلَ فَلَا تَأْكُلْ (¬1)، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ" (¬2). [5290] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو (¬3) بْنُ مَطَرٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬4) بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا (¬5) شُعْبَةُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: "إِذَا أَصَابَ بِحَدِّهِ (¬6) فَكُلْ، وَإِذَا أَصَابَ بِعَرْضِهِ فَقَتَلَ، فَإِنَّهُ وَقِيذٌ (¬7) فَلَا تَأْكُلْ". وَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكَلْبِ فَقَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ، فَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، فَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ". قُلْتُ: فَإِنْ وَجَدْتُ مَعَ (¬8) كَلْبِي كَلْبًا آخَرَ لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَ، قَالَ: "فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ، وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ". ¬

_ (¬1) قوله: "فلا تأكل" ليس في (م). (¬2) أخرجه البخاري في الصحيح (7/ 88) عن آدم. (¬3) في النسخ: "عمر"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، واسمه: محمد بن جعفر بن محمد بن مطر. له ترجمة في تاريخ الإسلام (8/ 151). (¬4) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من صحيح مسلم ومصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (19/ 158). (¬5) أداة التحديث ليست في (م). (¬6) في (م): "بحلده". (¬7) في (م): "وقية". والوقيذ: هو ما قُتل بعصا أو حجر أو ما لا حد. (¬8) في النسخ: "معي"، والمثبت من صحيح مسلم.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ وَحَفْصِ بْنِ عُمَرَ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ (¬2). [5291] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا بَيَانٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَصِيدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ، فَقَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ وَإِنْ قَتَلْنَ (¬3)، إِلَّا أَنْ يَأْكُلَ الْكَلْبُ، فَإِنْ أَكَلَ فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ رُبَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، فَإِنْ خَالَطَهَا كِلَابٌ مِنْ غَيْرِهَا فَلَا تَأْكُلْ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5)، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ. [5292] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، [ثنا أَبُو دَاوُدَ] (¬6)، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَا عَلَّمْتَ مِنْ كَلْبٍ أَوْ بَازٍ (¬7) ثُمَّ أَرْسَلْتَهُ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ، فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكَ عَلَيْكَ". قُلْتُ: وَإِنْ قَتَلَ؟ قَالَ: ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 46)، (3/ 54). (¬2) صحيح مسلم (6/ 56). (¬3) في (م): "قتلت". (¬4) صحيح البخاري (7/ 87). (¬5) صحيح مسلم (6/ 56). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (19/ 180). (¬7) الباز: لغة في البازيّ، وهو من الطيور التي تصيد.

"إِذَا قَتَلَهُ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَيْكَ" (¬1). [5293] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ - حَدَّثَنِي لَفْظًا - قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ فَأَدْرَكْتَهُ حَيًّا فَكُلْ، وَإِنْ أَدْرَكْتَهُ وَقَدْ مَاتَ مِنْ جِرَاحَةٍ فَكُلْ، وَإِنْ أَدْرَكْتَهُ وَقَدْ أَكَلَ مِنْهُ فَلَا تَأْكُلْ (¬2). [5294] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا أَكَلَ الْكَلْبُ مِنَ الصَّيْدِ فَلَا تَأْكُلْ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 374). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 374) من طريق الشعبي عن ابن عباس بمعناه. (¬3) المصدر السابق (10/ 374) من طريق سعيد بن جبير.

مسألة (562): ولو ذبح مسلم ولم يسم حلت ذبيحته

مَسْأَلَةٌ (562): وَلَوْ ذَبَحَ مُسْلِمٌ وَلَمْ يُسَمِّ حَلَّتْ ذَبِيحَتُهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ تَرَكَ التَّسْمِيَةَ عَمْدًا لَمْ تَحِلَّ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [5295] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ (ح) [5296] وأخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا ابْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ (¬3) أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -؛ أَنَّ قَوْمًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَنَا بِاللَّحْمِ لَا نَدْرِي أَذَكَرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سَمُّوا عَلَيْهِ وَكُلُوا" (¬4). لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 593، 609)، ومختصر المزني (ص 369)، والحاوي الكبير (15/ 10، 95)، ونهاية المطلب (18/ 113)، والمجموع (8/ 384). (¬2) انظر: مختصر الطحاوي (ص 295)، والمبسوط (11/ 236)، وبدائع الصنائع (5/ 46)، والهداية في شرح البداية (4/ 347)، وتبيين الحقائق (5/ 287). (¬3) في (م): "ابن". (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 536).

أَبِي الْأَشْعَثِ (¬1). قَالَ: وَتَابَعَهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ هِشَامٍ (¬2). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، وَمُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ قَعْنَبٍ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ (¬3) بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأُسَامَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. [5297] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا مَالِكٌ، قَالَا: ثنا (¬4) (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ وَمُحَاضِرٌ - الْمَعْنَى (¬5) - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - وَلَمْ يَذْكُرَا [عَنْ] حَمَّادٍ (¬6) وَمَالِكٍ: عَنْ عَائِشَةَ - أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ قَوْمًا حَدِيثَ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ يَأْتُونَ (¬7) بِلُحْمَانٍ لَا نَدْرِي أَذَكَرُوا اسْمَ اللَّهِ (¬8)، أَمْ لَمْ يَذْكُرُوا، فَنَأْكُلُ (¬9) مِنْهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سَمُّوا وَكُلُوا" (¬10). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 54). (¬2) المصدر السابق (7/ 92). (¬3) في النسخ: "عبد الرحمن"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 182)، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 36). وحديثه أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 257). (¬4) قوله: "ثنا" ليس في (م). (¬5) في النسخ: "المغني"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) في النسخ: "ولم يذكر حماد"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) في أصل الرواية: "يأتوننا". (¬8) لفظ الجلالة ليس في (ع)، وبعده في المصدر السابق: "عليه". (¬9) في المصدر السابق: "أفنأكل". (¬10) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، الأزهرية (ق/ 372)، وبرنستون (ق/ 262).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي خَالِدٍ وَحْدَهُ (¬1). هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، مُرْسَلًا (¬2). وَقَدْ: [5298] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالُوا (¬3): يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يَأْتُونَنَا بِأَجْبَانٍ، وَإِنَّا لَا نَدْرِي أَسَمَّوُا اللَّهَ عَلَيْهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (¬4) - صلى الله عليه وسلم -: "سَمُّوا اللَّهَ عَلَيْهَا، ثُمَّ كُلُوا". قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: كَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِي الثَّانِي مِنَ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الْفَوَائِدِ الْكَبِيرِ (¬5). [5299] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ (ح) ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (9/ 119). (¬2) قال الدارقطني في العلل (8/ 174): "وكذلك رواه ابن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، والمفضل بن فضالة، عن هشام، عن أبيه، مرسلا ليس فيه عائشة، والمرسل أشبه بالصواب". (¬3) في (م): "قالوا". (¬4) قوله: "رسول الله" ليس في (ع). (¬5) أي متصلا بذكر عائشة، والمشهور عن مالك فيه الإرسال. انظر علل الحديث لابن أبي حاتم (4/ 412).

وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ (¬1) الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ (¬2)، ثنا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، [عَنْ عَمْرٍو] (¬3)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ (¬4): "الْمُسْلِمُ يَكْفِيهِ اسْمُهُ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يُسَمِّيَ اللَّهَ حِينَ يَذْبَحُ، فَلْيَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ وَلْيَأْكُلْهُ" (¬5). خَالَفَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ؛ فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ قَوْلِهِ: [5300] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ خَالِدٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ (¬6)، عَنْ عَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا ذَبَحَ الْمُسْلِمُ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ فَلْيَأْكُلْ، فَإِنَّ الْمُسْلِمَ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ. قَوْلُهُ: "عَيْنٌ (¬7) ". يَعْنِي: عِكْرِمَةَ (¬8). [5301] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ ¬

_ (¬1) من قوله: "الطرسوسي" في الإسناد السابق إلى هنا ليس في (م). (¬2) في النسخ: "محمد بن زيد"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 183). وهو: محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي. له ترجمة في تهذيب الكمال (27/ 20). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. وهو: عمرو بن دينار. (¬4) قوله: "قال" ليس في (م). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 535) من طريق أبي حاتم الرازي. (¬6) قوله: "عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء" ليس في (م). (¬7) في النسخ: "عير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 534).

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا (¬1) تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلَّا (¬2) فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ (¬3)؟ قَالَ: "وَأَبِيكَ (¬4) لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَ عَنْكَ" (¬5). أَبُو الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيُّ اسْمُهُ: أُسَامَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قِهْطِمٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا، بَلْ عُطَارِدُ بْنُ بَرْزٍ (¬6)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَهَذَا وَرَدَ فِي الْمُتَوَحِّشِ وَالْمُتَرَدِّي، فَقَالَ: "لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَ عَنْكَ". وَلَمْ يَشْتَرِطِ التَّسْمِيَةَ. [5302] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتِ الْيَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: نَأْكُلُ (¬7) مِمَّا ¬

_ (¬1) في (م): "أن". (¬2) في (ع): "إلى"، وليس في (م)، والمثبت من المختصر. (¬3) اللبة: الهَزْمَة (النُّقرة) التي فوق الصدر وفيها تنحر الإبل. النهاية (لبب). (¬4) في النسخ: "وإنك"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 205). قال أبو أحمد بن عدي في الكامل (3/ 363): "قال حاجب: قال لي يعقوب: قال لي حماد: ما حدثت بهذا الحرف أحدًا غيرك، يعني وأبيك". وقال المؤمل بن أحمد في الفوائد (ص 318): "قوله: وأبيك، وإنما تعرف هذه اللفظة من رواية يعقوب بن إسحاق الحضرمي، وذكر أنه مما أسره إليه حماد بن سلمة". (¬5) أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (1/ 363) من طريق الرقاشي. (¬6) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (34/ 85). (¬7) في النسخ في هذا الموضع والذي يليه: "تأكل"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (19/ 186).

قَتَلْنَا، وَلَا نَأْكُلُ مِمَّا قَتَلَ اللَّهُ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (¬1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (¬2). [5303] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ (¬3)، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، كَيْفَ لَا تَأْكُلُ مِمَّا قَتَلَ رَبُّكَ، وَتَأْكُلُ مِمَّا قَتَلْنَا؟ ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (¬4). [5304] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي السَّفَرِ (¬5)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: "إِذَا أَصَابَ بِحَدِّهِ (¬6) وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فَكُلْ، وَإِذَا أَصَبْتَ بِعَرْضِهِ، فَإِنَّهُ وَقِيذٌ (¬7) فَلَا تَأْكُلْ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرْسِلُ كَلْبِي فَيَأْخُذُ، فَقَالَ: "إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ فَأَخَذَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَكُلْ، فَإنْ أَكَلَ مِنْهُ فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرسِلُ كَلْبِي وَأَجِدُ مَعَهُ كَلْبًا آخَرَ قَدْ أَخَذَ، لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَخَذَ؟ قَالَ: "فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى غَيْرِهِ". ¬

_ (¬1) سورة الأنعام (آية: 121). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، مصورة برنستون (ق/ 261). (¬3) في (م): "الصامت". (¬4) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (10/ 256) من طريق محمد بن الصلت. (¬5) في (م): "عن أبي السفر". (¬6) في (م): "لجلده". (¬7) في (م): "وقية".

اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ (¬1) مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (¬2). [5305] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: إِمْلَاءً سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ [وَثَلَاثِ] (¬3) مِائَةٍ - أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِالْكَلْبِ الْمُكَلَّبِ، وَبِالْكَلْبِ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ (¬4)، فَأَخْبِرْنِي مَاذَا يَحِلُّ لَنَا مِمَّا يَحْرُمُ عَلَيْنَا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "إِذَا مَا اصَّادَ (¬5) كَلْبُكَ الْمُكَلَّبُ، فَكُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ وَاذْكرِ اسْمَ اللَّهِ، وَأَمَّا مَا اصَّادَ كَلْبُكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُكَلَّبٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ مِنْهُ، وَمَا لَمْ تُدْرِكْ ذَكَاتَهُ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْمُقْرِئِ، عَنْ حَيْوَةَ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "في الصحيح" ليس في (ع). (¬2) صحيح البخاري (3/ 54)، (7/ 86)، وصحيح مسلم (6/ 56). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت يقتضيه السياق. (¬4) في النسخ: "بمكلف"، والمثبت من المختصر. (¬5) اصَّاد بمعنى: اصطاد، قال ابن الأثير في النهاية (صيد): "وفيه إنا اصدنا حمار وحش، هكذا روي بصاد مشددة، وأصله اصطدنا، فقلبت الطاء صادا وأدغمت، مثل اصبر، في اصطبر. وأصل الطاء مبدلة من تاء افتعل". (¬6) صحيح البخاري (7/ 86). (¬7) صحيح مسلم (6/ 60).

[5306] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُويَهِ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُويَهْ (¬1)، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا (¬2) مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ (¬3)، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: "إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في (م): "بختويه". (¬2) في (م): "أن". (¬3) واد قبل مكة من جهة المغرب. معجم البلدان (1/ 480). (¬4) صحيح البخاري (7/ 91).

مسألة (563): وإذا رمى بسهم إلى صيد، أو أرسل كلبا على صيد فغابا عنه، ثم وجده مقتولا لم يحل أكله على أحد القولين، وحل في القول الثاني، وإن لم يكن مقتفيا أثره

مَسْأَلَةٌ (563): وَإِذَا رَمَى بِسَهْمٍ إِلَى صَيْدٍ، أَوْ أَرْسَلَ كَلْبًا عَلَى صَيْدٍ فَغَابَا عَنْهُ، ثُمَّ وَجَدَهُ مَقْتُولًا لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ، وَحَلَّ فِي الْقَوْلِ الثَّانِي، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُقْتَفِيًا أَثَرَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ كَانَ يَقْفُو أَثَرَهُ حَلَّ أَكْلُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُقْتَفِيًا (¬2) أَثَرَهُ (¬3) تَابِعًا لَهُ إِلَى أَنْ وَجَدَهُ لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ اسْتِحْسَانًا (¬4). [5307] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شعْبَةُ وَهُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ فَأَجِدُهُ مِنَ الْغَدِ فِيهِ سَهْمِي، قَالَ: "إِذَا وَجَدْتَ فِيهِ سَهْمَكَ وَعَلِمْتَ أَنَّهُ قَتَلَهُ وَلَمْ تَرَ فِيهِ أَثَرَ سَبُعٍ فَكُلْ" (¬5). [5308] قال: وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ سَأَل النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 594)، ومختصر المزني (ص 369)، والحاوي الكبير (15/ 15)، ونهاية المطلب (18/ 115)، والمجموع (9/ 130). (¬2) في (م): "مقفيا". (¬3) في النسخ: "أثر"، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: المبسوط (11/ 240)، وبدائع الصنائع (5/ 59)، والهداية في شرح البداية (4/ 407)، وتبيين الحقائق (6/ 57). (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 373). (¬6) المصدر السابق (2/ 373).

[5309] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، [عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ] (¬2) بْنِ الرُّحَيْلِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمَيْمُونٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنِّي أَرْمِي الصَّيْدَ، فَأُصْمِي (¬3) وَأُنْمِي (¬4). فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا أَصْمَيْتَ، وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ (¬5). وَالْإِصْمَاءُ: أَنْ يُقْعِصَهُ (¬6). وَالْإِنْمَاءُ: أَنْ يَسْتَقْبِلَ بِسَهْمِهِ حَتَّى يَغِيبَ عَنْهُ، فَوَجَدَهُ بَعْدَ (¬7) ذَلِكَ بِيَوْمٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: لَا أَدْرِي هَذَا التَّفْسِيرُ مِنْ قَوْلِ مَنْ! قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَرْفُوعًا، إِلَّا أَنَّ عُثْمَانَ الْوَقَّاصِيَّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، فَلَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ، وَالْمَشْهُورُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفٌ. [5310] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ، ثنا عَبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبدان"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من معرفة السنن والسنن الكبير. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 497). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬3) في النسخ: "فأسمي". (¬4) زاد بعده في السنن والمعرفة: "فكيف ترى". (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (19/ 188)، ومعرفة السنن (13/ 449). (¬6) قال أبو عبيد في غريب الحديث (5/ 241): "الإصماء أن يرميه فيموت بين يديه لم يغب عنه، وكذلك الإقعاص". (¬7) قوله: "بعد" ليس في (م).

عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدًا أَسْوَدَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَمُرُّ بِيَ ابْنُ السَّبِيلِ وَأَنَا فِي مَاشِيَةٍ لِسَيِّدِي، فَأَسْقِي مِنَ اللَّبَنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ؟ [قَالَ: "لَا"] (¬1). قَالَ: إِنِّي أَرْمِي فَأُنْمِي وَأُصْمِي، قَالَ: "كُلْ مَا أَصْمَيْتَ (¬2) وَدَعْ مَا أَنْمَيْتَ" (¬3). وَرَوَى سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: إِذَا غَابَ عَنْكَ (¬4) مَصَارِعُهُ فَلَا تَأْكُلْهُ (¬5). [5311] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬6) بْنُ مُعَاذِ بْنِ حُلَيْفٍ (¬7)، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدُنَا يَرْمِي ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج. (¬2) في (م): "أسميت". (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (5/ 356)، والمعجم الكبير (12/ 27) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وقال: "لم يرو هذا الحديث عن الحكم إلا عثمان بن عبد الرحمن". (¬4) في المختصر: "عن". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 461) من طريق ابن جريج بنحوه. (¬6) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر ترجمته. (¬7) كذا في النسخ بالحاء المهملة، والذي في مصورتي برنستون والأزهرية من رواية ابن داسة بالخاء المعجمة، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (2/ 370): "ضبط المزي جده بالخاء المعجمة، وكذا رأيناه نحن بخط الصدر البكري، ونقل عبد الغني، عن خط السلفي أنه بالمهملة. وكذا قال ابن نقطة (2/ 437)، والله أعلم بالصواب"، وقال ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (3/ 444): "وكذلك وجدته مهملا بخط أبي القاسم ابن عساكر في معجم النبل".

الصَّيْدَ، فَيَقْتَفِرُ (¬1) أثَرَهُ الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، ثُمَّ يَجِدُهُ (¬2) مَيْتًا وَفِيهِ سَهْمُهُ، أَيَأْكُلُ؟ قَالَ: "نَعَمْ إِنْ شَاءَ" أَوْ قَالَ: "يَأْكُلُ إِنْ شَاءَ" (¬3). قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، فَذَكَرَهُ (¬4). [5312] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجَارُودِيُّ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَرْسَلْتَ كلْبَكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، فَإِنْ أَمْسَكَ عَلَيْكَ فَأَدْرَكْتَهُ حَيًّا فَاذْبَحْهُ، وَإِنْ أَدْرَكْتَهُ قَدْ قَتَلَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ فَكُلْهُ، وَإِنْ وَجَدْتَ مَعَ كلْبِكَ كَلْبًا غَيْرَهُ وَقَدْ قَتَلَ (¬5) فَلَا تَأْكُلْ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيُّهُمَا قَتَلَهُ، وَإِنْ رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَإِنْ غَابَ عَنْكَ يَوْمًا فَلَمْ تَجِدْ (¬6) فِيهِ إِلَّا أَثَرَ سَهْمِكَ فَكُلْ إِنْ (¬7) شِئْتَ، وَإِنْ وَجَدْتَهُ غَرِيقًا فِي الْمَاءِ فَلَا تَأْكُلْ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ شُجَاعٍ (¬8). قَالَ أَصْحَابُنَا: إِنَّمَا أَرَادَ إِذَا أَصَابَ السَّهْمُ مَقْتَلَهُ بِمَرْأًى مِنْهُ ثُمَّ غَابَ عَنْهُ، وَذَلِكَ يَحِلُّ أَكْلُهُ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "فيقتفي"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. وقوله: فيقتفر أثره؛ أي تتبعه. يقال: "اقتفرت الأثر وتقفرته إذا تتبعته وقفوته". النهاية (قفر). (¬2) في (م): "يجد". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، الأزهرية (ق/ 374)، وبرنستون (ق/ 264). (¬4) صحيح البخاري (7/ 87). (¬5) في النسخ: "قيل"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 197). (¬6) قوله: "تجد" ليس في (م). (¬7) في النسخ: "وإن"، والمثبت من المصدر السابق. (¬8) صحيح مسلم (6/ 58).

وَقَدْ رَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ مُفَسَّرًا: [5313] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬1)، [ثنا] (¬2) الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ؛ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَرْمِي بِسَهْمِي فَأُصِيبُ، فَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، قَالَ: "إِنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ بِهِ أَثَرٌ، وَلَا خَدْشٌ إِلَّا رَمْيَتُكَ فَكُلْ، وَإِنْ وَجَدْتَ بِهِ أَثَرَ غَيْرِ رَمْيَتِكَ فَلَا تَأْكُلْ" أَوْ قَالَ: "فَلَا تَطْعَمْهُ" (¬3). وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. [5314] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي وَالِدِي، أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ (¬4) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَاهَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ خَالِدٍ - يَعْنِي: الْحَذَّاءَ - عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرْمِي الصَّيْدَ فَأَجِدُهُ بَعْدَ لَيْلَةٍ (¬5)، قَالَ: "كُلْ مَا وَجَدْتَ فِيهِ أَثَرَ سَهْمِكَ مَا لَمْ تَجِدْهُ غَرِقًا" (¬6). [5315] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ¬

_ (¬1) هو: ابن المسيب أبو محمد البيهقي الشعراني. له ترجمة في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/ 69). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هو الموافق لما في مصادر التخريج. (¬3) أخرجه ابن حبان في التقاسيم والأنواع (13/ 192) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري. (¬4) كذا في النسخ، وهو خطأ، صوابه: "أنا أبو يوسف يعقوب"، وهو: يعقوب بن محمد بن ماهان أبو يوسف الصيدلاني النيسابوري، له ترجمة في تلخيص تاريخ نيسابور (ص 75). (¬5) في مصدر التخريج: "بعد ثلاث". (¬6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 77) من طريق أحمد بن حفص.

ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذَا رَمَيْتَ الصَّيْدَ فَأَدْرَكْتَهُ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ وَسَهْمُكَ فِيهِ، فَكُلْ (¬1) مَا لَمْ يُنْتِنْ" (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الرَّازِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ خَالِدٍ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في أصل الرواية وصحيح مسلم: "فكله". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 375). (¬3) صحيح مسلم (6/ 59).

مسألة (564): وإذا ضرب الصيد فقطعه قطعتين أكل، وإن كانت إحدى القطعتين أقل من الأخرى

مَسْأَلَةٌ (564): وَإِذَا ضَرَبَ الصَّيْدَ فَقَطَعَهُ قِطْعَتَيْنِ أَكَلَ، وَإِنْ كانَتْ إِحْدَى الْقِطْعَتَيْنِ أَقَلَّ مِنَ الْأُخْرَى (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (¬2): إِنْ بَانَ مِنْهُ الرَّأْسُ أَكَلَ الْجَمِيعَ، وَإِنْ أَبَانَ مِنْهُ يَدًا أَوْ رِجْلًا فَلَا يُؤْكَلُ الْمُبَانُ، وَيَأْكُلُ الَّذِي فِيهِ الرَّأْسُ (¬3). [5316] أخبرنا الْحُسَيْنُ (¬4) بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، ثنا يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ، ثنا أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ، كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ وَكلْبُكَ". زَادَ عَنِ (¬5) ابْنِ حَرْبٍ: "الْمُعَلَّمُ وَيَدُكَ فَكُلْ، ذَكِيٌّ أَوْ غَيْرُ ذَكِيٍّ" (¬6). [5317] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 597)، ومختصر المزني (ص 370)، والحاوي الكبير (15/ 22)، ونهاية المطلب (18/ 125)، والمجموع (9/ 134). (¬2) قوله: "أبو حنيفة" ليس في (ع). (¬3) انظر: المبسوط (11/ 353)، وتحفة الفقهاء (3/ 78)، وبدائع الصنائع (5/ 45)، والهداية (4/ 409). (¬4) في (م): "الحسن". (¬5) قوله: "عن" ليس في أصل الرواية. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 375).

ثنا أَبُو عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ [قَوْسُكَ] (¬1) وَكَلْبُكَ وَيَدُكَ (¬2)، ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ" (¬3). [5318] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ (¬4)، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَوْلًى لِشُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ صَاحِبَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "حِلٌّ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ" (¬5). [5319] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ] (¬6)، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وَالنَّاسُ يَجُبُّونَ أَسْنَامَ الْإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَلْيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا قُطِعَ مِنَ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ فَهُوَ (¬7) مَيْتَةٌ" (¬8). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (19/ 200). (¬2) في (م): "وكلبك يدرك". (¬3) انظر تخريج الحديث السابق. (¬4) في (م): "أبو الأصم". (¬5) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5536) من طريق ابن وهب. (¬6) ما بين المعقوفين مكانه في النسخ: "الأنباري"، والمثبت من معرفة السنن (13/ 452)، وسيأتي في الحديث التالي على الصواب. (¬7) في النسخ: "فهي"، والمثبت من المختصر والمعرفة. (¬8) أخرجه البغوي في الجعديات (2/ 1059).

نَحْنُ نَقُولُ بِهَذَا، وَالْخِلَافُ لَمْ يَقَعْ فِيهِ. [5320] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 479) من طريق هاشم بن القاسم.

مسألة (565): ولا تقع الذكاة بالسن والظفر

مَسْأَلَةٌ (565): وَلَا تَقَعُ الذَّكَاةُ بِالسِّنِّ وَالظُّفُرِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَقَعُ بِهِ الذَّكَاةُ إِذَا كَانَ مُنْفَصِلًا (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [5321] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو الْأَحْوَص، ثنا سَعيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَا نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا (¬3) وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬4): "أَرِنْ (¬5) أَوْ أَعْجِلْ مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ [اسْمُ] (¬6) اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوا، مَا لَمْ يَكُنْ سِنٌّ أَوْ ظُفُرٌ (¬7) ". وَسَأُحَدِّثُكُمْ (¬8) عَنْ ذَلِكَ، أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 611)، ومختصر المزني (ص 370)، والحاوي الكبير (15/ 28)، ونهاية المطلب (18/ 181)، والمجموع (9/ 91 - 93). (¬2) انظر: المبسوط (12/ 2)، وتحفة الفقهاء (3/ 70)، وبدائع الصنائع (5/ 42)، والهداية (4/ 349). (¬3) قوله: "غدا" ليس في (م). (¬4) قوله: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬5) انظر كلام النووي في شرحها وروايتها ونقله عن الخطابي والقاضي عياض في المنهاج (13/ 123) (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬7) في النسخ: "وظفر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) في أصل الرواية: "قال رافع: وسأحدثكم". =

الْحَبَشَةِ، وَتَقَدَّمَ سَرَعَانُ النَّاسِ، فَعَجِلُوا، فَأَصَابُوا مِنَ الْغَنَائِمِ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي آخِرِ النَّاسِ، فَنَصَبُوا قُدُورًا، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقُدُورِ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ، وَقَسَمَ بَيْنَهُمْ فَعَدَلَ بَعِيرًا بِعَشْرِ شِيَاهٍ، وَنَدَّ بَعِيرٌ [مِنْ] إِبِلِ الْقَوْمِ (¬1) وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ خَيْلٌ، فَرَمَاهُ [رَجُلٌ] بِسَهْمٍ، فَحَبَسَهُ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ (¬2) كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، مَا فَعَلَ مِنْهَا هَذَا فَافْعَلُوا [بِهِ] مِثْلَ هَذَا" (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬4). [5322] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا [ابْنُ] (¬5) وَهْبٍ، ¬

_ = قال الحافظ في الفتح: "وقوله فيه: وسأحدثكم عن ذلك، جزم النووي بأنه من جملة المرفوع، وهو من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الظاهر من السياق، وجزم أبو الحسن بن القطان في كتاب بيان الوهم والإيهام، بأنه مدرج من قول رافع بن خديجٍ راوي الخبر، وذكر ما حاصله أن أكثر الرواة عن سعيدٍ ومسروق أوردوه على ظاهر الرفع، وأن أبا الأحوص قال في روايته عنه بعد قوله: أو ظفر، قال رافع: وسأحدثكم عن ذلك. ونسب ذلك لرواية أبي داود، وهو عجيب؛ فإن أبا داود أخرجه عن مسددٍ وليس في شيءٍ من نسخ السنن قوله: قال رافع، وإنما فيه كما عند المصنف هنا بدونها، وشيخ أبي داود فيه مسدد هو شيخ البخاري فيه هنا، وقد أورده البخاري في الباب الذي بعد هذا بلفظ: غير السن والظفر فإن السن عظم، إلخ، وهو ظاهر جدًّا في أن الجميع مرفوع". (¬1) في النسخ: "وند بعير أهل القوم"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (19/ 208). (¬2) قوله: "أوابد" ليس في (م). والأوابد: هي التي قد تأبدت أي توحشت ونفرت من الإنس. النهاية (أبد). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 372). (¬4) صحيح البخاري (7/ 98). (¬5) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (19/ 318).

أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّا نَرْجُو أَوْ نَخْشَى أَنْ نَلْقَى الْعَدُوَّ (¬1) وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى، أَفَنَذْبَحُ بِالْقَصَبِ (¬2)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلُوا، إِلَّا السِّنَّ وَالظُّفُرَ". اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ (¬3). [5323] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ، [أنا] (¬4) أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُويَهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ (¬5)، ثنا عُقْبَةُ (¬6)، ثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُرَيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ (¬7) يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) قوله: "أن نلقى العدو" ليس في (م). (¬2) في النسخ: "بالقصف"، والمثبت من المصدر السابق. والقصب: كل نبت ذي أنابيب. (¬3) صحيح البخاري (7/ 92)، ومسلم (6/ 78). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف، فكثيرا ما يروي بهذا الإسناد إلى آدم بن أبي إياس. (¬5) في النسخ: "إيام"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (2/ 301). (¬6) كذا في النسخ، وأظن الصواب: "شعبة"، فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 103) من طريق آدم فقال: "عن شعبة"، ورواه الطيالسي في المسند (2/ 367)، وأحمد في المسند عن محمد بن جعفر وحسين (8/ 4150)، ويحيى بن سعيد (8/ 4452) عن شعبة. ورواه النسائي في الكبرى (6/ 519)، والبغوي في الجعديات (1/ 407) من طريق خالد عن شعبة، والله أعلم. (¬7) في النسخ: "قطيري"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (27/ 414).

- صلى الله عليه وسلم -: أَذْبَحُ بِالْمَرْوَةِ (¬1) وَالْعَصَا؟ فَقَالَ لِي: "أَمِرَّ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَكُلْ". * * * ¬

_ (¬1) المروة: حجر أبيض براق. النهاية (مرا).

مسألة (566): ويجوز أكل السمك الطافي

مَسْأَلَةٌ (566): وَيَجُوزُ أَكْلُ السَّمَكِ الطَّافِي (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ (¬2). [5324] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ - رَجُلٍ مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ (¬3)، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ: مَوْلَى الْأَزْرَقِ - أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ - وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ (¬4) - أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 597)، ومختصر المزني (ص 371)، والحاوي الكبير (15/ 64)، ونهاية المطلب (18/ 157)، والمجموع (9/ 33، 35). (¬2) انظر: المبسوط (11/ 247)، وتحفة الفقهاء (3/ 63)، وبدائع الصنائع (5/ 35). (¬3) في (م): "الأرزق". (¬4) من قوله: "وفي حديث ابن وهب" إلى هنا ليس في (م). (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 5).

تَابَعَهُ الْجُلَاحُ (¬1) أَبُو كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ سَلَمَةَ (¬2) الْمَخْزُومِيِّ (¬3). [5325] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا (¬4) أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَيْتَةُ الْبَحْرِ حَلَالٌ وَمَاؤُهُ طَهُورٌ" (¬5). [5326] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا ابْنُ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَخْشِيٍّ (¬6) أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ الْفِرَاسِيَّ قَالَ: كُنْتُ أَصِيدُ فِي الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ عَلَى أَرْمَاثٍ، وَكُنْتُ أَحْمِلُ قِرْبَةً لِي فِيهَا مَاءٌ (¬7)، فَإِذَا لَمْ (¬8) أَتَوَضَّأْ مِنَ الْقِرْبَةِ رَفَقَ (¬9) ذَلِكَ بِي، وَبَقِيَتْ لِي، فَجِئْتُ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَصَصْتُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬10). ¬

_ (¬1) في النسخ: "الحلاج"، والمثبت من السنن الكبير (1/ 11) ومصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (5/ 177). (¬2) في (م): "أبي سلمة". (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 337). (¬4) في (م): "أنا". (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 342). (¬6) في (ع): "بحشي"، وفي (م): "بخشبي"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (27/ 539). (¬7) قوله: "ماء" ليس في (م). (¬8) في (م): "لم أكن". (¬9) في النسخ: "رفقنا"، والمثبت يقتضيه السياق، وهو الموافق لما رواه أبو جعفر الطحاوي في أحكام القرآن (1/ 91)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 220). (¬10) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 325) من طريق يحيى بن بكير.

[5327] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: غَزَوْنَا جَيْشَ الْخَبَطِ وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا، فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا مَيْتًا (¬1) لَمْ نَرَ مِثْلَهُ - يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ - فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُوا. فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "كُلُوا؛ رِزْقًا أَخْرَجَهُ اللَّهُ، وَأَطْعِمُونَا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ". فَأَتَاهُ بَعْضُهُمْ فَأَكَلَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ (¬3) حَدِيثِ عَمْرٍو بِانْفِرَادِهِ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ بِانْفِرَادِهِ (¬4). [5328] قال الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: شَهِدْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الصُّوفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَلْمٍ (¬5) أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى أَبِي قُتَيْبَةَ (¬6) أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى زُهَيْرٍ أَبِي خَيْثَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "فينا"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 221). (¬2) صحيح البخاري (5/ 167)، (7/ 90). (¬3) في الأصل: "في". (¬4) صحيح مسلم (6/ 61). (¬5) قد تقرأ في النسخ: "ابن مسلم"، وفي أصل الرواية: "سالم"، والمثبت الصواب، وهو: علي بن الحسن بن سلم، أبو الحسن الأصبهاني. له ترجمة في: تاريخ الإسلام (7/ 147). (¬6) قوله: "أنه قال شهدت على أبي قتيبة" ليس في (م).

شَهِدْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: كُلِ السَّمَكَةَ الطَّافِيَةَ (¬1). [5329] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ: السَّمَكَةُ الطَّافِيَةُ حَلَالٌ لِمَنْ أَرَادَ أَكْلَهَا (¬2). تَابَعَهُ قَتَادَةُ عَنْ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - (¬3). [5330] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِيِنِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ (¬4)، أنا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَجْلَحَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (¬5) أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: لَا بَأْسَ بِالطَّافِي مِنَ السَّمَكِ (¬6). [5331] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 184) في النوع السابع من المسلسل. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 487). (¬3) المصدر السابق (5/ 488). (¬4) في النسخ: "عبدي"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (19/ 231). (¬5) قوله: "عبد الله بن" ليس في (م). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 373).

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬1) بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: الْحُوتُ ذَكِيٌّ كُلُّهُ، وَالْجَرَادُ ذَكِيٌّ كُلُّهُ (¬2). [5332] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ؛ أَنَّهُ رَكِبَ فِي الْبَحْرِ فِي رَهْطٍ مِنْ أصْحَابِهِ فَوَجَدُوا سَمَكَةً طَافِيَةً عَلَى الْمَاءِ، فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَقَالَ: أَطَيِّبَةٌ هِيَ لَمْ تَغَيَّرْ (¬3)؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَكُلُوهَا، وَارْفَعُوا نَصِيبِي مِنْهَا، وَكَانَ صَائِمًا (¬4). [5333] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَفَّانُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ؛ أَنَّ أَصْحَابَ أَبِي طَلْحَةَ أَصَابُوا سَمَكَةً طَافِيَةً، فَسَأَلُوا عَنْهَا أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ: اهْدُوهَا إِلَيَّ (¬5). [5334] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّبْعِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من أصل الرواية. وهو: القواريري. له ترجمة في: تهذيب الكمال (19/ 130). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 488). (¬3) في النسخ: "يتغير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 489). (¬5) المصدر السابق (5/ 489).

أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ؛ الْجَرَادُ وَالْحِيتَانِ، وَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ (¬1). إِذَا قَالَ الصَّحَابِيُّ: أُحِلَّ لَنَا كَذَا أَوْ حُرِّمَ (¬2) عَلَيْنَا كَذَا، فَإِنَّهُ يَكُونُ مَرْفُوعًا (¬3)؛ إِذْ (¬4) لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُؤْخَذُ عَنْهُ ذَلِكَ إِلَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ (¬5). وَقَدْ قِيلَ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ رِوَايَةٍ ضَعِيفَةٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: [5335] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُحِلَّتْ (¬6) لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ؛ الْمَيْتَتَانِ: الْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَالدَّمَانِ" أَحْسَبُهُ قَالَ: "الْكَبِدُ وَالطِّحَالُ" (¬7). عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬8). [5336] أخبرنا كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ (¬9)، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثنا ¬

_ (¬1) حكاه ابن عدي في الكامل (2/ 301) من طريق ابن وهب. (¬2) في (م): "وحرم". (¬3) قوله: "مرفوعا" ليس في (ع)، وكتب ناسخ (ع) في الطرة: "هنا سقط، لعله: مرفوعا، والله أعلم"، وفي المختصر: "مسندا". (¬4) في (م): "إذا". (¬5) انظر: المجموع للنووي (9/ 24). (¬6) في (م): "قال أحلت". (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 607). (¬8) انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 233). (¬9) في النسخ: "الضبعي"، والمثبت من السنن الكبير (2/ 260)، وكذا قيده ابن السمعاني في الأنساب (8/ 33).

عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأُسَامَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بَنُو زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِمْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْجَرَادُ وَالْحُوتُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالطِّحَالُ وَالْكَبِدُ" (¬1). [5337] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيُّ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا نَصْرُ (¬2) بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا طَفَا السَّمَكُ عَلَى الْمَاءِ فَلَا تَأْكُلْ، وَإِذَا جَزَرَ [عَنْهُ] (¬3) الْبَحْرُ فَكُلْهُ، وَمَا كَانَ عَلَى حَافَتَيْهِ فَكُلْهُ" (¬4). قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْفَعْ (¬5) هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا أَبُو أَحْمَدَ. [5388] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: لَمْ يُسْنِدْهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ غَيْرُ أَبِي أَحْمَدَ (¬6)، وَخَالَفَهُ وَكِيعٌ، وَالْعَدَنِيُّ (¬7)، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمُؤَمَّلٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، فَرَوَوْهُ مَوْقُوفًا، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬8)، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَزُهَيْرٌ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مَوْقُوفًا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 301) من طريق إسماعيل بن أبي أويس. (¬2) في (م): "نصرة". (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (19/ 236). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 484) من طريق الزبيري. (¬5) في (م): "يرفعه". (¬6) في النسخ: "حميد"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬7) كذا، وفي أصل الرواية: "والعدنيان". (¬8) في (ع): "عمرو".

وَرُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مَرْفُوعًا، وَلَا يَصِحُّ رَفْعُهُ، [رَفَعَهُ] يَحْيَى (¬1) بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَوَقَفَهُ غَيْرُهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (¬2). [5339] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ بِالْبَصْرَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، أنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ دَسَرَ (¬3) عَنْهُ فكُلْهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَمَا وَجَدْتَهُ طَافِيًا فَلَا تَأْكُلْهُ" (¬4). وَقَفَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ (¬5)، وَهُوَ الصَّوَابُ: [5340] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ (¬6)، ثنا مُزْدَادُ بْنُ جَمِيلٍ (¬7)، ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ حَسَرَ عَنْهُ مِنَ الْحِيتَانِ فكُلْهُ، وَمَا وَجَدْتَهُ طَافِيًا فَلَا تَأْكُلْهُ. ¬

_ (¬1) في النسخ والمختصر: "ولا يصح رفعه، عن يحيى". (¬2) سنن الدارقطني (5/ 484). (¬3) في أصل الرواية: "جزر". قال ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 582): "شيء دسره البحر؛ أَي: دفعه وألقاه". (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (10/ 577). (¬5) في النسخ: "عياش"، والمثبت هو الصواب كما في الحديث. (¬6) في النسخ: "سلمة"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ دمشق (36/ 381). (¬7) في النسخ: "مراد بن جليل"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 214).

مَوْقُوفًا، وَهُوَ [الصَّحِيحُ] (¬1). وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِيُ أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مَرْفُوعًا، وَيَحْيَى مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ (¬2)، قَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ: [5341] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ، قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا لَفَظَ الْبَحْرُ فَمَاتَ فكُلُوا، وَمَا صِدْتُمْ حَيًّا فكُلُوا، وَمَا وَجَدْتُمْ طَافِيًا مَيْتًا فَلَا تَأْكُلُوا" (¬3). وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬4)، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: [5342] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ وَيُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَزْرَقُ وَابْنُ الرَّبِيعِ وَ [ابْنُ] (¬5) مَخْلَدٍ، قَالُوا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُوا مَا حَسَرَ عَنْهُ الْبَحْرُ وَمَا أَلْقَاهُ، وَمَا ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 485)، ورواية الحارثي (ق 302/ أ). (¬2) انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 130). (¬3) انظر: نصب الراية للزيلعي (4/ 203). (¬4) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من الحديث والمختصر. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 170). (¬5) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية، وهو: محمد بن مخلد بن حفص أبو عبد الله الدوري. له ترجمة في: تاريخ بغداد (4/ 499). وابن الربيع هو: الحسن بن أحمد بن الربيع، له ترجمة في: تاريخ بغداد (8/ 211).

وَجَدْتُمُوهُ مَيْتًا أَوْ طَافِيًا فَوْقَ الْمَاءِ فَلَا تَأْكُلُوا" (¬1). [5343] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ وَهْبٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ (¬2). [5344] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ - قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ - وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْقِطْرِيُّ (¬3)، ثنا ابْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوا مَا نَبَذَ الْبَحْرُ وَمَا صَفَا عَنْهُ، وَدَعُوا مَا طَفَا (¬4) " أُرَاهُ قَالَ: "حَسَرَ" (¬5). بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ فِيهِ نَظَرٌ. ثُمَّ يُعَارِضُهُ مَا: [5345] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ فِهْرٍ الْمِصْرِيُّ (¬6) بِمَكَّةَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِقِرَاءَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ، ثنا حُوَيْتُ (¬7) بْنُ أَحْمَدَ ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 483)، ورواية الحارثي (ق 302/ أ). (¬2) المصدر السابق (5/ 483). (¬3) في النسخ: "العطري"، والمثبت من مصادر ترجمته، كذا قيده ابن ماكولا في الإكمال (7/ 148). (¬4) في النسخ: "أطفا"، والمثبت من المختصر. (¬5) أخرجه الدينوري في المجالسة (8/ 201) من طريق آدم بن أبي إياس. (¬6) هو: علي بن الحسن بن محمد بن العباس بن فهر. له ترجمة في: تاريخ الإسلام (9/ 332). (¬7) في (ع): "حوتب"، وغير منقوطة في (م)، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تكملة الإكمال لابن نقطة (2/ 245)، وتاريخ دمشق (15/ 364).

- دِمَشْقِيٌّ - ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ أَبَانَ (¬1)، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلْ (¬2) مَا طَفَا عَلَى الْبَحْرِ" (¬3). * * * ¬

_ (¬1) هو: ابن أبي عياش، كان شعبة سيئ الرأي فيه. انظر: التاريخ الكبير (1/ 454). وسعيد هو: ابن بشير. (¬2) في (م): "أكل". (¬3) أخرجه الجصاص في أحكام القرآن (1/ 135) من طريق أبي الجماهر به.

كتاب الأضاحي

وَمِنْ كِتَابِ الْأَضَاحِيِّ

مسألة (567): الأضحية غير واجبة

مَسْأَلَةٌ (567): الْأُضْحِيَّةُ غَيْرُ وَاجِبَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَاجِبَةٌ عَلَى الْمُقِيمِينَ (¬2). [5346] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا سُفْيَانُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ فَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَلَا مِنْ بَشَرِهِ شَيْئًا" (¬3). [5347] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬4) بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَمَّدُ (¬5) بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَا: ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ (¬6) وَمَعْنَاهُ. زَادَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ بَعْضَهُمْ لَا يَرْفَعُهُ، قَالَ: لَكِنِّي أَنَا أَرْفَعُهُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 583)، ومختصر المزني (ص 373)، والحاوي الكبير (15/ 71)، وفتح العزيز (12/ 59)، والمجموع (8/ 352 - 354). (¬2) انظر: المبسوط (12/ 8)، وتحفة الفقهاء (3/ 81)، وبدائع الصنائع (5/ 63)، والهداية (4/ 355). (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 157). (¬4) في (ع): "أبو عبيد الله". (¬5) في (ع): "ومن محمد". (¬6) في النسخ: "بإسناد"، والمثبت الأنسب للسياق.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ (¬1). [5348] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْغَضَائِرِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَا: [ثنا] أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو بَدْرٍ، ثنا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ؛ النَّحْرُ (¬2)، وَالْوِتْرُ، وَرَكْعَتَا الضُّحَى". [5349] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو بَدْرٍ، فَذَكَرَهُ (¬3). [5350] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ [عَمْرٍو] (¬4) مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى لِلنَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ وَصَلَاتِهِ دَعَا بِكَبْشٍ، فَذَبَحَهُ هُوَ بِنَفْسِهِ، وَقَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ عَنِّي وَعَمَّنْ (¬5) لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي" (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (6/ 83). (¬2) في النسخ: "والنحر"، ووقع في النسخة الخطية لأصل الرواية: "الفجر"، والمثبت من السنن الكبير. (¬3) أخرجه سعدان بن نصر في جزئه، رواية إسماعيل الصفار (ق 19/ أ). (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (5/ 246)، (19/ 262). (¬5) في (ع): "عني عمن". (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (9/ 322).

[5351] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ - قَالَ: فَلَمْ أَفْهَمْ "شَقِيقٍ" حَسَنًا - قَالَ: قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ - رضي الله عنه -: إِنِّي لَأَتْرُكُ الْأَضْحَى وَإِنِّي لَمُوسِرٌ؛ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى جِيرَانِي وَأَهْلِي أَنَّهُ عَلَيَّ حَتْمٌ (¬1). [5352] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِالُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - وَكَانَا لِي جَارَيْنِ - وَكَانَا لَا يُضَحِّيَانِ (¬2). [5353] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَازِي، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيًّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - يَحُجَّانِ وَمَا يُضَحِّيَانِ - أَرَادَا أَنْ يُسْتَنَّ بِهِمَا - ثُمَّ أَتَيْتُكُمْ، فَحَمَلْتُمُونِي عَلَى الْجَفَاءِ بَعْدَمَا فَقِهْتُ (¬3) السُّنَّةَ (¬4). [5354] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ وَمُطَرِّفٍ وَإِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 383) من طريق الأعمش. (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 174) من طريق شعبة. (¬3) قوله: "فقهت" مكانه بياض في (م). (¬4) أخرجه المحاملي في الأمالي، رواية ابن مهدي الفارسي (ص 175) من طريق إسماعيل. وانظر علل الدارقطني (1/ 82).

سَرِيحَةَ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ - أَوْ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ - وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - لَا يُضَحِّيَانِ. فِي بَعْضِ حَدِيثِهِمْ: كَرَاهِيَةَ أَنْ يُقْتَدَى بِهِمَا (¬1). [5355] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِمَّا قَرَأْتُ عَلَيْهِ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُزَارِيُّ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَازِي، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى - هُوَ: ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ - ثنا إِسْمَاعِيلُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - وَمَا يُضَحِّيَانِ (¬2). [5356] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَوَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو (¬3) الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: لَقَدْ كِدْتُ (¬4) أَنْ أَدَعَ الْأُضْحِيَّةَ، وَإِنِّي لَمِنْ أَيْسَرِكُمْ؛ مَخَافَةَ أَنْ تَحْسَبَ النَّفْسُ أَنَّهُ عَلَيْهَا حَتْمٌ وَاجِبٌ (¬5). [5357] أخبرنا جَنَاحُ بْنُ نَذِيرٍ الْمُحَارِبِيُّ بِالْكُوفَةِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ قَتَادَةَ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ (¬6)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (¬7) قَالَ: لَمْ يُكْتَبِ الْأَضْحَى عَلَيْكُمْ، فَمَنْ شَاءَ ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 381) عن سفيان عن إسماعيل ومطرف. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 174) من طريق سعيد بن مسروق والد سفيان. (¬2) ذكره الدارقطني في العلل (1/ 82). (¬3) في النسخ: "عمر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (19/ 265)، ومصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (20/ 215). (¬4) قوله: "كدت" ليس في (ع)، وفي السنن الكبير ومصنف عبد الرزاق: "هممت". (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 383) عن سفيان عن منصور فقط. (¬6) في النسخ: "جابر عن يزيد الأشجعي"، والمثبت الصواب كما في مصادر ترجمته، انظر تهذيب الكمال (4/ 465). (¬7) كذا في النسخ: "جابر عن ابن عمر"، والذي في مصادر التخريج: "جابر عن نافع عن ابن عمر".

فَلْيُضَحِّ (¬1) (¬2). [5358] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُويَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: الْأَضْحَى لَيْسَ بِوَاجِبٍ (¬4). [5359] أخبرنا أَبُو صَالِحٍ بنُ أَبِي طَاهِرٍ (¬5) الْعَنْبَرِيُّ، أنا جَدِّي يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ (¬6) كَانَ إِذَا حَضَرَ الْأَضْحَى أَعْطَى مَوْلًى لَهُ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ: اشْتَرِ بِهِمَا لَحْمًا، وَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ أَضْحَى ابْنِ عَبَّاسٍ (¬7). [5360] وأنبأني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِجَازَةً، أنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الطَّحَّانُ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) في (ع): "فليضي". (¬2) أخرجه لوين في جزئه (ص 105)، ومن طريقه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 63). (¬3) قوله: "عبد الله" ليس في (ع). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 381) من طريق جابر عن عبد الله بن يزيد ليس بينهما واسطة، فالله أعلم! . (¬5) في (م): "طاهري". (¬6) قوله: "أن ابن عباس" ليس في (م). (¬7) علقه ابن عبد البر في التمهيد (23/ 194) عن عكرمة. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (4/ 382) من طريق أبي معشر عن رجل مولى لابن عباس عن ابن عباس. وأخرجه ابن حزم في المحلى (7/ 358) من طريق أبي معشر فقال: "عن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس".

عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، أَنَّهُ يُعْطِيهِ دِرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْأَضْحَى، فَقَالَ: اشْتَرِ بِهَذَا لَحْمًا، فَإِنْ سَأَلَكَ إِنْسَانٌ فَقُلْ: هَذِهِ أُضْحِيَّةُ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬1). [5361] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (ح) قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا بِشْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَامِرٍ أَبِي رَمْلَةَ (¬2)، قَالَ: أَنْبَأَنَا مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: وَنَحْنُ وُقُوفٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَفَاتٍ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةً وَعَتِيرَةً، أَتَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ هَذِهِ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ: الرَّجَبِيَّةُ (¬3) " (¬4). [5362] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ فَارِسٍ (¬5)، أنا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو رَمْلَةَ، قَالَ لَنَا مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وُقُوفٌ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: "إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحًى وَعَتِيرَةً، هَلْ تَدْرِي مَا الْعَتِيرَةُ؟ ". قَالَ: فَلَا أَدْرِي مَا رَدُّوا. قَالَ: "هِيَ الَّتِي يَقُولُهَا النَّاسُ: الرَّجَبِيَّةُ" (¬6). [5363] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ (¬7) فِيمَا قَرَأْتُ ¬

_ (¬1) ذكره المؤلف في معرفة السنن (14/ 16)، وانظر تخريج الحديث السابق. (¬2) في النسخ والمختصر: "عامر بن أبي رملة"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (14/ 85). (¬3) كانوا يذبحون في شهر رجب ذبيحة وينسبونها إليه. النهاية (رجب). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 259). (¬5) هو: عثمان بن عمر بن فارس. له ترجمة في تهذيب الكمال (19/ 461). (¬6) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 341) من طريق ابن عون. (¬7) في (م): "أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن أنس السلمي".

عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ، ثنا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيُّ، ثنا الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) قَالَ: "وَمَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يَذْبَحْ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا (¬2) " (¬3). تَابَعَهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ (¬4). وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا (¬5)، وَهُوَ الصَّوَابُ (¬6)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5364] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ، أنا (¬7) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيِّ (¬8)، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ قَدَرَ عَلَى سَعَةٍ فَلَمْ يُضَحِّ [فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا] (¬9) " (¬10). ¬

_ (¬1) قوله: "عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬2) في النسخ: "ملأنا"، والمثبت من المختصر. (¬3) أخرجه أحمد في المسند (4/ 1735) من طريق عبد الله بن عياش. (¬4) أخرجه ابن ماجه في السنن (3/ 238). (¬5) ذكره المؤلف في السنن الكبير (19/ 251). (¬6) وكذا صحح الموقوف في معرفة السنن (14/ 16) نقلا عن الترمذي، وقد صوب الدارقطني - رحمه الله - المرفوع في علله (5/ 205). (¬7) قوله: "أنا" في (ع): "من"، وليس في (م)، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬8) في النسخ: "القطباني"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (15/ 410). (¬9) ما بين المعقوفين ليس في (ع)، وكتب الناسخ في الطرة: "لعل العبارة قد سقطت"، ومكانه بياض في (م)، والمثبت من مصادر التخريج. (¬10) أخرجه الجصاص في أحكام القرآن (5/ 86) من طريق الهيثم بن خارجة، وذكره =

يَحْيَى الْعَطَّارُ هُوَ دِمَشْقِيٌّ، ضَعِيفٌ (¬1). * * * ¬

_ = الدارقطني في العلل (5/ 205) عن يحيى بن سعيد. (¬1) انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (9/ 152).

مسألة (568): ولا وقت للذبح يوم الأضحى إلا في قدر صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك حين حلت الصلاة، وقدر خطبتين خفيفتين، إذا كان هذا فقد حل الذبح لكل أحد حيث كان

مَسْأَلَةٌ (568): وَلَا وَقْتَ لِلذَّبْحِ يَوْمَ الْأَضْحَى إِلَّا فِي قَدْرِ صَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَذَلِكَ حِينَ حَلَّتِ الصَّلَاةُ، وَقَدْرِ خُطْبَتَيْنِ (¬1) خَفِيفَتَيْنِ، إِذَا كَانَ هَذَا فَقَدْ حَلَّ الذَّبْحُ لِكُلِّ أَحَدٍ حَيْثُ كَانَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُعْتبَرُ فِعْلُ الصَّلَاةِ (¬3). [5365] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِسَمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ - وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ - ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬4). [5366] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: ثنا - وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: ¬

_ (¬1) في (ع): "وقد خطبتين"، وفي (م): "وقد خطب خطبتين"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (3/ 581)، ومختصر المزني (ص 374)، والحاوي الكبير (15/ 84)، ونهاية المطلب (18/ 175). (¬3) انظر: المبسوط (12/ 10)، وتحفة الفقهاء (3/ 83)، وبدائع الصنائع (5/ 65)، والهداية (4/ 357)، وتبيين الحقائق (6/ 4). (¬4) صحيح مسلم (6/ 77).

أنا - أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُويَهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ الْإِيَامِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ (¬1) فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ نَحَرَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قُدِّمَ (¬2) لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ: أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ ذَبَحْتُ، وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ. فَقَالَ لَهُ: "اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ تُوفِيَ" أَوْ "لَنْ تُجْزِئَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ (¬4). [5367] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ - قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: ثنا. وَقَالَ ابْنُ عَبْدَانَ - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُويَهْ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا آدَمُ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ سُفْيَانَ الْبَجَلِيَّ يَقُولُ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ النَّحْرِ يَقُولُ: "مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا، وَمَنْ [لَمْ] (¬5) يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "فمن" ليس في (م). (¬2) في السنن الكبير (9/ 269) والصحيحين: "قدمه". (¬3) صحيح البخاري (2/ 19). (¬4) صحيح مسلم (6/ 75). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (19/ 256). (¬6) صحيح البخاري (7/ 102).

[5368] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا [أَبُو] (¬1) سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سمِعْتُ جُنْدَبَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: شَهِدْتُ الْأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا ذَبَحُوا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "مَنْ ذَبَحَ مِنْكُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ ذَبِيحَتَهُ، وَمَنْ لَا فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ" (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬3) وَابْنِ رَاهُويَهْ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (19/ 304). (¬2) أخرجه سعدان بن نصر في الأول من حديثه، رواية ابن الأعرابي (ص 22). (¬3) كذا قال المؤلف - رحمه الله -، وإنما أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص عن الأسود، ورواه عن ابن راهويه وقرن معه ابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينة، ولما أخرجه المؤلف في السنن الكبير (19/ 305) قال: "رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر، عن سفيان"، والله أعلم. (¬4) صحيح مسلم (6/ 74).

مسألة (569): وإذا قطع الحلقوم والمريء فقد حل، وإن لم يقطع الودجين

مَسْأَلَةٌ (569): وَإِذَا قَطَعَ الْحُلْقُومَ وَالْمَرِيءَ فَقَدْ حَلَّ، وَإِنْ لَمْ يَقْطَعِ الْوَدَجَيْنِ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ قَطْعُ الثَّلَاثِ مِنَ الْأَرْبَعِ؛ مِنَ الْحُلْقُومِ وَالْمَرِيءِ وَالْوَدَجَيْنِ (¬3). [5369] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا، لَيْسَ مَعَنَا مُدًى. قَالَ: "مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فمُدَى (¬4) الحَبَشَةِ". اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ (¬5). ¬

_ (¬1) الودجان: عرقان في رقبة الذبيحة، قيل: هما عرقان غليظان عريضان عن يمين ثُغرة النحر ويسارها. وقيل: إن الأوداج هي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح، واحدها ودج. انظر النهاية (ودج). (¬2) انظر: الأم (3/ 614)، ومختصر المزني (ص 374)، والحاوي الكبير (15/ 87)، ونهاية المطلب (18/ 180)، والمجموع (9/ 95، 98). (¬3) انظر: المبسوط (12/ 2)، وتحفة الفقهاء (3/ 68)، وبدائع الصنائع (5/ 41)، والهداية (4/ 348)، وتبيين الحقائق (5/ 290). (¬4) جمع مُدية، وهي السكين. (¬5) صحيح البخاري (7/ 92)، وصحيح مسلم (6/ 79).

[5370] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ (¬1) السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: الذَّكَاةُ فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ، وَلَا تَعْجَلُوا لِلْأَنْفُسِ أَنْ تَزْهَقَ (¬2). [5371] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّغَانِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَصْلَتَيْنِ، قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬3). [5372] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬4)، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ (¬5) ¬

_ (¬1) في النسخ: "تميم"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 307). (¬2) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (19/ 307) بدون الشطر الأخير، وانظر تغليق التعليق لابن حجر (4/ 519) فقد أورده عن المؤلف، ثم قال: "رواه سعيد بن منصور عن سفيان بن عيينة عن أيوب". وقد أخرجه سفيان الثوري في الجامع من وجه آخر قال: "عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه" كما ذكر المؤلف في المعرفة (14/ 39) وكما أخرج عبد الرزاق في المصنف (4/ 495) عن سفيان. (¬3) صحيح مسلم (6/ 72). (¬4) انظر: ترجمته في الجرح والتعديل (7/ 113). (¬5) انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 209).

مَا أَفْرَى (¬1) الْأَوْدَاجَ مَا لَمْ يَكُنْ قَرْضُ (¬2) نَابٍ أَوْ حَزُّ ظُفُرٍ" (¬3). قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ: لَيْسَ فِي كِتَابِي: "عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ" (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في (ع): "أفر"، وفي (م): "أقر"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 309). ومعنى أفرى: قطع. (¬2) القَرْض: القطع، وكذلك الحَزّ. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 250) على الجادة من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد. (¬4) أي: ليس في كتابه واسطة بين عبيد الله والقاسم. قال البيهقي في السنن الكبير: "وفي هذا الإسناد ضعف"، وذكر الدارقطني في العلل (6/ 267) حديثا عن عبيد الله بن زحر عن القاسم ثم قال: "وعبيد الله بن زحر لم يسمعه من القاسم؛ بينهما: علي بن يزيد"، وعلي هذا هو الألهاني، روى عنه عبيد الله نسخة مشهورة. قاله الذهبي في تاريخ الإسلام (3/ 691).

مسألة (570): ولا يجوز للمضحي أن يبادل بشيء مما ضحى به

مَسْأَلَةٌ (570): وَلَا يَجُوزُ لِلْمُضَحِّي أَنْ يُبَادِلَ بِشَيْءٍ مِمَّا ضَحَّى بِهِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهُ أَنْ يُبَادِلَ جِلْدَهُ بِالْمُنْخُلِ وَالْغِرْبَالِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَثَاثِ الْبُيُوتِ (¬2) (¬3). * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 585)، ومختصر المزني (ص 375)، والحاوي الكبير (15/ 119)، ونهاية المطلب (18/ 202)، والمجموع (8/ 397). (¬2) لم يذكر في هذه المسألة خبرا ولا أثرا، وهي ليست في المختصر. (¬3) انظر: المبسوط (12/ 14)، وتحفة الفقهاء (3/ 82)، وبدائع الصنائع (5/ 81)، والهداية (4/ 360)، وتبيين الحقائق (6/ 8).

مسألة (571): والأضحية جائزة يوم النحر، وثلاثة أيام بعده

مَسْأَلَةٌ (571): وَالْأُضْحِيَّةُ جَائِزَةٌ يَوْمَ النَّحْرِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَيْنِ (¬2) بَعْدَهُ (¬3) (¬4). * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 577)، ومختصر المزني (ص 375)، والحاوي الكبير (15/ 124)، ونهاية المطلب (18/ 177)، والمجموع (9/ 357). (¬2) في النسخ: "يومان"، والمثبت الجادة. (¬3) لم يذكر في هذه المسألة خبرا ولا أثرا، وهي ليست في المختصر. (¬4) انظر: المبسوط (12/ 9)، وتحفة الفقهاء (3/ 83)، وبدائع الصنائع (5/ 65)، وتبيين الحقائق (6/ 5).

مسألة (572): ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا وجد ميتا

مَسْأَلَةٌ (572): ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ إِذَا وُجِدَ مَيْتًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَحِلُّ إِلَّا بِالذَّكَاةِ كَالْأُمِّ (¬2). [5373] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ" (¬4). [5374] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ (¬5)، ثنا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬6)، عَنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 610)، والحاوي الكبير (15/ 148)، ونهاية المطلب (18/ 218)، والمجموع (9/ 145). (¬2) انظر: المبسوط (12/ 5)، وتحفة الفقهاء (3/ 66)، وبدائع الصنائع (5/ 42)، والهداية في شرح البداية (4/ 351)، وتبيين الحقائق (5/ 293). (¬3) في (م): "عبد الله". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 372). (¬5) في النسخ: "عبد الله علي بن حماد"، والمثبت من مصادر التخريج والترجمة. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (16/ 348). (¬6) قوله: "بن عبد الله" ليس في (ع).

النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " [ذَكَاةُ] (¬1) الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ" (¬2). [5375] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا ابْنُ (¬3) الْمُبَارَكِ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ [أَبِي] (¬4) الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْجَنِينِ، فَقَالَ: "كُلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ". وَقَالَ مُسَدَّدٌ: قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَنْحَرُ النَّاقَةَ، وَنَذْبَحُ الْبَقَرَةَ وَالشَّاةَ فِي بَطْنِهَا (¬5) الْجَنِينُ، أَنُلْقِيهِ أَمْ نَأْكُلُهُ؟ قَالَ: "كُلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ، فَإِنَّ (¬6) ذَكَاتَهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ" (¬7). [5376] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ الْأَحْمَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي (¬8) زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْجَنِينِ يَكُونُ فِي بَطْنِ الْبَقَرَةِ وَالْجَزُورِ أَوِ الشَّاةِ؟ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من مصادر التخريج. (¬2) أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (3/ 343) عن عبد الأعلى بن حماد. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابنُ عدي في الكامل (3/ 323). (¬3) قوله: "ابن" ليس في (م). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. واسمه: جبر بن نوف. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (4/ 495). (¬5) وكذا في المعرفة (14/ 111)، وفي أصل الرواية: "والشاة فنجد في بطنها"، وفي رواية اللؤلئي (4/ 448): "أو الشاة في بطنها". (¬6) تقرأ في النسخ: "قال"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والمعرفة. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، الأزهرية (ق/ 372)، وبرنستون (ق/ 262). (¬8) من قوله: "ثنا أبو العباس الأصم" إلى هنا ليس في (م).

فَقَالَ: "إِنْ شِئْتُمْ فَكُلُوا؛ فَإِنَّ ذَكَاتَهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ" (¬1). [5377] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا [ابْنُ] وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُمْ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِذَا نُحِرَتِ النَّاقَةُ فَذَكَاةُ مَا فِي بَطْنِهَا بِذَكَاتِهَا، إِذَا كَانَ قَدْ تَمَّ خَلْقُهُ، وَتَمَّ شَعَرُهُ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَطْنِهَا - يَعْنِي: حَيًّا - ذُبِحَ، [حَتَّى] (¬2) يَخْرُجَ الدَّمُ مِنْ جَوْفِهِ (¬3). وَكَذَا رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ذَكَاةُ مَا فِي بَطْنِ الذَّبِيحَةِ فِي ذَكَاةِ أُمِّهِ، إِذَا كَانَ نَبَتَ شَعَرُهُ، وَتَمَّ خَلْقُهُ (¬4). [5378] أخبرناه الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، فَذَكَرَهُ (¬5). [5379] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُوَيهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ الْمُطَّوِّعِيُّ (¬6)، ثنا أَبُو شِهَابٍ مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَمَّرٍ الْعَوْفِيُّ، ثنا عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (5/ 2351) عن ابن أبي زائدة. (¬2) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (19/ 492). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن وهب (ق 70/ أ). (¬4) المصدر السابق (ق 70/ أ). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 179/ ب). (¬6) في (ع): "العطوفي"، وفي (م): "العطوني"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 493) ومصادر ترجمته. انظر تلخيص المتشابه للخطيب (1/ 164).

مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِي الْجَنِينِ: "ذَكَاتُهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ، أَشْعَرَ أَوْ لَمْ يُشْعِرْ" (¬1). مَا مَضَى أَصَحُّ مِنْ هَذَا. [5380] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ" (¬2). [5381] قال الْهَيْثَمُ: وَحَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 489) عن محمد بن حمدويه. (¬2) ذكره ابن عبد الهادي في التنقيح (4/ 651) عن يزيد بن عياض. (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 300) من طريق مجالد، وقد تقدم من وجه آخر عن مجالد.

مسألة (573): ولحم الضبع والثعلب حلال يؤكل

مَسْأَلَةٌ (573): وَلَحْمُ الضَّبُعِ وَالثَّعْلَبِ حَلَالٌ يُؤْكَلُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُؤْكَلُ (¬2). [5382] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ (¬3) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ (¬4) اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: آكُلُ الضَّبُعَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَصَيْدٌ هِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. [قُلْتُ] (¬5): أَسَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: نَعَمْ (¬6). قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: هُوَ صَحِيحٌ (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 628)، ومختصر المزني (ص 376)، والحاوي الكبير (15/ 137)، ونهاية المطلب (18/ 211)، والمجموع (9/ 11). (¬2) انظر: المبسوط (11/ 225)، وتحفة الفقهاء (3/ 65)، وبدائع الصنائع (5/ 39)، والهداية (4/ 351)، وتبيين الحقائق (5/ 295). (¬3) أداة التحديث ليست في (ع). (¬4) في (ع): "عمر"، وفي (م): "عمرو"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 438). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 259). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير والمختصر. (¬6) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 568) من طريق ابن جريج. (¬7) العلل الكبير للترمذي (ص 297).

[5383] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ (¬1) بْنِ عُمَيْرٍ (¬2) اللَّيْثيِّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الضَّبُعِ، فَقَالَ: "هِيَ صَيْدٌ، وَفِيهَا كَبْشٌ" (¬3). [5384] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْعَدْلُ بِمَرْوَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَاسُويَهْ (¬4)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ (¬5)، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ (¬6) الصَّائِغُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الضَّبُعُ صَيْدٌ، فَإِذَا أَصَابَهُ الْمُحْرِمُ فَفِيهِ جَزَاءٌ؛ كَبْشٌ مُسِنٌّ، وَيُؤْكَلُ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ (¬7). [5385] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬8) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْبَغْدَادِيُّ - وَاسْمُهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ - ثنا ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبيد الله"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (15/ 259). (¬2) في (م): "عمرو". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 619) من طريق جرير. (¬4) في (م): "سامويه". (¬5) قوله: "محمد بن أبي يعقوب" تكرر في (ع). (¬6) في النسخ: "ثنا ابن إبراهيم"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: إبراهيم بن ميمون الصائغ، أبو إسحاق المروزي. له ترجمة في: تهذيب الكمال (2/ 223). (¬7) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 381). (¬8) في النسخ: "أبو سعيد"، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "سعد"، وهو الصواب كما في سائر أسانيد المؤلف.

أَحْمَدُ بْنُ مُطَهَّرٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الضَّبُعُ صَيْدٌ، وَفِيهَا جَزَاءٌ؛ كَبْشٌ مُسِنٌّ إِذَا أَصَابَهَا الْمُحْرِمُ، وَتُؤْكَلُ" (¬1). [5386] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَعَمْرُو (¬2) بْنُ الْحَارِثِ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَغَيْرُهُمْ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَيُونُسَ (¬4). وَعَنْ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو (¬5). [5387] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا (¬6): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَّمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 545). (¬2) في النسخ: "عمر"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 425). وهو: عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (21/ 570). (¬3) صحيح البخاري (7/ 96). (¬4) في النسخ: "ابن أبي ذئب يونس"، والمثبت من السنن الكبير. (¬5) صحيح مسلم (6/ 60). (¬6) في النسخ: "قال"، والمثبت من طرة (م).

أنا مَالِكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ حَرَامٌ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مَالِكٍ (¬2). [5388] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ (¬3) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْحَكَمِ وَأَبِي بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ [مِنَ السِّبَاعِ] (¬4)، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (¬6). [5389] وأخبرنا أَبُو سَعْدٍ (¬7) الْمَالِينِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ نَاجِيَةَ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَرِيبِ (¬8) بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِيَامِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: نُهِيَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَأَجْرِ الْبَغِيِّ، وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، وَالضَّبِّ، ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 642). (¬2) صحيح مسلم (6/ 60). (¬3) قوله: "أبو بكر" ليس في (م). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (19/ 427)، وفي أصل الرواية: "من السبع". (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 463). (¬6) صحيح مسلم (6/ 60). (¬7) في النسخ: "أبو سعيد"، وكتب ناسخ (م) على الطرة: "سعد"، والمثبت منه ومن سائر أسانيد المؤلف. (¬8) له ترجمة في: الإكمال لابن ماكولا (7/ 11).

وَالضَّبُعِ (¬1). هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَهُوَ مَوْقُوفٌ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 420).

مسألة (574): وأكل الضب مباح

مَسْأَلَةٌ (574): وَأَكْلُ الضَّبِّ مُبَاحٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ مَكْرُوهٌ (¬2). [5390] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُهُمَا، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُمْ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بيْتَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ (¬3)، فَأَهْوَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ، فَقَالَ بَعْضُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَخْبِرُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا يُرِيدُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ. فَقَالُوا: هُوَ ضَبٌّ. فَرَفَعَ يَدَهُ، فَقُلْتُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَالَ: "لَا، وَلَكِنَّهُ [لَمْ يَكُنْ] (¬4) بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ (¬5) ". قَالَ: فَاجْتَرَرْتُهُ فَأَكَلْتُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنْظُرُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 646)، ومختصر المزني (ص 376)، والحاوي الكبير (15/ 138)، ونهاية المطلب (18/ 212)، والمجموع (9/ 12). (¬2) انظر: المبسوط (11/ 231)، وبدائع الصنائع (5/ 36)، والهداية (4/ 352)، وتبيين الحقائق (5/ 295). (¬3) أي مشوي. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬5) عافَ الطعامَ: كرِهه.

قَالَ يُونُسُ فِي الْحَدِيثِ: فَلَمْ يَنْهَنِي. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2)، كِلَاهُمَا (¬3) عَنْ مَالِكٍ. وَأَيْضًا عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ وَحْدَهُ (¬4). [5391] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ (¬5): لَقَدْ جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُونَ عِنْدَهُ ضَبًّا، فِيهِمْ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَنَادَتْهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ أَزْوَاجِ (¬6) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهُ ضَبٌّ. فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ وَلَا بَأْسَ بِهِ، لَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِ قَوْمِي" (¬7). [5392] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا شُعْبَةُ (ح) ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (7/ 97). (¬2) صحيح مسلم (6/ 67). (¬3) في (ع): "كلهما". (¬4) المصدر السابق (6/ 68). (¬5) زاد بعده في السنن الكبير (19/ 452) والمسند الصحيح: "أرأيت الحسن حين يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ! ". (¬6) في النسخ: "زوج"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (19/ 452). (¬7) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (16/ 610) عن أبي قلابة.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ وَاللَّفْظُ [لَهُ] (¬1)، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ: أَرَأَيْتَ حَدِيثَ الْحَسَنِ؟ ! (¬2)، وَقَاعَدْتُ ابْنَ عُمَرَ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ، أَوْ سنَةٍ وَنِصْفٍ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرَ هَذَا، قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِمْ سَعْدٌ، فَذَهَبُوا يَأْكُلُونَ مِنْ لَحْمٍ، فَنَادَتْهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ. فَأَمْسَكُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوا وَاطْعَمُوا؛ فَإِنَّهُ حَلَالٌ" أَوْ قَالَ: "لَا بَأْسَ بِهِ" تَوْبَةُ الَّذِي شَكَّ فِيهِ "وَلَكِنَّهُ لَيْسَ (¬3) مِنْ طَعَامِ قَوْمِي". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ غُنْدَرٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى (¬5). [5393] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمُويَهْ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هو الأنسب للسياق. (¬2) أي: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 243): "والرؤيا هنا بصرية، والاستفهام للإنكار، كان الشعبي ينكر على من يرسل الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إشارة إلى أن الحامل لفاعل ذلك طلب الإكثار من التحديث عنه، وإلا لكان يكتفي بما سمعه موصولا، وقال الكرماني: مراد الشعبي أن الحسن مع كونه تابعيا كان يكثر الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وابن عمر مع كونه صحابيا يحتاط ويقل من ذلك". (¬3) قوله: "ليس" ليس في (ع). (¬4) صحيح البخاري (9/ 90). (¬5) صحيح مسلم (6/ 67).

أَقِطًا (¬1) وَسَمْنًا وَأَضُبًّا، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْأَقِطِ وَالسَّمْنِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ؛ تَقَذُّرًا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَتِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ آدَمَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ بُنْدَارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (¬3). [5394] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ: "لَسْتُ بِآكِلِهِ، وَلَا مُحَرِّمِهِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬4). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ دِينَارٍ (¬5). [5395] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنِي أَبِي وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ أَبِي: أنا، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنًّى، ثنا ¬

_ (¬1) الأقط: لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به. النهاية (أقط). (¬2) صحيح البخاري (3/ 155). (¬3) صحيح مسلم (6/ 69). (¬4) المصدر السابق (6/ 66). (¬5) صحيح البخاري (7/ 97).

ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مَضَبَّةٍ (¬1)، فَمَا تَأْمُرُنَا، أَوْ: فَمَا تُفْتِينَا؟ قَالَ: "ذُكِرَ لِي أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ". فَلَمْ يَأْمُرْ، وَلَمْ يَنْهَ (¬2). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَيَنْفَعُ بِهِ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَإِنَّهُ لَطَعَامُ عَامَّةِ هَذِهِ الرِّعَاءِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي لَطَعِمْتُهُ، إِنَّمَا عَافَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنًّى (¬3). وَرَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ بِضَبٍّ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ وَقَالَ: "إِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّهُ مِنَ الْقُرُونِ الْأولَى الَّتِي مُسِخَتْ". وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ عَنْ [أَبِي] (¬4) الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَوْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (¬5). [5396] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِضَبٍّ، فَقَالَ: "أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ" (¬6). وَرَوَاهُ شُعْبَةُ أَيْضًا عَنْ يَزِيدَ (¬7) بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ (¬8). ¬

_ (¬1) أي أرض كثيرة الضباب. (¬2) في النسخ: "ينهى"، والمثبت من المختصر. (¬3) صحيح مسلم (6/ 70). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من صحيح مسلم. (¬5) المصدر السابق (6/ 70). (¬6) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 547). (¬7) في النسخ: "زيد"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (32/ 135). (¬8) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 549).

وَقَدْ: [5397] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا يَعْلَى، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا كَثِيرَ الضِّبَابِ، فَبَيْنَمَا الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّهُ مُسِخَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَخَافُ أَنْ تَكُونَ هِذِهِ" فَأُكفِئَتِ الْقُدُورُ (¬1). [5398] وأخبرنا عَلِيٌّ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (¬2). [5399] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ نَافِعٍ حَدَّثَهُمْ، ثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ (¬3)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ (¬4). إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ، وَلَا يُعَارَضُ بِهَذِهِ الرِّوَايَةِ الرِّوَايَاتُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5400] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَبٌّ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي غرزة في مسند عابس الغفاري (1/ 29) عن يعلى. (¬2) انظر تخريج الحديث السابق. (¬3) تقرأ في النسخ: "الحيراني"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (23/ 299). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 362).

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نُطْعِمُ (¬1) الْمَسَاكِينَ؟ فَقَالَ: "لَا تُطْعِمُوهُمْ مِمَّا لَا تَأْكُلُونَ" (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في أصل الرواية والسنن الكبير (19/ 461): "أفلا نطعمه". (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 18).

مسألة (575): ولحم الفرس مأكول مباح من غير كراهية

مَسْأَلَةٌ (575): وَلَحْمُ الْفَرَسِ مَأْكُولٌ مُبَاحٌ مِنْ غَيْرِ كَرَاهِيَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ مَكْرُوهٌ فِي رِوَايَةٍ، وَحَرَامٌ فِي رِوَايَةٍ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [5401] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا [أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ] (¬3)، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى. وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 648)، والحاوي الكبير (15/ 142)، ونهاية المطلب (18/ 210)، والمجموع (9/ 3، 5). (¬2) انظر: المبسوط (11/ 233)، وبدائع الصنائع (5/ 38)، والهداية (4/ 352). (¬3) في النسخ: "وأخبرنا محمد بن أبي بكر بن إسحاق"، والمثبت من السنن الكبير (19/ 471). (¬4) صحيح البخاري (5/ 136). (¬5) صحيح مسلم (6/ 66).

[5402] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ الْمَكِّيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَكَلْنَا زَمَنَ خَيْبَرَ الْخَيْلَ وَالْحُمُرَ الْوَحْشَ، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬1). [5403] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما - قَالَتْ: أَكَلْنَا لَحْمَ فَرَسٍ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ [مُسْلِمٌ] (¬2) فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (¬3). [5404] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ قَالَتْ: نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَكَلْنَاهُ (¬4). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ (¬5). [5405] أخبرنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (6/ 66). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (19/ 466). (¬3) صحيح مسلم (6/ 66). (¬4) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 323). (¬5) صحيح البخاري (7/ 95).

الْقُهُسْتَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ، أنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ؛ أَنَّهُ أَكَلَ لَحْمَ فَرَسٍ (¬1). وَرُوِّينَا عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَغَيْرِهِ (¬2). اسْتَدَلُّوا بِمَا: [5406] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ الرَّقِّيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ الْأَهْلِيَّةِ (¬3). كَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ (¬4). [5407] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: لَا يُعْرَفُ صَالِحُ بْنُ يَحْيَى وَلَا أَبُوهُ إِلَّا بِجَدِّهِ، وَهَذَا ضَعِيفٌ (¬5). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. [5408] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ - رحمه الله -، قَالَ: هَذَا إِسْنَادٌ مُضْطَرِبٌ، وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَا يَصِحُّ هَذَا؛ لِأَنَّ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 345) من طريق شعبة. (¬2) المصدر السابق (12/ 346). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 609) من طريق بقية. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 517). (¬5) المصدر السابق (5/ 518).

خَالِدًا أَسْلَمَ بَعْدَ فَتْحِ خَيْبَرَ (¬1). وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ وَاضِحٍ: [5409] أخبرناه عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أنا الضَّحَّاكُ - يَعْنِي ابْنَ مَخْلَدٍ - قَالَ: قَالَ وَهْبٌ أَبُو خَالِدٍ: أَخْبَرَتْنِي (¬2) أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعِرْبَاضِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ (¬3) عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَنِ الْخَلِسَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْخَيْلِ، وَلُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَأَنْ تُوطَأَ الْحَبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ مَا فِي بُطُونِهِنَّ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (5/ 519). (¬2) في النسخ: "قال وهب أبو خالد أنا قال أخبرتني"، والمثبت هو الموافق لمصادر التخريج. (¬3) في النسخ: "حنين"، والمثبت من المختصر. (¬4) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 299) من طريق الضحاك.

مسألة (576): ولا يجوز بيع الزيت النجس

مَسْأَلَةٌ (576): وَلَا يَجُوزُ بَيْعُ الزَّيْتِ النَّجِسِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [5410] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ (¬3) إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَقَالَ: "خُذُوهَا، وَمَا حَوْلَهَا فَأَلْقُوهُ". وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، وَمَاتَتْ فِيهِ، فَقَالَ: "أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَكُلُوهُ". ¬

_ (¬1) انظر: مختصر المزني (ص 377)، والحاوي الكبير (15/ 158)، ونهاية المطلب (5/ 497)، والوسيط في المذهب (7/ 165)، والمجموع (9/ 40). (¬2) انظر: الأصل (3/ 19)، والمبسوط (10/ 198)، وبدائع الصنائع (5/ 144)، والهداية في شرح البداية (4/ 375). (¬3) تقرأ في النسخ: "الحسيني"، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر: تاريخ الإسلام (9/ 36).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ مَالِكٍ (¬1)، وَعَنِ الْحُمَيْدِيِّ عَنْ سُفْيَانَ (¬2). [5411] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ (¬3)، أنا ابْنُ بِلَالٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي السَّمْنِ، فَقَالَ: "خُذُوهَا وَمَا فَوْقَهَا، وَكُلُوا مَا بَقِيَ" (¬4). [5412] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ - قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬5)، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وَقَعَتِ الْفَأْرَةُ فِي السَّمْنِ فَإِنْ كَانَ جَامِدًا فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَإِنْ (¬6) كَانَ مَائِعًا فَلَا تَقْرَبُوهُ". قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَرُبَّمَا حَدَّثَ بِهِ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬7). [5413] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 56). (¬2) المصدر السابق (7/ 97). (¬3) في النسخ: "الروذباري"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "الزيادي"، والمثبت من طرة (م). (¬4) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (14/ 125). (¬5) مصنف عبد الرزاق (1/ 84). (¬6) في النسخ: "فإن"، والمثبت من المختصر وأصل الرواية. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 365).

عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَقَالَ: "أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَكُلُوا مَا بَقِيَ". فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ السَّمْنُ مَائِعًا؟ قَالَ: "انْتَفِعُوا بِهِ، وَلَا تَأْكُلُوهُ" (¬1). [5414] وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ يَحْيَى، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الْفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ أَوِ الْوَدَكِ (¬2)، فَقَالَ: "اطْرَحُوهَا (¬3) وَمَا حَوْلَهَا إِنْ كَانَ جَامِدًا". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ مَائِعًا؟ قَالَ: "فَانْتَفِعُوا بِهِ، وَلَا تَأْكُلُوهُ" (¬4). [5415] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو مُوسى الْأَشْعَرِيُّ عَنِ الْفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ، فَقَالَ: بِيعُوا وَبَيِّنُوا، وَلَا تَبِيعُوا مِنْ مُسْلِمٍ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 415) من طريق ابن وهب. (¬2) الودك: الدسم، وقيل: دسم اللحم. لسان العرب (ودك). (¬3) في النسخ: "اطرحها"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (19/ 560). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 525)، والطبراني في الأوسط (3/ 354) عن بكر بن سهل. (¬5) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (2/ 421) من طريق سفيان.

[5416] وبإسناده ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَصْبِحُوا (¬1) بِهِ، وَادْهُنُوا بِهِ أَدَمَكُمْ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في المصنف: استسرجوا. قال ابن منظر في لسان العرب (صبح): "استصبح به: استسرج". (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 86) عن سفيان.

مسألة (577): ومن اضطر إلى الميتة حل له أن يتناول منها مقدار الشبع في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (577): وَمَنِ اضْطُرَّ إِلَى الْمَيْتَةِ حَلَّ لَهُ أَنْ يَتَنَاوَلَ مِنْهَا مِقْدَارَ الشِّبَعِ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالْمُزَنِيُّ: لَا يَحِلُّ لَهُ مِنْهَا إلَّا قَدْرُ مَا يَسُدُّ الرَّمَقَ (¬2). [5417] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شَرِيكٌ, عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرٍ - يَعْنِي ابْنَ سَمُرَةَ - أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ بِالْحَرَّةِ، فَدَفَعَهَا إِلَى رَجُلٍ وَقَدْ كَانَتْ مَرِضَتْ، فَلَمَّا أَرَادَتْ (¬3) أَنْ تَمُوتَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ (¬4): لَوْ نَحَرْتَهَا، فَأَكَلْنَا مِنْهَا، فَأَبَى، وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "أَعِنْدَكُمْ مَا يُغْنِيكُمْ؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ: "فَكُلُوهَا". وَكَانَتْ قَدْ مَاتَتْ، قَالَ: فَأَكَلْنَا مِنْ وَدَكِهَا وَلَحْمِهَا (¬5) وَشَحْمِهَا نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ لَقِيَ صَاحِبَهَا (¬6)، فَقَالَ لَهُ: أَلَا كُنْتَ نَحَرْتَهَا؟ ! قَالَ: إِنِّي كُنْتُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 652)، والحاوي الكبير (15/ 168)، ونهاية المطلب (18/ 223)، والوسيط في المذهب (7/ 168)، والمجموع (9/ 41). (¬2) انظر: أحكام القرآن للجصاص (1/ 160)، والمبسوط (5/ 110)، (30/ 265)، والجوهرة النيرة (1/ 38)، والبناية (5/ 55)، والأشباه والنظائر لابن نجيم (ص 73)، ومختصر المزني (ص 377). (¬3) كتب ناسخ (م) في الطرة: "والصحيح: كادت"، وليس كما قال؛ ففي التنزيل: {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}، والفعل "كاد" يقل مجيء "أن" معه. (¬4) في النسخ: "امرأة"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬5) في (ع): "ولحما". (¬6) في (ع): "ثم صاحبها"، وفي (م): "ثم جاء صاحبها"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬7) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 131).

تَابَعَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ (¬1). [5418] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكُونُ بِالْأَرْضِ فَتُصِيبُنَا بِهَا الْمَخْمَصَةُ (¬2)، فَمَتَى تَحِلُّ لَنَا [الْمَيْتَةُ؟ فَقَالَ] (¬3): "مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَوْ تَغْتَبِقُوا أَوْ تَحْتَفِئُوا (¬4) بِهَا بَقْلًا فَشَأْنُكُمْ بِهَا" (¬5). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 633). (¬2) أي: الجوع. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (19/ 566). (¬4) في النسخ والنسخة (د) من أصل الرواية: "ما لم تصطبحوا وتغتبقوا وتحتفوا"، والمثبت هو الموافق لما في المصادر السابقة. والاصطباح: أكل الصَّبوح، وهو الغداء، والغبوق: العشاء. وتحتفئوا: من الحفأ وهو البردي الأبيض الرطب وقد يؤكل، والمعنى: ما لم تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه. وفيه: تَحْتَفُوا بغير همز، ويروى: تحتفُّوا؛ من احتففت الشيء إذا أخذته كله، ويروى: تجتفئوا بالجيم، أي: تقتلعوه، ويروى: "تختفوا" بالخاء بمعنى تظهرونه. النهاية (جفأ، حفا، خفا، صبح). (¬5) أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 188).

كتاب السبق والرمي

وَمِنْ كِتَابِ السَّبْقِ وَالرَّمْيِ

مسألة (578): والمسابقة جائزة على شرط المال على التفصيل الذي نذكره في المذهب

مَسْأَلَةٌ (578): وَالْمُسَابَقَةُ جَائِزَةٌ عَلَى شَرْطِ الْمَالِ عَلَى التَّفْصِيلِ الَّذِي نَذْكُرُهُ فِي الْمَذْهَبِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّهَا غَيْرُ جَائِزَةٍ عَلَى شَرْطِ الْمَالِ بِحَالٍ (¬2). [5419] أخبرنا أَبُو صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ، أنا جَدِّي أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَشْمَرْدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا سَبَقَ (¬3) إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ أَوْ خُفٍّ (¬4) " (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 555)، ومختصر المزني (ص 378)، والحاوي الكبير (15/ 182)، ونهاية المطلب (18/ 234)، والمجموع (16/ 23)، ومغني المحتاج (4/ 311). (¬2) انظر: شرح السير الكبير (1/ 63)، وتحفة الفقهاء (3/ 347)، وبدائع الصنائع (6/ 206)، والبحر الرائق (8/ 554)، وحاشية رد المحتار على الدر المختار (6/ 402، 752). (¬3) السبَق: ما يُجعل من المال رهنا على المسابقة، وبالسكون مصدر سبق يسبِق سبقا، وقيل: إن الرواية الصحيحة بفتح الباء. النهاية (سبق). (¬4) المقصود بالنصل: الرمي، والحافر للفرس، والخف للإبل. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 552).

وَفِي رِوَايَةِ الْقَعْنَبِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَهُ. [5420] قال الشَّافِعِيُّ: وَأَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ [أَبِي] (¬1) صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا سَبَقَ إِلَّا فِي حَافِرٍ أَوْ خُفٍّ" (¬2). [5421] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ (¬3)، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬4) أَبُو نَصْرِ بْنُ عُمَرَ (¬5)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي قَدْ أُضْمِرَتْ (¬6) [مِنَ الْحَفْيَاءِ] (¬7)، وَكَانَ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 18)، وهو: عبد الله بن أبي صالح، أخو سهيل بن أبي صالح، وعباد لقبه. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 116). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 553). (¬3) في (م): "أبو العباس محمد". (¬4) في (م): "وقال أخبرنا". (¬5) هو: أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر الخفاف. والقائل هو الحاكم. له ترجمة في: تاريخ الإسلام (7/ 771). (¬6) تضمير الخيل: هو أن تُعلف حتى تسمن، ثم لا تعلف إلا قليلًا لتخف. وقيل: تُشد عليها سروجها وتجلَّل بالأجلة حتى تعرق تحتها فيذهب رهلها ويشتد لحمها. انظر النهاية (ضمر). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والصحيحين ومصادر التخريج. وقد أخرجه المؤلف في السنن الصغير (4/ 211) من رواية ابن وهب بدونها.

أَمَدُهَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، وَسَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضْمَرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ فِيمَنْ سَابَقَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ مِمَّنْ سَابَقَ بِهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬2). [5422] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى, ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وَلَا يَأْمَنُ أَنْ يُسْبَقَ فَلَيْسَ بِقِمَارٍ، وَمَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وَقَدْ أَمِنَ أَنْ يُسْبَقَ فَهُوَ قِمَارٌ" (¬3). تَابَعَهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ (¬4). وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ هَكَذَا: [5423] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الرَّازِيُّ، ثنا مَحْمُودُ (¬5) بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، نَحْوَهُ. ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (1/ 91). (¬2) صحيح مسلم (6/ 30). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 228). (¬4) أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (10/ 259). (¬5) في النسخ: "محمد"، والمثبت من أصل الرواية، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (27/ 295).

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا صَحِيحُ الْإِسْنَادِ (¬1). [5424] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ (¬2)، ثنا أَبُو لَبِيدٍ لِمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، قَالَ: أُرْسِلَتِ الْخَيْلُ (¬3) زَمَنَ الْحَجَّاجِ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَأَتَيْنَا الرِّهَانَ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْخَيْلُ قُلْنَا: لَوْ مِلْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَسَأَلْنَاهُ أَكَانُوا يُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قَالَ: فَمِلْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ فِي قَصْرِهِ بِالزَّاوِيَةِ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَكُنْتُمْ تُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[أَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -] يُرَاهِنُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَاهَنَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: سَبْحَةُ، فَجَاءَتْ سَابِقَةً، فَبَهَشَ (¬4) لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ (¬5). [5425] قال: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، فَذَكَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ حَدِيثِ [يَزِيدَ] (¬6) (¬7). [5426] أخبرنا (¬8) أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 229). (¬2) في النسخ: "حريث"، والمثبت من أصل الرواية، وانظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (3/ 413)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 581). (¬3) في النسخ: "الخير"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) بهش إليه: ارتاح، وخف بارتياح. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 544). (¬6) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) المصدر السابق (5/ 545). (¬8) في (م): "ما أخبرنا".

عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ: أَرْسَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ الْخَيْلَ يَوْمًا، فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ: أَكُنْتُمْ تُرَاهِنُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: نَعَمْ، لَقَدْ رَاهَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا (¬1): سَبْحَةُ، جَاءَتْ سَابِقَةً فَهَشَّ (¬2) لِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في (م): "له". (¬2) أي فرح به واستبشر وارتاح له. النهاية (هشش). (¬3) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (6/ 462) من طريق حجاج بن منهال.

كتاب الأيمان والنذور

وَمِنْ كِتَابِ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ

مسألة (579): ولا كفارة على من حلف باليهودية أو النصرانية أو البراءة من الله أو من الإسلام

مَسْأَلَةٌ (579): وَلَا كَفَّارَةَ عَلَى مَنْ حَلَفَ بِالْيَهُودِيَّةِ أَوِ النَّصْرَانِيَّةِ أَوِ الْبَرَاءَةِ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنَ الْإِسْلَامِ (¬1) (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ (¬3). [5427] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَعَنْ مُعَلًّى (¬4)، عَنْ وُهَيْبٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ (¬6). [5428] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (م): "والإسلام". (¬2) انظر: الأم (8/ 149)، والحاوي الكبير (15/ 263)، وروضة الطالبين (11/ 7)، والمجموع (19/ 233)، ومغني المحتاج (4/ 324). (¬3) انظر: الأصل (3/ 145)، والمبسوط (7/ 23)، (8/ 134)، وتحفة الفقهاء (2/ 300)، وبدائع الصنائع (3/ 8)، وفتح القدير (5/ 74). (¬4) في النسخ: "وعن معقل"، والمثبت من صحيح البخاري. (¬5) صحيح البخاري (8/ 26، 133). (¬6) صحيح مسلم (1/ 73).

يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَلَفَ بِاللَّاتِ فَلْيَقُلْ (¬1): لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". وَ [لَمْ] (¬2) يَنْسُبْهُ إِلَى الْكُفْرِ. * * * ¬

_ (¬1) في (ع): "فيقل". (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

مسألة (580): والكفارة واجبة في يمين الغموس

مَسْأَلَةٌ (580): وَالْكَفَّارَةُ وَاجِبَةٌ فِي يَمِينِ الْغَمُوسِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا كَفَّارَةَ فِيهَا (¬2). قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} (¬3). [5429] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، عَنْ عَطَاءٍ: اللَّغْوُ فِي الْيَمِينِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "هُوَ كَلَامُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ: كَلَّا وَاللَّهِ، وَبَلَى (¬4) وَاللَّهِ" (¬5). [5430] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: لَغْوُ الْيَمِينِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 149)، والحاوي الكبير (15/ 267)، ونهاية المطلب (18/ 378)، والمجموع (19/ 224). (¬2) انظر: الأصل (3/ 197)، والمبسوط (8/ 127)، وتحفة الفقهاء (2/ 294)، وبدائع الصنائع (3/ 3)، والهداية (2/ 317). (¬3) سورة المائدة (آية: 89). (¬4) في (م): "بلى". (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 279).

قَوْلُ الْإِنْسَانِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ (¬1). [5431] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا يَحْيَى، ثنا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (¬2) قَالَتْ (¬3): هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ: لَا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬4). [5432] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا عَبْثَرٌ (¬5)، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْأَيْمَانُ أَرْبَعَةٌ؛ يَمِينَانِ يُكَفَّرَانِ، وَيَمِينَانِ لَا يُكَفَّرَانِ، فَالرَّجُلُ (¬6) يَحْلِفُ: وَاللَّهِ لَا يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، فَيَفْعَلُ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: وَاللَّهِ أَفْعَلُ، فَلَا يَفْعَلُ، وَأَمَّا الْيَمِينَانِ (¬7) اللَّتَانِ لَا يُكَفَّرَانِ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ يَحْلِفُ: مَا فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. وَقَدْ فَعَلَهُ، وَالرَّجُلُ يَحْلِفُ: لَقَدْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. وَلَمْ يَفْعَلْهُ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 678). (¬2) سورة المائدة (آية: 89). (¬3) في النسخ: "قال"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 120) (¬4) صحيح البخاري (8/ 135). (¬5) في النسخ: "عثر"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 90). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (14/ 269). (¬6) في النسخ: "والرجل"، والمثبت من المصادر السابقة والمختصر. (¬7) في (م): "واليمينان". (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 286).

خَالَفَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ لَيْثٍ - هُوَ: ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ - عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قَوْلِهِ (¬1). وَلَيْثٌ وَحَمَّادٌ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِمَا فِي الصَّحِيحِ. [5433] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما -، قَالَ: جَاءَ (¬2) أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: "الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ". قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: "ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ". قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ فَاتَّفَقَا (¬3)، قَالَ: "ثُمَّ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ". قَالَ: قُلْتُ لِعَامِرٍ: مَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ؟ قَالَ: الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا كَاذِبٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى (¬4). وَالْمُحْتَجُّ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَلَا حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ. [5434] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، [ثنا أَبُو ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (8/ 491) عن الثوري بإبهام زياد بن كليب. وأخرجه المؤلف في السنن الكبير (20/ 91). (¬2) قوله: "جاء" ليس في (ع). (¬3) قوله: "فاتفقا" ليس في (م). (¬4) صحيح البخاري (9/ 14).

دَاوُدَ]، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، أنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى (¬1)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الطَّالِبَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ تَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بَلَى قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِإِخْلَاصِ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (¬2). [5435] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ إِمْلَاءً، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ (¬3)، ثنا الْمُقْرِئُ (¬4)، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعَ اللَّهُ فِيهِ أَعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْجَلَ عِقَابًا مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ (¬5) ". [5436] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا [أَبُو] (¬6) عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ (¬7)، ¬

_ (¬1) هو: زياد أبو يحيى المكي. له ترجمة في تهذيب الكمال (9/ 530). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 280). (¬3) في النسخ: "ميسرة"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 83). انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 560). (¬4) في النسخ: "المصري"، والمثبت من السنن، وهو: عبد الله بن يزيد المقرئ. له ترجمة في تهذيب الكمال (16/ 318). (¬5) في (ع): "تد بلاقع". والبلاقع: جمع بلقع وبلقعة، وهي الأرض القفر التي لا شيء بها. النهاية (بلقع). (¬6) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (20/ 84، 87)، وهو: أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري. (¬7) هو: برد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم. له ترجمة في تهذيب الكمال (4/ 42).

عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَعْجَلَ الْخَيْرِ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ، وَإِنَّ أَعْجَلَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ، وَالْيَمِينُ الصَّبْرُ الْفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ" (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه وكيع في الزهد (ص 710) عن سفيان.

مسألة (581): وكفارة اليمين قبل الحنث جائزة واقعة موقعها

مَسْأَلَةٌ (581): وَكَفَّارَةُ الْيَمِينِ قَبْلَ الْحِنْثِ جَائِزَةٌ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُجْزِئُهُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا (¬3): [5437] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُسْتَمْلِي، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ أَسْتَحْمِلُهُ فَقَالَ: "وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ، وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ". ثُمَّ لَبِثْنَا (¬4) مَا شَاءَ [اللَّهُ] (¬5) فَأُتِيَ بِإِبِلٍ، فَأَمَرَ لَنَا بِثَلَاثَةِ ذَوْدٍ، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: لَا يُبَارِكُ اللَّهُ لَنَا، أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَسْتَحْمِلُهُ (¬6) فَحَلَفَ لَا يَحْمِلُنَا، فَحَمَلَنَا. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ (¬7)، بَلِ اللَّهُ ¬

_ (¬1) الأم (8/ 155)، ومختصر المزني (ص 382)، والحاوي الكبير (15/ 290)، ونهاية المطلب (18/ 310)، والمجموع (19/ 376). (¬2) انظر: الأصل (3/ 186)، والمبسوط (8/ 147)، وبدائع الصنائع (3/ 19)، وتبيين الحقائق (3/ 113). (¬3) في (م): "ودليلنا ما". (¬4) في النسخ: "أتينا"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من معرفة السنن (14/ 177). (¬5) لفظ الجلالة ليس في النسخ. (¬6) في النسخ: "يستحمله". (¬7) في (ع): "حمتكم".

حَمَلَكُمْ، إِنِّي (¬1) وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ (¬2). [5438] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ (¬3)، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ (¬4) بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ: أَفَاءَ اللَّهُ - عز وجل - عَلَى رَسُولِهِ إِبِلًا فَفَرَّقَهَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: أَحْذِنِي (¬5) يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "لَا". فَقَالَ لَهُ ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ". وَبَقِيَ أَرْبَعٌ غُرُّ الذُّرَى (¬6)، فَقَالَ: "خُذْهُنَّ يَا أَبَا مُوسَى". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي اسْتَحْذَيْتُكَ (¬7) فَمَنَعْتَنِي وَحَلَفْتَ، فَأَشْفَقْتُ (¬8) أَنْ يَكُونَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْمٌ (¬9)، فَقَالَ: "إِنِّي ¬

_ (¬1) في (م): "إلي". (¬2) صحيح البخاري (8/ 146)، صحيح مسلم (5/ 82). (¬3) في النسخ: "جميل"، والمثبت من مصادر التخريج والترجمة. انظر: تهذيب الكمال (30/ 370). (¬4) في النسخ: "أنس"، والمثبت من مصادر التخريج والترجمة، وهو: بسر الحضرمي الشامي. انظر تهذيب الكمال (4/ 75). (¬5) في النسخ: "أخذي"، والمثبت من مصادر التخريج. أحذيته أحذيه إحذاء، وهي الحذيا والحذية، أي: يعطي. النهاية لابن الأثير (حذا). (¬6) الغر: البيض، والمراد بالذرى هنا: أسنمة البعير، أي: بيض الأسنمة. (¬7) في النسخ: "استخذيتك"، والمثبت من مسند أبي يعلى الموصلي كما في المطالب العالية (8/ 574) وهو الموافق للسياق. (¬8) رسمت في (م): "فأشقصيت". (¬9) في (ع): "ودهم"، وليس في "م"، والمثبت من مصادر التخريج.

إِذَا حَلَفْتُ فَرَأَيْتُ أَنَّ غَيْرَ ذَلِكَ أَفْضَلُ كَفَّرْتُ (¬1) عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ" (¬2). [5439] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ [أَبِي] (¬3) صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْ (¬4) عَنْ يَمِينِهِ وَلْيَفْعَلْ (¬5) " (¬6). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬7). [5440] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ ذَرِيحٍ (¬8)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ أَبُو بَكْرٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ (¬9) [رُفَيْعٍ] (¬10)، عَنْ تَمِيمٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ - رضي الله عنه - ¬

_ (¬1) في النسخ: "كفت"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬2) أخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (14/ 59)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 209)، والحاكم في المستدرك (9/ 470) من طريق الحكم بن موسى. (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (20/ 133). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (12/ 223). (¬4) في النسخ: "فيكفر"، والمثبت من السنن الكبير والمختصر. (¬5) وكذا في السنن الكبير، وزاد بعده في أصل الرواية والسنن الصغير (4/ 233): "الذي هو خير". (¬6) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن وهب (ق 76/ ب). (¬7) صحيح مسلم (5/ 85). (¬8) في النسخ: "دريج"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 134)، وهو: محمد بن صالح بن ذريح، أبو جعفر العكبري. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 334). (¬9) قوله: "بن" ليس في (م). (¬10) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير.

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْهَا وَلْيَأْتِ (¬1) الَّذِي هُوَ خَيْرٌ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ (¬2). [5441] أخبرنا (¬3) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثنا الْحَسَنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ (¬4)، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِين فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ وَحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، عَنْ جَرِيرٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ (¬6). [5442] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ (¬7) قَتَادَةَ، ¬

_ (¬1) في (ع): "وليأتي". (¬2) صحيح مسلم (5/ 86). (¬3) قوله: "أخبرنا" مكانها بياض في (م). (¬4) في (م): "يا عبد الله الرحمن". (¬5) صحيح البخاري (8/ 127) , (9/ 63). (¬6) صحيح مسلم (5/ 86). (¬7) في (م): "بن".

عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، إِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، ثُمَّ ائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ" (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ سَعِيدٍ (¬2). [5443] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - إِذَا حَلَفَ لَا يَحْنَثُ فِي يَمِينٍ حَتَّى نَزَلَتِ الْكَفَّارَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا (¬3) إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ. مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ الْبُخَارِيِّ (¬4) (¬5). [5444] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفِ بْنِ شَجَرَةَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ وَأَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَا: ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ؛ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 181). (¬2) صحيح مسلم (5/ 86). (¬3) من قوله: "فكفر عن يمينك" في الحديث السابق ليس في (م). (¬4) قوله: "البخاري" ليس في (م). وقوله: "الصحيح البخاري" هذا التعبير له نظائر في هذا الكتاب. (¬5) صحيح البخاري (8/ 127) من طريق هشام بن عروة.

فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ (¬1) مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ (¬2) ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ. قَالَ: وَتَابَعَهُ (¬3) أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الْحَسَنِ (¬5). وَهَكَذَا رُوِيَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنْ أَبِي مُوسَى وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهم -. [5445] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ - وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ - رُوِيَ حَدِيثُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا دَلَّ عَلَى الْحِنْثِ قَبْلَ الْكَفَّارَةِ، وَبَعْضُهَا مَا دَلَّ عَلَى الْكَفَّارَةِ قَبْلَ الْحِنْثِ، وَأَكْثَرُهُمْ قَالُوا: فَلْيُكَفِّرْ يَمِينَهُ، وَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ (¬6). [5446] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬7) بْنِ عُمَرَ، ¬

_ (¬1) في (م): "خير". (¬2) بعد هذا الحديث كتب في (م): "ثم أتيت الذي هو خير وكفر عن يمينك". (¬3) في (م): "قال قال تابعه". (¬4) صحيح البخاري (8/ 147). (¬5) صحيح مسلم (5/ 86). (¬6) سنن أبي داود، رواية ابن داسة (ق/ 181). (¬7) في النسخ: "عبد الله"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 136)، ومصادر التخريج. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 124).

عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا كَفَّرَ يَمِينَهُ قَبْلَ أَنْ يَحْنَثَ، وَرُبَّمَا كَفَّرَ بَعْدَ مَا يَحْنَثُ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (12/ 219) من طريق عبيد الله.

مسألة (582): ولو حلف ليقضينه حقه إلى حين، فليس بمعلوم؛ لأنه يقع على مدة الدنيا، ويوم

مَسْأَلَةٌ (582): وَلَوْ حَلَفَ لَيَقْضِيَنَّهُ حَقَّهُ إِلَى حِينٍ، فَلَيْسَ بِمَعْلُومٍ؛ لِأَنَّهُ يَقَعُ عَلَى مُدَّةِ الدُّنْيَا، وَيَوْمٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْحِينُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ (¬2). [5447] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْحِينُ قَدْ يَكُونُ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً (¬4) (¬5). [5448] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} (¬6) قَالَ: بَعْدَ الْمَوْتِ (¬7). قَالَ: {وَفِي ثَمُودَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 176)، ومختصر المزني (ص 387)، والحاوي الكبير (15/ 375)، ونهاية المطلب (18/ 372)، والمجموع (19/ 350، 354). (¬2) انظر: الأصل (3/ 299)، والمبسوط (9/ 16)، وتحفة الفقهاء (2/ 334)، وبدائع الصنائع (3/ 50)، والهداية (2/ 330). (¬3) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر: تاريخ الإسلام (9/ 57). (¬4) في (ع): "عشية" بدون الواو. (¬5) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية الصفار (ق 15/ ب) (¬6) سورة ص (آية: 88). (¬7) إلى هنا أخرجه الطبري في التفسير (20/ 151) من طريق سعيد.

إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ} (¬1) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} (¬2) قَالَ: كُلَّ (¬3) سَبْعَةِ أَشْهُرٍ (¬4). وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ: نَرَى الْحِينَ شَهْرَيْنِ. وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سِتَّةَ أَشْهُرٍ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) سورة الذاريات (آية: 43). (¬2) سورة إبراهيم (آية: 25). (¬3) قوله: "كل" ليس في (م). (¬4) أخرجه الطبري في التفسير (13/ 647) من طريق سعيد. (¬5) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (7/ 2243) عنهما.

مسألة (583): ولو حلف لا يأكل خبزا فأكل معه التمر حنث

مَسْأَلَةٌ (583): وَلَوْ حَلَفَ لَا يَأْكُلُ خُبْزًا (¬1) فَأَكَلَ مَعَهُ التَّمْرَ حَنَثَ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَحْنَثُ (¬3). [5449] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَمَّلِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ (¬4)، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ [أَبِي] (¬5) أُمَيَّةَ الْأَعْوَرِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: "هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ". فَأَكَلَهَا (¬6). ¬

_ (¬1) في المختصر: "وإذا حلف لا يأكل خبزا بأدم". (¬2) هذه المسألة لم نجدها منصوصًا عليها عند الإمامين، ولكن عزونا إلى ما يشبهها. انظر: الحاوي الكبير (15/ 419)، وروضة الطالبين (11/ 42)، والمجموع (19/ 299). (¬3) انظر: الجامع الكبير لمحمد بن الحسن (ص 63)، وتحفة الفقهاء (2/ 323). (¬4) في النسخ: "المصري"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 165). انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 682). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (32/ 89). (¬6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 286) من طريق علي بن عبد العزيز.

[5450] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عُمَرُ (¬1) بْنُ حَفْصٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: فَأَكَلَهَا (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "عمرو"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (21/ 304). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 364).

مسألة (584): ولو حلف ليضربن عبده مائة سوط، فجمعها فضربه بها بحيث يمسه الجميع بر في يمينه

مَسْأَلَةٌ (584): وَلَوْ حَلَفَ لَيَضْرِبَنَّ عَبْدَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، فَجَمَعَهَا فَضَرَبَهُ بِهَا (¬1) بِحَيْثُ يَمَسُّهُ الْجَمِيعُ بَرَّ (¬2) فِي يَمِينِهِ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَبَرُّ (¬4) (¬5). وَهَذَا بخِلَافِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} (¬6). وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِثْكَالِ (¬7) النَّخْلِ فِي الزِّنَا: [5451] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَسْلَمَةَ بِمِصْرَ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ (¬8) سَهْلِ (¬9) بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُقْعَدًا زَنَى، ¬

_ (¬1) قوله: "بها" ليس في (م). (¬2) في (م): "برأ". (¬3) انظر: الأم (8/ 183)، ومختصر المزني (ص 389)، والحاوي الكبير (15/ 451)، والمجموع (19/ 320). (¬4) في (م): "يبرأ". (¬5) انظر: الأصل لمحمد بن الحسن (3/ 304)، والمبسوط (9/ 18). (¬6) سورة ص (آية: 44). (¬7) الإثكال: هو العرجون الذي فيه أغصان الشماريخ التي عليها البسر والتمر. الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي (ص 251). (¬8) في (ع): "عن". (¬9) في (م): "سهيل".

فَضرَبَهُ بِإِثْكَالِ النَّخْلِ (¬1). [5452] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ (¬2)، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ [بَعْضُ] (¬3) أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُ اشْتَكَى رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى أَضْنَى (¬4)، فَعَادَ جِلْدَةً عَلَى عَظْمٍ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ جَارِيَةٌ لِبَعْضِهِمْ فَهَشَّ (¬5) لَهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْخُذُوا لَهُ مِائَةَ شِمْرَاخٍ فَيَضْرِبُونَهُ بِهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 76) من طريق عبد الملك. (¬2) من قوله: "عن أبيه" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (20/ 168). (¬4) أي أصابه الضَّنَى، وهو شدة المرض نحل جسمه. النهاية (ضنا). (¬5) في (ع): "فهشد"، ومكانها بياض في (م)، والمثبت من المصادر السابقة. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 276).

مسألة (585): ولو قال: إن كلمت فلانا فمالي في سبيل الله، أو صدقة، أو لله علي أن أحج، أو ما أشبه ذلك، فعليه كفارة يمين في ظاهر المذهب، وقد قيل: إنه مخير بينهما، وكل واحد منهما كاف مكفر

مَسْأَلَةٌ (585): وَلَوْ قَالَ: إِنْ كَلَّمْتُ فُلَانًا فَمَالِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ صَدَقَةٌ (¬1)، أَوْ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أَحُجَّ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فَعَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ فِي ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مُخَيَّرٌ بَيْنَهُمَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَافٍ مُكَفِّرٌ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِمَا قَالَ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا (¬4): [5453] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا (¬5) ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ (¬6)، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ" (¬7). ¬

_ (¬1) في النسخ: "صدقته"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (3/ 655)، وروضة الطالبين (3/ 294)، والمجموع (8/ 443)، ومغني المحتاج (4/ 355). (¬3) انظر: الجامع الكبير لمحمد بن الحسن (ص 82)، والمبسوط (4/ 133)، وبدائع الصنائع (5/ 90). (¬4) في (م): "ودليلنا ما". (¬5) في (م): "ثنا". (¬6) في النسخ: "المهدي"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر تهذيب الكمال (17/ 172). (¬7) أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 348) عن أحمد بن يحيى والحارث بن مسكين عن ابن =

[5454] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ التَّنُوخِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى وَغَيْرِهِ (¬1). وَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ (¬2). [5455] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (¬3)، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (¬4): "مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ [كَفَّارَةُ] (¬5) يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَا يُطِيقُهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬6). ¬

_ = وهب. قال المؤلف في السنن الكبير (20/ 178): "سقط من رواية ابن عبد الحكم: أبو الخير، فلم يذكره في إسناده". وكذا لم يذكره الحارث وأحمد بن يحيى وغيرهم. (¬1) صحيح مسلم (5/ 80). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (7/ 3859). (¬3) في النسخ: "كعب"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 110)، وصححها ناسخ (م) على الحاشية. وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 839). (¬4) قوله: "قال" ليس في (م). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير. (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 284).

وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ بُكَيْرٍ الْأَشَجِّ مَرْفُوعًا (¬2). [5456] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ، ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ الْأَيْلِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3): "مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُطِقْهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ (¬4) يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا فَأَطَاقَهُ فَلْيَفِ بِهِ (¬5) " (¬6). [5457] أخبرنا ابْنُ بِشْرَانَ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا ابْنُ الْجَارُودِ (¬7)، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، ثنا خَطَّابٌ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ - ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ النَّذْرَ نَذْرَانِ، فَمَا كَانَ لِلَّهِ فَكَفَّارَتُهُ الْوَفَاءُ بِهِ، وَمَا كَانَ لِلشَّيْطَانِ فَلَا وَفَاءَ لَهُ وَعَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 279). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 412). (¬3) في (م): "قال قال"، وليس فيه ذكر رسول الله. (¬4) قوله: "كفارة" ليس في (ع). (¬5) في (م): "لم يطقه فأطاقه فكيف به". (¬6) أخرجه ابن بشران في الجزء الأول من فوائده (ص 200). (¬7) في النسخ: "أبو الجارود"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 194). وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 119). (¬8) أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 403).

[5458] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ النُّعْمَانِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَكَفَّارَتُهُ (¬1) كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬2). تَابَعَهُ ابْنُ وَهْبٍ (¬3) وَأَبُو صَفْوَانَ (¬4) الْمَكِّيُّ هَكَذَا عَنْ يُونُسَ. وَيُقَالُ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (¬5). [5459] أخبرنا بِصِحَّةِ ذَلِكَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلَاءً، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أنا - الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ [أَبِي] (¬6) أُوَيْسٍ، ثنا أَخِي (ح) وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْمُؤَذِّنُ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ (¬7) بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) في (ع): "كفارة". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 182) من طريق ابن المبارك. (¬3) أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 350). (¬4) المصدر السابق (6/ 352). (¬5) انظر: علل الترمذي (ص 250)، وعلل الدارقطني (8/ 301). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (20/ 186). (¬7) في النسخ: "أبو بكر بن محمد"، والمثبت من السابق. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 895).

أَيُّوبُ بْنُ سُليْمَان بْنِ بِلالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، [عَنِ] (¬1) ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (¬2) الَّذِي يَسْكُنُ الْيَمَامَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُخْبِرُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنها - أَنَّهَا (¬3) قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬4). [5460] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ، يَدُلُّ أَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا أَيُّوبُ. يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ. قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنَّمَا الْحَدِيثُ حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ (¬5)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَرَادَ [أَنَّ] (¬6) سُلَيْمَانَ بْنَ أَرْقَمَ وَهِمَ فِيهِ، وَحَمَلَهُ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَأَرْسَلَهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَ [رَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنْ] (¬7) الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن. (¬2) في النسخ: "يحيى بن أرقم أبي كثير"، والمثبت من المصدر السابق. (¬3) قوله: "أنها" ليس في (م). (¬4) أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 355) عن محمد بن إسماعيل الترمذي. (¬5) قوله: "عن أبيه" ليس في (م). قال ابن معين: "قيل لمحمد بن الزبير الحنظلي: سمع أبوك من عمران بن حصين؟ قال: لا". تاريخ ابن معين رواية الدوري (4/ 105). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 187). (¬7) ما بين المعقوفين مكانه في النسخ: "وأتقنه"، والمثبت من المصادر السابقة.

يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِإِسْنَادِ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ مِثْلَهُ (¬1). [5461] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا رَوْحٌ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيِّ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬2). [5462] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَصْلِهِ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، ثنا سَعِيدٌ، ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَنْظَلِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬3). [5463] أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْفَقِيهُ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ حِبَّانَ، ثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْقَاسِمِ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَعَلَّهُ وَهْمٌ (¬4). ¬

_ (¬1) سنن أبي داود، رواية ابن داسة (ق/ 282). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 30) من طريق المؤلف. (¬3) أخرجه خيثمة في الفوائد (ص 68) من طريق هشام بن سليمان، فجعله عن محمد الحنظلي عن أبيه عن عمران، وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 28)، ثم قال: "ورواه أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن سليمان فأسقط الزبير" ثم ساق سنده إليه. (¬4) كذا قال المؤلف - رحمه الله -، ولعل هذا هو سبب اقتصاره في السند الأول على قوله: "سعيد"، وعكس هذا الكلام هو الصحيح، فقوله في السند الثاني: "سعيد بن حبان" هو الوهم، إنما هو: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان أبو عبيد الله المخزومي، فهو الذي يروي عن هشام بن سليمان حديث ابن جريج وغيره، وانظر أخبار مكة للفاكهي (1/ 353، =

[5464] حدثنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ فُورَكَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ (¬1) الْحَنْظَلِيِّ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬2). وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ - أَوْ فِي غَضَبٍ - وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬3). [5465] أخبرنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِنَّمَا النَّذْرُ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ" (¬4). [5466] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ (¬5)، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ¬

_ = 381، 464)، ومواضع أخرى عديدة في هذا الكتاب، وانظر أيضا السنن الكبير للمؤلف (12/ 193). (¬1) في (م): "ابن أبي الزبير". (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 177). (¬3) أخرجه النسائي في المجتبى (6/ 363). قال البيهقي في السنن الكبير (20/ 191): "وهذا أيضا منقطع، ولا يصح عن الحسن عن عمران سماع من وجه صحيح يثبت مثله". انظر جامع التحصيل للعلائي (ص 163). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 287) من طريق سليمان بن بلال وذكر قصة. (¬5) في النسخ: "محمد بن المثنى"، والمثبت من أصل الرواية، ومعرفة السنن (14/ 191). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (26/ 509).

شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ بَيْنَهُمَا مِيرَاثٌ، فَسَأَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ الْقِسْمَةَ، فَقَالَ: إِنْ عُدْتَ تَسْأَلُنِي الْقِسْمَةَ، فَكُلُّ مَالِي فِي رِتَاجِ (¬1) الْكَعْبَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه -: إِنَّ الْكَعْبَةَ غَنِيَّةٌ عَنْ مَالِكَ، كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَكَلِّمْ أَخَاكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "لَا يَمِينَ عَلَيْكَ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ الرَّبِّ، وَلَا فِي قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَلَا فِيمَا لَا تَمْلِكُ" (¬2). [5467] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ مَالَهَا فِي رِتَاجِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: يَمِينٌ تُكَفَّرُ (¬3). [5468] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا وَأَبُو بَكْرٍ قَالَا (¬4): ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَهُ (¬5). [5469] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا أَشْعَثُ، ثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ؛ أَنَّ مَوْلَاتَهُ أَرَادَتْ أَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ فَقَالَتْ: هِيَ يَوْمًا يَهُودِيَّةٌ وَيَوْمًا نَصْرَانِيَّةٌ، وَكُلُّ ¬

_ (¬1) رتاج الكعبة: بابها، ومعنى: جعل ماله في رتاج الكعبة؛ أي لها، كنى عنها بالباب لأن منه يُدخَل إليها. النهاية (رتج). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 280). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى (1/ 617) من طريق منصور. (¬4) في النسخ: "قال"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "قالا". (¬5) أخرجه المؤلف في معرفة السنن (14/ 190).

مَمْلُوكٍ لَهَا حُرٌّ، وَكُلُّ مَالٍ لَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَيْهَا (¬1) الْمَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، إِنْ لَمْ تُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا. فَسَأَلَتْ عَائِشَةَ وَابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَحَفْصَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ - رضي الله عنهم -، فَكُلُّهُمْ قَالَ (¬2) لَهَا: أَتُرِيدِينَ (¬3) أَنْ تَكُونِي مِثْلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ؟ ! وَأَمَرُوهَا أَنْ تُكَفِّرَ يَمِينَهَا، وَتُخَلِّيَ بَيْنَهُمَا (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "وعليه"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (20/ 174). (¬2) في (م): "قالوا". (¬3) في النسخ: "أتردين"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 288).

مسألة (586): ولو قال: إن شفا الله مريضي فلله علي أن أنحر ولدي لم ينعقد نذره

مَسْأَلَةٌ (586): وَلَوْ قَالَ: إِنْ شَفَا اللَّهُ مَرِيضِي فَلِلَّهِ عَلَيَّ (¬1) أَنْ أَنْحَرَ وَلَدِي لَمْ يَنْعَقِدْ نَذْرُهُ (¬2). وَقَدْ حَكَى الْفَقِيهُ أَبُو الْفَتْحِ - رحمه الله - عَنِ الرَّبِيعِ أَنَّهُ حَكَى هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ، ثُمَّ قَالَ: وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ؛ أَنَّهُ يَلْزَمُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ (¬3). قَالَ الْفَقِيهُ: وَقَدْ رَضِيَهُ (¬4) صَاحِبُ التَّقْرِيبِ. قَالَ الْإِمَامُ - رحمه الله -: وَالْآثَارُ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدٌ: يَلْزَمُهُ ذَبْحُ شَاةٍ. [5470] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ [نَذَرَ] (¬5) أَنْ (¬6) يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ" (¬7). ¬

_ (¬1) قوله: "علي" ليس في (م). (¬2) انظر: الأم (3/ 659)، وفتح العزيز شرح الوجيز (12/ 358)، وروضة الطالبين (3/ 300)، والمجموع (8/ 436). (¬3) انظر: المبسوط (8/ 139)، وبدائع الصنائع (5/ 85)، وفتح القدير (3/ 165). (¬4) في النسخ: "رضي"، والمثبت من المختصر. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (20/ 183). (¬6) قوله: "أن" ليس في (م). (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (3/ 659).

[5471] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، أنا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادٍ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِيهِ (¬1) ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ وَأَبِي نُعَيْمٍ (¬2). [5472] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬3) - رحمه الله -، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬4) أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِيمَا لَا يَمْلِكُ الْعَبْدُ" أَوْ قَالَ: "ابْنُ آدَمَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬5). [5473] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوب السَّخْتِيَانِيِّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ" (¬6). ¬

_ (¬1) كذا على لغة الإشباع. (¬2) صحيح البخاري (8/ 142). (¬3) الأم (3/ 660). (¬4) في (م): "وقال أخبرنا". (¬5) صحيح مسلم (5/ 79). (¬6) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 471).

[5474] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَتْ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ابْنِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: لَا تَنْحَرِي ابْنَكِ وَكَفِّرِي عَنْ يَمِينِكِ. فَقَالَ شَيْخٌ (¬1) عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسٌ: وَكَيْفَ (¬2) يَكُونُ فِي هَذَا كَفَّارَةٌ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - يَقُولُ: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ} (¬3) ثُمَّ جَعَلَ فِيهِ الْكَفَّارَةَ (¬4) مَا قَدْ رَأَيْتَ (¬5). وَقَدْ رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا نَذْرَ في مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ". وَهُوَ مُوَافِقٌ لِفَتْوَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -. [5475] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو سَعِيدٍ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا (¬6) أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَن الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي، قَالَ: وَعِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجِهَادِ وَمَعَهُ أَبَوَاهُ، وَابْنُ عَبَّاسٍ مُشْتَغِلٌ بِهِ يَقُولُ: أَقِمْ مَعَ أَبَوَيْكَ. قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أَصْنَعُ بِكَ؟ ! اذْهَبْ ¬

_ (¬1) قوله: "شيخ" موهم في (ع)، وفي (م): "شميخ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (م): "فكيف". (¬3) سورة المجادلة (آية: 3). (¬4) في أصل الرواية: "من الكفارة". (¬5) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 183/ أ). (¬6) في النسخ: "بن"، والمثبت من السنن الكبير ومعرفة السنن.

فَانْحَرْ نَفْسَكَ. فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ (¬1) الرَّجُلِ وَأَبَوَيْهِ (¬2) قَالَ: عَلَيَّ (¬3) بِالرَّجُلِ، قَالَ: فَذَهَبُوا فَوَجَدُوهُ قَدْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ يُرِيدُ أَنْ يَنْحَرَ نَفْسَهُ، فَجَاءُوا بِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: وَيْحَكَ، لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تُحِلَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ: أَنْ تُحِلَّ بَلَدًا حَرَامًا، وَأَنْ تَقْطَعَ رَحِمًا حَرَامًا؛ نَفْسُكَ أَقْرَبُ الْأَرْحَامِ إِلَيْكَ، وَأَنْ تَسْفِكَ (¬4) دَمًا حَرَامًا، أَتَجِدُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ (¬5): فَاذْهَبْ فَانْحَرْ فِي كُلِّ عَامٍ ثُلُثًا (¬6)؛ لَا يَفْسُدُ اللَّحْمُ (¬7). [5476] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ لَا يُكَلِّمَ أَخَاهُ، فَإِنْ كَلَّمَهُ فَهُوَ يَنْحَرُ نَفْسَهُ بَيْنَ الْمَقَامِ وَالرُّكْنِ فِي أَيَّامِ تَشْرِيقٍ. فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أَبْلِغْ مَنْ وَرَاءَكَ أَنَّهُ لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، لَوْ نَذَرَ أَنْ لَا يَصُومَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ كَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَوْ نَذَرَ أَنْ لَا يُصَلِّيَ فَصَلَّى كَانَ خَيْرًا لَهُ، مُرْ صَاحِبَكَ فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيُكَلِّمْ أَخَاهُ (¬8). ¬

_ (¬1) في السنن: "من". (¬2) قوله: "أبويه" ليس في (م). (¬3) في (م): "علي - رضي الله عنه -". (¬4) في النسخ: "تفسك"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬5) قوله: "قال" ليس في (ع). (¬6) في النسخ والمختصر والمعرفة: "ثلاثا"، والمثبت من السنن الكبير، وذكر في آخر الحديث عن كريب أنه قال: "فشهدته عامين، فأما الثالث فلا أدري ما فعل". (¬7) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (8/ 461) من طريق آخر عن ابن عباس مختصرا، وأخرجه المؤلف في معرفة السنن (14/ 199)، والسنن الكبير (20/ 197) بطوله. (¬8) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (20/ 199)، وانظر المدونة (1/ 587).

وَرَوَى سُفْيَانُ عَنْ (¬1) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا (¬2) أَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَفْسِي. فَقَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬3)، فَأَمَرَهُ بِكَبْشٍ. فَسُئِلَ عَطَاءٌ: أَيْنَ يَذْبَحُ (¬4) الْكَبْشَ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) قوله: "عن" ليس في (م). (¬2) قوله: "أن رجلا" ليس في (م). (¬3) سورة الأحزاب (آية: 21). (¬4) في النسخ: "جريج"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (20/ 196). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (8/ 460) من طريق ابن جريج بنحوه.

مسألة (587): ومن نذر أن يمشي إلى بيت الله الحرام، لزمه إن قدر على المشي على أحد القولين، وإن لم يقدر ركب وأهراق دما احتياطا

مَسْأَلَةٌ (587): وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، لَزِمَهُ إِنْ قَدَرَ عَلَى الْمَشْيِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ، وَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ رَكِبَ وَأَهْرَاقَ دَمًا احْتِيَاطًا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهُ أَنْ يَرْكَبَ وَإِنْ قَدَرَ عَلَى الْمَشْيِ وَيُهْرِقَ (¬2) دَمًا (¬3). [5477] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُويَهْ، ثنا أَبُو الْمُثَنَّى وَزِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَا: ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ. فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ". وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ وَمَرْوَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ (¬5). [5478] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ (ح) ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 658)، ومختصر المزني (ص 390)، والحاوي الكبير (15/ 463)، والمجموع (8/ 492). (¬2) في (م) والمختصر (5/ 115): "ويهريق". (¬3) انظر: الأصل (3/ 150)، والمبسوط (4/ 130)، وبدائع الصنائع (5/ 83)، والهداية (2/ 335). (¬4) صحيح البخاري (8/ 142). (¬5) صحيح مسلم (5/ 79).

وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ (¬1) بِالطَّابَرَانِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا رَوْحٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِيَ لَهَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "لِتَمْشِ وَلْتَرْكَبْ". قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُفَارِقُ عُقْبَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ (¬2). وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (¬3). [5479] حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّازُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُخْتَ عُقْبَةَ نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً، وَأَنَّهَا لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ مَشْيِ أُخْتِكَ، فَلْتَرْكَبْ وَلْتُهْدِ بَدَنَةً" (¬4). [5480] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا هَمَّامٌ، [عَنْ قَتَادَةَ] (¬5)، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ أُخْتَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنهما - نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، فَأَمَرَهَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "الرزاز"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (20/ 216). (¬2) صحيح مسلم (5/ 79). (¬3) صحيح البخاري (3/ 20). (¬4) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 192) من طريق أحمد بن حفص. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية.

النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَرْكَبَ وَتُهْدِيَ هَدْيًا (¬1). وَكَذَلِكَ رُوِيَ فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ: "فَلْيُهْدِ هَدْيًا وَلْيَرْكَبْ": [5481] حدثناه الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا أَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتَمَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَلَّمَا قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا حَثَّنَا فِيهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ (¬2)، وَقَالَ: "إِنَّ مِنَ الْمُثْلَةِ أَنْ يَنْذِرَ أَنْ يَخْرِمَ أَنْفَهُ، وَمِنَ الْمُثْلَةِ أَنْ يَنْذِرَ (¬3) أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا، فَإِذَا نَذَرَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا، فَلْيُهْدِ هَدْيًا وَلْيَرْكَبْ" (¬4). فِي هَذَا الْإِسْنَادِ نَظَرٌ، وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: الْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَهُوَ مُرْسَلٌ (¬5). [5482] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا (¬6) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ (¬7)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا يَحْيَى بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 282). (¬2) المثلة: التشويه. (¬3) في النسخ: "تنذر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 174). (¬5) انظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص 38). (¬6) في (م): "وقال أخبرنا". (¬7) في النسخ: "عزرة"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب (1/ 212).

سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرُّعَيْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ (¬1)، قَالَ: فَذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "مُرْ أُخْتَكَ فَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَرْكَبْ، وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ" (¬2). تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ (¬3). وَذَكَرَ سَمَاعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الرُّوَاةِ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، فَذَكَرَهُ (¬4). [5483] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً. قَالَ (¬5): "إِنَّ اللَّهَ لَا يَصْنَعُ (¬6) بِشَقَاءِ أُخْتِكَ شَيْئًا، لِتَحُجَّ رَاكِبَةً ثُمَّ تُكَفِّرْ يَمِينَهَا" (¬7). تَابَعَهُ أَبُو النَّضْرِ عَنْ شَرِيكٍ (¬8). [5484] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "مخمرة"، والمثبت من المختصر ومصادر التخريج. (¬2) أخرجه الدارمي في السنن (8/ 631) من طريق جعفر بن عون. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 185). (¬4) المصدر السابق (5/ 186). (¬5) قوله: "قال" ليس في (م). (¬6) في (م): "يضع". (¬7) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (5/ 396) من طريق سعيد بن سليمان. (¬8) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 186).

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬1) - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ جَدَّةٍ لِي عَلَيْهَا مَشْيٌ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَجَزَتْ، فَأَرْسَلَتْ مَولَاةً لَهَا (¬2) إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ تَسْأَلُهُ، فَخَرَجْتُ مَعَهَا، فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ (¬3) فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَرْكَبْ، ثُمَّ لِتَمْشِ مِنْ حَيْثُ عَجَزَتْ (¬4). وَفِي حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ - رحمه الله -: مَشْيٌ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَجَزَتْ، فَسَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. [5485] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا عَقِيبَ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهم -، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَتَنْحَرْ بَدَنَةً (¬5). [5486] وأخبرنا (¬6) أَبُو زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا مُحَمَّدٌ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: إِذَا نَذَرَ الْإِنْسَانُ: عَلَيَّ (¬7) مَشْيٌ ¬

_ (¬1) الأم (8/ 733). (¬2) في السنن الكبير (20/ 223) وتاريخ دمشق: "مولى لها" وكذا بناء الكلام بعده على المذكر، والسائل هو المولى. (¬3) من قوله: "تسأله" إلى هنا ليس في (م). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (40/ 193) من طريق الأصم عن ابن عبد الحكم. (¬5) أخرجه سحنون في المدونة (1/ 561) عن ابن وهب. (¬6) في (م): "أخبرنا". (¬7) في النسخ: "إلى"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 214).

إِلَى الْكَعْبَةِ. فَهَذَا نَذْرٌ، فَلْيَمْشِ إِلَى الْكَعْبَةِ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ اللَّيْثُ مِثْلَهُ (¬1). [5487] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَّرِيُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَامِرٍ؛ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَمَشَى نِصْفَ الطَّرِيقِ ثُمَّ رَكِبَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا كَانَ عَامَ قَابِلٍ فَلْيَرْكَبْ مَا مَشَى، وَيَمْشِي مَا رَكِبَ، وَيَنْحَرُ بَدَنَةً (¬2). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه سحنون في المدونة (1/ 557) عن ابن وهب. (¬2) أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 150).

مسألة (588): لو نذر المشي إلى مسجد المدينة، أو بيت المقدس، لزمه الوفاء بما نذر في أحد القولين

مَسْأَلَةٌ (588): لَوْ نَذَرَ الْمَشْيَ إِلَى مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، لَزِمَهُ الْوَفَاءُ بِمَا نَذَرَ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَلْزَمُهُ (¬2). [5488] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ (¬3)، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَمَسْجِدِي" (¬4). [5489] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " [لَا] (¬5) تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى" (¬6). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (3/ 663)، ومختصر المزني (ص 390)، والحاوي الكبير (15/ 476)، والمجموع (8/ 465). (¬2) انظر: الأصل (2/ 404)، والمبسوط (4/ 132)، وبدائع الصنائع (5/ 83)، والبناية شرح الهداية (6/ 231)، وفتح القدير (3/ 160). (¬3) في النسخ: "أبو حامد بن هلال"، والمثبت من السنن الصغير للمؤلف (4/ 267). انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 587). (¬4) أخرجه البخاري في الصحيح (2/ 60) من طريق سفيان. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من معرفة السنن (14/ 211). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 378) عن مسدد. قال المؤلف في المعرفة: "وكان سفيان يقول: أكثر ما نحدث به: تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد".

[5490] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا سُفْيَانُ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرٍو النَّاقِدِ (¬2). وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ [عَنِ] (¬3) الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ فِيهِ: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَلْمَانُ الْأَغَرُّ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ، الْحَدِيثَ (¬4). [5491] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بَيَانٍ الْمُقْرِئُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا وَرْقَاءُ بْنُ [عُمَرَ، عَنْ] (¬5) عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ؛ أَنَّ قَزَعَةَ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَقَالَ: إِنَّمَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ؛ مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬6). هَذَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - اسْتِدْلَالٌ بِالْخَبَرِ فِي انْعِقَادِ نَذْرِهِ بِالْخُرُوجِ إِلَيْهِ، كَمَا لَوْ نَذَرَ الْخُرُوجَ إِلَى مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5492] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في المسند (10/ 283). (¬2) صحيح مسلم (4/ 126). (¬3) في النسخ: "معمر والزهري"، والمثبت من مصادر التخريج. (¬4) أخرجهما مسلم في الصحيح (4/ 126). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من شعب الإيمان (6/ 58). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 132) من طريق عمرو بن دينار.

حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ زَمَانَ الْفَتْحِ، إِنْ فُتِحَ عَلَيْكَ (¬1) أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ: "صَلِّ هَا هُنَا". فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "شَأْنَكَ إِذًا" (¬2). تَابَعَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُ عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ (¬3). وَرُوِيَ نَحْوَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في (م): "إن فتح الله عليك". (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 474) من طريق حبيب بن الشهيد. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 193). (¬4) أخرجه الشاشي في المسند (1/ 292).

كتاب أدب القاضي

وَمِنْ كِتَابِ أَدَبِ الْقَاضِي

مسألة (589): ويكره القضاء في المسجد

مَسْأَلَةٌ (589): وَيُكْرَهُ الْقَضَاءُ فِي الْمَسْجِدِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُكْرَهُ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ (¬2). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ} (¬3). [5493] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبِ، أنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي (¬4) أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادَ بْنِ الْهَادَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا" (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 490)، ومختصر المزني (ص 393)، والحاوي الكبير (16/ 30)، ونهاية المطلب (18/ 466)، والمجموع (22/ 340)، ومغني المحتاج (4/ 390). (¬2) انظر: المبسوط (16/ 82، 107)، وبدائع الصنائع (7/ 13)، والهداية شرح البداية (3/ 103)، وتبيين الحقائق (4/ 178)، والبناية شرح الهداية (9/ 19). (¬3) سورة البقرة (آية: 114). (¬4) في (ع): "وقال أخبرني". (¬5) أخرجه مسلم في الصحيح (2/ 82) عن أبي الطاهر.

وَرَوَاهُ ابْنُ بُرَيْدَةَ (¬1) عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقَالَ: "إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ" (¬2). [5494] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ (¬3)، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا عِكْرِمَةُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: مَهْ! فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تُزْرِمُوهُ (¬4) ". فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا الْخَلَاءِ وَالْبَوْلِ وَالْقَذَرِ، إِنَّمَا تُتَّخَذُ لِقِرَاءَةِ (¬5) الْقُرْآنِ، وَلِذِكْرِ اللَّهِ". ثُمَّ أَمَرَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ بِذَنُوبٍ أَوْ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عُمَرَ (¬6) بْنِ يُونُسَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ (¬7). وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ هَمَّامٍ (¬8). [5495] أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَصْفَهَانِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ¬

_ (¬1) في (م): "يزيد". (¬2) المصدر السابق (2/ 82). (¬3) في (م): "أبي الحسين". (¬4) أي لا تقطعوا عليه بوله. (¬5) في (ع): "القراءة". (¬6) في النسخ: "عمرو"، والمثبت من صحيح مسلم. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (21/ 534). (¬7) صحيح مسلم (1/ 163). (¬8) صحيح البخاري (1/ 54).

- يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هَانِئٍ النَّخَعِيَّ - أنا الْعَلَاءُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَنْ وَاثِلَةَ، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ؛ كُلُّهُمْ يَقُولُ: سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ، وَخُصُومَاتِكُمْ، وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ، وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ، وَأَجْمِرُوهَا (¬1) فِي الْجُمَعِ، وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِ مَسَاجِدِكُمْ مَطَاهِرَ (¬2) " (¬3). تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، فِي بَعْضِ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ. * * * ¬

_ (¬1) أي بخِّروها أيام الجمع. (¬2) المطاهر: جمع مطهرة، وهي ما يتطهر منه للصلاة. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 156) من طريق أبي نعيم النخعي.

مسألة (590): ولا يجوز الحكم بالتقليد

مَسْأَلَةٌ (590): وَلَا يَجُوزُ الْحُكْمُ بِالتَّقْلِيدِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬2). وَهَذَا بِخِلَافِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (¬3). قَالَ: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (¬4). وَقَالَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (¬5). وَقَالَ: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} (¬6). فَمَا ذَكَرَ الْحُكْمَ فِي مَوْضِعٍ إِلَّا وَقَرَنَهُ بِالْعِلْمِ، وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ". فَقَرَنَهُ بِالِاجْتِهَادِ. [5496] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ الشَّهِيدُ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 494)، ومختصر المزني (ص 393)، والحاوي الكبير (16/ 24)، وفتح العزيز (12/ 415)، والمجموع (22/ 325). (¬2) انظر: بدائع الصنائع (7/ 3)، والهداية شرح البداية (3/ 101)، وتبيين الحقائق (4/ 176)، والبناية شرح الهداية (9/ 8). (¬3) سورة النساء (آية: 59). (¬4) سورة المائدة (آية: 49). (¬5) سورة المائدة (آية: 47). (¬6) سورة الأنبياء (آية: 79).

شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ عَنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ، قَالَ: - وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ مُعَاذٍ - إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: "كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ ". قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ. قَالَ: "فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ ". قَالَ: أَقْضِي بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ: "فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ ". قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي لَا آلُو. قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِهِ، وَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ" (¬2). تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ الْإِمَامُ - رحمه الله -، عَنْ شُعْبَةَ، وَقَالَ: عَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، عَنْ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - (¬3). [5497] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ (¬4)، أنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُرْسِلُنِي وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ وَلَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ؟ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - ثَنَاؤُهُ - سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، فَإِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْكَ الْخَصْمَانِ فَلَا تَقْضِيَنَّ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ كمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ؛ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ". قَالَ: فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا، أَوْ مَا (¬5) شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَعْدُ (¬6). ¬

_ (¬1) في (م): "وفق رسول الله". (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (1/ 454). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 445). (¬4) قوله: "عون" ليس في (م). (¬5) في النسخ والمختصر: "وما"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 417). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 342).

لَوْ (¬1) جَازَ الْحُكْمُ بِالتَّقْلِيدِ لَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، وَإِحَالَتُهُ إِيَّاهُ عَلَى اجْتِهَادِهِ دَونَ تَقْلِيدِ غَيْرِهِ فِيمَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ دَلِيلُ امْتِنَاعِ جَوَازِ الْحُكْمِ بِالتَّقْلِيدِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5498] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُسْرِ بن سَعِيدٍ (¬2)، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه -، [عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ] (¬3) أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ (¬4)، وَإِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ". قَالَ (¬5): فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ وَعَبْدِ [الْعَزِيزِ] (¬7) بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (¬8). ¬

_ (¬1) في (م): "ولو". (¬2) في النسخ: "بشر بن سعد"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 349) ومصادر التخريج. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (4/ 72). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن. (¬4) قوله: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران" ليس في (م). (¬5) يعني: ابن الهاد. (¬6) صحيح البخاري (9/ 108). (¬7) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من صحيح مسلم. (¬8) صحيح مسلم (5/ 131، 132).

[5499] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (¬1) الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَانِ فِي النَّارِ؛ فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ؛ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ؛ فَهُمَا فِي النَّارِ" (¬2). [5500] حدثنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (¬3) الصُّوفِيُّ الزَّاهِدُ، ثنا سَهْلُ بْنُ (¬4) عَمَّارٍ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا خَلَفٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ - وَهُوَ الرُّمَّانِيُّ - عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ؛ رَجُلٌ عَلِمَ فَقَضَى بمَا عَلِمَ (¬5) فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ عَلِمَ فَقَضَى بِغَيْرِ مَا عَلِمَ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ جَهِلَ فَقَضَى بِالْجَهْلِ فَهُوَ فِي النَّارِ" (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "ابن علي" ليس في (ع). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 342). (¬3) وكذا في معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي (1/ 414): "ابن الحسين"، وفي سؤالات السهمي للدارقطني (ص 115)، والنسخة (ك) من معرفة الألقاب لابن طاهر (ص 258): "الحسن"، وأظنه هو أيضا محمد بن أحمد بن الحسن أبو الطيب المناديلي المؤذن، كان من الصالحين. له ترجمة في تلخيص تاريخ نيسابور (ص 98)، والأنساب لابن السمعاني (11/ 480)، وتاريخ الإسلام (7/ 771). (¬4) في النسخ: "عن"، والمثبت من مصادر ترجمته، وهو: أبو يحيى العتكي النيسابوري، انظر ترجمته في تلخيص المتشابه للخطيب (2/ 620)، وقد ذكره المزي في التهذيب (28/ 293) في تلاميذ معلى بن منصور. (¬5) قوله: "علم" مكانها بياض في (م). (¬6) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (8/ 140) من طريق سعيد بن سليمان، عن خلف.

وَرُوِيَ عَنْ سَعْدِ (¬1) بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ (¬2). [5501] أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو بَكْرٍ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَبُو عُثْمَانَ الْكَرْخِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ رُسْتَهْ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - رَأَى رَجُلًا فَقِيلَ: هَذَا قَاضِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ تَقْضِي؟ قَالَ: أَقْضِي بِمَا أَعْلَمُ وَأَسْأَلُ عَمَّا جَهِلْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ قَاضٍ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من مصادر التخريج والترجمة، وهو: أبو حمزة السلمي ختن أبي عبد الرحمن السلمي. انظر تهذيب الكمال (10/ 290). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 164). (¬3) انظر: تاريخ دمشق (68/ 104).

مسألة (591): ولا يجوز أن يكون الفاسق أو المرأة قاضيا

مَسْأَلَةٌ (591): وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْفَاسِقُ أَوِ الْمَرْأَةُ (¬1) قَاضِيًا (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ (¬3). [5502] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بعْدَمَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ، بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى، فَقَالَ: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْهَيْثَمِ (¬4). [5503] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ (¬5) بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ ¬

_ (¬1) في (م) بعد قوله: "المرأة" كلمة غير مقروءة. (¬2) انظر: الحاوي الكبير (16/ 156)، ونهاية المطلب (18/ 584)، وفتح العزيز (12/ 415)، وروضة الطالبين (11/ 95). (¬3) انظر: بدائع الصنائع (7/ 3)، والهداية (3/ 101)، وتبيين الحقائق (4/ 175). (¬4) صحيح البخاري (6/ 8)، (9/ 55). (¬5) في النسخ: "أحمد"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر: تلخيص تاريخ نيسابور (ص 84)، والإرشاد للخليلي (3/ 922).

الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، أَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ". فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: فَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: "بِكَثْرَةِ اللَّعْنِ وَكُفْرِ الْعَشِيرِ (¬1)، وَمَا مِنْ (¬2) نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبُ لِذِي اللُّبِّ مِنْكُنَّ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: "أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ؛ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ (¬3) شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ، وَتَمْكُثُ (¬4) اللَّيَالِيَ لَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - (¬6). * * * ¬

_ (¬1) أي الزوج. النهاية (عشر). (¬2) في (م): "ومن". (¬3) في (ع): "تعتدل". (¬4) في (م): "نقصان العقل وأما نقصان الدين - بياض - وتمكث". (¬5) صحيح مسلم (1/ 61). (¬6) صحيح البخاري (1/ 68)، (2/ 120).

مسألة (592): والقضاء على الغائب جائز

مَسْأَلَةٌ (592): وَالْقَضَاءُ عَلَى الْغَائِبِ جَائِزٌ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ (¬2). [5504] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -؛ أَنَّ هِنْدًا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، أَعَلَيَّ جُنَاح أَنْ آخُذَ مَالَهُ؟ قَالَ: "خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ (¬3)، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ هِشَامٍ (¬4). [5505] أخبرناه أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ (¬5) الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ؛ أَنَّ هِنْدًا أُمَّ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 567)، ومختصر المزني (ص 412)، والحاوي الكبير (16/ 296)، ونهاية المطلب (18/ 503). (¬2) انظر: المبسوط (17/ 39)، وتحفة الفقهاء (3/ 350)، وبدائع الصنائع (6/ 222)، والهداية (3/ 105)، وتبيين الحقائق (4/ 191)، والبحر الرائق (7/ 17). (¬3) صحيح البخاري (9/ 71). (¬4) صحيح مسلم (5/ 129). (¬5) في (م): "الحسين".

مُعَاوِيَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، وَإِنَّهُ لَا يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ سِرًّا وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، فَهَلْ عَلَيَّ [فِي] ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ" (¬1). [5506] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضرِ الْفَقِيهُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ (¬2)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَهُمْ عَنِ الْقَسَامَةِ، فَقَالُوا: أَقَادَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبُو بَكْرٍ وَالْخُلَفَاءُ - رضي الله عنهم -. فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا قِلَابَةَ؟ قَالَ: كَانَ عِنْدَكَ رُءُوسُ الْأَجْنَادِ وَأَشْرَافُ الْعَرَبِ، يَشْهَدُ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ أَنَّهُ سَرَقَ وَلَمْ يَرَوْهُ، أَكُنْتَ تَقْطَعُهُ؟ قَالَ: لَا (¬3). [قَالَ] (¬4): فَشَهِدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَنَّهُ زَنَى وَلَمْ يَرَوْهُ، أَكُنْتَ تَرْجُمُهُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهَذَا أَشْبَهُ (¬5)، وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَتَلَ أَحَدًا، إِلَّا أَنْ يَقْتُلَ رَجُلٌ رَجُلًا فَيُقْتَلَ بِهِ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (6/ 224). (¬2) قوله: "أيوب" ليس في (م). (¬3) في (ع): "قالا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (16/ 459) - فقد رواه من طريق القاضي - ومصادر التخريج. (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (21/ 297). (¬5) في النسخ: "أشد"، والمثبت من المصدر السابق.

فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سعِيدٍ: وَأَيْنَ حَدِيثُ الْعُرَنِيِّينَ؟ فَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: إِيَّايَ حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ قَوْمًا مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فاجْتَوَوُا (¬1) الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بلِقَاحٍ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَانْطَلَقُوا، فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرُهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ حَتَّى جِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ (¬2) وَسُمِرَتْ (¬3) أَعْيُنُهُمْ، وَأُلْقُوا فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلَا يُسْقَوْنَ حَتَّى مَاتُوا، فَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَتَلُوا وَسَرَقُوا وَكَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ. فَقَالَ عَنْبَسَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: أَتَتَّهِمُنِي يَا عَنْبَسَةُ؟ ! قَالَ: لَا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّ هَذَا الْجُنْدَ لَا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. لَفْظُ حَدِيثِ الْقَاضِي. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ هَارُونَ الْحَمَّالِ، أَنَّ (¬4) سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَقَالَ: عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، بِحَدِيثِ الْعُرَنِيِّينَ (¬6). ¬

_ (¬1) في (ع): "فاجتنوا"، وليست في (م)، والمثبت من المصادر السابقة. قال ابن الأثير: "أي أصابهم الجوى: وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها". النهاية (جوا). (¬2) في (ع): "أرجلهم" بدون العطف. (¬3) أحمى لهم مسامير الحديد ثم كحلهم بها. النهاية (سمر). (¬4) كذا، وفي الصحيح: "عن". (¬5) صحيح مسلم (5/ 102). (¬6) صحيح البخاري (1/ 56) باختلاف في بعض ألفاظه.

حَدِيثُ عُمَرَ - رضي الله عنه - فِي أُسَيْفِعِ جُهَيْنَةَ قَدْ سَبَقَ فِي كِتَابِ الْحَجْرِ ذِكْرُهُ. [5507] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ [ابْنِ] (¬1) شَوْذَبٍ بِوَاسِطٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا تَقَاضَى إِلَيْكَ رَجُلَانِ فَلَا تَقْضِ لِلْأَوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ كَلَامَ الْآخَرِ، فَسَوْفَ تَرَى كَيْفَ تَقْضِي". قَالَ: مَا (¬2) زِلْتُ بَعْدُ قَاضِيًا (¬3). وَرَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ، وَقَالَ: "إِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْكَ الْخَصْمَانِ" (¬4). وَكَلَامُنَا لَمْ يَقَعْ فِيهِ إِذَا كَانَا (¬5) حَاضِرَيْنِ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (20/ 408). انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (7/ 781). (¬2) كذا، وفي السنن الكبير ومصادر التخريج: "فما". (¬3) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 170) من طريق حسين بن علي الجعفي. (¬4) سبق تخريجه رقم: (5497). (¬5) في النسخ: "كان"، والمثبت يقتضيه السياق.

مسألة (593): وللحاكم أن يحكم بعلمه في ظاهر المذهب إلا في الحدود، سواء أحاط علمه بذلك قبل أن ولي القضاء أو بعده، وسواء أحاط علمه به في بلد ولايته أو في غير [بلد] ولايته، وقد قيل: إنه في الحدود بمثابته، وفيه قول آخر أنه لا يحكم بعلمه في الحدود، ولا في غيره

مَسْأَلَةٌ (593): وَلِلْحَاكِمِ أَنْ يَحْكُمَ بِعِلْمِهِ فِي ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ إِلَّا فِي الْحُدُودِ، سَوَاءٌ أَحَاطَ (¬1) عِلْمُهُ بِذَلِكَ قَبْلَ أَنْ وَليَ الْقَضَاءَ أَوْ بَعْدَهُ، وَسَوَاءٌ أَحَاطَ عِلْمُهُ بِهِ فِي بَلَدِ وِلَايَتِهِ أَوْ فِي غَيْرِ [بَلَدِ] وِلَايَتِهِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ فِي الْحُدُودِ بِمَثَابَتِهِ، وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ أَنَّهُ لَا يَحْكُمُ بِعِلْمِهِ فِي الْحُدُودِ، وَلَا فِي غَيْرِهِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: [لَهُ] (¬3) أَنْ يَحْكُمَ بِعِلْمِهِ فِي غَيْرِ الْحُدُودِ إِذَا عَلِمَهُ فِي وِلَايَتِهِ وَبَلَدِ وِلَايَتِهِ (¬4). [5508] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ (¬5)، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ (¬6) سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَلَبَ (¬7) خَصْمٍ عِنْدَ بَابِهَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: "إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَعْلَمَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "أحاطه"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (7/ 535)، الحاوي الكبير (13/ 249)، ونهاية المطلب (18/ 580)، والمجموع (22/ 399). (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: المبسوط (16/ 104)، وتحفة الفقهاء (3/ 370)، وبدائع الصنائع (7/ 6). (¬5) في النسخ: "ومعمر"، والمثبت من أصل الرواية. (¬6) وكذا وقع في إحدى نسخ المسند، وفي باقي النسخ: "أبي". (¬7) في أصل الرواية وصحيح مسلم: "لجبة".

بِمَا أَسْمَعُ وَأَظُنُّهُ صَادِقًا، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَإِنَّهَا قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ لِيَذَرْهَا" (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (¬2) فِي الصَّحِيحِ (¬3) عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَالزُّهْرِيِّ (¬4). [5509] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ سلَمَةَ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي بِئْرٍ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "شَاهِدَاكَ (¬5) أَوْ يَمِينُهُ". فَقُلْتُ: إِنَّهُ إِذًا يَحْلِفُ وَلَا يُبَالِي. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ لِيَسْتَحِقَّ بِهَا مَالًا هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ". فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عز وجل - تَصْدِيقَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُثمَانَ (¬7) بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ (¬8). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الله في زوائده على المسند (12/ 6430). (¬2) كذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب: "أخرجه مسلم"، وقد أخرجه البخاري من وجه آخر عن هشام (9/ 69)، والزهري (9/ 72). (¬3) قوله: "في الصحيح" ليس في (م). (¬4) صحيح مسلم (5/ 129). (¬5) في (م): "هل شاهداك". (¬6) سورة آل عمران (آية: 77). (¬7) في النسخ: "أبي بكر"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (21/ 246) وصحيح البخاري. (¬8) صحيح البخاري (3/ 178).

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬1). [5510] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ بِطُوسَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ (¬2): سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: لَمَّا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، وَقَالَ أَيْضًا: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، أَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَامَتْنِي الْأَنْصَارُ، وَحَلَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ مَا قَالَ ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ (¬3) إِلَى الْمَنْزِلِ فَنِمْتُ، فَأَتَانِي رَسُولُ [رَسُولِ] (¬4) اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ صَدَّقَكَ وَعَذَرَكَ (¬5) ". وَنَزَلَ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} الْآيَةَ (¬6). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: أنا (¬7) آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ (¬8). وَاتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْبَابِ، وَفِيهِ: فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا (¬9) الْمُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" (¬10). ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (1/ 86). (¬2) قوله: "يقول" ليس في (م). (¬3) في النسخ والمختصر: "فرجعنا"، والمثبت من السنن الكبير (18/ 109). (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ ولا في المختصر، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) في النسخ: "صدقك عذرك"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) سورة المنافقون (آية: 7). (¬7) في الصحيح: "حدثنا". (¬8) صحيح البخاري (6/ 152). (¬9) في النسخ: "لهذا"، والمثبت من المختصر والصحيحين. (¬10) صحيح البخاري (6/ 154)، ومسلم (8/ 19).

وَحَدِيثُ اللِّعَانِ قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ اللِّعَانِ. [5511] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ ابْنُ قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، أَنَّ عَمَّهُ حَدَّثَهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (ح) [5512] أخبرنا (¬1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا إِسمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ (¬2)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي] (¬3) عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ أَنَّ عَمَّهُ أَخْبَرَهُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ابْتَاعَ (¬4) فَرَسًا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَعْرَابِ، وَاسْتَتْبَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيَقْضِيَ ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَشْيَ، وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ وَيُسَاوِمُونَهُ الْفَرَسَ، وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدِ ابْتَاعَهُ، حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمُ الْأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ (¬5)، فَلَمَّا زَادُوا نَادَى الْأَعْرَابِيُّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ، وَإِلَّا بِعْتُهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ حَتَّى أَتَى الْأَعْرَابِيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَلَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُ مِنْكَ؟ ". قَالَ: لَا، وَاللَّهِ ¬

_ (¬1) في السنن الكبير: "وأخبرنا". (¬2) في (ع): "أبو بكر بن". (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 432). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 549). (¬4) في (ع): "أباع". (¬5) في النسخ: "اليوم".

مَا بِعْتُكَ. قَالَ: "بَلِ (¬1)، ابْتَعْتُهُ مِنْكَ". فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبِالْأَعْرَابِيِّ، وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا أَنِّي بَايَعْتُكَ. فَقَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ بَايَعْتَهُ. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ: "بِمَ تَشْهَدُ؟ ". فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ (¬2). [5513] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنهما -، تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ؛ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ". فَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا (¬4) عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ بِطُولِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ رَافِعٍ، عَنْ حُجَيْنٍ، عَنِ اللَّيْثِ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "بلى". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 38). (¬3) قوله: "عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬4) قوله: "بما" ليس في (م). (¬5) صحيح البخاري (5/ 139). (¬6) صحيح مسلم (5/ 153).

كتاب الشهادات

وَمِنْ كِتَابِ الشَّهَادَاتِ

مسألة (594): ولا يحل حكم الحاكم الأمور عما هي عليه

مَسْأَلَةٌ (594): وَلَا يُحِلُّ (¬1) حُكْمُ الْحَاكِمِ الْأُمُورَ عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: [مَا] (¬3) لِلْحَاكِمِ إِنْشَاؤُهُ مِنَ الْعُقُودِ وَحَلُّهُ نُفِّذَ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا (¬4). وَفِي هَذَا حِيلَةٌ لِمَنْ عَشِقَ امْرَأَةَ رَجُلٍ، فَيَأْتِي بِشَاهِدَيْنِ يَشْهَدَانِ أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، وَأَنَّهُ (¬5) تَزَوَّجَ بِهَا، فَحَكَمَ الْحَاكِمُ بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأَوَّلِ، وَحَكَمَ بِأَنَّهَا زَوْجَةُ الْآخَرِ، ثُمَّ بَانَا شَاهِدَيْ زُورٍ، فَيَطِيبُ لَهُ أَنْ يَطَأَهَا، وَلَا سَبِيلَ لِلْأَوَّلِ عَلَيْهَا. فَأَجَازُوا مِثْلَ هَذَا الْخِدَاعِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ (¬6) " (¬7). وَقَالَ: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ". وَقَالَ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ نَفْسَهَا بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ". وَقَالَ: "مَنْ فَعَلَ فِي أَمْرِنَا مَا لَا يَجُوزُ فَهُوَ رَدٌّ". ¬

_ (¬1) وكذا في مختصر المزني (ص 398)، وفي المختصر الخلافيات: "يحيل". (¬2) انظر: الأم (7/ 487)، ومختصر المزني (ص 398)، والحاوي الكبير (17/ 10)، نهاية المطلب (18/ 599). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر. (¬4) انظر: المبسوط (16/ 85، 180)، وبدائع الصنائع (7/ 15)، والهداية (3/ 107)، وتبيين الحقائق (4/ 190). (¬5) في النسخ: "أو أنه"، والمثبت من المصدر السابق. (¬6) في النسخ: "بها"، والمثبت من المصدر السابق. (¬7) أخرجه البخاري في الصحيح (4/ 104).

[5513 (م)] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زينَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، فَلَعَلَّ بَعْضُكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَلَا يَأْخُذْ (¬1) مِنْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ" (¬2). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ وَغَيْرِهِ، عَنْ مَالِكٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ، عَنْ هِشَامٍ (¬4). [5514] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرْقُوبِيُّ بِهَمَذَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يَقْبِضَ إِلَيْهِ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، [قَالَ عُتْبَةُ: إِنَّهُ ابْنِي، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - زَمَنَ الْفَتْحِ أَخَذَ سَعْدٌ ابْنَ وَليدَةِ زَمْعَةَ] فَأَقْبَلَ [بِهِ] (¬5) إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَقْبَلَ مَعَهُ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، هَذَا ابْنُ أَخِي عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ. قَالَ عَبْدٌ: ¬

_ (¬1) في النسخ: "يأخذه"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 442). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 492). (¬3) صحيح البخاري (3/ 180)، (9/ 69). (¬4) صحيح مسلم (5/ 128). (¬5) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (12/ 15) ومصادر التخريج.

يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَخِي ابْنُ زَمْعَةَ، وَوُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَنَظَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلَى ابْنِ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، فَإِذَا هُوَ أَشْبَهُ النَّاسِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " [هُوَ لَكَ] (¬1) يَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ" مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِيهِ. وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "احْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ بِنْتَ زَمْعَةَ". لِمَا رَأَى مِنْ شبَهِهِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ (¬3). [5515] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ (¬4) رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ". وَفِي حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ فَعَلَ فِي أَمْرِنَا مَا لَا يَجُوزُ فَهُوَ رَدٌّ" (¬5). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) صحيح البخاري (3/ 146). (¬3) صحيح مسلم (4/ 171). (¬4) في (م): "فقال". (¬5) أخرجه الطيالسي في المسند (3/ 43).

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ وَغَيْرِهِ (¬1). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ (¬2). [5516] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا ابْنُ كُنَاسَةَ (¬3) - يَعْنِي أَبَا يَحْيَى مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ كُنَاسَةَ (¬4) الْأَسَدِيَّ - ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنهما - (ح) [5517] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّعْمَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي خِدَاشٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلَيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنهما -: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الْقَضَاءَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، فَافْهَمْ إِذَا أُدْلِيَ إِلَيْكَ، فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعُ تَكَلُّمٌ بِحَقٍّ لَا نَفَاذَ لَهُ، وَآسِ (¬5) بَيْنَ النَّاسِ فِي وَجْهِكَ وَمَجْلِسِكَ وَعَدْلِكَ؛ حَتَّى لَا يَيْأَسَ الضَّعِيفُ مِنْ عَدْلِكَ، وَلَا يَطْمَعَ الشَّرِيفُ فِي حَيْفِكَ، الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ، وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلَّا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا، لَا يَمْنَعُكَ قَضَاءٌ قَضَيْتَهُ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 132). (¬2) صحيح البخاري (3/ 184). (¬3) في النسخ: "كنانة"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 445). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 492). (¬4) في النسخ: "كنانة"، والمثبت من السنن الكبير. (¬5) أي اجعل كل واحد منهم أسوة خصمه. النهاية (أسا).

رَاجَعْتَ فِيهِ نَفْسَكَ وَهُدِيتَ فِيهِ لِرُشْدِكَ أَنْ تُرَاجِعَ الْحَقَّ؛ فَإِنَّ الْحَقَّ قَدِيمٌ، وَمُرَاجَعَةُ الْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ، الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا تَلَجْلَجَ (¬1) فِي صَدْرِكَ مِمَّا لَمْ يَبْلُغْكَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، اعْرَفِ الْأَمْثَالَ وَالْأَشْبَاهَ (¬2)، ثُمَّ قِسِ الْأُمُورَ عِنْدَ ذَلِكَ، فَاعْمِدْ إِلَى أَحَبِّهَا (¬3) إِلَى اللَّهِ، وَأَشْبَهِهَا بِالْحَقِّ فِيمَا تَرَى، اجْعَلْ لِلْمُدَّعِي أَمَدًا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَإِنْ أَحْضَرَ بَيِّنَتَهُ أَخَذْتَ بِحَقِّهِ، وَإِلَّا وَجَّهْتَ الْقَضَاءَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْلَى لِلْعَمَى، وَأَبْلَغُ فِي الْعُذْرِ، الْمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ، أَوْ مُجَرَّبًا فِي شَهَادَةِ زُورٍ، أَوْ ظَنِينًا فِي وَلَاءٍ أَوْ قَرَابَةٍ، إِنَّ اللَّهَ تَوَلَّى مِنْكُمُ السَّرَائِرَ، وَدَرَأَ عَنْكُمْ - يَعْنِي الْحُدُودَ - إِلَّا (¬4) بِالْبَيِّنَاتِ وَالْأَيْمَانِ، وَإِيَّاكَ وَالْقَلَقَ وَالضَّجَرَ، وَالتَّأَذِّيَ بِالنَّاسِ، وَالتَّنَكُّرَ لِلْخُصُومِ فِي مَوَاطِنِ (¬5) الْحَقِّ الَّتِي (¬6) يُوجِبُ اللَّهُ بِهَا الْأَجْرَ، وَيُحْسِنُ بِهَا الذُّخْرَ، فَإِنَّهُ مَنْ يُصْلِحْ نِيَّتَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ، يَكْفِهِ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ يَشِنْهُ اللَّهُ، فَمَا ظَنُّكَ بِثَوَابٍ عِنْدَ اللَّهِ (¬7) فِي عَاجِلِ رِزْقِهِ، ¬

_ (¬1) في سنن الدارقطني: "تخلج"، وتلجلج: أي تردد في صدرك وقلق ولم يستقر. النهاية (لجلج). (¬2) في النسخ: "الاشتباه"، والمثبت من سنن الدارقطني والمختصر. (¬3) في (ع): "اجتهاد"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) قوله: "إلا" ليس في سنن الدارقطني. (¬5) في النسخ: "موطن"، والمثبت من سنن الدارقطني والمختصر. (¬6) في النسخ: "الذي"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬7) في سنن الدارقطني: "غير الله"، قال ابن القيم في كتاب إعلام الموقعين (2/ 125): "بثواب عند الله. . . يريد به تعظيم جزاء المخلص".

وَخَزَائِنِ رَحْمَتِهِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ (¬1). وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَأَخْرَجَ الْكِتَابَ فَقَالَ: هَذَا كِتَابُ عُمَرَ - رضي الله عنه -، بِمَعْنَاهُ: [5518] حدثناه الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ إِمْلَاءً وَقِرَاءَةً، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ كِتَابًا فَقَالَ: هَذَا كِتَابُ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى - رضي الله عنهما -: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الْقَضَاءَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ وَسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، افْهَمْ إِذَا أُدْلِيَ إِلَيْكَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَنْفَعُ كَلِمَةُ حَقٍّ (¬2) لَا نَفَاذَ لَهُ، آسِ بَيْنَ النَّاسِ فِي وَجْهِكَ، وَمَجْلِسِكَ، وَعَدْلِكَ؛ [حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَرِيفٌ فِي حَيْفِكَ، وَلَا يَخَافَ ضَعِيفٌ مِنْ جَوْرِكَ، الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ]، وَالصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ النَّاسِ إِلَّا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا، لَا يَمْنَعُكَ قَضَاءٌ قَضَيْتَهُ بِالْأَمْسِ رَاجَعْتَ الْحَقَّ؛ فَإِنَّ الْحَقَّ قَدِيمٌ لَا يَبْطُلُ الْحَقُّ بِشَيْءٍ، وَمُرَاجَعَةُ الْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ التَّمَادِي فِي الْبَاطِلِ، الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِكَ مِمَّا لَمْ يَبْلُغْكَ [فِي] (¬3) الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَتَعَرَّفِ الْأَمْثَالَ وَالْأَشْبَاهَ، ثُمَّ قِسِ الْأُمُورَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَاعْمِدْ إِلَى أَحَبِّهَا (¬4) إِلَى اللَّهِ، وَأَشْبَهِهَا فِيمَا تَرَى، اجْعَلْ لِلمُدَّعِي أَمَدًا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَإِنْ أَحْضَرَ بَيِّنَتَهُ، وَإِلَّا وَجَّهْتَ عَلَيْهِ الْقَضَاءَ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْلَى لِلْعَمَى وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَالْمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِلَّا مَجْلُودًا فِي حَدٍّ، أَوْ مُجَرَّبًا بِشَهَادَةِ الزُّورِ، أَوْ ظَنِينًا فِي وَلَاءٍ أَوْ قَرَابَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ تَوَلَّى مِنْكُمُ السَّرَائِرَ، وَدَرَأَ عَنْكُمُ الشُّبُهَاتِ، ثُمَّ إِيَّاكَ وَالضَّجَرَ وَالْقَلَقَ، وَالتَّأَذِّيَ بِالنَّاسِ، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 367). (¬2) في السنن الصغير (4/ 291) ومصادر التخريج: "تكلّم بحق". (¬3) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) في النسخ: "اجتهاد"، والمثبت من المصادر السابقة.

وَالتَّنَكُّرَ بِالْخُصُومِ فِي مَوَاضِعِ الْحَقِّ الَّتِي يُوجِبُ اللَّهُ بِهَا الْأَجْرَ، وَيَكْتُبُ بِهَا الذُّخْرَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُصْلِحُ سَرِيرَتَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، أَصْلَحَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا يَعْلَمُ [اللَّهُ] مِنْهُ (¬1) خِلَافَ ذَلِكَ، يَشِنْهُ اللَّهُ، فَمَا ظَنُّكَ بِثَوَابٍ يَدَّخِرُهُ اللَّهُ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا، وَخَزَائِنِ رَحْمَتِهِ، وَالسَّلَامُ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "بما يعلم من"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 369) من طريق سفيان.

مسألة (595): وشهادة الواحدة غير مقبولة

مَسْأَلَةٌ (595): وَشَهَادَةُ الْوَاحِدَةِ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا مَقْبُولَةٌ (¬2) عَلَى الْوِلَادَةِ (¬3). [5519] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَوِيُّ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي (¬4) أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - وَاللَّفْظُ لَهُ - أنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ [رُمْحٍ] (¬5) التُّجِيبِيُّ، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ (¬6) أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ". فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ (¬7): وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَمَا (¬8) رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 612)، ومختصر المزني (ص 399)، والحاوي الكبير (17/ 20)، والمجموع (16/ 223). (¬2) في النسخ: "مقبول"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: المبسوط (16/ 142)، وبدائع الصنائع (3/ 215)، والهداية (3/ 117)، وتبيين الحقائق (4/ 209). (¬4) في (م): "وقال أخبرني"، والقائل هو الحاكم. (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (20/ 442). (¬6) في (م): "أرايتكن". (¬7) أي تامة الخلق، ويجوز أن تكون ذات كلام جزل، أي قوي شديد. النهاية (جزل). (¬8) في (ع): "ما".

عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا نُقْصَانُ (¬1) الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: "أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ؛ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ (¬2). [5520] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ (¬3) بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ النِّسَاءِ لَا رَجُلَ مَعَهُنَّ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ أَقَلُّ مِنْ أَرْبَعٍ عُدُولٍ (¬4). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [5521] أَخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَا: ثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَجَازَ شَهَادَةَ الْقَابِلَةِ. قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَائِنِيُّ رَجُلٌ مَجْهُولٌ (¬5). ¬

_ (¬1) في (ع): "ونقصان". (¬2) صحيح مسلم (1/ 61). (¬3) في النسخ: "أبو بكر بن أحمد"، وكتب ناسخ (م) في الطرة: "هذا زائد فليحذف"، وهو الصواب كما في سائر أسانيد المؤلف. انظر ترجمته في المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور (ص 80). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 613). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 416).

[5522] أخبرنا الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرُويَهْ النَّوْقَانِيُّ، ثنا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، . . . . . . . . . . . (¬1). وَرَوَى جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ (¬2)، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: شَهَادَةُ الْقَابِلَةِ جَائِزَةٌ عَلَى الِاسْتِهْلَالِ (¬3). كَذَا رَوَاهُ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ جَابِرٍ. وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ؛ أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - أَجَازَ شَهَادَةَ الْقَابِلَةِ وَحْدَهَا فِي الِاسْتِهْلَالِ (¬4) (¬5). وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ قَدْ سَبَقَ ذِكْرِي لَهُ. * * * ¬

_ (¬1) كذا وقع هذا الإسناد في النسخ دون تكملة له أو ربط بالذي قبله أو بعده، فلعله حدث سبق نظر للناسخ فسقط عليه بقية إسناد الحديث ومتنه، والله أعلم. (¬2) عبد الله بن نجي، هو الحضرمي، قال ابن معين: "لم يسمع من علي - رضي الله عنه -". انظر جامع التحصيل (ص 217). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 417). (¬4) استهلال الصبي: تصويته عند ولادته. النهاية (هلل). (¬5) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 485).

مسألة (596): وشهادة المحدود في القذف مقبولة إذا تاب

مَسْأَلَةٌ (596): وَشَهَادَةُ الْمَحْدُودِ فِي الْقَذْفِ مَقْبُولَةٌ إِذَا تَابَ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا تُقْبَلُ (¬2). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬3). وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "التَّائِبُ مِنَ (¬4) الذَّنْبِ كمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ" (¬5). وَقَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرَةَ: تُبْ تُقْبَلْ شَهَادَتُكَ. [5523] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: زَعَمَ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنَّ شَهَادَةَ الْقَاذِفِ لَا تَجُوزُ، فَأَشْهَدُ لَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ لِأَبِي ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 110)، ومختصر المزني (ص 399)، والحاوي الكبير (17/ 211)، ونهاية المطلب (18/ 603)، والوسيط (7/ 361). (¬2) انظر: الأصل (4/ 424)، والمبسوط (16/ 125)، وتحفة الفقهاء (3/ 362)، وبدائع الصنائع (6/ 271)، والهداية (3/ 121). (¬3) سورة النور (آية: 4). (¬4) في (ع): "عن". (¬5) أخرجه ابن ماجه في السنن (4/ 91).

بَكْرَةَ: [تُبْ] (¬1) تُقْبَلْ شَهَادَتُكَ. أَوْ: إِنْ تُبْتَ قُبِلَتْ شَهَادَتُكَ (¬2). [5524] قال الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَأَخْبَرَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (¬3) لَمَّا جَلَدَ الثَّلَاثَةَ اسْتَتَابَهُمْ، فَرَجَعَ اثْنَانِ فَقَبِلَ شَهَادَتَهُمَا، وَ [أَبَى] أَبُو بَكْرَةَ أَنْ يَرْجِعَ فَرَدَّ شَهَادَتَهُ (¬4). [5525] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِأَبِي بَكْرَةَ: إِنْ تُبْتَ قُبِلَتْ شَهَادَتُكَ، أَوْ قَالَ: تُبْ تُقْبَلْ شَهَادَتُكَ (¬5). [5526] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ آدَمَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ، وَلَا مَحْدُودٍ فِي الْإِسْلَامِ [وَلَا مَحْدُودَةٍ] (¬6)، وَلَا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ" (¬7). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (20/ 451). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 64). (¬3) من قوله: "قال لأبي بكرة" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 64). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (12/ 359) من طريق سفيان. (¬6) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (20/ 451، 461). (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 438) من طريق يحيى بن أبي بكير.

وَرَوَاهُ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرٍو وَقَالَ فِيهِ: "وَلَا مَوْقُوفٍ عَلَى حَدٍّ" (¬1). وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَمْرٍو (¬2)، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَحْدُودَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ الثِّقَةُ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرٍو، فَلَا يَلْزَمُنَا قَبُولُ خِلَافِ مَنْ خَالَفَهُ. وَرَوَاهُ يَزِيدٌ الْقُرَشِيُّ (¬3) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ تَرْفَعُهُ (¬4). وَرَوَاهُ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬5). وَيَزِيدُ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ - هُوَ الْفَارِسِيُّ - مَتْرُوكٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى ضَعِيفٌ (¬6). [5527] أخبرني بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ - رحمه الله -. * * * ¬

_ (¬1) المصدر السابق (5/ 439). (¬2) المصدر السابق (5/ 437). (¬3) في (ع): "المقرشي" مصحف، وهو: يزيد بن زياد، ويقال: ابن أبي زياد القرشي الدمشقي. (¬4) المصدر السابق (5/ 438). (¬5) المصدر السابق (5/ 439). (¬6) سنن الدارقطني (5/ 438، 439).

مسألة (597): وشهادة الكافر عندنا مردودة في جميع الأحوال

مَسْأَلَةٌ (597): وَشَهَادَةُ الْكَافِرِ عِنْدَنَا مَرْدُودَةٌ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: شَهَادَةُ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَقْبُولَةٌ (¬2). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} (¬3). وَقَالَ: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} (¬4). وَقَالَ: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} (¬5). وَقَالَ: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} (¬6). وَقَالَ: {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى} (¬7). وَقَالَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (¬8). وَاسْمُ الْفَاسِقِ يَتَنَاوَلُ الْكَافِرَ وَغَيْرَهُ بدَلَالَةِ (¬9) قَوْلِهِ: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} (¬10)، وَقَوْلِهِ: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ} (¬11) الْآيَةَ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 116)، ومختصر المزني (ص 401)، والحاوي الكبير (17/ 61)، ونهاية المطلب (18/ 627)، والمجموع (23/ 21)، ومغني المحتاج (6/ 339). (¬2) انظر: المبسوط (16/ 133)، وبدائع الصنائع (6/ 280)، والهداية (3/ 123)، وتبيين الحقائق (4/ 223). (¬3) سورة هود (آية: 113). (¬4) سورة آل عمران (آية: 73). (¬5) سورة البقرة (آية: 282). (¬6) سورة الطلاق (آية: 2). (¬7) سورة المائدة (آية: 51). (¬8) سورة الحجرات (آية: 6). (¬9) في النسخ: "بدلالته"، والمثبت من المختصر. (¬10) سورة السجدة (آية: 18). (¬11) سورة السجدة (آية: 20).

[5528] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا شَاذَانُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَسَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى، وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةٍ [إِلَّا مِلَّةَ] مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -؛ فَإِنَّهَا تَجُوزُ عَلَى غَيْرِهِمْ". قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَاذَانُ: فَسَأَلْتُ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ بَعْضَ أَصْحَابِنَا، فَزَعَمَ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْحَنَفِيُّ (¬1). تَابَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ (¬2). وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَحْسَبُ (¬3). [5529] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ (¬4) بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، [ثنا] (¬5) عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ مَعَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ، فَمَاتَ السَّهْمِيُّ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مُسْلِمٌ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِتَرِكَتِهِ فَقَدُوا جَامَ (¬6) فِضَّةٍ مُخَوَّصًا (¬7) بِذَهَبٍ، ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (20/ 487). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 120). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5/ 323)، والدارقطني في السنن (5/ 121)، وانظر العلل لابن أبي حاتم (4/ 277). (¬4) في (م): "مسلم". (¬5) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (20/ 494). (¬6) الجام: إناء. (¬7) أي عليه صفائح الذهب مثل خوص النخل. النهاية (خوص).

فَأَحْلَفَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ وُجِدَ الْجَامُ بِمَكَّةَ، فَقَالَا: اشْتَرَيْنَاهُ مِنْ تَمِيمٍ وَعَدِيٍّ، فَقَامَ رَجُلَانِ مِنْ أَوْلِيَاءِ السَّهْمِيِّ، فَحَلَفَا لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا، فَإِنَّ الْجَامَ لِصَاحِبِهِمْ. قَالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ آدَمَ (¬2). [5530] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَلَمْ يَشْهَدْ مَوْتَهُ إِلَّا رَجُلَانِ نَصْرَانِيَّانِ مِنْ أَهْلِهَا، فَأَشْهَدَهُمَا عَلَى وَصِيَّتِهِ، فَلَمَّا قَدِمَا الْكُوفَةَ حَلَّفَهُمَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ - بِاللَّهِ مَا خَانَا، وَلَا كَتَمَا، وَلَا بَدَّلَا، وَأَنَّ هَذِهِ وَصِيَّةٌ، فَأَجَازَ شَهَادَتَهُمَا (¬3). * * * ¬

_ (¬1) سورة المائدة (آية: 106). (¬2) صحيح البخاري (4/ 13). (¬3) أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ (ص 157) من طريق زكريا بن أبي زائدة.

مسألة (598): ويجوز القضاء بشاهد ويمين في الأموال وما يجري مجراها

مَسْأَلَةٌ (598): وَيَجُوزُ الْقَضَاءُ بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ فِي الْأَمْوَالِ وَمَا يَجْرِي مَجْرَاهَا (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ (¬2). وَدَلِيلُنَا مَا: [5531] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ (¬3). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (7/ 624)، ومختصر المزني (ص 401)، والحاوي الكبير (17/ 8)، ونهاية المطلب (18/ 598)، والوسيط (7/ 377)، ومغني المحتاج (6/ 371). (¬2) انظر: المبسوط (17/ 30)، وبدائع الصنائع (6/ 225)، وتبيين الحقائق (4/ 294)، وحاشية رد المحتار (5/ 401). (¬3) صحيح مسلم (5/ 128).

وَقَدْ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ: [5532] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا بَو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ. قَالَ عَمْرٌو: فِي الْأَمْوَالِ (¬1). كَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ (¬2). [5533] سمعت الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ - رحمه الله - يَقُولُ: وَقَدْ تَعَرَّضَ لِهَذَا بَعْضُ الْمُخَالِفِينَ مِمَّنْ لَيْسَ مِنْ صِنَاعَتِهِ (¬3) مَعْرِفَةُ الصَّحِيحِ مِنَ السَّقِيمِ، وَاحْتَجَّ فِيهِ بِمَا رُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ؛ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ الدُّورِيَّ يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ. لَيْسَ هُوَ بِمَحْفُوظٍ (¬4). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله -: فَنَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ: إِنَّ شَيْخَنَا أَبَا زَكَرِيَّا - رضي الله عنه - لَمْ يُطْلِقْ هَذَا الْقَوْلَ عَلَى حَدِيثِ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَإِنَّمَا أَرَادَ الْحَدِيثَ الْخَطَأَ الَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوِ الْحَدِيثَ الَّذِي تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، فَأَمَّا حَدِيثُ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَلَيْسَ فِي إِسْنَادِهِ مَنْ يُجْرَحُ، وَلَمْ ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 624). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (2/ 715). (¬3) في النسخ: "صناعة"، والمثبت من المختصر. (¬4) التاريخ لابن معين، رواية الدوري (3/ 230).

نَعْلَمْ لَهُ أَيْضًا عِلَّةً نُعَلِّلُ بِهِ الْحَدِيثَ، وَالْإِمَامُ أَبُو زَكَرِيَّا - رحمه الله - أَعْرَفُ بِهَذَا الشَّأْنِ مِنْ أَنْ يُظَنَّ بِهِ أَنْ يُوهِنَ حَدِيثًا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ الْأَثْبَاتُ (¬1). قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَقَالَ: كَانَ عِنْدَنَا ثَبْتًا مِمَّنْ يَصْدُقُ وَيَحْفَظُ (¬2). وَعَلَّلَ الطَّحَاوِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ بِأَنْ لَا نَعْلَمَ قَيْسًا يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ بِشَيْءٍ (¬3)، وَلَيْسَ مَا لَا يَعْلَمُهُ الطَّحَاوِيُّ (¬4) لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ. وَقَدْ: [5534] أخبرنا الحْسَنُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْعَدْلُ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الرَّازِيُّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ (¬5) يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ رَجُلًا وَقَصَتْهُ (¬6) نَاقَتُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يُلَبِّي" (¬7). وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَنْ عَمْرٍو غَيْرُ هَذَا، وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ ¬

_ (¬1) عزاه ابن الملقن في البدر المنير (9/ 664) للمؤلف في الخلافيات. (¬2) أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 429). (¬3) انظر: شرح معاني الآثار الطحاوي (4/ 145). (¬4) قوله: "لا يعلمه الطحاوي" ليس في (م). (¬5) في النسخ: "سعيد"، والمثبت من المختصر ومصادر التخريج. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (24/ 47). (¬6) في (ع): "وقصة". (¬7) أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 367) من طريق محمد بن مخلد.

قَبُولِ الْأَخْبَارِ (¬1) كَثْرَةُ رِوَايَةِ الرَّاوِي عَمَّنْ رَوَى عَنْهُ، وَإِذَا رَوَى الثِّقَةُ عَمَّنْ لَا يُنْكَرُ سَمَاعُهُ مِنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا وَجَبَ قَبُولُهُ، وَإِنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُهُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: [5535] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ وَحَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَا: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬2). [5536] وأخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (¬3). خَالَفَهُمَا (¬4) خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، فَرَوَاهُ عَنْهُ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ (¬5) بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيُّ وَعِصَامُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ. وَخَالِدٌ وَالْقُدَامِيُّ وَعِصَامٌ لَيْسُوا بِأَقْوِيَاءَ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ثِقَةٌ حُجَّةٌ، وَتَابَعَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ، فَرَوَيَاهُ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ¬

_ (¬1) في النسخ: "الآحاد"، والمثبت من المختصر والتلخيص الحبير (4/ 377). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 105) من طريق علي بن عبد العزيز. (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 345). (¬4) في (م): "وخالفهما". (¬5) في النسخ: "محمد بن محمد"، والمثبت من المختصر، وهو الموافق لمصادر ترجمته. انظر الكامل لابن عدي (7/ 95).

الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا ذَكَرْنَاهُ، فَلَا يُعَلِّلُهُ رِوَايَةُ مَنْ لَا يُبَالَى بِهِ. وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [5537] فسمعت الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ - رحمه الله - يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْخِلَافَ لَا يُعَلِّلُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَوْجُهٍ؛ مِنْهَا أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ قَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَا يُنْكَرُ أَنْ يَسْمَعَ حَدِيثًا مِنْهُ وَمِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَيْضًا فَإِنَّ سَيْفَ بْنَ سُلَيْمَانَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَقَدْ حَكَمَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ لِرِوَايَتِهِ بِالصِّحَّةِ، فَلَا يُقَابَلُ بِمِثْلِ الْعُمَرِيِّ وَالْقُدَامِيِّ وَالْبَلْخِيِّ، وَالْحُكْمُ لِرِوَايَتِهِ بِالصِّحَّةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5538] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ صُبَيْحٍ حَدَّثَهُمْ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرُويَهْ (¬1)، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أُخْتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ - وَهُوَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ الْأَكْبَرُ - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ (¬2). قَالَ سُلَيْمَانُ: وَقَالَ رَبِيعَةُ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - بِذَلِكَ إِلَى شُرَيْحٍ (¬3). [5539] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو أَحْمَدَ عْبَدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "شمرويه"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر: تاريخ الإسلام (7/ 89). (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (7/ 55) من طريق ابن أبي أويس. (¬3) ذكره المؤلف في السنن الكبير (20/ 518).

الْحَسَنِ الْعَدْلُ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، [عَنْ أَبِيهِ] (¬1)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬2). [5540] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُهَيْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ - وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ - أَنِّي حَدَّثْتُهُ إِيَّاهُ وَلَا أَحْفَظُهُ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ (¬3) سُهَيْلًا عِلَّةٌ أَذْهَبَتْ بَعْضَ عَقْلِهِ وَنَسِيَ [بَعْضَ] حَدِيثِهِ، وَكَانَ سُهَيْلٌ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَبِيعَةَ [عَنْهُ] (¬4) عَنْ أَبِيهِ (¬5). [5541] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثنا زِيَادُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَلَقِيتُ سُهَيْلًا فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (20/ 504) ومصادر التخريج. (¬2) أخرجه ابن الجارود في المنتقى (ص 429) من طريق الربيع بن سليمان. (¬3) في النسخ: "أصحاب"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (20/ 504). (¬4) ما بين المعقوفات ليس في النسخ. (¬5) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 626).

فَقَالَ: مَا أَعْرِفُهُ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَبِيعَةَ أَخْبَرَنِي بِهِ عَنْكَ. قَالَ: فَإِنْ كَانَ (¬1) رَبِيعَةُ أَخْبَرَكَ عَنِّي، فَحَدِّثْ بِهِ عَنْ رَبِيعَةَ عَنِّي (¬2). أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ؛ إِذْ حَفِظَهُ عَنْهُ إِمَامٌ حَافِظٌ مُتْقِنٌ مِثْلَ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَدْ يُحَدِّثُ الْمُحَدِّثُ (¬3) الثَّبْتُ بِالْحَدِيثِ، ثُمَّ يَنْسَاهُ، وَقَدْ رَوَيْنَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنْ [مُحَمَّدِ بْنِ] (¬4) عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَامِرِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْمَكَّيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، مِثْلَ رِوَايَةِ رَبِيعَةَ عَنْهُ. أَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَامِرِيِّ: [5542] فأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّاجِرُ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالرَّيِّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ [عُبَيْدِ اللَّهِ] بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِيُّ (¬5)، أنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَامِرِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬6). ¬

_ (¬1) قوله: "ربيعة أخبرني به عنك قال فإن كان" ليس في (م). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 345). (¬3) في النسخ: "والمحدث"، والمثبت من المختصر. (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر ومن الحديث الذي سيذكره. (¬5) في النسخ: "حمزة بن عبدة بن أحمد المكي" مصحف، والمثبت من أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر ترجمته في فتح الباب لابن منده (1/ 26)، والتدوين في أخبار قزوين (2/ 485). (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 215)، والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 582) من =

[5543] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ السِّجْزِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجَارُودِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬1). [5544] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخُرَاسَانِيُّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ - فِيمَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَصْرِيُّ (¬2) - ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ (¬3). [5545] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُبَارَكٍ رَجُلُ أَهْلِ الشَّامِ بَعْدَ أَبِي مُسْهِرٍ، لَقَدْ حَفِظَ الْإِسْنَادَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِمَّا كَانَ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مَعِي إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ (¬4). ¬

_ = طريق محمد بن عبد الرحمن بن الرداد العامري. (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 568) من طريق محمد بن عوف. وأخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (14/ 109) من طريق يزيد بن عبد الصمد. (¬2) كذا ثبت بالنسخ. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (9/ 569) من طريق إبراهيم بن الهيثم. (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (55/ 223) من طريق المؤلف. وأخرجه أبو زرعة في تاريخه (ص 282) عن يحيى بن معين ومروان.

[5546] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ مَنْ يُنَاظِرُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: رَوَى الثَّقَفِيُّ - وَهُوَ ثِقَةٌ - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬1). [5547] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ بِنَحْوِهِ (¬2). [5548] أَخبرنا الْإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رزمُويَهْ (¬3)، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ النَّسَوِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً، وَزَادَ: قَالَ أَبِي: وَقَضَى بِهِ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - بِالْعِرَاقِ (¬4). قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَمَحَلُّ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ كَمَا ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - لَمَّا احْتَجَّ بِحَدِيثِهِ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْمَكِّيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْعُمَرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ سَعْدٍ الْمَدَنِيِّ، وَسَابِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَيَّةَ وَغَيْرِهِمْ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 583). (¬2) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 178) من طريق عبد الوهاب. (¬3) ضبط في الإكمال لابن ماكولا (1/ 182): بندويه أوله باء مكسورة معجمة بواحدة وبعدها نون وقال مبهمة وبقيته مثل الذي قبله يعني - تيرويه - وجاء أيضًا هكذا في شعب الإيمان (10/ 530)، فلعله قيل فيه: بندويه ورزمويه. والله أعلم. (¬4) أخرجه أحمد في المسند (6/ 3081) من طريق عبد الوهاب.

وَرُوِيَ عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنهم -: [5549] أخبرنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله - قِرَاءَةً عَلَيْهِ - أنا أَبُو حَامِدٍ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ الزَّاهِدُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِشَاهِدٍ (¬1) وَيَمِينٍ (¬2). كَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ (¬3) وَغَيْرِهِ، عَنْ جَعْفَرٍ. وَقَدْ: [5550] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، [ثنا شَبَابَةُ] (¬4)، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ (¬5) الْمَاجِشُونِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِشَهَادَةِ رَجُلٍ (¬6) وَاحِدٍ مَعَ يَمِينِ صَاحِبِ الْحَقِّ، وَقَضَى بِهِ عَلِيٌّ بِالْعِرَاقِ (¬7). كَذَا أَخْبَرَنَاهُ بِانْتِخَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ - رحمهما الله -. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ (¬8): ¬

_ (¬1) في (م): "بشاهدين". (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 212) عن أبي حامد ابن الشرقي. (¬3) في (م): "ابن جبير". (¬4) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير (20/ 510). (¬5) قوله: "ابن" ليس في (م). (¬6) في (ع): "برجل". (¬7) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (20/ 510). (¬8) في (م) والسنن الكبير: "جعفر بن محمد".

[5551] حدثناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ الْمَحَامِلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوسَنْجِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1) أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬2). [5552] وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ، وَقَضَى بِهِ عَلِيٌّ بِالْعِرَاقِ (¬3). [5553] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬4). وَكَذَا رَوَاهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مرْسَلًا، وَكَأَنَّهُ رَوَاهُ مَرَّةً مُتَّصِلًا، وَأُخْرَى مُرْسَلًا (¬5)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) قوله: "عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" ليس في (م). (¬2) حكاه الدارقطني في العلل (1/ 312) من طريق الحسين. (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 380) من طريق العباس الدوري. (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 627). (¬5) انظر: العلل الكبير للترمذي (ص 202)، والعلل لابن أبي حاتم (4/ 253)، والعلل الدارقطني (1/ 312).

[5554] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتُويَهْ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، ثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ - وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهُ: سُرَّقٌ - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ (¬1). [5555] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا عَمَّارُ بْنُ شُعَيْثِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ الزُّبَيْبِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي الزُّبَيْبَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَيْشًا إِلَى بَنِي الْعَنْبَرِ، فَأَخَذُوهُمْ بِرُكْبَةَ (¬4) مِنْ نَاحِيَةِ الطَّائِفِ، فَاسْتَاقُوهُمْ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَكِبْتُ فَسَبَقْتُهُمْ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَتَى جُنْدُكَ فَأَخَذُونَا، وَقَدْ كُنَّا أَسْلَمْنَا، وَخَضْرَمْنَا (¬5) آذَانَ النَّعَمِ، فَلَمَّا قَدِمَ بَلْعَنْبَرِ (¬6) قَالَ لِي نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ لَكُمْ بَيِّنَةٌ عَلَى أَنَّكُمْ أَسْلَمْتُمْ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذُوا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "مَنْ بَيِّنَتُكَ؟ ". قُلْتُ: سَمُرَةُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ لَهُ، فَشَهِدَ ¬

_ (¬1) أخرجه الفسوي في مشيخته (ص 93). (¬2) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر تاريخ الإسلام (9/ 57). (¬3) في السنن الكبير (20/ 513): "عبد الله" مكبرا. (¬4) موضع بين مكة والمدينة. معجم البلدان (3/ 63). (¬5) في (م): "حصرمنا". أي: قطع طرف أذنها. النهاية (خضرم). (¬6) في (م): "بالعنبر". وجاء في تاج العروس: بلعنبر، حذفوا منه النون تخفيفا كبلحارث في بني الحارث، وهو كثير في كلامهم.

الرَّجُلُ، وَأَبَى سَمُرَةُ أَنْ يَشْهَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قَدْ أَبَى أَنْ يَشْهَدَ لَكَ، فَتَحْلِفُ مَعَ شَاهِدِكَ [الْآخَرِ] ". قُلْتُ: نَعَمْ. فَاسْتَحْلَفَنِي، فَحَلَفْتُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَسْلَمْنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اذْهَبُوا فَقَاسِمُوهُمْ أَنْصَافَ الْأَمْوَالِ، وَلَا تَمَسُّوا ذَرَارِيَهُمْ، لَوْلَا أَنَّ [اللَّهَ] (¬1) - عز وجل - لا يُحِبُّ ضَلَالَةَ الْعَمَلِ مَا رَزَيْنَاكُمْ عِقَالًا". قَالَ الزُّبَيْبُ: فَدَعَتْنِي أُمِّي، فَقَالَتْ: هَذَا الرَّجُلُ أَخَذَ زَرْبِيَّتِي، فَانْصَرَفْتُ إِلَى نَبِي اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي: فَأَخْبَرْتُهُ - فَقَالَ لِي: "احْبِسْهُ". فَأَخَذْتُ بِتَلْبِيبِهِ، وَقُمْتُ مَعَهُ مَكَانَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمَيْنِ، فَقَالَ: "مَا تُرِيدُ بِأَسِيرِكَ؟ ". فَأَرْسَلْتُهُ مِنْ يَدِي، فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: "رُدَّ عَلَى هَذَا زَرْبِيَّةَ أُمِّهِ الَّتِي أَخَذْتَ مِنْهَا (¬2) ". فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ يَدِي، قَالَ: فَاخْتَلَعَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفَ الرَّجُلِ فَأَعْطَانِيهِ، فَقَالَ لِرَجُلٍ (¬3): "اذْهَبْ فَزِدْهُ آصُعًا مِنْ طَعَامٍ". قَالَ: فَزَادَنِي آصُعًا مِنْ شَعِيرٍ (¬4). [5556] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ بِبَغْدَادَ وَسَلْمُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَدَمِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَا: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنِي (¬5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّائِغُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيُّ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ (ح) ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير. (¬2) في النسخ: "معها"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) وكذا في السنن الكبير، وفي أصل الرواية: "للرجل". (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 345). (¬5) في (م): "وقال أخبرني".

قَالَ: وَحَدَّثَنِي فَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ السَّاعِدِيَّ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ فِي الْحُقُوقِ (¬1). [5557] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وَجَدْنَا (¬2) فِي كِتَابِ (¬3) سَعْدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬4). [5558] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، أنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي كِتَابِ سَعْدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬5). [5559] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (¬6) الْحَافِظُ وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (7/ 56)، والطبراني في الكبير (6/ 16)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 248) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1248) من طرق عن ابن أبي أويس، عن أبيه، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بدون ذكر ربيعة في هذا الإسناد. (¬2) في النسخ: "وجد"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 511). (¬3) في المصادر السابقة: "كتب". (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 625). (¬5) أخرجه أحمد في المسند (10/ 5284) من طريق سليمان بن بلال. (¬6) في النسخ: "أبو علي"، والمثبت من السنن الكبير (20/ 512)، ومعرفة السنن (14/ =

الْمُزَكِّي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ؛ أَنَّهُ وَجَدَ كِتَابًا (¬1) فِي كُتُبِ آبَائِهِ: هَذَا مَا رَفَعَ - أَوْ ذَكَرَ - عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَا: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَا (¬2) رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ، مَعَ أَحَدِهِمَا شَاهِدٌ لَهُ عَلَى حَقِّهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمِينَ صَاحِبِ الْحَقِّ مَعَ شَاهِدِهِ، فَاقْتَطَعَ بِذَلِكَ حَقَّهُ (¬3). [5560] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ يَسْأَلُ أَبِي وَقَدْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جِدَارِ الْقَبْرِ لِيَقُومَ: أَقَضَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَضَى بِهِ عَلِيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ. قَالَ مُسْلِمٌ: قَالَ جَعْفَرٌ: فِي الدَّيْنِ (¬4). [5561] أخبرني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا كُلْثُومُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ وَالزُّهْرِيَّ يَقْضِيَانِ بِذَلِكَ. ¬

_ = 289). (¬1) قوله: "كتابا" ليس في (م). (¬2) في (ع): "داخلا"، وفي المصادر السابقة: "دخل"، وقوله: "دخلا" على لغة أكلوني البراغيث. (¬3) عزاه ابن عبد البر في التمهيد لابن وهب في الموطأ (2/ 149). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 628).

قَالَ كُلْثُومٌ: وَكَانَ أَبُو ثَابِتٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ - قَاضِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ ثَلَاثِينَ سَنَةً - يَقْضِي بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬1). [5562] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ فِي الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَنَعَهُ مُعَاوِيَةُ (¬2) (¬3). هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَالَّذِي رُوِيَ مِنْ إِنْكَارِهِ، فَنَحْنُ لَا نَعْرِفُهُ. [5563] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يَسْتَحْلِفُ صَاحِبَ الْحَقِّ مَعَ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ، قَالَ بُكَيْرٌ: وَلَمْ يَزَلْ يَقْضِي بِذَاكَ عِنْدَنَا (¬4). [5564] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ ¬

_ (¬1) أخرجه وكيع في أخبار القضاة (3/ 623) عن محمد بن إسحاق الصغاني. (¬2) في النسخ: "أول من ضيعه"، وغير منقوطة في نسختي تشستربتي ودار الكتب (ق 164/ أ) من المختصر، وأثبتنا ما في مطبوعة المختصر (5/ 166)؛ لأنه يؤدي المعنى الذي ورد في مصادر التخريج، ففي مصنف ابن أبي شيبة وأحكام القرآن للجصاص: "أول من قضى بها معاوية"، وفي شرح معاني الآثار: "أن معاوية أول من قضى باليمين مع الشاهد". (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (19/ 524) من طريق حماد بن خالد، والجصاص في أحكام القرآن (2/ 251) من طريق حماد بن خالد، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 148) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن ابن أبي ذئب. (¬4) أخرجه وكيع في أخبار القضاة (1/ 82) عن محمد بن إسحاق الصغاني.

إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬1) بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ - وَهُوَ عَامِلٌ لَهُ عَلَى الْكُوفَةِ - أَنِ اقْضِ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬2). قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: كَلَّمَنِي أَبُو الزِّنَادِ فِي شَهَادَةِ الشَّاهِدِ وَيَمِينِ الْمُدَّعِي، فَقُلْتُ: قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} (¬3) قَالَ: "فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فَتُذْكِرَ إحداهما الأخرى" فَقُلْتُ: إِذَا كَانَ يُكْتَفَى بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ (¬4) وَيَمِينِ الْمُدَّعِي، فَمَا يَحْتَاجُ (¬5) أَنْ تُذْكِرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، مَا كَانَ يَصْنَعُ بِذِكْرِ هَذِهِ الْأُخْرَى؟ (¬6). وَأَشَارَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةِ إِلَى قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - "شَاهِدَاكَ (¬7) أَوْ يَمِينُهُ". [5565] أخبرنا أَبُو عَمْرٍو الْأَدِيبُ، أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ- رحمه الله - عِنْدَ ذِكْرِ الْبُخَارِيِّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ: لَيْسَ فِيمَا ذَكَرَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ مَعْنًى؛ فَإِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى إِذْكَارِ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى إِذَا شَهِدَتَا، فَإِذَا لَمْ تَكُونَا، قَامَتْ مَقَامَهُمَا يَمِينُ الطَّالِبِ الَّتِي لَوِ انْفَرَدَتْ مِمَّنْ هِيَ عَلَيْهِ حَلَّتْ مَحَلَّ الْبَيِّنَةِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الرحمن"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر التخريج. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 84). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ, رواية ابن بكير (ق 131/ ب). (¬3) سورة البقرة (آية: 282). (¬4) في (م): "شاهدين". (¬5) في الصحيح: "فما تحتاج". (¬6) صحيح البخاري (3/ 177). (¬7) في النسخ: "شاهدان"، والمثبت من أصل النقل والمختصر.

فِي الْأَدَاءِ وَالْإِبْرَاءِ، فَحَلَّتْ هَا هُنَا مَحَلَّ الْمَرْأَتَيْنِ فِي الِاسْتِحْقَاقِ بِهِمَا مُضَافَةً لِلشَّاهِدِ (¬1) الْوَاحِدِ، وَلَوْ وَجَبَ إِسْقَاطُ الْبَيِّنَةِ الثَّابِتَةِ فِي الشَّاهِدِ وَالْيَمِينِ لِمَا ذَكَرَ ابْنُ شُبْرُمَةَ، لَسَقَطَ الشَّاهِدُ وَالْمَرْأَتَانِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "شَاهِدَاكَ (¬2) أَوْ يَمِينُهُ". فَنَقْلُهُ عَنِ الشَّاهِدَيْنِ إِلَى يَمِينِ خَصْمِهِ بِلَا ذِكْرِ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "لها مقامه الشاهد"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) في النسخ: "شاهدان"، والمثبت من المختصر وفتح الباري. (¬3) ذكره ابن حجر في فتح الباري (5/ 281) عن أبي بكر الإسماعيلي.

مسألة (599): ويؤكد اليمين بالمكان والزمان

مَسْأَلَةٌ (599): وَيُؤَكَّدُ الْيَمِينُ بِالْمَكَانِ وَالزَّمَانِ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَا تُؤَكَّدُ بِالْمَسَاجِدِ (¬2). [5566] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا بِيَمِينٍ آثِمَةٍ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (¬3). [5567] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمَدَنِيَّ (¬4) قَالَ: اخْتَصَمَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَابْنُ مُطِيعٍ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فِي دَارٍ، فَقَضَى بِالْيَمِينِ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَحْلِفُ لَهُ مَكَانِي. قَالَ مَرْوَانُ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا عِنْدَ مَقَاطِعِ الْحُقُوقِ. فَجَعَلَ ¬

_ (¬1) انظر: منهاج الطالبين (1/ 114)، ومغني المحتاج (5/ 66)، ونهاية المحتاج (7/ 117)، وحاشيتي قليوبي وعميرة (4/ 36). (¬2) انظر: المبسوط (16/ 119)، وبدائع الصنائع (6/ 228)، والهداية (3/ 159)، وفتح القدير (8/ 207). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 88). (¬4) في أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 527): "المري"، وهو ينسب إليهما جميعا، فقد كان له بيت بالمدينة. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (34/ 177).

زَيْدٌ يَحْلِفُ أَنَّ حَقَّهُ لَحَقٌّ، وَيَأْبَى أَنْ يَحْلِفَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَجَعَلَ مَرْوَانُ يَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ مَالِكٌ: كَرِهَ زَيْدٌ - رضي الله عنه - صَبْرَ الْيَمِينِ (¬1). [5568] حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْحَسَنِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُويَهِ بْنِ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ - عز وجل -، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ؛ رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ عَلَى مَالِ مُسْلِمٍ (¬2) فَأَقْطَعَهُ (¬3)، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ أَنَّهُ أَعْطَى بِسِلْعَتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا أُعْطِيَ وَهُوَ كَاذِبٌ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ - سبحانه وتعالى - يَقُولُ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ (¬4) يَدَاكَ". اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬5). [5569] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الطَّائِفِ فِي جَارِيَتَيْنِ ضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا شَاهِدَ عَلَيْهِمَا، فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنِ احْبِسْهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ، ثُمَّ اقْرَأْ عَلَيْهِمَا: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (¬6) فَفَعَلْتُ، فَاعْتَرَفَتْ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 89). (¬2) في (م): "على مسلم". (¬3) في الكبير: "فاقتطعه". (¬4) في النسخ: "ماء لم يعمل"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (12/ 234). (¬5) صحيح البخاري (3/ 112)، (9/ 133)، وصحيح مسلم (1/ 72). (¬6) سورة آل عمران (آية: 77). (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 84).

مسألة (600): واليمين ترد على المدعي بنكول المدعى عليه، ولا يحكم بمجرد النكول

مَسْأَلَةٌ (600): وَالْيَمِينُ تُرَدُّ عَلَى الْمُدَّعِي بِنُكُولِ (¬1) الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَلَا يُحْكَمُ بِمُجَرَّدِ النُّكُولِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُحْكَمُ بِالنُّكُولِ، وَلَا تُرَدُّ الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعِي (¬3). [5570] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: انْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى خَيْبَرَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ، فَتَفَرَّقَا فِي حَوَائِجِهِمَا، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ وَهُوَ يَتَشَحَّطُ (¬4) فِي دَمِهِ قَتِيلًا، فَدَفَنَهُ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كَبِّرِ الْكُبْرَ". وَهُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ فَسَكَتَ، فَتَكَلَّمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا وَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ" أَوْ "صَاحِبَكُمْ؟ ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَحْلِفُ، فَلَمْ نَشْهَدْ وَلَمْ نَرَ؟ قَالَ: ¬

_ (¬1) النكول في اليمين، وهو الامتناع منها، وترك الإقدام عليها. النهاية (نكل). (¬2) انظر: الأم (7/ 558)، ومختصر المزني (ص 406)، والحاوي الكبير (17/ 132)، ونهاية المطلب (18/ 658). (¬3) انظر: المبسوط (17/ 34)، وتحفة الفقهاء (3/ 182)، وبدائع الصنائع (6/ 230)، والهداية (3/ 156)، وتبيين الحقائق (4/ 294). (¬4) أي: يتخبط فيه ويضطرب ويتمرغ. النهاية (شحط).

"فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نَأْخُذُ يَمِينَ قَوْمٍ كُفَّارٍ؟ قَالَ: فَعَقَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[مِنْ عِنْدِهِ] (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬2)، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْقَوَارِيرِيِّ، عَنْ بِشْرٍ (¬3). [5571] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، سَمِعَ بُشَيْرَ بْنَ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، فَذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَفَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ يَمِينًا؛ يَحْلِفُونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَقْتُلُوهُ؟ ". قَالُوا: وَكَيْفَ نَرْضَى بِأَيْمَانِهِمْ وَهُمْ مُشْرِكُونَ؟ قَالَ: "فَيُقْسِمُ مِنْكُمْ خَمْسُونَ أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ؟ ". قَالُوا: وَكَيْفَ نُقْسِمُ عَلَى مَا لَمْ نَرَهُ؟ قَالَ: فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ النَّاقِدِ، عَنْ سُفْيَانَ (¬5). كَذَا يَرْوِيهِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَيَبْدَأُ (¬6) بِقَوْلِهِ: "فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ" (¬7)، وَالْجَمَاعَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بَدَءُوا بِقَوْلِهِ: "أَتَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا". لِلْأَنْصَارِيِّينَ، كَمَا سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5572] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ وأثبتناه من السنن الكبير وصحيح البخاري. (¬2) صحيح البخاري (4/ 101). (¬3) صحيح مسلم (5/ 99). (¬4) أخرجه الحميدي في المسند (1/ 384). (¬5) صحيح مسلم (5/ 99). (¬6) في النسخ: "فيبرأ"، والمثبت من المختصر. (¬7) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 576)، وقال بعده: "وهذا وهم من ابن عيينة".

الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَالثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ [أَبِي] (¬1) حَثْمَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَدَأَ بِالْأَنْصَارِيِّينَ، فَلَمَّا لَمْ يَحْلِفُوا رَدَّ الْأَيْمَانَ عَلَى يَهُودَ (¬2). [5573] قال: وأنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ (¬3). كَذَا يَرْوِيهِ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَحَدِيثُ اللِّعَانِ دَلِيلٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي كِتَابِ اللِّعَانِ. [5574] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عُثْمَانُ بْنُ عُبْدُوسِ بْنِ مَحْفُوظٍ الْجَنْزَرُوذِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ شَكَّرُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيَّانِ، قَالَا: ثنا سلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ردَّ الْيَمِينَ عَلَى طَالِبِ الْحَقِّ (¬4). [5575] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (20/ 546)، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (12/ 177). (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 92). (¬3) المصدر السابق (8/ 92). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 381) من طريق يزيد بن عبد الصمد.

يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ؛ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ أَجْرَى فَرَسًا، فَوَطِئَ عَلَى إِصْبَعِ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَنَزَى (¬1) فِيهَا فَمَاتَ، فَقَالَ عُمَرُ لِلَّذِينَ ادَّعَى عَلَيْهِمْ: تَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا مَا مَاتَ مِنْهَا. فَأَبَوْا وَتَحَرَّجُوا مِنَ الْأَيْمَانِ. فَقَالَ لِلْآخَرِينَ: احْلِفُوا أَنْتُمْ. فَأَبَوْا (¬2). وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَغَيْرُهُ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: الْمُدَّعَى عَلَيْهِ أَوْلَى بِالْيَمِينِ، فَإِنْ نَكَلَ أُحْلِفَ صَاحِبَ الْحَقِّ وَأَخَذَ (¬3). وَلَيْسَ هَذَا بِمُعْتَمَدٍ. [5576] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ (¬4)، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، فَذَكَرَهُ. [5577] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ (ح) وَأَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْفَامِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "فبرأ"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الشافعي في الأم (8/ 92). (¬3) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 381)، ورواية الحارثي (ق 289/ ب). (¬4) في النسخ: "سعد"، والمثبت من أصل الرواية، وهو: إسماعيل بن سعيد الفقيه، أبو إسحاق الطبري الكسائي الشَّالَنْجيُّ. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام (5/ 533).

ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَتَاهُ خَصْمَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا - وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ، وَخَصْمُهُ رَبِيعَةُ -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا انْتَزَى (¬1) عَلَى أَرْضِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: هِيَ أَرْضِي (¬2) أَزْرَعُهَا. فَقَالَ: "أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ: "يَمِينُهُ". قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يُبَالِي مَا حَلَفَ عَلَيْهِ. قَالَ: "لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلَّا ذَلِكَ". قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَحْلِفَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا إِنَّهُ إِنْ حَلَفَ عَلَى مَالِهِ ظُلْمًا، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ". لَفْظُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (¬3) (¬4). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلْحَضْرَمِيِّ: "أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ ". قَالَ: لَا. قَالَ: "فَلَكَ يَمِينُهُ". فَقَالَ: "لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلَّا ذَلِكَ" (¬5). وَفِي حَدِيثِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ". كَمَا سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَلَيْسَ فِيهِ: "لَيْسَ [لَكَ] (¬6) مِنْهُ إِلَّا ذَلِكَ". وَإِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيثِ وَائِلٍ، وَقَالَ فِيهِ: "أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " وَلَمْ يَقُلْ: "شَاهِدَاكَ". فَافْهَمْهُ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "اكترء"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (20/ 407). قال ابن الأثير: "والانتزاء والتنزي أيضا: تسرع الإنسان إلى الشر". النهاية (نزا). (¬2) في النسخ: "أرض"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) قوله: "عن أبي الوليد" ليس في (م). (¬4) صحيح مسلم (1/ 87). (¬5) المصدر السابق (1/ 86). (¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر.

[5578] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو (¬1) بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعَاوَاهُمْ لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ (¬2). وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ (¬3). [5579] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي". وَأَحْسَبُهُ قَالَ وَلَا أُثْبِتُهُ: "وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ" (¬4). [5580] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا سلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصُّورِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا، أنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْبَيِّنَةُ عَلَى [الْمُدَّعِي] (¬5)، وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ". قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا الْفِرْيَابِيُّ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "أبو عمر"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. له ترجمة في: تلخيص تاريخ نيسابور (ص 98). (¬2) صحيح مسلم (5/ 128). (¬3) صحيح البخاري (6/ 35). (¬4) أخرجه الشافعي في اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 285). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (21/ 244).

[5581] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَمْرُو بْنُ [أَبِي] سَلَمَةَ (¬1)، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا ادَّعَتِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ زَوْجِهَا، فَجَاءَتْ عَلَى ذَلِكَ بِشَاهِدٍ عَدْلٍ اسْتُحْلِفَ زَوْجُهَا، فَإِنْ حَلَفَ بَطَلَتْ شَهَادَةُ الشَّاهِدِ، وَإِنْ نَكَلَ فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ وَجَازَ طَلَاقُهُ" (¬2). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. انظر ترجمته في تهذيب الكمال (22/ 51). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 111، 292).

مسألة (601): وشهادة العدو على العدو غير مقبولة

مَسْأَلَةٌ (601): وَشَهَادَةُ الْعَدُوِّ عَلَى الْعَدُوِّ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ (¬1). وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: هِيَ مَقْبُولَةٌ (¬2). [5582] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَدَّ شَهَادَةَ الْخَائِنِ [وَالْخَائِنَةِ] (¬3) وَذِي الْغِمْرِ عَلَى أَخِيهِ، وَرَدَّ شَهَادَةَ الْقَانِعِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَأَجَازَهَا لِغَيْرِهِمْ (¬4). [5583] قال أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ طَارِقٍ الدَّارِيُّ (¬5)، ثنا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ، وَلَا زَانٍ وَلَا زَانِيَةٍ، وَلَا ذِي غِمْرٍ (¬6) عَلَى أَخِيهِ" (¬7). ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 139)، ومختصر المزني (ص 407)، والحاوي الكبير (17/ 161)، ونهاية المطلب (19/ 12)، والوسيط (7/ 356). (¬2) انظر: المبسوط (16/ 133)، وتبيين الحقائق (4/ 221)، والبحر الرائق (7/ 86)، وحاشية رد المحتار (7/ 141). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬4) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 344). (¬5) في النسخ: "بن طارق، ثنا الدارمي"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (21/ 62). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (25/ 160). (¬6) أي: حقد وغل. النهاية (غمر). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 344).

[5584] حدثناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الصَّيْدَاوِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثنا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ (¬1)، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ (¬2). [5585] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنْهُ، وَزَادَ عِنْدَ قَوْلِهِ: وَرَدَّ شَهَادَةَ الْقَانِعِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ. يَعْنِي: التَّابِعَ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبيدة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (21/ 62). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 118). (¬2) أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ (ص 108) من طريق يحيى بن عثمان. (¬3) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1408) من طريق محمد بن راشد.

مسألة (602): وإذا شهد الشهود بموجب قتل، فقتل المشهود عليه بشهادتهم، ثم رجعوا عن الشهادة، وقالوا: تعمدنا، وجب عليهم القصاص

مَسْأَلَةٌ (602): وَإِذَا شَهِدَ الشُّهُودُ بِمُوجِبِ قَتْلٍ، فَقُتِلَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ بِشَهَادَتِهِمْ، ثُمَّ رَجَعُوا عَنِ الشَّهَادَةِ، وَقَالُوا: تَعَمَّدْنَا، وَجَبَ عَلَيْهِمُ الْقِصَاصُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا قِصَاصَ عَلَيْهِمْ (¬2). [5586] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو رَوْقٍ (¬3)، ثنا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلَانِ بِرَجُلٍ إِلَى عَلِيٍّ، فَشَهِدَا عَلَيْهِ بِالسَّرِقَةِ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ جَاءَا (¬4) بِآخَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَا: هُوَ هَذَا، غَلِطْنَا بالْأَوَّلِ، فَلَمْ يَقْبَلْ شَهَادَتَهُمَا عَلَى الْآخَرِ، وَغَرَّمَهُمَا بِدِيَةِ الْأَوَّلِ، وَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَعَمَّدْتُمَا لَقَطَعْتُكُمَا (¬5). تَابَعَهُ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُطَرِّفٍ (¬6). وَهُوَ صَحِيحٌ عَنْ عَلِيٍّ، وَلَا يُعْرَفُ أَحَدٌ خَالَفَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ - رضي الله عنهم -. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 133)، ومختصر المزني (ص 410)، والحاوي الكبير (17/ 253)، ونهاية المطلب (19/ 58)، وروضة الطالبين (11/ 297)، والمجموع (23/ 207). (¬2) انظر: الأصل (4/ 489)، والمبسوط (17/ 22)، وتحفة الفقهاء (3/ 367)، وبدائع الصنائع (6/ 285)، والهداية (3/ 134). (¬3) في (ع): "رواق"، وفي (م): "راق"، والمثبت من سنن الدارقطني ومصادر الترجمة، وهو: أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. له ترجمة في: تاريخ الإسلام (7/ 643). (¬4) في النسخ: "جاء"، والمثبت من سنن الدارقطني. (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 240). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/ 88)، ووقع فيه: "مطر"، بدلًا من: "مطرف".

مسألة (603): وحد الزنا لا يقام على المشهود عليه بشهود الزوايا، وهو أن يشهد كل واحد منهم أنه زنى بها في زاوية أخرى من زوايا البيت

مَسْأَلَةٌ (603): وَحَدُّ الزِّنَا لَا يُقَامُ عَلَى الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ بِشُهُودِ الزَّوَايَا، وَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ زَنَى بِهَا فِي زَاوِيَةٍ أُخْرَى مِنْ زَوَايَا الْبَيْتِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُقَامُ عَلَيْهِ الْحَدُّ اسْتِحْسَانًا (¬2) . . . (¬3). * * * ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 128)، ومختصر المزني (ص 409)، والحاوي الكبير (13/ 239)، ونهاية المطلب (17/ 204)، (19/ 51)، وفتح العزيز (11/ 154)، والمجموع (23/ 190)، ونهاية المحتاج (7/ 432). (¬2) انظر: المبسوط (9/ 61)، وبدائع الصنائع (7/ 49)، والهداية (2/ 350)، وتبيين الحقائق (3/ 190). (¬3) لم يَذكر فِي المسألة خبرًا أو أثرًا.

كتاب الدعوى

وَمِنْ كِتَابِ الدَّعْوَى

مسألة (604): البينتان إذا تعارضتا والشيء في يد ثالث لم يقسم بينهما في أحد الأقوال

مَسْأَلَةٌ (604): الْبَيِّنَتَانِ إِذَا تَعَارَضَتَا (¬1) وَالشَّيْءُ فِي يَدِ ثَالِثٍ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَهُمَا (¬2) فِي أَحَدِ الْأَقْوَالِ (¬3). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُقْسَمُ بَيْنَهُمَا (¬4). [5587] أخبرنا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمِشٍ، أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَابَاذِيُّ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَاهِدَيْنِ، فَقَضَى بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ (¬5). [5588] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ - بِمَعْنَى إِسْنَادِهِ - أَنَّ رَجُلَيْنِ ادَّعَيَا بَعِيرًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَعَثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَاهِدَيْنِ، فَقَسَمَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "البيعان إذا تعارضا"، والمثبت من المختصر. (¬2) في النسخ: "منهما"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأم (7/ 597)، ومختصر المزني (ص 413)، والحاوي الكبير (17/ 333)، ونهاية المطلب (19/ 94)، والمجموع (22/ 510)، ومغني المحتاج (4/ 480). (¬4) انظر: المبسوط (17/ 83)، وتحفة الفقهاء (3/ 187)، وبدائع الصنائع (6/ 236)، وتبيين الحقائق (4/ 323). (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (21/ 259). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 346).

خَالَفَهُمَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ فِي مَتْنِهِ: [5589] أخبرنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ بِالطَّابَرَانِ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلَانِ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعِيرٍ، لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ، فَقَضَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ (¬1). [وَكَذَلِكَ رَوَاهُ] (¬2) يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (¬3) - وَهُوَ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ - وَعَبْدُ الرَّحِيمِ (¬4) بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (¬5)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ (¬6)، عَنْ قَتَادَةَ: [5590] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا بُكَيْرٌ الْحَدَّادُ الصُّوفِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه في السنن (2/ 463) من طريق روح. (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، ومكانه في (ع): "نا"، والمثبت من السنن الكبير (21/ 251). (¬3) أخرجه أبو داود في السنن (5/ 465). (¬4) في النسخ: "عبد الرحمن"، والمثبت من المصدر السابق ومصادر التخريج، وقد أخرج روايته أبو داود في السنن (5/ 466)، وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 36). (¬5) أخرجه الترمذي في كتاب العلل (ص 212). (¬6) في النسخ: "شتير"، والمثبت من السنن الكبير (21/ 250). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 348).

ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ (¬1)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَجُلَيْنِ ادَّعَيَا بَعِيرًا، لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ، فَقَضَى بِهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا (¬2). وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ كَمَا: [5591] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا فِي مَتَاعٍ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَهِمَا عَلَى الْيَمِينِ مَا كَانَ، أَحَبَّا ذَلِكَ أَوْ كَرِهَا" (¬3). [5592] أخبرنا الْحُسَيْنُ (¬4)، أنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ - بِإِسْنَادِ ابْنِ الْمِنْهَالِ - مِثْلَهُ. قَالَ: فِي دَابَّةٍ، وَلَيْسَ لَهُمَا بَيِّنَةٌ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَسْتَهِمَا عَلَى الْيَمِينِ (¬5). كَذَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَمَّا حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، فَيُقَالُ فِيهِ مِنْ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَتْنَهُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ كَمَا سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "سعيد بن سيرين"، والمثبت من تعليق المؤلف قبل الحديث ومصادر التخريج. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 543) من طريق يحيى، بدون قوله: "عن أبيه". (¬3) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 346). (¬4) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر: تاريخ الإسلام (9/ 57). (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 346).

وَالْآخَرُ: أَنَّ فِيهِ إِرْسَالًا، يُقَالُ: إِنَّ أَبَا بُرْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي مُوسَى. قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: قَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: أَنَا حَدَّثْتُ [أَبَا بُرْدَةَ] (¬1) بِهَذَا الْحَدِيثِ (¬2). وَلِهَذِهِ الْعَلَّةِ لَمْ يُخْرِجْهُ الشَّيْخَانِ - رضي الله عنهما - فِي الصَّحِيحِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر، والسنن الصغير (4/ 388). (¬2) انظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد، رواية عبد الله (1/ 324).

مسألة (605): ويرجع في تمييز الأنساب إذا اشتبهت إلى قول القافة

مَسْأَلَةٌ (605): وَيُرْجَعُ فِي تَمْيِيزِ (¬1) الْأَنْسَابِ إِذَا اشْتَبَهَتْ إِلَى قَوْلِ الْقَافَةِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يُرْجَعُ إِلَى الْقَافَةِ، وَلَكِنْ يُلْحَقُ بِجَمِيعِ مَنِ ادَّعَاهُ (¬3). [5593] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ (ح) وَأَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَطَّانِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ (¬4) وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ (¬5) النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا مَسْرُورًا، وَأَسَارِيرُ وَجْهِهِ تَبْرُقُ (¬6)، فَقَالَ: "أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ مُجَزِّزٌ (¬7) الْمُدْلِجِيُّ، وَرَأَى زَيْدًا وَأُسَامَةَ قَدْ غَطَّيَا رُؤُوسَهُمَا، وَبَدَتْ ¬

_ (¬1) في (ع): "تميز". (¬2) انظر: الأم (7/ 611)، ومختصر المزني (ص 415)، والحاوي الكبير (7/ 106)، (11/ 395)، ونهاية المطلب (19/ 178)، والمجموع (19/ 125). (¬3) انظر: المبسوط (17/ 70)، وبدائع الصنائع (6/ 252)، والهداية (2/ 315)، وتبيين الحقائق (3/ 105). (¬4) في (ع): "اثنين". (¬5) قوله: "علي" ليس في (ع). (¬6) تبرق: أي تضيء وتستنير من الفرح، والأسارير: الخطوط التي في الجبهة. (¬7) في (م): "المحزز".

أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ" (¬1). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي الْأَزْهَرِ. وَفِي حَدِيثِ الرَّمَادِيِّ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا، وَهُوَ مَسْرُورٌ، تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: "أَلَمْ تَسْمَعِي (¬2) مَا قَالَ مُجَزِّزٌ (¬3) الْمُدْلِجِيُّ، وَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا نَائِمَيْنِ، وَقَدْ خَرَجَتْ أَقْدَامُهُمَا". فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ (¬5)، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. [5594] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (¬6)، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا اللَّيْثُ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: "أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا نَظَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَإِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَقْدَامِ مِنْ بَعْضٍ". ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 447). (¬2) في (م): "تسمعني". (¬3) في (ع): "المجزز"، وفي (م): "المحرز"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (21/ 273). (¬4) صحيح البخاري (4/ 189). (¬5) في النسخ: "عبد الله بن حميد"، والمثبت من صحيح مسلم (4/ 172). (¬6) في (م): "بكير".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَ أُسَامَةُ أَسْوَدَ، وَكَانَ زَيْدٌ أَبْيَضٌ (¬1). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬2). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَقُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "وَكَانَ مُجَزِّزٌ قَائِفًا" (¬3). [5595] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ (¬4) بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ (¬5)، أَنَّ رَجُلَيْنِ تَدَاعَيَا وَلَدًا، فَدَعَا لَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه - الْقَافَةَ، فَقَالُوا: قَدِ اشْتَرَكَا فِيهِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَالِ أَيَّهُمَا شِئْتَ. [5596] قال: وَأنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬6)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه - مِثْلَ مَعْنَاهُ (¬7). [5597] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ (¬8)، ثنا يَحْيَى بْنُ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 259). (¬2) صحيح البخاري (8/ 157). (¬3) صحيح مسلم (4/ 172). (¬4) في (ع): "أبو العباس بن محمد". (¬5) في النسخ: "خاطب"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (21/ 275). وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (31/ 435). (¬6) في أصل الرواية والمختصر: "سعد". (¬7) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 607). (¬8) في (ع): "العبدري"، وفي (م): "العبدوي"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف ومصادر ترجمته. انظر تاريخ الإسلام (6/ 1003).

بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -[كَانَ] (¬1) يُلِيطُ (¬2) أَوْلَادَ الْجَاهِلِيَّةِ بِمَنِ ادَّعَاهُمْ فِي الْإِسْلَامِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَأَتَى رَجُلَانِ (¬3)، كِلَاهُمَا يَدَّعِي (¬4) وَلَدَ امْرَأَةٍ، فَدَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِفًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ الْقَائِفُ: لَقَدِ اشْتَرَكَا فِيهِ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ - رضي الله عنه - بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: أَخْبِرِينِي (¬5) خَبَرَكِ، فَقَالَتْ: كَانَ هَذَا - لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ - يَأْتِيهَا، وَهِيَ (¬6) فِي إِبِلِ أَهْلِهَا، فَلَا يُفَارِقُهَا (¬7) حَتَّى يَظُنَّ أَنْ قَدِ اسْتَمَرَّ بِهَا حَمْلٌ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهَا، فَأُهْرِيقَتْ دَمًا، ثُمَّ خَلَفَ هَذَا - تَعْنِي: الْآخَرَ - فَلَا أَدْرِي مِنْ أَيِّهِمَا هُوَ، فَكَبَّرَ الْقَائِفُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلْغُلَامِ: وَالِ أَيَّهُمَا شِئْتَ (¬8). [5598] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ (¬9)، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَنَّ امْرَأَةً هَلَكَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فَاعْتَدَّتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، ثُمَّ تَزَوَّجَتْ حِينَ حَلَّتْ، فَمَكَثَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَنِصْفًا، ثُمَّ وَلَدَتْ وَلَدًا تَامًّا، فَجَاءَ زَوْجُهَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَدَعَا ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أي: يلحقهم بهم، من ألاطه يليطه، إذا ألصقه به. النهاية (ليط). (¬3) في (م): "رجل". (¬4) في (م): "يدعيان". (¬5) في النسخ: "أخبرني"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من أصل الرواية. (¬6) في النسخ: "وهو". (¬7) في النسخ: "يفارق". (¬8) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 125/ أ). (¬9) في (م): "التميمي".

عُمَرُ - رضي الله عنه - نِسْوَةً مِنْ نِسَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ قُدَمَاءَ، فَسَأَلَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَنَا أُخْبِرُكَ عَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ، هَلَكَ زَوْجُهَا حِينَ حَمَلَتْ فَأُهْرِيقَتِ الدِّمَاءُ، فَحَشَّ (¬1) وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، فَلَمَّا أَصَابَهَا زَوْجُهَا الَّذِي نَكَحَتْ، وَأَصَابَ الْوَلَدَ الْمَاءُ، تَحَرَّكَ الْوَلَدُ فِي بَطْنِهَا وَكَبُرَ، فَصَدَّقَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنِي عَنْكُمَا إِلَّا خَيْرٌ، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْأَوَّلِ (¬2). [5599] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -؛ أَنَّهُ شَكَّ فِي ابْنٍ لَهُ، فَدَعَا الْقَافَةَ (¬3). [5600] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِطُوسَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَوْذَبٍ (¬4) الْمُقْرِئُ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بِنَيْسَابُورَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ (ح) وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، قَالَا: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ¬

_ (¬1) أي: يبس، يقال: أحشت المرأة فهي مُحِش، إذا صار ولدها كذلك، والحُش: الولد الهالك في بطن أمه. النهاية (حشش). (¬2) المصدر السابق (ق 124/ ب). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (7/ 606). (¬4) في النسخ: "شوب"، والمثبت من الأسماء والصفات للمؤلف ومصادر ترجمته. انظر: تاريخ الإسلام (7/ 781).

وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ (¬1) ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ الْمَلَكَ، فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بَأَرْبَعٍ: [اكْتُبْ] رِزْقَهُ، وَعَمَلَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ هُوَ أَمْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ [عَلَيْهِ] (¬2) الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا" (¬3). لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ عَنِ الْأَعْمَشِ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ (¬5). [5601] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ مَوْلَى تُجِيبَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي رُويْفِعٍ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ" (¬6). ¬

_ (¬1) في النسخ: "من"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المصادر السابقة والسنن الكبير (21/ 285). (¬3) أخرجه سعدان في الجزء الأول من حديثه، رواية إسماعيل الصفار (ق 18/ أ). (¬4) صحيح البخاري (4/ 111، 133)، (8/ 122)، (9/ 135). (¬5) صحيح مسلم (8/ 44). (¬6) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (12/ 37) من طريق محمد بن يعقوب.

[5602] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: [إِنَّ] ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتَوْا عَلِيًّا يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ فِي وَلَدٍ، وَقَدْ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ لِاثْنَيْنِ مِنْهُمَا: طِيبَا (¬1) بِالْوَلَدِ لِهَذَا، فَغَلَيَا، ثُمَّ قَالَ لِاثْنَيْنِ: طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا، فَغَلَيَا، ثُمَّ قَالَ لِاثْنَيْنِ: طِيبَا بِالْوَلَدِ [لِهَذَا] (¬2)، فَغَلَيَا (¬3)، ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ، إِنِّي مُقْرِعٌ بَيْنَكُمْ، فَمَنْ قَرَعَ فَلَهُ الْوَلَدُ، وَعَلَيْهِ لِصَاحِبَيْهِ (¬4) ثُلُثَا الدِّيَةِ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَجَعَلَهُ لِمَنْ قَرَعَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ أَضْرَاسُهُ أَوْ نَوَاجِذُهُ (¬5). [5603] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ فِيمَا قَرَأْنَا عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِهِ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - وَهُوَ بِالْيَمَنِ، فِي ثَلَاثَةٍ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ فَقَالَا (¬6): لَا. ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ قَالَا: لَا. ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ قَالَا: لَا. قَالَ: فَجَعَلَ (¬7) كُلَّمَا سَأَلَ اثْنَيْنِ: ¬

_ (¬1) طابت نفسه بالشيء إذا سمحت به من غير كراهة ولا غضب. (¬2) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) من قوله: "ثم قال لاثنين طيبا" الأولى إلى ها هنا ليس في (م). (¬4) في النسخ: "لصابه"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة، الأزهرية (ق/ 259)، وبرنستون (ق/ 284). (¬6) في النسخ: "فقال"، والمثبت من السنن الكبير (21/ 286). (¬7) قوله: "فجعل" ليس في (م).

أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ قَالَا: لَا، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالَّذِي صَارَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ ثُلُثَيِ الدِّيَةِ، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (¬1). وَرَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْخَلِيلِ - أَوِ ابْنِ الْخَلِيلِ - قَالَ: أُتِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي امْرَأَةٍ وَلَدَتْ مِنْ ثَلَاثَةٍ، نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْيَمَنَ، وَلَا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَا قَوْلَهُ: طِيبَا (¬2). [5604] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اشْتَرَكَا فِي طُهْرِ امْرَأَةٍ، فَوَلَدَتْ وَلَدًا فَارْتَفَعَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَدَعَا لَهُمَا ثَلَاثَةً مِنَ الْقَافَةِ، فَدَعَوْا بِتُرَابٍ، فَوَطِئَ فِيهِ الرَّجُلَانِ وَالْغُلَامُ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ، فَنَظَرَ، فَاسْتَقْبَلَ وَاسْتَعْرَضَ وَاسْتَدْبَرَ، فَقَالَ: أُسِرُّ أَمْ أُعْلِنُ؟ فَقَالَ: بَلْ أَسِرَّ. قَالَ: لَقَدْ أَخَذَ الشَّبَهَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، فَمَا أَدْرِي لِأَيِّهِمَا هُوَ. فَأَجْلَسَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ: انْظُرْ. فَنَظَرَ، فَاسْتَقْبَلَ وَاسْتَعْرَضَ وَاسْتَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: أُسِرُّ أَمْ أُعْلِنُ؟ فَقَالَ: بَلْ أَسِرَّ. قَالَ: لَقَدْ أَخَذَ الشَّبَهَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، فَلَا أَدْرِي لِأَيِّهِمَا هُوَ، فَأَجْلَسَهُ، ثُمَّ أَمَرَ الثَّالِثَ فَنَظَرَ، وَاسْتَقْبَلَ وَاسْتَعْرَضَ وَاسْتَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: أُسِرُّ أَوْ أُعْلِنُ؟ قَالَ: أَسِرَّ (¬3). قَالَ: لَقَدْ أَخَذَ الشَّبَهَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، فَمَا أَدْرِي لِأَيِّهِمَا هُوَ. فَقَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: إِنَّا نَقُوفُ (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 359). قال المؤلف في السنن: "هذا الحديث مما يعد في أفراد عبد الرزاق عن سفيان الثوري". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (3/ 583). (¬3) في مصدر التخريج وكذا في السنن الكبير (21/ 278) من طريق يزيد: "أعلن". (¬4) في (م): "نفوق" تحريف، وهي من باب قفا الأثر يقوفه؛ بمعنى تتبعه.

الْآثَارَ - ثَلَاثًا يَقُولُهَا (¬1) - وَكَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - قَائِفًا، فَجَعَلَهُ لَهُمَا يَرِثَانِهِ وَيَرِثُهُمَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَتَدْرِي مَنْ عَصَبَتُهُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: الْبَاقِي مِنْهُمَا (¬2). [5605] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ بِشْرَانَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ (¬3)، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -، فِي رَجُلَيْنِ وَطِئَا جَارِيَةً فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَجَاءَتْ بِغُلَامٍ، فَارْتَفَعَا إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه -، فَدَعَا لَهُمَا ثَلَاثَةً مِنَ الْقَافَةِ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى أَنَّهُ أَخَذَ الشَّبَهَ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَكَانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - قَائِفًا، فَقَالَ: قَدْ كَانَتِ الْكَلْبَةُ يَنْزُو عَلَيْهَا الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ وَالْأَصْفَرُ وَالْأَنْمَرُ (¬4) فَتُؤَدِّي إِلَى كُلِّ كَلْبٍ شَبَهَهُ، وَلَمْ أَكُنْ أَرَى هَذَا فِي النَّاسِ حَتَّى رَأَيْتُ هَذَا، فَجَعَلَهُ عُمَرُ لَهُمَا يَرِثَانِهِ وَيَرِثُهُمَا، وَهُوَ لِلْبَاقِي مِنْهُمَا (¬5). [5606] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ النَّجَّارِ بِالْكُوفَةِ مِنْ سَمَاعِهِ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، ثنا عَمْرُو (¬6) بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - قَضَى فِي نَخَّاسَيْنِ (¬7) وَقَعَ أَحَدُهُمَا، عَلَى جَارِيَةٍ، ثُمَّ بَاعَهَا مِنْ ¬

_ (¬1) في (م): "بقولها". (¬2) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (7/ 139) من طريق يزيد بن هارون. (¬3) في النسخ: "مبارك وفضالة"، والمثبت من معرفة السنن. (¬4) في النسخ: "الأغبر"، والمثبت من المصدر السابق. (¬5) أخرجه المؤلف في معرفة السنن والآثار (14/ 369). وقال في السنن الكبير (21/ 280): "هاتان الروايتان؛ رواية البصريين عن سعيد بن المسيب عن عمر، وروايتهم عن الحسن عن عمر - رضي الله عنه - كلتاهما منقطعة. . . ورواية الحجازيين عنه أولى بالصحة". (¬6) في النسخ: "عمر"، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر: تهذيب الكمال (21/ 591). (¬7) في (ع): "نجاشيين"، وفي (م): "مجاشين"، والمثبت من المختصر.

آخَرَ فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَوَلَدَتْ، فَقَالَتْ (¬1): لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّهِمَا هُوَ، فَقَضَى بَيْنَهُمَا: يَرِثُهُمَا وَيَرِثَانِهِ، وَالَّذِي يَبْقَى مِنْهُمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ (¬2) أَبِيهِ (¬3). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "فقال"، والمثبت من المصدر السابق. (¬2) الباء غير واضحة في النسخ. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (16/ 337) من طريق سماك عن حنش بلفظ: "وقع رجل على وليدة، ثم باعها من آخر، فوقعا عليها، فاجتمعا عليها في طهر واحد، فولدت غلاما، فأتوا عليا، فقال علي: يرثكما وليس لأمه، وهو للباقي منكما بمنزلة أمه".

كتاب العتق والولاء والمدبر والكتابة

وَمِنْ كِتَابِ الْعِتْقِ وَالْوَلَاءِ وَالْمُدَبَّرِ وَالْكِتَابَةِ

مسألة (606): إذا أعتق من عبده جزءا عتق كله

مَسْأَلَةٌ (606): إِذَا أَعْتَقَ مِنْ عَبْدِهِ جُزْءًا عَتَقَ كُلُّهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فِي الْخِيَارِ بَيْنَ (¬2) أَنْ يُعْتِقَ بَاقِيَهُ، وَأَنْ يَسْتَسْعِيَ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا (¬4): [5607] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا هَمَّامٌ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ - الْمَعْنَى - أنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ - قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: عَنْ أَبِيهِ - أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا (¬5) لَهُ مِنْ غُلَامٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ". زَادَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي حَدِيثِهِ: فَأَجَازَ - صلى الله عليه وسلم - عِتْقَهُ (¬6). [5608] أخبرناه أَبُو جَعْفَرٍ كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، ثنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 362)، ومختصر المزني (ص 417)، والحاوي الكبير (18/ 5)، ونهاية المطلب (19/ 203)، والمجموع (16/ 516). (¬2) في النسخ: "الخيارين"، والمثبت من المختصر. (¬3) انظر: الأصل (4/ 211)، والمبسوط (7/ 103)، وبدائع الصنائع (4/ 86)، والهداية (2/ 301)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (3/ 72)، وفتح القدير (4/ 416). (¬4) قوله: "ما" ليس في (م). (¬5) في أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (21/ 309): "شقيصا"، والشقص بالكسر والشقيص النصيب. مشارق الأنوار (2/ 257). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 285).

الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ أَعْتَقَ ثُلُثَ غُلَامِهِ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "هُوَ حُرٌّ كُلُّهُ، لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ" (¬1). * * * ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 651) عن عباد بن العوام.

مسألة (607): وإذا أعتق أحد الشريكين نصيبه وهو موسر سرى إلى ملك شريكه، وضمن له

مَسْأَلَةٌ (607): وَإِذَا أَعْتَقَ أَحَدُ الشَّرِيكَيْنِ نَصِيبَهُ وَهُوَ مُوسِرٌ سَرَى إِلَى مِلْكِ شَرِيكِهِ، وَضَمِنَ لَهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: شَرِيكُهُ هُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ (¬2) أَنْ يُعْتِقَهُ، أَوْ يُكَاتِبَهُ (¬3)، أَوْ يَسْتَسْعِيَهُ (¬4)، أَوْ يُغَرِّمَ قِيمَةَ نَصِيبِهِ شَرِيكَهُ (¬5). وَدَلِيلُنَا مَا: [5609] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ (¬6) , أنا مَالِكٌ (ح) وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (8/ 532)، ومختصر المزني (ص 417)، والحاوي الكبير (18/ 5)، ونهاية المطلب (19/ 206)، والمجموع (16/ 514). (¬2) في النسخ: "الخيارين"، والمثبت من المختصر. (¬3) المكاتبة: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه منجَّمًا، فإذا أداه صار حرًّا. (¬4) استسعاء العبد إذا عتق بعضه ورق بعضه: هو أن يسعى في فكاك ما بقي من رقه، فيعمل ويكسب ويصرف ثمنه إلى مولاه، فسمى تصرفه في كسبه سعاية. وقيل: معناه استسعى العبد لسيده، أي يستخدمه مالك باقيه بقدر ما فيه من الرق. النهاية (سعى). (¬5) انظر: المبسوط (7/ 104)، وبدائع الصنائع (4/ 87)، والهداية (2/ 301)، وتبيين الحقائق (3/ 74). (¬6) كتاب اختلاف مالك والشافعي، الملحق بالأم (8/ 532).

ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ (¬1) شِرْكًا (¬2) لَهُ فِي عَبْدٍ، فَكَانَ لَهُ مَالٌ يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ قُوِّمَ عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ، فَأَعْطَى شُرَكَاءَهُ حِصَصَهُمْ (¬3)، وَأُعْتِقَ (¬4) عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ (¬5). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬6). [5610] أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ (¬7) شِرْكًا [لَهُ] (¬8) فِي مَمْلُوكٍ فَعَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلُّهُ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ يَبْلُغُ (¬9) ثَمَنَهُ، وَإِنْ (¬10) لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ". اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ هَكَذَا (¬11). ¬

_ (¬1) في النسخ: "أعطى"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر. (¬2) في (م): "شريكا". والشِّرك: الحصة والنصيب. النهاية (شرك). (¬3) في النسخ: "حصصه"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) في أصل الرواية والصحيحين: "وعتق". (¬5) صحيح البخاري (3/ 144). (¬6) صحيح مسلم (4/ 212). (¬7) في النسخ: "أعطى"، والمثبت هنا وحتى نهاية الحديث من المختصر والسنن الكبير (21/ 329). (¬8) ما بين المعقوفين ليس في النسخ. (¬9) في النسخ: "يبلغه". (¬10) في (م): "وإذا". (¬11) صحيح البخاري (3/ 144)، وصحيح مسلم (5/ 95).

[5611] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَقَدْ عَتَقَ كُلُّهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬1). [5612] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ إِمْلَاءً، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا (¬2) لَهُ فِي مَمْلُوكٍ وَكَانَ لِلَّذِي يُعْتِقُ مِنْهُمَا نَصِيبَهُ مَبْلَغُ ثَمَنِهِ فَقَدْ عَتَقَ كُلُّهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ فَقَالَ: وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (¬4). [5613] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، ثنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ أَوْ شِرْكًا مِنْ عَبْدٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يَبْلُغُ قِيمَةَ بَقِيَّةِ (¬5) الْعَبْدِ فَقَدْ عَتَقَ". قَالَ نَافِعٌ: "وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ". ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 144). (¬2) الشِّقْص والشَّقيص: النصيب في العين المشتركة من كل شيء. النهاية (شقص). (¬3) المصدر السابق (3/ 145). (¬4) صحيح مسلم (4/ 212). (¬5) في (م) وصحيح البخاري: "قيمته بقيمة".

قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي أَشَيْءٌ قَالَهُ نَافِعٌ، أَوْ هُوَ فِي الْحَدِيثِ؟ ! [5614] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، أنا أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "فَهُوَ عَتِيقٌ" بَدَلَ قَوْلِهِ: "فَقَدْ عَتَقَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَارِمٍ (¬1). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ (¬2). وَهَذَا شَكٌّ وَقَعَ لِأَيُّوبَ - رحمه الله -، وَقَدْ حَفِظَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ نَافِعٍ فِي الْحَدِيثِ، وَمَالِكٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ أَثْبَتُ فِي نَافِعٍ مِنْ أَيُّوبَ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، كَمَا قَالَا. [5615] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا أَحْمَدُ (¬3) بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا شَيْبَانُ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي عَبْدٍ، فَكَانَ لَهُ مِنَ الْمَالِ قَدْرُ مَا يَبْلُغُ قِيمَتَهُ قُوِّمَ عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ شَيْبَانَ (¬4). [5616] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله -، أنا ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 145). (¬2) صحيح مسلم (5/ 95). (¬3) في النسخ: "حماد"، والمثبت من السنن الصغير (4/ 420) ومصادر ترجمته. انظر: تهذيب الكمال (1/ 515). (¬4) صحيح مسلم (5/ 95).

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ (¬1) بْنِ الْحَسَنِ ابْنُ الشَّرْقِيِّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ أُقِيمَ عَلَى (¬2) الَّذِي أَعْتَقَهُ، فَيَدْفَعُ (¬3) ثَمَنَهُ إِلَى شُرَكَائِهِ، وَأُعْتِقَ فِي مَالِ الَّذِي أَعْتَقَهُ" (¬4). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬5). وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ (¬6). [5617] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ كُلِّفَ أَنْ يُتِمَّ (¬7) عِتْقَهُ بِقِيمَةِ عَدْلٍ" (¬8). [5618] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبد الله بن جعفر محمد"، ولعله اشتبه على الناسخ قراءتها فكتبها على الوجهين، وقد أثبتنا الصواب، والله أعلم. (¬2) في النسخ: "عليه"، والمثبت من السنن الكبير (21/ 313). (¬3) في النسخ: "قيد"، والمثبت من المصدر السابق. (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 151). (¬5) وكذا قال المؤلف في السنن الكبير (21/ 313)، وقد أخرجه مسلم في الصحيح (4/ 212) عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق، أما حديث محمد بن رافع فرواه عنه عن ابن أبي فديك، والله أعلم. (¬6) صحيح البخاري (3/ 145). (¬7) في النسخ: "كلف أيتم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬8) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1027).

عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا خَلَّادٌ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ مِنْ عَبْدٍ شِرْكًا (¬1) فَعَلَيْهِ أَنْ يُعْتِقَ مَا بَقِيَ" (¬2). [5619] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، ثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ أَبو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬3)، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا مِنْ مَمْلُوكٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَرِيكٍ فَهُوَ ضَامِنٌ؛ لِأَنَّهُمَا (¬4) شَرِيكَانِ". [5620] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغَازِي، ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ (¬5)، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، كَانَ يُفْتِي فِي الْعَبْدِ أَوِ الْأَمَةِ يَكُونُ بَيْنَ الشُّرَكَاءِ، فَيُعْتِقُ أَحَدُهُمْ (¬6) نَصِيبَهُ، يَقُولُ: قَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلِّهِ إِذَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "شريك"، والمثبت من السنن الكبير (21/ 323) ومصادر التخريج. (¬2) أخرجه ابن بشران في المجلس الحادي والأربعون والستمائة من أماليه (ص 41) عن ابن قانع. (¬3) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "عبيد الله"، وهو: ابن عمر، وقد تقدم حديثه، ورواية الثوري عنه مشهورة، وقد ذكر الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد (1/ 563) هذا الحديث فقال: "تفرد به أبو سعد محمد بن ميسر عن الثوري عن أسلم، وفي الإسناد: ابن أبي ليلى وعبيد الله عن نافع". (¬4) في (ع): "لأنها". (¬5) هو: أحمد بن المقدام، من رجال التهذيب. (¬6) في النسخ: "فعتق أحدهما"، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (21/ 314) وصحيح البخاري.

كَانَ لَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يَبْلُغُ؛ يُقَوَّمُ فِي مَالِهِ قِيمَةَ الْعَدْلِ، وَيَدْفَعُ إِلَى الشُّرَكَاءِ أَنْصِبَاءَهُمْ، وْيُخَلَّى سَبِيلُ (¬1) الْمُعْتَقِ. يُخْبِرُ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ (¬2) النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ (¬3). [5621] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (¬4)، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -[قَالَ: ] (¬5) "مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ عَتَقَ مَا بَقِيَ فِي مَالِهِ إِذَا كَانَ لَهُ مَالٌ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ" (¬6). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (¬7). [5622] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا كَانَ الْعَبْدُ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَعَتَقَ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ؛ فَإِنْ كَانَ مُوسِرًا يُقَوَّمُ عَلَيْهِ قِيمَةً، لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، ثُمَّ يُعْتَقُ" (¬8). أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ هَكَذَا (¬9). ¬

_ (¬1) في (م): "في سبيل". (¬2) في النسخ: "إلى"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬3) صحيح البخاري (3/ 145). (¬4) مصنف عبد الرزاق (9/ 150). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (21/ 316). (¬6) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 286). (¬7) صحيح مسلم (5/ 96). (¬8) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 286). (¬9) صحيح البخاري (3/ 144)، وصحيح مسلم (5/ 96).

[5623] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فِي الْمَمْلُوكِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَيُعْتِقُ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ، قَالَ: "يَضْمَنُ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنًّى وَابْنِ بَشَّارٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ هَكَذَا (¬1). [5624] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا مُحَّمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ. [5625] أخبرنا الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ - رحمه الله -، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ فَهُوَ حُرٌّ مِنْ مَالِهِ". وَفِي حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ: "إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ شَقِيصًا لَهُ مِنْ مَمْلُوكٍ فَهُوَ حُرٌّ" (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ (¬3). وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: "مَنْ أَعْتَقَ مَمْلُوكًا لَهُ ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (4/ 212)، (5/ 96). (¬2) أخرجه الطيالسي في المسند (4/ 198). (¬3) صحيح مسلم (5/ 96).

بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ فَعَلَيْهِ خَلَاصُهُ" (¬1). وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ (¬2) وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أَحْفَظُ لِحَدِيثِ شُعْبَةَ مِنْ غَيْرِهِمْ. [5626] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَدْلُ (¬4)، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَبُو قُدَامَةَ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْتَقَ سَهْمًا فِي مَمْلُوكٍ فَعِتْقُهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ؛ لَيْسَ لِلَّهِ شَرِيكٌ". هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُعَاذٍ. وَلَمْ يَذْكُرْ أَزْهَرُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ فِي إِسْنَادِهِ (¬5)، وَقَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا فِي مَمْلُوكٍ عَتَقَ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ" (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 78). (¬2) في النسخ: "ابن غندر"، والمثبت هو الموافق لمصادر ترجمته، وهو من رجال التهذيب. (¬3) في (م): "وعبد الله". (¬4) في (م): "المعدل". (¬5) قال الدارقطني في العلل (5/ 211): "أما هشام الدستوائي فرواه عن قتادة، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، ولم يذكر بينهما أحدا". (¬6) أخرجه أحمد في المسند (4/ 2239) عن أزهر.

[5627] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ (¬1)، أنا أَبُو عُمَرَ وَأَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، فَغَرَّمَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَقِيَّةَ ثَمَنِهِ (¬2). [5628] أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّامَغَانِيُّ بِبَيْهَقَ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ بِجُرْجَانَ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ خَالُويَهِ الْبَابَسِيرِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ (¬3) بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ (¬4) مِنْ جُهَيْنَةَ بَيْنَهُمَا غُلَامٌ، فَأَعْتَقَهُ أَحَدُهُمَا، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَضَمَّنَهُ إِيَّاهُ، وَكَانَتْ لَهُ قَرِيبٌ مِنْ مِائَتَيْ شَاةٍ، فَبَاعَهَا، فَأَعْطَاهَا صَاحِبَهُ (¬5). تَفَرَّدَ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ. وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مُرْسَلًا (¬6). [5629] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَدِيبُ مِنْ أَصْلِهِ، قَالَا: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) في (م): "محمد بن يعقوب" وكتب فوق أولها: "أيو" كأنه يصححها. (¬2) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 77) عن همام. (¬3) في النسخ: "عبد الرحمن"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (11/ 473). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (18/ 36). (¬4) قوله: "رجلان" ليس في (م). (¬5) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجم الشيوخ (2/ 566). (¬6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9/ 151).

يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ شِقْصٌ (¬1) فِي مَمْلُوكٍ فَأَعْتَقَهُ (¬2) فَعَلَيْهِ خَلَاصُهُ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ فِي ثَمَنِ رَقَبَتِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ (¬3) عَلَيْهِ" (¬4). [5630] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ (¬5)؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا - أَوْ نَصِيبًا - فِي مَمْلُوكٍ فَخَلَاصُهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، وَإِلَّا قُوِّمَ عَلَيْهِ وَاسْتُسْعِيَ بِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ سَعِيدٍ (¬7). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ (¬8) وَمُوسَى بْنُ خَلَفٍ ¬

_ (¬1) في النسخ: "شقصا"، والمثبت من معرفة السنن والآثار (14/ 392)، وفي السنن الكبير (21/ 333): "شرك". (¬2) في المسند: "فأعتق نصفه". (¬3) أي لا يكلفه ما يشق عليه وفوق طاقته. (¬4) أخرجه أحمد في المسند (3/ 1572) عن يزيد. (¬5) في (م): "نحو". (¬6) صحيح البخاري (3/ 145). (¬7) صحيح مسلم (5/ 96). (¬8) في النسخ: "بن العطار"، والمثبت من مصادر ترجمته، انظر: تهذيب الكمال (2/ 24).

الْعَمِّيُّ (¬1)، عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَذَكَرُوا فِيهِ السِّعَايَةَ (¬2). وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ - وَهُوَ ثِقَةٌ - عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فَجَعَلَ ذِكْرَ السِّعَايَةِ مِنْ قَوْلِ قَتَادَةَ، وَلَمْ يُدْرِجْهُ فِي الْحَدِيثِ: [5631] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ إِمْلَاءً، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ - وَهُوَ ثِقَةٌ - ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، فَغَرَّمَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثَمَنَهُ. قَالَ هَمَّامٌ: فَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتُسْعِيَ. [5632] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬3). [5633] أخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْثٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا أَبِي، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ (¬4) فِي مَمْلُوكٍ، فَغَرَّمَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بقِيَّةَ ثَمَنِهِ. قَالَ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ (¬5). [5634] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ¬

_ (¬1) ذكرهم البخاري في الصحيح (3/ 145). (¬2) انظر العلل (5/ 211)، والإلزامات والتتبع للدارقطني (ص 149). (¬3) أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 201). (¬4) قوله: "له" ليس في (م). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (13/ 436) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد.

حُرَيْثٍ، ثنا أَبُو مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: أَحَادِيثُ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ؛ لِأَنَّهُ كَتَبَهَا إِمْلَاءً (¬1). [5635] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ كَامِلٍ الْقَاضِيَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ الرَّقَاشِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سعِيدٍ يَقُولُ: شُعْبَةُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ قَتَادَةَ مَا سَمِعَ مِنْهُ وَمَا لَمْ يَسْمَعْ، وَهِشَامٌ أَحْفَظُ، وَسَعِيدٌ أَكْثَرُ (¬2). [5636] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ، أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كَانَ ثَلَاثُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ: إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ الْعَبْدَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ فَهُوَ ضَامِنٌ إِنْ كَانَ مُوسِرًا، وَإِنْ كَانَ مُعْسِرًا سَعَى بِالْعَبْدِ صَاحِبُهُ فِي نِصْفِ قَيِمَتِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ (¬3). وَهَذَا لَا يَصِحُّ، وَرَاوِيهِ (¬4) الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَالْحَجَّاجُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (21/ 339). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 202) من طريق أبي قلابة. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 244) عن أبي معاوية. (¬4) في (م): "ورواية".

مسألة (608): ومن أعتق ستة أعبد له في مرض موته ولا مال له غيرهم، أقرع بينهم، فيحكم بعتق اثنين، ورق أربعة

مَسْأَلَةٌ (608): وَمَنْ أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ لَهُ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ وَلَا مَالَ لَهُ غَيْرُهُمْ، أُقْرِعَ بَيْنَهُمْ، فَيُحْكَمُ بِعِتْقِ اثْنَيْنِ، وَرِقِّ أَرْبَعَةٍ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (¬2): يُعْتَقُ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ ثُلُثُهُ، وَلَا يُقْرَعُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مَا: [5637] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ فَأَعْتَقَ (¬4) سِتَّةَ مَمَالِيكَ، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ - أَوْ قَالَ: أَعْتَقَ عِنْدَ مَوْتِهِ سِتَّةَ مَمَالِيكَ لَهُ، وَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ غَيْرُهُمْ - فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا، ثُمَّ دَعَاهُمْ، فَجَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً (¬5). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ، عَنْ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 281)، ومختصر المزني (ص 419)، والحاوي الكبير (18/ 34)، ونهاية المطلب (19/ 228)، والمجموع (16/ 416)، ومغني المحتاج (4/ 502). (¬2) قوله: "أبو حنيفة" ليس في (ع). (¬3) انظر: المبسوط (7/ 75)، وبدائع الصنائع (4/ 99)، وفتح القدير (4/ 448). (¬4) قوله: "فأعتق" ليس في (م). (¬5) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 301).

عَبْدِ الْوَهَّابِ (¬1). [5638] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ؛ أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ عِنْدَ مَوْتِهِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، بِمَعْنَاهُ (¬2). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ (¬3). [5639] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ سِتَّةُ أَعْبُدٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ فَأَعْتَقَهُمْ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَرِهَ ذَلِكَ، ثُمَّ جَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ (¬4)، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ (¬5). [5640] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ وَأَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا ¬

_ (¬1) صحيح مسلم (5/ 97). (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 287). (¬3) صحيح مسلم (5/ 97). (¬4) في النسخ: "ستة أجزاء"، وليست في المختصر، والمثبت هو الموافق لما في السنن الكبير (21/ 347) وصحيح مسلم ومصادر التخريج. (¬5) صحيح مسلم (5/ 97).

أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً (¬1). قَالَ يَحْيَى: فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَوْ لَمْ يَبْلُغْنِي عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَكَانَ رَأْيِي (¬2). [5641] حدثنا كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْتَقَ سِتَّةَ مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ، وَلَمْ يَتْرُكْ مَالًا غَيْرَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَغَضِبَ، فَقَالَ: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُصَلِّيَ عَلَيْهِ". ثُمَّ دَعَا بِهِمْ فَجَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَأَقْرَعَ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً (¬3). تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ (¬4)، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً (¬5). [5642] حدثنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ - رحمه الله - إِمْلَاءً، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَأَبِي قِلَابَةَ وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَأَقْرَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ ثُلُثَهُمْ وَأَرَقَّ ثُلُثَيْهِمْ، وَقَالَ: "لَوْ عَلِمْنَا مَا صَلَّيْنَا عَلَيْهِ" أَوْ: "مَا دُفِنَ فِي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في السنن (6/ 92) عن مسدد. (¬2) في النسخ: "رأي"، والمثبت من السنن الكبير (21/ 347). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4579) من طريق هشيم. (¬4) في (م): "ابن عبد". (¬5) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 219).

مَقَابِرِنَا" (¬1). حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَأَبِي الْمُهَلَّبِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو (¬2) جَمِيعًا عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مُتَّصِلٌ، حَكَمَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ (¬3) - رحمه الله - وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ (¬4) أَهْلِ الْحَدِيثِ بِصِحَّتِهِ. فَأَمَّا حَدِيثُ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: إِنَّهُ مُرْسَلٌ؛ الْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عِمْرَانَ (¬5)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5643] حدثنا الشَّرِيفُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ إِمْلَاءً، أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ (¬6) الْحَسَنِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَا: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ عِنْدَ مَوْتِهِ، لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَجَزَّأَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَةَ (¬7) أَجْزَاءٍ، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً (¬8). [5644] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (8/ 4597) عن سفيان، وانظر: (8/ 4609). (¬2) مختلف في اسمه، انظر ترجمته في تهذيب الكمال (34/ 329). (¬3) انظر صحيح مسلم (5/ 97، 105)، (2/ 87)، (3/ 55). (¬4) قوله: "أئمة" ليس في (م). (¬5) انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (ص 38). (¬6) من قوله: "الحسين بن داود" إلى هنا ليس في (م). (¬7) قوله: "ثلاثة"، ليس في السنن الكبير (21/ 349)، ولا في السنن الصغير (4/ 433) ولا في مصدر التخريج. (¬8) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 220) من طريق عبيد الله بن موسى.

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ, أنا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: أَعْتَقَتِ امْرَأَةٌ - أَوْ: رَجُلٌ - سِتَّةَ أَعْبُدٍ لَهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ذَلِكَ، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْتَقَ ثُلُثَهُمْ. قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: كَانَ ذَلِكَ فِي مَرَضِ الْمُعْتِقِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ (¬1). [5645] أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرِجَانِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَجُلًا فِي زَمَانِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ أَعْتَقَ رَقِيقًا لَهُ جَمِيعًا، فَأَمَرَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بِذَلِكَ الرَّقِيقِ فَقُسِّمُوا أَثْلَاثًا، فَأَسْهَمَ بَيْنَهُمْ عَلَى أَيِّهِمْ يَخْرُجُ سَهْمُ الْمَيِّتِ فَيَعْتِقُوا (¬2)، فَخَرَجَ سَهْمُ الْمَيِّتِ عَلَى أَحَدِ الْأَثْلَاثِ، فَعُتِقُوا. وَقَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ (¬3). [5646] حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَزَائِمِيُّ (¬4)، أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أنا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ مِنْهُمْ أَعْتَقَ مَمْلُوكًا لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ وَلَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَأَعْتَقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُلُثَهُ، وَأَمَرَ أَنْ يَسْعَى فِي الثُّلُثَيْنِ (¬5). هَذَا مُرْسَلٌ. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 301). (¬2) في النسخ: "فيعتقها"، وفي المختصر: "فيعتقه"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (21/ 350)، ومعرفة السنن (14/ 404). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ، رواية ابن بكير (ق 217/ ب). (¬4) هو: كامل بن أحمد المستملي. له ترجمة في: تاريخ الإسلام (9/ 169). (¬5) أخرجه أبو داود في المراسيل (ص 258) من طريق هشيم.

مسألة (609): ولا يعتق عليه أخوه

مَسْأَلَةٌ (609): وَلَا يَعْتِقُ عَلَيْهِ أَخُوهُ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَعْتِقُ (¬2). وَوَافَقَنَا فِي بَنِي الْأَعْمَامِ أَنَّهُمْ لَا يَعْتِقُونَ عَلَيْهِ بِحَقِّ الْمِلْكِ. فَبِنَاءُ الْمَسْأَلَةِ لَنَا عَلَى الْمَعَانِي. وَرُبَّمَا اسْتَدَلَّ أَصْحَابُنَا بِمَا: [5647] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ صَاحِبُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَهُ (¬3) اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ". قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: سَمِعْتُ الْحَدِيثَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَعَمَدَ إِلَى عَبْدٍ قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَعْتَقَهُ. ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 302)، ومختصر المزني (ص 420)، والحاوي الكبير (18/ 72)، ونهاية المطلب (19/ 244)، والمجموع (16/ 518)، ومغني المحتاج (4/ 500). (¬2) انظر: المبسوط (7/ 70)، وبدائع الصنائع (4/ 47)، والهداية (2/ 299)، وتبيين الحقائق (3/ 70). (¬3) أي نجَّاه وخلَّصه.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ (¬1). وَاسْتَدَلُّوا بِمَا: [5648] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ (¬2) سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ (¬3) فَهُوَ حُرٌّ" (¬4). يُقَالُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ (¬5) تَفَرَّدَ بِهِ هَكَذَا، وَخَالَفَهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، فَرَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ مِنْ قَوْلِهِ. وَعَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -: [5649] أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ (¬6)، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَالَ مُوسَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: عَنْ سَمُرَةَ - فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ" (¬7). ¬

_ (¬1) صحيح البخاري (3/ 144)، وأخرجه مسلم من وجه آخر (3/ 144) عن عاصم. (¬2) في (ع): "بن"، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) رحم مَحْرَم ومُحَرَّم: من لا يحل نكاحه كالأم والبنت والأخت والعمة والخالة. النهاية (رحم). (¬4) أخرجه الطيالسي في المسند (2/ 227). (¬5) من قوله: "عن قتادة، عن الحسن" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م). (¬6) من قوله: "عن قتادة، عن الحسن" في الفقرة السابقة إلى هنا ليس في (م). (¬7) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 286).

قَالَ أَبُو عِيسَى: سَأَلْتُ الْبُخَارِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ (¬1). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: فَالْحَدِيثُ إِذًا تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ، ثُمَّ شَكَّ هُوَ أَيْضًا فِيهِ؛ فَالصَّوَابُ لِمَنْ رَاقَبَ اللَّهَ فِي دِينِهِ أَنْ يَتَوَقَّفَ فِيهِ، وَلَا يَحْتَجَّ بِهِ. وَالْوَجْهُ الْآخَرُ: أَنَّ أَكْثَرَ الْمُحَدِّثِينَ يُنْكِرُونَ سَمَاعَ الْحَسَنِ مِنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ غَيْرَ حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ (¬2)، وَيَقُولُونَ: إِنَّهُ كِتَابٌ (¬3)، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5650] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ (¬4)، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ" (¬5). لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ صَحِيحًا لَكَانَ كَالْأَخْذِ بِالْيَدِ، وَلَمَا خَفِيَ عَلَى الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَصْحَابِ (¬6) سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الَّذِينَ هُمْ حُفَّاظُ حَدِيثهِ، لَكِنَّهُ يَنْفَرِدُ بِهِ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، وَضَمْرَةُ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ. ¬

_ (¬1) العلل الكبير للترمذي (ص 211). (¬2) انظر: صحيح البخاري (7/ 85). (¬3) تحرف في (م) إلى: "كذاب". (¬4) في النسخ: "أسلم"، والمثبت من أصل الرواية. انظر ترجمته في تاريخ دمشق (32/ 193). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 422). (¬6) في النسخ: "وأصحاب"، والمثبت هو الصواب كما في المختصر.

وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ ضَعِيفٍ: [5651] أخبرنا أَبُو الْفَوَارِسِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ (¬1) بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سُهَيْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْكِلَابِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْمَقْدِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ". [5652] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ عَطَّافٍ، ثنا الْعَرْزَمِيُّ، عَنْ أَبِي النَّضرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ - يُقَالُ [لَهُ] (¬2) صَالِحٌ - بِأَخِيهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَ أَخِي هَذَا، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ أَعْتَقَهُ حِينَ مَلَكْتَهُ". قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: الْعَرْزَمِيُّ تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ. وَأَبُو النَّضْرِ هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ أَيْضًا (¬3)، وَهُوَ الْقَائِلُ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُ عَنْ أَبِي صِالِحٍ كَذِبٌ (¬4). قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: الْعَرْزَمِيُّ وَالْكَلْبِيُّ وَأَبُو صَالِحٍ بَاذَانُ ضُعَفَاءُ لَا يَحِلُّ الِاحْتِجَاجُ بِرِوَايَتِهِمْ، قَدْ سَبَقَ ذِكْرُنَا لَهُمْ. ¬

_ (¬1) في النسخ: "ثنا أبو بكر ثنا محمد"، والمثبت من المختصر. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (3/ 67). (¬2) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬3) قوله: "أيضًا" ليس في (م). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 228).

مسألة (610): ولا ولاء بغير جهة الإعتاق

مَسْأَلَةٌ (610): وَلَا وَلَاءَ بِغَيْرِ جِهَةِ الْإِعْتَاقِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ وَوَالَاهُ، ثَبَتَ وَلَاؤُهُ لَهُ، يَرِثُهُ وَيَعْقِلُ عَنْهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ وَارِثٌ (¬2). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ بِمَا: [5653] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ عَنْ هِشَامٍ (¬5). [5654] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (5/ 161)، ومختصر المزني (ص 420)، والحاوي الكبير (18/ 80)، ونهاية المطلب (19/ 283)، والمجموع (17/ 29)، ومغني المحتاج (4/ 508). (¬2) انظر: الأصل (4/ 161، 167)، والمبسوط (8/ 91)، وبدائع الصنائع (4/ 170)، والهداية (3/ 270). (¬3) أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف مالك، الملحق بالأم (8/ 617). (¬4) صحيح البخاري (3/ 73)، (3/ 192). (¬5) صحيح مسلم (4/ 214).

بَكْرٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (¬1)، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ (¬2) أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) قَالَ: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ تُوَرَّثُ (¬3) الْأَنْصَارَ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ (¬4)؛ لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ} قَالَ: نَسَخَتْهَا (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) مِنَ النَّصْرِ وَالنَّصِيحَةِ وَالرِّفَادَةِ، وَيُوصِي لَهُ، وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ (¬5). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (¬6). [5655] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى - الْمَعْنَى - قَالَ أَحْمَدُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى أُمِّ سَعْدٍ بِنْتِ الرَّبِيعِ، وَكَانَتْ يَتِيمَةً فِي حِجْرِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَقَرَأْتُ: (وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ) فَقَالَتْ: لَا تَقْرَأْ (¬7): {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}؛ إِنَّمَا ¬

_ (¬1) في النسخ: "عبيد الله"، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير (12/ 600)، ومعرفة السنن (14/ 415). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (30/ 96). (¬2) قرأ عاصم وحمزة والكسائي "عقدت"، وقرأ الباقون بالألف "عاقدت". انظر حجة القراءات لابن زنجلة (ص 201). (¬3) في النسخ: "يورث"، والمثبت من أصل الرواية، وهي بالبناء للمجهول، ونائب الفاعل ضمير المهاجرين على تأويل الجماعة. (¬4) في النسخ: "ذي رحم"، والمثبت من أصل الرواية. (¬5) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 294). (¬6) صحيح البخاري (8/ 153). (¬7) في النسخ: "لا تقرءوا"، والمثبت كما في السنن الكبير للمؤلف (12/ 406)، وفي أصل =

أُنْزِلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حِينَ أَبَى الْإِسْلَامَ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَلَّا يُوَرِّثَهُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أَمَرَهُ نَبِيُّ اللَّهِ (¬1) أَنْ يُؤْتِيَهُ نَصِيبَهُ. زَادَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَمَا أَسْلَمَ حَتَّى حُمِلَ عَلَى الْإِسْلَامِ بِالسَّيْفِ (¬2). [5656] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهَبٍ الْقُرَشِيُّ (¬3)، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ، فَقَالَ: "هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ" (¬4). ¬

_ = الرواية: "لا تقرأ ولكن". (¬1) في أصل الرواية من السنن: "أمر الله". (¬2) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 294). (¬3) كذا في النسخ، وفي أصل الرواية: "عبد الله بن وهب القرشي"، أما تسميته: "ابن وهب" فانظر التعليق الذي على الحديث التالي، وأما نسبته قرشيا فلم نقف عليها في غير هذه الرواية، وقد رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 232) من طريق عمرو بن منصور النسائي وأبي زرعة الدمشقي كلاهما عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، فقالا "عبد الله بن موهب" ولم ينسباه، وكذا رواه هشام بن عمار كما عند البخاري في التاريخ (5/ 198)، وعبد الله بن يوسف ويزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب كما عند البسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 439) عن يحيى، ولم ينسبوه أيضًا. ورواه البسوي عن أبي نعيم عن عبد العزيز فقال: "عن عبد الله بن موهب وهو همذاني ثقة"، وعند الدارقطني (5/ 322) من طرق عن عبد العزيز: "عن ابن موهب رجل من خولان"؛ فالحديث حديث ابن موهب الفلسطيني، وبه ترجمه الأئمة، فنسبته هنا القرشي خطأ، يحتمل أن يكون من الحاكم أو أحد شيوخه. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 435).

وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه -: [5657] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ (¬1)، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه -، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ، قَالَ: "هُوَ أَوْلَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَمَمَاتِهِ" (¬2). [5658] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو [الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا] (¬3) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَيْسَ لَهُ وَارِثٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) وكذا في أصل الرواية، وقال المؤلف في السنن الكبير (21/ 380) بعد ذكره هذا الحديث: "كذا قال: ابن وهب"، وكذا رواه النسائي في السنن الكبرى (8/ 423) عن محمد بن المثنى عن أبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي به، ثم رواه من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز - ستأتي روايته - فسماه: "عبد الله بن موهب" بمثل الذي تقدم، وقال النسائي: "وهذا أولى بالصواب من الذي قبله"، وترجمه المزي في تهذيب الكمال (16/ 288) برواية النسائي، وقال: "وكذا قال غير واحد عن عبد العزيز، وهو المحفوظ". قال الشافعي في الأم (5/ 164): "وابن موهب ليس بالمعروف عندنا، ولا نعلمه لقي تميما، ومثل هذا لا يثبت عندنا ولا عندك من قبل أنه مجهول، ولا نعلمه متصلا". (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 434). (¬3) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، وكتب ناسخ (ح) في الطرة: "ها هنا سقط في السند"، والمثبت من سائر أسانيد المؤلف. (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 235) من طريق أحمد بن عبد الجبار.

[5659] أخبرنا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، ثنا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي: ابْنَ عِيسَى الْمَدَائِنِيَّ - ثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: قَالَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، كَيْفَ الْقَضَاءُ فِيهِ؟ قَالَ: "هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِهِ مَحْيَاهُ وَمَمَاتَهُ" (¬1). [5660] أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ شَبَّانَ (¬2) بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (¬3) بْنِ الْمُنَادِي، ثنا أَبُو بَدْرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬4) قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مَا السُّنَّةُ فِيهِ؟ قَالَ: "هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ" (¬5). [5661] وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ تَمِيمٍ (¬6) الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بِنَحْوِهِ (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (8/ 423) من طريق يونس بن أبي إسحاق. (¬2) في النسخ والسنن الكبير (21/ 378): "شيبان"، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر: تاريخ بغداد (12/ 243)، وتاريخ الإسلام (9/ 255). (¬3) في (م): "عبد الله". (¬4) في (م): "ثنا عبد العزيز". (¬5) أخرجه أبو عمرو ابن السماك في الأمالي (ص 97). (¬6) في (م): "قال قال تميم". (¬7) المصدر السابق (ص 97).

[5662] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَذْعُورٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَسْلَمَ [عَلَى] (¬1) يَدَيْهِ رَجُلٌ فَلَهُ وَلَاؤُهُ". قَالَ عَلِيٌّ: الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ (¬2). [5663] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (¬3). [5664] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ (¬4): إِنَّ فُلَانًا أَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ: "هُوَ مَوْلَاكَ؛ فَإِذَا [مِتَّ] فَأَوْصِ [لَهُ] (¬5) (¬6). * * * ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 321). (¬3) التاريخ لابن معين، رواية الدارمي (ص 204). (¬4) في (م): "قال". (¬5) ما بين المعقوفات ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬6) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (21/ 378) وقال: "هذا مرسل".

مسألة (611): وبيع المدبر جائز

مَسْأَلَةٌ (611): وَبَيْعُ الْمُدَبَّرِ (¬1) جَائِزٌ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجُوزُ (¬3). وَدَلِيلُنَا مِنْ طَرِيقِ الْخَبَرِ مَا: [5665] أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ (¬4) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَبَّرَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ غُلَامًا لَهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ جَابِرٌ: اشْتَرَاهُ ابْنُ النَّحَّامِ عَبْدًا قِبْطِيًّا، [مَاتَ] (¬5) عَامَ ابْنِ الزُّبَيْرِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهُويَهْ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (¬7). ¬

_ (¬1) التدبير: عتق العبد عن دبر، وهو أن يعتق بعد موت صاحبه. (¬2) انظر: الأم (8/ 680)، ومختصر المزني (ص 421)، والحاوي الكبير (18/ 102)، والمجموع (9/ 291). (¬3) انظر: الأصل (4/ 51)، والمبسوط (7/ 179)، وبدائع الصنائع (4/ 120)، والهداية (2/ 312). (¬4) في (ع): "أبو سعد". (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (21/ 414). (¬6) صحيح البخاري (3/ 83). (¬7) صحيح مسلم (5/ 97).

[5666] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ - رحمه الله -، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَسُلَيْمَانُ الْعَتَكِيُّ وَمُسَدَّدٌ، قَالُوا: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْتَقَ غُلَامًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ (¬1)، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟ " فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَدَفَعَهَا (¬2) إِلَيْهِ. قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: عَبْدًا قِبْطِيًّا مَاتَ عَامَ أَوَّلَ (¬3). أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ حَمَّادٍ (¬4). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ سُلَيْمَانَ الْعَتَكِيِّ (¬5). وَرَوَاهُ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عَمْرٍو بِمَعْنَى حَدِيثِ سُفْيَانَ: لَمْ يَذْكُرِ ابْنَ النَّحَّامِ، وَقَالَ: قَالَ جَابِرٌ - رضي الله عنه -: إِنَّمَا مَاتَ الْغُلَامُ عَامَ أَوَّلَ (¬6). [5667] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ، ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْل، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أعْتَقَ عَبدَا عَنْ دُبُرٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَدَفَعَهُ إِلَى مَوْلَاهُ. ¬

_ (¬1) في (ع): "غير". (¬2) في (م): "فدفعهما". (¬3) في (م): "أول عام". (¬4) صحيح البخاري (8/ 146). (¬5) صحيح مسلم (5/ 97). (¬6) أخرجه البخاري في الصحيح (3/ 147).

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ وَكِيعٍ (¬1) وَمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ (¬2)، عَنْ إِسْمَاعِيلَ. [5668] أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ غُلَامًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ فَاحْتَاجَ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: "مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟ ". فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَمَنَهُ. مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ حُسَيْنٍ (¬3). [5669] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ قَانِعِ بْنِ مَرْزُوقٍ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَعْتَقَ غُلَامًا عَنْ دُبُرٍ وَكَانَ مُحْتَاجًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَدَعَاهُ، فَقَالَ: "أَعْتَقْتَ غُلَامَكَ؟ ". فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْتَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ". ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَشْتَرِيهِ؟ ". فَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَا. فَاشْتَرَاهُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثَمَنَهُ، فَدَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ (¬4). ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 83). (¬2) المصدر السابق (9/ 73). (¬3) المصدر السابق (3/ 119)، وصحيح مسلم (5/ 98). (¬4) صحيح مسلم (5/ 98).

[5670] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما -، قَالَ: أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ عَبْدًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ؟ ". فَقَالَ: لَا. فَقَالَ: "مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي؟ ". فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ الْعَدَوِيُّ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: "ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا، فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فِلأَهْلِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ، فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ فَهَكَذَا وَهَكَذَا". يَقُولُ: فَبَيْنَ يَدَيْكَ، وَعَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ (¬1). وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَيُّوبُ (¬2) وَابْنُ جُرَيْجٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (¬3) وَغَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي الزُبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ. [5671] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -، أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، سَمِعَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَبَّرَ رَجُلٌ مِنَّا غُلَامًا لَهُ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَشْتَرِيهِ؟ ". فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ. قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: عَبْدًا قِبْطِيًّا مَاتَ عَامَ أَوَّلَ فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 79). (¬2) المصدر السابق (3/ 79). (¬3) أخرجهما الشافعي في الأم (9/ 305).

زَادَ أَبُو الزُّبَيْرِ: يُقَالُ لَهُ: يَعْقُوبُ (¬1). [5672] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَمْرٍو يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقَوِّمُ، ثنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِبَيْعِ الْمُدَبَّرِ (¬2). [5673] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ, أنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَهُ الَّذِي كَانَ عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ يَقُولَانِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي الَّذِي أَعْتَقَهُ مَوْلَاهُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كَانَ أَعْتَقَهُ عَنْ دُبُرٍ، فَأَمَرَ أَنْ يَبِيعَهُ وَيَقْضِيَ دَيْنَهُ، فَبَاعَهُ بِثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: شَهِدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جَابِرٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَذِنَ فِي بَيْعِ خِدْمَتِهِ (¬3). [5674] أخبرنا أَبُو سَعْدٍ، أنا [أَبُو] (¬4) أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ (¬5). [5675] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ¬

_ (¬1) المصدر السابق (9/ 306). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 243). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (8/ 422). (¬4) قوله: "أبو" ليس في (ع). (¬5) المصدر السابق (8/ 421).

مُكْرَمٍ، ثنا أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، أنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَاعَ مُدَبَّرًا. فَأَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ثنا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - باعَ مُدَبَّرًا، فَقَالَ: غَلِطَ عَطَاءٌ، ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَاعَ خِدْمَةَ الْمُدَبَّرِ (¬1). كَذَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرٍ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَأَبو شَيْبَةَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، قَدْ سَبَقَ ذِكْرِي لَهُ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ أَيْضًا ضَعِيفٌ. [5675 (م)] قاله لِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ (¬2). وَالصَّوَابُ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مُرْسَلًا. [5676] أخبرناه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: بَاعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خِدْمَةَ الْمُدَبَّرِ (¬3). قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ أَجِدْ فِيهِ حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا، وَأَبُو جَعْفَرٍ وَإِنْ كَانَ مِنَ الثِّقَاتِ فَإِنَّ حَدِيثَهُ مُرْسَلٌ (¬4). [5677] أخبرني أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ ¬

_ (¬1) انظر: التمييز لمسلم (ص 146) في ذكر روايات نقلها الكوفيون على الغلط. (¬2) سنن الدارقطني (5/ 242). (¬3) المصدر السابق (5/ 242). (¬4) المصدر السابق (5/ 243).

صَاعِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنًّى، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَمْرَةَ مُحَمَّدُ (¬1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَارِثَةَ - وَهُوَ أَبُو الرِّجَالِ - عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَصَابَهَا مَرَضٌ، وَأَنَّ بَعْضَ بَنِي أَخِيهَا (¬2) ذَكَرُوا شكْوَاهَا لِرَجُلٍ مِنَ الزُّطِّ يَتَطَبَّبُ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ لَتَذْكُرُونَ امْرَأَةً مَسْحُورَةً سَحَرَتْهَا جَارِيَةٌ (¬3) لَهَا، فِي حِجْرِ الْجَارِيَةِ الْآنَ صَبِيٌّ قَدْ بَالَ فِي حِجْرِهَا، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعَائِشَةَ - رضي الله عنها -، فَقَالَتِ: ادْعُوا لِي فُلَانَةَ - لِجَارِيَةٍ لَهَا - فَقَالُوا: فِي حِجْرِهَا (¬4) فُلَانٌ صَبِيٌّ لَهُمْ قَدْ بَالَ فِي حِجْرِهَا. فَقَالَتِ: ائْتُونِي بِهَا، [فَأُتِيَتْ بِهَا] (¬5) فَقَالَتْ: سَحَرْتِنِي؟ ! قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَتْ: لِمَهْ (¬6)؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْتِقَ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - أَعْتَقَتْهَا عَنْ دُبُرٍ مِنْهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ لَا تَعْتِقِي (¬7) أَبَدًا، انْظُرُوا أَسْوَأَ الْعَرَبِ مَلَكَةً، فَبِيعُوهَا مِنْهُمْ، وَاشْتَرَتْ بِثَمَنِهَا جَارِيَةً فَأَعْتَقَتْهَا (¬8). [5678] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَائِشَةُ - رضي الله عنهما -، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ¬

_ (¬1) في (م): "عبد الوهاب الثقفي سمعت يقول أخبرني عمرو بن محمد". (¬2) في النسخ: "أختها"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (16/ 492). (¬3) في النسخ: "جاريتها"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬4) من قوله: "فذكروا ذلك" إلى هنا ليس في (م). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير. (¬6) في (م): "لم". (¬7) في النسخ: "تعقين"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬8) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 246).

وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَغَيْرُهُمْ يَبِيعُهُ (¬1) بِالْمَدِينَةِ، وَعَطَاءٌ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ, - رحمهم الله - وَغَيْرُهُمْ (¬2) مِنَ الْمَكِّيِّينَ، وَعِنْدَكَ بِالْعِرَاقِ مَنْ يَبِيعُهُ (¬3). يَعْنِي: يَبِيعُ الْمُدَبَّرَ. [5679] أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ الْكَاتِبُ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عَمِّهِ عَبِيدَةَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَن ابْن عُمَرَ، أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الْمُدَبَّرُ لَا يُبَاعُ، وَلَا يُوهَبُ، وَهُوَ حُرٌّ مِنَ الثُّلُثِ". قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يُسْنِدْهُ غَيْرُ عَبِيدَةَ بْنِ حَسَّانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفٌ مِنْ قَوْلِهِ (¬4). [5680] حدثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّد بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو النُّعْمَانِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَرِهَ بَيْعَ الْمُدَبَّرِ. قَالَ عَلِيٌّ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، مَوْقُوفٌ، وَمَا قَبْلَهُ لَا يَثْبُتُ مَرْفُوعًا، وَرُوَاتُهُ ضُعَفَاءُ (¬5). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "بيعة"، والمثبت من أصل النقل. (¬2) قوله: "وغيرهم" ليس في (م). (¬3) الأم للشافعي (9/ 337). (¬4) أخرجه الدارقطني في السنن (5/ 244). (¬5) المصدر السابق (5/ 245).

مسألة (612): ولا تجوز الكتابة على أقل من نجمين

مَسْأَلَةٌ (612): وَلَا تَجُوزُ الْكِتَابَةُ عَلَى أَقَلَّ مِنْ نَجْمَيْنِ (¬1). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَصِحُّ حَالَّةً (¬2). قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (¬3). وَالْكِتَابَةُ (¬4) مِنَ الْكَتْبِ، وَمَا لَمْ يَكُنْ مُؤَجَّلًا فَلَا مَعْنَى لِلْكَتْبِ، وَلَوْ جَازَ غَيْرَ مُؤَجَّلٍ لَمْ يَكُنْ لِتَسْمِيَتِهِ بِالْكِتَابَةِ مَعْنًى، وَتَسْمِيَتُهُ بِالْكِتَابَةِ دَلِيلُ شَرْطِ الْأَجَلِ فِيهِ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْغَرَرِ، وَلَيْسَ الْغَرَرُ بِأَكْثَرَ مِنْ بَيْعِ مَالِهِ بِمَالِهِ، لَكِنَّ اللَّهَ تَعَالى جَوَّزَهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ، وَوَرَدَتِ الْأَخْبَارُ وَالْآثَارُ بِذَلِكَ، وَلَمْ نَسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا مِنَ السَّلَفِ كَاتَبَ عَبْدَهُ (¬5) كِتَابَةً حَالَّةً، وَإِنَّمَا كَاتَبُوهُمْ بِذِكْرِ الْأَجَلِ فِيهِ، فَصَارَ إِجْمَاعُهُمْ عَلَى ذَلِكَ بَيَانًا لِلْآيَةِ، فَلَا يَجُوزُ حَالًّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [5681] أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ¬

_ (¬1) انظر: الأم (9/ 374)، ومختصر المزني (ص 423)، والحاوي الكبير (18/ 149)، ونهاية المطلب (19/ 342)، والمجموع (17/ 5). (¬2) انظر: الأصل (3/ 338)، والمبسوط (8/ 3)، وتحفة الفقهاء (2/ 281)، وبدائع الصنائع (4/ 140)، والهداية (3/ 250)، وتبيين الحقائق (5/ 149). (¬3) سورة النور (آية: 33). (¬4) في (م): "والكتاب". (¬5) في النسخ: "كانت عنده"، والمثبت من المختصر.

مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَتْنِي بَرِيرَةُ، فَقَالَتْ: إِنِّي كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ (¬1)؛ فِي كُلِّ عَامٍ أُوقِيَّةٌ (¬2)، فَأَعِينِينِي، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (¬3). اتَّفَقَا عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي الصَّحِيحِ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "أوراق"، والمثبت من أصل الرواية. (¬2) في (م): "أقيه". (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (5/ 269)، (7/ 461). (¬4) صحيح البخاري (3/ 73)، وصحيح مسلم (4/ 213).

مسألة (613): ولا يعتق المكاتب ما لم يقل سيده في عقد كتابته: فإذا أديت إلي فأنت حر

مَسْأَلَةٌ (613): وَلَا يَعْتِقُ الْمُكَاتَبُ مَا لَمْ يَقُلْ سِيِّدُهُ فِي عَقْدِ كِتَابَتِهِ: فَإِذَا أَدَّيْتَ إِلَيَّ فَأَنْتَ حُرٌّ (¬1). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: يَعْتِقُ بَأَدَاءِ نُجُومِ الْكِتَابَةِ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْ: إِنْ أَدَّيْتَ (¬2). [5682] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، اخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ (¬3)، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُمْ خَمْسَمِائَةِ فَسِيلَةٍ، فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "اغْرِسْ، وَاشْتَرِطْ لَهُمْ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي". فَآذَنْتُهُ، فَجَاءَ، فَجَعَلَ يَغْرِسُ إِلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا بِيَدِي، فَعَلِقْنَ جَمِيعًا إِلَّا الْوَاحِدَةَ (¬4). * * * ¬

_ (¬1) انظر الأم (9/ 374)، ومختصر المزني (ص 432)، والحاوي الكبير (18/ 152)، والمجموع (16/ 33). (¬2) انظر: الأصل (3/ 338)، المبسوط (8/ 4)، تحفة الفقهاء (2/ 283). (¬3) في النسخ: "الحسن"، والمثبت من أصل الرواية. وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (6/ 707). (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 430).

مسألة (614): وإذا مات المكاتب، وقد بقي عليه شيء من مال الكتابة مات رقيقا، وانفسخت كتابته بموته

مَسْأَلَةٌ (614): وَإِذَا مَاتَ الْمُكَاتَبُ، وَقَدْ بَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ مَالِ الْكِتَابَةِ (¬1) مَاتَ رَقِيقًا، وَانْفَسَخَتْ كِتَابَتُهُ بِمَوْتِهِ (¬2). وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِذَا خَلَّفَ وَفَاءً بِمَالِ كِتَابَتِهِ أُدِّيَ عَنْهُ، وَعَتَقَ حُكْمًا قَبْلَ مَوْتِهِ بِغَيْرِ فَصْلٍ (¬3). [5683] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ (¬4). [5684] وبإسناده, أنا يَزِيدُ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ زَيْدٌ يَقُولُ: الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ مُكَاتَبَتِهِ (¬5). [5685] وبإسناده, أنا يَزِيدُ، أنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ¬

_ (¬1) في النسخ: "الكتاب"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (9/ 419، 445)، ومختصر المزني (ص 42)، والحاوي الكبير (18/ 162، 181)، ونهاية المطلب (19/ 379)، وروضة الطالبين (12/ 258)، ومغني المحتاج (4/ 524). (¬3) انظر: الأصل (3/ 374)، والمبسوط (7/ 215)، وتحفة الفقهاء (2/ 283)، وبدائع الصنائع (4/ 154)، والهداية (3/ 264)، وتبيين الحقائق (5/ 170). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 621) من طريق إسماعيل بن أبي خالد. (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 112) من طريق يزيد بن هارون.

مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، قَالَ: الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ (¬1). [5686] وبإسناده, عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - (¬2): إِذَا مَاتَ الْمُكَاتَبُ وَتَرَكَ مَالًا فَهُوَ لِمَوَالِيهِ، وَلَيْسَ لِوَرَثَتِهِ شَيْءٌ (¬3). [5687] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَقُولُ: الْمُكَاتَبُ عَبْدٌ مَا (¬4) بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ، لَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ، وَكَانَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، يَقُولُ: إِذَا مَاتَ الْمُكَاتَبُ وَتَرَكَ مَالًا قُسِمَ مَا ترَكَ عَلَى مَا أَدَّى وَعَلَى مَا بَقِيَ، فَمَا أَصَابَ مَا أَدَّى فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَا أَصَابَ مَا بَقِيَ فَلِمَوَالِيهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: يُؤَدَّى إِلَى مَوَالِيهِ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ مُكَاتَبَتِهِ، وَلِوَرَثَتِهِ مَا بَقِيَ (¬5). [5688] أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَا: أنا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ (¬6) بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 111) من طريق يزيد بن هارون. (¬2) من قوله: "قال المكاتب عبد" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 192) من طريق قتادة. (¬4) في (م): "إن"، وليست في (ع)، والمثبت من المختصر والسنن الكبير. (¬5) أخرجه المؤلف في السنن الكبير (21/ 483). (¬6) في النسخ: "ميمونة"، والمثبت من أصل الرواية والمختصر والسنن الكبير (14/ 54). انظر ترجمته في تهذيب الكمال (22/ 254).

قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: سُلَيْمَانُ. قَالَتْ: كَمْ بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ مُكَاتَبَتِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَشَرَةُ أَوَاقٍ (¬1). قَالَتِ: ادْخُلْ؛ فَإِنَّكَ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْكَ دِرْهَمٌ (¬2). * * * ¬

_ (¬1) في النسخ: "أوراق"، والمثبت من المصادر السابقة. (¬2) أخرجه سعدان في جزئه، رواية الصفار (ق 14/ ب).

مسألة (615): وإيتاء المكاتب بعض مال الكتابة أو الحط لبعض مال الكتابة واجب على السيد

مَسْأَلَةٌ (615): وَإِيتَاءُ الْمُكَاتَبِ بَعْضَ مَالِ الْكِتَابَةِ أَوِ (¬1) الْحَطُّ لِبَعْضِ مَالِ الْكِتَابَةِ وَاجِبٌ عَلَى السَّيَدِ (¬2). وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنَّهُ غَيْرُ وَاجِبٍ (¬3). وَدَلِيلُنَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} (¬4). [5689] أخبرنا الْإِمَامُ أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا رَوْحٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ وَهِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - فِي قَوْلِهِ: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}. قَالَ: رُبُعُ [الْكِتَابَةِ] (¬5) (¬6). [5690] وأخبرنا أَبُو طَاهِرٍ (¬7)، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا رَوْحٌ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مُوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ؛ أَنَّهُ ¬

_ (¬1) في النسخ: "و"، والمثبت من المختصر. (¬2) انظر: الأم (9/ 348)، ومختصر المزني (ص 424)، والحاوي الكبير (18/ 186)، ونهاية المطلب (19/ 383)، والمجموع (17/ 13). (¬3) انظر: المبسوط (7/ 206)، والهداية (3/ 250)، وتبيين الحقائق (5/ 151)، والبناية شرح الهداية (10/ 364)، وفتح القدير (9/ 157). (¬4) سورة النور (آية: 33). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (21/ 477). (¬6) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 245) من طريق عطاء. (¬7) من قوله: "الزيادي" في الحديث السابق إلى هنا ليس في (م).

كَاتَبَ مَوْلًى لَهُ عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِمُكَاتَبَتِي، فَرَدَّ عَلَيَّ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ (¬1). [5691] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ عُمَرَ كَاتَبَ عَبْدًا لَهُ يُكْنَى بِأَبِي أُمَيَّةَ، فَجَاءَهُ (¬2) بِنَجْمِهِ حِينَ حَلَّ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَاسْتَعِنْ بِهِ فِي مُكَاتَبَتِكَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ تَرَكْتَهُ حَتَّى يَكُونَ آخِرَ نَجْمٍ (¬3). قَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أُدْرِكَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} (¬4). قَالَ عِكْرِمَةُ: وَكَانَ أَوَّلَ [نَجْمٍ] (¬5) أُدِّيَ فِي الْإِسْلَامِ (¬6). [5692] حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ بِبَغْدَادَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رَبِيعَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، ثنا الصَّلْتُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيُّ، ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ - عز وجل -: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} قَالَ: "رُبُعُ الْمُكَاتَبَةِ" (¬7). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبري في التفسير (17/ 286) من طريق الجريري. (¬2) في (م): "فجاء". (¬3) في (م): "منجم". (¬4) سورة النور (آية: 33). (¬5) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من المختصر والسنن الكبير (21/ 479). (¬6) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/ 154) وابن أبي حاتم في التفسير (8/ 2587) من طريق وكيع. (¬7) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7/ 244)، وابن أبي حاتم في التفسير (8/ 2586) من طريق عطاء.

[5693] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أنا يَزِيدُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يُؤَدِّي الْمُكَاتَبُ بِحِصَّةِ مَا أَدَّى دِيَةَ حُرٍّ، وَمَا بَقِيَ دِيَةَ عَبْدٍ" (¬1). [5694] وأخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، ثنا يَحْيَى، أنا يَزِيدُ، أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَصَابَ الْمُكَاتَبُ حَدًّا أَوْ مِيرَاثًا وَرِثَ بِحِسَابِ مَا أُعْتِقَ مِنْهُ، وَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ بِحِسَابِ مَا عَتَقَ مِنْهُ" (¬2). [5695] أخبرنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُؤَدِّي الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى" (¬3). رِوَايَةُ عِكْرِمَةَ عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - مُرْسَلَةٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬4). تَمَّ الْكِتَابُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالى وَمَنِّهِ وَتَيْسِيرِهِ وَعَوْنِهِ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْبَيْهَقِيُّ - رحمه الله - تَعَالى: ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 112)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 110) من طريق يزيد بن هارون. (¬2) أخرجه الترمذي في السنن (3/ 112) والنسائي في السنن الكبرى (7/ 239) من طريق يزيد. (¬3) أخرجه أحمد في المسند (1/ 216) عن عفان. (¬4) انظر: العلل الكبير للترمذي (ص 186)، والمراسيل لابن أبي حاتم (ص 158).

ابْتَدَأْتُ فِي جَمْعِ هَذَا الْكِتَابِ وَتَصْنِيفِهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ بَعْدَ مُنْصَرَفِي مِنْ نَيْسَابُورَ إِلَى خُسْرَوْجِرْدَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) كتب ناسخ النسخة (م) بعد انتهائه: "يقول الكاتب فتح الرسول بن فتح محمد النظاماني غفر لهما الله وستر عيوبهما بلطفه الخفي والجلي: فرغت من الكتابة ليلة السبت من شهر جمادى - في النسخة: جميد - الأولى سنة ست وثمانين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة على صاحبها الصلوات والتسليمات. كتبت هذا الكتاب للسيد أبي الروح محب الله الشاه السندي من آل مولانا السيد أبي تراب رشد الله السندي قدس الله تَعَالى سره. الإشارة: النسخة الخطية كانت مملوءة بالخطأ في العبارة والكتابة ولعل بعض عباراتها متروكة ولذا لم يفهم معناه في مواضع كثيرة". ثم كتب على حاشيتها: "طالعناه فوجدنا فيه علما جما".

الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَة وَأَصْحَابِهِ الفهارس العلمية

الطبعة الأولى 1436 هـ - 2015 م رقم الْإِيدَاع: 11164/ 2015 الترقيم الدولي: 5 - 5 - 85202 - 977 - 978 جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر. الرَّوْضَة للنشر والتوزيع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة 26 شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة. E-mail: [email protected] تليفون: 00201017898864 - 00966505175100 - 00966567131416

ثبت المصادر والمراجع

ثبت المصادر والمراجع • الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير؛ لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الجورقاني، تحقيق: د/ عبد الرحمن الفريوائي، دار الصميعي الطبعة الرابعة، 1422 هـ - 2002 م • إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة؛ أبو العباس البوصيري، تحقيق: دار المشكاة، الناشر: دار الوطن الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م • إتحاف المهرة؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: مركز خدمة السنة - المدينة، مجمع الملك فهد الطبعة الأولى 1415 هـ - 1994 م • الآثار لأبي يوسف القاضي؛ تحقيق: أبو الوفا الأفغاني، دار الكتب العلمية 1355 هـ • الآثار؛ لمحمد بن الحسن الشيباني، تحقيق: خالد العواد، دار النوادر • إثبات عذاب القبر؛ تحقيق: د/ شرف محمود القضاة، دار الفرقان، عمان، الأردن، الطبعة الثانية 1405 هـ. • إثبات عذاب القبر؛ تحقيق: المكتب السلفي، مكتبة التراث الإِسلامي. • الآحاد والمثاني؛ لأبي بكر بن أبي عاصم، تحقيق: د/ باسم فيصل الجوابرة، دار الراية الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م • أحاديث أبي الزبير عن غير جابر؛ تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، مكتبة الرشد الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م • الأحاديث المختارة؛ لضياء الدين المقدسي، تحقيق: د/ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، دار خضر الطبعة الثالثة 1420 هـ - 2000 م • أحاديث عفان بن مسلم؛ تحقيق: حمزة أحمد الزين، دار الحديث 2004 م • إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام؛ لابن دقيق العيد، تحقيق: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية 1372 هـ -1953 م • الأحكام الشرعية الكبرى؛ لعبد الحق الإشبيلي المعروف بابن الخراط، تحقيق: حسين بن عكاشة، مكتبة الرشد الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م

• الأحكام الشرعية الوسطى؛ لعبد الحق الإشبيلي المعروف بابن الخراط، تحقيق: حمدي السلفي وصبحي السامرائي، مكتبة الرشد 1416 هـ - 1995 م • أحكام العيدين؛ لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي، تحقيق: مساعد سليمان، مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى 1406 هـ • أحكام القرآن، لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص، تحقيق: محمد صادق القمحاوي، دار إحياء التراث العربي الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م • أحكام القرآن؛ لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، تحقيق: د/ سعد الدين أونال، مركز البحوث الإسلامية - استانبول الطبعة الأولى 1416 هـ - 1995 م • أحوال الرجال؛ لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، تحقيق: البستوي، حديث أكادمي فيصل آباد • أخبار القضاة؛ لوكيع محمد بن خلف، تحقيق: سعيد محمد اللحام، عالم الكتب • أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه؛ لأبي عبد الله الفاكهي، تحقيق: د/ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، دار خضر، بيروت، الطبعة الثانية، 1414 هـ • أخلاق النبي وآدابه؛ لأبي الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني، تحقيق: صالح بن محمد الونيان، دار المسلم للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1998 م. • آداب الشافعي ومناقبه؛ لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن أبي حاتم، تحقيق: عبد الغني عبد الخالق، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م • آداب الصحبة؛ لأبي عبد الرحمن السلمي، تحقيق: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة للتراث، طنطا، الطبعة الأولى 1410 هـ/ 1990 م. • الأدب المفرد؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: علي عبد الباسط وعلي عبد المقصود، مكتبة الخانجي، الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م • إرشاد الساري شرح صحيح البخاري؛ لشهاب الدين القسطلاني، المطبعة الكبرى الأميرية، الطبعة السابعة 1323 هـ • الإرشاد في معرفة علماء الحديث؛ لأبي يعلى الخليلي القزويني؛ تحقيق: د/ محمَّد سعيد عمر إدريس، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ • الإرشاد في معرفة علماء الحديث؛ لأبي يعلى الخليلي القزويني؛ تحقيق: د/ محمَّد سعيد عمر إدريس، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ

• الأسامي والكنى؛ لأبي أحمد الحاكم الكبير، تحقيق: يوسف بن محمد الدخيل، مكتبة الغرباء الأثرية، الطبعة الأولى 1414 هـ/ 1994 م. • الاستذكار؛ لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، دار قتيبة - والوعي، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م • الاستيعاب في معرفة الأصحاب؛ لأبي عمر بن عبد البر، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى 1412 هـ. • أسد الغابة في معرفة الصحابة؛ لابن الأثير الجزري، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1415 هـ/ 1994 م. • الأسماء والصفات؛ للبيهقي، تحقيق: عبد الله بن محمد الحاشدي، مكتبة السوادي، جدة. • الأشباه والنظائر؛ زين الدين ابن النجيم، تحقيق: الشيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م • الأشربة؛ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: صبحي السامرائي، عالم الكتب الطبعة الثانية 1405 هـ - 1985 م • الإصابة في تمييز الصحابة؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: د/ عبد الله التركي، بالتعاون مع مركز البحوث بدار هجر، دار هجر للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1429 هـ/ 2008 م. • الأصل المعروف بالمبسوط؛ لمحمد بن الحسن، تحقيق: محمد بوينوكالن، إصدارات وزارة الأوقاف القطرية، الطبعة الأولى 1433 هـ - 2012 م • أطراف الغرائب والأفراد؛ للدارقطني؛ لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، تحقيق: جابر بن عبد الله السريِّع، دار التدمرية، الطبعة الأولى 1428 هـ. • إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث النبوي؛ لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري تحقيق: د/ عبد الحميد هنداوي، مؤسسة المختار الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م • الإعلام شرح سنن ابن ماجه؛ لمغلطاي، تحقيق: أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين، مكتبة ابن عباس الطبعة الأولى 1427 هـ - 2007 م

• إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال؛ للحافظ مغلطاي، تحقيق: عادل بن محمد، وأسامة بن إبراهيم، دار الفاروق الحديثية، القاهرة، الطبعة الأولى 1422 هـ/ 2001 م. • الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب؛ لأبي نصر بن ماكولا، مصورة دار الكتب العلمية. • الإلزامات والتتبع؛ لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: مقبل بن هادي الوادعي، دار الكتب العلمية الطبعة الثانية 1405 هـ - 1985 م • الإلمام بأحاديث الأحكام؛ لابن دقيق العيد، تحقيق: حسين الجمل، دار المعراج الدولية - دار ابن حزم - الطبعة الثانية، 1423 هـ - 2002 م • الأم؛ لمحمد بن إدريس الشافعي، تحقيق: رفعت فوزي عبد المطلب، دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى 2001 م. • أمالي ابن بشران؛ عبد الملك بن محمد بن بشران، تحقيق: أبو عبد الرحمن عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997 م • أمالي الباغندي؛ لأبي بكر محمد بن سليمان الباغندي الكبير، تحقيق: أشرف صلاح علي، مؤسسة قرطبة الطبعة الأولى 1417 هـ 1997 م • أمالي المحاملي؛ رواية ابن يحيى البيع؛ لأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، تحقيق: د/ إبراهيم القيسي، دار ابن القيم الطبعة الأولى 1412 هـ • الأمالي في آثار الصحابة؛ لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن - القاهرة • الإمام في معرفة أحاديث الأحكام؛ لابن دقيق العيد، تحقيق: سعد بن عبد الله الحميد، دار المحقق • الأموال؛ لأبي أحمد حميد بن مخلد ابن زنجوية، تحقيق: شاكر ذيب فياض، مركز الملك فيصل للبحوث، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م • الأنساب؛ لأبي سعد السمعاني، تحقيق: العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، وآخرون مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية 1400 هـ/ 1980 م. • الأوائل؛ لأبي بكر بن أبي عاصم، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، دار الخلفاء - الكويت

• الأوائل؛ لأبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، تحقيق: مشعل بن باني الجبرين، دار ابن حزم - لبنان، الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م • الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف؛ لأبي بكر ابن المنذر النيسابوري، تحقيق: د/ صغير أحمد بن محمد حنيف، دار الفلاح، الطبعة الأولى 1430 هـ. • الإيجاز في شرح سنن أبي داود، لشيخ الإسلام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، تحقيق: حسين بن عكاشة، دار الفرقان الطبعة الأولى 1427 هـ - 2006 م • الإيمان، لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده العبدي، تحقيق: على بن محمد الفقيهي، مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية 1406 هـ • الإيمان؛ لأبي عبد الله محمد بن يحيى العدني، تحقيق: حمد بن حمدي الجابري، الدار السلفية الطبعة الأولى 1407 هـ • البحر الرائق شرح كنز الدقائق؛ زين الدين ابن النجيم، دار الكتاب الإسلامي الطبعة الثانية • البحر الزخار المعروف بمسند البزار؛ لأبي بكر البزار، تحقيق: د/ محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن، بيروت، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1409 هـ/ 1988 م. • بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع؛ لأبي بكر الكاساني، دار الكتب العلمية الطبعة الثانية 1406 هـ - 1986 م • البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير؛ لابن الملقن، تحقيق: مصطفى أبو الغيط وغيره، دار الهجرة الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م • بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث؛ نور الدين الهيثمي، تحقيق: د/ حسين أحمد الباكري، مركز خدمة السنة - المدينة المنورة الطبعة الأولى 1413 هـ - 1992 م • بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ومنبع الفوائد؛ نور الدين الهيثمي، تحقيق: عبد الله محمد الدرويش، دار الفكر الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م • البناية شرح الهداية؛ لبدر الدين العيني، تحقيق: أيمن صالح شعبان، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1420 هـ - 2000 م

• بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام؛ للحافظ ابن القطان الفاسي، تحقيق: د/ الحسين آيت سعيد، دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى 1418 هـ / 1997 م. • بيان خطأ البخاري؛ لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن أبي حاتم، تحقيق: عبد الرحمن المعلمي اليماني، دائرة المعارف العثمانية • بيان خطأ من أخطأ على الشافعي؛ للبيهقي؛ تحقيق: د/ الشريف نايف الدعيس، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1402 هـ • البيان في عد آي القرآن؛ لأبي عمرو الداني، تحقيق: غانم قدوري الحمد، مركز المخطوطات والتراث الطبعة الأولى 1414 هـ • تاج العروس من جواهر القاموس؛ للزبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الهداية • تاريخ أبي زرعة الدمشقي، رواية أبي الميمون بن راشد، تحقيق: شكر الله القوجاني، مجمع اللغة العربية - دمشق • تاريخ أسماء الضعفاء؛ لأبي حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين، تحقيق: أبو عمر الأزهري، الفاروق الحديثة للطباعة الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م • تاريخ أصبهان؛ لأبي نعيم الأصبهاني، دار الكتاب الإسلامي • تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام؛ لأبي عبد الله الذهبي، تحقيق: د/ بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1424 هـ/ 2003 م. • التاريخ الأوسط؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: تيسير بن سعد، دار الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1426 هـ/ 2005 م. • التاريخ الكبير؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، دائرة المعارف حيدر آباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى 1987 م. • تاريخ المدينة، لعمر بن شبة، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، 1399 هـ • تاريخ بغداد؛ لأبي بكر الخطيب البغدادي؛ تحقيق: د/ بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1422 هـ/ 2001 م. • تاريخ جرجان؛ لحمزة بن يوسف السهمي، طبعة دار المعارف الإسلامية

• تاريخ خليفة بن خياط؛ تحقيق: د/ أكرم ضياء العمري، دار القلم، دمشق، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1397 هـ. • التاريخ ليحيى بن معين؛ برواية ابن محرز تحقيق: محمد كامل القصار، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1405 هـ. • التاريخ ليحيى بن معين؛ برواية الدارمي تحقيق: د/ أحمد محمد نور سيف، جامعة الملك عبد العزيز، كلية الشريعة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1399 هـ. • التاريخ ليحيى بن معين؛ برواية الدوري، تحقيق: د/ أحمد محمد نور سيف، جامعة الملك عبد العزيز، كلية الشريعة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1399 هـ. • تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل؛ لأبي القاسم بن عساكر الدمشقي الشافعي، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1415 هـ - 1995 م. • تالي تلخيص المتشابه؛ لأبي بكر الخطيب البغدادي، تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، وأحمد الشقيرات، دار الصميعي، الرياض، الطبعة الأولى 1417 هـ. • تبصير المنتبه بتحرير المشتبه؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد علي النجار، مراجعة: علي محمد البجاوي، المكتبة العِلمية، بيروت. • تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق؛ لفخر الدين الزيلعي، المطبعة الكبرى الأميرية، الطبعة الأولى 1414 هـ • تحفة الفقهاء؛ لأبي بكر علاء الدين السمرقندي، دار الكتب العلمية الطبعة الثانية 1414 هـ - 1994 م • التحقيق في مسائل الخلاف؛ لأبي الفرج ابن الجوزي، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، دار الوعي الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م • التدوين في أخبار قزوين؛ لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني، تحقيق: عزيز الله العطاري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1987 م. • تصحيفات المحدثين؛ لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري، تحقيق: محمود أحمد ميرة، المطبعة العربية الحديثة الطبعة الأولى 1402 هـ

• تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: د/ إكرام الله إمداد الحق، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1416 هـ/ 1996 م. • تعظيم قدر الصلاة؛ لمحمد بن نصر المروزي، تحقيق: د/ عبد الرحمن عبد الجبار الفَريْوائيّ، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1406 هـ. • تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان؛ لأبي الحسن الدارقطني تحقيق: خليل بن محمد العربي، دار الفاروق الحديثة ودار الكتاب الإسلامي الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م • تعليقة على العلل لابن أبي حاتم؛ لابن عبد الهادي الحنبلي، تحقيق: سامي محمد جاد الله، مكتبة أضواء السلف الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م • تغليق التعليق؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: سعيد عبد الرحمن القزقي، المكتب الإسلامي الطبعة الأولى 1405 هـ • تفسير القرآن العزيز؛ لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المعروف بابن أبي زمنين المالكي، تحقيق: أبو عبد الله حسين بن عكاشة ومحمد بن مصطفى الكنز، الفاروق الحديثة الطبعة الأولى 1423 هـ - 2002 م • تفسير القرآن العظيم؛ لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن أبي حاتم، تحقيق: أسعد محمد الطيب، مكتبة نزار مصطفى الباز - الطبعة الثالثة 1419 هـ • تفسير مجاهد؛ لأبي الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي القرشي، تحقيق: د/ محمد عبد السلام أبو النيل، الناشر: دار الفكر الإسلامي الطبعة الأولى، 1410 هـ - 1989 م • التفسير من سنن سعيد بن منصور؛ لسعيد بن منصور الخراساني، تحقيق: د/ سعد بن عبد الله آل حميد، دار الصميعي، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1997 م • تقريب التهذيب، للحافظ العسقلاني، د/ محمد عوامة، دار الرشيد سوريا، الطبعة الأولى 1406 هـ. • تكملة الإكمال؛ لابن نقطة؛ تحقيق: د/ عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1410 هـ.

• تكملة الإكمال؛ لابن نقطة، تحقيق: د/ عبد القيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1410 هـ. • التلخيص الحبير؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: حسين عباس بن قطب، مؤسسة قرطبة الطبعة الأولى 1416 هـ - 1995 م • تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم؛ لأبي بكر الخطيب، تحقيق: سُكينة الشهابي، طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، الطبعة الأولى 1985 م. • تلخيص تاريخ نيسابور؛ لأحمد بن محمد بن الحسن المعروف بالخليفة النيسابوري، كتابخانة ابن سينا - طهران • التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد؛ لأبي عمر بن عبد البر النمري، تحقيق: الأستاذ مصطفى بن أحمد العلوي، والأستاذ محمد عبد الكبير البكري، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب، الطبعة الأولى 1387 هـ/ 1967 م. • التمييز؛ للإمام مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق: د/ عبد القادر مصطفى المحمدي، دار ابن الجوزي الطبعة الثانية 1431 هـ • تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق؛ لابن عبد الهادي الحنبلي، تحقيق: سامي محمد جاد الله وغيره، مكتبة أضواء السلف الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م • تهذيب الآثار؛ لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: محمود شاكر، مطبعة المدني القاهرة، الطبعة الأولى. • تهذيب التهذيب؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني؛ دائرة المعارف النظامية - الهند - 1325 هـ. • تهذيب الكمال في أسماء الرجال؛ لأبي الحجاج المزي، تحقيق د/ بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1400 هـ/ 1980 م. • تهذيب اللغة؛ لأبي منصور الهروي، تحقيق: محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث الطبعة الأولى 2001 م • التوحيد؛ لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق: عبد العزيز الشهوان، مكتبة الرشد الطبعة الخامسة 1414 هـ - 1994 م

• توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم؛ لابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1993 م. • توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك؛ ابن أم قاسم المرادي المالكي، تحقيق: عبد الرحمن علي سليمان، دار الفكر العربي الطبعة الأولى 1428 هـ - 2008 م • التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن، تحقيق: دار الفلاح، وزارة الأوقاف القطرية الطبعة الأولى 1429 هـ - 2008 م • الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة؛ أبو الفداء بن قطلوبغا السودوني، تحقيق: شادي بن محمد آل نعمان، مركز النعمان للبحوث الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م • الثقات؛ لأبي حاتم بن حبان البستي، تحت مراقبة: د/ محمد عبد المعيد خان، مطبعة مجلس دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى 1393 هـ/ 1973 م. • جامع البيان عن تأويل آي القرآن؛ لأبي جعفر بن جرير الطبري، تحقيق: د/ عبد الله التركي، بالتعاون مع مركز البحوث بدار هجر، دار هجر للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1422 هـ/ 2001 م. • جامع التحصيل في أحكام المراسيل؛ صلاح الدين العلائي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، عالم الكتب الطبعة الثانية 1407 هـ - 1986 م • الجامع لابن وهب؛ تحقيق: د/ رفعت فوزي، دار الوفاء الطبعة الثانية 1428 هـ - 2007 م • الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع؛ لأبي بكر الخطيب، تحقيق: د/ محمود الطحان - مكتبة المعارف • الجامع لشعب الإيمان؛ تحقيق: د/ عبد العلي عبد الحميد حامد، مكتبة الرشد، الرياض، 1423 هـ/ 2003 م. • الجامع لمعمر بن راشد؛ تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المجلس العلمي، الطبعة الثانية 1403 هـ

• الجرح والتعديل؛ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى 1271 هـ/ 1952 م. • الجزء الأول من الفوائد الصحاح والغرائب والأفراد رواية الأنصاري، لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي تحقيق: أبو عبد الله حمزة الجزائري، الدار الأثرية الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م • الجزء الأول والثاني من فوائد ابن بشران عن شيوخه؛ لعلي بن محمد بن بشران، تحقيق: خلاف محمود عبد السميع، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1423 هـ • جزء الحسن بن عرفة العبدي، تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي، دار الأقصى الكويت، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1985 م • جزء حديث أبي الجهم العلاء بن موسى الباهلي، تحقيق: عبد الرحيم بن محمد القشقري، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 420 هـ - 1999 م • جزء حديث إسماعيل الصفار والأصم، تحقيق: نبيل سعد جرار، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م • جزء حديث سعدان بن نصر؛ رواية ابن الأعرابي، تحقيق: عبد المنعم إبراهيم، مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة - الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م • جزء رفع اليدين في الصلاة؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: بديع الدين الرشدي، دار ابن حزم، الطبعة الأولى 1416 هـ - 1996 م • جزء فيه ثلاثة مجالس من أمالي الزيادي؛ لأبي طاهر محمد بن محمد بن الزيادي، تحقيق نبيل سعد الدين جرار، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م • جزء فيهم ما انتقى أبو بكر ابن مردوية على أبي القاسم الطبراني؛ لأبي بكر أحمد بن محمد بن مردوية، تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، مكتبة أضواء السلف الطبعة الأولى 1420 هـ - 2000 م • جزء من أحاديث أبي عمرو السلمي، إسماعيل بن نجيد، تحقيق: خلاف محمود عبد السميع، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1423 هـ - 2002 م

• جزء هلال الحفار، تحقيق: أحمد جمال أحمد أبو سيف، الدار الأثرية الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م • الجعديات؛ لأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، تحقيق: د/ رفعت فوزي عبد المطلب، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى 1415 هـ. • جمع الجوامع أو الجامع الكبير؛ للسيوطي، الأزهر الشريف مكتبة السعادة الطبعة الثانية 1426 هـ - 2005 م • الجمعة وفضلها؛ لأحمد بن علي المروزي، تحقيق: سمير بن أمين الزهيري، دار عمار - عمان، الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م • الجهاد؛ لعبد الله بن المبارك، تحقيق: د/ نزيه حماد، دار المطبوعات الحديثة - جده • الجواهر المضية في طبقات الحنفية، لأبي محمَّد عبد القادر بن محمد القرشي، تحقيق: عبد الفتاح الحلو، دار هجر للطباعة والنشر الطبعة الثانية 1413 هـ • الجوهرة النيرة على مختصر القدوري؛ لأبي بكر الزبيدي اليمني، المطبعة الخيرية • الحاوي الكبير؛ لأبي الحسن الماوردي، تحقيق: علي محمد معوض، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م • حجة القراءات؛ لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة، تحقيق: سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة الطبعة الخامسة 1418 هـ - 1997 م • حديث ابن البختري؛ لأبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، تحقيق: نبيل سعد الدين جرار، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م • حديث ابن جريج عن شيوخه، تحقيق: حمزة الزين، دار الحديث 1424 هـ • حديث الزهري؛ لأبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري البغدادي، تحقيق: د/ حسين بن محمد شبالة البلوط، أضواء السلف الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م • حديث السراج؛ لأبي العباس محمد بن إسحاق السراج، تحقيق: أبو عبد الله حسين بن عكاشة، دار الفاروق الحديثة الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م • حديث بكر بن بكار، تحقيق: محمد زياد عمر تكلة، مكتبة العبيكان الطبعة الأولى 1421 هـ - 2001 م

• حديث سفيان الثوري رواية السري عن شيوخه، تحقيق: د/ عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 2004 م • حديث سفيان، رواية علي حرب الطائي، تحقيق: حمزة أحمد الزين، الطبعة الأولى 2004 م • حديث شعبة؛ لمحمد بن المظفر البزاز، تحقيق: صالح عثمان اللحام، الدار العثمانية الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م • حديث علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، تحقيق: عمر بن رفود السفياني، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م • حديث محمد بن عبد الله الأنصاري، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى، تحقيق: مسعد عبد الحميد السعدني، أضواء السلف، الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م • حلية الأولياء وطبقات الأصفياء؛ لأبي نعيم الأصبهاني، مكتبة السعادة، القاهرة، 1394 هـ/ 1974 م. • الخراج ليحيى بن آدم؛ تحقيق: الشيخ أحمد شاكر، المطبعة السلفية، الطبعة الثانية 1384 هـ • الدر المنثور في التفسير بالمأثور؛ لجلال الدين السيوطي، تحقيق: د/ عبد الله التركي، بالتعاون مع مركز البحوث بدار هجر، دار هجر للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1424 هـ/ 2003 م. • الدعاء؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: د/ محمد بن سعيد البخاري، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1407 هـ. • الدعوات الكبير؛ للبيهقي؛ تحقيق: بدر بن عبد الله البدر، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، 1414 هـ/ 1993 م. • دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة؛ لأبي بكر البيهقي، تحقيق د/ عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى 1408 هـ/ 1988 م. • الديات؛ لأبي بكر بن أبي عاصم، تحقيق: عبد المنعم زكريا، دار الصميعي الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م

• ذخيرة الحفاظ؛ لأبي الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني، تحقيق: د/ عبد الرحمن الفريوائي، دار السلف الطبعة الأولى 1416 هـ - 1996 م • ذكر الأقران وروايتهم عن بعضهم بعضا؛ لأبي محمد عبد الله بن محمد أبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: مسعد السعدني، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م • رجال صحيح البخاري المسمى بـ الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد؛ لأبي نصر أحمد بن محمد الكلاباذي، تحقيق: عبد الله الليثي، دار المعرفة - بيروت الطبعة الأولى 1407 هـ • رد المحتار على الدر المختار؛ لابن عابدين الدمشقي، دار الفكر الطبعة الثانية 1412 هـ - 1992 م • الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام؛ لأبي سليمان جاسم بن سليمان الفهيد، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1987 م • روضة الطالبين؛ لأبي زكريا النووي، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي الطبعة الثالثة 1412 هـ - 1991 م • الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي؛ لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري الهروي، تحقيق: د/ عبد المنعم طوعي بثنائي، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م • الزهد؛ لأبي داود السجستاني، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، دار الشكاة - حلوان، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م • الزهد؛ لوكيع بن الجراح، تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار، الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م • الزيادات على كتاب المزني؛ لأبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، تحقيق: د/ خالد بن هايف المطيري، دار أضواء السلف - الكوثر الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م • سنن الترمذي؛ لأبي عيسى الترمذي؛ تحقيق: الأستاذ شعيب الأرناؤوط، دار الرسالة، الطبعة الأولى 1430 هـ/ 2009 م.

• سنن ابن ماجه؛ لأبي عبد الله محمد بن ماجه القزويني، تحقيق: مركز البحوث، دار التأصيل • سنن أبي بكر الأثرم، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 2004 • سنن أبي داود؛ لأبي داود السجستاني، تحقيق: الأستاذ شعيب الأرناؤوط، دار الرسالة، الطبعة الأولى 1430 هـ/ 2009 م. • سنن الدارقطني؛ لأبي الحسن الدارقطني البغدادي؛ تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى. • سنن الدارمي؛ لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، تحقيق: السيد أبو عاصم نبيل بن هاشم الغمري، دار البشائر الإسلامية • السنن الصغرى؛ للبيهقي، تحقيق: بهجت يوسف حمد أبي الطيب، دار الجيل، بيروت، 1415 هـ/ 1995 م. • السنن الصغرى؛ للنسائي؛ لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: مركز البحوث، دار التأصيل • السنن الكبير؛ للبيهقي؛ مركز هجر للبحوث والدراسات، دار هجر - القاهرة، 1432 هـ • السنن الكبرى؛ للبيهقي؛ الناشر مجلس دائرة المعارف النظامية بالهند، 1344 هـ. • السنن الكبرى؛ لأبي عبد الرحمن النسائي، تحقيق: مركز البحوث، دار التأصيل • السنن المأثورة للشافعي، لإسماعيل بن يحيى المزني تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، دار المعرفة بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ • سنن سعيد بن منصور؛ لسعيد بن منصور الخراساني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى 1403 هـ/ 1982 م. • سؤالات أبي عبيد الآجري، لأبي داود السجستاني، تحقيق: د/ عبد العليم البستوي، مكتبة دار الاستقامة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1418 هـ. • سؤالات الحاكم؛ للدارقطني، تحقيق: د/ موفق بن عبد الله، مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م

• سؤالات السجزي؛ للحاكم، تحقيق: موفق بن عبد الله، دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى 1408 هـ • سؤالات حمزة السهمي؛ للدارقطني، تحقيق: موفق بن عبد الله، مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م • سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة؛ لعلي بن المديني، لعلي بن عبد الله بن جعفر بن المديني، تحقيق د/ موفق عبد الله عبد القادر، مكتبة المعارف، الطبعة الأولى 1404 هـ • سير أعلام النبلاء؛ لأبي عبد الله الذهبي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة التاسعة 1413 هـ. • سير السلف الصالحين؛ لإسماعيل بن محمد الأصبهاني قوام السنة، تحقيق: طارق فتحي السيد وغيره، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م • السير الصغير؛ لأبي عبد الله بن فرقد الشيباني، تحقيق: مجيد خدوري، الدار المتحدة الطبعة الأولى 1975 م • سيرة ابن إسحاق؛ المسماة بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي؛ لمحمد بن إسحاق بن يسار، تحقيق وتعليق: محمد حميد الله، تقديم الأستاذ: محمد الفاسي، معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، الرباط، الطبعة الأولى 1396 هـ. • السيرة النبوية؛ لعبد الملك بن هشام، تحقيق: مصطفى السقا وغيره، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، الطبعة الثانية 1375 هـ - 1955 م • شرح الزرقاني على الموطأ، محمد بن عبد الباقي الزرقاني، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، مكتبة الثقافة الدينية الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م • شرح السنة؛ لمحيي السنة أبو محمد البغوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد زهير الشاويش، المكتب الإسلامي الطبعة الثانية 1403 هـ - 1983 م • شرح السير الكبير؛ شمس الأئمة السرخسي، تحقيق: محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1417 هـ • شرح سنن أبي داود؛ لبدر الدين العيني، تحقيق: خالد بن إبراهيم المصري، مكتبة الرشد الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م

• شرح صحيح البخاري، لابن بطال علي بن خلف، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، مكتبة الرشد الطبعة الثانية 1423 هـ • شرح مسند الشافعي؛ لأبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي، تحقيق: أبو بكر وائل محمد زهران، وزارة الأوقاف القطرية الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م • شرح مشكل الآثار؛ لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1415 هـ - 1994 م • شرح معاني الآثار؛ لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، تحقيق: محمد زهري النجار وغيره، عالم الكتب الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م • الشريعة، لأبي بكر الآجري، تحقيق: د/ عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، دار الوطن، الرياض، 1420 هـ/ 1999 م، الطبعة الثانية. • الشعر والشعراء؛ لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق: أحمد محمد شاكر، دار المعارف، الطبعة الأولى. • شيوخ عبد الله بن وهب؛ لابن بشكوال القرطبي، تحقيق: د/ عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م • صحيح ابن خزيمة؛ محمد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق: ماهر ياسين الفحل - دار الميمان 1430 - 2009 • صحيح البخاري؛ للإمام أبي عبد الله البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الدين، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى 1422 هـ. • صحيح مسلم؛ لمسلم بن الحجاج النيسابوري، مجموعة من المحققين، دار الجيل • صحيفة همام بن منبه، تحقيق: علي حسن علي عبد الحميد، دار عمار - بيروت - الطبعة الأولى 1407 هـ - 1987 م • الضعفاء الصغير، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: وليد متولي محمد، دار الفاروق الحديثة، الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م • الضعفاء الكبير، لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي، تحقيق: مركز البحوث، دار التأصيل بالتعاون مع أبي يحيى الحداد، الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م • الضعفاء والمتروكين؛ لأبي الحسن الدارقطني، تحقيق: موفق بن عبد الله، مكتبة المعارف، الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م

• الضعفاء والمتروكين؛ لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق: وليد متولي محمد، دار الفاروق الحديثة، الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م (طبع من ضعفاء البخاري) • الضعفاء ومن نُسب إلى الكذب ووضع الحديث، لأبي جعفر العقيلي، تحقيق: مركز البحوث، دار التأصيل • طبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين السبكي؛ تحقيق د/ محمود محمَّد الطناحي ود/ عبد الفتاح محمَّد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1413 هـ • طبقات الشافعية الكبرى، لعماد الدين ابن كثير، تحقيق د/ عبد الحفيظ منصور، دار المدار، الطبعة الثانية 2004 م • الطبقات الكبير؛ لمحمد بن سعد (كاتب الواقدي)، تحقيق: علي بن عمر، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى 1421 هـ/ 2001 م. • طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها، لأبي محمَّد بن حيان الأنصاري؛ تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407 هـ/ 1987 م. • الطبقات؛ لخليفة بن خياط العصفري، تحقيق: د/ أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، الطبعة الثانية 1402 هـ. • الطهور؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: مشهور حسن سلمان، مكتبة الصحابة - جدة الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م • العظمة، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق: رضاء الله بن محمد المباركفوري، دار العاصمة - الرياض الطبعة الأولى 1408 هـ • العلل الكبير؛ لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، تحقيق: صبحي السامرائي وغيره، عالم الكتب - بيروت الطبعة الأولى 1409 هـ • العلل ومعرفة الرجال؛ لأحمد بن حنبل؛ رواية: المروذي وغيره، تحقيق: د/ وصى الله بن محمد عباس، الدار السلفية، بومباى، الهند، الطبعة الأولى 1408 هـ/ 1988 م.

• العلل ومعرفة الرجال؛ لأحمد بن حنبل الشيباني رواية ابنه عبد الله، تحقيق: د/ وصي الله بن محمد عباس، المكتب الإسلامي، بيروت، دار الخاني، الرياض، الطبعة الأولى، 1408 هـ/ 1988 م. • العلل؛ للحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد، ود/ خالد الجريسي، الطبعة الأولى 1427 هـ - 2006 م. • العلل؛ للدارقطني علي بن عمر، تحقيق: محمد صالح الدباسي، دار مؤسسة الريان - بيروت 1432 هـ. • غاية النهاية في طبقات القراء؛ لابن الجزري، تحقيق: المستشرق برجستراسر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1352 هـ/ 1933 م. • غرائب مالك؛ لأبي الحسين محمد بن المظفر، تحقيق: أبو عبد الباري رضا بن خالد الجزائري، دار السلف الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997 م • غريب الحديث؛ لأبي إسحاق إبراهيم الحربي، تحقيق: سليمان إبراهيم العايد، جامعة أم القرى الطبعة الأولى 1405 هـ • غريب الحديث؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: عبد السلام هارون، الهيئة العامة للمطابع الأميرية بتواريخ متفرقة • غريب الحديث؛ لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق: عبد الله الجبوري، مطبعة العاني الطبعة الأولى 1397 هـ • غريب الحديث، لأبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بالخطابي، تحقيق: عبد الكريم الغرباوي دار الفكر 1402 هـ - 1982 م • الغريبين في القرآن والحديث؛ أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب الأزهري، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، مكتبة نزار مصطفى الباز الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م. • فتح الباب في الكنى والألقاب؛ لأبي عبد الله بن منده الأصبهاني، تحقيق: أبي قتيبة نظر محمد الفاريابي، مكتبة الكوثر، الرياض، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م • فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ لابن رجب، دار الغرباء الأثرية، تحقيق: مكتب الحرمين، الطبعة الأولى 1417

• فتح القدير؛ للكمال ابن الهمام، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1424 هـ - 2003 م • فتح المغيث بشرح ألفية الحديث؛ شمس الدين السخاوي، تحقيق: د/ عبد الكريم الخضير ود/ محمد آل فهيد، مكتبة دار المنهاج الطبعة الأولى 1426 هـ • الفرائض؛ لسفيان الثوري، تحقيق: د/ عبد العزيز بن الهليل، دار العاصمة - الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ • الفردوس بمأثور الخطاب؛ لأبي شجاع شيرويه الديلمي، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م • الفصل للوصل المدرج في النقل؛ للخطيب البغدادي، تحقيق: عبد السميع محمد الأنيس، دار ابن الجوزي الطبعة الأولى 1418 هـ • فضائل الصحابة؛ لأحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق: د/ وصي الله عباس، مركز البحث العلمي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، الطبعة الأولى 1403 هـ. • فضائل القرآن؛ لأبي العباس جعفر بن محمد بن المستغفر المستغفري، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، دار ابن حزم الطبعة الأولى 1427 هـ - 2006 م • فضل الرمي وتعليمه؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: د/ محمد بن حسن الغماري، مكتبة الملك فهد الوطنية 1419 هـ • فضيلة الشكر لله على نعمته؛ لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي، تحقيق: محمد مطيع الحافظ وغيره، دار الفكر - دمشق الطبعة الأولى 1402 هـ • الفقيه والمتفقه؛ للخطيب البغدادي، تحقيق: عادل يوسف العزازي، دار ابن الجوزي الطبعة الثانية 1421 هـ • الفوائد (الغيلانيات)؛ لأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، تحقيق: فاروق عبد العظيم، أضواء السلف، الرياض، الطبعة الأولى 1418 هـ/ 1998 م. • فوائد أبي علي الرفاء؛ حامد بن محمد الهروي، تحقيق: نبيل سعد جرار، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م • فوائد الخلدي؛ لأبي محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، تحقيق: نبيل سعد جرار، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م

• الفوائد، لأبي محمد عبد الله بن محمد الفاكهي، تحقيق: محمد بن عايض الغباني، مكتبة الرشد الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م • فوائد مكرم البزاز؛ لأبي بكر مكرم بن أحمد البزاز، تحقيق: نبيل سعد جرار، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م • الفوائد؛ لأبي القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن الجنيد الرازي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة الرشد الطبعة الأولى 1412 هـ • الفيصل في مشتبه النسبة؛ لأبي بكر الحازمي الهمداني، تحقيق: سعود بن عبد الله المطيري، مكتبة الرشد الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م • القاموس المحيط، أبو الطاهر الفيروزآبادي تحقيق: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة الطبعة الثامنة 1426 هـ - 2005 م • القراءة خلف الإمام؛ لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق: هشام بن محمد فتحي، مكتبة الإمام البخاري الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م • القراءة خلف الإمام؛ للبيهقي؛ تحقيق: أبي بسطام محمد بن مصطفى، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى 1433 هـ • القضاء والقدر؛ للبيهقي؛ تحقيق: د/ صلاح الدين بن عباس شكر، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1426 هـ/ 2005 م. • الكامل في ضعفاء الرجال؛ لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق: د/ مازن السرساوي، مكتبة الرشد، الطبعة الأولى 1434 هـ/ 2013 م. • الكامل في ضعفاء الرجال؛ لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق: يحيى مختار غزاوي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ/ 1988 م. • الصلاة؛ لأبي نعيم الفضل بن عمرو بن حماد المعروف بابن دكين، تحقيق: صلاح بن عايض الشلاحي، مكتبة الغرباء الأثرية، الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م • الكفاية في معرفة أصول علم الرواية؛ للخطيب البغدادي، تحقيق: ماهر الفحل، دار ابن الجوزي الطبعة الأولى 1432 هـ • كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال؛ المتقي الهندي، تحقيق: بكري حياني وصفوة السقا، مؤسسة الرسالة الطبعة الخامسة 1401 هـ - 1981 م

• الكنى والأسماء؛ للإمام مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق: عبد الرحيم محمد القشقري، الجامعة الإسلامية، الطبعة الأولى 1404 هـ - 1984 م • الكنى والأسماء، لأبي بشر الدولابي، تحقيق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى 1421 هـ/ 2000 م. • لسان الميزان؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 2002 • المبسوط؛ لأبي سهل محمد بن أحمد السرخسي، دار المعرفة 1414 هـ • المتفق والمفترق؛ لأبي بكر الخطيب البغدادي، دراسة وتحقيق: د/ محمد صادق آيدن الحامدي، دار القادري للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، الطبعة الأولى 1417 هـ/ 1997 م. • المجالسة وجواهر العلم؛ لأبي بكر الدينوري، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى 1423 هـ - 2002 م. • المجروحين؛ لأبي حاتم محمد بن حبان البستي، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار الصميعي الطبعة الأولى 1420 هـ - 2005 م • مجمع الضمانات؛ لغانم بن محمد الحنفي، تحقيق: د/ محمد أحمد سراح وغيره، دار السلام الطبعة الأولى 1420 هـ • المجموع شرح المهذب؛ لشيخ الإسلام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار الفكر • المحدث الفاصل بين الراوي والواعي؛ لأبي محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، تحقيق: د/ محمد عجاج الخطيب، دار الفكر الطبعة الثالثة 1404 هـ • المحلى؛ لابن حزم، تحقيق: أحمد محمد شاكر، إدارة الطباعة المنيرية 1347 هـ • مختصر المزني؛ للإمام أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، تحقيق: محمد عبد القادر شاهين، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م • مختصر خلافيات البيهقي؛ لأحمد بن فرح الإشبيلي، تحقيق: د/ ذياب عبد الكريم عقل، مكتبة الرشد الطبعة الأولى 1417 هـ - 1997 م

• مختصر زوائد البزار؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: صبري عبد الخالق، مؤسسة الكتب الثقافية الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م • المخلصيات؛ لأبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، تحقيق: نبيل سعد الدين جرار، وزارة الأوقاف القطرية الطبعة الأولى 1429 هـ - 2008 م • المدخل إلى الإكليل؛ لأبي عبد الله الحاكم، تحقيق: ياسر ممدوح الإسماعيلي، دار الفاروق الحديثة، الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م • المدخل إلى السنن الكبرى؛ تحقيق: د/ محمَّد ضياء الرحمن الأعظمي، دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي، الكويت، 1404 هـ • المدخل إلى الصحيح؛ لأبي عبد الله الحاكم، تحقيق: ربيع بن هادي الوادعي، دار الإمام أحمد، 1430 هـ - 2009 م • المدونة؛ للإمام مالك بن أنس، دار الكتب العلمية، 1415 هـ - 1994 م • المراسيل؛ لأبي داود السجستاني، تحقيق: الأستاذ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1418 هـ - 1998 م. • المراسيل؛ لأبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن أبي حاتم، تحقيق: شكر الله قوجاني، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1397 هـ • مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع؛ عبد المؤمن عبد الحق القطيعي، دار الجيل الطبعة الأولى 1412 هـ • المروءة؛ لأبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان، تحقيق: محمد خير رمضان، دار ابن حزم - بيروت الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م • المزكيات؛ لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، دار البشائر الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م • مساوئ الأخلاق ومذمومها؛ لأبي بكر الخرائطي، تحقيق: مصطفى بن أبو النصر الشلبي، مكتبة السوادي، جدة، الطبعة الأولى 1412 هـ/ 1992 م. • مسائل أحمد رواية ابنه عبد الله؛ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي بيروت • مسائل أحمد رواية أبي القاسم البغوي، لأبي عبد الله أحمد بن حنبل، تحقيق: عمرو عبد المنعم سليم، مؤسسة قرطبة الطبعة الأولى 1413 هـ - 1993 م

• مسائل أحمد رواية أبي داود السجستاني، تحقيق: أبي معاذ طارق بن عوض الله، مكتبة ابن تيمية، الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م • مسائل أحمد وإسحق بن راهويه، لأبي يعقوب إسحاق بن منصور المعروف بالكوسج، الجامعه الإسلامية، الطبعة الأولى 1425 هـ - 2002 م • مسائل حرب الكرماني، تحقيق: فايز بن أحمد حابس، جامعة أم القرى 1422 هـ • مستخرج الطوسي على جامع الترمذي؛ لأبي علي الحسن بن علي الطوسي، تحقيق: أنيس بن أحمد الأندونيسي، مكتبة الغرباء الأثرية الطبعة الأولى 1415 هـ • المستدرك على الصحيحين؛ لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، دار الميمان الطبعة الأولى 1435 - 2014 • مسند ابن وهب، تحقيق: محيي الدين جمال البكالي، دار التوحيد لإحياء التراث، الطبعة الأولى 2007 م • مسند أبي بكر الصديق؛ لأحمد بن علي المروزي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، المكتب الإسلامي الطبعة الرابعة 1406 هـ - 1986 م • مسند أبي حنيفة رواية ابن خسرو، تحقيق لطيف الرحمن البهرائي المكتبة الإمدادية مكة، الطبعة الأولى -1431 هـ - 2010 م • مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم، تحقيق نظر محمد الفاريابي، الطبعة الأولى - 1415 هـ • مسند أبي حنيفة رواية الحارثي، تحقيق: لطيف الرحمن البهرائي المكتبة الإمدادية مكة، الطبعة الأولى 1431 هـ - 2010 م • مسند أبي حنيفة رواية الحصكفي، تحقيق: عبد الرحمن حسن محمود، دار الآداب مصر • مسند أبي داود الطيالسي، تحقيق: محمد بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث بهجر، دار هجر، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1999 م • مسند أبي يعلى الموصلي؛ لأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، الطبعة الأولى 1404 هـ. • مسند أحمد؛ للإمام أحمد بن حنبل الشيباني، تحقيق: مجموعة من الباحثين جمعية المكنز

• مسند إسحاق بن راهويه، تحقيق: د/ عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان - المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1991 م • مسند الروياني؛ لأبي بكر الروياني، تحقيق: أيمن علي أبو يماني، مؤسسة قرطبة، القاهرة، الطبعة الأولى 1416 هـ. • مسند السراج؛ لأبي العباس محمد بن إسحاق السراج، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، إدارة العلوم الأثرية فيصل آباد الطبعة الأولى 1423 هـ - 2002 م • مسند الشافعي ترتيب سنجر بن عبد الله؛ تحقيق: ماهر ياسين الفحل، شركة غراس للنشر، الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م • مسند الشافعي ترتيب محمد عابد السندي، تقديم الكوثري، تحقيق: السيد يوسف الزواوي والسيد عزت العطار، دار الكتب العلمية 1370 هـ - 1951 م • مسند الشاميين؛ لأبي القاسم الطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1405 هـ - 1984 م • المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم؛ لأبي عوانة الإسفراييني، تحقيق: د/ محمد محمدي محمد جميل الجامعة الإسلامية الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م • المسند الصحيح المخرج على صحيح مسلم؛ لأبي عوانة يعقوب الإسفرائيني، تحقيق: عباس بن صفا خان، الجامعة الإسلامية الطبعة الأولى 1435 هـ - 2014 م • المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع؛ لأبي حاتم محمد بن حبان البستي، تحقيق: محمد علي سونمز، دار ابن حزم الطبعة الأولى 1433 هـ - 2013 م • مسند الفاروق؛ لعماد الدين ابن كثير؛ تحقيق د/ عبد المعطي أمين قلعجي، دار الوفاء، الطبعة الأولى 1411 هـ - 1991 م • المسند المستخرج على صحيح مسلم؛ لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، تحقيق: محمد حسن الشافعي، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1417 هـ - 1996 م • مسند المقلين من الأمراء والسلاطين؛ لأبي القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن الجنيد الرازي، تحقيق: مجدي فتحي السيد، دار الصحابة - مصر - الطبعة الأولى 1410 هـ - 1989 م

• مسند سعد بن أبي وقاص؛ لأبي عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1407 هـ • مسند عابس الغفاري وجماعة من الصحابة؛ لأبي عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، تحقيق: د/ غالب بن محمد الحامضي، دار الوطن الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م • مسند عبد الرحمن بن عوف، لأبي العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، تحقيق: صلاح بن عايض الشلاحي، دار ابن حزم - بيروت الطبعة الأولى 1414 هـ • مسند عبد الله بن المبارك، تحقيق: صبحي السامرائي، مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1407 هـ • مسند عبد الله بن عمر؛ لأبي أمية الطرسوسي، تحقيق: أحمد راتب عرموش، دار النفائس الطبعة الأولى 1393 • المسند للشاشي؛ لأبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، تحقيق: د/ محفوظ الرحمن زين الله، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ. • المسند؛ لأبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، تحقيق: حسن سليم أسد الدَّارَانيّ، دار السقا - دمشق - الطبعة الأولى 1996 • مشارق الأنوار على صحاح الآثار؛ للقاضي عياض، المكتبة العتيقة • المشتبه في الرجال أسمائهم وأنسابهم؛ أبي عبد الله الذهبي، تحقيق: علي محمد البجاوي، مكتبة إحياء الكتاب العربي، مصطفى البابي الحلبي الطبعة الأولى 1962 م • مشيخة ابن طهمان؛ لإبراهيم بن طهمان، تحقيق: محمد طاهر مالك، مجمع اللغة العربية - دمشق، 1403 هـ - 1983 م • المشيخة؛ ليعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق: محمد بن عبد الله السريع، دار العاصمة الطبعة الأولى 1431 هـ • مصنف ابن أبي شيبة؛ لأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، تحقيق: الأستاذ محمد عوامة، دار القبلة، الطبعة الأولى 1427 هـ/ 2006 م. • المصنف؛ لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المجلس العلمي، الطبعة الثانية 1403 هـ

• المطالب العالية؛ لابن حجر، مجموعة من الباحثين، تنسيق: د/ سعد بن ناصر الشثري، دار العاصمة، دار الغيث، الطبعة الأولى 1419 هـ/ 1998 م. • معالم السنن؛ لأبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بالخطابي، المطبعة العلمية حلب الطبعة الأولى 1351 هـ - 1932 م • معاني القرآن؛ للفراء، تحقيق: محمد علي النجار وغيره، دار المصرية للتأليف والترجمة، الطبعة الأولى • معجم أبي يعلى الموصلي؛ لأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، الطبعة الأولى 1410 هـ. • المعجم الأوسط؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: طارق بن عوض الله، دار الحرمين • معجم البلدان، لياقوت الحموي؛ دار صادر الطبعة الثانية 1995 • معجم الشيوخ؛ لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى 1405 هـ • معجم الصحابة؛ لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع، تحقيق: صلاح بن سالم المصراتي، مكتبة الغرباء الأثرية الطبعة الأولى 1418 هـ • المعجم الصغير؛ لأبي القاسم الطبراني، تحقيق: محمد شكور محمود الحاج أمرير، المكتب الإسلامي/ دار عمار، الطبعة الأولى 1405 هـ/ 1985 م. • المعجم الكبير (الجزء المفقود)؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: سعد بن عبد الله الحميد ود/ خالد الجريسي، دار إحياء التراث • المعجم الكبير؛ لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار إحياء التراث • المعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي؛ لأبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، تحقيق: د/ زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1410 هـ/ 1990 م. • المعجم؛ لأبي بكر ابن المقرئ، تحقيق: عادل بن سعد، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1419 هـ.

• المعجم؛ لأبي سعيد ابن الأعرابي، تحقيق: عبد المحسن بن إبراهيم بن أحمد الحسيني، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997 م • معرفة الألقاب؛ لأبي الفضل بن طاهر المقدسي، تحقيق أشرف نجيب وغيره، دار الفاروق الحديثية، الطبعة الأولى 1432 هـ - 2011 م. • معرفة السنن والآثار، تحقيق: د/ عبد المعطي قلعجي، دار الوعي، 1412 هـ/ 1991 م. • معرفة الصحابة؛ لأبي عبد الله بن منده الأصبهاني، تحقيق: د/ عامر حسن صبري، جامعة الإمارات العربية، الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م • معرفة الصحابة؛ لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن للنشر الرياض، الطبعة الأولى 1419 هـ - 1998 م. • معرفة علوم الحديث؛ لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق: أحمد بن فارس السلوم، دار ابن حزم • المعرفة والتاريخ؛ لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق: أكرم ضياء العمري، مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية 1401 هـ - 1981 م • المغازي؛ لمحمد بن عمر الواقدي، تحقيق: مارسدن جونس، دار الأعلمي بيروت، الطبعة الثالثة 1409 هـ - 1989 م • مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج؛ لشمس الدين الشربيني الشافعي، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1415 هـ - 1994 م • المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد؛ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح، تحقيق: د/ عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1410 هـ/ 1990 م. • من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين؛ لابن زريق، تحقيق: عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية • المناسك؛ لابن أبي عروبة، تحقيق: د/ عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية، الطبعة الأولى 1421 هـ - 2000 م • المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور؛ لأبي إسحاق تقي الدين العراقي الصيرفيني، تحقيق: خالد حيدر، دار الفكر 1414 هـ

• المنتخب من مسند عبد بن حميد؛ تحقيق: أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين، دار ابن عباس المنصورة - الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م • المنتقى شرح الموطأ؛ لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي، مطبعة السعادة، الطبعة الأولى 1332 • المنتقى من السنن المسندة؛ لأبي محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري، تحقيق: مركز البحوث دار التأصيل • منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه؛ لأبي زكريا النووي، تحقيق: عوض قاسم أحمد، دار الفكر الطبعة الأولى 1425 هـ - 2005 م • المنهاج شرح صحيح مسلم؛ لشيخ الإسلام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، دار إحياء التراث العربي الطبعة الثانية 1392 هـ • المنهاج في شعب الإيمان؛ لأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي، تحقيق: حلمي محمد فوده، دار الفكر الطبعة الأولى 1399 هـ - 1979 م • المهذب في اختصار السنن الكبير للبيهقي؛ لأبي عبد الله الذهبي، تحقيق: دار المشكاة بإشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم، دار الوطن الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م • المؤتلف والمختلف في أسماء نقلة الحديث وأسماء آبائهم وأجدادهم؛ لعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري، تحقيق: مثنى محمد حميد الشمري، وقيس إسماعيل التميمي، دار الغرب الإسلامي، الأولى 1428 هـ/ 2007 م. • المؤتلف والمختلف؛ لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، تحقيق: د/ موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1406 هـ. • موضح أوهام الجمع والتفريق؛ لأبي بكر الخطيب البغدادي، تحقيق: المعلمي اليماني - دائرة المعارف العثمانية • موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري، تحقيق: بشار معروف ومحمود خليل، مؤسسة الرسالة 1412 هـ • موطأ مالك رواية يحيى الليثي، تحقيق: بشار معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الثانية، 1417 هـ

• ميزان الاعتدال في نقد الرجال؛ لأبي عبد الله الذهبي، تحقيق: محمد رضوان العرقسوسي وغيره، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م • ناسخ الحديث ومنسوخه؛ لأبي حفص عمر بن أحمد المعروف بابن شاهين، تحقيق: سمير بن أمين الزهيري، مكتبة المنار الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م • الناسخ والمنسوخ؛ لأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس، تحقيق: د/ سليمان بن إبراهيم اللاحم، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1991 م • الناسخ والمنسوخ؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: محمد بن صالح المديفر، مكتبة الرشد، الطبعة الثانية، 1418 هـ - 1997 م • نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الآثار؛ لابن حجر العسقلاني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار ابن كثير الطبعة الثانية 1429 هـ - 2008 م • النتف في الفتاوى؛ لأبي الحسن السغدي، تحقيق: المحامي الدكتور/ صلاح الدين الناهي، دار الفرقان - الرسالة الطبعة الثانية 1404 هـ - 1984 م • نزهة الألباب في الألقاب؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد العزيز محمد بن صالح السديري، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1409 هـ/ 1989 م. • نصب الراية؛ لأحاديث الهداية؛ للزيلعي، تحقيق: محمد عوامة، مؤسسة الريان الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997 م • نهاية المحتاج؛ شمس الدين الرملي، دار الفكر طبعة أخيرة 1404 هـ - 1984 م • نهاية المطلب في دراية المذهب؛ لإمام الحرمين الجويني، تحقيق: د/ عبد العظيم الديب، دار المنهاج الطبعة الأولى 1428 هـ - 2007 م • النهاية في غريب الحديث والأثر، مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير الجزري, تحقيق: محمود الطناحي وطاهر الزاوي، المكتبة العلمية الطبعة • الهداية في شرح بداية المبتدي؛ لبرهان الدين المرغيناني، تحقيق: طلال يوسف، دار إحياء التراث العربي • الوسيط في المذهب؛ لأبي حامد الغزالي، تحقيق: أحمد محمود إبراهيم، دار السلام الطبعة الأولى 1417 هـ

§1/1